مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الجهود للوحدة
    استيقظ!‏ ١٩٩١ | شباط (‏فبراير)‏ ٢٢
    • الجهود للوحدة

      بواسطة مراسل استيقظ!‏ في فرنسا

      الخجل!‏ نعم،‏ الخجل كان ما ابتدأت به الحركة المسكونية.‏ الخجل من اي شيء؟‏ الخجل من المشهد المؤسف الذي قدمه العالم المسيحي للعالم غير المسيحي في الكينونة بيتا منقسما على ذاته.‏

      في الاجتماع الاول عينه للـ‍ WCC (‏مجمع الكنائس العالمي)‏،‏ اوضح سكرتيره العام،‏ الدكتور و.‏ أ ڤيسرت هوفت:‏ «نحن مجمع للكنائس،‏ ليس مجمع الكنيسة الواحدة غير المنقسمة.‏ واسمنا يشير الى ضعفنا وخجلنا امام اللّٰه،‏ لانه يمكن ان تكون هنالك وهنالك اخيرا كنيسة واحدة فقط للمسيح على الارض.‏»‏

      تعترف دائرة معارف كاثوليكية فرنسية صدرت حديثا:‏ «ان الشعور بالخزي الناتج عن الكنائس المنقسمة صار اكثر شدة خلال القرن الـ‍ ١٩.‏ وهذا الامر كان كذلك على نحو خصوصي بين المرسلين،‏ الذين تعارض عداؤهم المتبادل مع الانجيل الذي كانوا قد اتوا ليكرزوا به لغير المسيحيين.‏ .‏ .‏ .‏ وأتت الصدمة الحاسمة مع تطور الارساليات الافريقية والآسيوية التي احدثت في وضَح النهار الانقسامات بين المسيحيين التي كانت تعيق عمل التبشير.‏»‏

      بداياتها

      تشتق الكلمة الانكليزية «مسكوني» «ecumenical» من الكلمة اليونانية إكومِني (‏الارض المسكونة)‏.‏ والحركة المسكونية،‏ التي كانت لها بداياتها في منتصف القرن الـ‍ ١٩،‏ تطمح الى الوحدة العالمية لكنائس العالم المسيحي.‏ واذ ادركوا مساوئ الانقسامات بين الكنائس،‏ نظَّم المصلحون جمعيات متنوعة بين الطوائف الدينية خلال القرن الـ‍ ١٩ واوائل القرن الـ‍ ٢٠.‏

      والمرسلون المبعوثون لهداية غير المسيحيين كانوا حساسين على نحو خصوصي تجاه الانشقاقات ضمن العالم المسيحي.‏ فلم يتمكنوا من الاشارة الى الصفحات الملطَّخة بالدم لتاريخ الكنيسة كبرهان على تفوق دينهم.‏ وكيف يمكنهم ان يبرِّروا وجود الكثير جدا من الكنائس،‏ اذ تزعم كلها انها مسيحية،‏ فيما تقتبس في الوقت نفسه من يسوع او الرسول بولس،‏ اللذين اكَّدا كلاهما الحاجة الى الوحدة المسيحية؟‏ —‏ يوحنا ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥؛‏ ١٧:‏٢١؛‏ ١ كورنثوس ١:‏١٠-‏١٣‏.‏

      ساهمت دون شك هذه الحالة في تشكيل الحركة المسكونية العصرية،‏ التي دعت اوَّل مؤتمر ارسالي عالمي الى الاجتماع،‏ في ادنبره،‏ اسكتلندا،‏ في سنة ١٩١٠.‏ وفي ما بعد،‏ في سنة ١٩٢١،‏ جرى تشكيل المجمع الارسالي الاممي.‏ وتذكر دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة‏:‏ «جرى تشكيل المجمع الارسالي الاممي لا لينشر معلومات عن الاساليب الارسالية الفعَّالة فحسب،‏ بل ايضا ليخفف من خزي الانقسامات المسيحية بتجنب التنافس في البلدان غير المسيحية.‏»‏

      التحفُّظ الكاثوليكي

      ولكن ماذا فعلت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية لكي تخفف من خزي الانقسامات المسيحية؟‏ في سنة ١٩١٩ دُعيت الكنيسة الكاثوليكية الى المساهمة في مناقشة متبادلة بين الكنائس عن الايمان والنظام،‏ حيث كانت الاختلافات في العقيدة والخدمة ستؤخذ بعين الاعتبار.‏ ولكنَّ البابا بنيديكت الخامس عشر رفض هذا العرض.‏ ومن جديد،‏ في سنة ١٩٢٧،‏ تلقت الكنيسة الكاثوليكية دعوة الى الاشتراك في المؤتمر العالمي الاول حول الايمان والنظام،‏ الذي عقد في لوزان،‏ سويسرا.‏ والتقى مندوبون من كنائس پروتستانتية وارثوذكسية عديدة لمناقشة عوائق الوحدة،‏ لكنَّ البابا پيوس الحادي عشر رفض السماح بأية مساهمة كاثوليكية.‏

      في مقالتها عن البابا پيوس الحادي عشر،‏ تقول دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة‏:‏ «اتخذ الكرسي الرسولي موقفا سلبيا من الحركة المسكونية للعالم المسيحي غير الكاثوليكي.‏» وتطور هذا الموقف السلبي الى عداء علني عندما اصدر البابا،‏ في سنة ١٩٢٨،‏ رسالته العامة Mortalium animos.‏ وفيها دان الحركة المسكونية ومنع الكاثوليك من اعطاء اي دعم للمسكونية.‏

      في سنة ١٩٤٨ جرى تشكيل الـ‍ WCC.‏ وعند تأسيسه،‏ شملت عضويته ١٥٠ كنيسة تقريبا،‏ معظمها من الپروتستانتية.‏ وجرى شمل بعض الكنائس الارثوذكسية الشرقية،‏ وانضمت في ما بعد كنائس ارثوذكسية اخرى الى الـ‍ WCC.‏ ووافقت كل هذه الكنائس كأساس للعضوية على الاعلان:‏ «ان مجمع الكنائس العالمي هو رابطة الكنائس التي تقبل الرب يسوع المسيح بصفته اللّٰه والمخلص.‏» وعلى الرغم من هذه العبارة الثالوثية الواضحة،‏ رفض البابا پيوس الثاني عشر الدعوة الى قرن الكنيسة الكاثوليكية بالمجمع المسكوني هذا.‏

      تغيير بين الكاثوليك؟‏

      اعتبر كثيرون من الكاثوليك يوحنا الثالث والعشرين،‏ الذي انتُخب بابا في سنة ١٩٥٨ بعمر ٧٧ سنة تقريبا،‏ انه papa di passaggio فقط،‏ او بابا مؤقت.‏ واذ تحوَّلت الامور،‏ فتح نوافذ الڤاتيكان لرياح التغيير التي تسبب الى هذا اليوم الاضطرابات في الاوساط الكاثوليكية.‏ وكان احد قرارات البابا يوحنا الاولى،‏ في اوائل سنة ١٩٥٩،‏ دعوة مجمع مسكوني الى الاجتماع،‏ مما عنى،‏ في اللغة الكاثوليكية،‏ اجتماعا عاما لاساقفة الكنيسة الكاثوليكية بكاملها.‏

      وكان هدف هذا الاجتماع،‏ اولا،‏ ان «يجعل الكنيسة عصرية» وثانيا،‏ ان «يفتح الطريق نحو اعادة توحيد الاخوة المنفصلين للشرق والغرب في حظيرة المسيح الواحدة.‏» وبانسجام مع الهدف الثاني هذا،‏ عيَّن البابا يوحنا الثالث والعشرون في سنة ١٩٦٠ في الڤاتيكان امانة السر لتعزيز الوحدة المسيحية.‏ وجرى الترحيب بذلك بصفته «اول اعتراف رسمي من قبل الكنيسة الكاثوليكية الرومانية بوجود الحركة المسكونية.‏»‏

      ومن المؤكد ان رياح التغيير بدا انها تهبُّ،‏ ولكن هل كانت الكوريا الرومانية،‏ الفريق القوي من الاساقفة الذي يشكِّل حكومة الكنيسة الادارية،‏ تحبِّذ هذه التغييرات؟‏ واذا كان الامر كذلك،‏ فماذا كان مفهومهم للوحدة المسيحية؟‏

  • مأزق للكنيسة الكاثوليكية
    استيقظ!‏ ١٩٩١ | شباط (‏فبراير)‏ ٢٢
    • مأزق للكنيسة الكاثوليكية

      ‏«يوم خمسين جديد.‏»‏ هكذا كان الرجاء الذي عبَّر عنه البابا يوحنا الثالث والعشرون للمجمع المسكوني الذي ابتدأ في سنة ١٩٦٢ والذي صار يعرف بالمجمع الڤاتيكاني الثاني.‏ وأمل ان يكون وسيلة للتجديد الروحي بين الكاثوليك وأن يُحدث تغييرات تمهِّد الطريق لاعادة توحيد العالم المسيحي.‏

      ولكنّ افكارا كهذه عن aggiornamento (‏التجدّد)‏ لم يشترك فيها كل الاساقفة في الڤاتيكان.‏ تخبر دائرة المعارف البريطانية الجديدة:‏ «لذلك جرى الترحيب بقرار البابا ببرودة من قبل الكوريا المحافظة التي له،‏ الذين كانوا مقتنعين بأن الكنيسة ازدهرت تحت قيادة پيوس الثاني عشر والذين لم يروا سببا وجيها للتغييرات التي تصوَّرها يوحنا.‏ وبعض كرادلة الڤاتيكان عملوا في الواقع كل ما في وسعهم ليؤجلوا المجمع الى ان يغيب العجوز عن المسرح ويجري التمكن من اسقاط المشروع بهدوء.‏»‏

      قرار المجمع الڤاتيكاني الثاني في الحركة المسكونية

      عاش البابا يوحنا الثالث والعشرون وقتا طويلا يكفي للشروع في المجمع الڤاتيكاني الثاني،‏ ولكنه مات بعد ذلك بوقت قصير،‏ في حزيران ١٩٦٣،‏ قبل ان انتهى المجمع بزمن طويل في كانون الاول ١٩٦٥.‏ ولكنَّ البابا بولس السادس أقرّ القرار في الحركة المسكونية في ٢١ تشرين الثاني ١٩٦٤.‏ يذكر في مقدمته:‏ «ان استعادة الوحدة التي يجب تعزيزها بين جميع المسيحيين هي من الاغراض الرئيسية للمجمع المسكوني الڤاتيكاني الثاني المقدس.‏»‏

      وعلى نحو ذي مغزى،‏ كتب الكاهن اليسوعي ولتر.‏ م.‏ ابّوت في وثائق المجمع الڤاتيكاني الثاني:‏ «يسم القرار في الحركة المسكونية الانضمام الكامل للكنيسة الكاثوليكية الرومانية الى الحركة المسكونية.‏» وبطريقة تعبير مماثلة،‏ تحت العنوان «الكثلكة الرومانية تتبع المجمع الڤاتيكاني الثاني،‏» قالت دائرة المعارف البريطانية الجديدة على نحو متفائل:‏ «هجرت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية رسميا موقف ‹الكنيسة الحقيقية الواحدة› الذي لها.‏»‏

      ولكن هل هجرت حقا الكنيسة الكاثوليكية هذا الموقف؟‏ بأية شروط كانت ستحدث الوحدة؟‏ بعد تحديد المدى الذي فيه يمكن ان ينهمك الكاثوليك في النشاط المسكوني،‏ اشترط القرار في الحركة المسكونية:‏ «المجمع يحرّض المؤمنين على الامتناع عن كل خفة،‏ وعن كل غيرة طائشة.‏ .‏ .‏ .‏ ونشاطهم المسكوني لا يمكن ان يكون حقيقة إلاّ كاثوليكيا قلبا وقالبا،‏ وبكل اخلاص للحقيقة المقبولة من الرسل والآباء،‏ ومطابقا للايمان الذي اعترفت به دائما الكنيسة الكاثوليكية.‏»‏

      عوائق الوحدة

      الواقع هو ان الكنيسة الكاثوليكية الرومانية لم تهجر موقفها بأنها هي الكنيسة الحقيقية الواحدة.‏ يذكر قرار المجمع الڤاتيكاني الثاني في الحركة المسكونية:‏ «بواسطة كنيسة المسيح الكاثوليكية وحدها التي هي الوسيلة العامة للخلاص،‏ يمكن الوصول الى كمال الوسائل الخلاصيّة بكلّيته.‏ ونؤمن ان الرب أوكل الى جماعة رسولية واحدة،‏ رأسها بطرس،‏ جميع خيور العهد الجديد.‏»‏

      وتذكر المطبوعة الفرنسية الحديثة Théo—Nouvelle Encyclopédie Catholique (‏١٩٨٩)‏:‏ «بالنسبة الى الكاثوليك،‏ يكون البابا،‏ بصفته خليفة بطرس،‏ من الناحية اللاهوتية العنصرَ الدائم لوحدة الكنيسة والاساقفة.‏ ولكنّ الواقع الصريح ان البابا هو السبب الرئيسي للانقسام بين المسيحيين.‏»‏

      وعقيدة رئاسة البابا المقسِّمة هذه لها علاقة على نحو وثيق بعقيدتي العصمة البابوية والخلافة الرسولية للاساقفة الكاثوليك،‏ وكلّ منهما غير مقبول لدى معظم كنائس العالم المسيحي غير الكاثوليكية.‏ فهل فعل المجمع الڤاتيكاني الثاني شيئا لتعديل موقف الكاثوليك من هاتين العقيدتين؟‏

      يجيب الدستور العقائدي في الكنيسة للمجمع الڤاتيكاني الثاني،‏ في الفقرة ١٨:‏ «ان هذا المجمع،‏ اذ يسير على خطى المجمع الڤاتيكاني الاول،‏ [الذي اصدر قرار عقيدة العصمة البابوية]،‏ يعلّم معه ويعلن ان يسوع المسيح،‏ الراعي الأزلي،‏ قد بنى الكنيسة المقدسة بارساله رسله كما أرسله الآب (‏راجع يوحنا ٢٠:‏٢١‏)‏.‏ لقد اراد ان يكون خلفاء هؤلاء الرسل،‏ اعني الاساقفة،‏ رعاة في الكنيسة الى منتهى الدهر.‏ ولكن حفاظا على وحدة هذه الاسقفية وعدم انقسامها،‏ أقام القديس بطرس على رأس بقية الرسل،‏ واضعا في شخصه مبدأ واساسا دائمين ومنظورين للوحدة في الايمان والشركة.‏ وان المجمع المقدس يقدّم من جديد الى كل المؤمنين،‏ كموضوع ايماني ثابت،‏ هذه العقيدة في رئاسة الحبر الروماني وفي تعليمه المعصوم سواء كان في وضعه ام في دوامه،‏ وفي قوته او في مفهومه ليؤمنوا به ايمانا ثابتا.‏ واذ يكمّل المجمع ما بدأ به،‏ يريد ان يعلن امام الجميع وان يفسّر التعليم المختص بالاساقفة خلفاء الرسل،‏ الذين يسوسون بيت اللّٰه الحي مع خليفة بطرس،‏ نائب المسيح،‏ والرأس المنظور للكنيسة كلها.‏»‏

      وعلى نحو ذي مغزى،‏ اقرّ البابا بولس السادس هذا الدستور العقائدي في الكنيسة في اليوم نفسه الذي وقّع فيه القرار في الحركة المسكونية.‏ وفي ذلك اليوم نفسه في ٢١ تشرين الثاني ١٩٦٤،‏ قدَّم بيانا معلِنا «مريم ‹ام الكنيسة،‏› اي كل الامناء وكل الرعاة.‏» فكيف يمكن الادعاء ان القرار في الحركة المسكونية ‹وسم الانضمام الكامل للكنيسة الكاثوليكية الرومانية الى الحركة المسكونية› في حين اختار البابا في اليوم عينه الذي نُشر فيه ان يؤكد ثانية العقيدتين غير المقبولتين كليا لدى اغلبية اعضاء الـ‍ WCC (‏مجمع الكنائس العالمي)‏؟‏

      مأزق الكنيسة

      ذكر الدكتور صموئيل ماكرِيا كاڤرت،‏ السكرتير العام السابق لمجمع الكنائس القومي،‏ الذي قام بدور رئيسي في تشكيل مجمع الكنائس العالمي:‏ «ان القرار [في الحركة المسكونية] لا يوفِّق حقا بين وجهة نظره المسكونية وافتراضه ان الكاثوليكية الرومانية هي الكنيسة الحقيقية الوحيدة.‏ .‏ .‏ .‏ والمقترن بذلك هو الافتراض الاضافي لرئاسة بطرس وسلطته القضائية على كل الكنيسة.‏ ويبدو ان هذين الافتراضين يشيران الى ان الفهم الكاثوليكي الروماني للمسكونية يدور حول روما على نحو لا يقبل التغيير.‏»‏

      اعلن الدكتور كونراد ريْزر،‏ نائب السكرتير العام للـ‍ WCC:‏ «يقدم البابا [يوحنا بولس الثاني] اعلانات كثيرة تتعلق بالحركة المسكونية،‏ ولكن تُلهمه دعوة تأخذه في اتجاه مختلف.‏»‏

      ان هذا التناقض الواضح بين المظهر المسكوني الخدّاع للڤاتيكان والتصاقه العنيد بمفاهيمه التقليدية الخاصة انما يظهر ان كنيسة روما تجد نفسها في مأزق بخيارين.‏ فاذا كانت مخلصة بشأن مساهمتها في الحركة المسكونية من اجل الوحدة المسيحية،‏ فلا بد ان تتخلى عن ادعائها انها الكنيسة الحقيقية الوحيدة.‏ واذا رفضت ان تتخلى عن هذا الادعاء،‏ فلا بد ان تعترف بأن مسكونيتها المزعومة هي مجرد حركة تكتيكية لتغري الكنائس الارثوذكسية والپروتستانتية على العودة الى الحظيرة الكاثوليكية.‏

      وبتعبير صريح،‏ لا بد للكنيسة الكاثوليكية ان تعترف إما بأن ادعاءاتها لقرون هي خاطئة او بأن مساهمتها الحاضرة في الحركة المسكونية هي مجرد رياء.‏ وفي كل حالة،‏ يكون كثيرون من اعضاء كنائس العالم المسيحي المخلصين متحيرين.‏ ويتساءلون عما اذا كان سيجري بلوغ الوحدة المسيحية يوما ما.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٨]‏

      ‏‹يسم القرار في الحركة المسكونية الانضمام الكامل للكنيسة الكاثوليكية الرومانية الى الحركة المسكونية.‏›‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      المجمع الڤاتيكاني الثاني وضع الكنيسة الكاثوليكية في مأزق بخيارين

      ‏[مصدر الصورة]‏

      UPI/Bettmann Newsphotos

  • هل الوحدة المسيحية ممكنة؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩١ | شباط (‏فبراير)‏ ٢٢
    • هل الوحدة المسيحية ممكنة؟‏

      العالم المسيحي هو بيت منقسم.‏ وعضويته المقدَّرة بأكثر من ٥٠٠‏,١ مليون شخص مجزَّأة الى كاثوليكية رومانية،‏ ارثوذكسية شرقية،‏ پروتستانتية،‏ وكنائس وطوائف اخرى تدَّعي بأنها مسيحية.‏ فيتساءل اناس مخلصون كثيرون عما اذا كان سيجري بلوغ الوحدة المسيحية يوما ما.‏

      اذ تستنكر عدم الوحدة الدينية،‏ تذكر احدى وثائق المجمع الڤاتيكاني الثاني:‏ «جميعهم يعترفون بأنهم تلاميذ الرب،‏ لكنهم يذهبون مذاهب شتى،‏ ويتبعون طرقا مختلفة كما لو كان المسيح نفسه قد تجزأ (‏راجع ١ كورنثوس ١:‏١٣‏)‏.‏ والحقيقة ان هذا التجزؤ يناقض صراحة ارادة المسيح وهو للعالم حجر عثرة ويلحق الأذى بأقدس الغايات،‏ اي حمل بشارة الانجيل للخليقة كلها.‏»‏

      الكنيسة الكاثوليكية والوحدة

      ان الكنيسة الكاثوليكية،‏ التي تدَّعي ان لها نحو نصف العضوية الاجمالية للعالم المسيحي،‏ لديها مفهومها الخاص عن الوحدة المسيحية.‏ فقد جرى تشكيل «اتحادات للصلاة» مختلفة نحو بداية هذا القرن.‏ وبين هذه كانت الاخوية الرئيسية لسيدة الرأفة من اجل عودة انكلترا الى الايمان الكاثوليكي،‏ الاتحاد الديني للصلاة لسيدة الرأفة من اجل اهتداء الهراطقة،‏ والاخوية الرئيسية للصلوات والاعمال الصالحة من اجل اعادة اتحاد المنشقين الشرقيين بالكنيسة.‏

      وفي سنة ١٩٠٨،‏ بايعاز من كاهن انكليكاني صار كاثوليكيا،‏ جرى تنظيم اسبوع سنوي كاثوليكي للصلاة (‏١٨-‏٢٥ كانون الثاني)‏ «من اجل اهتداء وعودة الاخوة المنفصلين.‏» وهذا لاحقا صار الاسبوع السنوي للصلاة من اجل الوحدة المسيحية،‏ الذي قرن WCC (‏مجمع الكنائس العالمي)‏ نفسه به منذ اوائل خمسينات الـ‍ ١٩٠٠.‏

      يذكر الكتاب الكاثوليكي وثائق المجمع الڤاتيكاني الثاني:‏ «كل سنة في كانون الثاني،‏ طوال عقود كثيرة،‏ يقدم الكاثوليك الرومانيون ثمانية ايام للصلاة من اجل وحدة الكنيسة.‏ وحتى سنة ١٩٥٩،‏ كانت الفكرة العامة وراء ايام الصلاة هذه،‏ ١٨-‏٢٥ كانون الثاني،‏ الرجاء بأن ‹يعود› الپروتستانت الى الكنيسة الحقيقية الواحدة،‏ وأن ينتهي الانشقاق الارثوذكسي.‏»‏

      فهل غيَّر من حيث الاساس المجمع الڤاتيكاني الثاني نظرة الكنيسة الكاثوليكية الى الوحدة المسيحية؟‏ اقرّ خليفة البابا يوحنا،‏ بولس السادس،‏ الدستور العقائدي في الكنيسة للمجمع الڤاتيكاني الثاني،‏ الذي يقول:‏ «هذه هي كنيسة المسيح الوحيدة التي نقرّ في قانون الايمان بوحدتها وقداستها،‏ بجامعيتها ورسوليتها.‏ .‏ .‏ .‏ هذه الكنيسة المؤسسة والمنظمة كمجتمع في هذا العالم هي الكنيسة الكاثوليكية يسوسها خليفة بطرس والاساقفة المتحدون معه بالشركة.‏»‏

      وهكذا فإن نظرة الكنيسة الكاثوليكية الى الوحدة المسيحية لم تتغيَّر من حيث الاساس.‏ والنظرة المعبَّر عنها في المجمع الڤاتيكاني الثاني هي،‏ في الواقع،‏ ان اي شيء صالح موجود خارج الكنيسة الكاثوليكية انما ينتمي حقا إليها،‏ وهو بالتالي،‏ كما يقول الدستور العقائدي في الكنيسة،‏ «هبات .‏ .‏ .‏ تدفع الى الوحدة الجامعة.‏»‏

      مؤهلة لتعزيز الوحدة؟‏

      ماذا يمكن ان يقال عن مجاهرة الكنيسة الكاثوليكية المتكررة غالبا بأنها «واحدة،‏ مقدسة،‏ كاثوليكية،‏ ورسولية»؟‏ اولا،‏ ان الانشقاق الاخير للكاثوليك المتمسكين بالتقاليد تحت قيادة رئيس الاساقفة لوفيڤر،‏ هذا إن لم نذكر تمرد مئات اللاهوتيين الكاثوليك العلني،‏ يدحض ادعاء الكنيسة بأنها «واحدة.‏»‏a

      ثانيا،‏ ان سجل الكنيسة الكاثوليكية،‏ بمعاداتها لليهود،‏ تعذيبها «للهراطقة،‏» تعزيزها «للحروب المقدسة،‏» وتورُّطها في السياسة وفضائح مالية حقيرة،‏ يظهر انها بعيدة عن كونها مقدسة.‏

      ثالثا،‏ لا يمكن لكنيسة روما ان تبرِّر ادعاءها بأنها «كاثوليكية،‏» او «كونية،‏» لانها تتألف فقط من نحو نصف اولئك الذين يدَّعون انهم مسيحيون،‏ او ١٥ في المئة تقريبا من عدد سكان العالم.‏

      واخيرا،‏ لا وقائع التاريخ،‏ سجل البابوية،‏ ولا الثروة،‏ الفساد الادبي،‏ التورط السياسي لاساقفة كاثوليك كثيرين،‏ يمكن ان تبرِّر ادعاء الكنيسة بأنها «رسولية.‏» وعلى نحو واضح،‏ فان الكنيسة الكاثوليكية ليست في وضع يمكِّنها من الادعاء بأنها نقطة التجمع للوحدة المسيحية الحقيقية.‏

      المجمع العالمي والوحدة

      يشمل مجمع الكنائس العالمي اكثر من ٣٠٠ من الكنائس الپروتستانتية والارثوذكسية الشرقية التي لديها اكثر من ٤٠٠ مليون عضو في اكثر من مئة بلد.‏ وهدف المجمع هو «ان ينادي بالوحدانية الاساسية لكنيسة المسيح ويبقي على نحو بارز امام الكنائس الالتزام باظهار هذه الوحدة وحافزها لعمل التبشير بالانجيل.‏» ولكن هل يقدم الـ‍ WCC اي رجاء بالوحدة المسيحية الحقيقية اكثر مما تقدم الكنيسة الكاثوليكية الرومانية؟‏

      على اي اساس يرجو الـ‍ WCC ان يوحِّد المسيحيين؟‏ تذكر احدى دوائر المعارف:‏ ‏«مجمع الكنائس العالمي‏.‏ .‏ .‏ .‏ يوافق الاعضاء عموما على ان الانقسام بين المسيحيين مناقض لمشيئة اللّٰه وعائق خطير لقبول المسيحية من قبل غير المسيحيين.‏ .‏ .‏ .‏ وازداد الاقتناع بأن الوحدة لا بد ان تكون مؤسسة على الحق.‏» اذًا،‏ ماذا تعتبره حقا اساسيا الكنائس الاعضاء الاكثر من ٣٠٠ للـ‍ WCC؟‏

      في سنة ١٩٤٨ اعتبرت بعض الكنائس ان الاساس الاولي للعضوية في الـ‍ WCC هو ثالوثي على نحو غير كاف.‏ لذلك في سنة ١٩٦١ عُدِّل الاساس للعضوية ليقول:‏ «ان مجمع الكنائس العالمي هو رابطة الكنائس التي تعترف بالرب يسوع المسيح بصفته اللّٰه والمخلص بحسب الاسفار المقدسة وبالتالي يطلب ان تتمم معا دعوتها المشتركة الى مجد الاله الواحد،‏ الآب،‏ الابن والروح القدس.‏»‏ —‏ الحروف المائلة لنا.‏

      ان هذا الاساس نفسه للعضوية في الـ‍ WCC هو عبارة يتنافى بعضها مع بعض.‏ ولماذا؟‏ لان الايمان بـ‍ «اله واحد،‏ الآب،‏ الابن والروح القدس» ليس «بحسب الاسفار المقدسة.‏» تذكر دائرة معارف الدين:‏ «اللاهوتيون اليوم متفقون على ان الكتاب المقدس العبراني لا يحتوي على عقيدة الثالوث.‏» وفضلا عن ذلك،‏ يوضح القاموس الاممي الجديد للاهوت العهد الجديد:‏ «لم تكن لدى المسيحية الاولى عقيدة ثالوث واضحة.‏» وتؤكد دائرة المعارف البريطانية الجديدة:‏ «لا الكلمة ثالوث ولا العقيدة الواضحة تَظهران في العهد الجديد،‏ ولم يقصد يسوع وأتباعه ان يناقضوا الشماع في العهد القديم:‏ ‹اسمع يا اسرائيل.‏ الرب إلهنا رب واحد› (‏تثنية ٦:‏٤‏)‏.‏»‏

      وعلاوة على ذلك،‏ صار الـ‍ WCC متورطا بعمق في الصراعات السياسية.‏ مثلا،‏ لقد زوَّد اموالا لحركات التحرُّر المسلحة.‏ وتظهر دائرة المعارف البريطانية الجديدة:‏ «ان ارتباط فرق الـ‍ WCC بالحركات الثورية المختلفة سبَّب انتقاد بعض الكنائس التأسيسية.‏» فالتورط غير المسيحي في السياسة لا يمكن ان يجلب الوحدة المسيحية الحقيقية،‏ ولا الاساس العقائدي غير المؤسس على الكتاب المقدس يمكن ان يفعل ذلك.‏

      الوحدة الحقيقية ممكنة

      على نحو مثير للاهتمام،‏ تذكر Encyclopoedia Universalis (‏١٩٨٩)‏ الفرنسية ان هدف المسكونية هو «ان تعيد الى العائلة المنقسمة للمسيحيين الوحدة الراسخة والمنظورة،‏ انسجاما مع تعاليم يسوع.‏ .‏ .‏ .‏ واذ يلاحظون كيف يحبّ المسيحيون احدهم الآخر،‏ يجب ان يصير لدى غير المسيحيين الايمان وأن ينضموا الى الكنيسة،‏ مصوِّرين مسبقا العالم الجديد الذي فيه ستكون الخدمة،‏ البر،‏ والسلام المبادئ السائدة،‏ كما انبأ وأظهر المسيح.‏ .‏ .‏ .‏ وجدير بالملاحظة ان .‏ .‏ .‏ الرسالة الى العبرانيين (‏٢:‏٥‏)‏ لا بد انها تتكلم عن ‹إكومِني [الارض المسكونة] الآتية،‏› مشدِّدة بالتالي على ان الرجاء المسيحي ليس في عالم روحاني غير مادي،‏ بل في هذا العالم [الارض] المسكون المتصالح مع خالقه.‏»‏

      ان المزيد والمزيد من اعضاء كنائس العالم المسيحي صاروا يدركون ان تعاليم كنيستهم لا تنسجم مع تعاليم يسوع.‏ ويلاحظون بخجل ان اعضاء دينهم لا يحبون احدهم الآخر.‏ ولكنّ كثيرين منهم قد وجدوا عائلة من مسيحيين متحدين على نحو راسخ،‏ وهم يلاحظون كيف يحبّ هؤلاء حقا احدهم الآخر.‏ نعم،‏ لقد وجدوا الوحدة المسيحية الحقيقية والرجاء بين عائلة شهود يهوه العالمية النطاق.‏

      ونتيجة لذلك،‏ فان الملايين من اعضاء كنائس العالم المسيحي السابقين صار لديهم رجاء بعالم اللّٰه الجديد المتحد،‏ الذي فيه ستكون الخدمة،‏ البر،‏ والسلام المبادئ السائدة.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a من اجل التفاصيل،‏ انظروا استيقظ!‏ المؤرخة في ٢٢ حزيران ١٩٩٠،‏ «لماذا الانقسامات في الكنيسة الكاثوليكية؟‏»‏

      ‏[النبذة في الصفحة ١١]‏

      اناس كثيرون وجدوا عائلة عالمية من مسيحيين متحدين الآن

      ‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

      هذا النصب التذكاري في المركز الرئيسي لمجمع الكنائس العالمي،‏ جنيڤ،‏ سويسرا،‏ يرمز الى صلواتهم من اجل وحدة الكنيسة،‏ التي لم تُستجب حتى الآن

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة