مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ايوب،‏ مثال الاحتمال والاستقامة
    برج المراقبة ٢٠٠٦ | ١٥ آب (‏اغسطس)‏
    • أَيُّوبُ،‏ مِثَالُ ٱلِٱحْتِمَالِ وَٱلِٱسْتِقَامَةِ

      ‏«هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى خَادِمِي أَيُّوبَ،‏ لِأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي ٱلْأَرْضِ،‏ رَجُلٌ بِلَا لَوْمٍ وَمُسْتَقِيمٌ،‏ يَخَافُ ٱللّٰهَ وَيَحِيدُ عَنِ ٱلشَّرِّ؟‏».‏ —‏ ايوب ١:‏٨‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ أَيَّةُ مَصَائِبَ غَيْرِ مُتَوَقَّعَةٍ حَلَّتْ بِأَيُّوبَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ كَانَتْ حَيَاةُ أَيُّوبَ قَبْلَمَا حَلَّتْ بِهِ ٱلْمَصَائِبُ؟‏

      رَجُلٌ كَانَ يَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ:‏ اَلثَّرْوَةَ،‏ ٱلْمَكَانَةَ،‏ ٱلصِّحَّةَ ٱلْجَيِّدَةَ،‏ وَٱلْحَيَاةَ ٱلْعَائِلِيَّةَ ٱلسَّعِيدَةَ.‏ وَلكِنْ فَجْأَةً حَلَّتْ بِهِ ثَلَاثُ مَصَائِبَ ٱلْوَاحِدَةُ تِلْوَ ٱلْأُخْرَى.‏ فَقَدْ خَسِرَ ثَرْوَتَهُ بَيْنَ عَشِيَّةٍ وَضُحَاهَا.‏ ثُمَّ هَبَّتْ عَاصِفَةٌ غَيْرُ ٱعْتِيَادِيَّةٍ أَوْدَتْ بِحَيَاةِ كُلِّ أَوْلَادِهِ.‏ بُعَيْدَ ذلِكَ،‏ أُصِيبَ بِمَرَضٍ رَهِيبٍ إِذْ غَطَّتِ ٱلدَّمَامِلُ جِسْمَهُ كُلَّهُ.‏ أَنْتَ تَعْرِفُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَنَّ هذَا ٱلرَّجُلَ هُوَ أَيُّوبُ،‏ شَخْصِيَّةٌ بَارِزَةٌ فِي ٱلسِّفْرِ ٱلَّذِي يَحْمِلُ ٱسْمَهُ.‏ —‏ ايوب،‏ الاصحاحان ١ و ٢‏.‏

      ٢ تَحَسَّرَ أَيُّوبُ قَائِلًا:‏ «يَا لَيْتَنِي كَمَا فِي ٱلْأَشْهُرِ ٱلْقَمَرِيَّةِ ٱلسَّالِفَةِ».‏ (‏ايوب ٣:‏٣؛‏ ٢٩:‏٢‏)‏ فَعِنْدَمَا تَحِلُّ ٱلنَّكْبَةُ،‏ مَنْ لَا يَتُوقُ إِلَى ٱلْأَيَّامِ ٱلسَّالِفَةِ؟‏!‏ كَانَ أَيُّوبُ يَعِيشُ فِي مَا مَضَى حَيَاةً هَانِئَةً وَكَأَنَّهُ بِمَنْأًى عَنِ ٱلْبَلِيَّةِ.‏ وَقَدِ ٱحْتَرَمَهُ ٱلْأَشْخَاصُ ٱلْبَارِزُونَ وَطَلَبُوا مَشُورَتَهُ.‏ (‏ايوب ٢٩:‏٥-‏١١‏)‏ وَرَغْمَ أَنَّهُ كَانَ شَخْصًا ثَرِيًّا،‏ فَقَدْ تَبَنَّى نَظْرَةً مُتَّزِنَةً إِلَى ٱلْمَالِ.‏ (‏ايوب ٣١:‏٢٤،‏ ٢٥،‏ ٢٨‏)‏ وَعِنْدَمَا كَانَ يَرَى أَرَامِلَ أَوْ أَيْتَامًا مُحْتَاجِينَ،‏ كَانَ يَمُدُّ إِلَيْهِمْ يَدَ ٱلْمُسَاعَدَةِ.‏ (‏ايوب ٢٩:‏١٢-‏١٦‏)‏ كَمَا أَنَّهُ بَقِيَ أَمِينًا لِزَوْجَتِهِ.‏ —‏ ايوب ٣١:‏١،‏ ٩،‏ ١١‏.‏

      ٣ مَاذَا كَانَتْ نَظْرَةُ يَهْوَه إِلَى أَيُّوبَ؟‏

      ٣ كَانَ مَسْلَكُ حَيَاةِ أَيُّوبَ بِلَا لَوْمٍ لِأَنَّهُ كَانَ عَابِدًا للّٰهِ.‏ فَقَدْ قَالَ يَهْوَه عَنْهُ:‏ «لَيْسَ مِثْلُهُ فِي ٱلْأَرْضِ،‏ رَجُلٌ بِلَا لَوْمٍ وَمُسْتَقِيمٌ،‏ يَخَافُ ٱللّٰهَ وَيَحِيدُ عَنِ ٱلشَّرِّ».‏ (‏ايوب ١:‏١،‏ ٨‏)‏ وَلكِنْ رَغْمَ ٱسْتِقَامَتِهِ ٱلْأَدَبِيَّةِ،‏ نَغَّصَتِ ٱلْمَصَائِبُ عَلَيْهِ حَيَاتَهُ.‏ فَفَقَدَ كُلَّ مَا عَمِلَ جَاهِدًا لِيَحْصُلَ عَلَيْهِ،‏ وَٱمْتَحَنَ ٱلْأَلَمُ وَٱلْمُعَانَاةُ وَٱلْإِحْبَاطُ قُدْرَتَهُ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ.‏

      ٤ لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُسَاعِدِ أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي مِحْنَةِ أَيُّوبَ؟‏

      ٤ طَبْعًا،‏ لَيْسَ أَيُّوبُ خَادِمَ ٱللّٰهِ ٱلْوَحِيدَ ٱلَّذِي نَزَلَتْ بِهِ ٱلنَّكَبَاتُ.‏ فَمَسِيحِيُّونَ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ يُعَانُونَ كَمَا عَانَى هُوَ.‏ لِذلِكَ هُنَالِكَ سُؤَالَانِ جَدِيرَانِ بِأَنْ نَتَأَمَّلَ فِيهِمَا:‏ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلتَّفْكِيرِ فِي مِحْنَةِ أَيُّوبَ أَنْ يُسَاعِدَنَا عِنْدَمَا تَحِلُّ بِنَا ٱلْمَصَائِبُ؟‏ وَكَيْفَ تُعَلِّمُنَا هذِهِ ٱلْمِحْنَةُ أَنْ نَكُونَ أَكْثَرَ تَعَاطُفًا مَعَ ٱلَّذِينَ يُعَانُونَ ٱلْمَصَاعِبَ؟‏

      قَضِيَّةُ وَلَاءٍ وَٱمْتِحَانُ ٱسْتِقَامَةٍ

      ٥ بِحَسَبِ ٱدِّعَاءِ ٱلشَّيْطَانِ،‏ لِمَاذَا كَانَ أَيُّوبُ يَخْدُمُ ٱللّٰهَ؟‏

      ٥ إِنَّ مَا مَرَّ بِهِ أَيُّوبُ فَرِيدٌ مِنْ نَوْعِهِ.‏ فَدُونَ عِلْمٍ مِنْهُ،‏ كَانَ إِبْلِيسُ قَدْ شَكَّكَ فِي ٱلدَّافِعِ ٱلَّذِي يَجْعَلُهُ يَخْدُمُ ٱللّٰهَ.‏ فَعِنْدَمَا لَفَتَ يَهْوَه ٱلِٱنْتِبَاهَ إِلَى صِفَاتِ أَيُّوبَ ٱلرَّائِعَةِ فِي تَجَمُّعٍ لِلْمَخْلُوقَاتِ ٱلرُّوحَانِيَّةِ فِي ٱلسَّمَاءِ،‏ أَجَابَ ٱلشَّيْطَانُ:‏ «أَمَا سَيَّجْتَ أَنْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ؟‏».‏ وَبِذلِكَ ٱدَّعَى ٱلشَّيْطَانُ أَنَّ دَافِعَ أَيُّوبَ —‏ وَبِٱلتَّالِي دَافِعَ كُلِّ خُدَّامِ ٱللّٰهِ —‏ هُوَ أَنَانِيٌّ.‏ ثُمَّ قَالَ ٱلشَّيْطَانُ لِيَهْوَه:‏ «مُدَّ يَدَكَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ،‏ وَٱنْظُرْ إِنْ كَانَ لَا يَلْعَنُكَ فِي وَجْهِكَ».‏ —‏ ايوب ١:‏٨-‏١١‏.‏

      ٦ أَيَّةُ قَضِيَّةٍ مُهِمَّةٍ أَنْشَأَهَا ٱلشَّيْطَانُ؟‏

      ٦ كَانَتْ هذِهِ ٱلْقَضِيَّةُ مُهِمَّةً.‏ فَٱلشَّيْطَانُ تَحَدَّى قَدِيمًا طَرِيقَةَ يَهْوَه فِي مُمَارَسَةِ سُلْطَانِهِ.‏ فَهَلْ مِنَ ٱلْمُمْكِنِ حَقًّا أَنْ يَحْكُمَ ٱللّٰهُ ٱلْكَوْنَ بِٱلْمَحَبَّةِ؟‏ أَمْ إِنَّ ٱلْأَنَانِيَّةَ عِنْدَ ٱلْبَشَرِ هِيَ ٱلَّتِي تَنْتَصِرُ دَائِمًا،‏ كَمَا لَمَّحَ ٱلشَّيْطَانُ؟‏ سَمَحَ يَهْوَه لِإِبْلِيسَ أَنْ يُقْحِمَ أَيُّوبَ فِي قَضِيَّةٍ شَكَّلَتْ سَابِقَةً،‏ وَقَدْ كَانَ وَاثِقًا مِنِ ٱسْتِقَامَةِ وَوَلَاءِ خَادِمِهِ.‏ وَهكَذَا،‏ فَإِنَّ ٱلشَّيْطَانَ هُوَ ٱلَّذِي أَنْزَلَ ٱلْمَصَائِبَ بِأَيُّوبَ بِهذَا ٱلتَّتَابُعِ ٱلسَّرِيعِ.‏ وَعِنْدَمَا فَشِلَ فِي هَجَمَاتِهِ ٱلْأُولَى،‏ ضَرَبَ أَيُّوبَ بِمَرَضٍ مُؤْلِمٍ.‏ فَقَدِ ٱدَّعَى قَائِلًا:‏ «جِلْدٌ بِجِلْدٍ،‏ وَكُلُّ مَا لِلْإِنْسَانِ يُعْطِيهِ لِأَجْلِ نَفْسِهِ».‏ —‏ ايوب ٢:‏٤‏.‏

      ٧ كَيْفَ يَكُونُ خُدَّامُ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ مُعَرَّضِينَ لِمِحَنٍ مُمَاثِلَةٍ لِمِحَنِ أَيُّوبَ؟‏

      ٧ فِي حِينِ أَنَّ مُعْظَمَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ لَا يَتَعَذَّبُونَ إِلَى هذَا ٱلْحَدِّ،‏ فَهُمْ يَتَعَرَّضُونَ لِضِيقَاتٍ شَتَّى.‏ فَكَثِيرُونَ يُوَاجِهُونَ ٱلِٱضْطِهَادَ أَوِ ٱلْمَشَاكِلَ ٱلْعَائِلِيَّةَ.‏ وَيَرْزَحُ ٱلْبَعْضُ تَحْتَ وَطْأَةِ ٱلْمَشَقَّاتِ ٱلِٱقْتِصَادِيَّةِ أَوِ ٱلْمَرَضِ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْبَعْضَ يُضَحُّونَ بِحَيَاتِهِمْ فِي سَبِيلِ إِيمَانِهِمْ.‏ طَبْعًا،‏ لَا يَجِبُ أَنْ نَسْتَنْتِجَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ شَخْصِيًّا يُسَبِّبُ كُلَّ مُصِيبَةٍ تَحِلُّ بِنَا.‏ فَبَعْضُ ٱلْمَشَاكِلِ قَدْ تَكُونُ فِي ٱلْوَاقِعِ نَتِيجَةَ أَخْطَائِنَا أَوْ عَامِلِ ٱلْوِرَاثَةِ.‏ (‏غلاطية ٦:‏٧‏)‏ وَجَمِيعُنَا مُعَرَّضُونَ لِمَشَاكِلِ ٱلشَّيْخُوخَةِ وَٱلْكَوَارِثِ ٱلطَّبِيعِيَّةِ.‏ وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُوضِحُ أَنَّ يَهْوَه فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ لَا يَحْمِي خُدَّامَهُ عَجَائِبِيًّا مِنْ هذِهِ ٱلْمَشَقَّاتِ.‏ —‏ جامعة ٩:‏١١‏.‏

      ٨ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَسْتَغِلَّ ٱلشَّيْطَانُ ٱلضِّيقَاتِ ٱلَّتِي نُوَاجِهُهَا؟‏

      ٨ مَعَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَا يُسَبِّبُ لَنَا كُلَّ هذِهِ ٱلضِّيقَاتِ،‏ فَهُوَ يَسْتَغِلُّهَا لِتَقْوِيضِ إِيمَانِنَا.‏ مَثَلًا،‏ ذَكَرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّهُ أُعْطِيَ «شَوْكَةً فِي ٱلْجَسَدِ،‏ مَلَاكًا لِلشَّيْطَانِ»،‏ لِيَسْتَمِرَّ فِي ‹لَطْمِهِ›.‏ (‏٢ كورنثوس ١٢:‏٧‏)‏ وَسَوَاءٌ كَانَتْ هذِهِ مُشْكِلَةً صِحِّيَّةً،‏ كَضُعْفِ ٱلْبَصَرِ،‏ أَوْ مُشْكِلَةً أُخْرَى،‏ فَقَدْ أَدْرَكَ بُولُسُ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ بِإِمْكَانِهِ ٱسْتِغْلَالُهَا وَٱسْتِغْلَالُ ٱلتَّثَبُّطِ ٱلنَّاتِجِ عَنْهَا لِيَجْعَلَهُ يَخْسَرُ فَرَحَهُ وَيَتَخَلَّى عَنِ ٱسْتِقَامَتِهِ.‏ (‏امثال ٢٤:‏١٠‏)‏ كَمَا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ قَدْ يُحَرِّضُ أَفْرَادَ ٱلْعَائِلَةِ أَوْ رُفَقَاءَ ٱلْمَدْرَسَةِ أَوْ حَتَّى ٱلْحُكُومَاتِ ٱلدِّكْتَاتُورِيَّةَ عَلَى ٱضْطِهَادِ خُدَّامِ ٱللّٰهِ بِطَرِيقَةٍ مَا.‏

      ٩ لِمَاذَا لَا يَنْبَغِي أَنْ تُفَاجِئَنَا ٱلشَّدَائِدُ أَوِ ٱلِٱضْطِهَادُ؟‏

      ٩ فَكَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱلصُّمُودُ فِي وَجْهِ هذِهِ ٱلْمَشَاكِلِ؟‏ بِٱعْتِبَارِهَا فُرْصَةً لِلْبُرْهَانِ أَنَّ مَحَبَّتَنَا لِيَهْوَه وَإِذْعَانَنَا لِسُلْطَانِهِ لَا يَتَزَعْزَعَانِ.‏ (‏يعقوب ١:‏٢-‏٤‏)‏ فَمَهْمَا وَاجَهْنَا مِنْ مَشَاكِلَ،‏ فَإِنَّ إِدْرَاكَ أَهَمِّيَّةِ وَلَائِنَا للّٰهِ سَيُسَاعِدُنَا لِنُحَافِظَ عَلَى ٱتِّزَانِنَا ٱلرُّوحِيِّ.‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ:‏ «أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ،‏ لَا تَتَحَيَّرُوا مِنَ ٱلنَّارِ ٱلْمُشْتَعِلَةِ فِي مَا بَيْنَكُمُ،‏ ٱلَّتِي تُصِيبُكُمْ لِأَجْلِ ٱمْتِحَانِكُمْ،‏ وَكَأَنَّ أَمْرًا غَرِيبًا يَحِلُّ بِكُمْ».‏ (‏١ بطرس ٤:‏١٢‏)‏ وَأَوْضَحَ بُولُسُ:‏ «إِنَّ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ فِي أَنْ يَحْيَوْا بِتَعَبُّدٍ للّٰهِ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ سَيُضْطَهَدُونَ أَيْضًا».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٢‏)‏ فَٱلشَّيْطَانُ مَا زَالَ يُشَكِّكُ فِي ٱسْتِقَامَةِ شُهُودِ يَهْوَه،‏ كَمَا فَعَلَ فِي قَضِيَّةِ أَيُّوبَ.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ يُشِيرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ يُكَثِّفُ جُهُودَهُ لِلْهُجُومِ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ خِلَالَ هذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ.‏ —‏ رؤيا ١٢:‏٩،‏ ١٧‏.‏

      فَهْمٌ خَاطِئٌ وَنَصِيحَةٌ رَدِيئَةٌ

      ١٠ أَيَّةُ نَاحِيَةٍ سَلْبِيَّةٍ كَانَتْ فِي قَضِيَّةِ أَيُّوبَ؟‏

      ١٠ فِي قَضِيَّةِ أَيُّوبَ،‏ كَانَتْ هُنَالِكَ نَاحِيَةٌ سَلْبِيَّةٌ بِإِمْكَانِنَا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ تَجَنُّبُهَا.‏ فَهُوَ لَمْ يَعْرِفْ لِمَاذَا تَنْزِلُ بِهِ ٱلنَّكَبَاتُ.‏ وَقَدِ ٱسْتَنْتَجَ خَطَأً أَنَّ «يَهْوَه أَعْطَى،‏ وَيَهْوَه أَخَذَ».‏ (‏ايوب ١:‏٢١‏)‏ فَلَرُبَّمَا سَعَى ٱلشَّيْطَانُ عَمْدًا أَنْ يُعْطِيَ أَيُّوبَ ٱلِٱنْطِبَاعَ أَنَّ ٱللّٰهَ هُوَ سَبَبُ بَلْوَاهُ.‏

      ١١ مَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ أَيُّوبَ عِنْدَمَا حَلَّتْ بِهِ ٱلْمَصَائِبُ؟‏

      ١١ رَغْمَ أَنَّ أَيُّوبَ رَفَضَ أَنْ يَلْعَنَ ٱللّٰهَ كَمَا حَثَّتْهُ زَوْجَتُهُ،‏ لكِنَّهُ تَثَبَّطَ كَثِيرًا.‏ (‏ايوب ٢:‏٩،‏ ١٠‏)‏ فَقَدْ قَالَ:‏ ‹اَلْأَشْرَارُ مُزْدَهِرُونَ وَحَالُهُمْ أَفْضَلُ مِنِّي›.‏ (‏ايوب ٢١:‏٧-‏٩‏)‏ وَلَا بُدَّ أَنَّهُ تَسَاءَلَ:‏ ‹لِمَاذَا يُعَاقِبُنِي ٱللّٰهُ؟‏›.‏ حَتَّى إِنَّهُ كَانَ يَتَمَنَّى ٱلْمَوْتَ أَحْيَانًا.‏ عَبَّرَ قَائِلًا:‏ «لَيْتَكَ تُوَارِينِي فِي شِيُولَ،‏ وَتُخْفِينِي إِلَى أَنْ يَرْتَدَّ غَضَبُكَ».‏ —‏ ايوب ١٤:‏١٣‏.‏

      ١٢،‏ ١٣ أَيُّ أَثَرٍ تَرَكَتْهُ فِي أَيُّوبَ مَشُورَةُ أَصْحَابِهِ ٱلثَّلَاثَةِ؟‏

