-
اضمنوا مستقبلا ابديا لعائلتكمسرّ السعادة العائلية
-
-
وحتى اذا كان عضو واحد فقط في العائلة يطبِّق مبادئ الكتاب المقدس، تكون الحالة افضل من ان لا يطبقها احد.
٣ ناقش هذا الكتاب العديد من مبادئ الكتاب المقدس التي تساهم في السعادة العائلية. ولاحظتم على الارجح ان بعضها يظهر مرارا في كل الكتاب. ولماذا؟ لأنها تمثّل حقائق فعّالة تفيد الجميع في مختلف اوجه الحياة العائلية. والعائلة التي تسعى الى تطبيق مبادئ الكتاب المقدس هذه تجد ان التعبد التقوي حقا ‹له موعد الحياة الحاضرة.› فلنتأمل من جديد في اربعة من هذه المبادئ المهمة.
قيمة ضبط النفس
٤ لماذا ضبط النفس حيوي في الزواج؟
٤ قال الملك سليمان: «مدينة منهدمة بلا سور الرجل الذي ليس له سلطان على روحه.» (امثال ٢٥:٢٨؛ ٢٩:١١) ‹وأن يكون للمرء سلطان على روحه،› ان يمارس ضبط النفس، هو امر حيوي للذين يريدون زواجا سعيدا. والاستسلام للمشاعر الهدَّامة، كالسخط او الشهوة الفاسدة ادبيا، يسبب ضررا يتطلب اصلاحه سنين — هذا اذا امكن اصلاحه.
٥ كيف يمكن ان ينمي الانسان الناقص ضبط النفس، وبأية فوائد؟
٥ طبعا، لا يمكن لأيّ متحدِّر من آدم ان يضبط جسده الناقص كاملا. (رومية ٧:٢١، ٢٢) لكنَّ ضبط النفس هو من ثمار الروح. (غلاطية ٥:٢٢، ٢٣، عج) لذلك فإن روح اللّٰه سينتج فينا ضبط النفس اذا صلينا لأجل هذه الصفة، طبقنا المشورة المناسبة الموجودة في الاسفار المقدسة، وعاشرنا الاشخاص الذين يعربون عنها وتجنبنا الذين لا يفعلون ذلك. (مزمور ١١٩:١٠٠، ١٠١، ١٣٠؛ امثال ١٣:٢٠؛ ١ بطرس ٤:٧) وسيساعدنا مسلك كهذا على ‹الهرب من الزنا،› حتى عندما نجرَّب. (١ كورنثوس ٦:١٨) وسنرفض العنف ونتجنب او نتغلب على ادمان الكحول. وسنواجه بهدوء اكثر الامور التي تثيرنا والحالات الصعبة. فليتعلم الجميع — بمن فيهم الاولاد — ان ينموا ثمر الروح الحيوي هذا. — مزمور ١١٩:١، ٢.
النظرة اللائقة الى الرئاسة
٦ (أ) ما هو ترتيب اللّٰه للرئاسة؟ (ب) ماذا يجب ان يتذكر الرجل اذا اراد ان تجلب رئاسته السعادة لعائلته؟
٦ والمبدأ المهم الثاني هو الاعتراف بالرئاسة. وصف بولس الترتيب اللائق للامور عندما قال: «اريد ان تعلموا ان رأس كل رجل هو المسيح. وأما رأس المرأة فهو الرجل. ورأس المسيح هو اللّٰه.» (١ كورنثوس ١١:٣) وهذا يعني ان الرجل يأخذ القيادة في العائلة، وزوجته تدعمه بولاء، والاولاد يطيعون والديهم. (افسس ٥:٢٢-٢٥، ٢٨-٣٣؛ ٦:١-٤) ولكن لاحظوا ان الرئاسة لا تؤدي الى السعادة الا اذا جرت ممارستها بطريقة لائقة. والازواج الذين يحيون بتعبّد تقوي يعرفون ان الرئاسة ليست دكتاتورية. فهم يتمثلون بيسوع، رأسهم. وعلى الرغم من ان يسوع كان سيصير «رأسا فوق كل شيء،» فهو «لم يأتِ ليُخدَم بل ليَخدم.» (افسس ١:٢٢؛ متى ٢٠:٢٨) وبطريقة مماثلة، يمارس الرجل المسيحي الرئاسة، لا لينتفع هو، بل ليعتني بمصالح زوجته وأولاده. — ١ كورنثوس ١٣:٤، ٥.
٧ اية مبادئ للاسفار المقدسة تساعد الزوجة على اتمام دورها المعيّن من اللّٰه في العائلة؟
٧ وكذلك فإن الزوجة، التي تحيا بتعبد تقوي، لا تنافس زوجها او تسعى الى التسلط عليه. ويسعدها ان تدعمه وتتعاون معه. يتحدث الكتاب المقدس احيانا عن الزوجة بأنها ‹ملك› لزوجها، مما لا يترك ادنى شك في انه رأسها. (تكوين ٢٠:٣، عج) وبواسطة الزواج تصير تحت «ناموس الرجل.» (رومية ٧:٢) وفي الوقت نفسه يدعوها الكتاب المقدس «معينا» و «مكمِّلا.» (تكوين ٢:٢٠، عج) فهي تعرب عن صفات وقدرات تنقص زوجها، وهي تمنحه الدعم اللازم. (امثال ٣١:١٠-٣١) ويقول الكتاب المقدس ايضا ان الزوجة هي «قرينة،» تعمل جنبا الى جنب مع رفيق زواجها. (ملاخي ٢:١٤) ومبادئ الكتاب المقدس هذه تساعد الزوج والزوجة على تقدير واحدهما مركز الآخر ومعاملة واحدهما الآخر باحترام وكرامة لائقين.
‹كونوا مسرعين في الاستماع›
٨، ٩ اوضحوا بعض المبادئ التي تساعد الجميع في العائلة على تحسين مهارات اتصالهم.
٨ يجري التشديد تكرارا في هذا الكتاب على الحاجة الى الاتصال. ولماذا؟ لأن الامور تتحسن عندما يتحدث الناس ويصغون واحدهم الى الآخر. ويجري التشديد تكرارا على ان الاتصال هو طريق باتجاهين. وقد عبّر التلميذ يعقوب عن ذلك كما يلي: «ليكن كل انسان مسرعا في الاستماع مبطئا في التكلم.» — يعقوب ١:١٩.
٩ ومن المهم ايضا ان ننتبه كيف نتكلَّم. فالكلام الطائش، المثير للخصام، او الذي يتضمن انتقادا لاذعا ليس اتصالا ناجحا. (امثال ١٥:١؛ ٢١:٩؛ ٢٩:١١، ٢٠) وحتى عندما يكون ما نقوله صحيحا، اذا جرى التعبير عنه بأسلوب قاس، متفاخر، او عديم الحس، فمن المرجّح ان يؤذي اكثر مما يفيد. ويجب ان يكون كلامنا لبقا «مصلحا بملح.» (كولوسي ٤:٦) ويجب ان تكون كلماتنا مثل «تفاح من ذهب في مصوغ من فضة.» (امثال ٢٥:١١) والعائلات التي تتعلم الاتصال الجيد تكون قد خطت خطوة كبيرة نحو تحقيق السعادة.
دور المحبة الحيوي
١٠ اية محبة هي حيوية في الزواج؟
١٠ تَظهر الكلمة «محبة» تكرارا في هذا الكتاب. فهل تذكرون اية محبة يُشار اليها بشكل رئيسي؟ صحيح ان المحبة الرومنطيقية (باليونانية، إيروس) تلعب دورا مهما في الزواج، وأنه في الزيجات الناجحة تنمو المودة العميقة والصداقة (باليونانية، فيليا ) بين الزوج والزوجة. لكنَّ الاهم ايضا هو المحبة التي تمثلها الكلمة اليونانية اڠاپِه. هذه هي المحبة التي ننميها ليهوه، ليسوع، ولقريبنا. (متى ٢٢:٣٧-٣٩) انها المحبة التي يعبّر يهوه عنها نحو الجنس البشري. (يوحنا ٣:١٦) فما ابدع ان نتمكن من اظهار هذه المحبة عينها لرفيق زواجنا وأولادنا! — ١ يوحنا ٤:١٩.
١١ كيف تكون المحبة مفيدة في الزواج؟
١١ وهذه المحبة السامية هي حقا «رباط كامل للوحدة» في الزواج. (كولوسي ٣:١٤، عج) فهي تربط رفيقي الزواج معا وتجعلهما يريدان فعل الافضل واحدهما للآخر ولأولادهما. وعندما تواجه العائلات حالات صعبة، تساعدهم المحبة على معالجة الامور باتحاد. وإذ يتقدم رفيقا الزواج في السن، تساعدهما المحبة على دعم وتقدير واحدهما الآخر باستمرار. «المحبة . . . لا تطلب ما لنفسها. . . . وتحتمل كل شيء وتصدّق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء. المحبة لا تسقط ابدا.» — ١ كورنثوس ١٣:٤-٨.
١٢ كيف تعمل محبة رفيقي الزواج للّٰه على تقوية زواجهما؟
١٢ يكون اتحاد الزواج قويا خصوصا عندما توطِّده لا المحبة بين رفقاء الزواج فقط بل المحبة ليهوه بصورة رئيسية. (جامعة ٤:٩-١٢) ولماذا؟ كتب الرسول يوحنا: «هذه هي محبة اللّٰه ان نحفظ وصاياه.» (١ يوحنا ٥:٣) اذًا، يجب ان يدرِّب رفيقا الزواج اولادهما على التعبد التقوي ليس بسبب محبتهما العميقة لاولادهما فقط بل لأن هذه هي وصية يهوه. (تثنية ٦:٦، ٧) ويجب ان يبتعدا عن الفساد الادبي لا لأنهما يحبّان واحدهما الآخر بل بشكل رئيسي لأنهما يحبّان يهوه الذي ‹سيدين العاهرين والزناة.› (عبرانيين ١٣:٤) وحتى اذا سبَّب احد الزوجين مشاكل خطيرة في الزواج، فإن المحبة ليهوه ستدفع الرفيق الآخر الى الاستمرار في اتِّباع مبادئ الكتاب المقدس. حقا، يا لسعادة العائلات التي فيها توطِّد المحبة ليهوه محبة الواحد للآخر!
-