مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • تنبؤات بنهاية العالم
    استيقظ!‏ ١٩٩٥ | حزيران (‏يونيو)‏ ٢٢
    • تنبؤات بنهاية العالم

      ‏«لآلاف السنين تنبأ الانبياء المتشائمون بأن العالم يوشك ان ينتهي.‏» ‏—‏ الانذارات المسبقة:‏ وثبة الى المستقبل.‏

      في عام ١٠٣٣،‏ بعد ٠٠٠‏,١ سنة فقط من موت المسيح،‏ وقع على سكان برڠنديا في فرنسا خوف عظيم لأنه جرى التنبؤ بأن العالم سينتهي في تلك السنة.‏ وازدادت التوقعات بشأن قدوم يوم الحساب عندما حدث عدد غير عادي من العواصف الرعدية المدمِّرة بالاضافة الى مجاعة شديدة.‏ وكانت جموع ضخمة تشترك علنا في التعبير عن التوبة.‏

      وقبل ذلك بعقود قليلة،‏ مع اقتراب نهاية الالف سنة من ولادة المسيح (‏حسب الجدول الزمني المعترَف به آنذاك)‏،‏ كان كثيرون يعتقدون ان نهاية العالم قريبة.‏ ويقال ان النشاط الفني والثقافي في اديرة اوروپا توقف تقريبا.‏ علَّق اريك رصل في كتابه التنجيم والتنبؤ قائلا:‏ «كانت العبارة ‹نظرا الى ان نهاية العالم تقترب الآن› صيغة شائعة الى حد ما في وصايا الوفاة المنفَّذة خلال النصف الثاني من القرن العاشر.‏»‏

      وتنبأ مارتن لوثر،‏ الذي ابدأ الاصلاح الپروتستانتي في القرن الـ‍ ١٦،‏ بأن نهاية العالم قريبة في ايامه.‏ وقد قال،‏ استنادا الى احد المراجع:‏ «أما من جهتي فأنا متأكد ان يوم الدينونة هو على الابواب.‏» وأوضح كاتب آخر قائلا:‏ «بربط الحوادث التاريخية بنبوات الكتاب المقدس استطاع لوثر ان يعلن دنو الجائحة الاخيرة.‏»‏

      وفي القرن الـ‍ ١٩ تنبأ وليَم ميلر،‏ الذي يُنسب اليه عموما تأسيس الكنيسة المجيئية،‏ بأن المسيح سيرجع في وقت ما بين آذار ١٨٤٣ وآذار ١٨٤٤.‏ وبسبب ذلك توقع البعض آنذاك ان يؤخذوا الى السماء.‏

      ومؤخرا تنبأت ديانة اوكرانية الاصل تدعى الاخوَّة البيضاء الكبرى بأن العالم سينتهي في ١٤ تشرين الثاني ١٩٩٣.‏ وفي الولايات المتحدة الاميركية قال احد مبشري الراديو،‏ هارولد كامپنڠ،‏ ان نهاية العالم ستحلُّ في ايلول ١٩٩٤.‏ ومن الواضح ان هذه التنبؤات المتعلقة بتواريخ بشأن نهاية العالم كانت خاطئة.‏

      فهل جعل ذلك الناس يتوقفون عن الايمان بأن العالم سينتهي؟‏ على العكس.‏ «ان اقتراب فترة الف سنة جديدة عام ٢٠٠٠،‏» كما تلاحظ اخبار الولايات المتحدة والتقرير العالمي،‏ عدد ١٩ كانون الاول ١٩٩٤،‏ «يطلق العنان لفيض من نبوات يوم الحساب.‏» وأخبرت المجلة ان «نحو ٦٠ في المئة من الاميركيين يعتقدون ان العالم سينتهي في وقت ما في المستقبل؛‏ ونحو ثلث هؤلاء يعتقدون انه سينتهي ضمن فترة عقود قليلة.‏»‏

      فلماذا كانت هنالك تنبؤات كثيرة بشأن نهاية العالم؟‏ وهل هنالك سبب وجيه للايمان بأنه سينتهي؟‏

  • لماذا يؤمن كثيرون ب‍أن العالم سينتهي
    استيقظ!‏ ١٩٩٥ | حزيران (‏يونيو)‏ ٢٢
    • لماذا يؤمن كثيرون ب‍أن العالم سينتهي

      العالم حقا في وضع يائس،‏ كما يعترف كثيرون اليوم بسرعة.‏ كتب المبشِّر بيلي ڠراهام:‏ «سألتُ اناسا من انحاء مختلفة من العالم عن رأيهم في آمالنا للمستقبل.‏» وتابع قائلا:‏ «عبَّر معظمهم عن نظرة تشاؤمية.‏ .‏ .‏ .‏ وكانت تُستعمل دائما كلمتا ‹هرمجدون› و‹اپوكاليپس› لوصف الحوادث التي تقع على المسرح العالمي.‏»‏

      فلماذا تُستعمل غالبا كلمة «هرمجدون» وكلمة «اپوكاليپس» لوصف الحالة اليوم؟‏ وما هو معناهما؟‏

      اصلهما في الكتاب المقدس

      يتكلم الكتاب المقدس عن «قتال ذلك اليوم العظيم يوم اللّٰه القادر على كل شيء» ويربط هذا القتال بالموضع «الذي يدعى بالعبرانية هرمجدون.‏» (‏رؤيا ١٦:‏١٤-‏١٦‏)‏ ويعرِّف قاموس وبستر الجامعي الجديد الكلمة هرمجدون بأنها «معركة نهائية وحاسمة بين قوى الخير والشر.‏»‏

      ومع ان «اپوكاليپس» هي من كلمة يونانية تعني «الكشف،‏» او «رفع الستار عن،‏» فقد اتخذت معنى آخر.‏ فسفر الرؤيا في الكتاب المقدس،‏ المسمى ايضا «اپوكاليپس،‏» يشدد على اهلاك اللّٰه للاشرار وعلى ملك ابنه يسوع المسيح الف سنة.‏ (‏رؤيا ١٩:‏١١-‏١٦؛‏ ٢٠:‏٦‏)‏ وهكذا يعرِّف قاموس وبستر الجامعي الجديد الكلمة «اپوكاليپس» بأنها «نكبة كونية وشيكة يدمر فيها اللّٰه قوى الشر المتسلطة ويرفع الابرار الى الحياة في ملكوت مسيَّاني.‏»‏

      عندما يتكلم الناس اليوم عن العالم ووضعه،‏ من الواضح انهم يتأثرون بما يقال في الكتاب المقدس.‏ فماذا يقول الكتاب المقدس في الواقع عن نهاية العالم؟‏

      الكتاب المقدس ونهاية العالم

      ينبئ الكتاب المقدس بوضوح بنهاية العالم.‏ لقد تكلم يسوع المسيح وتلاميذه عن وقت النهاية.‏ (‏متى ١٣:‏٣٩،‏ ٤٠،‏ ٤٩؛‏ ٢٤:‏٣؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١؛‏ ٢ بطرس ٣:‏٣‏)‏ لكنهم لم يقصدوا ان الارض نفسها ستدمَّر.‏ فعن الارض الحرفية يقول الكتاب المقدس:‏ «لا تتزعزع الى الدهر والابد.‏» (‏مزمور ١٠٤:‏٥‏)‏ وعبارة «نهاية العالم» تعني مجرد «اختتام نظام الاشياء.‏» —‏ ترجمة العالم الجديد.‏

      وتكلم الرسول بطرس عن العالم قبل الطوفان في ايام نوح قائلا:‏ «العالم الكائن حينئذ [المؤلف من اناس فجار] فاض عليه الماء فهلك.‏» ثم تابع بطرس قائلا ان عالمنا الحاضر ‹محفوظ الى يوم الدين وهلاك الناس الفجار.‏› (‏٢ بطرس ٣:‏٥-‏٧‏)‏ وكتب الرسول يوحنا ايضا:‏ «العالم يمضي وشهوته وأما الذي يصنع مشيئة اللّٰه فيثبت الى الابد.‏» —‏ ١ يوحنا ٢:‏١٧‏.‏

      وخلال نهاية هذا العالم سيُبعَد ايضا حاكمه الاثيم غير المنظور عن الطريق.‏ (‏رؤيا ٢٠:‏١-‏٣‏)‏ كتب الرسول بولس عن هذا الحاكم الشرير:‏ «اله هذا العالم قد اعمى اذهان الذين لا يؤمنون.‏» وقال يسوع عنه:‏ «الآن يُطرح رئيس هذا العالم [الشيطان ابليس] خارجا.‏» —‏ ٢ كورنثوس ٤:‏٤‏،‏ ترجمة الملك جيمس؛‏ يوحنا ١٢:‏٣١‏.‏

      أفلن يكون التخلص من هذا العالم وحاكمه الشرير بركة؟‏ لقد صلَّى المسيحيون لزمن طويل ان يتحقق ذلك،‏ طالبين ان يأتي ملكوت اللّٰه وأن تكون مشيئته على الارض.‏ وهم يصلُّون ان يعمل يسوع المسيح اطاعةً لوصية ابيه ويخلِّص الارض من كل شر!‏ —‏ مزمور ١١٠:‏١،‏ ٢؛‏ امثال ٢:‏٢١،‏ ٢٢؛‏ دانيال ٢:‏٤٤؛‏ متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      لكنَّ ذلك يثير سؤالا:‏ هل يمكن ان تكون التنبؤات الباطلة،‏ او الخاطئة،‏ بنهاية العالم قد نتجت لأن الناس كانوا يتنبأون بتاريخ لهذا الحدث مؤسَّس على اساءة فهم او اساءة تطبيق لنبوات الكتاب المقدس؟‏ لنرَ ذلك.‏

      حالات اساءة الفهم في القرن الاول

      تأملوا في ما حدث في القرن الاول.‏ فعندما كان يسوع على وشك الصعود الى السماء،‏ سأله رسله بتوق:‏ «يا رب هل في هذا الوقت ترد المُلك الى اسرائيل.‏» فقد ارادوا ان يتمتعوا بجميع بركات الملكوت في الحال،‏ لكنَّ يسوع قال:‏ «ليس لكم ان تعرفوا الازمنة والاوقات التي جعلها الآب في سلطانه.‏» —‏ اعمال ١:‏٦،‏ ٧‏.‏

      وقبل ثلاثة ايام من موته،‏ كان يسوع قد ذكر امرا مماثلا اذ قال:‏ «اسهروا اذًا لأنكم لا تعلمون في اية ساعة يأتي ربكم.‏» وأضاف:‏ «أما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب.‏ انظروا.‏ اسهروا وصلُّوا لأنكم لا تعلمون متى يكون الوقت.‏» (‏متى ٢٤:‏٤٢،‏ ٤٤؛‏ مرقس ١٣:‏٣٢،‏ ٣٣‏)‏ وقبل ذلك بأشهر قليلة شجعهم يسوع ايضا قائلا:‏ «كونوا انتم اذًا مستعدين لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الانسان.‏» —‏ لوقا ١٢:‏٤٠‏.‏

      ورغم هذه التحذيرات التي اعطاها يسوع،‏ فإن المسيحيين الاولين،‏ التوَّاقين الى حضور المسيح والبركات التي سيجلبها،‏ ابتدأوا يخمِّنون متى ستتم وعود الملكوت.‏ وهكذا كتب الرسول بولس الى التسالونيكيين:‏ «نسألكم .‏ .‏ .‏ من جهة (‏حضور)‏ ربنا يسوع المسيح واجتماعنا اليه ان لا تتزعزعوا سريعا عن ذهنكم ولا ترتاعوا لا بروح ولا بكلمة ولا برسالة كأنها منا اي ان يوم المسيح قد حضر.‏» —‏ ٢ تسالونيكي ٢:‏١،‏ ٢‏.‏

      تشير كلمات بولس الى ان بعض المسيحيين الاولين كانت لديهم توقعات خاطئة.‏ ومع ان المسيحيين في تسالونيكي لم يتنبأوا على الارجح بتاريخ معيَّن ‹لاجتماعهم الى المسيح في السماء،‏› فمن الواضح انهم اعتقدوا ان ذلك الحدث قريب الوقوع.‏ فلزم تقويم آرائهم،‏ وهذا ما فعلته رسالة بولس.‏

      آخرون ايضا يحتاجون الى التقويم

      كما ذكرنا في المقالة الاولى،‏ توقع آخرون ايضا بعد القرن الاول اتمام وعود اللّٰه في وقت محدد.‏ وتنبأ البعض بأن نهاية الالف سنة،‏ إن حُسبت إما من ولادة يسوع او من موته،‏ ستشهد نهاية العالم.‏ ولكن تبيَّن ان تنبؤاتهم كانت هي ايضا باطلة،‏ او خاطئة.‏

      يثير ذلك الاسئلة التالية:‏ هل عنت الاخطاء المتعلقة بإتمام وعود الكتاب المقدس ان هذه الوعود نفسها هي خاطئة؟‏ هل يمكن الوثوق بوعود اللّٰه؟‏ وكيف قبل المسيحيون العصريون تصحيح نظرتهم الى هذه المسألة؟‏

  • هل يمكنكم الوثوق بوعود اللّٰه؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٥ | حزيران (‏يونيو)‏ ٢٢
    • هل يمكنكم الوثوق بوعود اللّٰه؟‏

      يهوه اللّٰه خالقنا هو دائما صادق في وعده.‏ وقد قال:‏ «قد تكلمتُ .‏ .‏ .‏ فأفعله.‏» (‏اشعياء ٤٦:‏١١‏)‏ وبعد ان قاد خادم اللّٰه،‏ يشوع،‏ الاسرائيليين الى ارض الموعد،‏ كتب:‏ «لم تسقط كلمة من جميع الكلام الصالح الذي كلم به الرب بيت اسرائيل بل الكل صار.‏» —‏ يشوع ٢١:‏٤٥؛‏ ٢٣:‏١٤‏.‏

      ومن ايام يشوع الى مجيء المسيَّا،‏ تمت مئات النبوات التي اوحى بها اللّٰه.‏ والمثال لذلك هو عندما عانى معيد بناء اريحا العقاب الذي أُنبئ به قبل قرون.‏ (‏يشوع ٦:‏٢٦؛‏ ١ ملوك ١٦:‏٣٤‏)‏ والمثال الآخر ايضا هو الوعد،‏ الذي بدا اتمامه مستحيلا،‏ بأن سكان السامرة الجياع سيحصلون على وفرة من الطعام ليأكلوه في اليوم الذي عقب التفوُّه بالنبوة.‏ يمكنكم ان تقرأوا في ٢ ملوك الاصحاح ٧ كيف تمم اللّٰه ذلك الوعد.‏

      قيام وسقوط قوى عالمية

      اوحى اللّٰه الى كتبة الكتاب المقدس بأن يسجلوا تفاصيل عن قيام وسقوط قوى عالمية.‏ مثلا،‏ استخدم اللّٰه نبيَّه اشعياء لينبئ بقلب بابل القوية قبل ٢٠٠ سنة تقريبا من حدوث ذلك.‏ وفي الواقع،‏ ذُكر الماديون بالاسم،‏ الذين تحالفوا مع الفرس،‏ بصفتهم الغزاة.‏ (‏اشعياء ١٣:‏١٧-‏١٩‏)‏ وما يلفت النظر اكثر هو ان نبي اللّٰه ذكر اسم الملك الفارسي كورش قائلا انه هو مَن سيأخذ القيادة في الغزو،‏ مع ان كورش لم يكن قد وُلد بعد عندما سُجلت النبوة!‏ (‏اشعياء ٤٥:‏١‏)‏ ولكن هنالك المزيد.‏

      انبأ النبي اشعياء ايضا كيف سيُنجز غزو بابل.‏ فقد كتب ان المياه التي تحمي المدينة،‏ نهر الفرات،‏ ‹ستجفَّف› وأن «ابواب [بابل] لا تُغلق.‏» (‏اشعياء ٤٤:‏٢٧–‏٤٥:‏١‏)‏ وقد تمت هذه التفاصيل الدقيقة كما اخبر المؤرخ هيرودوتُس.‏

      عندما كانت بابل لا تزال القوة الابرز،‏ استخدم اللّٰه نبيَّه دانيال ايضا للاخبار عن القوى العالمية التي ستعقبها.‏ فقد رأى دانيال في رؤيا كبشا رمزيا ذا قرنين نجح في التغلب على كل «حيوان» آخر.‏ وإذ لم يترك ايّ مجال للشك في مَن مثَّله الكبش ذو القرنين،‏ كتب دانيال انه «ملوك مادي وفارس.‏» (‏دانيال ٨:‏١-‏٤،‏ ٢٠‏)‏ وفعلا،‏ كما أُنبئ،‏ صارت مادي-‏فارس القوة العالمية التالية عندما غزت بابلَ سنة ٥٣٩ ق‌م.‏

      وفي هذه الرؤيا من اللّٰه رأى دانيال بعد ذلك ‹تيسا [له] قرن معتبَر بين عينيه.‏› وتابع دانيال وصفه قائلا:‏ ‹رأيتُه قد وصل الى جانب الكبش فضرب الكبش وكسر قرنيه ولم يكن للكبش منقذ.‏ فتعظم تيس المعز جدا ولما اعتزَّ انكسر القرن العظيم وطلع عوضا عنه اربعة قرون.‏› —‏ دانيال ٨:‏٥-‏٨‏.‏

      لا تترك كلمة اللّٰه ايّ مجال للشك في معنى كل ذلك.‏ لاحظوا الشرح:‏ «التيس العافي ملك اليونان والقرن العظيم الذي بين عينيه هو الملك الاول.‏ وإذ انكسر وقام اربعة عوضا عنه فستقوم اربع ممالك من الامة ولكن ليس في قوته.‏» —‏ دانيال ٨:‏٢١،‏ ٢٢‏.‏

      يُظهر التاريخ ان «ملك اليونان» هذا هو الاسكندر الكبير.‏ وبعد موته سنة ٣٢٣ ق‌م قُسمت امبراطوريته اخيرا بين اربعة من قواده —‏ سلوقس الاول نيكاتور،‏ كاسَندر،‏ بطليمُس الاول،‏ وليزيماخوس.‏ وتماما كما انبأ الكتاب المقدس،‏ «قام اربعة عوضا عنه.‏» وكما أُنبئ ايضا،‏ لم تكن قط لأيّ منهم القوة التي كانت للاسكندر.‏ فعلا،‏ كانت الاتمامات لافتة جدا للنظر حتى ان نبوات الكتاب المقدس هذه دُعيت «تاريخا كُتب مسبقا.‏»‏

      المسيَّا الموعود به

      لم يعِد اللّٰه فقط بمسيَّا يخلِّص البشر من آثار الخطية والموت بل زوَّد ايضا عددا كبيرا من النبوات التي تحدِّد هوية هذا الشخص الموعود به.‏ تأملوا في مجرد القليل منها،‏ وهي نبوات لا يمكن ليسوع ان يرتِّب الامور لكي يجعلها تتم.‏

      لقد أُنبئ قبل مئات السنين ان الموعود به سيولد في بيت لحم وأنه سيولد من عذراء.‏ (‏قارنوا ميخا ٥:‏٢ ومتى ٢:‏٣-‏٩؛‏ اشعياء ٧:‏١٤ ومتى ١:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏)‏ وجرى التنبؤ ايضا بأنه سيُسلَّم لقاء ٣٠ من الفضة.‏ (‏زكريا ١١:‏١٢،‏ ١٣؛‏ متى ٢٧:‏٣-‏٥‏)‏ وأُنبئ ايضا ان عظما في جسمه لا ينكسر وأنه يُقترع على لباسه.‏ —‏ قارنوا مزمور ٣٤:‏٢٠ ويوحنا ١٩:‏٣٦؛‏ مزمور ٢٢:‏١٨ ومتى ٢٧:‏٣٥‏.‏

      والبارز خصوصا هو الواقع ان الكتاب المقدس انبأ مسبقا متى يأتي المسيَّا.‏ فقد تنبأت كلمة اللّٰه قائلة:‏ «من خروج الامر لتجديد اورشليم وبنائها الى المسيح الرئيس سبعة اسابيع واثنان وستون اسبوعا.‏» (‏دانيال ٩:‏٢٥‏)‏ ووفقا للكتاب المقدس،‏ صدر الامر بتجديد وإعادة بناء اسوار اورشليم في السنة الـ‍ ٢٠ لحكم الملك ارتحشستا،‏ وكان ذلك كما يُظهر التاريخ العلماني في سنة ٤٥٥ ق‌م.‏ (‏نحميا ٢:‏١-‏٨‏)‏ وانتهت هذه الاسابيع الـ‍ ٦٩ من السنين بعد ٤٨٣ سنة (‏٧ × ٦٩ = ٤٨٣)‏،‏ اي سنة ٢٩ ب‌م.‏ وفي تلك السنة عينها اعتمد يسوع ومُسح بالروح القدس،‏ صائرا المسيَّا،‏ او المسيح!‏

      والجدير بالملاحظة ان الناس في ايام يسوع كانوا ينتظرون ظهور المسيَّا في ذلك الوقت،‏ كما ذكر المؤرخ المسيحي لوقا.‏ (‏لوقا ٣:‏١٥‏)‏ وقد شهد ايضا المؤرخان الرومانيان تاسيتوس وسويتونيوس،‏ والمؤرخ اليهودي يوسيفوس،‏ والفيلسوف اليهودي فيلون على حالة التوقُّع هذه.‏ حتى ابّا هيلِل سيلڤر،‏ في كتابه تاريخ التخمين المسيَّاني في اسرائيل،‏ اعترف بأن «المسيَّا كان منتظَرا حوالي الربع الثاني من القرن الاول للميلاد.‏» وسبب ذلك،‏ كما قال،‏ هو ‏«جدول التواريخ الشائع لذلك العهد،‏»‏ المأخوذ جزئيا من سفر دانيال.‏

      نظرا الى هذه المعلومات،‏ لا يجب ان يدهشنا ان يشير الكتاب المقدس ايضا الى تاريخ رجوع المسيَّا ليبتدئ بحكمه الملكي.‏ فدليل الجدول الزمني الموجود في نبوة دانيال اشار الى الوقت المحدد الذي فيه يسلِّم «العلي» حكمَ الارض ‹لادنى الناس،‏› يسوع المسيح.‏ (‏دانيال ٤:‏١٧-‏٢٥؛‏ متى ١١:‏٢٩‏)‏ ويجري ذكر فترة من «سبعة ازمنة،‏» او سبع سنين نبوية،‏ وقد حُسبت هذه الفترة بأنها تنتهي سنة ١٩١٤.‏a

      لم يحدَّد تاريخ للمنتهى

      لكنَّ السنة ١٩١٤ هي فقط تاريخ ابتداء حكم المسيح ‹في وسط اعدائه.‏› (‏مزمور ١١٠:‏١،‏ ٢؛‏ عبرانيين ١٠:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ ويكشف سفر الرؤيا في الكتاب المقدس انه عندما يبتدئ المسيح حكمه في السماء،‏ سيطرح الشيطان ابليس وملائكته الى الارض.‏ وقبل ان يقصي هذه المخلوقات الروحانية الشريرة عن الوجود،‏ كما يقول الكتاب المقدس،‏ ستسبب مشاكلَ كثيرة على الارض «زمانا قليلا.‏» —‏ رؤيا ١٢:‏٧-‏١٢‏.‏

      والبارز هو ان الكتاب المقدس لا يزوِّد تاريخا يحدد متى تكون نهاية هذا ‹الزمان القليل› ومتى سيعمل المسيح كمنفذ للاحكام في اعداء اللّٰه في هرمجدون.‏ (‏رؤيا ١٦:‏١٦؛‏ ١٩:‏١١-‏٢١‏)‏ وفي الواقع،‏ كما ذُكر في المقالة السابقة،‏ قال يسوع ان نكون مستعدين لأنه لا يوجد انسان يعرف تاريخ هذا الحدث.‏ (‏مرقس ١٣:‏٣٢،‏ ٣٣‏)‏ وعندما يتعدى المرء ما قاله يسوع،‏ كما فعل المسيحيون الاولون في تسالونيكي وآخرون بعدهم،‏ ستكون هنالك تنبؤات باطلة او غير دقيقة.‏ —‏ ٢ تسالونيكي ٢:‏١،‏ ٢‏.‏

      تقويم وجهة النظر امر ضروري

      قبل الجزء الاخير من السنة ١٩١٤،‏ توقع مسيحيون كثيرون ان يرجع المسيح في ذلك الوقت ويأخذهم الى السماء.‏ وهكذا،‏ في محاضرة أُلقيت في ٣٠ ايلول ١٩١٤،‏ قال أ.‏ ه‍.‏ ماكميلان،‏ وهو احد تلاميذ الكتاب المقدس:‏ «هذا هو على الارجح الخطاب العام الاخير الذي القيه على الاطلاق لاننا سنذهب الى موطننا [الى السماء] قريبا.‏» ومن الواضح ان ماكميلان كان مخطئا،‏ لكنَّ ذلك لم يكن التوقع الوحيد الذي لم يتحقق بالنسبة اليه او الى رفقائه تلاميذ الكتاب المقدس.‏

      فتلاميذ الكتاب المقدس،‏ المعروفون منذ سنة ١٩٣١ بشهود يهوه،‏ توقعوا ايضا ان السنة ١٩٢٥ ستشهد اتمام نبوات الكتاب المقدس الرائعة.‏ لقد ظنوا انه في ذلك الوقت ستبتدئ القيامة الارضية،‏ اذ يُبعث الامناء القدماء كإبراهيم،‏ داود،‏ ودانيال.‏ وفي تاريخ احدث خمَّن شهود كثيرون ان الحوادث المرتبطة بابتداء حكم المسيح الالفي قد يبدأ وقوعها سنة ١٩٧٥.‏ وكان توقُّعهم مؤسَّسا على فهمهم ان الالف السابع للتاريخ البشري يبدأ آنذاك.‏

