مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الحياة البرية المتلاشية عن وجه الارض
    استيقظ!‏ ١٩٩٧ | تموز (‏يوليو)‏ ٨
    • الحياة البرية المتلاشية عن وجه الارض

      بواسطة مراسل استيقظ!‏ في أوستراليا

      ألا تشعرون بالاثارة حين ترون وتسمعون حيوانات برية بلحمها وشحمها —‏ بَبرًا او حوتا او ڠورلا؟‏ حين تعتنون بكوالا؟‏ حين تحسّون بالارض تهدر تحت خبط اقدام قطعان مهاجرة تنتشر على مدى البصر؟‏ ولكن من المؤسف ان كثيرين ربما لن تسنح لهم فرصة التمتع بمغامرات كهذه —‏ الّا اذا اعتُبر الذهاب الى متحف او قراءة كتاب او التفرُّج على شاشة كمپيوتر مغامرة.‏ ولماذا؟‏

      لأنه فيما تقرأون هذه المقالة،‏ تتجه آلاف النباتات والحيوانات نحو الانقراض المحتوم.‏ ويقدِّر الدكتور ادوارد ا.‏ ويلسون،‏ عالم احياء في جامعة هارڤرد،‏ ان ٠٠٠‏,٢٧ نوع ينقرض كل سنة،‏ اي ثلاثة انواع كل ساعة.‏ وعلى هذا المعدل،‏ يمكن ان ينقرض حتى ٢٠ في المئة من الانواع على الارض خلال ٣٠ سنة.‏ لكنَّ معدل الانقراض ليس ثابتا،‏ بل يتزايد.‏ ويُتوقع ان تختفي مئات الانواع كل يوم في اوائل القرن المقبل.‏

      ومن الحيوانات الواقفة على شفير الانقراض هنالك الكركدَّن الاسود الافريقي.‏ فبسبب صيده غير المشروع انخفضت اعداده من ٠٠٠‏,٦٥ الى ٥٠٠‏,٢ في اقل من ٢٠ سنة.‏ ولا يزال هنالك اقل من ٠٠٠‏,٥ سعلاة في ادغال بورنيو وسومطرة المتقلصة.‏ وحلّت المصيبة ايضا بمياه الارض.‏ وإحدى الضحايا هي دلفين الصين الجميل الذي يعيش في نهر يانڠتسي.‏ فنتيجة للتلوُّث والصيد العشوائي بقي مجرد مئة دلفين،‏ وقد تختفي جميعها في غضون عشر سنوات.‏

      تقول ليندا كوبْنر في كتاب حدائق الحيوانات (‏بالانكليزية)‏:‏ «ثمة امور كثيرة لا يتفق عليها العلماء من مختلف ميادين المعرفة،‏ أما بشأن ضرورة انقاذ الانواع والصحة البيولوجية للارض،‏ فهم يقولون بصوت واحد:‏ السنوات الخمسون المقبلة حاسمة.‏»‏

      على مَن تقع المسؤولية؟‏

      ساهم ارتفاع عدد السكان في ازدياد سرعة معدل الانقراض،‏ ولكن لا يمكن ان يُحمَّل الضغط السكاني وحده كل المسؤولية عن ذلك.‏ فالكثير من المخلوقات —‏ كالحمام العابر،‏ طائر المُوة،‏ طائر الأوك الكبير،‏ والتَّيْلَس،‏ وهذا مجرد القليل —‏ اختفى من الوجود قبل ان يشكّل عدد السكان بحد ذاته خطرا عليها.‏ ويقول الدكتور ج.‏ د.‏ كيلي،‏ مدير مجلس الحدائق الحيوانية في نيو سوْث ويلز،‏ أوستراليا،‏ عن وقائع البلد في هذا المجال:‏ «ان انهيار التنوُّع الحيوي منذ الاستيطان في سنة ١٧٨٨ هو عار وطني.‏» وتصح هذه الملاحظة دون شك في حالة بلدان كثيرة اخرى.‏ وهي تلمّح ايضا الى العاملَين الاخطرَين المسبِّبَين للانقراض —‏ الجهل والجشع.‏ وبسبب ازمة الانقراض العالمية النطاق دخل على خط المواجهة حليف جديد وغير متوقع الى جانب الحيوانات الواقعة في مأزق —‏ حدائق الحيوانات.‏ فهذه الحدائق الموجودة في وسط المدن تصير اكثر فأكثر الملاذ الاخير لأنواع حيوانية كثيرة.‏ لكنَّ مساحة حدائق الحيوانات محدودة،‏ والحيوانات البرية غالية الثمن ويصعب الاعتناء بها على السواء.‏ وهنالك ايضا الجانب الاخلاقي لمسألة ابقائها في الاسر،‏ مع ان ذلك قد يجري بطريقة انسانية.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ تعتمد حدائق الحيوانات اعتمادا كليا على الهبات المادية التي يقدمها الناس وعلى الانظمة السياسية والاقتصادية الضعيفة والمتقلبة في اغلب الاحيان.‏ فإلى ايّ حد يُعتبر هؤلاء «اللاجئون» القادمون من البراري في امان هناك؟‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٣]‏

      هل الانقراض امر طبيعي؟‏

      «أليس الانقراض جزءا من مجريات الامور في الطبيعة؟‏ الجواب هو لا،‏ على الاقل من جهة كثرة حدوثه في الآونة الاخيرة.‏ فطوال معظم السنوات الـ‍ ٣٠٠ الماضية،‏ كان معدل انقراض الانواع نوعا واحدا تقريبا كل سنة.‏ أما حاليا فمعدل انقراض الانواع بسبب البشر بلغ على الاقل الف ضعف المعدل السابق.‏ .‏ .‏ .‏ وسبب هذا التسارع الكبير لمعدل الانقراض هو النشاط البشري.‏» —‏ المرجع المكتبي لمكتبة نيويورك العامة (‏بالانكليزية)‏.‏

      «صرتُ مفتتنا بالمخلوقات المتلاشية العديدة والرائعة،‏ وحزينا وحتى غضبانا في اغلب الاحيان بسبب انقراضها.‏ ففي معظم الحالات كان الانسان،‏ بجشعه او وحشيته،‏ بإهماله او لامبالاته،‏ السبب في انقراضها بطريقة مباشرة او غير مباشرة.‏» —‏ دايڤيد داي،‏ كتاب آخر ايام الحيوانات (‏بالانكليزية)‏.‏

      «النشاط البشري هو السبب في انقراض انواع قبل ان يُصنع ايّ سجل بها.‏» —‏ الحفاظ البيولوجي (‏بالانكليزية)‏.‏

  • حديقة الحيوانات —‏ امل الحياة البرية الاخير؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٧ | تموز (‏يوليو)‏ ٨
    • حديقة الحيوانات —‏ امل الحياة البرية الاخير؟‏

      شهدت حدائق الحيوانات الاكثر تطوُّرا في العالم تغييرات كبيرة في الآونة الاخيرة.‏ والدليل الظاهري على ذلك هو انها قامت بإعادة بناء اقسامها بطريقة تطابق مفهوم «انشاء مناظر طبيعية» الاكثر انسانية —‏ اي تقليد بيئة الحيوانات الطبيعية،‏ وهذا يشمل اضافة النباتات والصخور والمعترِشات والضباب والاصوات وحتى الحيوانات والطيور الاخرى الملائمة لهذه البيئة.‏ ومع ان هذه التغييرات مكلفة،‏ اذ يُنفق في الولايات المتحدة وحدها كل سنة نحو ٢‏,١ بليون دولار اميركي لتحسين حدائق الحيوانات والمَرابي المائية [اكواريوم]،‏ فهي تُعتبر ضرورية نظرا الى الدور الجديد الطموح لحدائق الحيوانات.‏

      مهمة للقرن المقبل

      نظرا الى الفقر البيولوجي الذي يهدد الارض،‏ اخذت حدائق الحيوانات البارزة في العالم على عاتقها للقرن الـ‍ ٢١ مهمة حفظ الانواع والتوعية والابحاث العلمية.‏ وبدافع التحدي الذي تثيره هذه المهمة وعدم تحمُّلها ايّ تأخير،‏ قامت بعض حدائق الحيوانات بإزالة تعبير حديقة حيوانات،‏ مفضِّلة بدلا منه تعابير مثل «محمية الحياة البرية» او «حديقة حفظ الانواع.‏»‏

      وكانت مطبوعة استراتيجية حفظ الانواع في حدائق الحيوانات حول العالم (‏بالانكليزية)‏ حاملة الشعلة في هذا الاتجاه الجديد.‏ هذه المطبوعة وصفتها مؤلفة بأنها «اهم وثيقة انتجها المختصون بحدائق الحيوانات،‏» وهي تُعتبر في جوهرها منهجا في مجال دراسة الحيوانات لأنها «تحدد المسؤوليات والفرص امام حدائق الحيوانات والمَرابي المائية في العالم من اجل حفظ تنوُّع الحياة البرية العالمية.‏» وتبدِّد المطبوعة استراتيجية اية شكوك متعلقة بالاسلوب الجديد،‏ اذ تضيف:‏ «ان حق اية حديقة حيوانات او مَربى مائي في الوجود يعتمد في الواقع على مساهمتها في الحفاظ على الحياة البرية.‏»‏

      وتبرز في هذا الدور الجديد اهمية التوعية العامة والابحاث العلمية،‏ وخصوصا في ما يتعلق بالاستيلاد في الاسر.‏ فالاولاد الصغار اليوم سيكبرون وسيعمل بعضهم في حدائق الحيوانات في المستقبل،‏ وستُلقى عليهم مسؤولية حفظ البقية المنقَذة من الحيوانات المنقرضة في موطنها الطبيعي والتي يزداد عددها.‏ فهل سيتولّون هذه المسؤولية بحكمة وتفانٍ؟‏ وهل سيتبنى الجنس البشري بشكل عام نظرة اكثر وعيا الى الطبيعة؟‏ لهذا القصد تشجع استراتيجية كل حديقة حيوانات على الاشتراك في عمل التوعية وعلى جعل نفسها جزءا من «شبكة الضمير العالمي.‏»‏

      حدائق الحيوانات تتحد في شبكة عالمية

      نظرا الى ضخامة هذه المهمة،‏ تتحد حدائق حيوانات كثيرة لتشكّل شبكة عالمية تتألف حاليا من نحو ٠٠٠‏,١ حديقة حيوانات.‏ وهنالك منظمات عالمية،‏ كمنظمة حدائق الحيوانات العالمية والاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة والموارد الطبيعية،‏ تربط هذه الحدائق احداها بالاخرى وتزوِّد التنسيق والارشاد.‏

      وفي اشارة الى احد الاسباب الدافعة الى اجراء هذا التعاون،‏ يقول كتاب حديقة الحيوانات —‏ الفُلك العصري (‏بالانكليزية)‏:‏ «اذا أُريد خفض حالات التزاوج بين الحيوانات الاقرباء،‏ المشبَّهة بصياد يتعقب طريدته بصمت،‏ فلا يمكن لحديقة الحيوانات ان تكتفي بالمجموعة الصغيرة لديها من الببور السيبيرية مثلا،‏ بل يجب ان تُعامَل كل الببور السيبيرية المأسورة في كل حدائق الحيوانات في قارة ما —‏ او حتى في العالم اجمع —‏ كما لو انها جماعة واحدة.‏» نعم،‏ هنالك حاجة الى مئات الحيوانات من كل نوع لخفض او ازالة خطر تزاوج الحيوانات الاقرباء —‏ الممهِّد للعقم والانقراض —‏ ويفوق ذلك طبعا طاقة حديقة حيوانات واحدة.‏ تقول استراتيجية:‏ «سيكون هذا الحشد الكبير لكل الموارد المتوفرة لازما لمنح العالم الحي على ارضنا .‏ .‏ .‏ افضل فرصة ممكنة للبقاء.‏ وكثيرون يعتقدون انه اذا فشلنا في حفظ الانواع الاخرى فسنفشل في انقاذ انفسنا.‏» طبعا،‏ لا يأخذ هذا الموقف التشاؤمي بعين الاعتبار وعد الكتاب المقدس بفردوس ارضي مسترد.‏ —‏ رؤيا ١١:‏١٨؛‏ ٢١:‏١-‏٤‏.‏

      وسائل لمساعدة حدائق الحيوانات على النجاح

      كانت ازمة الانقراض الدافع ايضا الى استحداث ادوات متطورة تقنيا يسهل الحصول على معلوماتها في كل مكان حول العالم للمساعدة على الاستيلاد في الاسر.‏ وهي:‏ كُتُب الانساب،‏ الكتاب السنوي الدولي لحدائق الحيوانات (‏بالانكليزية)‏،‏ ونظام المعلومات الدولي حول الانواع عبر الكمپيوتر.‏

      يُدرِج كل كتاب انساب حيواني تفاصيل عن كل الحيوانات الموجودة في الحدائق والمنتمية الى نوع محدد،‏ اينما كانت في العالم.‏ وهذا السجل الدولي هو المفتاح لحفظ مجموعة سليمة من كافة مورِّثات الحيوانات المنجِبة وخفض حالات ذلك ‹الصياد الذي يتعقب بصمت،‏› اي تزاوج الحيوانات الاقرباء.‏ وقد فتحت حديقة برلين للحيوانات اول كتاب انساب لحديقة حيوانات حين بدأت في سنة ١٩٢٣ بعملية استيلاد للبيسون الاوروپي الذي شارف الانقراض بسبب الحرب العالمية الاولى.‏

      ولتسهيل التوزيع العالمي للمعلومات العلمية ككتب الانساب،‏ الكتاب السنوي الدولي لحدائق الحيوانات،‏ والمعلومات المتعلقة بالخصائص الديموڠرافية،‏ دخل نظام المعلومات الدولي حول الانواع عالم المعلوماتية في الولايات المتحدة سنة ١٩٧٤.‏ وتقوم شبكته الالكترونية المتوسعة وقاعدة بياناته الضخمة والمتزايدة باستمرار بمساعدة حدائق الحيوانات على العمل معا لتحويل مفهوم حديقة الحيوانات الكبرى الى حقيقة.‏

      والوسائل البيولوجية التي تستعملها حدائق الحيوانات تشمل بصمة الـ‍ DNA،‏ زرع الاجنّة،‏ الاخصاب في الانبوب،‏ والقرِّيّات cryogenics (‏تجميد المنيّ والاجنّة)‏.‏ تساعد بصمة الـ‍ DNA حدائق الحيوانات على تحديد النَّسَب بدقة تبلغ ١٠٠ في المئة،‏ والامر ضروري لضبط تزاوج الحيوانات الاقرباء بين انواع حيوانات كالتي تعيش ضمن قطعان حيث تصعب مراقبة النَّسَب.‏ أما زرع الاجنّة والاخصاب في الانبوب فيعملان الآن على زيادة الانتاج.‏ وإحدى الوسائل لفعل ذلك هي توسيع القاعدة «الابوية» للانواع المهدَّدة بالانقراض.‏ فيمكن ان تُغرس اجنّتها في حيوانات قريبة منها جدا —‏ حتى لو كانت حيوانات أليفة —‏ فتكون عندئذ كأمهات بديلات.‏ وبواسطة هذه التقنية كان ممكنا جعل بقرة هولستين «هولندية» تضع جُورًا (‏نوع من ابقار الوحش)‏،‏ وجعل قطة اليفة تضع قط الصحراء الهندي المعرض كثيرا لخطر الانقراض.‏ ويقلل ذلك ايضا الكلفة والخطر والاذية الناتجة من نقل حيوانات الاستيلاد المهدَّدة بالانقراض.‏ فكل ما يلزم نقله هو مجموعة من الاجنّة او منيّ مجمَّد.‏

      ونظرا الى احتمال اختفاء بعض الانواع كليا،‏ لجأت بعض حدائق الحيوانات الى علم القرِّيّات —‏ تجميد المنيّ والاجنّة لخزنها فترة طويلة.‏ ومن خلال «حديقة الحيوانات» المجمَّدة هذه،‏ يؤمَل ان يجري التمكن من توليد نسل بعد انقراضه بعشرات السنين او ربما بقرون!‏ ومع ان الشكوك تحيط بهذه العملية،‏ فقد اعتُبر انها «ورقة الضمان الاخيرة.‏»‏

      الدراسات في البرية تساعد حدائق الحيوانات على انتاج صغار اكثر

      ان اجراء دراسة علمية للحيوانات —‏ بحيث تشمل سلوكها في المواطن الطبيعية —‏ ضروري للاستيلاد في الاسر،‏ وهو ما اوحى بفكرة «انشاء مناظر طبيعية» في اقسام حدائق الحيوانات.‏ فلكي تبقى الحيوانات بصحة جيدة وتتكاثر،‏ يجب ان تأخذ حدائق الحيوانات بعين الاعتبار غرائزها وتُبقيها «سعيدة.‏»‏

      مثلا،‏ تبقى الفهود والفهدات بعيدة عن مرأى واحدها الآخر في البرية ولا تتصل الا بواسطة رائحة بولها وبرازها.‏ ويعرف الذكر من الرائحة متى تكون الانثى مستعدة للتزاوج،‏ ثم يبقى معها مجرد يوم او اثنين.‏ وعندما علمت حدائق الحيوانات بذلك،‏ اجرت تعديلات في مكان وجود تلك الحيوانات لإبقاء الجنسين بعيدَين عن مرأى بعضهما البعض طوال الوقت الّا خلال فترة التزاوج القصيرة،‏ ونجحت الطريقة؛‏ لأن صغارا وُلدت.‏

      في حين ان البُعد يقرِّب قلوب الفهود،‏ فالبُعد جفاء بالنسبة الى النحام.‏ فهي لا تتزاوج الا ضمن اسراب اكبر من قدرة معظم حدائق الحيوانات على تحملها.‏ لذلك جرَّبت حديقة حيوانات في انكلترا «مضاعفة» حجم السرب بواسطة مرآة كبيرة.‏ وللمرة الاولى،‏ بدأت تلك الطيور تؤدي شعائر تودُّدها المذهلة!‏ فهل اعطاكم هذان المثالان فكرة عن مدى تعقيد الحياة البرية على الارض؟‏ تواجه حدائق الحيوانات بالفعل تحديا هائلا.‏

      انقاذ الحيوانات —‏ ما مدى واقعية هذا الهدف؟‏

      كإشارة الى امكانات هذا البرنامج الجديد،‏ أُعيدت بعض الانواع التي كانت نتيجة الاستيلاد في الاسر الى مواطنها الاصلية.‏ ومن بينها هنالك الكندور الكاليفورني،‏ البيسون الاوروپي،‏ البيسون الاميركي،‏ المارية السودانية،‏ قرد الطمرين الاسدي الاشقر،‏ وحصان پرشيڤالسكي.‏ ولكن يبدو ان سُحبا سوداء تلوح في افق هذه المساعي الطويلة الامد.‏

      تقول استراتيجية:‏ «ان المجتمع البشري معقد جدا ومشاكل العالم كثيرة جدا بحيث انه رغم ازدياد الوعي والاهتمام بالطبيعة والبيئة،‏ لم يكن ممكنا ايقاف الانحدار التدريجي لأنواع كثيرة الى الهلاك.‏» لذلك «يجب ان يستعد انصار البيئة لإيجاد وسيلة للخروج بسلام من المرحلة الحرجة المتوقعة،‏» كما تضيف المطبوعة.‏ ومن الطبيعي ان يتطلب ذلك تعاونا على كل مستويات المجتمع.‏ والتعاون الحالي،‏ بحسب احد الكتّاب العلميين،‏ «مقصِّر كثيرا عما هو لازم.‏» واذا وُضع فقط حد للضغوط التي تقود الى انقراض الانواع ولكن لم يُعمل على عكس تأثيراتها،‏ فحتى افضل الجهود المبذولة ستخفق اخفاقا تاما.‏ فيجب انشاء مَواطن كبيرة وكاملة،‏ لا مجرد اماكن صغيرة تؤدي الى تزاوج الحيوانات الاقرباء.‏ وعندئذ فقط يمكن لحدائق الحيوانات ان تطلق بثقة سراح حيواناتها وتعيدها الى البرية.‏ ولكن هل هذا الامل واقعي،‏ ام انه مجرد تمنٍّ؟‏

      بالاضافة الى ذلك،‏ يصعب التصديق ان حديقة حيوانات كبرى عالمية هي الحل.‏ «فالحقيقة المروِّعة،‏» كما يقول الپروفسور ادوارد ويلسون،‏ «هي ان جميع حدائق الحيوانات في العالم اليوم لا تستطيع ان تربّي اكثر من ٠٠٠‏,٢ نوع كحدٍّ اقصى من الثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات،‏» وهذا مجرد غيض من فيض.‏ لذلك لا يبقى امام حدائق الحيوانات الا ان تقوم بدور لا تُحسد عليه ابدا،‏ وهو التقرير اية انواع ينبغي ان تُحفظ فيما تُترك البقية لتنضم الى اللائحة الطويلة للمخلوقات السائرة في طريق النسيان.‏

      وبالنسبة الى الخبراء بهذا المجال،‏ ينشئ ذلك سؤالا مخيفا:‏ نظرا الى اعتماد كل الكائنات الحية واحدها على الآخر،‏ متى سينهار التنوُّع الحيوي الى حد بلوغ مستوى خطير يتسبب بانقراض الكثير من الانواع بحيث يقضي على كثير من الحياة المتبقية على الارض،‏ بما في ذلك الجنس البشري؟‏ لا يستطيع العلماء ان يؤكدوا متى.‏ تقول ليندا كوبْنر في كتاب حدائق الحيوانات:‏ «سيكون لاختفاء نوع او اثنين او خمسين تأثيرات لا يمكننا التكهن بها.‏» وتضيف:‏ «يُحدث انقراض الانواع تغيُّرا حتى قبل ان نفهم عواقبه.‏» وفي غضون ذلك،‏ كما يقول كتاب حديقة الحيوانات —‏ الفلك العصري،‏ «تبقى حدائق الحيوانات بين اهم حاميات الحياة في حرب استنزاف تعمّ المسكونة،‏ حرب لا يمكن توقع مداها ولكنها حرب ستحمِّلنا اجيال المستقبل كل المسؤولية عنها.‏»‏

      لذلك هل هنالك ايّ اساس لنرجو خيرا؟‏ ام ان اجيال المستقبل محكوم عليهم بالعيش في عالم تُحتكر فيه الحياة البيولوجية،‏ وهم انفسهم واقفون على شفير الانقراض؟‏

  • حين تصير الارض كلها محمية حيوانات
    استيقظ!‏ ١٩٩٧ | تموز (‏يوليو)‏ ٨
    • حين تصير الارض كلها محمية حيوانات

      هل تريدون ان تروا اخطر مخلوق في العالم؟‏ اذًا انظروا في مرآة!‏ نعم،‏ نحن البشر اخطر الوحوش على وجه الارض!‏ حتى اننا نقتل بعضنا بعضا على نطاق واسع جدا.‏

      لكي تعيش الحيوانات البرية حياة آمنة على الارض،‏ حتى في حدائق الحيوانات —‏ وخصوصا اذا صارت الحدائق ملاذها الاخير —‏ يجب ان تُزال الحروب،‏ بلية الجنس البشري.‏ فـ‍ ٩١ حيوانا فقط من الحيوانات الـ‍ ٠٠٠‏,١٢ في حديقة برلين للحيوانات بقيت حية بعد الحرب العالمية الثانية.‏ وهذا ما حدث ايضا في حدائق حيوانات اخرى.‏ وفي الحرب الاخيرة في دول البلقان،‏ قام العاملون الشجعان في حدائق الحيوانات بإجلاء حيوانات كثيرة الى اماكن آمنة؛‏ ولكن قُتلت مئات اخرى تشمل الايائل والقططة الكبيرة والدببة والذئاب.‏ ومؤخرا،‏ في ادغال كمبوديا،‏ بحسب ما قاله مسؤولون اقتبست منهم صحيفة ذي اوستراليان (‏بالانكليزية)‏،‏ قام الخمير الحمر بقتل حيوانات نادرة كثيرة عمدا.‏ ولماذا؟‏ لمقايضة جلودها وسائر منتجاتها بالاسلحة!‏

      والتخريب البيئي العمدي،‏ كالذي ارتُكب في جزر پيرون المعزولة جنوبي غربي داروين في اوستراليا،‏ هو شرّ آخر يجب التغلب عليه لكي تبقى الحيوانات في امان —‏ سواء داخل حدائق الحيوانات او خارجها.‏ فمرتين خلال ثلاث سنوات،‏ أُشعلت النار في مكان توالد البجع على هذه الجزر،‏ وكما يَظهر كان السبب الوحيد قتل آلاف الطيور الصغيرة بأشنع طريقة قبل ان تتعلم الطيران.‏

      ولكن في العقود الاخيرة لم تأتِ اكبر خسارة للانواع من الاعمال الخبيثة؛‏ فقد كانت نتيجة غير مباشرة للنمو السريع في عدد السكان الذين هم بحاجة ماسة الى اماكن ليعيشوا فيها وأراضٍ ليزرعوها.‏ وبسبب هذا التعدي المستمر على مواطن الحيوانات وما يرافق ذلك من تلوُّث،‏ تحذر استراتيجية حفظ الانواع في حدائق الحيوانات حول العالم (‏بالانكليزية)‏:‏ «يبدو مستقبل كامل النظام الطبيعي في الارض للقرن الـ‍ ٢١ قاتما.‏ فلا شيء يدل على ان التدمير الحاصل في كل انحاء العالم تقريبا سيتوقف قريبا.‏»‏

      نظرا الى الاهتمام المتزايد بمستقبل الارض،‏ قد تبدو لكم صيرورة الارض كلها محمية حيوانات امرا وهميا تماما.‏ لكنَّ هذا الامل لا يعتمد على البشر القليلي التبصُّر —‏ الذين لم تكن لديهم قبل ٥٠ سنة فقط اية فكرة عن التدمير البيئي الحاضر،‏ كما ذكر احد الكتّاب العلميين —‏ بل يعتمد بشكل متين على الذي تنبأ بهذا التدمير،‏ يهوه اللّٰه.‏ فقبل اكثر من الف وتسعمئة سنة قال ان الجنس البشري،‏ في ايامنا،‏ سيُضبَط متلبِّسا بجريمة ‹اهلاك الارض.‏› (‏رؤيا ١١:‏١٨‏)‏ ولأن هذه الكلمات قيلت حين كان البشر يسكنون في اماكن متفرقة من الارض،‏ ربما بدت هذه النبوة لكثيرين عائشين آنذاك وكأنها وهم،‏ ولكن كم تبيَّن انها صحيحة!‏

      والمفارقة هي ان هذا الاهلاك يحدث في زمن يكاد يصنع فيه العلم والتكنولوجيا العجائب:‏ اجهزة الارسال الصغيرة جدا والاقمار الاصطناعية تراقب الانواع المهددة بالانقراض،‏ تدمير الغابات المطيرة يُقاس بالمتر المربع من الفضاء الخارجي،‏ وتلوُّث الهواء يُقاس بأجزاء من المليون.‏ ولكن يبدو ان الانسان،‏ الّا في حالات استثنائية نادرة،‏ غير قادر على اتخاذ اجراء بشأن ما يشير اليه هذا الجبل من المعلومات.‏ فربما الانسان كسائق قطار فقد السيطرة على قطاره.‏ وأمامه لوحة التحكم التي تعجّ بأجهزة القياس الالكترونية والمراقيب التي تخبره بكل ما يحصل،‏ ولكنه عاجز عن ايقاف القطار!‏

      لماذا تفشل الجهود؟‏

      تخيلوا مديرا متكبِّرا ومجرَّدا من المبادئ الاخلاقية في مصنع كبير يسمع صدفة صاحب المصنع يقول انه لن يعطي هذا المدير ترقية بل سيصرفه بعد اشهر قليلة.‏ فيمتلئ غيظا وحقدا،‏ ويلجأ الى الاكاذيب والرُّشى وكل انواع الخدع الماكرة ليحمل عددا من العمال على خلق حالة من الفوضى.‏ فيعطّلون الآلات،‏ ويبطئون الانتاج،‏ ويجعلون عيوبا تظهر في المنتوجات،‏ وذلك بطريقة بارعة تُبعد عنه اللوم.‏ وفي غضون ذلك،‏ يحاول المستخدَمون المستقيمون الغافلون عما يحدث اصلاح ما يتعطل؛‏ ولكن كلما عملوا اكثر زادت الامور سوءا.‏

      لقد رسم «المدير» الملتوي لهذا العالم خطة مشابهة ضد الجنس البشري والارض.‏ ولكن لا يلزم في هذه الحالة ان نبقى في ‹جهل لأفكاره،‏› لأن الكتاب المقدس يرفع النقاب عن وجهه ويكشف عن مخلوق روحاني مغتاظ هو الشيطان ابليس —‏ ملاك أُصيب بجنون العظمة وصارت لديه رغبة جامحة في ان يُعبد.‏ (‏٢ كورنثوس ٢:‏١١؛‏ ٤:‏٤‏)‏ فطرده اللّٰه من عائلته السماوية وحكم عليه بالهلاك.‏ —‏ تكوين ٣:‏١٥؛‏ رومية ١٦:‏٢٠‏.‏

      وكمدير المصنع الملتوي،‏ يستخدم ايضا «ابو الكذاب» هذا مجموعة كبيرة من الوسائل الماكرة ليصبّ جام غضبه.‏ فهو يكره يهوه اللّٰه ويريد ان يدمر خليقته.‏ (‏يوحنا ٨:‏٤٤‏)‏ وأقوى اسلحة الشيطان هي الدعاية الكاذبة،‏ الجشع،‏ المادية،‏ والتعاليم الدينية المؤذية.‏ فبواسطتها ‹اضلّ العالم كله› وحوَّل البشر —‏ الذين كان يُقصد ان يصيروا قيِّمين على الارض في المستقبل —‏ الى اكثر الوحوش ضراوة على وجهها،‏ وفي الواقع الى تلاميذ نمرود القديم الذي «كان جبار صيد امام الرب.‏» —‏ رؤيا ١٢:‏٩،‏ ١٢؛‏ تكوين ١:‏٢٨؛‏ ١٠:‏٩‏.‏

      الامل الواقعي الوحيد بمحمية ارضية

      ولكن ليس مستحيلا الانتصار على القوى ذات الطبيعة البشرية وفوق البشرية التي تسبب الانقراض.‏ فخالق كل الاشياء الحية الكلي القدرة قادر على رفعنا من هذه الدوامة الرهيبة،‏ وهذا ما وعد بفعله بواسطة حكومته السماوية.‏ فهو يعد بإهلاك هؤلاء الوحوش الذين يهلكون الارض.‏ ونحن نصلّي لذلك حين نقول:‏ «ليأتِ ملكوتك.‏ لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض.‏» —‏ متى ٦:‏٩،‏ ١٠؛‏ رؤيا ١١:‏١٨‏.‏

      هل لاحظتم ان اتيان الملكوت مرتبط بحدوث مشيئة اللّٰه على الارض؟‏ السبب هو ان ملكوت اللّٰه هو حكومة اللّٰه التي ستدير شؤون الارض.‏ وبما انه ملكوت،‏ اي مملكة،‏ فهذا يعني ان له ملكا —‏ يسوع المسيح «ملك الملوك ورب الارباب.‏» (‏رؤيا ١٩:‏١٦‏)‏ ويعني ايضا ان له رعايا.‏ وفي الواقع،‏ قال يسوع:‏ «طوبى للودعاء.‏ لأنهم يرثون الارض.‏» (‏متى ٥:‏٥‏)‏ نعم،‏ هؤلاء الودعاء هم رعايا ملكوت اللّٰه الارضيون،‏ وبمساعدته سيهتمون بميراثهم بمحبة،‏ محوِّلين اياه الى جنة مزدهرة تعجّ بالكائنات الحية.‏ ومن المثير للاهتمام ما تذكره استراتيجية:‏ «ليس مستقبل الكائنات البشرية والطبيعة مضمونا الّا اذا تمكن الجنس البشري بأسره من العيش بانسجام جديد مع الطبيعة.‏»‏

      يشير التاريخ والطبيعة البشرية الناقصة الى انه يستحيل ان يعيش «الجنس البشري بأسره» اليوم «بانسجام جديد» مع الطبيعة،‏ وذلك لأنهم يتجاهلون يهوه.‏ وفي الواقع،‏ احد الاسباب التي لأجلها سمح اللّٰه ببقاء هذا العالم فترة طويلة هو التأكيد على بُطل حكم البشر لأنفسهم.‏ لكنَّ الذين يتوقون الى حكم المسيح سيتمتعون قريبا بسلام جزيل.‏ وتؤكد اشعياء ١١:‏٩ ذلك،‏ وتشير ايضا الى سبب تمكُّن هؤلاء وحدهم من العيش «بانسجام جديد» مع الطبيعة:‏ «لا يسوؤون ولا يُفسِدون في كل جبل قدسي لأن الارض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر.‏» نعم،‏ التوعية بالتعليم الالهي هي المفتاح.‏ أوَليس ذلك منطقيا،‏ لأنه مَن غير خالق الطبيعة له حكمة كهذه؟‏

      وماذا عن الذين يستمرون في تجاهل يهوه؟‏ تقول الامثال ٢:‏٢٢‏:‏ «أما الاشرار فينقرضون من الارض.‏» نعم،‏ ستكلفهم روحهم العدائية او لامبالاتهم حياتهم في «الضيقة العظيمة» الوشيكة —‏ الوسيلة التي سيستخدمها اللّٰه ليجازي كل الذين يستمرون في استغلال خليقته بأنانية وتخريبها.‏ —‏ رؤيا ٧:‏١٤؛‏ ١١:‏١٨‏.‏

      هل تريدون ان تشاركوا في برنامج اعادة تأهيل الارض؟‏ من فضلكم تعلّموا ما يطلبه اللّٰه منكم بدرس الكتاب المقدس.‏ فهو وحده قادر على جعل تفكيركم ينسجم مع تفكير الخالق.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٦؛‏ عبرانيين ٤:‏١٢‏)‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ اذا طبقتم ما تتعلمونه،‏ فلن تصيروا مواطنين افضل فحسب بل ستبرهنون ايضا انكم فعلا من الاشخاص الذين سيأتمنهم يهوه على ‹ارضه الجديدة› الوشيكة.‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏.‏

      يسرّ ناشرو هذه المجلة او جماعة شهود يهوه الاقرب اليكم ان يقدموا لكم المساعدة بواسطة درس بيتي مجاني في الكتاب المقدس او مطبوعات اخرى توضح هذه الامور اذا اردتم.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة