مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • العيش في مجتمع واقع في شرك الرمي
    استيقظ!‏ ٢٠٠٢ | آب (‏اغسطس)‏ ٢٢
    • العيش في مجتمع واقع في شرك الرمي

      يرمي الناس في البلدان المتقدمة اكداسا من النفايات.‏ خذ على سبيل المثال كمية النفايات التي تُرمى سنويا في الولايات المتحدة.‏ يُقال ان «وزنا من الماء معادلا لها يمكن ان يملأ ٠٠٠‏,٦٨ بركة سباحة اولمپية».‏ ومنذ حوالي عشر سنوات،‏ قُدِّر ان سكان مدينة نيويورك وحدها يرمون سنويا كميات من الاقذار يمكن ان تغرق السنترال پارك الهائل في المدينة تحت ٤ امتار من النفايات!‏a

      فلا عجب ان تُدعى الولايات المتحدة «مثالا تحذيريا لباقي العالم» في ما يتعلق بمسألة كونها «مجتمعا استهلاكيا تعوّد الرمي».‏ لكن هذا البلد ليس الوحيد.‏ ففي المانيا،‏ يقدَّر ان كمية النفايات التي يخلّفها السكان سنويا يمكن ان تملأ بسهولة قطار شحن يمتد من العاصمة برلين الى ساحل افريقيا،‏ على بعد نحو ٨٠٠‏,١ كيلومتر.‏ وفي بريطانيا قُدّر مرة ان العائلة المتوسطة المؤلفة من اربعة اشخاص ترمي في السنة كمية من الورق لزمت ست اشجار لصنعها.‏

      والبلدان النامية ليست محصنة ضد فيض النفايات.‏ تذكر صحيفة مشهورة:‏ «الاخبار السيئة فعلا هي ان معظم سكان الكوكب الستة بلايين بدأوا يحذون حذو الولايات المتحدة وباقي البلدان المتقدمة في انتاج فيض من النفايات».‏ نعم،‏ سواء شئنا ام أبَينا،‏ معظمنا اليوم جزء من مجتمع واقع في شرك الرمي.‏

      طبعا،‏ كان لدى الناس دائما شيء يرمونه.‏ لكنّ السلع والاطعمة المعلّبة والموضَّبة هي اليوم متوفرة اكثر بكثير مما كانت منذ سنوات،‏ لذلك نجد الاوعية ومواد التوضيب التي تُطرح بعد الاستعمال في كل مكان.‏ وازدادت ايضا كمية الصحف،‏ المجلات،‏ نشرات الاعلانات،‏ وغيرها من المواد المطبوعة.‏

      وقد انتج ايضا عالمنا الصناعي والعلمي انواعا جديدة من النفايات.‏ تقول الصحيفة الالمانية دي ڤيلت ان «حوالي تسعة ملايين سيارة تُرمى في الاتحاد الاوروپي سنويا».‏ والتخلص منها ليس بالمهمة السهلة.‏ والمشكلة الكبرى ايضا هي كيف ينبغي التخلص بشكل آمن من النفايات الكيميائية والنووية.‏ ففي سنة ١٩٩١،‏ أُخبر ان الولايات المتحدة لديها «كميات هائلة من النفايات المشعّة وليس لديها موقع دائم لحفظها».‏ وقيل ان مليون برميل من المواد المميتة محفوظ في مخزن مؤقت مع خطر موجود على الدوام،‏ «خطر التسرّب،‏ السرقة،‏ والضرر البيئي من جراء اساءة الاستعمال».‏ وفي سنة ١٩٩٩ فقط،‏ خلّفت نحو ٠٠٠‏,٢٠ مؤسسة في الولايات المتحدة اكثر من ٤٠ مليون طن من النفايات الخطرة.‏

      وهنالك ايضا عامل آخر هو عدد السكان في العالم الذي تزايد بسرعة رهيبة في القرن المنصرم.‏ فمزيد من الناس يعني مزيدا من النفايات!‏ ومعظم الناس لديهم نزعة استهلاكية.‏ استنتج معهد وورلد واتش مؤخرا:‏ «لقد استخدمنا سلعا وخدمات تقدمها المرافق العامة منذ سنة ١٩٥٠ اكثر مما استخدمنا في كل تاريخ الجنس البشري».‏

      من المسلّم به ان قليلين ممّن يعيشون في البلدان المتقدمة يرغبون في الاستغناء عن كل هذه ‹السلع والخدمات›.‏ مثلا،‏ فكر فقط كم من المريح الذهاب الى المتجر وابتياع المأكولات الموضّبة مسبقا وجلبها الى البيت في اكياس من الپلاستيك او الورق يزوّدها المتجر.‏ اذا حُرم الناس فجأة من التوضيب العصري هذا،‏ فسرعان ما قد يدركون كم صاروا يعتمدون عليه.‏ ومن الناحية الصحية،‏ لا شك ان هذا التوضيب يساهم،‏ على الاقل بطريقة غير مباشرة،‏ في صحة افضل.‏

      لكن رغم هذه الحسنات،‏ هل يلزم التخوّف من ان يكون مجتمع الرمي اليوم قد تخطى الحدود؟‏ من الواضح ان التخوّف ضروري،‏ اذ ان الحلول المختلفة التي ابتُكرت لمعالجة موضوع فيض النفايات لم تؤثر البتة في اكداس النفايات.‏ والاسوأ هو ان المواقف التي يعتمدها مجتمع الرمي اليوم لديها مضامين مقلقة اكثر.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a يغطي السنترال پارك مساحة ٣٤١ هكتارا،‏ او حوالي ٦ في المئة من مساحة مانهاتن.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٤]‏

      التخلص بطريقة آمنة من النفايات الخطرة يشكل تحديات كبيرة

  • هل من حل؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٢ | آب (‏اغسطس)‏ ٢٢
    • هل من حل؟‏

      ماذا ينبغي ان تفعل اذا لم تعد تحتاج الى امر ما؟‏ «ارمه وحسب» يبدو جوابا واضحا وبسيطا.‏ لكن رمي النفايات ليس دائما بهذه البساطة.‏ فأين ينبغي رميه؟‏ ثمة جمعية ايطالية تعنى بالبيئة تقدّر ان قنينة زجاجية مرمية في البحر يستغرق انحلالها ٠٠٠‏,١ سنة.‏ بالمقابل،‏ لا يستغرق انحلال المحارم الورقية سوى ثلاثة اشهر.‏ وكل عقب سيجارة يُطرح في البحر يلوثه مدة تصل الى ٥ سنوات؛‏ الاكياس الپلاستيكية

      من ١٠ الى ٢٠ سنة؛‏ المواد المصنوعة من النيلون،‏ من ٣٠ الى ٤٠ سنة؛‏ الاوعية المعدنية،‏ ٥٠٠ سنة؛‏ والمواد المصنوعة من متعدِّد الستيرين،‏ ٠٠٠‏,١ سنة.‏

      وكمية هذه النفايات تزداد بشكل هائل.‏ فاليوم،‏ يقدم السوق فيضا من البضاعة للبيع،‏ وعالم الاعلانات يريد ان نعتقد اننا نحتاج اليها جميعها.‏ تقول الصحيفة البريطانية ذا ڠارديان باختصار:‏ «يساعدنا اصحاب الاعلانات على تلبية حاجات لم نشعر بها قط».‏ فعلا،‏ نحن نُغرى بشراء آخر منتجات السوق،‏ خشية خسارة فرصة تجربة شيء جديد.‏ طبعا،‏ يعني «الجديد» في لغة الاعلانات «افضل وأجود»،‏ في حين يعني «القديم» «اردأ وعتيق الطراز».‏

      لذلك غالبا ما يجري حثنا على شراء شيء جديد عوض تصليح القديم.‏ والحجة المعطاة هي ان تبديل الاشياء القديمة عملي اكثر وأوفر من تصليحها.‏ يصح ذلك بعض الاحيان،‏ لكن رمي القديم وتبديله بالجديد يكون في معظم الاحيان مكلفا وغير ضروري.‏

      واليوم،‏ تُصمَّم منتجات كثيرة لتُرمى في جميع الاحوال.‏ وقد يكون اصلاحها صعبا —‏ امر ينبغي الانتباه اليه عندما نتسوق.‏ ذكرت احدى مجلات المستهلك الالمانية:‏ «تقصر مدة استعمال الاغراض الشخصية اكثر فأكثر.‏ فما كان البارحة ‹على الموضة› هو اليوم ‹عتيق الطراز› وغالبا ما ينتهي به المطاف الى برميل النفايات.‏ وهكذا،‏ تصير يوميا المواد الاولية الثمينة نفايات لا قيمة لها!‏».‏

      وهل يستفيد المستهلك حقا من كل هذه المشتريات؟‏ في الواقع،‏ ان المستفيدين هم اصحاب المصالح المصمِّمون على ملء جيوبهم.‏ ولكن الصحيفة الاسبوعية السويسرية دي ڤِلتْووكي (‏بالالمانية)‏ تحاج:‏ «اذا كان كل فرد سيستعمل اثاثه وسيارته مدى العمر او حتى ضعف المدة التي يستعملهما فيها اليوم فسيؤدي ذلك حتما الى الانهيار الاقتصادي».‏ طبعا لا يُقصد ان يكون الانهيار الاقتصادي هو الحل،‏ بما انه سيجعل المستهلكين ايضا عاطلين عن العمل.‏ اذًا،‏ ما هي بعض الحلول لمعالجة مسألة فيض النفايات؟‏

      الرمي،‏ اعادة التصنيع،‏ او عدم التبديد؟‏

      تتبنى بعض البلدان الصناعية الحل السهل،‏ فترمي بكل بساطة نفاياتها في البلدان النامية.‏ يشير احد التقارير،‏ مثلا،‏ انه «في موقع معروف في نيجيريا،‏ وُجد ان ٥٠٠‏,٣ طن من المواد الكيميائية السامة تتسرب من اكثر من ٠٠٠‏,٨ برميل صدئ ومتآ‌كل،‏ مسمِّمة التربة والمياه الجوفية على السواء».‏ ولكنّ هذه الطريقة للتخلص من النفايات لا تبدو حلّا فعّالا او طريقة مثالية لمعاملة الآخرين.‏

      وماذا عن اعادة تصنيع اشياء غير مرغوب فيها ليُعاد استعمالها عوض رميها ببساطة؟‏ لا شك ان مثل هذه البرامج تتطلب ان يقسم المستهلكون نفاياتهم الى عدة فئات،‏ وهو امر يتطلبه القانون في بعض البلدان.‏ فقد يطلب المسؤولون ان تُفرز النفايات وتُقسم الى فئات مثل الورق،‏ الكرتون،‏ المعدن،‏ الزجاج،‏ والنفايات العضوية.‏ والزجاج،‏ بدوره،‏ يمكن ان يُفرز بحسب ألوانه.‏

      ولإعادة التصنيع حسناتها.‏ يذكر كتاب ٥٠٠٠ يوم لإنقاذ الكوكب (‏بالانكليزية)‏ ان اعادة تصنيع الألمنيوم «توفّر كميات كبيرة من الطاقة» ويمكن ان «تقلّل الضرر البيئي الذي يسببه التعدين المكشوف للبوكسيت».‏ ويتوسع الكتاب في الموضوع ذاكرا:‏ «ان اعادة تصنيع نفس كمية الورق المنتجة تحتاج الى نصف الطاقة وعُشر كمية المياه التي استخدمت لإنتاجها.‏ .‏ .‏ .‏ والكثير من النفايات يمكن ان يُسترد،‏ يُعاد تصنيعه ويُستعمل مجددا.‏ .‏ .‏ .‏ حتى حين لا تستطيع المؤسسات الصناعية اعادة استعمال نفاياتها الخاصة،‏ يمكنها احيانا ان تعيد تصنيعها ليستعملها الآخرون .‏ .‏ .‏ وفي هولندا،‏ تعمل شبكة لتبادل النفايات بنجاح منذ اوائل سبعينات الـ‍ ١٩٠٠».‏

      وتشدد بعض السلطات على منع وجود النفايات من البداية،‏ عوض التفتيش عن طرائق للتخلص منها.‏ والكتاب المذكور آنفا يحذّر ان «اتخاذ الاجراءات امر ملح» اذا كان على الجنس البشري ان «يتحول من مجتمع يتبع نظاما اقتصاديا يعتمد رمي الاشياء .‏ .‏ .‏ الى مجتمع مقتصد يخفّف من النفايات ويخفض تبديد موارده».‏

      لكن الذين يرغبون في الابتعاد عن «مجتمع يتبع نظاما اقتصاديا يعتمد رمي الاشياء» ينبغي ان يرغبوا في استعمال السلع التي يشترونها اطول مدة ممكنة،‏ ولا يرموها إلّا حين يتعذر اصلاحها.‏ والاشياء غير المرغوب فيها والتي لا تزال صالحة للاستعمال ينبغي اعطاؤها لآخرين يستعملونها.‏ يحسب مكتب دارمشتات التابع للمعهد الالماني لعلم البيئة التطبيقي،‏ ان نسبة النفايات التي تخلّفها اسرة تلتصق باستمرار بالمبدإ:‏ «استعمل عوض ان تبدد»،‏ هي اقل بـ‍ ٧٥ في المئة من النفايات التي تخلّفها الاسرة العادية.‏

      لكن هل سيلتصق عدد كافٍ من الأُسر بمثل هذه المبادئ؟‏ يبدو ذلك غير مرجح،‏ اذ ان لمشكلة نفايات الجنس البشري ابعاد اكبر بكثير.‏ ففي مجتمع اليوم الذي يعتمد الرمي،‏ يتبنى عدد متزايد من الناس ما يمكن ان نسميه عقلية الرمي.‏ فلنفحص هذا الموقف —‏ وبعض الامور المتطرفة التي يمكن ان يقود اليها.‏

      مخاطر عقلية الرمي

      لا تحبذ عقلية الرمي فكرة التبديد فحسب،‏ بل قد تجعل الناس ايضا غير مقدِّرين وغير مبالين،‏ فيبددون عادة كميات كبيرة من الطعام وغيره من الموارد.‏ والاشخاص الانانيون والذين تتحكم فيهم الموضة والرغبات التافهة قد يشعرون باستمرار بميل قوي الى تبديل ما هو بحالة جيدة من ثياب،‏ اثاث،‏ وسلع اخرى بأشياء جديدة.‏

      وتذهب عقلية الرمي الى ابعد من ذلك ايضا.‏ ذكر مؤخرا مشروع الماني يهتم باستعمال السلع المنزلية المرمية:‏ «ان ما نفعله بأثاث غرفة الجلوس الذي لا يعود يعجبنا فنرميه بعد خمس سنوات لنبدله بآ‌خر جديد،‏ يُحتذى ويطبّق الآن على الطريقة التي نعامل بها الانسان.‏ والسؤال الذي يُطرح هو:‏ الى متى يمكن ان يسمح مجتمعنا بذلك».‏ ويوضح التقرير:‏ «ما ان يصبح المرء عاجزا عن اداء مهماته بفعالية تامة حتى يُستبدل بآ‌خر.‏ فالعمال موجودون اينما كان!‏».‏

      سأل نائب الرئيس السابق في الولايات المتحدة آل ڠور في كتابه الارض في الميزان (‏بالانكليزية)‏:‏ «اذا بتنا نعتبر الامور التي نستعملها امورا يمكن التخلص منها،‏ فهل غيَّرنا بشكل مماثل طريقة تفكيرنا في ما يتعلق برفيقنا الانسان؟‏ .‏ .‏ .‏ هل خسرنا،‏ في إطار هذا التحول،‏ تقدير الصفات التي يتميز بها كل منا؟‏».‏

      ان مَن يفقدون تقديرهم واحترامهم للآخرين سيجدون دون شك من الاسهل التخلص من الاصدقاء ورفقاء الزواج واعتبار الامر لا يستحق اللوم.‏ وتعليقا على طريقة التفكير هذه،‏ تحاج الصحيفة الالمانية زوتدُيتشِه تسايتونڠ:‏ «نبتاع ثيابا جديدة مرتين في السنة،‏ سيارة جديدة كل اربع سنوات،‏ وأثاثا لغرفة الجلوس كل عشر سنوات؛‏ كل سنة نبحث عن مكان جديد نقضي فيه عطلتنا؛‏ كما اننا نغير بيوتنا،‏ مهننا وأشغالنا —‏ فلمَ لا نغيِّر رفيق زواجنا؟‏».‏

      وبعض الناس اليوم يبدون راغبين في رمي اي شيء حالما يصير عبئا عليهم.‏ في احد البلدان الاوروپية،‏ مثلا،‏ جرى التخلي عما يُقدّر بـ‍ ٠٠٠‏,١٠٠ هرّ و ٠٠٠‏,٩٦ كلب خلال سنة ١٩٩٩.‏ تقول احدى انصار الرفق بالحيوان هناك ان المواطنين في بلدها «لا يفكرون في امتلاك حيوان مدلل مدة طويلة.‏ فهم يشترون جروا في ايلول (‏سبتمبر)‏،‏ ويتخلون عنه [بعد سنة عندما يذهبون في عطلة] في آب (‏اغسطس)‏».‏ والأسوأ ايضا ان عقلية الرمي تشمل حياة الانسان نفسها.‏

      نقص في احترام الحياة

      يبدو ان كثيرين اليوم يفكرون ان لا قيمة لحياتهم.‏ وكيف ذلك؟‏ ذكرت مجلة اوروپية مؤخرا،‏ على سبيل المثال،‏ ان استعداد الشباب للمجازفة ازداد في السنوات الاخيرة.‏ ويمكن ان يُرى ذلك من خلال رغبتهم المتزايدة في الاشتراك في الالعاب الرياضية الخطرة.‏ فهم مستعدون للتخلص حتى من حياتهم مقابل لحظات قليلة من الاثارة!‏ ورجال الاعمال المولعون بالربح يستغلون بتوق هذه النزعة.‏ ذكر سياسي الماني ان مروّجي الالعاب الرياضية الخطرة «غالبا ما يعتبرون ان جني المال اهم من صحة الانسان وحياته».‏

      وماذا عن التخلص من الحياة البشرية قبل ان ترى النور؟‏ تقدِّر منظمة الصحة العالمية انه «كل سنة هنالك نحو ٧٥ مليون جنين حول العالم غير مرغوب فيهم.‏ فتختار نساء كثيرات الاجهاض كحل».‏ حتى بعد الولادة يكون الاطفال في خطر.‏ فبحسب الصحيفة البرازيلية او إستادو دي سان پاولو (‏بالپرتغالية)‏،‏ «تزداد الحالات التي يجري فيها رمي الاطفال في الشوارع».‏ فهل يحدث الامر عينه حيث تسكن؟‏

      في عالم اليوم،‏ حيثما تطلعنا حولنا نرى دليلا على ان الحياة البشرية تُعتبر رخيصة،‏ بلا قيمة،‏ شيئا يجري التخلص منه دونما اكتراث.‏ ونرى هذه النزعة في العنف الذي يسم التسلية العامة،‏ حيث يقتل «الابطال» اعدادا من «الاشرار» في مجرد فيلم او برنامج تلفزيوني واحد.‏ ونراها في موجات جرائم العنف المستمرة التي تكتسح الارض،‏ حين يقتل اللصوص ضحاياهم لمجرد الحصول على حفنة من المال —‏ او من غير سبب على الاطلاق.‏ كما نراها في التقارير الاخبارية المحزنة التي تخبر عن الاعمال الارهابية،‏ التطهير العرقي،‏ الابادة الجماعية،‏ وتشمل كلها قتلا جماعيا عديم الرحمة للبشر —‏ حياة ثمينة يجري التخلص منها مثل النفايات.‏

      قد لا نتمكن من تجنب العيش في مجتمع يعتمد الرمي،‏ لكن يمكن ان نتجنب تبني عقلية الرمي.‏ والمقالة التالية ستناقش ماذا يمكن ان يساعدنا على مواجهة مشاكل مجتمع اليوم الذي يعتمد الرمي مع ما يرافقها من مواقف غير مرغوب فيها.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٦]‏

      في امكنة كثيرة اعادة التصنيع إلزامية

      ‏[الصورتان في الصفحة ٧]‏

      هل تدفعك الموضة المتغيرة الى رمي الثياب الجيدة وشراء غيرها؟‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٨]‏

      ينبغي ان يُعَز الجنين،‏ لا ان يُتخلَّص منه

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Index Stock Photography Inc.‎/BSIP Agency

      ‏[الصورة في الصفحة ٨]‏

      الحياة اثمن بكثير من ان نعرضها لخطر التخلص منها من اجل الاثارة

  • كيف يمكنك مواجهة المشاكل في مجتمع واقع في شرك الرمي
    استيقظ!‏ ٢٠٠٢ | آب (‏اغسطس)‏ ٢٢
    • كيف يمكنك مواجهة المشاكل في مجتمع واقع في شرك الرمي

      ‏«في الطبيعة .‏ .‏ .‏ لا يوجد ما يُعتبر نفاية».‏ هذا هو رأي احد الخبراء المحترمين في اعادة التصنيع،‏ كما نقلته مجلة تايم‏.‏ لقد كان يشير الى الطريقة الرائعة التي تُستعمل بها المواد الميتة او المرمية في جزء من النظام البيئي لتفيد دائما الاجزاء الاخرى.‏ ويشعر الخبير نفسه كما أُخبر ان «الجنس البشري يمكن ان يقلّد الطريقة التي تتخلص بها الطبيعة من النفايات،‏ لكن ذلك يتطلب تكنولوجيا مبتكرة وتغييرا كبيرا في المواقف».‏

      غالبيتنا لا نستطيع على الارجح ابتكار تكنولوجيا جديدة.‏ لكننا نستطيع التحكم في مواقفنا!‏ والمواقف الصائبة التي نتخذها من بعض المبادئ الاساسية للسلوك الجيد ستساعدنا بشكل افضل على مواجهة مشاكل العيش في مجتمع واقع في شرك الرمي.‏

      تجنَّب التبديد

      خُمس الناس في الارض يأوون الى فراشهم جائعين.‏ ومعرفة ذلك ينبغي ان تزرع فينا ضرورة تقدير الطعام وتفادي تبديده.‏ قال زوجان عادا من افريقيا بعد ٢٨ سنة في العمل الارسالي ان احد اكبر التحديات التي واجهاها للاعتياد من جديد على بلدهم الام كان «رمي الناس للطعام وتبديده».‏

      ان الوالدين الحكماء يعلّمون اولادهم الّا يضعوا في طبقهم سوى الكمية التي يستطيعون اكلها.‏ وذلك يخفض النفايات والتبديد.‏ فمن الافضل ان يأخذ الشخص حصصا صغيرة في البداية وبعد ذلك بإمكانه طلب المزيد.‏ طبعا،‏ ينبغي للوالدين ان يرسموا المثال.‏ ويسوع كان قدوة لجميعنا بإظهار تقدير حقيقي للتدابير الالهية الجسدية والروحية على السواء.‏ فالكتاب المقدس يشير ان يسوع اهتم الّا يبدد الطعام —‏ مع انه زُوّد عجائبيا بوفرة!‏ —‏ يوحنا ٦:‏١١-‏١٣‏.‏

      قد ينطبق مبدأ تجنب التبديد ايضا على الثياب،‏ الاثاث،‏ والآلات.‏ فإبقاء الاشياء بحالة جيدة بتصليحها واستعمالها قدر المستطاع يُظهر اننا نقدّر ما لدينا.‏ ولا ينبغي ان نقع ضحية الاعلانات التي تهدف الى جعلنا نشعر اننا غير مكتفين بما لدينا بتقديمها لنا شيئا اكبر،‏ افضل،‏ اسرع،‏ وأقوى.‏ طبعا،‏ لدينا كل الحق لنستبدل ممتلكات لا تزال سليمة.‏ لكن قبل فعل ذلك،‏ قد نرغب في تقييم مواقفنا ودوافعنا.‏

      تجنَّب الجشع

      فيما كان الاسرائيليون مرتحلين في البرّية في طريقهم الى ارض الموعد،‏ أُعطوا المن طعاما.‏ وحسبما يخبر الكتاب المقدس،‏ زُوّد المن بكميات كافية.‏ لكن الاسرائليين حُذروا لئلا يصبحوا جشعين؛‏ فكان عليهم ان يأخذوا ما يحتاجون اليه فقط.‏ والذين عصوا اكتشفوا ان الجشع لم يفدهم،‏ فقد تولَّد الدود في ما بقي من المن وأنتن.‏ (‏خروج ١٦:‏١٦-‏٢٠‏)‏ ومن الواضح ان الكتاب المقدس يدين الجشع بشدة ويذكر الامر مرارا وتكرارا.‏ —‏ افسس ٥:‏٣‏.‏

      والكتاب المقدس ليس الوحيد الذي يشير الى ذلك.‏ على سبيل المثال ادرك سَنيكا،‏ فيلسوف وكاتب مسرحي روماني من القرن الاول،‏ ان الانسان الجشع لا يكتفي ابدا.‏ ذكر:‏ «الجشَع لا تكفيه الطبيعة جمعاء».‏ وتوصل ايريك فروم،‏ فيلسوف من القرن العشرين،‏ الى استنتاج مماثل:‏ «الجشَع حفرة لا قعر لها تنهك الانسان في سعيه المستمر الى اشباع رغباته دون بلوغ الاكتفاء».‏ بالاضافة الى تجنب الجشع والتبديد،‏ هنالك بعض الخطوات المحددة التي اختار كثيرون اتباعها.‏

      تعلَّم المشاركة

      قبل التخلص من سلع لا تزال في حالة جيدة،‏ فكِّر في مَن يسعده الحصول عليها.‏ مثلا،‏ اذا لم تعد الملابس تلائم الاولاد الذين يكبرون فهل يمكن ان يستفيد منها اولاد آخرون؟‏ هل يمكنك فعل الامر عينه بممتلكات اخرى لا يزال لها قيمة ولكنك لا تستعملها بقدر ما كنت تستعملها سابقا؟‏ شارك شخصا آخر في الفرح الذي اختبرته من استعمالك سلعة ما بإعطائه اياها.‏ كتب مرة الكاتب والفكاهي الاميركي مارك توين:‏ «لكي يكون فرحك كاملا ينبغي ان يكون هنالك مَن تشاركه فيه».‏ ربما اختبرت ان الفرح الذي تشارك فيه احدا هو فرح مضاعف.‏ بالاضافة الى ذلك،‏ تساعد مشاركة الآخرين بهذه الطريقة على ابطال التأثيرات السلبية الناجمة عن عقلية الرمي.‏

      ان مشاركة الآخرين فضيلة ينصح بها كثيرا الكتاب المقدس.‏ (‏لوقا ٣:‏١١؛‏ روما ١٢:‏١٣؛‏ ٢ كورنثوس ٨:‏١٤،‏ ١٥؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٨‏)‏ فعلا،‏ كم يصبح العالم افضل لو كان كل واحد فيه مستعدا للمشاركة!‏

      اكتفِ بالضروريات

      الشخص المكتفي هو شخص سعيد.‏ وهذه حقيقة عالمية.‏ يقول مثل يوناني:‏ «مَن لا يرضى بالقليل فلا شيء يرضيه».‏ ويقول مثل ياباني:‏ «فقيرٌ مَن لا يشعر بالاكتفاء».‏ والكتاب المقدس ايضا يثني على فكرة العيش باكتفاء.‏ نقرأ:‏ «في الحقيقة،‏ ان التعبد للّٰه مع الاكتفاء لوسيلة ربح عظيم.‏ فإننا لم ندخل العالم بشيء،‏ ولا نقدر ان نخرج منه بشيء.‏ فما دام لنا قوت وكسوة،‏ فإننا نقنع بهما».‏ —‏ ١ تيموثاوس ٦:‏٦-‏٨؛‏ فيلبي ٤:‏١١‏.‏

      طبعا،‏ ان الاكتفاء بما لدينا قد يتطلب «تغييرا كبيرا في المواقف».‏ ادركت مؤخرا امرأة شابة تدعى سوزان انها كانت تحتاج الى صنع تغيير.‏ قالت:‏ «قررت ان اتعلم ان احب ما لدي بما انني لا استطيع الحصول على كل شيء اريده.‏ وأنا الآن سعيدة ومكتفية».‏

      ان الاكتفاء يؤدي حقا الى السعادة.‏ يقول الپروفسور أرڠير هادجيكْريستِف،‏ وهو خبير بلغاري في مجال التقدم في السن:‏ «اساس المشكلة هو عدم كون المرء مكتفيا بالقليل الذي عنده».‏ وبالاشارة الى الفوائد الصحية الناجمة عن الاكتفاء يضيف:‏ «ان الانسان الذي لا يسعى الى العيش حياة افضل من جاره،‏ والذي لا يحاول دائما الحصول على المزيد والمزيد،‏ يعيش دون منافسة وبالتالي دون اجهاد.‏ وهذا مريح للاعصاب».‏

      نعم،‏ ان مجتمعا واقعا في شرك الرمي لا يجلب ابدا السعادة الحقيقية.‏ فكم بالحري عقلية الرمي!‏ ويبدو ان المزيد من الناس بدأوا يدركون الامر.‏ فهل انت منهم؟‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٩]‏

      يحتاج الاولاد ان يتعلموا كيف يتجنبون تبديد الطعام

      ‏[الصورة في الصفحة ٩]‏

      يسوع رسم مثالا جيدا في تجنب التبديد

      ‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

      لمَ لا تعطي الآخرين ما لا تستعمله عوض رميه؟‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة