مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • العائلات المحرومة من الآباء —‏ من علامات العصر
    استيقظ!‏ ٢٠٠٠ | شباط (‏فبراير)‏ ٨
    • العائلات المحرومة من الآباء —‏ من علامات العصر

      ما هي برأيكم اهم مشكلة اجتماعية اليوم؟‏ يعتقد ٨٠ في المئة تقريبا من الذين شملهم استطلاع اجراه معهد ڠالوپ انها «غياب الاب عن البيت».‏ ووفقا لڠالوپ،‏ يعيش اكثر من ٢٧ مليون ولد في الولايات المتحدة بعيدين عن آبائهم الطبيعيين،‏ ويزداد هذا العدد بسرعة.‏ ويذكر تقرير اعدّه صندوق رعاية الطفولة التابع للامم المتحدة (‏اليونيسف)‏ ان حوالي ٥٠ في المئة من الاولاد البيض المولودين في الولايات المتحدة منذ سنة ١٩٨٠ «سيقضون قسما من طفولتهم في عائلة ذات والد واحد.‏ اما في ما يتعلق بالاولاد السود فالنسبة هي حوالي ٨٠ في المئة».‏ لذلك تقول مجلة الولايات المتحدة الاميركية اليوم (‏بالانكليزية)‏ ان الولايات المتحدة هي «في طليعة البلدان في العالم التي تعاني مشكلة العائلات المحرومة من الآباء».‏

      رغم ذلك،‏ تذكر مقالة في ذي اتلنتيك مونثلي (‏بالانكليزية)‏:‏ «لا يقتصر الازدياد في تفكك العائلات على المجتمع الاميركي فقط.‏ فهو واضح تقريبا في كل البلدان المتقدمة بما فيها اليابان».‏ ورغم صعوبة الحصول على احصاءات،‏ يبدو ان بلدانا نامية كثيرة تواجه ازمة مماثلة.‏ فوفقا لمجلة مراقبة العالم (‏بالانكليزية)‏،‏ «غالبا ما يهجر الرجال [في البلدان الفقيرة] زوجاتهم وأولادهم بسبب الضغوط الاقتصادية المتزايدة».‏ وفي الواقع اظهر استطلاع في بلد كاريبي ان ٢٢ في المئة فقط من الآباء الذين يبلغ عمر اولادهم ثماني سنوات يعيشون فعلا مع اولادهم.‏

      وُجد الاولاد المحرومون من آبائهم حتى في ازمنة الكتاب المقدس.‏ (‏تثنية ٢٧:‏١٩؛‏ مزمور ٩٤:‏٦‏)‏ لكنَّ العامل الرئيسي في تلك الايام في ابعاد الآباء عن اولادهم كان الموت.‏ اما «اليوم»،‏ كما يقول الكاتب دايڤيد بلانكنهورن،‏ «فالسبب الرئيسي لغياب الاب هو هجره لأولاده بمحض ارادته».‏ وكما سنرى،‏ ان ازدياد عدد الاولاد الذين يهجرهم آباؤهم يدل ان اناسا كثيرين اليوم هم «بلا حنو».‏ ووفقا للكتاب المقدس،‏ ليس ذلك سوى برهان آخر اننا نعيش في «الايام الاخيرة».‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٣‏.‏

      لكنَّ اختفاء الاب من حياة الاولاد الصغار مأساة في حياتهم.‏ فهو يوقعهم في دوّامة من الالم والانسحاق قد تؤدي الى عواقب طويلة الامد.‏ لذلك سنتناول هذه الدوّامة في هذه السلسلة.‏ وليس الهدف من المناقشة تثبيط القراء،‏ بل اعطاء معلومات يمكن ان تساعد العائلات على كبح هذه النزعة المدمِّرة.‏

  • الآباء —‏ لماذا يختفون
    استيقظ!‏ ٢٠٠٠ | شباط (‏فبراير)‏ ٨
    • الآباء —‏ لماذا يختفون

      ‏«لا اذكر ان امي وأبي كانا يتشاجران او يتجادلان.‏ كل ما اعرفه هو ان ابي اختفى بين ليلة وضحاها.‏ ولا اعلم حتى الآن اين هو.‏ ولكنني اعلم انني لا اشعر بشيء حياله».‏ —‏ بروس.‏

      ‏«كنت الولد الوحيد في المدرسة الذي لا يعيش في بيت مع والديه كليهما .‏ .‏ .‏ كنت اشعر دائما انني شاذة عن الآخرين.‏ وكنت اشعر دائما انني مختلفة عن كل الذين في سني».‏ —‏ پاتريشا.‏

      تعود جذور ازمة العائلات المحرومة من الآباء الى الثورة الصناعية.‏ فإذ اخذت الوظائف في المصانع تجذب الرجال وتبعدهم عن عائلاتهم،‏ بدأ دور الاب يضعف في العائلة،‏ ووقع الحمل الاكبر في تربية الاولاد على عاتق الامهات.‏a رغم ذلك،‏ بقي معظم الآباء مع عائلاتهم.‏ لكن خلال اواسط ستينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ بدأت نسبة الطلاق في الولايات المتحدة تتصاعد بشكل ملحوظ.‏ فقد تداعت الحواجز الدينية والاقتصادية والاجتماعية التي كانت تقف في وجه الطلاق.‏ وصار الطلاق هو الخيار بالنسبة الى اعداد لم يسبق لها مثيل من رفقاء الزواج،‏ تشجعهم على ذلك نصيحة مَن يدّعون انهم خبراء ويؤكِّدون ان الطلاق لا يمكن ان يؤذي الاولاد،‏ بل على العكس قد يكون نافعا لهم.‏ يقول كتاب عائلات منقسمة —‏ ماذا يحدث للاولاد عندما يفترق الوالدون (‏بالانكليزية)‏،‏ بقلم فرانك ف.‏ فرستنبرڠ الاصغر وأندرو ج.‏ تشيرلن في ما يتعلق بالطلاق:‏ «في بلجيكا،‏ سويسرا،‏ وفرنسا تضاعفت المعدلات [منذ ستينات الـ‍ ١٩٠٠]،‏ في حين انها ازدادت ثلاثة اضعاف في انكلترا،‏ كندا،‏ وهولندا».‏

      رغم ان الاولاد يبقون عادة مع امهاتهم بعد الطلاق،‏ يرغب معظم الآباء الذين يرحلون ان يحافظوا على علاقة بهم.‏ والوصاية المشتركة هي احد الحلول الرائجة.‏ لكنَّ ما يثير العجب هو ان معظم الآباء المطلَّقين لا يبقون على صلة بأولادهم.‏ فقد أظهر احد الاستطلاعات ان ولدا واحدا فقط من ٦ اولاد يرى اباه المطلَّق اسبوعيا.‏ ونصف الاولاد تقريبا لم يروا آباءهم طوال سنة كاملة!‏

      فشل الوصاية المشتركة

      تتطلب الوصاية المشتركة الكثير من التعاون والثقة بين الازواج المطلَّقين،‏ لكنهم غالبا ما يفتقرون الى هاتين الصفتين.‏ وعن هذا الوضع،‏ يقول الباحثان فرستنبرڠ وتشيرلن:‏ «ان السبب الرئيسي لتوقف الآباء عن رؤية اولادهم هو عدم رغبتهم في التعامل مجددا مع زوجاتهم السابقات.‏ وتتبنى نساء كثيرات الموقف نفسه حيال ازواجهن السابقين».‏

      صحيح ان آباء كثيرين يلتقون اولادهم قانونيا.‏ لكن يصعب على بعضهم التصرُّف كآ‌باء عندما يكونون مع اولادهم،‏ اذ يجدون انفسهم بعيدين عن حياتهم اليومية.‏ فيختار كثيرون ان يقوموا بدور رفقائهم في اللعب،‏ فيقضون كل وقتهم معا في الاستجمام والتسوُّق.‏ يصف آري البالغ من العمر اربعة عشر عاما زياراته لوالده في نهايات الاسابيع قائلا:‏ «لا يوجد برنامج محدد،‏ ولا قواعد مثل ‹عد الى البيت قبل الساعة الخامسة والنصف› وغيرها.‏ لا موانع ولا قيود.‏ وأبي يبتاع لي الهدايا دائما».‏ ‏—‏ شعور الاولاد حين يطلِّق الوالدون (‏بالانكليزية)‏،‏ بقلم جِل كرِمِنتس.‏

      ينبغي للوالد المحب ان ‹يعرف كيف يعطي اولاده عطايا صالحة›.‏ (‏متى ٧:‏١١‏)‏ لكنَّ الهدايا ليست بديلا للارشاد والتأديب اللازمين.‏ (‏امثال ٣:‏١٢؛‏ ١٣:‏١‏)‏ وعندما يستبدل المرء دوره كأب بدور رفيق في اللعب او زائر،‏ تتدهور علاقة الاب بالابن لا محالة.‏ وقد استنتجت احدى الدراسات:‏ «يمكن ان يهدم الطلاق علاقة الاب بالابن الى الابد».‏ ‏—‏ مجلة الزواج والعائلة (‏بالانكليزية)‏،‏ ايار (‏مايو)‏ ١٩٩٤.‏

      بسبب مشاعر الالم والغضب التي تنتاب بعض الرجال لأنهم لم يعودوا جزءا من حياة اولادهم،‏ يهجرون عائلاتهم ويحجمون عن تزويدهم بالدعم المالي اللازم.‏b (‏١ تيموثاوس ٥:‏٨‏)‏ يقول فتى مراهق بمرارة:‏ «لا يمكنني ان اجد شيئا احبه في ابي».‏ ويضيف:‏ «ان امرنا لا يعنيه بتاتا،‏ فهو لا يدعمنا بشيء،‏ وأظن ان هذا الامر بغيض».‏

      الوالدون غير المتزوجين

      ادَّت الاعداد الهائلة للولادات غير الشرعية الى اكبر تزايد في اعداد الاولاد المحرومين من آبائهم.‏ يقول كتاب اميركا دون أب (‏بالانكليزية)‏:‏ «حوالي ثلث جميع الولادات في [الولايات المتحدة] يحدث اليوم خارج نطاق الزواج».‏ ومن الـ‍ ٠٠٠‏,٥٠٠ طفل تقريبا الذين يولدون سنويا لأمهات تترواح اعمارهن بين ١٥ و ١٩ سنة،‏ ٧٨ في المئة يولَدون لمراهقات غير متزوجات.‏ لكنَّ حبَل المراهقات هو مشكلة عالمية.‏ والبرامج التي تعلِّم عن وسائل منع الحمل او تنادي بالعفّة لم تنجح في تغيير سلوك المراهقين الجنسي.‏

      يوضح كتاب آباء مراهقون (‏بالانكليزية)‏،‏ بقلم براين إ.‏ روبنسون:‏ «لم يعد الحبَل خارج نطاق الزواج عارا وذلا كما في ستينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ وذلك بسبب المواقف الاجتماعية المتحرِّرة اكثر حيال مسألتي الجنس والحبَل قبل الزواج.‏ .‏ .‏ .‏ وتنهال الافكار الجنسية على الاحداث اليوم باستمرار من خلال الاعلانات،‏ الموسيقى،‏ الافلام السينمائية،‏ والتلفزيون.‏ وتخبر وسائل الاعلام الاميركية المراهقين ان الجنس رومنطيقي،‏ مثير،‏ وممتع وتخفي كل ما له علاقة بالعواقب الواقعية التي تنجم عن السلوك الجنسي غير المسؤول والتي توجهه نزوة».‏

      يبدو ان احداثا كثيرين لا يدركون نتائج العلاقات الجنسية غير المشروعة.‏ لاحظوا بعض التعليقات التي سمعها الكاتب روبنسون:‏ «‹لم يبدُ عليها انها من هذا النوع [ممن يحبلن]›؛‏ ‹لم نكن نمارس الجنس إلّا مرة واحدة في الاسبوع›؛‏ او ‹لم اظن ان الحبَل يمكن ان يحدث من المرة الاولى›».‏ طبعا،‏ بعض الشباب يعرفون تماما ان ممارسة الجنس يمكن ان تؤدي الى الحبَل.‏ يذكر كتاب الآباء الاحداث غير المتزوجين (‏بالانكليزية)‏:‏ «بالنسبة الى فتيان كثيرين [في وسط المدينة]،‏ يُعتبر الجنس رمزا مهما الى المركز الاجتماعي المحلي؛‏ والانتصارات الجنسية تعتبر مفخرة.‏ وتعرض فتيات كثيرات ممارسة الجنس كهدية لقاء نيل حظوة في عيني شاب ما».‏ وفي بعض الاوساط داخل المدينة،‏ يمكن ان يتعرض الشاب للاستهزاء اذا لم ينجب فيُدعى «البتول»!‏

      وتزداد الصورة قتاما حين تتأملون في نتائج دراسة جرت سنة ١٩٩٣ شملت امهات في سن الدراسة في كاليفورنيا.‏ فهي تظهر ان ثلثي الفتيات حبلن،‏ ليس من اصدقائهن المراهقين،‏ بل من رجال تعدوا الـ‍ ٢٠ من العمر!‏ وفي الواقع اشارت بعض الدراسات ان الامهات المراهقات غير المتزوجات كثيرات منهن هن ضحايا اغتصاب القاصرات —‏ او حتى الاساءة الى الاولاد.‏ ويُظهر مثل هذا الاستغلال المنتشر كم اصبح المجتمع العصري فاسدا ومنحرفا.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٣‏.‏

      لماذا يرحل الشبان

      نادرا ما يتحمل الفتيان المراهقون الذين ينجبون الاولاد مسؤولية اولادهم لأمد طويل.‏ قال فتى حبلت صديقته:‏ «لم اقل لها سوى:‏ ‹وداعا›».‏ لكن كما تشير مقالة في مرشد الحياة العائلية (‏بالانكليزية)‏،‏ «يعبِّر معظم الآباء الاحداث عن رغبة شديدة في تنمية علاقة حميمة بأولادهم».‏ ووفقا لإحدى الدراسات التي شملت آباء احداثا غير متزوجين،‏ ٧٠ في المئة زاروا ولدهم مرة في الاسبوع.‏ «لكن»،‏ تحذِّر المقالة،‏ «فيما يكبر الولد،‏ يقل عدد الزيارات».‏

      لخَّص أب عمره ١٧ سنة لماذا تجري الامور هكذا قائلا:‏ «لو كنت اعرف كم سيكون الامر صعبا،‏ لما تركته يحدث قط».‏ وأحداث قليلون فقط لديهم النضج العاطفي او الخبرة لتحمُّل متطلبات الابوّة.‏ ويفتقر كثيرون منهم الى العلم او المهارات التي تتيح لهم الحصول على وظائف ملائمة لتأمين لقمة العيش.‏ وعوض مواجهة الذل الذي يسببه الفشل،‏ يتخلى شبان كثيرون بكل بساطة عن اولادهم.‏ يعترف احد الآباء الاحداث:‏ «حياتي كلها مشاكل ومتاعب».‏ ويقول آخر متحسرا:‏ «بالجهد استطيع ان اعتني بنفسي؛‏ فلا اعرف ما كنت سأفعله لو اضطررت ان اعتني [بابني] ايضا».‏

      الحصرم

      كان لدى اليهود في ازمنة الكتاب المقدس قول مأثور:‏ «الآباء اكلوا الحصرم وأسنان الابناء ضرست».‏ (‏حزقيال ١٨:‏٢‏)‏ لكنَّ اللّٰه اخبر اليهود انه لا داعي ان يكون الامر هكذا،‏ وأن الاخطاء السابقة لا داعي الى ان تتكرر في المستقبل.‏ (‏حزقيال ١٨:‏٣‏)‏ رغم ذلك،‏ يبدو ان ملايين الاولاد اليوم يذوقون مرارة «حصرم» والديهم —‏ يدفعون ثمن عدم نضج والديهم،‏ عدم مسؤوليتهم،‏ وفشلهم في الزواج.‏ وتغزر الابحاث التي تبرهن ان الاولاد الذين يربون دون أب معرضون لفيض من المخاطر العاطفية والجسدية.‏ (‏انظروا الاطار في الصفحة ٧)‏ والمثبِّط بشكل خصوصي هو واقع ان كون الولد محروما من ابيه بات ارثا غالبا ما تتناقله الاجيال —‏ دوّامة مستمرة من الالم والبؤس.‏

      فهل العائلات المحرومة من الآباء محكوم عليها بالفشل؟‏ كلا على الاطلاق.‏ وفي الواقع،‏ من المفرح ان الخروج من هذه الدوّامة ليس من المستحيلات.‏ وستناقش مقالتنا التالية كيف.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a من المثير للاهتمام ان كتب تربية الاولاد في الولايات المتحدة قبل عصر التصنيع كانت موجَّهة عموما الى الآباء،‏ لا الى الامهات.‏

      b وفقا للباحثَين ساره ماكلاناهان وڠاري ساندفر،‏ في الولايات المتحدة «حوالي ٤٠ في المئة من الاولاد الذين يستحقون نظريا نفقة اعالة لا يُحكَم لهم ابدا بنفقة اعالة،‏ وربع الذين يُحكَم لهم بنفقة لا ينالون شيئا.‏ وأقل من ثلث الاولاد ينالون كل المبلغ المستحق».‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٧]‏

      مخاطر نمو الولد دون أب

      ان نمو الاولاد دون أب يعرِّضهم لمخاطر جسيمة.‏ ورغم ان البعض قد يزعجهم التأمل في المعلومات التالية،‏ فإن ادراك المخاطر هو الخطوة الاولى لمنع الضرر او على الاقل الحد منه.‏ وينبغي ان تدركوا ايضا ان الدراسات الاحصائية تنطبق على المجموعات لا على الافراد.‏ فأولاد كثيرون يربون في عائلات دون آباء دون ان يعانوا ايًّا من هذه المشاكل.‏ وكما ستظهر مقالتنا الاخيرة،‏ ان تدخل الوالدين وتطبيق مبادئ الكتاب المقدس يمكن ان يساعدا كثيرا على تخفيف هذه المشاكل المحتملة.‏ فتأملوا في بعض المخاطر التي يمكن ان يواجهها الولد المحروم من ابيه.‏

      ▪ ازدياد خطر التعرض للاساءة الجنسية

      تظهر الابحاث بوضوح ان عدم وجود الاب يزيد من خطر الاساءة الجنسية الى الاولاد.‏ وأظهرت دراسة انه من بين ٠٠٠‏,٥٢ حالة من الاساءة الى الاولاد،‏ «كان ٧٢ في المئة اولادا يعيشون في بيت غاب عنه الوالد الطبيعي او الوالدان الطبيعيان كلاهما».‏ يؤكد كتاب اميركا دون أب:‏ «ان تزايد خطر الاساءة الجنسية الى الاولاد في مجتمعنا ينبع اولا من الغياب المتزايد للآباء المتزوجين،‏ والتوافر المتزايد لأزواج الامهات،‏ الاصدقاء الشباب،‏ وغيرهم من الذكور العابرين او الذين لا يمتون الى الاولاد بصلة».‏

      ▪ ازدياد خطر الانهماك في السلوك الجنسي في عمر مبكراذ تكون رقابة الوالدين في البيوت ذات الوالد الواحد اقل على الارجح،‏ غالبا ما تكون لدى الاولاد فرص اكبر للانهماك في السلوك الفاسد ادبيا.‏ والتدريب غير الكافي من قبل الوالدين قد يكون عاملا ايضا.‏ تقول وزارة الصحة والخدمات الانسانية في الولايات المتحدة:‏ «ان امكانية حبَل الفتيات المحرومات من آبائهن اكبر بمرتين ونصف».‏

      ▪ الفقر

      استنتجت دراسة شملت المراهقات السوداوات في جنوب افريقيا ان الفقر هو نتيجة شائعة لانجاب الاولاد دون رباط الزواج.‏ يقول كاتبا الدراسة:‏ «في حوالي ٥٠ في المئة من الحالات،‏ يرجح ألّا تعود المراهِقة الى المدرسة».‏ وينتهي المطاف بكثيرات من الامهات غير المتزوجات الى البغاء وتجارة المخدِّرات.‏ وقد لا تكون الحالة افضل بكثير في البلدان الغربية.‏ ففي الولايات المتحدة،‏ «١٠ في المئة من الاولاد المنتمين الى عائلات فيها والدان اثنان كانوا فقراء [سنة ١٩٩٥]،‏ بالمقارنة مع ٥٠ في المئة من الاولاد المنتمين الى عائلات لا يوجد فيها سوى الامهات».‏ ‏—‏ اولاد اميركا:‏ المؤشرات القومية الرئيسية للرفاهة لسنة ١٩٩٧.‏

      ▪ الاهمال

      تغمر المسؤوليات بعض الوالدين المتوحدين ويصيرون عاجزين عن قضاء وقت كافٍ مع اولادهم بسبب اضطرارهم الى اعالة انفسهم.‏ تتذكر احدى المطلقات:‏ «كنت اعمل في النهار وأذهب الى المدرسة في المساء،‏ الامر الذي ارهقني تماما.‏ فأهملت الاولاد بلا ريب».‏

      ▪ الاذى العاطفي

      بخلاف ادعاء بعض الخبراء ان الاولاد يستردون عافيتهم بسرعة بعد الطلاق،‏ وجد الباحثون مثل الدكتورة جوديث والّرستاين ان الطلاق يسبب ندوبا عاطفية طويلة الامد.‏ «اكثر من ثلث الشبان والشابات الذين تتراوح اعمارهم بين التاسعة عشرة والتاسعة والعشرين لديهم القليل او لا شيء من الطموح بعد عشر سنوات من طلاق والديهم.‏ فهم ينجرفون في تيار الحياة دون اهداف ثابتة.‏ .‏ .‏ وينتابهم شعور بالعجز».‏ (‏فرص ثانية [بالانكليزية]،‏ بقلم الدكتورة جوديث والّرستاين وساندرا بلايكسلي)‏ ولوحظ لدى العديد من اولاد الطلاق قلة احترام للذّات،‏ كآ‌بة،‏ سلوك جانح،‏ وغضب مستمر.‏

      يقول كتاب العائلة ذات الوالد الواحد (‏بالانكليزية)‏:‏ «تُظهر دراسات عديدة ان الفتيان الذين ترعرعوا دون وجود ذكر يكون قدوة في حياتهم يفتقرون الى الثقة برجوليتهم واحترام الذّات،‏ ويصعب عليهم لاحقا في حياتهم تأسيس علاقات حميمة.‏ والمشاكل التي قد تواجهها الفتيات بسبب ترعرعهن دون وجود ذكر يكون قدوة في البيت لا تظهر عادة حتى سن المراهقة او لاحقا،‏ وتشمل صعوبة في تأسيس علاقات ناجحة مع الجنس الآخر في سن الرشد».‏

  • الخروج من دوّامة —‏ العائلات المحرومة من الآباء
    استيقظ!‏ ٢٠٠٠ | شباط (‏فبراير)‏ ٨
    • الخروج من دوّامة —‏ العائلات المحرومة من الآباء

      اذا استمرت الامور على ما هي عليه اليوم،‏ فسرعان ما تصبح العائلة المحرومة من الاب هي العائلة النموذجية.‏ يقول تقرير من وزارة الصحة والخدمات الانسانية في الولايات المتحدة:‏ «غالبا ما يحصل الاولاد الذين يربيهم والد متوحد على علامات ادنى،‏ ويعانون مشاكل سلوكية اكثر،‏ واضطرابات صحية مزمنة ومشاكل نفسية بنسبة اكبر.‏ .‏ .‏ .‏ والترعرع في عائلة غاب عنها الاب يرافقه ازدياد في احتمال حبَل المراهقات،‏ ارتفاع نسبة ترك المدرسة والدخول الى السجن».‏

      فلا عجب اذًا ان علماء الاجتماع،‏ مشيري العائلات،‏ العاملين في مجال التربية،‏ حتى السياسيين يسعون جاهدين الى ايجاد طرائق لكبح هذه النزعة المدمرة.‏ فتُعقد اجتماعات للرجال على نطاق واسع لبثّ روح الفخر بالابوة ولتعزيز التزام الرجال تجاه عائلاتهم.‏ وتُغرق الاسواق بكتب عن الابوة.‏ وتُبذل ايضا الجهود لإلزام الآباء بتحمل مسؤولياتهم.‏ وفي الولايات المتحدة،‏ تعرَّض «الآباء المهمِلون لمسؤولياتهم» لتوبيخ القضاة،‏ وللمهاجمة في برامج المقابلات التلفزيونية،‏ وتعرضوا حتى للخزي العلني.‏ لكن نجاح هذه الجهود بقي محدودا.‏

      الحلول السريعة

      على نحو مماثل،‏ قد تسفر الحلول السريعة عن نتائج مشكوك فيها.‏ فقد تستعجل امرأة مطلقة في الزواج من جديد على امل منح اولادها والدا جديدا.‏ إلّا ان التزوج من جديد،‏ رغم ما يحمله من منافع،‏ يمكن ان ينطوي على مشاكل ايضا.‏ فمن الصعب احيانا ان يقبل الاولاد غريبا ابا لهم.‏ وأحيانا لا يقبلونه ابدا.‏ وأظهرت احدى الدراسات ان «نحو ثلثَي النساء اللواتي عشن في بيت مع زوج أب او أم يغادرن البيت قبل بلوغ سن الـ‍ ١٩ .‏ .‏ .‏،‏ بالمقارنة مع ٥٠ في المئة من النساء اللواتي عشن ضمن عائلات عادية».‏ حتى في العائلات الربيبة الناجحة،‏ قد تمر سنوات عديدة قبل ان يقبل الاولاد زوج امهم.‏a

      على نحو مماثل،‏ ما من حلول سريعة لمشكلة حبَل المراهقات.‏ فالاجهاض مثلا هو ضد شريعة اللّٰه ويدفع الشابة الى خنق مشاعرها الرقيقة تجاه الحياة البالغة الصغر التي تنمو في احشائها.‏ (‏خروج ٢٠:‏١٣؛‏ ٢١:‏٢٢،‏ ٢٣؛‏ مزمور ١٣٩:‏١٤-‏١٦‏؛‏ قارنوا ١ يوحنا ٣:‏١٧‏.‏)‏ فلا بد ان يترك ذلك ندوبا عاطفية.‏ اما عرض الطفل للتبني،‏ رغم ان كثيرين يعتبرونه حلا اكثر انسانية،‏ فيترك هو ايضا ندوبا عاطفية عند الام والولد كليهما.‏

      ان الحلول السريعة لن توقف الدوّامة التي تدور فيها العائلات المحرومة من الآباء.‏ فلن تتغير الاتجاهات الحالية للحياة العائلية إلا اذا رغب الناس في تغيير تفكيرهم ومواقفهم وسلوكهم وآدابهم تغييرا جذريا.‏ ولا تكفي الكلمات الطنانة وأفكار علم النفس الشعبية التي تُبث عبر وسائل الاعلام لإقناع الناس بالقيام بهذه التغييرات الشاملة.‏ فما يلزم موجود في كلمة اللّٰه،‏ الكتاب المقدس.‏ أولَم يؤسس اللّٰه نفسه ترتيب العائلة؟‏ (‏افسس ٣:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ فهو يعرف اكثر من اي شخص آخر حاجات الاولاد.‏

      مبادئ الكتاب المقدس تساعد العائلات على مواجهة الوضع

      لكن هل يمكن ان يساعد الكتاب المقدس حقا الاولاد المحرومين من احد والدَيهم؟‏ أولَم يتأذوا اذية لا يمكن شفاؤها؟‏ كلا.‏ في بداية هذه المقالة،‏ اقتبسنا من تقرير صادر عن حكومة الولايات المتحدة عدَّد مخاطر كثيرة يتعرض لها هؤلاء الاولاد.‏ وبغض النظر عمَّا احتواه التقرير من كلمات لا تبشر بالخير،‏ اختتم بالقول:‏ «رغم الدلائل القوية التي تشير الى ان الاولاد المنتمين الى عائلات ذات والد واحد يتعرضون لمخاطر اكثر،‏ يظهر البحث ايضا ان معظمهم ينمون بشكل طبيعي».‏ فنتائج كون الولد محروما من الاب يمكن ازالتها،‏ او على الاقل التخفيف منها.‏ ويصح ذلك خصوصا اذا طُبِّقت مبادئ الكتاب المقدس في تربية الاولاد.‏

      يتطلب ذلك من الوالد المتوحد جهدا دؤوبا،‏ مما قد يبدو للوهلة الاولى اكثر من طاقته.‏ لكن اذا وجدت نفسك في حال كهذه،‏ يمكنك تعلّم الاتكال كاملا على يهوه اللّٰه.‏ (‏امثال ٣:‏١،‏ ٢‏)‏ لقد مرت بعض النساء المسيحيات في ازمنة الكتاب المقدس بظروف مؤلمة مثل الترمل.‏ ويقول الكتاب المقدس عن مثل هؤلاء:‏ «المرأة التي هي بالحقيقة أرملة وقد تُركت معدِمة جعلت رجاءها في اللّٰه وهي تواظب على التضرعات والصلوات ليلَ نهار».‏ (‏١ تيموثاوس ٥:‏٥‏)‏ وتذكروا ان يهوه يدعو نفسه ابا الذين هم بلا آباء.‏ (‏مزمور ٦٨:‏٥‏)‏ فكونوا على يقين من دعمه للمرأة الخائفة اللّٰه في جهودها لتربية اولادها.‏

      ان ادارة درس بيتي قانوني في الكتاب المقدس مع الاولاد هي طريقة رئيسية لمساعدتهم على الصيرورة راشدين ناضجين ومتزنين.‏ (‏تثنية ٦:‏٦-‏٩‏)‏ ويستعمل والدون متوحدون كثيرون بين شهود يهوه المطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس المصممة بوجه خاص للاحداث،‏ مثل اسئلة يطرحها الاحداث —‏ اجوبة تنجح.‏b فالمعلومات الموجودة في هذا الكتاب تساعد الاحداث على تنمية مقاييس ادبية يمكنها ان تساعدهم على عدم تكرار اخطاء والديهم.‏ وعندما يتعرف الاولاد بيهوه اللّٰه اكثر فأكثر،‏ يدركون ان لهم ابا سماويا يعتني بهم حقا.‏ (‏مزمور ٢٧:‏١٠‏)‏ ويمكِّنهم ذلك من مواجهة المشاعر الناتجة من جراء التخلي عنهم.‏ تتذكر فتاة بريطانية افترق والداها:‏ «طوال هذه الفترة غرست امي فيَّ الحاجة الى الصلاة والاتكال الكامل على يهوه.‏ وهذا ما مكننا من مواجهة الوضع».‏

      المحافظة على الرابط بين الوالد والولد

      يؤكد الكتاب المقدس وجوب اكرام الولد أمه و أباه على حد سواء.‏ (‏خروج ٢٠:‏١٢‏)‏ ولا ينهي الطلاق الرابط بين الولد وأبيه.‏ فمع ان الزوج السابق لم يعد يعيش في البيت،‏ يمكن ان يستمر الاولاد في الاستفادة من علاقتهم الوثيقة به.‏c لكن المشكلة هي ان الام قد تكون غاضبة عليه ولا تطيق تدخله في شؤون الاولاد.‏ فكيف يمكن ان تواجه الام هذه المشاعر؟‏

      يعطي الكتاب المقدس نصحا سديدا عندما يحذِّر:‏ «احرص لئلا يغريك الغضب بالسخرية .‏ .‏ .‏ احترس ان تتحول الى الشر».‏ (‏ايوب ٣٦:‏١٨-‏٢١‏،‏ ترجمة تفسيرية‏)‏ طبعا ليس من السهل التكلم بالصالحات عن شخص آذاكِ او هجركِ.‏ لكن اسألي نفسكِ:‏ ‹هل تتعلَّم الفتاة ان تثق برجل اذا قيل لها باستمرار كم والدها سيئ؟‏ وهل يمكن ان ينمي الصبي شخصية رجل مستقرة اذا كان يُهَتّ بالقول له:‏ «انت تماما كأبيك»؟‏ هل يمكن ان تكون نظرة الاولاد الى السلطة سليمة إن تعلموا احتقار ابيهم او جرى ثنيهم عن رؤيته؟‏›.‏ من الواضح ان إضعاف علاقة اولادكِ بأبيهم سينتج عنه الاذى.‏

      قد يفاجئك ان تعرفي ان الكتاب المقدس لا يدين السخط المبرر.‏ فهو يقول:‏ «اسخطوا،‏ ولكن لا تخطئوا».‏ (‏افسس ٤:‏٢٦‏)‏ فالخطية ليست في الغضب،‏ بل في الوقوع تحت سيطرة «السخط،‏ الغضب،‏ السوء،‏ كلام الاهانة».‏ (‏كولوسي ٣:‏٨‏)‏ فتجنبي التهجم شفهيا على والد اولادكِ في حضورهم.‏ وإذا شعرتِ بالحاجة الى الافراج عما في صدركِ من مشاعر خيبة وإحباط،‏ فاتبعي اقتراح الكتاب المقدس بالافصاح عن ‹الغم الذي في قلبكِ› انما لغير اولادك،‏ ربما لصديقة تثقين بها.‏ (‏امثال ١٢:‏٢٥‏)‏ حاولي المحافظة على موقف ايجابي وتجنبي التفكير في الماضي.‏ (‏جامعة ٧:‏١٠‏)‏ ويمكن ان يساعد ذلك كثيرا على التخفيف من الغضب الذي تشعرين به.‏

      اخيرا،‏ تذكري ان الكتاب المقدس يأمر الولد باحترام ابيه،‏ حتى لو لم يكن سلوك ابيه مثاليا.‏ (‏افسس ٦:‏٢،‏ ٣‏)‏ لذلك حاولي مساعدة اولادكِ على النظر بموضوعية الى نقائص ابيهم.‏ تقول شابة نشأت في بيت محطَّم:‏ «بالتفكير موضوعيا في ابي —‏ كإنسان ناقص غير معصوم من الخطإ —‏ تمكنت اخيرا من قبوله على ما هو عليه».‏ وبتشجيع اولادكِ على احترام ابيهم تساعدينهم على تطوير نظرة سليمة الى سلطتكِ انتِ كأم.‏

      من المهم ايضا ان تجعلي الحدود بينكِ وبين اولادكِ واضحة.‏ فهم لا يزالون تحت ‹شريعة امهم›.‏ (‏امثال ١:‏٨‏)‏ وقد يشعر الابناء انهم يحمَّلون فوق طاقتهم حين يُنتظر منهم ان يلعبوا دور ‹رجل البيت›.‏ وهذا ما يحدث للبنات ايضا حين يضطررن الى لعب دور المؤتمنات على اسرار والدتهن.‏ فينبغي التأكيد للاولاد انكِ،‏ انتِ الام،‏ ستعتنين بهم —‏ لا العكس.‏ (‏قارنوا ٢ كورنثوس ١٢:‏١٤‏.‏)‏ وتأكيد كهذا سيمنحهم شعورا بالامن،‏ وإن لم يكن وضعهم العائلي مثاليا.‏

      الآباء البدلاء

      ماذا اذا كان الاب غائبا تماما عن الساحة؟‏ يقول الخبراء ان الاولاد يستفيدون من معاشرتهم لذكور.‏ فيمكن للاهتمام اللطيف الذي يوليه عم الولد او خاله او احد الجيران ان يساعده بعض الشيء.‏ إلّا ان الاستفادة الفضلى تأتي من المعاشرة السليمة للذكور في الجماعة المسيحية.‏ وقد وعد يسوع ان الجماعة ستكون بمثابة عائلة داعمة.‏ —‏ مرقس ١٠:‏٢٩،‏ ٣٠‏.‏

      في ازمنة الكتاب المقدس كبر تيموثاوس وبرز كإنسان للّٰه دون ان يحظى بدعم أب مؤمن.‏ وينسب الكتاب المقدس الكثير من الفضل في ذلك الى امه وجدته المحبتين.‏ (‏اعمال ١٦:‏١؛‏ ٢ تيموثاوس ١:‏١-‏٥‏)‏ ولكنه استفاد ايضا من معاشرته رجلا مسيحيا هو الرسول بولس.‏ وقد دعا بولس تيموثاوس ‹ولده الحبيب والأمين في الرب›.‏ (‏١ كورنثوس ٤:‏١٧‏)‏ وبشكل مماثل اليوم،‏ يُشجَّع شهود يهوه على تطبيق نصيحة الكتاب المقدس ‹بالاعتناء باليتامى والأرامل›.‏ (‏يعقوب ١:‏٢٧‏)‏ ويجري حثهم على ‹انقاذ› الذين هم بلا أب بإظهار اهتمام مخلص ومتزن بمثل هؤلاء.‏ (‏ايوب ٢٩:‏١٢‏)‏ تتذكر شابة اسمها أنيت الاهتمام السليم الذي اظهره لها شيخ مسيحي عندما كانت صغيرة،‏ فتقول:‏ «كان هو الشخص الوحيد في حياتي الذي اعتبرته بمثابة أب حقيقي».‏

      الخروج من الدوّامة

      باتِّباع هذه المبادئ،‏ يمكن ان ينجح الاولاد المحرومون من آبائهم.‏ فرغم الحرمان الذين يعانونه في طفولتهم،‏ يمكنهم ان يصيروا راشدين متزنين ومنتجين،‏ وأيضا والدين محبين وأولياء يلتزمون بعائلاتهم.‏ لكنَّ الوقاية افضل بكثير من ايّ علاج.‏ وفي النهاية لن تتوقف دوّامة الاولاد المحرومين من آبائهم إلّا عندما يلتزم الرجال والنساء تطبيق الكتاب المقدس في حياتهم —‏ مثلا بالالتصاق بتحريم الكتاب المقدس للجنس قبل الزواج،‏ وباتباع المقاييس التي يرسمها الكتاب المقدس للازواج والزوجات.‏ —‏ ١ كورنثوس ٦:‏٩؛‏ افسس ٥:‏٢١-‏٣٣‏.‏

      اليوم،‏ هنالك اولاد عديدون يعيشون مع آبائهم في البيت،‏ إلّا انه يمكن اعتبارهم محرومين من آبائهم.‏ يدّعي احد الخبراء بالشؤون العائلية:‏ «اكبر مشكلة تواجه .‏ .‏ .‏ الاولاد اليوم هي قلة الوقت الذي يمكنهم قضاؤه مع والديهم ونقص اهتمام والديهم بهم».‏ وتتناول كلمة اللّٰه هذه المسألة مباشرة.‏ فهي تأمر الآباء في ما يتعلق بأولادهم:‏ «امنحوهم الارشاد والتأديب الجدير بالتربية المسيحية».‏ (‏افسس ٦:‏٤‏،‏ الكتاب المقدس الانكليزي الجديد؛‏ امثال ٢٤:‏٢٧‏)‏ وعندما يطيع الآباء هذا النصح،‏ لا يعود الاولاد يخشون ان يُهجروا.‏

      لكن هل من المنطقي الاعتقاد ان الناس سيلتفتون الى الكتاب المقدس بأعداد كبيرة؟‏ لا.‏ (‏متى ٧:‏١٤‏)‏ لكنّ شهود يهوه ساعدوا الملايين على ايجاد السعادة في حياتهم العائلية من خلال برنامج للدرس البيتي في الكتاب المقدس.‏d طبعا،‏ يحذر الكتاب المقدس قائلا ان جميع المتزوجين سيعانون ‹ضيقا في جسدهم› بسبب النقص.‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏٢٨‏)‏ لكنّ الذين يحترمون كلمة اللّٰه حق الاحترام يجتهدون لحل مشاكلهم،‏ ولا يطلبون الطلاق عند اول اشارة الى المشاكل.‏ طبعا،‏ هنالك بعض الحالات حين يكون ملائما ان يفكر المسيحي في الانفصال او يفكر حتى في الطلاق.‏ (‏متى ٥:‏٣٢‏)‏ لكنّ معرفة كل التأثيرات المحتملة لهذا القرار في الاولاد ستدفع المسيحي الى البحث عن طرائق لإنقاذ زواجه إن امكن.‏

      ان اتّباع الكتاب المقدس لا تقتصر فوائده على إنقاذ عائلتكم الآن.‏ فيمكنه ان يفتح امامكم كلكم امكانية العيش الى الابد!‏ قال يسوع:‏ «هذا يعني الحياة الأبدية:‏ أن يستمروا في نيل المعرفة عنك،‏ أنت الإله الحق الوحيد،‏ وعن الذي أرسلته،‏ يسوع المسيح.‏» (‏يوحنا ١٧:‏٣‏)‏ وقراءة المشورة الموجودة في كلمة اللّٰه وتطبيقها هما من افضل الطرائق لضمان سلامة عائلتكم الى الابد.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة