مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الطاقة —‏ عماد الحياة
    استيقظ!‏ ٢٠٠٥ | آذار (‏مارس)‏ ٨
    • الطاقة —‏ عماد الحياة

      وُلد الطفل مايكل في آب (‏اغسطس)‏ ٢٠٠٣.‏ وقد ابصر النور في مستشفى يستمد انارته من محطة كهرباء تعمل بالفحم،‏ في غرفة سادها الدفء بفضل نظام تدفئة مركزية يعتمد على الغاز الطبيعي.‏ وكانت امه قد نُقلت على جناح السرعة الى المستشفى في سيارة تعمل بالبنزين.‏ ولو تعطل اي مصدر من مصادر الطاقة التقليدية هذه،‏ لكانت حياة مايكل الصغير في خطر.‏

      نعم،‏ تُعتبر شتى مصادر الطاقة عماد الحضارة العصرية التي وُلد فيها مايكل.‏ فكل يوم نستعمل الوقود الأُحفوري (‏النفط،‏ الفحم،‏ الغاز الطبيعي)‏ في مجالات عديدة في حياتنا،‏ كالمواصلات،‏ او الطبخ،‏ او إنارة منازلنا وتدفئتها او تبريدها.‏ وبحسب معهد الموارد العالمية،‏ يُستخدم الوقود الأُحفوري من اجل «توفير حوالي ٩٠ في المئة من الطاقة التي يحتاج اليها الناس حول العالم».‏ يقول تقرير صدر عن المعهد عام ٢٠٠٠:‏ «يُعتبر النفط اهم مصادر الطاقة،‏ فهو يغطي ٤٠ في المئة من الاحتياجات العالمية،‏ فيما يغطي الفحم ٢٦ في المئة من هذه الاحتياجات،‏ والغاز الطبيعي نحو ٢٤ في المئة».‏a

      وتذكر مجلة العلوم الاحيائية (‏بالانكليزية)‏:‏ «يستهلك كل اميركي كمعدل حوالي ٠٠٠‏,٩٣ كيلوواط ساعة [من الطاقة] سنويا،‏ اي ما يعادل استهلاك ٠٠٠‏,٨ لتر من النفط لكل الاحتياجات،‏ بما فيها النقل والتدفئة والتبريد».‏ وفي اوستراليا،‏ بولندا،‏ جنوب افريقيا،‏ والصين تؤمّن مولّدات تعمل بالفحم اكثر من ٧٥ في المئة من الكهرباء المستهلكة.‏ وفي الهند يُشكِّل الفحم مصدرا لإنتاج ٦٠ في المئة من الطاقة الكهربائية،‏ فيما تعتمد الولايات المتحدة وألمانيا على الفحم لتأمين اكثر من نصف طاقتهما الكهربائية.‏

      وعلى صعيد آخر،‏ يقول الصحافي جِريمايا كريدون في مقالة عنوانها «الحياة بعد النفط»:‏ «قلما يعرف الناس ان الانتاج العالمي للطعام يعتمد على النفط.‏ فلا غنى عن النفط والغاز الطبيعي في كل مراحل الزراعة الحديثة،‏ بدءا من صنع الاسمدة حتى شحن المحاصيل».‏ (‏مجلة Utne Reader‏)‏ ولكن كم سيدوم مخزون مصادر الطاقة هذه التي يعتمد عليها الناس في حياتهم ومعيشتهم؟‏ وهل من بدائل انظف؟‏

      ‏[الحاشية]‏

      a لمزيد من المعلومات عن تاريخ استثمار النفط،‏ انظر عدد ٨ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ٢٠٠٣ من استيقظ!‏،‏ الصفحات ٣-‏١٢‏.‏

  • لمَ الحاجة الى مصادر بديلة للطاقة؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٥ | آذار (‏مارس)‏ ٨
    • لمَ الحاجة الى مصادر بديلة للطاقة؟‏

      ‏«اذا كان تأمين النفط يُعتبر مشكلة اليوم،‏ فسيكون كابوسا بعد ٢٠ سنة».‏ —‏ جيرمي ريفكن،‏ مؤسسة الاتجاهات الاقتصادية،‏ واشنطن العاصمة،‏ آب (‏اغسطس)‏ ٢٠٠٣.‏

      بعد ٢٠ سنة تقريبا،‏ حين يكون الطفل مايكل قد كبر وصار قادرا على قيادة سيارة،‏ «يُتوقع ان يزداد استهلاك الطاقة في العالم بنسبة ٥٨ في المئة»،‏ حسبما يذكر تقرير الرؤية المستقبلية للطاقة الدولية لسنة ٢٠٠٣ الصادر عن حكومة الولايات المتحدة.‏ وتدعو مجلة العالِم الجديد (‏بالانكليزية)‏ هذا الازدياد الهائل المتوقع «اكبر موجة طلب على الطاقة في التاريخ».‏ فهل يمكن الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية لتلبية الطلب المتزايد دون اية مخاطر؟‏ تأمل في هذه الوقائع التي لا يمكن تجاهلها.‏

      الفحم:‏

      ◼ يُعتبر الفحم اكثر انواع الوقود الأُحفوري توافرا في الارض،‏ اذ يُتوقع ان يدوم احتياطي الفحم ٠٠٠‏,١ سنة.‏ وحول العالم،‏ تؤمّن محطات توليد الطاقة الكهربائية التي تعمل بالفحم حوالي ٤٠ في المئة من الاحتياجات العالمية.‏ وتُعتبر اوستراليا اكبر مصدِّر للفحم في العالم،‏ اذ توفر حوالي ثلث كميات الفحم المباعة في السوق العالمية.‏

      لكنّ بيانا صدر مؤخرا عن معهد وورلد واتش يقول:‏ «يحتوي الفحم اعلى كمية من الكربون بين انواع الوقود الأُحفوري.‏ فمقابل كل وحدة طاقة ينتجها الفحم،‏ يُطلق احتراقه كمية من الكربون تفوق ما يطلقه احتراق النفط بنسبة تبلغ ٢٩ في المئة،‏ وما يطلقه احتراق الغاز الطبيعي بأكثر من ٨٠ في المئة.‏ ويسبّب الفحم سنويا ٤٣ في المئة من انبعاثات الكربون في العالم،‏ اي ما يعادل ٧‏,٢ بليون طن تقريبا».‏ وما هو تأثير احتراق الفحم على صحة الانسان فضلا عن تأثيره في البيئة؟‏ قال مؤخرا تقرير الرؤية المستقبلية للبيئة في العالم الصادر عن الامم المتحدة:‏ «في الصين،‏ يموت اكثر من ٠٠٠‏,٥٠ شخص قبل الاوان بسبب الدخان والجسيمات الصغيرة الناجمة عن احتراق الفحم.‏ كما تَظهر كل سنة ٠٠٠‏,٤٠٠ حالة جديدة من التهاب القصبات المزمن في ١١ من اكبر مدنها».‏

      النفط:‏

      ◼ يستهلك العالم حاليا ٧٥ مليون برميل من النفط في اليوم.‏ وقد استُهلك حتى الآن ٩٠٠ بليون برميل من احتياطي النفط العالمي،‏ الذي كان يعادل حسب التقديرات نحو تريليوني برميل.‏ ويتوقع ان يدوم مخزون النفط ٤٠ سنة اضافية اذا بقي معدل انتاج النفط على ما هو عليه حاليا.‏

      لكنّ العالمَين الجيولوجيين كولين كامبل وجان ه‍.‏ لَئيرير قالا سنة ١٩٩٨:‏ «قبل نهاية العقد التالي،‏ سيعجز مخزون النفط الخام المتوفر عن تلبية الطلب العالمي».‏ وحذّر هذان الخبيران في صناعة النفط:‏ «يخطئ من يظن ان آخر دلو من النفط يمكن ضخها من جوف الارض بالسرعة نفسها التي تتدفق بها براميل النفط من الآبار اليوم.‏ فالواقع هو ان معدل انتاج النفط في اي بئر،‏ او في اي بلد،‏ يستمر في الارتفاع حتى يبلغ اقصى حد له،‏ ثم يبدأ بالانخفاض تدريجيا عندما تُستخرَج نصف كمية النفط،‏ ليعود ويبلغ نقطة الصفر.‏ فمن الوجهة الاقتصادية،‏ ليس المهم متى ينفد النفط العالمي كليا،‏ بل متى يشحّ الانتاج ويأخذ في التراجع».‏

      ومتى يُتوقع ان يشحّ انتاج النفط؟‏ يقول الجيولوجي الاختصاصي بالنفط جوزيف ريڤا ان «الخطط الموضوعة لزيادة انتاج النفط .‏ .‏ .‏ لا تكفي لسدّ نصف الاحتياجات العالمية التي تتوقعها وكالة الطاقة الدولية في عام ٢٠١٠».‏ وتحذر مجلة العالِم الجديد:‏ «اذا انخفضت معدلات انتاج النفط واستمر الطلب في الارتفاع،‏ فسترتفع اسعار النفط ارتفاعا جنونيا او تتقلب عشوائيا،‏ مما يزيد احتمال نشوء حالة من الفوضى الاقتصادية،‏ ومشاكل في نقل الاطعمة وغيرها من المؤن،‏ وقد يصل الامر الى اندلاع الحروب فيما تتصارع الدول على اليسير المتبقي من النفط».‏

      وفي حين يعتبر بعض المحللين انخفاض مخزون النفط مشكلة،‏ يتمنى آخرون ان يتوقف اعتماد الانسان على النفط بأسرع وقت ممكن.‏ يكتب جِريمايا كريدون في احدى المجلات (‏Utne Reader‏)‏:‏ «ان عدم نفاد النفط هو أسوأ من نفاده.‏ فرغم ان ثاني اكسيد الكربون الناجم عن احتراق النفط يستمر في رفع حرارة كوكبنا،‏ لا تزال المشاكل الاقتصادية تُناقش بمعزل عن المشاكل البيئية وكأنهما قضيتان منفصلتان».‏ تذكر اللجنة الاذاعية الاوسترالية ملقية الضوء على عواقب اعتماد مجرد بلد واحد على النفط:‏ «في المملكة المتحدة،‏ تسبّب المركبات البالغ عددها ٢٦ مليونا ثلث انبعاثات ثاني اكسيد الكربون في البلد (‏مما يسبّب الدفء العالمي)‏ وثلث تلوّث الهواء في المملكة المتحدة (‏الذي يقتل حوالي ٠٠٠‏,١٠ شخص كل سنة)‏».‏

      الغاز الطبيعي:‏

      ◼ بحسب تقرير الرؤية المستقبلية للطاقة الدولية لسنة ٢٠٠٣،‏ «من المتوقع ان يصبح الغاز الطبيعي مصدر الطاقة الاول والاكثر اعتمادا حول العالم» في السنوات العشرين التالية.‏ والغاز الطبيعي هو الانظف احتراقا بين انواع الوقود الأُحفوري،‏ ويُقدَّر ان الارض تحتوي على احتياطي كبير منه.‏

      لكنّ اتّحاد منتجي الغاز الطبيعي الذي يتّخذ من واشنطن العاصمة مقرا له يقول:‏ «لا احد يعلم تماما كمية الغاز الطبيعي الموجودة قبل ان تُستخرج».‏ ويضيف الاتّحاد:‏ «تتفاوت التقديرات لأن كلًّا منها مؤسس على مجموعة مختلفة من الافتراضات .‏ .‏ .‏ لذلك من الصعب الحصول على جواب نهائي عن السؤال المتعلق بكمية الغاز الطبيعي المتوفر».‏

      ان المكوّن الرئيسي للغاز الطبيعي هو غاز الميتان.‏ وحسبما يذكر الاتّحاد المذكور آنفا،‏ يُعتبر الميتان «احد غازات الدفيئة الشديدة الفعالية.‏ فقدرة هذا الغاز على احتباس الحرارة تفوق ٢١ مرة تقريبا قدرة ثاني اكسيد الكربون».‏ رغم ذلك،‏ يقول هذا المصدر ان احدى الدراسات المهمة التي اجرتها وكالة حماية البيئة ومعهد ابحاث الغاز الطبيعي «وجدت ان انخفاض انبعاثات الغازات المؤذية بفضل استهلاك الغاز الطبيعي على نطاق اوسع تفوق فوائده بمرات الآثار المضرة الناجمة عن تزايد انبعاث الميتان».‏

      الطاقة النووية:‏

      ◼ تقول اوستراليان جيوغرافيك (‏بالانكليزية)‏:‏ «يؤمّن نحو ٤٣٠ مفاعلا نوويا حوالي ١٦ في المئة من الطاقة الكهربائية في العالم».‏ وبالاضافة الى هذه المفاعلات الموجودة حاليا،‏ يقول تقرير الرؤية المستقبلية للطاقة الدولية لسنة ٢٠٠٣ انه «في شباط (‏فبراير)‏ ٢٠٠٣،‏ كانت الدول النامية في آسيا تضم ١٧ مفاعلا من المفاعلات الـ‍ ٣٥ الجاري انشاؤها حول العالم».‏

      ويستمر الاعتماد على الطاقة النووية رغم احتمال نشوء كوارث كالكارثة التي حدثت عام ١٩٨٦ في تشرنوبيل بالاتحاد السوفياتي السابق.‏ ففي مجلة العالِم الجديد،‏ ذكر مقال خاص بموضوع الطاقة «ان المفاعلات الموجودة في اميركا تتعرض للتصدع والتآ‌كل» وأن مفاعل دايڤيس-‏بس في اوهايو كاد يؤدي الى كارثة في آذار (‏مارس)‏ ٢٠٠٢ بسبب التآ‌كل.‏

      فبالنظر الى المخزون المحدود لمصادر الطاقة الحالية والمخاطر الناجمة عنها،‏ ينشأ السؤال:‏ هل حُكم على الجنس البشري ان يدمر الارض في سعيه لإرواء تعطشه الى الطاقة الذي يكاد لا يعرف حدودا؟‏ من الواضح اننا نحتاج الى بدائل نظيفة يُعتمد عليها.‏ فهل هذه البدائل متوفرة وبكلفة مناسبة؟‏

  • آخر المستجدات في انتاج الطاقة
    استيقظ!‏ ٢٠٠٥ | آذار (‏مارس)‏ ٨
    • آخر المستجدات في انتاج الطاقة

      الرياح:‏

      ◼ لطالما استغل الانسان طاقة الرياح لتسيير المراكب الشراعية،‏ ادارة الطواحين،‏ وضخ المياه.‏ لكن في السنوات الاخيرة،‏ استقطبت طاقة الرياح اهتمام العالم بأسره.‏ واليوم،‏ في كل انحاء العالم،‏ تولّد توربينات ذات تقنية عالية كمية من الطاقة المتجددة غير الملوِّثة كافية لتأمين الكهرباء لنحو ٣٥ مليون نسمة.‏ ففي الدانمارك،‏ تُستغل قدرة الرياح لتوليد ٢٠ في المئة من الطاقة الكهربائية التي يحتاج اليها البلد.‏ كما تتحوّل كل من المانيا،‏ اسبانيا،‏ والهند بسرعة الى استغلال طاقة الرياح،‏ وتحتل الهند المرتبة الخامسة عالميا من حيث القدرة على انتاج الطاقة من الرياح.‏ اما الولايات المتحدة فلديها حاليا ٠٠٠‏,١٣ توربين هوائي لتوليد الكهرباء.‏ ويدّعي بعض المحلّلين انه اذا تم استغلال كل المواقع الملائمة لاستخدام الرياح في الولايات المتحدة،‏ يتمكن البلد من تأمين اكثر من ٢٠ في المئة من الكهرباء التي يحتاج اليها.‏

      الشمس:‏

      ◼ تحوِّل الخلايا الفلطية الضوئية الصناعية ضوء الشمس الى كهرباء عندما تشحن اشعة الشمس الإلكترونات الموجودة في هذه الخلايا بالطاقة.‏ وتُستخدم هذه الطريقة لإنتاج حوالي ٥٠٠ مليون واط من الكهرباء حول العالم.‏ ويزداد الطلب على الخلايا الشمسية سنويا بنسبة ٣٠ في المئة.‏ لكن الخلايا الفلطية الضوئية تُعتبر حاليا غير فعالة نسبيا،‏ كما ان كلفة توليد الكهرباء بواسطتها تفوق كلفة توليد الكهرباء باستعمال الوقود الأُحفوري.‏ بالاضافة الى ذلك،‏ تُستعمل في صناعة هذه الخلايا مواد كيميائية سامة،‏ مثل كبريتات الكدميوم وزرنيخيد الغاليوم.‏ ولأن مثل هذه المواد الكيميائية لا تتحلّل طوال قرون،‏ تقول مجلة العلوم الاحيائية ان «التخلص من المواد الموجودة في الخلايا المعطّلة وإعادة تدويرها يخلقان مشكلة جوهرية».‏

      الطاقة الحرارية الجوفية:‏

      ◼ اذا حفرنا حفرة في قشرة الارض باتجاه لبّها الحامي،‏ حيث تقدَّر درجة الحرارة بـ‍ ٠٠٠‏,٤ درجة مئوية،‏ ترتفع الحرارة حوالي ٣٠ درجة مئوية كمعدل كلما حفرنا كيلومترا واحدا.‏ لكنّ حرارة الارض هذه متوفرة بسهولة اكبر للذين يسكنون قرب ينابيع حارة او شقوق بركانية.‏ وتُستخدم المياه الساخنة او البخار من البقع الساخنة في قشرة الارض لتدفئة البيوت وتوليد الكهرباء في ٥٨ بلدا حول العالم.‏ وتغطي ايسلندا حوالي نصف الطاقة التي تحتاج اليها باستغلال الطاقة الحرارية الجوفية.‏ وتسعى بلدان اخرى،‏ مثل اوستراليا،‏ الى استغلال الطاقة المحتبسة في مساحات كبيرة من الصخر الساخن والجاف الموجود على عمق كيلومترات قليلة تحت سطح الارض.‏ تذكر اوستراليان جيوغرافيك:‏ «يعتقد بعض الباحثين انه بالامكان توليد الطاقة طوال عقود،‏ او حتى قرون،‏ من خلال ضخ المياه الى الاسفل نحو هذه الحرارة المحتبسة ثم استعمال المياه الساخنة لتشغيل التوربينات وهي تصعد الى السطح بفعل الضغط الكبير».‏

      المياه:‏

      ◼ تؤمّن محطات الطاقة الكهرمائية اليوم اكثر من ٦ في المئة من الطاقة التي يحتاج اليها العالم.‏ ويقول تقرير الرؤية المستقبلية للطاقة الدولية لسنة ٢٠٠٣ انه طوال العقدين المقبلين،‏ «ستأتي معظم الزيادات في مصادر الطاقة المتجددة نتيجة استغلال الطاقة الكهرمائية على نطاق واسع في العالم النامي،‏ وخصوصا في بلدان آسيا النامية».‏ لكن مجلة العلوم الاحيائية تحذّر:‏ «غالبا ما تغطي المياه المخزنة الاراضي المنخفضة الخصبة المنتِجة زراعيا.‏ اضف الى ذلك ان وجود السدود يسبب خللا يؤثر في انواع النباتات،‏ الحيوانات،‏ والميكروبات الموجودة في النظام البيئي».‏

      الهيدروجين:‏

      ◼ الهيدروجين غاز عديم اللون والرائحة،‏ سريع الاشتعال،‏ وهو اكثر العناصر توافرا في الكون.‏ وفي الارض،‏ يعتبر الهيدروجين جزءا لا يتجزأ من نسيج النباتات والحيوانات،‏ ويدخل في تركيبة الوقود الأُحفوري،‏ وهو احد العنصرين اللذين يشكلان الماء.‏ أضف الى ذلك ان الهيدروجين وقود انظف وأشد فعالية من انواع الوقود الأُحفوري.‏

      تذكر مجلة ساينس نيوز اونلاين (‏بالانكليزية)‏ ان الماء «يمكن ان يُحلَّل الى هيدروجين وأكسجين حين يمر التيار الكهربائي فيه».‏ وفي حين تُنتَج كميات كبيرة من الهيدروجين بهذه الطريقة،‏ تذكر المجلة ان «هذه العملية التي تبدو سهلة لا تزال غير اقتصادية».‏ واليوم تنتج المصانع ٤٥ مليون طن تقريبا من الهيدروجين حول العالم،‏ لاستعمالها بشكل رئيسي في الاسمدة ومساحيق التنظيف.‏ لكنها تستخرج هذا الهيدروجين من الوقود الأُحفوري،‏ مما يسبب اطلاق غاز اول اكسيد الكربون السام وغاز ثاني اكسيد الكربون الذي يساهم في ارتفاع حرارة غلاف الارض الجوي.‏

      رغم ذلك،‏ يعتبر البعض ان للهيدروجين مستقبلا واعدا اكثر من غيره من مصادر الطاقة البديلة ويشعرون انه يستطيع سدّ حاجات الجنس البشري الى الطاقة.‏ وهذا التفاؤل مردّه الى التحسينات الاخيرة المذهلة التي أُدخلت على جهاز يدعى خلية الوقود.‏

      خلية الوقود:‏

      ◼ ان خلية الوقود هي جهاز يولّد الكهرباء من الهيدروجين،‏ لا بحرقه،‏ بل بجعله يتحد بالاكسجين في تفاعل كيميائي مضبوط بدقة.‏ وحين يُستعمل الهيدروجين بدل الوقود الأُحفوري الغني بالهيدروجين،‏ لا ينتج عن هذا التفاعل الكيميائي سوى الحرارة والماء.‏

      سنة ١٨٣٩،‏ ابتكر السير وليم ڠروف،‏ قاضٍ وفيزيائي بريطاني،‏ اول خلية وقود.‏ لكن صناعة خلايا الوقود كانت مكلفة ولم يكن من السهل الحصول على الوقود او على قِطَع لصنعها.‏ لذلك لم تحرز هذه الصناعة اي تقدم حتى منتصف القرن العشرين،‏ حين صُنعت خلايا وقود لتزويد السفن الفضائية الاميركية بالطاقة.‏ ولا تزال خلايا الوقود تُستخدم لتوليد الطاقة على متن السفن الفضائية،‏ ولكن يجري تطوير هذه التقنية للاستفادة منها على الارض ايضا.‏

      تُصنع اليوم خلايا الوقود لتحل محل محركات الاحتراق الداخلي في المركبات الآلية،‏ ولتزويد الكهرباء في الابنية السكنية والتجارية،‏ وتشغيل الآلات الكهربائية الصغيرة كالهواتف الخلوية وأجهزة الكمبيوتر.‏ ولكن حتى وقت كتابة هذه المقالة،‏ كانت لا تزال كلفة الطاقة المولَّدة من المحطات التي تعتمد خلايا الوقود تبلغ اربعة اضعاف كلفة الطاقة التي تعتمد على الوقود الأُحفوري.‏ ورغم ذلك تُستثمر مئات ملايين الدولارات في تطوير هذه التقنية الجديدة.‏

      لا شك ان تبنّي مصادر طاقة انظف يؤدي الى فوائد بيئية جمة.‏ لكنّ تحقيق ذلك على نطاق واسع يكلف اموالا طائلة.‏ يقول تقرير الرؤية المستقبلية للطاقة الدولية لسنة ٢٠٠٣:‏ «مع ازدياد الطلب على الطاقة،‏ يُتوقع ان يستمر الوقود الأُحفوري (‏النفط،‏ الغاز الطبيعي،‏ والفحم)‏ في احتلال المرتبة الاولى من حيث الطلب،‏ اذ من المتوقع ان تبقى اسعاره متدنية نسبيا،‏ وأن يتعذر انتاج الطاقة من مصادر اخرى بأسعار تنافسية».‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٩]‏

      سيارة تشغِّلها خلايا الوقود،‏ ٢٠٠٤

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Mercedes-Benz USA

      ‏[مصدر الصورة في الصفحة ٨]‏

      DOE Photo

  • مصدر كل طاقة
    استيقظ!‏ ٢٠٠٥ | آذار (‏مارس)‏ ٨
    • مصدر كل طاقة

      تُعتبر الشمس المصدر الرئيسي الذي يمدّ الارض بالطاقة.‏ فكثيرون من العلماء يعتقدون ان الفحم والنفط هما البقايا المنحلّة للشجر والنباتات التي تعتمد في نموها على طاقة الشمس.‏a والمياه المخزنة في السدود لتوليد الطاقة الكهرمائية مصدرها مياه المحيطات التي تتبخر بفعل حرارة الشمس لتشكل السحب.‏ كما ان اشعة الشمس تسخِّن الجو فتسبب هبوب تيارات الهواء التي تشغِّل المولِّدات المعتمدة على قدرة الرياح.‏ لكن كمية الطاقة الشمسية التي تصل الى الارض لا تتعدى،‏ بحسب التقديرات،‏ نصف جزء من البليون من طاقة الشمس الاجمالية.‏

      ورغم ان الشمس تزوِّد كل هذه الطاقة الهائلة،‏ فهي ليست سوى نجم واحد من بلايين المصادر الضخمة للطاقة في الكون.‏ ولكن ما هو مصدر كل طاقة؟‏ يقول اشعيا،‏ احد كتبة الكتاب المقدس:‏ «ارفعوا عيونكم الى العلاء وانظروا.‏ من خلق هذه؟‏ انه الذي يخرج جندها بعدد،‏ ويدعوها كلها بأسماء.‏ لشدة طاقته وعظمة قوته لا يفقد أحد منها».‏ —‏ اشعيا ٤٠:‏٢٦‏.‏

      اذا تأملنا في الطاقة الهائلة المنبعثة من النجوم،‏ يتملكنا الذهول.‏ فكم بالاحرى اذا تأملنا في خالق هذه النجوم؟‏ لا بد ان نشعر برهبة اكبر.‏ لكن الكتاب المقدس يشجعنا قائلا:‏ «اقتربوا الى اللّٰه فيقترب اليكم».‏ (‏يعقوب ٤:‏٨‏)‏ نعم،‏ ان خالق الارض ومصادر الطاقة الهائلة فيها،‏ ذاك الذي اعطانا نسمة الحياة،‏ موجود فعلا.‏ ومن يبحث عنه يجده.‏ —‏ تكوين ٢:‏٧؛‏ مزمور ٣٦:‏٩‏.‏

      يصعب على البعض التصديق ان اللّٰه يهتم بالارض وبالبشر الذين يسكنون عليها حين يرون التلوث الذي يلحق بها وعدم الانصاف في توزيع مواردها.‏ لكن الكتاب المقدس يؤكد لنا ان ثمة تغييرا على الابواب،‏ ويعد بتغيير جذري في توزيع موارد الارض وفي الطريقة التي يُحكم بها كوكبنا.‏ (‏دانيال ٢:‏٤٤؛‏ متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ فيهوه اللّٰه سيجعل البشر كافة يتشاركون بعدل في موارد الارض الغزيرة،‏ وذلك بإقامة حكومة عالمية واحدة يرأسها ابنه يسوع المسيح.‏ (‏ميخا ٤:‏٢-‏٤‏)‏ كما انه ‹سيهلك الذين يهلكون الارض›،‏ اي الذين يُفسدون البيئة روحيا او ماديا.‏ —‏ رؤيا ١١:‏١٨‏.‏

      في ذلك الوقت سيتمّ الوعد المدوّن في اشعيا ٤٠:‏٢٩-‏٣١ اتماما روحيا وجسديا على السواء:‏ «يعطي المتعب قوة،‏ ويكثر القدرة لمن لا طاقة له.‏ الصبيان يعيون ويكلون،‏ والشبان يتعثرون تعثرا،‏ أما الذين يرجون يهوه فيجددون قوة.‏ يرتفعون بأجنحة كالعقبان.‏ يركضون ولا يكلون،‏ يمشون ولا يعيون».‏ انت ايضا تستطيع ان تتعلم اكثر عن مصدر كل طاقة وعن الحل لمشاكل الطاقة التي تواجهها ارضنا اذا خصّصت بعض الوقت لدرس الكتاب المقدس.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a انظر الاطار «كيف تكوّن النفط؟‏» في عدد ٨ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ٢٠٠٣ من استيقظ!‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة