-
اختفت في ثانية واحدة!استيقظ! ١٩٩٠ | آذار (مارس) ٢٢
-
-
وقد اثارت ازالة الأحراج ضجَّة عالمية، وهي مركَّزة الى حدّ كبير على بلد واحد.
حالة في صدد الموضوع: البرازيل
في سنة ١٩٨٧ اظهرت صور الاقمار الاصطناعية الفوتوغرافيةُ لحوض الامازون ان سرعة ازالة الأحراج في هذه المنطقة الواحدة هي اعلى ممّا كانت عليه بعض التقديرات لإزالة أحراج الكوكب كله! وإذ احرق الناس الغابة لإزالتها انارت اللياليَ حرائقُ بأعداد كبيرة. وكانت سحابة الدخان بكبر الهند ومن الكثافة بمكان بحيث اضطرت بعض المطارات ان تغلق ابوابها. وبحسب احد التقديرات، يخسر حوض الامازون كل سنة مساحة من الغابة المَطِيرة بكبر بلجيكا.
وعالِم البيئة البرازيلي خوسيه لوتزنبرڠر دعا ذلك «اكبر محرقة في تاريخ الحياة.» وعلماء البيئة حول العالم ثائرون. وهم يسلِّطون الاضواء العامة على ورطة الغابات المَطِيرة. وحتى القمصان وحفلات الروك الموسيقية اعلنت «أنقذوا الغابة المَطِيرة.» ثم جاء الضغط المالي.
ان البرازيل مديونة بأكثر من مئة ألف مليون دولار دينا خارجيا ويجب ان تنفق حوالي ٤٠ في المئة من ايرادات صادراتها لدفع الفائدة فقط. وهي تعتمد كثيرا على المساعدة والقروض الخارجية. لذلك بدأت المصارف الدولية تمنع القروض التي يمكن ان تُستعمل لإتلاف الغابات. وعرضت الدول المتطورة مقايضة بعض دين البرازيل بوقاية محسَّنة لبيئتها. حتى ان رئيس الولايات المتحدة بوش طلب من اليابان ان لا تُقرِض البرازيل اموالا لبناء طريق رئيسي عبر الغابات المَطِيرة العذراء.
مأزق عالمي
بالنسبة الى برازيليين كثيرين يفوح الرياء من كل هذا الضغط. فالبلدان المتطورة افنت منذ زمن طويل القسم الاعظم من غاباتها وما كانت لتسمح لأية قوة اجنبية بمنعها من ذلك. والولايات المتحدة تستأصل حاليا آخر غاباتها المَطِيرة. وهي بالتأكيد ليست مدارية؛ انها الغابات المَطِيرة المعتدلة للپاسيفيكي في الشمال الغربي. فالانواع ستتلاشى هناك ايضا.
وهكذا فإن ازالة الأحراج مشكلة عالمية لا مجرد برازيلية. وخسائر الغابات المَطِيرة المدارية هي الاكثر خطورة الآن. أكثر من نصف هذه الخسائر يحدث خارج البرازيل. وافريقيا الوسطى وجنوب شرق آسيا هما المنطقتان الاخريان من مناطق غابات العالم المَطِيرة الكبيرة، وهناك ايضا تتلاشى الغابات بسرعة.
ولإزالة الأحراج تأثيرات عالمية على نحو مساوٍ. فهي تعني الجوع، العطش، والموت بين الملايين. انها مشكلة تؤثِّر مباشرة في حياتكم. فهي تمسّ الطعام الذي تأكلونه، الادوية التي تستعملونها، الطقس حيث تعيشون — وربَّما ايضا مستقبل الجنس البشري.
-
-
اختفت في ثانية واحدة!استيقظ! ١٩٩٠ | آذار (مارس) ٢٢
-
-
[الرسم/الخريطة في الصفحة ٥]
الغابات المَطِيرة المتلاشية (اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)
قبل ازالة الأحراج
المدى الحالي
السنة ٢٠٠٠ وفق سرعة ازالة الأحراج الحاضرة
-