مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏«كرز لهم بالمسيح»‏
    اشهدوا كاملا عن ملكوت اللّٰه
    • فِيلِبُّسُ «ٱلْمُبَشِّرُ»‏

      عِنْدَمَا بَدَّدَ ٱلِٱضْطِهَادُ أَتْبَاعَ ٱلْمَسِيحِ،‏ ذَهَبَ فِيلِبُّسُ إِلَى ٱلسَّامِرَةِ.‏ وَعَلَى مَا يَبْدُو،‏ تَعَاوَنَ تَعَاوُنًا لَصِيقًا مَعَ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ.‏ فَٱلرِّوَايَةُ تُخْبِرُنَا:‏ «لَمَّا سَمِعَ ٱلرُّسُلُ فِي أُورُشَلِيمَ أَنَّ ٱلسَّامِرَةَ قَدْ قَبِلَتْ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ،‏ أَرْسَلُوا إِلَيْهِمْ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا».‏ نَتِيجَةً لِذٰلِكَ،‏ نَالَ هٰؤُلَاءِ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْجُدُدُ هِبَةَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ —‏ اع ٨:‏١٤-‏١٧‏.‏

      فيلبس في مركبة مع الخصي الحبشي

      يُنْهِي ٱلْأَعْمَالُ ٱلْإِصْحَاحُ ٨ ٱلْحَدِيثَ عَنْ فِيلِبُّسَ،‏ وَلَا يَرِدُ ذِكْرُهُ مُجَدَّدًا إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً فِي ٱلْأَعْمَال ٢١‏.‏ فَبَعْدَ نَحْوِ ٢٠ سَنَةً عَلَى كِرَازَتِهِ فِي ٱلسَّامِرَةِ،‏ نَقْرَأُ أَنَّ بُولُسَ وَمَنْ مَعَهُ نَزَلُوا فِي بَتُولِمَايِسَ فِيمَا كَانُوا مُتَّجِهِينَ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي نِهَايَةِ ٱلرِّحْلَةِ ٱلْإِرْسَالِيَّةِ ٱلثَّالِثَةِ.‏ ثُمَّ يَرْوِي لُوقَا مَا حَصَلَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي،‏ قَائِلًا:‏ «اِنْطَلَقْنَا وَجِئْنَا إِلَى قَيْصَرِيَّةَ،‏ وَدَخَلْنَا بَيْتَ فِيلِبُّسَ ٱلْمُبَشِّرِ،‏ ٱلَّذِي كَانَ وَاحِدًا مِنَ ٱلسَّبْعَةِ،‏ وَمَكَثْنَا عِنْدَهُ.‏ وَكَانَ لِهٰذَا أَرْبَعُ بَنَاتٍ عَذَارَى يَتَنَبَّأْنَ».‏ —‏ اع ٢١:‏٨،‏ ٩‏.‏

      نَسْتَنْتِجُ مِنْ هٰذِهِ ٱلْآيَةِ أَنَّ فِيلِبُّسَ ٱسْتَقَرَّ فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ ٱلَّتِي عُيِّنَ لِلْكِرَازَةِ فِيهَا وَأَنَّهُ كَانَ رَبَّ عَائِلَةٍ.‏ وَيَجْدُرُ بِنَا ٱلتَّوَقُّفُ عِنْدَ لَقَبِ «ٱلْمُبَشِّرِ» ٱلَّذِي يَذْكُرُهُ لُوقَا.‏ فَٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تَسْتَخْدِمُ هٰذَا ٱلتَّعْبِيرَ لِلْإِشَارَةِ إِلَى أَشْخَاصٍ يَتْرُكُونَ مَوْطِنَهُمْ بُغْيَةَ ٱلْكِرَازَةِ فِي مَنَاطِقَ لَمْ تَصِلْهَا ٱلْبِشَارَةُ بَعْدُ.‏ وَعَلَيْهِ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ غَيْرَةَ فِيلِبُّسَ ظَلَّتْ مُتَّقِدَةً.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّهُ غَرَسَ فِي عَائِلَتِهِ مَحَبَّةَ يَهْوَهَ وَٱلرَّغْبَةَ فِي خِدْمَتِهِ،‏ إِذْ إِنَّ بَنَاتِهِ ٱلْأَرْبَعَ كُنَّ يَتَنَبَّأْنَ.‏

  • ‏«كرز لهم بالمسيح»‏
    اشهدوا كاملا عن ملكوت اللّٰه
    • ‏«اَلَّذِينَ تَبَدَّدُوا ٱجْتَازُوا مُبَشِّرِينَ بِٱلْكَلِمَةِ» (‏اعمال ٨:‏٤-‏٨‏)‏

      ٣ (‏أ)‏ مَنْ هُوَ فِيلِبُّسُ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ لَمْ تَبْلُغِ ٱلْبِشَارَةُ بَعْدُ مُعْظَمَ سُكَّانِ ٱلسَّامِرَةِ،‏ وَلٰكِنْ بِمَ أَنْبَأَ يَسُوعُ فِي هٰذَا ٱلْخُصُوصِ؟‏

      ٣ كَانَ فِيلِبُّسُ وَاحِدًا مِنَ «ٱلَّذِينَ تَبَدَّدُوا».‏a (‏اع ٨:‏٤‏؛‏ اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏فِيلِبُّسُ ‹ٱلْمُبَشِّرُ›‏‏».‏)‏ وَقَدْ ذَهَبَ إِلَى مَدِينَةِ ٱلسَّامِرَةِ حَيْثُ لَمْ تَبْلُغْ رِسَالَةُ ٱلْمَلَكُوتِ سِوَى قِلَّةٍ مِنَ ٱلسُّكَّانِ.‏ فَيَسُوعُ أَوْصَى تَلَامِيذَهُ فِي ٱلسَّابِقِ،‏ قَائِلًا:‏ «إِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لَا تَدْخُلُوا،‏ بَلِ ٱذْهَبُوا بِٱلْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ ٱلضَّائِعَةِ».‏ (‏مت ١٠:‏٥،‏ ٦‏)‏ لٰكِنَّ ٱلْمَسِيحَ كَانَ يُدْرِكُ أَنَّ تَلَامِيذَهُ سَيُؤَدُّونَ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ شَهَادَةً كَامِلَةً هُنَاكَ.‏ فَقَبْلَ صُعُودِهِ إِلَى ٱلسَّمَاءِ قَالَ لَهُمْ:‏ «تَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَٱلسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ».‏ —‏ اع ١:‏٨‏.‏

      ٤ هَلْ تَجَاوَبَ ٱلسَّامِرِيُّونَ مَعَ كِرَازَةِ فِيلِبُّسَ،‏ وَمَاذَا رُبَّمَا أَسْهَمَ فِي ذٰلِكَ؟‏

      ٤ وَجَدَ فِيلِبُّسُ أَنَّ ٱلسَّامِرَةَ «ٱبْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ».‏ (‏يو ٤:‏٣٥‏)‏ وَبِٱلْفِعْلِ أَنْعَشَتْ رِسَالَتُهُ قُلُوبَ ٱلسَّامِرِيِّينَ وَأَثْلَجَتْ صُدُورَهُمْ.‏ فَٱلْعَلَاقَاتُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ٱلْيَهُودِ كَانَتْ مَقْطُوعَةً تَمَامًا،‏ حَتَّى إِنَّ مُعْظَمَ ٱلْيَهُودِ ٱحْتَقَرُوهُمْ.‏ وَلٰكِنْ هَا هُمْ يَرَوْنَ أَنَّ ٱلْبِشَارَةَ لَا تُمَيِّزُ أَلْبَتَّةَ بَيْنَ فِئَةٍ وَأُخْرَى عَلَى عَكْسِ تَفْكِيرِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ ٱلْمَحْدُودِ.‏ فَحِينَ كَرَزَ فِيلِبُّسُ بِغَيْرَةٍ وَدُونَ تَمْيِيزٍ لِلسَّامِرِيِّينَ بَيَّنَ أَنَّ نَظْرَتَهُ بَعِيدَةٌ كُلَّ ٱلْبُعْدِ عَنِ ٱلتَّحَيُّزِ.‏ فَلَا عَجَبَ إِذًا أَنَّ جُمُوعًا مِنَ ٱلسَّامِرِيِّينَ ‹ٱنْتَبَهُوا مَعًا› لِمَا يَقُولُ.‏ —‏ اع ٨:‏٦‏.‏

      ٥-‏٧ اُذْكُرُوا أَمْثِلَةً تُبَيِّنُ كَيْفَ يُسَاعِدُ تَبْدِيدُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ عَلَى نَشْرِ ٱلْبِشَارَةِ.‏

      ٥ وَمَاذَا عَنْ أَيَّامِنَا؟‏ هَلْ يَنْجَحُ ٱلْمُقَاوِمُونَ فِي إِسْكَاتِنَا؟‏ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ!‏ فَمَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ لَا يُؤَدِّي تَرْحِيلُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَوْ سَجْنُهُمْ إِلَّا إِلَى نَشْرِ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي مُقَاطَعَاتٍ جَدِيدَةٍ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ تَمَكَّنَ شُهُودُ يَهْوَهَ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ مِنْ تَقْدِيمِ شَهَادَةٍ رَائِعَةٍ فِي مُعَسْكَرَاتِ ٱلِٱعْتِقَالِ ٱلنَّازِيَّةِ.‏ يَرْوِي شَخْصٌ يَهُودِيٌّ ٱلْتَقَى ٱلشُّهُودَ هُنَاكَ:‏ «إِنَّ ثَبَاتَ ٱلسُّجَنَاءِ ٱلشُّهُودِ أَقْنَعَنِي أَنَّ إِيمَانَهُمْ مُؤَسَّسٌ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ فَصِرْتُ أَنَا نَفْسِي شَاهِدًا».‏

      ٦ وَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ وَصَلَتِ ٱلْبِشَارَةُ إِلَى ٱلْمُقَاوِمِينَ أَنْفُسِهِمْ وَتَجَاوَبُوا مَعَهَا.‏ مَثَلًا عِنْدَمَا نُقِلَ شَاهِدٌ يُدْعَى فْرَانْتِس دِيش إِلَى مُعَسْكَرِ ٱلِٱعْتِقَالِ فِي جُوزَن بِٱلنَّمْسَا،‏ تَمَكَّنَ مِنْ دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَعَ ضَابِطٍ فِي وَحَدَاتِ ٱلْحِمَايَةِ.‏ تَخَيَّلْ فَرْحَتَهُمَا بَعْدَ عِدَّةِ سَنَوَاتٍ حِينَ ٱلْتَقَيَا مُجَدَّدًا فِي مَحْفِلٍ وَكَانَ كِلَاهُمَا فِي صُفُوفِ ٱلْمُبَشِّرِينَ!‏

      ٧ وَتَكَرَّرَ ٱلسِّينَارِيُو نَفْسُهُ عِنْدَمَا هَجَّرَ ٱلِٱضْطِهَادُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ بَلَدٍ إِلَى آخَرَ.‏ إِلَيْكَ مَا حَدَثَ فِي سَبْعِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي عِنْدَمَا رُحِّلَ شُهُودٌ مِنْ مَلَاوِي إِلَى مُوزَمْبِيق.‏ فَقَدْ أَدَّوْا شَهَادَةً مُؤَثِّرَةً وَلَمْ يَتَوَانَوْا حَتَّى بَعْدَمَا وَاجَهُوا ٱلْمُقَاوَمَةَ لَاحِقًا فِي ذٰلِكَ ٱلْبَلَدِ.‏ يَذْكُرُ فْرَنْسِيسْكُو كُوَانَا:‏ «اُعْتُقِلَ بَعْضُنَا مَرَّاتٍ عَدِيدَةً بِسَبَبِ نَشَاطِنَا ٱلْكِرَازِيِّ.‏ وَلٰكِنْ حِينَ تَجَاوَبَ كَثِيرُونَ مَعَ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ تَأَكَّدْنَا أَنَّ ٱللّٰهَ يُسَاعِدُنَا تَمَامًا كَمَا سَاعَدَ مَسِيحِيِّي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ».‏

      ٨ كَيْفَ تُؤَثِّرُ ٱلتَّغَيُّرَاتُ ٱلسِّيَاسِيَّةُ وَٱلِٱقْتِصَادِيَّةُ عَلَى عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ؟‏

      ٨ طَبْعًا،‏ ٱلِٱضْطِهَادُ لَيْسَ ٱلسَّبَبَ ٱلْوَحِيدَ وَرَاءَ تَوَسُّعِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ فِي ٱلْمُقَاطَعَاتِ ٱلْأَجْنَبِيَّةِ.‏ فَفِي ٱلْعُقُودِ ٱلْمَاضِيَةِ مَثَلًا،‏ مَهَّدَتِ ٱلتَّغَيُّرَاتُ ٱلسِّيَاسِيَّةُ وَٱلِٱقْتِصَادِيَّةُ ٱلسَّبِيلَ لِإِيصَالِ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ إِلَى أَشْخَاصٍ مِنْ شَتَّى ٱللُّغَاتِ وَٱلْجِنْسِيَّاتِ.‏ فَقَدْ هَاجَرَ ٱلْبَعْضُ مِنْ مَنَاطِقَ تَشْهَدُ حُرُوبًا وَضِيقَاتٍ ٱقْتِصَادِيَّةً إِلَى مَنَاطِقَ أَكْثَرَ ٱسْتِقْرَارًا حَيْثُ بَاشَرُوا دَرْسَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَتَدَفُّقُ ٱللَّاجِئِينَ هٰذَا أَدَّى إِلَى تَشْكِيلِ مُقَاطَعَاتٍ عَدِيدَةٍ بِلُغَاتٍ أَجْنَبِيَّةٍ.‏ خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ مَدِينَةَ سَان دِيِيغُو بِوِلَايَةِ كَالِيفُورْنْيَا ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ.‏ فَهُنَاكَ يَنْطِقُ ٱلسُّكَّانُ بِأَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ لُغَةٍ.‏ وَقَدْ تَأَسَّسَتْ فِيهَا جَمَاعَاتٌ كَثِيرَةٌ بِلُغَاتٍ أَجْنَبِيَّةٍ.‏ فَمَاذَا عَنْكَ؟‏ هَلْ تَبْذُلُ قُصَارَى جُهْدِكَ لِتَشْهَدَ لِأُنَاسٍ «مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ وَٱلْقَبَائِلِ وَٱلشُّعُوبِ وَٱلْأَلْسِنَةِ» فِي مُقَاطَعَتِكَ؟‏ —‏ رؤ ٧:‏٩‏.‏

      ‏«أَعْطِيَانِي أَنَا أَيْضًا هٰذِهِ ٱلسُّلْطَةَ» (‏اعمال ٨:‏٩-‏٢٥‏)‏

      بطرس يضع يده علی تلميذ جديد،‏ وسيمون الساحر يحمل كيسا من المال»‏

      ‏«لما رأى سيمون انه بوضع ايدي الرسل يُعطى الروح،‏ قدم لهما مالا».‏ —‏ اعمال ٨:‏١٨

      ٩ مَنْ هُوَ سِيمُونُ،‏ وَمَاذَا أَثَارَ إِعْجَابَهُ فِي فِيلِبُّسَ؟‏

      ٩ صَنَعَ فِيلِبُّسُ آيَاتٍ كَثِيرَةً فِي ٱلسَّامِرَةِ كَشِفَاءِ ٱلْمُعَوَّقِينَ وَإِخْرَاجِ ٱلْأَرْوَاحِ ٱلشِّرِّيرَةِ.‏ (‏اع ٨:‏٦-‏٨‏)‏ فَأَبْهَرَتْ مَوَاهِبُهُ ٱلْعَجَائِبِيَّةُ ٱلسُّكَّانَ وَعَلَى وَجْهِ ٱلْخُصُوصِ سَاحِرًا يُدْعَى سِيمُونَ رَفَّعَهُ ٱلنَّاسُ لِدَرَجَةِ أَنْ قَالُوا:‏ «هٰذَا هُوَ قُدْرَةُ ٱللّٰهِ».‏ وَلٰكِنْ بَعْدَمَا شَهِدَ سِيمُونُ بِعَيْنَيْهِ قُدْرَةَ ٱللّٰهِ ٱلْحَقِيقِيَّةَ ٱلَّتِي تَجَلَّتْ فِي عَجَائِبِ فِيلِبُّسَ،‏ ٱنْضَمَّ هُوَ نَفْسُهُ إِلَى صُفُوفِ ٱلْمُؤْمِنِينَ.‏ (‏اع ٨:‏٩-‏١٣‏)‏ غَيْرَ أَنَّ دَوَافِعَهُ سُرْعَانَ مَا وُضِعَتْ عَلَى ٱلْمِحَكِّ.‏ كَيْفَ؟‏

      ١٠ (‏أ)‏ مَاذَا فَعَلَ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا فِي ٱلسَّامِرَةِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا طَلَبَ سِيمُونُ لَمَّا رَأَى ٱلتَّلَامِيذَ ٱلْجُدُدَ يَنَالُونَ رُوحًا قُدُسًا حِينَ يَضَعُ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا أَيْدِيَهُمَا عَلَيْهِمْ؟‏

      ١٠ حِينَ عَلِمَ ٱلرُّسُلُ بِٱزْدِيَادِ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي ٱلسَّامِرَةِ،‏ أَرْسَلُوا بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا إِلَى هُنَاكَ.‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏بُطْرُسُ يَسْتَخْدِمُ ‹مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ ٱلسَّمٰوَاتِ›‏‏».‏)‏ وَعِنْدَ وُصُولِهِمَا،‏ وَضَعَا أَيْدِيَهُمَا عَلَى ٱلتَّلَامِيذِ ٱلْجُدُدِ فَنَالُوا رُوحًا قُدُسًا.‏b وَلَمَّا رَأَى سِيمُونُ ذٰلِكَ بُهِتَ وَطَلَبَ مِنْهُمَا قَائِلًا:‏ «أَعْطِيَانِي أَنَا أَيْضًا هٰذِهِ ٱلسُّلْطَةَ،‏ حَتَّى يَنَالَ رُوحًا قُدُسًا أَيُّ مَنْ أَضَعُ عَلَيْهِ يَدَيَّ».‏ ثُمَّ قَدَّمَ لَهُمَا مَالًا آمِلًا فِي شِرَاءِ هٰذَا ٱلِٱمْتِيَازِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ —‏ اع ٨:‏١٤-‏١٩‏.‏

      ١١ عَلَامَ حَثَّ بُطْرُسُ سِيمُونَ،‏ وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟‏

      ١١ رَدَّ بُطْرُسُ عَلَى سِيمُونَ بِكَلِمَاتٍ حَازِمَةٍ:‏ «لِتَهْلِكْ فِضَّتُكَ مَعَكَ،‏ لِأَنَّكَ ظَنَنْتَ أَنْ تَقْتَنِيَ هِبَةَ ٱللّٰهِ بِمَالٍ!‏ لَيْسَ لَكَ نَصِيبٌ وَلَا قُرْعَةٌ فِي هٰذَا ٱلْأَمْرِ،‏ لِأَنَّ قَلْبَكَ غَيْرُ مُسْتَقِيمٍ عِنْدَ ٱللّٰهِ».‏ ثُمَّ حَثَّهُ عَلَى ٱلتَّوْبَةِ وَٱلصَّلَاةِ طَلَبًا لِلْغُفْرَانِ،‏ قَائِلًا:‏ «تَضَرَّعْ إِلَى يَهْوَهَ،‏ عَسَى أَنْ يُغْفَرَ لَكَ مَا دَبَّرَ قَلْبُكَ».‏ فَكَمَا يَظْهَرُ،‏ لَمْ يَكُنْ سِيمُونُ رَجُلًا شِرِّيرًا.‏ فَهُوَ أَرَادَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلصَّوَابَ،‏ غَيْرَ أَنَّهُ ضَلَّ ٱلسَّبِيلَ آنَذَاكَ.‏ لِذَا ٱلْتَمَسَ مِنَ ٱلرُّسُلِ:‏ «تَضَرَّعَا أَنْتُمَا إِلَى يَهْوَهَ مِنْ أَجْلِي لِكَيْلَا يَأْتِيَ عَلَيَّ شَيْءٌ مِمَّا قُلْتُمَا».‏ —‏ اع ٨:‏٢٠-‏٢٤‏.‏

      ١٢ مَا هِيَ «ٱلسِّيمُونِيَّةُ»،‏ وَكَيْفَ وَقَعَ ٱلْعَالَمُ ٱلْمَسِيحِيُّ فِي شَرَكِهَا؟‏

      ١٢ لَقَدْ أَنَّبَ بُطْرُسُ سِيمُونَ،‏ وَفِي هٰذَا عِبْرَةٌ لَنَا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعَصْرِيِّينَ.‏ حَتَّى إِنَّ بَعْضَ ٱلْمَعَاجِمِ ٱلْعَرَبِيَّةِ أَدْخَلَتِ ٱلتَّعْبِيرَ «ٱلسِّيمُونِيَّةَ» نِسْبَةً إِلَى «سِيمُونَ ٱلسَّاحِرِ».‏ يُعَرِّفُ أَحَدُهَا هٰذِهِ ٱلْكَلِمَةَ عَلَى أَنَّهَا «ٱلِٱرْتِقَاءُ إِلَى ٱلْمَرَاتِبِ ٱلرُّوحِيَّةِ بِٱلْمَالِ».‏ وَعَلَى مَرِّ ٱلْعُصُورِ،‏ ٱسْتَشْرَتِ ٱلسِّيمُونِيَّةُ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ ٱلْمُرْتَدِّ.‏ تَأْكِيدًا عَلَى ذٰلِكَ،‏ وَرَدَ فِي دَائِرَةُ ٱلْمَعَارِفِ ٱلْبَرِيطَانِيَّةُ فِي طَبْعَتِهَا ٱلتَّاسِعَةِ (‏١٨٧٨)‏ مَا يَلِي:‏ «إِنَّ ٱلتَّمَعُّنَ فِي مَجَامِعِ ٱلْكَرَادِلَةِ ٱلْمُغْلَقَةِ ٱلْمُنْعَقِدَةِ حَتَّى يَوْمِنَا لَا يَتْرُكُ مَجَالًا لِلشَّكِّ أَنَّ ٱلسِّيمُونِيَّةَ لَطَّخَتِ ٱلِٱنْتِخَابَاتِ ٱلْبَابَوِيَّةَ كُلَّهَا دُونَ أَيِّ ٱسْتِثْنَاءٍ.‏ وَفِي مُعْظَمِ ٱلْحَالَاتِ،‏ مُورِسَتْ فِي هٰذِهِ ٱلْمَجَامِعِ أَشْنَعُ أَنْوَاعِ ٱلسِّيمُونِيَّةِ وَأَكْثَرُهَا عَلَنِيَّةً».‏

      ١٣ كَيْفَ يَتَجَنَّبُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلسِّيمُونِيَّةَ؟‏

      ١٣ كَمْ ضَرُورِيٌّ إِذًا أَنْ نَحْذَرَ نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ خَطِيَّةِ ٱلسِّيمُونِيَّةِ!‏ فَمِنْ جِهَةٍ،‏ لَا نَلْجَأُ إِلَى ٱلتَّمَلُّقِ أَوِ ٱلْهَدَايَا ٱلْبَاهِظَةِ بِهَدَفِ نَيْلِ مُعَامَلَةٍ مُمَيَّزَةٍ أَوِ ٱمْتِيَازَاتٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ مِمَّنْ يَبْدُو أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَى مَنْحِهَا.‏ وَمِنْ جِهَةٍ أُخْرَى،‏ يَحْذَرُ ٱلنُّظَّارُ أَنْفُسُهُمْ مِنَ ٱلتَّحَيُّزِ لِلْأَثْرِيَاءِ.‏ فَكِلْتَا ٱلْحَالَتَيْنِ وَجْهَانِ لِعُمْلَةٍ وَاحِدَةٍ:‏ اَلسِّيمُونِيَّةِ!‏ عِوَضَ ذٰلِكَ،‏ يَسْعَى خُدَّامُ ٱللّٰهِ جَمِيعًا أَنْ يَتَصَرَّفُوا «كَأَصْغَرَ» مُنْتَظِرِينَ رُوحَ يَهْوَهَ لِيُوَجِّهَ ٱلتَّعْيِينَاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ (‏لو ٩:‏٤٨‏)‏ فَلَا مَكَانَ فِي هَيْئَةِ يَهْوَهَ لِمَنْ يَطْلُبُونَ «مَجْدَ أَنْفُسِهِمْ»!‏ —‏ ام ٢٥:‏٢٧‏.‏

      بُطْرُسُ يَسْتَخْدِمُ «مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ ٱلسَّمٰوَاتِ»‏

      قَالَ يَسُوعُ لِبُطْرُسَ:‏ «سَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ ٱلسَّمٰوَاتِ».‏ (‏مت ١٦:‏١٩‏)‏ فَمَاذَا قَصَدَ؟‏ دَلَّتْ هٰذِهِ ‹ٱلْمَفَاتِيحُ› أَنَّ بُطْرُسَ سَيَفْتَحُ ٱلْبَابَ أَمَامَ فِئَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ لِحِيَازَةِ ٱلْمَعْرِفَةِ وَنَيْلِ فُرْصَةِ دُخُولِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ.‏ فَمَتَى ٱسْتَخْدَمَ بُطْرُسُ هٰذِهِ ٱلْمَفَاتِيحَ؟‏

      • اِسْتَعْمَلَ ٱلرَّسُولُ ٱلْمِفْتَاحَ ٱلْأَوَّلَ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م عِنْدَمَا حَثَّ ٱلْيَهُودَ وَٱلْمُتَهَوِّدِينَ عَلَى ٱلتَّوْبَةِ وَٱلْمَعْمُودِيَّةِ.‏ فَٱغْتَنَمَ ٠٠٠‏,٣ تَقْرِيبًا هٰذِهِ ٱلْفُرْصَةَ وَأَصْبَحُوا وَرَثَةً مُحْتَمَلِينَ لِلْمَلَكُوتِ.‏ —‏ اع ٢:‏١-‏٤١‏.‏

      • اِسْتُخْدِمُ ٱلْمِفْتَاحُ ٱلثَّانِي بُعَيْدَ ٱسْتِشْهَادِ إِسْتِفَانُوسَ،‏ حِينَ وَضَعَ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا أَيْدِيَهُمَا عَلَى ٱلسَّامِرِيِّينَ ٱلْمُعْتَمِدِينَ حَدِيثًا فَنَالُوا ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ.‏ —‏ اع ٨:‏١٤-‏١٧‏.‏

      • سَنَةَ ٣٦ ب‌م،‏ ٱسْتَعْمَلَ بُطْرُسُ ٱلْمِفْتَاحَ ٱلثَّالِثَ فَاتِحًا ٱلْبَابَ أَمَامَ ٱلْأُمَمِيِّينَ غَيْرِ ٱلْمَخْتُونِينَ لِيَنَالُوا رَجَاءَ ٱلْمِيرَاثِ ٱلسَّمَاوِيِّ.‏ فَقَدْ شَهِدَ آنَذَاكَ لِكَرْنِيلِيُوسَ،‏ أَوَّلِ أُمَمِيٍّ غَيْرِ مَخْتُونٍ يَعْتَنِقُ ٱلْمَسِيحِيَّةَ.‏ —‏ اع ١٠:‏١-‏٤٨‏.‏

      ‏«أَتَعْرِفُ حَقًّا مَا أَنْتَ تَقْرَأُ؟‏» (‏اعمال ٨:‏٢٦-‏٤٠‏)‏

      ١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ مَنْ هُوَ ٱلْخَصِيُّ ٱلْحَبَشِيُّ،‏ وَكَيْفَ صَادَفَهُ فِيلِبُّسُ؟‏ (‏ب)‏ هَلْ تَجَاوَبَ ٱلرَّجُلُ ٱلْحَبَشِيُّ مَعَ رِسَالَةِ فِيلِبُّسَ،‏ وَهَلْ كَانَتْ مَعْمُودِيَّتُهُ خُطْوَةً مُتَسَرِّعَةً؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ.‏)‏

      ١٤ بِٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلرِّوَايَةِ،‏ وَجَّهَ مَلَاكُ يَهْوَهَ فِيلِبُّسَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى ٱلطَّرِيقِ ٱلَّتِي تَرْبِطُ أُورُشَلِيمَ بِغَزَّةَ.‏ وَسُرْعَانَ مَا أَدْرَكَ هٰذَا ٱلتِّلْمِيذُ ٱلسَّبَبَ حِينَ صَادَفَ خَصِيًّا حَبَشِيًّا جَالِسًا فِي مَرْكَبَتِهِ «يَقْرَأُ ٱلنَّبِيَّ إِشَعْيَا بِصَوْتٍ عَالٍ».‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏مَا ٱلْمَقْصُودُ بِكَلِمَةِ ‹خَصِيٍّ›؟‏‏».‏)‏ إِذَّاكَ دَفَعَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ فِيلِبُّسَ إِلَى ٱلِٱقْتِرَابِ مِنَ ٱلْمَرْكَبَةِ.‏ فَرَكَضَ بِمُحَاذَاتِهَا وَسَأَلَ ٱلْخَصِيَّ:‏ «أَتَعْرِفُ حَقًّا مَا أَنْتَ تَقْرَأُ؟‏».‏ فَأَجَابَهُ:‏ «كَيْفَ يُمْكِنُنِي ذٰلِكَ إِنْ لَمْ يُرْشِدْنِي أَحَدٌ؟‏».‏ —‏ اع ٨:‏٢٦-‏٣١‏.‏

      ١٥ بَعْدَئِذٍ دَعَا ٱلْحَبَشِيُّ فِيلِبُّسَ أَنْ يَصْعَدَ إِلَى ٱلْمَرْكَبَةِ.‏ حَاوِلْ أَنْ تَتَخَيَّلَ ٱلْحَدِيثَ ٱلَّذِي دَارَ بَيْنَهُمَا.‏ فَلَطَالَمَا كَانَتْ هُوِيَّةُ ‹ٱلشَّاةِ› أَوِ ‹ٱلْخَادِمِ› فِي نُبُوَّةِ إِشَعْيَا لُغْزًا.‏ (‏اش ٥٣:‏١-‏١٢‏)‏ وَلٰكِنْ فِيمَا وَاصَلَا ٱلطَّرِيقَ شَرَحَ فِيلِبُّسُ لِلْخَصِيِّ أَنَّ ٱلنُّبُوَّةَ تَمَّتْ فِي يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.‏ وَعَلَى غِرَارِ ٱلْمُعْتَمِدِينَ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م،‏ أَدْرَكَ هٰذَا ٱلْمُتَهَوِّدُ عَلَى ٱلْفَوْرِ مَا عَلَيْهِ فِعْلُهُ.‏ قَالَ:‏ «هُوَذَا مَاءٌ.‏ فَمَاذَا يَمْنَعُ أَنْ أَعْتَمِدَ؟‏».‏ فَعَمَّدَهُ فِيلِبُّسُ دُونَمَا تَأْخِيرٍ.‏c (‏اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏اِعْتَمَدَ فِي ‹مُجْتَمَعِ مَاءٍ›‏‏».‏)‏ وَمِنْ ثَمَّ ٱقْتِيدَ فِيلِبُّسُ إِلَى تَعْيِينٍ جَدِيدٍ فِي أَشْدُودَ حَيْثُ تَابَعَ ٱلْبِشَارَةَ.‏ —‏ اع ٨:‏٣٢-‏٤٠‏.‏

      مَا ٱلْمَقْصُودُ بِكَلِمَةِ «خَصِيٍّ»؟‏

      إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ إِفنُوخوس ٱلْمَنْقُولَةَ إِلَى «خَصِيٍّ» لَا تَعْنِي بِٱلضَّرُورَةِ رَجُلًا فَقَدَ ذُكُورَتَهُ،‏ بَلْ يُمْكِنُ أَنْ تُشِيرَ أَيْضًا إِلَى رَسْمِيٍّ رَفِيعِ ٱلْمُسْتَوَى فِي ٱلْبَلَاطِ ٱلْمَلَكِيِّ.‏ عُمُومًا،‏ كَانَ ٱلْمُشْرِفُونَ عَلَى حَرِيمِ ٱلْمَلِكِ خِصْيَانًا جَسَدِيًّا.‏ إِلَّا أَنَّ مُوَظَّفِي ٱلْبَلَاطِ ٱلْآخَرِينَ كَسَاقِي ٱلْمَلِكِ وَٱلْقَيِّمِ عَلَى ٱلْخَزِينَةِ لَمْ يَكُونُوا كَذٰلِكَ حُكْمًا.‏ وَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلْخَصِيَّ ٱلْحَبَشِيَّ ٱلَّذِي عَمَّدَهُ فِيلِبُّسُ كَانَ رَسْمِيًّا رَفِيعَ ٱلْمُسْتَوَى لِأَنَّهُ أَشْرَفَ عَلَى ٱلْخَزِينَةِ ٱلْمَلَكِيَّةِ،‏ فَتَوَلَّى مَنْصِبَ وَزِيرِ ٱلْمَالِيَّةِ إِنْ جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ.‏

      مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى،‏ كَانَ هٰذَا ٱلرَّجُلُ مُتَهَوِّدًا،‏ أَيْ شَخْصًا أُمَمِيًّا ٱعْتَنَقَ عِبَادَةَ يَهْوَهَ.‏ حَتَّى إِنَّهُ كَانَ عَائِدًا لِتَوِّهِ مِنْ أُورُشَلِيمَ حَيْثُ قَدَّمَ ٱلْعِبَادَةَ.‏ (‏اع ٨:‏٢٧‏)‏ لِذَا مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ ٱلِٱسْتِنْتَاجُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ خَصِيًّا مِنَ ٱلنَّاحِيَةِ ٱلْجَسَدِيَّةِ لِأَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ ٱلْمُوسَوِيَّةَ حَرَّمَتِ ٱنْضِمَامَ أَمْثَالِ هٰؤُلَاءِ إِلَى جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ.‏ —‏ تث ٢٣:‏١‏.‏

      اِعْتَمَدَ فِي «مُجْتَمَعِ مَاءٍ»‏

      كَيْفَ تَتِمُّ ٱلْمَعْمُودِيَّةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ؟‏ فِي رَأْيِ ٱلْبَعْضِ،‏ يَكْفِي أَنْ يُسْكَبَ ٱلْمَاءُ أَوْ يُرَشَّ عَلَى ٱلرَّأْسِ.‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْخَصِيَّ ٱلْحَبَشِيَّ ٱعْتَمَدَ فِي «مُجْتَمَعِ مَاءٍ».‏ تَذْكُرُ ٱلرِّوَايَةُ:‏ ‏«نَزَلَا كِلَاهُمَا فِي ٱلْمَاءِ،‏ فِيلِبُّسُ وَٱلْخَصِيُّ».‏ (‏اع ٨:‏٣٦،‏ ٣٨‏)‏ فَلَوْ كَانَ سَكْبُ ٱلْمَاءِ أَوْ رَشُّهُ كَافِيًا،‏ لَمَا دَعَتِ ٱلْحَاجَةُ أَنْ يُوقِفَ ٱلْخَصِيُّ مَرْكَبَتَهُ عِنْدَ مُجْتَمَعِ مَاءٍ،‏ وَلَكَانَ قَلِيلٌ مِنَ ٱلْمَاءِ،‏ سَعَةُ قِرْبَةٍ مَثَلًا،‏ كَافِيًا لِيَعْتَمِدَ.‏ وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ حَمَلَ ٱلْخَصِيُّ قِرْبَةً كَهٰذِهِ لِأَنَّهُ كَانَ مُسَافِرًا فِي «طَرِيقٍ مُقْفِرَةٍ».‏ —‏ اع ٨:‏٢٦‏.‏

      يَذْكُرُ مُعْجَمٌ يُونَانِيٌّ –‏ إِنْكِلِيزِيٌّ لِوَاضِعَيْهِ لِيدِل وَسْكُوت أَنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ باپتيزو تَعْنِي «يَغْمُرُ أَوْ يُغَطِّسُ».‏ وَٱلْإِشَارَاتُ ٱلْأُخْرَى فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى ٱلْمَعْمُودِيَّةِ تَنْسَجِمُ مَعَ هٰذَا ٱلتَّعْرِيفِ.‏ فَيُوحَنَّا ٣:‏٢٣ تُخْبِرُنَا أَنَّ يُوحَنَّا كَانَ «يُعَمِّدُ فِي عَيْنَ نُونَ بِقُرْبِ سَالِيمَ،‏ لِأَنَّهُ كَانَ هُنَاكَ كَمِّيَّةٌ كَبِيرَةٌ مِنَ ٱلْمَاءِ».‏ وَٱلرِّوَايَةُ عَنْ مَعْمُودِيَّةِ يَسُوعَ تُثَنِّي عَلَى هٰذِهِ ٱلْفِكْرَةِ،‏ إِذْ تَقُولُ:‏ «عِنْدَ صُعُودِهِ مِنَ ٱلْمَاءِ رَأَى ٱلسَّمٰوَاتِ تَنْشَقُّ».‏ (‏مر ١:‏٩،‏ ١٠‏)‏ لِذٰلِكَ يَتْبَعُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ ٱلطَّرِيقَةَ ٱلصَّحِيحَةَ،‏ فَيُغَطِّسُونَ ٱلْمَرْءَ كَامِلًا فِي ٱلْمَاءِ عِنْدَ مَعْمُودِيَّتِهِ.‏

      ١٦،‏ ١٧ أَيُّ دَوْرٍ يَلْعَبُهُ ٱلْمَلَائِكَةُ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلْيَوْمَ؟‏

      ١٦ وَٱلْيَوْمَ يَحْظَى ٱلْمَسِيحِيُّونَ بِٱمْتِيَازِ ٱلْمُشَارَكَةِ فِي عَمَلٍ شَبِيهٍ بِعَمَلِ فِيلِبُّسَ.‏ فَغَالِبًا مَا يَتَمَكَّنُونَ مِنْ تَقْدِيمِ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ عَبْرَ ٱلشَّهَادَةِ غَيْرِ ٱلرَّسْمِيَّةِ كَمَا فِي ٱلسَّفَرِ مَثَلًا.‏ وَفِي حَالَاتٍ كَثِيرَةٍ يَظْهَرُ جَلِيًّا أَنَّ لِقَاءَهُمُ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلْمُهْتَمِّينَ لَيْسَ وَلِيدَ ٱلصُّدْفَةِ.‏ وَذٰلِكَ طَبِيعِيٌّ لِأَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَذْكُرُ بِكُلِّ وُضُوحٍ أَنَّ ٱلْمَلَائِكَةَ يُوَجِّهُونَ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ بِحَيْثُ تَصِلُ ٱلرِّسَالَةُ إِلَى «كُلِّ أُمَّةٍ وَقَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ».‏ (‏رؤ ١٤:‏٦‏)‏ وَهٰذَا تَمَامًا مَا أَنْبَأَ بِهِ يَسُوعُ.‏ فَفِي مَثَلِهِ عَنِ ٱلْحِنْطَةِ وَٱلزِّوَانِ،‏ قَالَ إِنَّ ٱلْحَصَادَ هُوَ ٱخْتِتَامُ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ‹وَٱلْحَصَّادِينَ هُمُ ٱلْمَلَائِكَةُ›.‏ وَأَضَافَ أَنَّ هٰؤُلَاءِ «يَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ ٱلْمَعَاثِرِ وَٱلْمُتَعَدِّينَ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ».‏ (‏مت ١٣:‏٣٧-‏٤١‏)‏ لٰكِنَّهُمْ يَجْمَعُونَ فِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ وَرَثَةَ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوِيِّ ثُمَّ ‹جَمْعًا كَثِيرًا› مِنَ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ› ٱلَّذِينَ يُرِيدُ يَهْوَهُ ٱجْتِذَابَهُمْ إِلَى هَيْئَتِهِ.‏ —‏ رؤ ٧:‏٩؛‏ يو ٦:‏٤٤،‏ ٦٥؛‏ ١٠:‏١٦‏.‏

      ١٧ وَلَا شَكَّ أَنَّنَا نَشْهَدُ إِتْمَامَ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ.‏ فَبَعْضُ مَنْ نَلْتَقِيهِمْ فِي خِدْمَتِنَا يُخْبِرُونَنَا أَنَّهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ طَالِبِينَ مُسَاعَدَةَ ٱللّٰهِ.‏ إِلَيْكَ ٱخْتِبَارَ نَاشِرَتَيْنِ كَانَتَا تَخْدُمَانِ مَعَ وَلَدٍ صَغِيرٍ.‏ فَعِنْدَ ٱلظَّهِيرَةِ أَوْشَكَتَا أَنْ تَتَوَقَّفَا عَنِ ٱلْخِدْمَةِ.‏ لٰكِنَّ ٱلْوَلَدَ كَانَ مُتَحَمِّسًا بِشِدَّةٍ لِزِيَارَةِ ٱلْبَيْتِ ٱلتَّالِي،‏ حَتَّى إِنَّهُ ذَهَبَ بِمُفْرَدِهِ وَقَرَعَ ٱلْبَابَ.‏ وَحِينَ فَتَحَتْ لَهُ شَابَّةٌ ٱقْتَرَبَتِ ٱلْأُخْتَانِ مِنْهَا.‏ وَكَمْ تَفَاجَأَتَا حِينَ أَخْبَرَتْهُمَا أَنَّهَا كَانَتْ تُصَلِّي لِلتَّوِّ طَالِبَةً أَنْ يَزُورَهَا شَخْصٌ يُسَاعِدُهَا عَلَى فَهْمِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ!‏ وَبِٱلْفِعْلِ بُوشِرَ مَعَهَا بِدَرْسٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏

      زوجان يبشران من بيت الی بيت ويقرعان باب علی امرأة تصلي

      ‏«يا اللّٰه،‏ كائنا من كنت،‏ ساعدني ارجوك!‏»‏

      ١٨ لِمَ يَحْسُنُ بِنَا أَلَّا نَسْتَهِينَ أَبَدًا بِٱمْتِيَازِ ٱلْكِرَازَةِ؟‏

      ١٨ بِصِفَتِكَ عُضْوًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ أَنْتَ تَنْعَمُ بِٱمْتِيَازِ ٱلْعَمَلِ جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ مَعَ ٱلْمَلَائِكَةِ فِيمَا يَبْلُغُ عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ نِطَاقًا لَمْ يَسْبِقْ لَهُ مَثِيلٌ.‏ فَلَا تَسْتَهِنْ أَبَدًا بِهٰذَا ٱلِٱمْتِيَازِ،‏ بَلِ ٱبْذُلْ قُصَارَى جُهْدِكَ مُوَاظِبًا عَلَى ‹ٱلتَّبْشِيرِ بِيَسُوعَ› لِتُحْرِزَ فَرَحًا جَزِيلًا!‏ —‏ اع ٨:‏٣٥‏.‏

      a لَا نَتَحَدَّثُ هُنَا عَنْ فِيلِبُّسَ ٱلرَّسُولِ،‏ بَلْ عَنْ أَحَدِ ‹ٱلرِّجَالِ ٱلسَّبْعَةِ ٱلْمَشْهُودِ لَهُمُ› ٱلَّذِينَ أُقِيمُوا عَلَى «ٱلْعَمَلِ ٱلضَّرُورِيِّ».‏ وَكَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلْخَامِسِ،‏ أُوكِلَ إِلَيْهِمْ أَنْ يُنَظِّمُوا تَوْزِيعَ ٱلطَّعَامِ يَوْمِيًّا عَلَى ٱلْأَرَامِلِ ٱلْمَسِيحِيَّاتِ فِي أُورُشَلِيمَ،‏ سَوَاءٌ ٱللَّوَاتِي يَتَكَلَّمْنَ ٱلْيُونَانِيَّةَ أَوِ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ.‏ —‏ اع ٦:‏١-‏٦‏.‏

      b مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلْمُهْتَدِينَ حَدِيثًا فِي تِلْكَ ٱلْمَرْحَلَةِ نَالُوا عَادَةً ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ،‏ أَيْ مُسِحُوا بِهِ،‏ عِنْدَ مَعْمُودِيَّتِهِمْ.‏ وَهٰذَا مَا مَنَحَهُمْ رَجَاءَ ٱلْحُكْمِ مُلُوكًا وَكَهَنَةً مَعَ يَسُوعَ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ (‏٢ كو ١:‏٢١،‏ ٢٢؛‏ رؤ ٥:‏٩،‏ ١٠؛‏ ٢٠:‏٦‏)‏ أَمَّا فِي هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ بِٱلذَّاتِ فَبِخِلَافِ ٱلْعَادَةِ لَمْ يُمْسَحِ ٱلتَّلَامِيذُ ٱلْجُدُدُ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ عِنْدَ مَعْمُودِيَّتِهِمْ.‏ فَهٰؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمُعْتَمِدُونَ حَدِيثًا لَمْ يَنَالُوا ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ،‏ وَبِٱلتَّالِي ٱلْمَوَاهِبَ ٱلْعَجَائِبِيَّةَ،‏ إِلَّا بَعْدَمَا وَضَعَ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا أَيْدِيَهُمَا عَلَيْهِمْ.‏

      c لَمْ تَكُنْ هٰذِهِ خُطْوَةً مُتَسَرِّعَةً.‏ فَبِمَا أَنَّ ٱلْحَبَشِيَّ مُتَهَوِّدٌ،‏ فَكَانَ مُلِمًّا بِٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ بِمَا فِي ذٰلِكَ ٱلنُّبُوَّاتُ ٱلْمَسِيَّانِيَّةُ.‏ وَٱلْآنَ،‏ بَعْدَمَا تَعَلَّمَ عَنْ دَوْرِ يَسُوعَ فِي قَصْدِ ٱللّٰهِ،‏ بَاتَ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَعْتَمِدَ.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة