-
قوِّ ايمانك بوعود يهوهبرج المراقبة (الطبعة الدراسية) ٢٠١٦ | تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
قَوِّ إِيمَانَكَ بِوُعُودِ يَهْوَهَ
«اَلْإِيمَانُ هُوَ ٱلتَّرَقُّبُ ٱلْأَكِيدُ لِأُمُورٍ مَرْجُوَّةٍ». — عب ١١:١.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٨١، ١٣٤
١، ٢ (أ) كَيْفَ يَخْتَلِفُ رَجَاءُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ عَنْ أُمْنِيَاتِ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْعَالَمِ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
مَا أَرْوَعَ ٱلرَّجَاءَ ٱلَّذِي يَتَرَقَّبُهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ! فَٱلْمَمْسُوحُونَ وَ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ› عَلَى ٱلسَّوَاءِ يَرْجُونَ أَنْ يَتِمَّ قَصْدُ يَهْوَهَ ٱلْأَصْلِيُّ وَيَتَقَدَّسَ ٱسْمُهُ. (يو ١٠:١٦؛ مت ٦:٩، ١٠) وَهٰذَا ٱلرَّجَاءُ هُوَ ٱلْأَنْبَلُ وَٱلْأَهَمُّ. كَمَا أَنَّنَا نَتُوقُ إِلَى نَيْلِ مُكَافَأَةِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ، إِمَّا فِي ٱلسَّمٰوَاتِ أَوْ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (٢ بط ٣:١٣) وَنَرْجُو أَيْضًا أَنْ يَسْتَمِرَّ يَهْوَهُ فِي دَعْمِ وَإِرْشَادِ شَعْبِهِ فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ.
٢ وَكَثِيرُونَ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ أَيْضًا يَأْمُلُونَ أَنْ تَتَحَقَّقَ أُمْنِيَاتُهُمْ. لٰكِنَّ آمَالَهُمْ هٰذِهِ لَيْسَتْ أَكِيدَةً. وَهٰذِهِ هِيَ حَالُ مَلَايِينِ ٱلْمُقَامِرِينَ ٱلَّذِينَ يَتَمَنَّوْنَ أَنْ يَرْبَحُوا ٱلْيَانَصِيبَ. بِٱلْمُقَابِلِ، يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ ٱلْإِيمَانَ ٱلْحَقِيقِيَّ هُوَ «ٱلتَّرَقُّبُ ٱلْأَكِيدُ لِأُمُورٍ مَرْجُوَّةٍ». فَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلَّذِينَ يَتَحَلَّوْنَ بِٱلْإِيمَانِ مُتَأَكِّدُونَ مِئَةً فِي ٱلْمِئَةِ أَنَّ وُعُودَ يَهْوَهَ سَتَتَحَقَّقُ. (عب ١١:١) وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنَرَى كَيْفَ نُقَوِّي إِيمَانَنَا بِهٰذِهِ ٱلْوُعُودِ وَكَيْفَ يُفِيدُنَا ٱلْإِيمَانُ ٱلْقَوِيُّ ٱلْيَوْمَ.
٣ عَلَامَ يَرْتَكِزُ إِيمَانُنَا؟
٣ اَلْإِيمَانُ لَيْسَ صِفَةً يُولَدُ بِهَا ٱلْبَشَرُ ٱلنَّاقِصُونَ. فَلِكَيْ نُنَمِّيَهُ، عَلَيْنَا أَنْ نَسْمَحَ لِرُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ بِإِرْشَادِنَا. (غل ٥:٢٢) فَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَعَرَّفَ بِيَهْوَهَ. وَحِينَ نُدْرِكُ أَنَّ إِلٰهَنَا كُلِّيُّ ٱلْحِكْمَةِ وَٱلْقُدْرَةِ، نَتَأَكَّدُ أَنْ لَا شَيْءَ يَمْنَعُهُ مِنْ إِتْمَامِ وُعُودِهِ. وَهٰذِهِ ٱلْوُعُودُ أَكِيدَةٌ جِدًّا فِي نَظَرِ يَهْوَهَ لِدَرَجَةِ أَنَّهُ يَعْتَبِرُهَا «قَدْ تَمَّتْ» فِعْلًا. (اقرإ الرؤيا ٢١:٣-٦.) فَيَهْوَهُ هُوَ «ٱلْإِلٰهُ ٱلْأَمِينُ» ٱلَّذِي يَفِي بِوُعُودِهِ دَائِمًا، وَإِيمَانُنَا يَرْتَكِزُ عَلَى هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةِ. — تث ٧:٩.
تَمَثَّلْ بِخُدَّامِ ٱللّٰهِ فِي ٱلْمَاضِي
٤ بِمَ آمَنَ خُدَّامُ ٱللّٰهِ فِي ٱلْمَاضِي؟
٤ يُعَدِّدُ ٱلْإِصْحَاحُ ١١ مِنَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ أَسْمَاءَ ١٦ رَجُلًا وَٱمْرَأَةً تَحَلَّوْا بِٱلْإِيمَانِ. وَيُشِيرُ أَيْضًا إِلَى كَثِيرِينَ أَرْضَوْا يَهْوَهَ «بِإِيمَانِهِمْ». (عب ١١:٣٩) فَجَمِيعُهُمْ ‹تَرَقَّبُوا› بِثِقَةٍ أَنْ يُقِيمَ ٱللّٰهُ ‹ٱلنَّسْلَ› ٱلْمَوْعُودَ بِهِ. وَعَرَفُوا أَنَّ هٰذَا ٱلنَّسْلَ سَيُهْلِكُ كُلَّ ٱلْأَشْرَارِ وَيُحَوِّلُ ٱلْأَرْضَ إِلَى فِرْدَوْسٍ. (تك ٣:١٥) كَمَا أَنَّهُمْ آمَنُوا أَنَّ يَهْوَهَ سَيُعِيدُهُمْ إِلَى ٱلْحَيَاةِ. لٰكِنَّ قِيَامَتَهُمْ لَنْ تَكُونَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ، لِأَنَّهُمْ مَاتُوا قَبْلَ أَنْ يَفْتَحَ يَسُوعُ ٱلطَّرِيقَ إِلَيْهَا. (غل ٣:١٦) بَلْ سَيُقَامُونَ لِيَعِيشُوا إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ. — مز ٣٧:١١؛ اش ٢٦:١٩؛ هو ١٣:١٤.
٥، ٦ إِلَامَ تَطَلَّعَ إِبْرَاهِيمُ وَعَائِلَتُهُ؟ وَكَيْفَ حَافَظُوا عَلَى إِيمَانٍ قَوِيٍّ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٥ تَقُولُ ٱلْعِبْرَانِيِّين ١١:١٣ عَنْ خُدَّامِ ٱللّٰهِ قَدِيمًا: «فِي ٱلْإِيمَانِ مَاتَ هٰؤُلَاءِ أَجْمَعُونَ، وَلَمْ يَنَالُوا إِتْمَامَ ٱلْوُعُودِ، بَلْ مِنْ بَعِيدٍ رَأَوْهَا وَرَحَّبُوا بِهَا». فَقَدْ تَرَقَّبُوا ٱلْعَالَمَ ٱلْجَدِيدَ، وَتَخَيَّلُوا أَنَّهُمْ يَعِيشُونَ فِيهِ. خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ إِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي قَالَ عَنْهُ يَسُوعُ: «إِبْرَاهِيمُ أَبُوكُمُ ٱبْتَهَجَ آمِلًا أَنْ يَرَى يَوْمِي، فَرَآهُ وَفَرِحَ». (يو ٨:٥٦) وَصَحَّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ فِي سَارَةَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَغَيْرِهِمْ. فَقَدْ تَطَلَّعُوا إِلَى ٱلْوَقْتِ حِينَ تَخْضَعُ ٱلْأَرْضُ كُلُّهَا لِلْمَلَكُوتِ، أَيِ ٱلْمَدِينَةِ «ٱلَّتِي ٱللّٰهُ بَانِيهَا وَصَانِعُهَا». — عب ١١:٨-١١.
٦ وَقَدْ حَافَظَ إِبْرَاهِيمُ وَعَائِلَتُهُ عَلَى إِيمَانٍ قَوِيٍّ لِأَنَّهُمْ ظَلُّوا يَتَعَلَّمُونَ عَنْ يَهْوَهَ. وَكَيْفَ ٱكْتَسَبُوا مَعْرِفَتَهُمْ؟ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ، بِوَاسِطَةِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلْأَكْبَرِ سِنًّا أَوِ ٱلسِّجِلَّاتِ ٱلْقَدِيمَةِ، أَوْ بِوَاسِطَةِ ٱلْمَلَائِكَةِ أَوِ ٱلرُّؤَى أَوِ ٱلْأَحْلَامِ. لٰكِنَّ ٱلْأَهَمَّ أَنَّهُمْ لَمْ يَنْسَوْا مَا تَعَلَّمُوهُ، بَلْ قَدَّرُوا وُعُودَ ٱللّٰهِ وَوَصَايَاهُ وَتَأَمَّلُوا فِيهَا. وَلِأَنَّ رَجَاءَهُمْ كَانَ أَكِيدًا جِدًّا، تَحَمَّلُوا كُلَّ ٱلْمِحَنِ وَبَقُوا أَوْلِيَاءَ لِلّٰهِ.
٧ مَاذَا أَعْطَانَا يَهْوَهُ لِنُبْقِيَ إِيمَانَنَا قَوِيًّا، وَمَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ؟
٧ وَمَاذَا عَنَّا ٱلْيَوْمَ؟ أَعْطَانَا يَهْوَهُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِكَامِلِهِ لِنَبْقَى أَقْوِيَاءَ فِي ٱلْإِيمَانِ. لِذَا يَجِبُ أَنْ نَقْرَأَ كَلِمَتَهُ يَوْمِيًّا وَنَتْبَعَ إِرْشَادَهَا، لِنَكُونَ ‹سُعَدَاءَ› وَ «نَنْجَحَ» فِي حَيَاتِنَا. (مز ١:١-٣؛ اقرإ الاعمال ١٧:١١.) كَمَا أَنَّ يَهْوَهَ يُزَوِّدُنَا بِوَفْرَةٍ مِنَ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ بِوَاسِطَةِ «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ». (مت ٢٤:٤٥) فَلْنَتَمَثَّلْ بِٱلْخُدَّامِ ٱلْأُمَنَاءِ قَدِيمًا، وَنَتَأَمَّلْ دَائِمًا فِي وُعُودِ ٱللّٰهِ وَنُطِعْ وَصَايَاهُ. وَهٰكَذَا نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لَهُ وَنَتَرَقَّبُ بِثِقَةٍ حُكْمَ ٱلْمَلَكُوتِ.
٨ كَيْفَ تُقَوِّي ٱلصَّلَاةُ إِيمَانَنَا؟
٨ بِٱلْعَوْدَةِ إِلَى خُدَّامِ ٱللّٰهِ قَدِيمًا، مَاذَا سَاعَدَهُمْ أَيْضًا أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى إِيمَانٍ قَوِيٍّ؟ لَقَدْ صَلَّوْا إِلَى يَهْوَهَ طَلَبًا لِلْعَوْنِ، وَتَقَوَّى إِيمَانُهُمْ حِينَ ٱسْتَجَابَ لَهُمْ. (نح ١:٤، ١١؛ مز ٣٤:٤، ١٥، ١٧؛ دا ٩:١٩-٢١) بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يُمْكِنُنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَسْكُبَ هَمَّنَا لِيَهْوَهَ، وَاثِقِينَ أَنَّهُ يَسْمَعُنَا وَيُقَوِّينَا لِنَحْتَمِلَ ٱلْمِحَنَ وَنُحَافِظَ عَلَى فَرَحِنَا. وَحِينَ يَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِنَا، يَتَقَوَّى إِيمَانُنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ. (اقرأ ١ يوحنا ٥:١٤، ١٥.) وَبِمَا أَنَّ ٱلْإِيمَانَ هُوَ أَحَدُ أَوْجُهِ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ، فَعَلَيْنَا أَنْ ‹نُدَاوِمَ عَلَى طَلَبِ› رُوحِ ٱللّٰهِ، تَمَامًا كَمَا شَجَّعَنَا يَسُوعُ. — لو ١١:٩، ١٣.
٩ مَاذَا يَجِبُ أَنْ تَشْمُلَ صَلَوَاتُنَا؟
٩ وَلٰكِنْ لَا يَجِبُ أَنْ تَقْتَصِرَ صَلَوَاتُنَا عَلَى طَلَبِ ٱلْمُسَاعَدَةِ مِنْ يَهْوَهَ. ‹فَأَعْمَالُهُ ٱلْعَجِيبَةُ هِيَ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُعَدَّ›، لِذَا يَجِبُ أَنْ نَشْكُرَهُ وَنُسَبِّحَهُ عَلَيْهَا يَوْمِيًّا. (مز ٤٠:٥) وَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَيْضًا أَنْ نُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. فَعَلَيْنَا مَثَلًا أَنْ نَذْكُرَ «ٱلْمُقَيَّدِينَ فِي ٱلسِّجْنِ»، وَكَذٰلِكَ «ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ» بَيْنَنَا. وَحِينَ نَرَى كَيْفَ يَسْتَجِيبُ يَهْوَهُ صَلَوَاتِنَا، يَتَقَوَّى إِيمَانُنَا بِهِ وَنَقْتَرِبُ إِلَيْهِ. — عب ١٣:٣، ٧.
بَقُوا أَوْلِيَاءَ لِلّٰهِ
١٠ مَاذَا سَاعَدَ كَثِيرِينَ أَنْ يَبْقَوْا أَوْلِيَاءَ لِلّٰهِ؟
١٠ فِي ٱلْإِصْحَاحِ ١١ مِنَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ، ذَكَرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ مِحَنًا مَرَّ بِهَا ٱلْعَدِيدُ مِنْ خُدَّامِ ٱللّٰهِ، دُونَ أَنْ يَذْكُرَهُمْ بِٱلِٱسْمِ. مَثَلًا، تَحَدَّثَ عَنْ نِسَاءٍ أَمِينَاتٍ ٱسْتَعَدْنَ أَبْنَاءَهُنَّ بِٱلْقِيَامَةِ. وَتَحَدَّثَ أَيْضًا عَنْ أَشْخَاصٍ «لَمْ يَقْبَلُوا فِدَاءً، لِكَيْ يَحْصُلُوا عَلَى قِيَامَةٍ أَفْضَلَ». (عب ١١:٣٥) صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نَعْرِفُ مَنْ هُمْ بِٱلتَّحْدِيدِ، لٰكِنَّ أَشْخَاصًا مِثْلَ نَابُوتَ وَزَكَرِيَّا رُجِمُوا لِأَنَّهُمْ أَطَاعُوا ٱللّٰهَ وَفَعَلُوا مَشِيئَتَهُ. (١ مل ٢١:٣، ١٥؛ ٢ اخ ٢٤:٢٠، ٢١) كَمَا سَنَحَتْ لِدَانِيَالَ وَرِفَاقِهِ فُرْصَةُ أَنْ «يَقْبَلُوا فِدَاءً» بِٱلْمُسَايَرَةِ عَلَى حِسَابِ مَبَادِئِهِمْ. لٰكِنَّ إِيمَانَهُمُ ٱلْقَوِيَّ بِٱللّٰهِ سَاعَدَهُمْ أَنْ ‹يَسُدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ› وَ ‹يُهْمِدُوا قُوَّةَ ٱلنَّارِ›. — عب ١١:٣٣، ٣٤؛ دا ٣:١٦-١٨، ٢٠، ٢٨؛ ٦:١٣، ١٦، ٢١-٢٣.
١١ أَيُّ مِحَنٍ وَاجَهَهَا بَعْضُ ٱلْأَنْبِيَاءِ بِسَبَبِ إِيمَانِهِمْ؟
١١ وَوَاجَهَ أَنْبِيَاءُ مِثْلُ مِيخَايَا وَإِرْمِيَا «ٱلسُّخْرِيَّةَ . . . وَٱلسُّجُونَ» بِسَبَبِ إِيمَانِهِمْ. وَآخَرُونَ مِثْلُ إِيلِيَّا «هَامُوا فِي ٱلْقِفَارِ وَٱلْجِبَالِ وَٱلْمَغَاوِرِ وَأَوْجَارِ ٱلْأَرْضِ». لٰكِنَّ ‹تَرَقُّبَهُمُ ٱلْأَكِيدَ لِلْأُمُورِ ٱلْمَرْجُوَّةِ› مَكَّنَهُمْ جَمِيعًا مِنِ ٱحْتِمَالِ تِلْكَ ٱلْمِحَنِ. — عب ١١:١، ٣٦-٣٨؛ ١ مل ١٨:١٣؛ ٢٢:٢٤-٢٧؛ ار ٢٠:١، ٢؛ ٢٨:١٠، ١١؛ ٣٢:٢.
١٢ مَنْ هُوَ أَعْظَمُ مِثَالٍ فِي ٱلْإِيمَانِ؟ وَمَاذَا سَاعَدَهُ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟
١٢ وَأَخِيرًا، ذَكَرَ بُولُسُ أَعْظَمَ مِثَالٍ فِي ٱلْإِيمَانِ، مِثَالِ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. قَالَ: «مِنْ أَجْلِ ٱلْفَرَحِ ٱلْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ ٱحْتَمَلَ خَشَبَةَ ٱلْآلَامِ، مُحْتَقِرًا ٱلْخِزْيَ، وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ عَرْشِ ٱللّٰهِ». (عب ١٢:٢) فَيَسُوعُ حَافَظَ عَلَى إِيمَانِهِ تَحْتَ أَقْسَى ٱلْمِحَنِ. لِذَا شَجَّعَ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ ‹يَتَفَكَّرُوا بِإِمْعَانٍ› فِي مِثَالِهِ. (اقرإ العبرانيين ١٢:٣.) وَقَدْ تَمَثَّلَ بِيَسُوعَ ٱلشُّهَدَاءُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَوَائِلُ كَٱلتِّلْمِيذِ أَنْتِيبَاسَ، وَرَفَضُوا أَنْ يُسَايِرُوا عَلَى حِسَابِ إِيمَانِهِمْ. (رؤ ٢:١٣) فَحَصَلُوا عَلَى مُكَافَأَةِ ٱلْقِيَامَةِ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ، وَهِيَ تَفُوقُ ‹ٱلْقِيَامَةَ ٱلْأَفْضَلَ› ٱلَّتِي رَجَاهَا خُدَّامُ ٱللّٰهِ قَدِيمًا. (عب ١١:٣٥) فَبَعْدَ وِلَادَةِ ٱلْمَلَكُوتِ عَامَ ١٩١٤، أُقِيمَ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْأُمَنَاءُ ٱلرَّاقِدُونَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلرُّوحَانِيَّةِ فِي ٱلسَّمَاءِ، لِيَمْلِكُوا مَعَ يَسُوعَ عَلَى ٱلْبَشَرِ. — رؤ ٢٠:٤.
أَمْثِلَةُ ٱلْإِيمَانِ فِي أَيَّامِنَا
١٣، ١٤ أَيَّةُ مِحَنٍ مَرَّ بِهَا رُودُولْف غْرَايْخِن، وَمَاذَا سَاعَدَهُ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟
١٣ يَتْبَعُ ٱلْمَلَايِينُ مِنْ خُدَّامِ ٱللّٰهِ فِي أَيَّامِنَا مِثَالَ يَسُوعَ. فَهُمْ يَتَأَمَّلُونَ فِي وُعُودِ ٱللّٰهِ وَيَبْقَوْنَ أَوْلِيَاءَ خِلَالَ ٱلْمِحَنِ. وَأَحَدُ هٰؤُلَاءِ هُوَ ٱلْأَخُ رُودُولْف غْرَايْخِنُ ٱلْمَوْلُودُ فِي أَلْمَانِيَا عَامَ ١٩٢٥. فَلَطَالَمَا تَذَكَّرَ ٱلرُّسُومَاتِ ٱلْمُعَلَّقَةَ عَلَى جُدْرَانِ بَيْتِهِ ٱلَّتِي تُصَوِّرُ مَشَاهِدَ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. كَتَبَ: «كَانَتْ إِحْدَى ٱلصُّوَرِ تَعْرِضُ ٱلذِّئْبَ وَٱلْخَرُوفَ، ٱلْجَدْيَ وَٱلنَّمِرَ، ٱلْعِجْلَ وَٱلشِّبْلَ — جَمِيعَهَا بِسَلَامٍ، وَصَبِيٌّ صَغِيرٌ يَسُوقُهَا. . . . لَقَدْ أَثَّرَتْ فِيَّ صُوَرٌ كَهٰذِهِ تَأْثِيرًا دَائِمًا». (اش ١١:٦-٩) وَرَغْمَ أَنَّهُ عَانَى ٱضْطِهَادًا عَنِيفًا سَنَوَاتٍ عَدِيدَةً، أَوَّلًا عَلَى يَدِ ٱلْغِسْتَابُو ٱلنَّازِيِّينَ ثُمَّ شُرْطَةِ شْتَازِي ٱلشُّيُوعِيَّةِ فِي أَلْمَانِيَا ٱلشَّرْقِيَّةِ، بَقِيَ إِيمَانُهُ بِٱلْأَرْضِ ٱلْفِرْدَوْسِيَّةِ قَوِيًّا.
١٤ كَمَا وَاجَهَ رُودُولْفُ ٱمْتِحَانَاتٍ قَاسِيَةً أُخْرَى. فَقَدْ مَاتَتْ أُمُّهُ ٱلْعَزِيزَةُ مِنْ مَرَضِ ٱلتَّيْفُوسِ فِي مُعَسْكَرِ ٱعْتِقَالِ رَفِنْسْبْرُوك. كَمَا ضَعُفَ أَبُوهُ رُوحِيًّا وَوَقَّعَ وَثِيقَةً يُنْكِرُ فِيهَا أَنَّهُ وَاحِدٌ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ. إِلَّا أَنَّ إِيمَانَ رُودُولْف بَقِيَ قَوِيًّا. فَبَعْدَمَا أُطْلِقَ سَرَاحُهُ، تَمَتَّعَ بِٱمْتِيَازِ ٱلْخِدْمَةِ كَنَاظِرِ دَائِرَةٍ، ثُمَّ دُعِيَ إِلَى مَدْرَسَةِ جِلْعَادَ. وَعُيِّنَ بَعْدَ ذٰلِكَ مُرْسَلًا فِي تْشِيلِي، حَيْثُ خَدَمَ مُجَدَّدًا كَنَاظِرِ دَائِرَةٍ. لٰكِنَّ مِحَنَهُ لَمْ تَنْتَهِ. فَبَعْدَ سَنَةٍ مِنْ زَوَاجِهِ بِمُرْسَلَةٍ ٱسْمُهَا بَاتْسِي، مَاتَتْ طِفْلَتُهُمَا. وَلَاحِقًا، مَرِضَتْ زَوْجَتُهُ ٱلْحَبِيبَةُ وَمَاتَتْ بِعُمْرِ ٤٣ سَنَةً فَقَطْ. مَعَ ذٰلِكَ، ٱحْتَمَلَ رُودُولْف وَٱسْتَمَرَّ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ. فَعِنْدَمَا نُشِرَتْ قِصَّةُ حَيَاتِهِ فِي عَدَدِ ١ آبَ (أُغُسْطُس) ١٩٩٧ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ، ٱلصَّفَحَاتِ ٢٠-٢٥، كَانَ يَخْدُمُ فَاتِحًا عَادِيًّا وَشَيْخًا رَغْمَ مَرَضِهِ وَتَقَدُّمِهِ فِي ٱلسِّنِّ.[١]
١٥ أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ فِي أَيَّامِنَا تُظْهِرُ أَنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ يَحْتَمِلُونَ بِفَرَحٍ رَغْمَ ٱلِٱضْطِهَادِ؟
١٥ يَخْدُمُ كَثِيرُونَ مِنْ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا يَهْوَهَ بِفَرَحٍ رَغْمَ ٱلِٱضْطِهَادِ ٱلشَّدِيدِ. فَٱلْمِئَاتُ مَسْجُونُونَ فِي إِرِيتْرِيَا وَسِنْغَافُورَة وَكُورْيَا ٱلْجَنُوبِيَّةِ لِأَنَّهُمْ يُطِيعُونَ وَصِيَّةَ يَسُوعَ أَلَّا ‹يَأْخُذُوا ٱلسَّيْفَ›. (مت ٢٦:٥٢) وَبَيْنَ هٰؤُلَاءِ ٱلسُّجَنَاءِ إِيسَاك وَبَاوْلُوس وَنِيغِيدِي ٱلَّذِينَ مَضَى عَلَى ٱحْتِجَازِهِمْ فِي إِرِيتْرِيَا أَكْثَرُ مِنْ ٢٠ عَامًا! وَرَغْمَ أَنَّهُمْ حُرِمُوا مِنْ حَقِّهِمْ فِي ٱلزَّوَاجِ وَٱلِٱعْتِنَاءِ بِوَالِدِيهِمِ ٱلْمُسِنِّينَ، بَقُوا أَوْلِيَاءَ تَحْتَ ظُرُوفٍ قَاسِيَةٍ. وَتَدُلُّ وُجُوهُهُمُ ٱلْمُشْرِقَةُ، كَمَا تُرَى فِي ٱلصُّورَةِ عَلَى مَوْقِعِنَا jw.org، أَنَّهُمْ يُحَافِظُونَ عَلَى إِيمَانِهِمْ قَوِيًّا. حَتَّى إِنَّهُمْ نَالُوا ٱحْتِرَامَ حُرَّاسِ ٱلسِّجْنِ.
هَلْ تَسْتَفِيدُ مِنْ أَمْثِلَةِ ٱلْإِيمَانِ فِي جَمَاعَتِكَ؟ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٥، ١٦.)
١٦ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلْإِيمَانُ ٱلْقَوِيُّ؟
١٦ لَا يُعَامَلُ مُعْظَمُ شَعْبِ يَهْوَهَ بِقَسْوَةٍ كَهٰذِهِ. لٰكِنَّ إِيمَانَهُمْ يُمْتَحَنُ بِطُرُقٍ أُخْرَى. فَٱلْبَعْضُ يُوَاجِهُونَ ٱلْفَقْرَ أَوِ ٱلْحُرُوبَ ٱلْأَهْلِيَّةَ أَوِ ٱلْكَوَارِثَ ٱلطَّبِيعِيَّةَ. كَمَا يَتَخَلَّى آخَرُونَ عَنِ ٱلْغِنَى وَٱلشُّهْرَةِ لِيُرَكِّزُوا عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَهَ، تَمَثُّلًا بِإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَمُوسَى. وَمَاذَا يُمَكِّنُهُمْ أَنْ يَسْتَمِرُّوا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ بِفَرَحٍ؟ مَحَبَّتُهُمْ لَهُ وَإِيمَانُهُمُ ٱلْقَوِيُّ بِوُعُودِهِ. فَهُمْ يَعْرِفُونَ أَنَّهُ يُكَافِئُ خُدَّامَهُ ٱلْأُمَنَاءَ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ، حَيْثُ لَنْ يَكُونَ هُنَالِكَ ظُلْمٌ. — اقرإ المزمور ٣٧:٥، ٧، ٩، ٢٩.
١٧ مَا هُوَ تَصْمِيمُكَ، وَمَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٧ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، رَأَيْنَا أَنَّ ٱلْإِيمَانَ هُوَ «ٱلتَّرَقُّبُ ٱلْأَكِيدُ لِأُمُورٍ مَرْجُوَّةٍ». وَٱلتَّأَمُّلُ فِي وُعُودِ ٱللّٰهِ وَٱلصَّلَاةُ بِٱنْتِظَامٍ يُسَاعِدَانِنَا أَنْ نُبْقِيَ إِيمَانَنَا قَوِيًّا. وَهٰذَا بِدَوْرِهِ يُمَكِّنُنَا أَنْ نَحْتَمِلَ ٱلْمِحَنَ.
-
-
مارِس الايمان بوعود يهوهبرج المراقبة (الطبعة الدراسية) ٢٠١٦ | تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
مَارِسِ ٱلْإِيمَانَ بِوُعُودِ يَهْوَهَ
«اَلْإِيمَانُ هُوَ . . . ٱلْبُرْهَانُ ٱلْجَلِيُّ عَلَى حَقَائِقَ لَا تُرَى». — عب ١١:١.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٥٤، ١٢٥
١ كَيْفَ نَنْظُرُ إِلَى ٱلْإِيمَانِ؟
اَلْإِيمَانُ صِفَةٌ نَادِرَةٌ لَا يَتَحَلَّى بِهَا كُلُّ ٱلْبَشَرِ. (٢ تس ٣:٢) لٰكِنَّ يَهْوَهَ يَمْنَحُ ٱلْإِيمَانَ لِكُلِّ خُدَّامِهِ. (رو ١٢:٣؛ غل ٥:٢٢) فَكَمْ نَشْكُرُهُ عَلَى هٰذِهِ ٱلْهِبَةِ ٱلثَّمِينَةِ!
٢، ٣ (أ) أَيَّةُ بَرَكَاتٍ نَتَمَتَّعُ بِهَا بِفَضْلِ ٱلْإِيمَانِ؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ تَنْشَأُ؟
٢ لَقَدْ بَذَلَ يَهْوَهُ ٱبْنَهُ ٱلْحَبِيبَ فِدْيَةً كَيْ يَنَالَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُونَ بِيَسُوعَ غُفْرَانَ ٱلْخَطَايَا. وَٱلْإِيمَانُ بِهٰذِهِ ٱلْفِدْيَةِ يُتِيحُ لَهُمْ أَنْ يَتَمَتَّعُوا بِصَدَاقَةِ يَهْوَهَ وَيَعِيشُوا إِلَى ٱلْأَبَدِ. (يو ٦:٤٤، ٦٥؛ رو ٦:٢٣) فَمَا أَعْظَمَ لُطْفَ يَهْوَهَ! فَرَغْمَ أَنَّنَا خُطَاةٌ وَنَسْتَحِقُّ ٱلْمَوْتَ، رَأَى فِينَا ٱلْقُدْرَةَ عَلَى فِعْلِ ٱلصَّلَاحِ. (مز ١٠٣:١٠) لِذَا فَتَحَ قَلْبَنَا لِنَقْبَلَ ٱلْبِشَارَةَ عَنْ يَسُوعَ وَذَبِيحَتِهِ ٱلْفِدَائِيَّةِ. وَلِأَنَّنَا نُؤْمِنُ بِٱلْمَسِيحِ وَنَتْبَعُهُ، نَتَطَلَّعُ إِلَى ٱلْعَيْشِ حَيَاةً أَبَدِيَّةً. — اقرأ ١ يوحنا ٤:٩، ١٠.
٣ وَلٰكِنْ مَا هُوَ ٱلْإِيمَانُ بِٱلضَّبْطِ؟ هَلْ يَقْتَصِرُ عَلَى مَعْرِفَةِ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي يُخَبِّئُهَا لَنَا ٱللّٰهُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟ وَكَيْفَ نُعْرِبُ عَنْهُ؟
‹مَارِسِ ٱلْإِيمَانَ بِقَلْبِكَ›
٤ كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱلْإِيمَانُ فِينَا؟
٤ لَا يَقْتَصِرُ ٱلْإِيمَانُ عَلَى مَعْرِفَةِ قَصْدِ ٱللّٰهِ. فَهُوَ يُوَلِّدُ فِينَا أَيْضًا رَغْبَةً قَوِيَّةً فِي ٱلْعَيْشِ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ مَشِيئَتِهِ. كَمَا أَنَّ ٱلْإِيمَانَ بِوَسِيلَةِ ٱللّٰهِ لِلْخَلَاصِ يَدْفَعُنَا إِلَى إِعْلَانِ ٱلْبِشَارَةِ لِلْآخَرِينَ. أَوْضَحَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «إِنْ أَعْلَنْتَ جَهْرًا تِلْكَ ‹ٱلْكَلِمَةَ بِفَمِكَ›، أَنَّ يَسُوعَ رَبٌّ، وَمَارَسْتَ ٱلْإِيمَانَ بِقَلْبِكَ أَنَّ ٱللّٰهَ أَقَامَهُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ، تَخْلُصْ. لِأَنَّهُ بِٱلْقَلْبِ يُمَارِسُ ٱلْمَرْءُ ٱلْإِيمَانَ لِلْبِرِّ، وَبِٱلْفَمِ يَقُومُ بِإِعْلَانٍ جَهْرِيٍّ لِلْخَلَاصِ». — رو ١٠:٩، ١٠؛ ٢ كو ٤:١٣.
٥ لِمَ ٱلْإِيمَانُ مُهِمٌّ جِدًّا، وَكَيْفَ نُبْقِيهِ قَوِيًّا؟ أَعْطِ مِثَالًا.
٥ كَمَا رَأَيْنَا، لِكَيْ نَتَمَتَّعَ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ فِي عَالَمِ ٱللّٰهِ ٱلْجَدِيدِ، عَلَيْنَا أَنْ نَتَحَلَّى بِٱلْإِيمَانِ وَنُبْقِيَهُ قَوِيًّا. فَٱلْإِيمَانُ يُشْبِهُ ٱلنَّبْتَةَ. وَٱلنَّبْتَةُ إِنْ لَمْ نَسْقِهَا بِٱسْتِمْرَارٍ، فَلَنْ تَنْمُوَ وَتَبْقَى نَضِرَةً بَلْ سَتَذْبُلُ وَتَمُوتُ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، عَلَيْنَا أَنْ نُغَذِّيَ إِيمَانَنَا لِكَيْ «يَنْمُوَ» وَيَبْقَى ‹صَحِيحًا›. — ٢ تس ١:٣؛ تي ٢:٢؛ لو ٢٢:٣٢؛ عب ٣:١٢.
مَا هُوَ ٱلْإِيمَانُ؟
٦ أَيُّ أَمْرَيْنِ يَشْمُلُهُمَا ٱلْإِيمَانُ بِحَسَبِ ٱلْعِبْرَانِيِّين ١١:١؟
٦ يُعَرِّفُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلْإِيمَانَ فِي ٱلْعِبْرَانِيِّين ١١:١. (اقرأها.) فَٱلْإِيمَانُ هُوَ أَوَّلًا «ٱلتَّرَقُّبُ ٱلْأَكِيدُ لِأُمُورٍ مَرْجُوَّةٍ»، مِثْلِ وُعُودِ ٱللّٰهِ بِشَأْنِ ٱلْمُسْتَقْبَلِ. فَنَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ مَثَلًا أَنَّ يَهْوَهَ سَيُنْهِي ٱلشَّرَّ وَيَجْلُبُ عَالَمًا جَدِيدًا. ثَانِيًا، ٱلْإِيمَانُ هُوَ «ٱلْبُرْهَانُ ٱلْجَلِيُّ»، أَيِ ٱلدَّلِيلُ ٱلْمُقْنِعُ، عَلَى «حَقَائِقَ لَا تُرَى». فَنَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ مِنْ وُجُودِ يَهْوَهَ ٱللّٰهِ وَيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ وَٱلْمَلَائِكَةِ وَٱلْمَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوِيِّ، مَعَ أَنَّنَا لَا نَرَاهُمْ. (عب ١١:٣) وَنَحْنُ نُثْبِتُ بِأَقْوَالِنَا وَأَفْعَالِنَا أَنَّنَا نُؤْمِنُ فِعْلًا بِوُعُودِ ٱللّٰهِ وَبِٱلْحَقَائِقِ ٱلَّتِي لَا تُرَى.
٧ كَيْفَ يُظْهِرُ لَنَا مِثَالُ نُوحٍ مَا يَعْنِيهِ ٱلْإِيمَانُ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٧ وَتُبْرِزُ ٱلْعِبْرَانِيِّين ١١:٧ إِيمَانَ نُوحٍ ٱلَّذِي «بَعْدَمَا أُعْطِيَ تَحْذِيرًا إِلٰهِيًّا مِنْ أُمُورٍ لَمْ تُرَ بَعْدُ، ٱتَّقَى وَبَنَى فُلْكًا لِخَلَاصِ أَهْلِ بَيْتِهِ». فَٱلْإِيمَانُ دَفَعَ نُوحًا إِلَى بِنَاءِ فُلْكٍ ضَخْمٍ. وَلَا شَكَّ أَنَّ جِيرَانَهُ سَأَلُوهُ عَنِ ٱلسَّبَبِ. فَهَلْ لَزِمَ ٱلصَّمْتَ أَوْ طَلَبَ مِنْهُمْ أَلَّا يَتَدَخَّلُوا فِي مَا لَا يَعْنِيهِمْ؟ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ نُوحًا كَانَ ‹كَارِزًا بِٱلْبِرِّ›. (٢ بط ٢:٥) فَإِيمَانُهُ دَفَعَهُ أَنْ يَشْهَدَ لَهُمْ وَيُحَذِّرَهُمْ مِنْ دَيْنُونَةِ ٱللّٰهِ ٱلْوَشِيكَةِ. وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ، نَقَلَ إِلَيْهِمْ كَلِمَاتِ يَهْوَهَ بِحَذَافِيرِهَا: «نِهَايَةُ كُلِّ جَسَدٍ قَدْ أَتَتْ أَمَامِي، لِأَنَّ ٱلْأَرْضَ ٱمْتَلَأَتْ عُنْفًا . . . هَا أَنَا آتٍ بِطُوفَانِ ٱلْمِيَاهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ لِأُهْلِكَ كُلَّ جَسَدٍ فِيهِ قُوَّةُ حَيَاةٍ مِنْ تَحْتِ ٱلسَّمَاءِ. كُلُّ مَا فِي ٱلْأَرْضِ يَمُوتُ». وَلَا شَكَّ أَنَّهُ أَوْضَحَ لِلنَّاسِ أَيْضًا أَنَّ ‹دُخُولَ ٱلْفُلْكِ› هُوَ وَسِيلَةُ يَهْوَهَ لِنَيْلِ ٱلْخَلَاصِ. — تك ٦:١٣، ١٧، ١٨.
٨ مَاذَا كَتَبَ يَعْقُوبُ عَنِ ٱلْإِيمَانِ؟
٨ وَٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ أَيْضًا كَتَبَ عَنِ ٱلْإِيمَانِ، عَلَى ٱلْأَرْجَحِ بَعْدَ وَقْتٍ قَصِيرٍ مِنْ كِتَابَةِ بُولُسَ لِسِفْرِ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ. وَمِثْلَ بُولُسَ، أَوْضَحَ يَعْقُوبُ أَنَّ ٱلْإِيمَانَ يَجِبُ أَنْ تُرَافِقَهُ ٱلْأَعْمَالُ. كَتَبَ: «أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ ٱلْأَعْمَالِ، وَأَنَا أُرِيكَ إِيمَانِي بِأَعْمَالِي». (يع ٢:١٨) فَٱلْإِيمَانُ وَحْدَهُ لَا يَكْفِي. فَٱلشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ أَنَّ ٱللّٰهَ مَوْجُودٌ، لٰكِنَّ إِيمَانَهُمْ هٰذَا لَيْسَ إِيمَانًا حَقِيقِيًّا. فَهُمْ يُقَاوِمُونَ ٱللّٰهَ وَيَعْمَلُونَ عَكْسَ مَشِيئَتِهِ. (يع ٢:١٩، ٢٠) ثُمَّ عَادَ يَعْقُوبُ وَأَشَارَ إِلَى مِثَالِ رَجُلٍ تَحَلَّى بِإِيمَانٍ حَقِيقِيٍّ، قَائِلًا: «أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِٱلْأَعْمَالِ، إِذْ قَرَّبَ إِسْحَاقَ ٱبْنَهُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ؟ فَأَنْتَ تَرَى أَنَّ إِيمَانَهُ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ وَبِأَعْمَالِهِ كُمِّلَ إِيمَانُهُ». وَلِيُشَدِّدَ عَلَى ٱرْتِبَاطِ ٱلْإِيمَانِ بِٱلْأَعْمَالِ، أَضَافَ: «كَمَا أَنَّ ٱلْجَسَدَ بِلَا رُوحٍ مَيِّتٌ، كَذٰلِكَ ٱلْإِيمَانُ بِلَا أَعْمَالٍ مَيِّتٌ». — يع ٢:٢١-٢٣، ٢٦.
٩، ١٠ مَاذَا يَشْمُلُ ٱلْإِيمَانُ بِٱلِٱبْنِ؟
٩ وَبَعْدَ أَكْثَرَ مِنْ ٣٠ سَنَةً، كَتَبَ يُوحَنَّا إِنْجِيلَهُ وَثَلَاثَ رَسَائِلَ. وَمِثْلَ غَيْرِهِ مِنْ كَتَبَةِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، فَهِمَ هٰذَا ٱلرَّسُولُ مَا يَشْمُلُهُ ٱلْإِيمَانُ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، ٱسْتَخْدَمَ مَرَّاتٍ عَدِيدَةً فِي كِتَابَاتِهِ فِعْلًا يُونَانِيًّا يُتَرْجَمُ أَحْيَانًا إِلَى «يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ».
١٠ مَثَلًا، أَوْضَحَ يُوحَنَّا: «اَلَّذِي يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِٱلِٱبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَٱلَّذِي يَعْصِي ٱلِٱبْنَ لَنْ يَرَى حَيَاةً، بَلْ يَسْتَقِرُّ عَلَيْهِ سُخْطُ ٱللّٰهِ». (يو ٣:٣٦) فَٱلْإِيمَانُ بِٱلِٱبْنِ يَشْمُلُ أَنْ نُطِيعَ وَصَايَاهُ. وَكَثِيرًا مَا ٱقْتَبَسَ يُوحَنَّا كَلِمَاتِ يَسُوعَ ٱلَّتِي تُشَدِّدُ عَلَى أَهَمِّيَّةِ مُمَارَسَةِ ٱلْإِيمَانِ. — يو ٣:١٦؛ ٦:٢٩، ٤٠؛ ١١:٢٥، ٢٦؛ ١٤:١، ١٢.
١١ كَيْفَ نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لِيَهْوَهَ؟
١١ نَحْنُ نُقَدِّرُ جِدًّا أَنَّ يَهْوَهَ يَكْشِفُ لَنَا ٱلْحَقَّ بِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَيُسَاعِدُنَا أَنْ نُؤْمِنَ بِهِ وَبِٱبْنِهِ. (اقرأ لوقا ١٠:٢١.) فَلْنَشْكُرْهُ دَائِمًا لِأَنَّهُ ٱجْتَذَبَنَا إِلَيْهِ بِوَاسِطَةِ ٱبْنِهِ، «ٱلْوَكِيلِ ٱلرَّئِيسِيِّ لِإِيمَانِنَا وَمُكَمِّلِهِ». (عب ١٢:٢) وَلْنَسْتَمِرَّ فِي تَقْوِيَةِ إِيمَانِنَا بِٱلصَّلَاةِ إِلَيْهِ وَدَرْسِ كَلِمَتِهِ بِٱنْتِظَامٍ. — اف ٦:١٨؛ ١ بط ٢:٢.
أَعْرِبْ عَنْ إِيمَانِكَ بِٱنْتِهَازِ كُلِّ فُرْصَةٍ لِلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٢.)
١٢ كَيْفَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلْإِيمَانِ؟
١٢ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، يَجِبُ أَنْ نُظْهِرَ بِٱلْأَعْمَالِ إِيمَانَنَا ٱلْقَوِيَّ بِوُعُودِ يَهْوَهَ. مَثَلًا، نَحْنُ نُدَاوِمُ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ وَعَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ. وَنَسْعَى أَيْضًا لِنَعْمَلَ «ٱلصَّلَاحَ إِلَى ٱلْجَمِيعِ، وَخُصُوصًا إِلَى أَهْلِ ٱلْإِيمَانِ». (غل ٦:١٠) كَمَا نَجْتَهِدُ لِنَخْلَعَ «ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْقَدِيمَةَ مَعَ مُمَارَسَاتِهَا»، مُتَجَنِّبِينَ كُلَّ مَا يُضْعِفُنَا رُوحِيًّا. — كو ٣:٥، ٨-١٠.
اَلْإِيمَانُ بِٱللّٰهِ هُوَ أَحَدُ «ٱلْأَسَاسَاتِ»
١٣ لِمَاذَا «ٱلْإِيمَانُ بِٱللّٰهِ» مُهِمٌّ جِدًّا؟
١٣ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ يَهْوَهَ: «بِدُونِ إِيمَانٍ يَسْتَحِيلُ إِرْضَاؤُهُ، لِأَنَّهُ يَجِبُ عَلَى ٱلَّذِي يَقْتَرِبُ إِلَى ٱللّٰهِ أَنْ يُؤْمِنَ بِأَنَّهُ كَائِنٌ وَبِأَنَّهُ يُكَافِئُ ٱلَّذِينَ يَجِدُّونَ فِي طَلَبِهِ». (عب ١١:٦) وَيُظْهِرُ أَيْضًا أَنَّ «ٱلْإِيمَانَ بِٱللّٰهِ» هُوَ أَحَدُ «ٱلْأَسَاسَاتِ» ٱلضَّرُورِيَّةِ لِيَكُونَ ٱلْمَرْءُ مَسِيحِيًّا حَقِيقِيًّا. (عب ٦:١) وَلٰكِنْ عَلَيْنَا كَمَسِيحِيِّينَ أَنْ ‹نُضِيفَ إِلَى إِيمَانِنَا› صِفَاتٍ مُهِمَّةً أُخْرَى، لِكَيْ ‹نَحْفَظَ أَنْفُسَنَا فِي مَحَبَّةِ ٱللّٰهِ›. — اقرأ ٢ بطرس ١:٥-٧؛ يه ٢٠، ٢١.
١٤، ١٥ مَا أَهَمِّيَّةُ ٱلْمَحَبَّةِ بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ ٱلْإِيمَانِ؟
١٤ لَقَدْ شَدَّدَ كَتَبَةُ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلْإِيمَانِ. فَأَشَارُوا إِلَيْهِ مِئَاتِ ٱلْمَرَّاتِ، أَكْثَرَ مِنَ ٱلصِّفَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْأُخْرَى. وَلٰكِنْ هَلْ يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّ ٱلْإِيمَانَ هُوَ أَهَمُّ صِفَةٍ يَلْزَمُ أَنْ نَتَحَلَّى بِهَا؟
١٥ كَتَبَ بُولُسُ مُقَارِنًا بَيْنَ ٱلْإِيمَانِ وَٱلْمَحَبَّةِ: «إِنْ كَانَ لِي كُلُّ ٱلْإِيمَانِ حَتَّى أَنْقُلَ ٱلْجِبَالَ، وَلٰكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلَسْتُ شَيْئًا». (١ كو ١٣:٢) وَقَالَ يَسُوعُ إِنَّ مَحَبَّةَ ٱللّٰهِ هِيَ ٱلْوَصِيَّةُ «ٱلْعُظْمَى فِي ٱلشَّرِيعَةِ». (مت ٢٢:٣٥-٤٠) فَٱلْمَحَبَّةُ تُسَاعِدُنَا أَنْ نُنَمِّيَ ٱلْعَدِيدَ مِنَ ٱلصِّفَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، بِمَا فِيهَا ٱلْإِيمَانُ. مَثَلًا، يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ «تُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ»، أَيْ تُسَاعِدُنَا أَنْ نُؤْمِنَ بِكُلِّ مَا يَقُولُهُ ٱللّٰهُ فِي كَلِمَتِهِ. — ١ كو ١٣:٤، ٧.
١٦، ١٧ أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ تُظْهِرُ أَنَّ ٱلْإِيمَانَ وَٱلْمَحَبَّةَ كَثِيرًا مَا يُذْكَرَانِ مَعًا؟ وَلٰكِنْ أَيُّهُمَا أَعْظَمُ، وَلِمَاذَا؟
١٦ وَلِأَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ وَٱلْإِيمَانَ كِلَيْهِمَا مُهِمَّانِ جِدًّا، كَثِيرًا مَا ذَكَرَهُمَا كَتَبَةُ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ مَعًا. مَثَلًا، شَجَّعَ بُولُسُ ٱلْإِخْوَةَ أَنْ يَلْبَسُوا «دِرْعَ ٱلْإِيمَانِ وَٱلْمَحَبَّةِ». (١ تس ٥:٨) وَكَتَبَ بُطْرُسُ عَنْ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ قَائِلًا: «اَلَّذِي وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ قَطُّ تُحِبُّونَهُ. وَمَعَ أَنَّكُمْ لَا تَنْظُرُونَ إِلَيْهِ ٱلْآنَ، تُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِهِ». (١ بط ١:٨) وَسَأَلَ يَعْقُوبُ إِخْوَتَهُ ٱلْمَمْسُوحِينَ: «أَمَا ٱخْتَارَ ٱللّٰهُ ٱلْفُقَرَاءَ فِي نَظَرِ ٱلْعَالَمِ لِيَكُونُوا أَغْنِيَاءَ فِي ٱلْإِيمَانِ وَوَرَثَةً لِلْمَلَكُوتِ ٱلَّذِي وَعَدَ بِهِ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ؟». (يع ٢:٥) وَكَتَبَ يُوحَنَّا أَيْضًا: «هٰذِهِ هِيَ وَصِيَّةُ [ٱللّٰهِ] أَنْ نُؤْمِنَ بِٱسْمِ ٱبْنِهِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، وَنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا». — ١ يو ٣:٢٣.
١٧ لٰكِنَّنَا لَنْ نَعُودَ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْإِيمَانِ بِوُعُودِ ٱللّٰهِ عَنِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ عِنْدَمَا تَتَحَقَّقُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. غَيْرَ أَنَّنَا سَنَحْتَاجُ دَائِمًا أَنْ نُحِبَّ ٱللّٰهَ وَقَرِيبَنَا. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، سَنَسْتَمِرُّ فِي تَنْمِيَةِ هٰذِهِ ٱلْمَحَبَّةِ إِلَى ٱلْأَبَدِ. لِذٰلِكَ كَتَبَ بُولُسُ: «أَمَّا ٱلْآنَ فَيَبْقَى ٱلْإِيمَانُ وَٱلرَّجَاءُ وَٱلْمَحَبَّةُ، هٰذِهِ ٱلثَّلَاثَةُ، وَلٰكِنَّ أَعْظَمَهَا ٱلْمَحَبَّةُ». — ١ كو ١٣:١٣.
بُرْهَانٌ قَوِيٌّ عَلَى ٱلْإِيمَانِ
١٨، ١٩ أَيُّ بُرْهَانٍ قَوِيٍّ عَلَى ٱلْإِيمَانِ نَرَاهُ ٱلْيَوْمَ، وَإِلَى مَنْ يَرْجِعُ ٱلْفَضْلُ فِي ذٰلِكَ؟
١٨ يُؤْمِنُ شَعْبُ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ وَيُؤَيِّدُونَهُ. كَمَا أَنَّهُمْ يُحِبُّونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَهٰذَا بِفَضْلِ ٱتِّبَاعِ إِرْشَادِ رُوحِ ٱللّٰهِ فِي حَيَاتِهِمْ. (غل ٥:٢٢، ٢٣) وَٱلنَّتِيجَةُ؟ يَتَمَتَّعُ أَكْثَرُ مِنْ ثَمَانِيَةِ مَلَايِينِ أَخٍ وَأُخْتٍ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ بِٱلسَّلَامِ وَٱلْوَحْدَةِ فِي فِرْدَوْسٍ رُوحِيٍّ. فَيَا لَهُ مِنْ بُرْهَانٍ قَوِيٍّ عَلَى ٱلْإِيمَانِ وَٱلْمَحَبَّةِ!
١٩ لٰكِنَّ ٱلْفَضْلَ فِي هٰذَا ٱلنُّمُوِّ لَا يَرْجِعُ إِلَى أَيِّ إِنْسَانٍ. فَيَهْوَهُ وَحْدَهُ يَسْتَحِقُّ ٱلتَّسْبِيحَ عَلَى هٰذَا ٱلْعَمَلِ ٱلرَّائِعِ. (اش ٥٥:١٣) وَكَمْ نُقَدِّرُ أَنَّهُ أَتَاحَ لَنَا فُرْصَةَ ٱلْخَلَاصِ «بِوَاسِطَةِ ٱلْإِيمَانِ»! (اف ٢:٨) وَهُوَ سَيَسْتَمِرُّ فِي مُسَاعَدَةِ ٱلْمَزِيدِ عَلَى ٱلِٱنْضِمَامِ إِلَى فِرْدَوْسِنَا ٱلرُّوحِيِّ، حَتَّى تَمْتَلِئَ ٱلْأَرْضُ كُلُّهَا بِأُنَاسٍ كَامِلِينَ وَأَبْرَارٍ وَسُعَدَاءَ يُسَبِّحُونَهُ إِلَى ٱلدَّهْرِ وَٱلْأَبَدِ.
-