مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • كحولي في العائلة
    استيقظ!‏ ١٩٩٢ | ايار (‏مايو)‏ ٢٢
    • كحولي في العائلة

      ‏«تشمل الكحولية الكحوليين .‏ .‏ .‏ وفيما يمكن ان يكون هنالك مجرد كحولي واحد في العائلة،‏ تعاني العائلة بأسرها من الكحولية.‏» —‏ الدكتور ڤرنُن إ.‏ جونسون.‏

      كانت ألِس البالغة من العمر خمس سنوات مضطجعة في السرير،‏ وساقها تنبض ألَمًا.‏ فثمة اذية اصابتها قبل يومين اقتضت تجبير الساق بكاملها.‏ لكنَّ الجبيرة وُضعت على نحو ضيِّق جدا،‏ وكانت ساقها تتورَّم تحت الضغط.‏ فتوسَّلت ألِس الى والدَيها ليأخذاها الى الطبيب،‏ لكنَّ اباها كان يعاني من اثر لاحِق للسُّكر،‏ وكانت امها تتمزق بينهما؛‏ متحيِّرةً بشأن مَن كان اكثر حاجة الى العناية.‏

      في غضون ايام قليلة،‏ صارت ساق ألِس خَدِرة.‏ وعندما بدأ سائل أدكن يقطر من اصبع قدمها،‏ قام والدا ألِس اخيرا بحملها بسرعة الى المستشفى.‏ وعندما أُزيلت الجبيرة،‏ تسبَّب منظر الساق بأن يُغمى على احدى الممرضات.‏ فالمُوات gangrene جعل ضروريا بَتْر ساق ألِس.‏

      الكحولية والمشارَكة في الاعتماد

      انَّ مأساة هذه الحادثة تتجاوز كثيرا فقدان احد الاطراف.‏ فأبو ألِس كان كحوليا.‏ وبصفته كذلك،‏ كان غير متوافر عاطفيا وجسديا عندما كانت ابنته في امسِّ الحاجة اليه.‏ «تتطلَّب طبيعة الكحولية ان يضع الكحولي عائلته اخيرا —‏ بعد الكحول وكل متطلَّباته،‏» يقول المرشد توبي رايس دروز.‏

      وماذا بشأن امّ ألِس؟‏ هي ايضا كانت تعاني من الاعتماد،‏ لا على الكحول،‏ بل على زوجها الكحولي.‏ وبطبيعة الحال،‏ فإنَّ انتباه الزوجة غير الكحولية تشغله كليا الجهود لايقاف شرب الكحولي او على الاقل لمعالجة تصرُّفه الذي لا يمكن التكهُّن به.‏a فتصير منشغلة جدا بمشكلة الكحولي بحيث تبدي سمات الاعتماد نفسها —‏ ولكن دون كحول.‏ ولهذا السبب،‏ كثيرا ما يُدعى اشخاص كأم ألِس معتمدين مشاركين.‏

      المدمن على الكحول والمعتمد المشارك كلاهما يتحكَّم فيهما دون ان يدريا شيء او شخص خارج انفسهما.‏ وانكار وجود مشكلة يعمي كلًّا منهما.‏ فكلاهما غير متوافرين عاطفيا لاولادهما.‏ وكلاهما منشغلان بحياة من التثبُّط،‏ لانه تماما كما لا يمكن للكحولي ان يضبط شربه،‏ لا يمكن للمعتمد المشارك ان يضبط الكحولي،‏ ولا يمكن لأيّ منهما ان يضبط الاثر الذي سيكون لادمان الكحول في اولادهما.‏

      ولكن هنالك مساعدة للكحولي ولعائلته.‏ وسيجري التأمُّل في ذلك في المقالات التالية.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a في حين اننا نشير الى الكحولي بصفته ذكرا،‏ تنطبق المبادئ هنا بشكل مساوٍ على الكحولية الانثى.‏

  • كيف يمكن للعائلة ان تساعد؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٢ | ايار (‏مايو)‏ ٢٢
    • كيف يمكن للعائلة ان تساعد؟‏

      ‏«اولا يأخذ الرجل كأسا،‏ ثم الكأس تأخذ كأسا،‏ وأخيرا تأخذ الكأس الرجل.‏» —‏ مثل شرقي.‏

      انتم تسيرون بمحاذاة حدِّ ارض سَبْخَة.‏ وفجأة،‏ تنهار الارض.‏ وفي لحظات تبدأون بالغوص في الرمال المتحركة.‏ وكلما جاهدتم اكثر،‏ غرقتم عميقا اكثر.‏

      تبتلع الكحولية العائلة بأسرها بالطريقة نفسها الى حد بعيد.‏ فالزوجة المشاركة في الاعتماد تجاهد بشدة لتغيِّر الكحولي.‏ واذ تدفعها المحبة،‏ تهدِّده،‏ ولكنه يستمر في الشرب.‏ تخفي مشروبه المسكِر،‏ ولكنه يشتري المزيد.‏ تخبِّئ ماله،‏ ولكنه يقترض من صديق.‏ تناشد محبته لعائلته،‏ للحياة،‏ وحتى للّٰه —‏ ولكن بلا جدوى.‏ وكلما جاهدت اكثر،‏ غرقت العائلة بأسرها عميقا اكثر في مستنقع الكحولية.‏ فلمساعدة الكحولي،‏ يجب ان يفهم اعضاء العائلة اولا طبيعة الكحولية.‏ يلزم ان يعرفوا لماذا يكون فشل بعض «الحلول» امرا محتوما تقريبا،‏ ويجب ان يعرفوا اية طرائق تنجح حقا.‏

      الكحولية هي اكثر من مجرد السُّكر.‏ انها اضطراب شرب مزمن يتصف بالتعلُّق المفرط بالكحول وفقدان السيطرة على استهلاكه.‏ وفيما يوافق معظم الخبراء على انه لا يمكن ان تُشفى،‏ فإن الكحولية يمكن كبحها ببرنامج امتناع مدى العمر.‏ —‏ قارنوا متى ٥:‏٢٩‏.‏

      من بعض النواحي،‏ يمكن مقارنة الوضع بذاك الذي لمصاب بالسُّكَّري.‏ ففيما لا يستطيع ان يغيِّر حالته،‏ يمكن للمصاب بالسُّكَّري ان يتعاون مع جسده بالامتناع عن السكَّر.‏ وعلى نحو مماثل،‏ لا يمكن للكحوليّ ان يغيِّر تجاوب جسده مع الشرب،‏ ولكن يمكنه ان يعمل بانسجام مع اضطرابه بالامتناع كاملا عن الكحول.‏

      لكنَّ القول اسهل من العمل.‏ فالكحولي يعميه الإنكار.‏ ‹لست رديئا الى هذا الحد.‏› ‹عائلتي تدفعني الى الشرب.‏› ‹مع رب عمل كالذي لي،‏ مَن لا يشرب؟‏› وكثيرا ما يكون تبريره مقنعا بحيث يمكن ان تنضم العائلة بأسرها الى عملية الإنكار.‏ ‹يحتاج ابوكم الى الاسترخاء عند نهاية النهار.‏› ‹يحتاج والدنا الى الشرب.‏ فهو يتحمَّل الكثير من التشكِّي من والدتنا.‏› فهم لن يفشوا على الاطلاق سر العائلة:‏ والدنا كحولي.‏ «انها الطريقة الوحيدة التي يمكن بواسطتها ان يتعايشوا،‏» توضح الدكتورة سوزن فوروَرد.‏ «فالاكاذيب،‏ الاعذار،‏ والاسرار شائعة شيوع الهواء في هذه البيوت.‏»‏

      لا يمكن لاعضاء العائلة ان ينتشلوا الكحوليَّ من الرمال المتحركة حتى يُخرِجوا انفسهم اولا.‏ وقد يعترض البعض،‏ ‹الكحولي هو مَن يحتاج الى المساعدة،‏ وليس انا!‏› ولكن فكِّروا مليًّا:‏ الى ايّ حد تكون احاسيسكم وتصرُّفاتكم مرتبطة بسلوك الكحولي؟‏ كم مرة تجعلكم تصرُّفاته تشعرون بالغضب،‏ القلق،‏ التثبُّط،‏ الخوف؟‏ كم مرة تلازمون البيت معتنين بالكحولي عندما يكون من المفروض ان تنهمكوا في نشاط اكثر اهمية؟‏ عندما يتَّخذ افراد العائلة غير الكحوليين اجراءات لتحسين حياتهم،‏ قد يحذو الكحولي حذوهم.‏

      كفُّوا عن تحمُّل المسؤولية.‏ ‹لو عاملتموني على نحو افضل،‏ لما اضطررت ان اشرب،‏› قد يدَّعي الكحولي.‏ «يحتاج الكحولي اليكم ليستمر في الاعتقاد بذلك لكي يتمكن من إلقاء مسؤولية شربه عليكم،‏» يقول المرشد توبي رايس دروز.‏ فلا تدعوا ذلك يخدعكم.‏ فالكحولي لا يعتمد على الكحول فحسب بل ايضا على اشخاص يصدِّقون إنكاره.‏ وهكذا قد يديم اعضاء العائلة شرب الكحولي دون ان يدروا.‏

      ثمة مثل في الكتاب المقدس عن فقدان هدوء الطبع يمكن ان ينطبق بشكل مماثل على الكحولي:‏ «فليتحمَّل العواقب.‏ إن اخرجته مرةً من مشكلة،‏ يلزمك ان تفعل ذلك مرة اخرى.‏» (‏امثال ١٩:‏١٩‏،‏ الترجمة الانكليزية الحديثة‏)‏ نعم،‏ دعوا الكحولي يتَّصل برب عمله،‏ يجرّ نفسه الى السرير،‏ ينظِّف قيأه.‏ وإذا فعلت العائلة امورا كهذه من اجله،‏ فهم إنما يساعدونه على الشرب حتى الموت.‏

      احصلوا على المساعدة.‏ يصعب وربما يستحيل ان يخرج عضو في العائلة من الرمال المتحركة وحده.‏ انتم بحاجة الى الدعم.‏ فاتَّكلوا بشدة على اصدقاء لن يدعموا إنكار الكحولي ولن يدَعوكم تبقون عالقين حيث انتم.‏

      اذا وافق الكحولي على نيل المساعدة،‏ فذلك سبب لفرح عظيم.‏ لكنَّ ذلك مجرد بداية عملية الشفاء.‏ فالاعتماد الجسدي على الكحول يمكن كبحه في غضون ايام بواسطة إزالة السُّمِّيَّة detoxification.‏ أما الاعتماد النفسي فضبطه اصعب بكثير.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٥]‏

      السِّمات المميِّزة للكحوليين

      التعلُّق المفرط:‏ يتطلع الكحولي بتوق الى فترات شربه.‏ وعندما لا يشرب الكحول،‏ يفكِّر في الكحول.‏

      فقدان السيطرة:‏ شربه يخالف تكرارا ما ينوي،‏ مهما كان تصميمه راسخا.‏

      الصرامة:‏ الخطط التي تُفرض ذاتيا (‏«لا اشرب ابدا وحدي،‏» «ابدا خلال العمل،‏» وهلمّ جرا)‏ ليست سوى اقنعة لقاعدة الكحولي الفعلية:‏ «لا تَدَعْ شيئا يتعارض مع شربك.‏»‏

      الاحتمال:‏ القدرة الاستثنائية على ‹تحمُّل كمية كبيرة من المشروب المسكر› ليست نعمة —‏ فكثيرا ما تكون علامة باكرة للكحولية.‏

      النتائج السلبية:‏ العادات السويَّة لا تُحدِث فوضى في عائلة المرء،‏ مهنته،‏ وصحته الجسدية.‏ أما الكحولية فتفعل ذلك.‏ —‏ امثال ٢٣:‏٢٩-‏٣٥‏.‏

      الانكار:‏ الكحولي يبرِّر تصرُّفه،‏ يقلِّل من شأنه،‏ ويعذره.‏

  • الشفاء ممكن
    استيقظ!‏ ١٩٩٢ | ايار (‏مايو)‏ ٢٢
    • الشفاء ممكن

      ‏«يواجهنا خيار:‏ أَقلعوا عن الشرب واشفوا،‏ او داوموا على الشرب وموتوا.‏» —‏ كحولي شُفي.‏

      تخيَّلوا انكم استيقظتم فجأة ذات ليلة لتكتشفوا ان بيتكم يحترق.‏ بعد لحظات تصل المساعدة،‏ وأخيرا يجري إخماد النار.‏ فهل يمكنكم ان تعودوا الى الداخل وتتظاهروا بأن شيئا لم يحدث؟‏ من الواضح لا.‏ فالبيت مخرَّب،‏ وسيكون الترميم لازما قبل ان يصير استئناف الحياة العادية ممكنا.‏

      ثمة تحدٍّ مشابه يواجه الكحولي عندما يبدأ بالشفاء.‏ فقد اتلف الكحول حياته،‏ وربما لسنوات عديدة.‏ والآن هو ممتنع عن تناول المسكر.‏ ان «النار» خامدة،‏ ولكنَّ الترميم الرئيسي في المواقف،‏ نمط الحياة،‏ والتصرُّف سيكون اساسيا اذا كان الكحولي سيبقى ممتنعا عن تناول المسكر.‏ والاقتراحات التالية يمكن ان تساعد الكحولي على بلوغ الصحو الدائم.‏

      ١-‏ اعرف العدوّ

      يذكر الكتاب المقدس ان الرغبات الجسدية «تحارب النفس.‏» (‏١ بطرس ٢:‏١١‏)‏ والكلمة اليونانية المنقولة الى «تحارب» تعني حرفيا «القيام بالخدمة العسكرية،‏» وهي تحمل فكرة الحرب المهلِكة.‏ —‏ قارنوا رومية ٧:‏٢٣-‏٢٥‏.‏

      وتماما كما يخصص ايّ جندي جيد الوقت لدراسة اساليب قتال عدوِّه،‏ يجب ان يثقِّف الكحولي نفسه في ما يتعلق بطبيعة الكحولية وكيف تدمِّر الكحولي واولئك القريبين منه.‏a —‏ عبرانيين ٥:‏١٤‏.‏

      ٢-‏ غيِّر الشرب والتفكير

      ‏«الصحو يعني التخلُّص من القنِّينة ومن الطِّفْل،‏» يقول احد الاطباء.‏ وبعبارة اخرى،‏ يجب ان يتغيَّر ما هو اكثر بكثير من الشرب؛‏ يجب ان يتغيَّر الانسان الداخلي ايضا.‏

      يحث الكتاب المقدس بحكمة:‏ «تغيَّروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم.‏» (‏رومية ١٢:‏٢‏)‏ «اخلعوا الشخصية العتيقة مع ممارساتها.‏» (‏كولوسي ٣:‏٩‏،‏ ع‌ج‏)‏ فاذا تغيَّرت الاعمال ولكن بقيت الشخصية،‏ فسينتقل الكحولي الى حالة اعتمادٍ مؤذية اخرى —‏ او يستعيد القديمة.‏

      ٣-‏ احصلْ على شخص متفهِّم يؤتمَن على الاسرار

      يقول احد امثال الكتاب المقدس:‏ «المعتزل يطلب شهوته.‏ بكل مشورة يغتاظ.‏» (‏امثال ١٨:‏١‏)‏ وحتى في الصحو،‏ يكون الكحولي عرضة للتبرير.‏ ولذلك فهو يحتاج الى شخص يؤتمَن على الاسرار متفهِّم ولكن حازم (‏كثيرا ما يدعى كفيلا)‏.‏ وعندما يكون المؤتمَن على الاسرار نفسه كحوليا شُفي وكان ناجحا في مواجهة تحديات الصحو،‏ يكون ذلك مؤاتيا.‏ (‏قارنوا امثال ٢٧:‏١٧‏.‏)‏ ومؤتمَن كهذا على الاسرار يجب ان يحترم القناعات الدينية للكحولي ويجب ان يكون مضحِّيا بالذات ومتوافرا لتقديم الدعم المستمر.‏ —‏ امثال ١٧:‏١٧‏.‏

      ٤-‏ كُنْ صبورا

      الشفاء امر تدريجي.‏ ويلزم الوقت ليعيد الكحولي تنظيم حياته.‏ فيمكن ان يكون هنالك العبء المالي،‏ الضغوط في العمل،‏ الفوضى في البيت.‏ فالصيرورة متحرِّرين من الكحول لا تعني الصيرورة متحرِّرين من المشاكل.‏ والكحولي الذي يُشفى قد يشعر بالقلق في البداية فيما يواجه الحياة دون ‹حلَّال للمشاكل› كيميائي.‏ وعندما يبدو انه لا يمكن إبعاد قلق كهذا،‏ يجب ان يتذكر الكحولي الذي يُشفى الكلمات المعزِّية للمرنم الملهم:‏ «ألق على الرب همَّك فهو يعولك.‏ لا يدع الصدِّيق يتزعزع الى الابد.‏» —‏ مزمور ٥٥:‏٢٢‏.‏

      ٥-‏ اكتسبْ عشراء نافعين

      يجب على الكحولي ان يسأل نفسه بصدق:‏ ‹هل يدعم عشرائي صحوي ام انهم لا يكفُّون عن التكلُّم عن «الايام السَّالفة،‏» مما يجعلني اشعر بأن هنالك فرصة جيدة تفوتني؟‏› تقول الامثال ١٨:‏٢٤‏،‏ ع‌ج‏:‏ «يوجد رفقاء ميالون الى سحق احدهم الآخر،‏ ولكن يوجد صديق ألزق من اخ.‏» ويلزم التمييز لرؤية مَن هم الاصدقاء الحقيقيون ومَن هم العشراء الذين من المحتمل ان يكونوا مؤذين.‏

      ٦-‏ تجنَّب الثقة المفرطة بالنفس

      ‏«اشعر بأنني في حالة جيدة —‏ حتى انه لم تعد لديَّ الرغبة في الشرب!‏» ان الكحولي الذي يذكر هذه العبارة يبالغ في تقدير تقدُّمه ويستخف بكحوليته.‏ فانتعاش الشفاء الاولي،‏ المدعو سحابة زهرية اللون،‏ انما هو وقتي.‏ «جاهدوا من اجل وجهة نظر متزنة،‏» ينصح الكتاب قوة الارادة غير كافية.‏ «فدونها انتم تُعِدُّون نفسكم لسقوط،‏ وذلك مسافة طويلة الى اسفل من سحابة.‏» —‏ قارنوا امثال ١٦:‏١٨‏.‏

      ٧-‏ احذر الادمانات البديلة

      يوقف كثيرون الشرب،‏ لكنَّهم بعدئذ يطوِّرون اضطرابات في الاكل او يصيرون عمَّالا قسريين،‏ مقامرين قسريين،‏ وهلمّ جرا.‏ ‹وما الضرر؟‏ على الاقل انني لا اشرب،‏› يمكن ان يفكِّر الكحولي الذي هو في طور الشفاء.‏ صحيح انَّ بعض المنافذ الجسدية يمكن ان يكون نافعا.‏ ولكن عندما يجري تعاطي ايّ مادة او نشاط لتخدير احاسيسكم،‏ لا يؤدي ذلك إلّا الى شعور خاطئ ووقتي بالامن.‏

      ٨-‏ تكيَّفوا مع ادوار عائلية جديدة

      يخرِّب كحوليون كثيرون شفاءهم عندما تبدأ الامور بالتحسُّن!‏ ولماذا؟‏ فقط لأنَّ الصحو اختبار جديد.‏ فيمكن ان يشعر الكحولي بالانجذاب نحو نمط الحياة المألوف.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ عندما يصير الكحولي صاحيا،‏ يُحدث انقلابا في العائلة.‏ ولذلك يجب ان يغيِّر كل عضو في العائلة دوره او دورها.‏ «سيناريو الأداء العائلي بكامله يجب ان يُطرح ويُخلق سيناريو جديد مكانه،‏» تلاحظ كراسة الشفاء لكل العائلة.‏ فلسبب وجيه،‏ دُعي الشفاء مسألة عائلية.‏ —‏ قارنوا ١ كورنثوس ١٢:‏٢٦‏.‏

      ٩-‏ احترز من النكسة

      الثقة المفرطة بالنفس،‏ المعاشرات غير النافعة،‏ الامور القسرية البديلة،‏ والاعتزال الزائد يمكن ان تكون مواطئ للعبور الى النكسة.‏ فحافظوا على اتصال صريح بمؤتمَن على الاسرار في ما يتعلق بأيّ من هذه الميول.‏

      يقول كحولي قد شُفي:‏ «كل الكحوليين يُقلعون عن الشرب.‏ والبعض منا سعداء بأن يُقلعوا وهم بعدُ على قيد الحياة.‏»‏

      ‏[الحاشية]‏

      a هنالك الكثير من مراكز المعالجة،‏ المستشفيات،‏ وبرامج الشفاء التي يمكن ان تزوِّد معلومات كهذه.‏ واستيقظ!‏ لا تؤيد ايّ علاج معيَّن.‏ فالذين يرغبون في العيش وفق مبادئ الكتاب المقدس يريدون ان ينتبهوا لئلا يصيروا متورطين في نشاطات تساير على حساب المبادئ المؤسسة على الاسفار المقدسة.‏ والشخص الذي هو واحد من شهود يهوه سيجد خطوطا ارشادية مساعِدة في برج المراقبة،‏ عدد ١ كانون الثاني ١٩٨٤،‏ «مشاكل الشرب —‏ ماذا يمكن للشيوخ ان يفعلوا بشأنها؟‏»‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٧]‏

      اذا كانت المداواة ضرورية حتما

      ايّ دواء يحتوي على الكحول يمكن ان يوقظ من جديد رغبة ملحَّة ويعدَّ المرء لنكسة.‏

      يكتب الدكتور جيمس و.‏ سميث:‏ «ليس غير عادي بالنسبة الى مريض كحولي ان يعاني نكسة بعد سنين من الصحو نتيجةً للتداوي بشراب للسُّعال يحتوي على الكحول.‏» فالكحولي سريع التأثُّر بكل المركِّنات.‏ واذا كانت المداواة بمركِّن ضرورية حتما،‏ يجب على الكحولي ان .‏ .‏ .‏

      ١-‏ يستشير صَيْدَليا ليحدد المخاطر المحتملة.‏

      ٢-‏ يُعلِم شخصا يؤتَمن على الاسرار،‏ واذا كان ممكنا،‏ يتَّصل به قبل اخذ كل جرعة.‏

      ٣-‏ يحفظ سجلًّا بكل جرعة تؤخذ.‏

      ٤-‏ يوقِف المداواة باكرا قدر الامكان.‏

      ٥-‏ يتخلَّص من الدواء غير المستعمَل عندما ينتهي الاستعمال المسموح به.‏

  • المساعدة للراشدين من اولاد الكحوليين
    استيقظ!‏ ١٩٩٢ | ايار (‏مايو)‏ ٢٢
    • المساعدة للراشدين من اولاد الكحوليين

      ‏«اذا نشأتم في عائلة كحولية،‏ يجب ان تقوِّموا المعرفة المشوَّهة والاضطراب العاطفي اللذين نتجا عن هذه التربية.‏ ولا سبيل الى تجنُّب ذلك.‏» —‏ الدكتور جورج و.‏ ڤروم.‏

      يتمدَّد جندي جريح على نحو خطير نازفا في ساحة المعركة.‏ تصل المساعدة بسرعة،‏ ويُحمَل المقاتل المصاب على عجل الى المستشفى.‏ لقد نجا الجندي،‏ لكنَّ مشاكله لم تنتهِ على الاطلاق.‏ فجروحه لا بد ان تُعالج،‏ والرضّ النفسي الناتج عن محنته يمكن ان يدوم لسنوات.‏

      بالنسبة الى اولاد والدٍ كحولي،‏ قد يكون البيت شبيها بساحة معركة حيث تتعرض الحاجات البشرية الاساسية للهجوم.‏ فبعض الاولاد تجري الاساءة اليهم جنسيا؛‏ آخرون يهاجَمون جسديا؛‏ كثيرون يجري التخلِّي عنهم عاطفيا.‏ «انه النوع نفسه من الذعر الشديد الذي يمكن ان يشعر به الولد عندما يسمع القنابل تتساقط او الرشاشات تطلق نيرانها حول بيته،‏» يقول شاب،‏ متفكِّرا في طفولته.‏ فلا عجب ان يُظهر كثيرون من اولاد الكحوليين اعراض الاجهاد عينها التي تلي الرضّ النفسي كما يُظهر المحاربون القدماء!‏

      صحيح انَّ اولادا كثيرين ينجون من هذه الرضوض النفسية ويتركون البيت اخيرا.‏ إلا انهم يدخلون سن الرشد بجروح،‏ مع انها غير مرئية،‏ تكون حقيقية ودائمة تماما كتلك التي للجندي المصاب.‏ «انا الآن بعمر ٦٠ سنة،‏» تقول ڠلوريا،‏ «ولا تزال حياتي متأثِّرة بالرضوض النفسية المرتبطة بكوني وُلدت في عائلة ذات والدٍ كحولي.‏»‏

      فماذا يمكن فعله لمساعدة اشخاص كهؤلاء؟‏ ‹شاطروهم حزنهم،‏› يوصي الكتاب المقدس.‏ (‏رومية ١٢:‏١٥‏،‏ فيلپس)‏ ولفعل ذلك،‏ يجب ان يفهم المرء الجروح التي تنتج عادة عن العيش في وسَطٍ كحولي.‏

      ‏«لم تكن لديَّ طفولة قط»‏

      يحتاج الطفل الى ان يُرعى،‏ يُعتنى به،‏ وأن تعاد طمأنته باستمرار.‏ في العائلة الكحولية،‏ كثيرا ما يكون هذا الانتباه مفقودا.‏ وفي بعض الحالات يكون هنالك عكْس للدور،‏ ويُتوقَّع من الولد ان يرعى الوالد.‏ ألبرت،‏ على سبيل المثال،‏ كان معيل عائلته بعمر ١٤ سنة!‏ وبدلا من والدة كحولية،‏ تحمَّلت فتاة اسمها جان وطأة الاعمال المنزلية.‏ وكانت ايضا المعتنية الرئيسية بأشقَّائها الاصاغر —‏ كل ذلك بدأ عندما كانت بعمر ست سنوات فقط!‏

      الاولاد ليسوا راشدين،‏ ولا يمكنهم ان يؤدّوا عمل الراشدين.‏ وعندما يُعكس دَوْرا الوالد-‏الولد،‏ يصير اولاد اليوم الشبيهون بالراشدين كبار الغد غير المشبَعي الحاجات.‏ (‏قارنوا افسس ٦:‏٤‏.‏)‏ يكتب مشير العائلة جون برادشو:‏ «انهم يكبرون لتصير لهم اجساد بالغة.‏ فيبدون ويتكلَّمون كراشدين،‏ ولكن هنالك في داخلهم ولد صغير لا يشبع لم يجرِ قط إشباع حاجاته.‏» وقد يشعر افراد كهؤلاء كما شعر احد المسيحيين:‏ «ما زلت اعاني من هوَّة عميقة من الالم لأنني لم أنَل كولد إشباعا لحاجاتي العاطفية الاساسية اكثر.‏»‏

      ‏«لا بد انه خطإي»‏

      عندما كان روبرت بعمر ١٣ سنة فقط،‏ مات والده في حادث.‏ «حاولت ان اكون صالحا،‏» يتذكَّر روبرت وعيناه الى اسفل.‏ «اعرف انني فعلت اشياء لم يكن يحبها،‏ ولكنني لم اكن ولدا سيّئا.‏» حمل روبرت حملا ثقيلا من الذنب بسبب كحولية والده وذلك لسنوات كثيرة.‏ وعندما سرد ما ذُكر اعلاه،‏ كان روبرت بعمر ٧٤ سنة!‏

      من الشائع جدا ان يتحمَّل الاولاد مسؤولية كحولية الوالد.‏ فلوم الذات يعطي الولد وهم السيطرة على الوضع.‏ وكما تقول جانِس:‏ «اعتقدت انني لو كنت افضل،‏ لما شرب ابي من جديد.‏»‏

      الحقيقة هي انه لا يمكن لولد —‏ او راشد —‏ ان يسبِّب،‏ يضبط،‏ او يشفي شرب ايّ شخص آخر.‏ فإذا كان والدكم كحوليا،‏ فمهما قيل لكم او مهما لمَّح احدهم،‏ فأنتم حقا غير ملومين!‏ وقد يلزم ان تتأمَّلوا باعتناء في ما اذا كنتم كراشد لا تزالون تشعرون على نحو غير ملائم بأنكم مسؤولون عن اعمال وتصرُّف الآخرين.‏ —‏ قارنوا رومية ١٤:‏١٢؛‏ فيلبي ٢:‏١٢‏.‏

      ‏«لا يمكنني ان اثق بأحد»‏

      تُبنى الثقة على الصراحة والصدق.‏ ويُبنى الوسَط الكحولي على التكتُّم والانكار.‏

      كحدثة،‏ عَرفتْ سارا بكحولية والدها.‏ ومع ذلك،‏ تتذكَّر:‏ «كنت اشعر بالذنب لمجرد التفكير في الكلمة لأن لا احد في العائلة يقولها.‏» وتروي سوزن اختبارا مماثلا:‏ «لم يتكلَّم احد في العائلة قط عمّا كان يجري،‏ كم كانوا غير سعداء،‏ او كم كنا غضابا على [زوج امي الكحولي].‏ وأعتقد انني عمدا تجاهلت الحالة تماما.‏» وهكذا كثيرا ما يستر الانكار حقيقة كحولية احد الوالدين.‏ «تعلَّمت ان لا ارى الامور لانني رأيت ما فيه الكفاية،‏» تقول سوزن.‏

      ويسحق الثقةَ على نحو اضافي تصرُّفُ الكحولي المتقلِّب.‏ لقد كان مرحا امس،‏ لكنه مغتاظ اليوم.‏ «لم اعرف قط متى كانت النوبة ستبدأ،‏» يقول مارتن،‏ الولد الراشد لأم كحولية.‏ والكحولي يُخلِف الوعود،‏ ليس بسبب الاهمال،‏ ولكن فقط بسبب الكحول.‏ تشرح الدكتورة كلوديا بلاك:‏ «يصير التعلُّق المفرط بالشرب الاولوية الاساسية بالنسبة الى الكحولي.‏ ويكون كل امر آخر ثانويا.‏»‏

      ‏«انني اخفي مشاعري»‏

      عندما لا يمكن الاشتراك مع الآخرين في المشاعر بارتياح،‏ يتعلَّم الاولاد ان يبقوها طيّ الكتمان.‏ فيذهبون الى المدرسة و«الابتسامات على وجوههم واحساس بالانقباض في مِعَدهم،‏» يقول الكتاب الاولاد الراشدون —‏ اسرار العائلات ذات الخلل الوظيفي،‏ ولا يجرؤون على الاشتراك مع الآخرين في مشاعرهم خوفا من كشف سر العائلة.‏ فظاهريا،‏ يكون كل شيء على ما يرام؛‏ وفي الداخل،‏ تبدأ المشاعر المكبوتة بالاتِّقاد.‏

      وفي سن الرشد،‏ تفشل عادة اية محاولات لتسكين الاحاسيس بمظهر متصنِّع يدل ان ‹كل شيء على ما يرام.‏› وإن لم يكن ممكنا التعبير عن المشاعر شفهيا،‏ يمكن ان تظهر جسديا —‏ اي من خلال قَرْحات،‏ آلام رأس مزمنة،‏ وهلمّ جرا.‏ «كانت المشاعر تتلفني حرفيا،‏» تقول شِرلي.‏ «عانيت كل اعتلال جسدي معروف.‏» ويوضح الدكتور تيمِن سرماك:‏ «ان الطريقة التي يعالج بها الاولاد الراشدون الضغط هي بانكاره،‏ ولكن لا يمكنكم ان تخدعوا الطبيعة الام.‏ .‏ .‏ .‏ فالجسد الذي يجري إبقاؤه تحت وطأة الضغط الشديد وفي مزاج بالغ التوتر لسنوات يبدأ بالاعتلال.‏»‏

      ما بعد النجاة

      اولاد الكحوليين اقوياء؛‏ فنجاتهم من رضّ الطفولة النفسي يشهد لهذا الواقع.‏ ولكن يلزم اكثر من النجاة.‏ فيجب تعلُّم مفاهيم جديدة في مجال العلاقات العائلية.‏ ومشاعر الذنب،‏ الغضب،‏ وقلة احترام الذات قد تلزم معالجتها.‏ ويجب على الراشدين من اولاد الكحوليين ان يستعملوا قوتهم للبس ما يدعوه الكتاب المقدس «(‏الشخصية الجديدة)‏.‏» —‏ افسس ٤:‏٢٣،‏ ٢٤؛‏ كولوسي ٣:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      ليس ذلك مهمة سهلة.‏ فقد كافح ليرُويْ،‏ ولد راشد لكحولي،‏ ليطبق مبادئ الكتاب المقدس في عائلته طوال ٢٠ سنة.‏ «عندما نلت كل المشورة الحبية من الجمعية بواسطة كتاب العائلة والمطبوعات الاخرى،‏ لم اتمكن من فهم الفكرة العامة.‏a وكانت النتيجة انني لم اطبق المعلومات جيدا.‏ .‏ .‏ .‏ فدون مشاعر،‏ كنت احاول آليا ان اجد القواعد وأطبقها،‏ كالفريسيين.‏» —‏ انظروا متى ٢٣:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

      بالنسبة الى شخص مثل ليرُويْ،‏ فإن مجرد الالتماسات «كونوا محبين اكثر» او «اتَّصلوا» او «أدِّبوا اولادكم» قد تكون غير كافية.‏ ولماذا؟‏ لأن الولد الراشد ربما لا يكون قد اختبر قط هذه الصفات او المهارات،‏ ولذلك كيف يمكنه ان يعرب عنها او يتمثل بها؟‏ طلب ليرُويْ الارشاد النفسي ليفهم تأثير كحولية والده.‏ وقد مهَّد ذلك الطريق للتقدُّم الروحي.‏ «على الرغم من ان ذلك كان وقتا مؤلما للغاية في حياتي،‏ فقد كان وقتا للنمو الروحي العظيم،‏» يقول.‏ «وللمرة الاولى في حياتي،‏ اشعر حقا بأنني ابدأ ان اعرف بدقة ما هي محبة اللّٰه.‏» —‏ ١ يوحنا ٥:‏٣‏.‏

      استفادت امرأة مسيحية تدعى شيرِل من مساعدة اختصاصي في علم الاجتماع ذي خبرة بمسائل الكحولية العائلية.‏ وائتمنت ايضا شيخا يتَّسم بالتقمص العاطفي.‏ «لم اشعر بأنني في سلام مع يهوه ومع نفسي إلَّا منذ تخلَّصت من كل اسراري المخجلة،‏» تقول.‏ «اعتبر الآن انَّ يهوه اب لي (‏امر لم يكن ممكنا ان افعله في السابق)‏،‏ وأنا لا اشعر بأنني مخدوعة بعدُ لانني لم احصل قط على المحبة والارشاد اللذين احتجت اليهما من ابي هنا على الارض.‏»‏

      آيمي،‏ الابنة الراشدة لكحولي،‏ وجدت ان العمل على تنمية «ثمر الروح» ساعدها جدا.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ وتعلَّمت ايضا ان تأتمن شيخا متفهِّما على افكارها ومشاعرها.‏ «لقد ذكَّرني بالرضى الذي اريد حقا ان اطلبه،‏» تقول آيمي،‏ «ذاك الذي ليهوه اللّٰه ويسوع المسيح.‏ وطلب محبتهما ورضاهما ليس مدمِّرا للذات على الاطلاق.‏»‏

      التعافي التام

      يحتوي الكتاب المقدس على وعد يسوع المسيح المكتوب انَّ الذين يأتون اليه مثقلين بالهموم سينتعشون.‏ (‏متى ١١:‏٢٨-‏٣٠‏)‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ يدعى يهوه «اله كل تعزية الذي يعزِّينا في كل ضيقتنا.‏» (‏٢ كورنثوس ١:‏٣،‏ ٤‏)‏ تقول مورينا:‏ «صرت اعرف يهوه بصفته الشخص الذي لا يتخلَّى عني ابدا جسديا،‏ عقليا،‏ او عاطفيا.‏»‏

      نحن نحيا في زمن يدعوه الكتاب المقدس الايام الاخيرة،‏ وقت يكون فيه كثيرون —‏ حتى ضمن الدائرة العائلية —‏ ‹مسيئين،‏ بلا مودَّة طبيعية،‏ وشرسين.‏› (‏٢ تيموثاوس ٣:‏٢،‏ ٣‏،‏ الترجمة الانكليزية الجديدة‏)‏ لكنَّ اللّٰه يعد انه سيجلب قريبا عالما جديدا سلميا يمسح فيه كل الدموع والحزن.‏ (‏رؤيا ٢١:‏٤،‏ ٥‏)‏ تقول احدى المسيحيات اللواتي نشأنَ في بيت كحولي:‏ «نرجو ان نتمكَّن جميعا من بلوغ ذلك العالم الجديد،‏ حيث ننال التعافي التام الذي يمكن ليهوه وحده ان يمنحه.‏»‏

      تاريخ حالة

      ‏«انا ابنة راشدة لكحولي.‏ صار ابي كحوليا عندما كنت بعمر ثماني سنوات.‏ عندما كان يشرب،‏ كان يصير عنيفا.‏ اذكر الرعب الذي شعرت به العائلة بأسرها.‏ وفي الوقت الذي فيه كان ينبغي ان تكون لي طفولة سعيدة،‏ تعلَّمت ان ادفن مشاعري،‏ حاجاتي،‏ رغباتي،‏ وآمالي.‏ امي وأبي كانا مشغولَين بالاعتناء بمشكلته دائما اكثر من ان يكونا متوافرَين لاجلي.‏ فلم اكن جديرة بوقتهما.‏ وصرت اشعر بعدم الجدارة.‏ وبعمر ثماني سنوات اجبرني الدور الذي فُرض علي ان اكفَّ عن كوني ولدا —‏ لأكبر فورا وأتحمَّل عبء الواجبات العائلية.‏ فتوقَّفَت حياتي مؤقتا.‏

      ‏«كان سلوك ابي مخجلا للغاية بحيث تحوَّل خجله اليَّ.‏ وللتعويض عن ذلك حاولت ان اكون كاملة.‏ فأعطيت وأعطيت،‏ محاوِلةً ان اشتري المحبة،‏ غير شاعرة على الاطلاق بأنني جديرة بالمحبة غير المشروطة.‏ وصارت حياتي تمثيلا،‏ بمشاعر مجمَّدة.‏ وبعد سنوات اخبرني زوجي وأولادي بأنني انسان آلي،‏ بلا شعور.‏ طوال ٣٠ سنة عملت كأَمَة لاجلهم،‏ ضحَّيت بحاجاتي العاطفية من اجل حاجاتهم،‏ اعطيتهم كما اعطيت والديَّ على الدوام.‏ وهكذا أُشكر؟‏ كان ذلك الجرح الاخير!‏

      ‏«وبغضب،‏ ارتباك،‏ ويأس،‏ قررت ان اكتشف ما الخطأ فيَّ.‏ وإذ تكلَّمت مع آخرين نشأوا في بيوت كحولية،‏ بدأ يتجلَّى الكثير من المشاعر المكبوتة،‏ امور لم يجرِ تذكُّرها قط من قبل،‏ امور سبَّبت نوباتي المتكرِّرة مع كآ‌بة موهِنة.‏ كان الامر كالتحرُّر من عبء،‏ تصريف للانفعالات.‏ ويا لها من راحة ان اعرف انني لم اكن وحيدة،‏ ان هنالك آخرين يشاركونني في الرضّ النفسي لنشأتي في بيت كحولي ويفهمونه!‏

      ‏«لجأت الى فريق يدعى ‹الراشدون من اولاد الكحوليين› وبدأت اطبق شيئا من معالجتهم.‏ فساعدتني كتب العمل على تغيير وجهات النظر المشوَّهة.‏ ودوَّنت يومياتي لأنبش مشاعر اضافية،‏ مشاعر كانت دفينة لسنوات.‏ اصغيت الى شُرط لمساعدة الذات.‏ وشاهدت نَدْوة تلفزيونية اجراها رجل كان هو نفسه ولدا راشدا لكحولي.‏ والكتاب الشعور بالارتياح،‏ من جامعة پنسلڤانيا كليَّة الطب،‏ ساعدني لأبني احترام الذات وأحسِّن نماذج تفكيري المحرَّفة.‏

      ‏«وبعض نماذج التفكير الجديدة هذه اصبحت وسائل،‏ تعليمات لمواجهة الحياة والعلاقات.‏ وبعض تلك التي تعلمتها وطبقتها هي:‏ ليس المهم ما حدث لنا،‏ بل كيف ننظر الى ما حدث ونفهمه.‏ والمشاعر لا يجب تجميدها في الداخل ولكن يجب فحصها والتعبير عنها على نحو بنَّاء او رفضها.‏ وثمة وسيلة اخرى هي العبارة ‹اعملوا شخصيا من اجل طريقة التفكير الصحيحة.‏› فالعمل المتكرر يمكن ان يشكل نماذج دماغية جديدة.‏

      ‏«والوسيلة الاكثر اهمية على الاطلاق هي كلمة اللّٰه،‏ الكتاب المقدس.‏ فمنها ومن جماعات شهود يهوه،‏ بالاضافة الى شيوخها وشهود ناضجين آخرين،‏ نلت الشفاء الروحي الافضل،‏ وتعلَّمت ان املك المحبة اللائقة تجاه نفسي.‏ وتعلَّمت ايضا انني شخص فريد بشخصية فردية،‏ انه ليس هنالك احد في الكون مثلي.‏ والاهم هو انني اعرف ان يهوه يحبني،‏ وأن يسوع مات من اجلي ومن اجل الآخرين ايضا.‏

      ‏«والآن بعد سنة ونصف،‏ اقول انني احسن ٧٠ في المئة.‏ والشفاء الكامل سيأتي فقط عندما يكون عالم يهوه الجديد البار قد حلّ محل هذا العالم الشرير الحاضر والهه،‏ الشيطان ابليس.‏»‏

      الخاتمة

      يقول الكتاب المقدس:‏ «المشورة في قلب الرجل مياه عميقة وذو الفطنة يستقيها.‏» (‏امثال ٢٠:‏٥‏)‏ فوجود الفطنة لازم اذا كان الشخص الذي يساعد سينجح في استقاء الاشياء التي تزعج المكتئب من مياه القلب العميقة.‏ وعظيمة هي قيمة «كثرة المشيرين» اذا كانوا يمتلكون الفطنة.‏ (‏امثال ١١:‏١٤‏)‏ ويظهر ايضا المثل التالي قيمة طلب المشورة من الآخرين:‏ «الحديد بالحديد يحدَّد والانسان يحدِّد وجه صاحبه.‏» (‏امثال ٢٧:‏١٧‏)‏ وعندما يتَّصل المنزعجون احدهم بالآخر،‏ ‹يكون لهم فيما بينهم تعزية متبادلة.‏› (‏رومية ١:‏١٢‏،‏ ترجمة تفسيرية‏)‏ ولاتمام وصية الكتاب المقدس عن ‹التكلُّم بمؤاساة الى النفوس الكئيبة،‏› يجب على مَن يقوم بالمؤاساة ان يفهم سبب وعواقب الكآ‌بة التي تبتلي مَن يجب تعزيته.‏ —‏ ١ تسالونيكي ٥:‏١٤‏،‏ ع‌ج‏.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a جعل حياتكم العائلية سعيدة،‏ اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٨]‏

      يُظهر كثيرون من اولاد الكحوليين اعراض الاجهاد عينها التي تلي الرضّ النفسي كما يُظهر المحاربون القدماء!‏

      ‏[النبذة في الصفحة ١٠]‏

      يُبنى الوسَط الكحولي على التكتُّم والانكار

      ‏[النبذة في الصفحة ١٠]‏

      يذهبون الى المدرسة و«الابتسامات على وجوههم واحساس بالانقباض في مِعَدهم.‏»‏

      ‏[النبذة في الصفحة ١١]‏

      ‏«اعتبر الآن انَّ يهوه اب لي (‏امر لم يكن ممكنا ان افعله في السابق)‏»‏

      ‏[النبذة في الصفحة ١٢]‏

      الوسيلة الاكثر اهمية على الاطلاق هي كلمة اللّٰه،‏ الكتاب المقدس

      ‏[الصورة في الصفحة ٩]‏

      ‏«كانت المشاعر تتلفني حرفيا»‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة