-
الايمان المسيحي سيُمتحَنبرج المراقبة ١٩٩٨ | ١٥ ايار (مايو)
-
-
الايمان المسيحي سيُمتحَن
«الايمان ليس للجميع». — ٢ تسالونيكي ٣:٢.
١ كيف اظهر التاريخ انه ليس للجميع ايمان اصيل؟
على مرِّ التاريخ، كان هنالك رجال ونساء وأولاد لهم ايمان اصيل. ان الصفة «اصيل» ملائمة لأن ملايين آخرين اعربوا عن ايمان اشبه بالسذاجة، التصديق بسرعة دون اساس او سبب صحيح. وغالبا ما كان هذا الايمان يشمل آلهة باطلة او ديانات لا ترضي يهوه الكلي القدرة ولا تنسجم مع كلمته المُعلَنة. لذلك كتب الرسول بولس: «الايمان ليس للجميع». — ٢ تسالونيكي ٣:٢.
٢ لماذا من المهم ان نفحص ايماننا؟
٢ ولكنَّ عبارة بولس تلمِّح الى ان بعض الاشخاص كان لهم ايمان اصيل، وتشير ضمنا الى ان البعض اليوم هم كذلك. ان معظم قراء هذه المجلة يرغبون في حيازة وزيادة مثل هذا الايمان الاصيل — الايمان المنسجم مع المعرفة الدقيقة للحق الالهي. (يوحنا ١٨:٣٧؛ عبرانيين ١١:٦) فهل لديكم هذه الرغبة؟ اذًا من الضروري ان تدركوا ان ايمانكم سيُمتَحن وأن تستعدوا لذلك. ولماذا نقول ذلك؟
٣، ٤ لماذا ينبغي ان ننظر الى يسوع في ما يتعلق بامتحانات الايمان؟
٣ لا بدّ ان نعترف ان يسوع المسيح يلعب دورا رئيسيا في ايماننا. فالكتاب المقدس يتكلم عنه انه مكمِّل ايماننا. وهذا بسبب ما قاله يسوع وعمله، وخصوصا إتمامه للنبوات. فقد رسَّخ الاساس الذي يبني عليه البشر الايمان الاصيل. (عبرانيين ١٢:٢؛ رؤيا ١:١، ٢) ومع ذلك، نقرأ ان يسوع «مجرَّب في كل شيء مثلنا بلا خطية». (عبرانيين ٤:١٥) نعم، لقد امتُحن ايمان يسوع. ويجب ان يعزينا ذلك، لا ان يثبِّطنا او يزرع فينا الخوف.
٤ وبمعاناة اقسى المحن حتى الموت على الخشبة، ‹تعلم يسوع الطاعة›. (عبرانيين ٥:٨) وقد اثبت ان البشر يمكن ان يحيوا على انسجام مع الايمان الحقيقي رغم اية محن قد تصيبهم. ويصير لذلك مغزى خصوصي عندما نفكر في ما قاله يسوع عن أتباعه: «اذكروا الكلام الذي قلته لكم ليس عبد اعظم من سيده». (يوحنا ١٥:٢٠) وفي الواقع، تنبأ يسوع عن أتباعه في ايامنا: «تكونون مبغَضين من جميع الامم لأجل اسمي». — متى ٢٤:٩.
٥ كيف تشير الاسفار المقدسة الى اننا سنواجه الامتحانات؟
٥ في مطلع هذا القرن، ابتدأ القضاء من بيت اللّٰه. فقد انبأت الاسفار المقدسة: «لأنه الوقت لابتداء القضاء من بيت اللّٰه. فإن كان اولا منا فما هي نهاية الذين لا يطيعون انجيل اللّٰه. وإن كان البار بالجهد يخلُص فالفاجر والخاطئ اين يظهران». — ١ بطرس ٤:١٧، ١٨.
لماذا سيُمتحَن الايمان؟
٦ لماذا الايمان المُمتحَن لا يُثمَّن؟
٦ بمعنى من المعاني، ان الايمان غير المُمتحَن لم يُثبِت جدارته، وما زالت نوعيته مجهولة. وقد تشبِّهونه بشيك لم يُصرَف بعد. فربما اخذتم شيكا مقابل عمل قمتم به، او مقابل بضائع بعتموها، او كهدية. وقد يبدو الشيك قيِّما، ولكن هل هو كذلك؟ هل يساوي حقا القيمة التي يحملها؟ على نحو مماثل، يجب ان يكون ايماننا اكثر من مجرد مظهر او اعتراف علني. يجب ان يُمتحَن لنُثبِت انه قيِّم ومن نوعية رفيعة. وعندما يُمتحَن ايماننا يمكن ان نجد انه قوي وقيِّم. ويمكن ايضا ان يكشف الامتحان مواطن يكون ايماننا فيها بحاجة الى تمحيص او تقوية.
٧، ٨ من اين تأتي امتحانات ايماننا؟
٧ يسمح اللّٰه بأن يصيبنا الاضطهاد وغيره من امتحانات الايمان. نقرأ: «لا يقل احد اذا جُرب اني اجرَّب من قِبل اللّٰه. لأن اللّٰه غير مجرَّب بالشرور وهو لا يجرِّب احدا». (يعقوب ١:١٣) فمَن هو او ما هو سبب هذه المحن؟ انه الشيطان، والعالم، وجسدنا الناقص.
٨ ربما نعترف ان الشيطان يمارس نفوذا قويا على العالم، على تفكيره وطرقه. (١ يوحنا ٥:١٩) ونعرف على الارجح انه يحرِّض على اضطهاد المسيحيين. (رؤيا ١٢:١٧) ولكن هل نحن مقتنعون ايضا بأن الشيطان يحاول ان يُضلنا بأمور تروق جسدنا الناقص، مغويا ايانا بالمغريات العالمية على امل ان نُصاد بالطعم، ونعصي اللّٰه، ونخسر اخيرا رضى يهوه؟ طبعا، لا ينبغي ان تدهشنا اساليب الشيطان، لأنه استخدم الوسائل نفسها عندما حاول اغواء يسوع. — متى ٤:١-١١.
٩ كيف يمكن ان نستفيد من امثلة الايمان؟
٩ يزوِّدنا يهوه بواسطة كلمته والجماعة المسيحية امثلة واقعية للايمان يمكن ان نقتدي بها. حثّ بولس: «كونوا متمثلين بي معا ايها الاخوة ولاحظوا الذين يسيرون هكذا كما نحن عندكم قدوة». (فيلبي ٣:١٧) فكأحد خدام اللّٰه الممسوحين في القرن الاول، كان بولس سبَّاقا الى انجاز اعمال الايمان، رغم المحن القاسية التي واجهها. وفي اواخر القرن الـ ٢٠، لا نفتقر الى امثلة مشابهة للايمان. فكلمات العبرانيين ١٣:٧ تنطبق الآن تماما مثلما انطبقت عندما كتبها بولس: «اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة اللّٰه. انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثَّلوا بإيمانهم».
١٠ اية امثلة للايمان لدينا في الازمنة العصرية؟
١٠ ولهذا الحثّ قوة خصوصية عندما نأخذ في الاعتبار نهاية سيرة البقية الممسوحة. ويمكن ان ننظر الى مثالهم ونقتدي بإيمانهم. فإيمانهم اصيل محَّصته الامتحانات. فمن بدايات صغيرة في سبعينات القرن الماضي، نما معشر اخوة مسيحي عالمي. وقد اسفر ايمان واحتمال الممسوحين من ذلك الحين فصاعدا عما يزيد على خمسة ملايين ونصف من شهود يهوه الذين يكرزون الآن بملكوت اللّٰه ويعلِّمون عنه. والجماعة العالمية الحالية من العبَّاد الحقيقيين الغيورين هي بمثابة شهادة للايمان المُمتحَن. — تيطس ٢:١٤.
امتحان للايمان بشأن سنة ١٩١٤
١١ كيف كانت سنة ١٩١٤ مهمة في نظر ت. ت. رصل وعشرائه؟
١١ قبل سنوات من اندلاع الحرب العالمية الاولى، كانت البقية الممسوحة تعلن ان سنة ١٩١٤ ستكون تاريخا مهما في نبوة الكتاب المقدس. ولكنَّ بعض توقعاتهم كان سابقا لأوانه، ولم تكن نظرتهم الى ما سيحدث صائبة كليًّا. مثلا، كان بإمكان ت. ت. رصل، اول رئيس لجمعية برج المراقبة، وعشرائه ان يروا انه من الضروري القيام بعمل كرازي واسع النطاق. فقد قرأوا: «يُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم. ثم يأتي المنتهى». (متى ٢٤:١٤) ولكن كيف كان يمكن لفريقهم الصغير نسبيا ان يقوم بهذا العمل؟
١٢ كيف تجاوب احد عشراء رصل مع حق الكتاب المقدس؟
١٢ تأملوا كيف اثَّر ذلك في أ. ه. ماكميلان، احد عشراء رصل. وُلد ماكميلان في كندا، ولم يكن قد بلغ سنته الـ ٢٠ عندما حصل على كتاب رصل نظام الدهور (١٨٨٦). (صار هذا الكتاب، الذي يُدعى ايضا نظام الدهور الالهي، المجلد ١ من مجموعة دروس في الاسفار المقدسة الموزَّعة على نطاق واسع. وأشار المجلد ٢، قد دنا الوقت [١٨٨٩]، الى ان سنة ١٩١٤ هي نهاية «ازمنة الامم». [لوقا ٢١:٢٤]) وفي الليلة عينها حين ابتدأ ماكميلان يقرأ، فكر: «يبدو ان هذا هو الحق!». وفي صيف سنة ١٩٠٠، التقى برصل في محفل لتلاميذ الكتاب المقدس، كما كان شهود يهوه مدعوين آنذاك. وسرعان ما اعتمد ماكميلان وابتدأ يعمل مع الاخ رصل في المركز الرئيسي للجمعية في نيويورك.
١٣ اية مشكلة كانت لدى ماكميلان والآخرين بشأن اتمام متى ٢٤:١٤؟
١٣ اشار هؤلاء المسيحيون الممسوحون الى ان سنة ١٩١٤ هي نقطة تحول في قصد اللّٰه، وذلك استنادا الى ما كانوا يقرأونه في الكتاب المقدس. ولكنَّ ماكميلان وآخرين كانوا يتساءلون كيف يمكن انجاز الكرازة للامم المنبإ بها في متى ٢٤:١٤ في الوقت القصير المتبقي. قال لاحقا: «اتذكر مناقشة هذا الموضوع مع الاخ رصل مرارا، وكان يقول: ‹يا اخي، هنالك في نيويورك يهود اكثر مما في اورشليم. وهنالك ايرلنديون هنا اكثر مما في دَبْلِن. وهنالك ايطاليون اكثر مما في روما. فإذا كرزنا لهم هنا، يعني ذلك اننا اوصلنا الرسالة الى العالم›. لكنَّ ذلك لم يقنعنا. بعدئذٍ خطرت لنا فكرة ‹الرواية المصوَّرة›».
١٤ ايُّ مشروع بارز جرى توليه قبل سنة ١٩١٤؟
١٤ وكم كانت «رواية الخلق المصوَّرة» مشروعا جديدا من نوعه! فكانت تجمع بين الافلام والصور الزجاجية المنزلقة الملونة، المتزامنة مع خطابات من الكتاب المقدس وتسجيلات موسيقية على الفونوڠراف. وفي سنة ١٩١٣، قالت برج المراقبة عن محفل في آركانساس، الولايات المتحدة الاميركية: «لقد تقرَّر بالاجماع انه حان الوقت لاستخدام الافلام في تعليم حقائق الكتاب المقدس. . . . اوضح [رصل] انه كان يعمل على هذه الخطة عينها منذ ثلاث سنوات ولديه الآن مئات من الصور الرائعة الجاهزة تقريبا، والتي ستجذب دون شك جموعا غفيرة وتعلن الانجيل، وتساعد العامة على استعادة الايمان باللّٰه».
١٥ ماذا كانت نتائج «الرواية المصوَّرة»؟
١٥ وهذا تماما ما حققته ‹الرواية المصوَّرة› بعد عرضها الاول في كانون الثاني ١٩١٤. وإليكم تقارير من برج المراقبة سنة ١٩١٤:
١ نيسان: «قال كاهن بعد رؤية جزءين: ‹لم أرَ سوى نصف رواية الخلق المصوَّرة، إلا انني تعلمت منها عن الكتاب المقدس اكثر مما تعلمت من المقرر الذي دام ثلاث سنوات في المعهد اللاهوتي›. . . . ورأى عدة كهنة وراهبات كاثوليك الرواية وعبَّروا عن تقدير عميق. . . . لم تنتهِ إلا اثنتا عشرة مجموعة من الرواية حتى الآن . . . ومع ذلك فقد وصلنا الى اكثر من احدى وثلاثين مدينة ونحن نخدم فيها . . . وأكثر من خمسة وثلاثين الفا في اليوم يرون، يسمعون، يُعجبون، يفكرون ويُبارَكون».
١٥ حزيران: «بثت الصور فيَّ غيرة اكبر لنشر الحق، وزادت محبتي لأبينا السماوي وأخينا الاكبر يسوع. اصلي يوميا ليحل اللّٰه جزيل بركاته على رواية الخلق المصوَّرة وكل الذين شاركوا في عرضها . . . انا خادمكم في الرب، ف. و. نوتش. — آيُوْوا».
١٥ تموز: «يسرُّنا ان نرى الانطباع الجيد الذي تركته الصور في هذه المدينة، ونحن متأكدون ان هذه الشهادة للعالم تُستخدم لتجميع كثيرين يعطون الدليل على انهم جواهر من اختيار الرب. نعرف عددا لا بأس به من تلاميذ الكتاب المقدس المخلصين الذين يعاشرون الآن الصف هنا نتيجة لعمل الرواية المصوَّرة. . . . اختكم في الرب، إيما ل. بريكر».
١٥ تشرين الثاني: «نحن متأكدون انه يسركم ان تعرفوا عن الشهادة الرائعة التي تقدَّم بواسطة رواية الخلق المصوَّرة في دار اوپرا لندن، كينڠزواي. كانت يد الرب المرشدة ظاهرة في كل تفصيل من هذا العرض مما انتج فرحا عظيما للاخوة . . . تألَّف حضورنا من كل الطبقات وأنواع الناس؛ وقد لاحظنا وجود عديدين من رجال الدين. احد الكهنة . . . طلب بطاقتين ليحضرها مرة اخرى هو وزوجته. وقد حضر كاهن من كنيسة انكلترا الرواية عدة مرات، . . . وجلب معه كثيرين من اصدقائه ليحضروها. وكان هنالك ايضا اثنان من الاساقفة، وعدة اشخاص من اصحاب الالقاب».
١ كانون الاول: «نشكر انا وزوجتي ابانا السماوي على البركات العظيمة والتي لا تثمَّن التي حلت علينا عن طريقك. كانت روايتك المصوَّرة هي ما جعلنا نرى الحق ونقبله . . . في حوزتنا مجلداتك الستة من دروس في الاسفار المقدسة. انها مساعد عظيم».
التجاوب مع الامتحانات آنذاك
١٦ لماذا جلبت سنة ١٩١٤ امتحانا للايمان؟
١٦ ولكن ماذا حصل عندما وجد هؤلاء المسيحيون المخلصون والصادقون ان توقعهم ان ينضموا الى الرب سنة ١٩١٤ لم يتحقق؟ لقد اجتاز هؤلاء الممسوحون فترة امتحان عصيبة للغاية. اعلنت برج المراقبة عدد ١ تشرين الثاني ١٩١٤: «لنتذكر اننا في فترة امتحان». ويذكر كتاب شهود يهوه — منادون بملكوت اللّٰه (١٩٩٣) بهذا الخصوص: «برهنت السنوات من ١٩١٤ الى ١٩١٨ انها فعلا ‹فترة امتحان› لتلاميذ الكتاب المقدس». فهل كانوا سيسمحون بتمحيص ايمانهم وتكييف تفكيرهم لكي يتمكنوا من القيام بالعمل العظيم الذي ينتظرهم؟
١٧ ماذا كان ردّ فعل الممسوحين الامناء عندما بقوا على الارض بعد سنة ١٩١٤؟
١٧ قال عدد ١ ايلول ١٩١٦ من برج المراقبة (بالانكليزية): «اعتقدنا ان عمل الحصاد لتجميع الكنيسة [الممسوحة] سيُنجَز قبل نهاية ازمنة الامم؛ ولكن لا شيء في الكتاب المقدس قال ذلك. . . . فهل نحن آسفون لأن عمل الحصاد يستمر؟ . . . موقفنا الحاضر، ايها الاخوة الاعزاء، يجب ان يكون موقف إقرار بالفضل الكبير تجاه اللّٰه، تقدير متزايد للحق الجميل الذي منحنا امتياز رؤيته والاقتران به، وغيرة متزايدة في مساعدة الآخرين على معرفة هذا الحق». لقد امتُحن ايمانهم، ومع ذلك واجهوا الامتحان واجتازوه بنجاح. ولكن يجب ان ندرك نحن المسيحيين ان امتحانات الايمان يمكن ان تكون كثيرة ومتنوعة.
١٨، ١٩ ايّ امتحانَين آخرَين لإيمان شعب اللّٰه تبعا بُعيد موت الاخ رصل؟
١٨ مثلا، تعرضت البقية لامتحان من نوع آخر بُعيد موت الاخ تشارلز ت. رصل. وكان هذا امتحانا لولائهم وإيمانهم. فمَن كان «العبد الامين» المذكور في متى ٢٤:٤٥؟ لقد اعتقد البعض انه الاخ رصل نفسه، ورفضوا رفضا باتًّا ان يتعاونوا مع الترتيبات التنظيمية الجديدة. فلو كان هو العبد، ماذا كان الاخوة سيفعلون الآن بعد ان مات؟ هل ينبغي ان يتبعوا شخصا يعيَّن من جديد، أم ان الوقت قد حان ليدركوا ان يهوه لا يستخدم مجرد شخص واحد بل فريقا كاملا من المسيحيين كأداة او صف عبد؟
١٩ تعرَّض المسيحيون الحقيقيون لامتحان آخر سنة ١٩١٨ عندما حرَّض رجال دين العالم المسيحي السلطات العالمية ‹لتختلق اثما بواسطة القانون› ضد هيئة يهوه. (مزمور ٩٤:٢٠، ترجمة الملك جيمس) فشُنَّت موجة اضطهاد عنيف على تلاميذ الكتاب المقدس في اميركا الشمالية وأوروپا على السواء. وبلغت المقاومة التي اثارها رجال الدين ذروتها في ٧ ايار ١٩١٨، عندما صدرت مذكرات فدرالية اميركية لتوقيف ج. ف. رذرفورد وبعض عشرائه الاحماء، بمن فيهم أ. ه. ماكميلان. فاتُّهموا زورا بالتحريض على الفتنة، وتجاهلت السلطات دفاعهم عن براءتهم.
٢٠، ٢١ ايّ عمل أُنجز بين الممسوحين، كما انبأت ملاخي ٣:١-٣؟
٢٠ كان يجري آنذاك عمل تنقية، مع انه لم يُفهم على هذا النحو، كما هو موصوف في ملاخي ٣:١-٣: «مَن يحتمل يوم مجيئه ومَن يثبت عند ظهوره. لأنه [ملاك العهد] مثل نار الممحِّص ومثل أشنان القصَّار. فيجلس ممحِّصا ومنقِّيا للفضة فينقِّي بني لاوي ويصفِّيهم كالذهب والفضة ليكونوا مقرَّبين للرب تقدمة بالبر».
٢١ مع اقتراب الحرب العالمية الاولى من النهاية، واجه بعض تلاميذ الكتاب المقدس امتحانا آخر للايمان — هل سيحافظون على الحياد التام في شؤون العالم العسكرية. (يوحنا ١٧:١٦، عج؛ ١٨:٣٦، عج) البعض لم يحافظوا. لذلك ارسل يهوه، سنة ١٩١٨، «ملاك العهد»، المسيح يسوع، الى ترتيب هيكله الروحي لينقي فريق عبَّاده الصغير من الشوائب العالمية. والذين ظلوا يعربون عن الايمان الاصيل تعلموا من هذا الاختبار ومضوا قُدُما مواصلين الكرازة بغيرة.
٢٢ ماذا يبقى بعد لمعالجته في ما يتعلق بامتحانات الايمان؟
٢٢ ليس لما عالجناه مجرد قيمة تاريخية عابرة. فهو يرتبط ارتباطا وثيقا بالحالة الروحية الحاضرة لجماعة يهوه العالمية. فلنعالج في المقالة التالية بعض امتحانات الايمان التي يواجهها شعب اللّٰه اليوم ولنرَ كيف يمكننا اجتيازها بنجاح.
-
-
نوعية ايمانكم — تُمتحَن الآنبرج المراقبة ١٩٩٨ | ١٥ ايار (مايو)
-
-
نوعية ايمانكم — تُمتحَن الآن
«احسبوه كل فرح يا اخوتي حينما تقعون في تجارب [«محن»، عج] متنوعة عالمين ان امتحان ايمانكم ينشئ صبرا [«الصفة الممتحَنة لإيمانكم تنشئ احتمالا»، عج]». — يعقوب ١:٢، ٣.
١ لماذا ينبغي ان يتوقع المسيحيون امتحانات لإيمانهم؟
لا يرغب المسيحيون الحقيقيون في المعاناة، ولا يتمتعون بالالم او الاذلال. لكنهم يضعون نصب اعينهم الكلمات الآنفة الذكر التي كتبها يعقوب اخو يسوع من امه. وقد اوضح المسيح لتلاميذه انه يجب ان يتوقعوا الاضطهاد والمصاعب بسبب التصاقهم بمقاييس اللّٰه. (متى ١٠:٣٤؛ ٢٤:٩-١٣؛ يوحنا ١٦:٣٣) ورغم ذلك، يمكن ان ينتج الفرح من امتحانات كهذه. وكيف ذلك؟
٢ (أ) كيف تنتج امتحانات ايماننا الفرح؟ (ب) كيف يمكن ان يكون للاحتمال عمله التام فينا؟
٢ ان احد الاسباب الرئيسية التي تجعلنا نشعر بالفرح عندما نواجه المحن او امتحانات الايمان هو انها يمكن ان تنتج ثمرا جيدا. فكما يقول يعقوب، ان الصمود في وجه الامتحانات او الصعوبات ‹ينشئ احتمالا›. ويمكن ان نستفيد من تنمية هذه الصفة المسيحية القيِّمة. كتب يعقوب: «أما الصبر [«الاحتمال»، عج] فليكن له عمل تام لكي تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين في شيء». (يعقوب ١:٤) فالاحتمال يقوم بمهمة، او «عمل». ومهمته هي ان يجعلنا تامين في كل شيء، مساعدا ايانا ان نكون مسيحيين ناضجين. فبترك المحن تأخذ مجراها دون محاولة استخدام وسائل لا تنسجم مع الاسفار المقدسة لإنهائها سريعا، يُمتحَن ايماننا ويُمحَّص. والاحتمال يمكن ان يكمِّلنا اذا كان ينقصنا الصبر، الرأفة، اللطف، او المحبة في مواجهة الظروف او التعامل مع الرفقاء البشر. نعم، السلسلة هي على هذا الشكل: الامتحانات تنتج الاحتمال؛ الاحتمال يعزِّز الصفات المسيحية؛ وهذه الصفات تنتج الفرح. — ١ بطرس ٤:١٤؛ ٢ بطرس ١:٥-٨، عج.
٣ لماذا لا ينبغي ان نتراجع خوفا من المحن او امتحانات الايمان؟
٣ ابرز الرسول بطرس ايضا لماذا لا يلزم ان نخاف او نتراجع بسبب امتحانات ايماننا. كتب: «الذي به تبتهجون مع انكم الآن إن كان يجب تُحزَنون يسيرا بتجارب متنوعة لكي تكون تزكية ايمانكم وهي اثمن من الذهب الفاني مع انه يُمتحن بالنار توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح». (١ بطرس ١:٦، ٧) وهذه الكلمات مشجِّعة خصوصا الآن لأن ‹الضيق العظيم› — وقت المدح والكرامة والمجد والنجاة — اقرب بكثير مما يظنّ البعض وأقرب مما كان حين آمنّا. — متى ٢٤:٢١؛ رومية ١٣:١١، ١٢.
٤ كيف شعر احد الاخوة بشأن الامتحانات التي مرّ بها هو والمسيحيون الممسوحون الآخرون؟
٤ في المقالة السابقة، تناولنا موضوع الامتحانات التي واجهتها البقية الممسوحة من سنة ١٩١٤ فصاعدا. فهل انتجت هذه الامتحانات الفرح؟ أعطى أ. ه. ماكميلان هذا الرأي اذ استرجع الماضي: «لقد رأيت محنا قاسية كثيرة تأتي على الهيئة وامتحانات لإيمان الذين فيها. وبمساعدة روح اللّٰه اجتازتها واستمرت في الازدهار. ادركتُ حكمة انتظار يهوه بصبر ليجعل فهمنا للامور المؤسسة على الاسفار المقدسة اوضح بدلا من الانزعاج من فكرة جديدة. . . . ومهما كانت التعديلات التي يجب ان نقوم بها في آرائنا من وقت الى آخر، لا يغيِّر ذلك تدبير الفدية الرحيم ووعد اللّٰه بالحياة الابدية. لذلك لم يكن هنالك من داعٍ ان ندع ايماننا يضعف بسبب التوقعات غير المتمَّمة او التغييرات في وجهات النظر». — برج المراقبة، ١٥ آب ١٩٦٦، الصفحة ٥٠٤، بالانكليزية.
٥ (أ) اية فوائد نتجت من مواجهة البقية الامتحانات؟ (ب) لماذا ينبغي ان تهمنا مسألة الامتحان الآن؟
٥ ان المسيحيين الممسوحين، الذين عبروا فترة الامتحان بين سنة ١٩١٤ و ١٩١٩، تحرَّروا من نفوذ العالم المسيطر ومن ممارسات دينية بابلية عديدة. فتقدَّمت البقية كشعب منقًّى وممحَّص، مقدِّمين طوعا ذبائح التسبيح للّٰه وواثقين انهم كشعب مرضيّون عنده. (اشعياء ٥٢:١١؛ ٢ كورنثوس ٦:١٤-١٨) لقد ابتدأ القضاء من بيت اللّٰه، لكنه لم يكن ليُكمَل في فترة محددة واحدة. فامتحان وغربلة شعب اللّٰه مستمران. والذين يرجون النجاة من «الضيقة العظيمة» الوشيكة كجزء من ‹الجمع الكثير› يُمتحَن ايمانهم ايضا. (رؤيا ٧:٩، ١٤) ويجري هذا بطرائق شبيهة بالتي واجهتها البقية الممسوحة وبطرائق اخرى ايضا.
كيف تُمتحنون؟
٦ ايّ امتحان قاسٍ واجهه كثيرون؟
٦ يعتقد مسيحيون كثيرون ان تحدي مواجهة الامتحانات يأتي على شكل اعتداءات مباشِرة. فهم يتذكرون هذه الرواية: «دعوا [القادة اليهود] الرسل وجلدوهم وأوصوهم ان لا يتكلموا باسم يسوع ثم اطلقوهم. وأما هم فذهبوا فرحين من امام المجمع لأنهم حُسبوا مستأهلين ان يهانوا من اجل اسمه». (اعمال ٥:٤٠، ٤١) ويوضح التاريخ العصري لشعب اللّٰه، وخصوصا خلال الحربين العالميتين، ان كثيرين من شهود يهوه ضُربوا وعانوا امورا اسوأ بكثير على ايدي المضطهِدين.
٧ الى ايّ حدّ اظهر بعض المسيحيين العصريين الايمان؟
٧ وفي ما يتعلق بكون المسيحيين هدفا للاضطهاد، لا يميِّز العالم بين البقية الممسوحة والجمع الكثير من ‹الخراف الاخر›. (يوحنا ١٠:١٦) فعلى مرّ السنين، امتُحن بقسوة اعضاء من كلا الفريقين، بالسجن وحتى الاستشهاد بسبب محبتهم للّٰه وإيمانهم به. ومهما كان رجاء الفريقين، فقد احتاجا كلاهما الى روح اللّٰه. (قارنوا برج المراقبة ١٥ حزيران ١٩٩٦، الصفحة ٣١.) وخلال ثلاثينات وأربعينات هذا القرن في المانيا النازية، اعرب كثيرون من خدام يهوه، بمن فيهم الاولاد، عن ايمان غير عادي، وقد امتُحن عدد لا بأس به الى ابعد الحدود. وفي الازمنة الاحدث، واجه شعب يهوه امتحان الاضطهاد في بلدان مثل إثيوپيا، اريتريا، بوروندي، رواندا، زائير، سنڠافورة، ملاوي، وموزمبيق. وامتحانات كهذه مستمرة.
٨ كيف تظهر تعليقات اخ افريقي ان امتحان ايماننا يشمل اكثر من احتمال الاضطهاد الذي يأتي على شكل ضرب؟
٨ ولكن كما ذُكر سابقا، يُمتحَن ايماننا بطرائق اخرى ماكرة. فبعض الامتحانات ليس مباشِرا ولا يمكن تمييزه بسهولة. فكروا كيف تتصرفون في ظروف كالتالية. ثمة اخ في أنڠولا، هو اب لعشرة اولاد، كان في جماعة فقدت الاتصال فترة من الزمن بالاخوة المسؤولين. ولاحقا استطاع آخرون ان يزوروا الجماعة. وسُئل كيف كان يتدبَّر امر إطعام عائلته. فلم يكن سهلا عليه ان يجيب، ولم يقل إلا ان الحالة كانت صعبة. وهل تمكن من إطعام اولاده ولو وجبة واحدة في اليوم؟ أجاب: «بصعوبة. لقد تعلَّمنا ان نعيش بما لدينا». ثم قال بصوت ملؤه الاقتناع: «ولكن أليس هذا ما نتوقعه في هذه الايام الاخيرة؟». ان ايمانا كهذا هو جدير بالملاحظة في العالم، ولكنه عادي بين المسيحيين الاولياء الذين لهم ثقة مطلقة بأن وعود الملكوت ستتحقق.
٩ كيف نُمتحَن في المسألة المذكورة في ١ كورنثوس ١١:٣؟
٩ يُمتحَن الجمع الكثير ايضا في مسألة الاجراءات الثيوقراطية. فالجماعة المسيحية العالمية النطاق توجَّه وفق مبادئ الهية ومقاييس ثيوقراطية. وهذا يعني بادئ ذي بدء الاعتراف بأن يسوع هو القائد، الشخص المعيَّن رأسا للجماعة. (١ كورنثوس ١١:٣) والاذعان الطوعي له ولأبيه يَظهر عن طريق ثقتنا بالتعيينات الثيوقراطية والقرارات المتعلقة بفعلنا مشيئة يهوه باتحاد. وإضافة الى ذلك، هنالك في كل جماعة محلية رجال معيَّنون لأخذ القيادة. وهم رجال ناقصون يمكن رؤية اخطائهم بسهولة؛ ومع ذلك، يجري حثّنا ان نحترم هؤلاء النظار ونخضع لهم. (عبرانيين ١٣:٧، ١٧، عج) فهل يصعب ذلك عليكم احيانا؟ وهل يشكِّل هذا امتحانا لكم؟ في هذه الحال، هل تستفيدون من امتحان ايمانكم هذا؟
١٠ ايّ امتحان نواجهه في ما يتعلق بخدمة الحقل؟
١٠ ونحن نُمتحَن ايضا في ما يتعلق بامتياز ومطلب الاشتراك قانونيا في خدمة الحقل. ولنجتاز هذا الامتحان، يجب ان ندرك ان القيام بالخدمة على اكمل وجه يشمل اكثر من الكرازة بأقلّ قدر ممكن. تذكروا تعليق الاستحسان الذي قدَّمه يسوع عن الارملة الفقيرة التي اعطت كل ما عندها. (مرقس ١٢:٤١-٤٤) وقد نتساءل: ‹هل ابذل نفسي مثلها في خدمة الحقل؟›. فيجب ان نكون جميعا شهودا ليهوه طوال اليوم، مستعدين في كل فرصة لجعل نورنا يضيء. — متى ٥:١٦.
١١ كيف يمكن ان تكون التغييرات في الفهم او المشورة حول التصرفات امتحانا؟
١١ وقد نواجه امتحانا آخر يتعلق بمدى تقديرنا للنور المتزايد الذي يُلقى على حق الكتاب المقدس وللمشورة التي تُزوَّد بواسطة صف العبد الامين. (متى ٢٤:٤٥) فهذا يدعو احيانا الى تعديلات في تصرفاتنا الشخصية، كما حدث عندما اتَّضح ان الذين يستعملون التبغ يجب ان يقلعوا عنه اذا ارادوا البقاء في الجماعة.a (٢ كورنثوس ٧:١) او قد يكون الامتحان ان نقبل ان هنالك حاجة الى تعديل ذوقنا في الموسيقى او اشكال التسلية الاخرى.b فهل نشك في حكمة المشورة المقدَّمة؟ أم ندع روح اللّٰه يصوغ تفكيرنا ويساعدنا على لبس الشخصية المسيحية؟ — افسس ٤:٢٠-٢٤، عج؛ ٥:٣-٥ .
١٢ ماذا يلزم لتقوية ايمان المرء بعد المعمودية؟
١٢ طوال عقود، يزداد عدد الجمع الكثير، وبعد معموديتهم يواصلون تقوية علاقتهم بيهوه. وهذا يشمل اكثر من حضور محفل مسيحي، او الذهاب الى بعض الاجتماعات في قاعة الملكوت، او الاشتراك بين حين وآخر في خدمة الحقل. على سبيل الايضاح: قد يكون المرء جسديا خارج بابل العظيمة، الامبراطورية العالمية للدين الباطل، ولكن هل تركها خلفه حقا؟ هل ما زال متمسكا بتلك الامور التي تعكس روح بابل العظيمة — روحا تهزأ بمقاييس اللّٰه البارة؟ هل يستهين بالآداب الجنسية والامانة الزوجية؟ هل يشدِّد على المصالح الشخصية والمادية اكثر من المصالح الروحية؟ نعم، هل بقي بلا دنس من العالم؟ — يعقوب ١:٢٧.
استفيدوا من الايمان المُمتحَن
١٣، ١٤ ماذا فعل البعض بعد ان ابتدأوا بالسير في طريق العبادة الحقة؟
١٣ اذا كنا قد هربنا حقا من بابل العظيمة وخرجنا ايضا من العالم، فلا ننظرْ الى ما تركناه خلفنا. وانسجاما مع المبدإ المذكور في لوقا ٩:٦٢، إنَّ نظر ايٍّ منا الى الوراء قد يعني الفشل في كوننا من رعايا ملكوت اللّٰه. قال يسوع: «ليس احد يضع يده على المحراث وينظر الى الوراء يصلُح لملكوت اللّٰه».
١٤ ولكنَّ بعض الذين صاروا مسيحيين في الماضي سمحوا بعدئذٍ لأنفسهم بأن يشاكلوا نظام الاشياء هذا. ولم يقاوموا روح العالم. (٢ بطرس ٢:٢٠-٢٢) فاستحوذت التلهيات العالمية على اهتمامهم واستنزفت وقتهم، معيقة بالتالي تقدمهم. وعوض ابقاء اذهانهم وقلوبهم مركَّزة بثبات على ملكوت اللّٰه وبرّه، جاعلينهما اولا في حياتهم، التفتوا الى اتِّباع الاهداف المادية. فإن لم يندفعوا الى الاعتراف بأن ايمانهم ضعيف وحالتهم فاترة وإلى تغيير مسلكهم بطلب المشورة الالهية، يكونون في خطر خسارة علاقتهم الثمينة بيهوه وهيئته. — رؤيا ٣:١٥-١٩.
١٥ ماذا يلزم لنبقى مرضيين عند اللّٰه؟
١٥ ان كوننا مرضيين وأهلا للنجاة من الضيقة العظيمة التي تقترب بسرعة يعتمدان على بقائنا انقياء، على كون ثيابنا ‹مغسَّلة في دم الخروف›. (رؤيا ٧:٩-١٤؛ ١ كورنثوس ٦:١١) وإن لم نحافظ على موقف طاهر وبار امام اللّٰه، فلن تكون خدمتنا المقدسة مقبولة. وطبعا، ينبغي ان يدرك كلٌّ منا ان نوعية الايمان المُمتحَنة ستساعدنا على الاحتمال وعلى تجنب إغضاب اللّٰه.
١٦ بأية طرائق تكون الاكاذيب امتحانا لإيماننا؟
١٦ احيانا تلصق وسائل الاعلام الاخبارية والسلطات الدنيوية بشعب اللّٰه تهما باطلة، مسيئة تمثيل معتقداتنا المسيحية وطريقة حياتنا. فلا ينبغي ان يدهشنا ذلك، لأن يسوع يذكر بوضوح ان ‹العالم سيبغضنا لأننا لسنا جزءا منه›. (يوحنا ١٧:١٤) فهل نسمح للذين اعماهم الشيطان بأن يخوِّفونا ويثبِّطونا ويجعلونا نستحي بالبشارة؟ وهل نسمح للاكاذيب عن الحق بأن تؤثر في قانونية حضورنا الاجتماعات ونشاطنا الكرازي؟ أم اننا نثبت ونكون شجعانا ومصمِّمين اكثر من قبل على المضي في اعلان الحق عن يهوه وملكوته؟
١٧ ايّ تأكيد يمكن ان يدفعنا الى الاستمرار في الاعراب عن الايمان؟
١٧ حسب نبوة الكتاب المقدس المتمَّمة، لقد توغلنا الآن كثيرا في وقت النهاية. وتوقعاتنا المؤسسة على الكتاب المقدس بشأن عالم جديد بار ستصير بالتأكيد حقيقة سارة. وحتى يأتي ذلك اليوم، فلنمارس جميعا ايمانا لا يتزعزع بكلمة اللّٰه ولنبرهن عن ايماننا بعدم التباطؤ في الكرازة ببشارة الملكوت حول العالم. فكروا في آلاف التلاميذ الجدد الذين يعتمدون كل اسبوع. أليس هذا سببا كافيا لنقدِّر ان صبر يهوه في ما يتعلق بتنفيذ دينونته يمكن ان يؤدي الى خلاص اشخاص اكثر بكثير بعد؟ ألسنا فرحين بأن اللّٰه سمح بأن يستمر نشاط الكرازة بالملكوت المنقذ للحياة؟ ألا يسرّنا ان الملايين قبلوا الحق وهم يعربون عن ايمانهم؟
١٨ ما هو تصميمكم بشأن خدمة يهوه؟
١٨ لا يمكننا ان نقول حتى متى سيستمر امتحان ايماننا الحالي. ولكننا متأكدون من هذا: ليهوه يوم حساب محدَّد للسموات والارض الشريرتين الحاضرتين. وفي هذه الاثناء، لنكن مصمِّمين على التمثل بالنوعية الممتازة للايمان المُمتحَن التي اعرب عنها مكمِّل ايماننا، يسوع. ولنتبع مثال البقية الممسوحة المسنة ومثال الآخرين الذين يخدمون بجرأة بيننا.
١٩ ايّ امر انتم متأكدون انه سيغلب هذا العالم؟
١٩ وتعاونًا مع الملاك الطائر في وسط السماء، ينبغي ان يكون تصميمنا ان نعلن دون انقطاع البشارة الابدية لكل امة وقبيلة ولسان وشعب. فليسمعوا الاعلان الملائكي: «خافوا اللّٰه وأعطوه مجدا لأنه قد جاءت ساعة دينونته». (رؤيا ١٤:٦، ٧) وعندما تُنفَّذ هذه الدينونة الالهية، ماذا ستكون عليه النتيجة بشأن نوعية ايماننا المُمتحَنة؟ ألن تكون انتصارا مجيدا — انقاذا من نظام الاشياء الحاضر الى عالم اللّٰه الجديد البار؟ فباحتمال امتحانات ايماننا، سنتمكن من القول كما قال الرسول يوحنا: «هذه هي الغلبة التي تغلب العالم ايماننا». — ١ يوحنا ٥:٤.
-