مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏«اذهبوا وتلمذوا»‏
    برج المراقبة ٢٠٠٤ | ١ تموز (‏يوليو)‏
    • ‏«اذهبوا وتلمذوا»‏

      ‏«دُفعت اليّ كل سلطة في السماء وعلى الارض.‏ فاذهبوا وتلمذوا».‏ —‏ متى ٢٨:‏١٨،‏ ١٩‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ اية مهمة اوكلها يسوع الى أتباعه؟‏ (‏ب)‏ اية اسئلة عن وصية يسوع سنعالجها؟‏

      في احد ايام الربيع من سنة ٣٣ ب‌م،‏ كان تلاميذ يسوع مجتمعين على جبل في الجليل.‏ وكان سيّدهم الذي أُقيم من الاموات على وشك الصعود الى السماء.‏ ولكن قبل ذلك،‏ اراد ان يقول لهم امرا مهمّا.‏ فقد كان سيوكل اليهم مهمة ليقوموا بها.‏ فماذا كانت هذه المهمة؟‏ كيف تجاوب تلاميذه معها؟‏ وكيف تنطبق علينا؟‏

      ٢ ان الكلمات التي تفوّه بها يسوع آنذاك مسجَّلة في متى ٢٨:‏١٨-‏٢٠‏:‏ «دُفعت اليّ كل سلطة في السماء وعلى الارض.‏ فاذهبوا وتلمذوا اناسا من جميع الامم،‏ وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس،‏ وعلّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به.‏ وها انا معكم كل الايام الى اختتام نظام الاشياء».‏ تحدث يسوع هنا عن «كل سلطة»،‏ «جميع الامم»،‏ «جميع ما اوصيتكم به»،‏ و «كل الايام».‏ عندما نسمع وصية يسوع الآنفة الذكر التي تتضمن اربعة امور شاملة،‏ يتبادر الى ذهننا بعض الاسئلة المهمة التي يمكن ايجازها بالكلمات التالية:‏ لماذا؟‏ اين؟‏ ماذا؟‏ وإلى متى؟‏ فلنعالج الآن كلًّا من هذه الاسئلة على حدة.‏a

      ‏«دُفعت اليّ كل سلطة»‏

      ٣ لماذا ينبغي ان نطيع الوصية بأن نتلمذ؟‏

      ٣ اولا،‏ لماذا ينبغي ان نطيع الوصية بأن نتلمذ؟‏ قال يسوع:‏ «دُفعت اليّ كل سلطة في السماء وعلى الارض.‏ فاذهبوا وتلمذوا».‏ ان الفاء هنا تفيد معنى السببية،‏ اي انها تدل على السبب الرئيسي الذي يجعلنا نطيع هذه الوصية.‏ وهذا السبب هو ان يسوع،‏ الذي اعطى هذه الوصية،‏ لديه «كل سلطة».‏ وماذا تشمل سلطته؟‏

      ٤ (‏أ)‏ ماذا تشمل سلطة يسوع؟‏ (‏ب)‏ كيف يجب ان تؤثر معرفتنا ذلك في نظرتنا الى الوصية بأن نتلمذ؟‏

      ٤ لدى يسوع سلطة على جماعته.‏ وفي سنة ١٩١٤،‏ تسلّم ايضا السلطة على ملكوت اللّٰه الذي تأسس في تلك السنة.‏ (‏كولوسي ١:‏١٣؛‏ كشف ١١:‏١٥‏)‏ كما انه رئيس الملائكة،‏ لذلك لديه تحت امرته جيش سماوي مؤلف من مئات ملايين الملائكة.‏ (‏١ تسالونيكي ٤:‏١٦؛‏ ١ بطرس ٣:‏٢٢؛‏ كشف ١٩:‏١٤-‏١٦‏)‏ وقد فوَّضه ابوه ان يبيد «كل حكم وكل سلطة وقوة» تقاوم المبادئ البارّة.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٢٤-‏٢٦؛‏ افسس ١:‏٢٠-‏٢٣‏)‏ وسلطة يسوع لا تقتصر على الاحياء.‏ فهو ‹ديان الاحياء والاموات›،‏ وقد منحه اللّٰه قدرة على إقامة الذين رقدوا في الموت.‏ (‏اعمال ١٠:‏٤٢؛‏ يوحنا ٥:‏٢٦-‏٢٨‏)‏ مما لا شك فيه اذًا انه يجب اعتبار الوصية التي يعطيها مَن مُنح هذه السلطة العظيمة وصية بالغة الاهمية.‏ لذلك نحن نحترم وصية المسيح ان ‹نذهب ونتلمذ› ونطيعها عن طيب خاطر.‏

      ٥ (‏أ)‏ كيف اطاع بطرس كلمات يسوع؟‏ (‏ب)‏ اية مكافأة حصدها بطرس نتيجة طاعته ليسوع؟‏

      ٥ استخدم يسوع،‏ في اوائل خدمته على الارض،‏ طريقة لافتة للنظر ليعلِّم تلاميذه ان الاعتراف بسلطته وإطاعة وصاياه ينتجان البركات.‏ فذات مرة،‏ قال لبطرس الذي كان صياد سمك:‏ ‹تقدَّم الى العمق وألقِ شباكك للصيد›.‏ وبما ان بطرس كان متأكدا انه لا يوجد سمك،‏ قال ليسوع:‏ «يا معلّم،‏ تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئا».‏ إلا انه اطاع المسيح بتواضع قائلا:‏ «ولكن بناء على طلبك أُنزِل الشباك».‏ نتيجة لذلك،‏ اصطاد «سمكا كثيرا جدا».‏ وعندما رأى كل هذا العدد الكبير،‏ ذُهل و «خرّ عند ركبتي يسوع قائلا:‏ ‹ابتعد عني يا رب،‏ لأني رجل خاطئ›».‏ لكنَّ يسوع اجابه:‏ «كفاك خوف.‏ من الآن تصطاد الناس احياء».‏ (‏لوقا ٥:‏١-‏١٠؛‏ متى ٤:‏١٨‏)‏ فماذا نتعلم من هذه الرواية؟‏

      ٦ (‏أ)‏ ماذا توضح الرواية عن اصطياد مقدار كبير من السمك بشأن نوع الطاعة الذي يتطلبه يسوع؟‏ (‏ب)‏ كيف نقتدي بيسوع؟‏

      ٦ لم يوكل يسوع الى بطرس وأندراوس ورسل آخرين المهمة ان يكونوا «صيادي ناس» إلا بعد هذه الحادثة.‏ (‏مرقس ١:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ من الواضح اذًا ان يسوع لم يتطلب منهم طاعة عمياء.‏ فقد اعطاهم سببا مقنعا لإطاعته.‏ فتماما كما ادّت اطاعة وصية يسوع بإلقاء الشباك الى نتائج مذهلة،‏ كانت اطاعة وصية يسوع ‹باصطياد الناس› ستنتج بركات عظيمة.‏ وبقلب مفعم بالايمان،‏ اطاع الرسل كلمات يسوع.‏ تختتم الرواية:‏ «اعادوا المركبَين الى البر،‏ وتركوا كل شيء وتبعوه».‏ (‏لوقا ٥:‏١١‏)‏ اليوم ايضا،‏ نحن نقتدي بيسوع عندما نشجِّع الآخرين على الاشتراك في عمل التلمذة.‏ فنحن لا نطلب من الناس ان ينفِّذوا ما نقوله لهم،‏ بل نعطيهم اسبابا مقنعة لإطاعة وصية المسيح.‏

      اسباب مقنعة ودافع صائب

      ٧،‏ ٨ (‏أ)‏ ما هي بعض الاسباب المؤسسة على الاسفار المقدسة التي تجعلنا نكرز بالملكوت ونقوم بعمل التلمذة؟‏ (‏ب)‏ اية آية تحضّكم شخصيا على الاستمرار في عمل الكرازة؟‏ (‏انظر ايضا الحاشية.‏)‏

      ٧ نحن نكرز بالملكوت ونقوم بعمل التلمذة لأننا نعترف بسلطة المسيح.‏ ولكن هنالك اسباب اخرى للقيام بهذا العمل،‏ اسباب مؤسسة على الاسفار المقدسة يمكننا إعطاؤها لنحث الاشخاص على القيام بالاعمال الحسنة.‏ فما هي هذه الاسباب؟‏ لنستعرض الآن تعليقات قدَّمها بعض الشهود الامناء من بلدان مختلفة.‏ وفيما تقرأ،‏ لاحِظ كيف ترتبط الآيات المُشار اليها بتعليقاتهم.‏

      ٨ قال روي (‏اعتمد سنة ١٩٥١)‏:‏ «عندما نذرت نفسي ليهوه،‏ وعدته ألّا اتوقف عن خدمته.‏ وأنا اريد ان افي بوعدي».‏ (‏مزمور ٥٠:‏١٤؛‏ متى ٥:‏٣٧‏)‏ وقالت هيذر (‏اعتمدت سنة ١٩٦٢)‏:‏ «عندما افكر في كل ما فعله يهوه من اجلي،‏ أندفع الى خدمته بأمانة تعبيرا عن شكري له».‏ (‏مزمور ٩:‏١،‏ ٩-‏١١؛‏ كولوسي ٣:‏١٥‏)‏ وعبَّرت هانيلورِه (‏اعتمدت سنة ١٩٥٤)‏:‏ «عندما نكون في الخدمة،‏ ننال دعم الملائكة.‏ فما اروع هذا الامتياز!‏».‏ (‏اعمال ١٠:‏٣٠-‏٣٣؛‏ كشف ١٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ وعلَّقت اونور (‏اعتمدت سنة ١٩٦٩)‏:‏ «عندما يحين وقت دينونة يهوه،‏ لا اريد ان اعطي احدا فرصة ليتَّهم يهوه وشهوده بالاهمال ويقول:‏ ‹لم اتلقَّ ايّ تحذير›».‏ (‏حزقيال ٢:‏٥؛‏ ٣:‏١٧-‏١٩؛‏ روما ١٠:‏١٦،‏ ١٨‏)‏ كما قال كلاوديو (‏اعتمد سنة ١٩٧٤)‏:‏ «عندما نكرز،‏ نكون ‹بمرأى من اللّٰه› و ‹في صحبة المسيح›.‏ تخيَّل!‏ حين نكون في الخدمة،‏ نتمتع بصحبة افضل صديقَين لنا».‏ —‏ ٢ كورنثوس ٢:‏١٧‏.‏b

      ٩ (‏أ)‏ ماذا تكشف الرواية المذكورة آنفا بشأن الدافع الصائب لإطاعة المسيح؟‏ (‏ب)‏ ما هو الدافع الصائب لإطاعة اللّٰه والمسيح اليوم،‏ ولماذا؟‏

      ٩ ان الرواية عن اصطياد سمك كثير تُظهِر ايضا اهمية امتلاك الدافع الصائب لإطاعة المسيح:‏ المحبة.‏ فعندما قال بطرس:‏ «ابتعد عني يا رب،‏ لأني رجل خاطئ»،‏ لم يبتعد يسوع عنه ولم يُدِنه على اية خطية.‏ (‏لوقا ٥:‏٨‏)‏ حتى انه لم ينتقده على توسله اليه ان يبتعد،‏ بل اجاب بلطف:‏ «كفاك خوف».‏ فالخوف غير السليم كان دافعا خاطئا لإطاعة المسيح.‏ وبدلا من ذلك،‏ قال يسوع لبطرس انه هو ورفقاءه سيصيرون صيادي ناس فعّالين.‏ اليوم ايضا،‏ نحن لا نستخدم الخوف او المشاعر السلبية،‏ مثل الشعور بالذنب والخزي،‏ لإجبار الآخرين على إطاعة المسيح.‏ فالطاعة من كل النفس المؤسسة على المحبة للّٰه والمسيح هي وحدها ما يفرِّح قلب يهوه.‏ —‏ متى ٢٢:‏٣٧‏.‏

      ‏«تلمذوا اناسا من جميع الامم»‏

      ١٠ (‏أ)‏ ايّ جزء من وصية يسوع المتعلقة بالتلمذة شكَّل تحديا كبيرا لتلاميذه؟‏ (‏ب)‏ كيف تجاوب التلاميذ مع وصية يسوع؟‏

      ١٠ ان السؤال الثاني الذي ينشأ بخصوص وصية المسيح هو:‏ اين ينبغي القيام بعمل التلمذة هذا؟‏ قال يسوع لأتباعه:‏ «تلمذوا اناسا من جميع الامم».‏ قبل زمن خدمة يسوع على الارض،‏ كان الناس من الامم يُرحَّب بهم اذا ارادوا المجيء الى اسرائيل ليخدموا يهوه.‏ (‏١ ملوك ٨:‏٤١-‏٤٣‏)‏ وعندما اتى يسوع،‏ كانت كرازته بمعظمها لليهود الطبيعيين.‏ لكنه قال لأتباعه في هذا العدد ان يذهبوا الى اناس من جميع الامم.‏ فـ‍ «مواقع الصيد»،‏ او المقاطعة،‏ حيث كرز تلاميذه كانت كناية عن «بركة» صغيرة:‏ اليهود الطبيعيون.‏ ولكن سرعان ما كانت «مواقع الصيد» هذه ستشمل «بحر» الجنس البشري بأسره.‏ ورغم ان هذا التغيير شكَّل تحديا للتلاميذ،‏ فقد اطاعوا وصية يسوع عن طيب خاطر.‏ وبعد اقل من ٣٠ سنة من موت يسوع،‏ تمكن الرسول بولس من القول ان البشارة كُرز بها ليس فقط لليهود،‏ بل ايضا ‹لكل الخليقة التي تحت السماء›.‏ —‏ كولوسي ١:‏٢٣‏.‏

      ١١ كيف توسَّعت «مواقع الصيد» منذ اوائل القرن العشرين؟‏

      ١١ في الازمنة الحديثة،‏ تشهد المقاطعة المخصصة للكرازة توسّعا مماثلا.‏ ففي اوائل القرن العشرين،‏ كانت «مواقع الصيد» تقتصر على بلدان قليلة.‏ لكنَّ أتباع المسيح آنذاك اقتدوا بمثال مسيحيي القرن الاول وكانوا مجتهدين في توسيع هذه المقاطعة.‏ (‏روما ١٥:‏٢٠‏)‏ وبحلول اوائل ثلاثينات القرن العشرين،‏ كانوا يقومون بعمل التلمذة في نحو مئة بلد.‏ واليوم،‏ توسّعت «مواقع الصيد» لتشمل ٢٣٥ بلدا.‏ —‏ مرقس ١٣:‏١٠‏.‏

      ‏‹‏من جميع الالسنة›‏

      ١٢ اية صعوبة تبرزها النبوة في زكريا ٨:‏٢٣‏؟‏

      ١٢ من الصعب القيام بعمل التلمذة في كل الامم،‏ ليس فقط بسبب حجم المقاطعة الهائل بل ايضا بسبب العدد الكبير من اللغات.‏ انبأ يهوه بفم النبي زكريا:‏ «في تلك الايام يمسك عشرة رجال من جميع ألسنة الامم يتمسكون بذيل رجل يهودي قائلين نذهب معكم لأننا سمعنا ان اللّٰه معكم».‏ (‏زكريا ٨:‏٢٣‏،‏ إمالة الحروف لنا)‏ في الاتمام الاعظم لهذه النبوة،‏ يمثِّل ‹الرجل اليهودي› بقية المسيحيين الممسوحين،‏ و ‹العشرة رجال› يمثِّلون ‹الجمع الكثير›.‏c (‏كشف ٧:‏٩،‏ ١٠؛‏ غلاطية ٦:‏١٦‏)‏ وهذا الجمع الكثير من تلاميذ المسيح سيجري العثور عليهم في امم كثيرة،‏ وكما قال زكريا،‏ سيكونون ناطقين بلغات عديدة.‏ فهل ينطبق ذلك على شعب اللّٰه اليوم؟‏ اجل.‏

      ١٣ (‏أ)‏ ايّ تغيير متعلق باللغات جرى بين شعب اللّٰه في الازمنة العصرية؟‏ (‏ب)‏ كيف تجاوب صف العبد الامين مع الحاجة المتزايدة الى الطعام الروحي بمختلف اللغات؟‏ (‏اشمل الاطار «مطبوعات للعمي».‏)‏

      ١٣ في سنة ١٩٥٠،‏ كانت الانكليزية هي اللغة الام لحوالي ٣ من كل ٥ شهود حول العالم.‏ وبحلول سنة ١٩٨٠،‏ صارت النسبة حوالي ٢ من كل ٥.‏ أما اليوم فالنسبة هي ١ من كل ٥.‏ فكيف تجاوب صف العبد الامين الفطين مع هذا التغيير؟‏ ابتدأ بتزويد الطعام الروحي بلغات اكثر.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥‏)‏ مثلا سنة ١٩٥٠،‏ كانت مطبوعاتنا تُنشَر بـ‍ ٩٠ لغة،‏ أما اليوم فقد ارتفع العدد الى نحو ٤٠٠.‏ وهل اثمر هذا الاهتمام المتزايد بالناس من مختلف اللغات؟‏ نعم.‏ فكل اسبوع،‏ يصير ما معدله حوالي ٠٠٠‏,٥ شخص ‹من كل الالسنة› تلاميذ للمسيح!‏ (‏كشف ٧:‏٩‏)‏ والزيادة مستمرة.‏ ففي بعض البلدان،‏ تجلب «الشباك» عددا كبيرا جدا من السمك.‏ —‏ لوقا ٥:‏٦؛‏ يوحنا ٢١:‏٦‏.‏

      هل يمكنك الاشتراك في هذه الخدمة المانحة للاكتفاء؟‏

      ١٤ كيف نساعد الذين يتكلمون لغة اجنبية في مقاطعتنا؟‏ (‏اشمل الاطار «استخدام لغة الاشارات في عمل التلمذة».‏)‏

      ١٤ بسبب ازدياد اعداد المهاجرين الوافدين الى بلدان غربية عديدة،‏ ازدادت الحاجة الى تلمذة اناس من ‹كل لسان›.‏ (‏كشف ١٤:‏٦‏)‏ فكيف تساعد الذين لا يتكلمون لغتك في مقاطعتك؟‏ (‏١ تيموثاوس ٢:‏٤‏)‏ باستخدام «عدة صيد» مناسبة.‏ قدِّم لهؤلاء الاشخاص مطبوعات بلغتهم.‏ وإذا امكن،‏ فاطلب من شاهد يتكلم لغتهم ان يزورهم.‏ (‏اعمال ٢٢:‏٢‏)‏ وقد صار القيام بهذه الترتيبات اسهل الآن لأن شهودا كثيرين يتعلمون لغة غير لغتهم الام لمساعدة الاجانب ان يصيروا تلاميذ المسيح.‏ وتُظهِر التقارير ان تقديم المساعدة بهذه الطريقة امر يمنح الاكتفاء.‏

      ١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ اية امثلة توضح ان مساعدة الناطقين بلغة اجنبية هي امر مانح للاكتفاء؟‏ (‏ب)‏ اية اسئلة تتعلق بالخدمة في حقل اللغات الاجنبية ينبغي ان نتأمل فيها؟‏

      ١٥ لنأخذ على سبيل المثال اختبارَين حصلا في هولندا،‏ حيث يجري عمل الكرازة بالبشارة بشكل منظَّم بـ‍ ٣٤ لغة.‏ تطوَّع زوجان شاهدان ان يذهبا ويقوما بعمل التلمذة بين المهاجرين الناطقين باللغة الپولندية.‏ وكان التجاوب الذي لقياه رائعا جدا حتى ان الزوج اندفع الى تخفيض وقت عمله الدنيوي.‏ وبذلك يكون لديه يوم اضافي في الاسبوع ليدرس الكتاب المقدس مع المهتمين.‏ وسرعان ما صار هذان الزوجان يعقدان كل اسبوع اكثر من ٢٠ درسا في الكتاب المقدس.‏ وقد عبَّرا عن شعورهما كما يلي:‏ «ان خدمتنا تجعلنا نشعر بفرح غامر».‏ والذين يقومون بعمل التلمذة يشعرون بالفرح بشكل خاص عندما يندفع الذين يسمعون حقائق الكتاب المقدس بلغتهم الام الى التعبير عن تقديرهم.‏ مثلا،‏ خلال احد الاجتماعات التي تُعقَد باللغة الڤيتنامية،‏ وقف رجل مسنّ وطلب اذنا بالتكلم.‏ وبعينَين مُغرورقتَين بالدموع،‏ قال للشهود:‏ «اشكركم على الجهود التي تبذلونها لتعلُّم لغتي الصعبة.‏ وأعبِّر عن امتناني لكم لأنكم علَّمتموني امورا رائعة كثيرة من الكتاب المقدس وأنا في هذه السنّ المتقدمة».‏

      ١٦ فلا عجب اذًا ان يشعر الذين يخدمون في جماعات ناطقة بلغة اجنبية بالاكتفاء.‏ قال زوجان من بريطانيا:‏ «ان الخدمة في حقل اللغات الاجنبية هي من اروع ما تمتعنا به خلال السنوات الـ‍ ٤٠ في خدمة الملكوت».‏ فهل تستطيع القيام بالتعديلات لتشترك في هذه الخدمة الممتعة؟‏ اذا كنت لا تزال في المدرسة،‏ فهل بإمكانك ان تدرس لغة اجنبية استعدادا لهذا النوع من الخدمة؟‏ ان فعل ذلك يتيح لك ان تعيش حياة مانحة للاكتفاء وزاخرة بالبركات.‏ (‏امثال ١٠:‏٢٢‏)‏ فلمَ لا تناقش هذه المسألة مع والدَيك؟‏

      تنويع اساليبنا

      ١٧ كيف يمكننا بلوغ عدد اكبر من الاشخاص في مقاطعة جماعتنا؟‏

      ١٧ لا تسمح الظروف لمعظمنا بأن نلقي ‹شباكنا› في مقاطعات ناطقة بلغة اجنبية.‏ ولكن بإمكاننا بلوغ عدد اكبر من الاشخاص في مقاطعة جماعتنا.‏ كيف ذلك؟‏ بتنويع اساليبنا وليس بتغيير رسالتنا.‏ ففي مناطق عديدة،‏ يزداد عدد الاشخاص الذين يسكنون في مبانٍ يصعب الدخول اليها.‏ كما ان كثيرين لا يكونون في البيت عندما نقرع بابهم في خدمتنا من بيت الى بيت.‏ لذلك يجب ان نلقي ‹شباكنا› في اوقات مختلفة ومواقع مختلفة.‏ وبذلك نقتدي بيسوع الذي لم يعدم وسيلة للتحدث الى الناس في مختلف الاماكن والاوقات.‏ —‏ متى ٩:‏٩؛‏ لوقا ١٩:‏١-‏١٠؛‏ يوحنا ٤:‏٦-‏١٥‏.‏

      ١٨ كيف تبيّنت فعالية الشهادة في مختلف الاماكن والاوقات؟‏ (‏اشمل الاطار «تلمذة رجال وسيدات الاعمال».‏)‏

      ١٨ في بعض انحاء العالم،‏ تكون الشهادة حيث يوجد الناس احدى اهم الوسائل في عمل التلمذة.‏ فذوو الخبرة في هذا العمل يولون انتباها اكبر للشهادة في مختلف الاماكن.‏ فبالاضافة الى الاشتراك في الخدمة من بيت الى بيت،‏ يشهد الناشرون الآن في المطارات،‏ المكاتب،‏ المتاجر،‏ المواقف،‏ محطات الباص،‏ الشوارع،‏ الحدائق العامة،‏ على الشواطئ،‏ وأماكن اخرى.‏ على سبيل المثال،‏ ان عددا كبيرا من الشهود المعتمدين حديثا في هاواي سمعوا الحق لأول مرة في اماكن كهذه.‏ وتنويع اساليبنا يساعدنا ان ننجز كاملا عمل التلمذة الذي اوصانا به يسوع.‏ —‏ ١ كورنثوس ٩:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏

      ١٩ اي سؤالَين متعلقَين بتفويض يسوع سنناقشهما في المقالة التالية؟‏

      ١٩ تشمل مهمة التلمذة التي فوَّضها الينا يسوع اكثر من السؤالَين اللذين ناقشناهما:‏ لماذا ينبغي ان نقوم بعمل التلمذة؟‏ و اين يجب ان نقوم به؟‏ فيجب ان نعرف ماذا ينبغي ان نعلِّم و الى متى ينبغي ان نستمر في عمل الكرازة.‏ وسنعالج هذين السؤالَين المتعلقَين بتفويض يسوع في المقالة التالية.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a في هذه المقالة سنعالج السؤالين الاولين.‏ أما السؤالان الآخران فسنعالجهما في المقالة التالية.‏

      b بإمكانك ان تجد المزيد من الاسباب للقيام بعمل الكرازة في امثال ١٠:‏٥؛‏ عاموس ٣:‏٨؛‏ متى ٢٤:‏٤٢؛‏ مرقس ١٢:‏١٧؛‏ روما ١:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      c من اجل المزيد من المعلومات عن إتمامات هذه النبوة،‏ انظر برج المراقبة،‏ عدد ١٥ ايار (‏مايو)‏ ٢٠٠١،‏ الصفحة ١٢‏،‏ وكتاب نبوة اشعيا —‏ نور لكل الجنس البشري،‏ الجزء الثاني،‏ الصفحة ٤٠٨،‏ إصدار شهود يهوه.‏

  • ‏«علِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به»‏
    برج المراقبة ٢٠٠٤ | ١ تموز (‏يوليو)‏
    • ‏«علِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به»‏

      ‏«فاذهبوا وتلمذوا اناسا .‏ .‏ .‏ وعلِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به».‏ —‏ متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

      ١ ايّ حديث دار بين التلميذ فيلبس ورجل من الحبشة؟‏

      كان الرجل الحبشي قد قطع مسافة كبيرة ليأتي الى اورشليم من اجل تقديم العبادة ليهوه،‏ الاله الذي يحبه.‏ ومن الواضح انه احبّ ايضا كلمة اللّٰه الموحى بها.‏ ففي طريق العودة في مركبته،‏ كان يقرأ نسخة من كتابات النبي اشعيا عندما التقاه فيلبس،‏ احد تلاميذ المسيح،‏ وسأله:‏ «أتعرف حقا ما انت تقرأ؟‏».‏ فأجاب الحبشي:‏ «كيف يمكنني ذلك إنْ لم يرشدني احد؟‏».‏ فأبتدأ فيلبس بمساعدة تلميذ الاسفار المقدسة المخلص هذا ليصير احد تلاميذ المسيح.‏ —‏ اعمال ٨:‏٢٦-‏٣٩‏.‏

      ٢ (‏أ)‏ لماذا جواب الحبشي جدير بالاهتمام؟‏ (‏ب)‏ ايّ سؤالَين يتعلقان بمهمة التلمذة التي فوَّضها المسيح سنعالجهما؟‏

      ٢ ان جواب الحبشي جدير بالاهتمام.‏ فقد قال:‏ «كيف يمكنني ذلك إنْ لم يرشدني احد؟‏».‏ فكان بحاجة الى مُرشِد،‏ دليل يقوده ليفهم ما يقرأ.‏ يوضح هذا التعليق اهمية ارشاد محدَّد تضمنته مهمة التلمذة التي اوصى بها يسوع.‏ وما هو هذا الارشاد؟‏ لإيجاد الجواب،‏ لنستأنف مناقشتنا لكلمات يسوع الموجودة في متى الاصحاح ٢٨‏.‏ ركَّزت المقالة السابقة على السؤالَين:‏ لماذا وأين.‏ أما في هذه المقالة فسنعالج السؤالَين الآخرَين المتعلقَين بمهمة التلمذة التي اوصى بها المسيح:‏ ماذا وإلى متى.‏

      ‏«علِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به»‏

      ٣ (‏أ)‏ كيف يصير الشخص تلميذا ليسوع المسيح؟‏ (‏ب)‏ ماذا يجب ان نعلِّم عندما نقوم بعمل التلمذة؟‏

      ٣ ماذا يجب ان نعلِّم لنساعد الآخرين على الصيرورة تلاميذ للمسيح؟‏ اوصى يسوع اتباعه:‏ «اذهبوا وتلمذوا اناسا من جميع الامم،‏ وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس،‏ وعلِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به».‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ يتبيَّن من هذه الكلمات اننا يجب ان نعلِّم ما اوصى به المسيح.‏a ولكن ماذا يضمن ان الشخص الذي تعلّم وصايا يسوع لن يصير تلميذا فحسب،‏ بل يستمر في ذلك؟‏ بإمكاننا معرفة احد العوامل الاساسية من كلمات يسوع التي اختارها باعتناء.‏ فهو لم يقُل:‏ ‹علِّموهم جميع ما اوصيتكم به›،‏ بل:‏ «علِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به».‏ (‏متى ١٩:‏١٧‏)‏ فماذا يعني ذلك؟‏

      ٤ (‏أ)‏ ماذا يعني ان يحفظ المرء وصيةً ما؟‏ (‏ب)‏ كيف نعلِّم شخصا ان يحفظ ما اوصى به المسيح؟‏

      ٤ ان حفظ المرء وصيةً ما يشير الى انه يتصرف بانسجام مع هذه الوصية،‏ انه يطيعها ويتقيّد بها.‏ فكيف نعلِّم الشخص ان يحفظ،‏ او يطيع،‏ ما اوصى به المسيح؟‏ لنأخذ على سبيل المثال كيف يعلِّم مدرِّس قيادة السيارات في بعض البلدان تلاميذه على حفظ قوانين السير.‏ فهو يعلِّم تلاميذه القوانين في الصف.‏ ولكن لكي يعلِّمهم كيف يطيعون هذه القوانين،‏ يجب ان يعطيهم الارشادات وهم يقودون السيارة على الطريق ويبذلون جهدهم ليطبِّقوا ما تعلّموه.‏ على نحو مماثل،‏ عندما ندرس الكتاب المقدس مع الآخرين،‏ نعلِّمهم وصايا المسيح.‏ ولكن يلزم ايضا ان نعطي تلاميذنا الارشادات وهم يحاولون تطبيق وصايا المسيح في حياتهم اليومية وفي الخدمة.‏ (‏يوحنا ١٤:‏١٥؛‏ ١ يوحنا ٢:‏٣‏)‏ فإتمام وصية المسيح كاملا يتطلب ان نكون معلِّمين ومُرشِدين.‏ وبذلك نقتدي بالمثال الذي رسمه يسوع ويهوه.‏ —‏ مزمور ٤٨:‏١٤؛‏ كشف ٧:‏١٧‏.‏

      ٥ لماذا قد يتردد الشخص الذي ندرس معه الكتاب المقدس في إطاعة وصية المسيح؟‏

      ٥ يشمل تعليم الآخرين ان يحفظوا ما اوصى به يسوع مساعدتهم ان يطيعوا وصيته المتعلقة بالتلمذة.‏ لكنَّ بعض الذين ندرس معهم الكتاب المقدس قد يستصعبون القيام بهذا العمل.‏ فحتى لو كانوا سابقا اعضاء نشاطى في بعض كنائس العالم المسيحي،‏ فمن غير المرجح ان يكون معلِّموهم الدينيون السابقون قد علَّموهم ان يذهبوا ويتلمذوا.‏ فبعض قادة الكنيسة يعترفون بأن كنائس العالم المسيحي فشلت فشلا ذريعا في تعليم رعاياها ان يبشِّروا.‏ ذكر عالِم الكتاب المقدس جون ر.‏ و.‏ ستوت في معرض تعليقه على وصية يسوع بالذهاب الى العالم ومساعدة جميع انواع الناس ان يصيروا تلاميذ:‏ «ان فشلنا في العمل وفق مغزى هذه الوصية هو نقطة الضعف الرئيسية لدى المسيحيين المتمسكين بتعاليم الانجيل في حقل التبشير اليوم».‏ وأضاف:‏ «نحن نميل الى إعلان رسالتنا عن بُعد.‏ فمثلنا مثل الشخص الذي يعطي النصائح لغريق فيما يبقى هو بأمان على الشاطئ.‏ فنحن لا نريد ان ننزل الى الماء لننقذهم لأننا نخشى البلل».‏

      ٦ (‏أ)‏ كيف نقتدي بفيلبس عند مساعدة تلميذ الكتاب المقدس؟‏ (‏ب)‏ كيف نُظهِر اهتمامنا به عندما يبدأ بالاشتراك في عمل الكرازة؟‏

      ٦ اذا كان الذي ندرس معه الكتاب المقدس ينتمي سابقا الى دين ‹يخشى افراده البلل›،‏ فقد يستصعب ان يتغلب على هذا الخوف ويطيع وصية المسيح المتعلقة بالتلمذة.‏ لذلك يجب ان نساعده.‏ فيلزم ان نكون صبورين فيما نقدِّم له الارشادات والتوجيهات التي تعمِّق فهمه وتدفعه الى العمل،‏ تماما كما ساعدت ارشادات فيلبس الحبشي على الفهم ودفعته الى المعمودية.‏ (‏يوحنا ١٦:‏١٣؛‏ اعمال ٨:‏٣٥-‏٣٨‏)‏ كما ان رغبتنا في تعليم تلاميذ الكتاب المقدس ان يحفظوا الوصية المتعلقة بالتلمذة تدفعنا ان نكون بجانبهم لإرشادهم عندما يخطون خطواتهم الاولى في الكرازة بالملكوت.‏ —‏ جامعة ٤:‏٩،‏ ١٠؛‏ لوقا ٦:‏٤٠‏.‏

      ‏«جميع ما اوصيتكم به»‏

      ٧ اية وصيتَين يشملهما ‹جميع ما اوصى به› المسيح ينبغي تعليمهما للآخرين؟‏

      ٧ ان ما نعلِّمه للتلاميذ الجدد لا يقتصر على تعليمهم ان يتلمذوا.‏ فقد قال لنا يسوع ان نعلِّم الآخرين ان «يحفظوا جميع ما» اوصى به.‏ ويشمل ذلك الوصيتَين العظميَين:‏ محبة اللّٰه ومحبة القريب.‏ (‏متى ٢٢:‏٣٧-‏٣٩‏)‏ فكيف نعلِّم التلميذ الجديد ان يحفظ هاتَين الوصيتَين؟‏

      ٨ ايّ مثل يوضح كيف يمكن تعليم التلميذ الجديد الوصية حول إظهار المحبة؟‏

      ٨ فكِّر ثانية في مثل التلميذ التي يتعلم القيادة.‏ فإذ يقود السيارة على الطريق ومعلِّمه الى جانبه،‏ لا يتعلم بالاصغاء الى استاذه فحسب،‏ بل ايضا بملاحظة ما يقوم به السائقون الآخرون.‏ مثلا،‏ قد يلفت معلِّمه انتباهه الى سائق يسمح بلطف لسائق آخر بأن يتقدم عليه.‏ او قد يريه سائقا لطيفا يُشعِل الضوء الامامي المنخفض لئلا يبهر ضوء سيارته السائقين الآتين بالاتجاه المعاكس.‏ او قد يدله على سائق يمدّ يد المساعدة لإصلاح سيارة معطّلة لشخص يعرفه.‏ ان هذه الامثلة تعلِّم التلميذ دروسا قيِّمة يمكنه تطبيقها عندما يقود سيارته.‏ على نحو مماثل،‏ لا يتعلم التلميذ الجديد الذي يسير على الطريق الى الحياة من معلِّمه فقط،‏ بل ايضا من الامثلة الجيدة التي يراها في الجماعة.‏ —‏ متى ٧:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

      ٩ كيف يتعلم التلميذ الجديد ما يعنيه حفظ الوصية حول إظهار المحبة؟‏

      ٩ مثلا،‏ قد يلاحظ تلميذ الكتاب المقدس امًّا متوحدة تبذل قصارى جهدها لتأتي الى قاعة الملكوت مع اولادها الصغار.‏ او قد يرى اختا مكتئبة تأتي بانتظام الى الاجتماعات رغم صراعها مع الكآ‌بة،‏ او ارملة مسنّة تجلب مسنين آخرين الى الاجتماعات،‏ او مراهقا يشارك في تنظيف قاعة الملكوت.‏ او ربما يلفت نظره شيخ في الجماعة يكون دائما من السبّاقين الى خدمة الحقل رغم المسؤوليات الجماعية الكثيرة الملقاة على عاتقه.‏ او يمكن ان يلتقي شاهدا معوَّقا طريح الفراش،‏ ولكنَّه يمنح التشجيع لكل الذين يزورونه.‏ كما انه قد يرى زوجَين يقومان بتغييرات جذرية في حياتهما ليهتما بحاجات والديهما المسنين.‏ فبمراقبة هؤلاء المسيحيين اللطفاء والداعمين والجديرين بالثقة،‏ يتعلم التلميذ الجديد بالمثال ما تعنيه إطاعة وصية المسيح بأن نحب اللّٰه والقريب،‏ وخصوصا الرفقاء المؤمنين.‏ (‏امثال ٢٤:‏٣٢؛‏ يوحنا ١٣:‏٣٥؛‏ غلاطية ٦:‏١٠؛‏ ١ تيموثاوس ٥:‏٤،‏ ٨؛‏ ١ بطرس ٥:‏٢،‏ ٣‏)‏ بهذه الطريقة،‏ يمكن لكل فرد في الجماعة المسيحية —‏ بل يجب عليه —‏ ان يكون معلِّما ومُرشِدا.‏ —‏ متى ٥:‏١٦‏.‏

      ‏«الى اختتام نظام الاشياء»‏

      ١٠ (‏أ)‏ الى متى سنستمر في القيام بعمل التلمذة؟‏ (‏ب)‏ ايّ مثال رسمه يسوع بخصوص اتمام التعيينات؟‏

      ١٠ و الى متى ينبغي ان نستمر في القيام بعمل التلمذة؟‏ طوال فترة اختتام نظام الاشياء.‏ (‏متى ٢٨:‏٢٠‏)‏ فهل نتمِّم هذا الوجه من المهمة التي فوَّضها يسوع الينا؟‏ ان الجماعة العالمية النطاق مصمِّمة على ذلك.‏ ففي السنوات الماضية،‏ ضحّينا طوعا بوقتنا وطاقتنا ومواردنا للعثور على ‹الميالين بالصواب الى الحياة الابدية›.‏ (‏اعمال ١٣:‏٤٨‏)‏ وحاليا،‏ يقضي شهود يهوه حول العالم كمعدل اكثر من ثلاثة ملايين ساعة كل يوم في الكرازة بالملكوت وعمل التلمذة.‏ ونحن نقوم بهذا العمل اقتداء بمثال يسوع.‏ فقد قال:‏ «طعامي ان اعمل مشيئة الذي ارسلني وأنهي عمله».‏ (‏يوحنا ٤:‏٣٤‏)‏ وهذا ما نرغب فيه نحن ايضا من كل قلبنا.‏ (‏يوحنا ٢٠:‏٢١‏)‏ فنحن لا نريد ان نبدأ بالعمل الموكل الينا فحسب،‏ بل ان ننهيه ايضا.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٣؛‏ يوحنا ١٧:‏٤‏.‏

      ١١ ماذا حدث لبعض من اخوتنا وأخواتنا المسيحيين،‏ وأيّ سؤال ينبغي ان نطرحه على انفسنا؟‏

      ١١ ولكن من المؤسف ان بعضا من رفقائنا المؤمنين صاروا ضعفاء روحيا وتباطأوا او توقفوا عن إتمام وصية المسيح المتعلقة بالتلمذة.‏ فهل من وسيلة لمساعدتهم ان يعاشروا الجماعة من جديد ويستأنفوا نشاطهم في عمل التلمذة؟‏ (‏روما ١٥:‏١؛‏ عبرانيين ١٢:‏١٢‏)‏ ان الطريقة التي استخدمها يسوع لمساعدة رسله عندما مرّوا وقتيا بحالة ضعف تُظهِر لنا ما يمكن فعله اليوم.‏

      إظهار الاهتمام

      ١٢ (‏أ)‏ ماذا فعل رسل يسوع قُبيل موته؟‏ (‏ب)‏ كيف عامل يسوع رسله رغم انهم كانوا ضعفاء روحيا جدا؟‏

      ١٢ في اواخر خدمة يسوع على الارض حين كان على وشك ان يموت،‏ «تركه [رسله] وهربوا».‏ وكما سبق فأنبأ ‹تبدّد كل واحد الى بيته›.‏ (‏مرقس ١٤:‏٥٠؛‏ يوحنا ١٦:‏٣٢‏)‏ فكيف عامل يسوع عشراءه الضعفاء روحيا؟‏ بُعيد قيامته،‏ قال لبعض من أتباعه:‏ ‹لا تخافوا!‏ اذهبوا وأخبروا اخوتي لكي يذهبوا الى الجليل؛‏ وهناك يرونني›.‏ (‏متى ٢٨:‏١٠‏)‏ فرغم ان الرسل كانوا ضعفاء روحيا جدا،‏ كان يسوع لا يزال يدعوهم «اخوتي».‏ (‏متى ١٢:‏٤٩‏)‏ ولم يفقد ثقته بهم بل كان رحيما وغفورا معهم،‏ تماما كما ان يهوه رحيم وغفور.‏ (‏٢ ملوك ١٣:‏٢٣‏)‏ فكيف نقتدي بيسوع؟‏

      ١٣ اية نظرة يجب امتلاكها الى الذين صاروا ضعفاء روحيا؟‏

      ١٣ ينبغي ان نهتم اهتماما كبيرا بالذين تباطأوا او توقفوا عن الاشتراك في الخدمة.‏ فنحن لا نزال نذكر اعمال المحبة التي قام بها هؤلاء الرفقاء المؤمنون —‏ والبعض منهم طوال عقود.‏ (‏عبرانيين ٦:‏١٠‏)‏ ونحن نفتقد عشرتهم كثيرا.‏ (‏لوقا ١٥:‏٤-‏٧؛‏ ١ تسالونيكي ٢:‏١٧‏)‏ فكيف نعرب عن اهتمامنا بهم؟‏

      ١٤ كيف نقتدي بيسوع لنساعد شخصا ضعيفا؟‏

      ١٤ قال يسوع للرسل المثبَّطين ان يذهبوا الى الجليل وهناك يرونه.‏ كانت هذه الكلمات بمثابة دعوة لهم ليحضروا اجتماعا خصوصيا.‏ (‏متى ٢٨:‏١٠‏)‏ واليوم ايضا،‏ نحن ندعو الضعفاء روحيا الى حضور اجتماعات الجماعة المسيحية،‏ وقد يستلزم الامر ان ندعوهم اكثر من مرة.‏ في حالة الرسل،‏ اثمرت دعوة يسوع لأن «التلاميذ الاحد عشر .‏ .‏ .‏ ذهبوا الى الجليل الى الجبل الذي عيَّنه لهم يسوع».‏ (‏متى ٢٨:‏١٦‏)‏ وكم نفرح نحن ايضا عندما يتجاوب الضعفاء مع دعواتنا الصادقة ويستأنفون حضور الاجتماعات المسيحية!‏ —‏ لوقا ١٥:‏٦‏.‏

      ١٥ كيف نقتدي بمثال يسوع في الترحيب بالضعفاء الذين يأتون الى اجتماعاتنا؟‏

      ١٥ وكيف يجب ان نتصرف عندما يصل مسيحي ضعيف روحيا الى قاعة الملكوت؟‏ يجب ان نقتدي بما فعله يسوع عندما اتى رسله،‏ الذين مرّوا وقتيا بحالة ضعف،‏ الى مكان الاجتماع الذي عيَّنه لهم.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «اقترب يسوع وكلّمهم».‏ (‏متى ٢٨:‏١٨‏)‏ فلم ينظر اليهم من بعيد،‏ بل اقترب منهم.‏ تخيّل كم ارتاح الرسل دون شك عندما اخذ يسوع المبادرة!‏ فلنأخذ نحن ايضا المبادرة ونرحِّب بحرارة بالضعفاء روحيا الذين يبذلون جهدهم ليعودوا الى الجماعة المسيحية.‏

      ١٦ (‏أ)‏ ماذا نتعلم من معاملة يسوع لأتباعه؟‏ (‏ب)‏ كيف نقتدي بنظرة يسوع الى الضعفاء؟‏ (‏انظر الحاشية.‏)‏

      ١٦ وماذا فعل يسوع ايضا؟‏ اولا،‏ قال لهم:‏ «دُفعت اليّ كل سلطة».‏ ثانيا،‏ اعطاهم تعيينا قائلا:‏ «اذهبوا وتلمذوا».‏ وثالثا،‏ قطع الوعد التالي:‏ «ها انا معكم كل الايام».‏ ولكن هل لاحظتَ ما لم يفعله يسوع؟‏ لم يوبِّخ تلاميذه على ضعفاتهم وشكوكهم.‏ (‏متى ٢٨:‏١٧‏)‏ فهل كان اسلوبه فعّالا؟‏ اجل.‏ فلم يمضِ وقت طويل حتى عاود الرسل نشاطهم في ‹التعليم والتبشير›.‏ (‏اعمال ٥:‏٤٢‏)‏ فلنقتدِ بمثال يسوع في نظرته الى الضعفاء ومعاملته لهم فنحصد نتائج مفرحة مماثلة في جماعتنا.‏b —‏ اعمال ٢٠:‏٣٥‏.‏

      ‏«انا معكم كل الايام»‏

      ١٧،‏ ١٨ اية فكرتَين مشجِّعتَين تضمنتهما كلمات يسوع:‏ «انا معكم كل الايام»؟‏

      ١٧ قال يسوع في ختام التفويض الذي اعطاه:‏ «انا معكم كل الايام».‏ وكلماته هذه تشجِّع كل الذين يجاهدون لإتمام الوصية التي امرنا فيها بأن نتلمذ.‏ فمهما قاوم الاعداء عمل الكرازة بالملكوت الذي نقوم به ومهما كانت اشكال الافتراء الذي يمطروننا به،‏ فلا داعي ان نخاف.‏ ولماذا؟‏ لأن يسوع،‏ قائدنا،‏ الذي لديه «كل سلطة في السماء وعلى الارض» هو معنا ليزوِّدنا بالدعم.‏

      ١٨ كما ان وعْد يسوع بأنه ‹معنا كل الايام›‏ هو مصدر تعزية لنا.‏ ففيما نجاهد لإتمام وصيته بالتلمذة،‏ نختبر اياما مفرحة وأياما محزنة على السواء.‏ (‏٢ أخبار الايام ٦:‏٢٩‏)‏ فقد يمرّ بعضنا بأوقات محزنة عندما يخطف الموت احد احبائهم.‏ (‏تكوين ٢٣:‏٢؛‏ يوحنا ١١:‏٣٣-‏٣٦‏)‏ ويُضطر آخرون الى التأقلم مع الشيخوخة حين يفقدون طاقتهم وتتدهور صحتهم.‏ (‏جامعة ١٢:‏١-‏٦‏)‏ اما البعض الآخر فيمرّون بفترات تسحقهم فيها مشاعر الكآ‌بة.‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏١٤‏)‏ كما ان عددا متزايدا يعانون المصاعب المادية.‏ ولكن رغم هذه المشاكل،‏ ننجح في خدمتنا لأن يسوع معنا ‏«كل الايام»،‏ بما في ذلك احلك ايام حياتنا.‏ —‏ متى ١١:‏٢٨-‏٣٠‏.‏

      ١٩ (‏أ)‏ اية ارشادات تحتويها مهمة التلمذة التي فوَّضها الينا يسوع؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمكِّننا من إتمام تفويض المسيح؟‏

      ١٩ كما رأينا في هذه المقالة والمقالة السابقة،‏ كانت المهمة التي فوَّضها يسوع الى تلاميذه شاملة.‏ فقد اخبرنا يسوع لماذا وأين ينبغي ان نطيع وصيته.‏ كما اخبرنا ماذا وإلى متى ينبغي ان نتلمذ.‏ لا شك ان إتمام هذه المهمة الضخمة امر صعب.‏ ولكن بما ان المسيح لديه سلطة وبما انه معنا،‏ فبإمكاننا إنجاز هذه المهمة.‏ ألا توافق على ذلك؟‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a يشير احد المراجع ان يسوع لم يقُل:‏ «عمِّدوهم .‏ .‏ .‏ ثم علِّموهم»،‏ بل:‏ «عمِّدوهم .‏ .‏ .‏ وعلِّموهم».‏ لذلك،‏ فإن التعميد والتعليم ليسا «بالتحديد .‏ .‏ .‏ امرَين متعاقبَين».‏ فـ‍ «التعليم هو عملية مستمرة تبدأ قبل المعمودية .‏ .‏ .‏ وتستمر بعد المعمودية».‏

      b من اجل المزيد من المعلومات حول كيفية النظر الى الضعفاء ومساعدتهم،‏ انظر برج المراقبة،‏ عدد ١ شباط (‏فبراير)‏ ٢٠٠٣،‏ الصفحات ١٥-‏١٨‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة