مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هل يأتي اللّٰه اولا في عائلتكم؟‏
    برج المراقبة ١٩٩٥ | ١ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • هل يأتي اللّٰه اولا في عائلتكم؟‏

      ‏«تحب الرب الهك من كل قلبك.‏» —‏ مرقس ١٢:‏٢٩،‏ ٣٠‏.‏

      ١ الى ايّ حد مهم ان نحب يهوه؟‏

      ‏«اية وصية هي اول الكل،‏» سأل واحد من الكتبة يسوع.‏ وبدلا من ان يبدي يسوع رأيه الخاص،‏ اجاب عن سؤاله بالاقتباس من كلمة اللّٰه في التثنية ٦:‏٤،‏ ٥‏.‏ ردّ قائلا:‏ «ان اول كل الوصايا هي اسمع يا اسرائيل.‏ الرب الهنا رب واحد.‏ وتحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك.‏» —‏ مرقس ١٢:‏٢٨-‏٣٠‏.‏

      ٢ (‏أ)‏ اية مقاومة كان على يسوع ان يواجهها؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمكن ان يجعل ارضاء يهوه صعبا احيانا؟‏

      ٢ تتطلَّب اطاعة ما دعاه يسوع الوصية الاولى—‏ الوصية الاهم —‏ ان نفعل دائما ما يرضي يهوه.‏ وهذا ما فعله يسوع،‏ رغم ان الرسول بطرس اعترض في احدى المناسبات على مسلك يسوع،‏ وفي مناسبة اخرى اعترض ايضا اقرباؤه الاحماء.‏ (‏متى ١٦:‏٢١-‏٢٣؛‏ مرقس ٣:‏٢١؛‏ يوحنا ٨:‏٢٩‏)‏ فماذا اذا وجدتم نفسكم في وضع مماثل؟‏ لنفرض ان اعضاء العائلة يريدون ان توقفوا درسكم للكتاب المقدس ومعاشرتكم لشهود يهوه.‏ هل تضعون اللّٰه اولا بفعلكم ما يرضيه؟‏ هل يأتي اللّٰه اولا حتى عندما يقاوم اعضاء العائلة جهودكم لخدمته؟‏

      فخ المقاومة العائلية

      ٣ (‏أ)‏ ماذا يمكن ان تكون نتائج تعاليم يسوع في العائلة؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان يظهر اعضاء العائلة مَن يحبُّون اكثر؟‏

      ٣ لم يقلِّل يسوع من اهمية الشقاء الذي قد ينتج عندما يقاوم الآخرون في العائلة العضو الذي يقبل تعاليمه.‏ قال يسوع:‏ «اعداء الانسان اهل بيته.‏» ولكن،‏ رغم هذه النتيجة المحزنة،‏ اظهر يسوع مَن ينبغي ان يأتي اولا بقوله:‏ «مَن احبّ ابا او اما اكثر مني فلا يستحقني.‏ ومَن احبّ ابنا او ابنة اكثر مني فلا يستحقني.‏» (‏متى ١٠:‏٣٤-‏٣٧‏)‏ ونحن نضع يهوه اللّٰه اولا باتِّباع تعاليم ابنه،‏ يسوع المسيح،‏ الذي هو «رسم جوهر [اللّٰه].‏» —‏ عبرانيين ١:‏٣؛‏ يوحنا ١٤:‏٩‏.‏

      ٤ (‏أ)‏ ماذا قال يسوع انه مشمول بكون المرء تابعا له؟‏ (‏ب)‏ بأيّ معنى يجب ان يبغض المسيحيون اعضاء العائلة؟‏

      ٤ في مناسبة اخرى عندما كان يسوع يناقش ما يشمله حقا كون المرء تابعا حقيقيا له،‏ قال:‏ «إن كان احد يأتي اليّ ولا يبغض اباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه ايضا فلا يقدر ان يكون لي تلميذا.‏» (‏لوقا ١٤:‏٢٦‏)‏ من الواضح ان يسوع لم يعنِ ان أتباعه ينبغي ان يبغضوا حرفيا اعضاء عائلتهم،‏ لأنه اوصى الناس ان يحبوا حتى اعداءهم.‏ (‏متى ٥:‏٤٤‏)‏ لكنَّ يسوع عنى هنا ان أتباعه يجب ان يحبوا اعضاء العائلة اقل مما يحبون اللّٰه.‏ (‏قارنوا متى ٦:‏٢٤‏.‏)‏ وانسجاما مع هذا الفهم،‏ يقول الكتاب المقدس ان يعقوب ‹كره› ليئة وأحبّ راحيل،‏ مما عنى انه لم يحب ليئة بقدر ما احبّ اختها،‏ راحيل.‏ (‏تكوين ٢٩:‏٣٠-‏٣٢‏)‏ وكما قال يسوع،‏ ينبغي ان نبغض حتى ‹نفسنا،‏› او حياتنا،‏ اي ان نحبها اقل مما نحب يهوه!‏

      ٥ كيف يستغلّ الشيطان بمكر الترتيب العائلي؟‏

      ٥ كخالق ومانح للحياة،‏ يستحق يهوه التعبد التام من جميع خدامه.‏ (‏رؤيا ٤:‏١١‏)‏ كتب الرسول بولس:‏ «احني ركبتيَّ لدى ابي ربنا يسوع المسيح الذي منه تُسمَّى كل عشيرة في السموات وعلى الارض.‏» (‏افسس ٣:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ اوجد يهوه الترتيب العائلي بطريقة رائعة بحيث تكون لاعضاء العائلة مودة طبيعية واحدهم نحو الآخر.‏ (‏١ ملوك ٣:‏٢٥،‏ ٢٦؛‏ ١ تسالونيكي ٢:‏٧‏)‏ لكنَّ الشيطان ابليس يستغلّ بمكر هذه المودة العائلية الطبيعية،‏ التي تشمل الرغبة في ارضاء احبائنا.‏ فيزيد من حدة المقاومة العائلية،‏ التي يجد كثيرون عند مواجهتها ان الوقوف بثبات الى جانب حق الكتاب المقدس يشكِّل تحدِّيا.‏ —‏ رؤيا ١٢:‏٩،‏ ١٢‏.‏

      النجاح في مواجهة التحدي

      ٦،‏ ٧ (‏أ)‏ كيف يمكن مساعدة اعضاء العائلة على تقدير اهمية درس الكتاب المقدس والمعاشرة المسيحية؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان نبرهن اننا نحب حقا اعضاء عائلتنا؟‏

      ٦ ماذا تفعلون اذا أُجبرتم على الاختيار بين ارضاء اللّٰه وإرضاء احد اعضاء العائلة؟‏ هل تبرِّرون نفسكم بالقول ان اللّٰه لا يتوقَّع منا ان ندرس كلمته ونطبِّق مبادئها اذا كان ذلك سيولِّد خلافا عائليا؟‏ ولكن فكِّروا في الامر.‏ اذا استسلمتم وأوقفتم درسكم للكتاب المقدس او معاشرتكم لشهود يهوه،‏ فكيف سيفهم احباؤكم يوما ما ان معرفة الكتاب المقدس الدقيقة هي مسألة حياة او موت؟‏ —‏ يوحنا ١٧:‏٣؛‏ ٢ تسالونيكي ١:‏٦-‏٨‏.‏

      ٧ يمكننا ان نوضح الوضع بهذه الطريقة:‏ ربما كانت لأحد اعضاء العائلة رغبة جامحة في الكحول.‏ هل يكون تجاهل مشكلته في شرب الكحول او التغاضي عنها مفيدا له حقا؟‏ هل يُفضَّل ان نراعي السلم بيننا بالاستسلام وعدم فعل ايّ شيء بشأن مشكلته؟‏ كلا،‏ ربما توافقون انه من الافضل ان نحاول مساعدته على التغلب على مشكلته في الشرب،‏ حتى ولو عنى ذلك مواجهة سخطه وتهديداته.‏ (‏امثال ٢٩:‏٢٥‏)‏ وبشكل مماثل،‏ اذا كنتم تحبون حقا اعضاء عائلتكم،‏ فلن تستسلموا لجهودهم لايقافكم عن درس الكتاب المقدس.‏ (‏اعمال ٥:‏٢٩‏)‏ وفقط باتِّخاذكم موقفا ثابتا يمكنكم ان تساعدوهم على التقدير ان العيش بموجب تعاليم المسيح يعني حياتنا.‏

      ٨ كيف نستفيد من واقع ان يسوع فعل مشيئة اللّٰه بأمانة؟‏

      ٨ يمكن ان يكون وضع اللّٰه اولا صعبا للغاية احيانا.‏ ولكن تذكَّروا ان الشيطان صعَّب ايضا فعل مشيئة اللّٰه على يسوع.‏ ومع ذلك لم يستسلم يسوع قط؛‏ حتى انه احتمل عذاب خشبة الآلام لاجلنا.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «يسوع المسيح مخلصنا.‏» «مات لاجلنا.‏» (‏تيطس ٣:‏٦؛‏ ١ تسالونيكي ٥:‏١٠‏)‏ أفلسنا شاكرين ان يسوع لم يستسلم للمقاومة؟‏ ولأنه مات كذبيحة لدينا رجاء الحياة الابدية في عالم جديد سلمي بار بممارسة الايمان بدمه المسفوك.‏ —‏ يوحنا ٣:‏١٦،‏ ٣٦؛‏ رؤيا ٢١:‏٣،‏ ٤‏.‏

      مكافأة سخية ممكنة

      ٩ (‏أ)‏ كيف يمكن ان يشارك المسيحيون في تخليص الآخرين؟‏ (‏ب)‏ ماذا كان وضع تيموثاوس العائلي؟‏

      ٩ هل تعرفون انه بإمكانكم انتم ايضا ان تشاركوا في تخليص الآخرين،‏ بمن فيهم الاقرباء الاحباء جدا؟‏ حثَّ الرسول بولس تيموثاوس:‏ «داوم على ذلك [ما تعلَّمته].‏ لأنك اذا فعلت هذا تخلِّص نفسك والذين يسمعونك ايضا.‏»‏ (‏١ تيموثاوس ٤:‏١٦‏)‏ لقد عاش تيموثاوس في بيت منقسم،‏ اذ كان والده اليوناني غير مؤمن.‏ (‏اعمال ١٦:‏١؛‏ ٢ تيموثاوس ١:‏٥؛‏ ٣:‏١٤‏)‏ ومع اننا لا نعرف ما اذا صار والد تيموثاوس يوما ما مؤمنا،‏ فإن السلوك الامين لزوجته افنيكي ولتيموثاوس زاد كثيرا من امكانية صيرورته مؤمنا.‏

      ١٠ ماذا يمكن ان يفعل المسيحيون من اجل رفقاء زواجهم غير المؤمنين؟‏

      ١٠ تكشف الاسفار المقدسة ان الازواج والزوجات الذين يؤيدون بثبات حق الكتاب المقدس يمكن ان يساهموا في تخليص رفقائهم غير المسيحيين بمساعدتهم على الصيرورة مؤمنين.‏ كتب الرسول بولس:‏ «إن كان اخ له امرأة غير مؤمنة وهي ترتضي ان تسكن معه فلا يتركها.‏ والمرأة التي لها رجل غير مؤمن وهو يرتضي ان يسكن معها فلا تتركه.‏ لأنه كيف تعلمين ايتها المرأة هل تخلِّصين الرجل.‏ او كيف تعلم ايها الرجل هل تخلِّص المرأة.‏» (‏١ كورنثوس ٧:‏١٢،‏ ١٣،‏ ١٦‏)‏ ووصف الرسول بطرس كيف يمكن ان تخلِّص الزوجات ازواجهن حاثًّا اياهن:‏ «كنَّ خاضعات لرجالكن حتى وإن كان البعض لا يطيعون الكلمة يُربَحون بسيرة النساء بدون كلمة.‏» —‏ ١ بطرس ٣:‏١‏.‏

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ اية مكافأة نالها آلاف المسيحيين،‏ وماذا فعلوا لنيلها؟‏ (‏ب)‏ اسردوا اختبارا عن عضو في عائلة كوفئ بسبب احتماله الامين.‏

      ١١ في السنوات الاخيرة صار آلاف شهودا ليهوه بعد ان قاوموا النشاط المسيحي لاقربائهم الشهود طوال اشهر وحتى سنوات.‏ فيا لها من مكافأة للمسيحيين الذين بقوا ثابتين،‏ ويا لها من بركة للمقاومين سابقا!‏ روى شيخ مسيحي يبلغ الـ‍ ٧٤ من العمر بصوت حنون:‏ «كثيرا ما اشكر زوجتي وأولادي على التصاقهم بالحق خلال السنوات التي قاومتهم فيها.‏» وقال انه كان يرفض بعناد طوال ثلاث سنوات حتى ان يسمح لزوجته بالتحدث اليه عن الكتاب المقدس.‏ «لكنها كانت تختار وقتا اكون فيه اكثر تقبُّلا،‏» قال،‏ «وكانت تبتدئ تشهد لي وهي تدلِّك قدميَّ.‏ فكم انا شاكر لأنها لم تستسلم لمقاومتي!‏»‏

      ١٢ كتب زوج آخر كان يقاوم عائلته:‏ ‹كنت ألدّ عدو لزوجتي لأنني هددتها بعدما سمعَت الحق،‏ وكنا نتشاجر كل يوم؛‏ وبكلمات اخرى،‏ كنت ابتدئ الشجار دائما.‏ لكنَّ كل ذلك كان بلا جدوى؛‏ فزوجتي التصقت بالكتاب المقدس.‏ وهكذا مرَّت اثنتا عشرة سنة وأنا احارب الحق وزوجتي وولدي بضراوة.‏ وكنت مجسَّد ابليس بالنسبة اليهما كليهما.‏› وأخيرا ابتدأ الرجل بتحليل حياته.‏ ‹ادركت كم كنت اغيظهما،‏› اوضح.‏ ‹قرأت الكتاب المقدس،‏ وبفضل ارشاده،‏ انا الآن شاهد معتمد.‏› فكِّروا في المكافأة العظيمة التي حصلت عليها الزوجة،‏ نعم،‏ المساعدة على ‹تخليص رجلها› باحتمالها مقاومته بأمانة مدة ١٢ سنة!‏

      التعلُّم من يسوع

      ١٣ (‏أ)‏ ما هو الدرس الرئيسي الذي ينبغي ان يتعلَّمه الازواج والزوجات من مسلك حياة يسوع؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان يستفيد من مثال يسوع الاشخاصُ الذين يجدون انه من الصعب الاذعان لمشيئة اللّٰه؟‏

      ١٣ ان الدرس الرئيسي الذي ينبغي ان يتعلَّمه الازواج والزوجات من مسلك حياة يسوع هو اطاعة اللّٰه.‏ قال يسوع:‏ «في كل حين افعل ما يرضيه.‏» «لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي ارسلني.‏» (‏يوحنا ٥:‏٣٠؛‏ ٨:‏٢٩‏)‏ وكان يسوع طائعا حتى عندما وجد ذات مرة وجها خصوصيا من مشيئة اللّٰه مرَّ المذاق.‏ صلَّى قائلا:‏ «إن شئت ان تجيز عني هذه الكأس.‏» ولكنه اضاف على الفور:‏ «ولكن لتكن لا ارادتي بل ارادتك.‏» (‏لوقا ٢٢:‏٤٢‏)‏ لم يطلب يسوع من اللّٰه ان يغيِّر مشيئته؛‏ ولكنه اظهر انه يحب اللّٰه حقا بإذعانه بطاعة لمشيئة اللّٰه المتعلقة به مهما كانت.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏٣‏)‏ ووضْع مشيئة اللّٰه اولا على الدوام،‏ كما فعل يسوع،‏ هو امر ذو اهمية فائقة للنجاح لا في حياة العزوبة فحسب بل ايضا في الحياة الزوجية والعائلية.‏ تأملوا لماذا الامر كذلك.‏

      ١٤ كيف يحاجّ بعض المسيحيين بطريقة خاطئة؟‏

      ١٤ كما لاحظنا سابقا،‏ عندما يضع المؤمنون اللّٰه اولا،‏ يسعون الى البقاء مع رفقائهم غير المؤمنين وكثيرا ما يتمكَّنون من مساعدتهم على التأهل للخلاص.‏ وحتى عندما يكون رفيقا الزواج كلاهما مؤمنَين،‏ ربما يكون زواجهما بعيدا كل البعد عن المثالية.‏ فبسبب الميول الخاطئة،‏ لا يفكر الازواج والزوجات دائما بمحبة في واحدهم الآخر.‏ (‏رومية ٧:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ ١ كورنثوس ٧:‏٢٨‏)‏ حتى ان البعض يسعون الى الحصول على رفيق زواج آخر،‏ رغم انه ليس لديهم اساس من الاسفار المقدسة للطلاق.‏ (‏متى ١٩:‏٩؛‏ عبرانيين ١٣:‏٤‏)‏ ويحاجّون ان ذلك هو الافضل لهم،‏ ان مشيئة اللّٰه ان يبقى الازواج والزوجات معا هي اصعب من ان تطبَّق.‏ (‏ملاخي ٢:‏١٦؛‏ متى ١٩:‏٥،‏ ٦‏)‏ هذه هي حالة اخرى دون شك من التفكير البشري بدلا من تفكير اللّٰه.‏

      ١٥ لماذا وضْع المرء اللّٰه اولا هو حماية؟‏

      ١٥ يا لها من حماية ان يضع المرء اللّٰه اولا!‏ والزوجان اللذان يفعلان ذلك سيحاولان ان يلتصقا احدهما بالآخر ويحلّا مشاكلهما بتطبيق مشورة كلمة اللّٰه.‏ وهكذا يتجنَّبان كل الهموم الناتجة من تجاهل مشيئته.‏ (‏مزمور ١٩:‏٧-‏١١‏)‏ ويوضح ذلك زوجان شابان قرَّرا،‏ عندما كانا على حافة الطلاق،‏ ان يتبعا مشورة الكتاب المقدس.‏ وبعد سنوات،‏ عندما تأملت الزوجة في الفرح الذي تمتعت به في زواجها،‏ قالت:‏ «عندما افكر انه كان يمكن ان اعيش منفصلة عن زوجي كل هذه السنوات لا يسعني إلا ان ابكي.‏ ثم اصلِّي الى يهوه اللّٰه وأشكره على مشورته وإرشاده اللذين جمعانا معا في علاقة سعيدة كهذه.‏»‏

      ايها الازواج والزوجات —‏ تمثَّلوا بالمسيح!‏

      ١٦ ايّ مثال رسمه يسوع للازواج والزوجات على السواء؟‏

      ١٦ رسم يسوع،‏ الذي كان دائما يضع اللّٰه اولا،‏ مثالا رائعا للازواج والزوجات على السواء،‏ وهم يفعلون حسنا إن انتبهوا الى هذا المثال انتباها شديدا.‏ ويجري حثّ الازواج على التمثُّل بالطريقة التي مارس بها يسوع الرئاسة الحبية على اعضاء الجماعة المسيحية.‏ (‏افسس ٥:‏٢٣‏)‏ ويمكن ان تتعلَّم الزوجات المسيحيات من المثال الكامل لخضوع يسوع للّٰه.‏ —‏ ١ كورنثوس ١١:‏٣‏.‏

      ١٧،‏ ١٨ بأية طرائق رسم يسوع مثالا جيدا للازواج؟‏

      ١٧ يوصي الكتاب المقدس:‏ «ايها الرجال احبوا نساءكم كما احب المسيح ايضا الكنيسة وأسلم نفسه لاجلها.‏» (‏افسس ٥:‏٢٥‏)‏ وإحدى الطرائق المهمة التي بها اظهر يسوع محبته لجماعة أتباعه هي بكونه صديقهم الحميم.‏ قال يسوع:‏ «قد سمَّيتكم (‏اصدقاء)‏ لأني اعلمتكم بكل ما سمعته من ابي.‏» (‏يوحنا ١٥:‏١٥‏)‏ فكِّروا في كل الوقت الذي صرفه يسوع في التكلم مع تلاميذه —‏ المناقشات الكثيرة جدا التي اجراها معهم —‏ وفي ثقته بهم!‏ أليس هذا مثالا ممتازا للازواج؟‏

      ١٨ اهتم يسوع اهتماما حقيقيا بتلاميذه وأحبَّهم محبة اصيلة.‏ (‏يوحنا ١٣:‏١‏)‏ وعندما كانت تعاليمه غير واضحة لهم،‏ صرف الوقت بصبر على انفراد معهم لتوضيح الامور.‏ (‏متى ١٣:‏٣٦-‏٤٣‏)‏ فيا ايها الازواج،‏ هل خير زوجتكم الروحي هو ذو اهمية مماثلة بالنسبة اليكم؟‏ هل تصرفون الوقت معها،‏ متأكدين ان حقائق الكتاب المقدس واضحة في عقلكما وقلبكما كليكما؟‏ رافق يسوع رسله في الخدمة،‏ ربما مدرِّبا كلًّا منهم افراديا.‏ فهل ترافقون زوجتكم في الخدمة،‏ مشاركين في الذهاب من بيت الى بيت وفي ادارة دروس الكتاب المقدس؟‏

      ١٩ كيف ترسم طريقة تعامل يسوع مع ضعفات رسله المتكررة مثالا للازواج؟‏

      ١٩ زوَّد يسوع مثالا اصيلا للازواج وخصوصا في التعامل مع نقائص رسله.‏ فخلال وجبته الاخيرة مع رسله،‏ تمكَّن من اكتشاف روح المنافسة المتكررة.‏ فهل نقدهم بقسوة؟‏ كلا،‏ لكنه غسل رجلَي كل واحد منهم بتواضع.‏ (‏مرقس ٩:‏٣٣-‏٣٧؛‏ ١٠:‏٣٥-‏٤٥؛‏ يوحنا ١٣:‏٢-‏١٧‏)‏ فهل تظهرون صبرا كهذا مع زوجتكم؟‏ وبدلا من التذمُّر من ضعف متكرر،‏ هل تحاولون بصبر ان تساعدوها وتبلغوا قلبها بمثالكم؟‏ ستتجاوب الزوجات على الارجح مع رأفة حبية كهذه،‏ كما فعل الرسل اخيرا.‏

      ٢٠ ايّ امر ينبغي ألّا تنساه ابدا الزوجات المسيحيات،‏ ومَن تكون مثالا لهن؟‏

      ٢٠ يلزم ان تتأمل الزوجات ايضا في يسوع الذي لم ينسَ قط ان «رأس المسيح هو اللّٰه.‏» فكان دائما يخضع لأبيه السماوي.‏ وبشكل مماثل،‏ ينبغي ألّا تنسى الزوجات ان ‹رأس المرأة هو الرجل،‏› نعم،‏ ان ازواجهن هم رؤوسهن.‏ (‏١ كورنثوس ١١:‏٣؛‏ افسس ٥:‏٢٣‏)‏ وحثَّ الرسول بطرس الزوجات المسيحيات على التأمل في مثال «النساء القديسات» في الازمنة الابكر،‏ وخصوصا مثال سارة التي «كانت .‏ .‏ .‏ تطيع ابراهيم داعية اياه سيدها.‏» —‏ ١ بطرس ٣:‏٥،‏ ٦‏.‏

      ٢١ لماذا كان زواج ابراهيم وسارة ناجحا وزواج لوط وزوجته فاشلا؟‏

      ٢١ من الواضح ان سارة تخلَّت عن بيت مريح في مدينة مزدهرة لتعيش في خيام في ارض اجنبية.‏ ولماذا؟‏ ألأنها فضَّلت نمط الحياة هذا؟‏ على الارجح لا.‏ ألأن زوجها طلب منها ان تذهب؟‏ لا شك ان ذلك كان احد العوامل،‏ لأن سارة كانت تحب ابراهيم وتحترمه بسبب صفاته التقوية.‏ (‏تكوين ١٨:‏١٢‏)‏ لكنَّ السبب الرئيسي لذهابها مع زوجها كان محبتها ليهوه ورغبتها القلبية في اتِّباع توجيه اللّٰه.‏ (‏تكوين ١٢:‏١‏)‏ لقد سُرَّت بإطاعة اللّٰه.‏ ومن جهة اخرى،‏ تردَّدت زوجة لوط في فعل مشيئة اللّٰه وهكذا نظرت بتوق الى الوراء الى الاشياء التي تركتها وراءها في موطنها سدوم.‏ (‏تكوين ١٩:‏١٥،‏ ٢٥،‏ ٢٦؛‏ لوقا ١٧:‏٣٢‏)‏ ويا للنهاية المأساوية لهذا الزواج —‏ كل ذلك بسبب عدم اطاعتها اللّٰه!‏

      ٢٢ (‏أ)‏ ايّ فحص ذاتي يجب ان يقوم به اعضاء العائلة بحكمة؟‏ (‏ب)‏ ايّ امر سنتأمل فيه في درسنا التالي؟‏

      ٢٢ اذًا،‏ كزوج او زوجة،‏ من الحيوي ان تسألوا نفسكم،‏ ‹هل يأتي اللّٰه اولا في عائلتنا؟‏ هل اسعى حقا الى اتمام الدور العائلي الذي منحني اياه اللّٰه؟‏ هل ابذل جهدا حقيقيا لأحبّ رفيق زواجي وأساعده على نيل علاقة جيدة بيهوه او المحافظة عليها؟‏› في معظم العائلات هنالك اولاد ايضا.‏ وسنتأمل في المقالة التالية في دور الوالدَين والحاجة الى ان يضع كلاهما وأولادهما اللّٰه اولا.‏

  • ايها الوالدون والاولاد:‏ ضعوا اللّٰه اولا!‏
    برج المراقبة ١٩٩٥ | ١ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • ايها الوالدون والاولاد:‏ ضعوا اللّٰه اولا!‏

      ‏«اتَّقِ اللّٰه واحفظ وصاياه.‏» —‏ جامعة ١٢:‏١٣‏.‏

      ١ اية مخافة يلزم ان ينمِّيها الوالدون والاولاد،‏ وماذا تجلب لهم؟‏

      قالت نبوة عن يسوع المسيح ان «لذَّته تكون في مخافة الرب.‏» (‏اشعياء ١١:‏٣‏)‏ ومخافته كانت من حيث الاساس توقيرا عميقا ومهابة للّٰه،‏ مخافة من عدم ارضاء اللّٰه لأنه يحبه.‏ ويلزم ان ينمِّي الوالدون والاولاد مخافة للّٰه كتلك التي للمسيح،‏ مما يجلب لهم اللذة كما جلب ليسوع.‏ ويلزم ان يضعوا اللّٰه اولا في حياتهم بإطاعة وصاياه.‏ ووفقا لأحد كتبة الكتاب المقدس،‏ «هذا هو (‏التزام)‏ الانسان كله.‏» —‏ جامعة ١٢:‏١٣‏.‏

      ٢ ماذا كانت اهم وصية في الناموس،‏ ولمَن أُعطيت بشكل رئيسي؟‏

      ٢ ان اهم وصية في الناموس،‏ اي ينبغي ان ‹نحب يهوه من كل قلبنا ونفسنا وقوتنا،‏› أُعطيت بشكل رئيسي للوالدين.‏ وتظهر ذلك كلمات الناموس الاضافية:‏ «قصَّ [هذه الكلمات عن المحبة ليهوه] على اولادك وتكلَّم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم.‏» (‏تثنية ٦:‏٤-‏٧؛‏ مرقس ١٢:‏٢٨-‏٣٠‏)‏ وهكذا أُمر الوالدون بأن يضعوا اللّٰه اولا بمحبتهم اياه وبتعليم اولادهم ان يفعلوا الامر عينه.‏

      مسؤولية مسيحية

      ٣ كيف اظهر يسوع اهمية منح الانتباه للاولاد؟‏

      ٣ اظهر يسوع اهمية منح الانتباه حتى للاولاد الصغار.‏ ففي احدى المناسبات،‏ نحو نهاية خدمة يسوع الارضية،‏ ابتدأ الناس يقدِّمون اليه اطفالهم.‏ ومن الواضح ان التلاميذ ظنُّوا ان يسوع مشغول اكثر من ان يجري ازعاجه،‏ فحاولوا ان يمنعوا الناس.‏ لكنَّ يسوع انتهر تلاميذه قائلا:‏ «دعوا الاولاد يأتون اليَّ ولا تمنعوهم.‏» حتى ان يسوع «احتضنهم،‏» مظهرا بالتالي بطريقة مؤثِّرة اهمية منح الانتباه للصغار.‏ —‏ لوقا ١٨:‏١٥-‏١٧؛‏ مرقس ١٠:‏١٣-‏١٦‏.‏

      ٤ من أُعطوا الوصية ان ‹يتلمذوا جميع الامم،‏› وماذا يتطلَّب ذلك منهم ان يفعلوا؟‏

      ٤ اوضح يسوع ايضا ان أتباعه لديهم مسؤولية تعليم الآخرين الى جانب تعليم اولادهم.‏ وبعد موت يسوع وقيامته «ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمسمئة اخ» —‏ بمن فيهم بعض الوالدين.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٦‏)‏ ويبدو ان ذلك حدث على جبل في الجليل حيث كان رسله الـ‍ ١١ مجتمعين ايضا.‏ وهناك حثَّهم يسوع جميعا:‏ «فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم .‏ .‏ .‏ وعلِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به.‏» (‏متى ٢٨:‏١٦-‏٢٠‏)‏ وما من مسيحي يمكنه بالصواب ان يهمل هذه الوصية!‏ وإتمامها يتطلَّب ان يعتني الآباء والامهات بأولادهم ويشاركوا ايضا في الكرازة العلنية والعمل التعليمي.‏

      ٥ (‏أ)‏ ماذا يظهر ان معظم الرسل،‏ ان لم يكن جميعهم،‏ كانوا متزوجين وبالتالي ربما لهم اولاد؟‏ (‏ب)‏ اية مشورة لزم رؤوس العائلات ان يتَّخذوها بجدِّية؟‏

      ٥ ومن الجدير بالذكر انه حتى الرسل كان عليهم ان يوازنوا بين مسؤولياتهم العائلية والتزام الكرازة وكذلك رعاية رعية اللّٰه.‏ (‏يوحنا ٢١:‏١-‏٣،‏ ١٥-‏١٧؛‏ اعمال ١:‏٨‏)‏ ذلك لأن معظمهم،‏ ان لم يكن جميعهم،‏ كانوا متزوجين.‏ لذلك اوضح الرسول بولس:‏ «ألعلنا ليس لنا سلطان ان نجول بأخت زوجة ك‍باقي الرسل وإخوة الرب وصفا.‏» (‏١ كورنثوس ٩:‏٥؛‏ متى ٨:‏١٤‏)‏ وربما كان لبعض الرسل اولاد ايضا.‏ يقول المؤرخون الاولون،‏ مثل اوسابيوس،‏ انه كان لبطرس اولاد.‏ وكان يلزم ان يصغي جميع الوالدين المسيحيين الاولين الى مشورة الاسفار المقدسة:‏ «وإن كان احد لا يعتني بخاصته ولا سيما اهل بيته فقد انكر الايمان وهو شر من غير المؤمن.‏» —‏ ١ تيموثاوس ٥:‏٨‏.‏

      المسؤولية الرئيسية

      ٦ (‏أ)‏ ايّ تحدٍّ يواجه الشيوخ المسيحيين الذين لديهم عائلات؟‏ (‏ب)‏ ما هي مسؤولية الشيخ الرئيسية؟‏

      ٦ ان الشيوخ المسيحيين الذين لديهم عائلات اليوم هم في وضع مماثل لوضع الرسل.‏ فيجب ان يوازنوا بين مسؤوليتهم للاعتناء بحاجات عائلاتهم الروحية والمادية والتزامهم بالكرازة العلنية وبرعاية رعية اللّٰه.‏ وأيّ نشاط ينبغي ان يأخذ الاولوية؟‏ ذكرت برج المراقبة عدد ١٥ تشرين الثاني ١٩٦٤:‏ «من الواجب على [الاب] أولا ان يهتم بأفراد اسرته كما هو معلوم.‏ فاذا لم يقم كما يجب بهذه المهمة لا يقدر ان يؤدي خدمة لائقة بحسب الانتذار.‏»‏

      ٧ كيف يضع الآباء المسيحيون اللّٰه اولا؟‏

      ٧ وهكذا يجب ان يضع الآباء اللّٰه اولا بالاصغاء الى الوصية ان ‹يربُّوا اولادهم بتأديب الرب وإنذاره.‏› (‏افسس ٦:‏٤‏)‏ وهذه المسؤولية لا يمكن ان تفوَّض الى شخص آخر،‏ رغم انه قد يكون لدى الاب ايضا تعيين ان يشرف على النشاطات في الجماعة المسيحية.‏ فكيف يمكن ان يعتني آباء كهؤلاء بمسؤولياتهم —‏ معيلين اعضاء العائلة ماديا،‏ روحيا،‏ وعاطفيا —‏ وفي الوقت نفسه ان يشرفوا على الجماعة؟‏

      تزويد الدعم اللازم

      ٨ كيف يمكن لزوجة الشيخ ان تدعمه؟‏

      ٨ من الواضح ان الشيوخ الذين لديهم مسؤوليات عائلية يمكن ان يستفيدوا من الدعم.‏ وقد ذكرت برج المراقبة المقتبس منها آنفا ان الزوجة المسيحية يمكن ان تدعم زوجها.‏ قالت:‏ «انها تسهّل عليه الى حد كبير أمر اعداد ما عليه من مختلف الواجبات المختصة به،‏ وتساعده على توفير وقت ثمين له ولها بواسطة إعداد برنامج ملائم للبيت.‏ فيكون الطعام جاهزاً في الوقت المعين،‏ وتكون مستعدة للذهاب الى قاعة الاجتماع على الوقت بالضبط.‏ .‏ .‏ .‏ حقاً،‏ في امكان الزوجة المسيحية ان تقوم بقسط وافر من تدريب الأولاد في الطريق الواجب سلوكه بحسب رضا يهوه.‏» (‏امثال ٢٢:‏٦‏)‏ نعم،‏ خُلقَت الزوجة لتكون «معينا،‏» وسيرحِّب زوجها بحكمة بمساعدتها.‏ (‏تكوين ٢:‏١٨‏)‏ ويمكن ان يمكِّنه دعمها من الاعتناء بأكثر فعَّالية بمسؤولياته في العائلة والجماعة على السواء.‏

      ٩ مَن جرى تشجيعهم في جماعة تسالونيكي على مساعدة اعضاء الجماعة الآخرين؟‏

      ٩ لكنَّ زوجات الشيوخ المسيحيين لسن الوحيدات اللواتي يمكن ان يشاركن في النشاط الذي يدعم الناظر الذي يجب ان ‹يرعى رعية اللّٰه› ويعتني بأهل بيته على السواء.‏ (‏١ بطرس ٥:‏٢‏)‏ فمَن يمكنهم ذلك ايضا؟‏ حثَّ الرسول بولس الاخوة في تسالونيكي ان يعتبروا الذين ‹يشرفون عليهم.‏› ومع ذلك اذ مضى بولس مخاطبا هؤلاء الاخوة عينهم —‏ وخصوصا الذين ليسوا في مركز اشراف —‏ كتب:‏ «نطلب اليكم ايها الاخوة أنذروا الذين بلا ترتيب.‏ (‏تكلَّموا بمؤاساة الى النفوس الكئيبة)‏.‏ أسندوا الضعفاء.‏ تأنَّوا على الجميع.‏» —‏ ١ تسالونيكي ٥:‏١٢-‏١٤‏.‏

      ١٠ ايّ تأثير جيد في الجماعة تنتجه المساعدة الحبية التي يقدِّمها جميع الاخوة؟‏

      ١٠ ما أحسن ان يملك الاخوة في الجماعة المحبة التي تدفعهم الى تعزية المكتئبين،‏ إسناد الضعفاء،‏ إنذار الذين بلا ترتيب،‏ والتأنّي على الجميع!‏ والاخوة في تسالونيكي،‏ الذين اعتنقوا حق الكتاب المقدس حديثا رغم معاناتهم كثيرا من الضيق،‏ طبَّقوا مشورة بولس ان يفعلوا ذلك.‏ (‏اعمال ١٧:‏١-‏٩؛‏ ١ تسالونيكي ١:‏٦؛‏ ٢:‏١٤؛‏ ٥:‏١١‏)‏ فكِّروا في التأثير الجيد الذي انتجه تعاونهم الحبي لتقوية وتوحيد الجماعة بكاملها!‏ وبشكل مماثل،‏ عندما يعزِّي الاخوة اليوم،‏ يسندون،‏ وينذرون واحدهم الآخر،‏ يسهِّل ذلك معالجة مسؤوليات الرعاية التي تقع على عاتق الشيوخ،‏ الذين كثيرا ما تكون لديهم عائلات للاعتناء بها.‏

      ١١ (‏أ)‏ لماذا يُعقَل ان نستنتج ان النساء كنَّ مشمولات بالكلمة «اخوة»؟‏ (‏ب)‏ اية مساعدة يمكن للمرأة المسيحية الناضجة ان تقدِّمها للنساء الاصغر سنًّا اليوم؟‏

      ١١ وهل كانت النساء مشمولات ‹بالاخوة› الذين خاطبهم الرسول بولس؟‏ نعم،‏ لقد كنَّ مشمولات،‏ لأن نساء كثيرات صرن مؤمنات.‏ (‏اعمال ١٧:‏١،‏ ٤؛‏ ١ بطرس ٢:‏١٧؛‏ ٥:‏٩‏)‏ وأيّ نوع من المساعدة كان يمكن ان تقدِّمه نساء كهؤلاء؟‏ كانت هنالك نساء اصغر سنًّا في الجماعات لديهن مشكلة السيطرة على «دوافعهن الجنسية» او صرن ‹نفوسا كئيبة.‏› (‏١ تيموثاوس ٥:‏١١-‏١٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ ولدى بعض النساء اليوم مشاكل مماثلة.‏ وما قد يحتجن اليه كثيرا هو مجرد اذن صاغية او صدر حنون.‏ وغالبا ما تكون المرأة المسيحية الناضجة افضل شخص يزوِّد مساعدة كهذه.‏ مثلا،‏ يمكن ان تناقش مع امرأة اخرى المشاكل الشخصية التي لا يمكن لرجل مسيحي ان يعالجها وحده بشكل ملائم.‏ كتب بولس مبرزا قيمة تزويد مساعدة كهذه:‏ «العجائز .‏ .‏ .‏ معلمات الصلاح لكي ينصحن الحدثات ان يكن محبَّات لرجالهن ويحببن اولادهن متعقلات عفيفات ملازمات بيوتهن صالحات خاضعات لرجالهن لكي لا يُجدَّف على كلمة اللّٰه.‏» —‏ تيطس ٢:‏٣-‏٥‏.‏

      ١٢ توجيه مَن من الحيوي ان يتبعه الجميع في الجماعة؟‏

      ١٢ كم تكون الاخوات المتواضعات بركة في الجماعة عندما يكن متعاونات ويدعمن ازواجهن والشيوخ على السواء!‏ (‏١ تيموثاوس ٢:‏١١،‏ ١٢؛‏ عبرانيين ١٣:‏١٧‏)‏ والشيوخ الذين لديهم مسؤوليات عائلية يستفيدون خصوصا عندما يتعاون الجميع لمساعدة واحدهم الآخر بروح المحبة وعندما يذعن الجميع لتوجيه الرعاة المعيَّنين.‏ —‏ ١ بطرس ٥:‏١،‏ ٢‏.‏

      ايها الوالدون،‏ ماذا تضعون اولا؟‏

      ١٣ كيف يفشل آباء كثيرون في عائلاتهم؟‏

      ١٣ لاحظ منذ سنوات مقدم حفلات شهير:‏ «ارى رجالا ناجحين يديرون شركات فيها مئات الاشخاص؛‏ وهم يعرفون كيف يعالجون كل وضع،‏ كيف يؤدبون ويكافئون في عالم التجارة.‏ لكنَّ المؤسسة الاهم التي يديرونها هي عائلتهم وهم يفشلون في ذلك.‏» لماذا؟‏ أليس لانهم يضعون التجارة والمصالح الاخرى اولا ويتجاهلون مشورة اللّٰه؟‏ تقول كلمته:‏ «هذه الكلمات التي انا اوصيك بها .‏ .‏ .‏ قصَّها على اولادك.‏» كان يجب فعل ذلك يوميا.‏ ويلزم الوالدين ان يعطوا بسخاء من وقتهم —‏ وخصوصا من محبتهم واهتمامهم العميق.‏ —‏ تثنية ٦:‏٦-‏٩‏.‏

      ١٤ (‏أ)‏ كيف ينبغي ان يعتني الوالدون بأولادهم؟‏ (‏ب)‏ ماذا يشمل التدريب الملائم للاولاد؟‏

      ١٤ يذكِّرنا الكتاب المقدس بأن الاولاد ميراث من يهوه.‏ (‏مزمور ١٢٧:‏٣‏)‏ فهل تعتنون بأولادكم بصفتهم ملكية للّٰه،‏ هبة ائتمنكم عليها؟‏ سيتجاوب ولدكم على الارجح اذا احتضنتموه،‏ معربين بالتالي عن اهتمامكم الحبي وانتباهكم.‏ (‏مرقس ١٠:‏١٦‏)‏ لكنَّ ‹تربية الولد في طريقه› تتطلَّب اكثر من مجرد المعانقة والتقبيل.‏ فالولد يحتاج الى التأديب الحبي ايضا ليكون مجهَّزا بالحكمة بغية تجنُّب اشراك الحياة.‏ ويظهر الوالد محبة اصيلة ‹بطلب التأديب لولده.‏› —‏ امثال ١٣:‏١،‏ ٢٤؛‏ ٢٢:‏٦‏.‏

      ١٥ ماذا يظهر الحاجة الى التأديب الابوي؟‏

      ١٥ يمكن رؤية الحاجة الى التأديب الابوي من وصف مستشارة في احدى المدارس لاولاد يأتون الى مكتبها:‏ «انهم في حالة تثير الشفقة،‏ حالة اكتئاب وضياع.‏ وهم يبكون فيما يتكلَّمون عن حقيقة الامور.‏ وكثيرون —‏ اكثر مما يمكن ان يظنّ المرء —‏ حاولوا الانتحار،‏ ليس بسبب السعادة المفرطة؛‏ بل لانهم يشعرون بالتعاسة،‏ الاهمال،‏ والاجهاد لانهم ‹يتحملون المسؤولية› في سن الحداثة هذه وذلك اصعب من ان يُعالَج.‏» وأضافت:‏ «ان الشعور بالمسؤولية امر مخيف بالنسبة الى الحدث.‏» صحيح ان الاولاد يحاولون التملُّص من التأديب،‏ لكنهم يقدِّرون فعلا ارشادات الوالدين وقيودهم.‏ وهم سعداء بأن يهتم والدوهم كفاية ليرسموا لهم الحدود.‏ قال مراهق رسم والداه له الحدود:‏ «كان ذلك راحة كبيرة لي.‏»‏

      ١٦ (‏أ)‏ ماذا يحدث لبعض الاولاد الذين تربوا في بيوت مسيحية؟‏ (‏ب)‏ لماذا لا يعني بالضرورة مسلك العصيان لولد ما ان التدريب الذي زوَّده الوالدان ليس جيدا؟‏

      ١٦ إلا ان بعض الاحداث،‏ رغم ان والديهم يحبونهم ويزوِّدونهم التدريب الجيد،‏ يرفضون الارشاد الابوي وينحرفون،‏ كالابن الضال في مثل يسوع.‏ (‏لوقا ١٥:‏١١-‏١٦‏)‏ لكنَّ ذلك بحد ذاته قد لا يعني ان الوالدَين لم يتمِّما مسؤوليتهما ان يربِّيا ولدهما كما ينبغي انسجاما مع التوجيه في الامثال ٢٢:‏٦‏.‏ والوصية ان ‹يُربَّى الولد في طريقه فلا يحيد عنه› أُعطيت كقاعدة عامة.‏ لكن من المؤسف ان بعض الاولاد،‏ كالابن الضال،‏ ‹سيحتقرون اطاعة الوالد.‏› —‏ امثال ٣٠:‏١٧‏.‏

      ١٧ من ايّ امر يمكن لوالدي الاولاد العصاة ان يستمدوا التعزية؟‏

      ١٧ قال أب عن ابنه العاصي متأسفا:‏ «حاولت مرارا وتكرارا بلوغ قلبه.‏ لا اعرف ماذا افعل لأنني جرَّبت امورا كثيرة جدا.‏ ولم ينجح ايٌّ منها.‏» نأمل ان يتذكَّر اولاد عصاة كهؤلاء،‏ مع الوقت،‏ التدريب الحبي الذي نالوه ويعودوا كما عاد الابن الضال.‏ لكنَّ الواقع يبقى ان بعض الاولاد يتمردون ويفعلون امورا فاسدة ادبيا مما يسبِّب اذى عظيما لوالديهم.‏ ويمكن للوالدين ان يستمدوا التعزية من المعرفة انه حتى اعظم معلِّم عاش على الارض رأى خيانة يهوذا الاسخريوطي،‏ تلميذ له لزمن طويل.‏ ولا شك ان يهوه نفسه حزن عندما رفض عديدون من ابنائه الروحانيين مشورته وتمرَّدوا دون ايّ ذنب من جهته.‏ —‏ لوقا ٢٢:‏٤٧،‏ ٤٨؛‏ رؤيا ١٢:‏٩‏.‏

      ايها الاولاد —‏ مَن سترضون؟‏

      ١٨ كيف يمكن ان يظهر الاولاد انهم يضعون اللّٰه اولا؟‏

      ١٨ يحثُّكم يهوه انتم الاحداث:‏ «اطيعوا والديكم في الرب.‏» (‏افسس ٦:‏١‏)‏ فيا ايها الاحداث ضعوا اللّٰه اولا بفعلكم ذلك.‏ لا تكونوا حمقى!‏ فكلمة اللّٰه تقول:‏ «الاحمق يستهين بتأديب ابيه.‏» ولا تفترضوا بتكبُّر انه بإمكانكم ان تستغنوا عن التأديب.‏ والواقع هو ان هنالك ‹جيلا طاهرا في عيني نفسه وهو لم يغتسل من قذره.‏› (‏امثال ١٥:‏٥؛‏ ٣٠:‏١٢‏)‏ لذلك انتبهوا الى التوجيه الالهي —‏ ‹اسمعوا› وصايا وتأديب والديكم،‏ ‹خبئوها،‏› ‹لا تنسوها،‏› «اصغوا» اليها،‏ ‹احفظوها،‏› و‹لا تتركوها.‏› —‏ امثال ١:‏٨؛‏ ٢:‏١؛‏ ٣:‏١؛‏ ٤:‏١؛‏ ٦:‏٢٠‏.‏

      ١٩ (‏أ)‏ اية اسباب وجيهة لدى الاولاد ليطيعوا يهوه؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان يظهر الاحداث انهم شاكرون للّٰه؟‏

      ١٩ لديكم اسباب وجيهة لإطاعة يهوه.‏ فهو يحبكم،‏ وقد اعطى شرائعه،‏ بما فيها الشريعة ان يطيع الاولاد والديهم،‏ لحمايتكم ومساعدتكم على التمتع بحياة سعيدة.‏ (‏اشعياء ٤٨:‏١٧‏)‏ وبذل ايضا ابنه لكي تتمكَّنوا من الخلاص من الخطية والموت وتتمتَّعوا بالحياة الابدية.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ فهل انتم شاكرون؟‏ يراقب اللّٰه من السموات،‏ فاحصا قلبكم ليرى ما اذا كنتم تحبونه حقا وتقدِّرون تدابيره.‏ (‏مزمور ١٤:‏٢‏)‏ والشيطان يراقب ايضا،‏ وهو يعيِّر اللّٰه،‏ مدَّعيا انكم لن تطيعوه.‏ وعندما تعصون اللّٰه تفرِّحون الشيطان و‹تحزنون› يهوه.‏ (‏مزمور ٧٨:‏٤٠،‏ ٤١‏)‏ يناشدكم يهوه:‏ «يا ابني كن حكيما وفرِّح قلبي [بإطاعتي] فأجيب مَن يعيِّرني كلمة.‏» (‏امثال ٢٧:‏١١‏)‏ نعم،‏ ان السؤال هو،‏ مَن سترضون،‏ الشيطان ام يهوه؟‏

      ٢٠ كيف حافظت احدى الحدثات على الشجاعة لتخدم يهوه حتى عندما شعرت بالخوف؟‏

      ٢٠ ليس من السهل ان تفعلوا مشيئة اللّٰه في وجه الضغوط التي يجلبها عليكم الشيطان وعالمه.‏ فيمكن ان يكون ذلك مخيفا.‏ ذكرت احدى الحدثات:‏ «الشعور بالخوف هو كالشعور بالبرد.‏ يمكنكم ان تفعلوا شيئا بشأنه.‏» وأوضحت قائلة:‏ «عندما تشعرون بالبرد ترتدون شيئا يمنح الدفء.‏ وإذا بقيتم تشعرون بالبرد ترتدون شيئا آخر.‏ وتستمرون في ارتداء شيء بعد آخر الى ان تشعروا بالدفء.‏ وهكذا،‏ فإن الصلاة الى يهوه عندما تكونون خائفين هي كارتداء شيء يمنح الدفء عندما تشعرون بالبرد.‏ فاذا بقيتُ خائفة بعد صلاة واحدة،‏ اصلِّي مرة بعد اخرى،‏ بعد اخرى،‏ حتى لا اعود اشعر بالخوف.‏ وهذا ينجح.‏ وقد جنَّبني المشاكل!‏»‏

      ٢١ كيف سيدعمنا يهوه اذا حاولنا حقا ان نضعه اولا في حياتنا؟‏

      ٢١ اذا حاولنا حقا ان نضع اللّٰه اولا في حياتنا،‏ فسيدعمنا يهوه.‏ وسيقوِّينا،‏ مزوِّدا المساعدة الملائكية عندما تقتضي الحاجة،‏ تماما كما فعل لابنه.‏ (‏متى ١٨:‏١٠؛‏ لوقا ٢٢:‏٤٣‏)‏ فتشجعوا جميعا ايها الوالدون والاولاد.‏ تحلَّوا بمخافة كتلك التي للمسيح،‏ فيجلب ذلك لكم لذة.‏ (‏اشعياء ١١:‏٣‏)‏ نعم،‏ «اتَّقِ اللّٰه واحفظ وصاياه لأن هذا هو (‏التزام)‏ الانسان كله.‏» —‏ جامعة ١٢:‏١٣‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة