-
هل نؤمن حقا بالبشارة؟برج المراقبة ٢٠٠٣ | ١٥ كانون الثاني (يناير)
-
-
هل نؤمن حقا بالبشارة؟
«اقترب ملكوت اللّٰه. فتوبوا وآمنوا بالبشارة». — مرقس ١:١٥.
١، ٢ ماذا تعني مرقس ١:١٤، ١٥؟
في سنة ٣٠ بم، ابتدأ يسوع المسيح بخدمته العظمى في الجليل. كان يكرز «ببشارة اللّٰه»، وقد تأثّر جليليون كثيرون بكلمات يسوع التالية: «قد تم الزمان المعيّن، واقترب ملكوت اللّٰه. فتوبوا وآمنوا بالبشارة». — مرقس ١:١٤، ١٥.
٢ ‹فالزمان المعيّن› قد جاء ليبدأ يسوع بخدمته وليتّخذ الناس قرارا يجلب لهم الرضى الالهي. (لوقا ١٢:٥٤-٥٦) و ‹ملكوت اللّٰه اقترب› لأن يسوع كان حاضرا بصفته الملك الذي عيّنه اللّٰه. ونتيجة لعمله الكرازي، اندفع المستقيمو القلوب الى التوبة. ولكن كيف اظهروا انهم ‹يؤمنون بالبشارة›، وكيف نُظهِر ذلك نحن ايضا؟
٣ كيف اظهر البعض انهم يؤمنون بالبشارة؟
٣ كيسوع، حثّ الرسول بطرس الناس ان يتوبوا. قال وهو يخاطب اليهود في اورشليم يوم الخمسين سنة ٣٣ بم: «توبوا وليعتمد كل واحد منكم باسم يسوع المسيح لمغفرة خطاياكم، فتنالوا هبة الروح القدس». فتاب آلاف الاشخاص، اعتمدوا، وصاروا أتباعا ليسوع. (اعمال ٢:٣٨، ٤١؛ ٤:٤) وفي سنة ٣٦ بم، اتّخذ الامميون التائبون خطوات مماثلة. (اعمال ١٠:١-٤٨) وفي ايامنا ايضا، يدفع الايمان بالبشارة آلاف الاشخاص الى التوبة عن خطاياهم، الانتذار للّٰه، والمعمودية. فقد قبلوا بشارة الخلاص وهم يمارسون الايمان بذبيحة يسوع الفدائية. كما انهم يمارسون البرّ بعدما اخذوا موقفهم الى جانب ملكوت اللّٰه.
٤ ما هو الايمان؟
٤ ولكن ما هو الايمان؟ كتب الرسول بولس: «الايمان هو الترقب الاكيد لأمور مرجوة، والبرهان الجليّ على حقائق لا ترى». (عبرانيين ١١:١) فإيماننا يجعلنا نثق ان كل ما يعِد به اللّٰه في كلمته سيتحقق لا محالة. وهذا اشبه بحيازة صك ملكية يُثبت اننا اصحاب عقار ما. كما ان الايمان هو «البرهان الجلي» الذي يؤكد، او الدليل الذي يثبت، الامور غير المنظورة. فإدراكنا العقلي وتقديرنا القلبي يقنعاننا بأن هذه الامور حقيقة، رغم اننا لم نرَها. — ٢ كورنثوس ٥:٧؛ افسس ١:١٨.
يلزمنا الايمان!
٥ لماذا الايمان مهمّ جدا؟
٥ ان الشعور بالحاجة الروحية امر فطري لدى البشر. لكنَّ الايمان ليس كذلك. «فالايمان ليس لجميع الناس». (٢ تسالونيكي ٣:٢) لكنه ضروري للمسيحيين لكي يرثوا وعود اللّٰه. (عبرانيين ٦:١٢) كتب بولس بعدما استشهد بأمثلة عديدة للايمان: «اذ لنا سحابة عظيمة جدا من الشهود محيطة بنا، لنخلع ايضا كل ثقل والخطية التي توقعنا في حبالتها بسهولة، ولنركض باحتمال في السباق الموضوع امامنا، ناظرين بإمعان الى الوكيل الرئيسي لإيماننا ومكمله، يسوع». (عبرانيين ١٢:١، ٢) فما هي «الخطية التي توقعنا في حبالتها بسهولة»؟ انها قلة الايمان لدى الشخص، او خسارته الايمان الذي امتلكه مرة. وللمحافظة على ايمان قوي، يجب ان ‹ننظر بإمعان الى يسوع› ونقتدي بمثاله. ويجب ايضا ان نرفض الفساد الادبي، نصارع اعمال الجسد، ونتجنب المادية والفلسفات العالمية والتقاليد غير المؤسسة على الاسفار المقدسة. (غلاطية ٥:١٩-٢١؛ كولوسي ٢:٨؛ ١ تيموثاوس ٦:٩، ١٠؛ يهوذا ٣، ٤) وعلاوة على ذلك، يجب ان نؤمن ان اللّٰه معنا وأن المشورة في كلمته فعّالة جدا.
٦، ٧ لماذا من الملائم الصلاة طلبا للايمان؟
٦ لا يمكننا خلق الايمان في داخلنا بقوة ارادتنا. فالايمان هو ثمرة من ثمر روح اللّٰه القدس، او قوته الفعّالة. (غلاطية ٥:٢٢، ٢٣) ولكن ماذا لو كنا بحاجة الى تقوية ايماننا؟ قال يسوع: «فإن كنتم . . . تعرفون كيف تعطون اولادكم عطايا صالحة، فكم بالاحرى الآب في السماء يعطي روحا قدسا للذين يسألونه!». (لوقا ١١:١٣) نعم، يجب ان نصلي طلبا للروح القدس، لأن بإمكانه ان يُنتِج فينا الايمان اللازم لنفعل مشيئة اللّٰه حتى في اصعب الظروف. — افسس ٣:٢٠.
٧ والصلاة طلبا للمزيد من الايمان هي امر صائب. فعندما كان يسوع على وشك طرد شيطان من صبي، توسل ابوه: «لي إيمان! أعنّي حيث احتاج الى الايمان!». (مرقس ٩:٢٤) كما قال تلاميذ يسوع: «زِدنا ايمانا». (لوقا ١٧:٥) لذلك لنصلِّ طلبا للايمان، واثقين ان اللّٰه يستجيب صلوات كهذه. — ١ يوحنا ٥:١٤.
الايمان بكلمة اللّٰه ضروري
٨ كيف يساعدنا الايمان بكلمة اللّٰه؟
٨ قال يسوع لأتباعه قبيل موته الفدائي: «لا تضطرب قلوبكم. مارسوا الايمان باللّٰه، والايمان بي ايضا». (يوحنا ١٤:١) كمسيحيين، لدينا ايمان باللّٰه وابنه. ولكن ماذا عن كلمة اللّٰه؟ بإمكانها ان تفيدنا كثيرا في حياتنا اذا درسناها وطبقناها واثقين تماما بأنها تزوّد افضل مشورة وإرشاد. — عبرانيين ٤:١٢.
٩، ١٠ كيف توضحون ما تقوله يعقوب ١:٥-٨ عن الايمان؟
٩ ان حياة البشر الناقصين ملآنة بالمشاكل. لكنَّ الايمان بكلمة اللّٰه يساعدنا كثيرا. (ايوب ١٤:١) مثلا، لنفرض اننا لا نعرف كيف نتصرف خلال محنة ما. تعطينا كلمة اللّٰه هذه المشورة: «وإنْ كان احد منكم تنقصه حكمة، فليداوم على الطلب من اللّٰه، لأنه يعطي الجميع بكرم ولا يعيّر؛ فسيُعطى له. ولكن ليداوم على الطلب بإيمان، دون ايّ شك، لأن الذي يشك يشبه موجة بحر تسوقها الريح وتلعب بها. فلا يظنّ ذلك الانسان انه ينال من يهوه شيئا؛ انه انسان متردد، متقلب في جميع طرقه». — يعقوب ١:٥-٨.
١٠ فيهوه اللّٰه لن يعيِّرنا اذا كانت تنقصنا الحكمة وصلّينا من اجلها. بل سيساعدنا على النظر الى المحنة بالمنظار الصحيح. فقد يلفت الرفقاء المؤمنون نظرنا الى آيات مساعدة او قد نجد هذه الآيات ونحن ندرس الكتاب المقدس. او قد يوجِّهنا روح يهوه القدس بطريقة اخرى. فأبونا السماوي سيمنحنا الحكمة لمواجهة المحن اذا ‹داومنا على الطلب بإيمان، دون اي شك›. ولكن اذا كنا كموجة بحر تسوقها الريح، فلا يمكن ان نتوقع نيل ايّ شيء من اللّٰه. ولماذا؟ لأن هذا يعني اننا مترددون ومتقلبون في الصلاة او غيرها — حتى في ممارسة الايمان. لذلك يجب ان يكون لدينا ايمان راسخ بكلمة اللّٰه والارشاد الذي تزوِّده. فلنتأمل في بعض الامثلة التي تُظهِر كيف تمنح كلمة اللّٰه المساعدة والارشاد.
الايمان والحصول على ضرورات الحياة
١١ اية ثقة تتعلق بحاجاتنا اليومية يمنحنا اياها الايمان بكلمة اللّٰه؟
١١ ماذا لو كنا الآن نعاني العوز والفقر؟ يمنحنا الايمان بكلمة اللّٰه الثقة التامة ان يهوه سيهتم بحاجاتنا اليومية وأنه سيُجزِل العطاء لكل محبيه في النظام الجديد. (مزمور ٧٢:١٦؛ لوقا ١١:٢، ٣) وسنتشجع عندما نتأمل كيف زوّد يهوه الطعام لنبيّه ايليا خلال المجاعة. ولاحقا، زوّد اللّٰه بطريقة عجائبية مخزون الدقيق والزيت الذي ابقى ايليا وامرأة وابنها على قيد الحياة. (١ ملوك ١٧:٢-١٦) كما اعتنى يهوه بحاجات النبي ارميا خلال الحصار البابلي لأورشليم. (ارميا ٣٧:٢١) ورغم ان ارميا وإيليا لم يحصلا إلا على القليل من الطعام، فقد اعتنى يهوه بهما. وهو يعتني ايضا بالذين يمارسون الايمان به اليوم. — متى ٦:١١، ٢٥-٣٤.
١٢ كيف يساعدنا الايمان ان نحصل على ضرورات الحياة؟
١٢ رغم ان الايمان المقرون بتطبيق مبادئ الكتاب المقدس لا يجعلنا اغنياء ماديا، فهو يساعدنا ان نحصل على ضرورات الحياة. مثلا: ينصحنا الكتاب المقدس ان نكون اشخاصا نزهاء، اكفاء، ومجتهدين. (امثال ٢٢:٢٩؛ جامعة ٥:١٨، ١٩؛ ٢ كورنثوس ٨:٢١) فلا ينبغي ابدا ان نستخف بقيمة الصيت الحسن كعمّال. حتى حيث يكون من الصعب الحصول على وظائف ذات اجر عالٍ، يحصل العمّال النزهاء والمهرة والمجتهدون على فرص اكثر من غيرهم. ورغم ان عمّالا كهؤلاء قد يجنون القليل من المال، فهم يحصلون عادة على الحاجات الضرورية ويشعرون بالاكتفاء لأنهم يأكلون ما يجنون هم انفسهم. — ٢ تسالونيكي ٣:١١، ١٢.
الايمان يساعدنا على احتمال الفاجعة
١٣، ١٤ كيف يساعدنا الايمان على احتمال الفاجعة؟
١٣ تُظهِر كلمة اللّٰه انه من الطبيعي ان يشعر المرء بالاسى عندما يموت شخص يحبه. فالاب الجليل الامين ابراهيم ندب زوجته الحبيبة سارة عندما ماتت. (تكوين ٢٣:٢) وأحس داود بالاسى بعدما سمع بموت ابنه ابشالوم. (٢ صموئيل ١٨:٣٣) حتى الانسان الكامل يسوع بكى على موت صديقه لعازر. (يوحنا ١١:٣٥، ٣٦) فعندما يموت شخص نحبه، قد يسحقنا الحزن، لكنَّ الايمان بوعود كلمة اللّٰه يساعدنا على احتمال الفاجعة.
١٤ قال بولس: «لي رجاء باللّٰه . . . انه سوف تكون قيامة للابرار والاثمة». (اعمال ٢٤:١٥) فيلزم ان نؤمن بترتيب اللّٰه ان تُقام اعداد كبيرة من الناس. (يوحنا ٥:٢٨، ٢٩) وسيكون بين هؤلاء المقامين: ابراهيم وسارة، اسحاق ورفقة، يعقوب وليئة — جميعهم راقدون في الموت وينتظرون القيامة الى عالم اللّٰه الجديد. (تكوين ٤٩:٢٩-٣٢) فكم ستكون فرحتنا كبيرة عندما يستيقظ احباؤنا من رقاد الموت ليعيشوا هنا على الارض! (كشف ٢٠:١١-١٥) في هذه الاثناء، لن يزيل الايمان كل ما نشعر به من اسى، بل يقرّبنا من اللّٰه الذي يساعدنا على احتمال الفاجعة. — مزمور ١٢١:١-٣؛ ٢ كورنثوس ١:٣.
الايمان يقوّي المكتئبين
١٥، ١٦ (أ) لماذا يمكننا القول ان بعض الاشخاص المكتئبين الذين يمارسون الايمان اليوم ليسوا وحدهم مَن شعروا بالكآبة؟ (ب) ماذا يمكن فعله للتغلب على الكآبة؟
١٥ تُظهِر كلمة اللّٰه ايضا انه حتى الذين يمارسون الايمان قد يقعون ضحية الكآبة. فعندما كان ايوب تحت الامتحان القاسي، شعر ان اللّٰه تخلى عنه. (ايوب ٢٩:٢-٥) وقد اغتم نحميا بسبب خراب اورشليم وأسوارها. (نحميا ٢:١-٣) وبعدما أنكر بطرس يسوع، سحقه الحزن كثيرا حتى انه «بكى بمرارة». (لوقا ٢٢:٦٢) كما حثّ بولس الرفقاء المؤمنين في جماعة تسالونيكي ان ‹يعزوا النفوس المكتئبة›. (١ تسالونيكي ٥:١٤) لذلك فإن الاشخاص المكتئبين الذين يمارسون الايمان اليوم ليسوا وحدهم مَن شعروا بالكآبة. ولكن ماذا يمكن فعله للتغلب على الكآبة؟
١٦ ربما نكتئب لأننا نواجه عدة مشاكل خطيرة. ولكن بدلا من اعتبارها مشكلة ساحقة واحدة، قد نتمكن من حل كلّ واحدة على حدة بتطبيق مبادئ الكتاب المقدس. وهذا ما يساعد على تخفيف كآبتنا. ومن المساعد ايضا ان نقوم بنشاط متّزن ونأخذ قسطا وافيا من الراحة. والامر الاكيد هو ان الايمان باللّٰه وكلمته يساهم في خيرنا الروحي لأنه يقوّي اقتناعنا بأنه يهتم بنا حقا.
١٧ كيف نعرف ان يهوه يهتم بنا؟
١٧ يعطينا بطرس هذا التأكيد المعزي: «تواضعوا . . . تحت يد اللّٰه القديرة، ليرفعكم في حينه، ملقين كل همكم عليه، لأنه يهتم بكم». (١ بطرس ٥:٦، ٧) كما رنّم صاحب المزمور: «الرب عاضد كل الساقطين ومقوِّم كل المنحنين». (مزمور ١٤٥:١٤) فينبغي ان نؤمن بهذه التأكيدات، لأنها موجودة في كلمة اللّٰه. وفي حين ان الكآبة قد لا تزول نهائيا، كم يقوى ايماننا عندما نعرف انه يمكننا إلقاء كلّ همّنا على ابينا السماوي المحب!
الايمان والمحن الاخرى
١٨، ١٩ كيف يساعدنا الايمان على مواجهة المرض وتعزية الرفقاء المؤمنين المرضى؟
١٨ قد تكون اصابتنا او اصابة احبائنا بمرض خطير امتحانا كبيرا لإيماننا. ورغم ان الكتاب المقدس لا يذكر ان مسيحيين مثل إبفرديتس وتيموثاوس وتروفيمس شفوا نتيجة عجيبة، فقد ساعدهم يهوه دون شك على الاحتمال. (فيلبي ٢:٢٥-٣٠؛ ١ تيموثاوس ٥:٢٣؛ ٢ تيموثاوس ٤:٢٠) وعلاوة على ذلك، رنّم صاحب المزمور عن «الذي ينظر الى المسكين»، قائلا: «الرب يعضده وهو على فراش الضعف. مهَّدتَ مضجعه كله في مرضه». (مزمور ٤١:١-٣) فكيف تساعدنا كلمات صاحب المزمور على تعزية الرفقاء المؤمنين المرضى؟
١٩ احدى الطرائق لتزويد المساعدة الروحية هي الصلاة مع المرضى ولأجلهم. وفي حين اننا لا نصلي اليوم طلبا لشفاء عجائبي، يمكننا ان نطلب من اللّٰه ان يمنحهم القدرة على احتمال مرضهم والقوة الروحية اللازمة لاحتمال فترات الضعف هذه. ويهوه سيدعمهم، وسيقوى ايمانهم عندما يتطلعون الى الوقت حين «لا يقول ساكن انا مرضت». (اشعياء ٣٣:٢٤) فكم هي معزية المعرفة انه بواسطة يسوع المسيح المُقام وبواسطة ملكوت اللّٰه، سينال الجنس البشري الطائع التحرر الدائم من الخطية والمرض والموت! وكم نشكر يهوه ‹الذي يشفي كل امراضنا› على كل هذه الامور الرائعة! — مزمور ١٠٣:١-٣؛ كشف ٢١:١-٥.
٢٠ لماذا يمكن القول ان الايمان يمكن ان يساعدنا على احتمال «ايام الشر» خلال الشيخوخة؟
٢٠ يمكن للايمان ايضا ان يساعدنا على احتمال «ايام الشر» خلال الشيخوخة حين تتدهور الصحة والقوة. (جامعة ١٢:١-٧) فيمكن للمسنين بيننا ان يصلّوا كما رنّم صاحب المزمور المسنّ: «لأنك انت رجائي يا سيدي الرب . . . لا ترفضني في زمن الشيخوخة. لا تتركني عند فناء قوتي». (مزمور ٧١:٥، ٩) لقد شعر صاحب المزمور بالحاجة الى دعم يهوه تماما كما يشعر الكثير من رفقائنا المسيحيين الذين قضوا سنوات كثيرة في خدمة اللّٰه وقد شاخوا الآن. وبسبب ايمانهم يمكنهم التأكد ان لديهم الدعم الذي لا ينضب لأذرع يهوه الابدية. — تثنية ٣٣:٢٧.
لنحافظ على الايمان بكلمة اللّٰه
٢١، ٢٢ كيف يؤثر امتلاكنا الايمان في علاقتنا باللّٰه؟
٢١ يساعدنا الايمان بالبشارة وبكامل كلمة اللّٰه على الاقتراب الى يهوه اكثر. (يعقوب ٤:٨) فبالإضافة الى انه السيد المتسلط، هو خالقنا وأبونا ايضا. (اشعياء ٦٤:٨؛ متى ٦:٩؛ اعمال ٤:٢٤) رنّم صاحب المزمور: «ابي انت. الهي وصخرة خلاصي». (مزمور ٨٩:٢٦) وإذا مارسنا الايمان بيهوه وبكلمته الموحى بها، يمكننا نحن ايضا ان نعتبر يهوه ‹صخرة خلاصنا›. فيا له من امتياز مبهج!
٢٢ ويهوه هو ابو المسيحيين المولودين من الروح وأبو رفقائهم ذوي الرجاء الارضي. (روما ٨:١٥) والايمان بأبينا السماوي لا يؤدي الى الخيبة ابدا. قال داود: «ان ابي وأمي قد تركاني والرب يضمني». (مزمور ٢٧:١٠) وإضافة الى ذلك، لدينا هذا التأكيد: «لا يترك الرب شعبه من اجل اسمه العظيم». — ١ صموئيل ١٢:٢٢.
٢٣ ماذا يجب ان نفعل اذا اردنا التمتع بعلاقة دائمة بيهوه؟
٢٣ طبعا، للتمتع بعلاقة دائمة بيهوه، يجب ان نؤمن بالبشارة ونقبل الاسفار المقدسة كما هي حقا ككلمة اللّٰه. (١ تسالونيكي ٢:١٣) ويجب ان نثق ثقة مطلقة بيهوه وندع كلمته تنير سبيلنا. (مزمور ١١٩:١٠٥؛ امثال ٣:٥، ٦) وسيزيد ايماننا عندما نصلي اليه ولنا ثقة برأفته ورحمته ودعمه.
٢٤ اية فكرة معزية موجودة في روما ١٤:٨؟
٢٤ لقد دفعنا الايمان الى الانتذار للّٰه طوال الابدية. ولكن حتى لو متنا، فإذا كان لدينا ايمان قوي، نظل خدامه المنتذرين ولنا رجاء القيامة. نعم، «إنْ عشنا وإنْ متنا فليهوه نحن». (روما ١٤:٨) فلنُبقِ هذه الفكرة المعزية في ذهننا فيما نحافظ على ثقتنا بكلمة اللّٰه ونستمر في الايمان بالبشارة.
-
-
الى ايّ حدّ قوي هو ايمانك؟برج المراقبة ٢٠٠٣ | ١٥ كانون الثاني (يناير)
-
-
الى ايّ حدّ قوي هو ايمانك؟
«انتم بإيمانكم ثابتون». — ٢ كورنثوس ١:٢٤.
١، ٢ لماذا يجب ان نمتلك الايمان، وكيف يمكن ان يقوى؟
يعرف خدام يهوه انه يجب ان يمتلكوا الايمان لأنه ‹بدون ايمان يستحيل إرضاء اللّٰه›. (عبرانيين ١١:٦) لذلك من الحكمة ان نصلي طلبا للروح القدس والايمان، الذي هو ثمرة من ثمر الروح. (لوقا ١١:١٣؛ غلاطية ٥:٢٢، ٢٣) كما ان الاقتداء بإيمان الرفقاء المؤمنين يقوّي هذه الصفة فينا. — ٢ تيموثاوس ١:٥؛ عبرانيين ١٣:٧.
٢ وسيقوى ايماننا اذا داومنا على اتّباع المسلك الذي ترسمه كلمة اللّٰه لكل المسيحيين. فالايمان القوي ينتج من قراءة الكتاب المقدس يوميا ودرس الاسفار المقدسة باجتهاد بمساعدة المطبوعات التي يزوّدها «الوكيل الامين». (لوقا ١٢:٤٢-٤٤؛ يشوع ١:٧، ٨، عج) ونحن نتشجع بإيمان بعضنا البعض عندما نحضر الاجتماعات والمحافل المسيحية قانونيا. (روما ١:١١، ١٢؛ عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥) كما يقوى ايماننا عندما نتحدث الى الآخرين في الخدمة. — مزمور ١٤٥:١٠-١٣؛ روما ١٠:١١-١٥.
٣ اية مساعدة متعلقة بالايمان ننالها من الشيوخ المسيحيين المحبّين؟
٣ يساعدنا الشيوخ المسيحيون المحبّون على تقوية ايماننا عندما يقدِّمون لنا المشورة والتشجيع المؤسسين على الاسفار المقدسة. فموقفهم هو كموقف الرسول بولس الذي قال للكورنثيين: «نحن رفقاء في العمل لفرحكم، فأنتم بإيمانكم ثابتون». (٢ كورنثوس ١:٢٣، ٢٤) وتنقل ترجمة اخرى هذا العدد كما يلي: «نحن نعمل معكم لجعلكم فرحين، لأن ايمانكم قوي». (الترجمة الانكليزية المعاصرة) والبارّ بإيمانه يحيا. فلا احد يمكن ان يمارس الايمان بدلا عنا او ان يجعلنا محافظين على الاستقامة اولياء. ‹فيجب ان نحمل حملنا الخاص› في هذا المجال. — غلاطية ٣:١١؛ ٦:٥.
٤ كيف يمكن لروايات الاسفار المقدسة عن خدام اللّٰه الامناء ان تساهم في تقوية ايماننا؟
٤ تزخر الاسفار المقدسة بروايات عن اشخاص امتلكوا الايمان. وقد نعرف الكثير عن اعمالهم البارزة، ولكن ماذا عن الايمان الذي اعربوا عنه يوميا، وربما طوال حياتهم؟ ان التأمل كيف اعربوا عن هذه الصفة في ظروف كظروفنا يساهم في تقوية ايماننا.
الايمان يمدّنا بالشجاعة
٥ ايّ دليل من الاسفار المقدسة يُظهِر ان الايمان يقوينا لإعلان كلمة اللّٰه بشجاعة؟
٥ يقوينا الايمان لنعلن كلمة اللّٰه بشجاعة. فقد انبأ اخنوخ بشجاعة بتنفيذ الدينونة الالهية. قال: «ها قد اتى يهوه مع ربوات قدوسيه، لينفِّذ دينونة في الجميع، ويدين جميع الكافرين بجميع اعمال كفرهم التي كفروا بها، وبجميع الامور الفظيعة التي تكلم بها عليه خطاة كافرون». (يهوذا ١٤، ١٥) ولا شك ان اعداء اخنوخ الكافرين ارادوا قتله عندما سمعوا هذه الكلمات. لكنه تكلم بجرأة وإيمان. وقد «اخذه» اللّٰه بمعنى انه جعله يموت وهو في غيبوبة، دون ان يعاني اوجاع الموت كما يبدو. (تكوين ٥:٢٤؛ عبرانيين ١١:٥) رغم ان عجائب كهذه لا تحدث لنا، فإن يهوه يستجيب صلواتنا بحيث يمكننا إعلان كلمته بإيمان وشجاعة. — اعمال ٤:٢٤-٣١.
٦ كيف كان الايمان والشجاعة اللذان زوَّدهما اللّٰه لنوح مساعِدَين له؟
٦ بالايمان نوح «بنى فلكا لخلاص اهل بيته». (عبرانيين ١١:٧؛ تكوين ٦:١٣-٢٢) كما كان نوح ايضا ‹كارزا بالبر› اذ اعلن تحذير اللّٰه بشجاعة لمعاصريه. (٢ بطرس ٢:٥) ولا بد انهم سخروا من رسالته عن طوفان قادم، تماما كما يسخر البعض عندما نزوِّد من الاسفار المقدسة براهين تُثبِت ان نظام الاشياء الحاضر سيُدمَّر عمّا قريب. (٢ بطرس ٣:٣-١٢) ولكن كأخنوخ ونوح، بإمكاننا نقل هذه الرسالة بسبب الايمان والشجاعة اللذين يزوِّدنا بهما اللّٰه.
الايمان يمدّنا بالصبر
٧ كيف اعرب ابراهيم وآخرون غيره عن الايمان والصبر؟
٧ نحن بحاجة الى الايمان والصبر، وخصوصا فيما ننتظر نهاية هذا النظام الشرير. وأحد ‹الذين بالايمان والصبر سيرثون الوعود› هو الاب الجليل الخائف اللّٰه ابراهيم. (عبرانيين ٦:١١، ١٢) فبالايمان ترك مدينة اور، بكل ما فيها من امور ايجابية، وتغرّب في ارض غريبة وعده اللّٰه ان يعطيه اياها. وكان اسحاق ويعقوب ايضا وريثَين لهذا الوعد عينه. ولكن «في الايمان مات هؤلاء اجمعون، ولم ينالوا إتمام الوعود». وبالايمان ‹ابتغوا مكانا افضل، مكانا تابعا للسماء›. لذلك ‹اعدّ اللّٰه مدينة لهم›. (عبرانيين ١١:٨-١٦) نعم، لقد انتظر ابراهيم وإسحاق ويعقوب وزوجاتهم التقيات بصبر ملكوت اللّٰه السماوي، الذي في ظل حكمه سيُقامون للعيش على الارض.
٨ رغم اية امور اعرب ابراهيم وإسحاق ويعقوب عن الصبر والايمان؟
٨ لم يخسر ابراهيم وإسحاق ويعقوب الايمان رغم انهم لم يتملكوا ارض الموعد ولم يروا جميع الامم تتبارك في نسل ابراهيم. (تكوين ١٥:٥-٧؛ ٢٢:١٥-١٨) ومع ان ‹المدينة التي بانيها اللّٰه› لم تكن لتصير حقيقة إلا بعد قرون، فقد استمر هؤلاء الرجال يعربون عن الايمان والصبر طوال حياتهم. نحن ايضا، ينبغي دون شك ان نفعل الامر عينه الآن وقد اصبح الملكوت المسيّاني حقيقة في السماء. — مزمور ٤٢:٥، ١١؛ ٤٣:٥.
الايمان يجعلنا نضع اسمى الاهداف
٩ ما هو تأثير الايمان في اهدافنا؟
٩ لم يتبنَّ الآباء الاجلاء الامناء قط نمط حياة الكنعانيين المنحط لأنهم امتلكوا اهدافا اسمى بكثير. وعلى نحو مماثل اليوم، يجعلنا الايمان نضع اهدافا روحية تمكِّننا من مقاومة الصيرورة جزءا من العالم الذي تحت سلطة الشرير، الشيطان ابليس. — ١ يوحنا ٢:١٥-١٧؛ ٥:١٩.
١٠ كيف نعرف ان يوسف اتَّبع هدفا اسمى من هدف الشهرة في هذا العالم؟
١٠ بتوجيه الهي، خدم يوسف بن يعقوب كمسؤول عن الاغذية في مصر. لكنَّ هدفه لم يكن ان يصير رجلا ذا شأن في هذا العالم. فبثقة بإتمام وعود يهوه، قال يوسف البالغ من عمره ١١٠ سنوات لإخوته: «انا اموت. ولكنَّ اللّٰه سيفتقدكم ويصعدكم من هذه الارض الى الارض التي حلف لإبراهيم وإسحاق ويعقوب». ثم طلب ان يُدفَن في ارض الموعد. عند موته، حُنِّط ووُضع في تابوت في مصر. ولكن عندما أُنقذ الاسرائيليون من العبودية المصرية، اخذ النبي موسى عظام يوسف معه ليدفنها في ارض الموعد. (تكوين ٥٠:٢٢-٢٦؛ خروج ١٣:١٩) فإذا امتلكنا ايمانا كإيمان يوسف، ينبغي ان نندفع الى اتِّباع اهداف اسمى بكثير من هدف الشهرة في هذا العالم. — ١ كورنثوس ٧:٢٩-٣١.
١١ كيف برهن موسى انه كانت لديه اهداف روحية؟
١١ موسى ايضا «اختار ان تُساء معاملته مع شعب اللّٰه على التمتع الوقتي بالخطية» كعضو مثقّف من العائلة المالكة المصرية. (عبرانيين ١١:٢٣-٢٦؛ اعمال ٧:٢٠-٢٢) وقد كلّفه ذلك التضحية بمقام رفيع في العالم وربما ايضا التضحية بدفن فخم في تابوت مزخرف في موقع مصري مشهور. ولكن ما قيمة كل ذلك بالمقارنة مع الامتياز ان يكون «رجل اللّٰه»، وسيط عهد الشريعة، نبي يهوه، وأحد كتبة الكتاب المقدس؟ (عزرا ٣:٢) فهل الترقية الى مركز مرموق هي ما تصبو اليه، ام هل جعلك الايمان تضع اهدافا روحية اسمى بكثير؟
الايمان ينتج حياة ذات معنى
١٢ كيف اثّر الايمان في حياة راحاب؟
١٢ لا يجعل الايمان الشخص يضع اسمى الاهداف فحسب، بل ينتج ايضا حياة ذات معنى. فلا بد ان راحاب التي عاشت في اريحا قد احست بأن حياتها كعاهرة هي بلا معنى. ولكن كم تغيّر ذلك عندما مارست الايمان! فقد ‹تبررت بأعمال الايمان، اذ اضافت الرسولين الاسرائيليين وأخرجتهما في طريق آخر› لكي يهربا من اعدائهما الكنعانيين. (يعقوب ٢:٢٤-٢٦) وإذ ادركت ان يهوه هو الاله الحق، اعربت ايضا عن الايمان بهجر حياة البغاء التي كانت تعيشها. (يشوع ٢:٩-١١؛ عبرانيين ١١:٣٠، ٣١) ثم تزوجت بأحد خدام يهوه، وليس برجل كنعاني غير مؤمن. (تثنية ٧:٣، ٤؛ ١ كورنثوس ٧:٣٩) وقد نالت الامتياز العظيم ان يتحدر المسيَّا من نسلها. (١ أخبار الايام ٢:٣-١٥؛ راعوث ٤:٢٠-٢٢؛ متى ١:٥، ٦) وكغيرها، الذين هجر البعض منهم حياتهم الفاسدة ادبيا، ستنال مكافأة اخرى ايضا: القيامة الى حياة على ارض فردوسية.
١٣ كيف اخطأ داود مع بثشبع، ولكن ايّ موقف اعرب عنه؟
١٣ بعدما هجرت راحاب نمط حياتها الخاطئ، حافظت كما يبدو على مسلك مستقيم. ومن ناحية اخرى، فإن بعض الذين كانوا منتذرين للّٰه فترة طويلة ارتكبوا خطية خطيرة. فقد زنى الملك داود مع بثشبع، دبَّر لقتل زوجها في المعركة، ثم اتَّخذها زوجة له. (٢ صموئيل ١١:١-٢٧) لكنَّ داود تاب وندم كثيرا وتوسل الى يهوه قائلا: «روحك القدوس لا تنزعه مني». وبالفعل، لم يخسر داود روح اللّٰه. فقد وثق بأن يهوه، برحمته الواسعة، لن يحتقر «القلب المنكسر والمنسحق» بسبب الخطية. (مزمور ٥١:١١، ١٧؛ ١٠٣:١٠-١٤) ولأن داود وبثشبع امتلكا الايمان، تمتعا بالمكافأة ان يتحدر المسيَّا منهما. — ١ أخبار الايام ٣:٥؛ متى ١:٦، ١٦؛ لوقا ٣:٢٣، ٣١.
الايمان الذي يقويه
التأكد من المساعدة الالهية
١٤ ايّ تأكيدَين نالهما جدعون، وكيف تؤثر هذه الرواية في ايماننا؟
١٤ رغم اننا نسلك بإيمان، قد نحتاج احيانا الى التأكد من المساعدة الالهية. هذه كانت حال القاضي جدعون، احد الذين «بالايمان كسروا ممالك». (عبرانيين ١١:٣٢، ٣٣) فعندما اجتاح المديانيون وحلفاؤهم اسرائيل، حلّ روح اللّٰه على جدعون. ولكنه اراد التأكد من ان يهوه معه. فاقترح امتحانَين يشملان جَزّة صوف تُترك في البيدر طوال الليل. في الامتحان الاول، تشكَّل الطل على الجَزّة فيما بقيت الارض جافة. أما في الامتحان التالي فقد حدث العكس. وإذ تقوى جدعون الحذِر بهذين التأكيدين، عمل بإيمان وهزم اعداء اسرائيل. (قضاة ٦:٣٣-٤٠؛ ٧:١٩-٢٥) فإذا اردنا التأكد من المساعدة الالهية عند اتِّخاذ قرار ما، فلا يعني هذا انه ينقصنا الايمان. فنحن في الواقع نُظهِر الايمان باللجوء الى الكتاب المقدس والمطبوعات المسيحية وبالصلاة من اجل ارشاد الروح القدس عند اتِّخاذ القرارات. — روما ٨:٢٦، ٢٧.
١٥ كيف يساعدنا التأمل في ايمان باراق؟
١٥ قوي ايضا ايمان القاضي باراق عندما تأكد من المساعدة الالهية، وذلك حين شجّعته النبية دبورة على اخذ المبادرة في تحرير الاسرائيليين من ظلم الملك الكنعاني يابين. فقاد ٠٠٠,١٠ رجل غير مجهَّزين جيدا في معركة وانتصر على قوات يابين الاكثر عددا بقيادة سيسرا. واحتفلت دبورة وباراق بهذا النصر بترنيم ترنيمة تهزّ المشاعر. (قضاة ٤:١–٥:٣١) لقد شجَّعت دبورة باراق على اتِّخاذ اجراء بصفته قائد اسرائيل المعيَّن من اللّٰه، فصار احد خدام يهوه الذين بالايمان «دحروا جيوش الغرباء». (عبرانيين ١١:٣٤) ان التأمل كيف بارك اللّٰه باراق لأنه عمل بإيمان يدفعنا الى العمل اذا كنا مترددين نوعا ما في إتمام تعيين صعب في خدمة يهوه.
الايمان يروِّج السلام
١٦ ايّ مثال رائع رسمه ابراهيم في اتِّباع السلام مع لوط؟
١٦ تماما كما يساعدنا الايمان على إتمام التعيينات الصعبة في خدمة اللّٰه، فهو يروِّج السلام ايضا. فقد سمح ابراهيم المسنّ لابن اخيه الاصغر سنا، لوط، ان يختار المراعي الافضل عندما تخاصم رعاتهما وصار الافتراق ضروريا. (تكوين ١٣:٧-١٢) ولا بد ان ابراهيم صلّى بإيمان طلبا لمساعدة اللّٰه على حل هذه المشكلة. وبدلا من وضع مصالحه الخاصة اولا، سوّى المسألة بطريقة سلمية. فإذا حدث خلاف بيننا وبين احد إخوتنا المسيحيين، فلنصلِّ بإيمان و ‹نطلب السلام›، متذكرين مثال ابراهيم الذي تصرف بمحبة واعتبار. — ١ بطرس ٣:١٠-١٢.
١٧ لماذا يمكننا القول انه جرى رأب الصدع الظاهري بين بولس ورفيقيه برنابا ومرقس بطريقة سلمية؟
١٧ تأمل كيف يساعدنا تطبيق المبادئ المسيحية بإيمان على ترويج السلام. عندما اوشك بولس ان يبدأ رحلته الارسالية الثانية، وافق برنابا على الاقتراح ان يزورا مرة اخرى الجماعات في قبرس وآسيا الصغرى وأراد اخذ نسيبه مرقس معه. لكنَّ بولس رفض لأن مرقس كان قد تركهما في بمفيلية. فحصلت «فورة غضب» وأدّت المشاجرة الى انفصالهما. فأخذ برنابا مرقس معه الى قبرس، في حين اختار بولس سيلا رفيقا له و «اجتاز في سورية وكيليكية، يقوّي الجماعات». (اعمال ١٥:٣٦-٤١) ولكن من الواضح انه بعد فترة جرى رأب الصدع الظاهري بينهما، لأن مرقس كان في روما مع بولس الذي تكلم عنه بشكل مؤاتٍ. (كولوسي ٤:١٠؛ فليمون ٢٣، ٢٤) وعندما كان بولس سجينا في روما نحو سنة ٦٥ بم، قال لتيموثاوس: «خذ مرقس وأْتِ به معك، فهو نافع لي للخدمة». (٢ تيموثاوس ٤:١١) فمن الواضح ان بولس جعل علاقته ببرنابا ومرقس موضوع صلواته التي تنم عن الايمان، مما انتج «سلام اللّٰه». — فيلبي ٤:٦، ٧.
١٨ ماذا حدث على الارجح في قضية افودية وسنتيخي؟
١٨ بسبب نقصنا، من الطبيعي اننا «جميعا نعثر مرارا كثيرة». (يعقوب ٣:٢) فقد نشأت مشكلة بين امرأتين مسيحيتين كتب عنهما بولس: «احثّ افودية وأحثّ سنتيخي ان يكون لهما الفكر نفسه في الرب. . . . داوِم على مساعدة هاتين اللتين ناضلتا جنبا الى جنب معي في البشارة». (فيلبي ٤:١-٤) على الارجح، حلّت هاتان المرأتان التقيتان مشكلتهما بشكل سلمي بتطبيق نصائح كتلك المسجّلة في متى ٥:٢٣، ٢٤. واليوم ايضا، يساهم تطبيق مبادئ الاسفار المقدسة بإيمان في ترويج السلام.
الايمان يمكِّننا من الاحتمال
١٩ ايّ ظرف صعب لم يزعزع ايمان اسحاق ورفقة؟
١٩ يمكِّننا الايمان ايضا من احتمال الشدائد. فلربما نحن متضايقون جدا لأن احد افراد عائلتنا عصى اللّٰه وتزوّج شخصا غير مؤمن. (١ كورنثوس ٧:٣٩) مثلا، تألم اسحاق ورفقة كثيرا لأن ابنهما عيسو تزوّج امرأتين غير تقيتَين من بنات حثّ. وهاتان الزوجتان «كانتا مرارة نفس» لإسحاق ورفقة. حتى ان رفقة قالت: «مللت حياتي من اجل بنات حثّ. إنْ كان يعقوب يأخذ زوجة من بنات حثّ مثل هؤلاء من بنات الارض فلماذا لي حياة». (تكوين ٢٦:٣٤، ٣٥؛ ٢٧:٤٦) لكنَّ هذا الظرف الصعب لم يزعزع ايمان اسحاق ورفقة. فلنحافظ نحن ايضا على ايمان قوي عندما نمرّ بظروف صعبة.
٢٠ كيف كانت نعمي وراعوث مثالا للايمان؟
٢٠ كانت الارملة المسنة نعمي يهودية وتعرف ان بعض نساء يهوذا يمكن ان ينجبنَ ابناء قد يصيرون اسلاف المسيَّا. ولكن لأن ابنَيها ماتا دون اولاد ولأنها تخطت سنّ الانجاب، كان تحدُّر المسيَّا من عائلتها امرا بعيد الاحتمال. إلا ان كنّتها الارملة راعوث تزوّجت بوعز المسن، ولدت له ابنا، وصارت من الاشخاص الذين تحدّر منهم يسوع، المسيَّا! (تكوين ٤٩:١٠، ٣٣؛ راعوث ١:٣-٥؛ ٤:١٣-٢٢؛ متى ١:١، ٥) لقد صمد ايمان نعمي وراعوث في وجه الشدائد وأنتج لهما الفرح. نحن ايضا يمكن ان نحصد الفرح اذا حافظنا على الايمان في وجه الشدائد.
٢١ ماذا يجلب لنا الايمان، وعلامَ ينبغي ان نصمِّم؟
٢١ رغم اننا لا نعرف ما يجلبه الغد لنا افراديا، يمكننا بالايمان ان نواجه كل التحديات. فالايمان يمدّنا بالشجاعة والصبر. ويجعلنا نضع اسمى الاهداف وينتج حياة ذات معنى. كما انه يؤثر ايجابيا في علاقتنا بالآخرين ويصمد في وجه الشدائد. فلنكن «ممَّن لهم ايمان لاستحياء النفس». (عبرانيين ١٠:٣٩) ولنستمرّ، بقوة الهنا المحب يهوه ولمجده، في ممارسة ايمان قوي.
-