-
«ابقَ منتبها للخدمة التي قبلتَها في الرب»برج المراقبة ٢٠٠٨ | ١٥ كانون الثاني (يناير)
-
-
«اِبْقَ مُنْتَبِهًا لِلْخِدْمَةِ ٱلَّتِي قَبِلْتَهَا فِي ٱلرَّبِّ»
«اِبْقَ مُنْتَبِهًا لِلْخِدْمَةِ ٱلَّتِي قَبِلْتَهَا فِي ٱلرَّبِّ، كَيْ تُتَمِّمَهَا». — كو ٤:١٧.
١، ٢ أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّةٍ تِجَاهَ ٱلنَّاسِ مُلْقَاةٌ عَلَى عَاتِقِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟
تُلْقَى عَلَى عَاتِقِنَا مَسْؤُولِيَّةٌ خَطِيرَةٌ تِجَاهَ ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ يَعِيشُونَ حَوْلَنَا. فَٱلْقَرَارَاتُ ٱلَّتِي يَتَّخِذُونَهَا ٱلْيَوْمَ تُحَدِّدُ مَصِيرَهُمْ، إِمَّا ٱلْحَيَاةَ أَوِ ٱلْمَوْتَ خِلَالَ «ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ». (رؤ ٧:١٤) وَقَدْ ذَكَرَ ٱلْكَاتِبُ ٱلْمُلْهَمُ لِسِفْرِ ٱلْأَمْثَالِ: «أَنْقِذِ ٱلْمَسُوقِينَ إِلَى ٱلْمَوْتِ، وَرُدَّ ٱلْمُتَرَنِّحِينَ ٱلْمَاضِينَ إِلَى ٱلذَّبْحِ». فَمَا أَقْوَى هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ! وَٱلتَّقَاعُسُ عَنْ تَنْبِيهِ ٱلنَّاسِ إِلَى ٱلْخِيَارَيْنِ ٱلْمَطْرُوحَيْنِ أَمَامَهُمْ يُمْكِنُ أَنْ يَجْلُبَ عَلَيْنَا ذَنْبَ سَفْكِ ٱلدَّمِ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، يَرِدُ فِي تَكْمِلَةِ ٱلْآيَةِ ٱلْمُقْتَبَسَةِ: «إِنْ قُلْتَ: ‹هَا نَحْنُ لَمْ نَعْرِفْ بِهٰذَا›، أَفَلَعَلَّ وَازِنَ ٱلْقُلُوبِ لَا يُمَيِّزُ، وَحَافِظَ نَفْسِكَ لَا يَعْرِفُ، فَيَرُدَّ عَلَى ٱلْإِنْسَانِ مِثْلَ عَمَلِهِ؟». فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ لِخُدَّامِ يَهْوَه أَنْ يَقُولُوا إِنَّهُمْ ‹لَا يَعْرِفُونَ› أَيَّ خَطَرٍ يُوَاجِهُهُ ٱلنَّاسُ. — ام ٢٤:١١، ١٢.
٢ كَمَا أَنَّ ٱلْحَيَاةَ عَزِيزَةٌ فِي عَيْنَيْ يَهْوَه. لِذَا فَهُوَ يَحُثُّ خُدَّامَهُ أَنْ يَبْذُلُوا قُصَارَى جُهْدِهِمْ لِلْمُسَاهَمَةِ فِي إِنْقَاذِ حَيَاةِ أَكْبَرِ عَدَدٍ مُمْكِنٍ مِنَ ٱلنَّاسِ. فَعَلَى كُلِّ خَادِمٍ لِلّٰهِ أَنْ يُعْلِنَ ٱلرِّسَالَةَ ٱلْمُنْقِذَةَ لِلْحَيَاةِ ٱلْمَوْجُودَةَ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ. وَعَمَلُنَا مُشَابِهٌ لِعَمَلِ ٱلرَّقِيبِ ٱلَّذِي يُطْلِقُ تَحْذِيرًا عِنْدَمَا يَرَى خَطَرًا وَشِيكًا. وَنَحْنُ لَا نُرِيدُ أَنْ يَكُونَ دَمُ ٱلْمُهَدَّدِينَ بِٱلْمَوْتِ عَلَى رُؤُوسِنَا. (حز ٣٣:١-٧) فَكَمْ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ نُوَاظِبَ عَلَى ‹ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْكَلِمَةِ›! — اِقْرَأْ ٢ تيموثاوس ٤:١، ٢، ٥.
٣ أَيَّةُ مَوَاضِيعَ سَتُنَاقَشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَتَيْنِ ٱلتَّالِيَتَيْنِ؟
٣ سَنَرَى فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ كَيْفَ نَتَغَلَّبُ عَلَى ٱلْعَوَائِقِ ٱلَّتِي قَدْ تَعْتَرِضُ خِدْمَتَنَا ٱلْمُنْقِذَةَ لِلْحَيَاةِ، وَكَيْفَ نُسَاعِدُ أَكْبَرَ عَدَدٍ مُمْكِنٍ مِنَ ٱلنَّاسِ. وَسَتُعَالِجُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ كَيْفِيَّةَ تَحْسِينِ فَنِّ تَعْلِيمِ حَقَائِقِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْبَالِغَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ. وَسَتَتَنَاوَلُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلثَّالِثَةُ ٱلنَّتَائِجَ ٱلْمُشَجِّعَةَ ٱلَّتِي حَصَلَ عَلَيْهَا بَعْضُ ٱلْمُنَادِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. وَلكِنْ قَبْلَ ٱلتَّطَرُّقِ إِلَى هذِهِ ٱلْمَوَاضِيعِ، يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُرَاجِعَ بَعْضَ ٱلْأَسْبَابِ ٱلَّتِي تَجْعَلُ أَزْمِنَتَنَا حَرِجَةً جِدًّا.
مَا يَجْعَلُ كَثِيرِينَ بِلَا رَجَاءٍ
٤، ٥ مَاذَا يَشْهَدُ ٱلْجِنْسُ ٱلْبَشَرِيُّ، وَمَا هُوَ رَدُّ فِعْلِ كَثِيرِينَ حِيَالَ ذلِكَ؟
٤ تُظْهِرُ ٱلْأَحْدَاثُ ٱلْعَالَمِيَّةُ أَنَّنَا نَعِيشُ فِي «ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ» وَأَنَّ ٱلنِّهَايَةَ قَرِيبَةٌ جِدًّا. فَٱلْجِنْسُ ٱلْبَشَرِيُّ يَشْهَدُ أَحْدَاثًا وَأَحْوَالًا قَالَ يَسُوعُ وَتَلَامِيذُهُ إِنَّهَا تَسِمُ «ٱلْأَيَّامَ ٱلْأَخِيرَةَ». وَتَعْصِفُ بِٱلْبَشَرِيَّةِ شَدَائِدُ عَظِيمَةٌ أَشْبَهُ ‹بِٱلْمَخَاضِ› تَشْمُلُ ٱلْحُرُوبَ وَٱلْمَجَاعَاتِ وَٱلزَّلَازِلَ وَغَيْرَهَا. وَيَسُودُ ٱلتَّعَدِّي عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ وَٱلْأَنَانِيَّةُ بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَتَكْثُرُ ٱلْمَوَاقِفُ ٱلَّتِي تَتَحَدَّى ٱللّٰهَ. فِعْلًا، إِنَّهَا «أَزْمِنَةٌ حَرِجَةٌ» حَتَّى فِي نَظَرِ ٱلَّذِينَ يَسْعَوْنَ لِلْعَيْشِ بِحَسَبِ مَقَايِيسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. — مت ٢٤:٣، ٦-٨، ١٢؛ ٢ تي ٣:١-٥.
٥ لكِنَّ أَغْلَبِيَّةَ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ لَا تَعِي ٱلْمَغْزَى ٱلْحَقِيقِيَّ لِلْأَحْدَاثِ ٱلْعَالَمِيَّةِ. لِذلِكَ يَنْتَابُ ٱلنَّاسَ قَلَقٌ بِشَأْنِ سَلَامَتِهِمْ وَسَلَامَةِ عَائِلَاتِهِمْ. كَمَا تَنْسَحِقُ قُلُوبُ كَثِيرِينَ عِنْدَمَا يَمُوتُ أَحَدُ أَحِبَّائِهِمْ أَوْ تُلِمُّ بِهِمْ فَاجِعَةٌ أُخْرَى. وَبِدُونِ ٱلْمَعْرِفَةِ ٱلدَّقِيقَةِ ٱلَّتِي تُوضِحُ سَبَبَ هذِهِ ٱلْأُمُورِ وَتُظْهِرُ أَيْنَ يُوجَدُ ٱلْحَلُّ، فَإِنَّ هؤُلَاءِ ٱلنَّاسَ هُمْ بِلَا رَجَاءٍ. — اف ٢:١٢.
٦ لِمَاذَا تَعْجَزُ «بَابِلُ ٱلْعَظِيمَةُ» عَنْ مُسَاعَدَةِ أَتْبَاعِهَا؟
٦ وَلَمْ تَجْلُبْ «بَابِلُ ٱلْعَظِيمَةُ»، ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةُ ٱلْعَالَمِيَّةُ لِلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ، أَيَّةَ تَعْزِيَةٍ حَقِيقِيَّةٍ لِلْبَشَرِ. عَلَى ٱلْعَكْسِ، فَمِنْ خِلَالِ «خَمْرِ عَهَارَتِهَا» أَوْقَعَتِ ٱلْجُمُوعَ ٱلْمُتَرَنِّحَةَ فِي حَالَةٍ مِنَ ٱلضَّيَاعِ ٱلرُّوحِيِّ. كَمَا أَنَّ ٱلدِّينَ ٱلْبَاطِلَ، بِتَصَرُّفِهِ كَعَاهِرَةٍ، أَغْوَى «مُلُوكَ ٱلْأَرْضِ» وَسَيْطَرَ عَلَيْهِمْ، وَٱسْتَخْدَمَ ٱلْعَقَائِدَ ٱلْكَاذِبَةَ وَٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْأَرْوَاحِيَّةَ لِإِبْقَاءِ ٱلْجُمُوعِ خَانِعِينَ مَذْلُولِينَ لِأَسْيَادِهِمِ ٱلسِّيَاسِيِّينَ. وَهكَذَا ٱكْتَسَبَ ٱلدِّينُ ٱلْبَاطِلُ سُلْطَةً وَنُفُوذًا وَلكِنَّهُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ رَفَضَ ٱلْحَقَّ كُلِّيًّا. — رؤ ١٧:١، ٢، ٥؛ ١٨:٢٣.
٧ أَيُّ مَصِيرٍ يَنْتَظِرُ أَغْلَبِيَّةَ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ، وَلكِنْ كَيْفَ نُسَاعِدُ ٱلْبَعْضَ؟
٧ قَالَ يَسُوعُ إِنَّ مُعْظَمَ ٱلْبَشَرِ يَسِيرُونَ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلْوَاسِعِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْهَلَاكِ. (مت ٧:١٣، ١٤) وَفِي حِينِ يَسِيرُ ٱلْبَعْضُ فِي هذَا ٱلطَّرِيقِ ٱلْوَاسِعِ لِأَنَّهُمُ ٱخْتَارُوا عَمْدًا رَفْضَ تَعَالِيمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، يَسْلُكُ كَثِيرُونَ فِيهِ لِأَنَّهُمْ ضُلِّلُوا أَوْ أُخْفِيَ عَنْهُمْ مَا يَطْلُبُهُ يَهْوَه حَقًّا مِنْهُمْ. وَرُبَّمَا يُغَيِّرُ بَعْضُهُمْ نَمَطَ حَيَاتِهِمْ إِذَا أُظْهِرَتْ لَهُمْ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْأَسْبَابُ ٱلَّتِي تَدْفَعُ ٱلْمَرْءَ إِلَى صُنْعِ هذَا ٱلتَّغْيِيرِ. أَمَّا ٱلَّذِينَ يَبْقَوْنَ فِي بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ وَيَسْتَمِرُّونَ فِي رَفْضِ مَقَايِيسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، فَلَنْ يَنْجُوا مِنَ «ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ». — رؤ ٧:١٤.
دَاوِمْ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ دُونَ ٱنْقِطَاعٍ
٨، ٩ كَيْفَ تَجَاوَبَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ مَعَ ٱلْمُقَاوَمَةِ، وَلِمَاذَا؟
٨ قَالَ يَسُوعُ إِنَّ تَلَامِيذَهُ سَيَكْرِزُونَ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَيُتَلْمِذُونَ أُنَاسًا. (مت ٢٨:١٩، ٢٠) لِذلِكَ طَالَمَا ٱعْتَبَرَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ أَنَّ ٱلِٱشْتِرَاكَ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ يَعْكِسُ وَلَاءَهُمْ لِلّٰهِ وَيُشَكِّلُ مَطْلَبًا رَئِيسِيًّا لِإِيمَانِهِمْ. وَعَلَى هذَا ٱلْأَسَاسِ، ٱسْتَمَرَّ أَتْبَاعُ يَسُوعَ ٱلْأَوَّلُونَ يَكْرِزُونَ حَتَّى فِي وَجْهِ ٱلْمُقَاوَمَةِ. وَٱتَّكَلُوا عَلَى يَهْوَه لِيُعْطِيَهُمُ ٱلْقُوَّةَ، مُصَلِّينَ إِلَيْهِ كَيْ يُمَكِّنَهُمْ مِنَ ٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي ‹ٱلتَّكَلُّمِ بِكَلِمَتِهِ بِكُلِّ جُرْأَةٍ›. وَكَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ أَنَّ يَهْوَه مَلَأَهُمْ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، فَأَخَذُوا يَتَكَلَّمُونَ بِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ بِجُرْأَةٍ. — اع ٤:١٨، ٢٩، ٣١.
٩ وَهَلْ تَزَعْزَعَ تَصْمِيمُ أَتْبَاعِ يَسُوعَ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ حِينَ صَارَتِ ٱلْمُقَاوَمَةُ عَنِيفَةً؟ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. فَرَغْمَ أَنَّ ٱلْقَادَةَ ٱلدِّينِيِّينَ ٱلْيَهُودَ، ٱلْغَاضِبِينَ مِنْ كِرَازَةِ ٱلرُّسُلِ، ٱعْتَقَلُوهُمْ وَهَدَّدُوهُمْ وَجَلَدُوهُمْ، كَانَ ٱلرُّسُلُ «لَا يَنْفَكُّونَ . . . يُعَلِّمُونَ وَيُبَشِّرُونَ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ». فَقَدْ كَانُوا مُقْتَنِعِينَ بِأَنَّ عَلَيْهِمْ ‹إِطَاعَةَ ٱللّٰهِ حَاكِمًا لَا ٱلنَّاسِ›. — اع ٥:٢٨، ٢٩، ٤٠-٤٢.
١٠ أَيَّةُ تَحَدِّيَاتٍ يُوَاجِهُهَا ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْيَوْمَ، وَلكِنْ مَاذَا قَدْ يَنْجُمُ عَنْ سُلُوكِهِمِ ٱلْحَسَنِ؟
١٠ لَا يَتَعَرَّضُ جَمِيعُ خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ لِلضَّرْبِ أَوِ ٱلسَّجْنِ بِسَبَبِ نَشَاطِهِمِ ٱلْكِرَازِيِّ. لكِنَّ كُلَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ يَتَعَرَّضُونَ لِمِحَنٍ وَتَجَارِبَ مِنْ نَوْعٍ مَا. مَثَلًا، قَدْ يَدْفَعُكَ ضَمِيرُكَ ٱلْمُدَرَّبُ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى ٱتِّبَاعِ مَسْلَكٍ لَا يَرُوقُ ٱلنَّاسَ مِنْ حَوْلِكَ أَوْ يَجْعَلُكَ تَبْدُو مُخْتَلِفًا عَنْهُمْ. وَقَدْ يَعْتَبِرُكَ جِيرَانُكَ أَوْ زُمَلَاؤُكَ فِي ٱلْعَمَلِ أَوِ ٱلْمَدْرَسَةِ غَرِيبَ ٱلْأَطْوَارِ لِأَنَّكَ تَسْتَنِدُ فِي قَرَارَاتِكَ إِلَى مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَلكِنْ لَا تَدَعْ رَدَّ فِعْلِهِمِ ٱلسَّلْبِيَّ يُثَبِّطُكَ. فَٱلْعَالَمُ يَتَخَبَّطُ فِي ظُلْمَةٍ رُوحِيَّةٍ، أَمَّا ٱلْمَسِيحِيُّونَ فَعَلَيْهِمْ أَنْ ‹يُضِيئُوا كَأَنْوَارٍ›. (في ٢:١٥) وَرُبَّمَا يُلَاحِظُ بَعْضُ ٱلْمُرَاقِبِينَ ذَوِي ٱلْقُلُوبِ ٱلْمُخْلِصَةِ أَعْمَالَكَ ٱلْحَسَنَةَ وَيُقَدِّرُونَهَا، وَبِسَبَبِهَا يُمَجِّدُونَ يَهْوَه. — اِقْرَأْ متى ٥:١٦.
١١ (أ) بِأَيَّةِ طَرِيقَةٍ قَدْ يَتَجَاوَبُ ٱلْبَعْضُ مَعَ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ؟ (ب) أَيَّةُ مُقَاوَمَةٍ وَاجَهَهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ، وَكَيْفَ تَجَاوَبَ مَعَهَا؟
١١ لَا بُدَّ أَنْ نَتَحَلَّى بِٱلشَّجَاعَةِ لِكَيْ نُدَاوِمَ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَبَعْضُ ٱلْأَشْخَاصِ، حَتَّى أَنْسِبَاؤُكَ، قَدْ يَسْتَهْزِئُونَ بِكَ أَوْ قَدْ يُحَاوِلُونَ تَثْبِيطَكَ بِطَرِيقَةٍ أُخْرَى. (مت ١٠:٣٦) لَقَدْ ضُرِبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ لِإِتْمَامِهِ خِدْمَتَهُ بِأَمَانَةٍ. وَلكِنْ لَاحِظْ كَيْفَ تَجَاوَبَ مَعَ هذِهِ ٱلْمُقَاوَمَةِ. فَقَدْ كَتَبَ: «بَعْدَمَا تَأَلَّمْنَا أَوَّلًا وَلَقِينَا ٱلْإِهَانَةَ وَٱلْإِسَاءَةَ . . . ٱسْتَجْمَعْنَا ٱلْجُرْأَةَ بِإِلٰهِنَا لِنُكَلِّمَكُمْ بِبِشَارَةِ ٱللّٰهِ بِجِهَادٍ كَثِيرٍ». (١ تس ٢:٢) فَلَمْ يَكُنْ سَهْلًا عَلَى بُولُسَ أَنْ يُدَاوِمَ عَلَى ٱلتَّكَلُّمِ بِٱلْبِشَارَةِ بَعْدَ ٱلْقَبْضِ عَلَيْهِ وَنَزْعِ ثِيَابِهِ وَضَرْبِهِ بِٱلْعِصِيِّ وَإِلْقَائِهِ فِي ٱلسِّجْنِ. (اع ١٦:١٩-٢٤) وَمِنْ أَيْنَ ٱسْتَمَدَّ ٱلْجُرْأَةَ لِيَسْتَمِرَّ فِي خِدْمَتِهِ؟ مِنْ رَغْبَتِهِ ٱلْعَارِمَةِ فِي إِتْمَامِ ٱلتَّفْوِيضِ ٱلْإِلهِيِّ بِٱلْكِرَازَةِ. — ١ كو ٩:١٦.
١٢، ١٣ أَيَّةُ تَحَدِّيَاتٍ يُوَاجِهُهَا ٱلْبَعْضُ، وَكَيْفَ يُحَاوِلُونَ ٱلتَّغَلُّبَ عَلَيْهَا؟
١٢ وَقَدْ يَصْعُبُ عَلَيْنَا أَيْضًا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى ٱنْدِفَاعِنَا فِي ٱلْمُقَاطَعَاتِ حَيْثُ نَادِرًا مَا نَجِدُ ٱلنَّاسَ فِي بُيُوتِهِمْ أَوْ نَكَادُ لَا نَلْقَى تَجَاوُبًا مَعَ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَمَاذَا نَفْعَلُ فِي هذِهِ ٱلْحَالَةِ؟ رُبَّمَا يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَسْتَجْمِعَ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْجُرْأَةِ وَنَتَكَلَّمَ إِلَى ٱلنَّاسِ فِي ٱلشَّهَادَةِ غَيرِ ٱلرَّسْمِيَّةِ. وَقَدْ يَلْزَمُنَا أَيْضًا تَعْدِيلُ بَرْنَامَجِنَا أَوْ تَرْكِيزُ جُهُودِنَا عَلَى ٱلْكِرَازَةِ فِي ٱلْأَمَاكِنِ حَيْثُ يُتَاحُ لَنَا أَنْ نَحْتَكَّ بِأُنَاسٍ أَكْثَرَ. — قَارِنْ يوحنا ٤:٧-١٥؛ اعمال ١٦:١٣؛ ١٧:١٧.
١٣ ثَمَّةَ صُعُوبَاتٌ أُخْرَى يُضْطَرُّ كَثِيرُونَ إِلَى تَحَمُّلِهَا مِثْلُ تَقَدُّمِ ٱلسِّنِّ وَٱلصِّحَّةِ ٱلرَّدِيئَةِ، أَمْرَانِ قَدْ يَحُدَّانِ مِمَّا يَسْتَطِيعُ ٱلْمَرْءُ فِعْلَهُ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ. فَإِذَا كُنْتَ مُتَقَدِّمًا فِي ٱلسِّنِّ أَوْ تُعَانِي صِحَّةً رَدِيئَةً، فَلَا تَتَثَبَّطْ لِأَنَّ يَهْوَه يَعِي جَيِّدًا حُدُودَكَ وَيُسَرُّ بِمَا يُمْكِنُكَ فِعْلُهُ. (اِقْرَأْ ٢ كورنثوس ٨:١٢.) إِذًا، مَهْمَا يَكُنْ نَوْعُ ٱلشِّدَّةِ ٱلَّتِي تُوَاجِهُهَا، سَوَاءٌ أَكَانَتْ مُقَاوَمَةً أَمْ لَامُبَالَاةً أَمْ صِحَّةً رَدِيئَةً، فَٱفْعَلْ كُلَّ مَا تَسْمَحُ بِهِ ظُرُوفُكَ لِكَيْ تُخْبِرَ ٱلْآخَرِينَ بِٱلْبِشَارَةِ. — ام ٣:٢٧؛ قَارِنْ مرقس ١٢:٤١-٤٤.
‹اِبْقَ مُنْتَبِهًا لِخِدْمَتِكَ›
١٤ أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ لِلرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ، وَأَيَّةُ مَشُورَةٍ أَعْطَاهَا؟
١٤ كَانَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ يَحْمِلُ خِدْمَتَهُ مَحْمَلَ ٱلْجِدِّ، وَشَجَّعَ ٱلرُّفَقَاءَ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَلَى ذلِكَ. (اع ٢٠:٢٠، ٢١؛ ١ كو ١١:١) وَثَمَّةَ مَسِيحِيٌّ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱسْمُهُ أَرْخِبُّسُ خَصَّهُ بُولُسُ بِهذَا ٱلنَّوْعِ مِنَ ٱلتَّشْجِيعِ. فَفِي رِسَالَتِهِ إِلَى أَهْلِ كُولُوسِّي، كَتَبَ: «قُولُوا . . . لِأَرْخِبُّسَ: ‹اِبْقَ مُنْتَبِهًا لِلْخِدْمَةِ ٱلَّتِي قَبِلْتَهَا فِي ٱلرَّبِّ، كَيْ تُتَمِّمَهَا›». (كو ٤:١٧) نَحْنُ لَا نَعْرِفُ مَنْ هُوَ أَرْخِبُّسُ أَوْ مَا هِيَ ظُرُوفُهُ، وَلكِنْ يَتَبَيَّنُ أَنَّهُ قَبِلَ تَعْيِينَ خِدْمَةٍ أُعْطِيَ لَهُ. وَإِذَا كُنْتَ مَسِيحِيًّا مُنْتَذِرًا، فَأَنْتَ أَيْضًا قَبِلْتَ تَعْيِينَ خِدْمَةٍ. فَهَلْ تَبْقَى مُنْتَبِهًا لِلْخِدْمَةِ كَيْ تُتَمِّمَهَا؟
١٥ مَاذَا يَقْتَضِي ٱنْتِذَارُنَا ٱلْمَسِيحِيُّ، وَإِلَى أَيَّةِ أَسْئِلَةٍ يَقُودُنَا ذلِكَ؟
١٥ قَبْلَ مَعْمُودِيَّتِنَا، نَذَرْنَا حَيَاتَنَا لِيَهْوَه فِي صَلَاةٍ قَلْبِيَّةٍ. وَعَنَى ذلِكَ أَنَّنَا عَقَدْنَا ٱلْعَزْمَ عَلَى فِعْلِ مَشِيئَتِهِ. لِذَا يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا ٱلْآنَ: ‹هَلْ فِعْلُ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ هُوَ حَقًّا أَهَمُّ شَيْءٍ فِي حَيَاتِي؟›. رُبَّمَا لَدَيْنَا مَسْؤُولِيَّاتٌ مُتَنَوِّعَةٌ يَتَوَقَّعُ مِنَّا يَهْوَه أَنْ نُتَمِّمَهَا، مِثْلُ إِعَالَةِ عَائِلَتِنَا. (١ تي ٥:٨) وَلكِنْ كَيْفَ نَسْتَخْدِمُ بَقِيَّةَ وَقْتِنَا وَطَاقَتِنَا؟ أَيُّ شَيْءٍ لَهُ ٱلْأَوْلَوِيَّةُ فِي حَيَاتِنَا؟ — اِقْرَأْ ٢ كورنثوس ٥:١٤، ١٥.
١٦، ١٧ أَيَّةُ فُرَصٍ يَحْسُنُ بِٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلشُّبَّانِ وَٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ مَسْؤُولِيَّاتٌ قَلِيلَةٌ أَنْ يَتَأَمَّلُوا فِيهَا؟
١٦ هَلْ أَنْتَ مَسِيحِيٌّ مُنْتَذِرٌ عُمْرُكَ ١٨ سَنَةً تَقْرِيبًا وَقَدْ أَنْهَيْتَ أَوْ أَوْشَكْتَ أَنْ تُنْهِيَ دِرَاسَتَكَ؟ لَيْسَتْ لَدَيْكَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مَسْؤُولِيَّاتٌ عَائِلِيَّةٌ كَبِيرَةٌ. فَمَاذَا تُخَطِّطُ لِفِعْلِهِ فِي حَيَاتِكَ؟ وَأَيَّةُ قَرَارَاتٍ سَتَتَّخِذُهَا لِتَفِيَ كَامِلًا بِوَعْدِكَ أَنْ تَفْعَلَ مَشِيئَةَ يَهْوَه؟ كَثِيرُونَ نَظَّمُوا شُؤُونَهُمْ لِكَيْ يَتَمَكَّنُوا مِنَ ٱلْخِدْمَةِ كَفَاتِحِينَ، فَكَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ أَنَّهُمْ حَصَدُوا فَرَحًا وَٱكْتِفَاءً عَظِيمَيْنِ. — مز ١١٠:٣؛ جا ١٢:١.
١٧ وَهَلْ أَنْتَ شَابٌّ تَجَاوَزَ سِنَّ ٱلرُّشْدِ وَلَدَيْكَ عَمَلٌ دُنْيَوِيٌّ بِدَوَامٍ كَامِلٍ، وَلَا مَسْؤُولِيَّاتَ كَثِيرَةً أَمَامَكَ سِوَى إِعَالَةِ نَفْسِكَ؟ لَا شَكَّ أَنَّكَ تَتَمَتَّعُ بِٱلْمُشَارَكَةِ فِي نَشَاطَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ إِلَى ٱلْحَدِّ ٱلَّذِي يَسْمَحُ بِهِ بَرْنَامَجُكَ. فَمَا رَأْيُكَ أَنْ تَزِيدَ مِنْ أَفْرَاحِكَ؟ هَلْ فَكَّرْتَ فِي تَوْسِيعِ خِدْمَتِكَ؟ (مز ٣٤:٨؛ ام ١٠:٢٢) لَا تَزَالُ بَعْضُ ٱلْمُقَاطَعَاتِ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْعَمَلِ لِإِيصَالِ رِسَالَةِ ٱلْحَقِّ ٱلْمَانِحَةِ لِلْحَيَاةِ إِلَى ٱلْجَمِيعِ. فَهَلْ تَسْتَطِيعُ صُنْعَ تَعْدِيلَاتٍ فِي حَيَاتِكَ كَيْ تَخْدُمَ مَثَلًا فِي مَنْطِقَةٍ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ أَعْظَمُ إِلَى مُنَادِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ؟ — اِقْرَأْ ١ تيموثاوس ٦:٦-٨.
١٨ أَيَّةُ تَعْدِيلَاتٍ صَنَعَهَا زَوْجَانِ شَابَّانِ، وَبِأَيَّةِ نَتَائِجَ؟
١٨ تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ كِيڤِن وَإِيلِينَا فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ.a فَقَدْ شَعَرَا بِأَنَّ عَلَيْهِمَا شِرَاءَ بَيْتٍ لِأَنَّ كُلَّ عَرُوسَيْنِ شَابَّيْنِ فِي مَنْطِقَتِهِمَا يَفْعَلَانِ ذلِكَ. وَكَانَا كِلَاهُمَا يَعْمَلَانِ بِدَوَامٍ كَامِلٍ، وَهذَا مَا أَتَاحَ لَهُمَا ٱلْعَيْشَ حَيَاةً مُرِيحَةً. لكِنَّ ٱلْوَظِيفَتَيْنِ وَٱلْأَعْمَالَ ٱلْمَنْزِلِيَّةَ لَمْ تَتْرُكْ لَهُمَا وَقْتًا كَافِيًا لِلْمُشَارَكَةِ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ. وَكَانَا يُدْرِكَانِ أَنَّهُمَا يُخَصِّصَانِ كُلَّ وَقْتِهِمَا وَكُلَّ طَاقَتِهِمَا تَقْرِيبًا لِمُمْتَلَكَاتِهِمَا ٱلْمَادِّيَّةِ. وَلكِنْ عِنْدَمَا رَأَيَا نَمَطَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْبَسِيطَ ٱلَّذِي يَعِيشُهُ زَوْجَانِ فَاتِحَانِ سَعِيدَانِ، قَرَّرَا أَنْ يُغَيِّرَا مِحْوَرَ حَيَاتِهِمَا. فَطَلَبَا إِرْشَادَ يَهْوَه فِي ٱلصَّلَاةِ وَبَاعَا مَنْزِلَهُمَا وَٱنْتَقَلَا لِلْعَيْشِ فِي شِقَّةٍ. وَصَارَتْ إِيلِينَا تَعْمَلُ سَاعَاتٍ أَقَلَّ وَٱنْضَمَّتْ إِلَى صُفُوفِ ٱلْفَاتِحِينَ. وَتَشَجَّعَ كِيڤِن مِنَ ٱلِٱخْتِبَارَاتِ ٱلَّتِي تَحْصُلُ مَعَ زَوْجَتِهِ، فَتَرَكَ عَمَلَهُ بِدَوَامٍ كَامِلٍ وَٱبْتَدَأَ بِٱلْفَتْحِ. وَبَعْدَ فَتْرَةٍ، ٱنْتَقَلَا لِلْعَيْشِ فِي أَحَدِ بُلْدَانِ أَمِيرْكَا ٱلْجَنُوبِيَّةِ بِهَدَفِ ٱلْخِدْمَةِ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ أَعْظَمُ إِلَى كَارِزِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ. يَقُولُ كِيڤِن: «صَحِيحٌ أَنَّ زَوَاجَنَا كَانَ سَعِيدًا دَائِمًا، وَلكِنْ عِنْدَمَا وَضَعْنَا أَهْدَافًا رُوحِيَّةً وَسَعَيْنَا إِلَيْهَا، صِرْنَا نَشْعُرُ بِسَعَادَةٍ أَعْمَقَ». — اِقْرَأْ متى ٦:١٩-٢٢.
١٩، ٢٠ لِمَاذَا ٱلْكِرَازَةُ بِٱلْبِشَارَةِ هِيَ أَهَمُّ عَمَلٍ يَجْرِي حَالِيًّا؟
١٩ اَلْكِرَازَةُ بِٱلْبِشَارَةِ هِيَ أَهَمُّ عَمَلٍ يَجْرِي حَالِيًّا عَلَى ٱلْأَرْضِ. (رؤ ١٤:٦، ٧) فَهِيَ تُسَاهِمُ فِي تَقْدِيسِ ٱسْمِ يَهْوَه. (مت ٦:٩) كَمَا أَنَّ رِسَالَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُحَسِّنُ حَيَاةَ آلَافِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ يَقْبَلُونَهَا كُلَّ سَنَةٍ، ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ إِلَى خَلَاصِهِمْ. وَلكِنْ «كَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلَا كَارِزٍ؟»، كَمَا سَأَلَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ. (رو ١٠:١٤، ١٥) وَهُوَ مُحِقٌّ فِي ذلِكَ. فَلِمَ لَا تَعْقِدُ ٱلْعَزْمَ عَلَى فِعْلِ كُلِّ مَا فِي وُسْعِكَ لِإِتْمَامِ خِدْمَتِكَ؟
٢٠ وَٱلطَّرِيقَةُ ٱلْأُخْرَى لِتُسَاعِدَ ٱلنَّاسَ عَلَى إِدْرَاكِ مَغْزَى هذِهِ ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْحَرِجَةِ وَمَا يَنْتِجُ عَنِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلَّتِي يَتَّخِذُونَهَا هِيَ تَحْسِينُ مَهَارَتِكَ ٱلتَّعْلِيمِيَّةِ. وَسَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ مَا يُمْكِنُكَ فِعْلُهُ لِتَحْقِيقِ هذَا ٱلْهَدَفِ.
[الحاشية]
a جَرَى تَغْيِيرُ ٱلِٱسْمَيْنِ.
-
-
انتبه الى ‹فن تعليمك›برج المراقبة ٢٠٠٨ | ١٥ كانون الثاني (يناير)
-
-
اِنْتَبِهْ إِلَى ‹فَنِّ تَعْلِيمِكَ›
«اِكْرِزْ بِٱلْكَلِمَةِ، . . . وَبِّخْ، أَنِّبْ، عِظْ، بِكُلِّ طُولِ أَنَاةٍ وَفَنِّ تَعْلِيمٍ». — ٢ تي ٤:٢.
١ بِمَ أَوْصَى يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ، وَأَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ؟
رَغْمَ عَجَائِبِ ٱلشِّفَاءِ ٱلرَّائِعَةِ ٱلَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ خِلَالَ خِدْمَتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ، لَمْ يُعْرَفْ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ بِٱلشَّافِي أَوْ صَانِعِ ٱلْعَجَائِبِ، بَلْ بِٱلْمُعَلِّمِ. (مر ١٢:١٩؛ ١٣:١) فَيَسُوعُ أَعْطَى ٱلْأَوْلَوِيَّةَ لِإِعْلَانِ بِشَارَةِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ، شَأْنُهُ فِي ذلِكَ شَأْنُ أَتْبَاعِهِ ٱلْيَوْمَ. وَقَدْ فَوَّضَ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ مُوَاصَلَةَ عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ بِتَعْلِيمِ ٱلنَّاسِ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَى بِهِ. — مت ٢٨:١٩، ٢٠.
٢ مَاذَا يَلْزَمُنَا فِعْلُهُ لِكَيْ نُتَمِّمَ تَعْيِينَنَا ٱلْكِرَازِيَّ؟
٢ وَنَحْنُ نَسْعَى دَائِمًا إِلَى تَحْسِينِ مَهَارَتِنَا ٱلتَّعْلِيمِيَّةِ لِكَيْ نَتَمَكَّنَ مِنْ إِتْمَامِ تَفْوِيضِ ٱلتَّلْمَذَةِ عَلَى أَحْسَنِ وَجْهٍ. وَقَدْ شَدَّدَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَلَى أَهَمِّيَّةِ هذِهِ ٱلْمَهَارَةِ فِي رِسَالَةٍ كَتَبَهَا إِلَى تِيمُوثَاوُسَ رَفِيقِهِ فِي ٱلْعَمَلِ ٱلْكِرَازِيِّ. فَقَدْ قَالَ لَهُ: «اِنْتَبِهْ دَائِمًا لِنَفْسِكَ وَلِتَعْلِيمِكَ. اُعْكُفْ عَلَى ذٰلِكَ، فَإِنَّكَ بِفِعْلِكَ هٰذَا تُخَلِّصُ نَفْسَكَ وَٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ أَيْضًا». (١ تي ٤:١٦) وَأُسْلُوبُ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلَّذِي كَانَ بُولُسُ يُفَكِّرُ فِيهِ لَا يَقُومُ عَلَى مُجَرَّدِ إِدْخَالِ ٱلْمَعْلُومَاتِ إِلَى عَقْلِ ٱلتِّلْمِيذِ. فَٱلْخُدَّامُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْفَعَّالُونَ يَبْلُغُونَ قُلُوبَ ٱلنَّاسِ وَيُعْطُونَهُمُ ٱلدَّافِعَ لِيَصْنَعُوا تَغْيِيرَاتٍ فِي حَيَاتِهِمْ. وَهذَا فَنٌّ بِحَدِّ ذَاتِهِ. فَكَيْفَ نُطَوِّرُ ‹فَنَّ ٱلتَّعْلِيمِ› وَنُعْرِبُ عَنْهُ حِينَ نُقَدِّمُ بِشَارَةَ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ لِلْآخَرِينَ؟ — ٢ تي ٤:٢.
تَطْوِيرُ ‹فَنِّ ٱلتَّعْلِيمِ›
٣، ٤ (أ) كَيْفَ نُطَوِّرُ ‹فَنَّ ٱلتَّعْلِيمِ›؟ (ب) كَيْفَ تُسَاعِدُنَا مَدْرَسَةُ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةُ عَلَى ٱلصَّيْرُورَةِ مُعَلِّمِينَ أَكْثَرَ مَهَارَةً؟
٣ يُعَرِّفُ أَحَدُ ٱلْقَوَامِيسِ «ٱلْفَنَّ» بِأَنَّهُ «مَهَارَةٌ تُكْتَسَبُ بِٱلدَّرْسِ أَوِ ٱلْمُمَارَسَةِ أَوِ ٱلْمُلَاحَظَةِ». وَيَلْزَمُنَا ٱلِٱنْتِبَاهُ إِلَى هذِهِ ٱلْعَنَاصِرِ ٱلثَّلَاثَةِ جَمِيعِهَا لِنَصِيرَ فَعَّالِينَ فِي ٱلتَّعْلِيمِ. فَلَا يُمْكِنُنَا ٱمْتِلَاكُ فَهْمٍ صَحِيحٍ لِأَيِّ مَوْضُوعٍ مَا لَمْ نَدْرُسْهُ بِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ. (اِقْرَأْ مزمور ١١٩:٢٧، ٣٤.) وَعِنْدَمَا نُلَاحِظُ ٱلطَّرِيقَةَ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا ٱلْخُدَّامُ ٱلْفَعَّالُونَ عِنْدَ تَعْلِيمِ ٱلْآخَرِينَ، نَتَعَلَّمُ أَسَالِيبَهُمْ وَنَفْعَلُ مِثْلَهُمْ. كَمَا أَنَّ حِرْصَنَا ٱلدَّائِمَ عَلَى مُمَارَسَةِ مَا نَتَعَلَّمُهُ يُسَاعِدُنَا عَلَى تَحْسِينِ مَهَارَاتِنَا. — لو ٦:٤٠؛ ١ تي ٤:١٣-١٥.
٤ يَهْوَه هُوَ مُعَلِّمُنَا ٱلْعَظِيمُ. وَمِنْ خِلَالِ ٱلْجُزْءِ ٱلْمَنْظُورِ مِنْ هَيْئَتِهِ، يُزَوِّدُ خُدَّامَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ بِٱلْإِرْشَادِ ٱلَّذِي يُوضِحُ لَهُمْ كَيْفِيَّةَ إِتْمَامِ تَفْوِيضِهِمِ ٱلْكِرَازِيِّ. (اش ٣٠:٢٠، ٢١) وَلِهذَا ٱلسَّبَبِ، تَعْقِدُ كُلُّ جَمَاعَةٍ أُسْبُوعِيًّا مَدْرَسَةَ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةَ بِهَدَفِ مُسَاعَدَةِ كُلِّ ٱلْمُنْخَرِطِينَ فِيهَا عَلَى ٱلصَّيْرُورَةِ مُنَادِينَ فَعَّالِينَ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ. وَٱلْكِتَابُ ٱلدِّرَاسِيُّ ٱلْأَسَاسِيُّ فِي هذِهِ ٱلْمَدْرَسَةِ هُوَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ. وَكَلِمَةُ يَهْوَه ٱلْمُلْهَمَةُ لَا تُخْبِرُنَا فَقَطْ مَاذَا نُعَلِّمُ، بَلْ تُظْهِرُ لَنَا ٱلْأَسَالِيبَ ٱلتَّعْلِيمِيَّةَ ٱلْمُنَاسِبَةَ وَٱلْفَعَّالَةَ. كَمَا أَنَّ مَدْرَسَةَ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةَ تُذَكِّرُنَا دَائِمًا بِأَنَّنَا نَكْتَسِبُ مَهَارَةً أَكْبَرَ فِي ٱلتَّعْلِيمِ إِذَا جَعَلْنَا كَلِمَةَ ٱللّٰهِ أَسَاسَ تَعْلِيمِنَا، ٱسْتَعْمَلْنَا ٱلْأَسْئِلَةَ بِفَعَّالِيَّةٍ، عَلَّمْنَا بِأُسْلُوبٍ بَسِيطٍ، وَأَعْرَبْنَا عَنِ ٱهْتِمَامٍ مُخْلِصٍ بِٱلْآخَرِينَ. وَسَنَتَأَمَّلُ ٱلْآنَ فِي كُلِّ نُقْطَةٍ مِنْ هذِهِ ٱلنِّقَاطِ عَلَى حِدَةٍ، وَسَنُنَاقِشُ كَيْفِيَّةَ بُلُوغِ قَلْبِ ٱلتِّلْمِيذِ.
اِجْعَلْ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ أَسَاسَ تَعْلِيمِكَ
٥ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ أَسَاسُ تَعْلِيمِنَا، وَلِمَاذَا؟
٥ كَانَتْ تَعَالِيمُ يَسُوعَ، أَعْظَمِ كُلِّ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلْبَشَرِ، مَؤَسَّسَةً عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. (مت ٢١:١٣؛ يو ٦:٤٥؛ ٨:١٧) وَهُوَ لَمْ يَتَكَلَّمْ مِنْ عِنْدِهِ، بَلْ بِٱسْمِ ٱلَّذِي أَرْسَلَهُ. (يو ٧:١٦-١٨) وَهذَا هُوَ ٱلْمِثَالُ ٱلَّذِي نَتَّبِعُهُ ٱلْيَوْمَ. لِذلِكَ فَإِنَّ كُلَّ مَا نَقُولُهُ، سَوَاءٌ فِي ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ أَوْ فِي دُرُوسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْبَيْتِيَّةِ، يَنْبَغِي أَنْ يَسْتَمِدَّ مَرْجِعِيَّتَهُ مِنْ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ. (٢ تي ٣:١٦، ١٧) فَمَهْمَا كَانَ أُسْلُوبُنَا بَارِعًا فِي ٱلْمُبَاحَثَةِ، فَهُوَ لَا يُضَاهِي أَبَدًا فَعَّالِيَّةَ وَسُلْطَةَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْمُلْهَمَةِ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ لَهُ تَأْثِيرٌ قَوِيٌّ فِي ٱلنَّاسِ. وَأَفْضَلُ طَرِيقَةٍ لِمُسَاعَدَةِ ٱلتِّلْمِيذِ عَلَى فَهْمِ أَيَّةِ فِكْرَةٍ هِيَ جَعْلُهُ يَقْرَأُ مَا تَقُولُهُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ بِشَأْنِهَا. — اِقْرَأْ عبرانيين ٤:١٢.
٦ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَ ٱلْمُعَلِّمُ مُسْبَقًا لِيَتَأَكَّدَ أَنَّ ٱلتِّلْمِيذَ يَفْهَمُ مَا يَدْرُسُهُ؟
٦ لَا يَعْنِي ذلِكَ طَبْعًا أَنَّ ٱلْمُعَلِّمَ ٱلْمَسِيحِيَّ لَيْسَ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلِٱسْتِعْدَادِ لِدُرُوسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَعَلَيْهِ أَنْ يُحَدِّدَ مُسْبَقًا ٱلْآيَاتِ ٱلَّتِي سَيَقْرَأُهَا هُوَ أَوْ ٱلتِّلْمِيذُ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَثْنَاءَ ٱلدَّرْسِ. وَيَحْسُنُ عُمُومًا أَنْ تُقْرَأَ ٱلْآيَاتُ ٱلَّتِي تُشَكِّلُ ٱلْأَسَاسَ لِمُعْتَقَدَاتِنَا. كَمَا يَلْزَمُ مُسَاعَدَةُ ٱلتِّلْمِيذِ عَلَى فَهْمِ كُلِّ آيَةٍ يَقْرَأُهَا. — ١ كو ١٤:٨، ٩.
اِسْتَعْمِلِ ٱلْأَسْئِلَةَ بِفَعَّالِيَّةٍ
٧ لِمَاذَا يُعْتَبَرُ ٱسْتِعْمَالُ ٱلْأَسْئِلَةِ طَرِيقَةً فَعَّالَةً فِي ٱلتَّعْلِيمِ؟
٧ إِنَّ ٱسْتِعْمَالَ ٱلْأَسْئِلَةِ بِبَرَاعَةٍ يَحْفِزُ ٱلتِّلْمِيذَ إِلَى ٱلتَّفْكِيرِ وَيُسَاعِدُ ٱلْمُعَلِّمَ عَلَى بُلُوغِ قَلْبِهِ. لِذلِكَ، بَدَلًا مِنْ أَنْ تَشْرَحَ ٱلْآيَاتِ لِلتِّلْمِيذِ، ٱسْأَلْهُ أَنْ يَشْرَحَهَا هُوَ لَكَ. وَقَدْ يَلْزَمُكَ أَحْيَانًا طَرْحُ سُؤَالٍ إِضَافِيٍّ أَوْ أَكْثَرَ لِمُسَاعَدَتِهِ عَلَى ٱلْوُصُولِ إِلَى ٱلْفَهْمِ ٱلصَّحِيحِ. وَبِإِشْرَاكِ ٱلتِّلْمِيذِ فِي عَمَلِيَّةِ ٱلتَّعَلُّمِ مِنْ خِلَالِ ٱسْتِعْمَالِ ٱلْأَسْئِلَةِ، لَا تُسَاعِدُهُ فَقَطْ عَلَى فَهْمِ ٱلْأَسْبَابِ ٱلَّتِي تَقُودُ إِلَى ٱسْتِنْتَاجٍ مُعَيَّنٍ، بَلْ تَجْعَلُهُ أَيْضًا يَقْتَنِعُ شَخْصِيًّا بِهذَا ٱلِٱسْتِنْتَاجِ. — مت ١٧:٢٤-٢٦؛ لو ١٠:٣٦، ٣٧.
٨ كَيْفَ نُمَيِّزُ مَا فِي قَلْبِ ٱلتِّلْمِيذِ؟
٨ نَحْنُ نَتْبَعُ فِي مَطْبُوعَاتِنَا طَرِيقَةَ ٱلسُّؤَالِ وَٱلْجَوَابِ فِي ٱلدُّرُوسِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ أَغْلَبِيَّةَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ نَدْرُسُ مَعَهُمُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ قَادِرُونَ عَلَى ٱلْإِجَابَةِ بِسُهُولَةٍ عَنِ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلْمَطْبُوعَةِ بِٱسْتِعْمَالِ ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلْوَارِدَةِ فِي ٱلْفِقْرَاتِ. لكِنَّ ٱلْمُعَلِّمَ ذَا ٱلتَّمْيِيزِ لَا يَكْتَفِي بِٱلْحُصُولِ عَلَى أَجْوِبَةٍ صَحِيحَةٍ. مَثَلًا، قَدْ يُجِيبُ ٱلتِّلْمِيذُ بِشَكْلٍ صَحِيحٍ عَمَّا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلْعَهَارَةِ. (١ كو ٦:١٨) لكِنَّ ٱلْأَسْئِلَةَ ٱللَّبِقَةَ ٱلَّتِي تُظْهِرُ وُجْهَاتِ ٱلنَّظَرِ يُمْكِنُ أَنْ تَكْشِفَ لَنَا رَأْيَ ٱلتِّلْمِيذِ ٱلشَّخْصِيَّ فِي مَا يَتَعَلَّمُهُ. لِذَا يُمْكِنُ لِلْمُعَلِّمِ أَنْ يَسْأَلَهُ: «لِمَاذَا يَدِينُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلْعَلَاقَاتِ ٱلْجِنْسِيَّةَ خَارِجَ إِطَارِ ٱلزَّوَاجِ؟ مَا رَأْيُكَ فِي هذِهِ ٱلْوَصِيَّةِ ٱلْإِلهِيَّةِ؟ وَهَلْ تَظُنُّ أَنَّ ٱلْمَرْءَ يَحْصُدُ ٱلْفَوَائِدَ إِذَا عَاشَ بِحَسَبِ مَقَايِيسِ ٱللّٰهِ ٱلْأَدَبِيَّةِ؟». وَمِنْ جَوَابِ ٱلتِّلْمِيذِ عَنْ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ يُمْكِنُنَا أَنْ نَعْرِفَ مَا فِي قَلْبِهِ. — اِقْرَأْ متى ١٦:١٣-١٧.
أَبْقِ أُسْلُوبَكَ بَسِيطًا
٩ أَيُّ أَمْرٍ يَنْبَغِي أَلَّا نَغْفُلَ عَنْهُ حِينَ نَنْقُلُ إِلَى ٱلتِّلْمِيذِ مَعْلُومَاتٍ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ؟
٩ تَتَمَيَّزُ مُعْظَمُ ٱلْحَقَائِقِ ٱلْمَوْجُودَةِ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ بِٱلْبَسَاطَةِ نِسْبِيًّا. وَلكِنْ قَدْ يَحْدُثُ أَنْ تَكُونَ أَفْكَارُ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ نَدْرُسُ مَعَهُمُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مُشَوَّشَةً بِسَبَبِ تَعَالِيمِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ. فَعَلَيْنَا نَحْنُ كَمُعَلِّمِينَ أَنْ نَجْعَلَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ سَهْلَ ٱلْفَهْمِ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ. وَٱلْمُعَلِّمُونَ ٱلْفَعَّالُونَ يَنْقُلُونَ ٱلْمَعْلُومَاتِ بِبَسَاطَةٍ وَوُضُوحٍ وَدِقَّةٍ. وَإِذَا ٱتَّبَعْنَا هذَا ٱلْأُسْلُوبَ، فَلَنْ نَزِيدَ عَلَى ٱلْحَقِّ تَعْقِيدَاتٍ لَا حَاجَةَ إِلَيْهَا. لِذلِكَ ٱبْتَعِدْ عَنِ ٱلتَّفَاصِيلِ غَيْرِ ٱلضَّرُورِيَّةِ. فَلَا دَاعِيَ إِلَى ٱلتَّعْلِيقِ عَلَى كُلِّ جُزْءٍ يُقْرَأُ فِي ٱلْآيَةِ، بَلْ يَكْفِي ٱلتَّرْكِيزُ عَلَى ٱلْجُزْءِ ٱلضَّرُورِيِّ ٱلَّذِي يُوضِحُ ٱلْفِكْرَةَ قَيْدَ ٱلْمُنَاقَشَةِ. وَفِيمَا يَتَقَدَّمُ ٱلتِّلْمِيذُ فِي دَرْسِهِ، يَزْدَادُ فَهْمُهُ لِحَقَائِقِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْأَعْمَقِ. — عب ٥:١٣، ١٤.
١٠ أَيَّةُ عَوَامِلَ تُسَاعِدُ عَلَى تَحْدِيدِ عَدَدِ ٱلْفِقْرَاتِ ٱلَّتِي تُنَاقَشُ خِلَالَ دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
١٠ وَمَا عَدَدُ ٱلْفِقْرَاتِ ٱلَّتِي يَجِبُ أَنْ تُنَاقَشَ فِي كُلِّ دَرْسٍ؟ يَلْزَمُ هُنَا ٱسْتِعْمَالُ ٱلتَّمْيِيزِ، لِأَنَّ قُدُرَاتِ وَظُرُوفَ ٱلتِّلْمِيذِ وَٱلْمُعَلِّمِ كِلَيْهِمَا تَتَفَاوَتُ فِي كَثِيرٍ مِنَ ٱلْأَحْيَانِ. وَلكِنْ يَنْبَغِي ٱلتَّذَكُّرُ دَائِمًا أَنَّ هَدَفَنَا كَمُعَلِّمِينَ هُوَ مُسَاعَدَةُ تِلْمِيذِنَا عَلَى بُنْيَانِ إِيْمَانٍ مَتِينٍ. لِذلِكَ يَجِبُ أَنْ نَمْنَحَهُ وَقْتًا كَافِيًا لِيَقْرَأَ وَيَسْتَوْعِبَ وَيَقْتَنِعَ بِٱلْحَقَائِقِ ٱلْوَارِدَةِ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ. وَعَلَيْنَا أَلَّا نُغَطِّيَ مَوَادَّ أَكْثَرَ مَمَّا يَسْتَطِيعُ ٱسْتِيعَابَهُ. وَلكِنْ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُرَاوِحَ ٱلدَّرْسُ مَكَانَهُ. فَعِنْدَمَا يَسْتَوْعِبُ ٱلتِّلْمِيذُ ٱلنُّقْطَةَ، يَلْزَمُ أَنْ نَنْتَقِلَ إِلَى ٱلنُّقْطَةِ ٱلتَّالِيَةِ. — كو ٢:٦، ٧.
١١ أَيُّ دَرْسٍ بِشَأْنِ أُسْلُوبِ ٱلتَّعْلِيمِ نَتَعَلَّمُهُ مِنَ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ؟
١١ حَرِصَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَلَى إِبْقَاءِ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ بَسِيطَةً حِينَ كَانَ يَتَحَدَّثُ إِلَى ٱلْآخَرِينَ. وَمَعَ أَنَّهُ كَانَ مُثَقَّفًا جِدًّا، تَجَنَّبَ ٱسْتِعْمَالَ عِبَارَاتٍ طَنَّانَةٍ. (اِقْرَأْ ١ كورنثوس ٢:١، ٢.) فَبَسَاطَةُ حَقَائِقِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ تَجْذِبُ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلْمُخْلِصِينَ وَتُقْنِعُهُمْ. وَلَا دَاعِيَ أَنْ يَكُونَ ٱلْمَرْءُ مُفَكِّرًا عَظِيمًا لِكَيْ يَفْهَمَ ٱلْحَقَّ. — مت ١١:٢٥؛ اع ٤:١٣؛ ١ كو ١:٢٦، ٢٧.
سَاعِدِ ٱلتَّلَامِيذَ عَلَى تَقْدِيرِ مَا يَتَعَلَّمُونَهُ
١٢، ١٣ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَدْفَعَ ٱلشَّخْصَ إِلَى تَطْبِيقِ مَا يَتَعَلَّمُهُ؟ أَوْضِحُوا.
١٢ اَلتَّعْلِيمُ ٱلْفَعَّالُ هُوَ ٱلَّذِي يَمَسُّ قَلْبَ ٱلتِّلْمِيذِ. فَيَجِبُ أَنْ يَرَى كَيْفَ تَنْطَبِقُ ٱلْمَعْلُومَاتُ عَلَيْهِ شَخْصِيًّا، كَيْفَ يَسْتَفِيدُ مِنْهَا، وَكَيْفَ تَتَحَسَّنُ حَيَاتُهُ إِذَا ٱتَّبَعَ إِرْشَادَاتِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. — اش ٤٨:١٧، ١٨.
١٣ مَثَلًا، لِنَفْتَرِضْ أَنَّنَا نُنَاقِشُ مَعَ ٱلتِّلْمِيذِ عِبْرَانِيِّينَ ١٠:٢٤، ٢٥ ٱلَّتِي تُشَجِّعُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ عَلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ مَعَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ لِتَبَادُلِ ٱلتَّشْجِيعِ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَٱلِٱسْتِفَادَةِ مِنَ ٱلْمُعَاشَرَةِ ٱلْحُبِّيَّةِ. فَإِذَا كَانَ ٱلتِّلْمِيذُ لَمْ يَبْدَأْ بَعْدُ بِحُضَورِ ٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ، يُمْكِنُ أَنْ نَشْرَحَ لَهُ بِٱخْتِصَارٍ طَرِيقَةَ عَقْدِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَٱلْأُمُورَ ٱلَّتِي تُنَاقَشُ فِيهَا. وَيُمْكِنُنَا ٱلْقَوْلُ إِنَّ ٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ هِيَ جُزْءٌ مِنْ عِبَادَتِنَا، مُظْهِرِينَ لَهُ أَنَّهَا تُفِيدُ كُلًّا مِنَّا شَخْصِيًّا. وَبِإِمْكَانِنَا بَعْدَ ذلِكَ أَنْ نَدْعُوَهُ إِلَى حُضُورِ ٱجْتِمَاعٍ. وَلَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ ٱلدَّافِعُ وَرَاءَ تَطْبِيقِ ٱلتِّلْمِيذِ وَصَايَا ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ إِرْضَاءَ ٱلشَّخْصِ ٱلَّذِي يَدْرُسُ مَعَهُ، بَلْ رَغْبَتَهُ فِي إِطَاعَةِ يَهْوَه. — غل ٦:٤، ٥.
١٤، ١٥ (أ) مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يَتَعَلَّمَ تِلْمِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ يَهْوَه؟ (ب) كَيْفَ يَسْتَفِيدُ تِلْمِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مِنَ ٱلتَّعَرُّفِ بِشَخْصِيَّةِ ٱللّٰهِ؟
١٤ إِحْدَى ٱلْفَوَائِدِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ ٱلَّتِي يَجْنِيهَا ٱلتَّلَامِيذُ مِنْ دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَتَطْبِيقِ مَبَادِئِهِ هِيَ ٱلتَّعَرُّفُ بِيَهْوَه وَمَحَبَّتُهُ كَشَخْصٍ. (اش ٤٢:٨) فَهُوَ لَيْسَ أَبًا مُحِبًّا فَقَطْ، وَلَا خَالِقَ ٱلْكَوْنِ وَسَيِّدَهُ فَحَسْبُ، بَلْ هُوَ أَيْضًا إِلهٌ يَكْشِفُ عَنْ شَخْصِيَّتِهِ وَقُدُرَاتِهِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ وَيَخْدُمُونَهُ. (اِقْرَأْ خروج ٣٤:٦، ٧.) فَقَبْلَ أَنْ يُخْرِجَ مُوسَى أُمَّةَ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ ٱلْعُبُودِيَّةِ فِي مِصْرَ، عَرَّفَ يَهْوَه عَنْ نَفْسِهِ بِٱسْتِعْمَالِ ٱلْعِبَارَةِ: «أَنَا أَصِيرُ مَا أَشَاءُ أَنْ أَصِيرَ». (خر ٣:١٣-١٥) وَقَدْ عَنَى ذلِكَ أَنَّ يَهْوَه يَصِيرُ مَا يَرَاهُ مُنَاسِبًا لِكَيْ يُحَقِّقَ مَقَاصِدَهُ ٱلْمُتَعَلِّقَةَ بِشَعْبِهِ ٱلْمُخْتَارِ. وَهكَذَا صَارَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ يَعْرِفُونَ يَهْوَه بِدَوْرِ ٱلْمُخَلِّصِ، ٱلْمُحَارِبِ، ٱلْمُعِيلِ، مُتَمِّمِ ٱلْوُعُودِ، وَغَيْرِهَا. — خر ١٥:٢، ٣؛ ١٦:٢-٥؛ يش ٢٣:١٤.
١٥ صَحِيحٌ أَنَّ تَلَامِيذَنَا لَنْ يَشْهَدُوا تَدَخُّلًا عَجَائِبِيًّا مِن يَهْوَه فِي حَيَاتِهِمْ كَمَا حَصَلَ مَعَ مُوسَى. وَلكِنْ عِنْدَمَا يَقْوَى إِيْمَانُهُمْ وَيَزِيدُ تَقْدِيرُهُمْ لِمَا يَتَعَلَّمُونَهُ وَيَبْدَأُونَ بِتَطْبِيقِهِ، سَيُدْرِكُونَ دُونَ شَكٍّ أَنَّهُمْ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلِٱتِّكَالِ عَلَى يَهْوَه لِنَيْلِ ٱلشَّجَاعَةِ وَٱلْحِكْمَةِ وَٱلْإِرْشَادِ. وَعِنْدَئِذٍ سَيَعْرِفُونَ هُمْ أَيْضًا يَهْوَه بِدَوْرِ ٱلْحَامِي، ٱلْمُشِيرِ ٱلْحَكِيمِ وَٱلْمَوْثُوقِ بِهِ، وَٱلْمُعِيلِ ٱلسَّخِيِّ ٱلَّذِي يُوَفِّرُ لَهُمْ كُلَّ حَاجَاتِهِمْ. — مز ٥٥:٢٢؛ ٦٣:٧؛ ام ٣:٥، ٦.
أَعْرِبْ عَنِ ٱهْتِمَامٍ حُبِّيٍّ
١٦ لِمَاذَا لَيْسَتِ ٱلْمَوْهِبَةُ ٱلْعَامِلَ ٱلْأَهَمَّ لِنَكُونَ فَعَّالِينَ فِي ٱلتَّعْلِيمِ؟
١٦ إِذَا كُنْتَ تَشْعُرُ بِأَنَّكَ لَا تَمْلِكُ ٱلْمَهَارَةَ ٱلتَّعْلِيمِيَّةَ ٱلَّتِي تَتَمَنَّاهَا، فَلَا تَتَثَبَّطْ. فَيَهْوَه وَيَسُوعُ يُشْرِفَانِ عَلَى ٱلْبَرْنَامَجِ ٱلتَّعْلِيمِيِّ ٱلْجَارِي حَوْلَ ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ. (اع ١:٧، ٨؛ رؤ ١٤:٦) وَبِإِمْكَانِهِمَا دَعْمُ جُهُودِنَا بِحَيْثُ يَكُونُ لِكَلِمَاتِنَا وَقْعٌ إِيجَابِيٌّ فِي نَفْسِ ٱلشَّخْصِ ٱلْمُسْتَقِيمِ ٱلْقَلْبِ. (يو ٦:٤٤) وَإِذَا كَانَ ٱلْمُعَلِّمُ لَا يَمْلِكُ مَوْهِبَةَ ٱلتَّعْلِيمِ، فَٱلْمَحَبَّةُ ٱلْمُخْلِصَةُ ٱلَّتِي يُكِنُّهَا لِتِلْمِيذِهِ تُعَوِّضُ عَنْ ذلِكَ. وَقَدْ أَظْهَرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّهُ يَعِي أَهَمِّيَّةَ ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ نَحْوَ ٱلَّذِينَ نُعَلِّمُهُمْ. — اِقْرَأْ ١ تسالونيكي ٢:٧، ٨.
١٧ كَيْفَ نُعْرِبُ عَنِ ٱهْتِمَامٍ مُخْلِصٍ بِكُلِّ تِلْمِيذٍ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
١٧ وَيُمْكِنُنَا ٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱهْتِمَامٍ مُخْلِصٍ بِكُلِّ تِلْمِيذٍ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ حِينَ نَصْرِفُ ٱلْوَقْتَ فِي ٱلتَّعَرُّفِ إِلَيْهِ. فَخِلَالَ مُنَاقَشَتِنَا لِمَبَادِئِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ مَعَهُ، مِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنْ تَتَكَوَّنَ لَدَيْنَا فِكْرَةٌ عَنْ ظُرُوفِهِ. وَقَدْ نُلَاحِظُ أَنَّهُ بَدَأَ يَعِيشُ حَيَاةً تَنْسَجِمُ مَعَ بَعْضِ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي تَعَلَّمَهَا مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَرُبَّمَا لَا يَزَالُ بِحَاجَةٍ إِلَى صُنْعِ ٱلتَّعْدِيلَاتِ فِي مَجَالَاتٍ أُخْرَى. وَعِنْدَمَا نُرِيهِ كَيْفَ تَنْطَبِقُ عَلَيْهِ شَخْصِيًّا ٱلْمَعْلُومَاتُ ٱلَّتِي تُنَاقَشُ خِلَالَ دُرُوسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، نُسَاعِدُهُ بِمَحَبَّةٍ كَيْ يَصِيرَ تِلْمِيذًا حَقِيقِيًّا لِلْمَسِيحِ.
١٨ مَا أَهَمِّيَّةُ أَنْ نُصَلِّيَ بِحُضُورِ ٱلتِّلْمِيذِ وَنَذْكُرَهُ فِي صَلَاتِنَا؟
١٨ وَٱلْأَهَمُّ هُوَ أَنْ نُصَلِّيَ بِحُضُورِ ٱلتِّلْمِيذِ وَنَذْكُرَهُ فِي صَلَاتِنَا. فَيَجِبُ أَنْ يَرَى بِوُضُوحٍ أَنَّنَا نُرِيدُ مُسَاعَدَتَهُ لِيَعْرِفَ ٱلْخَالِقَ مَعْرِفَةً أَحَمَّ وَيَقْتَرِبَ إِلَيْهِ أَكْثَرَ وَيَسْتَفِيدَ مِنْ إِرْشَادِهِ. (اِقْرَأْ مزمور ٢٥:٤، ٥.) وَعِنْدَمَا نَطْلُبُ فِي صَلَاتِنَا بَرَكَةَ يَهْوَه عَلَى ٱلْجُهُودِ ٱلَّتِي يَبْذُلُهَا لِتَطْبِيقِ مَا يَتَعَلَّمُهُ، يَرَى أَهَمِّيَّةَ ٱلصَّيْرُورَةِ ‹عَامِلًا بِٱلْكَلِمَةِ›. (يع ١:٢٢) وَبِٱلْإِصْغَاءِ إِلَى صَلَوَاتِنَا ٱلْقَلْبِيَّةِ يَتَعَلَّمُ ٱلتِّلْمِيذُ كَيْفَ يُصَلِّي. وَيَا لَلسَّعَادَةِ ٱلَّتِي تَغْمُرُنَا حِينَ نُسَاعِدُ تَلَامِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَلَى تَنْمِيَةِ عَلَاقَةٍ شَخْصِيَّةٍ بِيَهْوَه!
١٩ مَاذَا سَيُنَاقَشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٩ نَحْنُ نَتَشَجَّعُ حِينَ نَعْرِفُ أَنَّ أَكْثَرَ مِنْ سِتَّةِ مَلَايِينَ وَنِصْفٍ مِنْ شُهُودِ يَهْوَه حَوْلَ ٱلْعَالَمِ يُطَوِّرُونَ ‹فَنَّ ٱلتَّعْلِيمِ› هذَا، وَهَدَفُهُمْ هُوَ مُسَاعَدَةُ ٱلْمُسْتَقِيمِي ٱلْقُلُوبِ عَلَى حِفْظِ جَمِيعِ مَا أَوْصَى بِهِ يَسُوعُ. فَأَيَّةُ نَتَائِجَ نَحْصُلُ عَلَيْهَا مِنْ عَمَلِنَا ٱلْكِرَازِيِّ؟ سَيُنَاقَشُ ٱلْجَوَابُ عَنْ هذَا ٱلسُّؤَالِ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.
-
-
«الذين قلوبهم مهيأة» يتجاوبون مع البشارةبرج المراقبة ٢٠٠٨ | ١٥ كانون الثاني (يناير)
-
-
«اَلَّذِينَ قُلُوبُهُمْ مُهَيَّأَةٌ» يَتَجَاوَبُونَ مَعَ ٱلْبِشَارَةِ
«آمَنَ كُلُّ ٱلَّذِينَ قُلُوبُهُمْ مُهَيَّأَةٌ لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ». — اع ١٣:٤٨.
١، ٢ كَيْفَ تَجَاوَبَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَوَّلُونَ مَعَ نُبُوَّةِ يَسُوعَ بِأَنَّ ٱلْبِشَارَةَ سَيُكْرَزُ بِهَا فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ؟
يَضُمُّ سِفْرُ ٱلْأَعْمَالِ فِي ثَنَايَاهُ رِوَايَةً مُثِيرَةً تَحْكِي مَا فَعَلَهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَوَّلُونَ تَجَاوُبًا مَعَ نُبُوَّةِ يَسُوعَ بِأَنَّ بِشَارَةَ ٱلْمَلَكُوتِ سَيُكْرَزُ بِهَا فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ. (مت ٢٤:١٤) وَقَدْ رَسَمَ هؤُلَاءِ ٱلْكَارِزُونَ ٱلْغَيَارَى ٱلْمِثَالَ لِكُلِّ ٱلَّذِينَ سَيَحْذُونَ حَذْوَهُمْ. وَنَتِيجَةَ ٱلشَّهَادَةِ ٱلْغَيُورَةِ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا تَلَامِيذُ يَسُوعَ فِي أُورُشَلِيمَ، ٱنْضَمَّ آلَافُ ٱلْأَشْخَاصِ — بِمَنْ فِيهِمْ «جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ ٱلْكَهَنَةِ» — إِلَى جَمَاعَةِ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. — اع ٢:٤١؛ ٤:٤؛ ٦:٧.
٢ كَمَا أَنَّ ٱلْمُرْسَلِينَ ٱلْأَوَّلِينَ سَاعَدُوا أُنَاسًا كَثِيرِينَ عَلَى ٱعْتِنَاقِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَقَدْ ذَهَبَ فِيلِبُّسُ مَثَلًا إِلَى ٱلسَّامِرَةِ، وَهُنَاكَ كَانَ ٱلْجُمُوعُ يَنْتَبِهُونَ لِمَا يَقُولُهُ. (اع ٨:٥-٨) وَسَافَرَ بُولُسُ إِلَى أَمَاكِنَ كَثِيرَةٍ بِرِفْقَةِ أَشْخَاصٍ مُخْتَلِفِينَ، كَارِزًا بِٱلرِّسَالَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ فِي قُبْرُصَ وَأَنْحَاءٍ مُتَفَرِّقَةٍ مِنْ آسِيَا ٱلصُّغْرَى وَفِي مَقْدُونِيَةَ وَٱلْيُونَانِ وَإِيطَالِيَا. فَصَارَ جُمْهُورٌ مِنَ ٱلْيَهُودِ وَٱلْيُونَانِيِّينَ مُؤْمِنِينَ فِي ٱلْمُدُنِ ٱلَّتِي كَرَزَ فِيهَا. (اع ١٤:١؛ ١٦:٥؛ ١٧:٤) وَخَدَمَ تِيطُسُ فِي كِرِيتَ. (تي ١:٥) وَكَرَزَ بُطْرُسُ فِي بَابِلَ؛ وَفِي وَقْتِ كِتَابَتِهِ ٱلرِّسَالَةَ ٱلْأُولَى (نَحْوَ سَنَةِ ٦٢-٦٤ بم)، كَانَتْ بِشَارَةُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مُنْتَشِرَةً فِي بُنْطُسَ وَغَلَاطِيَةَ وَكَبَّدُوكِيَةَ وَآسِيَا وَبِيثِينِيَةَ. (١ بط ١:١؛ ٥:١٣) فَكَمْ كَانَتْ تِلْكَ ٱلْأَوْقَاتُ مُثِيرَةً! وَمِنْ شِدَّةِ مَا كَانَ هؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَوَّلُونَ غَيَارَى لِعَمَلِهِمْ، زَعَمَ أَعْدَاؤُهُمْ أَنَّهُمْ «قَلَبُوا ٱلْمَسْكُونَةَ». — اع ١٧:٦؛ ٢٨:٢٢.
٣ أَيَّةُ نَتَائِجَ يُحَقِّقُهَا ٱلْيَوْمَ ٱلْمُنَادُونَ بِٱلْمَلَكُوتِ فِي عَمَلِهِمِ ٱلْكِرَازِيِّ، وَمَا شُعُورُكُمْ حِيَالَ ذلِكَ؟
٣ كَذلِكَ تَشْهَدُ ٱلْجَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ فِي أَيَّامِنَا نُمُوًّا مُذْهِلًا. أَفَلَا تَتَشَجَّعُ حِينَ تَقْرَأُ ٱلتَّقْرِيرَ ٱلسَّنَوِيَّ لِشُهُودِ يَهْوَه وَتَرَى مَا يُحَقِّقُونَهُ مِنْ نَتَائِجَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ؟ أَلَا يَبْتَهِجُ قَلْبُكَ حِينَ تَعْرِفُ أَنَّ ٱلْمُنَادِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ عَقَدُوا أَكْثَرَ مِنْ سِتَّةِ مَلَايِينِ دَرْسٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ خِلَالَ سَنَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٢٠٠٧؟ وَيَتَبَيَّنُ أَيْضًا مِنْ عَدَدِ حُضُورِ ذِكْرَى مَوْتِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلْمَاضِيَةِ أَنَّ نَحْوَ عَشَرَةِ مَلَايِينِ شَخْصٍ، مِمَّنْ لَيْسُوا مِنْ شُهُودِ يَهْوَه، دَفَعَهُمُ ٱهْتِمَامُهُمْ بِٱلْبِشَارَةِ إِلَى حُضُورِ هذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةِ ٱلْمُهِمَّةِ. وَهذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ لَا يَزَالُ أَمَامَنَا عَمَلٌ كَثِيرٌ.
٤ مَن يَتَجَاوَبُونَ مَعَ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ؟
٤ وَٱلْيَوْمَ، كَمَا فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، يَتَجَاوَبُ «كُلُّ ٱلَّذِينَ قُلُوبُهُمْ مُهَيَّأَةٌ لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ» مَعَ رِسَالَةِ ٱلْحَقِّ. (اع ١٣:٤٨) فَيَهْوَه يَجْذِبُ هؤُلَاءِ إِلَى هَيْئَتِهِ. (اِقْرَأْ حجاي ٢:٧.) وَلكِنْ أَيُّ مَوْقِفٍ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ يَلْزَمُ أَنْ نُعْرِبَ عَنْهُ لِتَكُونَ مُسَاهَمَتُنَا كَامِلَةً فِي عَمَلِ ٱلتَّجْمِيعِ هذَا؟
اِكْرِزْ دُونَ مُحَابَاةٍ
٥ أَيُّ أَشْخَاصٍ يَرْضَى عَنْهُمْ يَهْوَه؟
٥ أَدْرَكَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ أَنَّ «ٱللّٰهَ لَيْسَ مُحَابِيًا، بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ، مَنْ يَخَافُهُ وَيَعْمَلُ ٱلْبِرَّ يَكُونُ مَقْبُولًا عِنْدَهُ». (اع ١٠:٣٤، ٣٥) فَمَا يَجْعَلُ ٱلشَّخْصَ عَلَى عَلَاقَةٍ جَيِّدَةٍ بِيَهْوَه هُوَ مُمَارَسَتُهُ ٱلْإِيمَانَ بِذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْفِدَائِيَّةِ. (يو ٣:١٦، ٣٦) وَيَهْوَه يَشَاءُ أَنْ «يَخْلُصَ شَتَّى ٱلنَّاسِ وَيَبْلُغُوا إِلَى مَعْرِفَةِ ٱلْحَقِّ مَعْرِفَةً دَقِيقَةً». — ١ تي ٢:٣، ٤.
٦ مِمَّ يَنْبَغِي أَنْ يَحْتَرِزَ ٱلْمُنَادُونَ بِٱلْمَلَكُوتِ، وَلِمَاذَا؟
٦ لَا يَلِيقُ بِٱلْمُنَادِينَ بِٱلْبِشَارَةِ أَنْ يُصْدِرُوا أَحْكَامًا مُسْبَقَةً فِي حَقِّ ٱلنَّاسِ عَلَى أَسَاسِ عِرْقِهِمْ، مَقَامِهِمِ ٱلِٱجْتِمَاعِيِّ، مَظْهَرِهِمْ، خَلْفِيَّتِهِمِ ٱلدِّينِيَّةِ، أَوْ أَيَّةِ أُمُورٍ أُخْرَى. فَكِّرْ فِي هذَا: أَلَسْتَ مُمْتَنًّا لِأَنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلَّذِي تَحَدَّثَ إِلَيْكَ أَوَّلَ مَرَّةٍ بِحَقَائِقِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ لَمْ يُصْدِرْ أَحْكَامًا مُسْبَقَةً عَلَيْكَ؟ فَلِمَ تَمْتَنِعُ عَنْ تَقْدِيمِ رِسَالَتِنَا ٱلْمُنْقِذَةِ لِلْحَيَاةِ إِلَى شَخْصٍ قَدْ يَتَجَاوَبُ مَعَهَا؟! — اِقْرَأْ متى ٧:١٢.
٧ لِمَاذَا يَجِبُ أَلَّا نَدِينَ مَنْ نَكْرِزُ لَهُمْ؟
٧ بِمَا أَنَّ يَهْوَه عَيَّنَ يَسُوعَ دَيَّانًا، فَلَا يَحِقُّ لَنَا نَحْنُ أَنْ نَدِينَ أَحَدًا. وَهذَا عَيْنُ ٱلصَّوَابِ، لِأَنَّنَا — بِخِلَافِ يَسُوعَ — لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَدِينَ إِلَّا بِحَسَبِ ‹مَا نَنْظُرُهُ بِأَعْيُنِنَا› أَوْ ‹مَا نَسْمَعُهُ بِآذَانِنَا›. أَمَّا يَسُوعُ فَهُوَ قَادِرٌ عَلَى قِرَاءَةِ مَا فِي أَعْمَاقِ ٱلْعَقْلِ وَٱلْقَلْبِ مِنْ أَفْكَارٍ. — اش ١١:١-٥؛ ٢ تي ٤:١.
٨، ٩ (أ) كَيْفَ كَانَ شَاوُلُ قَبْلَ أَنْ يَصِيرَ مَسِيحِيًّا؟ (ب) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنِ ٱخْتِبَارِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ؟
٨ لَقَدْ صَارَ أَشْخَاصٌ مِنْ كُلِّ ٱلْخَلْفِيَّاتِ خُدَّامًا لِيَهْوَه. وَأَحَدُ أَبْرَزِ ٱلْأَمْثِلَةِ هُوَ شَاوُلُ ٱلطَّرْسُوسِيُّ ٱلَّذِي صَارَ يُعْرَفُ بِٱلرَّسُولِ بُولُسَ. فَقَدْ قَاوَمَ شَاوُلُ ٱلْفَرِّيسِيُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مُقَاوَمَةً عَنِيفَةً. وَكَانَ مُقْتَنِعًا فِي قَرَارَةِ نَفْسِهِ أَنَّهُمْ عَلَى خَطَإٍ، وَهذَا مَا دَفَعَهُ إِلَى ٱضْطِهَادِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. (غل ١:١٣) وَمِنْ وُجْهَةِ نَظَرٍ بَشَرِيَّةٍ، كَانَ هُوَ آخِرَ شَخْصٍ يُتَوَقَّعُ أَنْ يَصِيرَ مَسِيحِيًّا. لكِنَّ يَسُوعَ رَأَى شَيْئًا إِيجَابِيًّا فِي قَلْبِ شَاوُلَ، وَٱخْتَارَهُ لِيُتَمِّمَ تَفْوِيضًا خُصُوصِيًّا. وَهكَذَا صَارَ شَاوُلُ أَحَدَ أَعْضَاءِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْأَكْثَرِ نَشَاطًا وَغَيْرَةً فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ.
٩ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنِ ٱخْتِبَارِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ؟ رُبَّمَا تَضُمُّ مُقَاطَعَتُنَا أَشْخَاصًا يُخَيَّلُ إِلَيْنَا أَنَّهُمْ سَيُعَارِضُونَ رِسَالَتَنَا بِشِدَّةٍ. وَلكِنْ حَتَّى لَوْ تَكَوَّنَ لَدَيْنَا ٱلِٱنْطِبَاعُ أَنَّ أَحَدًا مِنْهُمْ لَنْ يَصِيرَ مَسِيحِيًّا حَقِيقِيًّا، يَجِبُ أَلَّا نُحْجِمَ عَنْ مُحَاوَلَةِ ٱلتَّحَدُّثِ إِلَيْهِمْ. فَأَحْيَانًا حَتَّى ٱلْأَشْخَاصُ ٱلَّذِينَ نَظُنُّ أَنَّهُمْ غَيْرُ مُهْتَمِّينَ يَتَجَاوَبُونَ مَعَ رِسَالَتِنَا. كَمَا أَنَّنَا مُفَوَّضُونَ أَنْ نُدَاوِمَ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ لِلْجَمِيعِ دُونَ ٱنْقِطَاعٍ. — اِقْرَأْ اعمال ٥:٤٢.
بَرَكَاتٌ تَنْتَظِرُ ٱلَّذِينَ يَكْرِزُونَ دُونَ ٱنْقِطَاعٍ
١٠ لِمَاذَا يَجِبُ أَلَّا نُحْجِمَ عَنِ ٱلْكِرَازَةِ لِلنَّاسِ ٱلَّذِينَ قَدْ يَبْدُونَ عِدَائِيِّينَ؟ اُسْرُدُوا ٱخْتِبَارَاتٍ مَحَلِّيَّةً.
١٠ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْمَظَاهِرَ خَدَّاعَةٌ. وَأَحَدُ ٱلْأَمْثِلَةِ لِذلِكَ هُوَ إِيڠْنَاسْيُوa ٱلَّذِي بَدَأَ يَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَعَ شُهُودِ يَهْوَه حِينَ كَانَ مَسْجُونًا فِي أَحَدِ بُلْدَانِ أَمِيرِكَا ٱلْجَنُوبِيَّةِ. فَقَدْ كَانَ ٱلْجَمِيعُ يَخْشَوْنَهُ بِسَبَبِ طَبْعِهِ ٱلْعَنِيفِ. وَلِذلِكَ ٱسْتَخْدَمَهُ ٱلسُّجَنَاءُ ٱلَّذِينَ يَصْنَعُونَ أَشْيَاءَ وَيَبِيعُونَهَا لِلسُّجَنَاءِ ٱلْآخَرِينَ مِنْ أَجْلِ تَحْصِيلِ ٱلدُّيُونِ مِنَ ٱلَّذِينَ يَتَأَخَّرُونَ عَنِ ٱلدَّفْعِ. لكِنَّ إِيڠْنَاسْيُو بَدَأَ يَتَقَدَّمُ رُوحِيًّا وَيُطَبِّقُ مَا يَتَعَلَّمُهُ، فَتَحَوَّلَ هذَا ٱلرَّجُلُ ٱلْعَنِيفُ إِلَى شَخْصٍ لَطِيفٍ، وَلَمْ يَعُدْ أَحَدٌ يَسْتَخْدِمُهُ لِتَحْصِيلِ ٱلدُّيُونِ. وَهُوَ مَسْرُورٌ لِأَنَّ حَقَائِقَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَرُوحَ ٱللّٰهِ غَيَّرَتْ شَخْصِيَّتَهُ. كَمَا أَنَّهُ يَشْكُرُ نَاشِرِي ٱلْمَلَكُوتِ غَيْرَ ٱلْمُحَابِينَ ٱلَّذِينَ بَذَلُوا ٱلْجُهْدَ لِيَدْرُسُوا مَعَهُ.
١١ لِمَاذَا نُعَاوِدُ زِيَارَةَ ٱلنَّاسِ؟
١١ وَأَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ ٱلَّتِي تَدْفَعُنَا إِلَى مُعَاوَدَةِ زِيَارَةِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ سَبَقَ أَنْ تَحَدَّثْنَا مَعَهُمْ بِٱلْبِشَارَةِ هُوَ أَنَّ ظُرُوفَ ٱلنَّاسِ وَمَوَاقِفَهُمْ تَتَغَيَّرُ. فَرُبَّمَا حَدَثَ أَنْ أُصِيبَ ٱلشَّخْصُ بِمَرَضٍ خَطِيرٍ أَوْ خَسِرَ عَمَلَهُ أَوْ مَاتَ أَحَدُ أَحِبَّائِهِ بَعْدَمَا تَحَدَّثْنَا مَعَهُ آخِرَ مَرَّةٍ. (اِقْرَأْ جامعة ٩:١١.) كَمَا أَنَّ ٱلْأَحْدَاثَ ٱلْعَالَمِيَّةَ قَدْ تَدْفَعُ ٱلنَّاسَ إِلَى ٱلتَّفْكِيرِ جِدِّيًّا فِي مُسْتَقْبَلِهِمْ. إِنَّ هذِهِ ٱلْأُمُورَ قَدْ تَجْعَلُ ٱلشَّخْصَ غَيْرَ ٱلْمُبَالِي — أَوْ حَتَّى ٱلْمُقَاوِمَ — يَتَجَاوَبُ مَعَ بِشَارَتِنَا. وَلِذلِكَ يَجِبُ أَلَّا نُحْجِمَ عَنْ إِخْبَارِ ٱلْآخَرِينَ بِٱلْبِشَارَةِ فِي كُلِّ مُنَاسَبَةٍ مُؤَاتِيَةٍ.
١٢ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نَنْظُرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نَكْرِزُ لَهُمْ، وَلِمَاذَا؟
١٢ مِنْ طَبْعِ ٱلْبَشَرِ أَنْ يُصَنِّفُوا ٱلْآخَرِينَ وَيَدِينُوهُمْ. لكِنَّ يَهْوَه يَعْتَبِرُ أَنَّ لِكُلِّ فَرْدٍ كِيَانَهُ ٱلْخَاصَّ، وَيَرَى ٱلصِّفَاتِ ٱلصَّالِحَةَ فِي كُلِّ شَخْصٍ. (اِقْرَأْ ١ صموئيل ١٦:٧.) وَهذَا مَا يَجِبُ أَنْ نَسْعَى جُهْدَنَا لِفِعْلِهِ فِي خِدْمَتِنَا. وَتُظْهِرُ ٱخْتِبَارَاتٌ كَثِيرَةٌ أَنَّ نَتَائِجَ جَيِّدَةً تَأْتِي مِنَ ٱلنَّظَرِ بِإِيجَابِيَّةٍ إِلَى جَمِيعِ ٱلَّذِينَ نَكْرِزُ لَهُمْ.
١٣، ١٤ (أ) لِمَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ فَاتِحَةٍ سَلْبِيًّا حِيَالَ ٱمْرَأَةٍ ٱلْتَقَتْهَا فِي ٱلْخِدْمَةِ؟ (ب) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ هذَا ٱلِٱخْتِبَارِ؟
١٣ اِلْتَقَتْ سَانْدْرَا، وَهِيَ أُخْتٌ فَاتِحَةٌ، ٱمْرَأَةً تُدْعَى رُوثَ فِي ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ فِي إِحْدَى ٱلْجُزُرِ ٱلْكَارِيبِيَّةِ. وَكَانَتْ رُوثُ تُحِبُّ كَثِيرًا ٱلْمُشَارَكَةَ فِي ٱحْتِفَالَاتِ ٱلْكَرْنَفَالِ حَتَّى إِنَّهَا تُوِّجَتْ مَرَّتَيْنِ مَلِكَةَ ٱلْكَرْنَفَالِ ٱلْوَطَنِيِّ. وَقَدْ أَظْهَرَتْ رُوثُ ٱهْتِمَامًا كَبِيرًا بِمَا تَقُولُهُ سَانْدْرَا، فَرَتَّبَتَا لِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَعًا. تَذْكُرُ سَانْدْرَا: «عِنْدَمَا دَخَلْتُ غُرْفَةَ ٱلْجُلُوسِ فِي بَيْتِهَا، رَأَيْتُ صُورَةً كَبِيرَةً لَهَا بِلِبَاسِ ٱلْكَرْنَفَالِ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ٱلْجَوَائِزِ ٱلَّتِي رَبِحَتْهَا. فَقُلْتُ فِي نَفْسِي إِنَّ شَخْصًا مَشْهُورًا إِلَى هذَا ٱلْحَدِّ وَيُشَارِكُ كَثِيرًا فِي ٱلْكَرْنَفَالِ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَهْتَمَّ بِٱلْحَقِّ. لِذَا تَوَقَّفْتُ عَنْ زِيَارَتِهَا».
١٤ وَلكِنْ بَعْدَ فَتْرَةٍ، أَتَتْ رُوثُ إِلَى قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَسَأَلَتْ سَانْدْرَا عِنْدَ ٱنْتِهَاءِ ٱلِٱجْتِمَاعِ: «لِمَاذَا تَوَقَّفْتِ عَنْ زِيَارَتِي وَٱلدَّرْسِ مَعِي؟». فَٱعْتَذَرَتْ سَانْدْرَا وَصَنَعَتِ ٱلتَّرْتِيبَاتِ لِٱسْتِئْنَافِ ٱلدَّرْسِ. وَقَدْ أَحْرَزَتْ رُوثُ تَقَدُّمًا سَرِيعًا، وَأَزَالَتْ صُوَرَهَا فِي ٱلْكَرْنَفَالِ وَأَخَذَتْ تُشَارِكُ فِي كُلِّ نَشَاطَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ، ثُمَّ نَذَرَتْ حَيَاتَهَا لِيَهْوَه. وَلَا شَكَّ أَنَّ سَانْدْرَا أَدْرَكَتْ أَنَّ رَدَّ فِعْلِهَا ٱلْأَوَّلِيَّ لَمْ يَكُنْ صَائِبًا.
١٥، ١٦ (أ) مَاذَا نَتَجَ عَنِ ٱلشَّهَادَةِ ٱلَّتِي قَدَّمَتْهَا نَاشِرَةٌ إِلَى أَحَدِ أَقَارِبِهَا؟ (ب) لِمَاذَا لَا يَنْبَغِي أَنْ تَثْنِيَنَا خَلْفِيَّةُ أَقَارِبِنَا عَنِ ٱلشَّهَادَةِ لَهُمْ؟
١٥ وَكَثِيرُونَ مِمَّنْ يَكْرِزُونَ لِأَفْرَادِ ٱلْعَائِلَةِ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ يَحْصُدُونَ نَتَائِجَ إِيجَابِيَّةً حَتَّى عِنْدَمَا يَبْدُو مِنْ غَيْرِ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنْ يَلْقَوْا تَجَاوُبًا. إِلَيْكَ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ مَا حَصَلَ مَعَ جُويْسَ، أُخْتٌ مَسِيحِيَّةٌ تَعِيشُ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ. فَقَدْ دَخَلَ زَوْجُ أُخْتِهَا مِرَارًا عَدِيدَةً إِلَى ٱلسِّجْنِ مُنْذُ كَانَ مُرَاهِقًا. تَرْوِي جُويْسُ: «كَانَ ٱلنَّاسُ يَقُولُونَ إِنَّ حَيَاتَهُ عَدِيمَةُ ٱلْفَائِدَةِ لِأَنَّهُ تَاجَرَ بِٱلْمُخَدِّرَاتِ وَسَرَقَ وَٱرْتَكَبَ ٱلْعَدِيدَ مِنَ ٱلْجَرَائِمِ ٱلْأُخْرَى. وَمَعَ ذلِكَ، بَقِيتُ أُخْبِرُهُ بِحَقَائِقِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ طَوَالَ ٣٧ سَنَةً». وَقَدْ بُورِكَتْ جُهُودُهَا ٱلصَّبُورَةُ لِمُسَاعَدَتِهِ حِينَ بَدَأَ أَخِيرًا يَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَعَ شُهُودِ يَهْوَه وَيَصْنَعُ تَغْيِيرَاتٍ كَبِيرَةً فِي حَيَاتِهِ. وَمُؤَخَّرًا، ٱعْتَمَدَ زَوْجُ أُخْتِ جُويْسَ فِي أَحَدِ ٱلْمَحَافِلِ ٱلْكُورِيَّةِ فِي كَالِيفُورْنْيَا بِعُمْرِ ٥٠ سَنَةً. تَقُولُ جُويْسُ: «دَمَعَتْ عَيْنَايَ فَرَحًا. وَأَنَا سَعِيدَةٌ جِدًّا لِأَنِّي لَمْ أَيْأَسْ مِنَ ٱلتَّحَدُّثِ إِلَيْهِ!».
١٦ قَدْ تَتَرَدَّدُ فِي ٱلتَّحَدُّثِ إِلَى بَعْضِ ٱلْأَقَارِبِ عَنْ حَقَائِقِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِسَبَبِ خَلْفِيَّتِهِمْ. لكِنَّ ٱلتَّرَدُّدَ لَمْ يَمْنَعْ جُويْسَ مِنْ تَبْشِيرِ زَوْجِ أُخْتِهَا. وَهَلْ مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ مَا فِي قَلْبِ إِنْسَانٍ آخَرَ؟! فَرُبَّمَا يَبْحَثُ هذَا ٱلْإِنْسَانُ فِعْلًا عَنِ ٱلْحَقِّ. فَلَا نَحْرِمْهُ مِنْ فُرْصَةِ ٱلْعُثُورِ عَلَيْهِ! — اِقْرَأْ امثال ٣:٢٧.
مُسَاعِدٌ فَعَّالٌ عَلَى دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ
١٧، ١٨ (أ) إِلَامَ تُشِيرُ ٱلتَّقَارِيرُ ٱلْوَارِدَةُ مِنْ حَوْلِ ٱلْعَالَمِ بِشَأْنِ فَعَّالِيَّةِ كِتَابِ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟ (ب) أَيَّةُ ٱخْتِبَارَاتٍ مُشَجِّعَةٍ حَصَلَتْ مَعَكُمْ أَثْنَاءَ ٱسْتِخْدَامِ هذَا ٱلْكِتَابِ؟
١٧ تُظْهِرُ ٱلتَّقَارِيرُ ٱلْوَارِدَةُ مِنْ مُخْتَلِفِ ٱلْبُلْدَانِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ أَنَّ كَثِيرِينَ مِنْ مُسْتَقِيمِي ٱلْقُلُوبِ يَتَجَاوَبُونَ مَعَ ٱلْمَطْبُوعَةِ ٱلْمُسَاعِدَةِ عَلَى دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟. فَقَدْ تَمَكَّنَتْ پِينِي، أُخْتٌ فَاتِحَةٌ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ، مِنَ ٱلْبَدْءِ بِعِدَّةِ دُرُوسٍ فِي هذَا ٱلْكِتَابِ. وَكَانَ ٱثْنَانِ مِمَّنْ تَدْرُسُ مَعَهُمْ ضِمْنَ مَجْمُوعَةٍ مِنَ ٱلْمُسِنِّينَ ٱلْمُعْتَبَرِينَ أَعْضَاءً مُتَدَيِّنِينَ فِي كَنَائِسِهِمْ. وَقَدْ كَانَتْ پِينِي قَلِقَةً بِشَأْنِ رَدِّ فِعْلِهِمَا حِينَ يَقْرَآنِ حَقَائِقَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْوَارِدَةِ فِي ٱلْكِتَابِ. وَلكِنْ، حَسْبَمَا ذَكَرَتْ، «بِمَا أَنَّ ٱلْمَعْلُومَاتِ مَعْرُوضَةٌ فِيهِ بِطَرِيقَةٍ وَاضِحَةٍ وَمَنْطِقِيَّةٍ وَمُخْتَصَرَةٍ، فَلَمْ يَصْعُبْ عَلَيْهِمَا أَنْ يَعْتَبِرَا مَا يَتَعَلَّمَانِهِ هُوَ ٱلْحَقَّ دُونَ جَدَلٍ أَوِ ٱنْزِعَاجٍ».
١٨ بَدَأَتْ پَاتُ، نَاشِرَةٌ فِي بَرِيطَانْيَا، تَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَعَ ٱمْرَأَةٍ لَاجِئَةٍ أَتَتْ مِنْ بَلَدٍ آسْيَوِيٍّ. فَقَدْ أُجْبِرَتِ ٱلْمَرْأَةُ عَلَى ٱلْهَرَبِ مِنْ بَلَدِهَا بَعْدَمَا خَطَفَ ٱلْجُنُودُ ٱلْمُتَمَرِّدُونَ زَوْجَهَا وَأَبْنَاءَهَا، وَلَمْ تَرَهُمْ بَعْدَ ذلِكَ إِطْلَاقًا. كَمَا هُدِّدَتْ بِٱلْقَتْلِ وَأُحْرِقَ بَيْتُهَا، وَٱغْتَصَبَهَا عَدَدٌ مِنَ ٱلرِّجَالِ. كُلُّ ذلِكَ جَعَلَهَا تَشْعُرُ بِأَنْ لَا قِيمَةَ لِحَيَاتِهَا، وَفَكَّرَتْ فِي ٱلِٱنْتِحَارِ عِدَّةَ مَرَّاتٍ. لكِنَّ دَرْسَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَعْطَاهَا أَمَلًا. ذَكَرَتْ پَاتُ: «كَانَ لِلتَّفْسِيرَاتِ وَٱلْإِيضَاحَاتِ ٱلْبَسِيطَةِ ٱلْوَارِدَةِ فِي كِتَابِ يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ تَأْثِيرٌ كَبِيرٌ فِيهَا». وَقَدْ أَحْرَزَتِ ٱلتِّلْمِيذَةُ تَقَدُّمًا سَرِيعًا وَصَارَتْ نَاشِرَةً غَيْرَ مُعْتَمِدَةٍ، كَمَا عَبَّرَتْ عَنْ رَغْبَتِهَا فِي ٱلِٱعْتِمَادِ فِي ٱلْمَحْفِلِ ٱلتَّالِي. فَمَا أَرْوَعَ أَنْ نُسَاعِدَ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلْمُخْلِصِينَ عَلَى فَهْمِ وَتَقْدِيرِ ٱلرَّجَاءِ ٱلَّذِي تَمْنَحُهُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ!
«لَا يَفْتُرْ عَزْمُنَا فِي فِعْلِ مَا هُوَ حَسَنٌ»
١٩ مَاذَا يَجْعَلُ عَمَلَنَا ٱلْكِرَازِيَّ مُلِحًّا جِدًّا؟
١٩ كُلُّ يَوْمٍ يَمُرُّ يَزِيدُ مِنْ إِلْحَاحِ ٱلتَّفْوِيضِ ٱلْمُعْطَى لَنَا أَنْ نَكْرِزَ وَنُتَلْمِذَ. صَحِيحٌ أَنَّ آلَافَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ قُلُوبُهُمْ مُهَيَّأَةٌ يَتَجَاوَبُونَ مَعَ كِرَازَتِنَا كُلَّ سَنَةٍ، لكِنَّ ‹يَوْمَ يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمَ قَرِيبٌ›، مِمَّا يَعْنِي أَنَّ ٱلَّذِينَ يَبْقَوْنَ فِي ظَلَامٍ رُوحِيٍّ ‹يَتَرَنَّحُونَ مَاضِينَ إِلَى ٱلذَّبْحِ›. — صف ١:١٤؛ ام ٢٤:١١.
٢٠ عَلَامَ يَنْبَغِي أَنْ يُصَمِّمَ كُلٌّ مِنَّا؟
٢٠ لَا يَزَالُ بِإِمْكَانِنَا مُسَاعَدَةُ هؤُلَاءِ. وَلكِنْ لِكَيْ نَنْجَحَ فِي ذلِكَ، عَلَيْنَا أَنْ نَتَمَثَّلَ بِٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلَّذِينَ «كَانُوا لَا يَنْفَكُّونَ كُلَّ يَوْمٍ . . . يُعَلِّمُونَ وَيُبَشِّرُونَ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ». (اع ٥:٤٢) فَوَاظِبْ مِثْلَهُمْ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ رَغْمَ ٱلْمُقَاوَمَةِ، وَٱنْتَبِهْ إِلَى ‹فَنِّ تَعْلِيمِكَ›، وَٱكْرِزْ لِكُلِّ ٱلنَّاسِ دُونَ مُحَابَاةٍ! وَ «لَا يَفْتُرْ عَزْمُنَا فِي فِعْلِ مَا هُوَ حَسَنٌ»، لِأَنَّهُ إِذَا وَاظَبْنَا عَلَى ذلِكَ نَحْصُدُ بَرَكَاتٍ سَخِيَّةً نَتِيجَةَ ٱلرِّضَى ٱلْإِلهِيِّ عَلَيْنَا. — ٢ تي ٤:٢؛ اِقْرَأْ غلاطية ٦:٩.
[الحاشية]
a جَرَى تَغْيِيرُ بَعْضِ ٱلْأَسْمَاءِ.
-