      ١٢ كَانَ لَدَى أَيُّوبَ ثَلَاثَةُ أَصْحَابٍ،‏ وَقَدْ أَتَوْا لِزِيَارَتِهِ مُدَّعِينَ أَنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ «يَرْثُوا لَهُ وَيُعَزُّوهُ».‏ (‏ايوب ٢:‏١١‏)‏ وَلكِنْ تَبَيَّنَ أَنَّهُمْ «مُعَزُّونَ مُتْعِبُونَ».‏ (‏ايوب ١٦:‏٢‏)‏ فَأَيُّوبُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يَسْتَفِيدَ مِنْ أَصْدِقَاءَ يَشْكُو إِلَيْهِمْ هَمَّهُ،‏ إِلَّا أَنَّ هؤُلَاءِ ٱلثَّلَاثَةَ زَادُوا مِنْ شُعُورِهِ بِٱلِٱضْطِرَابِ وَٱلْإِحْبَاطِ.‏ —‏ ايوب ١٩:‏٢؛‏ ٢٦:‏٢‏.‏

      ١٣ مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ إِذًا أَنْ نَسْتَنْتِجَ أَنَّ أَيُّوبَ رُبَّمَا تَسَاءَلَ:‏ ‹لِمَاذَا أَنَا؟‏ مَاذَا فَعَلْتُ لِأَسْتَحِقَّ هذِهِ ٱلْمَصَائِبَ؟‏›.‏ لكِنَّ أَصْحَابَهُ قَدَّمُوا لَهُ أَسْبَابًا مُضَلِّلَةً تَمَامًا.‏ فَقَدِ ٱفْتَرَضُوا أَنَّهُ هُوَ مَنْ جَلَبَ هذِهِ ٱلْمُعَانَاةَ عَلَى نَفْسِهِ لِأَنَّهُ ٱرْتَكَبَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً.‏ سَأَلَ أَلِيفَازُ:‏ «مَنْ هَلَكَ وَهُوَ بَرِيءٌ؟‏».‏ ثُمَّ قَالَ:‏ «بِحَسَبِ مَا رَأَيْتُ،‏ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُدَبِّرُونَ ٱلْأَذِيَّةَ وَيَزْرَعُونَ ٱلْمَتَاعِبَ هُمْ يَحْصُدُونَهَا».‏ —‏ ايوب ٤:‏٧،‏ ٨‏.‏

      ١٤ لِمَاذَا لَا يَنْبَغِي أَنْ نُسَارِعَ إِلَى ٱلِٱسْتِنْتَاجِ أَنَّ ٱلْمُعَانَاةَ هِيَ نَتِيجَةُ ٱلسُّلُوكِ ٱلْخَاطِئِ؟‏

      ١٤ لَا شَكَّ أَنَّنَا نَحْصُدُ ٱلْمَشَاكِلَ إِذَا زَرَعْنَا لِلْجَسَدِ بَدَلًا مِنْ أَنْ نَزْرَعَ لِلرُّوحِ.‏ (‏غلاطية ٦:‏٧،‏ ٨‏)‏ وَلكِنْ فِي هذَا ٱلنِّظَامِ ٱلْحَاضِرِ،‏ يُمْكِنُ أَنْ تَنْشَأَ ٱلْمَشَاكِلُ كَيْفَمَا تَصَرَّفْنَا.‏ كَمَا أَنَّهُ لَا يُمْكِنُنَا ٱلْقَوْلُ إِنَّ ٱلْأَبْرِيَاءَ لَا تَحِلُّ بِهِمِ ٱلْمَصَائِبُ.‏ فَيَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ ٱلَّذِي كَانَ ‹غَيْرَ مُدَنَّسٍ،‏ مُنْفَصِلًا عَنِ ٱلْخُطَاةِ› مَاتَ مِيتَةً فَظِيعَةً عَلَى خَشَبَةِ آلَامٍ.‏ وَٱلرَّسُولُ يَعْقُوبُ مَاتَ شَهِيدًا.‏ (‏عبرانيين ٧:‏٢٦؛‏ اعمال ١٢:‏١،‏ ٢‏)‏ وَٱلتَّحْلِيلُ ٱلْخَاطِئُ ٱلَّذِي قَدَّمَهُ أَلِيفَازُ وَصَاحِبَاهُ دَفَعَ أَيُّوبَ إِلَى ٱلدِّفَاعِ عَنْ صِيتِهِ ٱلْجَيِّدِ وَٱلْإِصْرَارِ عَلَى بَرَاءَتِهِ.‏ لكِنَّ ٱدِّعَاءَاتِهِمِ ٱلْعَنِيدَةَ أَنَّ أَيُّوبَ يَسْتَحِقُّ مَا يُعَانِيهِ رُبَّمَا أَثَّرَتْ فِي نَظْرَتِهِ إِلَى عَدْلِ ٱللّٰهِ.‏ —‏ ايوب ٣٤:‏٥؛‏ ٣٥:‏٢‏.‏

      نَيْلُ ٱلْمُسَاعَدَةِ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلضِّيقِ

      ١٥ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلتَّفْكِيرِ سَيُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلصُّمُودِ فِي وَجْهِ ٱلْمُعَانَاةِ؟‏

      ١٥ هَلْ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ دَرْسًا مِنْ رِوَايَةِ أَيُّوبَ؟‏ قَدْ يَبْدُو مِنَ ٱلظُّلْمِ أَنْ نُعَانِيَ ٱلْمَآ‌سِيَ أَوِ ٱلْمَرَضَ أَوِ ٱلِٱضْطِهَادَ فِي حِينِ أَنَّ ٱلْآخَرِينَ يُفْلِتُونَ مِنْهَا.‏ (‏مزمور ٧٣:‏٣-‏١٢‏)‏ وَلكِنْ يَجِبُ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا هذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ ٱلْمُهِمَّيْنِ:‏ ‹هَلْ تَدْفَعُنِي مَحَبَّتِي للّٰهِ إِلَى خِدْمَتِهِ مَهْمَا حَدَثَ؟‏ وَهَلْ أَتُوقُ أَنْ أُزَوِّدَ يَهْوَه «بِجَوَابٍ لِمَنْ يُعَيِّرُهُ»؟‏›.‏ (‏امثال ٢٧:‏١١؛‏ متى ٢٢:‏٣٧‏)‏ لَا يَجِبُ أَبَدًا أَنْ نَسْمَحَ لِتَعْلِيقَاتِ ٱلْآخَرِينَ ٱلطَّائِشَةِ أَنْ تَجْعَلَنَا نَشُكُّ فِي أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ.‏ قَالَتْ أُخْتٌ مَسِيحِيَّةٌ أَمِينَةٌ صَارَعَتْ مَرَضًا مُزْمِنًا طَوَالَ سَنَوَاتٍ:‏ «أَنَا أَعْرِفُ أَنَّهُ مَهْمَا سَمَحَ بِهِ يَهْوَه،‏ فَإِنِّي قَادِرَةٌ عَلَى ٱحْتِمَالِهِ.‏ فَأَنَا أَعْرِفُ أَنَّهُ سَيُعْطِينِي ٱلْقُدْرَةَ ٱللَّازِمَةَ.‏ وَهذَا مَا يَفْعَلُهُ دَائِمًا».‏

      ١٦ كَيْفَ تُزَوِّدُ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ ٱلْمُسَاعَدَةَ لِلَّذِينَ يُوَاجِهُونَ ٱلْمَشَقَّاتِ؟‏

      ١٦ نَحْنُ ٱلْيَوْمَ فِي وَضْعٍ أَفْضَلَ مِنْ وَضْعِ أَيُّوبَ لِأَنَّنَا نَفْهَمُ أَسَالِيبَ ٱلشَّيْطَانِ.‏ «فَنَحْنُ لَا نَجْهَلُ مُخَطَّطَاتِهِ» ٱلشِّرِّيرَةَ.‏ (‏٢ كورنثوس ٢:‏١١‏)‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ لَدَيْنَا وَفْرَةٌ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ ٱلْعَمَلِيَّةِ.‏ فَفِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ نَجِدُ رِوَايَاتٍ عَنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ أُمَنَاءَ تَحَمَّلُوا كُلَّ أَنْوَاعِ ٱلْمَشَقَّاتِ.‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلَّذِي قَاسَى أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِ:‏ «كُلُّ مَا كُتِبَ مِنْ قَبْلُ كُتِبَ لِإِرْشَادِنَا،‏ حَتَّى بِٱحْتِمَالِنَا وَبِٱلتَّعْزِيَةِ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ».‏ (‏روما ١٥:‏٤‏)‏ مَثَلًا خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ،‏ قَايَضَ شَاهِدٌ مِنْ أُورُوبا كَانَ مَسْجُونًا بِسَبَبِ إِيمَانِهِ حِصَصَ ٱلطَّعَامِ طَوَالَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ بِكِتَابٍ مُقَدَّسٍ.‏ يَقُولُ:‏ «كَمْ كَانَتْ هذِهِ ٱلْمُقَايَضَةُ مُكَافِئَةً!‏ فَرَغْمَ جُوعِي ٱلْجَسَدِيِّ،‏ نِلْتُ ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ ٱلَّذِي دَعَمَنِي أَنَا وَٱلْآخَرِينَ فِي تَجَارِبِنَا خِلَالَ تِلْكَ ٱلْأَوْقَاتِ ٱلْمُضْطَرِبَةِ.‏ وَمَا زِلْتُ أَحْتَفِظُ بِهذَا ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ حَتَّى ٱلْيَوْمِ».‏

      ١٧ أَيَّةُ تَدَابِيرَ إِلهِيَّةٍ يُمْكِنُ أَنْ تُسَاعِدَنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟‏

      ١٧ إِضَافَةً إِلَى ٱلتَّعْزِيَةِ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ لَدَيْنَا مُسَاعِدَاتٌ عَدِيدَةٌ عَلَى فَهْمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُزَوِّدُنَا بِٱلْإِرْشَادِ ٱلسَّلِيمِ لِمُوَاجَهَةِ ٱلْمَشَاكِلِ.‏ فَإِذَا رَجَعْتَ إِلَى فَهْرَسُ مَطْبُوعَاتِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ،‏ فَسَتَجِدُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ ٱخْتِبَارًا عَنْ مَسِيحِيٍّ عَانَى مِحْنَةً مُمَاثِلَةً لِمِحْنَتِكَ.‏ (‏١ بطرس ٥:‏٩‏)‏ وَمِنَ ٱلْمُفِيدِ أَيْضًا أَنْ تُنَاقِشَ مُشْكِلَتَكَ مَعَ شُيُوخٍ مُتَعَاطِفِينَ أَوْ مَسِيحِيِّينَ نَاضِجِينَ آخَرِينَ.‏ وَٱلْأَهَمُّ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ هُوَ أَنَّهُ بِإِمْكَانِكَ أَنْ تُصَلِّيَ إِلَى يَهْوَه طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ فَكَيْفَ قَاوَمَ بُولُسُ «لَطْمَ» ٱلشَّيْطَانِ؟‏ بِٱلِٱتِّكَالِ عَلَى قُدْرَةِ ٱللّٰهِ.‏ (‏٢ كورنثوس ١٢:‏٩،‏ ١٠‏)‏ كَتَبَ:‏ «أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ بِذَاكَ ٱلَّذِي يَمْنَحُنِي ٱلْقُوَّةَ».‏ —‏ فيلبي ٤:‏١٣‏.‏

      ١٨ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يُقَدِّمُوا ٱلتَّشْجِيعَ ٱلْقَيِّمَ؟‏

      ١٨ بِمَا أَنَّ ٱلْمُسَاعَدَةَ مُتَاحَةٌ لَكَ،‏ فَلَا يَنْبَغِي أَنْ تَتَرَدَّدَ فِي طَلَبِهَا.‏ يَقُولُ أَحَدُ ٱلْأَمْثَالِ:‏ «إِنْ تَثَبَّطْتَ فِي يَوْمِ ٱلشِّدَّةِ،‏ ضَاقَتْ قُوَّتُكَ».‏ (‏امثال ٢٤:‏١٠‏)‏ فَتَمَامًا كَمَا يُمْكِنُ أَنْ يُقَوِّضَ ٱلنَّمْلُ ٱلْأَبْيَضُ بَيْتًا خَشَبِيًّا،‏ يُمْكِنُ لِلتَّثَبُّطِ أَنْ يُقَوِّضَ ٱسْتِقَامَةَ ٱلْمَسِيحِيِّ.‏ وَلِتَفَادِي هذَا ٱلْخَطَرِ،‏ يُزَوِّدُنَا يَهْوَه بِٱلدَّعْمِ مِنْ خِلَالِ رُفَقَائِنَا ٱلْخُدَّامِ.‏ مَثَلًا،‏ تَرَاءَى مَلَاكٌ لِيَسُوعَ وَقَوَّاهُ لَيْلَةَ ٱعْتِقَالِهِ.‏ (‏لوقا ٢٢:‏٤٣‏)‏ وَعِنْدَمَا كَانَ بُولُسُ مُسَافِرًا إِلَى رُومَا كَسَجِينٍ،‏ «شَكَرَ ٱللّٰهَ وَتَشَجَّعَ» عِنْدَمَا ٱلْتَقَى ٱلْإِخْوَةَ فِي سَاحَةِ سُوقِ أَبِّيُوسَ وَٱلْخَانَاتِ ٱلثَّلَاثَةِ.‏ (‏اعمال ٢٨:‏١٥‏)‏ وَلَا تَزَالُ شَاهِدَةٌ أَلْمَانِيَّةٌ تَتَذَكَّرُ ٱلْمُسَاعَدَةَ ٱلَّتِي نَالَتْهَا عِنْدَ وُصُولِهَا إِلَى مُعَسْكَرِ ٱعْتِقَالِ رَڤنسْبروك حِينَ كَانَتْ مُرَاهِقَةً يَتَمَلَّكُهَا ٱلْخَوْفُ.‏ تَتَذَكَّرُ:‏ «فَوْرًا،‏ عَثَرَتْ عَلَيَّ إِحْدَى ٱلشَّاهِدَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّاتِ وَرَحَّبَتْ بِي تَرْحِيبًا حَارًّا».‏ وَتُتَابِعُ قَائِلَةً:‏ «اِعْتَنَتْ بِي أُخْتٌ أَمِينَةٌ أُخْرَى وَصَارَتْ بِمَثَابَةِ أُمٍّ رُوحِيَّةٍ لِي».‏

      ‏«كُنْ أَمِينًا»‏

      ١٩ مَاذَا سَاعَدَ أَيُّوبَ عَلَى إِحْبَاطِ جُهُودِ ٱلشَّيْطَانِ؟‏

      ١٩ وَصَفَ يَهْوَه أَيُّوبَ بِأَنَّهُ رَجُلٌ «مُتَمَسِّكٌ بِٱسْتِقَامَتِهِ».‏ (‏ايوب ٢:‏٣‏)‏ فَرَغْمَ أَنَّهُ كَانَ مُثَبَّطًا وَلَمْ يَفْهَمْ سَبَبَ مُعَانَاتِهِ،‏ لَمْ يَتَرَدَّدْ قَطُّ فِي قَضِيَّةِ ٱلْوَلَاءِ ٱلْمُهِمَّةِ.‏ فَقَدْ أَبَى أَنْ يَتَخَلَّى عَنْ أَهَمِّ شَيْءٍ لَدَيْهِ فِي ٱلْحَيَاةِ.‏ قَالَ:‏ «حَتَّى أَلْفِظَ آخِرَ أَنْفَاسِي لَا أَنْزِعُ ٱسْتِقَامَتِي عَنِّي».‏ —‏ ايوب ٢٧:‏٥‏.‏

      ٢٠ لِمَاذَا ٱلِٱحْتِمَالُ يُجْدِي نَفْعًا؟‏

      ٢٠ نَحْنُ أَيْضًا سَيُسَاعِدُنَا ٱمْتِلَاكُ ٱلتَّصْمِيمِ عَيْنِهِ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا مَهْمَا كَانَتِ ٱلظُّرُوفُ —‏ سَوَاءٌ كُنَّا نُوَاجِهُ ٱلتَّجَارِبَ أَوِ ٱلْمُقَاوَمَةَ أَوِ ٱلشَّدَائِدَ.‏ قَالَ يَسُوعُ لِلْجَمَاعَةِ فِي سِمِيرْنَا:‏ «لَا تَخَفْ مِمَّا أَنْتَ مُوشِكٌ أَنْ تُعَانِيَ.‏ هَا إِنَّ إِبْلِيسَ يُلْقِي ٱلْبَعْضَ مِنْكُمْ فِي ٱلسِّجْنِ لِكَيْ تُمْتَحَنُوا كَامِلًا،‏ وَيَكُونَ لَكُمْ ضِيقٌ [مَشَاكِلُ أَوْ أَلَمٌ أَوِ ٱضْطِهَادٌ] عَشَرَةَ أَيَّامٍ.‏ كُنْ أَمِينًا حَتَّى ٱلْمَوْتِ،‏ فَأُعْطِيَكَ تَاجَ ٱلْحَيَاةِ».‏ —‏ رؤيا ٢:‏١٠‏.‏

      ٢١،‏ ٢٢ أَيُّ أَمْرٍ تُعَزِّينَا مَعْرِفَتُهُ عِنْدَ ٱحْتِمَالِ ٱلضِّيقِ؟‏

      ٢١ فِي هذَا ٱلنِّظَامِ ٱلَّذِي يَحْكُمُهُ ٱلشَّيْطَانُ،‏ سَيُمْتَحَنُ ٱحْتِمَالُنَا وَٱسْتِقَامَتُنَا.‏ إِلَّا أَنَّ يَسُوعَ يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّهُ مَا مِنْ سَبَبٍ لِنَخَافَ مِنَ ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ فَٱلْأَمْرُ ٱلْمُهِمُّ هُوَ أَنْ نَبْقَى أُمَنَاءَ.‏ وَقَالَ بُولُسُ إِنَّ ‹ٱلضِّيقَ وَجِيزٌ› فِي حِينِ أَنَّ ‹ٱلْمَجْدَ›،‏ أَوِ ٱلْمُكَافَأَةَ ٱلَّتِي يَعِدُنَا يَهْوَه بِهَا،‏ هُوَ ‹أَعْظَمُ جِدًّا وَأَبَدِيٌّ›.‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ حَتَّى ٱلضِّيقُ ٱلَّذِي مَرَّ بِهِ أَيُّوبُ كَانَ وَجِيزًا وَوَقْتِيًّا بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ سَنَوَاتِ ٱلسَّعَادَةِ ٱلْعَدِيدَةِ ٱلَّتِي عَاشَهَا قَبْلَ مِحْنَتِهِ وَبَعْدَهَا.‏ —‏ ايوب ٤٢:‏١٦‏.‏

      ٢٢ رَغْمَ ذلِكَ،‏ قَدْ تَمُرُّ أَوْقَاتٌ فِي حَيَاتِنَا يَبْدُو فِيهَا أَنَّ مِحَنَنَا لَنْ تَنْتَهِيَ وَعَذَابَنَا لَا يُحْتَمَلُ.‏ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ سَنَتَأَمَّلُ فِي دُرُوسٍ أُخْرَى عَنِ ٱلِٱحْتِمَالِ نَتَعَلَّمُهَا مِنِ ٱخْتِبَارِ أَيُّوبَ.‏ كَمَا أَنَّنَا سَنَسْتَعْرِضُ طَرَائِقَ يُمْكِنُنَا بِوَاسِطَتِهَا أَنْ نُقَوِّيَ ٱلَّذِينَ يُوَاجِهُونَ ٱلشَّدَائِدَ.‏

  • ‏«سمعتم باحتمال ايوب»‏
    برج المراقبة ٢٠٠٦ | ١٥ آب (‏اغسطس)‏
    • ‏«سَمِعْتُمْ بِٱحْتِمَالِ أَيُّوبَ»‏

      ‏«قَدْ سَمِعْتُمْ بِٱحْتِمَالِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ يَهْوَهَ،‏ أَنَّ يَهْوَهَ حَنُونٌ جِدًّا وَرَحِيمٌ».‏ —‏ يعقوب ٥:‏١١‏.‏

      ١،‏ ٢ أَيَّةُ مِحْنَةٍ وَاجَهَهَا زَوْجَانِ فِي بُولَنْدَا؟‏

      حِينَ ٱسْتَولَى جَيْشُ هِتْلِر عَلَى دَانزيڠ (‏اَلْآنَ ڠدَانسك)‏ فِي شَمَالِ بُولَنْدَا،‏ كَانَ هَارَالت آبْت قَدْ صَارَ شَاهِدًا لِيَهْوَه مُنْذُ أَقَلَّ مِنْ سَنَةٍ.‏ فِي ذلِكَ ٱلْوَقْتِ،‏ عَاشَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ فِي ظُرُوفٍ صَعْبَةٍ وَخَطِيرَةٍ.‏ مَثَلًا،‏ حَاوَلَ ٱلْغسْتَابُو إِجْبَارَ هَارَالت عَلَى تَوْقِيعِ وَثِيقَةٍ يُنْكِرُ فِيهَا إِيمَانَهُ،‏ لكِنَّهُ رَفَضَ ذلِكَ.‏ وَبَعْدَ عِدَّةِ أَسَابِيعَ فِي ٱلسِّجْنِ،‏ أُرْسِلَ إِلَى مُعَسْكَرِ ٱعْتِقَالِ زَاكْسِنْهَاوزِنْ،‏ حَيْثُ هُدِّدَ وَضُرِبَ مِرَارًا.‏ وَذَاتَ مَرَّةٍ،‏ أَشَارَ أَحَدُ ٱلْجُنُودِ إِلَى مَدْخَنَةِ مَحْرَقَةِ ٱلْجُثَثِ وَقَالَ لَهُ:‏ «سَتَصْعَدُ مِنْ هُنَا إِلَى يَهْوَه إِلهِكَ فِي غُضُونِ ١٤ يَوْمًا إِذَا تَمَسَّكْتَ بِإِيمَانِكَ».‏

      ٢ عِنْدَمَا أُلْقِيَ ٱلْقَبْضُ عَلَى هَارَالت،‏ كَانَتْ زَوْجَتُهُ إِلْزَا لَا تَزَالُ تُرْضِعُ طِفْلَتَهُمَا ٱلْبَالِغَةَ عَشَرَةَ أَشْهُرٍ مِنْ عُمْرِهَا.‏ لكِنَّ ذلِكَ لَمْ يَجْعَلِ ٱلْغسْتَابُو يَغُضُّونَ ٱلنَّظَرَ عَنْهَا.‏ فَسُرْعَانَ مَا أُخِذَتْ مِنْهَا طِفْلَتُهَا وَأُرْسِلَتْ إِلَى مُعَسْكَرِ ٱلْإِبَادَةِ فِي أُوشْڤِيتْس.‏ غَيْرَ أَنَّهَا بَقِيَتْ عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ طَوَالَ سَنَوَاتٍ هِيَ وَزَوْجُهَا.‏ وَيُمْكِنُكَ قِرَاءَةُ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلتَّفَاصِيلِ عَنِ ٱحْتِمَالِهِمَا فِي عدد ١٥ نيسان (‏ابريل)‏ ١٩٨٠ (‏بالانكليزية)‏.‏ كَتَبَ هَارَالت:‏ «قَضَيْتُ مَا مَجْمُوعُهُ ١٤ سَنَةً فِي مُعَسْكَرَاتِ ٱلِٱعْتِقَالِ وَٱلسُّجُونِ بِسَبَبِ إِيمَانِي بِٱللّٰهِ.‏ وَقَدْ طُرِحَ عَلَيَّ هذَا ٱلسُّؤَالُ:‏ ‹هَلْ سَاعَدَتْكَ زَوْجَتُكَ عَلَى ٱحْتِمَالِ كُلِّ ذلِكَ؟‏›.‏ نَعَمْ،‏ لَقَدْ سَاعَدَتْنِي بِٱلْفِعْلِ.‏ فَكُنْتُ أَعْرِفُ سَلَفًا أَنَّهَا لَنْ تُسَايِرَ عَلَى حِسَابِ إِيمَانِهَا،‏ وَهذَا مَا سَاهَمَ فِي دَعْمِي.‏ وَكُنْتُ أَعْرِفُ أَنَّهَا تُفَضِّلُ أَنْ أَمُوتَ لِأَنِّي بَقِيتُ أَمِينًا لِيَهْوَه عَلَى أَنْ يُطْلَقَ سَرَاحِي لِأَنَّنِي سَايَرْتُ عَلَى حِسَابِ إِيمَانِي.‏ .‏ .‏ .‏ اِحْتَمَلَتْ إِلْزَا مَشَقَّاتٍ كَثِيرَةً خِلَالَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلَّتِي قَضَتْهَا فِي مُعَسْكَرَاتِ ٱلِٱعْتِقَالِ ٱلْأَلْمَانِيَّةِ».‏

      ٣،‏ ٤ (‏أ)‏ مِثَالُ مَنْ يُمْكِنُ أَنْ يُشَجِّعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا يَحُثُّنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَلَى ٱلتَّأَمُّلِ فِي ٱخْتِبَارِ أَيُّوبَ؟‏

      ٣ إِنَّ ٱحْتِمَالَ ٱلْمَصَائِبِ لَيْسَ سَهْلًا أَلْبَتَّةَ،‏ كَمَا يُؤَكِّدُ شُهُودٌ كَثِيرُونَ.‏ لِذلِكَ يَنْصَحُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ كُلَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ:‏ «اِتَّخِذُوا ٱلْأَنْبِيَاءَ،‏ ٱلَّذِينَ تَكَلَّمُوا بِٱسْمِ يَهْوَهَ،‏ نَمُوذَجًا لِتَحَمُّلِ ٱلسُّوءِ وَلِلصَّبْرِ».‏ (‏يعقوب ٥:‏١٠‏)‏ فَعَلَى مَرِّ ٱلْقُرُونِ،‏ ٱضْطُهِدَ ٱلْكَثِيرُ مِنْ خُدَّامِ ٱللّٰهِ دُونَ سَبَبٍ.‏ وَٱلْمِثَالُ ٱلَّذِي تَرَكَتْهُ هذِهِ ‹ٱلسَّحَابَةُ ٱلْعَظِيمَةُ مِنَ ٱلشُّهُودِ› يُشَجِّعُنَا عَلَى مُوَاصَلَةِ ٱلرَّكْضِ بِٱحْتِمَالٍ فِي سِبَاقِنَا ٱلْمَسِيحِيِّ.‏ —‏ عبرانيين ١١:‏٣٢-‏٣٨؛‏ ١٢:‏١‏.‏

      ٤ وَفِي سِجِلِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ يَبْرُزُ أَيُّوبُ كَمِثَالٍ لِلِٱحْتِمَالِ.‏ كَتَبَ يَعْقُوبُ:‏ «هَا نَحْنُ نَغْبِطُ ٱلَّذِينَ يَحْتَمِلُونَ.‏ قَدْ سَمِعْتُمْ بِٱحْتِمَالِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ يَهْوَهَ،‏ أَنَّ يَهْوَهَ حَنُونٌ جِدًّا وَرَحِيمٌ».‏ (‏يعقوب ٥:‏١١‏)‏ فَٱخْتِبَارُ أَيُّوبَ يُعْطِينَا لَمْحَةً عَنِ ٱلْمُكَافَأَةِ ٱلَّتِي تَنْتَظِرُ ٱلْأُمَنَاءَ ٱلَّذِينَ يُبَارِكُهُمْ يَهْوَه.‏ وَٱلْأَهَمُّ هُوَ أَنَّهُ يَكْشِفُ حَقَائِقَ تُفِيدُنَا فِي أَوْقَاتِ ٱلشِّدَّةِ.‏ كَمَا أَنَّ سِفْرَ أَيُّوبَ يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلْإِجَابَةِ عَنِ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ عِنْدَمَا نَكُونُ فِي مِحْنَةٍ،‏ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نُحَاوِلَ فَهْمَ ٱلْقَضِيَّةِ ٱلْمُهِمَّةِ ذَاتِ ٱلْعَلَاقَةِ؟‏ أَيَّةُ صِفَاتٍ وَمَوَاقِفَ تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟‏ وَكَيْفَ يُمْكِنُنَا تَقْوِيَةُ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يُعَانُونَ ٱلْمَشَقَّاتِ؟‏

      اِمْتِلَاكُ نَظْرَةٍ شَامِلَةٍ

      ٥ أَيَّةُ قَضِيَّةٍ رَئِيسِيَّةٍ يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَهَا فِي ذِهْنِنَا عِنْدَمَا نُوَاجِهُ ٱلْمِحَنَ أَوِ ٱلتَّجَارِبَ؟‏

      ٥ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلِٱتِّزَانِ ٱلرُّوحِيِّ خِلَالَ ٱلشَّدَائِدِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَمْتَلِكَ نَظْرَةً شَامِلَةً.‏ وَإِلَّا فَسَتُغَشِّي مَشَاكِلُنَا بَصَرَنَا ٱلرُّوحِيَّ.‏ فَقَضِيَّةُ ٱلْوَلَاءِ للّٰهِ لَهَا أَهَمِّيَّةٌ قُصْوَى.‏ وَأَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ يُقَدِّمُ مُنَاشَدَةً يُمْكِنُ لِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يُفَكِّرَ فِيهَا جِدِّيًّا.‏ يَقُولُ:‏ «يَا ٱبْنِي،‏ كُنْ حَكِيمًا وَفَرِّحْ قَلْبِي،‏ لِأُجِيبَ مَنْ يُعَيِّرُنِي».‏ (‏امثال ٢٧:‏١١‏)‏ يَا لَهُ مِنِ ٱمْتِيَازٍ فَرِيدٍ!‏ فَرَغْمَ ضَعَفَاتِنَا وَنَقَائِصِنَا،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نُفَرِّحَ خَالِقَنَا.‏ وَهذَا مَا نَفْعَلُهُ حِينَ تُمَكِّنُنَا مَحَبَّتُنَا لِيَهْوَه مِنَ ٱلصُّمُودِ فِي وَجْهِ ٱلْمِحَنِ وَٱلتَّجَارِبِ.‏ فَٱلْمَحَبَّةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ تَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ وَلَا تَفْنَى أَبَدًا.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٣:‏٧،‏ ٨‏.‏

      ٦ كَيْفَ تَطَالُ تَعْيِيرَاتُ ٱلشَّيْطَانِ يَهْوَه،‏ وَإِلَى أَيِّ حَدٍّ تَصِلُ؟‏

      ٦ يَذْكُرُ سِفْرُ أَيُّوبَ بِٱلتَّحْدِيدِ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ هُوَ مَنْ يُعَيِّرُ يَهْوَه.‏ وَيَكْشِفُ أَيْضًا ٱلْمَيْلَ ٱلشِّرِّيرَ لِهذَا ٱلْعَدُوِّ غَيْرِ ٱلْمَنْظُورِ وَرَغْبَتَهُ فِي تَقْوِيضِ عَلَاقَتِنَا بِٱللّٰهِ.‏ وَكَمَا تُوضِحُ قَضِيَّةُ أَيُّوبَ،‏ يَتَّهِمُ ٱلشَّيْطَانُ فِي ٱلْوَاقِعِ كُلَّ خُدَّامِ يَهْوَه بِأَنَّ لَدَيْهِمْ دَوَافِعَ أَنَانِيَّةً وَيَسْعَى إِلَى ٱلْبُرْهَانِ أَنَّ مَحَبَّتَهُمْ للّٰهِ يُمْكِنُ أَنْ تَبْرُدَ.‏ وَهُوَ يُعَيِّرُ ٱللّٰهَ مُنْذُ آلَافِ ٱلسِّنِينَ.‏ فَعِنْدَمَا طُرِدَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ،‏ وَصَفَهُ صَوْتٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ بِأَنَّهُ «مُتَّهِمُ إِخْوَتِنَا» وَقَالَ إِنَّهُ يَتَّهِمُهُمْ «نَهَارًا وَلَيْلًا أَمَامَ إِلٰهِنَا».‏ (‏رؤيا ١٢:‏١٠‏)‏ وَبِٱحْتِمَالِنَا بِأَمَانَةٍ،‏ نُبَرْهِنُ أَنَّ ٱتِّهَامَاتِهِ لَا أَسَاسَ لَهَا مِنَ ٱلصِّحَّةِ.‏

      ٧ مَا هِيَ أَفْضَلُ طَرِيقَةٍ لِإِبْطَالِ مَفْعُولِ ٱلضُّعْفِ ٱلْجَسَدِيِّ؟‏

      ٧ يَجِبُ أَنْ نَتَذَكَّرَ أَنَّ إِبْلِيسَ سَيَسْتَغِلُّ أَيَّ ضِيقٍ نُوَاجِهُهُ لِيُحَاوِلَ إِبْعَادَنَا عَنْ يَهْوَه.‏ فَمَتَى جَرَّبَ يَسُوعَ؟‏ حِينَ كَانَ يَسُوعُ جَائِعًا بَعْدَمَا صَامَ طَوَالَ أَيَّامٍ.‏ (‏لوقا ٤:‏١-‏٣‏)‏ لكِنَّ قُوَّةَ يَسُوعَ ٱلرُّوحِيَّةَ مَكَّنَتْهُ مِنْ صَدِّ تَجَارِبِ إِبْلِيسَ بِثَبَاتٍ.‏ فَكَمْ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ نَمْتَلِكَ ٱلْقُوَّةَ ٱلرُّوحِيَّةَ لِإِبْطَالِ مَفْعُولِ أَيِّ ضُعْفٍ جَسَدِيٍّ قَدْ يُنْتِجُهُ ٱلْمَرَضُ أَوِ ٱلشَّيْخُوخَةُ!‏ فَرَغْمَ أَنَّ «إِنْسَانَنَا ٱلْخَارِجِيَّ يَضْنَى»،‏ نَحْنُ لَا نَسْتَسْلِمُ لِأَنَّ «إِنْسَانَنَا ٱلدَّاخِلِيَّ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا».‏ —‏ ٢ كورنثوس ٤:‏١٦‏.‏

      ٨ (‏أ)‏ أَيُّ أَثَرٍ هَدَّامٍ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ لِلْمَشَاعِرِ ٱلسَّلْبِيَّةِ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ مَوْقِفٍ ٱمْتَلَكَهُ يَسُوعُ؟‏

      ٨ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ يُمْكِنُ لِلْمَشَاعِرِ ٱلسَّلْبِيَّةِ أَنْ تُقَوِّضَ رُوحِيَّاتِ ٱلْمَرْءِ.‏ فَقَدْ يَتَسَاءَلُ ٱلشَّخْصُ:‏ ‹لِمَاذَا يَسْمَحُ يَهْوَه بِذلِكَ؟‏›.‏ وَرُبَّمَا يَسْأَلُ شَخْصٌ آخَرُ بَعْدَ أَنْ يُعَامَلَ بِقَسْوَةٍ:‏ ‹كَيْفَ يُمْكِنُ لِأَخٍ أَنْ يُعَامِلَنِي بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ؟‏›.‏ إِنَّ هذِهِ ٱلْمَشَاعِرَ قَدْ تُعْمِينَا عَنِ ٱلْقَضِيَّةِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ وَتَجْعَلُنَا نُرَكِّزُ عَلَى ظُرُوفِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ.‏ فَتَثَبُّطُ أَيُّوبَ بِسَبَبِ أَصْحَابِهِ ٱلثَّلَاثَةِ ٱلَّذِينَ كَانَ لَدَيْهِمْ فَهْمٌ خَاطِئٌ أَنْتَجَ لَهُ أَذًى عَاطِفِيًّا —‏ تَمَامًا كَٱلْأَذَى ٱلْجَسَدِيِّ ٱلَّذِي سَبَّبَهُ لَهُ مَرَضُهُ.‏ (‏ايوب ١٦:‏٢٠؛‏ ١٩:‏٢‏)‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ أَشَارَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّ ٱلْغَضَبَ ٱلْمُطَوَّلَ ‹يُفْسِحُ لِإِبْلِيسَ مَكَانًا› أَوْ فُرْصَةً.‏ (‏افسس ٤:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ فَبَدَلًا مِنْ أَنْ يَصُبَّ ٱلْمَسِيحِيُّونَ جَامَ غَضَبِهِمْ أَوْ تَثَبُّطِهِمْ عَلَى ٱلْآخَرِينَ أَوْ يُرَكِّزُوا كَثِيرًا عَلَى ٱلظُّلْمِ،‏ يَحْسُنُ بِهِمِ ٱلِٱقْتِدَاءُ بِيَسُوعَ ‹بِتَسْلِيمِ أَمْرِهِمْ لِمَنْ يَدِينُ بِٱلْبِرِّ›.‏ (‏١ بطرس ٢:‏٢١-‏٢٣‏)‏ فَٱمْتِلَاكُ ‹مَيْلِ يَسُوعَ ٱلْعَقْلِيِّ› هُوَ خَيْرُ دِفَاعٍ فِي وَجْهِ هَجَمَاتِ ٱلشَّيْطَانِ.‏ —‏ ١ بطرس ٤:‏١‏.‏

      ٩ أَيَّةُ طَمْأَنَةٍ يُعْطِينَا إِيَّاهَا ٱللّٰهُ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْأَعْبَاءِ ٱلَّتِي نُضْطَرُّ إِلَى حَمْلِهَا أَوِ ٱلتَّجَارِبِ ٱلَّتِي نُوَاجِهُهَا؟‏

      ٩ وَٱلْأَهَمُّ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ هُوَ أَنَّهُ لَا يَجِبُ إِطْلَاقًا أَنْ نَعْتَبِرَ مَشَاكِلَنَا دَلِيلًا قَاطِعًا عَلَى عَدَمِ رِضَى ٱللّٰهِ.‏ فَهذَا ٱلْفَهْمُ ٱلْخَاطِئُ آلَمَ أَيُّوبَ حِينَ كَانَ مُعَزُّوهُ ٱلْمَزْعُومُونَ يُمْطِرُونَهُ بِوَابِلٍ مِنَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْجَارِحَةِ.‏ (‏ايوب ١٩:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُطَمْئِنُنَا بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ:‏ «إِنَّ ٱللّٰهَ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُمْتَحَنَ بِٱلسَّيِّئَاتِ،‏ وَلَا هُوَ يَمْتَحِنُ أَحَدًا».‏ (‏يعقوب ١:‏١٣‏)‏ عَلَى ٱلْعَكْسِ،‏ يَعِدُ يَهْوَه بِأَنْ يُسَاعِدَنَا عَلَى ٱحْتِمَالِ أَيِّ عِبْءٍ يُلْقَى عَلَيْنَا وَأَنْ يَجْعَلَ لَنَا ٱلْمَنْفَذَ مَعَ أَيَّةِ تَجْرِبَةٍ نَمُرُّ بِهَا.‏ (‏مزمور ٥٥:‏٢٢؛‏ ١ كورنثوس ١٠:‏١٣‏)‏ وَبِٱلِٱقْتِرَابِ إِلَى ٱللّٰهِ فِي أَوْقَاتِ ٱلشِّدَّةِ،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى نَظْرَةٍ مَوْضُوعِيَّةٍ وَأَنْ نُقَاوِمَ إِبْلِيسَ بِنَجَاحٍ.‏ —‏ يعقوب ٤:‏٧،‏ ٨‏.‏

      أُمُورٌ سَاعَدَتْ أَيُّوبَ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ

      ١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ مَاذَا سَاعَدَ أَيُّوبَ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ كَانَ ٱمْتِلَاكُ ضَمِيرٍ صَالِحٍ أَمْرًا مُسَاعِدًا لِأَيُّوبَ؟‏

      ١٠ رَغْمَ حَالَةِ أَيُّوبَ ٱلْمَأْسَاوِيَّةِ،‏ بِمَا فِي ذلِكَ ٱلْإِسَاءَةُ ٱلشَّفَهِيَّةُ مِنْ ‹مُعَزِّيهِ› وَحَيْرَتُهُ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلسَّبَبِ ٱلْحَقِيقِيِّ لِبَلْوَاهُ،‏ فَقَدْ حَافَظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِ.‏ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنِ ٱحْتِمَالِهِ؟‏ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلسَّبَبَ ٱلرَّئِيسِيَّ لِٱنْتِصَارِهِ هُوَ أَمَانَتُهُ لِيَهْوَه.‏ فَكَانَ شَخْصًا «يَخَافُ ٱللّٰهَ وَيَحِيدُ عَنِ ٱلشَّرِّ».‏ (‏ايوب ١:‏١‏)‏ وَكَانَتْ هذِهِ طَرِيقَةَ حَيَاتِهِ.‏ وَقَدْ رَفَضَ أَنْ يَتْرُكَ يَهْوَه،‏ حَتَّى حِينَ لَمْ يَفْهَمْ لِمَاذَا تُصِيبُهُ كُلُّ هذِهِ ٱلْمَشَاكِلِ.‏ وَكَانَ مُقْتَنِعًا بِأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَخْدُمَ ٱللّٰهَ فِي ٱلسَّرَّاءِ وَٱلضَّرَّاءِ.‏ —‏ ايوب ١:‏٢١؛‏ ٢:‏١٠‏.‏

      ١١ كَمَا أَنَّ ٱمْتِلَاكَهُ ضَمِيرًا صَالِحًا كَانَ أَمْرًا مُعَزِّيًا لَهُ.‏ فَحِينَ بَدَا أَنَّهُ مُشْرِفٌ عَلَى ٱلْمَوْتِ،‏ تَعَزَّى بِٱلْمَعْرِفَةِ أَنَّهُ عَمِلَ كُلَّ مَا فِي وُسْعِهِ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ،‏ ٱلْتَصَقَ بِمَقَايِيسِ يَهْوَه ٱلْبَارَّةِ،‏ وَتَجَنَّبَ أَيَّ شَكْلٍ مِنْ أَشْكَالِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْبَاطِلَةِ.‏ —‏ ايوب ٣١:‏٤-‏١١،‏ ٢٦-‏٢٨‏.‏

      ١٢ كَيْفَ تَجَاوَبَ أَيُّوبُ مَعَ ٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا لَهُ أَلِيهُو؟‏

      ١٢ مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّهُ لَزِمَ تَقْوِيمُ طَرِيقَةِ تَفْكِيرِ أَيُّوبَ مِنْ بَعْضِ ٱلنَّوَاحِي.‏ وَقَدْ قَبِلَ بِتَوَاضُعٍ هذِهِ ٱلْمُسَاعَدَةَ —‏ أَمْرٌ آخَرُ سَاعَدَهُ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ.‏ فَأَيُّوبُ أَصْغَى بِٱحْتِرَامٍ إِلَى مَشُورَةِ أَلِيهُو ٱلْحَكِيمَةِ وَتَجَاوَبَ مَعَ تَقْوِيمِ يَهْوَه.‏ اِعْتَرَفَ قَائِلًا:‏ «إِنِّي قَدْ تَكَلَّمْتُ مِنْ غَيْرِ أَنْ أَفْهَمَ .‏ .‏ .‏ أَتَرَاجَعُ،‏ وَأَتُوبُ فِي ٱلتُّرَابِ وَٱلرَّمَادِ».‏ (‏ايوب ٤٢:‏٣،‏ ٦‏)‏ وَرَغْمَ ٱلْمَرَضِ ٱلَّذِي كَانَ لَا يَزَالُ مُصَابًا بِهِ،‏ كَانَ فَرِحًا لِأَنَّ هذَا ٱلتَّعْدِيلَ فِي تَفْكِيرِهِ قَرَّبَهُ أَكْثَرَ إِلَى ٱللّٰهِ.‏ قَالَ:‏ «قَدْ عَرَفْتُ أَنَّكَ [يَا يَهْوَه] تَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ».‏ (‏ايوب ٤٢:‏٢‏)‏ فَبِفَضْلِ ٱلْوَصْفِ ٱلَّذِي قَدَّمَهُ يَهْوَه عَنْ عَظَمَتِهِ،‏ ٱتَّضَحَ لِأَيُّوبَ مَا هِيَ مَكَانَتُهُ بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ مَكَانَةِ ٱلْخَالِقِ.‏

      ١٣ كَيْفَ ٱسْتَفَادَ أَيُّوبُ مِنْ إِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ؟‏

      ١٣ وَأَخِيرًا،‏ يَرْسُمُ أَيُّوبُ لَنَا مِثَالًا بَارِزًا فِي مَجَالِ ٱلرَّحْمَةِ.‏ فَمَعَ أَنَّ مُعَزِّيهِ ٱلزَّائِفِينَ سَبَّبُوا لَهُ أَذًى عَمِيقًا،‏ فَقَدْ صَلَّى مِنْ أَجْلِهِمْ عِنْدَمَا طَلَبَ يَهْوَه ذلِكَ مِنْهُ.‏ بَعْدَئِذٍ،‏ أَعَادَ يَهْوَه إِلَيْهِ عَافِيَتَهُ.‏ (‏ايوب ٤٢:‏٨،‏ ١٠‏)‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ ٱلِٱسْتِيَاءَ لَنْ يُسَاعِدَنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ،‏ فِي حِينِ أَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ وَٱلرَّحْمَةَ هُمَا خَيْرُ مُسَاعِدٍ عَلَى ذلِكَ.‏ فَعَدَمُ إِضْمَارِ ٱلِٱسْتِيَاءِ يُنْعِشُنَا رُوحِيًّا وَيَجْلُبُ لَنَا بَرَكَاتٍ مِنْ يَهْوَه.‏ —‏ مرقس ١١:‏٢٥‏.‏

      مُشِيرُونَ حُكَمَاءُ يُسَاعِدُونَنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ

      ١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ أَيَّةُ صِفَاتٍ تُمَكِّنُ ٱلْمُشِيرَ مِنْ شِفَاءِ ٱلْآخَرِينَ؟‏ (‏ب)‏ أَوْضِحُوا لِمَاذَا تَمَكَّنَ أَلِيهُو مِنْ مُسَاعَدَةِ أَيُّوبَ.‏

      ١٤ اَلدَّرْسُ ٱلْآخَرُ ٱلَّذِي نَتَعَلَّمُهُ مِنْ رِوَايَةِ أَيُّوبَ يَتَعَلَّقُ بِأَهَمِّيَّةِ ٱلْمُشِيرِينَ ٱلْحُكَمَاءِ.‏ فَأَمْثَالُ هؤُلَاءِ هُمْ إِخْوَةٌ ‹لِلشِّدَّةِ يُولَدُونَ›.‏ (‏امثال ١٧:‏١٧‏)‏ لكِنَّ ٱخْتِبَارَ أَيُّوبَ يُظْهِرُ لَنَا أَنَّ بَعْضَ ٱلْمُشِيرِينَ يُسَبِّبُونَ ٱلْأَذَى لِلْآخَرِينَ بَدَلًا مِنْ أَنْ يَشْفُوهُمْ.‏ فَٱلْمُشِيرُ ٱلْجَيِّدُ يَجِبُ أَنْ يُظْهِرَ ٱلتَّعَاطُفَ،‏ ٱلِٱحْتِرَامَ،‏ وَٱللُّطْفَ تَمَامًا كَأَلِيهُو.‏ وَٱلشُّيُوخُ وَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلنَّاضِجُونَ ٱلْآخَرُونَ قَدْ يُضْطَرُّونَ إِلَى تَقْوِيمِ تَفْكِيرِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلَّذِين تُثْقِلُ ٱلْمَشَاكِلُ كَاهِلَهُمْ.‏ وَفِي هذَا ٱلْمَجَالِ،‏ يُمْكِنُ لِهؤُلَاءِ ٱلْمُشِيرِينَ أَنْ يَتَعَلَّمُوا ٱلْكَثِيرَ مِنْ سِفْرِ أَيُّوبَ.‏ —‏ غلاطية ٦:‏١؛‏ عبرانيين ١٢:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

      ١٥ مَثَلًا،‏ يُمْكِنُهُمُ ٱسْتِخْلَاصُ دُرُوسٍ رَائِعَةٍ عَدِيدَةٍ مِنْ طَرِيقَةِ أَلِيهُو فِي ٱلتَّصَرُّفِ.‏ فَقَدْ أَصْغَى بِصَبْرٍ وَقْتًا طَوِيلًا قَبْلَمَا رَدَّ عَلَى ٱلتَّعْلِيقَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ ٱلَّتِي تَفَوَّهَ بِهَا أَصْحَابُ أَيُّوبَ ٱلثَّلَاثَةُ.‏ (‏ايوب ٣٢:‏١١؛‏ امثال ١٨:‏١٣‏)‏ وَٱسْتَخْدَمَ ٱسْمَ أَيُّوبَ وَنَاشَدَهُ كَصَدِيقٍ.‏ (‏ايوب ٣٣:‏١‏)‏ وَبِعَكْسِ ٱلْمُعَزِّينَ ٱلزَّائِفِينَ ٱلثَّلَاثَةِ،‏ لَمْ يَعْتَبِرْ نَفْسَهُ أَسْمَى مِنْ أَيُّوبَ.‏ قَالَ:‏ «أَنَا أَيْضًا مِنَ ٱلطِّينِ صُوِّرْتُ».‏ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَزِيدَ عَذَابًا عَلَى عَذَابِ أَيُّوبَ بِٱلتَّفَوُّهِ بِكَلِمَاتٍ طَائِشَةٍ.‏ (‏ايوب ٣٣:‏٦،‏ ٧؛‏ امثال ١٢:‏١٨‏)‏ وَبَدَلًا مِنِ ٱنْتِقَادِ أَيُّوبَ عَلَى مَسْلَكِهِ ٱلسَّابِقِ،‏ مَدَحَهُ عَلَى بِرِّهِ.‏ (‏ايوب ٣٣:‏٣٢‏)‏ وَٱلْأَهَمُّ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ هُوَ أَنَّ أَلِيهُو ٱمْتَلَكَ وُجْهَةَ نَظَرِ ٱللّٰهِ وَسَاعَدَ أَيُّوبَ أَنْ يُرَكِّزَ عَلَى ٱلْفِكْرَةِ أَنَّ يَهْوَه لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ ظَالِمًا أَلْبَتَّةَ.‏ (‏ايوب ٣٤:‏١٠-‏١٢‏)‏ كَمَا شَجَّعَهُ عَلَى ٱنْتِظَارِ يَهْوَه،‏ بَدَلًا مِنْ أَنْ يُحَاوِلَ إِثْبَاتَ بِرِّهِ.‏ (‏ايوب ٣٥:‏٢؛‏ ٣٧:‏١٤،‏ ٢٣‏)‏ أَفَلَيْسَتْ هذِهِ دُرُوسًا مُفِيدَةً لِلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ؟‏!‏

      ١٦ كَيْفَ صَارَ مُعَزُّو أَيُّوبَ ٱلثَّلَاثَةُ أَدَوَاتٍ فِي يَدِ ٱلشَّيْطَانِ؟‏

      ١٦ تَتَبَايَنُ مَشُورَةُ أَلِيهُو ٱلْحَكِيمَةُ مَعَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْجَارِحَةِ ٱلَّتِي تَفَوَّهَ بِهَا أَلِيفَازُ وَبِلْدَدُ وَصُوفَرُ ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمْ يَهْوَه:‏ «لَمْ تَقُولُوا فِيَّ ٱلْحَقَّ».‏ (‏ايوب ٤٢:‏٧‏)‏ فَرَغْمَ ٱدِّعَائِهِمْ أَنَّ لَدَيْهِمْ نِيَّةً حَسَنَةً،‏ كَانُوا أَدَوَاتٍ فِي يَدِ ٱلشَّيْطَانِ بَدَلًا مِنْ أَنْ يَكُونُوا أَصْحَابًا أَوْفِيَاءَ.‏ فَٱلثَّلَاثَةُ بِأَجْمَعِهِمِ ٱفْتَرَضُوا مِنَ ٱلْبِدَايَةِ أَنَّ أَيُّوبَ هُوَ ٱلْمَلُومُ عَلَى ٱلْمَصَائِبِ ٱلَّتِي حَلَّتْ بِهِ.‏ (‏ايوب ٤:‏٧،‏ ٨؛‏ ٨:‏٦؛‏ ٢٠:‏٢٢،‏ ٢٩‏)‏ مَثَلًا،‏ قَالَ أَلِيفَازُ إِنَّ ٱللّٰهَ لَا يَثِقُ بِخُدَّامِهِ وَلَا يَهُمُّهُ أَلْبَتَّةَ إِنْ كُنَّا أَبْرَارًا أَمْ لَا.‏ (‏ايوب ١٥:‏١٥؛‏ ٢٢:‏٢،‏ ٣‏)‏ حَتَّى إِنَّهُ ٱتَّهَمَ أَيُّوبَ بِذُنُوبٍ لَمْ يَرْتَكِبْهَا.‏ (‏ايوب ٢٢:‏٥،‏ ٩‏)‏ أَمَّا أَلِيهُو فَقَدْ قَدَّمَ ٱلْمُسَاعَدَةَ ٱلرُّوحِيَّةَ لِأَيُّوبَ.‏ وَهذَا هُوَ دَائِمًا هَدَفُ ٱلْمُشِيرِ ٱلْمُحِبِّ.‏

      ١٧ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا عِنْدَمَا نَمُرُّ بِٱلْمِحَنِ؟‏

      ١٧ وَثَمَّةَ دَرْسٌ آخَرُ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ سِفْرِ أَيُّوبَ عَنِ ٱلِٱحْتِمَالِ.‏ فَإِلهُنَا ٱلْمُحِبُّ يُدْرِكُ حَالَتَنَا وَهُوَ مُسْتَعِدٌّ وَقَادِرٌ أَنْ يُسَاعِدَنَا بِشَتَّى ٱلطَّرَائِقِ.‏ لَاحِظْ مَا ٱسْتَخْلَصَتْهُ إِلْزَا آبْت ٱلَّتِي قَرَأْنَا ٱخْتِبَارَهَا فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏ قَالَتْ:‏ «قَبْلَ ٱعْتِقَالِي،‏ قَرَأْتُ رِسَالَةً مِنْ أُخْتٍ تَقُولُ إِنَّ رُوحَ يَهْوَه يَمْنَحُنَا ٱلسَّكِينَةَ فِي ٱلْمِحَنِ ٱلْعَسِيرَةِ.‏ فَٱعْتَقَدْتُ أَنَّها تُبَالِغُ فِي ٱلْأَمْرِ.‏ وَلكِنْ عِنْدَمَا مَرَرْتُ أَنَا نَفْسِي بِٱلْمِحَنِ،‏ لَمَسْتُ لَمْسَ ٱلْيَدِ أَنَّهَا مُحِقَّةٌ.‏ فَهذَا مَا يَحْدُثُ فِعْلًا.‏ وَرَغْمَ أَنَّكَ قَدْ تَسْتَصْعِبُ تَخَيُّلَ ذلِكَ إِذَا لَمْ تَخْتَبِرْهُ شَخْصِيًّا،‏ فَهذَا مَا حَدَثَ مَعِي.‏ إِنَّ يَهْوَه يُسَاعِدُ فِعْلًا».‏ وَإِلْزَا لَمْ تَكُنْ تَتَكَلَّمْ عَمَّا يَسْتَطِيعُ يَهْوَه فِعْلَهُ أَوْ مَاذَا فَعَلَ مُنْذُ آلَافِ ٱلسِّنِينَ فِي أَيَّامِ أَيُّوبَ،‏ بَلْ كَانَتْ تَقْصِدُ أَيَّامَنَا.‏ حَقًّا،‏ إِنَّ «يَهْوَه يُسَاعِدُ».‏

      سَعِيدٌ هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلَّذِي يَحْتَمِلُ

      ١٨ أَيَّةُ فَوَائِدَ حَصَدَهَا أَيُّوبُ مِنَ ٱلِٱحْتِمَالِ؟‏

      ١٨ قَلِيلُونَ مِنَّا يُوَاجِهُونَ ظُرُوفًا عَصِيبَةً كَظُرُوفِ أَيُّوبَ.‏ وَلكِنْ مَهْمَا كَانَتِ ٱلْمِحَنُ ٱلَّتِي نَمُرُّ بِهَا فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هذَا،‏ فَلَدَيْنَا أَسْبَابٌ وَجِيهَةٌ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا عَلَى غِرَارِ أَيُّوبَ.‏ فَٱلِٱحْتِمَالُ أَغْنَى حَيَاتَهُ وَكَمَّلَهُ،‏ أَوْ جَعَلَهُ تَامًّا.‏ (‏يعقوب ١:‏٢-‏٤‏)‏ وَقَدْ قَوَّى عَلَاقَتَهُ بِٱللّٰهِ كَمَا أَكَّدَ هُوَ بِنَفْسِهِ عِنْدَمَا قَالَ:‏ «سَمِعْتُ عَنْكَ سَمَاعَ ٱلْأُذُنِ،‏ أَمَّا ٱلْآنَ فَإِنِّي أَرَاكَ بِأُمِّ عَيْنِي».‏ (‏ايوب ٤٢:‏٥‏)‏ كَمَا بَرْهَنَ ذلِكَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَاذِبٌ لِأَنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ كَسْرَ ٱسْتِقَامَةِ أَيُّوبَ.‏ فَبَعْدَ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ،‏ قَالَ يَهْوَه عَنْ خَادِمِهِ أَيُّوبَ إِنَّهُ مِثَالٌ لِلْبِرِّ.‏ (‏حزقيال ١٤:‏١٤‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ سِجِلَّ ٱسْتِقَامَتِهِ وَٱحْتِمَالِهِ هُوَ حَافِزٌ لِشَعْبِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ.‏

      ١٩ لِمَاذَا تَشْعُرُونَ أَنَّ ٱلِٱحْتِمَالَ يُجْدِي نَفْعًا؟‏

      ١٩ عِنْدَمَا كَتَبَ يَعْقُوبُ إِلَى مَسِيحِيِّي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ عَنِ ٱلِٱحْتِمَالِ،‏ أَشَارَ إِلَى ٱلشُّعُورِ بِٱلِٱكْتِفَاءِ ٱلنَّاجِمِ عَنْ هذِهِ ٱلصِّفَةِ.‏ وَٱسْتَخْدَمَ مِثَالَ أَيُّوبَ لِيُذَكِّرَهُمْ أَنَّ يَهْوَه يُكَافِئُ خُدَّامَهُ ٱلْأُمَنَاءَ بِسَخَاءٍ.‏ (‏يعقوب ٥:‏١١‏)‏ نَقْرَأُ فِي أَيُّوبَ ٤٢:‏١٢‏:‏ «بَارَكَ يَهْوَهُ آخِرَةَ أَيُّوبَ أَكْثَرَ مِنْ أُولَاهُ».‏ فَقَدْ أَعْطَى ٱللّٰهُ أَيُّوبَ ضِعْفَ مَا خَسِرَهُ فَعَاشَ حَيَاةً مَدِيدَةً وَسَعِيدَةً.‏ (‏ايوب ٤٢:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ فَإِنَّ أَيَّ أَلَمٍ أَوْ عَذَابٍ أَوْ حُزْنٍ قَدْ نُضْطَرُّ إِلَى ٱحْتِمَالِهِ فِي نِهَايَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هذَا سَيُمْحَى وَيُنْسَى فِي عَالَمِ ٱللّٰهِ ٱلْجَدِيدِ.‏ (‏اشعيا ٦٥:‏١٧؛‏ رؤيا ٢١:‏٤‏)‏ وَقَدْ سَمِعْنَا بِٱحْتِمَالِ أَيُّوبَ وَنَحْنُ مُصَمِّمُونَ عَلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِهِ بِمُسَاعَدَةِ يَهْوَه.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَعِدُنَا:‏ «سَعِيدٌ هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلَّذِي يُدَاوِمُ عَلَى ٱحْتِمَالِ ٱلْمِحْنَةِ،‏ لِأَنَّهُ مَتَى رُضِيَ عَنْهُ يَنَالُ تَاجَ ٱلْحَيَاةِ،‏ ٱلَّذِي وَعَدَ بِهِ يَهْوَهُ لِلَّذِينَ يَبْقَوْنَ عَلَى مَحَبَّتِهِ».‏ —‏ يعقوب ١:‏١٢‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة