مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • مارسوا الايمان المؤسس على الحقيقة
    برج المراقبة ١٩٩١ | ١٥ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • مارسوا الايمان المؤسس على الحقيقة

      ‏«بدون ايمان لا يمكن إرضاؤه لانه يجب ان الذي يأتي الى اللّٰه يؤمن بأنه موجود وانه يجازي الذين يطلبونه.‏» —‏ عبرانيين ١١:‏٦‏.‏

      ١ و ٢ كيف وُضع ايمان آدم تحت الامتحان،‏ وبأية نتيجة؟‏

      يتطلب الايمان اكثر من التصديق ان اللّٰه موجود.‏ فالانسان الاول،‏ آدم،‏ لم يكن لديه شك بشأن وجود يهوه اللّٰه.‏ فاللّٰه كان يتصل بآ‌دم على الارجح بواسطة ابنه،‏ الكلمة.‏ (‏يوحنا ١:‏١-‏٣؛‏ كولوسي ١:‏١٥-‏١٧‏)‏ ومع ذلك،‏ خسر آدم رجاء الحياة الابدية لانه فشل في اطاعة يهوه وممارسة الايمان به.‏

      ٢ لقد بدا ان سعادة آدم المستقبلية تعرضت للخطر عندما عصت زوجته،‏ حواء،‏ يهوه.‏ ومجرد فكرة خسارتها وضع ايمان الانسان الاول تحت الامتحان!‏ فهل كان ممكنا ان يحل اللّٰه هذه المشكلة بطريقة تضمن سعادة آدم وخيره الدائم؟‏ بالانضمام الى حواء في التعدي،‏ اظهر آدم انه على ما يظهر لم يفكر في ذلك.‏ لقد حاول ان يحل المشكلة بطريقته،‏ عوضا عن طلب الارشاد الالهي بجد.‏ واذ فشل في ممارسة الايمان بيهوه،‏ جلب آدم الموت على نفسه وعلى كل ذريته.‏ —‏ رومية ٥:‏١٢‏.‏

      ما هو الايمان؟‏

      ٣ كيف يختلف تعريف الكتاب المقدس للايمان عن ذاك الذي يعطيه احد القواميس؟‏

      ٣ يعرِّف احد القواميس الايمان بأنه «تصديق راسخ لشيء لا برهان عليه.‏» ولكن،‏ بعيدا عن تأييد هذه الفكرة،‏ يؤكد الكتاب المقدس النقيض تماما.‏ فالايمان مؤسس على الوقائع،‏ على الحقائق،‏ على الصحة.‏ تقول الاسفار المقدسة:‏ «الايمان هو التوقع الاكيد للامور المرجوة،‏ الدليل الواضح على الحقائق رغم انها لا تُرى.‏» (‏عبرانيين ١١:‏١‏،‏ ع‌ج.‏‏)‏ فالشخص الذي له ايمان لديه ضمان بأن كل ما يعد به اللّٰه يتم واقعيا.‏ والبرهان المقنع على الحقائق غير المرئية قوي جدا بحيث يُقال ان الايمان مساوٍ لهذا الدليل.‏

      ٤ كيف يؤيد احد الاعمال المرجعية تعريف الكتاب المقدس للايمان؟‏

      ٤ وفي ترجمة العالم الجديد،‏ فإن الصيغة التسبيبية للفعل العبراني آمَن تُنقل احيانا الى «يمارس الايمان.‏» ووفقا لِـ‍ كتاب الكلمات اللاهوتي للعهد القديم،‏ «في صميم معنى الجذر توجد فكرة اليقين .‏ .‏ .‏ بالتباين مع المفاهيم العصرية أن الايمان امر ممكن،‏ حقيقي بالامل،‏ انما ليس يقينا.‏» ويقول المرجع نفسه:‏ «الكلمة المشتقة آمين ‹حقا› تُنقَل الى العهد الجديد في الكلمة أمين التي هي الكلمة الانكليزية ‹آمين.‏› ويسوع استعمل الكلمة تكرارا (‏متى ٥:‏١٨،‏ ٢٦‏،‏ الخ.‏)‏ لكي يشدد على يقين الامر.‏» والكلمة المنقولة الى «ايمان» في الاسفار اليونانية المسيحية تعني ايضا تصديق امر مؤسس بشكل ثابت على الواقع او الحقيقة.‏

      ٥ كيف جرى استعمال الكلمة اليونانية المنقولة الى ‹(‏توقع اكيد)‏› في العبرانيين ١١:‏١ في الوثائق التجارية القديمة،‏ وأي مغزى لذلك بالنسبة الى المسيحيين؟‏

      ٥ ان الكلمة اليونانية (‏هيپوستاسيس‏)‏ المنقولة الى ‹(‏توقع اكيد)‏› في العبرانيين ١١:‏١ كانت تُستعمل عادة في وثائق ورق البردي التجارية القديمة لتنقل فكرة شيء يضمن الامتلاك المستقبلي.‏ ويقترح ماولتون وميليڠن الترجمة:‏ «الايمان هو سند مِلكيّة لأمور مرجوة.‏» (‏مفردات العهد اليوناني‏)‏ وعلى نحو واضح،‏ اذا امتلك انسان سند مِلكيّة لمُلْك،‏ فمن الممكن ان يكون لديه «التوقع الاكيد» ان امله في الحصول عليه سيتحقق يوما ما.‏

      ٦ ما هو مغزى الكلمة اليونانية المنقولة الى ‹(‏دليل واضح)‏› في العبرانيين ١١:‏١‏؟‏

      ٦ وفي العبرانيين ١١:‏١‏،‏ تنقل الكلمة اليونانية المترجمة الى ‹(‏دليل واضح)‏› (‏إلِڠْخُس‏)‏ فكرة تقديم دليل لإظهار شيء ما،‏ وخصوصا لإظهار شيء مضاد لما يبدو انه الحال.‏ والدليل القاطع او الملموس يوضح ما كان سابقا غير مفهوم،‏ داحضا بذلك ما بدا فقط انه الحال.‏ ولذلك ففي الاسفار العبرانية واليونانية على السواء،‏ ليس الايمان على الاطلاق ‹تصديقا راسخا لشيء لا برهان عليه.‏› وعلى الضد من ذلك،‏ الايمان مؤسس على الحقيقة.‏

      مؤسس على حقائق اساسية

      ٧ كيف يصف بولس وداود اولئك الذين ينكرون وجود اللّٰه؟‏

      ٧ ذكر الرسول بولس حقيقة اساسية عندما كتب ان «(‏صفات)‏ [الخالق] غير المنظورة تُرى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته حتى ان [مقاومي الحقيقة] بلا عذر.‏» (‏رومية ١:‏٢٠‏)‏ اجل،‏ «السموات تحدِّث بمجد اللّٰه،‏» و ‹الارض ملآنة من غناه.‏› (‏مزمور ١٩:‏١؛‏ ١٠٤:‏٢٤‏)‏ ولكن ماذا اذا كان الشخص غير مستعد للتأمل في الدليل؟‏ قال صاحب المزمور داود:‏ «ان الشرير الشامخ بأنفه لا يبحث عن شيء.‏ وجُملة افكاره أن لا اله.‏» (‏مزمور ١٠:‏٤‏،‏ الترجمة اليسوعية الجديدة؛‏ ١٤:‏١‏)‏ فجزئيا،‏ الايمان مؤسس على الحقيقة الاساسية ان اللّٰه موجود.‏

      ٨ يتمكن اولئك الذين يمارسون الايمان من نيل اي تأكيد وتمييز؟‏

      ٨ ليس يهوه موجودا فقط؛‏ انه جدير بالثقة ايضا،‏ ويمكننا ان نثق بوعوده.‏ لقد قال:‏ «كما قصدتُ يصير وكما نويتُ يثبت.‏» (‏اشعياء ١٤:‏٢٤؛‏ ٤٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ ليست هذه كلمات لا معنى لها.‏ فهنالك برهان واضح ان مئات النبوات المسجلة في كلمة اللّٰه جرى اتمامها.‏ وبهذا التنوير،‏ يكون اولئك الذين يمارسون الايمان قادرين ايضا على تمييز الاتمام المستمر للكثير من نبوات الكتاب المقدس الاخرى.‏ (‏افسس ١:‏١٨‏)‏ مثلا،‏ انهم يرون اتمام «علامة» حضور يسوع،‏ بما في ذلك الكرازة المتسارعة بالملكوت المؤسس،‏ بالاضافة الى التوسع المنبإ به للعبادة الحقيقية.‏ (‏متى ٢٤:‏٣-‏١٤؛‏ اشعياء ٢:‏٢-‏٤؛‏ ٦٠:‏٨،‏ ٢٢‏)‏ ويعرفون انه قريبا ستنادي الامم «سلام وامن!‏» وانه بعد ذلك بوقت قصير ‹سيهلك› اللّٰه «الذين كانوا يهلكون الارض.‏» (‏١ تسالونيكي ٥:‏٣‏،‏ ع‌ج‏؛‏ رؤيا ١١:‏١٨‏)‏ فيا لها من بركة ان يكون للمرء ايمان مؤسس على الحقائق النبوية!‏

      احدى ثمر روح اللّٰه

      ٩ ما هي العلاقة بين الايمان والروح القدس؟‏

      ٩ ان الحقيقة المؤسس عليها الايمان موجودة في الكتاب المقدس،‏ نتاج روح اللّٰه القدوس.‏ (‏٢ صموئيل ٢٣:‏٢؛‏ زكريا ٧:‏١٢؛‏ مرقس ١٢:‏٣٦‏)‏ اذًا،‏ على نحو منطقي،‏ لا يمكن ان يوجد الايمان بصرف النظر عن عمل الروح القدس.‏ لذلك استطاع بولس ان يكتب:‏ ‹[يشمل] ثمرُ الروح الايمان.‏› (‏غلاطية ٥:‏٢٢‏)‏ ولكنَّ كثيرين يرفضون الحقيقة الالهية،‏ اذ يلوثون حياتهم بالرغبات الجسدية ووجهات النظر التي تحزن روح اللّٰه.‏ وهكذا فإن «الايمان ليس للجميع،‏» لانهم لا يملكون اساسا لينمّوه عليه.‏ —‏ ٢ تسالونيكي ٣:‏٢؛‏ غلاطية ٥:‏١٦-‏٢١؛‏ افسس ٤:‏٣٠‏.‏

      ١٠ كيف اظهر بعض خدام يهوه الباكرين انهم مارسوا الايمان؟‏

      ١٠ ولكن،‏ من بين المتحدرين من آدم مارس بعض الافراد الايمان.‏ وتذكر عبرانيين الاصحاح ١١ هابيل،‏ اخنوخ،‏ نوحا،‏ ابرهيم،‏ سارة،‏ اسحق،‏ يعقوب،‏ يوسف،‏ موسى،‏ راحاب،‏ جدعون،‏ باراق،‏ شمشون،‏ يفتاح،‏ داود،‏ وصموئيل،‏ مع خدام كثيرين ليهوه لم تجرِ تسميتهم،‏ الذين ‹شُهد لهم بالايمان.‏› لاحظوا ماذا جرى فعله «بالايمان.‏» كان بالايمان ان هابيل «‏قدَّم .‏ .‏ .‏ للّٰه ذبيحة» ونوحا «‏بنى فلكا.‏» بالايمان ابرهيم «‏اطاع ان يخرج الى المكان الذي كان عتيدا ان يأخذه ميراثا.‏» وبالايمان موسى «‏ترك مصر.‏» —‏ عبرانيين ١١:‏٤،‏ ٧،‏ ٨،‏ ٢٧،‏ ٢٨،‏ ٣٩‏.‏

      ١١ الى ماذا تشير اعمال ٥:‏٣٢ في ما يتعلق بالاشخاص الذين يطيعون اللّٰه؟‏

      ١١ من الواضح ان جميع خدام يهوه هؤلاء قاموا بأكثر من مجرد ان يصدِّقوا وجود اللّٰه.‏ فاذ مارسوا الايمان،‏ وثقوا بأنه الوحيد الذي «يجازي الذين يطلبونه.‏» (‏عبرانيين ١١:‏٦‏)‏ وفعلوا ما وجههم روح اللّٰه الى فعله،‏ عاملين وفق معرفة الحق الدقيقة التي كانت متوافرة آنذاك،‏ رغم انها كانت محدودة.‏ فكم يختلفون عن آدم!‏ انه لم يعمل بإيمان مؤسس على الحقيقة او بانسجام مع توجيه الروح القدس.‏ واللّٰه يعطي روحه للذين يطيعونه فقط.‏ —‏ اعمال ٥:‏٣٢‏.‏

      ١٢ (‏أ)‏ بماذا كان لدى هابيل ايمان،‏ وكيف اظهر ذلك؟‏ (‏ب)‏ على الرغم من ايمانهم،‏ اي شيء لم ينله شهود يهوه لما قبل المسيحية؟‏

      ١٢ بخلاف ابيه آدم،‏ كان لدى هابيل التقي ايمان.‏ ومن والدَيه على ما يظهر،‏ علِم بأول نبوة جرى التفوه بها:‏ «اضع [يهوه اللّٰه] عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها.‏ هو يسحق رأسك وانت تسحقين عقبه.‏» (‏تكوين ٣:‏١٥‏)‏ وهكذا وعد اللّٰه بإبادة الشر وردّ البر.‏ لم يكن هابيل يعرف كيف سيتم هذا الوعد.‏ ولكنَّ ايمانه بأن اللّٰه يجازي الذين يطلبونه كان قويا كفاية ليدفعه الى تقديم ذبيحة.‏ ومن المرجح انه كان قد فكر كثيرا في النبوة وآمن بأن سفك الدم ضروري لاتمام الوعد ورفع الجنس البشري الى الكمال.‏ ولذلك،‏ كانت ذبيحة هابيل الحيوانية ملائمة.‏ ولكن،‏ على الرغم من ايمانهم،‏ فإن هابيل وشهود يهوه لما قبل المسيحية الآخرين «لم ينالوا الموعد.‏» —‏ عبرانيين ١١:‏٣٩‏.‏

      الايمان المكمِّل

      ١٣ (‏أ)‏ ماذا علِم ابرهيم وداود عن اتمام الوعد؟‏ (‏ب)‏ لماذا يمكن القول ان ‹الحق صار بيسوع المسيح›؟‏

      ١٣ دوريا عبر العصور،‏ كان اللّٰه يكشف حقيقة اضافية عن كيفية اتمام الوعد المتعلق ‹بنسل المرأة.‏› فقيل لابرهيم:‏ «يتبارك في نسلك جميع امم الارض.‏» (‏تكوين ٢٢:‏١٨‏)‏ ولاحقا،‏ قيل للملك داود ان النسل الموعود به سيأتي من سلالته الملكية.‏ وفي السنة ٢٩ ب‌م،‏ ظهر هذا النسل بشخص يسوع المسيح.‏ (‏مزمور ٨٩:‏٣،‏ ٤؛‏ متى ١:‏١؛‏ ٣:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ وبالتباين مع آدم غير المؤمن،‏ كان «آدم الاخير،‏» يسوع المسيح،‏ مثاليا في الاعراب عن الايمان.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٤٥‏)‏ وعاش حياة الخدمة المخلصة ليهوه وتمم النبوات الكثيرة التي تنبئ بالمسيّا.‏ وهكذا جعل يسوع الحقيقة عن النسل الموعود به اكثر وضوحا ووضع الامور التي رمز اليها الناموس في عالم الواقع.‏ (‏كولوسي ٢:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ اذًا،‏ يمكن القول ان ‹الحق صار بيسوع المسيح.‏› —‏ يوحنا ١:‏١٧‏.‏

      ١٤ كيف اظهر بولس لاهل غلاطية ان الايمان اتخذ ابعادا جديدة؟‏

      ١٤ ولأن الحق صار بيسوع المسيح،‏ كان هنالك اساس موسَّع عليه يجب ان يتأسس الايمان ‹بالموعد.‏› فالايمان جُعل اكثر رسوخا،‏ اتخذ ابعادا جديدة،‏ اذا جاز التعبير.‏ ومن هذا القبيل اخبر بولس المسيحيين الممسوحين الرفقاء:‏ «الكتاب اغلق على الكل تحت الخطية ليُعطى الموعد من ايمان يسوع المسيح للذين يؤمنون.‏ ولكن قبلما جاء الايمان كنا محروسين تحت الناموس مُغلَقا علينا الى الايمان العتيد ان يعلَن.‏ اذًا قد كان الناموس مؤدبنا (‏الذي يقود)‏ الى المسيح لكي نتبرر بالايمان.‏ ولكن بعد ما جاء الايمان لسنا بعدُ تحت مؤدب.‏ لانكم جميعا ابناء اللّٰه بالايمان بالمسيح يسوع.‏» —‏ غلاطية ٣:‏٢٢-‏٢٦‏.‏

      ١٥ كيف فقط يمكن ان يكمَّل الايمان؟‏

      ١٥ مارس الاسرائيليون الايمان في تعاملات اللّٰه معهم بواسطة عهد الناموس.‏ انما الآن لزم هذا الايمان ان يزداد.‏ كيف؟‏ بممارسة الايمان بيسوع الممسوح بالروح،‏ الذي أُعد الناموس ليقودهم اليه.‏ بهذه الطريقة فقط كان يمكن ان يكمَّل ايمان ما قبل المسيحية.‏ فكم كان ضروريا لاولئك المسيحيين الاولين ان ‹ينظروا بامعان الى يسوع،‏ الوكيل الرئيسي لايمانهم ومكمِّله‏›!‏ (‏عبرانيين ١٢:‏٢‏،‏ ع‌ج‏)‏ حقا،‏ يلزم جميع المسيحيين ان يفعلوا ذلك.‏

      ١٦ كيف اتى الروح القدس بطريقة مكثَّفة،‏ ولماذا؟‏

      ١٦ بالنظر الى المعرفة المتزايدة للحق الالهي والايمان المكمَّل الناتج،‏ هل كان الروح القدس ايضا متوقَّعا ان يأتي بطريقة مكثَّفة؟‏ نعم،‏ في يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ سُكب روح اللّٰه،‏ المعِين الموعود به الذي تكلم عنه يسوع،‏ على تلاميذه.‏ (‏يوحنا ١٤:‏٢٦؛‏ اعمال ٢:‏١-‏٤‏)‏ والروح القدس كان آنذاك فعّالا فيهم بطريقة جديدة كليا بصفتهم اخوة ممسوحين للمسيح.‏ فتقوَّى ايمانهم،‏ احدى ثمر روح اللّٰه.‏ واعدّهم ذلك لعمل التلمذة الضخم الكامن امامهم.‏ —‏ متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

      ١٧ (‏أ)‏ كيف اتى الحق وكيف جرى تكميل الايمان منذ السنة ١٩١٤؟‏ (‏ب)‏ اي دليل لدينا على عمل الروح القدس منذ السنة ١٩١٩؟‏

      ١٧ اتى الايمان عندما قدم يسوع نفسه بصفته الملك المعيَّن منذ اكثر من ٩٠٠‏,١ سنة.‏ ولكن بما انه الآن ملك سماوي حاكم،‏ فأساسنا للايمان —‏ الحق المكشوف —‏ يكبر بطريقة هائلة،‏ مكمِّلا بالتالي ايماننا.‏ وبصورة مماثلة،‏ يكون عمل الروح القدس مكثَّفا.‏ لقد كان هنالك دليل واضح على ذلك في السنة ١٩١٩،‏ عندما اعاد الروح القدس الحياة لخدام اللّٰه المنتذرين من الحالة القريبة من الخمول.‏ (‏حزقيال ٣٧:‏١-‏١٤؛‏ رؤيا ١١:‏٧-‏١٢‏)‏ ووُضع آنذاك الاساس لفردوس روحي صار في العقود التالية واضحا اكثر ومجيدا اكثر سنة بعد اخرى.‏ فهل يمكن ان يكون هنالك برهان اكبر على عمل روح اللّٰه القدوس؟‏

      لماذا تحليل ايماننا؟‏

      ١٨ كيف اختلف الجواسيس الاسرائيليون واحدهم عن الآخر في ما يتعلق بالايمان؟‏

      ١٨ بعد وقت قصير من انقاذ الاسرائيليين من العبودية في مصر،‏ أُرسل ١٢ رجلا ليتجسسوا ارض كنعان.‏ ولكنَّ عشرة منهم كان ينقصهم الايمان،‏ اذ شكّوا في قدرة يهوه على اتمام وعده بإعطاء الارض لاسرائيل.‏ لقد اندفعوا بالعيان،‏ بالامور الجسدية.‏ ومن بين الـ‍ ١٢،‏ اظهر يشوع وكالب فقط انهما يسلكان بالايمان،‏ لا بالعيان.‏ (‏قارنوا ٢ كورنثوس ٥:‏٧‏.‏)‏ ولانهما مارسا الايمان،‏ بقيا وحدهما من بين اولئك الرجال حيين ليدخلا ارض الموعد.‏ —‏ عدد ١٣:‏١-‏٣٣؛‏ ١٤:‏٣٥-‏٣٨‏.‏

      ١٩ كيف تكون القاعدة التي عليها يجب ان يُبنى الايمان اعمق اليوم من اي وقت مضى،‏ ومع ذلك ماذا يجب ان نفعل؟‏

      ١٩ واليوم،‏ نحن واقفون على حدود عالم اللّٰه الجديد البار.‏ اذا كنا نريد الدخول اليه،‏ فالايمان ضروري.‏ ومن المفرح ان قاعدة الحق التي عليها يجب ان يتأسس هذا الايمان لم تكن اعمق من قبل قط.‏ فلدينا كلمة اللّٰه بكاملها،‏ مثال يسوع المسيح واتباعه الممسوحين،‏ دعم ملايين الاخوة والاخوات الروحيين،‏ وعون روح اللّٰه القدوس الى حد لم يسبق له مثيل.‏ ومع ذلك،‏ يحسن بنا ان نحلل ايماننا ونتخذ الخطوات لتقويته فيما يمكننا ذلك بعد.‏

      ٢٠ اية اسئلة يكون ملائما ان نطرحها على انفسنا؟‏

      ٢٠ ‹انا اؤمن بأن هذه هي الحقيقة،‏› قد تقولون.‏ ولكن الى اي حد قوي هو ايمانكم؟‏ اسألوا نفسكم:‏ ‹هل ملكوت يهوه السماوي حقيقي بالنسبة اليَّ كالحكومة البشرية؟‏ هل اعترف واؤيد كاملا هيئة يهوه المنظورة وهيئتها الحاكمة؟‏ بعين الايمان،‏ هل يمكنني ان ارى ان الامم تتحرك الآن الى موقعها النهائي من اجل هرمجدون؟‏ هل يقارَن ايماني على نحو ملائم بذاك الذي «للسحابة من الشهود» المذكورة في العبرانيين الاصحاح ١١‏؟‏› —‏ عبرانيين ١٢:‏١؛‏ رؤيا ١٦:‏١٤-‏١٦‏.‏

      ٢١ كيف يدفع الايمان اولئك الذين يملكونه،‏ وكيف تجري مباركتهم؟‏ (‏اشملوا تعليقات من الاطار في الصفحة ١٣.‏)‏

      ٢١ ان اولئك الذين يملكون الايمان المؤسس على الحقيقة يندفعون الى العمل.‏ فكالذبيحة المقبولة التي قدمها هابيل،‏ تسر ذبائحُ تسبيحهم اللّٰه.‏ (‏عبرانيين ١٣:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ وكنوح،‏ كارز للبر كان يطيع اللّٰه،‏ يتبعون مسلكا بارا ككارزين بالملكوت.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٧؛‏ ٢ بطرس ٢:‏٥‏)‏ وكابرهيم،‏ فإن اولئك الذين لهم ايمان مؤسس على الحقيقة يطيعون يهوه رغم العوائق وايضا في الظروف التي تسبب المحن اكثر.‏ وكخدام يهوه الامناء في الازمنة القديمة،‏ فان اولئك الذين لهم ايمان اليوم يباركهم ابوهم السماوي المحب بسخاء ويعتني بهم.‏ —‏ متى ٦:‏٢٥-‏٣٤؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏٦-‏١٠‏.‏

      ٢٢ كيف يمكن تقوية الايمان؟‏

      ٢٢ اذا كنتم خادما ليهوه ولكن تجدون ان ايمانكم ضعيف بطريقة ما،‏ فماذا يمكنكم ان تفعلوا؟‏ قووا ايمانكم بدرس كلمة اللّٰه باجتهاد وجعل فمكم يندفق بمياه الحق التي تملأ قلبكم.‏ (‏امثال ١٨:‏٤‏)‏ وإن لم يتقوَّ ايمانكم قانونيا،‏ فقد يصير ضعيفا،‏ غير فعّال،‏ وايضا ميتا.‏ (‏١ تيموثاوس ١:‏١٩؛‏ يعقوب ٢:‏٢٠،‏ ٢٦‏)‏ صمِّموا ان لا يحدث ذلك لايمانكم ابدا.‏ والتمسوا مساعدة يهوه،‏ مصلِّين:‏ «أَعنِّي حيث احتاج الى الايمان!‏» —‏ مرقس ٩:‏٢٤‏،‏ ع‌ج.‏

  • ‏«أَعنِّي حيث احتاج الى الايمان!‏»‏
    برج المراقبة ١٩٩١ | ١٥ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • ‏«أَعنِّي حيث احتاج الى الايمان!‏»‏

      ‏«كان ابو الولد يقول:‏ ‹لي ايمان!‏ أَعنِّي حيث احتاج الى الايمان!‏›» —‏ مرقس ٩:‏٢٤‏،‏ ع‌ج.‏

      ١ ماذا جعل احد الآباء يصرخ،‏ «أَعنِّي حيث احتاج الى الايمان»؟‏

      وقف ابو الصبي الذي به شيطان امام يسوع المسيح.‏ وكم كان هذا الرجل تواقا الى شفاء ولده!‏ وتلاميذ يسوع كان ينقصهم الايمان الكافي لطرد الروح الابليسي،‏ ولكنَّ الأب صرخ:‏ «لي ايمان!‏ أَعنِّي حيث احتاج الى الايمان!‏» وبالقوة المعطاة من اللّٰه،‏ طرد يسوع عندئذ الروح الابليسي،‏ مقويا دون شك ايمان ابي الصبي.‏ —‏ مرقس ٩:‏١٤-‏٢٩‏،‏ ع‌ج.‏

      ٢ في ما يتعلق بالايمان،‏ بأية طريقتين لا يستحي المسيحيون؟‏

      ٢ مثل ابي الصبي المفعم بالامل هذا،‏ لا يستحي خادم يهوه الولي ان يقول:‏ «لي ايمان!‏» والمتهكمون قد ينكرون قوة اللّٰه،‏ صحة كلمته،‏ وايضا وجوده نفسه.‏ ولكنّ المسيحيين الحقيقيين يعترفون بسرور بأن لهم ايمانا بيهوه اللّٰه.‏ ومع ذلك،‏ عند التكلم على انفراد الى ابيهم السماوي في الصلاة،‏ قد يطلب هؤلاء الافراد انفسُهم:‏ «أَعنِّي حيث احتاج الى الايمان!‏» ويفعلون ذلك ايضا دون خجل،‏ عالمين ان رسل يسوع المسيح ايضا التمسوا:‏ «زد ايماننا.‏» —‏ لوقا ١٧:‏٥‏.‏

      ٣ ما هو المهم بشأن كيفية استعمال يوحنا للكلمة «ايمان» في انجيله،‏ ولماذا كان ذلك ملائما؟‏

      ٣ وبشكل خصوصي لدى الاسفار اليونانية المسيحية الكثير لتقوله عن الايمان.‏ وفي الواقع،‏ يستعمل انجيل يوحنا كلمات يونانية عديدة لها علاقة بـ‍ «الايمان» تزيد على ٤٠ في المئة اكثر من الاناجيل الثلاثة الاخرى مجتمعة.‏ وأكد يوحنا ان امتلاك الايمان ليس كافيا؛‏ وان ممارسته ضرورية.‏ فاذ كان يكتب حوالي السنة ٩٨ ب‌م،‏ كان يرى مَجاسّ الارتداد السامة تمتد لتوقع في شركها المسيحيين الضعفاء في الايمان.‏ (‏اعمال ٢٠:‏٢٨-‏٣٠؛‏ ٢ بطرس ٢:‏١-‏٣؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ ولذلك كان من الضروري ممارسة الايمان،‏ اعطاء الدليل عليه بأعمال التعبد التقوي.‏ فالازمنة الصعبة كانت تكمن امامهم.‏

      ٤ لماذا لا شيء غير ممكن لاولئك الذين يملكون الايمان؟‏

      ٤ يمكِّن الايمانُ المسيحيين من معالجة كل الصعوبات.‏ قال يسوع لتلاميذه انه لو كان لهم «ايمان مثل حبة خردل،‏» لَما كان شيء غير ممكن لهم.‏ (‏متى ١٧:‏٢٠‏)‏ وبهذه الطريقة،‏ أكد قوة الايمان،‏ احدى ثمر الروح القدس.‏ وبالتالي شدَّد يسوع ليس على ما يمكن ان يفعله البشر بل على ما يمكن ان يفعله روح اللّٰه،‏ او قوته الفعالة.‏ واولئك الذين يرشدهم لا يجعلون من العقبات والمشاكل التي بحجم الحبة قبة.‏ فتطبيق الحكمة التي يمنحها روح اللّٰه يساعدهم على ابقاء الامور في موضعها اللائق.‏ وحتى المشاكل الخطيرة تذوي عند الخضوع لقوة الايمان الداعمة.‏ —‏ متى ٢١:‏٢١،‏ ٢٢؛‏ مرقس ١١:‏٢٢-‏٢٤؛‏ لوقا ١٧:‏٥،‏ ٦‏.‏

      الصلاة لكي لا يضعف الايمان

      ٥-‏٧ (‏أ)‏ اية كلمات تحذيرية عن الايمان تكلم بها يسوع عندما اسس الذكرى؟‏ (‏ب)‏ كيف كان ان ايمان بطرس مكَّنه من تقوية اخوته؟‏

      ٥ في السنة ٣٣ ب‌م،‏ احتفل يسوع بالفصح مع تلاميذه للمرة الاخيرة.‏ ثم،‏ بعد انصراف يهوذا الاسخريوطي،‏ اسس الاحتفال بالذكرى،‏ قائلا:‏ «اجعل لكم كما جعل لي ابي ملكوتا.‏ .‏ .‏ .‏ سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة.‏ ولكني طلبت من اجلك لكي لا يفنى ايمانك.‏ وانت متى رجعت ثبت اخوتك.‏» —‏ لوقا ٢٢:‏٢٨-‏٣٢‏.‏

      ٦ صلَّى يسوع ان لا يفنى ايمان سمعان بطرس.‏ وعلى الرغم من ان بطرس افتخر بثقة مفرطة انه لن ينكر يسوع ابدا،‏ فبعد ذلك بوقت قصير انكره ثلاث مرات.‏ (‏لوقا ٢٢:‏٣٣،‏ ٣٤،‏ ٥٤-‏٦٢‏)‏ وفي الواقع،‏ بالضرب المنبإ به للراعي في الموت تشتتت الخراف.‏ (‏زكريا ١٣:‏٧؛‏ مرقس ١٤:‏٢٧‏)‏ ولكن،‏ عندما شفي بطرس من سقوطه في فخ الخوف،‏ قوَّى اخوته الروحيين.‏ واثار قضية استبدال يهوذا الاسخريوطي غير الامين.‏ واذ عمل كمتكلم عن الرسل في يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ استعمل بطرس اول ‹المفاتيح› التي اعطاه اياها يسوع،‏ فاتحا الطريق ليصير اليهود اعضاء للملكوت.‏ (‏متى ١٦:‏١٩؛‏ اعمال ١:‏١٥-‏٢:‏٤١‏)‏ فالشيطان كان قد طلب الرسل لكي يغربلهم كالحنطة،‏ ولكنَّ اللّٰه اهتم بأن لا يضعف ايمانهم.‏

      ٧ تخيَّلوا كيف شعر بطرس عندما سمع يسوع يقول:‏ «طلبت من اجلك لكي لا يفنى ايمانك.‏» تأملوا!‏ صلّى ربه وسيده ان لا يضعف ايمان بطرس.‏ ولم يضعف،‏ او يفنَ.‏ وفي الواقع،‏ في يوم الخمسين،‏ صار بطرس وآخرون اول الاشخاص الذين يمسحهم الروح القدس ليصيروا اولاد اللّٰه الروحيين،‏ الوارثين المقبلين مع المسيح في المجد السماوي.‏ واذ كان الروح القدس آنذاك فعّالا فيهم بمقدار لم يُعرَف من قبل،‏ تمكنوا من الاعراب عن ثمره،‏ بما في ذلك الايمان،‏ بشكل لم يسبق له مثيل.‏ فيا لها من استجابة رائعة لطلبهم:‏ «زد ايماننا»!‏ —‏ لوقا ١٧:‏٥؛‏ غلاطية ٣:‏٢،‏ ٢٢-‏٢٦؛‏ ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏

      مواجهة الامتحانات الكامنة امامنا بايمان

      ٨ اي تحذير في حينه تعطينا اياه الهيئة عن اتمام ١ تسالونيكي ٥:‏٣‏؟‏

      ٨ اتماما لنبوة الكتاب المقدس،‏ سنسمع قريبا النداء «سلام وامن!‏» (‏١ تسالونيكي ٥:‏٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ فهل يمكن ان يضع ذلك ايماننا تحت الامتحان؟‏ نعم،‏ لاننا في خطر الانخداع بالنجاح الظاهري الذي قد تحرزه الامم في جلب السلام.‏ ولكننا لن نشترك في روح منادين بالسلام كهؤلاء اذا تذكرنا ان يهوه اللّٰه لا يستخدم ايًّا من وكالات هذا العالم لهذه الغاية.‏ فلديه طريقته الخاصة لجلب السلام الحقيقي،‏ وذلك فقط بواسطة ملكوته برئاسة يسوع المسيح.‏ ولذلك،‏ مهما كان النجاح الذي يمكن ان تحرزه الامم في تأسيس السلام فذلك سيكون قصير الامد ومجرد مظهر خادع.‏ ولمساعدتنا على البقاء محترزين من هذه الناحية،‏ سيستمر «العبد الامين الحكيم» في اصدار تحذيرات في حينها لكي لا ينخدع خدام يهوه بالمناداة الطنانة المقبلة لامم نظام الاشياء القديم هذا ‹بالسلام والامن.‏› —‏ متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏.‏

      ٩ لماذا يتطلب دمار بابل العظيمة الشجاعة والايمان من جهتنا؟‏

      ٩ ان النداء «سلام وامن!‏» سيكون اشارة الى مجيء ‹هلاك مباغت› على بابل العظيمة،‏ الامبراطورية العالمية للدين الباطل.‏ (‏رؤيا ١٧:‏١-‏٦؛‏ ١٨:‏٤،‏ ٥‏)‏ وذلك ايضا سيمتحن ايمان المسيحي.‏ فبانهيار الدين الباطل في الخرائب،‏ هل سيبقى شهود يهوه ثابتين في الايمان؟‏ طبعا سيبقون.‏ وهذه الحادثة —‏ غير المتوقَّعة والمبهمة لمعظم الناس —‏ لن تكون من مبادرة الانسان.‏ ولا بد ان يعرف الناس انها في الحقيقة دينونة يهوه،‏ تقديسا للاسم الذي شنَّعه الدين الباطل لزمن طويل.‏ ولكن كيف يمكن للناس ان يعرفوا إن لم يخبرهم احد؟‏ ومَن غير شهود يهوه يمكن التوقع ان يخبروهم بذلك؟‏ —‏ قارنوا حزقيال ٣٥:‏١٤،‏ ١٥؛‏ رومية ١٠:‏١٣-‏١٥‏.‏

      ١٠ كيف يكون هجوم جوج على شعب يهوه امتحانا للايمان ايضا؟‏

      ١٠ ان شهود يهوه الممسوحين وعشراءهم ذوي الرجاء الارضي لديهم الشجاعة اللازمة لإخبار الآخرين عن التنفيذ الوشيك لدينونة يهوه ضد بابل العظيمة وباقي نظام اشياء الشيطان.‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏٤‏)‏ وفي دوره بصفته جوج الماجوجي،‏ الذي يشير الى وضعه المنحط الحاضر،‏ سينظم الشيطان قواته الارضية من اجل هجوم شامل على شعب اللّٰه.‏ والايمان بالقوى الواقية الالهية لمصلحة شهود يهوه سيوضع تحت الامتحان.‏ ولكن يمكننا ان نؤمن بأن يهوه،‏ كما أنبأت كلمة اللّٰه،‏ سينقذ شعبه.‏ —‏ حزقيال ٣٨:‏١٦؛‏ ٣٩:‏١٨-‏٢٣‏.‏

      ١١ و ١٢ (‏أ)‏ ماذا ضمن خلاصَ نوح وعائلته خلال الطوفان؟‏ (‏ب)‏ بشأن ماذا لا يلزم ان نقلق خلال الضيق العظيم؟‏

      ١١ واليوم،‏ لا نعرف تماما كيف سيحمي يهوه شعبه خلال ‹الضيق العظيم،‏› ولكنّ ذلك ليس سببا للشك في فعله ذلك.‏ (‏متى ٢٤:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ فحالة خدام يهوه العصريين ستكون كتلك التي وجد نوح وعائلته انفسهم فيها خلال الطوفان.‏ فإذ كان مُغلَقا عليهم داخل الفلك ومياه الدمار الجارية كالدوَّامة حولهم،‏ من المرجح ان اظهار القوة الالهية ملأهم رهبة ولا بد انهم صلّوا بلجاجة.‏ وليست هنالك اشارة في الاسفار المقدسة الى انهم قلقوا وسألوا انفسهم:‏ ‹هل الفلك متين حقا الى حد كاف للنجاة من القوى المدمِّرة؟‏ هل لدينا طعام كاف ليبقى الى انتهاء الطوفان؟‏ وهل سنتمكن من التغلب على الظروف المتغيرة على الارض بعد ذلك؟‏› لقد برهنت الحوادث اللاحقة ان مثل هذا القلق لم يكن له اساس.‏

      ١٢ لكي يضمنوا خلاصهم،‏ كان يلزم ان يمارس نوح وعائلته الايمان.‏ وعنى ذلك اتِّباع ارشادات وتوجيهات روح اللّٰه القدوس.‏ وخلال الضيق العظيم،‏ سيكون ضروريا ان نتبع توجيهات الروح القدس ونطيع ارشادات يهوه بواسطة هيئته.‏ عندئذ لن يكون لدينا سبب لنقلق ونسأل:‏ ‹كيف سيجري اشباع حاجاتنا الروحية والمادية؟‏ اي تدبير سيُصنع من اجل الاشخاص المسنين او من اجل اولئك الذين يتطلبون عناية او معالجة طبية خاصة؟‏ كيف سيجعل يهوه ممكنا ان ننجو الى العالم الجديد؟‏› بايمان قوي،‏ سيترك جميع خدام يهوه الاولياء كل شيء تحت رعايته.‏ —‏ قارنوا متى ٦:‏٢٥-‏٣٣‏.‏

      ١٣ فور ابتداء الضيق العظيم،‏ لماذا سيلزمنا ايمان كايمان ابرهيم؟‏

      ١٣ فور ابتداء الضيق العظيم،‏ لا شك ان ايماننا باللّٰه سيتقوَّى جدا.‏ وعلى اية حال،‏ سنرى ان يهوه ينجز ما قال انه سيفعله.‏ وسنرى تنفيذ دينونته بأعيننا!‏ ولكن هل سنملك شخصيا ايمانا كافيا لنصدق انه فيما يهلك اللّٰه الاشرار سيحفظ شعبه؟‏ هل سنكون كابرهيم،‏ الذي كان له ايمان بأن ‹ديان كل الارض يصنع عدلا،‏› غير مهلك البار مع الاثيم؟‏ —‏ تكوين ١٨:‏٢٣،‏ ٢٥‏.‏

      ١٤ اية اسئلة لا بد ان تدفعنا الى تحليل ايماننا والعمل بكد لتقويته؟‏

      ١٤ كم يكون مهمًّا ان نبني الآن ايماننا!‏ فباقتراب نهاية نظام الاشياء الشرير هذا كثيرا،‏ لنسمح لروح اللّٰه بأن يدفعنا الى «اعمال السلوك المقدسة وافعال التعبد التقوي.‏» (‏٢ بطرس ٣:‏١١-‏١٤‏،‏ ع‌ج‏)‏ عندئذ لن تزعجنا خلال الضيق العظيم افكار مقلقة كهذه:‏ ‹هل اضمن نيل حماية يهوه؟‏ هل كان يمكنني ان افعل اكثر في خدمته؟‏ هل عملت حقا بكد الى حد كاف للبس «(‏الشخصية الجديدة)‏»؟‏ هل انا نوع الاشخاص الذي يريد يهوه ان يكون في العالم الجديد؟‏› ان مثل هذه الاسئلة التي تجعلنا صاحين لا بد ان تدفعنا الى تحليل ايماننا والعمل بكد لتقويته الآن!‏ —‏ كولوسي ٣:‏٨-‏١٠‏.‏

      الايمان لشفائنا

      ١٥ ماذا كان يسوع يقول احيانا لاولئك الذين يشفيهم،‏ ولكنْ لماذا لا يؤيد ذلك شفاء الايمان للوقت الحاضر؟‏

      ١٥ لم يجعل يسوع اعمال شفائه الجسدي تقتصر على اشخاص ذوي ايمان.‏ (‏يوحنا ٥:‏٥-‏٩،‏ ١٣‏)‏ ولذلك لا يؤيد نشاطه مبدأ شفاء الايمان غير المؤسس على الاسفار المقدسة.‏ صحيح ان يسوع كان احيانا يقول لاولئك الذين يشفيهم:‏ «ايمانك قد شفاك.‏» (‏متى ٩:‏٢٢؛‏ مرقس ٥:‏٣٤؛‏ ١٠:‏٥٢؛‏ لوقا ٨:‏٤٨؛‏ ١٧:‏١٩؛‏ ١٨:‏٤٢‏)‏ ولكنْ بقوله ذلك،‏ كان يشير فقط الى حقيقة واضحة:‏ لو كان اولئك الاشخاص المصابون بالبلية ينقصهم ايمان بمقدرة يسوع الشفائية لما اتوا اليه من اجل الشفاء في المقام الاول.‏

      ١٦ اي برنامج شفاء يوجهه يسوع اليوم؟‏

      ١٦ واليوم،‏ يوجه يسوع المسيح برنامج شفاء روحي،‏ واكثر من ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٤ فرد جعلوا انفسهم في وضع للاستفادة منه.‏ وبصفتهم شهودا ليهوه،‏ يتمتعون بالصحة الروحية رغم اي عجز جسدي يمكن ان يصابوا به.‏ والمسيحيون الممسوحون بينهم لديهم رجاء سماوي،‏ وهم ‹ينظرون الى الاشياء الابدية التي لا تُرى.‏› (‏٢ كورنثوس ٤:‏١٦-‏١٨؛‏ ٥:‏٦،‏ ٧‏)‏ ويتطلع المسيحيون ذوو الرجاء الارضي بشوق الى اعمال الشفاء الجسدي العجيبة التي ستحدث في عالم اللّٰه الجديد.‏

      ١٧ و ١٨ اي تدبير من يهوه يجري وصفه في الرؤيا ٢٢:‏١،‏ ٢‏،‏ وكيف يكون الايمان لازما لنستفيد منه؟‏

      ١٧ اشار الرسول يوحنا الى تدابير اللّٰه من اجل الحياة الابدية بهذه الكلمات في الرؤيا ٢٢:‏١،‏ ٢‏:‏ «اراني نهرا صافيا من ماء حياة لامعا كبلور خارجا من عرش اللّٰه والخروف.‏ في وسط سوقها وعلى النهر من هنا ومن هناك شجرة حياة تصنع اثنتي عشرة ثمرة وتعطي كل شهر ثمرها.‏ وورق الشجرة لشفاء الامم.‏» يشمل ‹ماء الحياة› كلمة حق اللّٰه وكل تدبير آخر ليهوه من اجل شفاء البشر الطائعين من الخطية والموت ومنحهم الحياة الابدية على اساس ذبيحة يسوع الفدائية.‏ (‏افسس ٥:‏٢٦؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١،‏ ٢‏)‏ وفيما هم على الارض،‏ يشرب اتباع يسوع الممسوحون الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ من تدبير اللّٰه من اجل الحياة بواسطة المسيح ويُدعون «اشجار البر.‏» (‏اشعياء ٦١:‏١-‏٣؛‏ رؤيا ١٤:‏١-‏٥‏)‏ انهم ينتجون ثمرا روحيا كثيرا على الارض.‏ وكأشخاص مقامين في السماء،‏ خلال حكم المسيح ألف سنة،‏ سيشتركون في توزيع تدابير الفدية التي ستعمل على «شفاء الامم» من الخطية والموت.‏

      ١٨ كلما كان ايماننا بتدابير اللّٰه هذه اقوى صار استعدادنا اعظم لاتِّباع توجيهات روحه كي ننال منها.‏ ومن الواضح ان الكمال الجسدي سيأتي فيما يمارس الشخص الايمان بالمسيح ويحرز التقدم الروحي.‏ ورغم ان الفرد سيشفى بطريقة عجائبية من العجز الرئيسي،‏ فسيقترب اكثر الى الكمال فيما يمارس ما هو صائب.‏ وسيتناول قانونيا من تدبير اللّٰه من اجل الشفاء بواسطة ذبيحة المسيح.‏ وهكذا سيؤثر الايمان في شفائنا وكمالنا بطريقة جسدية.‏

      ‏«مخلَّصون بالايمان»‏

      ١٩ لماذا يكون ضروريا ان نبقى ثابتين في الايمان؟‏

      ١٩ الى ان يبدد فجرُ عالم اللّٰه الجديد الى الابد ظلمةَ العالم الشرير الحاضر،‏ كم يكون ضروريا ان يبقى خدام يهوه ثابتين في الايمان!‏ فالاشخاص «غير المؤمنين» سيُطرحون في «البحيرة المتقدة بنار وكبريت،‏» الموت الثاني.‏ وعلى اكثر تقدير،‏ سيحدث ذلك بعد نهاية الامتحان في نهاية حكم المسيح ألف سنة.‏ (‏رؤيا ٢٠:‏٦-‏١٠؛‏ ٢١:‏٨‏)‏ فكم يكون مبارَكا نصيب اولئك الذين يستمرون في ممارسة الايمان ويبقون احياء للتمتع بمستقبل لا نهاية له!‏

      ٢٠ كيف ستتخذ ١ كورنثوس ١٣:‏١٣ معنى خصوصيا عند نهاية حكم المسيح ألف سنة؟‏

      ٢٠ عندئذ ستتخذ كلمات بولس هذه في ١ كورنثوس ١٣:‏١٣ معنى خصوصيا:‏ «يثبت الايمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة ولكنّ اعظمهن المحبة.‏» فلن نحتاج في ما بعد الى ان نمارس الايمان بأن الوعد النبوي في التكوين ٣:‏١٥ سيتحقق او الى ان نرجو انه سيتم.‏ فذلك سيكون قد حدث.‏ وكمحافظين على الاستقامة،‏ سنستمر في ان نرجو يهوه،‏ نؤمن به وبابنه،‏ ونحبهما بصفتهما الشخصين اللذين تمَّما هذه النبوة.‏ وفضلا عن ذلك،‏ فان المحبة العميقة والشكر القلبي على خلاصنا سيربطاننا باللّٰه في تعبد لا ينثلم طوال الابدية كلها.‏ —‏ ١ بطرس ١:‏٨،‏ ٩‏.‏

      ٢١ ماذا يجب ان نفعل اليوم لنكون ‹مخلَّصين بالايمان›؟‏

      ٢١ بواسطة هيئته المنظورة،‏ يصنع يهوه تدابير رائعة لتقوية الايمان.‏ فاستفيدوا منها كاملا.‏ احضروا اجتماعات شعب اللّٰه واشتركوا فيها قانونيا.‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ ادرسوا كلمته والمطبوعات المسيحية باجتهاد.‏ اطلبوا يهوه من اجل روحه القدوس.‏ (‏لوقا ١١:‏١٣‏)‏ تمثلوا بايمان اولئك الذين يأخذون القيادة بتواضع في الجماعة.‏ (‏عبرانيين ١٣:‏٧‏)‏ قاوموا التجارب العالمية.‏ (‏متى ٦:‏٩،‏ ١٣‏)‏ نعم،‏ عمِّقوا علاقتكم الشخصية بيهوه بكل طريقة ممكنة.‏ وقبل كل شيء،‏ استمروا في ممارسة الايمان.‏ عندئذ يمكنكم ان تكونوا بين اولئك الذين يرضون يهوه وينالون الخلاص،‏ لان بولس قال:‏ «لانكم بالنعمة مخلَّصون بالايمان وذلك ليس منكم.‏ هو عطية اللّٰه.‏» —‏ افسس ٢:‏٨‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة