-
لا تفشلوا في عمل الخيربرج المراقبة ١٩٨٨ | ١٥ تموز (يوليو)
-
-
لا تفشلوا في عمل الخير
«لا نفشل في عمل الخير لاننا سنحصد في وقته ان كنا لا نكلّ.» — غلاطية ٦:٩.
١ اية مهمة اعطاها يسوع لأتباعه؟
يا له من نشاط جميل ينجزه المسيحيون كجزء من عبادتهم! انه متضمَّن في الوصية الواضحة: «فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمّدوهم . . . وعلّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به. وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر.» (متى ٢٨:١٩، ٢٠) ويسوع المسيح نفسه هو الذي اعطى تلاميذه المهمة ان ينجزوا عمل التعليم العالمي هذا.
٢ (أ) لماذا يمكننا ان نقول ان عمل التلمذة كان عملا مهما وجيدا؟ (ب) اي قصد يخدمه عمل التلمذة؟
٢ بما ان مهمة عمل التلمذة كانت احدى العبارات الاخيرة التي ذكرها يسوع لتلاميذه الاوّلين قبل صعوده الى السماء، ألم تكن التعيين الاكثر اهمية؟ بلى، لان اتمامها يخلّص الحياة. (١ تيموثاوس ٤:١٦) وهذا ما يجعلها عملا حسنا. انها تزوِّد ثقافة سليمة من الكتاب المقدس لاولئك الذين ينتبهون لرسالة الملكوت، وعمل الكرازة يعطي انذارا لايّ شخص غير متجاوب. (لوقا ١٠:١٠، ١١) وهكذا فان قيامهم بهذا العمل يثبت هوية المسيحيين الحقيقيين بقدر ما يفعله اذعانهم لاية تعاليم اخرى ليسوع. — يوحنا ٨:٣١.
٣ (أ) كيف تجاوب تلاميذ يسوع مع مثاله الشخصي ووصيته؟ (ب) اي موقف بناه يسوع في تلاميذه؟
٣ وبصفته المعلم الكبير رسم يسوع مثالا رائعا لأتباعه. فقد علَّم علنا وتلمذ الناس ‹بالكرازة ببشارة الملكوت.› (متى ٩:٣٥) وتمثُّلا به صار الأتباع الجدد انفسهم متلمذين للناس، لان التلميذ الحقيقي هو «الشخص الذي يَقبل ويساعد في نشر عقائد الشخص الآخر.» وفي بادئ الامر كان عمل تلمذتهم مقتصرا على اليهود والدخلاء. ولكن، رغم ردَّة الفعل العكسية في ذلك الحقل، هل انجز أتباع يسوع وصيته بأن ‹يذهبوا باستمرار ودون توقف›؟ نعم، لقد ذهبوا الى «خراف بيت اسرائيل الضالة» الى ان صار الامميون الاولون مؤمنين في سنة ٣٦ بم. (متى ١٠:٥، ٦، اعمال ٥:٤٢، عج) وقد قيل ان التلاميذ ‹ملأوا اورشليم بتعليمهم.› (اعمال ٥:٢٨) فهم لم يتخلوا عن عملهم الجيد. وعوضا عن ذلك، واصلوه حتى النهاية بأمانة.
«الحقل هو العالم»
٤ بأي موقف اتَّبع أتباع يسوع تعيينهم الموسع؟
٤ بيَّن يسوع ان الحقل سوف يشمل «اناسا من جميع الامم.» (متى ٢٨:١٩، عج) وفي مثل عن زرع بزور الملكوت قال: «الحقل هو العالم.» (متى ١٣:٣٨) وهكذا سيكون المسيحيون ‹شهوده› للملكوت في كل مكان. و ‹سيذهبون باستمرار› ثانية، وهذه المرة «الى اقصى الارض.» (اعمال ١:٨) والرسول بولس كان «منهمكا في الكلمة،» ويمكننا ان نكون على يقين من ان مسيحيين آخرين كانوا كذلك ايضا. — اعمال ١٨:٥، عج.
٥ كيف اظهر يسوع انه توقَّع من تلاميذه ان يكونوا منهمكين في عمل الشهادة الى انقضاء النظام الحاضر؟
٥ توقَّع يسوع ان يشغل نشاط الشهادة المسيحيين بشدة الى انقضاء نظام الاشياء الحاضر. وهذا ظاهر في ما انبأ به عن الخدمة المسيحية والمقاطعة التي تغطيها. قال يسوع: «ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم. ثم يأتي المنتهى.» — متى ٢٤:١٤.
٦ لِكَم من الوقت سيجري عمل الكرازة بالملكوت، وكيف يجب ان يؤثر هذا في موقفنا منه؟
٦ عندما اعطى يسوع الوصية بالانهماك في نشاط الكرازة بالملكوت وعمل التلمذة حول الارض عرف ان عملا حسنا كهذا سيصل يوما ما الى ذروته، تماما كما حصل للحقل اليهودي. ولكنه سيتمم قصده. «ثم،» قال، «يأتي المنتهى.» وهكذا، حتى المنتهى، يستمر شهود يهوه بثقة وبفرح في العمل المعيَّن. وهذا يساعدهم ليستمروا في العمل في ايامنا الى ان ينتهي.
كيف نقوم بالعمل
٧ اي محور وسم خدمة يسوع وذاك الذي لتلاميذه؟
٧ علَّم يسوع تلاميذه الاولين كيف ينجزون خدمتهم العلنية. فتجاوبوا بغيرة مع أمره ان ‹يذهبوا.› وعند تدريبهم على عمل شهادتهم قال يسوع: «وفيما انتم ذاهبون اكرزوا قائلين انه قد اقترب ملكوت السموات.» (متى ١٠:٧) وهذا اعطى رسالتهم محور الملكوت نفسه الذي وسم خدمته. وستكون بشارة لذوي القلوب المستقيمة. وعندما بدأ أتباع يسوع عملهم، هل تخلّى هو عن العمل؟ كلا، طبعا، لانه «لما أكمل يسوع أمره لتلاميذه الاثني عشر انصرف من هناك ليعلّم ويكرز في مدنهم.» — متى ١١:١.
٨ (أ) اين وكيف كان على المنادين بالملكوت ان يقوموا باقترابهم؟ (ب) لماذا يكون ملائما ان نأخذ البشارة الى بيت الشخص؟ (ج) اية فوائد هنالك من تحية صاحب البيت بلياقة؟
٨ اين وكيف كان على المنادين بالملكوت هؤلاء ان يقوموا باقترابهم؟ قال لهم يسوع: «حين تدخلون البيت سلّموا عليه.» (متى ١٠:١٢) ان الذهاب الى بيت الشخص بالبشارة يُكرِّم صاحب البيت، معطيا اياه فرصة ليتعامل مع رسالة الملكوت في بيته. والاشكال المألوفة والمقبولة للتحيات ليست فقط الطرائق المهذبة والرصينة للبدء بمحادثة، ولكن هنالك ايضا فائدة تُربح من تحية ودية ومبهجة تحوِّل الزيارة دون دعوة الى زيارة مرحَّب بها. (قارنوا متى ٢٨:٩، لوقا ١:٢٨.) ان نغمة الصوت وجواب الشخص على الباب يخبركم الكثير ايضا عن موقفه او موقفها. وأنتم تحتاجون الى ملاحظة ذلك قبل المتابعة لان معرفة كهذه تجعل من الاسهل تكييف تعليقاتكم وفق حاجات صاحب البيت. — قارنوا اعمال ٢٢:١، ٢؛ ٢٣:٦.
٩ ماذا يظهر انه ليس الجميع سيسمعون رسالة الملكوت بتقدير، وماذا كانت ستصير ردة الفعل تجاه الذين لا يظهرون الاهتمام بها؟
٩ جعل يسوع تلاميذه يعرفون انه ليس جميع الناس في المقاطعة سيتجاوبون برضى. قال: «واية مدينة او قرية دخلتموها فافحصوا من فيها مستحق.» فلو كان الجميع سيقبلون رسالة الملكوت لما كان هنالك سبب لاستعمال التعبير «افحصوا.» وماذا كانت ستصير ردة الفعل تجاه اولئك الذين لا يظهرون الاهتمام بالرسالة؟ «ومن لا يقبلكم ولا يسمع كلامكم فاخرجوا خارجا من ذلك البيت او من تلك المدينة وانفضوا غبار ارجلكم،» مغادرين بسلام وتاركين العواقب لدينونة يهوه. — متى ١٠:١١، ١٤.
الحالة اليوم
١٠ ماذا قيل عن نشاط الكرازة بالملكوت لشهود يهوه؟
١٠ باذعان أمين لمهمة المسيحيين يغطي شهود يهوه الارض برسالة الملكوت. وهكذا علَّق ا. ب. ويس، صحافي في هولندا: «انهم مختلفون عن الناس الآخرين. وجزء من هذا الاختلاف هو نتيجة تبشيرهم الغيور. فهم ينظرون الى المسيحية الحقيقية لا كدين بكاتدرائيات، بأتباع الابرشيات الذين لكل واحد مكانه المحدَّد والذين لا يطلب دينهم منهم اكثر بكثير من ان يسمعوا. وهم يتكلمون بصراحة بولس الى ايّ شخص يسمع.» ان غيرة كهذه للخدمة قد باركها يهوه اللّٰه.
١١، ١٢ (أ) اية نتائج أُعطيت في الخدمة في السنوات الاخيرة؟ (ب) اذ نزداد في الاعداد، ماذا يحدث للمقاطعة المتوافرة التي نكرز فيها؟ (ج) اية اسئلة تنشأ؟
١١ يعمل الآن ما يزيد على ٠٠٠,٠٠٠,٣ ناشر للملكوت بغيرة في ٢١٠ بلدان. ونحن نرى زيادة رائعة في التلاميذ الجدد — ٢٠٤,٢٤٦,١ اعتمدوا في السنوات السبع الاخيرة. ان بركة يهوه على الجهد النشيط واضح. (اشعياء ٦٠:٨-١٠، ٢٢) وفي ٤٠ بلدا وجزيرة على الاقل هنالك شاهد واحد لكل ٣٠٠ من السكان او اقل، او واحد لحوالى ١٠٠ بيت. وفضلا عن ذلك، في بعض المناطق من بلدان ككندا وغوادلوب، فان النسبة هي شاهد واحد لـ ٤٥ او ٥٠ شخصا في مقاطعة الجماعة — حوالى ١٥ بيتا فقط او اقل لكل ناشر ليزور! والكثير من هذه المقاطعات يُغطى كل شهر. وحتى في البلدان ذات النسب الاعلى فان بعض مناطق المدن تحصل على تغطية متكررة جدا في عمل شهادتنا. وفي سييول، جمهورية كوريا، فان بعض مقاطعات المدينة يُنجز العمل فيها كل خمسة ايام! واذ نزداد في العدد، ويتبنّى شهود اكثر فاكثر عمل الفتح والفتح الاضافي، سنزور ابواب جيراننا بتكرار متزايد. فهل يقدِّم ذلك المشاكل؟
١٢ لا بدّ من الاعتراف بأن هنالك مشاكل في بعض المناطق لشهود يهوه وللذين نزورهم على السواء. وبالاضافة الى المشاكل، هنالك اللامبالاة المتزايدة بين الناس في بلدان كثيرة. واذ نزداد في العدد، هل نتخلى تدريجيا عن القيام بعملنا الحسن؟ هل نستنتج ان عملنا أُنجز تقريبا وأننا ‹فتشنا› عن جميع الذين يتجاوبون ويصيرون تلاميذ؟ هل تعبتم انتم شخصيا وربما تثبّطتم عند زيارة الاشخاص غير المتجاوبين عينهم؟ ماذا يمكن فعله لكي نحافظ على المستوى الممتاز لنشاطنا؟
محافظين على الموقف الصائب
١٣، ١٤ (أ) كيف يجب ان ننظر الى الحالة المتطورة للمقاطعة التي تُخدم تكرارا؟ (ب) لماذا لا يعيقنا اولئك الذين يكونون غير متجاوبين؟ (ج) كيف يمكننا ان نتبع المثال الرسولي في مواجهة اولئك الذين يستاءون من زياراتنا؟
١٣ ان الحل يشمل في الدرجة الاولى موقفنا كشهود ليهوه. اولا، دعونا ننظر دائما الى الجانب المشرق. فتغطية المقاطعة مرارا اكثر بسبب النسبة العالية للناشرين الى عدد السكان كانت لتتطور بالتأكيد في اماكن كثيرة اذ يصل عملنا الى ذروته. ولكن ألم نصلِّ لاجل ذلك؟ (٢ تسالونيكي ٣:١) ان ما نراه الآن يجب ان يجعلنا نبتهج ويجب ان يقنعنا بأننا في المراحل الاخيرة لعمل التلمذة! فالملكوت يُكرز به، كما انبأ يسوع. وحتى حيث الناس ‹لا يصغون الى كلماتنا،› يجري انذارهم بواسطة نشاط كرازتنا بالملكوت. وتذكَّروا، الى جانب التلمذة، اننا نعلن البشارة «شهادة.» — متى ١٠:١٤؛ ٢٤:١٤.
١٤ وفضلا عن ذلك، فان ما يجب توقعه هو ان عددا متزايدا سيرفضون رسالة الملكوت فيما تقترب النهاية. والانباءات واضحة، واختبارات يسوع وبولس على حد سواء تؤكد لنا انه سيكون هنالك اولئك الذين يكونون ‹غير متجاوبين› والذين ستكون قلوبهم ‹غير متقبِّلة.› ولذلك في هذا الوقت يجب ان نكون حرصاء ان لا نكون ‹غير متجاوبين› لمهمتنا. وحتى الى اولئك الذين هم غير متجاوبين يجب علينا ان نذهب ‹مرة بعد مرة.› (اشعياء ٦:٩-١١، عج، متى ١٣:١٤، ١٥، عج، امثال ١٠:٢١) صحيح انه يتطلب الشجاعة ان نذهب مرارا الى الذين يستاءون من زياراتنا. ولكن لا ينبغي لاية حالة في المقاطعة في ايّ مكان ان تقول لنا، ‹توقفوا عن الكلام.› وبالاحرى، كالرسل يجب ان نصلّي لاجل الجرأة لكي ‹نداوم على التكلم› — على الرغم من الاستياء او العِداء — حتى يتم العمل. — اعمال ٤:١٨-٢٠، ٢٤-٣١.
١٥ اي تشجيع معطى في غلاطية ٦:٩، وكيف يجب ان يؤثر في نظرتنا من الذهاب الى جيراننا بالبشارة؟
١٥ وبشكل اساسي، هنالك نوعان فقط من الناس في كل مقاطعاتنا — اولئك الذين هم في تلك اللحظة مهتمون واولئك الذين هم غير مهتمين. ولذلك يلزمنا ان نداوم على عمل ‹التفتيش عن المستحقِّين.› وفعل ذلك هو بين الاعمال الكثيرة الممتازة التي يجب علينا ان ننتجها كمسيحيين لنظهر محبتنا ليهوه وولاءنا له. ولذلك «لا نفشل في عمل الخير لأننا سنحصد في وقته ان كنا لا نكلّ.» (غلاطية ٦:٩) وبما اننا الآن قريبون جدا من نهاية هذا النظام ليس هذا الوقت لنفشل او نكلّ من الذهاب الى جيراننا ببشارة الملكوت. فيهوه لم يقل بعدُ ان العمل قد انتهى.
لماذا يلزمنا ان ‹نداوم على الكلام›
١٦ (أ) ما هي بعض الظروف التي يمكن ان تغيِّر تجاوب الناس في المقاطعة؟ (ب) اية امثلة محلية للتغيير في التجاوب يمكنكم ان تعطوها؟
١٦ ستجري مساعدتنا ايضا لنحافظ على موقف جيد اذا تذكَّرنا ان الولاء ليهوه يجري اظهاره بالنشاطات الغيورة للكرازة بالملكوت. وفضلا عن ذلك، ان المقاطعات تتغيَّر باستمرار بطرائق مختلفة. فالناس ينتقلون او قد تتغيَّر ظروفهم. وربما لم يكونوا مهتمين في المرة الاخيرة التي زرناهم فيها، ولكنّ خسارة الوظيفة، موت احد الاحباء، تغييرا بالغ الاهمية في الصراع بين الدول العظمى، مرضا خطيرا — هذه وتغييرات اخرى يمكن ان تعني انهم سيكونون متجاوبين في المرة القادمة التي نزورهم فيها. والآخرون، اذ يعلمون ان صديقا او شخصا محبوبا قد صار واحدا من شهود يهوه، قد يرغبون الآن ان يتحدثوا معنا ليعلموا ما نؤمن به مما يمكن ان ينتج هذا التغيير.
١٧ كيف يتجاوب البعض الآن مع رسالة الملكوت؟ اعطِ امثلة محلية.
١٧ تذكَّروا ايضا ان اولئك الذين كبروا في السنوات الاخيرة لديهم الآن عائلات، ويتخذون الحياة بجدية، ويطرحون اسئلة تستطيع كلمة اللّٰه وحدها ان تجيب عنها. مثلا، دعت ام شابة شاهدين الى بيتها وقالت: ‹كفتاة صغيرة، لم استطع قط ان افهم لماذا طردت والدتي الشهود وقالت لهم انها غير مهتمة، في حين ان كل ما اردتم ان تفعلوه كان التكلم عن الكتاب المقدس. فصمَّمت حينئذ انه عندما اكبر وأتزوج، ويكون لديّ بيتي الخاص، سأطلب من شهود يهوه ان يدخلوا ويشرحوا الكتاب المقدس لي.›
١٨ كيف يؤثِّر المشهد الديني المتغيِّر في المقاطعة حيث نكرز ونعلِّم؟
١٨ هل لاحظتم ان بعض الناس الذين لم يتكلموا معنا لسنوات واعتقدوا انهم ‹خالصون› يطرحون الآن علينا اسئلة مخلصة؟ ولماذا؟ ان تغييرا قد حدث في تفكيرهم الديني. فهم يقولون انهم كانوا خائبي الامل تماما ومندهشين من فضائح السلوك الفاسد ادبيا والنشاطات السياسية وتبذير اموال الكنيسة من قِبل بعض مبشري التلفزيون البارزين الذين وثقوا بهم ذات مرة. وعلى الأرجح سيكون هنالك المزيد من هذا فيما الاحوال في بابل العظيمة تستمر في التدهور الى وقت دمارها. — رؤيا ١٨:١-٨.
١٩، ٢٠ ماذا يظهر لماذا يجب ان لا نشعر بالتثبط بشأن الرجوع مرة بعد مرة الى الناس الذين يرفضون الرسالة؟
١٩ على اية حال، لا يجب ان نصير مثبَّطين عندما تكون اغلبية الناس غير متقبِّلة. فبعد ان نتركهم من المحتمل اننا لا نزال في اذهانهم. ففي كندا اوضحت ربة بيت زارها شاهدان انها غير مهتمة. وفي ما بعد بدأت تفكر في ما قالاه وأرادت ان تجدهما ليجيبا عن اسئلة نشأت في ذهنها. فركبت سيارتها وذهبت تبحث عنهما ذهابا وايابا في شوارع المنطقة المجاورة لها، ولكنها كانت غير قادرة على تحديد مكانهما. فهل استسلمت؟ كلا، توقفت عند بيت صديقة لتسأل عما اذا كانا هناك. فلم يكونا، ولكنّ الصديقة قالت انه يوجد شاهد في مكان عملها وأنها ستجعل المرأة المهتمة على اتصال بالشاهد. فكانت النتيجة سلسلة من الزيارات في بيت المرأة المهتمة، التي دعت الاصدقاء والجيران والاقرباء وزملاء العمل. وكان الحضور يبلغ حتى ١٥ شخصا احيانا، وجرى توزيع حوالى ٤٣٠ مجلدا وكتابا مقدسا و ٠١٥,٢ مجلة.
٢٠ يقدِّر كثيرون زياراتنا. وفي رسالة الى مكتب فرع لجمعية برج المراقبة قالت امرأة: «شكرا لكم على غرس انتذار عظيم في قلوب الذين من ايمانكم. وشكرا على زيارتكم . . . ومشاركة الآخرين في محبة الرب. ان هذا العمل البسيط يفعل الكثير جدا للآخرين. . . . ومع ان البعض قد يكونون قساة، والآخرين غير مكترثين، والآخرين متقبِّلين، . . . فانه في الحقيقة ذو منفعة عظيمة ان يزورك شخص ما ليذكِّرك بأمور روحية. وأنا اجد هذا الامر جيدا، ان نتكلم عن الرب احدنا مع الآخر.» وفي رسالة اخرى طلب رب بيت منا ان ‹لا نتخلى عن الناس،› مهما كانت معاملتهم. «فلا نفشل في عمل الخير لاننا سنحصد في وقته ان كنا لا نكلّ.» (غلاطية ٦:٩) ان هذا العمل ينال رضى يهوه وبركته، ومساهمتنا فيه تبرهن عن محبتنا له ولقريبنا. (متى ٢٢:٣٧-٣٩) ولذلك دعونا نكمِّل العمل. — قارنوا فيلبي ١:٦.
٢١ (أ) اين على الارجح يكمن على الاقل جزء من التحدي في الرجوع ثانية الى المقاطعات المخدومة تكرارا؟ (ب) ماذا سنناقش في المقالة التالية؟
٢١ لا بدّ ان نواجه الواقع انه ربما ليس الناس دائما هم الذين يجعلون العمل في المقاطعة تكرارا يبدو صعبا. فأحيانا نحن الذين نفعل ذلك. فهل ننطلق بأفكار سلبية، شاعرين بأننا نعرف جميع الناس وماذا ستكون ردات فعلهم؟ ذلك يمكن ان يؤثر في موقفنا وعلى الارجح في نغمة صوتنا وتعبير وجهنا. وهل نستعمل بعدُ الاساليب والكلمات نفسها التي استعملناها لسنوات؟ والآن اذ تتغيَّر المقاطعة فان ما نجح ذات مرة ربما لا يصل الى ‹المستحقين› الآخرين. وربما نحتاج الى اقتراب جديد ونظرة جديدة الى عملنا. وبعد ذلك، دعونا نرى ما يمكننا فعله لئلا «نفشل» بل ‹لنحصد في وقته.›
-
-
لاحظوا تعليمكم باستمراربرج المراقبة ١٩٨٨ | ١٥ تموز (يوليو)
-
-
لاحظوا تعليمكم باستمرار
«لاحظ نفسك والتعليم (باستمرار) وداوم على ذلك. لانك اذا فعلت هذا تخلّص نفسك والذين يسمعونك ايضا.» — ١ تيموثاوس ٤:١٦.
١ لماذا ليس هذا الوقت لنتباطأ في عملنا للكرازة بالملكوت؟
يهوه يسرع الآن بتجميع المشبَّهين بالخراف. اذاً، بالتأكيد، ليس هذا الوقت ليتباطأ شعبه في عملهم للكرازة بالملكوت والتلمذة. (اشعياء ٦٠:٨، ٢٢، متى ٢٤:١٤؛ ٢٨:١٩، ٢٠) فنحن نحتاج الى العمل وفقا لروح ما يعمله اللّٰه في وقتنا. واذ تقترب النهاية سنرجع الى جيراننا مرارا اكثر. وطبعا، ان نشاط الشهادة المتزايد من قبل كل هذا العدد الاكبر من الناشرين والفاتحين يثير الآن حقل العالم. والقوة الدافعة لهذا التجميع المفرح ستنمو بعدُ. — اشعياء ٦٠:١١، قارنوا مزمور ١٢٦:٥، ٦.
٢ (أ) بحسب اشعياء ٤٠:٢٨-٣١، اي مصدر للطاقة نستطيع ان نعتمد عليه من اجل القوة اللازمة لانهاء عمل الكرازة بالملكوت؟ (ب) ما هو السبب الوجيه للانتباه الاضافي لنوعية خدمتنا في هذا الوقت؟
٢ بدلا من الاستسلام لأيّ شعور ‹بالكلل› لان بعض المقاطعات تُغطَّى تكرارا يجب ان ندرك ان هذا هو الوقت لنصلّي الى يهوه لاجل «الطاقة الدينامية» اللازمة لانهاء العمل. (اشعياء ٤٠:٢٨-٣١، عج، ١ يوحنا ٥:١٤) صحيح ان ملايين من ‹الجمع الكثير› من ‹الخراف الاخر› قد جرى تجميعهم حتى الآن. ولكنّ ما كان مرة ناجحا في مساعدة اشخاص معيَّنين ربما لا يكون فعالا في ما بعد في مساعدة الآخرين الذين لا يزالون في مقاطعاتنا. (رؤيا ٧:٩، ١٠، يوحنا ١٠:١٦) وهكذا فان نوعية خدمتنا تحتاج الى انتباه اضافي.
٣ كيف يمكن ادخال الحماس الجديد في خدمتنا للحقل؟
٣ بتصميم متجدِّد يمكننا ان نركِّز على تحسين فعاليتنا في الخدمة. وهذا يمكن ان يُدخل حماسا جديدا في خدمتنا للحقل. ولكن كيف يمكن فعل ذلك؟ ‹بملاحظة انفسنا والتعليم (باستمرار)،› لا بمجرد انجاز خدمتنا بشكل روتيني. (١ تيموثاوس ٤:١٦) فشفاهنا يجب ان تقدِّم اكثر من ‹ذبيحة تسبيح› تعوزها الحماسة. (عبرانيين ١٣:١٥) ويجب ان نكون مهرة في عملنا. (امثال ٢٢:٢٩) فما يلزم كثيرا هو العمل الماهر لمقاطعتنا. واليكم بعض اوجه خدمتنا التي نحتاج ان ‹نلاحظها (باستمرار).›
كيف نطوِّر مقاطعة «جديدة»
٤ بأية طريقة يمكننا ان نطوِّر مقاطعة «جديدة» في تعيين جماعتنا؟
٤ دعونا ننظر الى الحالة بطريقة عملية. ففي اماكن كثيرة لا توجد مقاطعة جديدة او تُخدم نادرا. فلمَ لا نطوِّر مقاطعة «جديدة» ضمن تعيين الجماعة؟ كيف؟ حسنا، عندما نزور تكرارا لا يمكننا ان نتصرَّف كما لو اننا لم نزر قط هذا البيت من قبل بمجرد قول ما نقوله عادة على الابواب. وعلى الارجح فان صاحب البيت سيعرفنا على اية حال اذا كنا نغطي المقاطعة تكرارا. وكتاب «المباحثة من الاسفار المقدسة» يعطي اكثر من ٤٠ مقدمة يمكننا استعمالها في خدمتنا. فيجب ان نحضّرها جيدا كشيء جديد وجذاب بربطها بقضايا ذات اهتمام محلي وجارٍ. وبدلا من الشعور بأننا اعتذاريون تجاه الزيارة تكرارا، نحتاج ان يكون لدينا موقف ايجابي ونجعل مقاطعتنا «جديدة» بعروض ذات نوعية جيدة. ولكن هل يساعد ذلك اذا كان ارباب البيوت غير وديين؟
٥ (أ) كيف يمكننا ان نجعل موقفا غير ودي سابقا يعمل لفائدتنا؟ (ب) ما الذي وجدتموه ينجح جيدا محليا؟ (ج) لماذا الاستماع والمديح الصادق مساعد؟
٥ ان معرفة الموقف السابق لصاحب البيت يمكن ان تنتج مشاعر سلبية تجاه الزيارة ثانية. ولكن لمَ لا تجعلون هذه المعرفة تعمل لفائدتكم؟ كيف؟ ربما بالتلميح اليها اولا ومن ثم البناء على ما قيل خلال الزيارة السابقة. فيمكنكم ان تقولوا: «صباح الخير، سيد هاريس!» واذا بدا ملائما يمكنكم ان تضيفوا: «كيف حالك؟» وبعدئذ يمكنكم ان تقولوا: «عندما كنت هنا الاسبوع الماضي قلت لي ان كنيستكم اهتمت بكل حاجاتكم الروحية وانك عضو فيها. فكجار يأخذ الدين ايضا بجدية، هل يمكنني ان اسأل ماذا تقول كنيستكم بشأن رجاء النجاة في العصر النووي؟» ثم دعوه يخبركم. امدحوا صاحب البيت حيث يمكنكم ذلك بصدق. ان الاستماع اليه ومدحه قد يغيِّر موقفه. وغالبا ما يسمح الناس بزيارة اخرى اذا كانوا هم انفسهم يستطيعون ان يقوموا ببعض الحديث. وطبعا، انتم ترغبون في ان تكيِّفوا رسالتكم بحسب ما يقوله صاحب البيت.
٦ (أ) كيف يمكننا ان نوجِّه اصحاب البيوت ليتوقعوا زيارتنا قانونيا؟ (ب) اية تعابير رئيسية يمكن ان تساعدنا لننجح؟ (ج) ماذا ينجح جيدا في المقاطعة المحلية؟
٦ بما تقولونه يمكنكم ان توجِّهوا اصحاب البيوت ليتوقَّعوا زيارتنا قانونيا. حاولوا ان تقولوا: «مرحبا، سيدة فريدريك! كيف حالك اليوم؟ في هذه الزيارة لجيراننا نناقش . . . .» او يمكنكم ان تقولوا: «صباح الخير! نحن نقوم بزياراتنا الاسبوعية القانونية. وجيد ان نعود. فجيرانكم تمتعوا بالموضوع الجديد الذي نناقشه في هذه الزيارة.» ثم تابعوا. ان هذا يعمل ايضا على جعل المقاطعة «جديدة» لكم. والكلمات الفعلية قد تختلف نوعا ما في بلدكم، لكنّ ذلك يعطي الفكرة الرئيسية. فلمَ لا تستفيدون من ذلك الى ابعد حد؟
٧ (أ) عند المغادرة، كيف يهيئ بعض الشهود صاحب البيت لزيارة اخرى؟ (ب) بهذا الخصوص، ماذا ينجح جيدا في المقاطعة المحلية؟
٧ ولذلك لتهيئة صاحب البيت للزيارة المقبلة نجح بعض الشهود باستعمال خاتمة كهذه: «نحن نتطلَّع الى زيارتكم ثانية قريبا.» ولاولئك الذين كانوا نوعا ما معارضين في التحدث اليكم في بادئ الامر يمكنكم ان تقولوا: «تمتَّعتُ بمناقشتنا. وبالتأكيد قدَّمتَ بعض النقاط الجيدة. وهذا استغرق دقائق قليلة، ولكننا على الاقل لم نتكلم عن الاخبار السيئة التي يمكن ان نسمعها في ايّ وقت. كان ذلك في الحقيقة نافعا.» ودون شك ستطوِّرون طرائق ملائمة اخرى لكي تتكلموا مع اصحاب البيوت. وعلى اية حال، بالتعابير الايجابية، والعروض ذات النوعية الجيدة، والمودَّة، حاولوا ان تساعدوا الناس كي لا يستاءوا من زياراتنا القانونية.
قدِّموا شهادة شاملة
٨ و ٩ اية اقتراحات معطاة للتفتيش الشامل عن المستحقين؟
٨ والشيء الآخر الذي يمكننا الانتباه له والذي يحفظ حماسنا شديدا هو الشمولية اكثر في التفتيش عن الاشخاص المستحقين. (اعمال ٨:٢٥؛ ٢٠:٢٤) مثلا، يمكن ان يسأل الأخ عن رب البيت اذا أتت امرأة او ولد الى الباب في نهايات الاسابيع او في المساء. فربما كانت الزوجة هي التي تحدَّثنا معها معظم الوقت. ولذلك يمكن ان نصنع بداية جديدة مع صاحب البيت بالتحدث مع رأس العائلة. ثم يمكننا ان نكيِّف الرسالة له، قائلين امورا مثل، «ماذا تعتقد انه سيؤمِّن مستقبلا سعيدا لعائلتك؟» او، «لاحظ كيف يروِّج الكتاب المقدس الوحدة العائلية.» امدحوا الرجل على الافكار الجيدة التي قد يعبِّر عنها.
٩ والطريقة الاخرى لايجاد مقاطعة «جديدة» هي ان نطلب اعضاء العائلة الآخرين العائشين تحت السقف نفسه — الجدة، ابن الاخ او ابن العم الذين يذهبون الى المدرسة، اخت الزوج التي تعمل خلال الاسبوع. وكان عمليا ايضا ان نلاحظ كم عدّادا كهربائيا او صندوق بريد هنالك في المنزل. فهذه قد تبيِّن المكان حيث أصلح الناس الطابق السفلي، الطابق العلوي، او منطقة اخرى للايجار. حاولوا ان تتَّصلوا باولئك المستأجرين — التلاميذ، العمال العزّاب، الارامل، والآخرين. فهذا ايضا يساعد على «توسيع» المقاطعة المتوافرة.
١٠ ما هي الطريقة الاخرى لتوسيع مقاطعتنا من بيت الى بيت، وماذا فعل البعض ليتصلوا بالعمال الليليين؟
١٠ والطريقة الاخرى «لتوسيع» المقاطعة من بيت الى بيت هي ان نمنحها راحة من حين الى آخر فيما نساهم في اوجه اخرى من خدمتنا. ولاجل التنويع يمكننا ان نخدم المقاطعة بعرض مباشر لدرس بيتي عائلي مجاني في الكتاب المقدس. وبعض الناس الذين لا يكونون في البيت عندما نزورهم يمكن ايجادهم في مكان عملهم او وظيفتهم. والشهادة في مناطق العمل يمكن ان تكون مثمرة جدا. وبعض هؤلاء الناس يمكن الاتصال بهم اذا قمنا بالشهادة في الشارع في ساعات ملائمة ومثمرة. ففي كندا حصل الفاتحون على نتائج جيدة من زيارات الامسيات المتأخرة للمستخدمين في محطات البنزين، المخازن والفنادق طوال الليل حيث موظفو المكتب لا يكونون عادة مشغولين في ذلك الوقت ويقدِّرون غالبا حيازة شيء لقراءته. وطبعا، يجب على الاخوات خصوصا ان يتجنبن مناطق كهذه خلال الساعات المتأخرة.
١١ (أ) ماذا يفعل بعض الشهود حيث لا يكون كثيرون في البيت في الزيارة الاولى؟ (ب) اي تأثير يمكن ان يكون للاجتهاد في صنع الزيارات للذين ليسوا في البيت في مقاطعتنا، وبأية نتائج في الخدمة؟
١١ وماذا عن الذين لا يكونون في البيت عندما نزورهم؟ هنا ايضا يجب ان نخدم بشكل شامل. فبعض الشهود يستعملون سجلاتهم من بيت الى بيت، المحفوظة جيدا بعد عملهم من باب الى باب مباشرة، ويرجعون الى الاماكن حيث لم يكن الناس في البيت في وقت ابكر من ذلك اليوم. وغالبا ما يرجع اصحاب البيوت الى البيت او يستيقظ العمال الليليون في ذلك الوقت. وفي مناطق كثيرة فان ٥٠ في المئة او اكثر لا يكونون في البيت خلال النهار. ولذلك يمكننا في الواقع ان نضاعف هذه المقاطعة بصنع زيارات للذين ليسوا في البيت في ساعات مختلفة الى ان نجد احدا في البيت. والفاتحون والناشرون ذوو الخبرة يوافقون ان الاجتهاد في العمل للذين ليسوا في البيت يعطي غالبا نتائج افضل مما تعطيه تغطيتنا الاولية للمقاطعة. وبالانتباه لهذا الوجه من خدمتنا نحصد على الارجح بركات كثيرة. — امثال ١٠:٢٢.
اولئك الذين يتذمَّرون
١٢ كيف يجب ان نتجاوب عندما يتذمر الناس لاننا نزورهم تكرارا؟ ولماذا؟
١٢ وماذا يمكن ان يقال للناس الذين يتذمَّرون لاننا نزورهم تكرارا؟ قبل كل شيء، يجب ان نظهر تفهُّما. (متى ٧:١٢) فبالنسبة اليهم يبدو اننا رجعنا سريعا. ولكن يحسن بنا ان نتذكر انه حتى منذ سنوات كان الناس يقولون ‹كنتم هنا الاسبوع الماضي› في حين عرفنا جيدا انه قد مرَّت ستة اشهر او اكثر منذ ان زرناهم. وبالاضافة الى ذلك، فان الزيارات تكرارا يمكن ان تحثّ على الاهتمام. ففي غوادلوب جرى رجل وراء شاهد ليقول: «لاحظتك الآن لاسابيع عديدة. وعادة لا استمع الى الشهود، ولكن يجب ان اعرف لماذا تزور الناس تكرارا!» فنتج درس بيتي جديد في الكتاب المقدس.
١٣، ١٤ كيف يدبِّر بعض الرفقاء المؤمنين الامور عندما يتذمر اصحاب البيوت؟
١٣ وبعض الاخوة اخبروا المتذمرين بلطف بالتاريخ المحدَّد للزيارة السابقة وقدَّموا المجلات الاخيرة، موضحين ان المقالات تختلف عن تلك التي في المجلات التي كانت لدينا آخر مرة زرناهم فيها. واذ نباحث ارباب بيوت كهؤلاء يمكننا ان نقول بأنهم ربما تسلّموا جرائد ومجلات عديدة منذ زيارتنا الاخيرة، ولكنها لا تحتوي دائما على أخبار سارة. ويمكننا ان نوضح اننا نحمل أخبارا سارة وأن زياراتنا ليست طويلة. أما اذا كان صاحب البيت مشغولا جدا فيمكننا ان نقول: «اذا لم يكن هذا الوقت الافضل للتكلم معك يمكنني ان اراك في زيارتنا التالية في غضون اسبوع او اكثر.»
١٤ وماذا يمكن ان يقال ايضا؟ ان هذا يتوقف على موقف صاحب البيت والمجاملة العادية المتوقَّعة حيث نسكن. تشرح احدى الاخوات في اليابان زياراتنا المتكررة بهذه الطريقة: ‹ان أخبار التلفزيون تخبر عن سير الاعصار الاستوائي مرة بعد مرة، مكررة الانباء كثيرا لفائدة اولئك الذين فاتتهم النشرات السابقة. ويجري فعل ذلك لان للحياة علاقة بالامر. ان تكرار الاخبار يزداد اذ تقترب العاصفة. ولذلك، اذ تقترب عاصفة هرمجدون، يجب ان تُعلَن رسالة التحذير كلما امكن لتخليص الحياة.› وطبعا، سنصنع تعبيرا كهذا بلطف وباخلاص، آملين ان نصل الى قلب المستمع.
مواجهين تحدي اللامبالاة
١٥ (أ) ماذا يمكن ان يكون التحدي المتزايد عندما نخدم مقاطعتنا تكرارا؟ (ب) لماذا بعض الناس لا مبالون؟
١٥ اذ يزداد تكرار زياراتنا يكون التحدي المتزايد هو اللامبالاة التي نواجهها غالبا. ولكنّ فحص بعض اسباب اللامبالاة يمكن ان يشجعنا لنلاحظ انه ربما يكون ممكنا بعدُ ان نصل الى قلوب بعض هؤلاء الناس. فلامبالاتهم ربما تعكس خيبتهم ويأسهم. فقد يشعرون بأنه لا يوجد مخرج من حالة العالم الحاضرة، مفكرين انهم يلزم ان يعيشوا حياتهم بأفضل طريقة ممكنة. والآخرون يشمئزون لان بعض القادة الدينيين يتورطون في السياسة، وهم مذنبون بالسلوك الفاسد ادبيا، او يفشلون في اتخاذ موقف ثابت ضد الفساد الادبي الجنسي. ولذلك فان اصحاب البيوت هؤلاء خائبو الامل ويعيشون ليومهم فقط.
١٦ كيف يمكن الوصول الى قلب الشخص اللامبالي؟
١٦ نعرف ان الخدام المسيحيين الاولين تغلّبوا بنجاح على الموقف نفسه لان بعض الناس قالوا آنذاك، «فلنأكل ونشرب لاننا غدا نموت.» (١ كورنثوس ١٥:٣٢) ولذلك نعرف ان لدينا تماما ما يحتاج الى سماعه اشخاص كهؤلاء. ومع ذلك، كيف يمكننا ان نصل الى قلبهم؟ احدى الطرائق هي ان نضع جانبا مطبوعاتنا للكتاب المقدس في تلك اللحظة، جاعلينهم يروننا نفعل ذلك. ثم يمكننا ان نطرح عليهم اسئلة جرى التفكير فيها جيدا كهذه: «هل تعتقدون ان هنالك حلاّ لمشاكل العصر؟ هل القضية ان معظم الناس حقا لم يجدوا الحلول بعدُ؟ هل تعتقدون انه يجب ان نكون ايجابيين ونستمر في البحث؟» وللآخرين يمكن ان نقول: «بالتأكيد انتم توافقون ان العيش برجاء هو افضل من العيش دون امل بأمور افضل. فماذا تأملون ان تروا؟» ويمكننا ان نسأل: «ماذا تشعرون انتم انفسكم بأنه العقبة الاكبر امام وحدة العالم وسلامه؟» وعلى آخرين ايضا يمكن ان نطرح السؤال: «هل تعتقدون ان كل الاديان هي كما وصفتم؟» مرارا كثيرة تجعل اسئلة كهذه اصحاب البيوت يعبِّرون عن وجهات نظرهم. وبعد ذلك، عندما يتجاوبون، كونوا على يقين من الاستماع. نعم، دعوهم يسكبون قلبهم لكم. فكثيرون منهم ‹يئنُّون ويتنهَّدون على كل الرجاسات المصنوعة الآن.› — حزقيال ٩:٤.
١٧ كيف يمكن ان تُستعمل مطبوعاتنا للوصول الى البعض حتى عندما يصرّون في بادئ الامر انهم غير مهتمين؟
١٧ والاقتراب الآخر من اللامبالاة هو ان نأخذ ملاحظة عن نقطة او اعتراض قدمه صاحب البيت ونرجع بمجلة او مطبوعة اخرى لبرج المراقبة تعالج المسألة. وفي بادئ الامر يمكن ان يكون حتى موضوعا غير ديني، كمقالة عن موت فجائي لطفل او زوال الغابات شيئا فشيئا. اشرحوا انكم كنتم تفكرون في ما يهمّ صاحب البيت وتذكَّرتم هذه المقالة. وبعدئذ اشيروا الى الافكار الرئيسية في المواد. واحدى النساء التي رفضت مطبوعاتنا قبلت مجلة بعد ثوان فقط. ولماذا؟ لان الشاهد سأل عما اذا كانت المرأة تعرف انه كان هنالك ٥٥ مليون عملية اجهاض سنويا. واذ صُدمت لمعرفتها ذلك طلبت المجلة التي تحتوي على هذه المعلومات.
يهتم به حتى اكماله
١٨، ١٩ (أ) لاية نقاط اضافية يجب ان ‹ننتبه› اذ ننجز خدمتنا؟ (ب) اية افكار متحيزة يملكها بعض الناس عنا وعن معتقداتنا، وكيف يمكننا ان نجيبهم؟
١٨ قبل كل شيء، يلزم ان نكون صبورين مع الناس. ان نتكلم ببطء وبحرارة. أظهروا المحبة واللطف. (غلاطية ٥:٢٢، ٢٣) وقبل الذهاب الى الباب التالي فكِّروا في ما حدث عند الباب السابق لتروا اين يكون التحسين ممكنا. كونوا متفهِّمين، لان اناسا كثيرين لديهم افكار خاطئة عن شهود يهوه. فقد يقولون: ‹انتم تتجنّبون السياسة والواجبات المدنية،› ‹انتم ترفضون الخدمة العسكرية،› او ‹انتم تحطمون العائلات.› ولكنّ هذا الموقف هو كذاك الذي للعالم تجاه رفقائنا المؤمنين في القرن الاول. أظهروا هذا لاصحاب البيوت، مستعملين ربما الاقتباسات تحت عنوان «الحياد» في كتاب «المباحثة.»
١٩ وعن المسيحيين الاولين كتب المؤرخ ويل ديورانت: «بالنسبة الى المسيحي كان دينه شيئا منفصلا عن المجتمع السياسي واسمى منه؛ وولاؤه الاسمى لم يكن لقيصر بل للمسيح. . . . وفصل المسيحي عن الشؤون الارضية بدا للوثني هروبا من الواجبات المدنية، اضعافا للقوة والارادة القومية. وترتوليانس نصح المسيحيين بأن يرفضوا الخدمة العسكرية؛ . . . والمسيحيون نصحهم قادتهم بأن يتجنبوا غير المسيحيين، وأن يبتعدوا عن ألعاب اعيادهم بصفتها وحشية، ومسارحهم بصفتها بيوتا للدعارة. . . . والمسيحية [عند صنع المهتدين] كانت متَّهمة بتحطيم البيت.» — «قيصر والمسيح،» ص ٦٤٧.
٢٠، ٢١ (أ) ماذا نريد ان نتأكد عندما لا يتجاوب الناس؟ (ب) لماذا يجب ‹ان لا نفشل› بل ان نستمر في العمل الجيد لكرازتنا بالملكوت؟
٢٠ بعض الناس لن يسمعوا مهما قلنا. ولكنّ ذلك يجب ان يكون بسبب رفضهم رسالة الملكوت، لا بسبب فشلنا في صنع عروض ذات نوعية جيدة في خدمتنا. (لوقا ١٠:٨-١١، اعمال ١٧:٣٢، حزقيال ٣:١٧-١٩) فيجب ان نبذل جهدنا بمساعدة اللّٰه، ويهوه سيهتم بالعمل حتى ‹اكماله.› — قارنوا فيلبي ١:٦.
٢١ اذاً، بثقة كاملة، استمروا في ان تكونوا «مكثرين في عمل الرب كل حين عالمين ان تعبكم ليس باطلا.» (١ كورنثوس ١٥:٥٨) «لاحظ نفسك والتعليم (باستمرار) وداوم على ذلك. لانك اذا فعلت هذا تخلّص نفسك والذين يسمعونك ايضا.» (١ تيموثاوس ٤:١٦) وقبل كل شيء، «لا نفشل في عمل الخير لاننا سنحصد في وقته ان كنا لا نكلّ.» — غلاطية ٦:٩.
-