-
«نظرات» يهوه تفحص كل شيءبرج المراقبة ٢٠٠٨ | ١٥ تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
«نَظَرَاتُ» يَهْوَه تَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ
«نَظَرَاتُ [يَهْوَهَ] تَفْحَصُ بَنِي ٱلْبَشَرِ». — مز ١١:٤.
١ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ نَنْجَذِبَ إِلَيْهِمْ؟
مَا هُوَ شُعُورُكَ حِيَالَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ يَهْتَمُّونَ بِكَ ٱهْتِمَامًا أَصِيلًا؟ فَهُمْ يُعْطُونَكَ رَأْيَهُمْ بِصَرَاحَةٍ حِينَ تَسْأَلُهُمْ، يَهُبُّونَ إِلَى مُسَاعَدَتِكَ عِنْدَمَا تَكُونُ بِحَاجَةٍ إِلَيْهِمْ، وَيُقَدِّمُونَ لَكَ ٱلْمَشُورَةَ بِمَحَبَّةٍ إِذَا لَزِمَ ٱلْأَمْرُ. (مز ١٤١:٥؛ غل ٦:١) أَوَلَا تَنْجَذِبُ إِلَى أَشْخَاصٍ كَهؤُلَاءِ؟ إِنَّ يَهْوَه وَٱبْنَهُ يُظْهِرَانِ لَكَ هذَا ٱلنَّوْعَ مِنَ ٱلِٱهْتِمَامِ. وَٱهْتِمَامُهُمَا يَفُوقُ ٱهْتِمَامَ أَيِّ شَخْصٍ بَشَرِيٍّ. وَهُوَ لَا يَنْبُعُ مِنْ أَيِّ دَافِعٍ أَنَانِيٍّ، فَهُمَا يُرِيدَانِ أَنْ يُسَاعِدَاكَ ‹لِكَيْ تَتَمَسَّكَ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ›. — ١ تي ٦:١٩؛ رؤ ٣:١٩.
٢ إِلَى أَيِّ حَدٍّ يَهْتَمُّ يَهْوَه بِخُدَّامِهِ؟
٢ وَصَفَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ دَاوُدُ مَدَى ٱهْتِمَامِ يَهْوَه بِنَا حِينَ قَالَ: «عَيْنَا [يَهْوَهَ] تَنْظُرَانِ، وَنَظَرَاتُهُ تَفْحَصُ بَنِي ٱلْبَشَرِ». (مز ١١:٤) فَٱللّٰهُ لَا يَنْظُرُ إِلَيْنَا فَحَسْبُ، بَلْ يَفْحَصُنَا أَيْضًا. كَمَا كَتَبَ دَاوُدُ: «قَدِ ٱمْتَحَنْتَ قَلْبِي، تَفَقَّدْتَنِي لَيْلًا . . . فَلَا تَجِدُنِي أُخَطِّطُ لِسُوءٍ». (مز ١٧:٣) حَسْبَمَا يَتَّضِحُ مِنْ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ، أَدْرَكَ دَاوُدُ مَدَى ٱهْتِمَامِ يَهْوَه بِهِ. وَعَرَفَ أَنَّهُ إِذَا أَضْمَرَ أَفْكَارًا خَاطِئَةً أَوِ ٱمْتَلَكَ قَلْبًا يُخَطِّطُ لِلسُّوءِ، فَسَيُؤْلِمُ يَهْوَه وَيَخْسَرُ رِضَاهُ. فَهَلْ يَهْوَه حَقِيقِيٌّ فِي نَظَرِكَ كَمَا كَانَ فِي نَظَرِ دَاوُدَ؟
يَهْوَه يَرَى خَفَايَا ٱلْقَلْبِ
٣ أَيُّ نَظْرَةٍ مُتَّزِنَةٍ إِلَى نَقَائِصِنَا يَمْتَلِكُهَا يَهْوَه؟
٣ إِنَّ أَكْثَرَ مَا يَهْتَمُّ بِهِ يَهْوَه هُوَ إِنْسَانُنَا ٱلدَّاخِلِيُّ: مَا نَحْنُ عَلَيْهِ فِي قَلْبِنَا. (مز ١٩:١٤؛ ٢٦:٢) فَإِلهُنَا ٱلْمُحِبُّ لَا يُرَكِّزُ عَلَى تَقْصِيرَاتِنَا ٱلثَّانَوِيَّةِ. مَثَلًا، حِينَ لَمْ تَتَكَلَّمْ سَارَةُ زَوْجَةُ إِبْرَاهِيمَ بِٱلْحَقِيقَةِ لِمَلَاكٍ مُتَجَسِّدٍ، أَدْرَكَ هذَا ٱلْمَلَاكُ عَلَى مَا يَتَّضِحُ أَنَّهَا خَائِفَةٌ وَمُحْرَجَةٌ فَوَبَّخَهَا بِلُطْفٍ. (تك ١٨:١٢-١٥) وَعِنْدَمَا «بَرَّرَ [ٱلْأَبُ ٱلْجَلِيلُ أَيُّوبُ] نَفْسَهُ دُونَ ٱللّٰهِ»، لَمْ يَمْتَنِعْ يَهْوَه عَنْ مُبَارَكَتِهِ. فَقَدْ عَرَفَ أَنَّهُ قَاسَى ٱلْأَمَرَّيْنِ بِسَبَبِ ٱلشَّيْطَانِ. (اي ٣٢:٢؛ ٤٢:١٢) كَمَا أَنَّ يَهْوَه لَمْ يَغْضَبْ عَلَى أَرْمَلَةِ صَرْفَةَ عِنْدَمَا عَبَّرَتْ لِإِيلِيَّا بِكَلِمَاتٍ صَرِيحَةٍ عَمَّا يَجُولُ فِي فِكْرِهَا. فَقَدْ أَدْرَكَ أَنَّهَا حَزِينَةٌ لِخَسَارَةِ ٱبْنِهَا ٱلْوَحِيدِ. — ١ مل ١٧:٨-٢٤.
٤، ٥ كَيْفَ تَعَامَلَ يَهْوَه بِلُطْفٍ مَعَ أَبِيمَالِكَ؟
٤ وَبِمَا أَنَّ يَهْوَه يَفْحَصُ ٱلْقَلْبَ، فَهُوَ يُظْهِرُ ٱلِٱعْتِبَارَ أَيْضًا لِغَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ. تَأَمَّلْ مَثَلًا كَيْفَ تَعَامَلَ مَعَ أَبِيمَالِكَ مَلِكِ مَدِينَةٍ فِلِسْطِيَّةٍ تُدْعَى جَرَارَ. فَأَبِيمَالِكُ لَمْ يَعْرِفْ أَنَّ سَارَةَ هِيَ زَوْجَةُ إِبْرَاهِيمَ، لِذلِكَ أَخَذَهَا لِتَصِيرَ زَوْجَةً لَهُ. وَلكِنْ قَبْلَ أَنْ يَقْتَرِبَ إِلَيْهَا، قَالَ لَهُ يَهْوَه فِي حُلْمٍ: «أَنَا أَيْضًا قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ بِنَزَاهَةِ قَلْبِكَ فَعَلْتَ هٰذَا، وَكُنْتُ أَيْضًا أَمْنَعُكَ مِنْ أَنْ تُخْطِئَ إِلَيَّ. لِذٰلِكَ لَمْ أَدَعْكَ تَمَسُّهَا. وَٱلْآنَ رُدَّ زَوْجَةَ ٱلرَّجُلِ، فَإِنَّهُ نَبِيٌّ، فَيَتَضَرَّعَ لِأَجْلِكَ، فَتَحْيَا». — تك ٢٠:١-٧.
٥ لَا شَكَّ أَنَّهُ كَانَ بِإِمْكَانِ يَهْوَه أَنْ يَتَعَامَلَ بِقَسْوَةٍ مَعَ أَبِيمَالِكَ ٱلَّذِي كَانَ عَابِدًا لِلْآلِهَةِ ٱلْبَاطِلَةِ. لكِنَّهُ رَأَى أَنَّهُ تَصَرَّفَ بِنَزَاهَةٍ فِي هذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةِ. فَأَخَذَ ذلِكَ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ وَأَوْضَحَ لَهُ كَيْفَ يَنَالُ ٱلْغُفْرَانَ وَ ‹يَحْيَا›. أَفَلَا تُحِبُّ أَنْ تَعْبُدَ إِلهًا كَهذَا؟
٦ كَيْفَ ٱقْتَدَى يَسُوعُ بِأَبِيهِ؟
٦ اِقْتَدَى يَسُوعُ بِأَبِيهِ كَامِلًا، إِذْ رَكَّزَ عَلَى ٱلصِّفَاتِ ٱلْجَيِّدَةِ لَدَى تَلَامِيذِهِ وَغَفَرَ لَهُمْ أَخْطَاءَهُمْ. (مر ١٠:٣٥-٤٥؛ ١٤:٦٦-٧٢؛ لو ٢٢:٣١، ٣٢؛ يو ١٥:١٥) وَقَدْ عَمِلَ بِمُوجِبِ كَلِمَاتِهِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي يُوحَنَّا ٣:١٧: «اَللّٰهُ لَمْ يُرْسِلِ ٱبْنَهُ إِلَى ٱلْعَالَمِ لِيَدِينَ ٱلْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ ٱلْعَالَمُ». نَعَمْ، إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي يُكِنُّهَا يَهْوَه وَيَسُوعُ لَنَا هِيَ مَحَبَّةٌ عَمِيقَةٌ وَرَاسِخَةٌ. وَهِيَ تَتَجَلَّى فِي رَغْبَتِهِمَا أَنْ نَنَالَ ٱلْحَيَاةَ. (اي ١٤:١٥) وَهذِهِ ٱلْمَحَبَّةُ تُعَلِّلُ لِمَاذَا يَفْحَصُنَا يَهْوَه، كَيْفَ يَنْظُرُ إِلَيْنَا، وَكَيْفَ يَتَصَرَّفُ وَفْقًا لِمَا يَرَاهُ. — اِقْرَأْ ١ يوحنا ٤:٨، ١٩.
يَفْحَصُنَا بِعَيْنِ ٱلْمَحَبَّةِ
٧ بِأَيِّ هَدَفٍ يَفْحَصُنَا يَهْوَه؟
٧ يَا لَهُ مِنْ خَطَإٍ فَادِحٍ أَنْ نَعْتَبِرَ يَهْوَه شُرْطِيًّا يُرَاقِبُ كُلَّ تَحَرُّكَاتِنَا لِيَقْبِضَ عَلَيْنَا بِٱلْجُرْمِ ٱلْمَشْهُودِ! فَٱلشَّيْطَانُ هُوَ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْنَا بِعَيْنِ ٱلنَّقْدِ وَٱلِٱتِّهَامِ. (رؤ ١٢:١٠) حَتَّى إِنَّهُ يَنْسِبُ إِلَيْنَا زُورًا ٱلدَّوَافِعَ ٱلْخَاطِئَةَ. (اي ١:٩-١١؛ ٢:٤، ٥) كَتَبَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ عَنِ ٱللّٰهِ: «إِنْ كُنْتَ تُرَاقِبُ ٱلْآثَامَ يَا يَاهُ، يَا يَهْوَهُ، فَمَنْ يَقِفُ؟». (مز ١٣٠:٣) إِنَّ ٱلْجَوَابَ عَنْ هذَا ٱلسُّؤَالِ هُوَ: لَا أَحَدَ. (جا ٧:٢٠) بِٱلْأَحْرَى، يُرَاقِبُنَا يَهْوَه بِعَيْنِ ٱلرَّحْمَةِ وَٱللُّطْفِ تَمَامًا كَٱلْأَبِ ٱلْمُحِبِّ ٱلَّذِي يُرِيدُ حِمَايَةَ أَوْلَادِهِ ٱلْأَحِبَّاءِ مِنَ ٱلْأَذَى. فَهُوَ يُنَبِّهُنَا دَائِمًا إِلَى نَقَائِصِنَا وَضَعَفَاتِنَا لِنَتَجَنَّبَ إِيذَاءَ أَنْفُسِنَا. — مز ١٠٣:١٠-١٤؛ مت ٢٦:٤١.
٨ كَيْفَ يُزَوِّدُ يَهْوَه خُدَّامَهُ بِٱلتَّأْدِيبِ وَٱلْإِرْشَادِ؟
٨ وَيُعْرِبُ ٱللّٰهُ عَنْ مَحَبَّتِهِ لَنَا بِوَاسِطَةِ ٱلتَّأْدِيبِ وَٱلْإِرْشَادِ ٱلْمَوْجُودَيْنِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلَّذِي يُزَوِّدُهُ «ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ». (مت ٢٤:٤٥؛ عب ١٢:٥، ٦) كَمَا أَنَّهُ يَمْنَحُنَا ٱلْمُسَاعَدَةَ عَنْ طَرِيقِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَ ‹ٱلْعَطَايَا فِي رِجَالٍ› ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ فِيهَا. (اف ٤:٨) عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، يُرَاقِبُنَا يَهْوَه لِيَعْرِفَ كَيْفَ نَتَجَاوَبُ مَعَ تَدْرِيبِهِ ٱلْأَبَوِيِّ وَلِيَمُدَّنَا بِمَزِيدٍ مِنَ ٱلدَّعْمِ. يَقُولُ ٱلْمَزْمُورُ ٣٢:٨: «أَمْنَحُكَ بَصِيرَةً وَأُرْشِدُكَ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي تَسْلُكُهُ. أُقَدِّمُ ٱلنُّصْحَ وَعَيْنِي عَلَيْكَ». كَمْ هُوَ مُهِمٌّ إِذًا أَنْ نُصْغِيَ بِٱسْتِمْرَارٍ إِلَى يَهْوَه! فَيَلْزَمُ أَنْ نَتَوَاضَعَ أَمَامَهُ، مُعْتَرِفِينَ أَنَّهُ مُعَلِّمُنَا وَأَبُونَا ٱلْمُحِبُّ. — اِقْرَأْ متى ١٨:٤.
٩ أَيَّةُ أُمُورٍ يَنْبَغِي أَنْ نَتَجَنَّبَهَا، وَلِمَاذَا؟
٩ فَلَا يَجِبُ أَنْ نَتَقَسَّى بِٱلْكِبْرِيَاءِ، قِلَّةِ ٱلْإِيمَانِ، أَوِ «ٱلْقُوَّةِ ٱلْخَادِعَةِ لِلْخَطِيَّةِ». (عب ٣:١٣؛ يع ٤:٦) وَهذِهِ غَالِبًا مَا تَبْدَأُ حِينَ يُنَمِّي ٱلشَّخْصُ ٱلْأَفْكَارَ أَوِ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةَ. حَتَّى إِنَّهُ قَدْ يَصِلُ إِلَى حَدِّ رَفْضِ مَشُورَةِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلسَّدِيدَةِ. وَٱلْأَسْوَأُ مِنْ ذلِكَ هُوَ أَنَّهُ قَدْ يَصِيرُ مُتَصَلِّبًا فِي مَوَاقِفِهِ أَوْ تَصَرُّفَاتِهِ بِحَيْثُ يَجْعَلُ نَفْسَهُ عَدُوًّا لِلّٰهِ — مَوْقِفٌ لَا يُحْسَدُ عَلَيْهِ أَبَدًا. (ام ١:٢٢-٣١) لِنَأْخُذْ فِي مَا يَلِي مِثَالَ قَايِينَ بِكْرِ آدَمَ وَحَوَّاءَ.
يَرَى يَهْوَه كُلَّ شَيْءٍ وَيَتَصَرَّفُ وَفْقَ ذلِكَ
١٠ لِمَاذَا لَمْ يَرْضَ يَهْوَه عَنْ قُرْبَانِ قَايِينَ، وَمَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ قَايِينَ؟
١٠ عِنْدَمَا قَدَّمَ كُلٌّ مِنْ قَايِينَ وَهَابِيلَ قُرْبَانَهُ لِيَهْوَه، لَمْ يَنْظُرْ يَهْوَه إِلَى تَقْدِمَتِهِمَا فَحَسْبُ، بَلْ أَيْضًا إِلَى دَافِعِهِمَا. نَتِيجَةً لِذلِكَ، رَضِيَ عَنْ هَابِيلَ ٱلَّذِي قَدَّمَ قُرْبَانَهُ بِإِيمَانٍ، فِي حِينِ أَنَّهُ لَمْ يَرْضَ عَنْ قَايِينَ ٱلَّذِي ٱفْتَقَرَ إِلَى ٱلْإِيمَانِ. (تك ٤:٤، ٥؛ عب ١١:٤) وَلكِنْ بَدَلًا مِنْ أَنْ يَتَّعِظَ قَايِينُ بِمَا حَدَثَ وَيُغَيِّرَ مَوْقِفَهُ، ٱحْتَدَمَ غَضَبُهُ عَلَى أَخِيهِ. — تك ٤:٦.
١١ كَيْفَ أَظْهَرَ قَايِينُ أَنَّ لَدَيْهِ قَلْبًا غَدَّارًا، وَأَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ هذِهِ ٱلرِّوَايَةِ؟
١١ حِينَ لَاحَظَ يَهْوَه مَوْقِفَ قَايِينَ ٱلْخَطِيرَ، تَكَلَّمَ مَعَهُ بِلُطْفٍ قَائِلًا: «إِنْ أَحْسَنْتَ أَفَلَا تُرْفَعُ؟». وَلكِنْ مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ قَايِينَ تَجَاهَلَ مَشُورَةَ خَالِقِهِ وَقَتَلَ أَخَاهُ. وَظَهَرَ مَوْقِفُهُ ٱلْقَلْبِيُّ ٱلرَّدِيءُ أَيْضًا مِنْ جَوَابِهِ ٱلْوَقِحِ عَنْ سُؤَالِ ٱللّٰهِ: «أَيْنَ هَابِيلُ أَخُوكَ؟». فَقَدْ رَدَّ قَائِلًا: «لَا أَعْرِفُ. أَحَارِسٌ أَنَا لِأَخِي؟». (تك ٤:٧-٩) حَقًّا، إِنَّ ٱلْقَلْبَ غَدَّارٌ جِدًّا بِحَيْثُ أَنَّهُ قَدْ يَجْعَلُ ٱلْمَرْءَ يَتَجَاهَلُ ٱلْمَشُورَةَ ٱلْمُبَاشِرَةَ ٱلَّتِي يُعْطِيهَا ٱللّٰهُ. (ار ١٧:٩) فَلْنَتَّعِظْ مِنْ هذِهِ ٱلرِّوَايَةِ وَغَيْرِهَا، وَلْنُبَادِرْ فَوْرًا إِلَى رَفْضِ ٱلْأَفْكَارِ وَٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ. (اِقْرَأْ يعقوب ١:١٤، ١٥.) وَإِذَا قُدِّمَتْ لَنَا مَشُورَةٌ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، فَلْنَقْبَلْهَا وَنَعْتَبِرْهَا دَلِيلًا عَلَى مَحَبَّةِ يَهْوَه.
مَا مِنْ خَطِيَّةٍ مُسْتَتِرَةٌ
١٢ مَا هُوَ رَدُّ فِعْلِ يَهْوَه تِجَاهَ ٱلْخَطِيَّةِ؟
١٢ يَظُنُّ ٱلْبَعْضُ أَنَّهُ إِذَا لَمْ يَرَهُمْ أَحَدٌ وَهُمْ يَرْتَكِبُونَ ٱلْخَطِيَّةَ، فَسَيَنْجُونَ بِفِعْلَتِهِمْ. (مز ١٩:١٢) وَلكِنْ فِي ٱلْوَاقِعِ مَا مِنْ خَطِيَّةٍ مُسْتَتِرَةٌ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ مَنْ نُؤَدِّي لَهُ ٱلْحِسَابَ». (عب ٤:١٣) فَيَهْوَه هُوَ دَيَّانٌ يَفْحَصُ دَوَافِعَنَا ٱلدَّفِينَةَ. وَرَدُّ فِعْلِهِ تِجَاهَ ٱلْخَطِيَّةِ هُوَ ٱنْعِكَاسٌ لِعَدْلِهِ ٱلْكَامِلِ. فَرَغْمَ أَنَّهُ «إِلٰهٌ رَحِيمٌ وَحَنَّانٌ، بَطِيءُ ٱلْغَضَبِ وَوَافِرُ ٱللُّطْفِ ٱلْحُبِّيِّ وَٱلْحَقِّ»، فَهُوَ «لَا يُعْفِي مِنَ ٱلْعِقَابِ» غَيْرَ ٱلتَّائِبِينَ ٱلَّذِينَ ‹يُمَارِسُونَ ٱلْخَطِيَّةَ عَمْدًا› أَوْ يَتَصَرَّفُونَ بِمَكْرٍ وَيُخَطِّطُونَ لِلسُّوءِ. (خر ٣٤:٦، ٧؛ عب ١٠:٢٦) مِثَالًا لِذلِكَ، لِنَتَأَمَّلْ فِي تَعَامُلَاتِ يَهْوَه مَعَ عَخَانَ وَمَعَ حَنَانِيَّا وَسَفِّيرَةَ.
١٣ كَيْفَ أَدَّى ٱلتَّفْكِيرُ ٱلْخَاطِئُ إِلَى تَصَرُّفِ عَخَانَ ٱلرَّدِيءِ؟
١٣ فِي ٱنْتِهَاكٍ صَرِيحٍ لِوَصِيَّةِ ٱللّٰهِ، أَخَذَ عَخَانُ غَنِيمَةً مِنْ مَدِينَةِ أَرِيحَا وَخَبَّأَهَا فِي خَيْمَتِهِ، عَلَى ٱلْأَرْجَحِ بِٱلتَّوَاطُؤِ مَعَ عَائِلَتِهِ. وَعِنْدَمَا ٱفْتُضِحَ أَمْرُهُ، أَظْهَرَ أَنَّهُ يُدْرِكُ خُطُورَةَ مَا ٱرْتَكَبَتْهُ يَدَاهُ قَائِلًا: «إِنِّي أَخْطَأْتُ إِلَى يَهْوَهَ». (يش ٧:٢٠) وَتَمَامًا مِثْلَ قَايِينَ، كَانَ قَلْبُ عَخَانَ قَدْ صَارَ رَدِيئًا. فَقَدْ نَمَّى ٱلْجَشَعَ ٱلَّذِي أَدَّى إِلَى صَيْرُورَتِهِ شَخْصًا مُخَادِعًا. وَبِمَا أَنَّ غَنِيمَةَ أَرِيحَا كَانَتْ لِيَهْوَه، فَإِنَّ سَرِقَتَهُ لِهذِهِ ٱلْغَنِيمَةِ كَانَتْ بِمَثَابَةِ ٱلسَّرِقَةِ مِنَ ٱللّٰهِ. وَهذَا مَا كَلَّفَهُ هُوَ وَعَائِلَتَهُ غَالِيًا. — يش ٧:٢٥.
١٤، ١٥ لِمَاذَا ٱسْتَحَقَّ حَنَانِيَّا وَسَفِّيرَةُ سُخْطَ ٱللّٰهِ، وَأَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ رِوَايَتِهِمَا؟
١٤ بَعْدَ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، جُمِعَتْ تَبَرُّعَاتٌ طَوْعِيَّةٌ بِهَدَفِ ٱلِٱعْتِنَاءِ بِحَاجَاتِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْجُدُدِ ٱلْآتِينَ مِنْ أَمَاكِنَ بَعِيدَةٍ وَٱلَّذِينَ كَانُوا لَا يَزَالُونَ فِي أُورُشَلِيمَ. وَكَانَ حَنَانِيَّا وَزَوْجَتُهُ سَفِّيرَةُ عُضْوَيْنِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْبَاكِرَةِ فِي أُورُشَلِيمَ. وَقَدْ بَاعَ حَنَانِيَّا حَقْلًا يَمْلِكُهُ وَتَبَرَّعَ بِقِسْمٍ مِنَ ٱلْمَالِ، لكِنَّهُ ٱدَّعَى أَنَّهُ تَبَرَّعَ بِكَامِلِ ٱلْمَبْلَغِ. وَكَانَتْ زَوْجَتُهُ عَلَى عِلْمٍ بِمَا فَعَلَ. مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ هذَيْنِ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱسْتَخْدَمَا ٱلْخِدَاعَ بُغْيَةَ نَيْلِ كَرَامَةٍ خُصُوصِيَّةٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. لكِنَّ يَهْوَه كَشَفَ حِيلَتَهُمَا لِلرَّسُولِ بُطْرُسَ. فَوَاجَهَ بُطْرُسُ حَنَانِيَّا وَأَظْهَرَ لَهُ خَطَأَهُ. إِذَّاكَ، سَقَطَ حَنَانِيَّا وَمَاتَ. وَسُرْعَانَ مَا مَاتَتْ أَيْضًا زَوْجَتُهُ سَفِّيرَةُ. — اع ٥:١-١١.
١٥ لَمْ تَكُنْ هذِهِ لَحْظَةَ ضَعْفٍ مَرَّ بِهَا حَنَانِيَّا وَسَفِّيرَةُ. فَقَدْ خَطَّطَا لِلسُّوءِ وَكَذَبَا فِي مُحَاوَلَةٍ لِخِدَاعِ ٱلرُّسُلِ. وَٱلْأَسْوَأُ مِنْ ذلِكَ أَيْضًا هُوَ أَنَّهُمَا ‹كَذَبَا عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَعَلَى ٱللّٰهِ›. وَرَدُّ فِعْلِ يَهْوَه يُعْطِي دَلِيلًا قَاطِعًا أَنَّهُ لَا يَتَأَخَّرُ عَنْ حِمَايَةِ ٱلْجَمَاعَةِ مِنَ ٱلْمُرَائِينَ. حَقًّا، «مُخِيفٌ هُوَ ٱلْوُقُوعُ فِي يَدَيِ ٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ»! — عب ١٠:٣١.
حَافِظْ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ فِي كُلِّ ٱلْأَوْقَاتِ
١٦ (أ) كَيْفَ يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ إِفْسَادَ شَعْبِ ٱللّٰهِ؟ (ب) بِأَيَّةِ طَرَائِقَ يُفْسِدُ إِبْلِيسُ ٱلنَّاسَ فِي مَنْطِقَتِكُمْ؟
١٦ يَبْذُلُ ٱلشَّيْطَانُ كُلَّ مَا فِي وُسْعِهِ لِإِفْسَادِنَا بِحَيْثُ نَخْسَرُ رِضَى يَهْوَه. (رؤ ١٢:١٢، ١٧) وَنَوَايَاهُ ٱلْخَبِيثَةُ تَنْعَكِسُ فِي هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْمَهْوُوسِ بِٱلْجِنْسِ وَٱلْعُنْفِ. فَٱلْفَنُّ ٱلْإِبَاحِيُّ صَارَ فِي مُتَنَاوَلِ ٱلْجَمِيعِ عَنْ طَرِيقِ ٱلْكُمْبْيُوتَرِ أَوِ ٱلْأَجْهِزَةِ ٱلْإِلِكْتْرُونِيَّةِ ٱلْأُخْرَى. فَلَا نَسْتَسْلِمْ لِهَجَمَاتِ ٱلشَّيْطَانِ، بَلْ لِيَكُنْ لِسَانُ حَالِنَا كَلِسَانِ حَالِ صَاحِبِ ٱلْمَزْمُورِ دَاوُدَ: «أَسْلُكُ بِفِطْنَةٍ فِي طَرِيقٍ لَا عَيْبَ فِيهِ. . . . أَسِيرُ بِٱسْتِقَامَةِ قَلْبِي دَاخِلَ بَيْتِي». — مز ١٠١:٢.
١٧ (أ) لِمَاذَا يَكْشِفُ يَهْوَه ٱلْخَطَايَا ٱلْمُسْتَتِرَةَ فِي ٱلنِّهَايَةِ؟ (ب) عَلَامَ يَنْبَغِي أَنْ نُصَمِّمَ؟
١٧ فِي أَيَّامِنَا، لَا يَتَدَخَّلُ يَهْوَه عَجَائِبِيًّا لِيَفْضَحَ ٱلْخَطَايَا ٱلْجَسِيمَةَ وَٱلْخِدَاعَ كَمَا تَدَخَّلَ فِي ٱلْمَاضِي. لكِنَّهُ يَرَى كُلَّ شَيْءٍ، وَفِي وَقْتِهِ ٱلْمُعَيَّنِ وَطَرِيقَتِهِ ٱلْخَاصَّةِ سَيَكْشِفُ ٱلْأُمُورَ ٱلْمُسْتَتِرَةَ. قَالَ بُولُسُ: «خَطَايَا بَعْضِ ٱلنَّاسِ ظَاهِرَةٌ لِلْجَمِيعِ، تُؤَدِّي مُبَاشَرَةً إِلَى ٱلدَّيْنُونَةِ، وَأَمَّا ٱلْبَعْضُ فَخَطَايَاهُمْ تَصِيرُ ظَاهِرَةً أَيْضًا فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ». (١ تي ٥:٢٤) وَدَافِعُ يَهْوَه ٱلرَّئِيسِيُّ إِلَى فَضْحِ ٱلْأَعْمَالِ ٱلرَّدِيئَةِ هُوَ ٱلْمَحَبَّةُ. فَهُوَ يُحِبُّ ٱلْجَمَاعَةَ وَيُرِيدُ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى نَقَاوَتِهَا. عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، إِنَّهُ يَرْحَمُ ٱلَّذِينَ أَخْطَأُوا لكِنَّهُمْ تَابُوا تَوْبَةً حَقِيقِيَّةً. (ام ٢٨:١٣) فَلْنَسْعَ إِلَى ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى قَلْبٍ كَامِلٍ وَلْنَرْفُضْ كُلَّ ٱلتَّأْثِيرَاتِ ٱلْمُفْسِدَةِ.
حَافِظْ عَلَى قَلْبٍ كَامِلٍ
١٨ مَاذَا أَرَادَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ أَنْ يَشْعُرَ ٱبْنُهُ تِجَاهَ ٱللّٰهِ؟
١٨ قَالَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ لِٱبْنِهِ سُلَيْمَانَ: «اِعْرِفْ إِلٰهَ أَبِيكَ وَٱخْدُمْهُ بِقَلْبٍ كَامِلٍ وَنَفْسٍ مَسْرُورَةٍ، لِأَنَّ يَهْوَهَ يَفْحَصُ جَمِيعَ ٱلْقُلُوبِ، وَيُمَيِّزُ كُلَّ مَيْلِ ٱلْأَفْكَارِ». (١ اخ ٢٨:٩) فَدَاوُدُ أَرَادَ أَلَّا يُؤْمِنَ ٱبْنُهُ سُلَيْمَانُ بِٱللّٰهِ فَحَسْبُ، بَلْ أَنْ يُقَدِّرَ أَيْضًا عُمْقَ ٱهْتِمَامِ يَهْوَه بِخُدَّامِهِ. فَهَلْ تُقَدِّرُ أَنْتَ أَيْضًا يَهْوَه عَلَى ٱهْتِمَامِهِ؟
١٩، ٢٠ بِحَسَبِ ٱلْمَزْمُورِ ١٩:٧-١١، مَاذَا سَاعَدَ دَاوُدَ عَلَى ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَى ٱللّٰهِ، وَكَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱلِٱقْتِدَاءُ بِهِ؟
١٩ يَعْرِفُ يَهْوَه أَنَّ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلَّذِينَ قُلُوبُهُمْ مُهَيَّأَةٌ لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ سَيَنْجَذِبُونَ إِلَيْهِ وَأَنَّ مَعْرِفَتَهُمْ لِصِفَاتِهِ ٱلْجَمِيلَةِ سَتُقَرِّبُهُمْ إِلَيْهِ. لِذلِكَ يُرِيدُ مِنَّا أَنْ نَتَعَرَّفَ بِهِ وَبِشَخْصِيَّتِهِ ٱلرَّائِعَةِ. كَيْفَ ذلِكَ؟ بِدَرْسِ كَلِمَتِهِ وَلَمْسِ بَرَكَتِهِ فِي حَيَاتِنَا. — ام ١٠:٢٢؛ يو ١٤:٩.
٢٠ فَهَلْ تَقْرَأُ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ يَوْمِيًّا بِرُوحِ ٱلتَّقْدِيرِ وَٱلصَّلَاةِ؟ هَلْ تَرَى أَهَمِّيَّةَ ٱلْعَيْشِ بِمُقْتَضَى مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟ (اِقْرَأْ مزمور ١٩:٧-١١.) فِي هذِهِ ٱلْحَالِ، سَيَسْتَمِرُّ إِيمَانُكَ بِيَهْوَه وَمَحَبَّتُكَ لَهُ فِي ٱلنُّمُوِّ. وَسَيَقْتَرِبُ هُوَ إِلَيْكَ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ وَيُمْسِكُ بِيَدِكَ، إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ. (اش ٤٢:٦؛ يع ٤:٨) نَعَمْ، سَيُبَرْهِنُ يَهْوَه عَنْ مَحَبَّتِهِ لَكَ بِإِغْدَاقِ بَرَكَاتِهِ عَلَيْكَ وَحِمَايَتِكَ رُوحِيًّا فِيمَا تَسِيرُ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلْحَرِجِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ. — مز ٩١:١، ٢؛ مت ٧:١٣، ١٤.
-
-
يهوه يراقبنا لمصلحتنابرج المراقبة ٢٠٠٨ | ١٥ تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
يَهْوَه يُرَاقِبُنَا لِمَصْلَحَتِنَا
‹عَيْنَا يَهْوَهَ تَجُولَانِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ لِيُظْهِرَ قُوَّتَهُ لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ قَلْبُهُمْ كَامِلٌ نَحْوَهُ›. — ٢ اخ ١٦:٩.
١ لِمَاذَا يَفْحَصُنَا يَهْوَه؟
يَهْوَه هُوَ أَبٌ مِثَالِيٌّ لَنَا. فَهُوَ يَعْرِفُنَا جَيِّدًا حَتَّى إِنَّهُ يُمَيِّزُ ‹كُلَّ مَيْلِ أَفْكَارِنَا›. (١ اخ ٢٨:٩) لكِنَّهُ لَا يَفْحَصُنَا بُغْيَةَ إِيجَادِ عُيُوبِنَا. (مز ١١:٤؛ ١٣٠:٣) فَجُلُّ مَا يُرِيدُهُ هُوَ حِمَايَتُنَا مِنْ أَيِّ شَيْءٍ قَدْ يُضِرُّ عَلَاقَتَنَا بِهِ أَوْ يُعِيقُنَا عَنْ نَيْلِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. — مز ٢٥:٨-١٠، ١٢، ١٣.
٢ لِمَصْلَحَةِ مَنْ يَسْتَخْدِمُ يَهْوَه قُدْرَتَهُ؟
٢ وَلَدَى يَهْوَه قُدْرَةٌ لَا تُضَاهَى وَهُوَ يَرَى كُلَّ شَيْءٍ. لِذلِكَ بِمَقْدُورِهِ أَنْ يَهُبَّ إِلَى مُسَاعَدَةِ أَوْلِيَائِهِ حِينَمَا يَدْعُونَهُ، وَبِإِمْكَانِهِ دَعْمُهُمْ عِنْدَمَا يَمُرُّونَ بِٱلْمِحَنِ. تَقُولُ ٢ اخبار الايام ١٦:٩: ‹عَيْنَا يَهْوَهَ تَجُولَانِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ لِيُظْهِرَ قُوَّتَهُ لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ قَلْبُهُمْ كَامِلٌ نَحْوَهُ›. لَاحِظْ أَنَّ يَهْوَه يَسْتَخْدِمُ قُدْرَتَهُ لِمَصْلَحَةِ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَهُ بِقَلْبٍ كَامِلٍ، قَلْبٍ نَقِيٍّ وَمُخْلِصٍ. لكِنَّهُ لَا يَهْتَمُّ إِطْلَاقًا بِٱلْمُخَادِعِينَ أَوِ ٱلْمُرَائِينَ. — يش ٧:١، ٢٠، ٢١، ٢٥؛ ام ١:٢٣-٣٣.
سِرْ مَعَ ٱللّٰهِ
٣، ٤ مَاذَا يَعْنِي ‹ٱلسَّيْرُ مَعَ ٱللّٰهِ›، وَأَيَّةُ أَمْثِلَةٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُسَاعِدُنَا عَلَى فَهْمِ هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ؟
٣ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ لَا يُصَدِّقُونَ أَنَّ خَالِقَ كَوْنِنَا ٱلْفَسِيحِ يَسْمَحُ لِلْبَشَرِ أَنْ يَسِيرُوا مَعَهُ. وَلكِنَّ هذَا بِٱلتَّحْدِيدِ مَا يُرِيدُهُ يَهْوَه مِنَّا. وَهُنَالِكَ أَمْثِلَةٌ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُؤَكِّدُ لَنَا ذلِكَ. فَأَخْنُوخُ وَنُوحٌ ‹سَارَا مَعَ ٱللّٰهِ›. (تك ٥:٢٤؛ ٦:٩) وَمُوسَى أَيْضًا «بَقِيَ رَاسِخًا كَأَنَّهُ يَرَى مَنْ لَا يُرَى». (عب ١١:٢٧) كَمَا أَنَّ ٱلْمَلِكَ دَاوُدَ سَارَ بِتَوَاضُعٍ مَعَ أَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ. فَقَدْ قَالَ: «لِأَنَّ [يَهْوَهَ] عَنْ يَمِينِي فَلَا أَتَزَعْزَعُ». — مز ١٦:٨.
٤ طَبْعًا، لَا يُمْكِنُنَا حَرْفِيًّا أَنْ نُمْسِكَ بِيَدِ يَهْوَه وَنَسِيرَ مَعَهُ. لكِنَّنَا نَسْتَطِيعُ ذلِكَ بِمَعْنًى مَجَازِيٍّ. كَيْفَ؟ كَتَبَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ آسَافُ: ‹إِنِّي دَائِمًا مَعَكَ. أَمْسَكْتَ بِيَدِي ٱلْيُمْنَى. بِمَشُورَتِكَ تَهْدِينِي›. (مز ٧٣:٢٣، ٢٤) فَنَحْنُ نَسِيرُ مَعَ يَهْوَه عِنْدَمَا نَتْبَعُ بِدِقَّةٍ مَشُورَتَهُ ٱلَّتِي نَنَالُهَا بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ مِنْ خِلَالِ كَلِمَتِهِ ٱلْمَكْتُوبَةِ وَ «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ». — مت ٢٤:٤٥؛ ٢ تي ٣:١٦.
٥ كَيْفَ يُبْقِي يَهْوَه عَيْنَهُ ٱلسَّاهِرَةَ عَلَى أَوْلِيَائِهِ تَمَامًا كَٱلْأَبِ ٱلْمُحِبِّ، وَكَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نَشْعُرَ تِجَاهَهُ؟
٥ وَلِأَنَّ يَهْوَه يُعِزُّ ٱلَّذِينَ يَسِيرُونَ مَعَهُ، فَهُوَ يُبْقِي عَيْنَهُ ٱلسَّاهِرَةَ عَلَيْهِمْ تَمَامًا كَٱلْأَبِ ٱلْمُحِبِّ، إِذْ يَهْتَمُّ بِهِمْ وَيَحْمِيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ. يَقُولُ ٱللّٰهُ: «أَمْنَحُكَ بَصِيرَةً وَأُرْشِدُكَ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي تَسْلُكُهُ. أُقَدِّمُ ٱلنُّصْحَ وَعَيْنِي عَلَيْكَ». (مز ٣٢:٨) لِذلِكَ ٱطْرَحْ عَلَى نَفْسِكَ ٱلْأَسْئِلَةَ ٱلتَّالِيَةَ: ‹هَلْ أَتَخَيَّلُ نَفْسِي أَسِيرُ مُمْسِكًا بِيَدِ يَهْوَه، إِذْ أُصْغِي إِلَى حِكْمَتِهِ وَأُدْرِكُ أَنَّهُ يُبْقِي عَيْنَهُ عَلَيَّ بِمَحَبَّةٍ؟ هَلْ يُؤَثِّرُ وُجُودُهُ بِجَانِبِي فِي أَفْكَارِي وَكَلِمَاتِي وَأَعْمَالِي؟ وَحِينَ أَرْتَكِبُ خَطَأً، هَلْ أَرَى يَهْوَه إِلهًا قَاسِيًا عَدِيمَ ٱلْمَشَاعِرِ أَمْ أَبًا مُحِبًّا وَرَحِيمًا يَرْغَبُ فِي مُسَاعَدَةِ ٱلتَّائِبِينَ عَلَى ٱسْتِعَادَةِ عَلَاقَتِهِمْ بِهِ؟›. — مز ٥١:١٧.
٦ بِمَ يَمْتَازُ يَهْوَه عَنِ ٱلْوَالِدِينَ ٱلْبَشَرِ؟
٦ أَحْيَانًا، قَدْ يَهُبُّ يَهْوَه إِلَى مُسَاعَدَتِنَا قَبْلَ أَنْ نَرْتَكِبَ ٱلْخَطَأَ. مَثَلًا، رُبَّمَا يُلَاحِظُ أَنَّ قَلْبَنَا ٱلْغَدَّارَ يَبْدَأُ بِٱشْتِهَاءِ أُمُورٍ غَيْرِ لِائِقَةٍ. (ار ١٧:٩) يُمْكِنُهُ عِنْدَئِذٍ ٱتِّخَاذُ إِجْرَاءٍ مَا حَتَّى قَبْلَ أَنْ يَتَمَكَّنَ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْبَشَرُ مِنْ ذلِكَ، لِأَنَّ «نَظَرَاتِهِ» قَادِرَةٌ عَلَى ٱخْتِرَاقِ أَعْمَاقِنَا لِفَحْصِ سَرَائِرِنَا. (مز ١١:٤؛ ١٣٩:٤؛ ار ١٧:١٠) لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ كَيْفَ تَصَرَّفَ ٱللّٰهُ فِي حَالَةِ بَارُوخَ، ٱلْكَاتِبِ ٱلْخَاصِّ لِلنَّبِيِّ إِرْمِيَا وَصَدِيقِهِ ٱلْحَمِيمِ.
أَبٌ مُحِبٌّ لِبَارُوخَ
٧، ٨ (أ) مَنْ كَانَ بَارُوخُ، وَأَيَّةُ رَغَبَاتٍ غَيْرِ سَلِيمَةٍ رُبَّمَا ٱبْتَدَأَتْ تَنْمُو فِي قَلْبِهِ؟ (ب) كَيْفَ أَعْرَبَ يَهْوَه عَنِ ٱهْتِمَامِهِ ٱلْأَبَوِيِّ بِبَارُوخَ؟
٧ كَانَ بَارُوخُ كَاتِبًا مَاهِرًا خَدَمَ بِأَمَانَةٍ إِلَى جَانِبِ إِرْمِيَا فِي تَعْيِينٍ صَعْبٍ: إِعْلَانُ أَحْكَامِ يَهْوَه لِأُمَّةِ يَهُوذَا. (ار ١:١٨، ١٩) إِلَّا أَنَّ بَارُوخَ، ٱلَّذِي رُبَّمَا وُلِدَ فِي عَائِلَةٍ مَرْمُوقَةٍ، ٱبْتَدَأَ يَطْلُبُ لِنَفْسِهِ «عَظَائِمَ». فَمِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنَّهُ بَدَأَ يُفَكِّرُ فِي مَطَامِحَ شَخْصِيَّةٍ أَوْ يُنَمِّي رَغْبَةً فِي ٱلْعَيْشِ فِي بَحْبُوحَةٍ. وَلكِنْ مَهْمَا كَانَتِ ٱلْحَالُ، فَقَدْ رَأَى يَهْوَه أَنَّ هذَا ٱلتَّفْكِيرَ ٱلْخَطِرَ أَخَذَ يَتَغَلْغَلُ فِي قَلْبِهِ. لِذلِكَ بَادَرَ فَوْرًا إِلَى مُعَالَجَةِ ٱلْمَسْأَلَةِ وَخَاطَبَهُ بِوَاسِطَةِ إِرْمِيَا: «قَدْ قُلْتَ: ‹وَيْلٌ لِي؛ لِأَنَّ يَهْوَهَ قَدْ زَادَ حُزْنًا عَلَى وَجَعِي! قَدْ أَعْيَيْتُ مِنْ تَنَهُّدِي، وَلَمْ أَجِدْ مَكَانَ رَاحَةٍ›». ثُمَّ قَالَ لَهُ: «لَا تَزَالُ تَطْلُبُ لَكَ عَظَائِمَ. لَا تَطْلُبْ بَعْدُ». — ار ٤٥:١-٥.
٨ رَغْمَ أَنَّ يَهْوَه كَانَ حَازِمًا مَعَ بَارُوخَ، لَمْ يَتَعَامَلْ مَعَهُ بِغَضَبٍ بَلْ بِٱهْتِمَامٍ أَبَوِيٍّ أَصِيلٍ. فَكَمَا يَتَّضِحُ، أَدْرَكَ يَهْوَه أَنَّ رَغَبَاتِ بَارُوخَ لَمْ تَنْبُعْ مِنْ قَلْبٍ شِرِّيرٍ أَوْ مُنْحَرِفٍ. وَعَرَفَ أَنَّ أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا صَارَتَا فِي آخِرِ أَيَّامِهِمَا وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَعْثُرَ بَارُوخُ فِي هذَا ٱلْوَقْتِ ٱلْحَرِجِ. وَلِكَيْ يُعِيدَ ٱللّٰهُ خَادِمَهُ إِلَى صَوَابِهِ، ذَكَّرَهُ أَنَّهُ ‹سَيَجْلُبُ بَلِيَّةً عَلَى كُلِّ ذِي جَسَدٍ› وَقَالَ لَهُ إِنَّهُ إِذَا تَصَرَّفَ بِحِكْمَةٍ فَسَيُنَجِّيهِ. (ار ٤٥:٥) وَبِكَلِمَاتٍ أُخْرَى، كَانَ ٱللّٰهُ يَقُولُ لَهُ: ‹حَذَارِ يَا بَارُوخُ! لَا تَنْسَ مَا سَيَحْدُثُ عَمَّا قَرِيبٍ لِيَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ ٱلْخَاطِئَتَيْنِ. اِبْقَ أَمِينًا وَٱحْيَ! فَأَنَا سَأَحْمِيكَ›. وَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ يَهْوَه مَسَّ قَلْبَ بَارُوخَ، لِأَنَّهُ تَجَاوَبَ وَنَجَا مِنْ دَمَارِ أُورُشَلِيمَ ٱلَّذِي حَدَثَ بَعْدَ ١٧ سَنَةً.
٩ كَيْفَ تُجِيبُونَ شَخْصِيًّا عَنِ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلْمَطْرُوحَةِ فِي هذِهِ ٱلْفِقْرَةِ؟
٩ فِيمَا تَتَأَمَّلُ فِي رِوَايَةِ بَارُوخَ، فَكِّرْ فِي ٱلْأَسْئِلَةِ وَٱلْآيَاتِ ٱلتَّالِيَةِ: مَاذَا تَكْشِفُ طَرِيقَةُ تَعَامُلِ ٱللّٰهِ مَعَ بَارُوخَ عَنْ يَهْوَه وَمَشَاعِرِهِ نَحْوَ خُدَّامِهِ؟ (اِقْرَأْ عبرانيين ١٢:٩.) نَظَرًا إِلَى ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْحَرِجَةِ ٱلَّتِي نَعِيشُ فِيهَا، مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مَشُورَةِ ٱللّٰهِ وَمِنْ تَجَاوُبِ بَارُوخَ؟ (اِقْرَأْ لوقا ٢١:٣٤-٣٦.) وَعَلَى غِرَارِ إِرْمِيَا، كَيْفَ يَسْتَطِيعُ ٱلشُّيُوخُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَنْ يَعْكِسُوا ٱهْتِمَامَ يَهْوَه بِخُدَّامِهِ؟ — اِقْرَأْ غلاطية ٦:١.
اَلِٱبْنُ يَعْكِسُ مَحَبَّةَ ٱلْآبِ
١٠ مَاذَا يَجْعَلُ يَسُوعَ مُجَهَّزًا لِلْقِيَامِ بِمَسْؤُولِيَّتِهِ كَرَأْسٍ لِلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟
١٠ فِي أَزْمِنَةِ مَا قَبْلَ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، كَشَفَ يَهْوَه مَحَبَّتَهُ لِشَعْبِهِ مِنْ خِلَالِ أَنْبِيَائِهِ وَخُدَّامِهِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلْآخَرِينَ. أَمَّا ٱلْيَوْمَ فَهُوَ يَكْشِفُهَا بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ مِنْ خِلَالِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، رَأْسِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. (اف ١:٢٢، ٢٣) فَفِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا، يُصَوَّرُ يَسُوعُ عَلَى أَنَّهُ حَمَلٌ لَهُ «سَبْعُ أَعْيُنٍ، وَهٰذِهِ ٱلْأَعْيُنُ تُمَثِّلُ أَرْوَاحَ ٱللّٰهِ ٱلسَّبْعَةَ ٱلْمُرْسَلَةَ إِلَى ٱلْأَرْضِ كُلِّهَا». (رؤ ٥:٦) نَعَمْ، يَتَحَلَّى يَسُوعُ بِٱلتَّمْيِيزِ ٱلتَّامِّ لِأَنَّهُ يَتَقَوَّى بِرُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ ٱلَّذِي يَعْمَلُ فِيهِ بِشَكْلٍ كَامِلٍ. وَهُوَ أَيْضًا يَرَى مَا نَحْنُ عَلَيْهِ مِنَ ٱلدَّاخِلِ وَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ.
١١ أَيُّ دَوْرٍ يَلْعَبُهُ ٱلْمَسِيحُ، وَكَيْفَ يَعْكِسُ مَوْقِفُهُ مِنَّا مَوْقِفَ أَبِيهِ؟
١١ لكِنَّ يَسُوعَ، تَمَامًا كَيَهْوَه، لَيْسَ شُرْطِيًّا يَقِفُ لَنَا بِٱلْمِرْصَادِ. فَهُوَ يَفْحَصُنَا بِعَيْنِ ٱلْمَحَبَّةِ. وَأَحَدُ ألْقَابِهِ، ‹ٱلْأَبُ ٱلْأَبَدِيُّ›، يُذَكِّرُنَا بِٱلدَّوْرِ ٱلَّذِي سَيَلْعَبُهُ حِينَ يَمْنَحُ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ لِكُلِّ مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ. (اش ٩:٦) عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، بِإِمْكَانِ ٱلْمَسِيحِ كَرَأْسٍ لِلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ أَنْ يَدْفَعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلطَّوْعِيِّينَ وَٱلنَّاضِجِينَ رُوحِيًّا، وَخُصُوصًا ٱلشُّيُوخَ، إِلَى تَقْدِيمِ ٱلتَّعْزِيَةِ وَٱلْمَشُورَةِ عِنْدَ ٱلْحَاجَةِ. — ١ تس ٥:١٤؛ ٢ تي ٤:١، ٢.
١٢ (أ) مَاذَا تَكْشِفُ ٱلرَّسَائِلُ إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلسَّبْعِ فِي آسِيَا ٱلصُّغْرَى عَنْ يَسُوعَ؟ (ب) كَيْفَ يَعْكِسُ ٱلشُّيُوخُ مَوْقِفَ ٱلْمَسِيحِ مِنْ رَعِيَّةِ ٱللّٰهِ؟
١٢ يَتَجَلَّى ٱهْتِمَامُ ٱلْمَسِيحِ ٱلشَّدِيدُ بِٱلرَّعِيَّةِ فِي ٱلرَّسَائِلِ إِلَى شُيُوخِ ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلسَّبْعِ فِي آسِيَا ٱلصُّغْرَى. (رؤ ٢:١–٣:٢٢) فَفِي هذِهِ ٱلرَّسَائِلِ، أَظْهَرَ يَسُوعُ أَنَّهُ مُدْرِكٌ تَمَامًا لِمَا كَانَ يَحْصُلُ دَاخِلَ كُلِّ جَمَاعَةٍ وَأَنَّهُ مُهْتَمٌّ بِأَتْبَاعِهِ ٱهْتِمَامًا شَدِيدًا. وَيَصِحُّ ذلِكَ بِٱلْأَكْثَرِ ٱلْيَوْمَ، لِأَنَّ هذِهِ ٱلرُّؤْيَا تَتِمُّ أَثْنَاءَ «يَوْمِ ٱلرَّبِّ».a (رؤ ١:١٠) وَكَثِيرًا مَا يُعْرِبُ ٱلْمَسِيحُ عَنْ مَحَبَّتِهِ مِنْ خِلَالِ ٱلشُّيُوخِ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ كَرُعَاةٍ رُوحِيِّينَ لِلْجَمَاعَةِ. فَبِإِمْكَانِهِ أَنْ يَدْفَعَ هؤُلَاءِ ‹ٱلْعَطَايَا فِي رِجَالٍ› لِيُقَدِّمُوا ٱلتَّعْزِيَةَ، ٱلتَّشْجِيعَ، أَوِ ٱلْمَشُورَةَ عِنْدَ ٱللُّزُومِ. (اف ٤:٨؛ اع ٢٠:٢٨؛ اِقْرَأْ اشعيا ٣٢:١، ٢.) فَهَلْ تَعْتَبِرُ جُهُودَهُمْ إِعْرَابًا عَنِ ٱهْتِمَامِ ٱلْمَسِيحِ بِكَ؟
اَلْمُسَاعَدَةُ فِي حِينِهَا
١٣-١٥ بِأَيَّةِ طَرَائِقَ يَسْتَجِيبُ ٱللّٰهُ صَلَوَاتِنَا؟ أَعْطُوا أَمْثِلَةً.
١٣ هَلْ صَلَّيْتَ ذَاتَ مَرَّةٍ طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ وَٱسْتُجِيبَتْ صَلَاتُكَ بِوَاسِطَةِ زِيَارَةٍ تَشْجِيعِيَّةٍ مِنْ مَسِيحِيٍّ نَاضِجٍ رُوحِيًّا؟ (يع ٥:١٤-١٦) أَمْ هَلْ أَتَتِ ٱلْمُسَاعَدَةُ عَنْ طَرِيقِ خِطَابٍ أُلْقِيَ فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ أَوْ مَعْلُومَاتٍ وَرَدَتْ فِي إِحْدَى مَطْبُوعَاتِنَا؟ كَثِيرًا مَا يَسْتَجِيبُ يَهْوَه ٱلصَّلَوَاتِ بِهذِهِ ٱلطَّرَائِقِ. مَثَلًا، بَعْدَمَا أَلْقَى أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ خِطَابًا، ٱقْتَرَبَتْ مِنْهُ أُخْتٌ كَانَتْ قَدْ عُومِلَتْ مُعَامَلَةً ظَالِمَةً قَبْلَ أَسَابِيعَ. وَبَدَلًا مِنْ أَنْ تَتَذَمَّرَ، عَبَّرَتْ لَهُ عَنْ تَقْدِيرِهَا ٱلْعَمِيقِ لِبَعْضِ ٱلنِّقَاطِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي وَرَدَتْ فِي خِطَابِهِ. فَهذِهِ ٱلنِّقَاطُ كَانَتْ تُنَاسِبُ حَالَتَهَا وَأَمَدَّتْهَا بِتَشْجِيعٍ كَبِيرٍ. وَكَمْ كَانَتْ مَسْرُورَةً لِأَنَّهَا حَضَرَتْ ذلِكَ ٱلِٱجْتِمَاعَ!
١٤ تَأَمَّلْ أَيْضًا فِي مِثَالِ ثَلَاثَةِ سُجَنَاءَ نَالُوا ٱلْمُسَاعَدَةَ بِوَاسِطَةِ ٱلصَّلَاةِ. فَقَدْ تَعَرَّفَ هؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصُ بِحَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَصَارُوا نَاشِرِينَ غَيْرَ مُعْتَمِدِينَ خِلَالَ وُجُودِهِمْ فِي ٱلسِّجْنِ. وَبِسَبَبِ حَادِثَةٍ عَنِيفَةٍ، فُرِضَ عَلَى جَمِيعِ ٱلْمَسَاجِينِ ٱلْمَزِيدُ مِنَ ٱلْقُيُودِ، مِمَّا دَفَعَهُمْ إِلَى إِعْلَانِ ٱلْعِصْيَانِ. فَقَرَّرُوا ٱلتَّعْبِيرَ عَنْ عِصْيَانِهِمْ بِرَفْضِ إِرْجَاعِ صُحُونِهِمْ بَعْدَ ٱلْفُطُورِ فِي ٱلصَّبَاحِ ٱلتَّالِي. وَهكَذَا، وَقَعَ هؤُلَاءِ ٱلنَّاشِرُونَ غَيْرُ ٱلْمُعْتَمِدِينَ فِي مَأْزِقٍ. فَٱنْضِمَامُهُمْ إِلَى حَرَكَةِ ٱلْعِصْيَانِ سَيَكُونُ ٱنْتِهَاكًا لِمَشُورَةِ يَهْوَه ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي روما ١٣:١. وَبِٱلْمُقَابِلِ، فَإِنَّ عَدَمَ ٱنْضِمَامِهِمْ كَانَ سَيَجْلُبُ عَلَيْهِمْ نَقْمَةَ ٱلسُّجَنَاءِ ٱلْآخَرِينَ ٱلثَّائِرِينَ.
١٥ وَبِمَا أَنَّ هؤُلَاءِ ٱلثَّلَاثَةَ لَمْ يَكُنْ بِإِمْكَانِهِمِ ٱلتَّحَدُّثُ وَاحِدُهُمْ مَعَ ٱلْآخَرِ، فَقَدْ صَلَّوْا كُلٌّ عَلَى حِدَةٍ طَلَبًا لِلْحِكْمَةِ. وَفِي صَبَاحِ ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي، قَرَّرَ كُلٌّ مِنْهُمُ ٱلْأَمْرَ نَفْسَهُ: عَدَمَ تَنَاوُلِ ٱلْفُطُورِ. وَعِندَمَا أَتَى ٱلْحُرَّاسُ لَاحِقًا لِيَأْخُذُوا ٱلصُّحُونَ، لَمْ يَكُنْ لَدَيْهِمْ أَيُّ صَحْنٍ لِيُرْجِعُوهُ. وَكَمْ فَرِحُوا لِأَنَّ «سَامِعَ ٱلصَّلَاةِ» كَانَ قَرِيبًا مِنْهُمْ! — مز ٦٥:٢.
مُوَاجَهَةُ ٱلْمُسْتَقْبَلِ بِثِقَةٍ
١٦ كَيْفَ يُظْهِرُ عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ ٱهْتِمَامَ يَهْوَه بِٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلْخِرَافِ؟
١٦ إِنَّ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةَ ٱلْعَالَمِيَّ ٱلنِّطَاقِ هُوَ دَلِيلٌ آخَرُ عَلَى ٱهْتِمَامِ يَهْوَه بِٱلْمُسْتَقِيمِي ٱلْقُلُوبِ أَيْنَمَا كَانُوا. (تك ١٨:٢٥) فَكَثِيرًا مَا يَسْتَخْدِمُ يَهْوَه ٱلْمَلَائِكَةَ لِإِرْشَادِ خُدَّامِهِ إِلَى ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلْخِرَافِ، حَتَّى لَوْ كَانُوا يَعِيشُونَ فِي أَمَاكِنَ لَمْ تَصِلْهَا ٱلْبِشَارَةُ بَعْدُ. (رؤ ١٤:٦، ٧) عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، ٱسْتَخْدَمَ ٱللّٰهُ مَلَاكًا لِإِرْشَادِ فِيلِبُّسَ، مُبَشِّرٌ مِنَ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، كَيْ يَجِدَ رَسْمِيًّا حَبَشِيًّا وَيُوضِحَ لَهُ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ. وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟ لَقَدْ قَبِلَ ٱلرَّجُلُ ٱلْبِشَارَةَ وَصَارَ مِنْ أَتْبَاعِ يَسُوعَ ٱلْمُعْتَمِدِينَ.b — يو ١٠:١٤؛ اع ٨:٢٦-٣٩.
١٧ لِمَاذَا لَا يَنْبَغِي أَنْ نَقْلَقَ بِإِفْرَاطٍ بِشَأْنِ ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟
١٧ فِيمَا يَدْنُو نِظَامُ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرُ مِنْ نِهَايَتِهِ، سَتَسْتَمِرُّ أَوْجَاعُ «ٱلْمَخَاضِ» ٱلْمُنْبَأُ بِهَا. (مت ٢٤:٨) مَثَلًا، قَدْ تَرْتَفِعُ كَثِيرًا أَسْعَارُ ٱلطَّعَامِ بِسَبَبِ ٱلطَّلَبِ ٱلْمُتَزَايِدِ، ٱلْأَحْوَالِ ٱلْجَوِّيَّةِ ٱلرَّدِيئَةِ جِدًّا، أَوْ عَدَمِ ٱلِٱسْتِقْرَارِ ٱلِٱقْتِصَادِيِّ. وَرُبَّمَا يَصِيرُ مِنَ ٱلْأَصْعَبِ إِيجَادُ ٱلْوَظَائِفِ وَيَزْدَادُ ٱلضَّغْطُ عَلَى ٱلْمُوَظَّفِينَ لِلْعَمَلِ وَقْتًا أَطْوَلَ. وَلكِنْ مَهْمَا حَدَثَ، فَإِنَّ ٱلَّذِينَ يُبْقُونَ ٱلْمَصَالِحَ ٱلرُّوحِيَّةَ أَوَّلًا وَيُحَافِظُونَ عَلَى ‹عَيْنٍ بَسِيطَةٍ› لَا يَلْزَمُ أَنْ يَقْلَقُوا بِإِفْرَاطٍ. فَهُمْ يَعْرِفُونَ أَنَّ ٱللّٰهَ يُحِبُّهُمْ وَأَنَّهُ سَيَعْتَنِي بِهِمْ. (مت ٦:٢٢-٣٤) تَأَمَّلْ مَثَلًا كَيْفَ ٱهْتَمَّ يَهْوَه بِإِرْمِيَا أَثْنَاءَ ٱلْحِقْبَةِ ٱلنِّهَائِيَّةِ ٱلْعَاصِفَةِ مِنْ تَارِيخِ أُورُشَلِيمَ سَنَةَ ٦٠٧ قم.
١٨ كَيْفَ أَثْبَتَ يَهْوَه مَحَبَّتَهُ لِإِرْمِيَا أَثْنَاءَ حِصَارِ أُورُشَلِيمَ؟
١٨ فِي أَوَاخِرِ ٱلْحِصَارِ ٱلْبَابِلِيِّ لِأُورُشَلِيمَ، كَانَ إِرْمِيَا مَحْبُوسًا فِي بَاحَةِ ٱلْحَرَسِ. فَكَيْفَ لَهُ أَنْ يَحْصُلَ عَلَى ٱلطَّعَامِ؟ لَا شَكَّ أَنَّهُ كَانَ سَيَبْحَثُ عَنْهُ لَوْ كَانَ حُرًّا. لكِنَّهُ ٱعْتَمَدَ كُلِّيًّا عَلَى مَنْ حَوْلَهُ، أَشْخَاصٍ كَانُوا بِمُعْظَمِهِمْ يَكْرَهُونَهُ. رَغْمَ ذلِكَ، لَمْ يَضَعْ ثِقَتَهُ فِي ٱلْبَشَرِ بَلْ فِي ٱللّٰهِ ٱلَّذِي وَعَدَهُ أَنْ يَهْتَمَّ بِهِ. وَهَلْ وَفَى يَهْوَه بِوَعْدِهِ؟ نَعَمْ، بِٱلتَّأْكِيدِ. فَقَدْ حَرِصَ أَنْ يَنَالَ إِرْمِيَا يَوْمِيًّا «رَغِيفَ خُبْزٍ . . . إِلَى أَنِ ٱنْقَطَعَ كُلُّ ٱلْخُبْزِ مِنَ ٱلْمَدِينَةِ». (ار ٣٧:٢١) وَبِفَضْلِ يَهْوَه، نَجَا إِرْمِيَا وَبَارُوخُ وَعَبْدَ مَلِكُ وَآخَرُونَ مِنْ فَتْرَةِ ٱلْجُوعِ وَٱلْمَرَضِ وَٱلْمَوْتِ تِلْكَ. — ار ٣٨:٢؛ ٣٩:١٥-١٨.
١٩ عَلَامَ يَنْبَغِي أَنْ نُصَمِّمَ فِيمَا نُوَاجِهُ ٱلْمُسْتَقْبَلَ؟
١٩ نَعَمْ، إِنَّ «عَيْنَيْ يَهْوَهَ عَلَى ٱلْأَبْرَارِ، وَأُذُنَيْهِ إِلَى تَضَرُّعِهِمْ». (١ بط ٣:١٢) فَهَلْ تَفْرَحُ لِأَنَّ أَبَاكَ ٱلسَّمَاوِيَّ يَسْهَرُ عَلَيْكَ؟ وَهَلْ تَشْعُرُ بِٱلْأَمَانِ حِينَ تَعْرِفُ أَنَّ عَيْنَيْهِ عَلَيْكَ دَائِمًا لِمَصْلَحَتِكَ؟ إِذًا، صَمِّمْ عَلَى مُوَاصَلَةِ ٱلسَّيْرِ مَعَ ٱللّٰهِ مَهْمَا خَبَّأَ لَكَ ٱلْمُسْتَقْبَلُ. فَيُمْكِنُكَ ٱلثِّقَةُ أَنَّ يَهْوَه سَيُرَاقِبُ دَائِمًا جَمِيعَ أَوْلِيَائِهِ عَنْ كَثَبٍ تَمَامًا كَٱلْأَبِ ٱلْمُحِبِّ. — مز ٣٢:٨؛ اِقْرَأْ اشعيا ٤١:١٣.
[الحاشيتان]
a رَغْمَ أَنَّ ٱلرَّسَائِلَ تَنْطَبِقُ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ عَلَى أَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْمَمْسُوحِينَ، فَهِيَ تَنْطَبِقُ ٱنْطِبَاقًا مُوَسَّعًا عَلَى جَمِيعِ خُدَّامِ ٱللّٰهِ.
b يُمْكِنُ إِيجَادُ مِثَالٍ آخَرَ لِتَوْجِيهِ ٱللّٰهِ فِي الاعمال ١٦:٦-١٠. فَهُنَاكَ نَقْرَأُ أَنَّ بُولُسَ وَمَنْ مَعَهُ ‹نَهَاهُمُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ› عَنِ ٱلْكِرَازَةِ فِي آسِيَا وَبِيثِينِيَةَ. بَدَلًا مِنْ ذلِكَ، جَرَى ٱسْتِدْعَاؤُهُمْ لِلْعَمَلِ فِي مَقْدُونِيَةَ، حَيْثُ تَجَاوَبَ أَشْخَاصٌ مُتَوَاضِعُونَ كَثِيرُونَ مَعَ بِشَارَتِهِمْ.
-