-
نمّوا مخافة يهوه في قلبكمبرج المراقبة ٢٠٠١ | ١ كانون الاول (ديسمبر)
-
-
نمّوا مخافة يهوه في قلبكم
«يا ليت قلبهم كان هكذا فيهم حتى يتقوني [«يخافوني»، عج] ويحفظوا جميع وصاياي كل الايام». — تثنية ٥:٢٩.
١ لماذا يمكن ان نثق بأن الناس سيتمتعون ذات يوم بالحرية من الخوف؟
ينتاب الخوف الجنس البشري منذ قرون. فالخوف من الجوع، المرض، الجريمة، او الحرب يجعل ملايين الناس قلقين على الدوام. لهذا السبب تعبِّر مقدمة «الاعلان العالمي لحقوق الانسان» عن الرغبة في تحقيق عالم يتمتع فيه البشر جميعا بالحرية من الخوف.a ومن المفرح ان اللّٰه نفسه يؤكد لنا مجيء عالم كهذا — ولكن ليس بواسطة الجهود البشرية. فيهوه يعدُنا بواسطة نبيه ميخا بأن ‹احدا لن يرعب شعبه› في عالمه الجديد البار. — ميخا ٤:٤
٢ (أ) كيف تحضُّنا الاسفار المقدسة ان نخاف اللّٰه؟ (ب) اية اسئلة تنشأ عند التأمل في التزامنا ان نخاف اللّٰه؟
٢ ومن ناحية اخرى، يمكن ان يكون الخوف قوة بناءة. ففي الاسفار المقدسة يجري حضّ خدام اللّٰه مرارا ان يخافوا يهوه. قال موسى للاسرائيليين: «الرب الهك تتقي [«تخاف»، عج] وإياه تعبد». (تثنية ٦:١٣) وبعد قرون كتب سليمان: «اتقِ [«خفِ»، عج] اللّٰه واحفظ وصاياه لأن هذا هو الانسان [«التزام الانسان»، عج] كله». (جامعة ١٢:١٣) ومن خلال عمل شهادتنا الذي يجري بإشراف ملائكي، نحضّ بشكل مماثل جميع الناس ‹ان يخافوا اللّٰه ويعطوه مجدا›. (كشف ١٤:٦، ٧) ولكن بالاضافة الى مخافة يهوه، يجب على المسيحيين ان يحبوه بكل قلبهم. (متى ٢٢:٣٧، ٣٨) فكيف يمكننا ان نحب اللّٰه ونخافه في الوقت نفسه؟ لمَ يلزم ان نخاف الها محبا؟ وأية فوائد ننالها من تنمية مخافة اللّٰه؟ للاجابة عن هذه الاسئلة علينا اولا ان نفهم ماذا تعني مخافة اللّٰه وكيف تلعب دورا اساسيا في علاقتنا بيهوه.
المهابة، التوقير، والخوف
٣ ماذا تعني مخافة اللّٰه؟
٣ ان مخافة اللّٰه شعور ينبغي ان يمتلكه المسيحيون نحو خالقهم. ويمكن تعريفها بأنها «مهابة وتوقير شديد للخالق وخوف سليم من عدم ارضائه». وهكذا، تؤثر مخافة اللّٰه في وجهَين مهمَّين من حياتنا: موقفنا من اللّٰه وموقفنا من السلوك الذي يبغضه. ومن الواضح ان كلا الوجهين هما في منتهى الاهمية وجديران بتأملنا الدقيق. وكما يذكر القاموس التفسيري لكلمات العهد الجديد لواضعه ڤاين، يكون هذا الخوف التوقيري بالنسبة الى المسيحيين بمثابة ‹دافع موجِّه للحياة في الامور الروحية والادبية على السواء›.
٤ كيف يمكننا تنمية مشاعر المهابة والتوقير نحو خالقنا؟
٤ كيف يمكننا تنمية مشاعر المهابة والتوقير نحو خالقنا؟ عندما نرى منظرا طبيعيا جميلا، شلالا رائعا، او غروبا مثيرا للاعجاب نشعر بالمهابة. ويقوى هذا الشعور عندما ندرك بعين الايمان يد اللّٰه وراء هذه الاعمال الخلقية. وفضلا عن ذلك، نعي كالملك داود مدى صِغرنا بالمقارنة مع خليقة يهوه المَهيبة. قال: «اذا ارى سمواتك عمل اصابعك القمر والنجوم التي كوَّنتها فمَن هو الانسان حتى تذكره». (مزمور ٨:٣، ٤) وهذه المهابة الشديدة تؤدي الى التوقير الذي يدفعنا الى شكر يهوه وحمده على كل ما يفعله لأجلنا. كتب داود ايضا: «احمدك من اجل اني قد امتزت عجبا [«صُنعت بطريقة توحي بالرهبة»، عج]. عجيبة هي اعمالك ونفسي تعرف ذلك يقينا». — مزمور ١٣٩:١٤.
٥ لمَ ينبغي ان نخاف يهوه، وأيّ مثال رائع لدينا في هذا الشأن؟
٥ ان مشاعر المهابة والتوقير تولِّد خوفا سليما ومتسما بالاحترام حيال قدرة اللّٰه كخالق وسلطته بصفته الحاكم الشرعي للكون. يعلن «الذين يخرجون منتصرين على الوحش وصورته»، اي اتباع المسيح الممسوحون في مركزهم السماوي في رؤيا شاهدها الرسول يوحنا: «عظيمة وعجيبة هي اعمالك، يا يهوه اللّٰه، القادر على كل شيء. بارة وحق هي طرقك، يا ملك الابدية. من لن يخافك، يا يهوه، ويمجد اسمك؟». (كشف ١٥:٢-٤) ان مخافة اللّٰه الناجمة عن التوقير الشديد لعظمته تحمل هؤلاء الحكام المعاونين للمسيح في الملكوت السماوي على اكرام اللّٰه بصفته الشخص الذي يملك السلطة الاسمى. وعندما نتأمل في كل انجازات اللّٰه والطريقة البارة التي يحكم بها الكون، ألن نمتلك سببا وجيها لنخافه؟ — مزمور ٢:١١؛ ارميا ١٠:٧.
٦ لمَ ينبغي ان نمتلك خوفا سليما من عدم ارضاء يهوه؟
٦ وبالاضافة الى المهابة والتوقير، يجب ان تكون مخافة اللّٰه خوفا سليما من عدم ارضائه او من العصيان عليه. لماذا؟ لأن يهوه «بطيء الغضب وكثير الاحسان» ولكنه «لن يبرئ ابراء». (خروج ٣٤:٦، ٧) فيهوه محبّ ورحيم، إلا انه لا يحتمل الاثم والخطأ العمدي. (مزمور ٥:٤، ٥؛ حبقوق ١:١٣) والذين يمارسون عمدا ودون توبة ما هو شرير في عيني يهوه ويجعلون انفسهم مقاومين له لن يستطيعوا الافلات من العقاب. قال الرسول بولس: «مخيف هو الوقوع في يدي اللّٰه الحي!». وامتلاك خوف سليم من الوقوع في حالة كهذه هو من حيث الاساس حماية لنا. — عبرانيين ١٠:٣١.
«به تلتصقون»
٧ لأية اسباب نثق بقوة يهوه المنقِذة؟
٧ ان خوف يهوه التوقيري والوعي الشديد لقدرته المهيبة يؤديان الى الثقة به. فكما يشعر الولد الصغير بالحماية قرب ابيه، كذلك نشعر بالامان والثقة تحت يد يهوه المرشدة. لاحظوا ردّ فعل الاسرائيليين عندما اخرجهم يهوه من مصر: «رأى اسرائيل الفعل العظيم الذي صنعه الرب بالمصريين. فخاف الشعب الرب وآمنوا بالرب». (خروج ١٤:٣١) وفضلا عن ذلك، يبيِّن اختبار أليشع ان «ملاك الرب حالٌّ حول خائفيه وينجِّيهم». (مزمور ٣٤:٧؛ ٢ ملوك ٦:١٥-١٧) كما ان التاريخ العصري لشعب يهوه وعلى الارجح اختبارنا الشخصي يثبتان ان اللّٰه يستعمل قوته لمصلحة الذين يخدمونه. (٢ أخبار الايام ١٦:٩) وهكذا ندرك ان «في مخافة الرب ثقة شديدة». — امثال ١٤:٢٦.
٨ (أ) لمَ تدفعنا مخافة اللّٰه الى السير في طرقه؟ (ب) اوضحوا كيف ينبغي ‹الالتصاق› بيهوه.
٨ ان خوف اللّٰه السليم لا يولِّد الثقة به فحسب، بل ايضا يدفعنا الى السير في طرقه. صلّى سليمان الى يهوه، عندما دشَّن الهيكل: «لكي يخافوك ويسيروا [اسرائيل] في طرقك كل الايام التي يحيون فيها على وجه الارض التي اعطيت لآبائنا». (٢ أخبار الايام ٦:٣١) وفي وقت سابق، حضّ موسى الاسرائيليين: «وراء الرب الهكم تسيرون وإياه تتقون [«تخافون»، عج] ووصاياه تحفظون وصوته تسمعون وإياه تعبدون وبه تلتصقون». (تثنية ١٣:٤) تظهِر هاتان الآيتان بوضوح ان الرغبة في السير في طرق يهوه و ‹الالتصاق› به تنجم عن الثقة باللّٰه. نعم، تقودنا مخافة يهوه الى إطاعته، عبادته، والالتصاق به كما يلتصق حرفيا الولد الصغير بأبيه الذي يثق به ثقة مطلقة. — مزمور ٦٣:٨؛ اشعياء ٤١:١٣.
محبة اللّٰه تعني مخافته
٩ ما الصلة بين محبة اللّٰه ومخافته؟
٩ من وجهة نظر الاسفار المقدسة، لا تعيقنا مخافة اللّٰه عن محبته ابدا. وعلى العكس من ذلك، أُوصي الاسرائيليون ان ‹يتقوا [«يخافوا»، عج] الرب ليسلكوا في كل طرقه ويحبوه›. (تثنية ١٠:١٢) وهكذا، ان مخافتنا اللّٰه ومحبتنا اياه ترتبطان ارتباطا وثيقا. فمخافة اللّٰه تدفعنا الى السير في طرقه، الامر الذي يبرهن اننا نحبه. (١ يوحنا ٥:٣) وهذا منطقي لأنه عندما نحب احدا، نخاف بالصواب ان نحزنه. لقد احزن الاسرائيليون يهوه بمسلكهم المتمرد في البرية. ونحن لا نريد بالتأكيد ان نقوم بما يسبب الاسى لأبينا السماوي. (مزمور ٧٨:٤٠، ٤١) ومن ناحية اخرى، بما ان ‹الرب يرضى بأتقيائه [«خائفيه»، عج]›، فإن طاعتنا وأمانتنا له تفرِّحان قلبه. (مزمور ١٤٧:١١؛ امثال ٢٧:١١) ان محبتنا للّٰه تدفعنا الى ارضائه، ومخافته تمنعنا من إحزانه. انهما صفتان غير متناقضتين، بل تكمِّل احداهما الاخرى.
١٠ كيف اظهر يسوع انه ابتهج بمخافة يهوه؟
١٠ يبيِّن مسلك حياة يسوع المسيح بوضوح كيف يمكن ان نحب اللّٰه ونخافه في الوقت نفسه. كتب النبي اشعيا عن يسوع: «يحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب. ولذته تكون في مخافة الرب». (اشعياء ١١:٢، ٣) وبحسب هذه النبوة، دفع روح اللّٰه يسوع الى مخافة ابيه السماوي. وفضلا عن ذلك، نلاحظ ان هذا الخوف الذي لم يكن مرهِقا قط، كان مصدر اكتفاء. فقد ابتهج يسوع بفعل مشيئة اللّٰه وإرضائه حتى في اصعب الظروف. وعندما واجه الموت الوشيك على خشبة الآلام، قال ليهوه: «ليس كما أشاء انا، بل كما تشاء انت». (متى ٢٦:٣٩) وبسبب تقوى يسوع، او مخافته اللّٰه، استجاب يهوه تضرعات ابنه، مدَّه بالقوة، وخلَّصه من الموت. — عبرانيين ٥:٧.
تعلُّم مخافة يهوه
١١، ١٢ (أ) لمَ يجب ان نتعلم مخافة اللّٰه؟ (ب) كيف يعلِّمنا يسوع مخافة يهوه؟
١١ بخلاف المهابة الغريزية التي نشعر بها امام قوة وعظمة الطبيعة، لا تنشأ مخافة اللّٰه بشكل آلي. لهذا السبب يدعونا نبويا داود الاعظم، يسوع المسيح: «هلم ايها البنون استمعوا اليَّ فأعلّمكم مخافة الرب». (مزمور ٣٤:١١) فكيف يمكن ان نتعلم من يسوع مخافة يهوه؟
١٢ يعلِّمنا يسوع مخافة يهوه بمساعدتنا على فهم الشخصية الرائعة لأبينا السماوي. (يوحنا ١:١٨) وبما ان يسوع يعكس شخصية ابيه على نحو كامل، فإن مثال يسوع يكشف طريقة تفكير اللّٰه وكيفية تعامله مع الآخرين. (يوحنا ١٤:٩، ١٠) وفضلا عن ذلك، تمكِّننا ذبيحة يسوع من الاقتراب الى يهوه في الصلاة من اجل غفران خطايانا. وهذا التعبير الرائع عن رحمة اللّٰه هو بحد ذاته سبب وجيه لمخافته. كتب صاحب المزمور: «لأن عندك المغفرة لكي يُخاف منك». — مزمور ١٣٠:٤.
١٣ اية خطوات يوجزها سفر الامثال تساعدنا ان نخاف يهوه؟
١٣ يوجز سفر الامثال سلسلة من الخطوات التي تمكننا من تنمية مخافة اللّٰه. «يا ابني إن قبلت كلامي وخبأت وصاياي عندك حتى تُميل اذنك الى الحكمة وتعطِّف قلبك على الفهم إن دعوت المعرفة ورفعت صوتك الى الفهم . . . فحينئذ تفهم مخافة الرب وتجد معرفة اللّٰه». (امثال ٢:١-٥) اذًا، لكي نخاف اللّٰه يجب ان ندرس كلمته، نسعى بجد الى فهم ارشاداته، ثم ننتبه بدقة لمشورته.
١٤ كيف يمكننا اتِّباع المشورة المعطاة لملوك اسرائيل؟
١٤ أُمِر كلٌّ من ملوك اسرائيل القديمة ان يصنع لنفسه نسخة من الشريعة و‹يقرأ فيها كل ايام حياته لكي يتعلم ان يتقي [«يخاف»، عج] الرب الهه ويحفظ جميع كلمات الشريعة›. (تثنية ١٧:١٨، ١٩) وبشكل مشابه، ان قراءة الكتاب المقدس ودرسه امران حيويَّان اذا اردنا تعلُّم مخافة يهوه. وفيما نطبق مبادئ الكتاب المقدس في حياتنا، نكتسب تدريجيا الحكمة والمعرفة اللتين يمنحهما اللّٰه؛ ‹نفهم مخافة الرب› اذ نرى نتائجها الجيدة في حياتنا؛ ونعزّ علاقتنا باللّٰه. وفضلا عن ذلك، بالاجتماع قانونيا مع الرفقاء المؤمنين يتمكن الاحداث والشيوخ على السواء من الاستماع الى التعليم الالهي، تعلُّم مخافة اللّٰه، والسير في طرقه. — تثنية ٣١:١٢، عج.
طوبى لكل مَن يخاف يهوه
١٥ بأية طرائق ترتبط مخافة اللّٰه بعبادتنا له؟
١٥ يمكننا ان نرى مما تقدَّم ان مخافة اللّٰه هي موقف سليم ينبغي ان يطوره كلٌّ منا، لأنها جزء اساسي من عبادتنا ليهوه. فهي تقودنا الى الوثوق به ثقة مطلقة، السير في طرقه، والالتصاق به. ومخافة اللّٰه يمكن ان تدفعنا ايضا كيسوع المسيح الى اتمام انتذارنا الآن وإلى الابد.
١٦ لمَ يشجعنا يهوه على مخافته؟
١٦ ان مخافة اللّٰه ليست ابدا مروِّعة او مرهِقة. يؤكد لنا الكتاب المقدس: «طوبى لكل مَن يتقي [«يخاف»، عج] الرب ويسلك في طرقه». (مزمور ١٢٨:١) ويشجعنا يهوه على مخافته اذ يعرف ان هذه الصفة تحمينا. ونلاحظ اهتمامه الحبي في كلماته الموجّهة الى موسى: «يا ليت قلبهم [الاسرائيليين] كان هكذا فيهم حتى يتقوني [«يخافوني»، عج] ويحفظوا جميع وصاياي كل الايام لكي يكون لهم ولأولادهم خير الى الابد». — تثنية ٥:٢٩.
١٧ (أ) اية فائدتين ننالهما من مخافة اللّٰه؟ (ب) ماذا ستناقش المقالة التالية في ما يتعلق بخوف اللّٰه؟
١٧ وبشكل مماثل، اذا نمّينا مخافة اللّٰه في قلبنا، فسيحالفنا التوفيق. كيف؟ اولا، يرضي هذا الموقف اللّٰه ويقرِّبنا اليه. فقد عرف داود من اختباره الشخصي ان اللّٰه «يعمل رضى خائفيه ويسمع تضرعهم فيخلّصهم». (مزمور ١٤٥:١٩) ثانيا، تفيدنا مخافة اللّٰه لأنها تؤثر في موقفنا مما هو شرير. (امثال ٣:٧) وستناقش المقالة التالية كيف يحمينا هذا الخوف من الخطر الروحي، وتستعرض بعض الامثلة من الاسفار المقدسة لرجال خافوا اللّٰه وابتعدوا عن الشر.
[الحاشية]
a اقرّت الجمعية العامة للامم المتحدة «الاعلان العالمي لحقوق الانسان» في ١٠ كانون الاول (ديسمبر) ١٩٤٨.
-
-
خافوا يهوه واحفظوا وصاياهبرج المراقبة ٢٠٠١ | ١ كانون الاول (ديسمبر)
-
-
خافوا يهوه واحفظوا وصاياه
«اتقِ [«خف»، عج] اللّٰه واحفظ وصاياه لأن هذا هو الانسان [«التزام الانسان»، عج] كله». — جامعة ١٢:١٣.
١، ٢ (أ) كيف يحمينا الخوف جسديا؟ (ب) لمَ يسعى الوالدون الحكماء ان يغرسوا في اولادهم خوفا سليما؟
ذكر ليوناردو دا ڤينشي: «تعرِّض الشجاعة الحياة للخطر، اما الخوف فيصونها». فالتبجح بالشجاعة او التهور في اظهارها يعمي المرء عن الخطر، في حين ان الخوف يذكِّره ان يكون حذرا. على سبيل المثال، عند الاقتراب من حافة جرف ورؤية مدى الارتفاع الذي يمكن ان نهوي منه، يتراجع معظمنا بشكل غريزي. وبشكل مماثل، لا يولِّد الخوف السليم علاقة جيدة باللّٰه فحسب، بل ايضا يحفظنا من الاذية، كما تعلَّمنا في المقالة السابقة.
٢ إلا ان الخوف من الكثير من المخاطر العصرية امر يجب تعلُّمه. فبما ان الاولاد الصغار لا يعون المخاطر الناجمة عن الكهرباء او عن عبور طريق للسيارات، من السهل ان تحصل لهم حوادث خطيرة.a ولذلك يحاول الوالدون الحكماء ان يغرسوا في اولادهم خوفا سليما، محذرينهم مرة بعد اخرى من المخاطر المحيطة. فالآباء يعرفون ان هذا الخوف يساهم الى حد بعيد في حفظ حياة اولادهم.
٣ لمَ وكيف يحذرنا يهوه من المخاطر الروحية؟
٣ يهتم يهوه بخيرنا بشكل مشابه. فكأب محب يعلمنا من خلال كلمته وهيئته لكي ننتفع. (اشعياء ٤٨:١٧) ويشمل جزء من برنامج التعليم الالهي هذا تحذيرنا «بصورة متوالية» من الاشراك الروحية لنتمكن من تنمية خوف سليم من هذا الخطر. (٢ أخبار الايام ٣٦:١٥، ترجمة تفسيرية؛ ٢ بطرس ٣:١) وعلى مر التاريخ، كان بالامكان تجنب العديد من الكوارث الروحية والكثير من الالم لو ان الناس نمّوا في قلبهم خوف اللّٰه وحفظوا وصاياه›. (تثنية ٥:٢٩، عج) فكيف يمكن ان ننمي خوف اللّٰه في قلبنا ونبتعد عن الخطر الروحي في هذه ‹الازمنة الحرجة›؟ — ٢ تيموثاوس ٣:١.
ابتعدوا عن الشر
٤ (أ) ايّ بغض ينبغي ان ينميه المسيحيون؟ (ب) كيف يشعر يهوه حيال السلوك الخاطئ؟ (انظروا الحاشية.)
٤ يوضح الكتاب المقدس ان ‹مخافة الرب هي بغض الشر›. (امثال ٨:١٣) ويصف معجم للكتاب المقدس هذا البغض بأنه «موقف عاطفي من اشخاص وأشياء هم موضع معارضة وبغض واحتقار، ولا يرغب المرء في الاتصال بهم او امتلاك علاقة معهم». اذًا، تشمل مخافة اللّٰه بغضا داخليا او اشمئزازا من كل ما هو شرير في نظر يهوه.b (مزمور ٩٧:١٠) وهي تدفعنا الى الابتعاد عن الشر كما نبتعد عن حافة جرف عندما ينذرنا خوفنا الغريزي بالخطر. يقول الكتاب المقدس: «في مخافة الرب الحيدان عن الشر». — امثال ١٦:٦.
٥ (أ) كيف يمكن ان نعزز مخافتنا اللّٰه وبغضنا الشر؟ (ب) ماذا يعلِّمنا تاريخ امة اسرائيل في هذا الشأن؟
٥ يمكننا تعزيز هذا البغض والخوف السليم من الشر بالتأمل في العواقب الوخيمة التي لا بد ان تجلبها الخطية. يؤكد لنا الكتاب المقدس اننا نحصد ما نزرعه سواء زرعنا للجسد او للروح. (غلاطية ٦:٧، ٨) ولذلك وصف يهوه بوضوح النتائج المحتومة لتجاهل وصاياه وهجر العبادة الحقة. فدون الحماية الالهية كانت امة اسرائيل الصغيرة والضعيفة ستصير تحت رحمة الامم القوية المجاورة. (تثنية ٢٨:١٥، ٤٥-٤٨) وقد سجِّلت النتائج المأساوية لعصيان اسرائيل بالتفصيل في الكتاب المقدس «تحذيرا» لنا لكي نتعلم درسا منها وننمي مخافة اللّٰه. — ١ كورنثوس ١٠:١١.
٦ ما هي بعض الامثلة من الاسفار المقدسة التي يمكننا التأمل فيها لتعلم مخافة اللّٰه؟ (انظروا الحاشية.)
٦ بالاضافة الى ما حصل لأمة اسرائيل ككل، يحتوي الكتاب المقدس على اختبارات من واقع الحياة لأشخاص استبد بهم الحسد، الفساد الادبي، الجشع، او الكبرياء.c وقد خدم بعضهم يهوه سنوات عديدة، ولكن في لحظة حرجة من حياتهم لم تكن مخافة اللّٰه عندهم شديدة الى حد كافٍ، مما جعلهم يحصدون عاقبة وخيمة. ان التأمل في هذه الامثلة من الاسفار المقدسة يقوي تصميمنا ان لا نرتكب اخطاء مماثلة. فكم يكون محزنا ان ننتظر حتى تحلّ بنا مأساة شخصية لكي نعمل بموجب مشورة اللّٰه! وبالتباين مع الاعتقاد الشائع، ليس الاختبار الشخصي — خصوصا الناتج عن اطلاق العنان للاهواء — خير معلِّم. — مزمور ١٩:٧.
٧ مَن يدعو يهوه الى مسكنه المجازي؟
٧ والسبب الآخر لتنمية مخافة اللّٰه هو رغبتنا في المحافظة على علاقتنا باللّٰه. فنحن نخاف ان نغضِب يهوه لأننا نعزّ صداقتنا معه. ومَن الذي يعتبره اللّٰه صديقا له، شخصا يدعوه الى مسكنه المجازي؟ ليس سوى «السالك بالكمال والعامل الحق». (مزمور ١٥:١، ٢) فإذا قدَّرنا امتياز حيازة هذه العلاقة بخالقنا، فسنحرص ان نسلك بالكمال امامه.
٨ كيف استخف بعض الاسرائيليين في زمن ملاخي بصداقة اللّٰه؟
٨ من المحزن ان بعض الاسرائيليين في زمن ملاخي استخفوا بصداقة اللّٰه. وعوضا عن مخافة يهوه وإكرامه، قدَّموا على مذبحه حيوانات سقيمة وعرجاء. كما انعكس انعدام مخافة اللّٰه عندهم في موقفهم من الزواج. فلكي يتزوجوا بنساء اصغر سنا طلقوا امرأة شبابهم لأتفه الاسباب. فأخبرهم ملاخي ان يهوه يكره «الطلاق» وأن تصرفهم الغادر ابعدهم عن الههم. فكيف يمكن ان يرضى اللّٰه عن ذبائحهم في حين كانت الدموع المرة التي ذرفتها زوجاتهم المهجورات تغطي المذبح مجازيا؟ ان هذا الازدراء الفاضح بمقاييس يهوه دفعه ان يسأل: «اين هيبتي [«مخافتي»، عج]». — ملاخي ١:٦-٨؛ ٢:١٣-١٦.
٩، ١٠ كيف نظهِر اننا نقدِّر صداقة يهوه؟
٩ وبشكل مماثل، يدرك يهوه اليوم مدى الآلام التي يشعر بها كثيرون من رفقاء الزواج والاولاد الابرياء الذين سحقهم اشخاص انانيون وفاسدون ادبيا، سواء كانوا ازواجا وآباء او حتى زوجات وأمهات. ولا شك ان ذلك يحزنه. ومن كان صديقا للّٰه يرى الامور كما يراها هو ويسعى جاهدا ان يعزز زواجه، يرفض التفكير العالمي الذي يستخف بأهمية رباط الزواج، و ‹يهرب من العهارة›. — ١ كورنثوس ٦:١٨.
١٠ ان بغض كل ما هو شرير في نظر يهوه والتقدير العميق لصداقته، سواء في الزواج او في مجالات الحياة الاخرى، يجعلاننا نحظى برضى اللّٰه واستحسانه. اكّد الرسول بطرس: «انا اجد بالتأكيد ان اللّٰه ليس محابيا، بل في كل امة، من يخافه ويعمل البر يكون مقبولا عنده». (اعمال ١٠:٣٤، ٣٥) وهنالك امثلة عديدة في الاسفار المقدسة تظهِر كيف دفعت مخافة اللّٰه الافراد الى فعل الصواب في شتى الظروف الصعبة.
ثلاثة اشخاص خافوا اللّٰه
١١ في اية ظروف أُعلِن ان ابراهيم «خائف اللّٰه»؟
١١ يذكر الكتاب المقدس رجلا وصفه يهوه شخصيا بأنه صديقه — الاب الجليل ابراهيم. (اشعياء ٤١:٨، عج) لقد امتُحِنت مخافة ابراهيم للّٰه عندما طلب منه اللّٰه ان يقدم كذبيحة ابنه الوحيد اسحاق — الشخص الذي بواسطته سيفي اللّٰه بوعده ان تصير ذرية ابراهيم امة عظيمة. (تكوين ١٢:٢، ٣؛ ١٧:١٩) فهل كان «صديق يهوه» سيجتاز هذا الامتحان الاليم؟ (يعقوب ٢:٢٣) في اللحظة التي رفع فيها ابراهيم سكينه ليقتل اسحاق، قال ملاك يهوه: «لا تمدَّ يدك الى الغلام ولا تفعل به شيئا. لأني الآن علمت انك خائف اللّٰه فلم تمسك ابنك وحيدك عني». — تكوين ٢٢:١٠-١٢.
١٢ ماذا دفع ابراهيم الى مخافة اللّٰه، وكيف يمكننا اظهار مسلك مشابه؟
١٢ كان ابراهيم قد برهن سابقا انه يخاف يهوه، إلا انه اعرب في تلك المناسبة عن مخافته للّٰه بطريقة رائعة. فقد كان استعداده للتضحية بإسحاق اكثر بكثير من مجرد اعراب عن الطاعة المتسمة بالاحترام. فما دفعه الى القيام بذلك هو الثقة المطلقة بأن اباه السماوي سيتمم وعده بإقامة اسحاق من الموت اذا لزم الامر. وكما كتب بولس، كان ابراهيم «مقتنعا تماما بأن ما وعد [اللّٰه] به هو قادر ايضا ان يفعله». (روما ٤:١٦-٢١) فهل نحن على استعداد لفعل مشيئة اللّٰه حتى لو تطلب الامر تضحيات كبيرة؟ وهل لدينا ثقة تامة بأن طاعتنا هذه ستجلب لنا فوائد طويلة الامد، عالمين ان يهوه «يكافئ الذين يجدّون في طلبه»؟ (عبرانيين ١١:٦) هذه هي مخافة اللّٰه الحقيقية. — مزمور ١١٥:١١، عج.
١٣ لمَ استطاع يوسف بالصواب وصف نفسه بأنه رجل «خائف اللّٰه»؟
١٣ لنتأمل في مثال آخر اظهر عمليا مخافة للّٰه — يوسف. عندما كان يوسف عبدا في بيت فوطيفار، واجه يوميا الضغط لارتكاب الزنا. ولم يستطع كما يظهر تجنب الاحتكاك بزوجة سيده التي لم تكف عن اغوائه بعروض فاسدة ادبيا. وفي النهاية عندما «امسكته»، «هرب وخرج الى خارج». فماذا دفع يوسف الى الابتعاد فورا عن الشر؟ لا شك ان العامل الرئيسي كان مخافة اللّٰه، الرغبة ألا يرتكب ‹هذا الشر العظيم ويخطئ الى اللّٰه›. (تكوين ٣٩:٧-١٢) ولقد استطاع يوسف بالصواب وصف نفسه بأنه رجل «خائف اللّٰه». — تكوين ٤٢:١٨.
١٤ كيف اعربت رحمة يوسف عن مخافة حقيقية للّٰه؟
١٤ وبعد سنوات، التقى يوسف اخوته الذين باعوه بلا رحمة للعبودية. وكان بإمكانه دون شك ان يستغل حاجتهم الشديدة الى الطعام لكي ينتقم منهم بسبب ما فعلوه به. لكن معاملة الناس بعنف لا تعرب عن خشية، او مخافة اللّٰه. (لاويين ٢٥:٤٣) ولذلك عندما رأى يوسف دليلا قاطعا على ان موقف اخوته القلبي تغيَّر، سامحهم برحمة. ان مخافتنا اللّٰه ستدفعنا، كيوسف، ان نغلب السوء بالصلاح ونتجنب الوقوع في التجربة. — تكوين ٤٥:١-١١؛ مزمور ١٣٠:٣، ٤؛ روما ١٢:١٧-٢١.
١٥ لمَ فرَّح مسلك ايوب قلب يهوه؟
١٥ كان ايوب مثالا رائعا آخر للشخص الذي يخاف اللّٰه. قال يهوه لإبليس: «هل جعلت قلبك على عبدي ايوب. لأنه ليس مثله في الارض. رجل كامل ومستقيم يتقي [«يخاف»، عج] اللّٰه ويحيد عن الشر». (ايوب ١:٨) ان ايوب بمسلكه الذي كان بلا لوم فرَّح قلب ابيه السماوي طوال سنوات عديدة. وكان خائفا اللّٰه اذ ادرك ان ذلك هو الشيء الصائب لفعله والطريقة الفضلى للعيش. اعلن ايوب: «هوذا مخافة الرب هي الحكمة والحيدان عن الشر هو الفهم». (ايوب ٢٨:٢٨) وكرجل متزوج لم يتطلع ايوب بشكل غير لائق في الشابات ولم يضمر في قلبه الرغبة في ارتكاب الزنا. ورغم انه كان ثريا، رفض الاتكال على الغنى وتجنب جميع اشكال الصنمية. — ايوب ٣١:١، ٩-١١، ٢٤-٢٨.
١٦ (أ) بأية طريقتين مارس ايوب اللطف الحبي؟ (ب) كيف اظهر ايوب انه لم يمتنع عن اظهار الغفران؟
١٦ تعني مخافة اللّٰه فعل الخير والابتعاد عن الشر. ولذلك تعاطف ايوب مع الاعمى، الاعرج، والفقير. (لاويين ١٩:١٤؛ ايوب ٢٩:١٥، ١٦) فكان يدرك ان «مَن منع اللطف الحبي عن صاحبه، تخلّى عن مخافة القدير». (ايوب ٦:١٤، عج) وقد يشمل الامتناع عن اظهار اللطف الحبي اضمار الضغينة او الامتناع عن الغفران. لكن ايوب صلى، بتوجيه من اللّٰه، من اجل اصحابه الثلاثة الذين سببوا له الكثير من الحزن. (ايوب ٤٢:٧-١٠) فهل يمكننا اظهار روح تسامح مشابهة نحو رفيق مؤمن ألحق بنا الاذى بشكل او بآخر؟ ان الصلاة المخلصة من اجل شخص اساء الينا تساعدنا كثيرا ان نتغلب على استيائنا. والبركات التي تمتع بها ايوب بسبب مخافته اللّٰه تمنحنا لمحة مسبقة عن ‹الصلاح العظيم الذي ذخره الرب لخائفيه›. — مزمور ٣١:١٩، تف؛ يعقوب ٥:١١.
مخافة اللّٰه بالمقارنة مع خوف الانسان
١٧ ماذا يمكن ان يفعل بنا الخوف من البشر، ولمَ يتسم هذا الخوف بقصر النظر؟
١٧ فيما تدفعنا مخافة اللّٰه الى فعل الصواب، يمكن للخوف من الانسان ان يضعِف ايماننا. ولهذا السبب قال يسوع عندما شجع الرسل ان يكونوا كارزين غيورين بالبشارة: «لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها؛ بل خافوا بالحري من الذي يقدر ان يهلك النفس والجسد كليهما في جهنا». (متى ١٠:٢٨) لقد اوضح يسوع ان الخوف من الانسان يتسم بقصر النظر لأن البشر لا يستطيعون تحطيم آمالنا المستقبلية في الحياة. وفضلا عن ذلك، نحن نخاف اللّٰه لأننا نعي قدرته المَهيبة. فبالمقارنة معها تكون قوة الامم جميعا تافهة. (اشعياء ٤٠:١٥) ولدينا، كإبراهيم، ثقة مطلقة بقدرة يهوه على إقامة خدامه الامناء من الموت. (كشف ٢:١٠) وهكذ نقول بملء الثقة: «إن كان اللّٰه معنا، فمن يكون علينا؟». — روما ٨:٣١.
١٨ بأية طريقة يكافئ يهوه خائفيه؟
١٨ سواء كان مقاومنا فردا في العائلة او زميلا في المدرسة يتهجّم علينا، سنجد «في مخافة الرب ثقة شديدة». (امثال ١٤:٢٦) ويمكننا ان نصلي الى اللّٰه لمدِّنا بالقوة، عالمين انه يسمعنا. (مزمور ١٤٥:١٩) فيهوه لا ينسى خائفيه ابدا. وهو يؤكد لنا بواسطة نبيه ملاخي: «حينئذ كلم متقو [«خائفو»، عج] الرب كل واحد قريبه والرب اصغى وسمع وكُتب امامه سفر تذكرة للذين اتقوا [«خافوا»، عج] الرب وللمفكرين في اسمه». — ملاخي ٣:١٦.
١٩ اية مخاوف ستزول، وأيّ خوف سيدوم الى الابد؟
١٩ ان الوقت الذي فيه سيعبد كل سكان الارض يهوه ويتلاشى الخوف من الانسان قد اقترب. (اشعياء ١١:٩) وسيزول ايضا الخوف من الجوع، المرض، الجريمة، والحرب. لكن مخافة اللّٰه ستدوم طوال الابدية فيما يستمر خدامه الامناء في السماء وعلى الارض في منحه ما يستحق من الاحترام، الطاعة، والاكرام. (كشف ١٥:٤) وفي غضون ذلك، لنصغِ جميعا الى مشورة سليمان الموحى بها: «لا يحسدنَّ قلبك الخاطئين بل كن في مخافة الرب اليوم كله. لأنه لا بد من ثواب ورجاؤك لا يخيب». — امثال ٢٣:١٧، ١٨.
[الحواشي]
a يفقد بعض الراشدين احساسهم بالخوف من الخطر عندما تتطلب طبيعة عملهم ان يواجهوا بشكل مستمر حالات محفوفة بالمخاطر. عندما سئل حرفي ذو خبرة لمَ هنالك نجارون كثيرون فقدوا احدى اصابعهم، اجاب ببساطة: «لقد تلاشى خوفهم من المناشير الكهربائية البالغة السرعة».
b يشعر يهوه ايضا بهذا الاشمئزاز. على سبيل المثال، تصف افسس ٤:٢٩ اللغة البذيئة بأنها «كلام فاسد». والكلمة اليونانية المنقولة «فاسد» تشير حرفيا الى ما تعفَّن من الفاكهة او السمك او اللحم. ان هذا التعبير يصوِّر بشكل واضح البغض الشديد الذي ينبغي ان نشعر به حيال الكلام البذيء او القذر. وبشكل مماثل، غالبا ما تشبَّه الاصنام في الاسفار المقدسة بـ «رَوْث الحيوانات». (تثنية ٢٩:١٧، عج؛ حزقيال ٦:٩، عج) وكرهنا الطبيعي لرَوْث الحيوانات او برازها يساعدنا ان نفهم شعور اللّٰه بالاشمئزاز من جميع اشكال الصنمية.
c على سبيل المثال، تأملوا في روايات الاسفار المقدسة عن قايين (تكوين ٤:٣-١٢)؛ داود (٢ صموئيل ١١:٢–١٢:١٤)؛ جيحزي (٢ ملوك ٥:٢٠-٢٧)؛ وعُزِّيّا (٢ أخبار الايام ٢٦:١٦-٢١).
-