مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الكوكب النابض بالحياة
    استيقظ!‏ ٢٠٠٩ | نيسان (‏ابريل)‏
    • الكوكب النابض بالحياة

      يحتضن كوكب الارض في ارجائه كمّا هائلا وتنوعا مذهلا من العضويات الحية التي يمكن ان تُعدّ انواعها بالملايين.‏ وأعداد كبيرة من هذه العضويات التي تعيش في التربة والهواء والماء هي اصغر من ان تُرى بالعين المجرَّدة.‏ على سبيل المثال،‏ وُجد ان غراما واحدا فقط من التربة يحوي ٠٠٠‏,١٠ نوع من البكتيريا،‏ هذا دون ان نذكر عدد الميكروبات كلها.‏ حتى ان بعض انواع البكتيريا تعيش على عمق ٣ كيلومترات تحت الارض!‏

      والغلاف الجوي ايضا يعجّ بأشكال الحياة المختلفة التي لا تقتصر على الطيور والحشرات.‏ ففي مواسم معيّنة،‏ يمتلئ هذا الغلاف بالبزور وغبار الطَّلع وغيره من الأبواغ،‏ بالاضافة الى الآلاف من انواع الميكروبات التي تُرى في بعض المناطق.‏ تذكر مجلة ساينتفيك امريكان:‏ «ان الهواء والتربة يحويان سواء بسواء تنوعا كبيرا من الميكروبات».‏

      اما المحيطات فلا تزال بشكل عام لغزا غامضا حيث ان استكشاف اعماقها يستلزم في الغالب تقنيات باهظة الثمن.‏ حتى الشِّعاب المرجانية التي يسهل الوصول اليها نسبيا ويجري التمعن في دراستها غنية بملايين الانواع غير المعروفة.‏

      حقا،‏ تضمّ الارض اشكالا لا تُعدّ ولا تُحصى من الكائنات الحية،‏ حتى ان هذه الكائنات تغيّر الخصائص الكيميائية للكوكب،‏ وخصوصا غلافه الحيوي الذي تتواجد فيه الحياة.‏ ففي المحيطات مثلا،‏ تساهم كربونات الكلسيوم الموجودة في الاصداف والمرجان في الحفاظ على توازن كيمياء المياه،‏ «تماما كما يعمل مضاد الحموضة في المعدة»،‏ حسبما يذكر تقرير اصدرته الادارة القومية للجو والمحيطات في الولايات المتحدة.‏ كما ان النباتات والعوالق النباتية،‏ طحالب وحيدة الخلية تعيش عند سطح البحيرات والمحيطات،‏ تلعب دورا في ضبط مستوى ثاني اكسيد الكربون والاكسجين في الماء والهواء.‏ وتعمل البكتيريا والفطريات في التربة كمفكِّكات،‏ فتزوِّد النباتات بالمواد المغذِّية اللاعضوية.‏ حقا،‏ صدق مَن وصف الارض بالكوكب النابض بالحياة!‏

      ولكن من المستحيل ان توجد الحياة على الارض لو لم تكن هنالك دقة متناهية في مجالات عديدة لم يتمكن العلماء من كشف اسرار البعض منها حتى القرن العشرين.‏ وتتجلّى هذه الدقة المتناهية في المجالات التالية:‏

      ١-‏ موقع الارض في مجرة درب التبَّانة والنظام الشمسي،‏ فضلا عن مدارها،‏ ميلان محورها،‏ سرعة دورانها،‏ والقمر التابع لها

      ٢-‏ الحقل المغنطيسي والغلاف الجوي اللذان هما بمثابة درعين واقيين للأرض

      ٣-‏ وفرة المياه

      ٤-‏ الدورات الطبيعية التي تجدّد وتنظّف الغلاف الحيوي

      فيما تتأمل هذه المواضيع التي ستُناقَش في المقالات التالية،‏ اسأل نفسك:‏ ‹هل مزايا الارض هي نتاج صدفة عمياء ام تصميم ذكي؟‏›.‏ اذا كان الخيار الثاني يعبّر عن رأيك،‏ فما هو قصد الخالق من صنع الارض؟‏ ستجيب المقالة الاخيرة في هذه السلسلة عن هذا السؤال.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٣]‏

      ‏«لا نريد ان نترك اي مجال لأي تدخّل الهي»‏

      في حين تثبت الادلة ان الطبيعة مصممة بإتقان شديد بحيث يستحيل ان تكون وليدة صدفة مجرَّدة من الذكاء،‏ يرفض علماء كثيرون الايمان بوجود خالق.‏ وليس السبب ان العلم يدفع الملحدين بطريقة ما الى «قبول تفسير مادي» لوجود الكون،‏ حسبما يذكر العالِم المؤيد للتطور ريتشارد ت.‏ لِوُونتين.‏ بل لأن لديهم على حدّ قوله «التزاما مسبقا .‏ .‏ .‏ بمذهب المادية»،‏ فهم مصممون على ابتداع «مجموعة من المفاهيم التي تزوّد تفاسير مادية».‏ ويردف لِوُونتين متحدثا باسم العلماء عموما:‏ «ان المادية حقيقة مطلقة،‏ فنحن لا نريد ان نترك اي مجال لأي تدخُّل الهي».‏

      فما رأيك انت؟‏ هل من الحكمة التشبث بهذا الرأي،‏ لا سيما ان الدلائل التي تشير الى وجود خالق غنية عن البيان؟‏ —‏ روما ١:‏٢٠‏.‏

  • ‏«عنوان» الارض المثالي
    استيقظ!‏ ٢٠٠٩ | نيسان (‏ابريل)‏
    • ‏«عنوان» الارض المثالي

      غالبا ما يتضمن عنوان المرء اسم بلده ومدينته والشارع الذي يقيم فيه.‏ وعلى سبيل المقارنة،‏ لنقل ان «البلد» الذي توجد فيه الارض هو مجرة درب التبَّانة،‏ و «المدينة» هي النظام الشمسي —‏ اي الشمس والكواكب التابعة لها —‏ و «الشارع» هو مدار الارض في النظام الشمسي.‏ وقد نال العلماء بصيرة نافذة في فهم مزايا موقع الارض البالغ الصغر في كوننا الفسيح بفضل التقدم الذي أُحرز في علوم الفلك والفيزياء.‏

      بادئ ذي بدء،‏ تقع «المدينة» التي توجد فيها الارض،‏ اي النظام الشمسي،‏ في منطقة صالحة للسكن من مجرة درب التبَّانة.‏ فهذه المنطقة تبعد عن مركز المجرة نحو ٠٠٠‏,٢٨ سنة ضوئية وتحوي التراكيز المناسبة من العناصر الكيميائية اللازمة لدعم الحياة.‏ فلو كانت هذه المنطقة ابعد مما هي الآن لندرت هذه العناصر،‏ ولو كانت اقرب لتعرّضنا لخطر شديد بسبب تزايد الإشعاعات التي يُحتمل ان تسبّب الموت وغيرها من العوامل المؤذية.‏ حقا،‏ «نحن نعيش في العقار الافضل على الاطلاق»،‏ حسبما يرد في مجلة ساينتفيك امريكان.‏

      ‏«الشارع» الانسب

      ان «الشارع» الذي تقع فيه الارض،‏ اي مدارها في نظامنا الشمسي،‏ هو «الافضل» ايضا.‏ فهذا المدار الذي يبعد عن الشمس حوالي ١٥٠ مليون كيلومتر يقع في منطقة صالحة للسكن بحيث لا تتجمد الارض ولا تحترق.‏ كما ان مسار الارض شبه الدائري يبقينا طوال السنة على البعد نفسه تقريبا من الشمس.‏

      علاوة على ذلك،‏ تُعدّ الشمس «محطة توليد الطاقة» الاكثر فعالية.‏ فحجمها ملائم وهي تبثّ دون انقطاع الكمية الصحيحة من الطاقة.‏ لذا تستحق الشمس ان تدعى «نجما متميزا للغاية».‏

      خير «جار» للأرض

      لو تُرك الخيار للأرض ان تنتقي «جارا» لها،‏ لما وجدت احسن من القمر.‏ فبما ان قطره يتجاوز ربع قطر الارض تقريبا،‏ فهو يُعدّ كبيرا جدا نسبة الى كوكب الارض اذا ما قورن بالاقمار الاخرى في نظامنا الشمسي.‏ لكن ذلك ليس من محاسن الصدف.‏

      فالقمر هو المسبب الرئيسي لحركة المدّ والجزر التي تؤثر تأثيرا هاما في بيئة كوكبنا.‏ وهو يساهم ايضا في ضبط درجة ميلان محور الارض.‏ فبدون القمر المفصَّل على قياس الارض،‏ اذا جاز التعبير،‏ يترنح كوكبنا مثل البلبل (‏الدوّامة)‏،‏ حتى انه قد يقع على احد جوانبه.‏ ويمكن ان ينجم عن ذلك تغييرات مأساوية في المناخ وحركة المدّ والجزر وغير ذلك.‏

      فريدة في ميلانها وسرعة دورانها

      يسبب ميلان محور الارض ٥‏,٢٣ درجة تعاقب الفصول سنويا وتلطيف درجات الحرارة،‏ ويخلق مجموعة كبيرة من الاحزمة المناخية.‏ يذكر كتاب الارض الفريدة —‏ لماذا يندر وجود الحياة المعقدة في الكون (‏بالانكليزية)‏:‏ «يبدو ان درجة ميلان محور كوكبنا مناسبة تماما».‏

      اضف الى ذلك ان طول النهار والليل الناجمين عن دوران الارض هو ايضا مناسب تماما.‏ فلو طالت دورتها كثيرا لاحترق الجانب المواجه للشمس وتجمد الآخر.‏ اما اذا قصرت دورتها،‏ ولو بضع ساعات فقط،‏ لأحدث دورانها السريع رياحا عاتية وتأثيرات مؤذية اخرى.‏

      حقا،‏ ان كل ما يمتّ بصلة الى كوكبنا،‏ من «عنوانه» الى سرعة دورانه وحتى «جاره» القمر،‏ يشهد ان خالقا حكيما ابتكر هذا التصميم الذكي.‏a يقول پول دايڤيز،‏ عالِم فيزيائي ومؤيد للتطور:‏ «حتى العلماء الملحدون يشيدون بما في كوننا من رحابة وعظمة وانسجام وروعة وإبداع فذّ».‏

      فهل يعقل ان يكون هذا الابداع نتاج الصدفة ام انه شاهد على تصميم هادف؟‏ فكّر في هذا السؤال فيما تطّلع على المقالة الوجيزة التالية التي تتحدث عن درعين مذهلين يحميان الحياة على الارض من اخطار الفضاء الخارجي.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a ان وجود الكون ككل يعتمد بشكل رئيسي على القوى الاساسية الاربع التي تتحكم بالمادة:‏ الجاذبية،‏ الكهرمغنطيسية،‏ والقوتين النوويتين القوية والضعيفة.‏ وكل هذه القوى مضبوطة بدقة بالغة.‏ —‏ انظر الفصل ٢ من كتاب هل يوجد خالق يهتمُّ بأمركم؟‏‏،‏ اصدار شهود يهوه.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٥]‏

      سرعتك تفوق سرعة الرصاص!‏

      حين تشرف على الانتهاء من قراءة هذا الاطار تكون قد سافرت آلاف الكيلومترات دون اية ارتجاجات او مطبّات!‏ تأمل في المعلومات التالية:‏

      يبلغ محيط الارض ٠٠٠‏,٤٠ كيلومتر،‏ وهي تدور حول نفسها مرة كل ٢٤ ساعة.‏ لذلك اذا كنت تقف عند خط الاستواء او بالقرب منه،‏ فأنت تدور بسرعة ٦٠٠‏,١ كيلومتر في الساعة تقريبا!‏ (‏طبعا اذا كنت تقف عند اي من القطبين فستدور في مكانك.‏)‏

      علاوة على ذلك،‏ تدور الارض حول الشمس بسرعة ٣٠ كيلومترا في الثانية،‏ كما ان النظام الشمسي بأكمله يسير حول مركز مجرة درب التبَّانة بسرعة مذهلة تبلغ ٢٤٩ كيلومترا في الثانية.‏ بالمقابل،‏ لا تتجاوز سرعة الرصاص الكيلومتر ونصفا في الثانية.‏

      ‏[مصدر الصورة في الصفحة ٤]‏

      Earth: Based on NASA/Visible Earth imagery

      ‏[مصدر الصورة في الصفحة ٥]‏

      Milky Way: NASA/JPL/Caltech

  • درعان يوفّران الحماية للارض
    استيقظ!‏ ٢٠٠٩ | نيسان (‏ابريل)‏
    • درعان يوفّران الحماية للارض

      الفضاء عالم محفوف بالمخاطر تكثر فيه النيازك والاشعاعات المميتة.‏ الا ان كوكبنا الازرق يسير في «حقل الرماية» الفسيح هذا دون ان يُصاب بأضرار تُذكر.‏ وكيف ذلك؟‏ تلبس الارض درعين مذهلين يمدّانها بالحماية:‏ حقلا مغنطيسيا قويا وغلافا جويا يلائم حاجاتها تماما.‏

      الحقل المغنطيسي ينشأ في اعماق الكوكب ويمتد بعيدا في الفضاء حيث يشكّل درعا غير منظور يُدعى الغلاف المغنطيسي (‏الى اليسار)‏.‏ ويقي هذا الدرع الارض من القوة الشديدة للاشعاعات الكونية والمخاطر التي تنبعث من الشمس،‏ مثل:‏ الرياح الشمسية،‏ وهي سيل متواصل من الجسيمات المشحونة بالطاقة؛‏ اللهب الشمسية التي تبعث خلال دقائق طاقة تعادل الطاقة الناجمة عن بلايين القنابل الهيدروجينية؛‏ والمقذوفات الكتلية الاكليلية (‏CME)‏ التي تطلق من اكليل الشمس الى الفضاء بلايين الاطنان من المادة.‏ وتُحدِث اللهب الشمسية والمقذوفات عروض الشفق الكثيف (‏الى اليسار في الاسفل)‏،‏ وهي اضواء ملونة تُرى في الغلاف الجوي العلوي بالقرب من قطبَي الارض المغنطيسيّين.‏

      الغلاف الجوي يمدّ الارض بحماية اضافية.‏ فالطبقة الخارجية من الغلاف الجوي،‏ الستراتوسفير،‏ تحوي شكلا من اشكال الاكسجين يُسمى الأوزون الذي يمتص حتى ٩٩ في المئة من الاشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس.‏ وهكذا تساهم طبقة الأوزون في حماية الكثير من اشكال الحياة،‏ مثل البشر والعوالق،‏ من تأثير الاشعة الخطرة.‏ واللافت للنظر ان كمية الأوزون ليست ثابتة،‏ بل تتغير بتغيّر كثافة الاشعة فوق البنفسجية،‏ ما يجعل من هذه الطبقة درعا فعّالا يتكيّف حسب الحاجة.‏

      بالاضافة الى ذلك،‏ يحفظ الغلاف الجوي كوكب الارض من الوابل اليومي لملايين النيازك التي تتراوح بين جسيمات صغيرة وصخور كبيرة.‏ فغالبية هذه النيازك تحترق في الغلاف الجوي وتصبح ذيولا متوهجة تُدعى الشُّهب.‏

      غير ان درعَي الارض هذين لا يعيقان وصول الاشعة الضرورية للحياة،‏ مثل الحرارة والضوء.‏ حتى ان الغلاف الجوي يساهم في توزيع الحرارة حول الارض ويغدو في الليل دثارا يبطئ تبدد الحرارة.‏

      حقا،‏ ان غلاف الارض الجوي وحقلها المغنطيسي هما من روائع التصميم التي لم تُدرَك خفاياها بالكامل.‏ وتصحّ هذه الكلمات ايضا في ظاهرة اخرى هي وفرة المياه على الارض.‏

  • الماء «اكسير» الحياة
    استيقظ!‏ ٢٠٠٩ | نيسان (‏ابريل)‏
    • الماء «اكسير» الحياة

      يُعَدّ الماء لغزا يكتنفه الغموض.‏ وهو على بساطته بالغ التعقيد.‏ فكل جزيء منه يتكوّن من ثلاث ذرات فقط:‏ اثنتين من الهيدروجين وواحدة من الاكسجين.‏ مع ذلك،‏ لم يتوصل العلماء الى فهم آلية عمل جزيئاته فهما كاملا.‏ لكن الحقيقة التي لا تقبل الجدل هي ان الماء عماد الحياة،‏ فهو يشكّل نحو ٨٠ في المئة من وزن كل الكائنات الحية.‏ اليك خمسا فقط من خصائص هذه المادة التي تثير العجب:‏

      ١-‏ يحفظ الماء الكثير من الحرارة دون ان ترتفع درجة حرارته ارتفاعا كبيرا،‏ فيساهم بالتالي في تلطيف المناخ.‏

      ٢-‏ يتمدد الماء حين يتجمد،‏ فيطفو الجليد في الاعلى ويشكّل طبقة عازلة.‏ فلو انه يصبح اكثر كثافة عند التجمد،‏ على غرار سائر المواد،‏ لتجلدت البحيرات والانهار والبحار من القعر الى السطح ولدُفنت فيها كل اشكال الحياة.‏

      ٣-‏ يمتاز الماء بشفافية شديدة تتيح للعضويات التي تعتمد على الضوء ان تبقى حية على عمق لا بأس به.‏

      ٤-‏ تتماسك جزيئات الماء بفعل خاصية التوتر السطحي،‏ فتشكّل ما يشبه «الجلْد» المطاطي.‏ وتساهم هذه الميزة في تكوّن قطرات الماء،‏ تساعد الحشرات ان تقفز على سطحه،‏ وتلعب دورا في الخاصية الشَّعرية التي تتيح للماء ان يروي النباتات مهما بلغ طولها.‏

      ٥-‏ يُعتبَر الماء افضل مذيب على الاطلاق.‏ فهو يذيب الاكسجين،‏ ثاني اكسيد الكربون،‏ الاملاح،‏ المعادن،‏ والكثير من المواد الحيوية الاخرى.‏

      دوره في «تكييف هواء» الارض

      تغطي المحيطات حوالي ٧٠ في المئة من الارض،‏ ما يمكّنها من تأدية دور رئيسي في ضبط المناخ.‏ فالمحيطات والغلاف الجوي تعمل معا كوحدة متكاملة،‏ اذ تتبادل باستمرار الحرارة والماء والغازات والحركة على شكل رياح وأمواج.‏ كما انها تتعاون في حمل الحرارة من المناطق المدارية الى القطبين،‏ ملطفة بذلك درجات الحرارة على الارض.‏ فحياة معظم العضويات منوطة بعدم تخطّي درجات الحرارة الحدود التي تبقى فيها المياه في حالتها السائلة.‏ يذكر كتاب الارض الفريدة —‏ لماذا يندر وجود الحياة المعقدة في الكون (‏بالانكليزية)‏:‏ «يبدو ان كل الاحوال على الارض جدّ مثالية».‏

      اذًا يمكن القول،‏ انطلاقا من القانون الطبيعي للسبب والنتيجة،‏ ان الارض ليست سببا بل هي نتيجة.‏ ولكن هل السبب هو الصدفة ام ان خالقا حكيما ومحبا يقف وراء ذلك؟‏ يؤيد الكتاب المقدس الفكرة الاخيرة.‏ (‏اعمال ١٤:‏١٥-‏١٧‏)‏ وفي المقالة التالية،‏ سنرى دليلا آخر يثني على رأي الكتاب المقدس،‏ الا وهو الدورات الطبيعية الرائعة التي تبقي كوكبنا نظيفا ومعافى.‏

  • دورات طبيعية تدعم الحياة
    استيقظ!‏ ٢٠٠٩ | نيسان (‏ابريل)‏
    • دورات طبيعية تدعم الحياة

      ماذا يحلّ بمدينة قُطع عنها الهواء النقي والماء العذب وسُدّت فيها قنوات الصرف الصحي؟‏ لا شك ان المرض والموت سيزحفان اليها سريعا.‏ بالمقابل،‏ ان النظام في كوكبنا هو نظام مغلق،‏ فالهواء النقي والماء العذب لا يُشحنان الينا من الفضاء الخارجي ولا تُبعث اليه صواريخ محملة بالفضلات.‏ فكيف يبقى غلاف ارضنا الحيوي نظيفا وصالحا للسكن؟‏ يكمن الجواب في الدورات الطبيعية مثل دورات الماء والكربون والاكسجين والنتروجين.‏ فلنستعرض معا بعض الشرح والصور الايضاحية حول هذه الدورات.‏

      دورة الماء تتضمن ثلاث مراحل:‏ ‏(‏١)‏ يتبخر الماء ويرتفع الى الغلاف الجوي بفعل حرارة الشمس.‏ ‏(‏٢)‏ تتكثف هذه المياه النقية فتكوّن السحب.‏ ‏(‏٣)‏ تشكل السحب المطر والبرَد والثلج التي تتساقط على الارض،‏ منهية بذلك هذه الدورة الطبيعية.‏ وكم تبلغ كمية المياه التي تخضع لهذه الدورة سنويا؟‏ ما يكفي بحسب التقديرات لتغطية كامل سطح الكوكب بأكثر من ثمانين سنتيمترا من الماء.‏

      ٢

      → ◯

      ↓ ٣ ↑

      ↓ ١ ↑

      ↓ ↑

      ← ←

      ←

      دورتا الكربون والاكسجين تشملان عمليتين رئيسيتين هما التخليق الضوئي والتنفس.‏a ففي التخليق الضوئي،‏ تُستخدم اشعة الشمس وثاني اكسيد الكربون والماء لإنتاج الكربوهيدرات والاكسجين.‏ اما في عملية التنفس لدى البشر والحيوانات فتتحد الكربوهيدرات بالاكسجين لتنتج الطاقة وثاني اكسيد الكربون والماء.‏ وهكذا فإن المواد الناتجة عن احدى الدورتين هي نفسها المواد اللازمة للقيام بالدورة الاخرى.‏ وكل ذلك يجري بمنتهى النظافة والفعالية والهدوء.‏

      الاوكسجين

      →

      → →

      ↓ ↑

      ↓ ↑

      ↓ ↑

      ← ←

      ←

      ثاني اكسيد الكربون

      دورة النتروجين ضرورية لإنتاج الاحماض الامينية والبروتينات وغيرها من الجزيئات العضوية.‏ ‏(‏أ)‏ تبدأ هذه الدورة حين يحوّل البرق والبكتيريا النتروجين في الجو الى مركَّبات يسهل على النباتات امتصاصها.‏ ‏(‏ب)‏ تُدخل النباتات هذه المركَّبات ضمن جزيئات عضوية.‏ وهكذا عندما تأكل الحيوانات النباتات،‏ تحصل هي ايضا على النتروجين.‏ ‏(‏ج)‏ وحين تموت النباتات والحيوانات،‏ تحلّل فصيلة اخرى من البكتيريا مركَّبات النتروجين وتعيد هذا العنصر الكيميائي الى التربة والغلاف الجوي.‏

      → → → → → → → → → →

      ↓ ↑

      ↓ يشكل النتروجين ٧٨٪ من ↑

      ↓ غلاف الارض الجوي ↑

      ↓ ↑

      ↓ ↓ الجزيئات ↑

      ↓ أ ↓ العضوية ↑

      ↓ البكتيريا ↓ ب ↑ ↓ ج ↑

      ← مركَّبات النتروجين البكتيريا ←

      ← ← ←

      اعادة تدوير هي غاية في الابداع

      تأمل في هذه الفكرة:‏ رغم كل التقنيات المتوفرة،‏ يخلّف البشر وراءهم سنة بعد سنة اطنانا وأطنانا من النفايات السامة غير القابلة للتدوير.‏ اما الارض فهي تعيد تدوير كل فضلاتها بإتقان تام مستخدمة عمليات كيميائية خلاقة.‏ يذكر م.‏ أ.‏ كوريه،‏ كاتب في حقلَي العلوم والدين:‏ «يستحيل على العمليات التي تحدث بمحض الصدفة ان تتمكن وحدها من تحقيق» هذا الانسجام البيئي.‏

      من ناحية اخرى،‏ ينسب الكتاب المقدس الفضل لمن يستحقه قائلا:‏ «يا لكثرة اعمالك يا يهوه!‏ كلها بحكمة صنعت».‏ (‏مزمور ١٠٤:‏٢٤‏)‏ وتتجلى هذه الحكمة من خلال هبة خصوصية هيأها من اجل البشر.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a ترتبط بعض الدورات الطبيعية احداها بالاخرى ارتباطا وثيقا.‏ فالاكسجين مثلا يدخل في دورتَي الكربون والماء لأنه احد عناصر ثاني اكسيد الكربون والكربوهيدرات والماء.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة