مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • احذروا الانبياء الكذبة!‏
    برج المراقبة ١٩٩٢ | ١ شباط (‏فبراير)‏
    • احذروا الانبياء الكذبة!‏

      كان زوجان برازيليان قد أويا الى الفراش في الليل عندما سمعا لصوصا يقتحمون منزلهما.‏ نجح الزوجان الخائفان في الفرار من خلال نافذة غرفة النوم والاتصال بالشرطة.‏ ولكن بعد ذلك أقلق الاختبار الزوجة بحيث لم تتمكن من النوم في البيت واضطرت ان تذهب الى بيت امها.‏

      ان ايّ شخص جرى السطو على منزله او سلبه بطريقة اخرى سيتعاطف معها.‏ فاختبار كهذا يمكن ان يثير الاعصاب،‏ ومن المؤسف ان اناسا اكثر فأكثر يتألمون بهذه الطريقة.‏ ولكن،‏ هنالك شكل من اشكال اللصوصية له عواقب خطيرة اكثر بكثير.‏

      فما هو شكل اللصوصية الاكثر خطرا هذا،‏ ومَن هم اللصوص؟‏ اعطانا يسوع بعض المعلومات عنه عندما قال،‏ متكلما عن ايامنا:‏ «يقوم انبياء كذبة كثيرون ويُضلون كثيرين.‏» (‏متى ٢٤:‏١١‏)‏ ان الانبياء الكذبة هم لصوص.‏ بأية طريقة؟‏ وماذا يسرقون؟‏ ان لصوصيتهم مرتبطة بتنبُّئهم.‏ ولذلك لكي نفهم القضية كاملا،‏ يلزمنا اولا ان نعرف ايّ تنبؤ ينسجم مع الكتاب المقدس.‏

      ما يعنيه التنبُّؤ

      عندما تفكرون في التنبُّؤ،‏ ربما كان الامر الاول الذي يبدر الى ذهنكم هو الإنباء مسبقا بالمستقبل.‏ وفي الواقع،‏ كان هذا احد اوجه عمل انبياء اللّٰه في الماضي،‏ لكنه لم يكن عملهم الرئيسي.‏ مثلا،‏ عندما قيل للنبي حزقيال في رؤيا ان ‹يتنبَّأ للروح،‏› كان عليه ان يُصدر امرا من اللّٰه.‏ (‏حزقيال ٣٧:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وعندما كان يسوع يُحاكَم امام الكهنة،‏ بُصق عليه ولُطم،‏ وقال مضطهدوه بسخرية:‏ «تنبَّأ لنا ايها المسيح مَن ضربك.‏» فلم يكونوا يطلبون من يسوع ان ينبئ بالمستقبل.‏ وانما كانوا يتحدَّونه ان يحدد بقوة اللّٰه هوية اولئك الذين كانوا قد لكموه.‏ —‏ متى ٢٦:‏٦٧،‏ ٦٨‏.‏

      وفي الواقع،‏ ان الفكرة الرئيسية التي تنقلها كلمات لغة الكتاب المقدس الاصلية المترجمة «يتنبَّأ» او «نبوة» هي من حيث الاساس الإخبار مسبقا برأي اللّٰه في قضية ما او،‏ كما يعبِّر عن ذلك سفر الاعمال،‏ الإخبار «بعظائم اللّٰه.‏» (‏اعمال ٢:‏١١‏)‏ وبهذا المعنى يسلب الانبياء الكذبة اناسا كثيرين.‏

      ولكن مَن هم الانبياء الكذبة،‏ وماذا يسرقون؟‏ للاجابة عن هذا السؤال،‏ دعونا نعود بالذاكرة الى تاريخ امة اسرائيل الى زمن ارميا.‏

  • الانبياء الكذبة اليوم
    برج المراقبة ١٩٩٢ | ١ شباط (‏فبراير)‏
    • الانبياء الكذبة اليوم

      خدم ارميا كنبي للّٰه في اورشليم في وقت كانت فيه المدينة حافلة بالصنمية،‏ الفساد الادبي،‏ الرشوة،‏ وسفك الدم البريء.‏ (‏ارميا ٧:‏٨-‏١١‏)‏ ولم يكن هو النبي الوحيد الفعّال في ذلك الوقت،‏ ولكنَّ معظم الآخرين كانوا يخدمون مصالحهم الخاصة وفاسدين.‏ بأية طريقة؟‏ يعلن يهوه:‏ «من النبي الى الكاهن كل واحد يعمل بالكذب.‏ ويشفون كسر بنت شعبي على عثم قائلين سلام سلام ولا سلام.‏» —‏ ارميا ٦:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

      حاول الانبياء الكذبة ان يُظهروا انه،‏ على الرغم من كل الفساد في الارض،‏ كانت الامور جيدة،‏ وكان الشعب في سلام مع اللّٰه؛‏ لكنَّ الامر لم يكن كذلك.‏ فدينونة اللّٰه كانت تنتظرهم،‏ كما اعلن ارميا دون خوف.‏ وجرت تبرئة النبي الحقيقي ارميا،‏ لا الانبياء الكذبة،‏ عندما هدَّم الجنود البابليون اورشليم في السنة ٦٠٧ ق‌م،‏ دُمِّر الهيكل،‏ والشعب إما قُتلوا او أُخذوا بالقوة اسرى الى بابل البعيدة.‏ والقِلَّة المثيرة للشفقة التي تُركت في الارض فرَّت الى مصر.‏ —‏ ارميا ٣٩:‏٦-‏٩؛‏ ٤٣:‏٤-‏٧‏.‏

      وماذا فعل الانبياء الكذبة؟‏ «هأنذا على الانبياء يقول الرب الذين يسرقون كلمتي بعضهم من بعض.‏» (‏ارميا ٢٣:‏٣٠‏)‏ لقد سرق الانبياء الكذبة قوة وتأثير كلمة اللّٰه بتشجيع الناس على الاصغاء الى الاكاذيب عوضا عن الاصغاء الى التحذير الحقيقي من اللّٰه.‏ فكانوا يخبرون،‏ لا «بعظائم اللّٰه،‏» بل بأفكارهم الخاصة،‏ الامور التي اراد الناس سماعها.‏ لقد كانت رسالة ارميا حقا من اللّٰه،‏ ولو عمل الاسرائيليون وفق كلماته،‏ لنجوا.‏ فالانبياء الكذبة ‹سرقوا كلمة اللّٰه› وقادوا الشعب الى كارثة.‏ وكان ذلك تماما كما قال يسوع عن القادة الدينيين غير الامناء لايامه:‏ «هم عميان قادة عميان.‏ وإن كان اعمى يقود اعمى يسقطان كلاهما في حفرة.‏» —‏ اعمال ٢:‏١١؛‏ متى ١٥:‏١٤‏.‏

      وكما في ايام ارميا،‏ يوجد اليوم انبياء كذبة يدَّعون تمثيل إله الكتاب المقدس؛‏ لكنهم يسرقون ايضا كلمة اللّٰه بالكرازة بأمور تحوِّل الناس عما يقوله اللّٰه حقا من خلال الكتاب المقدس.‏ وبأية طريقة؟‏ دعونا نُجيب عن هذا السؤال باستخدام تعليم الكتاب المقدس الجوهري عن الملكوت كمِحَكّ.‏

      الحقيقة عن الملكوت

      كان ملكوت اللّٰه المحور الرئيسي لتعليم المسيح،‏ ويجري ذكره اكثر من مئة مرة في الاناجيل.‏ وفي وقت مبكر من خدمته،‏ قال يسوع:‏ «ينبغي لي ان أُبشر .‏ .‏ .‏ بملكوت اللّٰه لاني لهذا قد أُرسلت.‏» وعلَّم أتباعه ان يصلّوا:‏ «ليأت ملكوتك.‏» —‏ لوقا ٤:‏٤٣؛‏ ١١:‏٢‏.‏

      اذًا،‏ ما هو الملكوت؟‏ استنادا الى قاموس ثاير اليوناني الانكليزي الجديد،‏ ان الكلمة اليونانية المترجمة «ملكوت» في الكتاب المقدس تعني اولا،‏ «سلطة ملكية،‏ ملْك،‏ سيادة،‏ حكم» وثانيا،‏ «المقاطعة الخاضعة لحكم ملك.‏» ومنطقيا نستنتج من ذلك ان ملكوت اللّٰه هو حكومة حرفية يديرها ملك.‏ فهل هذه هي الحال؟‏

      نعم،‏ انها كذلك،‏ والملك ليس سوى يسوع المسيح.‏ فقبل ولادة يسوع قال الملاك جبرائيل لمريم:‏ «هذا يكون عظيما وابن العلي يُدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود ابيه.‏» (‏لوقا ١:‏٣٢‏)‏ ان تسلُّم يسوع عرشا يبرهن انه ملك،‏ حاكم حكومي.‏ وما يبرهن ايضا ان الملكوت حكومة حرفية هو نبوة اشعياء:‏ «يُولد لنا ولد ونُعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه .‏ .‏ .‏ لنمو رياسته وللسلام لا نهاية.‏» —‏ اشعياء ٩:‏٦،‏ ٧‏.‏

      وأين يحكم يسوع؟‏ في اورشليم؟‏ كلا.‏ رأى النبي دانيال رؤيا عن تسلُّم يسوع الملكوت،‏ وتُحدد رؤياه مكان يسوع في السماء.‏ (‏دانيال ٧:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ ويتفق ذلك مع الطريقة التي تكلَّم بها يسوع عن الملكوت.‏ فكان يدعوه غالبا «ملكوت السموات.‏» (‏متى ١٠:‏٧؛‏ ١١:‏١١،‏ ١٢‏)‏ ويتفق ذلك ايضا مع كلمات يسوع الى بيلاطس عندما كان يسوع قيد المحاكمة امامه:‏ «مملكتي ليست (‏جزءا)‏ من هذا العالم.‏ لو كانت مملكتي (‏جزءا)‏ من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا أُسلَّم الى اليهود.‏ ولكن الآن ليست مملكتي من هنا.‏» (‏يوحنا ١٨:‏٣٦‏)‏ فهل علَّمكم خادمكم الديني او كاهنكم ان ملكوت يسوع هو حكومة حقيقية،‏ تحكم من السماء؟‏ ام علَّمكم ان الملكوت مجرد شيء يوجد في القلب؟‏ اذا كان الامر كذلك،‏ فقد كان يسرق كلمة اللّٰه منكم.‏

      وما هي العلاقة بين حكومة الملكوت وكل الاشكال المختلفة للحكومة البشرية؟‏ استنادا الى دائرة معارف الدين،‏ التي حرَّرها ميرتشا إلياد،‏ اقترح المصلح مارتن لوثر،‏ عند مناقشة الملكوت:‏ «ان الحكومة العالمية .‏ .‏ .‏ يمكن ان تُدعى ايضا ملكوت اللّٰه.‏» ويعلِّم البعض انه يمكن للبشر،‏ بجهودهم الخاصة،‏ ان يجلبوا حكومات بشرية اقرب الى ملكوت اللّٰه.‏ وفي السنة ١٩٨٣ أكدَّ مجمع الكنائس العالمي:‏ «فيما نشهد على رغبتنا الاصيلة في السلام بأعمال خصوصية،‏ يمكن ان يستخدم روح اللّٰه جهودنا الواهنة لجعل ممالك هذا العالم اقرب الى ملكوت اللّٰه.‏»‏

      ولكن لاحظوا انه في الصلاة الربانية (‏الـ‍ «ابانا»)‏،‏ علَّم يسوع أتباعه ان يصلّوا من اجل اتيان ملكوت اللّٰه وحينئذ فقط قال لهم ان يصلّوا:‏ «لتكن مشيئتك [اللّٰه] كما في السماء كذلك على الارض.‏» (‏متى ٦:‏١٠‏)‏ وبكلمات اخرى،‏ لا يجعل الناس الملكوت يأتي بفعل مشيئة اللّٰه.‏ ان اتيان الملكوت هو الذي سيسبِّب فعل مشيئة اللّٰه على الارض.‏ كيف؟‏

      أَصغوا الى ما تقوله نبوة دانيال الاصحاح ٢،‏ العدد ٤٤‏:‏ «في ايام هؤلاء الملوك [الحكام البشر في وقت النهاية] يُقيم إله السموات مملكة لن تنقرض ابدا .‏ .‏ .‏ وتسحق وتفني كل هذه الممالك.‏» فلا عجب اذا قال يسوع ان مملكته ليست جزءا من هذا العالم!‏ وبالاحرى،‏ سيدمِّر الملكوت ممالك،‏ حكومات،‏ هذه الارض ويحل مكانها في حكم الجنس البشري.‏ وبصفته حكومة الجنس البشري المعطاة من اللّٰه،‏ سيتأكد عندئذ ان مشيئة اللّٰه تُنجَز على الارض.‏

      ان سبب مثل هذا العمل العنيف من جهة الملكوت يصير اكثر وضوحا عندما نتأمل في مَن هو المسيطر على هذا العالم.‏ كتب الرسول يوحنا:‏ «العالم كله قد وُضع في الشرير.‏» (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ و «الشرير» هو الشيطان ابليس،‏ الذي دعاه بولس «إله نظام الاشياء هذا.‏» (‏٢ كورنثوس ٤:‏٤‏،‏ ع‌ج‏)‏ ولا يمكن على الاطلاق اقتران المؤسسات في عالمٍ إلهه الشيطان ابليس بملكوت اللّٰه.‏

      وهذا هو احد الاسباب لعدم تورط يسوع في السياسات.‏ فعندما حاول القوميون اليهود ان يجعلوه ملكا،‏ تجنبهم.‏ (‏يوحنا ٦:‏١٥‏)‏ وكما رأينا،‏ اخبر بيلاطس بصراحة:‏ «مملكتي ليست (‏جزءا)‏ من هذا العالم.‏» وانسجاما مع ذلك،‏ قال عن أتباعه:‏ «ليسوا (‏جزءا)‏ من العالم كما اني انا لست (‏جزءا)‏ من العالم.‏» (‏يوحنا ١٧:‏١٦‏)‏ ولذلك فإن القادة الدينيين الذين يعلِّمون ان اتيان ملكوت اللّٰه يجري الاسراع به بالاصلاح داخل نظام الاشياء هذا والذين يشجعون رعاياهم على العمل نحو هذا الهدف هم انبياء كذبة.‏ فهم يسرقون قوة وتأثير ما يقوله حقا الكتاب المقدس.‏

      لماذا ذلك مهم؟‏

      هل كل ذلك مجرد جدال عقلي؟‏ كلا على الاطلاق.‏ فالتعاليم الخاطئة عن ملكوت اللّٰه ضلَّلت كثيرين وأثَّرت ايضا في مجرى التاريخ.‏ مثلا،‏ تقول المطبوعة تي‍و،‏ دائرة معارف كاثوليكية رومانية:‏ «يتقدم شعب اللّٰه نحو ملكوت للّٰه انشأه المسيح على الارض .‏ .‏ .‏ والكنيسة هي نسل هذا الملكوت.‏» وقرْن الكنيسة الكاثوليكية بملكوت اللّٰه اعطى الكنيسة قوة دنيوية هائلة خلال العصور الوسطى التي سادت فيها الخرافات.‏ وحتى اليوم،‏ تحاول السلطات الكنسية ان تؤثر في مجرى شؤون العالم،‏ اذ تعمل لمصلحة بعض الانظمة السياسية وضد الاخرى.‏

      وقدَّم احد المعلقين نظرة اخرى واسعة الانتشار اليوم عندما قال:‏ «طريق الثورة هو الملكوت لان الثورة هي اتحاد الشعب في انسانية جديدة،‏ يحث عليها رمز إلهي معطى بواسطة رجل الحق —‏ يسوع .‏ .‏ .‏ ڠاندي .‏ .‏ .‏ الاخَوين بِرِڠَنْ.‏» والتعليم ان ملكوت اللّٰه يمكن ان يدعمه مذهب الفعّالية السياسية وتجاهل الوقائع الحقيقية عن الملكوت قادا القادة الدينيين الى التسابق من اجل المنصب السياسي.‏ وقادا الآخرين الى التورط في الاضطراب المدني وأيضا الاشتراك في حرب العصابات.‏ ولا ينسجم ايّ من ذلك مع الحقيقة ان الملكوت ليس جزءا من هذا العالم.‏ والقادة الدينيون المتورطون عميقا جدا في السياسات بعيدون عن انهم ليسوا جزءا من العالم،‏ كما قال يسوع ان أتباعه هم.‏ واولئك الذين يعلِّمون ان ملكوت اللّٰه يجري تحقيقه بواسطة العمل السياسي هم انبياء كذبة.‏ فهم يسرقون كلمة اللّٰه من الشعب.‏

      لو علَّم القادة الدينيون في العالم المسيحي حقا ما يقوله الكتاب المقدس،‏ لعرف رعاياهم ان ملكوت اللّٰه سيحلُّ فعلا مشاكل كالفقر،‏ المرض،‏ الظلم العنصري،‏ والجور.‏ ولكنَّ ذلك سيكون في وقت اللّٰه المعيَّن وبطريقة اللّٰه.‏ ولن يكون بواسطة اصلاح الانظمة السياسية،‏ التي ستزول عندما يأتي الملكوت.‏ ولو كان رجال الدين هؤلاء انبياء حقيقيين،‏ لعلَّموا رعاياهم انه فيما ينتظرون ان يعمل ملكوت اللّٰه،‏ يمكنهم ان يجدوا المساعدة العملية الحقيقية المعطاة من اللّٰه على معالجة المشاكل التي تسببها مظالم هذا العالم.‏

      وأخيرا،‏ لعلَّموا رعاياهم ان الاحوال الرديئة على الارض التي تسبِّب الكثير جدا من الشدة جرى التنبؤ عنها في الكتاب المقدس وهي علامة ان اتيان الملكوت قريب.‏ اجل،‏ سيتدخل ملكوت اللّٰه قريبا ويحلُّ مكان البنى السياسية الحاضرة.‏ فيا للبركة التي ستكون!‏ —‏ متى ٢٤:‏٢١،‏ ٢٢،‏ ٣٦-‏٣٩؛‏ ٢ بطرس ٣:‏٧؛‏ رؤيا ١٩:‏١١-‏٢١‏.‏

      الجنس البشري في ظل ملكوت اللّٰه

      ماذا سيعني اتيان ملكوت اللّٰه بالنسبة الى الجنس البشري؟‏ حسنا،‏ هل يمكنكم ان تتخيلوا نفسكم تنهضون كل صباح مملوئين بالحيوية؟‏ ما من احد تعرفونه مريض او يموت.‏ وحتى احباؤكم الموتى تجري اعادتهم اليكم بالقيامة.‏ (‏اشعياء ٣٥:‏٥،‏ ٦؛‏ يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ وليست هنالك بعدُ المشاكل الاقتصادية التي تسبِّبها الروح التجارية الانانية او الانظمة الاقتصادية غير المتكافئة.‏ فلديكم منزلكم المريح ووفرة من الاراضي لزراعة كل ما تحتاجون اليه لاطعام العائلة.‏ (‏اشعياء ٦٥:‏٢١-‏٢٣‏)‏ ويمكنكم ان تسيروا في ايّ مكان في ايّ وقت من النهار او الليل دون خوف من الاعتداء عليكم.‏ وليست هنالك حروب بعد الآن —‏ لا شيء يهدد امنكم.‏ وكل شخص يهتم بخيركم.‏ فالاشرار يزولون.‏ والمحبة والبر يسودان.‏ فهل يمكنكم ان تتخيلوا وقتا كهذا؟‏ هذا هو نوع العالم الذي سيجلبه الملكوت.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏١٠،‏ ١١؛‏ ٨٥:‏١٠-‏١٣؛‏ ميخا ٤:‏٣،‏ ٤‏.‏

      هل هذا مجرد رجاء وهمي؟‏ كلا.‏ اقرأوا الآيات الواردة في الفقرة السابقة،‏ وستجدون ان كل ما قيل هناك يعكس وعود اللّٰه المحدَّدة.‏ فإن لم تُعطَوا حتى الآن هذه الصورة الحقيقية لِما يمكن ان يفعله ملكوت اللّٰه وما سيفعله للجنس البشري،‏ فقد سرق شخص ما كلمة اللّٰه منكم.‏

      من المفرح انه لا يلزم ان تبقى الامور على هذه الحال.‏ فقد قال يسوع انه في ايامنا «يُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم.‏ ثم يأتي المنتهى.‏» (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ والمجلة التي تقرأونها هي جزء من هذا العمل الكرازي.‏ ونحن نشجعكم على تجنب الانخداع من الانبياء الكذبة.‏ فتفحَّصوا على نحو اعمق كلمة اللّٰه للعثور على الحقيقة عن ملكوت اللّٰه.‏ ثم اخضعوا لهذا الملكوت،‏ الذي هو تدبير من الراعي العظيم،‏ يهوه اللّٰه.‏ حقا،‏ انه الرجاء الوحيد للانسان،‏ ولن يفشل.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٥]‏

      علَّم لوثر ان الحكومة البشرية يمكن اعتبارها ملكوت اللّٰه

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Courtesy of the Trustees of the British Museum

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      كراعٍ محب،‏ سيجلب يهوه بواسطة ملكوته احوالا لا يمكن ان يجلبها ايّ بشر

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة