مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • العائلة تحت الهجوم!‏
    برج المراقبة ١٩٩٢ | ١٥ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • العائلة تحت الهجوم!‏

      ‏«العائلة هي اقدم مؤسسة بشرية.‏ وبطرائق عديدة هي الاهم.‏ وهي الوحدة الاساسية اكثر للمجتمع.‏ فقد نجت او اختفت حضارات بكاملها حسبما كانت الحياة العائلية قوية ام ضعيفة.‏»‏

      هكذا قالت دائرة معارف الكتاب العالمي قديما في السنة ١٩٧٣.‏ ولكن اذ يُنظر اليها من وجهة نظر اليوم،‏ تتخذ هذه الكلمات منحى مقلقا،‏ وتقريبا منذرا بالشر.‏ وشهدت السنوات القليلة الاخيرة ما يُعتبر بمثابة هجوم مباشر على الحياة العائلية.‏ والمشير الشعبي جون برادشو يكتب:‏ «هنالك ازمة في العائلة اليوم.‏ .‏ .‏ .‏ فمعدل الطلاق المرتفع،‏ شغب المراهقين،‏ اساءة استعمال المخدرات المستفحلة،‏ سفاح القربى المتفشي الى حد بعيد،‏ اضطرابات الاكل والضرب الجسدي هي دليل على ان هنالك شيئا خاطئا من حيث الاساس.‏»‏

      وفي الواقع،‏ ان ‹الدليل على ان هنالك شيئا خاطئا من حيث الاساس› في العائلة يمكن ان يوجد في كل انحاء العالم.‏ وفي ما يتعلق بالحالة في اوروپا قالت ذي يونسكو كورييَر‏:‏ «منذ السنة ١٩٦٥،‏ هنالك زيادة كبيرة في عدد حوادث الطلاق في كل انحاء القارة.‏ .‏ .‏ .‏ و[هنالك] زيادة في عدد العائلات ذات الوالد الواحد.‏» وكذلك،‏ ترى البلدان النامية زيادة في الشقاء العائلي.‏ تعلِّق الكاتبة إلِن تْرَمْبلاي:‏ «بالنسبة الى ملايين الناس العائشين في مجتمعات عرفت طوال قرون طريقة حياة غير متغيّرة،‏ معروفة مقدَّما،‏ وعادية،‏ اليوم هو وقت اضطراب عنيف.‏»‏

      والمريع خصوصا هو البيئة الموجودة في بيوت كثيرة اليوم.‏ ففي الولايات المتحدة وحدها،‏ يتربّى ملايين وملايين من الاولاد من قبل والد كحولي.‏ وفي كتابهما العنف العائلي،‏ يخبر الباحثان ريتشارد جلْز ومَري شتراوس:‏ «يُعتدى عليكم جسديا،‏ تُضربون،‏ تُقتلون في بيتكم على يدي حبيب على الارجح اكثر من ايّ مكان آخر،‏ او من ايّ شخص آخر في مجتمعنا.‏»‏

      اذا كانت نجاة الحضارة تعتمد حقا على قوة العائلة،‏ فهنالك سبب للخوف على مستقبل الحضارة.‏ ومع ذلك،‏ ربما يكون مصير الحضارة آخر همومكم.‏ فقلقكم هو على الارجح اكثر إزاء ما يمكن ان يعنيه اضطراب كهذا لعائلتكم.‏ فماذا ستكون النتيجة؟‏ ان الجواب من مصدر موثوق به قد يدهشكم جدا.‏

  • الشقاء العائلي —‏ علامة للازمنة
    برج المراقبة ١٩٩٢ | ١٥ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • الشقاء العائلي —‏ علامة للازمنة

      الشقاء العائلي —‏ يراه كثيرون كعلامة ان قواعد الزواج وتربية الاولاد التقليدية تصير بالية.‏ ويراه آخرون كنتاج للتغيّر السياسي،‏ الاقتصادي،‏ والاجتماعي.‏ ولكنَّ آخرين يرونه كمجرد كارثة اضافية للتقنية الحديثة.‏ وفي الحقيقة ان المشاكل التي تتصارع معها العائلات اليوم تشير الى شيء ذي مغزى اعظم بكثير.‏ لاحظوا كلمات الكتاب المقدس في ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٤‏:‏

      ‏«اعلم هذا انه في الايام الاخيرة ستأتي ازمنة صعبة.‏ لأن الناس يكونون محبين لأنفسهم محبين للمال متعظمين مستكبرين مجدّفين غير طائعين لوالديهم غير شاكرين دنسين بلا حنو بلا رضى ثالبين عديمي النزاهة شرسين غير محبين للصلاح خائنين مقتحمين متصلفين محبين للّذّات دون محبة للّٰه.‏»‏

      ألا تبلغ هذه الكلمات اصل مشاكل اليوم؟‏ فمن الواضح ان الشقاء العائلي الذي ليومنا هو نتيجة مباشرة للاحوال التي جرى التنبؤ عن حدوثها خلال الايام الاخيرة لهذا العالم.‏ وهنالك دليل مقنع على ان فترة الشقاء هذه بدأت في السنة ١٩١٤.‏a ومنذ ذلك الحين صار تأثير المخلوق الروحاني فوق الطبيعة البشرية المدعو الشيطان ابليس مميتا على نحو خصوصي.‏ —‏ متى ٤:‏٨-‏١٠؛‏ ١ يوحنا ٥:‏١٩‏.‏

      واذ هو محصور في جوار الارض منذ السنة ١٩١٤،‏ فإن الشيطان به «غضب عظيم عالما أنَّ له زمانا قليلا.‏» (‏رؤيا ١٢:‏٧-‏١٢‏)‏ وبما ان الشيطان هو العدو اللَّدود للّٰه «الذي منه تُسمّى كل (‏عائلة)‏ في السموات وعلى الارض،‏» هل هو مدهش ان تصير الارض مكانا خطرا للعائلات؟‏ (‏افسس ٣:‏١٥‏)‏ فالشيطان مصمِّم ان يحوِّل كل الجنس البشري عن اللّٰه.‏ فأية طريقة يمكنه بها انجاز ذلك هي افضل من الهجوم على العائلات بالمشاكل؟‏

      ووقاية العائلات من هجوم فوق الطبيعة البشرية كهذا تتطلب اكثر من مجرد النظريات المرتجَلة للمعتَبرين خبراء.‏ ومع ذلك يقول الكتاب المقدس عن الشيطان:‏ «لا نجهل افكاره.‏» (‏٢ كورنثوس ٢:‏١١‏)‏ وهنالك مقدار من الحماية في معرفة بعض الطرائق المحدَّدة التي يشن بها هجومه.‏

      المال والعمل

      ان الضغط الاقتصادي هو احد اسلحة هجوم الشيطان الاكثر فعالية.‏ انها «ازمنة صعبة،‏» او كما تنقل الترجمة القانونية المنقحة ٢ تيموثاوس ٣:‏١‏،‏ «اوقات ضغط.‏» وفي البلدان النامية،‏ تسبِّب المشاكل كالبطالة،‏ الاجور المنخفضة،‏ والنقص في الحاجات الاساسية للعائلات مشقة كبيرة.‏ ولكن حتى في الولايات المتحدة الغنية نسبيا،‏ تأخذ الضغوط الاقتصادية ضريبتها.‏ فإحدى دراسات الولايات المتحدة كشفت ان المال هو احد الاسباب الرئيسية للنزاع العائلي.‏ وكتاب اسرار العائلات القوية يوضح ان «الوقت،‏ الانتباه،‏ [و] الطاقة» المخصَّصة للوفاء بمطالب العمل يمكن ان تكون ايضا «عدوّا خبيثا» يجعل الاتفاق الزوجي يتأكّل.‏

      لقد دفعت الظروف عددا قياسيا من النساء الى سوق العمل.‏ يخبر الكاتب ڤانس پاكرد:‏ «حاليا،‏ على الاقل ربع رضَّع اميركا وأطفالها الذين في اول مشيهم تحت سن الثالثة لديهم امهات يشغلن نوعا من العمل الخارجي.‏» والعناية بحاجات الاولاد الصغار التي لا تُشبع تقريبا وبالعمل يمكن ان تكون مسعى منهِكا ومرهِقا —‏ بآ‌ثار سلبية على الوالدين والاولاد.‏ ويضيف پاكرد انه بسبب النقص في التدابير الملائمة للعناية بالولد في الولايات المتحدة،‏ «تُحرم ملايين ليست بقليلة من الاولاد اليوم من العناية الجيدة التي يستوجبونها في سنواتهم الباكرة.‏» —‏ اولادنا المعرضون للخطر.‏

      ومكان العمل نفسه غالبا ما يقوِّض الانسجام العائلي.‏ فعمّال كثيرون يتورطون في علاقات جنسية محرَّمة برفقاء العمل.‏ ويصير آخرون متورطين في سعي غير مجدٍ وراء النجاح ويضحّون بحياتهم العائلية من اجل التقدم المهني.‏ (‏قارنوا جامعة ٤:‏٤‏.‏)‏ وأحد الرجال صار مستغرقا في عمله كممثل مبيعات حتى ان زوجته وصفت نفسها بأنها ‏«في الواقع امٌّ متوحدة.‏»‏

      الروابط الزوجية الضعيفة

      لقد صارت مؤسسة الزواج نفسها تحت الهجوم.‏ يقول كتاب المحيط العائلي:‏ «في الماضي كان التوقع انّ الزوجين يبقيان متزوجين إلا اذا ارتكب احد القرينين اساءة جسيمة ضد الزواج —‏ زنا،‏ عملا وحشيا،‏ اهمالا بالغا.‏ والآن معظم الناس يرون القصد من الزواج بصفته تحقيقا لمرام شخصي.‏» نعم،‏ يُعتبر الزواج ترياقا للتعاسة،‏ الضجر،‏ او الوحدة —‏ لا اتفاقا مدى الحياة مع شخص آخر.‏ والتركيز الآن هو على ما يمكن ان يحصل عليه المرء من الزواج،‏ لا ما يمكن ان يُساهم فيه.‏ (‏قابلوا اعمال ٢٠:‏٣٥‏.‏)‏ وهذا «التغيُّر الكبير في القيم المحيطة بالزواج» اضعف الى حد بعيد الروابط الزوجية.‏ وعندما يفوتهم تحقيق المرام الشخصي،‏ غالبا ما يلجأ الازواج الى الطلاق كحلّ سريع.‏

      والناس في «الايام الاخيرة» هذه موصوفون نبويا في الكتاب المقدس بأن «لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها.‏» (‏٢ تيموثاوس ٣:‏٤،‏ ٥‏)‏ ويشعر خبراء كثيرون بأن الانحطاط في الدين قد لعب دورا في تقويض الزواج.‏ وفي كتابها القضية ضد الطلاق،‏ كتبت الدكتورة دَيان مِدڤِد:‏ «وفقا لمعظم الاديان،‏ قال اللّٰه ان الزواج يجب ان يكون دائما.‏ وعندما تشكّون في اللّٰه او لا تؤمنون به،‏ حينئذ تفعلون ما تريدون.‏» ونتيجة لذلك،‏ عندما توجد مشاكل في الزواج،‏ لا يبحث الازواج عن حلول سليمة.‏ «انهم ينهون الزواج بسرعة.‏»‏

      الاحداث تحت الهجوم

      ان الاولاد يترنحون من ضغوط اليوم.‏ فثمة اعداد مروّعة من الاولاد يُضرَبون بعنف ويساء اليهم شفهيا او جنسيا من والديهم.‏ وبسبب الطلاق،‏ يُحرم ملايين آخرون من حيازة التأثير الحبي للوالدَين،‏ وألم طلاق الوالدين غالبا ما يدوم مدى العمر.‏

      ويُمطَر الاحداث بالتأثيرات القوية.‏ فما ان يبلغ الحدث الاميركي العادي ١٤ سنة من العمر،‏ حتى يكون قد شاهد ٠٠٠‏,١٨ حادثة قتل وأشكالا اخرى لا تُعدّ من العنف،‏ الجنس المحرَّم،‏ السادية،‏ والجريمة بمجرد مشاهدة التلفزيون.‏ والموسيقى ايضا تمارس سلطة كبيرة على الاحداث،‏ والكثير منها غير محتشم بشكل يثير الاشمئزاز،‏ غير متحفظ جنسيا،‏ او حتى شيطاني المحتوى.‏ والمدارس تعرّض الاحداث لنظريات كالتطور تميل الى تقويض الايمان باللّٰه والكتاب المقدس.‏ وضغط النظير يحث كثيرين على الانغماس في الجنس قبل الزواج والكحول او اساءة استعمال المخدرات.‏

      جذور الشقاء العائلي

      ولذلك فان الهجوم على العائلات هو واسع المدى ويمكن ان يكون مخرِّبا.‏ فماذا يمكن ان يساعد العائلات على النجاة؟‏ يقترح المشير العائلي جون برادشو:‏ «ان قواعدنا لتربية الاولاد لم تُجعل حديثة بجدية طوال ١٥٠ سنة.‏ .‏ .‏ .‏ واعتقادي هو ان القواعد القديمة لم تعد تنجح.‏» لكنَّ المزيد من القواعد البشرية الصنع ليس الحلّ.‏ فيهوه اللّٰه هو منشئ العائلة.‏ وهو يعرف على نحو افضل من ايّ شخص آخر كم مهم هو الدور الذي تلعبه الحياة العائلية في سعادتنا الشخصية وما يلزم لجعل العائلة سعيدة وقوية.‏ فهل يجب ان يدهشنا ان تزوّد كلمته،‏ الكتاب المقدس،‏ الحلّ للشقاء العائلي؟‏

      يوضح هذا الكتاب القديم كيف فشلت الحياة العائلية.‏ فالزوجان البشريان الاولان،‏ آدم وحواء،‏ وُضعا في محيط فردوسي جميل وأُعطيا التحدي المكافئ لتحويل الارض الى فردوس عالمي.‏ وقضى اللّٰه ان يكون آدم رأس العائلة.‏ وكان على حواء ان تتعاون مع رئاسته بصفتها «معينا،‏» او «مكمِّلا.‏» لكنَّ حواء تمرَّدت على هذا الترتيب.‏ واغتصبت رئاسة زوجها وعصت التحريم الواحد والوحيد الذي وضعه اللّٰه عليهما.‏ ثم تخلّى آدم عن رئاسته واشترك معها في تمرّدها.‏ —‏ تكوين ١:‏٢٦–‏٣‏:‏٦‏،‏ ع‌ج‏.‏

      صارت الآثار المدمّرة لهذا الانحراف عن ترتيب اللّٰه ظاهرة فورا.‏ واذ لم يعودا نقيَّين وبريئين،‏ تجاوب آدم وحواء بطريقة تُظهر الخجل والشعور بالذنب.‏ وآدم،‏ الذي وَصف في وقت ابكر زوجته بتعابير شعرية مؤاتية،‏ اشار اليها الآن ببرودة بصفتها «المرأة التي جعلتها معي.‏» وهذه الملاحظة السلبية كانت بداية البؤس الزوجي.‏ ومحاولات آدم غير المجدية لاستعادة رئاسته كانت ستؤدي الى ‹سيادته عليها.‏› وحواء،‏ بدورها،‏ كانت ‹ستشتاق› الى زوجها،‏ على الارجح على نحو مفرط او غير متَّزن.‏ —‏ تكوين ٢:‏٢٣؛‏ ٣:‏٧-‏١٦‏.‏

      وليس مدهشا انه كان للنزاع الزوجي لآدم وحواء اثر مؤذٍ على ذريتهما.‏ فابنهما الاول،‏ قايين،‏ صار قاتلا عديم الشفقة.‏ (‏تكوين ٤:‏٨‏)‏ ولامك،‏ متحدر من قايين،‏ زاد انحطاط الحياة العائلية بالصيرورة اول متعدد زوجات مسجَّلا.‏ (‏تكوين ٤:‏١٩‏)‏ وهكذا نقل آدم وحواء ليس فقط ميراث الخطية والموت بل ايضا نموذج العائلة المريضة الذي صار منذ ذلك الحين وضعَ الجنس البشري.‏ وفي خلال الايام الاخيرة هذه،‏ بلغ الخلاف العائلي اعلى ذروة.‏

      عائلات تنجح

      ولكن لا تنحني كل العائلات تحت ضغوط اليوم.‏ مثلا،‏ يعيش زوج مع زوجته وابنتيه في مجتمع صغير في الولايات المتحدة.‏ وعلى الرغم من انه توجد عند كثيرين من جيرانهم فجوة جيل بين الوالدين وأولادهم،‏ إلا انها لا توجد عنده وعند زوجته،‏ ولا هما قلقان ان تجرِّب ابنتاهما المخدرات او الجنس.‏ ففي الامسيات ايام الاثنين،‏ عندما تكون عيون الاحداث الآخرين لازقة بالتلفزيون،‏ تجتمع العائلة بكاملها حول طاولة غرفة الطعام من اجل مناقشة في الكتاب المقدس.‏ «مساء الاثنين هو مساؤنا الخصوصي لنكون معا ونتحدث،‏» يوضح.‏ «وابنتانا تشعران بحرية تسوية مشاكلهما معنا.‏»‏

      ومن جهة اخرى،‏ هنالك ام متوحدة في مدينة نيويورك تتمتع ايضا بتماسك عائلي غير عادي مع ابنتيها.‏ سرّها؟‏ «نُبقي التلفزيون مطفَأً حتى نهاية الاسبوع،‏» توضح.‏ «ولدينا مناقشة يومية لآية في الكتاب المقدس.‏ ونخصص ايضا امسية لمناقشة عائلية في الكتاب المقدس.‏»‏

      ان كلتا العائلتين من شهود يهوه.‏ وهما تتبعان المشورة للعائلات المذكورة في الكتاب المقدس —‏ وهي تنجح.‏ إلا انهما ليستا استثناءَين.‏ فهنالك مئات الآلاف من العائلات مثلهما تماما،‏ تحصل على نتائج جيدة بتطبيق القواعد الموجودة في هذا الكتاب من اجل الحياة العائلية.‏b فما هي هذه القواعد؟‏ وكيف يمكن ان تفيدكم وعائلتكم؟‏ للإجابة عن ذلك،‏ ندعوكم الى التأمل في المقالتين اللتين تبدأان في الصفحة التالية.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a من اجل دليل اضافي على ان الايام الاخيرة بدأت في السنة ١٩١٤،‏ انظروا الفصل ١٨ من كتاب يمكنكم ان تحيوا الى الابد في الفردوس على الارض‏،‏ اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك.‏

      b بواسطة درس بيتي مجاني في الكتاب المقدس،‏ يقدّم شهود يهوه المساعدة في تطبيق مبادئ الكتاب المقدس في العائلة.‏ ويمكن الاتصال بهم بالكتابة الى ناشري هذه المجلة.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٤]‏

      الاحوال الاقتصادية الرديئة تسبِّب الكثير من الشقاء للعائلات في البلدان النامية

      ‏[مصدر الصورة]‏

      U.‎S.‎ Navy photo

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      بتطبيق مبادئ الكتاب المقدس،‏ تتصدى عائلات كثيرة لضغوط اليوم

  • ترتيب يهوه العائلي الحبي
    برج المراقبة ١٩٩٢ | ١٥ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • ترتيب يهوه العائلي الحبي

      ‏«بسبب هذا احني ركبتيَّ لدى (‏الآب)‏ الذي منه تسمّى كل (‏عائلة)‏ في السموات وعلى الارض.‏» —‏ افسس ٣:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ لأي قصد خلق يهوه وحدة العائلة؟‏ (‏ب)‏ اي دور يجب ان تحتله العائلة اليوم في ترتيب يهوه؟‏

      خلق يهوه وحدة العائلة.‏ وبواسطتها فعل اكثر من إشباع الحاجة البشرية للرفقة،‏ الدعم،‏ او الالفة.‏ (‏تكوين ٢:‏١٨‏)‏ فالعائلة كانت الوسيلة التي سيتمّ بها قصد اللّٰه المجيد لمَلء الارض.‏ قال للزوجين الاولين:‏ «أَثمروا واكثروا واملأوا الارض وأَخضعوها.‏» (‏تكوين ١:‏٢٨‏)‏ فمحيط العائلة الدافئ والتربوي كان سيتبرهن انه مفيد لحشد الاولاد الذين سيولَدون لآدم وحواء والمتحدرين منهم.‏

      ٢ لكنَّ هذين الزوجين الاولين اختارا مسلك العصيان —‏ بنتائج مخرِّبة لهما ولذريتهما.‏ (‏رومية ٥:‏١٢‏)‏ وهكذا تكون الحياة العائلية اليوم تشويها لما اراد اللّٰه ان تكون عليه.‏ ومع ذلك لا تزال العائلة تحتل مكانا مهما في ترتيب يهوه،‏ خادمة كوحدة اساسية للمجتمع المسيحي.‏ ولا يقال ذلك بدافع عدم التقدير للعمل الرائع الذي يقوم به كثيرون من المسيحيين غير المتزوجين في وسطنا.‏ وانما نعترف بالمساهمة الكبيرة التي تقوم بها العائلات ايضا في الصحة الروحية للهيئة المسيحية ككل.‏ فالعائلات القوية تنتج جماعات قوية.‏ ولكن،‏ كيف يمكن ان تنجح عائلتكم في وجه ضغوط اليوم؟‏ للإجابة عن ذلك،‏ دعونا نفحص ماذا لدى الكتاب المقدس ليقوله عن الترتيب العائلي.‏

      العائلة في ازمنة الكتاب المقدس

      ٣ اي دورين لعبهما الزوج والزوجة في عائلة الازمنة القديمة؟‏

      ٣ ازدرى آدم وحواء كلاهما بترتيب اللّٰه للرئاسة.‏ لكنَّ رجال الايمان،‏ مثل نوح،‏ ابرهيم،‏ اسحق،‏ يعقوب،‏ وأيوب،‏ اتخذوا مراكزهم على نحو ملائم كرؤوس عائلات.‏ (‏عبرانيين ٧:‏٤‏)‏ وكانت عائلة الازمنة القديمة تشبه حكومة صغيرة،‏ يعمل الاب فيها كقائد ديني،‏ معلّم،‏ وقاضٍ.‏ (‏تكوين ٨:‏٢٠؛‏ ١٨:‏١٩‏)‏ وكان للزوجات ايضا دور مهم،‏ اذ لم يخدمن كإماء وإنما كمدبِّرات منزل مساعِدات.‏

      ٤ كيف تغيّرت الحياة العائلية تحت الناموس الموسوي،‏ ولكن اي دور استمر الوالدون يلعبونه؟‏

      ٤ عندما صار اسرائيل امة في السنة ١٥١٣ ق‌م،‏ صار القانون العائلي خاضعا للناموس القومي المعطى بواسطة موسى.‏ (‏خروج ٢٤:‏٣-‏٨‏)‏ والسلطة لاتخاذ القرار،‏ بما فيها التقرير في قضايا الحياة او الموت،‏ أُعطيت الآن للقضاة المعيَّنين.‏ (‏خروج ١٨:‏١٣-‏٢٦‏)‏ والكهنوت اللاوي تولّى اوجه العبادة المتعلقة بالذبائح.‏ (‏لاويين ١:‏٢-‏٥‏)‏ إلا ان الاب استمر يلعب دورا مهما.‏ فقد حث موسى الآباء:‏ «لتكن هذه الكلمات التي انا اوصيك بها اليوم على قلبك وقصَّها على اولادك وتكلم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم.‏» (‏تثنية ٦:‏٦،‏ ٧‏)‏ وكان للامهات تأثير كبير.‏ فالامثال ١:‏٨ اوصت الاحداث:‏ «اسمع يا ابني تأديب ابيك ولا ترفض شريعة امك.‏» نعم،‏ ضمن اطار سلطة زوجها،‏ كان يمكن للزوجة العبرانية ان تسنّ —‏ وتنفّذ —‏ القانون العائلي.‏ وكان يجب ان يكرمها اولادها حتى بعد ان تشيخ.‏ —‏ امثال ٢٣:‏٢٢‏.‏

      ٥ كيف حدَّد الناموس الموسوي مكان الاولاد في الترتيب العائلي؟‏

      ٥ ومكان الاولاد حدَّده بوضوح ايضا ناموس اللّٰه.‏ قالت تثنية ٥:‏١٦‏:‏ «أَكرم اباك وأمك كما اوصاك الرب الهك لكي تطول ايامك ولكي يكون لك خير على الارض التي يعطيك الرب الهك.‏» وعدم احترام المرء والدَيه كان الاساءة الاكثر خطورة تحت الناموس الموسوي.‏ (‏خروج ٢١:‏١٥،‏ ١٧‏)‏ «كل انسان سبّ اباه او امه،‏» ذكر الناموس،‏ «فإنه يُقتل.‏» (‏لاويين ٢٠:‏٩‏)‏ فتمرد المرء على والدَيه كان يعادل التمرد على اللّٰه نفسه.‏

      دور الازواج المسيحيين

      ٦،‏ ٧ لماذا بدت كلمات بولس في افسس ٥:‏٢٣-‏٢٩ ثورية بالنسبة الى قرّائه في القرن الاول؟‏

      ٦ ألقت المسيحية الضوء على الترتيب العائلي،‏ وخصوصا على دور الزوج.‏ فخارج الجماعة المسيحية،‏ كان شائعا في القرن الاول ان يعامل الازواج زوجاتهم بطريقة فظة ظالمة.‏ وجرى حرمان النساء من الحقوق الاساسية والكرامة.‏ يقول مفسِّر الكتاب المقدس:‏ «كان اليوناني المثقَّف يتخذ الزوجة من اجل انجاب الاولاد.‏ وحقوقها لم تكن لتقيّد شهوته.‏ فالمحبة لم تكن جزءا من عقد الزواج.‏ .‏ .‏ .‏ والأَمَة لم تكن لها حقوق.‏ فجسدها كان تحت تصرف مالكها.‏»‏

      ٧ في جوّ كهذا كتب بولس كلمات افسس ٥:‏٢٣-‏٢٩‏:‏ «الرجل هو رأس المرأة كما ان المسيح ايضا رأس الكنيسة.‏ وهو مخلّص الجسد.‏ .‏ .‏ .‏ ايها الرجال أَحبوا نساءكم كما احب المسيح ايضا الكنيسة وأسلم نفسه لاجلها .‏ .‏ .‏ يجب على الرجال ان يحبوا نساءهم كأجسادهم.‏ مَن يحب امرأته يحب نفسه.‏ فإنه لم يبغض احد جسده قط بل يقوته ويربّيه.‏» وبالنسبة الى قرّاء القرن الاول كانت هذه الكلمات ثورية.‏ يقول مفسِّر الكتاب المقدس:‏ «لا شيء في المسيحية ظهر،‏ بالمقارنة مع الآداب الخليعة لذلك الوقت،‏ اكثر غرابة وأكثر تزمّتا من النظرة المسيحية الى الزواج.‏ .‏ .‏ .‏ فقد فتحت عصرا جديدا للجنس البشري.‏»‏

      ٨،‏ ٩ اية مواقف غير سليمة من النساء هي شائعة بين الرجال،‏ ولماذا من المهم ان يرفض الرجال المسيحيون وجهات نظر كهذه؟‏

      ٨ ومشورة الكتاب المقدس للازواج ليست اليوم ثورية اقل.‏ فعلى الرغم من كل الحديث عن تحرير النساء،‏ لا يزال رجال كثيرون يعتبرون النساء مجرد اغراض للإرضاء الجنسي.‏ واذ يصدّقون الخرافة ان النساء يتمتعن فعلا بالكينونة متسلَّطا عليهن،‏ متحكَّما فيهن،‏ او مستبَدّا بهن،‏ يسيء رجال كثيرون الى زوجاتهم جسديا وعاطفيا.‏ وكم هو مخزٍ ان يتأثر الرجل المسيحي بالتفكير العالمي ويعامل زوجته بشكل سيئ!‏ «كان زوجي خادما مساعدا وكان يلقي خطابات عامة،‏» تقول امرأة مسيحية.‏ ولكنها تكشف،‏ «كنت ضحية ضرب الزوجات.‏» فمن الواضح ان اعمالا كهذه لم تكن منسجمة مع ترتيب اللّٰه.‏ وهذا الرجل كان استثناء نادرا؛‏ وكان يلزمه ان يطلب المساعدة على معالجة غضبه اذا كان يرجو نيل رضى اللّٰه.‏ —‏ غلاطية ٥:‏١٩-‏٢١‏.‏

      ٩ يوصي اللّٰه الازواج ان يحبوا نساءهم كأجسادهم.‏ ورفضهم ان يفعلوا ذلك هو تمرد على ترتيب اللّٰه عينه ويمكن ان يقوّض علاقة المرء باللّٰه.‏ فكلمات الرسول بطرس واضحة:‏ «ايها الرجال كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الاناء النسائي [زوجاتكم] كالاضعف معطين اياهن كرامة .‏ .‏ .‏ لكي لا تُعاق صلواتكم.‏» (‏١ بطرس ٣:‏٧‏)‏ ومعاملة المرء زوجته بقساوة يمكن ان يكون لها ايضا اثر مخرِّب في روحياتها وروحيات اولاد المرء.‏

      ١٠ ما هي بعض الطرائق التي بها يمكن للازواج ان يمارسوا الرئاسة بطريقة شبيهة بتلك التي للمسيح؟‏

      ١٠ ايها الازواج،‏ ستزدهر عائلتكم تحت رئاستكم اذا مارستموها بطريقة شبيهة بتلك التي للمسيح.‏ فالمسيح لم يكن قاسيا او مسيئا.‏ وعلى العكس،‏ كان بإمكانه ان يقول:‏ «تعلّموا مني.‏ لأني وديع ومتواضع القلب.‏ فتجدوا راحة لنفوسكم.‏» (‏متى ١١:‏٢٩‏)‏ فهل يمكن ان تقول عائلتكم ذلك عنكم؟‏ والمسيح عامل تلاميذه كأصدقاء ووثق بهم.‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٥‏)‏ فهل تمنحون زوجتكم الكرامة نفسها؟‏ قال الكتاب المقدس عن ‹المرأة الفاضلة›:‏ «بها يثق قلب زوجها.‏» (‏امثال ٣١:‏١٠،‏ ١١‏)‏ وذلك يعني السماح لها بمقدار من حرية الاختيار،‏ لا تطويقها بقيود غير معقولة.‏ وعلاوة على ذلك،‏ شجع يسوع تلاميذه على التعبير عن مشاعرهم وآرائهم.‏ (‏متى ٩:‏٢٨؛‏ ١٦:‏١٣-‏١٥‏)‏ فهل تفعلون كذلك مع زوجتكم؟‏ ام تعتبرون عدم الموافقة الصريح تحديا لسلطتكم؟‏ اذ تأخذون مشاعر زوجتكم بعين الاعتبار بدلا من تجاهلها،‏ تبنون فعلا احترامها لرئاستكم.‏

      ١١ (‏أ)‏ كيف يمكن للآباء ان يعتنوا بحاجات اولادهم الروحية؟‏ (‏ب)‏ لماذا يجب على الشيوخ والخدام المساعدين ان يرسموا مثالا جيدا في الاعتناء بعائلاتهم؟‏

      ١١ واذا كنتم ابا،‏ يُطلب منكم ايضا ان تأخذوا القيادة في الاعتناء بحاجات اولادكم الروحية،‏ العاطفية،‏ والجسدية.‏ وذلك يشمل حيازة روتين روحي جيد من اجل عائلتكم:‏ العمل معهم في خدمة الحقل،‏ ادارة درس بيتي في الكتاب المقدس،‏ مناقشة آية اليوم.‏ ومن المثير للاهتمام ان الكتاب المقدس يُظهر ان الشيخ او الخادم المساعد يجب ان «يدبّر بيته حسنا.‏» وهكذا فان الرجال الذين يخدمون في هذين المركزين يجب ان يكونوا رؤوس عائلات مثاليين.‏ وفيما يحملون حملا ثقيلا من المسؤوليات الجماعية،‏ يجب ان يعطوا عائلاتهم الاولوية.‏ وقد اظهر بولس السبب:‏ «وإنما إن كان احد لا يعرف ان يدبّر بيته فكيف يعتني بكنيسة اللّٰه.‏» —‏ ١ تيموثاوس ٣:‏٤،‏ ٥،‏ ١٢‏.‏

      الزوجات المسيحيات الداعمات

      ١٢ اي دور تلعبه الزوجة في الترتيب المسيحي؟‏

      ١٢ هل انتِ زوجة مسيحية؟‏ اذًا يجب ان تلعبي ايضا دورا حيويا في الترتيب العائلي.‏ ويجري حض الزوجات المسيحيات «ان يكنّ محبات لرجالهنّ ويحببن اولادهنّ متعقلات عفيفات (‏عاملات في)‏ بيوتهن صالحات خاضعات لرجالهن.‏» (‏تيطس ٢:‏٤،‏ ٥‏)‏ اذًا يجب ان تجاهدي لتكوني ربة منزل مثالية،‏ اذ تحافظين على بيت نظيف ومسرّ من اجل عائلتكِ.‏ والعمل المنزلي يمكن ان يكون مملّا،‏ ولكنه ليس محقِّرا ولا تافها.‏ وكزوجة،‏ انتِ ‹تدبّرين البيت› وربما تتمتعين بحرية اختيار كبيرة من هذا القبيل.‏ (‏١ تيموثاوس ٥:‏١٤‏)‏ مثلا،‏ كانت ‹المرأة الفاضلة› تشتري مؤن البيت،‏ تقوم بصفقات عقارية،‏ وحتى تنتج دخلا بإدارة عمل صغير.‏ فلا عجب انها استحقت مدح زوجها!‏ (‏امثال الاصحاح ٣١‏)‏ ومن الطبيعي انه جرى القيام بمثل هذه المبادرات ضمن نطاق خطوط الارشاد التي اعطاها اياها زوجها بصفته رأسها.‏

      ١٣ (‏أ)‏ لماذا ربما يكون الاذعان صعبا على بعض النساء؟‏ (‏ب)‏ لماذا من المفيد ان تذعن النساء المسيحيات لازواجهن؟‏

      ١٣ لكنَّ الخضوع لزوجكِ ربما لا يكون سهلا دائما.‏ وليس كل الرجال يستحقون وينالون الاحترام.‏ وربما تكونين مؤهلة تماما في ما يتعلق بإدارة الاموال،‏ التخطيط،‏ او التنظيم.‏ وربما لديكِ عمل دنيوي وتقومين بمساهمة اساسية في الدخل العائلي.‏ او ربما عانيتِ بطريقة ما في الماضي من تسلّط الذَّكَر وربما تجدينه صعبا ان تذعني لرجل.‏ ولكنَّ اظهار ‹الاحترام العميق،‏› او ‹الخوف،‏› لزوجكِ يعرب عن احترامكِ لرئاسة اللّٰه.‏ (‏افسس ٥:‏٣٣‏،‏ ترجمة الملكوت ما بين السطور؛‏ ١ كورنثوس ١١:‏٣‏)‏ والاذعان ايضا امر حاسم في نجاح حياتكِ العائلية؛‏ فهو يساعدكِ على تجنب اخضاع زواجكِ لضغوط وتوترات غير ضرورية.‏

      ١٤ ماذا يمكن للزوجة ان تفعل عندما لا توافق على قرار اتخذه زوجها؟‏

      ١٤ ولكن هل يعني ذلك انه يجب ان تبقي صامتة عندما تشعرين بأن زوجكِ يتخذ قرارا يعمل ضد افضل مصالح عائلتكِ؟‏ ليس بالضرورة.‏ فسارة زوجة ابرهيم لم تصمت عندما لاحظت تهديدا لخير ابنها،‏ اسحق.‏ (‏تكوين ٢١:‏٨-‏١٠‏)‏ وبشكل مماثل،‏ قد تشعرين بالتزام التعبير عن مشاعركِ احيانا.‏ واذا جرى القيام بذلك بطريقة تتسم بالاحترام في ‹الوقت المناسب،‏› فسيصغي الرجل المسيحي التقي.‏ (‏امثال ٢٥:‏١١‏،‏ ع‌ج‏)‏ ولكن اذا لم يُتَّبع اقتراحكِ وكان الامر لا يشمل مخالفة خطيرة لمبدإ من الكتاب المقدس،‏ أفلا تكون معارضة رغبات زوجكِ امرا يأتي بنتائج عكسية؟‏ تذكَّري ان «حكمة المرأة تبني بيتها والحماقة تهدمه بيدها.‏» (‏امثال ١٤:‏١‏)‏ واحدى الطرائق لبناء بيتكِ هي ان تكوني داعمة لرئاسة زوجكِ،‏ اذ تمدحين انجازاته فيما تتعاملين مع اخطائه برحابة صدر.‏

      ١٥ بأية طرائق يمكن للزوجة ان تشارك في تأديب وتدريب اولادها؟‏

      ١٥ والطريقة الاخرى لبناء بيتكِ هي ان تشاركي في تأديب وتدريب اولادكِ.‏ مثلا،‏ يمكنكِ ان تقومي بدوركِ في ابقاء الدرس العائلي في الكتاب المقدس قانونيا وبنّاء.‏ ‹لا ترخي يدكِ› في ما يتعلق بمشاركة اولادكِ في حقائق اللّٰه في كل فرصة —‏ عند التنقُّل او التسوُّق معهم.‏ (‏جامعة ١١:‏٦‏)‏ ساعديهم ان يحضّروا تعليقاتهم للاجتماعات وأدوارهم في مدرسة الخدمة الثيوقراطية.‏ كوني متيقظة لمعاشراتهم.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٣‏)‏ وفي ما يتعلق بقضايا المقاييس الالهية والتأديب،‏ دعي اولادكِ يعرفون انكِ وزوجكِ متّحدان.‏ ولا تسمحي لهم بأن يسبّبوا الخلاف بينكِ وبين زوجكِ لينالوا ما يريدون.‏

      ١٦ (‏أ)‏ اي مثال من الكتاب المقدس يخدم لتشجيع الامهات المتوحدات والمتزوجات بغير مؤمنين؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان يكون الآخرون في الجماعة مساعدين لمثل هؤلاء؟‏

      ١٦ واذا كنتِ امًّا متوحدة او كان لديكِ رفيق زواج غير مؤمن،‏ فيجب ان تأخذي القيادة روحيا.‏ وقد يكون ذلك صعبا وحتى مثبِّطا احيانا.‏ ولكن لا تستسلمي.‏ فأُمُّ تيموثاوس،‏ أَفنيكي،‏ نجحت في تعليمه الاسفار المقدسة «منذ الطفولية،‏» على الرغم من كونها متزوجة بغير مؤمن.‏ (‏٢ تيموثاوس ١:‏٥؛‏ ٣:‏١٥‏)‏ وكثيرات في وسطنا يتمتعن بنجاح مماثل.‏ واذا كنتِ تحتاجين الى شيء من العون من هذا القبيل،‏ يمكنكِ ان تُعلِمي الشيوخ بحاجاتكِ.‏ فربما هم قادرون على الترتيب ان يساعدكِ احد على المجيء الى الاجتماعات والخروج في خدمة الحقل.‏ وقد يشجعون الآخرين ان يشملوا عائلتكِ في النزه او التجمعات.‏ او قد يرتّبون ان يساعدكِ ناشر ذو خبرة على البدء بدرس عائلي.‏

      الاولاد ذوو التقدير

      ١٧ (‏أ)‏ كيف يمكن للاحداث ان يساهموا في خير العائلة؟‏ (‏ب)‏ اي مثال رسمه يسوع من هذا القبيل؟‏

      ١٧ يمكن للاحداث المسيحيين ان يساهموا في خير العائلة باتّباع مشورة افسس ٦:‏١-‏٣‏:‏ «ايها الاولاد أَطيعوا والديكم في الرب لأن هذا حق.‏ أَكرم اباك وأمك.‏ التي هي اول وصية بوعد.‏ لكي يكون لكم خير وتكونوا طوال الاعمار على الارض.‏» وبالتعاون مع والديكم،‏ تعربون عن احترامكم ليهوه.‏ فيسوع المسيح كان كاملا وكان بإمكانه بسهولة ان يفكّر انه لا يليق به الاذعان لوالدَين ناقصَين.‏ ولكنه «كان خاضعا لهما.‏ .‏ .‏ .‏ وأما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند اللّٰه والناس.‏» —‏ لوقا ٢:‏٥١،‏ ٥٢‏.‏

      ١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ ماذا يعني ان يكرم المرء والدَيه؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان يصير البيت مكانا للانتعاش؟‏

      ١٨ أفلا ينبغي ان تكرموا والديكم بشكل مماثل؟‏ إن «أَكرم» هنا تعني الاعتراف بالسلطة الممنوحة بلياقة.‏ (‏قارنوا ١ بطرس ٢:‏١٧‏.‏)‏ وإكرام كهذا،‏ في معظم الحالات،‏ مطلوب حتى وإن كان والدا المرء غير مؤمنَين او يفشلان في رسم المثال الجيد.‏ وبالاولى يجب ان تكرموا والديكم اذا كانوا مسيحيين مثاليين.‏ وتذكَّروا ايضا ان التأديب والتوجيه المعطى من والديكم لا يُقصَد به تقييدكم بشكل غير ملائم.‏ فهم بالاحرى يحمونكم لكي «تحيوا.‏» —‏ امثال ٧:‏١،‏ ٢‏.‏

      ١٩ اذًا،‏ يا للعائلة من ترتيب حبي!‏ وعندما يتَّبع كل الازواج،‏ الزوجات،‏ والاولاد قواعد اللّٰه للحياة العائلية،‏ يصير البيت ملاذا،‏ مكانا للانتعاش.‏ ومع ذلك فإن المشاكل المتعلقة بالاتصال وتدريب الاولاد قد تنشأ.‏ ومقالتنا التالية تناقش كيف يمكن حلّ بعض هذه المشاكل.‏

  • اعملوا للحفاظ على عائلتكم الى عالم اللّٰه الجديد
    برج المراقبة ١٩٩٢ | ١٥ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • اعملوا للحفاظ على عائلتكم الى عالم اللّٰه الجديد

      ‏«انت يا رب تحفظهم.‏ تحرسهم من هذا الجيل الى الدهر.‏» —‏ مزمور ١٢:‏٧‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ ماذا يحدث لبعض العائلات تحت ضغوط الايام الاخيرة؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان تسعى العائلات المسيحية الى النجاة؟‏

      ‏«قلبي اليوم ممتلئ فرحا!‏» صرّح شيخ مسيحي يُدعى جون.‏ وسبب هذه الحماسة؟‏ «ابني البالغ ١٤ سنة وابنتي البالغة ١٢ سنة اعتمدا،‏» يروي.‏ لكنَّ فرحه لم ينتهِ هنا.‏ «ابني البالغ ١٧ سنة وابنتي البالغة ١٦ سنة كانا فاتحَين اضافيَّين في السنة الماضية،‏» يضيف.‏

      ٢ تحظى عائلات كثيرة في وسطنا بنتائج رائعة على نحو مماثل فيما يطبّقون مبادئ الكتاب المقدس.‏ ولكنَّ البعض يختبرون المشاكل.‏ «لدينا خمسة اولاد،‏» يكتب زوجان مسيحيان،‏ «والتعامل معهم يصير اصعب تدريجيا.‏ وكان هذا النظام القديم قد خسَّرنا ولدا.‏ ويبدو ان مراهقينا القليلي الخبرة هم الحقل الرئيسي لهجوم الشيطان الآن.‏» وهنالك ايضا ازواج يختبرون الخلاف الزوجي الحادّ،‏ مما ينتج احيانا الانفصال او الطلاق.‏ ولكنَّ العائلات التي تنمّي الصفات المسيحية يمكن ان تنجو من ‹الضيق العظيم› وتُحفَظ الى عالم اللّٰه الجديد المقبل.‏ (‏متى ٢٤:‏٢١؛‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏)‏ فماذا اذًا يمكنكم ان تفعلوا لتضمنوا حفظ عائلتكم؟‏

      تحسين الاتصال

      ٣،‏ ٤ (‏أ)‏ الى اي حد مهم هو الاتصال في الحياة العائلية،‏ ولماذا غالبا ما تنشأ المشاكل في ما يتعلق به؟‏ (‏ب)‏ لماذا يجب ان يجاهد الازواج ليكونوا مصغين جيادا؟‏

      ٣ ان الاتصال الجيد هو قوام حياة العائلة السليمة؛‏ فعندما ينعدم،‏ يزيد التوتر والضغط.‏ «مقاصد بغير مشورة تبطل،‏» تقول الامثال ١٥:‏٢٢‏.‏ وعلى نحو مثير للاهتمام،‏ تخبر مشيرة زواج:‏ «ان اكثر التذمرات شيوعا التي اسمعها من الزوجات اللواتي انصحهن هي ‹لا يريد ان يحدّثني،‏› و‹لا يصغي اليَّ.‏› وعندما أُخبِر ازواجهن بهذا التذمر،‏ لا يستمعون اليَّ ايضا.‏»‏

      ٤ وماذا يسبّب انعدام الاتصال؟‏ احد الاسباب هو ان الرجال والنساء مختلفون،‏ وغالبا ما تكون لديهم اساليب اتصال مختلفة على نحو لافت للنظر.‏ وذكرت احدى المقالات ان الزوج «يميل الى الكينونة صريحا وعمليا» في محادثاته،‏ في حين ان «ما تريده [الزوجة] اكثر من ايّ شيء آخر هو مستمع متعاطف.‏» اذا كان ذلك يشكِّل مشكلة في زواجكم،‏ فاعملوا على تحسين الامور.‏ فربما يلزم الزوج المسيحي ان يجتهد للصيرورة مصغيا افضل.‏ «ليكن كل انسان،‏» يقول يعقوب،‏ «مسرعا في الاستماع مبطئا في التكلم.‏» (‏يعقوب ١:‏١٩‏)‏ تعلَّموا ان تمتنعوا عن الامر،‏ النصح،‏ او الوعظ عندما تريد زوجتكم ‹حسّا واحدا.‏› (‏١ بطرس ٣:‏٨‏)‏ «ذو المعرفة يُبقي كلامه،‏» تقول الامثال ١٧:‏٢٧‏.‏

      ٥ ما هي بعض الطرائق التي بها يمكن ان يتحسن الازواج في التعبير عن افكارهم ومشاعرهم؟‏

      ٥ ومن ناحية اخرى،‏ هنالك ‹وقت للتكلم،‏› وقد يلزمكم ان تتعلموا ان تكونوا معبّرين اكثر عن افكاركم ومشاعركم.‏ (‏جامعة ٣:‏٧‏)‏ مثلا،‏ هل انتم اسخياء في مدح انجازات زوجتكم؟‏ (‏امثال ٣١:‏٢٨‏)‏ هل تُظهرون نفسكم شاكرين على العمل الجدّي الذي تقوم به في دعمكم والاعتناء بالبيت؟‏ (‏قارنوا كولوسي ٣:‏١٥‏.‏)‏ او ربما يلزمكم ان تتحسنوا في صنع ‹تعابير تحبّب› شفهية.‏ (‏نشيد الانشاد ١:‏٢‏،‏ ع‌ج‏)‏ ان فعل ذلك قد يبدو مربكا لكم في البداية،‏ ولكن يمكن ان يكون مساعدا في جعل زوجتكم تشعر بالامن في محبتكم لها.‏

      ٦ ماذا يمكن ان تفعله الزوجات لتحسين الاتصال العائلي؟‏

      ٦ وماذا عن الزوجات المسيحيات؟‏ يُقتبس من زوجة قولها ان زوجها يعرف انها تقدّره،‏ ولذلك ليس ضروريا ان تقول له ذلك.‏ ولكنَّ الرجال ايضا يتقوَّون بالتقدير،‏ الثناء،‏ والمدح.‏ (‏امثال ١٢:‏٨‏)‏ فهل يلزمكِ ان تكوني معبّرة اكثر من هذا القبيل؟‏ ومن ناحية اخرى،‏ ربما يلزمكِ ان تنتبهي اكثر الى كيفية اصغائك.‏ واذا كان زوجكِ يجد صعوبة في مناقشة مشاكله،‏ مخاوفه،‏ او همومه بصراحة،‏ فهل تعلّمت كيف تدفعينه الى ذلك،‏ بلطف ولباقة؟‏

      ٧ ماذا يمكن ان يسبّب نشوء المشاجرات الزوجية،‏ وكيف يمكن منعها؟‏

      ٧ طبعا،‏ حتى الازواج الذين ينسجمون عادة يمكن ان يختبروا احيانا انهيارا في الاتصال.‏ والعاطفة قد ترجح على العقل،‏ او قد تتحول المناقشة الهادئة بسرعة الى جدال حادّ.‏ (‏امثال ١٥:‏١‏)‏ «في اشياء كثيرة نعثر جميعنا»؛‏ غير ان الملاسنة الزوجية البسيطة لا تدل على نهاية الزواج.‏ (‏يعقوب ٣:‏٢‏)‏ لكنَّ ‹الصياح والتجديف› غير ملائمَين ومدمّران لأية علاقة.‏ (‏افسس ٤:‏٣١‏)‏ أَسرعوا الى صنع السلام عندما يجري تبادل الكلمات الجارحة.‏ (‏متى ٥:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ فالمشاجرات يمكن منعها غالبا في المقام الاول اذا طبَّقتما كلاكما كلمات بولس في افسس ٤:‏٢٦‏:‏ «لا تغرب الشمس على غيظكم.‏» نعم،‏ سوّوا المشاكل وهي صغيرة وسهلة الضبط؛‏ لا تنتظروا حتى تبلغ عواطفكم حدّا عنيفا.‏ وصرف دقائق قليلة كل يوم في مناقشة امور مهمة يمكن ان يفعل الكثير لتعزيز الاتصال ومنع سوء التفاهم.‏

      ‏‹ضبط يهوه العقلي›‏

      ٨ لماذا يمكن ان ينجرف بعض الاحداث بعيدا عن الحق؟‏

      ٨ يظهر ان بعض الآباء مستعدون ان يتيحوا لاولادهم ان يكبروا دون توجيه.‏ فيحضر الاولاد الاجتماعات ويشتركون الى حد ما في خدمة الحقل،‏ ولكنهم على الاغلب لا يبنون علاقتهم باللّٰه.‏ وفي حينه فإن «شهوة الجسد وشهوة العيون» يمكن ان تقودا كثيرين من امثال هؤلاء الاحداث بعيدا عن الحق.‏ (‏١ يوحنا ٢:‏١٦‏)‏ وكم يكون محزنا للوالدين ان ينجوا من هرمجدون ولكن،‏ بسبب اهمال سابق،‏ ان يتركوا وراءهم اولادهم كخسائر!‏

      ٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ ماذا تشمله تربية الاولاد «بتأديب (‏يهوه وضبطه العقلي)‏»؟‏ (‏ب)‏ لماذا من المهم السماح للاولاد بالتعبير عن مشاعرهم بحرية؟‏

      ٩ لذلك كتب بولس:‏ «ايها الآباء لا تغيظوا اولادكم بل ربّوهم بتأديب (‏يهوه وضبطه العقلي)‏.‏» (‏افسس ٦:‏٤‏)‏ ولفعل ذلك،‏ يجب ان تكونوا انتم انفسكم متعرفين بشكل شامل بمقاييس يهوه.‏ ويجب ان ترسموا مثالا لائقا في ما يتعلق بأمور كاختياركم للتسلية،‏ درسكم الشخصي،‏ حضوركم الاجتماعات،‏ وخدمتكم للحقل.‏ وكلمات بولس تدل ضمنا ايضا انه يجب على الوالد (‏١)‏ ان يكون مراقبا ذكيا لاولاده و (‏٢)‏ ان يحافظ على اتصال جيد بهم.‏ وحينئذ فقط يمكنكم ان تعرفوا اين يحتاجون الى ‹ضبط عقلي.‏›‏

      ١٠ من الطبيعي ان يجاهد المراهقون لاجل مقدار من الاستقلال.‏ ولكن،‏ يجب ان تكونوا متيقظين لعلامات التأثير العالمي الواضحة المعالم في كلامهم،‏ تفكيرهم،‏ لباسهم وهندامهم،‏ واختيارهم للاصدقاء.‏ قال اب حكيم كما هو مسجل في امثال ٢٣:‏٢٦‏:‏ «يا ابني اعطني قلبك.‏» فهل يشعر اولادكم بحرية مشاركتكم في افكارهم ومشاعرهم؟‏ عندما لا يخاف الاولاد من اللوم الفوري،‏ قد يكونون ميّالين الى الكشف عما يشعرون به حقا ازاء امور كالنشاطات خارج منهاج الدراسة،‏ المواعدة،‏ التعليم العالي،‏ او حق الكتاب المقدس نفسه.‏

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ كيف يمكن استخدام اوقات الطعام لترويج الاتصال العائلي؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمكن ان ينتج من جهود احد الوالدين المستمرة لترويج الاتصال بأولاده؟‏

      ١١ في بلدان كثيرة من المعتاد ان تأكل العائلات معا.‏ وهكذا يمكن ان تزوِّد وجبة العشاء كل اعضاء العائلة فرصة رائعة ليشاركوا في محادثة بنّاءة.‏ وفي اغلب الاحيان يحلّ التلفزيون والتلهيات الاخرى محل الوجبة العائلية.‏ وعلاوة على ذلك،‏ يُحجز اولادكم فعليا كرهائن في المدرسة ويتعرضون للتفكير العالمي طوال ساعات متواصلة.‏ فأوقات الطعام هي وقت جيد للاتصال بأولادكم.‏ «نحن نستخدم وقت الطعام للتحدث عن الامور التي نشأت خلال النهار،‏» تقول احدى الامهات.‏ ومع ذلك لا يلزم ان تصير اوقات الطعام جلسات تأديب او استجواب محرج.‏ أَبقوا المناسبة هادئة وممتعة!‏

      ١٢ ان جعل الاولاد يصارحونكم هو امر متسم بالتحدي وقد يتطلب صبرا لامتناهيا.‏ ولكن يمكن ان تروا في حينه نتائج تبهج القلب.‏ «كان ابننا البالغ ١٤ سنة مكتئبا ومنطويا على نفسه،‏» تتذكر ام قلقة.‏ «وبواسطة صلواتنا ومثابرتنا،‏ بدأ بالمصارحة والكلام!‏»‏

      الدرس العائلي الذي يبني

      ١٣ لماذا التدريب الباكر للاولاد مهم جدا،‏ وكيف يمكن انجازه؟‏

      ١٣ و‹الضبط العقلي› يشمل ايضا الارشاد الرسمي بكلمة اللّٰه.‏ وكما كانت الحال مع تيموثاوس،‏ يجب ان يبدأ مثل هذا التدريب «منذ الطفولية.‏» (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٥‏)‏ فالتدريب الباكر يقوّي الاولاد من اجل امتحانات الايمان التي يمكن ان تأتي خلال سنوات الدراسة —‏ احتفالات ايام الميلاد،‏ المراسم الوطنية،‏ او الاعياد الدينية.‏ وبدون الاستعداد لمثل هذه الامتحانات،‏ قد يتحطَّم ايمان الولد.‏ لذلك استفيدوا من الادوات التي اعدتها جمعية برج المراقبة للاولاد الصغار،‏ كالكتابين الاستماع الى المعلم الكبير وكتابي لقصص الكتاب المقدس.‏a

      ١٤ كيف يمكن ابقاء الدرس العائلي قانونيا،‏ وماذا فعلتم ليكون لديكم درس عائلي قانوني؟‏

      ١٤ والمجال الآخر للانتباه هو الدرس العائلي،‏ الذي يمكن ان ينحدر تدريجيا الى عدم القانونية ويصير شيئا آليا مملّا صعبا على الوالدين والاولاد على السواء.‏ فكيف يمكن ان تحسّنوا الامور؟‏ اولا،‏ يجب ان ‹تفتدوا الوقت› للدرس،‏ غير سامحين لبرامج التلفزيون او التسليات الاخرى بأن تحلّ محله.‏ (‏افسس ٥:‏١٥-‏١٧‏)‏ «كانت لدينا صعوبة في ابقاء درسنا العائلي قانونيا،‏» يعترف رأس عائلة.‏ «جرَّبنا اوقاتا مختلفة الى ان وجدنا فترة متأخرة قليلا في المساء كانت عملية لنا.‏ والآن فإن درسنا العائلي قانوني.‏»‏

      ١٥ كيف يمكن ان تكيّفوا درسكم العائلي وفقا لحاجات عائلتكم؟‏

      ١٥ ثانيا،‏ تأملوا في حاجات عائلتكم الخصوصية.‏ فعائلات كثيرة تتمتع بتحضير درسها الاسبوعي في برج المراقبة معا.‏ ولكن من وقت الى وقت قد تكون لدى عائلتكم مسائل محدَّدة تلزم مناقشتها،‏ بما فيها المشاكل التي تواجَه في المدرسة.‏ وكتاب اسئلة يطرحها الاحداث —‏ اجوبة تنجح والمقالات من برج المراقبة واستيقظ!‏ يمكن ان تسد هذه الحاجة.‏ «اذا لاحظنا اية مواقف من جهة صبياننا يلزم تقويمها،‏» يقول اب،‏ «نركِّز في كتاب اسئلة يطرحها الاحداث على الفصل الخصوصي الذي يغطي ذلك.‏» وتضيف زوجته:‏ «نحاول ان نكون مرنَين.‏ فاذا كان لدينا شيء مخطَّط له من اجل درسنا،‏ ونشأت الحاجة الى مناقشة شيء آخر،‏ فحينئذ نغيّر وفقا للحاجة.‏»‏

      ١٦ (‏أ)‏ كيف يمكنكم ان تتأكدوا ان اولادكم يفهمون ما يتعلمونه؟‏ (‏ب)‏ ماذا يجب تجنبه عادة في ادارة الدرس العائلي؟‏

      ١٦ وكيف يمكنكم ان تتأكدوا ان اولادكم يفهمون حقا ما يتعلمونه؟‏ طرح المعلم الكبير،‏ يسوع،‏ اسئلة تظهر وجهات النظر،‏ مثل،‏ «ماذا تظن.‏» (‏متى ١٧:‏٢٥‏)‏ وبفعل الامر نفسه،‏ حاولوا ان تكتشفوا ما يفكر فيه اولادكم حقا.‏ شجعوا كل ولد ان يجيب بكلماته او كلماتها الخاصة.‏ طبعا،‏ اذا بالغتم في التجاوب مع تعابيرهم الصادقة بغضب او ثورة عصبية،‏ فإنهم سيعيدون التفكير في الكينونة صرحاء معكم ثانية.‏ لذلك ابقوا هادئين.‏ وتجنبوا تحويل الدرس العائلي الى مناسبة للعقاب.‏ فيجب ان يكون ذلك ممتعا وبنّاء.‏ «اذا اكتشفتُ ان احد اولادي لديه مشكلة،‏» يقول اب،‏ «اعالجها في وقت آخر.‏» «عندما يجري التعامل مع الولد على انفراد،‏» تضيف امٌّ،‏ «لا يُحرَج الولد ويكون ميّالا الى التحدث بحرية اكثر مما اذا جرى نصحه خلال الدرس العائلي.‏»‏

      ١٧ ماذا يمكن فعله لجعل الدرس العائلي مثيرا للاهتمام،‏ وماذا نجح بالنسبة الى عائلتكم؟‏

      ١٧ وجعل الاولاد يشتركون في الدرس العائلي يمكن ان يكون تحديا،‏ وخصوصا عندما تتعاملون مع اولاد من اعمار مختلفة.‏ فالاولاد الاصغر قد يميلون الى الكينونة متململين غير هادئين،‏ او الى اظهار انتباه قصير الاجل.‏ فماذا يمكنكم ان تفعلوا؟‏ حاولوا ان تبقوا جو الدرس هادئا.‏ فإذا كان اولادكم ذوي انتباه قصير الاجل،‏ فجرّبوا جلسات اقصر ولكن متكررة اكثر.‏ ويساعد ايضا اذا كنتم حماسيين.‏ «أما .‏ .‏ .‏ المدبّر فباجتهاد.‏» (‏رومية ١٢:‏٨‏)‏ أَبقوا الجميع منهمكين.‏ فربما يكون الاولاد الاصغر قادرين ان يعلّقوا على الصور او ان يجيبوا عن الاسئلة البسيطة.‏ والمراهقون يمكن ان يُطلب منهم ان يقوموا ببحث اضافي او ان يصنعوا تطبيقا عمليا للمواد قيد التأمل.‏

      ١٨ كيف يمكن للوالدين ان يغرسوا كلمة اللّٰه في كل مناسبة،‏ وبأية نتيجة؟‏

      ١٨ ولكن،‏ لا تحصروا الارشاد الروحي في ساعة واحدة في الاسبوع.‏ اغرسوا كلمة اللّٰه في اولادكم في كل مناسبة.‏ (‏تثنية ٦:‏٧‏)‏ اصرفوا الوقت في الاصغاء اليهم.‏ عظوهم وعزّوهم حينما يلزم.‏ (‏قارنوا ١ تسالونيكي ٢:‏١١‏.‏)‏ كونوا عُطُفا ورحماء.‏ (‏مزمور ١٠٣:‏١٣؛‏ ملاخي ٣:‏١٧‏)‏ وبفعل ذلك،‏ ‹تجدون لذّة› في اولادكم وتدعمون حفظهم الى عالم اللّٰه الجديد.‏ —‏ امثال ٢٩:‏١٧‏.‏

      ‏«للضحك وقت»‏

      ١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ اي دور يلعبه الاستجمام في الحياة العائلية؟‏ (‏ب)‏ ما هي بعض الطرائق التي بها يمكن ان يرتّب الوالدون من اجل الاستجمام لعائلاتهم؟‏

      ١٩ هنالك ‹وقت للضحك.‏ .‏ .‏ .‏ وقت للرقص.‏› (‏جامعة ٣:‏٤‏)‏ والكلمة العبرانية مقابل ‹يضحك› يمكن ان تُترجم ايضا بعبارات مثل ‹يحتفل،‏› ‹يلعب،‏› ‹يسلّي،‏› او حتى «يقضي وقتا طيّبا.‏» (‏٢ صموئيل ٦:‏٢١‏،‏ ترجمة تفسيرية؛‏ ايوب ٤١:‏٥؛‏ قضاة ١٦:‏٢٥‏،‏ الترجمة اليسوعية الجديدة؛‏ خروج ٣٢:‏٦‏،‏ ع‌ج؛‏ تكوين ٢٦:‏٨‏،‏ ع‌ج‏)‏ واللعب يمكن ان يخدم قصدا مفيدا،‏ وهو مهم للاولاد والاحداث.‏ وفي ازمنة الكتاب المقدس كان الوالدون يرتّبون التسلية والاستجمام لعائلاتهم.‏ (‏قارنوا لوقا ١٥:‏٢٥‏.‏)‏ فهل تفعلون كذلك؟‏

      ٢٠ «نحن نستفيد من المنتزهات العامة،‏» يقول زوج مسيحي.‏ «فندعو بعض الاخوة الاحداث ونلعب بالكرة ونتنزه.‏ فيقضون وقتا طيّبا ويتمتعون بالمعاشرة السليمة.‏» ويضيف اب آخر:‏ «نخطط لفعل الامور مع صبياننا.‏ فنذهب للسباحة،‏ نلعب الكرة،‏ نقضي العطل.‏ ولكننا نُبقي التسلية في مكانها اللائق.‏ وأشدد على الحاجة الى المحافظة على الاتزان.‏» فالاستجمام السليم،‏ كالتجمعات اللائقة او الرحلات الى حدائق الحيوانات او المتاحف،‏ يمكن ان يفعل الكثير لمنع الولد من الانجذاب الى ملذّات العالم.‏

      ٢١ كيف يمكن للآباء ان يحولوا دون شعور اولادهم بالحرمان لأنهم لا يحتفلون بالاعياد العالمية؟‏

      ٢١ ومن المهم ايضا ان لا يشعر اولادكم بالحرمان لأنهم لا يحتفلون بأيام الميلاد او الاعياد غير المسيحية.‏ فبشيء من التنظيم من جهتكم يمكنهم ان يتطلعوا الى اوقات كثيرة ممتعة طوال السنة.‏ والوالد الجيد لا يحتاج الى عيد ما كسبب للتعبير عن محبته بطريقة مادية.‏ فهو،‏ كأبيه السماوي،‏ ‹يعرف ان يعطي اولاده عطايا جيدة› —‏ عفويا.‏ —‏ متى ٧:‏١١‏.‏

      تأمين مستقبل ابدي لعائلتكم

      ٢٢،‏ ٢٣ (‏أ)‏ فيما يقترب الضيق العظيم،‏ ماذا يمكن للعائلات الخائفة اللّٰه ان تتيقن؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمكن للعائلات ان تفعل في العمل نحو الحفظ الى عالم اللّٰه الجديد؟‏

      ٢٢ صلّى المرنم الملهم:‏ «انت يا رب تحفظهم.‏ تحرسهم من هذا الجيل الى الدهر.‏» (‏مزمور ١٢:‏٧‏)‏ ان الضغط من الشيطان يزداد بالتأكيد —‏ وخصوصا على عائلات شهود يهوه.‏ ولكن من الممكن الصمود في وجه هذا الهجوم الدائم الازدياد.‏ وبمساعدة يهوه والتصميم القوي والعمل الجدّي من جهة الازواج،‏ الزوجات،‏ والاولاد،‏ يمكن للعائلات —‏ بما فيها عائلتكم —‏ ان ترجو الحفظ حية خلال الضيق العظيم.‏

      ٢٣ فيا ايها الازواج والزوجات،‏ اجلبوا السلام والانسجام لزواجكم باتمام دورَيكم المعيَّنَين من اللّٰه.‏ ويا ايها الوالدون استمروا في رسم المثال اللائق لاولادكم،‏ مفتدين الوقت لمنحهم التدريب والتأديب اللذين يحتاجون اليهما بشدة.‏ تحدثوا اليهم.‏ اصغوا اليهم.‏ فحياتهم في خطر!‏ ويا ايها الاولاد،‏ اصغوا الى والديكم وأَطيعوهم.‏ وبمساعدة يهوه يمكنكم ان تنجحوا وتضمنوا لانفسكم مستقبلا ابديا في عالم اللّٰه الجديد المقبل.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a الكسيتات السمعية متوافرة ايضا في بعض اللغات.‏

  • اعملوا للحفاظ على عائلتكم الى عالم اللّٰه الجديد
    برج المراقبة ١٩٩٢ | ١٥ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • ‏[الاطار في الصفحة ١٦]‏

      الموسيقى —‏ تأثير قوي

      يقول مؤلف كتاب حول تربية الاولاد:‏ «لو وقفتُ امام حضور .‏ .‏ .‏ ودافعتُ عن العربدة المصحوبة بالسكر،‏ التخبُّل بالكوكائين،‏ الماريجوانا،‏ او ايٍّ من المخدرات المزيغة للعقل،‏ لنظروا اليَّ في دهشة ذهول.‏ .‏ .‏ .‏ [ولكن] غالبا ما يزوّد الوالدون اولادهم بالمال لشراء الاسطوانات او تسجيلات الكسيتات التي تؤيد علنا هذه الامور.‏» (‏تربية اولاد ايجابيين في عالم سلبي،‏ لواضعه زيڠ زيڠلَر)‏ مثلا،‏ في الولايات المتحدة،‏ كلمات الراپ الفاضحة جنسيا هي على شفاه احداث كثيرين.‏ فهل تساعدون اولادكم ليكونوا انتقائيين في اختيارهم للموسيقى لكي يتجنبوا الاشراك الابليسية؟‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة