مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • اركض في السباق باحتمال
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١٥ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • اُرْكُضْ فِي ٱلسِّبَاقِ بِٱحْتِمَالٍ

      ‏«لِنَرْكُضْ بِٱحْتِمَالٍ فِي ٱلسِّبَاقِ ٱلْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا».‏ —‏ عب ١٢:‏١‏.‏

      ١،‏ ٢ بِمَ شَبَّهَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْحَيَاةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ؟‏

      كُلَّ سَنَةٍ،‏ تُقَامُ سِبَاقَاتُ ٱلْمَارَاثُونِ فِي أَمَاكِنَ عَدِيدَةٍ.‏ وَنُخْبَةُ ٱلْعَدَّائِينَ يَدْخُلُونَ ٱلسِّبَاقَ بِهَدَفٍ وَاحِدٍ:‏ اَلْفَوْزِ.‏ أَمَّا ٱلْمُشْتَرِكُونَ ٱلْآخَرُونَ فَلَا يَصِلُ طُمُوحُهُمْ إِلَى هذَا ٱلْحَدِّ.‏ فَهُمْ يَعْتَبِرُونَ مُجَرَّدَ بُلُوغِ خَطِّ ٱلنِّهَايَةِ إِنْجَازًا يَفْتَخِرُونَ بِهِ.‏

      ٢ يُشَبِّهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلْحَيَاةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ بِسِبَاقٍ.‏ فَفِي ٱلرِّسَالَةِ ٱلْأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ،‏ لَفَتَ بُولُسُ ٱنْتِبَاهَ رُفَقَائِهِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ إِلَى هذِهِ ٱلْفِكْرَةِ قَائِلًا:‏ «أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ ٱلَّذِينَ يَرْكُضُونَ فِي ٱلسِّبَاقِ جَمِيعُهُمْ يَرْكُضُونَ،‏ وَلٰكِنَّ وَاحِدًا فَقَطْ يَنَالُ ٱلْجَائِزَةَ؟‏ هٰكَذَا ٱرْكُضُوا لِتَحْصُلُوا عَلَيْهَا».‏ —‏ ١ كو ٩:‏٢٤‏.‏

      ٣ مَاذَا قَصَدَ بُولُسُ حِينَ قَالَ إِنَّ وَاحِدًا فَقَطْ يَنَالُ ٱلْجَائِزَةَ؟‏

      ٣ فَهَلْ كَانَ بُولُسُ يَقُولُ إِنَّ وَاحِدًا فَقَطْ مِنْ هؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ سَيَنَالُ جَائِزَةَ ٱلْحَيَاةِ وَإِنَّ سَعْيَ ٱلْبَاقِينَ سَيَذْهَبُ عَبَثًا؟‏ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ.‏ كَانَ ٱلْمُشَارِكُونَ فِي ٱلْمُبَارَيَاتِ يَخْضَعُونَ لِنِظَامٍ صَارِمٍ مِنَ ٱلتَّدْرِيبِ وَيَبْذُلُونَ قُصَارَى جُهْدِهِمْ لِكَيْ يَفُوزُوا.‏ لِذلِكَ،‏ فَإِنَّ مَا عَنَاهُ بُولُسُ هُوَ أَنْ يَبْذُلَ رُفَقَاؤُهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَقْصَى طَاقَتِهِمْ فِي ٱلسَّعْيِ لِنَيْلِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ وَهكَذَا،‏ يَرْجُونَ أَنْ يَرْبَحُوا جَائِزَةَ ٱلْحَيَاةِ.‏ فَفِي ٱلسِّبَاقِ ٱلْمَسِيحِيِّ،‏ كُلُّ مَنْ يَصِلُ إِلَى خَطِّ ٱلنِّهَايَةِ يَفُوزُ بِٱلْجَائِزَةِ.‏

      ٤ مَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نَعْرِفَ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلسِّبَاقِ ٱلْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا؟‏

      ٤ صَحِيحٌ أَنَّ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ مُشَجِّعَةٌ لِكُلِّ ٱلَّذِينَ يَشْتَرِكُونَ فِي سِبَاقِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْيَوْمَ،‏ إِلَّا أَنَّهَا تَحُثُّهُمْ عَلَى ٱتِّخَاذِ هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ بِجِدِّيَّةٍ.‏ لِمَاذَا؟‏ لِأَنَّ ٱلْجَائِزَةَ لَا تُضَاهَى،‏ سَوَاءٌ كَانَتِ ٱلْحَيَاةَ فِي ٱلسَّمَاءِ أَوْ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلسِّبَاقَ طَوِيلٌ وَشَاقٌّ،‏ وَٱلطَّرِيقَ فِيهِ ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلْعَقَبَاتِ وَٱلتَّلْهِيَاتِ وَٱلْمَخَاطِرِ.‏ (‏مت ٧:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وَمِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ ٱلْبَعْضَ يَتَبَاطَأُونَ،‏ تَخُورُ قُوَاهُمْ،‏ أَوْ حَتَّى يَسْقُطُونَ.‏ فَأَيَّةُ أَشْرَاكٍ وَأَخْطَارٍ نُوَاجِهُهَا فِي سِبَاقِ ٱلْحَيَاةِ؟‏ كَيْفَ نَتَجَنَّبُهَا؟‏ وَمَاذَا يُمْكِنُنَا فِعْلُهُ لِبُلُوغِ خَطِّ ٱلنِّهَايَةِ وَٱلْفَوْزِ؟‏

      اَلِٱحْتِمَالُ ضَرُورِيٌّ لِلْفَوْزِ

      ٥ مَاذَا شَرَحَ بُولُسُ فِي ٱلْعِبْرَانِيِّينَ ١٢:‏١‏؟‏

      ٥ فِي ٱلرِّسَالَةِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ فِي أُورُشَلِيمَ وَٱلْيَهُودِيَّةِ،‏ أَشَارَ بُولُسُ مَرَّةً أُخْرَى إِلَى أَوْجُهٍ مِنَ ٱلْأَلْعَابِ ٱلرِّيَاضِيَّةِ أَوِ ٱلسِّبَاقَاتِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ عبرانيين ١٢:‏١‏.‏‏)‏ وَلَمْ يَتَحَدَّثْ فَقَطْ عَنْ سَبَبِ دُخُولِ ٱلْمَرْءِ ٱلسِّبَاقَ،‏ بَلْ ذَكَرَ أَيْضًا مَا يَجِبُ فِعْلُهُ لِلْفَوْزِ.‏ وَلكِنْ،‏ قَبْلَ أَنْ نَتَفَحَّصَ مَشُورَتَهُ ٱلْمُلْهَمَةَ هذِهِ لِكَيْ نَسْتَشِفَّ مِنْهَا دُرُوسًا لَنَا،‏ لِنَتَأَمَّلْ فِي مَا دَفَعَهُ إِلَى كِتَابَةِ هذِهِ ٱلرِّسَالَةِ وَمَا كَانَ يُشَجِّعُ قُرَّاءَهُ عَلَى فِعْلِهِ.‏

      ٦ أَيُّ ضَغْطٍ تَعَرَّضَ لَهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنَ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ؟‏

      ٦ وَاجَهَ مَسِيحِيُّو ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ وَلَا سِيَّمَا ٱلسَّاكِنُونَ فِي أُورُشَلِيمَ وَٱلْيَهُودِيَّةِ،‏ مِحَنًا وَشَدَائِدَ عَدِيدَةً.‏ فَقَدْ تَعَرَّضُوا لِضَغْطٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ كَانُوا لَا يَزَالُونَ يُمَارِسُونَ تَأْثِيرًا كَبِيرًا عَلَى ٱلنَّاسِ.‏ فَفِي وَقْتٍ سَابِقٍ،‏ تَسَبَّبَ هؤُلَاءِ بِإِدَانَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ كَمُحَرِّضٍ عَلَى ٱلْفِتْنَةِ وَقَتْلِهِ كَمُجْرِمٍ.‏ وَلَمْ يَكُنْ فِي نِيَّتِهِمْ أَنْ يُوقِفُوا مُقَاوَمَتَهُمْ هذِهِ.‏ فَفِي سِفْرِ ٱلْأَعْمَالِ،‏ نَقْرَأُ رِوَايَةً تِلْوَ ٱلْأُخْرَى عَنْ تَهْدِيدَاتِهِمْ وَٱعْتِدَاءَاتِهِمْ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ بُعَيْدَ ٱلْحَوَادِثِ ٱلْعَجَائِبِيَّةِ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ هذَا ٱلْأَمْرَ صَعَّبَ ٱلْحَيَاةَ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءِ.‏ —‏ اع ٤:‏١-‏٣؛‏ ٥:‏١٧،‏ ١٨؛‏ ٦:‏٨-‏١٢؛‏ ٧:‏٥٩؛‏ ٨:‏١،‏ ٣‏.‏

      ٧ فِي أَيَّةِ أَزْمِنَةٍ حَرِجَةٍ عَاشَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلَّذِينَ كَتَبَ إِلَيْهِمْ بُولُسُ؟‏

      ٧ كَانَ هؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَيْضًا عَائِشِينَ فِي ٱلْفَتْرَةِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ نِهَايَةَ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْيَهُودِيِّ.‏ فَكَانَ يَسُوعُ قَدْ أَخْبَرَهُمْ عَنْ دَمَارٍ سَيَحِلُّ بِٱلْأُمَّةِ ٱلْيَهُودِيَّةِ ٱلْخَائِنَةِ.‏ كَمَا أَنَّهُ تَحَدَّثَ إِلَى أَتْبَاعِهِ عَنِ ٱلْحَوَادِثِ ٱلَّتِي سَتَقَعُ قُبَيْلَ ٱلنِّهَايَةِ،‏ مُزَوِّدًا إِيَّاهُمْ بِإِرْشَادَاتٍ مُحَدَّدَةٍ حَوْلَ ٱلتَّدَابِيرِ ٱلَّتِي يَجِبُ ٱتِّخَاذُهَا لِلنَّجَاةِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ لوقا ٢١:‏٢٠-‏٢٢‏.‏‏)‏ فَمَاذَا كَانَ عَلَيْهِمْ فِعْلُهُ؟‏ حَذَّرَهُمْ يَسُوعُ قَائِلًا:‏ «اِنْتَبِهُوا لِأَنْفُسِكُمْ لِئَلَّا تَثْقُلَ قُلُوبُكُمْ بِٱلْإِفْرَاطِ فِي ٱلْأَكْلِ وَٱلْإِسْرَافِ فِي ٱلشُّرْبِ وَهُمُومِ ٱلْحَيَاةِ،‏ فَيَدْهَمَكُمْ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمُ فَجْأَةً».‏ —‏ لو ٢١:‏٣٤‏.‏

      ٨ مَاذَا رُبَّمَا جَعَلَ بَعْضَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يَتَبَاطَأُونَ أَوْ يَسْتَسْلِمُونَ؟‏

      ٨ كَتَبَ بُولُسُ رِسَالَتَهُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ بَعْدَ حَوَالَيْ ٣٠ سَنَةً مِنْ إِعْطَاءِ يَسُوعَ هذَا ٱلتَّحْذِيرَ.‏ فَكَيْفَ أَثَّرَ فِيهِمْ مُرُورُ ٱلْوَقْتِ؟‏ لَقَدْ رَضَخَ بَعْضُهُمْ لِضُغُوطَاتِ وَتَلْهِيَاتِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْيَوْمِيَّةِ وَلَمْ يُحْرِزُوا ٱلتَّقَدُّمَ ٱلرُّوحِيَّ ٱلَّذِي كَانَ سَيُحَصِّنُهُمْ.‏ (‏عب ٥:‏١١-‏١٤‏)‏ وَعَلَى مَا يَظْهَرُ،‏ شَعَرَ آخَرُونَ أَنَّ ٱلْحَيَاةَ سَتَصِيرُ أَسْهَلَ بِكَثِيرٍ إِذَا مَا جَارَوْا غَالِبِيَّةَ ٱلْيَهُودِ حَوْلَهُمْ.‏ فَرُبَّمَا ظَنُّوا أَنَّ هؤُلَاءِ ٱلْيَهُودَ لَمْ يَتَخَلَّوْا كُلِّيًّا عَنِ ٱللّٰهِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا لَا يَزَالُونَ يَتْبَعُونَ شَرِيعَتَهُ إِلَى حَدٍّ مَا.‏ كَمَا أَنَّ مَسِيحِيِّينَ آخَرِينَ ٱنْقَادُوا،‏ إِمَّا عَنْ قَنَاعَةٍ أَوْ عَنْ خَوْفٍ،‏ لِأَفْرَادٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ أَصَرُّوا عَلَى ٱلِٱلْتِصَاقِ بِٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ وَٱلتَّقَالِيدِ ٱلْيَهُودِيَّةِ.‏ فَمَا عَسَى بُولُسُ أَنْ يَقُولَ لِإِخْوَتِهِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ بُغْيَةَ مُسَاعَدَتِهِمْ عَلَى ٱلْبَقَاءِ مُسْتَيْقِظِينَ رُوحِيًّا وَٱلِٱحْتِمَالِ فِي ٱلسِّبَاقِ؟‏

      ٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ أَيُّ تَشْجِيعٍ قَدَّمَهُ بُولُسُ فِي أَوَاخِرِ ٱلْإِصْحَاحِ ١٠ مِنَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ‏؟‏ (‏ب)‏ لِمَ كَتَبَ بُولُسُ عَنْ أَعْمَالِ ٱلْإِيمَانِ ٱلَّتِي قَامَ بِهَا ٱلشُّهُودُ ٱلْقُدَامَى؟‏

      ٩ لَاحِظْ كَيْفَ شَجَّعَ بُولُسُ بِوَحْيٍ مِنَ ٱللّٰهِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ.‏ فَفِي ٱلْإِصْحَاحِ ١٠ مِنْ رِسَالَتِهِ،‏ أَشَارَ أَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ لَيْسَتْ سِوَى «ظِلِّ ٱلْخَيْرَاتِ ٱلْآتِيَةِ»،‏ وَأَوْضَحَ لَهُمْ قِيمَةَ ذَبِيحَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ.‏ وَفِي أَوَاخِرِ ٱلْإِصْحَاحِ،‏ حَضَّ قُرَّاءَهُ قَائِلًا:‏ «أَنْتُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى ٱلِٱحْتِمَالِ لِكَيْ تَنَالُوا إِتْمَامَ ٱلْوَعْدِ بَعْدَ أَنْ تَكُونُوا قَدْ فَعَلْتُمْ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ.‏ فَإِنَّهُ بَعْدَ ‹قَلِيلٍ جِدًّا›،‏ ‹يَصِلُ ٱلْآتِي وَلَا يَتَأَخَّرُ›».‏ —‏ عب ١٠:‏١،‏ ٣٦،‏ ٣٧‏.‏

      ١٠ وَفِي ٱلْإصْحَاحِ ١١ مِنْ هذِهِ ٱلرِّسَالَةِ،‏ يَشْرَحُ بُولُسُ بِبَرَاعَةٍ مَا هُوَ ٱلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ بِٱللّٰهِ،‏ وَذلِكَ بِإِعْطَاءِ أَمْثِلَةٍ تَارِيخِيَّةٍ لِرِجَالِ وَنِسَاءِ ٱلْإِيمَانِ.‏ فَهَلْ كَانَ هذَا ٱلِٱسْتِطْرَادُ إِلَى مَوْضُوعِ ٱلْإِيمَانِ ضَرُورِيًّا؟‏ نَعَمْ بِٱلتَّأْكِيدِ.‏ فَقَدْ أَرَادَ ٱلرَّسُولُ أَنْ يَعْرِفَ إِخْوَتُهُ ٱلْمُؤْمِنُونَ أَنَّ إِعْرَابَهُمْ عَنِ ٱلْإِيمَانِ يَسْتَدْعِي ٱلشَّجَاعَةَ وَٱلِٱحْتِمَالَ.‏ وَٱلْمِثَالُ ٱلرَّائِعُ لِخُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلْقُدَامَى كَانَ سَيُقَوِّيهِمْ لِمُوَاجَهَةِ ٱلْمِحَنِ وَٱلشَّدَائِدِ.‏ لِذلِكَ،‏ بَعْدَ أَنْ عَدَّدَ بُولُسُ أَعْمَالَ ٱلْإِيمَانِ ٱلَّتِي قَامَ بِهَا هؤُلَاءِ ٱلْأَوْلِيَاءُ فِي ٱلْمَاضِي،‏ ٱسْتَطَاعَ أَنْ يَقُولَ:‏ «إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ عَظِيمَةٌ جِدًّا مِنَ ٱلشُّهُودِ مُحِيطَةٌ بِنَا،‏ لِنَخْلَعْ نَحْنُ أَيْضًا كُلَّ ثِقْلٍ وَٱلْخَطِيَّةَ ٱلَّتِي تُوقِعُنَا فِي حِبَالَتِهَا بِسُهُولَةٍ،‏ وَلْنَرْكُضْ بِٱحْتِمَالٍ فِي ٱلسِّبَاقِ ٱلْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا».‏ —‏ عب ١٢:‏١‏.‏

      ‏‹سَحَابَةٌ مِنَ ٱلشُّهُودِ›‏

      ١١ كَيْفَ يُؤَثِّرُ فِينَا ٱلتَّفْكِيرُ فِي ‹ٱلسَّحَابَةِ ٱلْعَظِيمَةِ مِنَ ٱلشُّهُودِ›؟‏

      ١١ لَمْ تَتَأَلَّفِ ‹ٱلسَّحَابَةُ ٱلْعَظِيمَةُ مِنَ ٱلشُّهُودِ› مِنْ مُتَفَرِّجِينَ عَلَى ٱلْمُبَارَاةِ أَوْ مُعْجَبِينَ يَأْمُلُونَ أَنْ يَفُوزَ لَاعِبُهُمْ أَوْ فَرِيقُهُمُ ٱلْمُفَضَّلُ،‏ بَلْ مِنْ مُشَارِكِينَ رَكَضُوا قَبْلًا وَبَلَغُوا خَطَّ ٱلنِّهَايَةِ.‏ وَمَعَ أَنَّهُمْ رَقَدُوا،‏ يُمْكِنُ تَشْبِيهُهُمْ بِعَدَّائِينَ مُتَمَرِّسِينَ يُشَجِّعُونَ ٱلْعَدَّائِينَ ٱلْجُدُدَ فِي ٱلسِّبَاقِ.‏ تَخَيَّلْ شُعُورَ مُتَبَارٍ جَدِيدٍ حِينَ يَعْرِفُ أَنَّ أَمْهَرَ ٱللَّاعِبِينَ يُشَاهِدُونَهُ.‏ أَوَلَا يَدْفَعُهُ ذلِكَ أَنْ يَبْذُلَ قُصَارَى جُهْدِهِ أَوْ حَتَّى أَنْ يَتَفَوَّقَ عَلَى نَفْسِهِ؟‏ فَهؤُلَاءِ ٱلشُّهُودُ ٱلْقُدَامَى يُعْطُونَ ٱلدَّلِيلَ أَنَّهُ يُمْكِنُ إِحْرَازُ ٱلْفَوْزِ مَهْمَا كَانَ ٱلسِّبَاقُ شَاقًّا.‏ وَهكَذَا،‏ كَانَ فِي وُسْعِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ أَنْ يَسْتَمِدُّوا ٱلشَّجَاعَةَ وَ ‹يَرْكُضُوا فِي ٱلسِّبَاقِ بِٱحْتِمَالٍ› بِإِبْقَاءِ أَمْثِلَةِ ‹ٱلسَّحَابَةِ مِنَ ٱلشُّهُودِ› فِي ذِهْنِهِمْ.‏ وَيَصِحُّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ فِينَا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ.‏

      ١٢ لِمَ تَعْنِينَا ٱلْأَمْثِلَةُ ٱلَّتِي ذَكَرَهَا بُولُسُ؟‏

      ١٢ مَرَّ ٱلْعَدِيدُ مِنَ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلَّذِينَ أَتَى بُولُسُ عَلَى ذِكْرِهِمْ بِظُرُوفٍ مُمَاثِلَةٍ لِظُرُوفِنَا ٱلْيَوْمَ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ عَاشَ نُوحٌ فِي وَقْتِ نِهَايَةِ عَالَمِ مَا قَبْلَ ٱلطُّوفَانِ.‏ وَنَحْنُ نَعِيشُ فِي فَتْرَةٍ يُوشِكُ فِيهَا نِظَامُ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرُ عَلَى نِهَايَتِهِ.‏ وَقَدْ دَعَا يَهْوَهُ إِبْرَاهِيمَ وَسَارَةَ إِلَى مُغَادَرَةِ مَوْطِنِهِمَا وَوَعَدَهُمَا أَنْ يَجْعَلَهُمَا أُمَّةً تَعْبُدُهُ،‏ فَأَطَاعَاهُ وَٱنْتَظَرَا إِتْمَامَ وَعْدِهِ هذَا.‏ عَلَى نَحْوٍ مُشَابِهٍ،‏ يَجْرِي حَثُّنَا أَنْ نُنْكِرَ أَنْفُسَنَا فَنَحْظَى بِرِضَى يَهْوَهَ وَبَرَكَاتِهِ ٱلَّتِي يُخَبِّئُهَا لَنَا.‏ وَمِثْلَمَا ٱرْتَحَلَ مُوسَى عَبْرَ بَرِّيَّةٍ مُخِيفَةٍ مُتَّجِهًا نَحْوَ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ،‏ نَحْنُ أَيْضًا «نَرْتَحِلُ عَبْرَ» هذَا ٱلنِّظَامِ ٱلْآيِلِ إِلَى ٱلزَّوَالِ،‏ مُتَّجِهِينَ نَحْوَ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ ٱلْمَوْعُودِ بِهِ.‏ حَقًّا،‏ مِنَ ٱلْجَدِيرِ أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي مَا مَرَّ بِهِ رِجَالُ ٱلْإِيمَانِ هؤُلَاءِ،‏ نَجَاحَاتِهِمْ وَإِخْفَاقَاتِهِمْ،‏ وَمَوَاطِنِ قُوَّتِهِمْ وَضَعْفِهِمْ.‏ —‏ رو ١٥:‏٤؛‏ ١ كو ١٠:‏١١‏.‏

      كَيْفَ تَمَكَّنُوا مِنَ ٱلْفَوْزِ؟‏

      ١٣ أَيَّةُ تَحَدِّيَاتٍ وَاجَهَهَا نُوحٌ،‏ وَمَاذَا مَكَّنَهُ مِنَ ٱلتَّغَلُّبِ عَلَيْهَا؟‏

      ١٣ مَا ٱلَّذِي مَكَّنَ خُدَّامَ يَهْوَهَ مِنَ ٱلِٱحْتِمَالِ وَٱلْفَوْزِ فِي ٱلسِّبَاقِ؟‏ لَاحِظْ مَا كَتَبَهُ بُولُسُ عَنْ نُوحٍ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ عبرانيين ١١:‏٧‏.‏‏)‏ ‹فَطُوفَانُ ٱلْمِيَاهِ ٱلَّذِي أَهْلَكَ كُلَّ جَسَدٍ› هُوَ أَمْرٌ لَمْ يَكُنْ نُوحٌ قَدْ رَأَى مِثْلَهُ بَعْدُ،‏ إِذْ إِنَّهُ حَدَثٌ لَا سَابِقَةَ لَهُ.‏ (‏تك ٦:‏١٧‏)‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ لَمْ يَعْتَبِرْ نُوحٌ ٱلْفِكْرَةَ مُسْتَحِيلَةً أَوْ حَتَّى بَعِيدَةَ ٱلِٱحْتِمَالِ.‏ لِمَاذَا؟‏ لِأَنَّهُ آمَنَ أَنَّ يَهْوَهَ يُنَفِّذُ مَا يَقُولُهُ.‏ وَهُوَ لَمْ يَشْعُرْ أَنَّ مَا طَلَبَهُ يَهْوَهُ أَصْعَبُ مِنْ أَنْ يُنْجِزَهُ،‏ بَلْ ‹فَعَلَ كُلَّ مَا أَمَرَهُ بِهِ›.‏ (‏تك ٦:‏٢٢‏)‏ لكِنَّ هذَا لَمْ يَكُنْ بِٱلْأَمْرِ ٱلسَّهْلِ إِذَا تَأَمَّلْنَا فِي مَا وَجَبَ عَلَيْهِ فِعْلُهُ:‏ بِنَاءُ ٱلْفُلْكِ وَتَجْهِيزُهُ بِٱلطَّعَامِ،‏ تَجْمِيعُ ٱلْحَيَوَانَاتِ،‏ ٱلْكِرَازَةُ بِرِسَالَةِ تَحْذِيرٍ،‏ وَإِبْقَاءُ عَائِلَتِهِ قَوِيَّةً رُوحِيًّا.‏ وَفِي ٱلنِّهَايَةِ،‏ أَدَّى إِيمَانُ نُوحٍ وَٱحْتِمَالُهُ إِلَى حَيَاةٍ وَبَرَكَاتٍ لَهُ وَلِعَائِلَتِهِ.‏

      ١٤ أَيَّةُ مِحَنٍ ٱحْتَمَلَهَا إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ،‏ وَأَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْهُمَا؟‏

      ١٤ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ هُمَا ٱلِٱسْمَانِ ٱلتَّالِيَانِ ٱللَّذَانِ يَذْكُرُهُمَا بُولُسُ فِي لَائِحَةِ ‹سَحَابَةِ ٱلشُّهُودِ ٱلْمُحِيطَةِ بِنَا›.‏ فَعِنْدَمَا طَلَبَ مِنْهُمَا يَهْوَهُ أَنْ يُغَادِرَا أُورَ،‏ ٱنْقَلَبَتْ حَيَاتُهُمَا رَأْسًا عَلَى عَقِبٍ وَبَدَا مُسْتَقْبَلُهُمَا غَامِضًا.‏ وَقَدْ تَبَيَّنَ أَنَّهُمَا مِثَالٌ حَسَنٌ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنْ إِيمَانٍ وَطَاعَةٍ لَا يَتَزَعْزَعَانِ فِي ٱلْأَوْقَاتِ ٱلْعَصِيبَةِ.‏ وَبِسَبَبِ كُلِّ ٱلتَّضْحِيَاتِ ٱلَّتِي قَامَ بِهَا إِبْرَاهِيمُ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ فِي سَبِيلِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ،‏ دُعِيَ عَلَى نَحْوٍ مُلَائِمٍ «أَبًا لِجَمِيعِ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ».‏ (‏رو ٤:‏١١‏)‏ غَيْرَ أَنَّ بُولُسَ لَمْ يَتَطَرَّقْ سِوَى إِلَى ٱلنِّقَاطِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ عَنْ حَيَاةِ إِبْرَاهِيمَ لِأَنَّ قُرَّاءَهُ عَلَى ٱطِّلَاعٍ جَيِّدٍ بِتَفَاصِيلِهَا.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ فَقَدْ أَوْرَدَ دَرْسًا مُهِمًّا قَائِلًا:‏ «فِي ٱلْإِيمَانِ مَاتَ هٰؤُلَاءِ أَجْمَعُونَ [بِمَنْ فِيهِمْ إِبْرَاهِيمُ وَعَائِلَتُهُ]،‏ وَلَمْ يَنَالُوا إِتْمَامَ ٱلْوُعُودِ،‏ بَلْ مِنْ بَعِيدٍ رَأَوْهَا وَرَحَّبُوا بِهَا وَأَعْلَنُوا جَهْرًا أَنَّهُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلَاءُ فِي تِلْكَ ٱلْأَرْضِ».‏ (‏عب ١١:‏١٣‏)‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ إِيمَانَ إِبْرَاهِيمَ وَسَارَةَ وَعَلَاقَتَهُمَا ٱلشَّخْصِيَّةَ بِٱللّٰهِ سَاعَدَاهُمَا عَلَى ٱلرَّكْضِ فِي ٱلسِّبَاقِ بِٱحْتِمَالٍ.‏

      ١٥ لِمَ ٱخْتَارَ مُوسَى أَنْ يَتَخَلَّى عَنْ حَيَاةِ ٱلرَّخَاءِ فِي مِصْرَ؟‏

      ١٥ مُوسَى هُوَ مِثَالٌ آخَرُ بَيْنَ خُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلْمَذْكُورِينَ ضِمْنَ ‹سَحَابَةِ ٱلشُّهُودِ›.‏ فَقَدْ تَخَلَّى عَنْ حَيَاةِ ٱلرَّخَاءِ وَٱلرَّفَاهِيَةِ وَ «ٱخْتَارَ أَنْ تُسَاءَ مُعَامَلَتُهُ مَعَ شَعْبِ ٱللّٰهِ».‏ فَمَا ٱلَّذِي دَفَعَهُ إِلَى فِعْلِ ذلِكَ؟‏ أَجَابَ بُولُسُ:‏ «كَانَ يَنْظُرُ بِإِمْعَانٍ إِلَى ٱلْمُكَافَاةِ.‏ .‏ .‏ .‏ بَقِيَ رَاسِخًا كَأَنَّهُ يَرَى مَنْ لَا يُرَى».‏ ‏(‏اِقْرَأْ عبرانيين ١١:‏٢٤-‏٢٧‏.‏‏)‏ فَهُوَ لَمْ يَدَعِ «ٱلتَّمَتُّعَ ٱلْوَقْتِيَّ بِٱلْخَطِيَّةِ» يُلْهِيهِ.‏ وَبِمَا أَنَّ ٱللّٰهَ كَانَ حَقِيقِيًّا وَوُعُودَهُ أَكِيدَةٌ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى مُوسَى،‏ فَقَدْ أَظْهَرَ شَجَاعَةً وَٱحْتِمَالًا ٱسْتِثْنَائِيَّيْنِ وَبَذَلَ نَفْسَهُ دُونَ كَلَلٍ فِي قِيَادَةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ مِصْرَ إِلَى أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ.‏

      ١٦ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ مُوسَى لَمْ يَتَثَبَّطْ عِنْدَمَا لَمْ يُسْمَحْ لَهُ بِدُخُولِ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ؟‏

      ١٦ عَلَى غِرَارِ إِبْرَاهِيمَ،‏ لَمْ يَرَ مُوسَى إِتْمَامَ وُعُودِ ٱللّٰهِ فِي حَيَاتِهِ.‏ فَفِيمَا كَانَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ عَلَى عَتَبَةِ دُخُولِ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ،‏ قَالَ لَهُ ٱللّٰهُ:‏ «مِنْ بَعِيدٍ تَنْظُرُ ٱلْأَرْضَ،‏ وَلٰكِنَّكَ لَا تَدْخُلُ إِلَى هُنَاكَ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أَنَا مُعْطِيهَا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ».‏ وَمَرَدُّ ذلِكَ إِلَى مَا فَعَلَهُ هُوَ وَهَارُونُ فِي وَقْتٍ سَابِقٍ حِينَ أَغْضَبَهُمَا تَمَرُّدُ ٱلشَّعْبِ،‏ ‹فَعَصَيَا ٱللّٰهَ فِي وَسْطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ مِيَاهِ مَرِيبَةِ›.‏ (‏تث ٣٢:‏٥١،‏ ٥٢‏)‏ فَهَلْ شَعَرَ مُوسَى بِٱلْمَرَارَةِ أَوِ ٱلتَّثَبُّطِ لِعَدَمِ دُخُولِهِ أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ؟‏ كَلَّا،‏ بَلْ بَارَكَ ٱلشَّعْبَ وَٱخْتَتَمَ بِٱلْقَوْلِ:‏ «سَعِيدٌ أَنْتَ يَا إِسْرَائِيلُ!‏ مَنْ مِثْلُكَ،‏ شَعْبٌ خَلَاصُهُ مِنْ يَهْوَهَ،‏ تُرْسِ عَوْنِكَ،‏ وَسَيْفِكَ ٱلْعَظِيمِ؟‏».‏ —‏ تث ٣٣:‏٢٩‏.‏

      دُرُوسٌ لَنَا

      ١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ ‹سَحَابَةِ ٱلشُّهُودِ› فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِسِبَاقِ ٱلْحَيَاةِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنَسْتَعْرِضُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

      ١٧ يَتَّضِحُ مِنْ تَأَمُّلِنَا فِي حَيَاةِ ٱلْبَعْضِ مِنْ ‹سَحَابَةِ ٱلشُّهُودِ ٱلْمُحِيطَةِ بِنَا› أَنَّهُ يَجِبُ ٱلْإِعْرَابُ عَنْ إِيمَانٍ تَامٍّ بِٱللّٰهِ وَوُعُودِهِ كَيْ نَرْكُضَ فِي ٱلسِّبَاقِ حَتَّى ٱلنِّهَايَةِ.‏ (‏عب ١١:‏٦‏)‏ وَعَلَيْنَا أَنْ نَجْعَلَ هذَا ٱلْإِيمَانَ مِحْوَرَ حَيَاتِنَا.‏ فَبِخِلَافِ عَدِيمِي ٱلْإِيمَانِ،‏ يَتَطَلَّعُ خُدَّامُ يَهْوَهَ إِلَى أَبْعَدَ مِنَ ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ.‏ فَهُمْ يَرَوْنَ «مَنْ لَا يُرَى»،‏ مَا يُمَكِّنُهُمْ مِنَ ٱلرَّكْضِ فِي ٱلسِّبَاقِ بِٱحْتِمَالٍ.‏ —‏ ٢ كو ٥:‏٧‏.‏

      ١٨ إِنَّ ٱلسِّبَاقَ ٱلْمَسِيحِيَّ لَيْسَ سَهْلًا.‏ مَعَ ذلِكَ،‏ بِإِمْكَانِنَا بُلُوغُ خَطِّ ٱلنِّهَايَةِ وَٱلْفَوْزُ.‏ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ سَنَسْتَعْرِضُ مُسَاعِدَاتٍ إِضَافِيَّةً فِي هذَا ٱلْمَجَالِ.‏

  • ‏‹اركض لتحصل على الجائزة›‏
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١٥ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • ‏‹اُرْكُضْ لِتَحْصُلَ عَلَى ٱلْجَائِزَةِ›‏

      ‏«هٰكَذَا ٱرْكُضُوا لِتَحْصُلُوا عَلَيْهَا».‏ —‏ ١ كو ٩:‏٢٤‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ مَاذَا ٱسْتَخْدَمَ بُولُسُ كَيْ يُشَجِّعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نَصَحَ بُولُسُ خُدَّامَ ٱللّٰهِ أَنْ يَفْعَلُوا؟‏

      فِي رِسَالَةِ بُولُسَ إِلَى ٱلْعِبْرَانِيِّينَ،‏ ٱسْتَخْدَمَ صُورَةً كَلَامِيَّةً مُعَبِّرَةً كَيْ يُشَجِّعَ رُفَقَاءَهُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ فَقَدْ ذَكَّرَهُمْ أَنَّهُمْ لَا يَرْكُضُونَ وَحْدَهُمْ فِي سِبَاقِ ٱلْحَيَاةِ.‏ بَلْ هُمْ مُحَاطُونَ ‹بِسَحَابَةٍ عَظِيمَةٍ مِنَ شُهُودٍ› أَنْهَوُا ٱلشَّوْطَ بِنَجَاحٍ.‏ وَإِبْقَاءُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ فِي ذِهْنِهِمْ أَعْمَالَ ٱلْإِيمَانِ وَٱلْجُهُودَ ٱلْمُضْنِيَةَ ٱلَّتِي بَذَلَهَا هؤُلَاءِ ٱلْعَدَّاؤُونَ ٱلسَّابِقُونَ،‏ كَانَ سَيَدْفَعُهُمْ إِلَى مُوَاصَلَةِ ٱلرَّكْضِ بِجِدٍّ وَيُجَنِّبُهُمُ ٱلِٱسْتِسْلَامَ فِي ٱلسِّبَاقِ.‏

      ٢ لَقَدْ تَأَمَّلْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ فِي سِيرَةِ حَيَاةِ بَعْضِ ٱلْأَفْرَادِ مِنْ ‹سَحَابَةِ ٱلشُّهُودِ›.‏ وَهؤُلَاءِ جَمِيعًا بَرْهَنُوا أَنَّ ٱلْإِيمَانَ ٱلرَّاسِخَ سَاعَدَهُمْ عَلَى ٱلْبَقَاءِ أَوْلِيَاءَ لِلّٰهِ،‏ كَمَا لَوْ أَنَّهُمْ يَرْكُضُونَ بِجِدٍّ فِي سِبَاقٍ حَتَّى ٱلنِّهَايَةِ.‏ وَفِي وُسْعِنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ دَرْسًا مِنَ ٱلْفَوْزِ ٱلَّذِي أَحْرَزُوهُ.‏ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ قَرَأْنَا نُصْحَ بُولُسَ لِإِخْوَتِهِ وَلَنَا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ:‏ «لِنَخْلَعْ نَحْنُ أَيْضًا كُلَّ ثِقْلٍ وَٱلْخَطِيَّةَ ٱلَّتِي تُوقِعُنَا فِي حِبَالَتِهَا بِسُهُولَةٍ،‏ وَلْنَرْكُضْ بِٱحْتِمَالٍ فِي ٱلسِّبَاقِ ٱلْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا».‏ —‏ عب ١٢:‏١‏.‏

      ٣ مَاذَا يَتَعَلَّمُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِمَّا قَالَهُ بُولُسُ عَنِ ٱلْعَدَّائِينَ فِي ٱلْأَلْعَابِ ٱلْيُونَانِيَّةِ؟‏

      ٣ يَقُولُ كِتَابُ ظُرُوفُ نَشْأَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْبَاكِرَةِ ‏(‏بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)‏ عَنْ سِبَاقِ ٱلْعَدْوِ،‏ أَحَدِ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلرِّيَاضِيَّةِ ٱلشَّعْبِيَّةِ فِي تِلْكَ ٱلْحِقْبَةِ،‏ إِنَّ «ٱلْيُونَانِيِّينَ كَانُوا يَتَمَرَّنُونَ وَيَتَبَارَوْنَ عُرَاةً».‏a فَكَانَ ٱلْعَدَّاؤُونَ يُجَرِّدُونَ أَنْفُسَهُمْ مِنْ أَيِّ ثِقْلٍ أَوْ حِمْلٍ غَيْرِ ضَرُورِيٍّ قَدْ يُؤَخِّرُهُمْ.‏ طَبْعًا،‏ نَحْنُ لَا نُوَافِقُ عَلَى قِلَّةِ ٱحْتِشَامِ وَلِيَاقَةِ هؤُلَاءِ ٱلْعَدَّائِينَ،‏ وَلكِنْ لِنُبْقِ فِي بَالِنَا أَنَّهُمْ كَانُوا يَرْكُضُونَ هكَذَا وَهَدَفُهُمُ ٱلْوَحِيدُ نَيْلُ ٱلْجَائِزَةِ.‏ فَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ بُولُسُ هُوَ أَنَّهُ لِلْفَوْزِ فِي سِبَاقِ ٱلْحَيَاةِ،‏ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يُلْقِيَ ٱلْعَدَّاؤُونَ عَنْهُمْ كُلَّ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلَّتِي تُعِيقُهُمْ.‏ وَكَمْ كَانَتْ هذِهِ ٱلْمَشُورَةُ سَدِيدَةً لِلْمَسِيحِيِّينَ آنَذَاكَ،‏ وَكَمْ هِيَ فِي حِينِهَا لَنَا ٱلْيَوْمَ!‏ إِذًا،‏ مَا هِيَ ٱلْأَثْقَالُ أَوِ ٱلْأَعْبَاءُ ٱلَّتِي قَدْ تُعِيقُنَا عَنْ رِبْحِ ٱلْجَائِزَةِ فِي سِبَاقِ ٱلْحَيَاةِ؟‏

      ‏‹اِخْلَعْ كُلَّ ثِقْلٍ›‏

      ٤ بِمَ كَانَ ٱلنَّاسُ مَشْغُولِينَ أَيَّامَ نُوحٍ؟‏

      ٤ نَصَحَنَا بُولُسُ أَنْ «نَخْلَعَ .‏ .‏ .‏ كُلَّ ثِقْلٍ»،‏ أَيْ كُلَّ مَا قَدْ يَمْنَعُنَا عَنْ تَرْكِيزِ كَامِلِ ٱنْتِبَاهِنَا وَبَذْلِ قُصَارَى جُهْدِنَا فِي سِبَاقِ ٱلْحَيَاةِ.‏ فَمَا هِيَ بَعْضُ هذِهِ ٱلْأَثْقَالِ؟‏ إِذَا فَكَّرْنَا فِي مِثَالِ نُوحٍ،‏ أَحَدِ ٱلَّذِينَ عَدَّدَهُمْ بُولُسُ،‏ نَتَذَكَّرُ كَلِمَاتِ يَسُوعَ:‏ «كَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ نُوحٍ،‏ كَذٰلِكَ يَكُونُ أَيْضًا فِي أَيَّامِ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ».‏ (‏لو ١٧:‏٢٦‏)‏ لَمْ يَكُنْ يَسُوعُ يَتَحَدَّثُ هُنَا بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ عَنِ ٱلدَّمَارِ ٱلْآتِي ٱلَّذِي لَمْ يَسْبِقْ لَهُ مَثِيلٌ،‏ بَلْ كَانَ يُشِيرُ إِلَى طَرِيقَةِ حَيَاةِ ٱلنَّاسِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ متى ٢٤:‏٣٧-‏٣٩‏.‏‏)‏ فَغَالِبِيَّةُ ٱلنَّاسِ أَيَّامَ نُوحٍ لَمْ يُبَالُوا بِٱللّٰهِ،‏ فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى أَنْ يَسْعَوْا لِإِرْضَائِهِ!‏ وَأَيَّةُ أُمُورٍ أَلْهَتْهُمْ؟‏ هَلْ كَانَتْ ظُرُوفًا ٱسْتِثْنَائِيَّةً؟‏ لَا،‏ بَلْ كَانَتْ أَوْجُهًا ٱعْتِيَادِيَّةً مِنَ ٱلْحَيَاةِ كَٱلْأَكْلِ وَٱلشُّرْبِ وَٱلتَّزَوُّجِ.‏ فَٱلْمُشْكِلَةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ،‏ حَسْبَمَا قَالَ يَسُوعُ،‏ هِيَ أَنَّهُمْ ‹لَمْ يَكْتَرِثُوا›.‏

      ٥ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نُنْهِيَ ٱلسِّبَاقَ بِنَجَاحٍ؟‏

      ٥ مِثْلَ نُوحٍ وَعَائِلَتِهِ،‏ لَدَيْنَا مَشَاغِلُ كَثِيرَةٌ كُلَّ يَوْمٍ،‏ كَكَسْبِ رِزْقِنَا وَٱلِٱعْتِنَاءِ بِأَنْفُسِنَا وَعَائِلَتِنَا.‏ وَهذَا يَتَطَلَّبُ مِقْدَارًا كَبِيرًا مِنْ وَقْتِنَا وَطَاقَتِنَا وَمَوَارِدِنَا.‏ وَمِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نَقْلَقَ بِشَأْنِ ضَرُورَاتِ ٱلْحَيَاةِ،‏ خَاصَّةً حِينَ تَكْثُرُ أَعْبَاؤُنَا ٱلْمَادِّيَّةُ.‏ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ تُلْقَى عَلَيْنَا كَمَسِيحِيِّينَ مُنْتَذِرِينَ مَسْؤُولِيَّاتٌ ثِيُوقْرَاطِيَّةٌ مُهِمَّةٌ.‏ فَنَحْنُ نُشَارِكُ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ،‏ نَسْتَعِدُّ لِلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَنَحْضُرُهَا،‏ وَنَقُومُ بِٱلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ وَٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ ٱللَّذَيْنِ يُقَوِّيَانِنَا رُوحِيًّا.‏ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ نُوحٍ؟‏ رَغْمَ كُلِّ مَا وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يُنْجِزَهُ فِي خِدْمَةِ ٱللّٰهِ،‏ ‹فَعَلَ كُلَّ مَا أَمَرَهُ بِهِ›.‏ (‏تك ٦:‏٢٢‏)‏ فَلَا رَيْبَ أَنَّ تَخْفِيفَ ٱلْأَثْقَالِ إِلَى ٱلْحَدِّ ٱلْأَدْنَى وَتَجَنُّبَ حَمْلِ أَيَّةِ أَعْبَاءٍ غَيْرِ ضَرُورِيَّةٍ حَيَوِيَّانِ لَنَا إِنْ أَرَدْنَا أَنْ نَرْكُضَ فِي ٱلسِّبَاقِ ٱلْمَسِيحِيِّ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ.‏

      ٦،‏ ٧ أَيَّةُ مَشُورَةٍ قَدَّمَهَا يَسُوعُ يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَهَا فِي بَالِنَا؟‏

      ٦ إِذًا،‏ مَا ٱلَّذِي قَصَدَهُ بُولُسُ عِنْدَمَا أَوْصَى بِخَلْعِ «كُلِّ ثِقْلٍ»؟‏ دُونَ شَكٍّ،‏ نَحْنُ لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُرِيحَ أَنْفُسَنَا كَامِلًا مِنْ جَمِيعِ مَسْؤُولِيَّاتِنَا.‏ وَفِي هذَا ٱلْخُصُوصِ،‏ لِنَتَذَكَّرْ كَلِمَاتِ يَسُوعَ:‏ «لَا تَحْمِلُوا هَمًّا وَتَقُولُوا:‏ ‹مَاذَا نَأْكُلُ؟‏›،‏ أَوْ:‏ ‹مَاذَا نَشْرَبُ؟‏›،‏ أَوْ:‏ ‹مَاذَا نَلْبَسُ؟‏›.‏ فَهٰذِهِ كُلُّهَا تَسْعَى ٱلْأُمَمُ إِلَيْهَا.‏ فَإِنَّ أَبَاكُمُ ٱلسَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هٰذِهِ كُلِّهَا».‏ (‏مت ٦:‏٣١،‏ ٣٢‏)‏ وَتَدُلُّ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ أَنَّهُ حَتَّى أُمُورُ ٱلْحَيَاةِ ٱلِٱعْتِيَادِيَّةُ،‏ كَٱلْقُوتِ وَٱلْكُسْوَةِ،‏ يُمْكِنُ أَنْ تَتَحَوَّلَ إِلَى عِبْءٍ أَوْ عَائِقٍ إِنْ لَمْ تَبْقَ فِي مَكَانِهَا ٱلصَّحِيحِ.‏

      ٧ لَاحِظْ كَلِمَاتِ يَسُوعَ:‏ «إِنَّ أَبَاكُمُ ٱلسَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هٰذِهِ كُلِّهَا».‏ وَهذَا يَعْنِي أَنَّ أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ يَهْوَهَ سَيَهْتَمُّ بِسَدِّ حَاجَاتِنَا.‏ طَبْعًا،‏ إِنَّ «هٰذِهِ كُلَّهَا» ٱلَّتِي يَعِدُنَا بِهَا يَهْوَهُ لَيْسَتْ دَائِمًا مَا نُحِبُّهُ أَوْ نُرِيدُهُ شَخْصِيًّا،‏ بَلْ هِيَ ضَرُورَاتُ ٱلْحَيَاةِ.‏ إِلَّا أَنَّ يَسُوعَ حَضَّنَا أَلَّا نَحْمِلَ هَمَّ حَتَّى هذِهِ ٱلضَّرُورَاتِ لِئَلَّا نَصِيرَ كَٱلْأُمَمِ ٱلَّتِي ‹تَسْعَى إِلَيْهَا›.‏ فَلِمَ هذَا ٱلْمَسْلَكُ خَطِرٌ؟‏ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ فِي ٱلنَّصِيحَةِ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا يَسُوعُ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ لِمُسْتَمِعِيهِ:‏ «اِنْتَبِهُوا لِأَنْفُسِكُمْ لِئَلَّا تَثْقُلَ قُلُوبُكُمْ بِٱلْإِفْرَاطِ فِي ٱلْأَكْلِ وَٱلْإِسْرَافِ فِي ٱلشُّرْبِ وَهُمُومِ ٱلْحَيَاةِ،‏ فَيَدْهَمَكُمْ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمُ فَجْأَةً مِثْلَ شَرَكٍ».‏ —‏ لو ٢١:‏٣٤،‏ ٣٥‏.‏

      ٨ لِمَ ٱلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ ‹لِنَخْلَعَ كُلَّ ثِقْلٍ›؟‏

      ٨ إِنَّ خَطَّ ٱلنِّهَايَةِ يَلُوحُ فِي ٱلْأُفُقِ.‏ وَكَمْ هُوَ مُؤْسِفٌ أَنْ نَسْمَحَ لِأَنْفُسِنَا بِٱلرُّزُوحِ تَحْتَ وَطْأَةِ أَعْبَاءٍ غَيْرِ ضَرُورِيَّةٍ تُعِيقُنَا فِيمَا نَدْنُو مِنَ ٱلنِّهَايَةِ!‏ حَقًّا،‏ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ نُصْغِيَ إِلَى مَشُورَةِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ:‏ «إِنَّ ٱلتَّعَبُّدَ لِلّٰهِ مَعَ ٱلِٱكْتِفَاءِ هُوَ وَسِيلَةُ رِبْحٍ عَظِيمٍ».‏ (‏١ تي ٦:‏٦‏)‏ فَذلِكَ سَيُسَهِّلُ عَلَيْنَا مُوَاصَلَةَ ٱلرَّكْضِ وَنَيْلَ ٱلْجَائِزَةِ.‏

      ‏‹اَلْخَطِيَّةُ ٱلَّتِي تُوقِعُنَا بِسُهُولَةٍ›‏

      ٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ مَاذَا تَعْنِي ٱلْعِبَارَةُ ‹ٱلْخَطِيَّةُ ٱلَّتِي تُوقِعُنَا بِسُهُولَةٍ›؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يَجْعَلَنَا نَتَعَثَّرُ؟‏

      ٩ إِضَافَةً إِلَى خَلْعِ «كُلِّ ثِقْلٍ»،‏ حَضَّنَا بُولُسُ أَنْ نَخْلَعَ ‹ٱلْخَطِيَّةَ ٱلَّتِي تُوقِعُنَا بِسُهُولَةٍ›.‏ فَمَاذَا عَنَى بِذلِكَ؟‏ إِنَّ ٱلْوُرُودَ ٱلْوَحِيدَ لِلْكَلِمَةِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمُتَرْجَمَةِ إِلَى ‹تُوقِعُنَا بِسُهُولَةٍ› فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هُوَ فِي هذِهِ ٱلْآيَةِ.‏ ذَكَرَ ٱلْعَالِمُ أَلْبِرْت بَارْنْز:‏ «مِثْلَمَا يَحْتَرِسُ ٱلْعَدَّاءُ أَلَّا يُلَبِّكَ نَفْسَهُ بِثَوْبٍ قَدْ يَلْتَفُّ حَوْلَ رِجْلَيْهِ فِيمَا يَرْكُضُ،‏ وَبِٱلتَّالِي يُعِيقُهُ،‏ كَذلِكَ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّ أَنْ يَطْرَحَ جَانِبًا كُلَّ مَا يُشْبِهُ هذَا ٱلثَّوْبَ».‏ وَمَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يَجْعَلَ ٱلْمَسِيحِيَّ يَتَعَثَّرُ فَيَضْعُفَ إِيمَانُهُ؟‏

      ١٠ لَا يَخْسَرُ ٱلْمَسِيحِيُّ إِيمَانَهُ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَضُحَاهَا.‏ فَهذَا ٱلْأَمْرُ يَحْدُثُ لَهُ تَدْرِيجِيًّا حَتَّى دُونَ أَنْ يَدْرِيَ.‏ فَبُولُسُ حَذَّرَنَا فِي أَوَائِلِ رِسَالَتِهِ مِنْ خَطَرِ ‹ٱلِٱنْجِرَافِ› وَتَنْمِيَةِ «قَلْبٍ شِرِّيرٍ عَدِيمِ ٱلْإِيمَانِ».‏ (‏عب ٢:‏١؛‏ ٣:‏١٢‏)‏ حِينَ يَلْتَفُّ ٱلثَّوْبُ حَوْلَ رِجْلَيِ ٱلْعَدَّاءِ،‏ يَصِيرُ وُقُوعُهُ شِبْهَ مَحْتُومٍ.‏ فَٱحْتِمَالُ تَعَثُّرِهِ يَكُونُ كَبِيرًا إِذَا تَجَاهَلَ مَخَاطِرَ ٱرْتِدَاءِ مَلَابِسَ مُعَيَّنَةٍ أَثْنَاءَ ٱلرَّكْضِ.‏ وَلكِنْ مَا ٱلَّذِي قَدْ يَحْمِلُهُ عَلَى تَجَاهُلِ هذِهِ ٱلْمَخَاطِرِ؟‏ لَعَلَّهُ ٱلْإِهْمَالُ،‏ فَرْطُ ٱلثِّقَةِ بِٱلنَّفْسِ،‏ أَوْ بَعْضُ ٱلتَّلْهِيَاتِ.‏ فَمَا ٱلدَّرْسُ ٱلَّذِي نَسْتَخْلِصُهُ مِنْ مَشُورَةِ بُولُسَ؟‏

      ١١ مَاذَا قَدْ يَتَسَبَّبُ بِخَسَارَةِ إِيمَانِنَا؟‏

      ١١ لَا يَغِبْ عَنْ بَالِنَا أَنَّ خَسَارَةَ إِيمَانِنَا هِيَ ٱلنَّتِيجَةُ ٱلنِّهَائِيَّةُ لِمَا نَخْتَارُ فِعْلَهُ فِي حَيَاتِنَا.‏ فَأَحَدُ ٱلْعُلَمَاءِ يَذْكُرُ فِي مَا يَخْتَصُّ ‹بِٱلْخَطِيَّةِ ٱلَّتِي تُوقِعُنَا بِسُهُولَةٍ› أَنَّ ظُرُوفَنَا،‏ مُعَاشَرَاتِنَا،‏ وَضَعَفَاتِنَا ٱلشَّخْصِيَّةَ يُمْكِنُ أَنْ تُؤَثِّرَ فِينَا تَأْثِيرًا شَدِيدًا.‏ فَبِإِمْكَانِهَا أَنْ تُضْعِفَ أَوْ حَتَّى تُخَسِّرَنَا إِيمَانَنَا.‏ —‏ مت ١٣:‏٣-‏٩‏.‏

      ١٢ أَيَّةُ تَذْكِيرَاتٍ عَلَيْنَا أَنْ نَحْمِلَهَا مَحْمَلَ ٱلْجِدِّ كَيْ لَا نَخْسَرَ إِيمَانَنَا؟‏

      ١٢ طَوَالَ سِنِينَ،‏ يُذَكِّرُنَا صَفُّ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ أَنْ نَحْتَرِسَ مِمَّا نُشَاهِدُهُ وَنَسْتَمِعُ لَهُ،‏ أَيْ مِمَّا نُغَذِّي بِهِ عُقُولَنَا وَقُلُوبَنَا.‏ وَهُوَ يُحَذِّرُنَا مِنْ خَطَرِ ٱلسَّعْيِ وَرَاءَ ٱلْمَالِ وَٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلَّذِي يَجْعَلُنَا نَتَعَثَّرُ.‏ فَبَهْرَجَةُ عَالَمِ ٱلتَّسْلِيَةِ وَٱلْفَيْضُ ٱلْهَائِلُ مِنَ ٱلْأَجْهِزَةِ ٱلْجَدِيدَةِ قَدْ يُلْهِيَانِنَا.‏ فَكَمْ نَكُونُ عَلَى خَطَإٍ إِذَا شَعَرْنَا أَنَّ هذِهِ ٱلْمَشُورَةَ صَارِمَةٌ أَكْثَرَ مِنَ ٱللَّازِمِ،‏ أَوْ أَنَّهَا تَنْطَبِقُ عَلَى سِوَانَا فَقَطْ لِأَنَّنَا مُحَصَّنُونَ ضِدَّ هذِهِ ٱلْمَخَاطِرِ!‏ حَقًّا،‏ إِنَّ ٱلْعَرَاقِيلَ ٱلَّتِي يَضَعُهَا عَالَمُ ٱلشَّيْطَانِ فِي دَرْبِنَا لَهِيَ مَاكِرَةٌ وَخَادِعَةٌ.‏ فَٱلْإِهْمَالُ،‏ فَرْطُ ٱلثِّقَةِ بِٱلنَّفْسِ،‏ وَٱلتَّلْهِيَاتُ كَانَتْ وَرَاءَ سُقُوطِ ٱلْبَعْضِ،‏ وَهِيَ قَادِرَةٌ أَنْ تُؤَثِّرَ فِي رَجَائِنَا بِنَيْلِ جَائِزَةِ ٱلْحَيَاةِ.‏ —‏ ١ يو ٢:‏١٥-‏١٧‏.‏

      ١٣ كَيْفَ نَحْمِي أَنْفُسَنَا مِنَ ٱلْعَوَامِلِ ٱلْمُؤْذِيَةِ؟‏

      ١٣ نَحْنُ نَلْتَقِي كُلَّ يَوْمٍ أَشْخَاصًا يُرَوِّجُونَ لِأَهْدَافِ ٱلْعَالَمِ حَوْلَنَا،‏ قِيَمِهِ،‏ وَأَفْكَارِهِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ افسس ٢:‏١،‏ ٢‏.‏‏)‏ إِلَّا أَنَّ دَرَجَةَ تَأَثُّرِنَا تَتَوَقَّفُ إِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ عَلَيْنَا،‏ أَيْ عَلَى طَرِيقَةِ تَجَاوُبِنَا مَعَ هذِهِ ٱلْعَوَامِلِ.‏ وَ «ٱلْهَوَاءُ» ٱلَّذِي تَحَدَّثَ عَنْهُ بُولُسُ مُمِيتٌ.‏ لِذَا يَلْزَمُ أَنْ نَحْتَرِسَ عَلَى ٱلدَّوَامِ مِنْ تَنَشُّقِهِ وَبِٱلتَّالِي ٱلِٱخْتِنَاقِ،‏ مَا يَمْنَعُنَا مِنْ إِنْهَاءِ ٱلشَّوْطِ.‏ فَمَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى مُوَاصَلَةِ ٱلرَّكْضِ فِي ٱلْمُبَارَاةِ؟‏ اِقْتِدَاؤُنَا بِيَسُوعَ،‏ مِثَالِنَا ٱلرَّئِيسِيِّ ٱلْكَامِلِ كَعَدَّاءٍ.‏ (‏عب ١٢:‏٢‏)‏ أَضِفْ إِلَى ذلِكَ مِثَالَ بُولُسَ ٱلَّذِي حَسَبَ نَفْسَهُ ضِمْنَ ٱلْعَدَّائِينَ فِي ٱلسِّبَاقِ ٱلْمَسِيحِيِّ وَحَثَّ إِخْوَتَهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِهِ.‏ —‏ ١ كو ١١:‏١؛‏ في ٣:‏١٤‏.‏

      كَيْفَ ‹تَحْصُلُونَ عَلَيْهَا›؟‏

      ١٤ كَيْفَ تَطَلَّعَ بُولُسُ إِلَى مُشَارَكَتِهِ فِي ٱلسِّبَاقِ؟‏

      ١٤ كَيْفَ تَطَلَّعَ بُولُسُ إِلَى مُشَارَكَتِهِ فِي ٱلسِّبَاقِ ٱلْمَسِيحِيِّ؟‏ فِي أَوَاخِرِ حَدِيثِهِ إِلَى ٱلشُّيُوخِ فِي أَفَسُسَ،‏ قَالَ:‏ «لَا أَحْسِبُ نَفْسِي ذَاتَ قِيمَةٍ،‏ كَأَنَّمَا هِيَ عَزِيزَةٌ عَلَيَّ،‏ حَسْبِي أَنْ أُنْهِيَ شَوْطِي وَٱلْخِدْمَةَ ٱلَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ».‏ (‏اع ٢٠:‏٢٤‏)‏ فَقَدْ كَانَ مُسْتَعِدًّا أَنْ يُضَحِّيَ بِكُلِّ شَيْءٍ،‏ حَتَّى بِحَيَاتِهِ،‏ بُغْيَةَ إِكْمَالِ ٱلسِّبَاقِ.‏ غَيْرَ أَنَّهُ ٱعْتَبَرَ كُلَّ جُهُودِهِ وَعَمَلِهِ ٱلشَّاقِّ فِي سَبِيلِ ٱلْبِشَارَةِ بِلَا قِيمَةٍ فِي حَالِ فَشِلَ فِي إِنْهَاءِ ٱلشَّوْطِ.‏ فَهُوَ لَمْ يَكُنْ مُتَأَكِّدًا مِنَ ٱلْفَوْزِ فِي ٱلسِّبَاقِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ فيلبي ٣:‏١٢،‏ ١٣‏.‏‏)‏ وَلَمْ يَسْتَطِعْ إِلَّا قُبَيْلَ مَوْتِهِ أَنْ يَقُولَ وَاثِقًا نَوْعًا مَا:‏ «جَاهَدْتُ ٱلْجِهَادَ ٱلْحَسَنَ،‏ أَنْهَيْتُ ٱلشَّوْطَ،‏ حَفِظْتُ ٱلْإِيمَانَ».‏ —‏ ٢ تي ٤:‏٧‏.‏

      ١٥ أَيُّ تَشْجِيعٍ قَدَّمَهُ بُولُسُ لِرُفَقَائِهِ ٱلْعَدَّائِينَ فِي ٱلسِّبَاقِ؟‏

      ١٥ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ رَغِبَ بُولُسُ بِشِدَّةٍ أَنْ يَرَى إِخْوَتَهُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يُنْهُونَ ٱلشَّوْطَ دُونَ أَنْ يَنْسَحِبُوا.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ حَثَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي فِيلِبِّي أَنْ يَعْمَلُوا بِكَدٍّ مِنْ أَجْلِ خَلَاصِهِمْ.‏ فَشَدَّدَ عَلَى حَاجَتِهِمْ إِلَى ٱلْبَقَاءِ «مُتَمَسِّكِينَ بِإِحْكَامٍ بِكَلِمَةِ ٱلْحَيَاةِ»،‏ وَذلِكَ ‹لِكَيْ يَكُونَ لَهُ سَبَبٌ لِلِٱبْتِهَاجِ فِي يَوْمِ ٱلْمَسِيحِ،‏ بِأَنَّهُ مَا سَعَى عَبَثًا وَلَا عَمِلَ بِكَدٍّ عَبَثًا›.‏ (‏في ٢:‏١٦‏)‏ كَمَا حَضَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي كُورِنْثُوسَ قَائِلًا:‏ «اُرْكُضُوا لِتَحْصُلُوا عَلَيْهَا [ٱلْجَائِزَةِ]».‏ —‏ ١ كو ٩:‏٢٤‏.‏

      ١٦ أَوْضِحُوا لِمَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ ٱلْجَائِزَةُ حَقِيقِيَّةً لَنَا.‏

      ١٦ فِي ٱلسِّبَاقَاتِ ٱلطَّوِيلَةِ كَٱلْمَارَاثُونِ،‏ لَا يَكُونُ خَطُّ ٱلنِّهَايَةِ عَلَى مَرْأًى مِنَ ٱلْعَدَّاءِ فِي بَادِئِ ٱلْأَمْرِ.‏ مَعَ ذلِكَ،‏ يُبْقِي تَفْكِيرَهُ مُرَكَّزًا عَلَيْهِ طَوَالَ ٱلْمُبَارَاةِ.‏ وَيَقْوَى عَزْمُهُ عَلَى إِنْهَاءِ ٱلسِّبَاقِ كُلَّمَا ٱقْتَرَبَ أَكْثَرَ مِنْ غَايَتِهِ.‏ وَيَنْطَبِقُ ٱلْأَمْرُ عَيْنُهُ عَلَى سِبَاقِنَا إِذْ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ غَايَتُنَا،‏ أَيِ ٱلْجَائِزَةُ،‏ حَقِيقِيَّةً لَنَا لِكَيْ نَحْصُلَ عَلَيْهَا.‏

      ١٧ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلْإِيمَانُ عَلَى ٱلْبَقَاءِ مُرَكِّزِينَ عَلَى ٱلْجَائِزَةِ؟‏

      ١٧ كَتَبَ بُولُسُ:‏ «اَلْإِيمَانُ هُوَ ٱلتَّرَقُّبُ ٱلْأَكِيدُ لِأُمُورٍ مَرْجُوَّةٍ،‏ وَٱلْبُرْهَانُ ٱلْجَلِيُّ عَلَى حَقَائِقَ لَا تُرَى».‏ (‏عب ١١:‏١‏)‏ فَإِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ تَرَكَا عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ حَيَاتَهُمَا ٱلْمُرِيحَةَ وَعَاشَا مِثْلَ «غُرَبَاءَ وَنُزَلَاءَ فِي تِلْكَ ٱلْأَرْضِ».‏ وَكَيْفَ تَمَكَّنَا مِنْ فِعْلِ ذلِكَ؟‏ لَقَدْ ‹رَأَيَا [إِتْمَامَ وُعُودِ ٱللّٰهِ] مِنْ بَعِيدٍ›.‏ مُوسَى أَيْضًا «كَانَ يَنْظُرُ بِإِمْعَانٍ إِلَى ٱلْمُكَافَاةِ»،‏ مَا أَمَدَّهُ بِٱلْقُوَّةِ لِرَفْضِ «ٱلتَّمَتُّعِ ٱلْوَقْتِيِّ بِٱلْخَطِيَّةِ» وَٱلتَّخَلِّي عَنْ «كُنُوزِ مِصْرَ».‏ (‏عب ١١:‏٨-‏١٣،‏ ٢٤-‏٢٦‏)‏ إِذًا،‏ لَا عَجَبَ أَنِ ٱسْتَهَلَّ بُولُسُ حَدِيثَهُ عَنْ كُلٍّ مِنْ هؤُلَاءِ بِعِبَارَةِ «بِٱلْإِيمَانِ».‏ فَٱلْإِيمَانُ هُوَ ٱلَّذِي سَاعَدَهُمْ عَلَى ٱلنَّظَرِ إِلَى مَا أَبْعَدَ مِنَ ٱلْمِحَنِ وَٱلشَّدَائِدِ ٱلَّتِي حَلَّتْ بِهِمْ،‏ وَمُعَايَنَةِ مَا فَعَلَهُ وَسَيَفْعَلُهُ ٱللّٰهُ مِنْ أَجْلِهِمْ.‏

      ١٨ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَخْلَعَ ‹ٱلْخَطِيَّةَ ٱلَّتِي تُوقِعُنَا بِسُهُولَةٍ›؟‏

      ١٨ إِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي أَمْثِلَةِ رِجَالِ وَنِسَاءِ ٱلْإِيمَانِ فِي ٱلْعِبْرَانِيِّينَ ٱلْإِصْحَاحِ ١١ وَٱلِٱقْتِدَاءَ بِهِمْ يُسَاعِدَانِنَا عَلَى تَنْمِيَةِ ٱلْإِيمَانِ وخَلْعِ ‹ٱلْخَطِيَّةِ ٱلَّتِي تُوقِعُنَا بِسُهُولَةٍ›.‏ (‏عب ١٢:‏١‏)‏ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ بِإِمْكَانِنَا أَنْ ‹نُرَاعِيَ بَعْضُنَا بَعْضًا لِلتَّحْرِيضِ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ› بِٱلِٱجْتِمَاعِ مَعَ أُنَاسٍ يُنَمُّونَ مِثْلَ هذَا ٱلْإِيمَانِ.‏ —‏ عب ١٠:‏٢٤‏.‏

      ١٩ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نُوَاصِلَ ٱلرَّكْضَ فِي ٱلسِّبَاقِ ٱلْآنَ؟‏

      ١٩ نَحْنُ عَلَى وَشْكِ إِنْهَاءِ سِبَاقِنَا وَنَرَى خَطَّ ٱلنِّهَايَةِ بِأَعْيُنِ ذِهْنِنَا.‏ وَفِي وُسْعِنَا أَنْ ‹نَخْلَعَ كُلَّ ثِقْلٍ وَٱلْخَطِيَّةَ ٱلَّتِي تُوقِعُنَا بِسُهُولَةٍ› بِٱلْإِيمَانِ وَبِمُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ.‏ نَعَمْ،‏ بِٱسْتِطَاعَتِنَا أَنْ نَرْكُضَ لِنَحْصُلَ عَلَى ٱلْجَائِزَةِ،‏ أَيِ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي يَعِدُنَا بِهَا إِلهُنَا وَأَبُونَا يَهْوَهُ.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a كَانَ هذَا ٱلْأَمْرُ كَرِيهًا لِلْيَهُودِ قَدِيمًا.‏ فَوَفْقًا لِسِفْرِ ٱلْمَكَابِيِّينَ ٱلثَّانِي ٱلْأَپُوكْرِيفِيِّ،‏ نَشَأَ جَدَلٌ حَادٌّ مِنِ ٱقْتِرَاحِ عَظِيمِ ٱلْكَهَنَةِ ٱلْمُرْتَدِّ يَاسُونَ بِإِقَامَةِ مَدْرَسَةٍ لِلرِّيَاضَةِ ٱلْبَدَنِيَّةِ فِي أُورُشَلِيمَ مُحَاوِلًا إِدْخَالَ ٱلْحَضَارَةِ ٱلْهِلِّينِسْتِيَّةِ.‏ —‏ ٢ مك ٤:‏٧-‏١٧.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة