مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • لكل شيء وقت
    برج المراقبة ٢٠٠٩ | ١ آذار (‏مارس)‏
    • لكل شيء وقت

      يذكر الكتاب المقدس بفم الملك الحكيم سليمان قديما:‏ «لكل شيء زمان معيّن،‏ ولكل امر تحت السموات وقت».‏ وتابع هذا الملك كلامه قائلا انه للولادة وقت وللموت وقت،‏ للبناء وقت وللهدم وقت،‏ للمحبة وقت وللبغض وقت.‏ ثم اختتم بالقول:‏ «اي منفعة للعامل مما يكدّ فيه؟‏».‏ —‏ جامعة ٣:‏١-‏٩‏.‏

      يستنتج البعض من هذه الكلمات ان الكتاب المقدس يعلّم بالفعل ان لكل شيء وقتا حُدّد مسبقا،‏ اي انه يؤيد الايمان بالقضاء والقدر.‏ فهل هم على صواب؟‏ هل يذكر الكتاب المقدس ان يد القدر تحكم قبضتها على كل شاردة وواردة في الحياة؟‏ بما ان «كل الاسفار المقدسة موحى بها من اللّٰه»،‏ فلا بد ان يكون كل جزء منها منسجما مع الاجزاء الاخرى.‏ فلنرَ ما تقوله هذه الاجزاء من كلمة اللّٰه الكتاب المقدس حول هذا الموضوع.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٦‏.‏

      الوقت والحوادث غير المتوقَّعة

      كتب سليمان ايضا في سفر الجامعة:‏ «عدت اتأمل تحت الشمس ان ليس السريعون يفوزون في السباق،‏ ولا الجبابرة في المعركة،‏ ولا الحكماء يفوزون بالطعام،‏ ولا الفهماء بالغنى،‏ ولا حتى ذوو المعرفة بالحظوة».‏ ثم تابع موضحا السبب:‏ «لأن الوقت والحوادث غير المتوقَّعة تصيبهم كافة».‏ —‏ جامعة ٩:‏١١‏.‏

      لم يكن سليمان يشير هنا الى تحكم القدر في كل شؤون الحياة،‏ بل كان يوضح انه ليس بمقدور البشر ان يعرفوا تماما عاقبة اي مسعى «لأن الوقت والحوادث غير المتوقَّعة تصيبهم كافة».‏ ففي اغلب الاحيان،‏ تقع للمرء حادثة ما لأنه وُجد في المكان غير المناسب في الوقت غير المناسب.‏

      لنتأمل مثلا في عبارة «ليس السريعون يفوزون في السباق».‏ ربما سمعت عن الحدث الغريب الذي وقع خلال سباق الثلاثة آلاف متر للنساء في الالعاب الأولمبية سنة ١٩٨٤ في لوس انجلوس بولاية كاليفورنيا الاميركية.‏ فقد ضمّ هذا السباق الشهير عدّاءتين مثّلت احداهما بريطانيا والأخرى الولايات المتحدة كانتا تتنافسان على الفوز بالميدالية الذهبية.‏ ولكن في منتصف السباق،‏ اصطدمت الواحدة بالاخرى فسقطت احداهما ارضا وخرجت من السباق.‏ اما الثانية فتثبطت عزيمتها وحلّت في المرتبة السابعة.‏

      فهل شاء القدر ان تنتهي الامور بهذه الطريقة؟‏ قد يكون هذا رأي البعض.‏ ولكن من الواضح ان العدّاءتين خسرتا السباق بسبب التصادم الذي لم يكن باستطاعة احد ان يتوقعه.‏ اذًا،‏ هل كان التصادم محتوما؟‏ يردّ البعض بالايجاب هذه المرة ايضا.‏ غير ان المعلقين عزوا الحادث الى المنافسة الشديدة بين عدّاءتين محترفتين متكافئتين تسعى كل منهما الى الفوز بالمرتبة الاولى.‏ فكما يذكر الكتاب المقدس،‏ «الوقت والحوادث غير المتوقَّعة تصيب [الناس] كافة».‏ فمهما أعد المرء العدة لعمل ما،‏ تطرأ على الدوام عوامل غير متوقَّعة قد تؤثر على نتيجة هذا العمل،‏ ولا علاقة للقدر بذلك على الاطلاق.‏

      اذًا،‏ ماذا يقصد الكتاب المقدس بعبارة «لكل شيء زمان معيّن»؟‏ هل في طاقة يدنا ان نفعل شيئا يؤثر على مصيرنا في الحياة؟‏

      لكل عمل وقته الامثل

      لم يكن كاتب سفر الجامعة الملهم يتحدث عن قدر ومصير الافراد،‏ بل عن قصد اللّٰه وكيف سيؤثر في البشر.‏ وكيف نستدل على ذلك؟‏ من سياق الكلام.‏ فبعدما عدّد سليمان امورا كثيرة لها «زمان معيّن»،‏ كتب:‏ «قد رأيت الشغل الذي اعطاه اللّٰه لبني البشر لينشغلوا به.‏ عمل كل شيء حسنا في وقته».‏ —‏ جامعة ٣:‏١٠،‏ ١١‏.‏

      فاللّٰه اعطى البشر اعمالا كثيرة ينشغلون بها،‏ وقد ادرج سليمان في كلامه عددا منها.‏ كما انه وهبنا الارادة الحرة لنختار ما نريد فعله.‏ ولكن للحصول على افضل النتائج،‏ ينبغي ان نقوم بالعمل في وقته الامثل.‏ فكر مثلا في عبارة سليمان «للغرس وقت،‏ ولاستئصال المغروس وقت» الواردة في الجامعة ٣:‏٢‏.‏ فالمزارعون يعرفون ان كل نوع من النبات يُزرع في وقته.‏ ولكن ماذا لو تجاهل المزارع هذه الحقيقة البسيطة وزرع نباتا في ساعة غير ساعته او موسم غير موسمه؟‏ أيصحّ ان يلقي اللائمة على القدر اذا لم يجنِ غلالا جيدة حتى لو بذل قصارى جهده في عمله؟‏ طبعا لا.‏ فكل ما في الامر انه لم يزرع النبات في الوقت المناسب.‏ فلو لم يخالف الترتيب الطبيعي الذي وضعه الخالق لحقق النتائج التي يرجوها.‏

      اذًا لم يقرر اللّٰه مصير الافراد او ما تؤول اليه الامور،‏ بل وضع مبادئ معيّنة تنظم شؤون البشر بحيث تكون منسجمة مع قصده.‏ وكي ينجحوا في مساعيهم ينبغي ان يعرفوا هذا القصد والوقت الذي حدّده لإتمامه ويعملوا وفقا لذلك.‏ فما هو محتوم وغير قابل للتغيير هو مقاصد اللّٰه وليس اقدار البشر.‏ فقد ذكر يهوه بفم النبي اشعيا:‏ «كلمتي التي تخرج من فمي.‏ لا ترجع اليّ دون نتيجة،‏ بل تفعل ما سررت به،‏ وتنجح في ما ارسلتها له».‏ —‏ اشعيا ٥٥:‏١١‏.‏

      فما هي «كلمة» اللّٰه او قصده المعلن بشأن الارض ومستقبل البشر التي سوف «تنجح» لا محالة؟‏

      كيف نعرف الوقت الذي حدّده اللّٰه لإتمام قصده؟‏

      زوّدنا سليمان بمفتاح لمعرفة الجواب.‏ فبعدما ذكر ان اللّٰه «عمل كل شيء حسنا في وقته»،‏ اردف قائلا:‏ «جعل الابدية ايضا في قلبهم،‏ فلا يكتشف البشر ابدا العمل الذي عمله اللّٰه من البداية الى النهاية».‏ —‏ جامعة ٣:‏١١‏.‏

      لقد كُتب الكثير حول هذه الآية لكن مدلولها بسيط.‏ فجميعنا تساءلنا يوما في قرارة انفسنا عن معنى الحياة ومصيرنا النهائي.‏ وعلى مر العصور،‏ لم يتقبل البشر ان الحياة دوامة متواصلة من التعب والشقاء يكدّ المرء فيها ليحقق مراده فيباغته الموت وينهي كل شيء.‏ فنحن لسنا كسائر المخلوقات الحية التي لا ترى ابعد من انفها،‏ بل نتميز بقدرتنا على التفكير في آخرتنا وما يحدث بعدها.‏ حتى اننا نرغب لو نعيش الى الابد،‏ والسبب كما يوضح الكتاب المقدس ان اللّٰه ‹جعل الابدية في قلبنا›.‏

      ولإشباع هذه الرغبة،‏ اعمل البشر ذهنهم في فكرة الحياة بعد الموت.‏ فاستنتج البعض ان جزءا منا يبقى حيا بعد الموت في حين آمن البعض الآخر بالتقمص.‏ كما رأى آخرون ان كل تفاصيل حياتنا بين يدي اللّٰه او القدر وأننا عاجزون عن تغيير مجرى الاحداث.‏ ولكن من المؤسف ان ايّا من هذه التفسيرات لا يشفي غليل الانسان.‏ والسبب وفقا للكتاب المقدس ان البشر لن يكتشفوا ابدا بجهودهم الخاصة «العمل الذي عمله اللّٰه من البداية الى النهاية».‏

      وهذا الصراع المتأصل بين التوق الى معرفة الجواب الشافي والعجز عن ايجاده اقضّ مضجع المفكرين والفلاسفة على مر التاريخ.‏ ولكن بما ان اللّٰه وضع في قلوبنا تلك الرغبة في العيش الى الابد،‏ أفليس من المنطقي ان نلتفت اليه ليدلّنا على السبيل الى اشباعها؟‏ يقول عنه الكتاب المقدس:‏ «تفتح يدك فتُشبع رغبة كل حي».‏ (‏مزمور ١٤٥:‏١٦‏)‏ فبدرس كلمة اللّٰه الكتاب المقدس نجد تفسيرات مقنعة عن الحياة والموت وقصد اللّٰه الابدي بشأن الارض والعائلة البشرية.‏ —‏ افسس ٣:‏١١‏.‏

  • الآن هو الوقت لتتخذ قرارك
    برج المراقبة ٢٠٠٩ | ١ آذار (‏مارس)‏
    • الآن هو الوقت لتتخذ قرارك

      ‏«خلق اللّٰه الانسان على صورته،‏ على صورة اللّٰه خلقه.‏ ذكرا وأنثى خلقهما».‏ —‏ تكوين ١:‏٢٧‏.‏

      تصف هذه الكلمات الشهيرة المدونة في الصفحات الاولى من الكتاب المقدس احد اروع الامور التي عملها اللّٰه ‹حسنا في وقتها›:‏ خلق الزوجين البشريين الكاملين آدم وحواء.‏ (‏جامعة ٣:‏١١‏)‏ وبوصفه الخالق،‏ قال يهوه اللّٰه لهما:‏ «أثمرا واكثرا واملأا الارض وأخضعاها،‏ وتسلطا على سمك البحر وطير السماء وكل حيوان يدب على الارض».‏ —‏ تكوين ١:‏٢٨‏.‏

      فبهذه الكلمات كشف اللّٰه قصده للزوجين البشريين الاولين:‏ ان ينجبا ذرية ويعتنيا بالارض حتى تغدو بأسرها فردوسا يقطنانه مع اولادهما.‏ ولم يحدد اللّٰه مسبقا وقتا يموتون فيه،‏ بل منحهما رجاء رائعا.‏ فقد كانا سيعيشان بسلام وهناء حقيقيين الى الابد في حال اتخذا القرار الصائب وعاشا بانسجام مع مشيئته.‏

      لكن آدم وحواء اساءا الاختيار،‏ فكابد البشر اجمعون آثار الشيخوخة والموت.‏ اعترف الاب الجليل ايوب:‏ «الانسان،‏ مولود المرأة،‏ قليل الايام وشبعان اضطرابا».‏ (‏ايوب ١٤:‏١‏)‏ فكيف آلت بهم الامور الى هذه الحال؟‏

      يوضح الكتاب المقدس:‏ «بإنسان واحد دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت،‏ وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس لأنهم جميعا اخطأوا».‏ (‏روما ٥:‏١٢‏)‏ وهذا ‹الانسان الواحد› هو دون شك آدم الذي اختار عمدا ان ينتهك وصية اللّٰه البسيطة والواضحة.‏ (‏تكوين ٢:‏١٧‏)‏ وبخياره هذا فوّت على نفسه فرصة العيش الى الابد على ارض فردوسية،‏ وحرم ذريته هذا الميراث الثمين وابتلاهم بلعنة الخطية والموت.‏ فهل ضاع كل امل بالتعويض عن هذه الخسارة؟‏

      وقت لصنع كل شيء جديد

      بعد آلاف السنين،‏ أُوحي الى المرنم الملهم ان يكتب:‏ «الابرار يرثون الارض،‏ ويسكنونها الى الابد».‏ (‏مزمور ٣٧:‏٢٩‏)‏ وتأكيدا لاتمام القصد الذي ذكره اللّٰه في عدن،‏ اوردت كلمته وصفا جميلا لما سيفعله عما قريب قائلة:‏ «سيمسح [اللّٰه] كل دمعة من عيونهم،‏ والموت لا يكون في ما بعد،‏ ولا يكون نوح ولا صراخ ولا وجع في ما بعد.‏ فالامور السابقة قد زالت».‏ ثم ذكر هو بنفسه:‏ «ها انا اصنع كل شيء جديدا».‏ —‏ رؤيا ٢١:‏٤،‏ ٥‏.‏

      وبما ان لكل شيء زمانا معيّنا،‏ فثمة سؤال منطقي يطرح نفسه:‏ متى يحين وقت التجديد فتتحقق وعود اللّٰه الرائعة؟‏ يبذل ناشرو هذه المجلة،‏ شهود يهوه،‏ كل ما في وسعهم ليلفتوا انتباه الناس الى اننا نعيش في فترة يدعوها الكتاب المقدس «الايام الاخيرة» وأن الوقت الذي سيبادر فيه اللّٰه الى ‹صنع كل شيء جديد› بات على الابواب.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١‏)‏ لذا نحن نحثك ان تتفحص الكتاب المقدس لتتعلم عن البركات الجزيلة التي يخبئها لك المستقبل.‏ ونشجعك ايضا ان تلبي هذه الدعوة:‏ «اطلبوا يهوه ما دام يوجد.‏ ادعوه ما دام قريبا».‏ (‏اشعيا ٥٥:‏٦‏)‏ فعوض ان تكون دمية يتلاعب بها القدر،‏ فإن حياتك ومستقبلك الابدي بين يديك!‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة