لذلك اذا اقنعت شخصا بقبول احد تعاليم الكتاب المقدس،‏ تكون قد كسبت ثقته،‏ اي انك جعلته يثق بمصداقية هذا التعليم.‏ ومن الواضح ان إخبار الشخص بما يقوله الكتاب المقدس لا يكفي لكي يؤمن بتعاليمه ويطبّقها في حياته.‏ فيجب ان يقتنع السامع بأن ما تقوله هو حق،‏ سواء كان ولدا،‏ جارا،‏ زميلا في العمل،‏ رفيقا في المدرسة،‏ او احد الاقرباء.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

٨ ماذا يشمل إقناع الشخص بحق الاسفار المقدسة؟‏

^٨ وكيف يمكنك إقناع شخص بأن ما تقوله من كلمة اللّٰه هو الحق؟‏ لقد سعى بولس الى إحداث تغيير في طريقة تفكير مَن يكلّمهم باستخدام المنطق والحجج السليمة والتوسل الحارّ.‏a لذلك بدلا من مجرد القول ان امرا ما هو صحيح،‏ يجب ان تزوِّد دليلا مقنعا يُثبت ما تقوله.‏ وكيف يمكنك فعل ذلك؟‏ بالتأكد من ان ما تقوله مؤسس على كلمة اللّٰه،‏ وليس على آرائك الشخصية،‏ وباستخدام دليل إضافي يُثبِت ما تقوله من الاسفار المقدسة.‏ (‏امثال ١٦:‏٢٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ مثلا،‏ اذا قلت للشخص ان البشر الطائعين سيتمتعون بأرض فردوسية،‏ فادعم هذه النقطة بآ‌يات من الاسفار المقدسة،‏ مثل لوقا ٢٣:‏٤٣ او إشعياء ٦٥:‏٢١-‏٢٥‏.‏ وكيف يمكنك ان تعطي دليلا اضافيا على هذه النقطة المؤسسة على الاسفار المقدسة؟‏ يمكنك استخدام امثلة مألوفة للسامع.‏ فبإمكانك تذكيره بالامور الممتعة المجانية المتاحة للجميع،‏ مثل:‏ مغيب الشمس الرائع،‏ تنشق عبير الازهار،‏ تذوق الفاكهة اللذيذة،‏ او مراقبة انثى احد الطيور وهي تُطعِم صغارها.‏ ساعده ليرى ان هذه الامور دليل على ان الخالق يريد ان نتمتع بحياتنا على الارض.‏ —‏ جامعة ٣:‏١١،‏ ١٢‏.‏

٩ كيف نُظهِر التعقل في عملنا الكرازي؟‏

^٩ عند محاولة إقناع شخص بأن يقبل احد تعاليم الكتاب المقدس،‏ انتبه ألّا يجعلك حماسك تفقد تعقلك وتتكلم بشكل غير منطقي.‏ فهذا يجعل قلب وعقل السامع غير متجاوبَين.‏ يقدِّم كتاب مدرسة الخدمة هذا التحذير:‏ «لا يتقبل الناس عموما كلام الحق المعبَّر عنه بأسلوب جاف اذا كان يشهّر بُطل معتقد يُعزّونه،‏ حتى لو كان الكلام مدعوما بقائمة طويلة من الآيات.‏ مثلا،‏ اذا أُدين الاحتفال بأعياد محبَّبة الى الناس لأنها من اصل وثني،‏ فلن يغيّر ذلك على الارجح رأيهم فيها.‏ ولكن يمكنكم عادةً ان تنجحوا اكثر اذا اظهرتم التعقل».‏ ولماذا يجب ان يبذل المرء الجهد ليكون متعقلا ويتكلم بشكل منطقي؟‏ يجيب الكتاب:‏ «اسلوب المحاجَّة المنطقية .‏ .‏ .‏ يشجع على الحوار،‏ يعطي الناس شيئا يفكرون فيه لاحقا،‏ ويترك المجال مفتوحا لإجراء محادثات اخرى في المستقبل.‏ ولهذا الاسلوب قدرة كبيرة على الاقناع».‏ —‏ كولوسي ٤:‏٦‏.‏

استخدِم كلمة اللّٰه بمهارة

١٣ كيف يمكننا،‏ كبولس،‏ ان ندفع مستمعينا الى العمل؟‏

^١٣ اراد بولس ان يدفع مستمعيه الى العيش بانسجام مع البشارة.‏ (‏١ تسالونيكي ١:‏٥-‏٧‏)‏ لذلك حاول بلوغ قلوبهم المجازية،‏ مركز الدوافع.‏ وبالعودة الى دفاع بولس عن نفسه امام اغريباس،‏ لاحظ كيف ‹استعمل بولس كلمة اللّٰه بطريقة صائبة› بالاقتباس من اقوال موسى والانبياء.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏١٥‏.‏

١٤ كيف استخدم بولس الاقناع عندما مثل امام اغريباس؟‏

^١٤ عرف بولس ان اغريباس هو يهودي بالاسم فقط.‏ وإذ استند الى معرفة اغريباس للدين اليهودي،‏ قال انه في كرازته لم يعلِّم «شيئا سوى ما ذكر الانبياء وموسى» عن موت المسيَّا وقيامته.‏ (‏اعمال ٢٦:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ ثم طرح سؤالا مباشرا على اغريباس:‏ «أتؤمن ايّها الملك اغريباس بالانبياء؟‏».‏ وقد اوقع هذا السؤال اغريباس في حيرة.‏ فإذا قال انه لا يؤمن بالانبياء،‏ لا يعود يُعتبَر يهوديا مؤمنا.‏ وإذا قال العكس،‏ يكون ذلك بمثابة موافقة علنية على ما يقوله بولس،‏ فيُتَّهم بأنه مسيحي.‏ لذلك اجاب بولس بحكمة عن السؤال الذي طرحه هو قائلا:‏ «انا اعلم انك تؤمن».‏ فماذا كان جواب اغريباس؟‏ قال:‏ «انك بوقت قليل تقنعني ان اصير مسيحيا».‏ (‏اعمال ٢٦:‏٢٧،‏ ٢٨‏)‏ ورغم ان اغريباس لم يصر مسيحيا،‏ فمن الواضح ان بولس مسّ قلبه الى حدّ ما برسالته.‏ —‏ عبرانيين ٤:‏١٢‏.‏

١٥ كيف تمكن بولس من تأسيس جماعة في تسالونيكي؟‏

^١٥ هل لاحظت ان عرض بولس للبشارة شمل الاعلان جهرا والاقناع؟‏ ونتيجة استخدامه هذا الاسلوب فيما كان ‹يستعمل كلمة اللّٰه بطريقة صائبة›،‏ صار بعض مستمعيه مؤمنين.‏ وهذا ما حدث في تسالونيكي،‏ حيث كان بولس يبشر اليهود والامميين الخائفين اللّٰه في المجمع.‏ تقول الرواية في الاعمال ١٧:‏٢-‏٤‏:‏ «دخل بولس اليهم حسب عادته،‏ وحاجّهم منطقيا من الاسفار المقدسة ثلاثة سبوت،‏ شارحا ومبرهنا بشواهد ان المسيح كان يجب ان يتألم ويقوم من الاموات .‏ .‏ .‏ ونتيجة لذلك صار بعض منهم مؤمنين».‏ كان بولس يتكلم بإقناع.‏ فقد كان يحاجّ منطقيا،‏ يشرح،‏ ويبرهن بواسطة الاسفار المقدسة ان يسوع هو المسيَّا الموعود به منذ زمن طويل.‏ وماذا كانت النتيجة؟‏ تأسست هناك جماعة من المؤمنين.‏

١٦ كيف يمكننا التمتع اكثر في عمل المناداة بالملكوت الذي نقوم به؟‏

^١٦ هل يمكنك ان تصير ابرع في فن الاقناع وأنت تشرح كلمة اللّٰه؟‏ عندئذ،‏ ستشعر باكتفاء اكبر وتتمتع اكثر بعملك وأنت تكرز وتعلّم الناس عن ملكوت اللّٰه.‏ وهذا ما حدث مع ناشري البشارة الذين طبَّقوا الاقتراح ان يزيدوا من استخدامهم للكتاب المقدس في العمل الكرازي.‏

١٧ كيف تُظهِر هذه الفقرة او ايّ اختبار شخصي انه من المفيد استعمال الكتاب المقدس في خدمتنا؟‏

^١٧ مثلا،‏ كتب ناظر جائل من شهود يهوه:‏ «ان عددا لا بأس به من الاخوة والاخوات يحملون الآن الكتاب المقدس بيدهم وهم يشهدون من باب الى باب.‏ وهذا ما ساعد الناشرين على قراءة آية لكثيرين من الذين التقوهم في الخدمة.‏ كما ساعد اصحاب البيوت والناشرين على السواء ان يربطوا الكتاب المقدس،‏ وليس المجلات والكتب فقط،‏ بخدمتنا».‏ طبعا،‏ ان حمل الكتاب المقدس باليد في كرازتنا يعتمد على عدة عوامل،‏ بما في ذلك العادات المحلية.‏ لكنَّ المهم في الامر هو ان نكون معروفين بأننا نستعمل كلمة اللّٰه بمهارة لإقناع الآخرين بقبول رسالة الملكوت.‏