مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الخدمة كصيادي الناس
    برج المراقبة ١٩٩٢ | ١٥ حزيران (‏يونيو)‏
    • الخدمة كصيادي الناس

      ‏«قال يسوع لسمعان لا تخف.‏ من الآن تكون تصطاد الناس (‏احياء)‏.‏» —‏ لوقا ٥:‏١٠‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ اي دور لعبه صيد السمك في تاريخ الجنس البشري؟‏ (‏ب)‏ اي نوع جديد من الصيد أُدخل قبل نحو ٠٠٠‏,٢ سنة؟‏

      طوال آلاف السنين،‏ اصطاد الجنس البشري السمك من اجل الطعام في بحار الارض،‏ بحيراتها،‏ وأنهارها.‏ فكان السمك من النيل جزءا مهما من الغذاء في مصر القديمة.‏ وعندما جرى تحويل مياه النيل الى دم في ايام موسى،‏ لم يتألم المصريون فقط بسبب النقص الناتج في الماء بل ايضا لأن السمك مات،‏ مؤثِّرا في مخزونهم للطعام.‏ وفي وقت لاحق،‏ في سيناء،‏ عندما اعطى يهوه الناموس لاسرائيل،‏ قال لهم ان اسماكا معيَّنة يمكن ان تؤكل ولكنَّ غيرها كانت نجسة،‏ ليست لتؤكل.‏ وأشار ذلك الى ان الاسرائيليين كانوا سيأكلون السمك عندما يأتون الى ارض الموعد،‏ ولذلك فإن البعض منهم كانوا سيصيرون صيادين.‏ —‏ خروج ٧:‏٢٠،‏ ٢١؛‏ لاويين ١١:‏٩-‏١٢‏.‏

      ٢ ولكن،‏ قبل نحو ٠٠٠‏,٢ سنة،‏ جرى ادخال نوع آخر من الصيد الى الجنس البشري.‏ وكان ذلك نوعا روحيا من الصيد لا يفيد الصيادين فحسب بل السمك ايضا!‏ وهذا النوع من الصيد لا يزال يُمارس اليوم،‏ بفوائد عظيمة للملايين حول العالم.‏

      ‏‹اصطياد الناس (‏احياء)‏›‏

      ٣،‏ ٤ اي صيادَين اظهرا اهتماما كبيرا بيسوع المسيح؟‏

      ٣ في السنة ٢٩ ب‌م،‏ عمَّد يوحنا المعمدان في نهر الاردن يسوع،‏ الشخص الذي كان سيُدخل هذا الشكل الجديد من الصيد.‏ وبعد اسابيع قليلة،‏ لفت يوحنا نظر اثنين من تلاميذه الى يسوع وقال:‏ «هوذا حمل اللّٰه.‏» وأحد هذين التلميذين،‏ الذي كان اسمه اندراوس،‏ اخبر بسرعة اخاه سمعان بطرس:‏ «قد وجدنا مسيَّا»!‏ والمثير للاهتمام ان اندراوس وسمعان كليهما كانا صيادَين بحكم المهنة.‏ —‏ يوحنا ١:‏٣٥،‏ ٣٦،‏ ٤٠،‏ ٤١؛‏ متى ٤:‏١٨‏.‏

      ٤ وبعد وقت ليس بقليل،‏ كان يسوع يكرز للجموع قرب بحر الجليل،‏ ليس بعيدا عن مكان سكن بطرس وأَندراوس.‏ وكان يقول للناس:‏ «توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات.‏» (‏متى ٤:‏١٣،‏ ١٧‏)‏ ويمكننا ان نتصور ان بطرس وأَندراوس كانا متشوِّقين الى سماع رسالته.‏ ولكنهما،‏ على الارجح،‏ لم يدركا ان يسوع كان على وشك ان يقول شيئا لهما سيغيِّر حياتهما الى الابد.‏ وعلاوة على ذلك،‏ فإن ما كان يسوع سيقوله ويفعله في حضورهما له معنى مهم لجميعنا اليوم.‏

      ٥ كيف كان الصياد بطرس قادرا ان يكون مفيدا ليسوع؟‏

      ٥ نقرأ:‏ «واذ كان الجمع يزدحم عليه ليسمع كلمة اللّٰه كان واقفا عند بحيرة جنِّيسارَت.‏ فرأى سفينتين واقفتين عند البحيرة والصيادون قد خرجوا منهما وغسَلوا الشباك.‏» (‏لوقا ٥:‏١،‏ ٢‏)‏ وقديما،‏ غالبا ما كان الصيادون المحترفون يعملون في الليل،‏ وهؤلاء الرجال كانوا ينظفون شباكهم بعد ليلة من الصيد.‏ فقرر يسوع ان يستعمل احدى سفينتَيهم لكي يكرز بفعالية اكثر للجمع.‏ «فدخل احدى السفينتين التي كانت لسمعان وسأله ان يبعد قليلا عن البر.‏ ثم جلس وصار يعلّم الجموع من السفينة.‏» —‏ لوقا ٥:‏٣‏.‏

      ٦،‏ ٧ اية عجيبة تتعلق بالصيد انجزها يسوع،‏ مؤدية الى اية عبارة عن الصيد؟‏

      ٦ لاحظوا ان يسوع كان يفكر في شيء اكثر من تعليم الجموع:‏ «ولما فرغ من الكلام قال لسمعان ابعُد الى العمق وألقوا شباككم للصيد.‏» وتذكَّروا انَّ هؤلاء الصيادين كانوا قد عملوا كل الليل.‏ وليس مثيرا للدهشة ان يجيب بطرس:‏ «يا معلِّم قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئا ولكن على كلمتك ألقي الشبكة.‏» وماذا حدث عندما فعلوا ذلك؟‏ «امسكوا سمكا كثيرا جدا فصارت شبكتهم تتخرَّق.‏ فأشاروا الى شركائهم الذين في السفينة الاخرى ان يأتوا ويساعدوهم.‏ فأتوا وملأوا السفينتين حتى اخذتا في الغرق.‏» —‏ لوقا ٥:‏٤-‏٧‏.‏

      ٧ لقد انجز يسوع عجيبة.‏ فتلك المساحة من البحر كانت عقيمة كل الليل؛‏ والآن صارت تزخر بالسمك.‏ وكان لهذه العجيبة اثر قوي في بطرس.‏ «سمعان بطرس .‏ .‏ .‏ خرَّ عند ركبتي يسوع قائلا اخرج من سفينتي يا رب لأني رجل خاطئ.‏ اذ اعترته وجميع الذين معه دهشة على صيد السمك الذي اخذوه.‏ وكذلك ايضا يعقوب ويوحنا ابنا زبدي اللذان كانا شريكي سمعان.‏» فهدَّأ يسوع بطرس وبعد ذلك تلفظ بالكلمات التي كانت ستغيِّر حياة بطرس.‏ «لا تخف.‏ من الآن تكون تصطاد الناس (‏احياء)‏.‏» —‏ لوقا ٥:‏٨-‏١٠‏.‏

      صيادو الناس

      ٨ كيف تجاوب اربعة صيادين محترفين مع الدعوة الى ‹اصطياد الناس احياء›؟‏

      ٨ وهكذا قارن يسوع الناس بالسمك،‏ ودعا هذا الصيادَ المتواضعَ الى التخلي عن مهنته الدنيوية من اجل شكل من الصيد اعظم بكثير —‏ اصطياد الناس احياء.‏ فقبِل بطرس وأخوه اندراوس الدعوة.‏ «فللوقت تركا الشباك وتبعاه.‏» (‏متى ٤:‏١٨-‏٢٠‏)‏ ثم نادى يسوع يعقوب ويوحنا،‏ اللذين كانا في سفينتهما يصلحان الشباك.‏ ودعا هذين ايضا الى الصيرورة صيادَي الناس.‏ فكيف تجاوبا؟‏ «فللوقت تركا السفينة وأباهما وتبعاه.‏» (‏متى ٤:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ لقد اظهر يسوع مهارة كصياد للانفس.‏ ففي تلك المناسبة اصطاد اربعة رجال احياء.‏

      ٩،‏ ١٠ اي ايمان اظهره بطرس ورفقاؤه،‏ وكيف دُرِّبوا على الصيد الروحي؟‏

      ٩ ان الصياد المحترف يكسب معيشته ببيع صيده،‏ لكنَّ الصياد الروحي لا يمكنه ذلك.‏ ولذلك اظهر هؤلاء التلاميذ ايمانا كبيرا عندما تخلَّوا عن كل شيء ليتبعوا يسوع.‏ ولكن،‏ لم يكن لديهم شك في ان صيدهم الروحي سيكون ناجحا.‏ فقد كان يسوع قادرا على جعل المياه غير المثمرة تعج بالسمك الحرفي.‏ وبصورة مماثلة،‏ عندما ألقوا شباكهم في مياه الامة الاسرائيلية،‏ امكن للتلاميذ ان يتيقنوا انهم،‏ بمساعدة اللّٰه،‏ سيصطادون الناس احياء.‏ وعمل الصيد الروحي الذي بدأ قديما يستمر،‏ ويهوه لا يزال يعطي غلة وافرة.‏

      ١٠ وطوال اكثر من سنتين،‏ درَّب يسوع هؤلاء التلاميذ على صيد الناس.‏ وأحيانا كان يعطيهم ارشادات دقيقة ويرسلهم امامه ليكرزوا.‏ (‏متى ١٠:‏١-‏٧؛‏ لوقا ١٠:‏١-‏١١‏)‏ وعندما جرت خيانة يسوع وقتله،‏ صُعق التلاميذ.‏ ولكن هل عنى موت يسوع ان لا صيد للناس بعدُ؟‏ سرعان ما اعطت الحوادث الجواب.‏

      الصيد في بحر الجنس البشري

      ١١،‏ ١٢ بعد قيامته،‏ اية عجيبة انجزها يسوع كانت لها علاقة بالصيد؟‏

      ١١ بعد وقت قصير من موت يسوع خارج اورشليم وقيامته،‏ عاد التلاميذ الى الجليل.‏ وفي احدى المناسبات كان سبعة منهم معا قرب بحر الجليل.‏ فقال بطرس انه يذهب ليتصيَّد،‏ وانضم اليه الآخرون.‏ وكالعادة،‏ كانوا يتصيَّدون ليلا.‏ وفي الواقع،‏ ألقوا ثانية شبكتهم في البحر الليل كله دون ان يصطادوا شيئا.‏ وبعدئذ عند الفجر،‏ دعاهم شخص جرت رؤيته واقفا على الشاطئ يناديهم عبر الماء:‏ «يا غلمان ألعل عندكم إِداما.‏» فردَّ التلاميذ:‏ «لا.‏» ولذلك قال لهم الواقف على الشاطئ:‏ «ألقوا الشبكة الى جانب السفينة الايمن فتجدوا.‏ فألقوا ولم يعودوا يقدرون ان يجذبوها من كثرة السمك.‏» —‏ يوحنا ٢١:‏٥،‏ ٦‏.‏

      ١٢ يا له من اختبار مدهش!‏ ومن المحتمل ان التلاميذ تذكَّروا العجيبة الابكر المتعلقة بالصيد وعلى الاقل ادرك واحد منهم مَن كان الشخص على الشاطئ.‏ «قال ذلك التلميذ الذي كان يسوع يحبُّه لبطرس هو الرب.‏ فلما سمع سمعان بطرس انه الرب اتزر بثوبه لأنه كان عريانا وألقى نفسه في البحر.‏ وأما التلاميذ الآخرون فجاءوا بالسفينة لأنهم لم يكونوا بعيدين عن الارض الا نحو مئتي ذراع.‏» —‏ يوحنا ٢١:‏٧،‏ ٨‏.‏

      ١٣ بعد صعود يسوع الى السماء،‏ اي برنامج صيد اممي جرى البدء به؟‏

      ١٣ علامَ دلَّت هذه العجيبة؟‏ على ان عمل صيد الناس لم ينتهِ.‏ وقد جرى التشديد على هذا الواقع عندما مضى يسوع ثلاث مرات يقول لبطرس —‏ ومن خلاله لكل التلاميذ —‏ ان يرعى خراف يسوع.‏ (‏يوحنا ٢١:‏١٥-‏١٧‏)‏ نعم،‏ ان برنامجا للتغذية الروحية يقع في المستقبل.‏ وقبل موته،‏ تنبأ:‏ «يُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم.‏» (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ والآن حان الوقت لكي يبدأ اتمام القرن الاول لهذه النبوة.‏ وكان تلاميذه على وشك ان يلقوا شباكهم في بحر الجنس البشري،‏ ولم تكن الشباك لترتفع فارغة.‏ —‏ متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

      ١٤ بأية طريقة كان صيد أتباع يسوع مبارَكا في السنوات التي سبقت دمار اورشليم؟‏

      ١٤ وقبل ان يصعد الى عرش ابيه في السماء،‏ قال يسوع لأتباعه:‏ «ستنالون قوة متى حلَّ الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض.‏» (‏اعمال ١:‏٨‏)‏ وعندما سُكب الروح القدس على التلاميذ في يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ بدأ العمل الكبير للصيد الروحي على نطاق اممي.‏ وفي يوم الخمسين وحده،‏ جرى اصطياد ثلاثة آلاف نفس احياء،‏ وسرعان ما «صار عدد الرجال نحو خمسة آلاف» بعد ذلك.‏ (‏اعمال ٢:‏٤١؛‏ ٤:‏٤‏)‏ واستمرت الزيادة.‏ فالسجل يخبرنا:‏ «كان مؤمنون ينضمون للرب اكثر.‏ جماهير من رجال ونساء.‏» (‏اعمال ٥:‏١٤‏)‏ وسرعان ما تجاوب السامريون مع البشارة،‏ وبعد ذلك بوقت قصير تجاوب ايضا الامم غير المختونين.‏ (‏اعمال ٨:‏٤-‏٨؛‏ ١٠:‏٢٤،‏ ٤٤-‏٤٨‏)‏ وبعد نحو ٢٧ سنة من يوم الخمسين،‏ كتب الرسول بولس الى مسيحيي كولوسي ان البشارة كان قد ‹كُرز بها في كل الخليقة التي تحت السماء.‏› (‏كولوسي ١:‏٢٣‏)‏ فمن الواضح ان تلاميذ يسوع كانوا قد اصطادوا بعيدا عن مياه الجليل.‏ فكانوا قد ألقوا شباكهم بين اليهود المشتتين في ارجاء الامبراطورية الرومانية،‏ وفي بحار الشعوب غير اليهودية التي لا امل فيها ظاهريا.‏ فارتفعت شباكهم ملآنة.‏ وبالنسبة الى حاجات المسيحيين في القرن الاول،‏ جرى اتمام نبوة يسوع في متى ٢٤:‏١٤ قبل ان تدمَّر اورشليم في سنة ٧٠ ب‌م.‏

      صيد الناس في «يوم الرب»‏

      ١٥ في سفر الرؤيا،‏ اي عمل صيد اضافي جرى التنبؤ عنه،‏ ومتى كان يجب انجاز ذلك؟‏

      ١٥ لكنَّ المزيد يقع في المستقبل.‏ فنحو نهاية القرن الاول،‏ منح يهوه آخر رسول حي،‏ يوحنا،‏ رؤيا عن امور كانت ستحدث في اثناء «يوم الرب.‏» (‏رؤيا ١:‏١،‏ ١٠‏)‏ وأحد الاوجه البارزة كان الاخبار بالبشارة عالميا.‏ نقرأ:‏ «رأيت ملاكا آخر طائرا في وسط السماء معه بشارة ابدية ليبشّر الساكنين على الارض وكل امة وقبيلة ولسان وشعب.‏» (‏رؤيا ١٤:‏٦‏)‏ وتحت التوجيه الملائكي كان خدام اللّٰه سيكرزون بالبشارة حرفيا في كل المسكونة،‏ لا في مجرد الامبراطورية الرومانية.‏ فإن عملا عالميا لصيد الانفس كان سيجري الشروع فيه،‏ وقد شهد يومنا اتمام هذه الرؤيا.‏

      ١٦،‏ ١٧ متى بدأ عمل الصيد الروحي العصري،‏ وكيف باركه يهوه؟‏

      ١٦ كيف كان الصيد في اثناء هذا القرن العشرين؟‏ باكرا،‏ كان الصيادون قليلين نسبيا.‏ وبعد ان انتهت الحرب العالمية الاولى،‏ كان هنالك نحو اربعة آلاف كارز نشيط بالبشارة فقط،‏ رجال ونساء غيورون كانوا في الاغلب من الممسوحين.‏ وكان يلقون شباكهم حيث يفتح يهوه الطريق،‏ وجرى اصطياد الكثير من الانفس احياء.‏ وعقب الحرب العالمية الثانية،‏ فتح يهوه مياها جديدة للصيد.‏ والمرسلون الذين كانوا قد حضروا مدرسة جلعاد برج المراقبة للكتاب المقدس قادوا العمل في بلدان عديدة.‏ وبلدان مثل اليابان،‏ ايطاليا،‏ واسپانيا،‏ التي ربما بدت في البداية عقيمة تماما،‏ اعطت اخيرا غلالا وافرة من الانفس.‏ وقد علمنا مؤخرا ايضا بمقدار نجاح الصيد في اوروپا الشرقية.‏

      ١٧ واليوم،‏ في بلدان كثيرة تتخرَّق الشباك تقريبا.‏ والحصاد الكبير للانفس يستلزم تنظيم جماعات ودوائر جديدة.‏ ولاسيتعاب هؤلاء تُبنى قاعات ملكوت وقاعات محافل جديدة على الدوام.‏ ويلزم شيوخ وخدام مساعدون اكثر للاعتناء بالزيادة.‏ عمل جبار بدأه اولئك الامناء قديما في سنة ١٩١٩.‏ وبطريقة حرفية،‏ تمت اشعياء ٦٠:‏٢٢‏.‏ ‹فالصغير صار ألفا،‏› اذ صار اولئك الصيادون الاربعة آلاف اكثر من اربعة ملايين اليوم.‏ والنهاية لم تحل بعدُ.‏

      ١٨ كيف يمكننا ان نقتدي بالمثال الرائع لصيادي الناس الروحيين للقرن الاول؟‏

      ١٨ ماذا يعني لنا كل ذلك كأفراد؟‏ تقول الآية انه عندما جرت دعوة بطرس،‏ اندراوس،‏ يعقوب،‏ ويوحنا الى الصيرورة صيادي الناس،‏ «تركوا كل شيء وتبعوا [يسوع].‏» (‏لوقا ٥:‏١١‏)‏ ويا له من مثال رائع للايمان والانتذار!‏ فهل يمكننا ان ننمي روح التضحية بالذات عينها،‏ الاستعداد عينه لخدمة يهوه مهما تكن الكلفة؟‏ يجيب الملايين انه يمكنهم.‏ وفي القرن الاول،‏ صاد التلاميذ الناس حيثما سمح يهوه.‏ وسواء كان ذلك بين اليهود او الامم،‏ صادوا دون تحفظ.‏ فلنكرز ايضا للجميع دون ايّ قيد او تحامل.‏

      ١٩ ماذا يجب ان نفعل اذا كانت المياه حيث نصيد لا تبدو مثمرة؟‏

      ١٩ ولكن،‏ ماذا اذا كانت مقاطعتكم في الوقت الحاضر تبدو غير مثمرة؟‏ لا تتثبطوا.‏ واذكروا ان يسوع ملأ شباك التلاميذ بعد ان كانوا قد صادوا الليل كلَّه دون نتيجة.‏ والامر نفسه يمكن ان يحدث بطريقة روحية.‏ مثلا،‏ في ايرلندا،‏ عمل الشهود الامناء لسنوات بنتائج محدودة نوعا ما.‏ ولكن،‏ مؤخرا تغيَّر ذلك.‏ ويخبر الكتاب السنوي لشهود يهوه لسنة ١٩٩١ انه بحلول نهاية سنة الخدمة ١٩٩٠،‏ تمتعت ايرلندا بـ‍ ٢٩ ذروة متتالية!‏ ولربما تنتج مقاطعتكم ذات يوم على نحو مماثل.‏ فما دام يهوه يسمح،‏ واصلوا الصيد!‏

      ٢٠ متى يجب ان ننهمك في صيد الناس؟‏

      ٢٠ في اسرائيل،‏ كان صيادو السمك يذهبون الى الصيد ليلا،‏ حين يكون كل شخص آخر مستدفئا ومستريحا في الفراش.‏ وكانوا يخرجون،‏ ليس عندما يكون ذلك مناسبا لهم،‏ بل عندما يكون ممكنا لهم ان يصيدوا اكبر عدد من السمك.‏ ونحن ايضا يجب ان ندرس مقاطعتنا لكي نذهب للصيد،‏ مجازيا،‏ عندما تكون اغلبية الناس في بيوتها ومتقبِّلة.‏ وقد يكون ذلك في اثناء الامسيات،‏ في نهايات الاسابيع،‏ او في وقت آخر.‏ وأيا يكن ذلك،‏ فلنعمل كل ما في وسعنا لنجد الاشخاص المستقيمي القلوب.‏

      ٢١ ماذا يجب ان نذكر اذا كانت مقاطعتنا تُخدم تكرارا؟‏

      ٢١ وماذا اذا كانت مقاطعتنا تُغطَّى تكرارا؟‏ غالبا ما يتذمر الصيادون المحترفون في العالم انه يجري استنفاد السمك في مناطق صيدهم.‏ ولكن هل يمكن ان يُستنفد السمك في مناطق صيدنا الروحي؟‏ في الحقيقة لا!‏ ان مقاطعات كثيرة تُنتج الزيادة حتى عندما تُغطَّى تكرارا.‏ والبعض يُنتج افضل لأنه يخدم حسنا.‏ ومع ذلك،‏ عندما تجري زيارة البيوت كثيرا،‏ تأكدوا جيدا انه يجري اخذ الملاحظة بالذين ليسوا في بيوتهم والاتصال بهم لاحقا.‏ تعلَّموا تنويعا من المواضيع للمحادثة.‏ اذكروا ان شخصا ما سيزور ثانية قريبا،‏ ولذلك لا تطيلوا البقاء او تثيروا عن غير قصد عداوة صاحب البيت.‏ وطوِّروا مهاراتكم في العمل في الشارع والشهادة غير الرسمية.‏ أَلقوا شباككم الروحية في كل مناسبة وبكل طريقة ممكنة.‏

      ٢٢ اي امتياز عظيم نتمتع به في هذا الوقت؟‏

      ٢٢ اذكروا انه في هذا الصيد يستفيد الصيادون والسمك على السواء.‏ فاذا ثابر اولئك الذين نصطادهم،‏ يمكنهم ان يعيشوا الى الابد.‏ وشجَّع بولس تيموثاوس:‏ «داوم على ذلك.‏ لأنك اذا فعلت هذا تخلّص نفسك والذين يسمعونك ايضا.‏» (‏١ تيموثاوس ٤:‏١٦‏)‏ لقد كان يسوع مَن درَّب اولا تلاميذه على الصيد الروحي،‏ ولا يزال هذا العمل جاريا تحت توجيهه.‏ (‏قارنوا رؤيا ١٤:‏١٤-‏١٦‏.‏)‏ ويا للامتياز العظيم الذي لنا ان نعمل تحت قيادته في انجازه!‏ فلنواصل إلقاء شباكنا ما دام يهوه يسمح بذلك.‏ وأيّ عمل يمكن ان يكون هنالك اعظم من اصطياد الانفس احياء؟‏

  • ماذا تعني لكم الشبكة والسمك؟‏
    برج المراقبة ١٩٩٢ | ١٥ حزيران (‏يونيو)‏
    • ماذا تعني لكم الشبكة والسمك؟‏

      ‏«قد أُعطي لكم ان تعرفوا اسرار ملكوت السموات.‏» —‏ متى ١٣:‏١١‏.‏

      ١،‏ ٢ لماذا نحن مهتمون بأمثال يسوع؟‏

      هل تتمتعون بمعرفة سرّ او بحل لغز؟‏ وماذا اذا كان ذلك سيساعدكم لتروا بوضوح اكثر دوركم في قصد اللّٰه؟‏ من المفرح انه يمكنكم نيل مثل هذه البصيرة المميَّزة بواسطة مثل اعطاه يسوع.‏ فقد ربك كثيرين ممن سمعوه وحيَّر آخرين لا عدد لهم منذ ذلك الحين،‏ ولكن يمكنكم ان تفهموه.‏

      ٢ لاحظوا ما قاله يسوع في متى الاصحاح ١٣ عن استعماله للامثال.‏ سأل تلاميذُه:‏ «لماذا تكلِّمهم بأمثال.‏» (‏متى ١٣:‏١٠‏)‏ نعم،‏ لماذا استعمل يسوع امثالا لن يفهمها معظم الناس؟‏ اجاب في الاعداد ١١ الى ١٣‏:‏ «قد أُعطي لكم ان تعرفوا اسرار ملكوت السموات.‏ وأما لاولئك فلم يُعطَ.‏ .‏ .‏ .‏ من اجل هذا اكلِّمهم بأمثال.‏ لأنهم مبصرين لا يبصرون وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون.‏»‏

      ٣ كيف يمكن لفهم امثال يسوع ان يجلب لنا الفوائد؟‏

      ٣ ثم طبَّق يسوع اشعياء ٦:‏٩،‏ ١٠‏،‏ التي وصفت شعبا كانوا صمًّا وعميانا روحيا.‏ ولكن لا يلزمنا ان نكون هكذا.‏ فاذا فهمنا وعملنا وفق امثاله،‏ يمكننا ان نكون سعداء جدا —‏ الآن وفي المستقبل الذي لا نهاية له.‏ ويقدِّم لنا يسوع هذا التأكيد الحار:‏ «طوبى لعيونكم لأنها تبصر.‏ ولآذانكم لأنها تسمع.‏» (‏متى ١٣:‏١٦‏)‏ ويغطي هذا التأكيد كل امثال يسوع،‏ ولكن دعونا نركِّز على مثل الشبكة القصير،‏ المسجل في متى ١٣:‏٤٧-‏٥٠‏.‏

      مثل ذو معنى عميق

      ٤ ماذا سرد يسوع بواسطة مثل،‏ كما هو مسجل في متى ١٣:‏٤٧-‏٥٠‏؟‏

      ٤ «يشبه ملكوت السموات شبكة مطروحة في البحر وجامعة من كل نوع.‏ فلما امتلأت اصعدوها على الشاطئ وجلسوا وجمعوا الجياد الى اوعية.‏ وأما الاردياء فطرحوها خارجا.‏ هكذا يكون في (‏اختتام نظام الاشياء)‏.‏ يخرج الملائكة ويفرزون الاشرار من بين الابرار.‏ ويطرحونهم في اتون النار.‏ هناك يكون البكاء وصرير الاسنان.‏»‏

      ٥ اي نوع من الاسئلة ينشأ في ما يتعلق بمعنى مثل الشبكة؟‏

      ٥ ربما رأيتم رجالا يصيدون بشبكة،‏ وعلى الاقل في فيلم او على التلفزيون،‏ لذلك ليس من الصعب تصور مثل يسوع.‏ ولكن ماذا عن التفاصيل والمعنى؟‏ مثلا،‏ قال يسوع ان هذا المثل هو عن «ملكوت السموات.‏» ولكنه بالتأكيد لم يعنِ ان «كل نوع» من الاشخاص،‏ الجياد والاردياء،‏ او الاشرار،‏ سيكونون في الملكوت.‏ وأيضا،‏ مَن يقومون بالصيد؟‏ وهل يحدث هذا الصيد والفرز في ايام يسوع،‏ او ربما يقتصر على زمننا،‏ «(‏اختتام نظام الاشياء)‏»؟‏ وهل ترون نفسكم في هذا المثل؟‏ وكيف يمكنكم ان تتجنبوا الانتهاء بين اولئك الذين يبكون ويصِرُّون بأسنانهم؟‏

      ٦ (‏أ)‏ لماذا يجب ان نكون مهتمين بشدة بفهم مثل الشبكة؟‏ (‏ب)‏ ما هو مفتاح فهمه؟‏

      ٦ في الواقع،‏ تظهر اسئلة كهذه ان هذا المثل ليس بسيطا.‏ ولكن،‏ لا تنسوا:‏ «طوبى لعيونكم لأنها تبصر.‏ ولآذانكم لأنها تسمع.‏» فدعونا نرى اذا كان يمكننا ان نبحث في معناه لئلا تكون آذاننا غير متجاوبة وعيوننا مغمَّضة بالنسبة الى اهميته.‏ وفي الواقع،‏ لدينا الآن مفتاح حيوي للكشف عن معناه.‏ والمقالة السابقة اخبرت عن دعوة يسوع الصيادين الجليليين الى ترك تلك المهنة والشروع في عمل روحي بصفتهم «صيادي الناس.‏» (‏مرقس ١:‏١٧‏)‏ قال لهم:‏ ‹من الآن تكونون تصطادون الناس (‏احياء)‏.‏› —‏ لوقا ٥:‏١٠‏.‏

      ٧ ماذا كان يسوع يوضح حين تحدث عن السمك؟‏

      ٧ وانسجاما مع ذلك،‏ يرمز السمك في هذا المثل الى البشر.‏ لذلك،‏ عندما يتحدث العدد ٤٩ عن فرز الاشرار من الابرار،‏ فإنه يشير،‏ لا الى كائنات حية بحرية بارة او شريرة،‏ بل الى اناس ابرار او اشرار.‏ وعلى نحو مماثل،‏ فإن العدد ٥٠ لا يجب ان يجعلنا نفكر في الحيوانات البحرية التي تبكي او تصِرُّ بأسنانها.‏ كلا.‏ فإن هذا المثل هو عن تجميع البشر وفرزهم اللاحق،‏ الذي هو خطير جدا،‏ كما تظهر النتيجة.‏

      ٨ (‏أ)‏ ماذا يمكننا ان نتعلم في ما يتعلق بنتيجة السمك الاردياء؟‏ (‏ب)‏ بالنظر الى ما قيل عن السمك الاردياء،‏ ماذا يمكننا ان نستنتج في ما يتعلق بالملكوت؟‏

      ٨ لاحظوا ان السمك الاردياء،‏ اي الاشرار،‏ سيُطرحون في اتون النار،‏ حيث لا بد ان يبكوا ويصِرُّوا بأسنانهم.‏ وفي اماكن اخرى ربط يسوع مثل هذا البكاء والصرير بالكينونة خارج الملكوت.‏ (‏متى ٨:‏١٢؛‏ ١٣:‏٤١،‏ ٤٢‏)‏ وفي متى ٥:‏٢٢ و ١٨:‏٩‏،‏ ذكر ايضا «(‏جهنم النارية)‏» مشيرا الى هلاك دائم.‏ أفلا يظهر ذلك كم يكون حيويا فهم معنى هذا المثل والعمل وفقه؟‏ نعرف جميعنا انه لا يوجد ولن يوجد اشرار في ملكوت اللّٰه.‏ ولذلك عندما قال يسوع «يشبه ملكوت السموات شبكة،‏» لا بد انه عنى انه في ما يتعلق بملكوت اللّٰه،‏ هنالك وجه يشبه شبكة طُرحت لتجمع اصنافا متنوعة من السمك.‏

      ٩ كيف يكون الملائكة مشمولين في مثل الشبكة؟‏

      ٩ بعد ان طُرِحت الشبكة وجُمع السمك،‏ كان هنالك عمل فرز.‏ فمن قال يسوع انهم مشمولون؟‏ حدَّدت متى ١٣:‏٤٩ هوية هؤلاء الصيادين-‏الفارزين بصفتهم الملائكة.‏ وهكذا كان يسوع يخبرنا عن الاشراف الملائكي على اداة على الارض تُستعمل لتحديد هوية الناس —‏ البعض جياد وملائمون لملكوت السماء،‏ والآخرون يبرهنون انهم غير ملائمين لهذه الدعوة.‏

      الصيد —‏ متى؟‏

      ١٠ بأي تفكير يمكننا ان نحدِّد ان الصيد امتد عبر فترة طويلة من الزمن؟‏

      ١٠ تساعدنا القرينة لنكتشف متى ينطبق ذلك.‏ فقبل ذلك مباشرة،‏ اعطى يسوع مثلا عن زَرْعِ زَرْعٍ جيد،‏ ولكن زُرِع بعدئذ زوان في الحقل،‏ الذي يُمثِّل العالم.‏ وأوضح في متى ١٣:‏٣٨ ان الزرع الجيد مثَّل ‹بني الملكوت.‏ والزوان هو بنو الشرير.‏› ونما هذان جنبا الى جنب طوال قرون عديدة،‏ الى الحصاد في اختتام نظام الاشياء.‏ ثم فُرز الزوان وأُحرق لاحقا.‏ واذ نناظر ذلك بمثل الشبكة،‏ نرى ان جذب المخلوقات الى الشبكة كان سيمتد عبر فترة طويلة من الزمن.‏ —‏ متى ١٣:‏٣٦-‏٤٣‏.‏

      ١١ كيف انطلقت عملية الصيد الاممي في القرن الاول؟‏

      ١١ ووفقا لمثل يسوع،‏ سيُجمع السمك بغير تمييز،‏ اي ان الشبكة لمَّت السمك الجياد والسمك الاردياء على السواء.‏ وفيما كان الرسل احياء،‏ استعمل الملائكة الذين يوجِّهون عملية الصيد هيئةَ اللّٰه المسيحية لاصطياد «السمك» الذين صاروا مسيحيين ممسوحين.‏ وقد تقولون انه قبل يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ اوقع صيد يسوع للناس في الشبكة نحو ١٢٠ تلميذا.‏ (‏اعمال ١:‏١٥‏)‏ ولكن حالما جرى تأسيس جماعة المسيحيين الممسوحين،‏ بدأ الصيد بأداة الشبكة،‏ وآلاف من السمك الجياد جرى اصطيادهم.‏ ومن السنة ٣٦ ب‌م انتشر الصيد بشكل واسع في المياه الاممية،‏ اذ جُذب الامم الى المسيحية وصاروا اعضاء في جماعة المسيح الممسوحة.‏ —‏ اعمال ١٠:‏١،‏ ٢،‏ ٢٣-‏٤٨‏.‏

      ١٢ ماذا تطور بعد موت الرسل؟‏

      ١٢ وفي القرون التي تلت ترْك الرسل المسرح،‏ استمر وجود بعض المسيحيين الذين يجاهدون للعثور على الحق الالهي والتمسك به.‏ وعلى الاقل حاز بعض من هؤلاء رضى اللّٰه،‏ ومسَحهم بالروح القدس.‏ وأيضا،‏ ازال موت الرسل التأثير الرادع،‏ سامحا بتطور ارتداد واسع الانتشار.‏ (‏٢ تسالونيكي ٢:‏٧،‏ ٨‏)‏ ونمت هيئة ادَّعت بدون استحقاق انها جماعة اللّٰه.‏ وادَّعت باطلا انها الامة المقدسة الممسوحة بروح اللّٰه لتحكم مع يسوع.‏

      ١٣ لماذا يمكن ان يقال انه كان للعالم المسيحي دور في عملية الشبكة؟‏

      ١٣ فهل تعتقدون ان المدَّعين المسيحية غير الامناء لديهم ايّ دور في مثل الشبكة؟‏ حسنا،‏ هنالك سبب للاجابة،‏ نعم،‏ كان لديهم دور.‏ فالشبكة الرمزية شملت العالم المسيحي.‏ صحيح انه لعصور حاولت الكنيسة الكاثوليكية ان تمنع الكتاب المقدس عن عامة الناس.‏ ولكن عبر القرون لعب اعضاء في العالم المسيحي دورا رئيسيا في ترجمة كلمة اللّٰه،‏ نسخها،‏ وتوزيعها.‏ ولاحقا شكَّلت الكنائس او دعمت جمعيات الكتاب المقدس،‏ التي نقلت الكتاب المقدس الى لغات البلدان البعيدة.‏ وأرسلت ايضا مرسلين طبيين ومعلّمين صنعوا مسيحيي الأرُز.‏ فجمع ذلك اعدادا هائلة من السمك الاردياء،‏ الذين لم يحظوا برضى اللّٰه.‏ ولكنه على الاقل كشف للملايين غير المسيحيين عن الكتاب المقدس وعن شكل من المسيحية،‏ على الرغم من انه فاسد.‏

      ١٤ كيف جرت اعانة صيد السمك الجياد بواسطة عمل قامت به كنائس العالم المسيحي؟‏

      ١٤ كلَّ هذا الوقت،‏ كان الامناء المشتتون الملتصقون بكلمة اللّٰه يبذلون انفسهم بأفضل ما يمكنهم.‏ وفي ايّ وقت معيَّن،‏ شكَّلوا جماعة اللّٰه الممسوحة الحقيقية على الارض.‏ ويمكن ان نتيقن انهم هم ايضا كانوا يصطادون السمك،‏ او الناس،‏ الذين كان اللّٰه سيعتبر كثيرين منهم جيادا ويمسحهم بروحه.‏ (‏رومية ٨:‏١٤-‏١٧‏)‏ ومدَّعو المسيحية الجياد هؤلاء كانوا قادرين على جلب حق الكتاب المقدس الى كثيرين ممن كانوا قد صاروا مسيحيي الأرُز او ممن كانوا قد نالوا معرفة محدودة للكتاب المقدس من الاسفار المقدسة المترجمة بألسنتهم بواسطة جمعيات الكتاب المقدس للعالم المسيحي.‏ حقا،‏ ان تجميع السمك الجياد كان جاريا،‏ على الرغم من ان معظم الذين جمعهم العالم المسيحي كانوا اردياء من وجهة نظر اللّٰه.‏

      ١٥ بصورة محدَّدة،‏ ماذا تمثِّل شبكة المثل؟‏

      ١٥ وهكذا فإن الشبكة تمثِّل اداة ارضية تدَّعي انها جماعة اللّٰه وتجمع السمك.‏ وتشمل العالم المسيحي وجماعة المسيحيين الممسوحين على السواء،‏ والاخيرة تستمر في تجميع السمك الجياد،‏ تحت توجيه الملائكة غير المنظور،‏ انسجاما مع متى ١٣:‏٤٩‏.‏

      زمننا خصوصي

      ١٦،‏ ١٧ لماذا الوقت الذي نعيش فيه مهم جدا في اتمام مثل يسوع عن الشبكة؟‏

      ١٦ دعونا نتأمل الآن في عنصر الوقت.‏ فطوال قرون جمعت اداة الشبكة السمك الجياد والكثير من الاردياء،‏ او الاشرار.‏ ثم اتى الوقت حين انهمك الملائكة في القيام بعمل فرز حاسم.‏ متى؟‏ حسنا،‏ يقول العدد ٤٩ بوضوح انه في اثناء «(‏اختتام نظام الاشياء)‏.‏» وهذا يطابق ما قاله يسوع في مثل الخراف والجداء:‏ «ومتى جاء ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده.‏ ويجتمع امامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء.‏» —‏ متى ٢٥:‏٣١،‏ ٣٢‏.‏

      ١٧ وهكذا،‏ انسجاما مع متى ١٣:‏٤٧-‏٥٠‏،‏ فإن عمل الفرز الحاسم تحت التوجيه الملائكي جارٍ منذ ابتداء «(‏اختتام نظام الاشياء)‏» في سنة ١٩١٤.‏ وصار ذلك واضحا بصورة خصوصية بعد سنة ١٩١٩،‏ حين جرى تحرير بقية الممسوحين من الاسر او العبودية الروحية الوقتية،‏ وصارت اداة فعالة اكثر لانجاز عمل الصيد.‏

      ١٨ كيف جُمع السمك الجياد الى اوعية؟‏

      ١٨ وماذا كان سيحدث للسمك الجياد المفروزين؟‏ يقول العدد ٤٨ ان الصيادين-‏الفارزين الملائكيين «جمعوا [السمك] الجياد الى اوعية.‏ وأما الاردياء فطرحوها خارجا.‏» والاوعية هي حاويات وقائية يوضع فيها السمك الجياد.‏ فهل حدث ذلك في وقتنا؟‏ بلا ريب.‏ فاذ كان يجري اصطياد السمك الجياد الرمزيين احياء،‏ كانوا يُجمعون الى جماعات المسيحيين الحقيقيين.‏ وهذه الجماعات المشبَّهة بأوعية ساعدت على حمايتهم وحفظهم من اجل الخدمة الالهية،‏ ألا توافقون؟‏ وأيضا،‏ يمكن ان يفكر البعض،‏ ‹كل ذلك حسن وجيد،‏ ولكن ما علاقته بحياتي الحاضرة وبمستقبلي؟‏›‏

      ١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ لماذا هو حيوي اليوم ان نفهم معنى هذا المثل؟‏ (‏ب)‏ اي عمل صيد مهم يجري القيام به منذ السنة ١٩١٩؟‏

      ١٩ ان اتمام ما جرى ايضاحه هنا لم يكن مقتصرا على القرون بين زمن الرسل وسنة ١٩١٤.‏ ففي اثناء تلك الفترة جمعت اداة الشبكة المدَّعين المسيحية الزائفين والحقيقيين على السواء.‏ نعم،‏ كان جمعا للسمك الاردياء والسمك الجياد على السواء.‏ وعلاوة على ذلك،‏ ان عمل الفرز الذي قام به الملائكة لم ينتهِ آنذاك نحو السنة ١٩١٩.‏ في الواقع،‏ كلا.‏ فمن بعض الاوجه يمكن تطبيق مثل الشبكة هذا مباشرة على وقتنا.‏ ونحن مشمولون وكذلك مستقبلنا المباشر.‏ ومن الضروري ان نفهم كيف ولماذا الامر هو كذلك اذا اردنا ان تصفنا هذه الكلمات:‏ «طوبى لعيونكم لأنها تبصر.‏ ولآذانكم لأنها تسمع.‏» —‏ متى ١٣:‏١٦‏.‏

      ٢٠ انتم تعرفون على الارجح انه بعد السنة ١٩١٩ انهمكت البقية الممسوحة في العمل الكرازي بالتعاون مع الملائكة،‏ الذين استمروا في استعمال الشبكة الرمزية لاجتذاب السمك الى الشاطئ،‏ لفرز الجياد من الاردياء.‏ والاحصاءات من تلك الفترة تظهر ان اصطياد السمك الجياد من اجل المسح بروح اللّٰه استمر فيما كانت الشبكة الرمزية تجمع الاخيرين من الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤.‏ (‏رؤيا ٧:‏١-‏٤‏)‏ ولكن بحلول منتصف ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ انتهى بشكل اساسي تجميع السمك الجياد من اجل المسح بالروح القدس.‏ فهل كان على جماعة البقية الممسوحة عندئذ ان تطرح الشبكة،‏ مجازيا،‏ وتقعد بكسل،‏ منتظرة مكافأتها السماوية؟‏ كلا على الاطلاق!‏

      انهماككم في الصيد

      ٢١ اي صيد آخر يحدث في وقتنا؟‏ (‏لوقا ٢٣:‏٤٣‏)‏

      ٢١ ان مثل يسوع عن الشبكة ركَّز على السمك الجياد الذين سيكافأون بمكان في ملكوت السموات.‏ ومع ذلك،‏ الى جانب هذا المثل،‏ هنالك صيد رمزي آخر يحدث على نطاق واسع،‏ تماما كما جرى الايضاح في المقالة السابقة.‏ وهذا الصيد ليس للسمك الممسوحين الجياد المذكورين في مثل يسوع،‏ بل لسمك رمزيين سيجري اصطيادهم احياء واعطاؤهم الرجاء الرائع بالحياة على ارض فردوسية.‏ —‏ رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٠‏؛‏ قارنوا متى ٢٥:‏٣١-‏٤٦‏.‏

      ٢٢ اية نتيجة سعيدة يمكن ان نختبرها،‏ وما هو البديل؟‏

      ٢٢ واذا كنتم تفكرون في هذا الرجاء،‏ فحينئذ يمكنكم ان تبتهجوا بأن يهوه قد سمح لعمل الصيد المنقذ للحياة بأن يستمر حتى الآن.‏ وقد جعل ذلك ممكنا ان تحصلوا على توقع رائع.‏ توقع؟‏ نعم،‏ هذه هي الكلمة الملائمة لاستعمالها،‏ لأن النتيجة ستكون انسجاما مع امانتنا المستمرة لذاك الذي يوجِّه جهد الصيد المستمر.‏ (‏صفنيا ٢:‏٣‏)‏ وتذكَّروا من المثل انه لا يختبر كل السمك الذين تجذبهم الشبكة نتيجة مؤاتية.‏ فقد قال يسوع ان الاردياء،‏ او الاشرار،‏ سيُفرزون من الابرار.‏ ولأية نهاية؟‏ في متى ١٣:‏٥٠‏،‏ وصف يسوع العاقبة الخطيرة للسمك الاردياء،‏ او الاشرار.‏ فهؤلاء سيُطرحون في اتون النار،‏ الذي يعني الهلاك الابدي.‏ —‏ رؤيا ٢١:‏٨‏.‏

      ٢٣ ماذا يجعل عمل الصيد اليوم مهما جدا؟‏

      ٢٣ وللسمك الممسوحين الجياد،‏ بالاضافة الى السمك الرمزيين الذين يمكن ان يحيوا الى الابد على الارض،‏ هنالك مستقبل مجيد.‏ اذًا،‏ لسبب وجيه يتأكد الملائكة ان تواصَل الآن عملية صيد ناجحة حول الكرة الارضية.‏ ويا للصيد الذي يجري القيام به!‏ وتكونون على صواب في القول،‏ من وجهة نظر واحدة،‏ انه صيد عجائبي تماما كذاك الذي للسمك الحرفي الذي تمتع به الرسل حين ألقوا شباكهم تحت توجيه يسوع.‏

      ٢٤ ماذا نرغب في فعله في ما يتعلق بالصيد الروحي؟‏

      ٢٤ فهل تشتركون بفعالية قدر الامكان في عمل الصيد الروحي المنقذ للحياة هذا؟‏ مهما يكن اتساع اشتراكنا الفردي حتى هذا الوقت،‏ يمكن لكلٍّ منا ان ينظر على نحو مفيد الى ما يجري انجازه عالميا في عمل الصيد العظيم والمنقذ للحياة الجاري الآن.‏ فذلك يبعث فينا غيرة اعظم ايضا في طرح الشباك للصيد في الايام المقبلة امامنا!‏ —‏ قارنوا متى ١٣:‏٢٣؛‏ ١ تسالونيكي ٤:‏١‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة