-
كيف اثبت وجودي وأتحرر من تأثير اخوتي؟استيقظ! ٢٠٠٣ | تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٢
-
-
تعلَّم منهم
الخطوة الثانية هي رؤية ما يمكنك ان تتعلمه من اخوتك. تأمل مثلا في اخوة يسوع المسيح واخواته. (متى ١٣:٥٥، ٥٦) فكِّر في ما كان يمكنهم ان يتعلَّموه من اخيهم الكامل. لكنّ «إخوته ما كانوا يمارسون الإيمان به». (يوحنا ٧:٥) فربما منعتهم الكبرياء او الحسد من ممارسة الايمان. اما اخوة يسوع الروحيون، اي تلاميذه، فهم وحدهم مَن لبّوا دعوته الحبية: «تعلموا مني». (متى ١١:٢٩) ولم يبدأ اخوة يسوع الجسديون بتقدير اخيهم إلّا بعد موته وقيامته. (اعمال ١:١٤) غير انهم فوّتوا قبل ذلك فرصا قيمة كثيرة للتعلم من اخيهم البارز.
اقترف قايين خطأ مماثلا. فقد كان اخوه هابيل خادما بارزا للّٰه. يقول الكتاب المقدس ان ‹الرب نظر برضى الى هابيل وتقدمته›. (تكوين ٤:٤، الترجمة العربية الجديدة) ولكن لسبب معيَّن «ما نظر برضى» الى قايين وتقدمته. كان يمكن لقايين ان يتصرف بتواضع ويتعلم من اخيه. إلّا انه ‹غضب جدا› وانتهى به الامر الى قتل هابيل. — تكوين ٤:٥-٨، جد.
طبعا، لن تغضب ابدا الى هذا الحد من اخوتك. غير انك ستفوِّت عليك الفرص الثمينة اذا سمحتَ للكبرياء والحسد بأن يمنعاك من التعلم منهم. فإذا كان اخوك او اختك متفوقا في الرياضيات، او يجيد مادة التاريخ، او يبرع في رياضتك المفضلة، او لديه معرفة عميقة في الاسفار المقدسة او كان موهوبا في الخطابة العامة، فينبغي ان تقاوم النزعة الى الحسد. فالحسد هو ‹نخر للعظام› ولا يمكن إلّا ان يؤذيك. (امثال ١٤:٣٠؛ ٢٧:٤) وبدل ان تضمر الاستياء، حاول ان تتعلم من اخيك او اختك. تقبَّل فكرة ان لديه مقدرات او مهارات لا تملكها انت. راقب كيف يقوم اخوك او اختك بالامور، ومن الافضل ان تطلب مساعدته.
استفاد باري، المذكور سابقا، من مثال اخويه الجيد. يقول: «رأيت الفرح الذي يشعر به اخواي بسبب استعدادهما لمساعدة الآخرين في الجماعة وفي عمل الكرازة. لذلك قررتُ اتّباع مثالهما، وانخرطتُ في عمل بناء قاعات الملكوت وبيوت ايل. فاكتسبتُ خبرة اعطتني ثقة بالنفس وساعدتني على النمو في علاقتي مع يهوه».
-
-
كيف اثبت وجودي وأتحرر من تأثير اخوتي؟استيقظ! ٢٠٠٣ | تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٢
-
-
من السهل ان يشعر المرء بالحسد حين ينال اخوه دائما المدح. ففي ازمنة الكتاب المقدس وجد يوسف الشاب نفسه مميزا بين اخوته. وماذا كان تأثير ذلك فيهم؟ «ابغضوه ولم يستطيعوا ان يكلموه بسلام». (تكوين ٣٧:١-٤) طبعا، كان يوسف يعرف حدوده. لكن أخاك او اختك قد يثير فيك روح التنافس او يجعلك تشعر بالاستياء اذا كان يذكِّرك دائما بإنجازاته.
يتجاوب بعض الاحداث مع هذه الحالة بالتمرد. فقد يهملون واجباتهم المدرسية فتنخفض علاماتهم، او يخففون اشتراكهم في النشاطات المسيحية، او يتبعون سلوكا مشينا. وقد يفكرون انه لا داعي الى محاولة بلوغ مستوى اخوتهم بما انهم لن يتمكنوا من ذلك مهما حاولوا. لكنّ التمرد في النهاية لن يفيدك بل سيؤذيك. فكيف يمكنك ان تثبت وجودك وتتحرر من تأثير اخيك او اختك دون ان تخطئ بحق نفسك؟
-