مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏«نظرات» يهوه تفحص كل شيء
    برج المراقبة ٢٠٠٨ | ١٥ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • ‏«نَظَرَاتُ» يَهْوَه تَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ

      ‏«نَظَرَاتُ [يَهْوَهَ] تَفْحَصُ بَنِي ٱلْبَشَرِ».‏ —‏ مز ١١:‏٤‏.‏

      ١ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ نَنْجَذِبَ إِلَيْهِمْ؟‏

      مَا هُوَ شُعُورُكَ حِيَالَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ يَهْتَمُّونَ بِكَ ٱهْتِمَامًا أَصِيلًا؟‏ فَهُمْ يُعْطُونَكَ رَأْيَهُمْ بِصَرَاحَةٍ حِينَ تَسْأَلُهُمْ،‏ يَهُبُّونَ إِلَى مُسَاعَدَتِكَ عِنْدَمَا تَكُونُ بِحَاجَةٍ إِلَيْهِمْ،‏ وَيُقَدِّمُونَ لَكَ ٱلْمَشُورَةَ بِمَحَبَّةٍ إِذَا لَزِمَ ٱلْأَمْرُ.‏ (‏مز ١٤١:‏٥؛‏ غل ٦:‏١‏)‏ أَوَلَا تَنْجَذِبُ إِلَى أَشْخَاصٍ كَهؤُلَاءِ؟‏ إِنَّ يَهْوَه وَٱبْنَهُ يُظْهِرَانِ لَكَ هذَا ٱلنَّوْعَ مِنَ ٱلِٱهْتِمَامِ.‏ وَٱهْتِمَامُهُمَا يَفُوقُ ٱهْتِمَامَ أَيِّ شَخْصٍ بَشَرِيٍّ.‏ وَهُوَ لَا يَنْبُعُ مِنْ أَيِّ دَافِعٍ أَنَانِيٍّ،‏ فَهُمَا يُرِيدَانِ أَنْ يُسَاعِدَاكَ ‹لِكَيْ تَتَمَسَّكَ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ›.‏ —‏ ١ تي ٦:‏١٩؛‏ رؤ ٣:‏١٩‏.‏

      ٢ إِلَى أَيِّ حَدٍّ يَهْتَمُّ يَهْوَه بِخُدَّامِهِ؟‏

      ٢ وَصَفَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ دَاوُدُ مَدَى ٱهْتِمَامِ يَهْوَه بِنَا حِينَ قَالَ:‏ «عَيْنَا [يَهْوَهَ] تَنْظُرَانِ،‏ وَنَظَرَاتُهُ تَفْحَصُ بَنِي ٱلْبَشَرِ».‏ (‏مز ١١:‏٤‏)‏ فَٱللّٰهُ لَا يَنْظُرُ إِلَيْنَا فَحَسْبُ،‏ بَلْ يَفْحَصُنَا أَيْضًا.‏ كَمَا كَتَبَ دَاوُدُ:‏ «قَدِ ٱمْتَحَنْتَ قَلْبِي،‏ تَفَقَّدْتَنِي لَيْلًا .‏ .‏ .‏ فَلَا تَجِدُنِي أُخَطِّطُ لِسُوءٍ».‏ (‏مز ١٧:‏٣‏)‏ حَسْبَمَا يَتَّضِحُ مِنْ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ،‏ أَدْرَكَ دَاوُدُ مَدَى ٱهْتِمَامِ يَهْوَه بِهِ.‏ وَعَرَفَ أَنَّهُ إِذَا أَضْمَرَ أَفْكَارًا خَاطِئَةً أَوِ ٱمْتَلَكَ قَلْبًا يُخَطِّطُ لِلسُّوءِ،‏ فَسَيُؤْلِمُ يَهْوَه وَيَخْسَرُ رِضَاهُ.‏ فَهَلْ يَهْوَه حَقِيقِيٌّ فِي نَظَرِكَ كَمَا كَانَ فِي نَظَرِ دَاوُدَ؟‏

      يَهْوَه يَرَى خَفَايَا ٱلْقَلْبِ

      ٣ أَيُّ نَظْرَةٍ مُتَّزِنَةٍ إِلَى نَقَائِصِنَا يَمْتَلِكُهَا يَهْوَه؟‏

      ٣ إِنَّ أَكْثَرَ مَا يَهْتَمُّ بِهِ يَهْوَه هُوَ إِنْسَانُنَا ٱلدَّاخِلِيُّ:‏ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ فِي قَلْبِنَا.‏ (‏مز ١٩:‏١٤؛‏ ٢٦:‏٢‏)‏ فَإِلهُنَا ٱلْمُحِبُّ لَا يُرَكِّزُ عَلَى تَقْصِيرَاتِنَا ٱلثَّانَوِيَّةِ.‏ مَثَلًا،‏ حِينَ لَمْ تَتَكَلَّمْ سَارَةُ زَوْجَةُ إِبْرَاهِيمَ بِٱلْحَقِيقَةِ لِمَلَاكٍ مُتَجَسِّدٍ،‏ أَدْرَكَ هذَا ٱلْمَلَاكُ عَلَى مَا يَتَّضِحُ أَنَّهَا خَائِفَةٌ وَمُحْرَجَةٌ فَوَبَّخَهَا بِلُطْفٍ.‏ (‏تك ١٨:‏١٢-‏١٥‏)‏ وَعِنْدَمَا «بَرَّرَ [ٱلْأَبُ ٱلْجَلِيلُ أَيُّوبُ] نَفْسَهُ دُونَ ٱللّٰهِ»،‏ لَمْ يَمْتَنِعْ يَهْوَه عَنْ مُبَارَكَتِهِ.‏ فَقَدْ عَرَفَ أَنَّهُ قَاسَى ٱلْأَمَرَّيْنِ بِسَبَبِ ٱلشَّيْطَانِ.‏ (‏اي ٣٢:‏٢؛‏ ٤٢:‏١٢‏)‏ كَمَا أَنَّ يَهْوَه لَمْ يَغْضَبْ عَلَى أَرْمَلَةِ صَرْفَةَ عِنْدَمَا عَبَّرَتْ لِإِيلِيَّا بِكَلِمَاتٍ صَرِيحَةٍ عَمَّا يَجُولُ فِي فِكْرِهَا.‏ فَقَدْ أَدْرَكَ أَنَّهَا حَزِينَةٌ لِخَسَارَةِ ٱبْنِهَا ٱلْوَحِيدِ.‏ —‏ ١ مل ١٧:‏٨-‏٢٤‏.‏

      ٤،‏ ٥ كَيْفَ تَعَامَلَ يَهْوَه بِلُطْفٍ مَعَ أَبِيمَالِكَ؟‏

      ٤ وَبِمَا أَنَّ يَهْوَه يَفْحَصُ ٱلْقَلْبَ،‏ فَهُوَ يُظْهِرُ ٱلِٱعْتِبَارَ أَيْضًا لِغَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ.‏ تَأَمَّلْ مَثَلًا كَيْفَ تَعَامَلَ مَعَ أَبِيمَالِكَ مَلِكِ مَدِينَةٍ فِلِسْطِيَّةٍ تُدْعَى جَرَارَ.‏ فَأَبِيمَالِكُ لَمْ يَعْرِفْ أَنَّ سَارَةَ هِيَ زَوْجَةُ إِبْرَاهِيمَ،‏ لِذلِكَ أَخَذَهَا لِتَصِيرَ زَوْجَةً لَهُ.‏ وَلكِنْ قَبْلَ أَنْ يَقْتَرِبَ إِلَيْهَا،‏ قَالَ لَهُ يَهْوَه فِي حُلْمٍ:‏ «أَنَا أَيْضًا قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ بِنَزَاهَةِ قَلْبِكَ فَعَلْتَ هٰذَا،‏ وَكُنْتُ أَيْضًا أَمْنَعُكَ مِنْ أَنْ تُخْطِئَ إِلَيَّ.‏ لِذٰلِكَ لَمْ أَدَعْكَ تَمَسُّهَا.‏ وَٱلْآنَ رُدَّ زَوْجَةَ ٱلرَّجُلِ،‏ فَإِنَّهُ نَبِيٌّ،‏ فَيَتَضَرَّعَ لِأَجْلِكَ،‏ فَتَحْيَا».‏ —‏ تك ٢٠:‏١-‏٧‏.‏

      ٥ لَا شَكَّ أَنَّهُ كَانَ بِإِمْكَانِ يَهْوَه أَنْ يَتَعَامَلَ بِقَسْوَةٍ مَعَ أَبِيمَالِكَ ٱلَّذِي كَانَ عَابِدًا لِلْآلِهَةِ ٱلْبَاطِلَةِ.‏ لكِنَّهُ رَأَى أَنَّهُ تَصَرَّفَ بِنَزَاهَةٍ فِي هذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةِ.‏ فَأَخَذَ ذلِكَ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ وَأَوْضَحَ لَهُ كَيْفَ يَنَالُ ٱلْغُفْرَانَ وَ ‹يَحْيَا›.‏ أَفَلَا تُحِبُّ أَنْ تَعْبُدَ إِلهًا كَهذَا؟‏

      ٦ كَيْفَ ٱقْتَدَى يَسُوعُ بِأَبِيهِ؟‏

      ٦ اِقْتَدَى يَسُوعُ بِأَبِيهِ كَامِلًا،‏ إِذْ رَكَّزَ عَلَى ٱلصِّفَاتِ ٱلْجَيِّدَةِ لَدَى تَلَامِيذِهِ وَغَفَرَ لَهُمْ أَخْطَاءَهُمْ.‏ (‏مر ١٠:‏٣٥-‏٤٥؛‏ ١٤:‏٦٦-‏٧٢؛‏ لو ٢٢:‏٣١،‏ ٣٢؛‏ يو ١٥:‏١٥‏)‏ وَقَدْ عَمِلَ بِمُوجِبِ كَلِمَاتِهِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي يُوحَنَّا ٣:‏١٧‏:‏ «اَللّٰهُ لَمْ يُرْسِلِ ٱبْنَهُ إِلَى ٱلْعَالَمِ لِيَدِينَ ٱلْعَالَمَ،‏ بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ ٱلْعَالَمُ».‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي يُكِنُّهَا يَهْوَه وَيَسُوعُ لَنَا هِيَ مَحَبَّةٌ عَمِيقَةٌ وَرَاسِخَةٌ.‏ وَهِيَ تَتَجَلَّى فِي رَغْبَتِهِمَا أَنْ نَنَالَ ٱلْحَيَاةَ.‏ (‏اي ١٤:‏١٥‏)‏ وَهذِهِ ٱلْمَحَبَّةُ تُعَلِّلُ لِمَاذَا يَفْحَصُنَا يَهْوَه،‏ كَيْفَ يَنْظُرُ إِلَيْنَا،‏ وَكَيْفَ يَتَصَرَّفُ وَفْقًا لِمَا يَرَاهُ.‏ —‏ اِقْرَأْ ١ يوحنا ٤:‏٨،‏ ١٩‏.‏

      يَفْحَصُنَا بِعَيْنِ ٱلْمَحَبَّةِ

      ٧ بِأَيِّ هَدَفٍ يَفْحَصُنَا يَهْوَه؟‏

      ٧ يَا لَهُ مِنْ خَطَإٍ فَادِحٍ أَنْ نَعْتَبِرَ يَهْوَه شُرْطِيًّا يُرَاقِبُ كُلَّ تَحَرُّكَاتِنَا لِيَقْبِضَ عَلَيْنَا بِٱلْجُرْمِ ٱلْمَشْهُودِ!‏ فَٱلشَّيْطَانُ هُوَ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْنَا بِعَيْنِ ٱلنَّقْدِ وَٱلِٱتِّهَامِ.‏ (‏رؤ ١٢:‏١٠‏)‏ حَتَّى إِنَّهُ يَنْسِبُ إِلَيْنَا زُورًا ٱلدَّوَافِعَ ٱلْخَاطِئَةَ.‏ (‏اي ١:‏٩-‏١١؛‏ ٢:‏٤،‏ ٥‏)‏ كَتَبَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ عَنِ ٱللّٰهِ:‏ «إِنْ كُنْتَ تُرَاقِبُ ٱلْآثَامَ يَا يَاهُ،‏ يَا يَهْوَهُ،‏ فَمَنْ يَقِفُ؟‏».‏ (‏مز ١٣٠:‏٣‏)‏ إِنَّ ٱلْجَوَابَ عَنْ هذَا ٱلسُّؤَالِ هُوَ:‏ لَا أَحَدَ.‏ (‏جا ٧:‏٢٠‏)‏ بِٱلْأَحْرَى،‏ يُرَاقِبُنَا يَهْوَه بِعَيْنِ ٱلرَّحْمَةِ وَٱللُّطْفِ تَمَامًا كَٱلْأَبِ ٱلْمُحِبِّ ٱلَّذِي يُرِيدُ حِمَايَةَ أَوْلَادِهِ ٱلْأَحِبَّاءِ مِنَ ٱلْأَذَى.‏ فَهُوَ يُنَبِّهُنَا دَائِمًا إِلَى نَقَائِصِنَا وَضَعَفَاتِنَا لِنَتَجَنَّبَ إِيذَاءَ أَنْفُسِنَا.‏ —‏ مز ١٠٣:‏١٠-‏١٤؛‏ مت ٢٦:‏٤١‏.‏

      ٨ كَيْفَ يُزَوِّدُ يَهْوَه خُدَّامَهُ بِٱلتَّأْدِيبِ وَٱلْإِرْشَادِ؟‏

      ٨ وَيُعْرِبُ ٱللّٰهُ عَنْ مَحَبَّتِهِ لَنَا بِوَاسِطَةِ ٱلتَّأْدِيبِ وَٱلْإِرْشَادِ ٱلْمَوْجُودَيْنِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلَّذِي يُزَوِّدُهُ «ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ».‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥؛‏ عب ١٢:‏٥،‏ ٦‏)‏ كَمَا أَنَّهُ يَمْنَحُنَا ٱلْمُسَاعَدَةَ عَنْ طَرِيقِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَ ‹ٱلْعَطَايَا فِي رِجَالٍ› ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ فِيهَا.‏ (‏اف ٤:‏٨‏)‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ يُرَاقِبُنَا يَهْوَه لِيَعْرِفَ كَيْفَ نَتَجَاوَبُ مَعَ تَدْرِيبِهِ ٱلْأَبَوِيِّ وَلِيَمُدَّنَا بِمَزِيدٍ مِنَ ٱلدَّعْمِ.‏ يَقُولُ ٱلْمَزْمُورُ ٣٢:‏٨‏:‏ «أَمْنَحُكَ بَصِيرَةً وَأُرْشِدُكَ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي تَسْلُكُهُ.‏ أُقَدِّمُ ٱلنُّصْحَ وَعَيْنِي عَلَيْكَ».‏ كَمْ هُوَ مُهِمٌّ إِذًا أَنْ نُصْغِيَ بِٱسْتِمْرَارٍ إِلَى يَهْوَه!‏ فَيَلْزَمُ أَنْ نَتَوَاضَعَ أَمَامَهُ،‏ مُعْتَرِفِينَ أَنَّهُ مُعَلِّمُنَا وَأَبُونَا ٱلْمُحِبُّ.‏ —‏ اِقْرَأْ متى ١٨:‏٤‏.‏

      ٩ أَيَّةُ أُمُورٍ يَنْبَغِي أَنْ نَتَجَنَّبَهَا،‏ وَلِمَاذَا؟‏

      ٩ فَلَا يَجِبُ أَنْ نَتَقَسَّى بِٱلْكِبْرِيَاءِ،‏ قِلَّةِ ٱلْإِيمَانِ،‏ أَوِ «ٱلْقُوَّةِ ٱلْخَادِعَةِ لِلْخَطِيَّةِ».‏ (‏عب ٣:‏١٣؛‏ يع ٤:‏٦‏)‏ وَهذِهِ غَالِبًا مَا تَبْدَأُ حِينَ يُنَمِّي ٱلشَّخْصُ ٱلْأَفْكَارَ أَوِ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةَ.‏ حَتَّى إِنَّهُ قَدْ يَصِلُ إِلَى حَدِّ رَفْضِ مَشُورَةِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلسَّدِيدَةِ.‏ وَٱلْأَسْوَأُ مِنْ ذلِكَ هُوَ أَنَّهُ قَدْ يَصِيرُ مُتَصَلِّبًا فِي مَوَاقِفِهِ أَوْ تَصَرُّفَاتِهِ بِحَيْثُ يَجْعَلُ نَفْسَهُ عَدُوًّا لِلّٰهِ —‏ مَوْقِفٌ لَا يُحْسَدُ عَلَيْهِ أَبَدًا.‏ (‏ام ١:‏٢٢-‏٣١‏)‏ لِنَأْخُذْ فِي مَا يَلِي مِثَالَ قَايِينَ بِكْرِ آدَمَ وَحَوَّاءَ.‏

      يَرَى يَهْوَه كُلَّ شَيْءٍ وَيَتَصَرَّفُ وَفْقَ ذلِكَ

      ١٠ لِمَاذَا لَمْ يَرْضَ يَهْوَه عَنْ قُرْبَانِ قَايِينَ،‏ وَمَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ قَايِينَ؟‏

      ١٠ عِنْدَمَا قَدَّمَ كُلٌّ مِنْ قَايِينَ وَهَابِيلَ قُرْبَانَهُ لِيَهْوَه،‏ لَمْ يَنْظُرْ يَهْوَه إِلَى تَقْدِمَتِهِمَا فَحَسْبُ،‏ بَلْ أَيْضًا إِلَى دَافِعِهِمَا.‏ نَتِيجَةً لِذلِكَ،‏ رَضِيَ عَنْ هَابِيلَ ٱلَّذِي قَدَّمَ قُرْبَانَهُ بِإِيمَانٍ،‏ فِي حِينِ أَنَّهُ لَمْ يَرْضَ عَنْ قَايِينَ ٱلَّذِي ٱفْتَقَرَ إِلَى ٱلْإِيمَانِ.‏ (‏تك ٤:‏٤،‏ ٥؛‏ عب ١١:‏٤‏)‏ وَلكِنْ بَدَلًا مِنْ أَنْ يَتَّعِظَ قَايِينُ بِمَا حَدَثَ وَيُغَيِّرَ مَوْقِفَهُ،‏ ٱحْتَدَمَ غَضَبُهُ عَلَى أَخِيهِ.‏ —‏ تك ٤:‏٦‏.‏

      ١١ كَيْفَ أَظْهَرَ قَايِينُ أَنَّ لَدَيْهِ قَلْبًا غَدَّارًا،‏ وَأَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ هذِهِ ٱلرِّوَايَةِ؟‏

      ١١ حِينَ لَاحَظَ يَهْوَه مَوْقِفَ قَايِينَ ٱلْخَطِيرَ،‏ تَكَلَّمَ مَعَهُ بِلُطْفٍ قَائِلًا:‏ «إِنْ أَحْسَنْتَ أَفَلَا تُرْفَعُ؟‏».‏ وَلكِنْ مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ قَايِينَ تَجَاهَلَ مَشُورَةَ خَالِقِهِ وَقَتَلَ أَخَاهُ.‏ وَظَهَرَ مَوْقِفُهُ ٱلْقَلْبِيُّ ٱلرَّدِيءُ أَيْضًا مِنْ جَوَابِهِ ٱلْوَقِحِ عَنْ سُؤَالِ ٱللّٰهِ:‏ «أَيْنَ هَابِيلُ أَخُوكَ؟‏».‏ فَقَدْ رَدَّ قَائِلًا:‏ «لَا أَعْرِفُ.‏ أَحَارِسٌ أَنَا لِأَخِي؟‏».‏ (‏تك ٤:‏٧-‏٩‏)‏ حَقًّا،‏ إِنَّ ٱلْقَلْبَ غَدَّارٌ جِدًّا بِحَيْثُ أَنَّهُ قَدْ يَجْعَلُ ٱلْمَرْءَ يَتَجَاهَلُ ٱلْمَشُورَةَ ٱلْمُبَاشِرَةَ ٱلَّتِي يُعْطِيهَا ٱللّٰهُ.‏ (‏ار ١٧:‏٩‏)‏ فَلْنَتَّعِظْ مِنْ هذِهِ ٱلرِّوَايَةِ وَغَيْرِهَا،‏ وَلْنُبَادِرْ فَوْرًا إِلَى رَفْضِ ٱلْأَفْكَارِ وَٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ.‏ (‏اِقْرَأْ يعقوب ١:‏١٤،‏ ١٥‏.‏‏)‏ وَإِذَا قُدِّمَتْ لَنَا مَشُورَةٌ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ فَلْنَقْبَلْهَا وَنَعْتَبِرْهَا دَلِيلًا عَلَى مَحَبَّةِ يَهْوَه.‏

      مَا مِنْ خَطِيَّةٍ مُسْتَتِرَةٌ

      ١٢ مَا هُوَ رَدُّ فِعْلِ يَهْوَه تِجَاهَ ٱلْخَطِيَّةِ؟‏

      ١٢ يَظُنُّ ٱلْبَعْضُ أَنَّهُ إِذَا لَمْ يَرَهُمْ أَحَدٌ وَهُمْ يَرْتَكِبُونَ ٱلْخَطِيَّةَ،‏ فَسَيَنْجُونَ بِفِعْلَتِهِمْ.‏ (‏مز ١٩:‏١٢‏)‏ وَلكِنْ فِي ٱلْوَاقِعِ مَا مِنْ خَطِيَّةٍ مُسْتَتِرَةٌ.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ مَنْ نُؤَدِّي لَهُ ٱلْحِسَابَ».‏ (‏عب ٤:‏١٣‏)‏ فَيَهْوَه هُوَ دَيَّانٌ يَفْحَصُ دَوَافِعَنَا ٱلدَّفِينَةَ.‏ وَرَدُّ فِعْلِهِ تِجَاهَ ٱلْخَطِيَّةِ هُوَ ٱنْعِكَاسٌ لِعَدْلِهِ ٱلْكَامِلِ.‏ فَرَغْمَ أَنَّهُ «إِلٰهٌ رَحِيمٌ وَحَنَّانٌ،‏ بَطِيءُ ٱلْغَضَبِ وَوَافِرُ ٱللُّطْفِ ٱلْحُبِّيِّ وَٱلْحَقِّ»،‏ فَهُوَ «لَا يُعْفِي مِنَ ٱلْعِقَابِ» غَيْرَ ٱلتَّائِبِينَ ٱلَّذِينَ ‹يُمَارِسُونَ ٱلْخَطِيَّةَ عَمْدًا› أَوْ يَتَصَرَّفُونَ بِمَكْرٍ وَيُخَطِّطُونَ لِلسُّوءِ.‏ (‏خر ٣٤:‏٦،‏ ٧؛‏ عب ١٠:‏٢٦‏)‏ مِثَالًا لِذلِكَ،‏ لِنَتَأَمَّلْ فِي تَعَامُلَاتِ يَهْوَه مَعَ عَخَانَ وَمَعَ حَنَانِيَّا وَسَفِّيرَةَ.‏

      ١٣ كَيْفَ أَدَّى ٱلتَّفْكِيرُ ٱلْخَاطِئُ إِلَى تَصَرُّفِ عَخَانَ ٱلرَّدِيءِ؟‏

      ١٣ فِي ٱنْتِهَاكٍ صَرِيحٍ لِوَصِيَّةِ ٱللّٰهِ،‏ أَخَذَ عَخَانُ غَنِيمَةً مِنْ مَدِينَةِ أَرِيحَا وَخَبَّأَهَا فِي خَيْمَتِهِ،‏ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ بِٱلتَّوَاطُؤِ مَعَ عَائِلَتِهِ.‏ وَعِنْدَمَا ٱفْتُضِحَ أَمْرُهُ،‏ أَظْهَرَ أَنَّهُ يُدْرِكُ خُطُورَةَ مَا ٱرْتَكَبَتْهُ يَدَاهُ قَائِلًا:‏ «إِنِّي أَخْطَأْتُ إِلَى يَهْوَهَ».‏ (‏يش ٧:‏٢٠‏)‏ وَتَمَامًا مِثْلَ قَايِينَ،‏ كَانَ قَلْبُ عَخَانَ قَدْ صَارَ رَدِيئًا.‏ فَقَدْ نَمَّى ٱلْجَشَعَ ٱلَّذِي أَدَّى إِلَى صَيْرُورَتِهِ شَخْصًا مُخَادِعًا.‏ وَبِمَا أَنَّ غَنِيمَةَ أَرِيحَا كَانَتْ لِيَهْوَه،‏ فَإِنَّ سَرِقَتَهُ لِهذِهِ ٱلْغَنِيمَةِ كَانَتْ بِمَثَابَةِ ٱلسَّرِقَةِ مِنَ ٱللّٰهِ.‏ وَهذَا مَا كَلَّفَهُ هُوَ وَعَائِلَتَهُ غَالِيًا.‏ —‏ يش ٧:‏٢٥‏.‏

      ١٤،‏ ١٥ لِمَاذَا ٱسْتَحَقَّ حَنَانِيَّا وَسَفِّيرَةُ سُخْطَ ٱللّٰهِ،‏ وَأَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ رِوَايَتِهِمَا؟‏

      ١٤ بَعْدَ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م،‏ جُمِعَتْ تَبَرُّعَاتٌ طَوْعِيَّةٌ بِهَدَفِ ٱلِٱعْتِنَاءِ بِحَاجَاتِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْجُدُدِ ٱلْآتِينَ مِنْ أَمَاكِنَ بَعِيدَةٍ وَٱلَّذِينَ كَانُوا لَا يَزَالُونَ فِي أُورُشَلِيمَ.‏ وَكَانَ حَنَانِيَّا وَزَوْجَتُهُ سَفِّيرَةُ عُضْوَيْنِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْبَاكِرَةِ فِي أُورُشَلِيمَ.‏ وَقَدْ بَاعَ حَنَانِيَّا حَقْلًا يَمْلِكُهُ وَتَبَرَّعَ بِقِسْمٍ مِنَ ٱلْمَالِ،‏ لكِنَّهُ ٱدَّعَى أَنَّهُ تَبَرَّعَ بِكَامِلِ ٱلْمَبْلَغِ.‏ وَكَانَتْ زَوْجَتُهُ عَلَى عِلْمٍ بِمَا فَعَلَ.‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ هذَيْنِ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱسْتَخْدَمَا ٱلْخِدَاعَ بُغْيَةَ نَيْلِ كَرَامَةٍ خُصُوصِيَّةٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ لكِنَّ يَهْوَه كَشَفَ حِيلَتَهُمَا لِلرَّسُولِ بُطْرُسَ.‏ فَوَاجَهَ بُطْرُسُ حَنَانِيَّا وَأَظْهَرَ لَهُ خَطَأَهُ.‏ إِذَّاكَ،‏ سَقَطَ حَنَانِيَّا وَمَاتَ.‏ وَسُرْعَانَ مَا مَاتَتْ أَيْضًا زَوْجَتُهُ سَفِّيرَةُ.‏ —‏ اع ٥:‏١-‏١١‏.‏

      ١٥ لَمْ تَكُنْ هذِهِ لَحْظَةَ ضَعْفٍ مَرَّ بِهَا حَنَانِيَّا وَسَفِّيرَةُ.‏ فَقَدْ خَطَّطَا لِلسُّوءِ وَكَذَبَا فِي مُحَاوَلَةٍ لِخِدَاعِ ٱلرُّسُلِ.‏ وَٱلْأَسْوَأُ مِنْ ذلِكَ أَيْضًا هُوَ أَنَّهُمَا ‹كَذَبَا عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَعَلَى ٱللّٰهِ›.‏ وَرَدُّ فِعْلِ يَهْوَه يُعْطِي دَلِيلًا قَاطِعًا أَنَّهُ لَا يَتَأَخَّرُ عَنْ حِمَايَةِ ٱلْجَمَاعَةِ مِنَ ٱلْمُرَائِينَ.‏ حَقًّا،‏ «مُخِيفٌ هُوَ ٱلْوُقُوعُ فِي يَدَيِ ٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ»!‏ —‏ عب ١٠:‏٣١‏.‏

      حَافِظْ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ فِي كُلِّ ٱلْأَوْقَاتِ

      ١٦ (‏أ)‏ كَيْفَ يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ إِفْسَادَ شَعْبِ ٱللّٰهِ؟‏ (‏ب)‏ بِأَيَّةِ طَرَائِقَ يُفْسِدُ إِبْلِيسُ ٱلنَّاسَ فِي مَنْطِقَتِكُمْ؟‏

      ١٦ يَبْذُلُ ٱلشَّيْطَانُ كُلَّ مَا فِي وُسْعِهِ لِإِفْسَادِنَا بِحَيْثُ نَخْسَرُ رِضَى يَهْوَه.‏ (‏رؤ ١٢:‏١٢،‏ ١٧‏)‏ وَنَوَايَاهُ ٱلْخَبِيثَةُ تَنْعَكِسُ فِي هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْمَهْوُوسِ بِٱلْجِنْسِ وَٱلْعُنْفِ.‏ فَٱلْفَنُّ ٱلْإِبَاحِيُّ صَارَ فِي مُتَنَاوَلِ ٱلْجَمِيعِ عَنْ طَرِيقِ ٱلْكُمْبْيُوتَرِ أَوِ ٱلْأَجْهِزَةِ ٱلْإِلِكْتْرُونِيَّةِ ٱلْأُخْرَى.‏ فَلَا نَسْتَسْلِمْ لِهَجَمَاتِ ٱلشَّيْطَانِ،‏ بَلْ لِيَكُنْ لِسَانُ حَالِنَا كَلِسَانِ حَالِ صَاحِبِ ٱلْمَزْمُورِ دَاوُدَ:‏ «أَسْلُكُ بِفِطْنَةٍ فِي طَرِيقٍ لَا عَيْبَ فِيهِ.‏ .‏ .‏ .‏ أَسِيرُ بِٱسْتِقَامَةِ قَلْبِي دَاخِلَ بَيْتِي».‏ —‏ مز ١٠١:‏٢‏.‏

      ١٧ (‏أ)‏ لِمَاذَا يَكْشِفُ يَهْوَه ٱلْخَطَايَا ٱلْمُسْتَتِرَةَ فِي ٱلنِّهَايَةِ؟‏ (‏ب)‏ عَلَامَ يَنْبَغِي أَنْ نُصَمِّمَ؟‏

      ١٧ فِي أَيَّامِنَا،‏ لَا يَتَدَخَّلُ يَهْوَه عَجَائِبِيًّا لِيَفْضَحَ ٱلْخَطَايَا ٱلْجَسِيمَةَ وَٱلْخِدَاعَ كَمَا تَدَخَّلَ فِي ٱلْمَاضِي.‏ لكِنَّهُ يَرَى كُلَّ شَيْءٍ،‏ وَفِي وَقْتِهِ ٱلْمُعَيَّنِ وَطَرِيقَتِهِ ٱلْخَاصَّةِ سَيَكْشِفُ ٱلْأُمُورَ ٱلْمُسْتَتِرَةَ.‏ قَالَ بُولُسُ:‏ «خَطَايَا بَعْضِ ٱلنَّاسِ ظَاهِرَةٌ لِلْجَمِيعِ،‏ تُؤَدِّي مُبَاشَرَةً إِلَى ٱلدَّيْنُونَةِ،‏ وَأَمَّا ٱلْبَعْضُ فَخَطَايَاهُمْ تَصِيرُ ظَاهِرَةً أَيْضًا فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ».‏ (‏١ تي ٥:‏٢٤‏)‏ وَدَافِعُ يَهْوَه ٱلرَّئِيسِيُّ إِلَى فَضْحِ ٱلْأَعْمَالِ ٱلرَّدِيئَةِ هُوَ ٱلْمَحَبَّةُ.‏ فَهُوَ يُحِبُّ ٱلْجَمَاعَةَ وَيُرِيدُ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى نَقَاوَتِهَا.‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ إِنَّهُ يَرْحَمُ ٱلَّذِينَ أَخْطَأُوا لكِنَّهُمْ تَابُوا تَوْبَةً حَقِيقِيَّةً.‏ (‏ام ٢٨:‏١٣‏)‏ فَلْنَسْعَ إِلَى ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى قَلْبٍ كَامِلٍ وَلْنَرْفُضْ كُلَّ ٱلتَّأْثِيرَاتِ ٱلْمُفْسِدَةِ.‏

      حَافِظْ عَلَى قَلْبٍ كَامِلٍ

      ١٨ مَاذَا أَرَادَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ أَنْ يَشْعُرَ ٱبْنُهُ تِجَاهَ ٱللّٰهِ؟‏

      ١٨ قَالَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ لِٱبْنِهِ سُلَيْمَانَ:‏ «اِعْرِفْ إِلٰهَ أَبِيكَ وَٱخْدُمْهُ بِقَلْبٍ كَامِلٍ وَنَفْسٍ مَسْرُورَةٍ،‏ لِأَنَّ يَهْوَهَ يَفْحَصُ جَمِيعَ ٱلْقُلُوبِ،‏ وَيُمَيِّزُ كُلَّ مَيْلِ ٱلْأَفْكَارِ».‏ (‏١ اخ ٢٨:‏٩‏)‏ فَدَاوُدُ أَرَادَ أَلَّا يُؤْمِنَ ٱبْنُهُ سُلَيْمَانُ بِٱللّٰهِ فَحَسْبُ،‏ بَلْ أَنْ يُقَدِّرَ أَيْضًا عُمْقَ ٱهْتِمَامِ يَهْوَه بِخُدَّامِهِ.‏ فَهَلْ تُقَدِّرُ أَنْتَ أَيْضًا يَهْوَه عَلَى ٱهْتِمَامِهِ؟‏

      ١٩،‏ ٢٠ بِحَسَبِ ٱلْمَزْمُورِ ١٩:‏٧-‏١١‏،‏ مَاذَا سَاعَدَ دَاوُدَ عَلَى ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَى ٱللّٰهِ،‏ وَكَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱلِٱقْتِدَاءُ بِهِ؟‏

      ١٩ يَعْرِفُ يَهْوَه أَنَّ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلَّذِينَ قُلُوبُهُمْ مُهَيَّأَةٌ لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ سَيَنْجَذِبُونَ إِلَيْهِ وَأَنَّ مَعْرِفَتَهُمْ لِصِفَاتِهِ ٱلْجَمِيلَةِ سَتُقَرِّبُهُمْ إِلَيْهِ.‏ لِذلِكَ يُرِيدُ مِنَّا أَنْ نَتَعَرَّفَ بِهِ وَبِشَخْصِيَّتِهِ ٱلرَّائِعَةِ.‏ كَيْفَ ذلِكَ؟‏ بِدَرْسِ كَلِمَتِهِ وَلَمْسِ بَرَكَتِهِ فِي حَيَاتِنَا.‏ —‏ ام ١٠:‏٢٢؛‏ يو ١٤:‏٩‏.‏

      ٢٠ فَهَلْ تَقْرَأُ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ يَوْمِيًّا بِرُوحِ ٱلتَّقْدِيرِ وَٱلصَّلَاةِ؟‏ هَلْ تَرَى أَهَمِّيَّةَ ٱلْعَيْشِ بِمُقْتَضَى مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏ (‏اِقْرَأْ مزمور ١٩:‏٧-‏١١‏.‏‏)‏ فِي هذِهِ ٱلْحَالِ،‏ سَيَسْتَمِرُّ إِيمَانُكَ بِيَهْوَه وَمَحَبَّتُكَ لَهُ فِي ٱلنُّمُوِّ.‏ وَسَيَقْتَرِبُ هُوَ إِلَيْكَ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ وَيُمْسِكُ بِيَدِكَ،‏ إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ.‏ (‏اش ٤٢:‏٦؛‏ يع ٤:‏٨‏)‏ نَعَمْ،‏ سَيُبَرْهِنُ يَهْوَه عَنْ مَحَبَّتِهِ لَكَ بِإِغْدَاقِ بَرَكَاتِهِ عَلَيْكَ وَحِمَايَتِكَ رُوحِيًّا فِيمَا تَسِيرُ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلْحَرِجِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ.‏ —‏ مز ٩١:‏١،‏ ٢؛‏ مت ٧:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

  • يهوه يراقبنا لمصلحتنا
    برج المراقبة ٢٠٠٨ | ١٥ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • يَهْوَه يُرَاقِبُنَا لِمَصْلَحَتِنَا

      ‏‹عَيْنَا يَهْوَهَ تَجُولَانِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ لِيُظْهِرَ قُوَّتَهُ لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ قَلْبُهُمْ كَامِلٌ نَحْوَهُ›.‏ —‏ ٢ اخ ١٦:‏٩‏.‏

      ١ لِمَاذَا يَفْحَصُنَا يَهْوَه؟‏

      يَهْوَه هُوَ أَبٌ مِثَالِيٌّ لَنَا.‏ فَهُوَ يَعْرِفُنَا جَيِّدًا حَتَّى إِنَّهُ يُمَيِّزُ ‹كُلَّ مَيْلِ أَفْكَارِنَا›.‏ (‏١ اخ ٢٨:‏٩‏)‏ لكِنَّهُ لَا يَفْحَصُنَا بُغْيَةَ إِيجَادِ عُيُوبِنَا.‏ (‏مز ١١:‏٤؛‏ ١٣٠:‏٣‏)‏ فَجُلُّ مَا يُرِيدُهُ هُوَ حِمَايَتُنَا مِنْ أَيِّ شَيْءٍ قَدْ يُضِرُّ عَلَاقَتَنَا بِهِ أَوْ يُعِيقُنَا عَنْ نَيْلِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ —‏ مز ٢٥:‏٨-‏١٠،‏ ١٢،‏ ١٣‏.‏

      ٢ لِمَصْلَحَةِ مَنْ يَسْتَخْدِمُ يَهْوَه قُدْرَتَهُ؟‏

      ٢ وَلَدَى يَهْوَه قُدْرَةٌ لَا تُضَاهَى وَهُوَ يَرَى كُلَّ شَيْءٍ.‏ لِذلِكَ بِمَقْدُورِهِ أَنْ يَهُبَّ إِلَى مُسَاعَدَةِ أَوْلِيَائِهِ حِينَمَا يَدْعُونَهُ،‏ وَبِإِمْكَانِهِ دَعْمُهُمْ عِنْدَمَا يَمُرُّونَ بِٱلْمِحَنِ.‏ تَقُولُ ٢ اخبار الايام ١٦:‏٩‏:‏ ‹عَيْنَا يَهْوَهَ تَجُولَانِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ لِيُظْهِرَ قُوَّتَهُ لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ قَلْبُهُمْ كَامِلٌ نَحْوَهُ›.‏ لَاحِظْ أَنَّ يَهْوَه يَسْتَخْدِمُ قُدْرَتَهُ لِمَصْلَحَةِ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَهُ بِقَلْبٍ كَامِلٍ،‏ قَلْبٍ نَقِيٍّ وَمُخْلِصٍ.‏ لكِنَّهُ لَا يَهْتَمُّ إِطْلَاقًا بِٱلْمُخَادِعِينَ أَوِ ٱلْمُرَائِينَ.‏ —‏ يش ٧:‏١،‏ ٢٠،‏ ٢١،‏ ٢٥؛‏ ام ١:‏٢٣-‏٣٣‏.‏

      سِرْ مَعَ ٱللّٰهِ

      ٣،‏ ٤ مَاذَا يَعْنِي ‹ٱلسَّيْرُ مَعَ ٱللّٰهِ›،‏ وَأَيَّةُ أَمْثِلَةٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُسَاعِدُنَا عَلَى فَهْمِ هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ؟‏

      ٣ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ لَا يُصَدِّقُونَ أَنَّ خَالِقَ كَوْنِنَا ٱلْفَسِيحِ يَسْمَحُ لِلْبَشَرِ أَنْ يَسِيرُوا مَعَهُ.‏ وَلكِنَّ هذَا بِٱلتَّحْدِيدِ مَا يُرِيدُهُ يَهْوَه مِنَّا.‏ وَهُنَالِكَ أَمْثِلَةٌ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُؤَكِّدُ لَنَا ذلِكَ.‏ فَأَخْنُوخُ وَنُوحٌ ‹سَارَا مَعَ ٱللّٰهِ›.‏ (‏تك ٥:‏٢٤؛‏ ٦:‏٩‏)‏ وَمُوسَى أَيْضًا «بَقِيَ رَاسِخًا كَأَنَّهُ يَرَى مَنْ لَا يُرَى».‏ (‏عب ١١:‏٢٧‏)‏ كَمَا أَنَّ ٱلْمَلِكَ دَاوُدَ سَارَ بِتَوَاضُعٍ مَعَ أَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ.‏ فَقَدْ قَالَ:‏ «لِأَنَّ [يَهْوَهَ] عَنْ يَمِينِي فَلَا أَتَزَعْزَعُ».‏ —‏ مز ١٦:‏٨‏.‏

      ٤ طَبْعًا،‏ لَا يُمْكِنُنَا حَرْفِيًّا أَنْ نُمْسِكَ بِيَدِ يَهْوَه وَنَسِيرَ مَعَهُ.‏ لكِنَّنَا نَسْتَطِيعُ ذلِكَ بِمَعْنًى مَجَازِيٍّ.‏ كَيْفَ؟‏ كَتَبَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ آسَافُ:‏ ‹إِنِّي دَائِمًا مَعَكَ.‏ أَمْسَكْتَ بِيَدِي ٱلْيُمْنَى.‏ بِمَشُورَتِكَ تَهْدِينِي›.‏ (‏مز ٧٣:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ فَنَحْنُ نَسِيرُ مَعَ يَهْوَه عِنْدَمَا نَتْبَعُ بِدِقَّةٍ مَشُورَتَهُ ٱلَّتِي نَنَالُهَا بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ مِنْ خِلَالِ كَلِمَتِهِ ٱلْمَكْتُوبَةِ وَ «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ».‏ —‏ مت ٢٤:‏٤٥؛‏ ٢ تي ٣:‏١٦‏.‏

      ٥ كَيْفَ يُبْقِي يَهْوَه عَيْنَهُ ٱلسَّاهِرَةَ عَلَى أَوْلِيَائِهِ تَمَامًا كَٱلْأَبِ ٱلْمُحِبِّ،‏ وَكَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نَشْعُرَ تِجَاهَهُ؟‏

      ٥ وَلِأَنَّ يَهْوَه يُعِزُّ ٱلَّذِينَ يَسِيرُونَ مَعَهُ،‏ فَهُوَ يُبْقِي عَيْنَهُ ٱلسَّاهِرَةَ عَلَيْهِمْ تَمَامًا كَٱلْأَبِ ٱلْمُحِبِّ،‏ إِذْ يَهْتَمُّ بِهِمْ وَيَحْمِيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ.‏ يَقُولُ ٱللّٰهُ:‏ «أَمْنَحُكَ بَصِيرَةً وَأُرْشِدُكَ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي تَسْلُكُهُ.‏ أُقَدِّمُ ٱلنُّصْحَ وَعَيْنِي عَلَيْكَ».‏ (‏مز ٣٢:‏٨‏)‏ لِذلِكَ ٱطْرَحْ عَلَى نَفْسِكَ ٱلْأَسْئِلَةَ ٱلتَّالِيَةَ:‏ ‹هَلْ أَتَخَيَّلُ نَفْسِي أَسِيرُ مُمْسِكًا بِيَدِ يَهْوَه،‏ إِذْ أُصْغِي إِلَى حِكْمَتِهِ وَأُدْرِكُ أَنَّهُ يُبْقِي عَيْنَهُ عَلَيَّ بِمَحَبَّةٍ؟‏ هَلْ يُؤَثِّرُ وُجُودُهُ بِجَانِبِي فِي أَفْكَارِي وَكَلِمَاتِي وَأَعْمَالِي؟‏ وَحِينَ أَرْتَكِبُ خَطَأً،‏ هَلْ أَرَى يَهْوَه إِلهًا قَاسِيًا عَدِيمَ ٱلْمَشَاعِرِ أَمْ أَبًا مُحِبًّا وَرَحِيمًا يَرْغَبُ فِي مُسَاعَدَةِ ٱلتَّائِبِينَ عَلَى ٱسْتِعَادَةِ عَلَاقَتِهِمْ بِهِ؟‏›.‏ —‏ مز ٥١:‏١٧‏.‏

      ٦ بِمَ يَمْتَازُ يَهْوَه عَنِ ٱلْوَالِدِينَ ٱلْبَشَرِ؟‏

      ٦ أَحْيَانًا،‏ قَدْ يَهُبُّ يَهْوَه إِلَى مُسَاعَدَتِنَا قَبْلَ أَنْ نَرْتَكِبَ ٱلْخَطَأَ.‏ مَثَلًا،‏ رُبَّمَا يُلَاحِظُ أَنَّ قَلْبَنَا ٱلْغَدَّارَ يَبْدَأُ بِٱشْتِهَاءِ أُمُورٍ غَيْرِ لِائِقَةٍ.‏ (‏ار ١٧:‏٩‏)‏ يُمْكِنُهُ عِنْدَئِذٍ ٱتِّخَاذُ إِجْرَاءٍ مَا حَتَّى قَبْلَ أَنْ يَتَمَكَّنَ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْبَشَرُ مِنْ ذلِكَ،‏ لِأَنَّ «نَظَرَاتِهِ» قَادِرَةٌ عَلَى ٱخْتِرَاقِ أَعْمَاقِنَا لِفَحْصِ سَرَائِرِنَا.‏ (‏مز ١١:‏٤؛‏ ١٣٩:‏٤؛‏ ار ١٧:‏١٠‏)‏ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ كَيْفَ تَصَرَّفَ ٱللّٰهُ فِي حَالَةِ بَارُوخَ،‏ ٱلْكَاتِبِ ٱلْخَاصِّ لِلنَّبِيِّ إِرْمِيَا وَصَدِيقِهِ ٱلْحَمِيمِ.‏

      أَبٌ مُحِبٌّ لِبَارُوخَ

      ٧،‏ ٨ (‏أ)‏ مَنْ كَانَ بَارُوخُ،‏ وَأَيَّةُ رَغَبَاتٍ غَيْرِ سَلِيمَةٍ رُبَّمَا ٱبْتَدَأَتْ تَنْمُو فِي قَلْبِهِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ أَعْرَبَ يَهْوَه عَنِ ٱهْتِمَامِهِ ٱلْأَبَوِيِّ بِبَارُوخَ؟‏

      ٧ كَانَ بَارُوخُ كَاتِبًا مَاهِرًا خَدَمَ بِأَمَانَةٍ إِلَى جَانِبِ إِرْمِيَا فِي تَعْيِينٍ صَعْبٍ:‏ إِعْلَانُ أَحْكَامِ يَهْوَه لِأُمَّةِ يَهُوذَا.‏ (‏ار ١:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ إِلَّا أَنَّ بَارُوخَ،‏ ٱلَّذِي رُبَّمَا وُلِدَ فِي عَائِلَةٍ مَرْمُوقَةٍ،‏ ٱبْتَدَأَ يَطْلُبُ لِنَفْسِهِ «عَظَائِمَ».‏ فَمِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنَّهُ بَدَأَ يُفَكِّرُ فِي مَطَامِحَ شَخْصِيَّةٍ أَوْ يُنَمِّي رَغْبَةً فِي ٱلْعَيْشِ فِي بَحْبُوحَةٍ.‏ وَلكِنْ مَهْمَا كَانَتِ ٱلْحَالُ،‏ فَقَدْ رَأَى يَهْوَه أَنَّ هذَا ٱلتَّفْكِيرَ ٱلْخَطِرَ أَخَذَ يَتَغَلْغَلُ فِي قَلْبِهِ.‏ لِذلِكَ بَادَرَ فَوْرًا إِلَى مُعَالَجَةِ ٱلْمَسْأَلَةِ وَخَاطَبَهُ بِوَاسِطَةِ إِرْمِيَا:‏ «قَدْ قُلْتَ:‏ ‹وَيْلٌ لِي؛‏ لِأَنَّ يَهْوَهَ قَدْ زَادَ حُزْنًا عَلَى وَجَعِي!‏ قَدْ أَعْيَيْتُ مِنْ تَنَهُّدِي،‏ وَلَمْ أَجِدْ مَكَانَ رَاحَةٍ›».‏ ثُمَّ قَالَ لَهُ:‏ «لَا تَزَالُ تَطْلُبُ لَكَ عَظَائِمَ.‏ لَا تَطْلُبْ بَعْدُ».‏ —‏ ار ٤٥:‏١-‏٥‏.‏

      ٨ رَغْمَ أَنَّ يَهْوَه كَانَ حَازِمًا مَعَ بَارُوخَ،‏ لَمْ يَتَعَامَلْ مَعَهُ بِغَضَبٍ بَلْ بِٱهْتِمَامٍ أَبَوِيٍّ أَصِيلٍ.‏ فَكَمَا يَتَّضِحُ،‏ أَدْرَكَ يَهْوَه أَنَّ رَغَبَاتِ بَارُوخَ لَمْ تَنْبُعْ مِنْ قَلْبٍ شِرِّيرٍ أَوْ مُنْحَرِفٍ.‏ وَعَرَفَ أَنَّ أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا صَارَتَا فِي آخِرِ أَيَّامِهِمَا وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَعْثُرَ بَارُوخُ فِي هذَا ٱلْوَقْتِ ٱلْحَرِجِ.‏ وَلِكَيْ يُعِيدَ ٱللّٰهُ خَادِمَهُ إِلَى صَوَابِهِ،‏ ذَكَّرَهُ أَنَّهُ ‹سَيَجْلُبُ بَلِيَّةً عَلَى كُلِّ ذِي جَسَدٍ› وَقَالَ لَهُ إِنَّهُ إِذَا تَصَرَّفَ بِحِكْمَةٍ فَسَيُنَجِّيهِ.‏ (‏ار ٤٥:‏٥‏)‏ وَبِكَلِمَاتٍ أُخْرَى،‏ كَانَ ٱللّٰهُ يَقُولُ لَهُ:‏ ‹حَذَارِ يَا بَارُوخُ!‏ لَا تَنْسَ مَا سَيَحْدُثُ عَمَّا قَرِيبٍ لِيَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ ٱلْخَاطِئَتَيْنِ.‏ اِبْقَ أَمِينًا وَٱحْيَ!‏ فَأَنَا سَأَحْمِيكَ›.‏ وَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ يَهْوَه مَسَّ قَلْبَ بَارُوخَ،‏ لِأَنَّهُ تَجَاوَبَ وَنَجَا مِنْ دَمَارِ أُورُشَلِيمَ ٱلَّذِي حَدَثَ بَعْدَ ١٧ سَنَةً.‏

      ٩ كَيْفَ تُجِيبُونَ شَخْصِيًّا عَنِ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلْمَطْرُوحَةِ فِي هذِهِ ٱلْفِقْرَةِ؟‏

      ٩ فِيمَا تَتَأَمَّلُ فِي رِوَايَةِ بَارُوخَ،‏ فَكِّرْ فِي ٱلْأَسْئِلَةِ وَٱلْآيَاتِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ مَاذَا تَكْشِفُ طَرِيقَةُ تَعَامُلِ ٱللّٰهِ مَعَ بَارُوخَ عَنْ يَهْوَه وَمَشَاعِرِهِ نَحْوَ خُدَّامِهِ؟‏ (‏اِقْرَأْ عبرانيين ١٢:‏٩‏.‏‏)‏ نَظَرًا إِلَى ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْحَرِجَةِ ٱلَّتِي نَعِيشُ فِيهَا،‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مَشُورَةِ ٱللّٰهِ وَمِنْ تَجَاوُبِ بَارُوخَ؟‏ (‏اِقْرَأْ لوقا ٢١:‏٣٤-‏٣٦‏.‏‏)‏ وَعَلَى غِرَارِ إِرْمِيَا،‏ كَيْفَ يَسْتَطِيعُ ٱلشُّيُوخُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَنْ يَعْكِسُوا ٱهْتِمَامَ يَهْوَه بِخُدَّامِهِ؟‏ —‏ اِقْرَأْ غلاطية ٦:‏١‏.‏

      اَلِٱبْنُ يَعْكِسُ مَحَبَّةَ ٱلْآبِ

      ١٠ مَاذَا يَجْعَلُ يَسُوعَ مُجَهَّزًا لِلْقِيَامِ بِمَسْؤُولِيَّتِهِ كَرَأْسٍ لِلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟‏

      ١٠ فِي أَزْمِنَةِ مَا قَبْلَ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ كَشَفَ يَهْوَه مَحَبَّتَهُ لِشَعْبِهِ مِنْ خِلَالِ أَنْبِيَائِهِ وَخُدَّامِهِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلْآخَرِينَ.‏ أَمَّا ٱلْيَوْمَ فَهُوَ يَكْشِفُهَا بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ مِنْ خِلَالِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ،‏ رَأْسِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ (‏اف ١:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ فَفِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا،‏ يُصَوَّرُ يَسُوعُ عَلَى أَنَّهُ حَمَلٌ لَهُ «سَبْعُ أَعْيُنٍ،‏ وَهٰذِهِ ٱلْأَعْيُنُ تُمَثِّلُ أَرْوَاحَ ٱللّٰهِ ٱلسَّبْعَةَ ٱلْمُرْسَلَةَ إِلَى ٱلْأَرْضِ كُلِّهَا».‏ (‏رؤ ٥:‏٦‏)‏ نَعَمْ،‏ يَتَحَلَّى يَسُوعُ بِٱلتَّمْيِيزِ ٱلتَّامِّ لِأَنَّهُ يَتَقَوَّى بِرُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ ٱلَّذِي يَعْمَلُ فِيهِ بِشَكْلٍ كَامِلٍ.‏ وَهُوَ أَيْضًا يَرَى مَا نَحْنُ عَلَيْهِ مِنَ ٱلدَّاخِلِ وَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ.‏

      ١١ أَيُّ دَوْرٍ يَلْعَبُهُ ٱلْمَسِيحُ،‏ وَكَيْفَ يَعْكِسُ مَوْقِفُهُ مِنَّا مَوْقِفَ أَبِيهِ؟‏

      ١١ لكِنَّ يَسُوعَ،‏ تَمَامًا كَيَهْوَه،‏ لَيْسَ شُرْطِيًّا يَقِفُ لَنَا بِٱلْمِرْصَادِ.‏ فَهُوَ يَفْحَصُنَا بِعَيْنِ ٱلْمَحَبَّةِ.‏ وَأَحَدُ ألْقَابِهِ،‏ ‹ٱلْأَبُ ٱلْأَبَدِيُّ›،‏ يُذَكِّرُنَا بِٱلدَّوْرِ ٱلَّذِي سَيَلْعَبُهُ حِينَ يَمْنَحُ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ لِكُلِّ مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ.‏ (‏اش ٩:‏٦‏)‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ بِإِمْكَانِ ٱلْمَسِيحِ كَرَأْسٍ لِلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ أَنْ يَدْفَعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلطَّوْعِيِّينَ وَٱلنَّاضِجِينَ رُوحِيًّا،‏ وَخُصُوصًا ٱلشُّيُوخَ،‏ إِلَى تَقْدِيمِ ٱلتَّعْزِيَةِ وَٱلْمَشُورَةِ عِنْدَ ٱلْحَاجَةِ.‏ —‏ ١ تس ٥:‏١٤؛‏ ٢ تي ٤:‏١،‏ ٢‏.‏

      ١٢ (‏أ)‏ مَاذَا تَكْشِفُ ٱلرَّسَائِلُ إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلسَّبْعِ فِي آسِيَا ٱلصُّغْرَى عَنْ يَسُوعَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يَعْكِسُ ٱلشُّيُوخُ مَوْقِفَ ٱلْمَسِيحِ مِنْ رَعِيَّةِ ٱللّٰهِ؟‏

      ١٢ يَتَجَلَّى ٱهْتِمَامُ ٱلْمَسِيحِ ٱلشَّدِيدُ بِٱلرَّعِيَّةِ فِي ٱلرَّسَائِلِ إِلَى شُيُوخِ ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلسَّبْعِ فِي آسِيَا ٱلصُّغْرَى.‏ (‏رؤ ٢:‏١–‏٣:‏٢٢‏)‏ فَفِي هذِهِ ٱلرَّسَائِلِ،‏ أَظْهَرَ يَسُوعُ أَنَّهُ مُدْرِكٌ تَمَامًا لِمَا كَانَ يَحْصُلُ دَاخِلَ كُلِّ جَمَاعَةٍ وَأَنَّهُ مُهْتَمٌّ بِأَتْبَاعِهِ ٱهْتِمَامًا شَدِيدًا.‏ وَيَصِحُّ ذلِكَ بِٱلْأَكْثَرِ ٱلْيَوْمَ،‏ لِأَنَّ هذِهِ ٱلرُّؤْيَا تَتِمُّ أَثْنَاءَ «يَوْمِ ٱلرَّبِّ».‏a (‏رؤ ١:‏١٠‏)‏ وَكَثِيرًا مَا يُعْرِبُ ٱلْمَسِيحُ عَنْ مَحَبَّتِهِ مِنْ خِلَالِ ٱلشُّيُوخِ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ كَرُعَاةٍ رُوحِيِّينَ لِلْجَمَاعَةِ.‏ فَبِإِمْكَانِهِ أَنْ يَدْفَعَ هؤُلَاءِ ‹ٱلْعَطَايَا فِي رِجَالٍ› لِيُقَدِّمُوا ٱلتَّعْزِيَةَ،‏ ٱلتَّشْجِيعَ،‏ أَوِ ٱلْمَشُورَةَ عِنْدَ ٱللُّزُومِ.‏ (‏اف ٤:‏٨؛‏ اع ٢٠:‏٢٨‏؛‏ اِقْرَأْ اشعيا ٣٢:‏١،‏ ٢‏.‏‏)‏ فَهَلْ تَعْتَبِرُ جُهُودَهُمْ إِعْرَابًا عَنِ ٱهْتِمَامِ ٱلْمَسِيحِ بِكَ؟‏

      اَلْمُسَاعَدَةُ فِي حِينِهَا

      ١٣-‏١٥ بِأَيَّةِ طَرَائِقَ يَسْتَجِيبُ ٱللّٰهُ صَلَوَاتِنَا؟‏ أَعْطُوا أَمْثِلَةً.‏

      ١٣ هَلْ صَلَّيْتَ ذَاتَ مَرَّةٍ طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ وَٱسْتُجِيبَتْ صَلَاتُكَ بِوَاسِطَةِ زِيَارَةٍ تَشْجِيعِيَّةٍ مِنْ مَسِيحِيٍّ نَاضِجٍ رُوحِيًّا؟‏ (‏يع ٥:‏١٤-‏١٦‏)‏ أَمْ هَلْ أَتَتِ ٱلْمُسَاعَدَةُ عَنْ طَرِيقِ خِطَابٍ أُلْقِيَ فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ أَوْ مَعْلُومَاتٍ وَرَدَتْ فِي إِحْدَى مَطْبُوعَاتِنَا؟‏ كَثِيرًا مَا يَسْتَجِيبُ يَهْوَه ٱلصَّلَوَاتِ بِهذِهِ ٱلطَّرَائِقِ.‏ مَثَلًا،‏ بَعْدَمَا أَلْقَى أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ خِطَابًا،‏ ٱقْتَرَبَتْ مِنْهُ أُخْتٌ كَانَتْ قَدْ عُومِلَتْ مُعَامَلَةً ظَالِمَةً قَبْلَ أَسَابِيعَ.‏ وَبَدَلًا مِنْ أَنْ تَتَذَمَّرَ،‏ عَبَّرَتْ لَهُ عَنْ تَقْدِيرِهَا ٱلْعَمِيقِ لِبَعْضِ ٱلنِّقَاطِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي وَرَدَتْ فِي خِطَابِهِ.‏ فَهذِهِ ٱلنِّقَاطُ كَانَتْ تُنَاسِبُ حَالَتَهَا وَأَمَدَّتْهَا بِتَشْجِيعٍ كَبِيرٍ.‏ وَكَمْ كَانَتْ مَسْرُورَةً لِأَنَّهَا حَضَرَتْ ذلِكَ ٱلِٱجْتِمَاعَ!‏

      ١٤ تَأَمَّلْ أَيْضًا فِي مِثَالِ ثَلَاثَةِ سُجَنَاءَ نَالُوا ٱلْمُسَاعَدَةَ بِوَاسِطَةِ ٱلصَّلَاةِ.‏ فَقَدْ تَعَرَّفَ هؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصُ بِحَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَصَارُوا نَاشِرِينَ غَيْرَ مُعْتَمِدِينَ خِلَالَ وُجُودِهِمْ فِي ٱلسِّجْنِ.‏ وَبِسَبَبِ حَادِثَةٍ عَنِيفَةٍ،‏ فُرِضَ عَلَى جَمِيعِ ٱلْمَسَاجِينِ ٱلْمَزِيدُ مِنَ ٱلْقُيُودِ،‏ مِمَّا دَفَعَهُمْ إِلَى إِعْلَانِ ٱلْعِصْيَانِ.‏ فَقَرَّرُوا ٱلتَّعْبِيرَ عَنْ عِصْيَانِهِمْ بِرَفْضِ إِرْجَاعِ صُحُونِهِمْ بَعْدَ ٱلْفُطُورِ فِي ٱلصَّبَاحِ ٱلتَّالِي.‏ وَهكَذَا،‏ وَقَعَ هؤُلَاءِ ٱلنَّاشِرُونَ غَيْرُ ٱلْمُعْتَمِدِينَ فِي مَأْزِقٍ.‏ فَٱنْضِمَامُهُمْ إِلَى حَرَكَةِ ٱلْعِصْيَانِ سَيَكُونُ ٱنْتِهَاكًا لِمَشُورَةِ يَهْوَه ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي روما ١٣:‏١‏.‏ وَبِٱلْمُقَابِلِ،‏ فَإِنَّ عَدَمَ ٱنْضِمَامِهِمْ كَانَ سَيَجْلُبُ عَلَيْهِمْ نَقْمَةَ ٱلسُّجَنَاءِ ٱلْآخَرِينَ ٱلثَّائِرِينَ.‏

      ١٥ وَبِمَا أَنَّ هؤُلَاءِ ٱلثَّلَاثَةَ لَمْ يَكُنْ بِإِمْكَانِهِمِ ٱلتَّحَدُّثُ وَاحِدُهُمْ مَعَ ٱلْآخَرِ،‏ فَقَدْ صَلَّوْا كُلٌّ عَلَى حِدَةٍ طَلَبًا لِلْحِكْمَةِ.‏ وَفِي صَبَاحِ ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي،‏ قَرَّرَ كُلٌّ مِنْهُمُ ٱلْأَمْرَ نَفْسَهُ:‏ عَدَمَ تَنَاوُلِ ٱلْفُطُورِ.‏ وَعِندَمَا أَتَى ٱلْحُرَّاسُ لَاحِقًا لِيَأْخُذُوا ٱلصُّحُونَ،‏ لَمْ يَكُنْ لَدَيْهِمْ أَيُّ صَحْنٍ لِيُرْجِعُوهُ.‏ وَكَمْ فَرِحُوا لِأَنَّ «سَامِعَ ٱلصَّلَاةِ» كَانَ قَرِيبًا مِنْهُمْ!‏ —‏ مز ٦٥:‏٢‏.‏

      مُوَاجَهَةُ ٱلْمُسْتَقْبَلِ بِثِقَةٍ

      ١٦ كَيْفَ يُظْهِرُ عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ ٱهْتِمَامَ يَهْوَه بِٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلْخِرَافِ؟‏

      ١٦ إِنَّ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةَ ٱلْعَالَمِيَّ ٱلنِّطَاقِ هُوَ دَلِيلٌ آخَرُ عَلَى ٱهْتِمَامِ يَهْوَه بِٱلْمُسْتَقِيمِي ٱلْقُلُوبِ أَيْنَمَا كَانُوا.‏ (‏تك ١٨:‏٢٥‏)‏ فَكَثِيرًا مَا يَسْتَخْدِمُ يَهْوَه ٱلْمَلَائِكَةَ لِإِرْشَادِ خُدَّامِهِ إِلَى ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلْخِرَافِ،‏ حَتَّى لَوْ كَانُوا يَعِيشُونَ فِي أَمَاكِنَ لَمْ تَصِلْهَا ٱلْبِشَارَةُ بَعْدُ.‏ (‏رؤ ١٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ ٱسْتَخْدَمَ ٱللّٰهُ مَلَاكًا لِإِرْشَادِ فِيلِبُّسَ،‏ مُبَشِّرٌ مِنَ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ كَيْ يَجِدَ رَسْمِيًّا حَبَشِيًّا وَيُوضِحَ لَهُ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ.‏ وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟‏ لَقَدْ قَبِلَ ٱلرَّجُلُ ٱلْبِشَارَةَ وَصَارَ مِنْ أَتْبَاعِ يَسُوعَ ٱلْمُعْتَمِدِينَ.‏b —‏ يو ١٠:‏١٤؛‏ اع ٨:‏٢٦-‏٣٩‏.‏

      ١٧ لِمَاذَا لَا يَنْبَغِي أَنْ نَقْلَقَ بِإِفْرَاطٍ بِشَأْنِ ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟‏

      ١٧ فِيمَا يَدْنُو نِظَامُ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرُ مِنْ نِهَايَتِهِ،‏ سَتَسْتَمِرُّ أَوْجَاعُ «ٱلْمَخَاضِ» ٱلْمُنْبَأُ بِهَا.‏ (‏مت ٢٤:‏٨‏)‏ مَثَلًا،‏ قَدْ تَرْتَفِعُ كَثِيرًا أَسْعَارُ ٱلطَّعَامِ بِسَبَبِ ٱلطَّلَبِ ٱلْمُتَزَايِدِ،‏ ٱلْأَحْوَالِ ٱلْجَوِّيَّةِ ٱلرَّدِيئَةِ جِدًّا،‏ أَوْ عَدَمِ ٱلِٱسْتِقْرَارِ ٱلِٱقْتِصَادِيِّ.‏ وَرُبَّمَا يَصِيرُ مِنَ ٱلْأَصْعَبِ إِيجَادُ ٱلْوَظَائِفِ وَيَزْدَادُ ٱلضَّغْطُ عَلَى ٱلْمُوَظَّفِينَ لِلْعَمَلِ وَقْتًا أَطْوَلَ.‏ وَلكِنْ مَهْمَا حَدَثَ،‏ فَإِنَّ ٱلَّذِينَ يُبْقُونَ ٱلْمَصَالِحَ ٱلرُّوحِيَّةَ أَوَّلًا وَيُحَافِظُونَ عَلَى ‹عَيْنٍ بَسِيطَةٍ› لَا يَلْزَمُ أَنْ يَقْلَقُوا بِإِفْرَاطٍ.‏ فَهُمْ يَعْرِفُونَ أَنَّ ٱللّٰهَ يُحِبُّهُمْ وَأَنَّهُ سَيَعْتَنِي بِهِمْ.‏ (‏مت ٦:‏٢٢-‏٣٤‏)‏ تَأَمَّلْ مَثَلًا كَيْفَ ٱهْتَمَّ يَهْوَه بِإِرْمِيَا أَثْنَاءَ ٱلْحِقْبَةِ ٱلنِّهَائِيَّةِ ٱلْعَاصِفَةِ مِنْ تَارِيخِ أُورُشَلِيمَ سَنَةَ ٦٠٧ ق‌م.‏

      ١٨ كَيْفَ أَثْبَتَ يَهْوَه مَحَبَّتَهُ لِإِرْمِيَا أَثْنَاءَ حِصَارِ أُورُشَلِيمَ؟‏

      ١٨ فِي أَوَاخِرِ ٱلْحِصَارِ ٱلْبَابِلِيِّ لِأُورُشَلِيمَ،‏ كَانَ إِرْمِيَا مَحْبُوسًا فِي بَاحَةِ ٱلْحَرَسِ.‏ فَكَيْفَ لَهُ أَنْ يَحْصُلَ عَلَى ٱلطَّعَامِ؟‏ لَا شَكَّ أَنَّهُ كَانَ سَيَبْحَثُ عَنْهُ لَوْ كَانَ حُرًّا.‏ لكِنَّهُ ٱعْتَمَدَ كُلِّيًّا عَلَى مَنْ حَوْلَهُ،‏ أَشْخَاصٍ كَانُوا بِمُعْظَمِهِمْ يَكْرَهُونَهُ.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ لَمْ يَضَعْ ثِقَتَهُ فِي ٱلْبَشَرِ بَلْ فِي ٱللّٰهِ ٱلَّذِي وَعَدَهُ أَنْ يَهْتَمَّ بِهِ.‏ وَهَلْ وَفَى يَهْوَه بِوَعْدِهِ؟‏ نَعَمْ،‏ بِٱلتَّأْكِيدِ.‏ فَقَدْ حَرِصَ أَنْ يَنَالَ إِرْمِيَا يَوْمِيًّا «رَغِيفَ خُبْزٍ .‏ .‏ .‏ إِلَى أَنِ ٱنْقَطَعَ كُلُّ ٱلْخُبْزِ مِنَ ٱلْمَدِينَةِ».‏ (‏ار ٣٧:‏٢١‏)‏ وَبِفَضْلِ يَهْوَه،‏ نَجَا إِرْمِيَا وَبَارُوخُ وَعَبْدَ مَلِكُ وَآخَرُونَ مِنْ فَتْرَةِ ٱلْجُوعِ وَٱلْمَرَضِ وَٱلْمَوْتِ تِلْكَ.‏ —‏ ار ٣٨:‏٢؛‏ ٣٩:‏١٥-‏١٨‏.‏

      ١٩ عَلَامَ يَنْبَغِي أَنْ نُصَمِّمَ فِيمَا نُوَاجِهُ ٱلْمُسْتَقْبَلَ؟‏

      ١٩ نَعَمْ،‏ إِنَّ «عَيْنَيْ يَهْوَهَ عَلَى ٱلْأَبْرَارِ،‏ وَأُذُنَيْهِ إِلَى تَضَرُّعِهِمْ».‏ (‏١ بط ٣:‏١٢‏)‏ فَهَلْ تَفْرَحُ لِأَنَّ أَبَاكَ ٱلسَّمَاوِيَّ يَسْهَرُ عَلَيْكَ؟‏ وَهَلْ تَشْعُرُ بِٱلْأَمَانِ حِينَ تَعْرِفُ أَنَّ عَيْنَيْهِ عَلَيْكَ دَائِمًا لِمَصْلَحَتِكَ؟‏ إِذًا،‏ صَمِّمْ عَلَى مُوَاصَلَةِ ٱلسَّيْرِ مَعَ ٱللّٰهِ مَهْمَا خَبَّأَ لَكَ ٱلْمُسْتَقْبَلُ.‏ فَيُمْكِنُكَ ٱلثِّقَةُ أَنَّ يَهْوَه سَيُرَاقِبُ دَائِمًا جَمِيعَ أَوْلِيَائِهِ عَنْ كَثَبٍ تَمَامًا كَٱلْأَبِ ٱلْمُحِبِّ.‏ —‏ مز ٣٢:‏٨‏؛‏ اِقْرَأْ اشعيا ٤١:‏١٣‏.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a رَغْمَ أَنَّ ٱلرَّسَائِلَ تَنْطَبِقُ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ عَلَى أَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْمَمْسُوحِينَ،‏ فَهِيَ تَنْطَبِقُ ٱنْطِبَاقًا مُوَسَّعًا عَلَى جَمِيعِ خُدَّامِ ٱللّٰهِ.‏

      b يُمْكِنُ إِيجَادُ مِثَالٍ آخَرَ لِتَوْجِيهِ ٱللّٰهِ فِي الاعمال ١٦:‏٦-‏١٠‏.‏ فَهُنَاكَ نَقْرَأُ أَنَّ بُولُسَ وَمَنْ مَعَهُ ‹نَهَاهُمُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ› عَنِ ٱلْكِرَازَةِ فِي آسِيَا وَبِيثِينِيَةَ.‏ بَدَلًا مِنْ ذلِكَ،‏ جَرَى ٱسْتِدْعَاؤُهُمْ لِلْعَمَلِ فِي مَقْدُونِيَةَ،‏ حَيْثُ تَجَاوَبَ أَشْخَاصٌ مُتَوَاضِعُونَ كَثِيرُونَ مَعَ بِشَارَتِهِمْ.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة