-
في عيد المظالبرج المراقبة ١٩٨٨ | ١ ايار (مايو)
-
-
حياة يسوع وخدمته
في عيد المظال
صار يسوع شهيرا خلال الثلاث سنوات تقريبا منذ معموديته. فآلاف كثيرة شاهدت عجائبه، والاخبار عن نشاطاته انتشرت في كل مكان من البلد. والآن، فيما يجتمع الشعب من اجل عيد المظال في اورشليم يطلبونه هناك. «اين ذاك،» يريدون ان يعرفوا.
لقد صار يسوع موضوع نزاع. «انه صالح،» يقول البعض. «لا بل يضل الشعب،» يؤكد آخرون. فهنالك مناجاة كثيرة من هذا النوع خلال الايام الافتتاحية للعيد. ومع ذلك لا احد لديه الشجاعة ليتكلم جهارا لمصلحة يسوع. وذلك لان الشعب يخافون انتقام القادة الدينيين.
وعندما ينتصف العيد يصل يسوع. ويصعد الى الهيكل حيث يندهش الناس من مقدرته التعليمية الرائعة. وبما ان يسوع لم يحضر قط مدارس الربابنة يتعجب اليهود قائلين: «كيف هذا يعرف الكتب وهو لم يتعلم.»
«تعليمي ليس لي،» يوضح يسوع، «بل للذي ارسلني. ان شاء احد ان يعمل مشيئته يعرف التعليم هل هو من اللّٰه ام اتكلم انا من نفسي.» ان تعليم يسوع متمسك بدقة بشريعة اللّٰه. وهكذا، يجب ان يكون واضحا انه يطلب مجد اللّٰه لا مجده. «أليس موسى قد اعطاكم الناموس،» يسأل يسوع. وعلى سبيل التوبيخ، تابع ليقول: «ليس احد منكم يعمل الناموس.»
«لماذا تطلبون ان تقتلوني،» يسأل يسوع بعدئذ.
والجمع، ربما المقبلون الى العيد، غير مدرك لمثل هذه الجهود. فهم يعتبرونه امرا لا يصدق ان يرغب اي شخص في قتل معلم رائع كهذا. ويظنون انه لا بد ان يكون هنالك خطأ ما في يسوع لكي يعتقد ذلك. «بك شيطان،» يقولون، «مَن يطلب ان يقتلك.»
ان القادة اليهود يريدون قتل يسوع رغم ان الجمع ربما لا يدرك ذلك. فعندما شفى يسوع رجلا في السبت قبل سنة ونصف حاول القادة ان يقتلوه. لذلك يؤكد يسوع الآن عدم صواب تفكيرهم بطرح سؤال عليهم: «إن كان الانسان يقبل الختان في السبت لئلا يُنقَض ناموس موسى افتسخطون علي لاني شفيت انسانا كله في السبت. لا تحكموا حسب الظاهر بل احكموا حكما عادلا.»
ان سكانا من اورشليم، يدركون الحالة، يقولون الآن: «أليس هذا هو الذي يطلبون ان يقتلوه. وها هو يتكلم جهارا ولا يقولون له شيئا. ألعل الرؤساء عرفوا يقينا ان هذا هو المسيح حقا.» واهل اورشليم هؤلاء يوضحون لماذا لا يؤمنون بأن يسوع هو المسيح: «هذا نعلم من اين هو. واما المسيح فمتى جاء لا يعرف احد من اين هو.»
ويجيب يسوع: «تعرفونني وتعرفون من اين انا ومن نفسي لم آت بل الذي ارسلني هو حق الذي انتم لستم تعرفونه. انا اعرفه لاني منه وهو ارسلني.» عند ذلك يحاولون ان يمسكوه، ربما ليضعوه في السجن او ليقتلوه. ولكنهم لا ينجحون لانه لا يكون قد حان ليسوع ان يموت.
ومع ذلك، يؤمن كثيرون بيسوع كما يجب ان يؤمنوا فعلا. لقد مشى على الماء، هدّأ الريح، سكّن البحار العاصفة، اطعم الآلاف على نحو عجائبي من قليل من الارغفة والسمك، شفى المرضى، جعل العرج يمشون، فتح اعين العمي، شفى البرص، وايضا اقام الموتى. ولذلك يسألون: «ألعل المسيح متى جاء يعمل آيات اكثر من هذه التي عملها هذا.»
وعندما يسمع الفريسيون الجمع يتناجون بهذه الامور يرسلون هم ورؤساء الكهنة خداما ليمسكوه. يوحنا ٧:١١-٣٢.
-
-
يفشلون في القبض عليهبرج المراقبة ١٩٨٨ | ١ ايار (مايو)
-
-
يفشلون في القبض عليه
فيما لا يزال عيد المظال جاريا يرسل القادة الدينيون خداما عسكريين للقبض على يسوع. فلا يحاول الاختباء. ويستمر يسوع في التعليم جهارا، قائلا: «انا معكم زمانا يسيرا بعد ثم امضي الى الذي ارسلني. ستطلبونني ولا تجدونني وحيث اكون انا لا تقدرون انتم ان تأتوا.»
لا يفهم اليهود ذلك فيسألون فيما بينهم: «الى اين هذا مزمع ان يذهب حتى لا نجده نحن. ألعله مزمع ان يذهب الى شتات اليونانيين ويعلِّم اليونانيين. ما هذا القول الذي قال ستطلبونني ولا تجدونني وحيث اكون انا لا تقدرون انتم ان تأتوا.» طبعا، يتكلم يسوع عن موته الوشيك وقيامته الى السماء حيث لا يستطيع اعداؤه ان يتبعوه.
ويأتي اليوم السابع والاخير من العيد. وفي كل صباح من العيد كان الكاهن يسكب الماء، الذي يأخذه من بركة سلوام، بحيث يجري الى اسفل المذبح. واذ يذكِّر الشعب على الارجح بهذا الطقس اليومي، ينادي يسوع: «إن عطش احد فليقبل الي ويشرب. مَن آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي.»
في الواقع، يتكلم يسوع هنا عن النتائج العظيمة عندما يُسكب الروح القدس. وفي السنة التالية يحدث انسكاب الروح القدس هذا في يوم الخمسين. وهناك، تجري انهار الماء الحي عندما يبتدئ التلاميذ الـ ١٢٠ بخدمة الناس. ولكن حتى ذلك الحين لا يكون هنالك روح بمعنى انه لا احد من تلاميذ المسيح يكون ممسوحا بالروح القدس ومدعوا الى الحياة السماوية.
واستجابة لتعليم يسوع، يبتدئ البعض بالقول: «هذا بالحقيقة هو النبي،» مشيرين على ما يظهر الى النبي الاعظم من موسى الموعود باتيانه. ويقول آخرون: «هذا هو المسيح.» ولكن يحتج آخرون: «ألعلّ المسيح من الجليل يأتي. ألم يقل الكتاب انه من نسل داود ومن بيت لحم القرية التي كان داود فيها يأتي المسيح.»
لذلك يحدث انشقاق في الجمع. فالبعض يريدون القبض على يسوع، ولكن لا احد يلقي يدا عليه. وعندما يعود الخدام العسكريون بدون يسوع يسأل رؤساء الكهنة والفريسيون: «لماذا لم تأتوا به.»
«لم يتكلم قط انسان هكذا مثل هذا الانسان،» يجيب الخدام.
-