مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هل نؤمن حقا بالبشارة؟‏
    برج المراقبة ٢٠٠٣ | ١٥ كانون الثاني (‏يناير)‏
    • هل نؤمن حقا بالبشارة؟‏

      ‏«اقترب ملكوت اللّٰه.‏ فتوبوا وآمنوا بالبشارة».‏ —‏ مرقس ١:‏١٥‏.‏

      ١،‏ ٢ ماذا تعني مرقس ١:‏١٤،‏ ١٥‏؟‏

      في سنة ٣٠ ب‌م،‏ ابتدأ يسوع المسيح بخدمته العظمى في الجليل.‏ كان يكرز «ببشارة اللّٰه»،‏ وقد تأثّر جليليون كثيرون بكلمات يسوع التالية:‏ «قد تم الزمان المعيّن،‏ واقترب ملكوت اللّٰه.‏ فتوبوا وآمنوا بالبشارة».‏ —‏ مرقس ١:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      ٢ ‹فالزمان المعيّن› قد جاء ليبدأ يسوع بخدمته وليتّخذ الناس قرارا يجلب لهم الرضى الالهي.‏ (‏لوقا ١٢:‏٥٤-‏٥٦‏)‏ و ‹ملكوت اللّٰه اقترب› لأن يسوع كان حاضرا بصفته الملك الذي عيّنه اللّٰه.‏ ونتيجة لعمله الكرازي،‏ اندفع المستقيمو القلوب الى التوبة.‏ ولكن كيف اظهروا انهم ‹يؤمنون بالبشارة›،‏ وكيف نُظهِر ذلك نحن ايضا؟‏

      ٣ كيف اظهر البعض انهم يؤمنون بالبشارة؟‏

      ٣ كيسوع،‏ حثّ الرسول بطرس الناس ان يتوبوا.‏ قال وهو يخاطب اليهود في اورشليم يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م:‏ «توبوا وليعتمد كل واحد منكم باسم يسوع المسيح لمغفرة خطاياكم،‏ فتنالوا هبة الروح القدس».‏ فتاب آلاف الاشخاص،‏ اعتمدوا،‏ وصاروا أتباعا ليسوع.‏ (‏اعمال ٢:‏٣٨،‏ ٤١؛‏ ٤:‏٤‏)‏ وفي سنة ٣٦ ب‌م،‏ اتّخذ الامميون التائبون خطوات مماثلة.‏ (‏اعمال ١٠:‏١-‏٤٨‏)‏ وفي ايامنا ايضا،‏ يدفع الايمان بالبشارة آلاف الاشخاص الى التوبة عن خطاياهم،‏ الانتذار للّٰه،‏ والمعمودية.‏ فقد قبلوا بشارة الخلاص وهم يمارسون الايمان بذبيحة يسوع الفدائية.‏ كما انهم يمارسون البرّ بعدما اخذوا موقفهم الى جانب ملكوت اللّٰه.‏

      ٤ ما هو الايمان؟‏

      ٤ ولكن ما هو الايمان؟‏ كتب الرسول بولس:‏ «الايمان هو الترقب الاكيد لأمور مرجوة،‏ والبرهان الجليّ على حقائق لا ترى».‏ (‏عبرانيين ١١:‏١‏)‏ فإيماننا يجعلنا نثق ان كل ما يعِد به اللّٰه في كلمته سيتحقق لا محالة.‏ وهذا اشبه بحيازة صك ملكية يُثبت اننا اصحاب عقار ما.‏ كما ان الايمان هو «البرهان الجلي» الذي يؤكد،‏ او الدليل الذي يثبت،‏ الامور غير المنظورة.‏ فإدراكنا العقلي وتقديرنا القلبي يقنعاننا بأن هذه الامور حقيقة،‏ رغم اننا لم نرَها.‏ —‏ ٢ كورنثوس ٥:‏٧؛‏ افسس ١:‏١٨‏.‏

      يلزمنا الايمان!‏

      ٥ لماذا الايمان مهمّ جدا؟‏

      ٥ ان الشعور بالحاجة الروحية امر فطري لدى البشر.‏ لكنَّ الايمان ليس كذلك.‏ «فالايمان ليس لجميع الناس».‏ (‏٢ تسالونيكي ٣:‏٢‏)‏ لكنه ضروري للمسيحيين لكي يرثوا وعود اللّٰه.‏ (‏عبرانيين ٦:‏١٢‏)‏ كتب بولس بعدما استشهد بأمثلة عديدة للايمان:‏ «اذ لنا سحابة عظيمة جدا من الشهود محيطة بنا،‏ لنخلع ايضا كل ثقل والخطية التي توقعنا في حبالتها بسهولة،‏ ولنركض باحتمال في السباق الموضوع امامنا،‏ ناظرين بإمعان الى الوكيل الرئيسي لإيماننا ومكمله،‏ يسوع».‏ (‏عبرانيين ١٢:‏١،‏ ٢‏)‏ فما هي «الخطية التي توقعنا في حبالتها بسهولة»؟‏ انها قلة الايمان لدى الشخص،‏ او خسارته الايمان الذي امتلكه مرة.‏ وللمحافظة على ايمان قوي،‏ يجب ان ‹ننظر بإمعان الى يسوع› ونقتدي بمثاله.‏ ويجب ايضا ان نرفض الفساد الادبي،‏ نصارع اعمال الجسد،‏ ونتجنب المادية والفلسفات العالمية والتقاليد غير المؤسسة على الاسفار المقدسة.‏ (‏غلاطية ٥:‏١٩-‏٢١؛‏ كولوسي ٢:‏٨؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏٩،‏ ١٠؛‏ يهوذا ٣،‏ ٤‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ يجب ان نؤمن ان اللّٰه معنا وأن المشورة في كلمته فعّالة جدا.‏

      ٦،‏ ٧ لماذا من الملائم الصلاة طلبا للايمان؟‏

      ٦ لا يمكننا خلق الايمان في داخلنا بقوة ارادتنا.‏ فالايمان هو ثمرة من ثمر روح اللّٰه القدس،‏ او قوته الفعّالة.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ ولكن ماذا لو كنا بحاجة الى تقوية ايماننا؟‏ قال يسوع:‏ «فإن كنتم .‏ .‏ .‏ تعرفون كيف تعطون اولادكم عطايا صالحة،‏ فكم بالاحرى الآب في السماء يعطي روحا قدسا للذين يسألونه!‏».‏ (‏لوقا ١١:‏١٣‏)‏ نعم،‏ يجب ان نصلي طلبا للروح القدس،‏ لأن بإمكانه ان يُنتِج فينا الايمان اللازم لنفعل مشيئة اللّٰه حتى في اصعب الظروف.‏ —‏ افسس ٣:‏٢٠‏.‏

      ٧ والصلاة طلبا للمزيد من الايمان هي امر صائب.‏ فعندما كان يسوع على وشك طرد شيطان من صبي،‏ توسل ابوه:‏ «لي إيمان!‏ أعنّي حيث احتاج الى الايمان!‏».‏ (‏مرقس ٩:‏٢٤‏)‏ كما قال تلاميذ يسوع:‏ «زِدنا ايمانا».‏ (‏لوقا ١٧:‏٥‏)‏ لذلك لنصلِّ طلبا للايمان،‏ واثقين ان اللّٰه يستجيب صلوات كهذه.‏ —‏ ١ يوحنا ٥:‏١٤‏.‏

      الايمان بكلمة اللّٰه ضروري

      ٨ كيف يساعدنا الايمان بكلمة اللّٰه؟‏

      ٨ قال يسوع لأتباعه قبيل موته الفدائي:‏ «لا تضطرب قلوبكم.‏ مارسوا الايمان باللّٰه،‏ والايمان بي ايضا».‏ (‏يوحنا ١٤:‏١‏)‏ كمسيحيين،‏ لدينا ايمان باللّٰه وابنه.‏ ولكن ماذا عن كلمة اللّٰه؟‏ بإمكانها ان تفيدنا كثيرا في حياتنا اذا درسناها وطبقناها واثقين تماما بأنها تزوّد افضل مشورة وإرشاد.‏ —‏ عبرانيين ٤:‏١٢‏.‏

      ٩،‏ ١٠ كيف توضحون ما تقوله يعقوب ١:‏٥-‏٨ عن الايمان؟‏

      ٩ ان حياة البشر الناقصين ملآنة بالمشاكل.‏ لكنَّ الايمان بكلمة اللّٰه يساعدنا كثيرا.‏ (‏ايوب ١٤:‏١‏)‏ مثلا،‏ لنفرض اننا لا نعرف كيف نتصرف خلال محنة ما.‏ تعطينا كلمة اللّٰه هذه المشورة:‏ «وإنْ كان احد منكم تنقصه حكمة،‏ فليداوم على الطلب من اللّٰه،‏ لأنه يعطي الجميع بكرم ولا يعيّر؛‏ فسيُعطى له.‏ ولكن ليداوم على الطلب بإيمان،‏ دون ايّ شك،‏ لأن الذي يشك يشبه موجة بحر تسوقها الريح وتلعب بها.‏ فلا يظنّ ذلك الانسان انه ينال من يهوه شيئا؛‏ انه انسان متردد،‏ متقلب في جميع طرقه».‏ —‏ يعقوب ١:‏٥-‏٨‏.‏

      ١٠ فيهوه اللّٰه لن يعيِّرنا اذا كانت تنقصنا الحكمة وصلّينا من اجلها.‏ بل سيساعدنا على النظر الى المحنة بالمنظار الصحيح.‏ فقد يلفت الرفقاء المؤمنون نظرنا الى آيات مساعدة او قد نجد هذه الآيات ونحن ندرس الكتاب المقدس.‏ او قد يوجِّهنا روح يهوه القدس بطريقة اخرى.‏ فأبونا السماوي سيمنحنا الحكمة لمواجهة المحن اذا ‹داومنا على الطلب بإيمان،‏ دون اي شك›.‏ ولكن اذا كنا كموجة بحر تسوقها الريح،‏ فلا يمكن ان نتوقع نيل ايّ شيء من اللّٰه.‏ ولماذا؟‏ لأن هذا يعني اننا مترددون ومتقلبون في الصلاة او غيرها —‏ حتى في ممارسة الايمان.‏ لذلك يجب ان يكون لدينا ايمان راسخ بكلمة اللّٰه والارشاد الذي تزوِّده.‏ فلنتأمل في بعض الامثلة التي تُظهِر كيف تمنح كلمة اللّٰه المساعدة والارشاد.‏

      الايمان والحصول على ضرورات الحياة

      ١١ اية ثقة تتعلق بحاجاتنا اليومية يمنحنا اياها الايمان بكلمة اللّٰه؟‏

      ١١ ماذا لو كنا الآن نعاني العوز والفقر؟‏ يمنحنا الايمان بكلمة اللّٰه الثقة التامة ان يهوه سيهتم بحاجاتنا اليومية وأنه سيُجزِل العطاء لكل محبيه في النظام الجديد.‏ (‏مزمور ٧٢:‏١٦؛‏ لوقا ١١:‏٢،‏ ٣‏)‏ وسنتشجع عندما نتأمل كيف زوّد يهوه الطعام لنبيّه ايليا خلال المجاعة.‏ ولاحقا،‏ زوّد اللّٰه بطريقة عجائبية مخزون الدقيق والزيت الذي ابقى ايليا وامرأة وابنها على قيد الحياة.‏ (‏١ ملوك ١٧:‏٢-‏١٦‏)‏ كما اعتنى يهوه بحاجات النبي ارميا خلال الحصار البابلي لأورشليم.‏ (‏ارميا ٣٧:‏٢١‏)‏ ورغم ان ارميا وإيليا لم يحصلا إلا على القليل من الطعام،‏ فقد اعتنى يهوه بهما.‏ وهو يعتني ايضا بالذين يمارسون الايمان به اليوم.‏ —‏ متى ٦:‏١١،‏ ٢٥-‏٣٤‏.‏

      ١٢ كيف يساعدنا الايمان ان نحصل على ضرورات الحياة؟‏

      ١٢ رغم ان الايمان المقرون بتطبيق مبادئ الكتاب المقدس لا يجعلنا اغنياء ماديا،‏ فهو يساعدنا ان نحصل على ضرورات الحياة.‏ مثلا:‏ ينصحنا الكتاب المقدس ان نكون اشخاصا نزهاء،‏ اكفاء،‏ ومجتهدين.‏ (‏امثال ٢٢:‏٢٩؛‏ جامعة ٥:‏١٨،‏ ١٩؛‏ ٢ كورنثوس ٨:‏٢١‏)‏ فلا ينبغي ابدا ان نستخف بقيمة الصيت الحسن كعمّال.‏ حتى حيث يكون من الصعب الحصول على وظائف ذات اجر عالٍ،‏ يحصل العمّال النزهاء والمهرة والمجتهدون على فرص اكثر من غيرهم.‏ ورغم ان عمّالا كهؤلاء قد يجنون القليل من المال،‏ فهم يحصلون عادة على الحاجات الضرورية ويشعرون بالاكتفاء لأنهم يأكلون ما يجنون هم انفسهم.‏ —‏ ٢ تسالونيكي ٣:‏١١،‏ ١٢‏.‏

      الايمان يساعدنا على احتمال الفاجعة

      ١٣،‏ ١٤ كيف يساعدنا الايمان على احتمال الفاجعة؟‏

      ١٣ تُظهِر كلمة اللّٰه انه من الطبيعي ان يشعر المرء بالاسى عندما يموت شخص يحبه.‏ فالاب الجليل الامين ابراهيم ندب زوجته الحبيبة سارة عندما ماتت.‏ (‏تكوين ٢٣:‏٢‏)‏ وأحس داود بالاسى بعدما سمع بموت ابنه ابشالوم.‏ (‏٢ صموئيل ١٨:‏٣٣‏)‏ حتى الانسان الكامل يسوع بكى على موت صديقه لعازر.‏ (‏يوحنا ١١:‏٣٥،‏ ٣٦‏)‏ فعندما يموت شخص نحبه،‏ قد يسحقنا الحزن،‏ لكنَّ الايمان بوعود كلمة اللّٰه يساعدنا على احتمال الفاجعة.‏

      ١٤ قال بولس:‏ «لي رجاء باللّٰه .‏ .‏ .‏ انه سوف تكون قيامة للابرار والاثمة».‏ (‏اعمال ٢٤:‏١٥‏)‏ فيلزم ان نؤمن بترتيب اللّٰه ان تُقام اعداد كبيرة من الناس.‏ (‏يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ وسيكون بين هؤلاء المقامين:‏ ابراهيم وسارة،‏ اسحاق ورفقة،‏ يعقوب وليئة —‏ جميعهم راقدون في الموت وينتظرون القيامة الى عالم اللّٰه الجديد.‏ (‏تكوين ٤٩:‏٢٩-‏٣٢‏)‏ فكم ستكون فرحتنا كبيرة عندما يستيقظ احباؤنا من رقاد الموت ليعيشوا هنا على الارض!‏ (‏كشف ٢٠:‏١١-‏١٥‏)‏ في هذه الاثناء،‏ لن يزيل الايمان كل ما نشعر به من اسى،‏ بل يقرّبنا من اللّٰه الذي يساعدنا على احتمال الفاجعة.‏ —‏ مزمور ١٢١:‏١-‏٣؛‏ ٢ كورنثوس ١:‏٣‏.‏

      الايمان يقوّي المكتئبين

      ١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ لماذا يمكننا القول ان بعض الاشخاص المكتئبين الذين يمارسون الايمان اليوم ليسوا وحدهم مَن شعروا بالكآ‌بة؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمكن فعله للتغلب على الكآ‌بة؟‏

      ١٥ تُظهِر كلمة اللّٰه ايضا انه حتى الذين يمارسون الايمان قد يقعون ضحية الكآ‌بة.‏ فعندما كان ايوب تحت الامتحان القاسي،‏ شعر ان اللّٰه تخلى عنه.‏ (‏ايوب ٢٩:‏٢-‏٥‏)‏ وقد اغتم نحميا بسبب خراب اورشليم وأسوارها.‏ (‏نحميا ٢:‏١-‏٣‏)‏ وبعدما أنكر بطرس يسوع،‏ سحقه الحزن كثيرا حتى انه «بكى بمرارة».‏ (‏لوقا ٢٢:‏٦٢‏)‏ كما حثّ بولس الرفقاء المؤمنين في جماعة تسالونيكي ان ‹يعزوا النفوس المكتئبة›.‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏١٤‏)‏ لذلك فإن الاشخاص المكتئبين الذين يمارسون الايمان اليوم ليسوا وحدهم مَن شعروا بالكآ‌بة.‏ ولكن ماذا يمكن فعله للتغلب على الكآ‌بة؟‏

      ١٦ ربما نكتئب لأننا نواجه عدة مشاكل خطيرة.‏ ولكن بدلا من اعتبارها مشكلة ساحقة واحدة،‏ قد نتمكن من حل كلّ واحدة على حدة بتطبيق مبادئ الكتاب المقدس.‏ وهذا ما يساعد على تخفيف كآ‌بتنا.‏ ومن المساعد ايضا ان نقوم بنشاط متّزن ونأخذ قسطا وافيا من الراحة.‏ والامر الاكيد هو ان الايمان باللّٰه وكلمته يساهم في خيرنا الروحي لأنه يقوّي اقتناعنا بأنه يهتم بنا حقا.‏

      ١٧ كيف نعرف ان يهوه يهتم بنا؟‏

      ١٧ يعطينا بطرس هذا التأكيد المعزي:‏ «تواضعوا .‏ .‏ .‏ تحت يد اللّٰه القديرة،‏ ليرفعكم في حينه،‏ ملقين كل همكم عليه،‏ لأنه يهتم بكم».‏ (‏١ بطرس ٥:‏٦،‏ ٧‏)‏ كما رنّم صاحب المزمور:‏ «الرب عاضد كل الساقطين ومقوِّم كل المنحنين».‏ (‏مزمور ١٤٥:‏١٤‏)‏ فينبغي ان نؤمن بهذه التأكيدات،‏ لأنها موجودة في كلمة اللّٰه.‏ وفي حين ان الكآ‌بة قد لا تزول نهائيا،‏ كم يقوى ايماننا عندما نعرف انه يمكننا إلقاء كلّ همّنا على ابينا السماوي المحب!‏

      الايمان والمحن الاخرى

      ١٨،‏ ١٩ كيف يساعدنا الايمان على مواجهة المرض وتعزية الرفقاء المؤمنين المرضى؟‏

      ١٨ قد تكون اصابتنا او اصابة احبائنا بمرض خطير امتحانا كبيرا لإيماننا.‏ ورغم ان الكتاب المقدس لا يذكر ان مسيحيين مثل إبفرديتس وتيموثاوس وتروفيمس شفوا نتيجة عجيبة،‏ فقد ساعدهم يهوه دون شك على الاحتمال.‏ (‏فيلبي ٢:‏٢٥-‏٣٠؛‏ ١ تيموثاوس ٥:‏٢٣؛‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏٢٠‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ رنّم صاحب المزمور عن «الذي ينظر الى المسكين»،‏ قائلا:‏ «الرب يعضده وهو على فراش الضعف.‏ مهَّدتَ مضجعه كله في مرضه».‏ (‏مزمور ٤١:‏١-‏٣‏)‏ فكيف تساعدنا كلمات صاحب المزمور على تعزية الرفقاء المؤمنين المرضى؟‏

      ١٩ احدى الطرائق لتزويد المساعدة الروحية هي الصلاة مع المرضى ولأجلهم.‏ وفي حين اننا لا نصلي اليوم طلبا لشفاء عجائبي،‏ يمكننا ان نطلب من اللّٰه ان يمنحهم القدرة على احتمال مرضهم والقوة الروحية اللازمة لاحتمال فترات الضعف هذه.‏ ويهوه سيدعمهم،‏ وسيقوى ايمانهم عندما يتطلعون الى الوقت حين «لا يقول ساكن انا مرضت».‏ (‏اشعياء ٣٣:‏٢٤‏)‏ فكم هي معزية المعرفة انه بواسطة يسوع المسيح المُقام وبواسطة ملكوت اللّٰه،‏ سينال الجنس البشري الطائع التحرر الدائم من الخطية والمرض والموت!‏ وكم نشكر يهوه ‹الذي يشفي كل امراضنا› على كل هذه الامور الرائعة!‏ —‏ مزمور ١٠٣:‏١-‏٣؛‏ كشف ٢١:‏١-‏٥‏.‏

      ٢٠ لماذا يمكن القول ان الايمان يمكن ان يساعدنا على احتمال «ايام الشر» خلال الشيخوخة؟‏

      ٢٠ يمكن للايمان ايضا ان يساعدنا على احتمال «ايام الشر» خلال الشيخوخة حين تتدهور الصحة والقوة.‏ (‏جامعة ١٢:‏١-‏٧‏)‏ فيمكن للمسنين بيننا ان يصلّوا كما رنّم صاحب المزمور المسنّ:‏ «لأنك انت رجائي يا سيدي الرب .‏ .‏ .‏ لا ترفضني في زمن الشيخوخة.‏ لا تتركني عند فناء قوتي».‏ (‏مزمور ٧١:‏٥،‏ ٩‏)‏ لقد شعر صاحب المزمور بالحاجة الى دعم يهوه تماما كما يشعر الكثير من رفقائنا المسيحيين الذين قضوا سنوات كثيرة في خدمة اللّٰه وقد شاخوا الآن.‏ وبسبب ايمانهم يمكنهم التأكد ان لديهم الدعم الذي لا ينضب لأذرع يهوه الابدية.‏ —‏ تثنية ٣٣:‏٢٧‏.‏

      لنحافظ على الايمان بكلمة اللّٰه

      ٢١،‏ ٢٢ كيف يؤثر امتلاكنا الايمان في علاقتنا باللّٰه؟‏

      ٢١ يساعدنا الايمان بالبشارة وبكامل كلمة اللّٰه على الاقتراب الى يهوه اكثر.‏ (‏يعقوب ٤:‏٨‏)‏ فبالإضافة الى انه السيد المتسلط،‏ هو خالقنا وأبونا ايضا.‏ (‏اشعياء ٦٤:‏٨؛‏ متى ٦:‏٩؛‏ اعمال ٤:‏٢٤‏)‏ رنّم صاحب المزمور:‏ «ابي انت.‏ الهي وصخرة خلاصي».‏ (‏مزمور ٨٩:‏٢٦‏)‏ وإذا مارسنا الايمان بيهوه وبكلمته الموحى بها،‏ يمكننا نحن ايضا ان نعتبر يهوه ‹صخرة خلاصنا›.‏ فيا له من امتياز مبهج!‏

      ٢٢ ويهوه هو ابو المسيحيين المولودين من الروح وأبو رفقائهم ذوي الرجاء الارضي.‏ (‏روما ٨:‏١٥‏)‏ والايمان بأبينا السماوي لا يؤدي الى الخيبة ابدا.‏ قال داود:‏ «ان ابي وأمي قد تركاني والرب يضمني».‏ (‏مزمور ٢٧:‏١٠‏)‏ وإضافة الى ذلك،‏ لدينا هذا التأكيد:‏ «لا يترك الرب شعبه من اجل اسمه العظيم».‏ —‏ ١ صموئيل ١٢:‏٢٢‏.‏

      ٢٣ ماذا يجب ان نفعل اذا اردنا التمتع بعلاقة دائمة بيهوه؟‏

      ٢٣ طبعا،‏ للتمتع بعلاقة دائمة بيهوه،‏ يجب ان نؤمن بالبشارة ونقبل الاسفار المقدسة كما هي حقا ككلمة اللّٰه.‏ (‏١ تسالونيكي ٢:‏١٣‏)‏ ويجب ان نثق ثقة مطلقة بيهوه وندع كلمته تنير سبيلنا.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٠٥؛‏ امثال ٣:‏٥،‏ ٦‏)‏ وسيزيد ايماننا عندما نصلي اليه ولنا ثقة برأفته ورحمته ودعمه.‏

      ٢٤ اية فكرة معزية موجودة في روما ١٤:‏٨‏؟‏

      ٢٤ لقد دفعنا الايمان الى الانتذار للّٰه طوال الابدية.‏ ولكن حتى لو متنا،‏ فإذا كان لدينا ايمان قوي،‏ نظل خدامه المنتذرين ولنا رجاء القيامة.‏ نعم،‏ «إنْ عشنا وإنْ متنا فليهوه نحن».‏ (‏روما ١٤:‏٨‏)‏ فلنُبقِ هذه الفكرة المعزية في ذهننا فيما نحافظ على ثقتنا بكلمة اللّٰه ونستمر في الايمان بالبشارة.‏

  • الى ايّ حدّ قوي هو ايمانك؟‏
    برج المراقبة ٢٠٠٣ | ١٥ كانون الثاني (‏يناير)‏
    • الى ايّ حدّ قوي هو ايمانك؟‏

      ‏«انتم بإيمانكم ثابتون».‏ —‏ ٢ كورنثوس ١:‏٢٤‏.‏

      ١،‏ ٢ لماذا يجب ان نمتلك الايمان،‏ وكيف يمكن ان يقوى؟‏

      يعرف خدام يهوه انه يجب ان يمتلكوا الايمان لأنه ‹بدون ايمان يستحيل إرضاء اللّٰه›.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٦‏)‏ لذلك من الحكمة ان نصلي طلبا للروح القدس والايمان،‏ الذي هو ثمرة من ثمر الروح.‏ (‏لوقا ١١:‏١٣؛‏ غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ كما ان الاقتداء بإيمان الرفقاء المؤمنين يقوّي هذه الصفة فينا.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ١:‏٥؛‏ عبرانيين ١٣:‏٧‏.‏

      ٢ وسيقوى ايماننا اذا داومنا على اتّباع المسلك الذي ترسمه كلمة اللّٰه لكل المسيحيين.‏ فالايمان القوي ينتج من قراءة الكتاب المقدس يوميا ودرس الاسفار المقدسة باجتهاد بمساعدة المطبوعات التي يزوّدها «الوكيل الامين».‏ (‏لوقا ١٢:‏٤٢-‏٤٤؛‏ يشوع ١:‏٧،‏ ٨‏،‏ ع‌ج‏)‏ ونحن نتشجع بإيمان بعضنا البعض عندما نحضر الاجتماعات والمحافل المسيحية قانونيا.‏ (‏روما ١:‏١١،‏ ١٢؛‏ عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ كما يقوى ايماننا عندما نتحدث الى الآخرين في الخدمة.‏ —‏ مزمور ١٤٥:‏١٠-‏١٣؛‏ روما ١٠:‏١١-‏١٥‏.‏

      ٣ اية مساعدة متعلقة بالايمان ننالها من الشيوخ المسيحيين المحبّين؟‏

      ٣ يساعدنا الشيوخ المسيحيون المحبّون على تقوية ايماننا عندما يقدِّمون لنا المشورة والتشجيع المؤسسين على الاسفار المقدسة.‏ فموقفهم هو كموقف الرسول بولس الذي قال للكورنثيين:‏ «نحن رفقاء في العمل لفرحكم،‏ فأنتم بإيمانكم ثابتون».‏ (‏٢ كورنثوس ١:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ وتنقل ترجمة اخرى هذا العدد كما يلي:‏ «نحن نعمل معكم لجعلكم فرحين،‏ لأن ايمانكم قوي».‏ (‏الترجمة الانكليزية المعاصرة‏)‏ والبارّ بإيمانه يحيا.‏ فلا احد يمكن ان يمارس الايمان بدلا عنا او ان يجعلنا محافظين على الاستقامة اولياء.‏ ‹فيجب ان نحمل حملنا الخاص› في هذا المجال.‏ —‏ غلاطية ٣:‏١١؛‏ ٦:‏٥‏.‏

      ٤ كيف يمكن لروايات الاسفار المقدسة عن خدام اللّٰه الامناء ان تساهم في تقوية ايماننا؟‏

      ٤ تزخر الاسفار المقدسة بروايات عن اشخاص امتلكوا الايمان.‏ وقد نعرف الكثير عن اعمالهم البارزة،‏ ولكن ماذا عن الايمان الذي اعربوا عنه يوميا،‏ وربما طوال حياتهم؟‏ ان التأمل كيف اعربوا عن هذه الصفة في ظروف كظروفنا يساهم في تقوية ايماننا.‏

      الايمان يمدّنا بالشجاعة

      ٥ ايّ دليل من الاسفار المقدسة يُظهِر ان الايمان يقوينا لإعلان كلمة اللّٰه بشجاعة؟‏

      ٥ يقوينا الايمان لنعلن كلمة اللّٰه بشجاعة.‏ فقد انبأ اخنوخ بشجاعة بتنفيذ الدينونة الالهية.‏ قال:‏ «ها قد اتى يهوه مع ربوات قدوسيه،‏ لينفِّذ دينونة في الجميع،‏ ويدين جميع الكافرين بجميع اعمال كفرهم التي كفروا بها،‏ وبجميع الامور الفظيعة التي تكلم بها عليه خطاة كافرون».‏ (‏يهوذا ١٤،‏ ١٥‏)‏ ولا شك ان اعداء اخنوخ الكافرين ارادوا قتله عندما سمعوا هذه الكلمات.‏ لكنه تكلم بجرأة وإيمان.‏ وقد «اخذه» اللّٰه بمعنى انه جعله يموت وهو في غيبوبة،‏ دون ان يعاني اوجاع الموت كما يبدو.‏ (‏تكوين ٥:‏٢٤؛‏ عبرانيين ١١:‏٥‏)‏ رغم ان عجائب كهذه لا تحدث لنا،‏ فإن يهوه يستجيب صلواتنا بحيث يمكننا إعلان كلمته بإيمان وشجاعة.‏ —‏ اعمال ٤:‏٢٤-‏٣١‏.‏

      ٦ كيف كان الايمان والشجاعة اللذان زوَّدهما اللّٰه لنوح مساعِدَين له؟‏

      ٦ بالايمان نوح «بنى فلكا لخلاص اهل بيته».‏ (‏عبرانيين ١١:‏٧؛‏ تكوين ٦:‏١٣-‏٢٢‏)‏ كما كان نوح ايضا ‹كارزا بالبر› اذ اعلن تحذير اللّٰه بشجاعة لمعاصريه.‏ (‏٢ بطرس ٢:‏٥‏)‏ ولا بد انهم سخروا من رسالته عن طوفان قادم،‏ تماما كما يسخر البعض عندما نزوِّد من الاسفار المقدسة براهين تُثبِت ان نظام الاشياء الحاضر سيُدمَّر عمّا قريب.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏٣-‏١٢‏)‏ ولكن كأخنوخ ونوح،‏ بإمكاننا نقل هذه الرسالة بسبب الايمان والشجاعة اللذين يزوِّدنا بهما اللّٰه.‏

      الايمان يمدّنا بالصبر

      ٧ كيف اعرب ابراهيم وآخرون غيره عن الايمان والصبر؟‏

      ٧ نحن بحاجة الى الايمان والصبر،‏ وخصوصا فيما ننتظر نهاية هذا النظام الشرير.‏ وأحد ‹الذين بالايمان والصبر سيرثون الوعود› هو الاب الجليل الخائف اللّٰه ابراهيم.‏ (‏عبرانيين ٦:‏١١،‏ ١٢‏)‏ فبالايمان ترك مدينة اور،‏ بكل ما فيها من امور ايجابية،‏ وتغرّب في ارض غريبة وعده اللّٰه ان يعطيه اياها.‏ وكان اسحاق ويعقوب ايضا وريثَين لهذا الوعد عينه.‏ ولكن «في الايمان مات هؤلاء اجمعون،‏ ولم ينالوا إتمام الوعود».‏ وبالايمان ‹ابتغوا مكانا افضل،‏ مكانا تابعا للسماء›.‏ لذلك ‹اعدّ اللّٰه مدينة لهم›.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٨-‏١٦‏)‏ نعم،‏ لقد انتظر ابراهيم وإسحاق ويعقوب وزوجاتهم التقيات بصبر ملكوت اللّٰه السماوي،‏ الذي في ظل حكمه سيُقامون للعيش على الارض.‏

      ٨ رغم اية امور اعرب ابراهيم وإسحاق ويعقوب عن الصبر والايمان؟‏

      ٨ لم يخسر ابراهيم وإسحاق ويعقوب الايمان رغم انهم لم يتملكوا ارض الموعد ولم يروا جميع الامم تتبارك في نسل ابراهيم.‏ (‏تكوين ١٥:‏٥-‏٧؛‏ ٢٢:‏١٥-‏١٨‏)‏ ومع ان ‹المدينة التي بانيها اللّٰه› لم تكن لتصير حقيقة إلا بعد قرون،‏ فقد استمر هؤلاء الرجال يعربون عن الايمان والصبر طوال حياتهم.‏ نحن ايضا،‏ ينبغي دون شك ان نفعل الامر عينه الآن وقد اصبح الملكوت المسيّاني حقيقة في السماء.‏ —‏ مزمور ٤٢:‏٥،‏ ١١؛‏ ٤٣:‏٥‏.‏

      الايمان يجعلنا نضع اسمى الاهداف

      ٩ ما هو تأثير الايمان في اهدافنا؟‏

      ٩ لم يتبنَّ الآباء الاجلاء الامناء قط نمط حياة الكنعانيين المنحط لأنهم امتلكوا اهدافا اسمى بكثير.‏ وعلى نحو مماثل اليوم،‏ يجعلنا الايمان نضع اهدافا روحية تمكِّننا من مقاومة الصيرورة جزءا من العالم الذي تحت سلطة الشرير،‏ الشيطان ابليس.‏ —‏ ١ يوحنا ٢:‏١٥-‏١٧؛‏ ٥:‏١٩‏.‏

      ١٠ كيف نعرف ان يوسف اتَّبع هدفا اسمى من هدف الشهرة في هذا العالم؟‏

      ١٠ بتوجيه الهي،‏ خدم يوسف بن يعقوب كمسؤول عن الاغذية في مصر.‏ لكنَّ هدفه لم يكن ان يصير رجلا ذا شأن في هذا العالم.‏ فبثقة بإتمام وعود يهوه،‏ قال يوسف البالغ من عمره ١١٠ سنوات لإخوته:‏ «انا اموت.‏ ولكنَّ اللّٰه سيفتقدكم ويصعدكم من هذه الارض الى الارض التي حلف لإبراهيم وإسحاق ويعقوب».‏ ثم طلب ان يُدفَن في ارض الموعد.‏ عند موته،‏ حُنِّط ووُضع في تابوت في مصر.‏ ولكن عندما أُنقذ الاسرائيليون من العبودية المصرية،‏ اخذ النبي موسى عظام يوسف معه ليدفنها في ارض الموعد.‏ (‏تكوين ٥٠:‏٢٢-‏٢٦؛‏ خروج ١٣:‏١٩‏)‏ فإذا امتلكنا ايمانا كإيمان يوسف،‏ ينبغي ان نندفع الى اتِّباع اهداف اسمى بكثير من هدف الشهرة في هذا العالم.‏ —‏ ١ كورنثوس ٧:‏٢٩-‏٣١‏.‏

      ١١ كيف برهن موسى انه كانت لديه اهداف روحية؟‏

      ١١ موسى ايضا «اختار ان تُساء معاملته مع شعب اللّٰه على التمتع الوقتي بالخطية» كعضو مثقّف من العائلة المالكة المصرية.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٢٣-‏٢٦؛‏ اعمال ٧:‏٢٠-‏٢٢‏)‏ وقد كلّفه ذلك التضحية بمقام رفيع في العالم وربما ايضا التضحية بدفن فخم في تابوت مزخرف في موقع مصري مشهور.‏ ولكن ما قيمة كل ذلك بالمقارنة مع الامتياز ان يكون «رجل اللّٰه»،‏ وسيط عهد الشريعة،‏ نبي يهوه،‏ وأحد كتبة الكتاب المقدس؟‏ (‏عزرا ٣:‏٢‏)‏ فهل الترقية الى مركز مرموق هي ما تصبو اليه،‏ ام هل جعلك الايمان تضع اهدافا روحية اسمى بكثير؟‏

      الايمان ينتج حياة ذات معنى

      ١٢ كيف اثّر الايمان في حياة راحاب؟‏

      ١٢ لا يجعل الايمان الشخص يضع اسمى الاهداف فحسب،‏ بل ينتج ايضا حياة ذات معنى.‏ فلا بد ان راحاب التي عاشت في اريحا قد احست بأن حياتها كعاهرة هي بلا معنى.‏ ولكن كم تغيّر ذلك عندما مارست الايمان!‏ فقد ‹تبررت بأعمال الايمان،‏ اذ اضافت الرسولين الاسرائيليين وأخرجتهما في طريق آخر› لكي يهربا من اعدائهما الكنعانيين.‏ (‏يعقوب ٢:‏٢٤-‏٢٦‏)‏ وإذ ادركت ان يهوه هو الاله الحق،‏ اعربت ايضا عن الايمان بهجر حياة البغاء التي كانت تعيشها.‏ (‏يشوع ٢:‏٩-‏١١؛‏ عبرانيين ١١:‏٣٠،‏ ٣١‏)‏ ثم تزوجت بأحد خدام يهوه،‏ وليس برجل كنعاني غير مؤمن.‏ (‏تثنية ٧:‏٣،‏ ٤؛‏ ١ كورنثوس ٧:‏٣٩‏)‏ وقد نالت الامتياز العظيم ان يتحدر المسيَّا من نسلها.‏ (‏١ أخبار الايام ٢:‏٣-‏١٥؛‏ راعوث ٤:‏٢٠-‏٢٢؛‏ متى ١:‏٥،‏ ٦‏)‏ وكغيرها،‏ الذين هجر البعض منهم حياتهم الفاسدة ادبيا،‏ ستنال مكافأة اخرى ايضا:‏ القيامة الى حياة على ارض فردوسية.‏

      ١٣ كيف اخطأ داود مع بثشبع،‏ ولكن ايّ موقف اعرب عنه؟‏

      ١٣ بعدما هجرت راحاب نمط حياتها الخاطئ،‏ حافظت كما يبدو على مسلك مستقيم.‏ ومن ناحية اخرى،‏ فإن بعض الذين كانوا منتذرين للّٰه فترة طويلة ارتكبوا خطية خطيرة.‏ فقد زنى الملك داود مع بثشبع،‏ دبَّر لقتل زوجها في المعركة،‏ ثم اتَّخذها زوجة له.‏ (‏٢ صموئيل ١١:‏١-‏٢٧‏)‏ لكنَّ داود تاب وندم كثيرا وتوسل الى يهوه قائلا:‏ «روحك القدوس لا تنزعه مني».‏ وبالفعل،‏ لم يخسر داود روح اللّٰه.‏ فقد وثق بأن يهوه،‏ برحمته الواسعة،‏ لن يحتقر «القلب المنكسر والمنسحق» بسبب الخطية.‏ (‏مزمور ٥١:‏١١،‏ ١٧؛‏ ١٠٣:‏١٠-‏١٤‏)‏ ولأن داود وبثشبع امتلكا الايمان،‏ تمتعا بالمكافأة ان يتحدر المسيَّا منهما.‏ —‏ ١ أخبار الايام ٣:‏٥؛‏ متى ١:‏٦،‏ ١٦؛‏ لوقا ٣:‏٢٣،‏ ٣١‏.‏

      الايمان الذي يقويه

      التأكد من المساعدة الالهية

      ١٤ ايّ تأكيدَين نالهما جدعون،‏ وكيف تؤثر هذه الرواية في ايماننا؟‏

      ١٤ رغم اننا نسلك بإيمان،‏ قد نحتاج احيانا الى التأكد من المساعدة الالهية.‏ هذه كانت حال القاضي جدعون،‏ احد الذين «بالايمان كسروا ممالك».‏ (‏عبرانيين ١١:‏٣٢،‏ ٣٣‏)‏ فعندما اجتاح المديانيون وحلفاؤهم اسرائيل،‏ حلّ روح اللّٰه على جدعون.‏ ولكنه اراد التأكد من ان يهوه معه.‏ فاقترح امتحانَين يشملان جَزّة صوف تُترك في البيدر طوال الليل.‏ في الامتحان الاول،‏ تشكَّل الطل على الجَزّة فيما بقيت الارض جافة.‏ أما في الامتحان التالي فقد حدث العكس.‏ وإذ تقوى جدعون الحذِر بهذين التأكيدين،‏ عمل بإيمان وهزم اعداء اسرائيل.‏ (‏قضاة ٦:‏٣٣-‏٤٠؛‏ ٧:‏١٩-‏٢٥‏)‏ فإذا اردنا التأكد من المساعدة الالهية عند اتِّخاذ قرار ما،‏ فلا يعني هذا انه ينقصنا الايمان.‏ فنحن في الواقع نُظهِر الايمان باللجوء الى الكتاب المقدس والمطبوعات المسيحية وبالصلاة من اجل ارشاد الروح القدس عند اتِّخاذ القرارات.‏ —‏ روما ٨:‏٢٦،‏ ٢٧‏.‏

      ١٥ كيف يساعدنا التأمل في ايمان باراق؟‏

      ١٥ قوي ايضا ايمان القاضي باراق عندما تأكد من المساعدة الالهية،‏ وذلك حين شجّعته النبية دبورة على اخذ المبادرة في تحرير الاسرائيليين من ظلم الملك الكنعاني يابين.‏ فقاد ٠٠٠‏,١٠ رجل غير مجهَّزين جيدا في معركة وانتصر على قوات يابين الاكثر عددا بقيادة سيسرا.‏ واحتفلت دبورة وباراق بهذا النصر بترنيم ترنيمة تهزّ المشاعر.‏ (‏قضاة ٤:‏١–‏٥:‏٣١‏)‏ لقد شجَّعت دبورة باراق على اتِّخاذ اجراء بصفته قائد اسرائيل المعيَّن من اللّٰه،‏ فصار احد خدام يهوه الذين بالايمان «دحروا جيوش الغرباء».‏ (‏عبرانيين ١١:‏٣٤‏)‏ ان التأمل كيف بارك اللّٰه باراق لأنه عمل بإيمان يدفعنا الى العمل اذا كنا مترددين نوعا ما في إتمام تعيين صعب في خدمة يهوه.‏

      الايمان يروِّج السلام

      ١٦ ايّ مثال رائع رسمه ابراهيم في اتِّباع السلام مع لوط؟‏

      ١٦ تماما كما يساعدنا الايمان على إتمام التعيينات الصعبة في خدمة اللّٰه،‏ فهو يروِّج السلام ايضا.‏ فقد سمح ابراهيم المسنّ لابن اخيه الاصغر سنا،‏ لوط،‏ ان يختار المراعي الافضل عندما تخاصم رعاتهما وصار الافتراق ضروريا.‏ (‏تكوين ١٣:‏٧-‏١٢‏)‏ ولا بد ان ابراهيم صلّى بإيمان طلبا لمساعدة اللّٰه على حل هذه المشكلة.‏ وبدلا من وضع مصالحه الخاصة اولا،‏ سوّى المسألة بطريقة سلمية.‏ فإذا حدث خلاف بيننا وبين احد إخوتنا المسيحيين،‏ فلنصلِّ بإيمان و ‹نطلب السلام›،‏ متذكرين مثال ابراهيم الذي تصرف بمحبة واعتبار.‏ —‏ ١ بطرس ٣:‏١٠-‏١٢‏.‏

      ١٧ لماذا يمكننا القول انه جرى رأب الصدع الظاهري بين بولس ورفيقيه برنابا ومرقس بطريقة سلمية؟‏

      ١٧ تأمل كيف يساعدنا تطبيق المبادئ المسيحية بإيمان على ترويج السلام.‏ عندما اوشك بولس ان يبدأ رحلته الارسالية الثانية،‏ وافق برنابا على الاقتراح ان يزورا مرة اخرى الجماعات في قبرس وآسيا الصغرى وأراد اخذ نسيبه مرقس معه.‏ لكنَّ بولس رفض لأن مرقس كان قد تركهما في بمفيلية.‏ فحصلت «فورة غضب» وأدّت المشاجرة الى انفصالهما.‏ فأخذ برنابا مرقس معه الى قبرس،‏ في حين اختار بولس سيلا رفيقا له و «اجتاز في سورية وكيليكية،‏ يقوّي الجماعات».‏ (‏اعمال ١٥:‏٣٦-‏٤١‏)‏ ولكن من الواضح انه بعد فترة جرى رأب الصدع الظاهري بينهما،‏ لأن مرقس كان في روما مع بولس الذي تكلم عنه بشكل مؤاتٍ.‏ (‏كولوسي ٤:‏١٠؛‏ فليمون ٢٣،‏ ٢٤‏)‏ وعندما كان بولس سجينا في روما نحو سنة ٦٥ ب‌م،‏ قال لتيموثاوس:‏ «خذ مرقس وأْتِ به معك،‏ فهو نافع لي للخدمة».‏ (‏٢ تيموثاوس ٤:‏١١‏)‏ فمن الواضح ان بولس جعل علاقته ببرنابا ومرقس موضوع صلواته التي تنم عن الايمان،‏ مما انتج «سلام اللّٰه».‏ —‏ فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏.‏

      ١٨ ماذا حدث على الارجح في قضية افودية وسنتيخي؟‏

      ١٨ بسبب نقصنا،‏ من الطبيعي اننا «جميعا نعثر مرارا كثيرة».‏ (‏يعقوب ٣:‏٢‏)‏ فقد نشأت مشكلة بين امرأتين مسيحيتين كتب عنهما بولس:‏ «احثّ افودية وأحثّ سنتيخي ان يكون لهما الفكر نفسه في الرب.‏ .‏ .‏ .‏ داوِم على مساعدة هاتين اللتين ناضلتا جنبا الى جنب معي في البشارة».‏ (‏فيلبي ٤:‏١-‏٤‏)‏ على الارجح،‏ حلّت هاتان المرأتان التقيتان مشكلتهما بشكل سلمي بتطبيق نصائح كتلك المسجّلة في متى ٥:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏ واليوم ايضا،‏ يساهم تطبيق مبادئ الاسفار المقدسة بإيمان في ترويج السلام.‏

      الايمان يمكِّننا من الاحتمال

      ١٩ ايّ ظرف صعب لم يزعزع ايمان اسحاق ورفقة؟‏

      ١٩ يمكِّننا الايمان ايضا من احتمال الشدائد.‏ فلربما نحن متضايقون جدا لأن احد افراد عائلتنا عصى اللّٰه وتزوّج شخصا غير مؤمن.‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏٣٩‏)‏ مثلا،‏ تألم اسحاق ورفقة كثيرا لأن ابنهما عيسو تزوّج امرأتين غير تقيتَين من بنات حثّ.‏ وهاتان الزوجتان «كانتا مرارة نفس» لإسحاق ورفقة.‏ حتى ان رفقة قالت:‏ «مللت حياتي من اجل بنات حثّ.‏ إنْ كان يعقوب يأخذ زوجة من بنات حثّ مثل هؤلاء من بنات الارض فلماذا لي حياة».‏ (‏تكوين ٢٦:‏٣٤،‏ ٣٥؛‏ ٢٧:‏٤٦‏)‏ لكنَّ هذا الظرف الصعب لم يزعزع ايمان اسحاق ورفقة.‏ فلنحافظ نحن ايضا على ايمان قوي عندما نمرّ بظروف صعبة.‏

      ٢٠ كيف كانت نعمي وراعوث مثالا للايمان؟‏

      ٢٠ كانت الارملة المسنة نعمي يهودية وتعرف ان بعض نساء يهوذا يمكن ان ينجبنَ ابناء قد يصيرون اسلاف المسيَّا.‏ ولكن لأن ابنَيها ماتا دون اولاد ولأنها تخطت سنّ الانجاب،‏ كان تحدُّر المسيَّا من عائلتها امرا بعيد الاحتمال.‏ إلا ان كنّتها الارملة راعوث تزوّجت بوعز المسن،‏ ولدت له ابنا،‏ وصارت من الاشخاص الذين تحدّر منهم يسوع،‏ المسيَّا!‏ (‏تكوين ٤٩:‏١٠،‏ ٣٣؛‏ راعوث ١:‏٣-‏٥؛‏ ٤:‏١٣-‏٢٢؛‏ متى ١:‏١،‏ ٥‏)‏ لقد صمد ايمان نعمي وراعوث في وجه الشدائد وأنتج لهما الفرح.‏ نحن ايضا يمكن ان نحصد الفرح اذا حافظنا على الايمان في وجه الشدائد.‏

      ٢١ ماذا يجلب لنا الايمان،‏ وعلامَ ينبغي ان نصمِّم؟‏

      ٢١ رغم اننا لا نعرف ما يجلبه الغد لنا افراديا،‏ يمكننا بالايمان ان نواجه كل التحديات.‏ فالايمان يمدّنا بالشجاعة والصبر.‏ ويجعلنا نضع اسمى الاهداف وينتج حياة ذات معنى.‏ كما انه يؤثر ايجابيا في علاقتنا بالآخرين ويصمد في وجه الشدائد.‏ فلنكن «ممَّن لهم ايمان لاستحياء النفس».‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٣٩‏)‏ ولنستمرّ،‏ بقوة الهنا المحب يهوه ولمجده،‏ في ممارسة ايمان قوي.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة