-
كل المسيحيين الحقيقيين هم مبشِّرونبرج المراقبة ٢٠٠٢ | ١ كانون الثاني (يناير)
-
-
كل المسيحيين الحقيقيين هم مبشِّرون
«رنِّموا للرب باركوا اسمه بشِّروا من يوم الى يوم بخلاصه». — مزمور ٩٦:٢.
١ اية بشارة يجب ان يسمعها الناس، وكيف يكون شهود يهوه مثاليين في نشر هذه البشارة؟
في عالم تهزّه الكوارث يوميا، تريحنا حقا المعرفة ان الكتاب المقدس يقول ان الحرب، الجريمة، الجوع، والظلم ستنتهي عمّا قريب. (مزمور ٤٦:٩؛ ٧٢:٣، ٧، ٨، ١٢، ١٦) حقا، أليست هذه بشارة يجب ان يسمعها الجميع؟ هذا ما يعتقده شهود يهوه. فهم معروفون اينما كان بأنهم ‹مبشِّرون بالخير›. (اشعياء ٥٢:٧) وكثيرون منهم مصممون على الاستمرار في اخبار الآخرين بالبشارة رغم الاضطهاد لأنهم مهتمون بخير الناس. فيا لسجل الغيرة والمثابرة الذي يصنعونه!
٢ ما هو احد اسباب غيرة شهود يهوه؟
٢ تناظر غيرة شهود يهوه اليوم غيرة المسيحيين في القرن الاول الذين قالت عنهم بالصواب الصحيفة الكاثوليكية الرومانية لوسِّرڤاتوري رومانو (بالانكليزية): «حالما كان المسيحيون الاولون يعتمدون، كانوا يشعرون بأن من واجبهم نشر الانجيل. فبكلمة الفم، نقل العبيد الانجيل». ولماذا شهود يهوه غيورون جدا كالمسيحيين الاولين؟ اولا، لأن مصدر البشارة التي ينشرونها هو يهوه اللّٰه نفسه. فهل من سبب اقوى ليكونوا غيورين؟ فكرازتهم هي نتيجة لتجاوبهم مع كلمات صاحب المزمور: «رنِّموا للرب باركوا اسمه بشِّروا من يوم الى يوم بخلاصه». — مزمور ٩٦:٢.
٣ (أ) ما هو السبب الثاني لغيرة شهود يهوه؟ (ب) ماذا يشمل ‹خلاص اللّٰه›؟
٣ تذكِّرنا كلمات صاحب المزمور بسبب ثانٍ لغيرة شهود يهوه، ألا وهو ان رسالتهم هي رسالة خلاص. يعمل بعض الاشخاص في الحقل الطبي، الاجتماعي، الاقتصادي، او حقول اخرى لتحسين نوعية حياة رفقائهم البشر. وجهودهم هذه جديرة بالثناء. ولكن ما يمكن ان يفعله المرء للناس محدود جدا بالمقارنة مع ‹خلاص اللّٰه›. فبواسطة يسوع المسيح، سيخلص يهوه المتواضعين من الخطية والمرض والموت ويعطيهم حياة ابدية! (يوحنا ٣:١٦، ٣٦؛ كشف ٢١:٣، ٤) واليوم، الخلاص هو بين ‹العجائب› التي يعدِّدها المسيحيون عندما يتجاوبون مع هذه الكلمات: «حدِّثوا بين الامم بمجده [اللّٰه] بين جميع الشعوب بعجائبه. لأن الرب عظيم وحميد جدا مهوب هو على كل الآلهة». — مزمور ٩٦:٣، ٤.
مثال السيد
٤-٦ (أ) ما هو السبب الثالث لغيرة شهود يهوه؟ (ب) كيف اظهر يسوع الغيرة في عمل الكرازة بالبشارة؟
٤ والسبب الثالث لغيرة شهود يهوه هو انهم يتبعون مثال يسوع المسيح. (١ بطرس ٢:٢١) فهذا الرجل الكامل قبِل بحماسة التعيين ان ‹يبشِّر المساكين›. (اشعياء ٦١:١؛ لوقا ٤:١٧-٢١) وهكذا صار مبشِّرا. فكان يسافر في كل انحاء الجليل واليهودية ‹كارزا ببشارة الملكوت›. (متى ٤:٢٣) ولأنه علِم ان كثيرين سيتجاوبون مع هذه البشارة، قال لتلاميذه: «ان الحصاد كثير، ولكنَّ العمال قليلون. فتوسلوا الى سيد الحصاد ان يرسل عمّالا الى حصاده». — متى ٩:٣٧، ٣٨.
٥ وانسجاما مع صلاته، درَّب يسوع الآخرين ليكونوا مبشرين. وبعد فترة، ارسل رسله وحدهم وقال لهم: «فيما انتم ذاهبون، اكرزوا قائلين: ‹قد اقترب ملكوت السموات›». ولكن ألم يكن عمليا اكثر آنذاك ان يضعوا برامج لتخفيف الآفات الاجتماعية؟ او هل كان يجب ان يخوضوا المعترك السياسي لمحاربة الفساد المتفشي آنذاك؟ كلا. فيسوع وضع المقياس لكل المبشرين المسيحيين عندما قال لأتباعه: «فيما انتم ذاهبون، اكرزوا». — متى ١٠:٥-٧.
٦ لاحقا، ارسل يسوع فريقا آخر من التلاميذ ليعلنوا انه ‹قد اقترب ملكوت اللّٰه›. وعندما عادوا للإخبار بنجاح جولتهم الكرازية، تهلّل يسوع وصلّى: «اسبِّحك علانية، ايها الآب، رب السماء والارض، لأنك اخفيت هذه باعتناء عن الحكماء والمفكرين، وكشفتها للاطفال». (لوقا ١٠:١، ٨، ٩، ٢١) فتلاميذ يسوع، الذين عملوا سابقا صيادي سمك ومزارعين وغير ذلك، كانوا كالاطفال بالمقارنة مع القادة الدينيين المثقفين جدا في الامة. لكنَّ التلاميذ دُرِّبوا على إعلان افضل البشائر على الاطلاق.
٧ بعد صعود يسوع الى السماء، لمَن كرز أتباعه بالبشارة في البداية؟
٧ بعد صعود يسوع الى السماء، استمر أتباعه ينشرون بشارة الخلاص. (اعمال ٢:٢١، ٣٨-٤٠) ولمَن كرزوا في البداية؟ هل ذهبوا الى الامم التي لا تعرف اللّٰه؟ كلا، فأول حقل عملوا فيه كان اسرائيل، وهو شعب يعرف يهوه جيدا منذ اكثر من ٥٠٠,١ سنة. وهل كان لهم الحق في الكرازة لشعب يعبد يهوه؟ نعم. فقد قال لهم يسوع: «تكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى اقصى الارض». (اعمال ١:٨) فكان يجب ان تسمع امة اسرائيل البشارة كأية امة اخرى.
٨ كيف يقتدي شهود يهوه اليوم بأتباع يسوع في القرن الاول؟
٨ وعلى نحو مماثل، يكرز شهود يهوه اليوم في كل الارض. فهم يتعاونون مع الملاك الذي رآه يوحنا والذي «معه بشارة ابدية ليبشِّر الساكنين على الارض، وكل امة وقبيلة ولسان وشعب». (كشف ١٤:٦) وفي السنة ٢٠٠١، يكرزون بنشاط في ٢٣٥ بلدا ومقاطعة، بما في ذلك بعض البلدان التي تُعتبَر مسيحية. فهل يخطئ شهود يهوه بالكرازة في اماكن حيث العالم المسيحي سبق فأسّس كنائسه؟ يقول البعض انهم مخطئون، حتى انهم قد يعتبرون هذا التبشير «سرقة خراف». لكنَّ شهود يهوه يتذكرون مشاعر يسوع نحو اليهود المتواضعين في ايامه. فهو لم يتردد في إخبارهم بالبشارة رغم انه كان لديهم كهنوت. لقد «اشفق عليهم، لأنهم كانوا منزعجين ومنطرحين كخراف لا راعي لها». (متى ٩:٣٦) لذلك عندما يجد شهود يهوه اشخاصا متواضعين لا يعرفون عن يهوه وملكوته، هل ينبغي ان يحجموا عن إخبارهم بالبشارة لأن دينا ما يدّعي انهم تحت سلطته؟ اقتداء بمثال رسل يسوع، نجيب كلا. فيجب ان يُكرَز بالبشارة «في كل الامم» دون استثناء. — مرقس ١٣:١٠.
كل المسيحيين الاولين كانوا مبشرين
٩ في القرن الاول، مَن في الجماعة المسيحية قاموا بعمل الكرازة؟
٩ مَن في القرن الاول كانوا يقومون بعمل الكرازة؟ تُظهِر الوقائع ان كل المسيحيين كانوا مبشرين. يذكر المؤلف و. س. وليامز: «تشير الادلة عامة ان كل المسيحيين في الكنيسة الاولى . . . كرزوا بالانجيل». ويقول الكتاب المقدس عن الاحداث التي جرت يوم الخمسين سنة ٣٣ بم: «امتلأ الجميع [الرجال والنساء] روحا قدسا وابتدأوا يتكلمون بألسنة مختلفة، كما كان الروح يعطيهم ان ينطقوا». فكان المبشرون يشملون رجالا ونساء، صغارا وكبارا، عبيدا وأحرارا. (اعمال ١:١٤؛ ٢:١، ٤، ١٧، ١٨؛ يوئيل ٢:٢٨، ٢٩؛ غلاطية ٣:٢٨) وعندما اجبر الاضطهاد العديد من المسيحيين على الهرب من اورشليم، فإن «الذين تبددوا اجتازوا مبشرين بالكلمة». (اعمال ٨:٤) فكل «الذين تبددوا»، وليس اشخاصا معيَّنين قليلين، قاموا بعمل التبشير.
١٠ ايّ تفويض مزدوج جرى القيام به قبل دمار النظام اليهودي؟
١٠ وهذه كانت الحال طوال تلك السنوات الباكرة. تنبأ يسوع: «يُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم؛ ثم تأتي النهاية». (متى ٢٤:١٤) إتماما لهذه الكلمات في القرن الاول، كرز كل أتباع يسوع بالبشارة على نطاق واسع قبلما دمَّرت الجيوش الرومانية دين اليهود ونظامهم السياسي. (كولوسي ١:٢٣) إضافة الى ذلك، أطاعوا وصيته: «اذهبوا وتلمذوا اناسا من جميع الامم، وعمِّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس وعلِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به». (متى ٢٨:١٩، ٢٠) فالمسيحيون الاولون لم يحثّوا المساكين على الايمان بيسوع ثم تركوهم ليخدموا اللّٰه دون ارشاد، كما يفعل بعض الكارزين اليوم. لكنهم علَّموهم ليصيروا تلاميذ ليسوع، نظَّموهم في جماعات، ودرَّبوهم ليتمكنوا بدورهم من الكرازة بالبشارة والتلمذة. (اعمال ١٤:٢١-٢٣) وشهود يهوه اليوم يتبعون هذا المثال.
١١ مَن اليوم يشتركون في إعلان افضل البشائر للجنس البشري؟
١١ اختار عدد من شهود يهوه اتِّباع مثال بولس وبرنابا وآخرين في القرن الاول وذهبوا كمرسلين الى بلدان اجنبية. وعملهم مفيد كثيرا، لأنهم لم يتدخلوا في السياسة او يبتعدوا بطرائق اخرى عن تفويضهم ان يكرزوا بالبشارة. فقد اطاعوا وصية يسوع: «فيما انتم ذاهبون، اكرزوا». لكنَّ معظم شهود يهوه ليسوا مرسلين في بلدان اجنبية. فكثيرون منهم يقومون بأعمال دنيوية لكسب معيشتهم، وآخرون لا يزالون في المدرسة. والبعض الآخر يربّون اولادا. إلا ان كل الشهود يشتركون في إخبار الآخرين بالبشارة التي تعلَّموها. وسواء كانوا صغارا ام كبارا، ذكورا ام إناثا، يتجاوبون بفرح مع حضّ الكتاب المقدس: «اكرز بالكلمة، ألحّ في ذلك في وقت مؤاتٍ وفي وقت محفوف بالمتاعب». (٢ تيموثاوس ٤:٢) وكمسيحيي القرن الاول الذين سبقوهم، «لا ينفكون . . . يعلِّمون ويبشِّرون بالمسيح يسوع». (اعمال ٥:٤٢) انهم يعلنون للبشر افضل البشائر.
هداية ام تبشير؟
١٢ ما هي الهداية، وكيف صارت تُفهَم؟
١٢ من حيث الاساس، تعني كلمة «هَدى» دلّ على الطريق الصحيح. لكنَّ البعض اليوم يقولون ان الهداية مؤذية. وتتحدث وثيقة نشرها مجمع الكنائس العالمي عن «خطية الهداية». ولماذا؟ يذكر التقرير العالمي الكاثوليكي (بالانكليزية): «من جراء وابل الشكاوى المستمرة من الارثوذكس، اتَّخذت كلمة ‹الهداية› مفهوم الهداية الاجبارية».
١٣ ما هي بعض الامثلة للهداية المؤذية؟
١٣ فهل الهداية مؤذية؟ يمكن ان تكون كذلك. قال يسوع ان هداية الكتبة والفريسيين آذت الاشخاص الذين هدوهم. (متى ٢٣:١٥) ‹فالهداية الاجبارية› خطأ حتما. مثلا، استنادا الى المؤرخ يوسيفوس، عندما اخضع المكابي يوحنا هيركانوس الادوميين، «سمح لهم بالبقاء في بلدهم شرط ان يُختتنوا ويكونوا على استعداد لحفظ شرائع اليهود». فإذا اراد الادوميون العيش تحت الحكم اليهودي، وجب عليهم ممارسة الدين اليهودي. ويخبرنا المؤرخون انه في القرن الثامن بعد الميلاد، اخضع شارلمان السكسون الوثنيين في شمالي اوروپا وأجبرهم بوحشية على الاهتداء.a ولكن هل كان السكسون او الادوميون مخلصين في اهتدائهم؟ مثلا، الى ايّ حدّ كان الملك هيرودس الادومي، الذي حاول قتل الطفل يسوع، مخلصا في التصاقه بشريعة موسى الموحى بها من اللّٰه؟ — متى ٢:١-١٨.
١٤ كيف يضغط بعض مرسلي العالم المسيحي على الناس لكي يهتدوا؟
١٤ وهل هنالك اليوم هداية إجبارية؟ نعم، في حالات معيّنة. فقد قيل ان بعض مرسلي العالم المسيحي يقدِّمون للناس مِنَحا خارج بلدهم بغية هدايتهم. او قد يجعلون لاجئا يتضور جوعا يستمع الى عظة لكي يحصل على حصة من الطعام. وكما ذكر تصريح صدر سنة ١٩٩٢ عن مؤتمر للاساقفة الارثوذكس، «تحدث الهداية احيانا عن طريق الاغراء المادي وأحيانا عن طريق مختلف انواع العنف».
١٥ هل يهدي شهود يهوه الناس بالمعنى الذي قد يفهمه البعض اليوم؟ أوضحوا.
١٥ ان الضغط على الناس لتغيير دينهم امر خاطئ. طبعا، لا يتصرف شهود يهوه بهذه الطريقة.b ولذلك، فهم لا يمارسون الهداية بالمعنى الذي قد يفهمه البعض اليوم، لكنهم يكرزون بالبشارة للجميع، تماما مثل مسيحيي القرن الاول. وكل مَن يتجاوب طوعا يُدعى الى اخذ المزيد من المعرفة بواسطة درس في الكتاب المقدس. فهؤلاء المهتمون يتعلّمون كيف يكون لهم ايمان باللّٰه ووعوده، ايمان مؤسس بشكل راسخ على معرفة الكتاب المقدس الدقيقة. ونتيجة لذلك، يدعون باسم اللّٰه، يهوه، الامر الذي يجلب لهم الخلاص. (روما ١٠:١٣، ١٤، ١٧) وسواء قبِل الناس البشارة ام لا، فهذه مسألة اختيار شخصي ليس فيها إكراه. فالاهتداء يكون بلا معنى اذا كان عن طريق الإكراه. فلتكون العبادة مقبولة لدى اللّٰه، يجب ان تكون من القلب. — تثنية ٦:٤، ٥؛ ١٠:١٢.
التبشير في الازمنة العصرية
١٦ كيف نما عمل التبشير الذي يقوم به شهود يهوه في الازمنة العصرية؟
١٦ في الازمنة العصرية، يكرز شهود يهوه ببشارة الملكوت في إتمام اوسع لمتى ٢٤:١٤. والاداة البارزة التي يستخدمونها في عملهم التبشيري هي مجلة برج المراقبة.c ففي سنة ١٨٧٩، عندما صدرت النسخ الاولى من برج المراقبة، كان يُوزَّع من هذه المجلة نحو ٠٠٠,٦ نسخة بلغة واحدة. أما في سنة ٢٠٠١، بعد اكثر من ١٢٢ سنة، فقد بلغ معدل التوزيع ٠٠٠,٠٤٢,٢٣ نسخة بـ ١٤١ لغة. ويرافق هذه الزيادة النمو في نشاط شهود يهوه التبشيري. قارنوا الآلاف القليلة من الساعات التي كانت تُصرَف كل سنة في عمل التبشير خلال القرن الـ ١٩ بالـ ٢٢٥,٠٨٢,١٦٩,١ ساعة التي خُصِّصت لعمل الكرازة سنة ٢٠٠١. تأملوا في الـ ٧٠٢,٩٢١,٤ درسا مجانيا في الكتاب المقدس التي عُقدت كمعدّل كل شهر. فيا لضخامة العمل الرائع الذي يُنجَز! وقد قام بهذا العمل نحو ٦٦٦,١١٧,٦ كارزا نشيطا بالملكوت.
١٧ (أ) ايّ نوع من الآلهة الباطلة تُعبَد اليوم؟ (ب) ماذا يجب ان يسمع كل شخص مهما كانت لغته، قوميته، او حالته الاجتماعية؟
١٧ يقول صاحب المزمور: «كل آلهة الشعوب اصنام اما الرب فقد صنع السموات». (مزمور ٩٦:٥) ففي العالم اليوم، صارت القومية، الرموز الوطنية، المشاهير، الامور المادية، حتى الغنى نفسه امورا يعبدها الناس. (متى ٦:٢٤؛ افسس ٥:٥؛ كولوسي ٣:٥) قال موهانداس ك. غاندي ذات مرة: «اعتقادي راسخ ان . . . اوروپا هي مسيحية بالاسم فقط. فعليا، انها تعبد الغنى». وفي الواقع، يجب ان يسمع الجميع اينما كانوا البشارة. فكل شخص، مهما كانت لغته، قوميته، او حالته الاجتماعية، يجب ان يعرف عن يهوه ومقاصده. ونرجو ان يتجاوب الجميع مع كلمات صاحب المزمور: «قدِّموا للرب يا قبائل الشعوب قدِّموا للرب مجدا وقوة. قدِّموا للرب مجد اسمه». (مزمور ٩٦:٧، ٨) وشهود يهوه يساعدون الآخرين على التعلم عن يهوه لكي يقدِّموا له المجد. والذين يتجاوبون يستفيدون كثيرا. فأية فوائد يحصدونها؟ هذا ما ستناقشه المقالة التالية.
[الحواشي]
a استنادا الى دائرة المعارف الكاثوليكية (بالانكليزية)، جرى التعبير عن فرض الدين على الناس خلال فترة الاصلاح بواسطة شعار لاتيني يعني: الحاكم هو من يقرر دين مقاطعته.
b في اجتماع للجنة الحرية الدينية الاممية في الولايات المتحدة في ١٦ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٠، ميَّز احد المشاركين بين الذين يحاولون الهداية بطريقة اجبارية وبين نشاط شهود يهوه. وذُكِر انه عندما يكرز شهود يهوه للآخرين، يمكن للشخص ان يقول «انا لست مهتما» ويغلق الباب.
c العنوان الكامل للمجلة هو برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه.
-
-
بركات البشارةبرج المراقبة ٢٠٠٢ | ١ كانون الثاني (يناير)
-
-
بركات البشارة
«الرب مسحني لأبشر المساكين ارسلني لأعصب منكسري القلب . . . لأعزي كل النائحين». — اشعياء ٦١:١، ٢.
١، ٢ (أ) ماذا كشف يسوع عن نفسه، وكيف؟ (ب) اية بركات جلبتها البشارة التي اعلنها يسوع؟
في يوم سبت، دخل يسوع وهو بعد في بداية خدمته مجمع الناصرة. وبحسب السجل، «أُعطي درج النبي إشعيا، ففتح الدرج ووجد المكان المكتوب فيه: ‹روح يهوه علي، لأنه مسحني لأبشر›». وبعد ان تابع يسوع قراءة المزيد من المقطع النبوي، جلس وقال: «اليوم تمت هذه الآية التي قد سمعتموها». — لوقا ٤:١٦-٢١.
٢ بهذا كشف يسوع انه المبشِّر المنبأ به الذي يحمل معه رسالة تعزية. (متى ٤:٢٣) وكم كانت البشائر التي اعلنها مفرحة حقا! قال لسامعيه: «انا نور العالم. من يتبعني فلن يمشي ابدا في الظلمة، بل يكون له نور الحياة». (يوحنا ٨:١٢) وقال ايضا: «إنْ ثبتم في كلمتي، تكونون حقا تلاميذي، وتعرفون الحق، والحق يحرركم». (يوحنا ٨:٣١، ٣٢) نعم، كان عند يسوع «كلام الحياة الابدية». (يوحنا ٦:٦٨، ٦٩) فيا للنور، الحياة، والحرية من بركات يجب تقديرها!
٣ اية بشارة كرز بها تلاميذ يسوع؟
٣ بعد يوم الخمسين سنة ٣٣ بم، تابع تلاميذ يسوع عمل التبشير. فقد كرزوا «ببشارة الملكوت» للاسرائيليين وللامم. (متى ٢٤:١٤؛ اعمال ١٥:٧؛ روما ١:١٦) والذين تجاوبوا تعرّفوا بيهوه اللّٰه. كما انهم تحرروا من العبودية الدينية وصاروا جزءا من الامة الروحية الجديدة، «اسرائيل اللّٰه»، التي يملك اعضاؤها رجاء الحكم الى الابد في السماء مع سيدهم، يسوع المسيح. (غلاطية ٥:١؛ ٦:١٦؛ افسس ٣:٥-٧؛ كولوسي ١:٤، ٥؛ كشف ٢٢:٥) ويا لها من بركات سخية!
التبشير اليوم
٤ كيف يُتمَّم التفويض بالكرازة بالبشارة اليوم؟
٤ واليوم، لا يزال المسيحيون الممسوحون بمؤازرة ‹الجمع الكثير› المتزايد من ‹الخراف الاخر› يتمِّمون التفويض النبوي الذي أُعطي في الاصل ليسوع. (كشف ٧:٩؛ يوحنا ١٠:١٦) ونتيجة لذلك، يُكرَز بالبشارة على نطاق لم يسبق له مثيل. ففي ٢٣٥ بلدا ومقاطعة، يذهب شهود يهوه ‹ليبشروا المساكين ليعصبوا منكسري القلب لينادوا للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق. لينادوا بسنة مقبولة للرب وبيوم انتقام لإلهنا ليعزّوا كل النائحين›. (اشعياء ٦١:١، ٢) فعمل التبشير المسيحي لا يزال يجلب البركات لكثيرين والتعزية الحقيقية ‹للذين هم في ضيقة ايًّا كان نوعها›. — ٢ كورنثوس ١:٣، ٤.
٥ كيف يختلف شهود يهوه عن كنائس العالم المسيحي في مجال الكرازة بالبشارة؟
٥ تدعم كنائس العالم المسيحي اساليب تبشيرية معيّنة. فكثير منها يرسل مرسلين لهداية الناس في بلدان اخرى. مثلا، تخبر مجلة المركز الارسالي المسيحي الارثوذكسي (بالانكليزية) عن نشاط المرسلين الارثوذكس في تنزانيا، جنوبي افريقيا، زمبابوي، ومدغشقر. لكنَّ الاغلبية الساحقة في الكنيسة الارثوذكسية، كما في كنائس العالم المسيحي الاخرى، لا تشترك في هذا العمل. بالتباين، يسعى جميع شهود يهوه المنتذرين الى الاشتراك في عمل التبشير. وهم يدركون ان إعلان البشارة دليل على اصالة ايمانهم. قال بولس: «بالقلب يمارس المرء الايمان للبر، وبالفم يقوم بإعلان جهري للخلاص». فالإيمان الذي لا يدفع الى العمل هو في الواقع ايمان ميت. — روما ١٠:١٠؛ يعقوب ٢:١٧.
الكرازة التي تجلب بركات ابدية
٦ اية بشارة يُكرَز بها اليوم؟
٦ يكرز شهود يهوه بأفضل البشائر قاطبة. فهم يفتحون كتبهم المقدسة ويُظهِرون للمتجاوبين ان يسوع بذل حياته ذبيحة ليمنح الجنس البشري وسيلة للاقتراب الى اللّٰه، غفران الخطايا، ورجاء الحياة الابدية. (يوحنا ٣:١٦؛ ٢ كورنثوس ٥:١٨، ١٩) كما يعلنون ان ملكوت اللّٰه تأسس في السماء برئاسة الملك المعيّن، يسوع المسيح، وأنه سيمحو قريبا الشر من الارض ويشرف على ردّ الفردوس. (كشف ١١:١٥؛ ٢١:٣، ٤) وإتماما لنبوة اشعيا، يخبرون قريبهم ان الايام التي نعيش فيها هي ‹سنة الرب المقبولة› حين لا يزال بإمكان الجنس البشري التجاوب مع البشارة. ويحذِّرون ايضا من اقتراب ‹يوم انتقام الهنا›، حين سيهلك يهوه فاعلي السوء غير التائبين. — مزمور ٣٧:٩-١١.
٧ ايّ اختبار هو دليل على وحدة شهود يهوه، وما هو سبب هذه الوحدة التي يتمتعون بها؟
٧ في عالم تُحدِق به المآسي والكوارث، هذه هي البشارة الوحيدة التي لها فوائد ابدية. والذين يقبلونها يصبحون جزءا من معشر إخوة عالمي متَّحد من المسيحيين الذين لا يسمحون للاختلافات القومية، القبلية، او الاقتصادية بتقسيمهم. فقد ‹لبسوا المحبة، رباط الوحدة الكامل›. (كولوسي ٣:١٤؛ يوحنا ١٥:١٢) وهذا ما حدث السنة الماضية في احد البلدان الافريقية. فذات صباح، استفاقت العاصمة على دوي المدافع. فقد كانت هنالك محاولة لقلب الحكم. وعندما اتخذت الحوادث طابعا عرقيا، انتُقدت على عائلة من الشهود محاولتها حماية شهود من عرق آخر. فأجابت العائلة: «لا يوجد في بيتنا سوى اشخاص من شهود يهوه». فما كان مهما في نظرهم هو المحبة المسيحية، او تزويد التعزية لمَن هم بحاجة، لا الاختلافات العرقية. علَّقت نسيبة لهم ليست من الشهود: «من كل الاديان خان افراد اشخاصا من دينهم، ما عدا شهود يهوه». وتُظهِر حوادث مماثلة عديدة من بلدان تمزقها النزاعات الاهلية ان شهود يهوه لديهم حقا ‹محبة لكامل معشر الإخوة›. — ١ بطرس ٢:١٧.
البشارة تغيِّر الناس
٨، ٩ (أ) اية تغييرات يقوم بها الذين يقبلون البشارة؟ (ب) ايّ اختبارَين يُظهران قوة البشارة؟
٨ ان البشارة لها علاقة بما دعاه بولس «الحياة الحاضرة والآتية». (١ تيموثاوس ٤:٨) فهي لا تمنح رجاء رائعا اكيدا بالمستقبل فحسب، بل تحسِّن «الحياة الحاضرة» ايضا. كما ان كلمة اللّٰه، الكتاب المقدس، ترشد كل فرد من شهود يهوه ليعيش بانسجام مع مشيئة اللّٰه. (مزمور ١١٩:١٠١) فتتجدَّد شخصياتهم عندما ينمّون صفات مثل البر والولاء. — افسس ٤:٢٤.
٩ تأملوا في مثال فرانكو الذي كان شخصا غضوبا. فإذا ما حدث امر لا يعجبه، ثارت ثائرته وابتدأ بتكسير الاشياء. ولكن عندما ابتدأت زوجته تدرس الكتاب المقدس مع شهود يهوه، ساعده مثالهم المسيحي تدريجيا على الادراك ان عليه التغيُّر. فدرس الكتاب المقدس معهم وتمكن اخيرا من الاعراب عن السلام وضبط النفس اللذين هما من ثمر الروح القدس. (غلاطية ٥:٢٢، ٢٣) وكان احد الـ ٤٩٢ الذين اعتمدوا في بلجيكا خلال سنة الخدمة ٢٠٠١. تأملوا ايضا في مثال اليخاندرو. لقد ادمن هذا الشاب على المخدِّرات لدرجة انه صار يعتمد على النفايات لإعالة نفسه. فكان يأخذ منها ما يستطيع بيعه ليدعم عادة الادمان. وعندما عرض عليه شهود يهوه وهو لا يزال في الـ ٢٢ من عمره درس الكتاب المقدس، وافق. فصار يقرأ الكتاب المقدس يوميا ويحضر الاجتماعات المسيحية. كما طهَّر حياته بسرعة كبيرة وفي اقل من ستة اشهر تمكَّن من الاشتراك في عمل التبشير. وقد كان واحدا من الـ ١١٥,١٠ مبشِّرا السنة الماضية في پاناما.
البشارة — بركة للمساكين
١٠ مَن يتجاوبون مع البشارة، وكيف تتغير نظرتهم؟
١٠ تنبأ اشعيا انه سيُكرَز بالبشارة للمساكين. ومَن هم هؤلاء المساكين؟ انهم الذين يدعوهم سفر الاعمال ‹الميالين بالصواب الى الحياة الابدية›. (اعمال ١٣:٤٨) فهم اشخاص متواضعون من كل طبقات المجتمع يفتحون قلوبهم لرسالة الحق. ويتعلمون ان فعل مشيئة اللّٰه يجلب بركات اكثر بكثير مما يمكن لهذا العالم ان يقدِّم. (١ يوحنا ٢:١٥-١٧) ولكن كيف يبلغ شهود يهوه القلب في عملهم التبشيري؟
١١ كيف ينبغي ان يُكرَز بالبشارة، كما اشار بولس؟
١١ تأملوا في مثال الرسول بولس الذي كتب الى الكورنثيين: «انا لما جئت اليكم، ايها الإخوة، ما جئت ببلاغة الكلام او الحكمة معلِنا لكم سر اللّٰه المقدس. فإني قررت ألا اعرف شيئا بينكم إلا يسوع المسيح، وإياه معلقا على خشبة». (١ كورنثوس ٢:١، ٢) فلم يحاول بولس التأثير في سامعيه بواسطة معرفته. فما علَّمه لم يكن سوى حقائق مؤكَّدة من اللّٰه، حقائق مسجَّلة اليوم في الكتاب المقدس. لاحظوا ايضا تشجيع بولس لتيموثاوس الذي عمل معه كمبشِّر: «اكرز بالكلمة، ألح في ذلك». (٢ تيموثاوس ٤:٢) فكان على تيموثاوس ان يكرز «بالكلمة»، رسالة اللّٰه. كما كتب بولس الى تيموثاوس: «ابذل قصارى جهدك ان تقرِّب نفسك للّٰه مرضيا، عاملا ليس عليه ما يخجل منه، مستعملا كلمة الحق بطريقة صائبة». — ٢ تيموثاوس ٢:١٥.
١٢ كيف يصغي شهود يهوه اليوم لكلمات بولس ويقتدون بمثاله؟
١٢ يقتدي شهود يهوه بمثال بولس ويصغون لكلماته الى تيموثاوس. وهم يعترفون بفعّالية كلمة اللّٰه ويستفيدون منها في اختيار كلمات مناسبة لمنح الرجاء والتعزية لقريبهم. (مزمور ١١٩:٥٢؛ ٢ تيموثاوس ٣:١٦، ١٧؛ عبرانيين ٤:١٢) صحيح انهم يستخدمون المطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس لينال المهتمون معرفة الكتاب المقدس في اوقات فراغهم، لكنهم يسعون دائما الى إظهار كلمات الاسفار المقدسة لهم. فهم يعرفون ان كلمة اللّٰه الموحى بها ستؤثر في قلوب المتواضعين وستقوّي ايمانهم هم ايضا.
‹عزّوا كل النائحين›
١٣ اية حوادث جرت سنة ٢٠٠١ صار من الضروري على اثرها منح التعزية للنائحين؟
١٣ شهدت سنة ٢٠٠١ كوارث عديدة. لذلك كان هنالك اشخاص كثيرون بأمس الحاجة الى التعزية. وما حدث في الولايات المتحدة في ايلول (سبتمبر) الماضي هو مثال بارز لذلك. فقد حدثت هجمات ارهابية على مركز التجارة العالمي في نيويورك والپانتاڠون قرب العاصمة واشنطن. كم كانت الصدمة التي سببتها هذه الهجمات شديدة للبلد بكامله! وفي ظروف كهذه، يحاول شهود يهوه إتمام تفويضهم ان ‹يعزوا كل النائحين›. والاختبارات التالية ستوضح كيف يقومون بذلك.
١٤، ١٥ كيف تمكَّن الشهود في مناسبتين من استخدام الآيات بفعّالية لتعزية النائحين؟
١٤ اقتربت شاهدة مبشِّرة كامل الوقت من سيدة تسير على الرصيف وسألتها عن رأيها في الهجمات الارهابية التي حصلت مؤخرا. فأخذت المرأة تبكي وقالت انها تشعر بالأسى وتتمنى لو تستطيع مدّ يد المساعدة. فأخبرتها الشاهدة ان اللّٰه مهتم كثيرا بنا جميعا وقرأت اشعياء ٦١:١، ٢. فأحست السيدة ان هذه الكلمات الموحى بها من اللّٰه منطقية لأن الجميع نائحون فعلا. وقبلت نشرة وطلبت من الشاهدة ان تزورها في بيتها.
١٥ التقى شاهدان وهما يبشِّران رجلا في عمله. فعرضا عليه ان يُرياه كلمات تعزية من الاسفار المقدسة نظرا الى المأساة التي حلت مؤخرا بمركز التجارة العالمي. وبعد موافقته، قرأا عليه ٢ كورنثوس ١:٣-٧ التي تقول: «تكثر بالمسيح التعزية». فقدَّر الرجل كثيرا ما يقوم به هذان الشاهدان لتعزية الآخرين وقال لهما: «ليبارك اللّٰه العمل الرائع الذي تقومان به».
١٦، ١٧ ايّ اختبارَين يُظهِران قدرة الكتاب المقدس على مساعدة الحزانى او المضطربين بسبب المآسي؟
١٦ التقى شاهد في زيارته لاشخاص مهتمين ابن امرأة سبق فأظهرت اهتماما. فأوضح له انه يريد الاطمئنان على احوال الناس بعد المأساة التي حدثت مؤخرا. عبّر الرجل عن دهشته لأن الشاهد يخصِّص الوقت لزيارة الناس والاطمئنان عليهم. وقال انه كان يعمل في مكان قريب من مركز التجارة العالمي عندما وقع الهجوم وقد شاهد كل ما حدث. وعندما سأل لماذا يسمح اللّٰه بالألم، قرأ الشاهد آيات من الكتاب المقدس، بما في ذلك المزمور ٣٧:٣٩ الذي يقول: «خلاص الصدِّيقين . . . من قِبل الرب حصنهم في زمان الضيق». فسأل الرجل بلطف عن احوال الشاهد وعائلته، دعاه الى العودة، وعبَّر عن تقديره العميق للزيارة.
١٧ من بين آلاف النائحين الذين عزّاهم شهود يهوه في الايام التي تلت الهجمات الارهابية سيدة التقاها الشهود وهم يزورون الناس في جوارهم. لقد كانت مضطربة كثيرا بسبب ما حدث. فأصغت اليهم وهم يقرأون المزمور ٧٢:١٢-١٤: «ينجِّي الفقير المستغيث والمسكين اذ لا معين له. يشفق على المسكين والبائس ويخلّص انفس الفقراء. من الظلم والخطف يفدي انفسهم ويُكرَم دمهم في عينيه». وكم كانت هذه الكلمات مهمة بالنسبة اليها! فطلبت من الشهود ان يقرأوا الاعداد مرة اخرى ودعتهم الى بيتها لمتابعة المناقشة. وفي نهاية الحديث ابتدأوا بدرس في الكتاب المقدس معها.
١٨ كيف ساعد احد الشهود الناس عندما طُلب منه تمثيلهم في الصلاة؟
١٨ يعمل احد الشهود في مطعم يقع في منطقة للاثرياء لم يُظهر الناس فيها الكثير من الاهتمام بالبشارة بالملكوت. ولكن بعد الهجمات الارهابية، خاف الناس كثيرا هناك. ويوم الجمعة مساء بعد الهجوم، دعت مديرة المطعم الجميع الى الخروج وإضاءة الشموع والوقوف دقيقة صمت إحياء لذكرى الضحايا. فخرج الشاهد مراعاة لمشاعرهم، لكنه وقف جانبا بصمت على الرصيف. ثم طلبت منه المديرة ان يمثِّل الجميع في صلاة بما انها كانت تعرف انه خادم من شهود يهوه. فوافق الشاهد. وفي صلاته، ذكر حالة النوح السائدة لكنه قال ان النائحين لا يجب ان يحزنوا دون رجاء. كما تحدث عن وقت لن تحصل فيه حوادث مريعة كهذه وقال ان الجميع بإمكانهم الاقتراب الى اله التعزية بواسطة نيل المعرفة الدقيقة من الكتاب المقدس. وبعد قول «آمين»، اقتربت منه المديرة — وتبعها اكثر من ٦٠ شخصا كانوا قد خرجوا من المطعم — شكرته، وعانقته، قائلة ان الصلاة التي قدَّمها كانت افضل صلاة سمعتها على الاطلاق.
بركة للمجتمع
١٩ ايّ اختبار يُظهِر ان البعض يدركون مقاييس شهود يهوه السامية؟
١٩ كما لاحظ كثيرون، يستفيد المجتمع من وجود شهود يهوه النشاطى، وخصوصا في هذه الايام. فكيف يمكن ألا يكون للاشخاص الذين يروِّجون السلام، الاستقامة، والطهارة الاخلاقية تأثير جيد؟! في احد بلدان آسيا الوسطى، التقى الشهود ضابطا متقاعدا كان سابقا في وكالة امن الدولة. فقال انه كان مكلَّفا بالتحقق من هيئات دينية عديدة. وعندما تحقق من شهود يهوه، تأثر باستقامتهم وسلوكهم الحسن. كما أُعجب بإيمانهم الراسخ وكون تعاليمهم مؤسسة على الاسفار المقدسة. ثم وافق على البدء بدرس في الكتاب المقدس.
٢٠ (أ) ماذا يُظهِر النشاط الذي اخبر عنه شهود يهوه السنة الماضية؟ (ب) ماذا يدل انه لا يزال هنالك الكثير لفعله، وكيف ننظر الى امتياز التبشير الذي نتمتع به؟
٢٠ يتَّضح من الاختبارات المذكورة في هذه المقالة، التي هي مجرد اختبارات قليلة من آلاف الاختبارات التي يمكن سردها، ان شهود يهوه كانوا مشغولين جدا خلال سنة الخدمة ٢٠٠١.a فقد تحدثوا مع ملايين الناس، عزّوا نائحين كثيرين، وقد بورك عملهم التبشيري. فقد رمز ٤٣١,٢٦٣ الى انتذارهم للّٰه بالمعمودية. وحول العالم، ازداد عدد المبشرين بنسبة ٧,١ في المئة. ويشير عدد حضور الذِّكرى السنوية لموت يسوع الذي بلغ ٩٨٦,٣٧٤,١٥ انه لا يزال هنالك الكثير لفعله. (١ كورنثوس ١١:٢٣-٢٦) فلنستمر في البحث عن الذين يتجاوبون مع البشارة. وما دمنا في سنة يهوه المقبولة، فلنستمر في تعزية «منكسري القلب». فما اعظم الامتياز الذي نتمتع به! ولا شك اننا جميعا نردد كلمات اشعيا: «فرحا افرح بالرب. تبتهج نفسي بإلهي». (اشعياء ٦١:١٠) فليستمر اللّٰه في استخدامنا لإتمام كلماته النبوية: «السيد الرب يُنبت برا وتسبيحا امام كل الامم». — اشعياء ٦١:١١.
[الحاشية]
a يحتوي الجدول في الصفحات ١٩ الى ٢٢ تقرير نشاط شهود يهوه خلال سنة الخدمة ٢٠٠١.
-