      هذه الآراء الخاطئة لم تعنِ ان وعود اللّٰه كانت خاطئة،‏ أنه ارتكب خطأ.‏ كلا على الاطلاق!‏ فسبب هذه الاخطاء او الاعتقادات غير الصحيحة،‏ كما في حالة مسيحيي القرن الاول،‏ يعود الى عدم الانتباه الى تحذير يسوع،‏ ‹انتم لا تعلمون الوقت.‏› ولم تكن الاستنتاجات الخاطئة بسبب الخبث او عدم الامانة للمسيح بل الرغبة الحارة في ان يتحقق اتمام وعود اللّٰه في زمنهم.‏

      ولذلك اوضح أ.‏ ه‍.‏ ماكميلان لاحقا:‏ «تعلمت انه يجب ان نعترف بأخطائنا ونستمر في البحث في كلمة اللّٰه من اجل مزيد من الانارة.‏ ومهما كانت التعديلات التي يجب ان نقوم بها في آرائنا من وقت الى آخر،‏ لا يغيِّر ذلك تدبير الفدية الرحيم ووعد اللّٰه بالحياة الابدية.‏»‏

      نعم،‏ يمكن الوثوق بوعود اللّٰه!‏ والبشر هم المعرَّضون للخطإ.‏ ولذلك سيحافظ المسيحيون الحقيقيون على موقف الانتظار اطاعةً لوصية يسوع.‏ وسيبقون ساهرين ومستعدين لمجيء المسيح المحتوم كمنفذ لاحكام اللّٰه.‏ ولن يسمحوا للتنبؤات الباطلة بأن تجعل حسهم يتبلَّد وتؤدي الى تجاهلهم التحذير الحقيقي بنهاية العالم.‏

      فماذا اذًا عن الاعتقاد ان هذا العالم سينتهي؟‏ هل هنالك حقا دليل على ان ذلك سيحدث قريبا،‏ في مدى حياتكم؟‏

      ‏[الحاشية]‏

      a انظروا كتاب يمكنكم ان تحيوا الى الابد في الفردوس على الارض،‏ الصفحات ١٣٨-‏١٤١‏،‏ اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      أُنبئ بتفاصيل دقيقة عن سقوط بابل

      ‏[الصور في الصفحة ٩]‏

      لم يكن ممكنا ليسوع ان يرتِّب الامور لكي يجعل الكثير من النبوات يتم فيه

  • هل نهاية العالم المنبأ بها قريبة؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٥ | حزيران (‏يونيو)‏ ٢٢
    • هل نهاية العالم المنبأ بها قريبة؟‏

      علقت مجلة ديترويت فري پرس عدد ٦ شباط ١٩٩٤ قائلة:‏ «ان الافكار المتعلقة بدمار شامل وشيك صارت هاجسا مع بزوغ فجر العصر النووي.‏ فبعد ان صارت هيروشيما رمادا في ٦ آب ١٩٤٥،‏ اتضح لكل شخص انه الآن يمكن حقا ان ينتهي العالم!‏»‏

      في شهر كانون الاول الماضي قال تشارلز ب.‏ ستروزْيِر،‏ محلل نفسي نيويوركي وپروفسور في التاريخ:‏ «لم نعد بحاجة الى شعراء ليقولوا لنا انه يمكن ان ينتهي كل شيء بضجيج مدوٍّ،‏ او بسكون،‏ او في اوجاع الأيدز.‏» وفي الواقع،‏ اضاف:‏ «يلزم المرء الآن خيال خصب لكي لا يتصور نهاية البشرية.‏»‏

      بما ان يسوع المسيح علَّم ان العالم سينتهي،‏ فهل يمكننا ان نعرف من تعاليمه ما اذا كانت النهاية قريبة حقا؟‏

      النهاية —‏ متى؟‏

      طلب تلاميذ يسوع «علامة» منه تحدِّد الوقت الذي فيه سينتهي هذا العالم،‏ او نظام الاشياء.‏ فقد سألوا:‏ «متى تكون هذه الامور،‏ وماذا تكون علامة حضورك واختتام نظام الاشياء؟‏»‏ (‏متى ٢٤:‏٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ بإمكانكم ان تفحصوا ‹العلامة› التي اعطاها يسوع اجابةً عن هذا السؤال.‏ انها مسجلة في الكتاب المقدس في متى الاصحاح ٢٤،‏ مرقس الاصحاح ١٣،‏ ولوقا الاصحاح ٢١‏.‏ وبعض الحوادث الرئيسية التي تؤلف هذه العلامة هي التالية:‏

      حروب كبرى:‏ ‏«تقوم امة على امة ومملكة على مملكة.‏»‏ (‏متى ٢٤:‏٧‏)‏ طبعا،‏ رأينا هذا الجزء من العلامة يتم.‏ لاحظ احد المؤرخين:‏ «كانت الحرب العالمية الاولى [التي ابتدأت سنة ١٩١٤] اول حرب ‹شاملة.‏›» ومع ذلك،‏ كانت الحرب العالمية الثانية اسوأ بمرات كثيرة،‏ اذ اودت بحياة نحو ٥٠ مليون شخص.‏ ولا تزال الحرب تجتاح الارض.‏

      مجاعات:‏ ‏«تكون مجاعات.‏»‏ (‏متى ٢٤:‏٧‏)‏ تبعت الحرب العالمية الاولى مجاعة رهيبة،‏ ومنذ ذلك الحين تستمر المجاعة في ضرب انحاء كثيرة من الارض.‏ وحتى في البلدان الاغنى ينتشر الجوع وسوء التغذية.‏

      زلازل عظيمة:‏ ‏«تكون زلازل عظيمة.‏»‏ (‏لوقا ٢١:‏١١‏)‏ تأملوا فقط في بعض الزلازل الرئيسية:‏ سنة ١٩٢٠،‏ الصين،‏ ٠٠٠‏,٢٠٠ قُتلوا؛‏ سنة ١٩٢٣،‏ اليابان،‏ ٠٠٠‏,١٤٣ فقدوا حياتهم؛‏ ١٩٧٠،‏ پيرو،‏ ٨٠٠‏,٦٦ قُتلوا؛‏ وسنة ١٩٧٦،‏ الصين،‏ ٠٠٠‏,٢٤٠ (‏البعض يقولون ٠٠٠‏,٨٠٠)‏ اصابة.‏ وقد دعا اختصاصي في هندسة مقاومة الزلازل زلزالَ الصين سنة ١٩٧٦ «اعظم كارثة زلزالية في تاريخ الجنس البشري.‏»‏

      المرض:‏ ‏‹تكون اوبئة في اماكن.‏›‏ (‏لوقا ٢١:‏١١‏)‏ بعيد الحرب العالمية الاولى مات نحو ٢١ مليون شخص من الانفلونزا الاسپانية.‏ اخبرت ساينس دايجست:‏ «لم تكن هنالك في كل التاريخ ضربة مميتة اشد وأسرع.‏» ومنذ ذلك الوقت يقتل مرض القلب،‏ السرطان،‏ الأيدز،‏ وأمراض كثيرة اخرى مئات الملايين.‏

      الجريمة:‏ ‏«كثرة الاثم.‏»‏ (‏متى ٢٤:‏١٢‏)‏ خرجت الجريمة عن السيطرة في بلدان كثيرة.‏ والقتل،‏ السرقة،‏ الاغتصاب،‏ الارهاب،‏ الفساد —‏ كل يوم نسمع عن جرائم كهذه او نقع ضحيتها شخصيا.‏

      وأنبأت نبوات اخرى في الكتاب المقدس بأن احوالا معيَّنة ستوجد في الايام الاخيرة.‏ مثلا،‏ في سفر الرؤيا تُسجَّل رؤيا ركوب الفرسان الاربعة.‏ (‏رؤيا ٦:‏١-‏٨‏)‏ يمثِّل الفارس الاول يسوع نفسه كملك غالب.‏ والفرسان الآخرون مع خيلهم يمثِّلون امورا تجري على الارض تسم بداية حكم يسوع:‏ الحرب،‏ المجاعة،‏ والموت السابق لأوانه بأسبابه المختلفة.‏

      وتصف ايضا نبوات اخرى في الكتاب المقدس مواقف وأحوالا ستكون سائدة في «الايام الاخيرة» لهذا العالم.‏ تأملوا في ما كتبه احد رسل يسوع.‏ وأنتم تقرأون هذه النبوة،‏ اسألوا انفسكم:‏ ألا يصف ذلك بدقة الازمنة المضطربة اليوم؟‏

      كتب الرسول:‏ «في الايام الاخيرة ستأتي ازمنة صعبة.‏ لأن الناس يكونون محبين لأنفسهم محبين للمال متعظمين مستكبرين مجدفين غير طائعين لوالديهم غير شاكرين دنسين بلا حنو بلا رضى ثالبين عديمي النزاهة شرسين غير محبين للصلاح خائنين مقتحمين متصلفين محبين للَّذَّات دون محبة للّٰه لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها.‏» —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏.‏

      وثمة نبوة اخرى مهمة عن نهاية العالم،‏ وهي النبوة التي تعد بأن اللّٰه سوف ‹يهلك الذين كانوا يهلكون الارض.‏› (‏رؤيا ١١:‏١٨‏)‏ لم تكن للبشر في الاجيال الماضية القدرة التكنولوجية على اهلاك الارض،‏ أما الآن فيمكنهم ذلك.‏ واليوم تلعب التكنولوجيا الحديثة دورا بارزا في تلويث البيئة.‏ وفي تشرين الثاني ١٩٩٢ حملت الصحف عناوين كهذا العنوان:‏ «العلماء البارزون يحذرون من دمار الارض.‏»‏

      اعرفوا النبوة الحقيقية

      لا مجال ابدا للشك في ان كل الامور التي سبق فأنبأ الكتاب المقدس بأنها ستحدث خلال «الايام الاخيرة،‏» او «اختتام نظام الاشياء،‏» تجري الآن.‏ فنحن نرى النبوة الحقيقية في مجرى الاتمام،‏ ومن الضروري ان ننتبه لها.‏ وقد اظهر يسوع ذلك في وصفه للحالة في ايام نوح،‏ ‹كارز للبر،‏› قبيل نهاية العالم في ذلك الوقت.‏ —‏ ٢ بطرس ٢:‏٥‏.‏

      اوضح يسوع قائلا:‏ «كما كانوا في الايام التي قبل الطوفان يأكلون ويشربون ويتزوجون ويزوِّجون الى اليوم الذي دخل فيه نوح الفلك ولم (‏يبالوا‏)‏ حتى جاء الطوفان وأخذ الجميع.‏ كذلك يكون ايضا مجيء ابن الانسان.‏» (‏متى ٢٤:‏٣٨،‏ ٣٩‏)‏ فعندما يجري تجاهل النبوة الحقيقية تكون النتائج مفجعة.‏

      وربما تقولون،‏ ‹نعم،‏ انا أومن بنبوات الكتاب المقدس هذه؛‏ والنهاية ستأتي يوما ما،‏ ولكن ليس في المدى المنظور.‏› ولكن،‏ هل انتم متأكدون؟‏ ألا يجب ان تنتبهوا للتحذير الآن؟‏

      تحذيرات يجب ان تنتبهوا لها

      من الواضح ان بعض التحذيرات لا اساس لها،‏ ومن الحماقة الانتباه لها.‏ لكنَّ تحذيرات اخرى ليست كذلك.‏ وإذا كان كثيرون،‏ بمن فيهم اعضاء بارزون في المجتمع،‏ يستخفون بتحذير ما،‏ فليس ذلك سببا لتجاهله.‏ تأملوا في احد الامثلة.‏

      في آذار ١٩٠٢،‏ في جزيرة مارتينيك الكاريبية الجميلة،‏ صار بركان جبل پيليه ناشطا.‏ وبحلول شهر نيسان اخذ يقذف الدخان،‏ الرماد،‏ والقطع الصخرية مع ابخرة لاذعة.‏ فخاف مواطنو مدينة سان پيير التي تقع على بُعد خمسة اميال (‏٨ كلم)‏ تقريبا.‏ كتبت واحدة من السكان:‏ «ان المدينة مغطاة بالرماد.‏» وأضافت ان «اناسا كثيرين هم مجبرون على وضع مناديل مبللة [على وجوههم] لحماية انفسهم من الابخرة القوية.‏»‏

      وفي اوائل ايار زاد النشاط البركاني.‏ قالت الصحيفة المحلية:‏ «ان وابل الرماد لا يتوقف ابدا .‏ .‏ .‏ ولم يعد يُسمع ضجيج مرور العربات في الشوارع.‏ فقد خُنق صوت العجلات.‏» وكانت الحرارة خانقة.‏

      ثم في ٥ ايار اطلق البركان سيلا من المواد الحارقة قتلت عشرات الاشخاص في طريقها.‏ فماذا قال قادة المدينة؟‏

      كان موسم حصاد قصب السكر يقترب،‏ وطمأن رجال الاعمال الناس بأنه ليس هنالك خطر كبير.‏ ورجال السياسة ايضا،‏ اذ كانوا قلقين بشأن الانتخابات المقبلة في ١٠ ايار،‏ لم يرغبوا في ان يهرب الناس.‏ لذلك حاولوا ايضا ان يسكِّنوا مخاوف الناس.‏ وعلاوة على ذلك،‏ تعاون رجال الدين مع رجال الاعمال والسياسة وأقنعوا رعاياهم بعدم الرحيل.‏

      ثم وقعت الواقعة.‏ فقبيل الساعة ٠٠:‏٨ من صباح ٨ ايار،‏ انفجر جبل پيليه محدثا دويًّا هائلا.‏ وانحدرت سُحُب سوداء ضخمة حارة جدا نحو سان پيير بسرعة لا تصدَّق.‏ وقتل الغاز الساخن آلاف الاشخاص بسرعة.‏ ومات الجميع تقريبا في سان پيير —‏ نحو ٠٠٠‏,٣٠ شخص او اكثر.‏ وكان الناجي الوحيد سجينا شابا في زنزانة في قعر السجن.‏

      الحالة اليوم

      وبشكل مماثل اليوم،‏ هنالك كثيرون ممن يستخفون بالدليل على ان نبوات الكتاب المقدس هي في مجرى الاتمام.‏ وهم يرفضون الانتباه للدليل،‏ الذي يجب ان يكون مقنعا لأيّ شخص عاقل،‏ على ان نهاية هذا النظام قريبة.‏ لكنَّ الكتاب المقدس انبأ ايضا بموقفهم قائلا:‏ «سيأتي في آخر الايام قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات انفسهم وقائلين اين هو موعد مجيئه لأنه من حين رقد الآباء كل شيء باق هكذا من بدء الخليقة.‏» —‏ ٢ بطرس ٣:‏٣،‏ ٤‏.‏

      لكنَّ المستهزئين في ايامنا مخطئون.‏ والواقع هو ان الاشياء قد تغيرت.‏ فنبوات الكتاب المقدس تتم فعلا.‏ والدليل على ان النهاية قريبة قاطع.‏

      من الحكمة ألّا تؤجلوا القيام بعمل ينقذ حياتكم.‏ ولكن ماذا يلزمكم فعله؟‏

      ‏[مصدر الصورة في الصفحة ١٠]‏

      U.‎S.‎ National Archives photo

      ‏[مصدر الصورة في الصفحة ١٠]‏

      WHO/E.‎ Hooper

      ‏[مصدر الصورة في الصفحة ١١]‏

      WHO photo by W.‎ Cutting

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة