تأملوا في مسألة التسلية.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «العالم كله قد وُضع في الشرير.‏» (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ فهل يعني ذلك ان كل كتاب،‏ فيلم،‏ او برنامج تلفزيوني ينتجه العالم هو فاسد وشيطاني؟‏ ان نظرة كهذه تكاد لا تكون معقولة.‏ طبعا،‏ قد يختار البعض ان يبتعدوا عن التلفزيون،‏ الافلام،‏ او المطبوعات الدنيوية كليا.‏ وهذا حقهم،‏ ولا ينبغي ان يُنقَدوا من اجل ذلك.‏ لكن لا ينبغي ان يحاولوا الضغط على الآخرين ليتَّخذوا موقفا صارما مماثلا.‏ وقد اصدرت الجمعية مقالات توضح مبادئ الكتاب المقدس التي ينبغي ان تمكِّننا من ان نكون انتقائيين بشكل حكيم في استجمامنا او تسليتنا.‏ وتجاوز هذه الخطوط الارشادية وتعريض انفسنا للتفكير الفاسد ادبيا،‏ العنف الجسيم،‏ او الارواحية التي توجد في الكثير من تسلية هذا العالم هو امر عديم الحكمة للغاية.‏ حقا،‏ يتطلَّب الاختيار الحكيم للتسلية ان نستعمل قوَّتنا العقلية لتطبيق مبادئ الكتاب المقدس ليكون لنا ضمير طاهر امام اللّٰه والناس.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٠:‏٣١-‏٣٣‏.‏

٩ ما هو المقصود بـ‍ «التمييز الكامل»؟‏

^٩ ان الكثير من تسلية اليوم هو بشكل واضح غير ملائم للمسيحيين.‏a لذلك يجب ان ندرِّب قلوبنا على ‹بغض الشر› لكي لا نصير مثل بعض الذين كانوا في القرن الاول ‹فاقدي الحس الادبي.‏› (‏مزمور ٩٧:‏١٠؛‏ افسس ٤:‏١٧-‏١٩‏،‏ ع‌ج‏)‏ ولكي نتأمل في مسائل كهذه نحتاج الى «المعرفة الدقيقة والتمييز الكامل.‏» (‏فيلبي ١:‏٩‏،‏ ع‌ج‏)‏ والكلمة اليونانية المترجمة «تمييز» تدل على «الادراك الادبي الحسَّاس.‏» وتشير الكلمة الى الحواس البشرية الحرفية،‏ كالبصر.‏ وعندما يتعلق الامر بالتسلية او اية مسألة اخرى تتطلَّب قرارا شخصيا،‏ ينبغي ان يكون حِسُّنا الادبي مركَّزا لكي نتمكَّن من فهم ليس فقط المسائل المحدَّدة بوضوح،‏ السوداء والبيضاء،‏ بل ايضا المسائل الرمادية.‏ وفي الوقت نفسه ينبغي ان نتجنَّب تطبيق مبادئ الكتاب المقدس الى حدّ غير معقول والاصرار على ان يفعل اخوتنا جميعا الامر عينه.‏ —‏ فيلبي ٤:‏٥‏.‏