مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الجبال —‏ لماذا نحتاج اليها؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٥ | آذار (‏مارس)‏ ٢٢
    • الجبال —‏ لماذا نحتاج اليها؟‏

      ‏«تسلَّق الجبال وأصغِ الى ما تهمس به في أذنيك.‏ ولتغمرك الطبيعة بسكينتها حين تعانق أشعة الشمس الشجر.‏ لتملأك الرياح بنفحة من نسماتها العليلة،‏ والعواصف بشحنة من طاقتها.‏ ودعِ الهموم تتساقط وتهوي كأوراق الخريف».‏ —‏ جون ميور،‏ عالم بالطبيعة وكاتب اميركي.‏

      لم يكن جون ميور مخطئا عندما قال منذ اكثر من قرن ان للجبال قدرة على تحريك مشاعر الانسان.‏ فالجبال المهيبة تولّد الرهبة في نفوسنا،‏ وتسحرنا بتنوع الحيوانات التي تعيش في ارجائها،‏ وتريحنا بسكونها.‏ لذلك يقصد ملايين الاشخاص كل سنة المناطق الجبلية ينشدون فيها انتعاشا لنفوسهم ومتعة لأنظارهم.‏ وبكلمات كلاوس توبفر،‏ المدير التنفيذي لبرنامج الامم المتحدة للبيئة،‏ «لطالما أثارت الجبال إعجاب الناس وشكّلت مصدر إلهام لهم أيًّا كانت المجتمعات والحضارات التي انتموا اليها».‏

      لكنّ حال الجبال ليست على افضل ما يُرام.‏ فبعد ان كانت الجبال لقرون بمنأى عن الاستغلال البشري الجائر نتيجة لبُعدها وعزلتها،‏ صار الخطر الآن يحدق بها.‏ يوضح بيان صحفي صدر مؤخرا عن الامم المتحدة:‏ «تتسبب الزراعة والمشاريع الانمائية وغيرها من التأثيرات بالزوال السريع لبعض هذه المناطق الطبيعية القليلة المتبقية حول الارض».‏

      تشغل الجبال مساحة كبيرة من اليابسة.‏ ويعتمد نصف سكان العالم على مواردها،‏ كما يعيش فيها ملايين الاشخاص.‏ لذلك فإن الجبال هي اكثر بكثير من مناظر خلابة في مشهد ريفي يريح الاعصاب.‏ فلنتأمل معا في بعض المنافع التي تؤمِّنها الجبال للجنس البشري.‏

      اهمية الجبال

      ▪ تخزين المياه.‏ تنبع اكبر انهار العالم من الجبال التي تغذي مياهها ايضا مستودعات المياه حول الارض.‏ ففي اميركا الشمالية يتغذّى نهرا كولورادو وريو ڠراندي العظيمان بشكل رئيسي من جبال روكي.‏ كما يعتمد حوالي نصف سكان العالم،‏ الذين يعيشون في جنوب وشرق قارة آسيا،‏ على الامطار والثلوج المتساقطة على سلاسل الجبال العظمى في الهملايا،‏ كاراكورام،‏ پامير،‏ والتيبت.‏

      اوضح توبفر:‏ «الجبال هي خزانات المياه في العالم،‏ وهي تلعب دورا مهما في دعم كافة اشكال الحياة على الارض،‏ ولا غنى عنها لخير البشر في كل مكان».‏ وأضاف:‏ «ما يحدث في اعلى قمة جبلية يؤثر في الحياة في المنخفضات وفي المياه العذبة وحتى في البحار».‏ ففي بلدان عديدة تحفظ الجبال الثلوج الهاطلة في الشتاء،‏ ثم تذوب هذه الثلوج ببطء خلال الربيع والصيف مزوِّدة المياه.‏ وغالبا ما يعتمد الري في المناطق القاحلة من الارض على المياه المتأتية من ذوبان الثلوج في الجبال البعيدة.‏ أضِف الى ذلك ان منحدرات جبال كثيرة هي مكسوة بالغابات التي تمتص مياه الامطار كالاسفنج،‏ فتجري بعد ذلك برفق الى الانهار،‏ بدل ان تندفع في فيضانات مدمّرة.‏

      ▪ بيئة طبيعية للحياة البرية ومصدر للتنوع الأحيائي.‏ حدّت عزلة المناطق الجبلية وصعوبة استغلالها زراعيا من تدخّل الانسان.‏ نتيجة لذلك صارت الجبال ملجأ للانواع النباتية والحيوانية التي اختفت من المنخفضات.‏ مثلا،‏ يعيش في حديقة كينابالو الوطنية في ماليزيا،‏ وهي منطقة جبلية اصغر من مدينة نيويورك،‏ ٥٠٠‏,٤ نوع من النباتات،‏ اي اكثر من ربع مجموع انواع النباتات الموجودة في الولايات المتحدة بكاملها.‏ كما ان الپندة العملاقة في الصين،‏ ونسور الكندور في جبال الأنديز،‏ والنمور البيضاء في آسيا الوسطى تعتمد جميعا على البيئة الطبيعية للجبال،‏ شأنها في ذلك شأن انواع اخرى لا تُحصى على شفير الانقراض.‏

      ووفقا لمجلة ناشونال جيوغرافيك (‏بالانكليزية)‏،‏ يقول بعض علماء البيئة ان «اكثر من ثلث النباتات والفقاريات المعروفة التي تعيش على اليابسة محصور في اقل من ٢ في المئة من مساحة الارض».‏ فأعداد كبيرة من الانواع تتجمّع في مناطق خصبة لم تعبث بها يد الانسان،‏ يسميها العلماء «نقاطا ساخنة» بيئيا لما فيها من تنوُّع أحيائي.‏ وتحوي هذه المناطق،‏ التي هي في معظمها مناطق جبلية،‏ تنوعا أحيائيا أفاد جميع البشر.‏ فهنالك عدد من المحاصيل الغذائية الاساسية حول العالم التي يعود اصلها الى نباتات برية لا تزال تنمو في الجبال،‏ نذكر منها على سبيل المثال:‏ الذرة في مرتفعات المكسيك،‏ البطاطا والبندورة في جبال الأنديز بالبيرو،‏ والقمح في القوقاز.‏

      ▪ الاستجمام والجمال.‏ تُعَدّ الجبال ايضا موطنا للجمال الطبيعي.‏ ففيها الشلالات المهيبة والبحيرات الساحرة وعدد كبير من اروع المشاهد الطبيعية في العالم.‏ فلا عجب ان تكون ثلث المحميات في العالم مناطق جبلية.‏ وقد صارت هذه المحميات مقصدا للسياح من كل حدب وصوب.‏

      حتى الحدائق الوطنية النائية جدا تجذب سنويا ملايين السياح من مختلف انحاء العالم.‏ فالناس يسافرون من آخر اطراف المعمورة الى حديقة دينالي الوطنية في ألاسكا لرؤية جبل ماكينلي،‏ اعلى قمة في اميركا الشمالية.‏ ويقصد اناس كثيرون الاخدود العظيم للتمتع بمشاهدة جبلَي كيليمانجارو وميرو المهيبَين،‏ او لمراقبة القطعان الكبيرة من الحيوانات البرية التي تعيش في الوادي الفاصل بين هاتَين القمتَين.‏ وتفيد هذه السياحة العديد من المجتمعات الجبلية،‏ مع ان توافد السياح غير المضبوط يمكن ان يهدد سلامة الانظمة البيئية الهشة.‏

      كنوز المعرفة المخبّأة في الجبال

      تعلّم سكان الجبال على مر القرون كيفية العيش في البيئة الجبلية القاسية.‏ فقد انشأوا الجلال التي لا تزال تنجح فيها الزراعة حتى بعد مرور ألفي سنة.‏ كما انهم دجنوا الحيوانات المحلية،‏ كاللامة وأبقار الياك،‏ القادرة على تحمُّل بيئة المرتفعات القاسية.‏ والمعرفة التي توارثها سكان الجبال عبر الاجيال يمكن ان تساعد كثيرا على حماية هذه الجبال التي نعتمد عليها جميعا.‏

      يوضح ألان ثاين دورنينڠ،‏ من معهد وورلدواتش للابحاث:‏ «وحدهم سكان الجبال قادرون على حماية بيئة المناطق الكبيرة المنعزلة في كل قارة والتي لم تمسها بعد يد الانسان.‏ فمعرفتهم البيئية .‏ .‏ .‏ تضاهي المعلومات الموجودة في المكتبات العلمية الحديثة».‏ ولا بد من حماية كنوز المعرفة هذه كسائر موارد الجبال.‏

      وفي هذا الاطار،‏ رعى برنامج الامم المتحدة للتنمية السنة الدولية للجبال،‏ ٢٠٠٢.‏ وللتشديد على مدى اعتماد الجنس البشري على الجبال،‏ تبنى المنظمون الشعار:‏ «نحن جميعا اولاد الجبال».‏ وقد كان هدفهم زيادة الوعي للمشاكل التي تواجه جبال العالم،‏ والسعي لإيجاد حلول لحمايتها.‏

      ان هذا الاهتمام بالجبال له ما يبرره.‏ فقد ذكر احد المتكلمين البارزين في مؤتمر القمة العالمي للجبال الذي عُقد سنة ٢٠٠٢ في بيشكيك،‏ بقيرغيزستان:‏ «لا يُنظر الى الجبال إلّا كمصدر غني للموارد الطبيعية،‏ اما المشاكل التي يعانيها سكان الجبال والمحافظة على الانظمة البيئية فيها فلا نوليها اي اهتمام يُذكر».‏

      فما هي بعض المشاكل التي تواجهها الجبال وسكانها حول العالم،‏ وكيف تؤثر هذه المشاكل فينا جميعا؟‏

  • الجبال في خطر
    استيقظ!‏ ٢٠٠٥ | آذار (‏مارس)‏ ٢٢
    • الجبال في خطر

      ‏«في مصلحتنا جميعا أن نكفل لأجيال كثيرة مقبلة استدامة ما تعطيه المناطق الجبلية من ثروات».‏ —‏ كوفي انان،‏ الامين العام للامم المتحدة.‏

      لطالما اعتُبرت الجبال رمزا للشموخ والعظمة والعزة.‏ أفيُعقل إذًا ان تكون عمالقة الطبيعة هذه في خطر؟‏ في نظر البعض،‏ تبدو هذه الفكرة بعيدة الاحتمال.‏ لكنّ الواقع هو ان الجبال حقا في خطر.‏ ويذكر انصار المحافظة على البيئة العديد من المشاكل المحددة التي تضعف البيئة الطبيعية في الجبال.‏ وجميعها مشاكل خطيرة تزداد سوءا.‏ وفي ما يلي عرض لبعض هذه المشاكل.‏

      ▪ المشاريع الانمائية.‏ نحو ربع المناطق الجبلية في العالم معرض للخطر بسبب شق الطرقات،‏ والتعدين،‏ ومدّ الأنابيب،‏ وإنشاء السدود،‏ وغيرها من المشاريع الانمائية المخطط لها على مدى السنوات الثلاثين القادمة.‏ فعندما تُشق الطرقات،‏ تتعرض السفوح الشديدة الانحدار للتحاتّ.‏ كما ان وجود الطرقات يفسح المجال لوصول قاطعي الاشجار الذين يسببون الكثير من الاذى.‏ أما عمليات التعدين فهي تستخرج نحو عشرة آلاف مليون طنّ من خامات المعادن كل سنة،‏ أغلبها من الجبال،‏ وتنتج اكثر من ذلك بكثير من النفايات.‏a

      ▪ الدفء العالمي.‏ يذكر معهد وورلدواتش للابحاث:‏ «ان السنوات التسع الاشد دفئا التي سُجِّلت حتى الآن كانت منذ سنة ١٩٩٠».‏ وقد كان تأثير موجات الحر هذه كبيرا في البيئات الجبلية.‏ فقد بدأ ذوبان الانهر الجليدية،‏ وانحسرت الثلوج التي تكلل رؤوس الجبال.‏ وفي رأي بعض العلماء،‏ سيؤثر ذلك في مخزون المياه ويسبب انزلاقات ارضية خطيرة.‏ وهنالك عشرات البحيرات الجليدية في جبال الهملايا التي هي على وشك تخطي حدودها والتسبب بفيضانات ضخمة،‏ وقد حدث ذلك تكرارا خلال العقود القليلة الماضية.‏

      ▪ الزراعة المعيشية التي لا تؤمِّن اكثر من القوت اليومي.‏ بسبب الضغط السكاني،‏ يضطر الناس الى زراعة الاراضي غير المنتجة.‏ وبحسب احدى الدراسات،‏ يُستخدم حاليا حوالي نصف الاراضي في المناطق الجبلية في افريقيا من اجل الزراعة وتربية المواشي (‏١٠ في المئة من اجل المحاصيل و ٣٤ في المئة من اجل الرعي)‏.‏ لكنّ هذه الزراعة في معظم الاحيان لا تعود على المزارعين بفوائد تُذكر،‏ اذ ان المناطق الجبلية غير صالحة لزراعة المحاصيل.‏b كما ان الافراط في الرعي يؤذي النباتات الحساسة.‏ وتشير دراسة حديثة الى ان ٣ في المئة فقط من الاراضي في المناطق الجبلية صالح للزراعة المستدامة،‏ اي التي لا تُخِلّ بالتوازن البيئي.‏

      ▪ الحرب.‏ أدى تزايد الحروب الاهلية الى تضرر العديد من البيئات الجبلية.‏ فالمتمردون يتخذون من الجبال معاقل لهم يشنون منها هجماتهم.‏ وقد ذكر تقرير صادر عن الامم المتحدة ان ٦٧ في المئة من المناطق الجبلية في افريقيا تأثرت «بالصراعات المسلحة».‏ كما ان بعض مرتفعات الجبال اصبحت مراكز لإنتاج المخدرات،‏ مما يؤدي في اكثر الاحيان الى الصراعات المسلحة وإلحاق الضرر بالبيئة.‏

      هل ينبغي بذل جهود اكبر؟‏

      ان آثار تعدّي الانسان على الجبال واضحة المعالم.‏ وليست الفيضانات والانزلاقات الارضية والنقص في المياه إلّا بعض المؤشرات الى ان حال الجبال ليست على افضل ما يُرام.‏ وقد بدأت هذه الظواهر تسترعي اهتمام الحكومات.‏ ولذلك تُبذل الجهود لإعادة تحريج بعض الغابات،‏ ويُمنَع قطع الاشجار في مناطق اخرى.‏ كما أُنشئت المحميات الطبيعية لحماية المناظر الطبيعية الخلابة وأكثر البيئات الطبيعية عرضة للخطر.‏

      لكنّ المناطق المحمية تتعرض هي ايضا للمشاكل البيئية.‏ (‏انظر الاطار بعنوان:‏ «بعض معاقل الطبيعة حول العالم».‏)‏ والعدد المتزايد من الانواع التي تنقرض هو دليل على ان معركة حماية الجبال لم تُربح بعد.‏ فالخبراء مدركون للمشاكل،‏ لكن هذا الوعي لا يتمخض عن جهود شاملة وواسعة النطاق لحماية المناطق الجبلية غير المتأذية بعد.‏ يقول عالم الاحياء الشهير إدوارد ويلسون:‏ «أتشجع حين افكر في مدى معرفتنا العلمية،‏ لكنني أصاب بالإحباط حين افكر في الدمار الذي يلحق بأهم مصدر من مصادر التنوع الأحيائي».‏

      لكن هل خسارة التنوع الأحيائي امر سيئ الى هذا الحد؟‏ بحسب العديد من علماء الاحياء،‏ ان المحافظة على التنوع الأحيائي في الارض من شأنها ان تفيد الجنس البشري كثيرا.‏ فهم يشيرون مثلا الى نبتة العِناقِيَّة الوردية التي تنمو في جبال مدغشقر،‏ وهي منطقة غنية بتنوعها الأحيائي.‏ فقد كانت هذه النبتة مصدر دواء مهم لمكافحة ابيضاض الدم (‏اللوكيميا)‏.‏ كما ان شجرة الكينا التي تعيش في جبال الأنديز تُستخدم منذ عقود لاستخراج الكينين وغيره من العقاقير لمعالجة الملاريا.‏ وهنالك الكثير جدا من النباتات الاخرى التي تنمو في المناطق الجبلية والتي ساهمت في إنقاذ حياة الملايين.‏ طبعا،‏ يمكن زراعة بعض هذه النباتات في مناطق غير جبلية.‏ لكنّ ما يخشاه الخبراء هو ان يخسر الانسان دون ان يدري انواعا اخرى من النباتات غير المكتشفة التي يمكن ان يكون لها فائدة كبيرة من الناحيتين الطبية والغذائية،‏ اذا ما استمر تدمير الانظمة البيئية في الجبال دون هوادة.‏

      فهل يمكن وقف هذا الدمار؟‏ هل يمكن إصلاح الضرر؟‏ وهل تبقى الجبال موئلا للجمال ومعقلا للتنوع الأحيائي؟‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a ان انتاج خاتم ذهبي واحد يولّد ثلاثة اطنان من النفايات على وجه التقريب.‏

      b من ناحية اخرى،‏ تعلَّم سكان الجبال الاصليون على مر القرون زراعة الاراضي الجبلية دون إلحاق الضرر بالبيئة.‏

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ٧]‏

      حيوانات الجبال

      يعيش الاسد الاميركي،‏ المعروف ايضا بالپوما،‏ بشكل رئيسي في الجبال،‏ وخصوصا جبال روكي وجبال الأنديز.‏ وكالعديد من الحيوانات المفترسة الكبيرة،‏ انحسرت رقعة انتشاره تدريجيا لتقتصر على المناطق الاكثر عزلة بسبب التهديد الذي يشكله الانسان عليه.‏

      تعيش الپندة الحمراء فقط في سلسلة جبال الهملايا (‏حتى على سفوح جبل أڤرست)‏.‏ لكن رغم عزلة هذا الموطن،‏ فإن بقاء الپندة الحمراء مهدد بالخطر بسبب إزالة غابات القصب التي تتغذى منها.‏

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Cortesía del Zoo de la Casa de Campo,‎ Madrid

      في الماضي،‏ كان الدب الاسمر يجوب معظم انحاء اوروبا،‏ آسيا،‏ وأميركا الشمالية.‏ أما الآن فيقتصر وجوده في اوروبا على بعض المناطق الجبلية المنعزلة،‏ وهو لا يزال موجودا بأعداد أوفر في جبال روكي الكندية،‏ وفي ألاسكا،‏ وسيبيريا.‏ وخلال القرن الماضي انخفضت اعداد هذه الدببة بنسبة ٩٩ في المئة في الولايات المتحدة.‏

      يُعتبَر العقاب الذهبي سيد الاجواء في المناطق الجبلية في معظم انحاء نصف الكرة الشمالي.‏ لكن من المؤسف ان اعداده في اوروبا انخفضت الى اقل من ٠٠٠‏,٥ زوج نتيجة اعتباره في السابق ‹طائرا مكروها›.‏

      يعتمد بقاء الپندة العملاقة «على ثلاثة امور اساسية»،‏ كما يذكر عالم الاحياء الصيني تانڠ سييانڠ.‏ وهذه الامور هي:‏ «الجبال الشامخة والوديان السحيقة،‏ غابات القصب الكثيفة،‏ والجداول الرقراقة».‏ وبحسب احد التقديرات،‏ لا يتجاوز عدد حيوانات الپندة التي تعيش في الطبيعة الـ‍ ٦٠٠‏,١.‏

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحتين ٨،‏ ٩]‏

      بعض معاقل الطبيعة حول العالم

      أُنشئت حديقة يوسيميتي الوطنية (‏كاليفورنيا،‏ الولايات المتحدة الاميركية)‏ عام ١٨٩٠ بفضل الجهود الدؤوبة التي بذلها عالِم الطبيعة جون ميور.‏ وتجذب المناظر الطبيعية الرائعة فيها اربعة ملايين زائر كل سنة.‏ غير ان القيّمين على هذه الحديقة يواجهون صعوبات في الموازنة بين حماية البيئة الطبيعية وتأمين مَرافق لراحة محبي الطبيعة.‏

      أُنشئت حديقة پودوكارپوس الوطنية (‏الإكوادور)‏ لحماية منطقة من الغابة المطيرة المعتدلة في جبال الأنديز تضم مجموعة كبيرة من الانواع الحيوانية والنباتية:‏ اكثر من ٦٠٠ نوع من الطيور ونحو ٠٠٠‏,٤ نوع من النباتات.‏ في هذه المنطقة اكتُشف الكينين،‏ وهو دواء انقذ حياة اعداد كبيرة من الناس.‏ لكنّ هذه الحديقة،‏ كغيرها من الحدائق،‏ تتضرر بسبب قطع الاشجار غير المضبوط والصيد غير الشرعي.‏

      جبل كيليمانجارو (‏تنزانيا)‏ هو من اكبر البراكين في العالم وأعلى جبل في افريقيا.‏ ترعى الفيلة في سفوحه،‏ في حين توجد في اعاليه بعض النباتات الفريدة،‏ مثل اللوبيلية العملاقة والشَّرونة العملاقة.‏ وتُعتبر عمليات الصيد غير الشرعي،‏ وقطع الاشجار،‏ ورعي قطعان الابقار الداجنة من أهم الاخطار التي تتهدد هذا الجبل.‏

      أُنشئت حديقة تيده الوطنية (‏جزر كاناري)‏ لحماية الانواع النباتية المميزة التي تضفي الحياة على طبيعة الارض البركانية القاحلة.‏ وتتميز الجزر البركانية الجبلية عادة ببيئة هشة تتأذى اذا دخلت اليها انواع غريبة.‏

      حديقتا جبال الپيرينيه وأورديسا الوطنيتان (‏فرنسا وإسبانيا)‏ هما موئل للمناظر الطبيعية الخلابة التي تميز المرتفعات الجبلية الشاهقة،‏ بما فيها من نباتات وحيوانات.‏ لكنّ جبال الپيرينيه،‏ كغيرها من سلاسل الجبال في اوروبا،‏ تتضرر بسبب ازدياد منحدرات التزلج وغيرها من المرافق السياحية.‏ وقد أثّر الابتعاد عن الزراعة التقليدية هو ايضا تأثيرا سلبيا في البيئة.‏

      تجذب حديقة سوراكسان الوطنية اكبر عدد من زائري المتنزهات في جمهورية كوريا.‏ فالخريف يضفي مسحة مميزة من الجمال على قممها الغرانيتية المهيبة وسفوح جبالها المكسوة بالغابات.‏ لكن بسبب فيض الزائرين،‏ تزدحم دروبها بالمشاة في نهايات الاسابيع كما تزدحم ارصفة المدن.‏

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ١٠]‏

      نباتات الجبال

      برج الجواهر.‏ خلال بضعة اسابيع في فصل الربيع،‏ تنمو هذه الزهرة الرائعة ليبلغ طولها طول الانسان.‏ وهي تنمو على ارتفاع ٨٠٠‏,١ متر تقريبا على جبلَين بركانيَّين فقط في جزر كاناري.‏ والعديد من الانواع النباتية الجبلية لا ينمو إلّا في مناطق محددة.‏

      ينمو الكرلين النجمي في جبال الألب والپيرينيه.‏ وهو يزيّن المروج الجبلية بألوانه الزاهية في اواخر الصيف،‏ كما تؤمِّن ازهاره الغذاء الوافر للحشرات.‏

      السوسن الانكليزي.‏ تُزرع انواع هجينة من هذه الزهرة البرية الجميلة في الحدائق.‏ ويعود اصل العديد من الازهار المزروعة في الحدائق الى النباتات التي تنمو في المرتفعات الجبلية الشاهقة.‏

      المخلَّدة الجبليّة هي احدى النباتات التي تنمو في شقوق الصخور في الجبال الشاهقة.‏ وهذه النبتة التي تعيش في جبال جنوب اوروبا تُسمّى المخلَّدة بسبب قوة احتمالها.‏

      الأناناسيَّات.‏ تنمو انواع كثيرة من الأناناسيَّات والسَّحلبيَّات في الغابات المطيرة المعتدلة في المناطق المدارية.‏ وهي تنمو على ارتفاع قد يصل الى ٥٠٠‏,٤ متر.‏

      ينمو سوسن الجزائر في سلسلتَي جبال الريف وأطلس في شمال افريقيا.‏ وتُعتبر هاتان السلسلتان من «النقاط الساخنة» بيئيا لغناهما بالنباتات المتوسطية.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٦]‏

      التنقيب عن النحاس والذهب قرب جبال ماوكيه في إندونيسيا

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Rob Huibers/Panos Pictures ©

      ‏[الصورة في الصفحة ٨]‏

      العِناقِيَّة الوردية

  • الجبال —‏ مَن سينقذها؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٥ | آذار (‏مارس)‏ ٢٢
    • الجبال —‏ مَن سينقذها؟‏

      عُقد مؤتمر القمة العالمي للجبال لمدة اربعة ايام سنة ٢٠٠٢ في مدينة بيشكيك،‏ عاصمة قيرغيزستان بآ‌سيا الوسطى.‏ وكان هذا اول تجمع دولي يُخصص لمناقشة شؤون الجبال.‏ وأمل منظِّمو هذا المؤتمر ان تكون سنة ٢٠٠٢ «بداية لعصر جديد،‏ عصر تُقدَّر فيه الجبال حقّ قدرها».‏

      تبنّى المشاركون في المؤتمر بالإجماع ما دُعِي «سياسة بيشكيك للجبال»،‏ التي تشتمل على خطوط ارشادية توجّه كل مَن تعنيه مسألة المحافظة على بيئة المناطق الجبلية.‏ وكان هدف القمة المعلَن «تحسين احوال سكان الجبال وحماية الانظمة البيئية الجبلية واستخدام موارد الجبال بمزيد من الوعي».‏

      هنالك تقدم ملموس في هذا المجال.‏ فهنالك اليوم عدد كبير من الحدائق الوطنية التي أُنشئت للمحافظة على بعض المناطق المتميزة بجمالها الطبيعي وتنوُّعها الأحيائي.‏ وفي انحاء كثيرة من الارض تلاقي المجموعات التي تُعنى بالحفاظ على البيئة بعض النجاح في إبطاء موجة الدمار البيئي.‏ وإحدى المبادرات الناتجة عن مؤتمر بيشكيك للجبال كانت التعهد بتنظيف النفايات النووية الملقاة في جبال قيرغيزستان.‏ فهذه المواد الشديدة السمِّيَّة تهدد مخزون المياه التي يستخدمها ٢٠ في المئة من سكان آسيا الوسطى.‏

      رغم ذلك تبقى الصعوبات التي تعترض حماية الجبال في العالم كبيرة.‏ مثلا،‏ عام ١٩٩٥ سنَّت السلطات الكندية «قانون استغلال الغابات» بهدف حماية ما بقي من الغابة المطيرة في مقاطعة كولومبيا البريطانية.‏ غير انه اكتُشف لاحقا ان شركات قطع الاشجار تتجاهل بشكل عام هذا القانون،‏ وتستمر في قطع جميع الاشجار حتى في اكثر السفوح انحدارا.‏ فخُفِّفت قيود هذا القانون سنة ١٩٩٧،‏ بعد ان ادَّعت شركات الاخشاب انه متشدّد جدا.‏

      غير ان المصالح التجارية ليست العائق الوحيد امام حماية الجبال.‏ فقد اقرّ الاعلان النهائي الذي صدر عن قمة بيشكيك بأن الحرب والفقر والجوع تساهم جميعها في تدهور الانظمة البيئية الجبلية بلا هوادة.‏ ولن يتوقف الضرر الذي تتعرض له الجبال وباقي الارض ما لم تُزَل جميع المسبّبات الفعلية لدمار البيئة الطبيعية.‏

      اللّٰه يهتم بخليقته

      رغم هذه الحالة المحزنة،‏ هنالك سبب يدعونا الى التفاؤل،‏ وهو ان اللّٰه القادر على كل شيء ليس غافلا عمّا يحدث لخليقته.‏ فالكتاب المقدس يقول عنه انه «هو الذي .‏ .‏ .‏ له قمم الجبال».‏ (‏مزمور ٩٥:‏٤‏)‏ كما انه يهتم ايضا بالحيوانات التي تتخذ من الجبال موطنا لها.‏ فبحسب المزمور ٥٠:‏١٠،‏ ١١‏،‏ يقول يهوه:‏ «لأن لي كل وحوش الغابة،‏ والبهائم على ألوف الجبال.‏ أعرف كل طيور الجبال،‏ وحيوان الحقل عندي».‏

      وهل لدى اللّٰه وسيلة لإنقاذ بيئة الارض التي تفتك بها المشاكل؟‏ نعم بالتأكيد!‏ فالكتاب المقدس يقول انه ‹اقام مملكة لن تنقرض ابدا›.‏ (‏دانيال ٢:‏٤٤‏)‏ ويسوع المسيح،‏ رأس هذه الحكومة السماوية المعيَّن،‏ يهتم اهتماما كبيرا بالارض والناس العائشين عليها.‏ (‏امثال ٨:‏٣١‏)‏ وسيجلب حكمه السلام على الارض،‏ وينهي الاستغلال الجائر لمواردها،‏ ويصلح الدمار الذي لحق بكوكبنا.‏ —‏ رؤيا ١١:‏١٨‏.‏

      وإذا كنتَ تتوق الى حل للمشاكل التي تواجهها الجبال،‏ فلا شك انك ستستمر في الصلاة ان ‹يأتي ملكوت اللّٰه›.‏ (‏متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وهذه الصلوات لن تلاقي آذانا صماء.‏ فملكوت اللّٰه سينهي عمّا قريب المظالم التي تحدث في كوكبنا ويصلح الدمار الحاصل فيه.‏ وعندما يأتي ذلك اليوم ‹ستهلل الجبال›.‏ —‏ مزمور ٩٨:‏٨‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة