مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏«ابقَ منتبها للخدمة التي قبلتَها في الرب»‏
    برج المراقبة ٢٠٠٨ | ١٥ كانون الثاني (‏يناير)‏
    • ‏«اِبْقَ مُنْتَبِهًا لِلْخِدْمَةِ ٱلَّتِي قَبِلْتَهَا فِي ٱلرَّبِّ»‏

      ‏«اِبْقَ مُنْتَبِهًا لِلْخِدْمَةِ ٱلَّتِي قَبِلْتَهَا فِي ٱلرَّبِّ،‏ كَيْ تُتَمِّمَهَا».‏ —‏ كو ٤:‏١٧‏.‏

      ١،‏ ٢ أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّةٍ تِجَاهَ ٱلنَّاسِ مُلْقَاةٌ عَلَى عَاتِقِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟‏

      تُلْقَى عَلَى عَاتِقِنَا مَسْؤُولِيَّةٌ خَطِيرَةٌ تِجَاهَ ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ يَعِيشُونَ حَوْلَنَا.‏ فَٱلْقَرَارَاتُ ٱلَّتِي يَتَّخِذُونَهَا ٱلْيَوْمَ تُحَدِّدُ مَصِيرَهُمْ،‏ إِمَّا ٱلْحَيَاةَ أَوِ ٱلْمَوْتَ خِلَالَ «ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ».‏ (‏رؤ ٧:‏١٤‏)‏ وَقَدْ ذَكَرَ ٱلْكَاتِبُ ٱلْمُلْهَمُ لِسِفْرِ ٱلْأَمْثَالِ:‏ «أَنْقِذِ ٱلْمَسُوقِينَ إِلَى ٱلْمَوْتِ،‏ وَرُدَّ ٱلْمُتَرَنِّحِينَ ٱلْمَاضِينَ إِلَى ٱلذَّبْحِ».‏ فَمَا أَقْوَى هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ!‏ وَٱلتَّقَاعُسُ عَنْ تَنْبِيهِ ٱلنَّاسِ إِلَى ٱلْخِيَارَيْنِ ٱلْمَطْرُوحَيْنِ أَمَامَهُمْ يُمْكِنُ أَنْ يَجْلُبَ عَلَيْنَا ذَنْبَ سَفْكِ ٱلدَّمِ.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ يَرِدُ فِي تَكْمِلَةِ ٱلْآيَةِ ٱلْمُقْتَبَسَةِ:‏ «إِنْ قُلْتَ:‏ ‹هَا نَحْنُ لَمْ نَعْرِفْ بِهٰذَا›،‏ أَفَلَعَلَّ وَازِنَ ٱلْقُلُوبِ لَا يُمَيِّزُ،‏ وَحَافِظَ نَفْسِكَ لَا يَعْرِفُ،‏ فَيَرُدَّ عَلَى ٱلْإِنْسَانِ مِثْلَ عَمَلِهِ؟‏».‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ لِخُدَّامِ يَهْوَه أَنْ يَقُولُوا إِنَّهُمْ ‹لَا يَعْرِفُونَ› أَيَّ خَطَرٍ يُوَاجِهُهُ ٱلنَّاسُ.‏ —‏ ام ٢٤:‏١١،‏ ١٢‏.‏

      ٢ كَمَا أَنَّ ٱلْحَيَاةَ عَزِيزَةٌ فِي عَيْنَيْ يَهْوَه.‏ لِذَا فَهُوَ يَحُثُّ خُدَّامَهُ أَنْ يَبْذُلُوا قُصَارَى جُهْدِهِمْ لِلْمُسَاهَمَةِ فِي إِنْقَاذِ حَيَاةِ أَكْبَرِ عَدَدٍ مُمْكِنٍ مِنَ ٱلنَّاسِ.‏ فَعَلَى كُلِّ خَادِمٍ لِلّٰهِ أَنْ يُعْلِنَ ٱلرِّسَالَةَ ٱلْمُنْقِذَةَ لِلْحَيَاةِ ٱلْمَوْجُودَةَ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ.‏ وَعَمَلُنَا مُشَابِهٌ لِعَمَلِ ٱلرَّقِيبِ ٱلَّذِي يُطْلِقُ تَحْذِيرًا عِنْدَمَا يَرَى خَطَرًا وَشِيكًا.‏ وَنَحْنُ لَا نُرِيدُ أَنْ يَكُونَ دَمُ ٱلْمُهَدَّدِينَ بِٱلْمَوْتِ عَلَى رُؤُوسِنَا.‏ (‏حز ٣٣:‏١-‏٧‏)‏ فَكَمْ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ نُوَاظِبَ عَلَى ‹ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْكَلِمَةِ›!‏ —‏ اِقْرَأْ ٢ تيموثاوس ٤:‏١،‏ ٢،‏ ٥‏.‏

      ٣ أَيَّةُ مَوَاضِيعَ سَتُنَاقَشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَتَيْنِ ٱلتَّالِيَتَيْنِ؟‏

      ٣ سَنَرَى فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ كَيْفَ نَتَغَلَّبُ عَلَى ٱلْعَوَائِقِ ٱلَّتِي قَدْ تَعْتَرِضُ خِدْمَتَنَا ٱلْمُنْقِذَةَ لِلْحَيَاةِ،‏ وَكَيْفَ نُسَاعِدُ أَكْبَرَ عَدَدٍ مُمْكِنٍ مِنَ ٱلنَّاسِ.‏ وَسَتُعَالِجُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ كَيْفِيَّةَ تَحْسِينِ فَنِّ تَعْلِيمِ حَقَائِقِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْبَالِغَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ.‏ وَسَتَتَنَاوَلُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلثَّالِثَةُ ٱلنَّتَائِجَ ٱلْمُشَجِّعَةَ ٱلَّتِي حَصَلَ عَلَيْهَا بَعْضُ ٱلْمُنَادِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.‏ وَلكِنْ قَبْلَ ٱلتَّطَرُّقِ إِلَى هذِهِ ٱلْمَوَاضِيعِ،‏ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُرَاجِعَ بَعْضَ ٱلْأَسْبَابِ ٱلَّتِي تَجْعَلُ أَزْمِنَتَنَا حَرِجَةً جِدًّا.‏

      مَا يَجْعَلُ كَثِيرِينَ بِلَا رَجَاءٍ

      ٤،‏ ٥ مَاذَا يَشْهَدُ ٱلْجِنْسُ ٱلْبَشَرِيُّ،‏ وَمَا هُوَ رَدُّ فِعْلِ كَثِيرِينَ حِيَالَ ذلِكَ؟‏

      ٤ تُظْهِرُ ٱلْأَحْدَاثُ ٱلْعَالَمِيَّةُ أَنَّنَا نَعِيشُ فِي «ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ» وَأَنَّ ٱلنِّهَايَةَ قَرِيبَةٌ جِدًّا.‏ فَٱلْجِنْسُ ٱلْبَشَرِيُّ يَشْهَدُ أَحْدَاثًا وَأَحْوَالًا قَالَ يَسُوعُ وَتَلَامِيذُهُ إِنَّهَا تَسِمُ «ٱلْأَيَّامَ ٱلْأَخِيرَةَ».‏ وَتَعْصِفُ بِٱلْبَشَرِيَّةِ شَدَائِدُ عَظِيمَةٌ أَشْبَهُ ‹بِٱلْمَخَاضِ› تَشْمُلُ ٱلْحُرُوبَ وَٱلْمَجَاعَاتِ وَٱلزَّلَازِلَ وَغَيْرَهَا.‏ وَيَسُودُ ٱلتَّعَدِّي عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ وَٱلْأَنَانِيَّةُ بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَتَكْثُرُ ٱلْمَوَاقِفُ ٱلَّتِي تَتَحَدَّى ٱللّٰهَ.‏ فِعْلًا،‏ إِنَّهَا «أَزْمِنَةٌ حَرِجَةٌ» حَتَّى فِي نَظَرِ ٱلَّذِينَ يَسْعَوْنَ لِلْعَيْشِ بِحَسَبِ مَقَايِيسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ —‏ مت ٢٤:‏٣،‏ ٦-‏٨،‏ ١٢؛‏ ٢ تي ٣:‏١-‏٥‏.‏

      ٥ لكِنَّ أَغْلَبِيَّةَ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ لَا تَعِي ٱلْمَغْزَى ٱلْحَقِيقِيَّ لِلْأَحْدَاثِ ٱلْعَالَمِيَّةِ.‏ لِذلِكَ يَنْتَابُ ٱلنَّاسَ قَلَقٌ بِشَأْنِ سَلَامَتِهِمْ وَسَلَامَةِ عَائِلَاتِهِمْ.‏ كَمَا تَنْسَحِقُ قُلُوبُ كَثِيرِينَ عِنْدَمَا يَمُوتُ أَحَدُ أَحِبَّائِهِمْ أَوْ تُلِمُّ بِهِمْ فَاجِعَةٌ أُخْرَى.‏ وَبِدُونِ ٱلْمَعْرِفَةِ ٱلدَّقِيقَةِ ٱلَّتِي تُوضِحُ سَبَبَ هذِهِ ٱلْأُمُورِ وَتُظْهِرُ أَيْنَ يُوجَدُ ٱلْحَلُّ،‏ فَإِنَّ هؤُلَاءِ ٱلنَّاسَ هُمْ بِلَا رَجَاءٍ.‏ —‏ اف ٢:‏١٢‏.‏

      ٦ لِمَاذَا تَعْجَزُ «بَابِلُ ٱلْعَظِيمَةُ» عَنْ مُسَاعَدَةِ أَتْبَاعِهَا؟‏

      ٦ وَلَمْ تَجْلُبْ «بَابِلُ ٱلْعَظِيمَةُ»،‏ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةُ ٱلْعَالَمِيَّةُ لِلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ،‏ أَيَّةَ تَعْزِيَةٍ حَقِيقِيَّةٍ لِلْبَشَرِ.‏ عَلَى ٱلْعَكْسِ،‏ فَمِنْ خِلَالِ «خَمْرِ عَهَارَتِهَا» أَوْقَعَتِ ٱلْجُمُوعَ ٱلْمُتَرَنِّحَةَ فِي حَالَةٍ مِنَ ٱلضَّيَاعِ ٱلرُّوحِيِّ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلدِّينَ ٱلْبَاطِلَ،‏ بِتَصَرُّفِهِ كَعَاهِرَةٍ،‏ أَغْوَى «مُلُوكَ ٱلْأَرْضِ» وَسَيْطَرَ عَلَيْهِمْ،‏ وَٱسْتَخْدَمَ ٱلْعَقَائِدَ ٱلْكَاذِبَةَ وَٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْأَرْوَاحِيَّةَ لِإِبْقَاءِ ٱلْجُمُوعِ خَانِعِينَ مَذْلُولِينَ لِأَسْيَادِهِمِ ٱلسِّيَاسِيِّينَ.‏ وَهكَذَا ٱكْتَسَبَ ٱلدِّينُ ٱلْبَاطِلُ سُلْطَةً وَنُفُوذًا وَلكِنَّهُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ رَفَضَ ٱلْحَقَّ كُلِّيًّا.‏ —‏ رؤ ١٧:‏١،‏ ٢،‏ ٥؛‏ ١٨:‏٢٣‏.‏

      ٧ أَيُّ مَصِيرٍ يَنْتَظِرُ أَغْلَبِيَّةَ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ،‏ وَلكِنْ كَيْفَ نُسَاعِدُ ٱلْبَعْضَ؟‏

      ٧ قَالَ يَسُوعُ إِنَّ مُعْظَمَ ٱلْبَشَرِ يَسِيرُونَ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلْوَاسِعِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْهَلَاكِ.‏ (‏مت ٧:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وَفِي حِينِ يَسِيرُ ٱلْبَعْضُ فِي هذَا ٱلطَّرِيقِ ٱلْوَاسِعِ لِأَنَّهُمُ ٱخْتَارُوا عَمْدًا رَفْضَ تَعَالِيمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ يَسْلُكُ كَثِيرُونَ فِيهِ لِأَنَّهُمْ ضُلِّلُوا أَوْ أُخْفِيَ عَنْهُمْ مَا يَطْلُبُهُ يَهْوَه حَقًّا مِنْهُمْ.‏ وَرُبَّمَا يُغَيِّرُ بَعْضُهُمْ نَمَطَ حَيَاتِهِمْ إِذَا أُظْهِرَتْ لَهُمْ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْأَسْبَابُ ٱلَّتِي تَدْفَعُ ٱلْمَرْءَ إِلَى صُنْعِ هذَا ٱلتَّغْيِيرِ.‏ أَمَّا ٱلَّذِينَ يَبْقَوْنَ فِي بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ وَيَسْتَمِرُّونَ فِي رَفْضِ مَقَايِيسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ فَلَنْ يَنْجُوا مِنَ «ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ».‏ —‏ رؤ ٧:‏١٤‏.‏

      دَاوِمْ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ دُونَ ٱنْقِطَاعٍ

      ٨،‏ ٩ كَيْفَ تَجَاوَبَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ مَعَ ٱلْمُقَاوَمَةِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

      ٨ قَالَ يَسُوعُ إِنَّ تَلَامِيذَهُ سَيَكْرِزُونَ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَيُتَلْمِذُونَ أُنَاسًا.‏ (‏مت ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ لِذلِكَ طَالَمَا ٱعْتَبَرَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ أَنَّ ٱلِٱشْتِرَاكَ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ يَعْكِسُ وَلَاءَهُمْ لِلّٰهِ وَيُشَكِّلُ مَطْلَبًا رَئِيسِيًّا لِإِيمَانِهِمْ.‏ وَعَلَى هذَا ٱلْأَسَاسِ،‏ ٱسْتَمَرَّ أَتْبَاعُ يَسُوعَ ٱلْأَوَّلُونَ يَكْرِزُونَ حَتَّى فِي وَجْهِ ٱلْمُقَاوَمَةِ.‏ وَٱتَّكَلُوا عَلَى يَهْوَه لِيُعْطِيَهُمُ ٱلْقُوَّةَ،‏ مُصَلِّينَ إِلَيْهِ كَيْ يُمَكِّنَهُمْ مِنَ ٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي ‹ٱلتَّكَلُّمِ بِكَلِمَتِهِ بِكُلِّ جُرْأَةٍ›.‏ وَكَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ أَنَّ يَهْوَه مَلَأَهُمْ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ فَأَخَذُوا يَتَكَلَّمُونَ بِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ بِجُرْأَةٍ.‏ —‏ اع ٤:‏١٨،‏ ٢٩،‏ ٣١‏.‏

      ٩ وَهَلْ تَزَعْزَعَ تَصْمِيمُ أَتْبَاعِ يَسُوعَ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ حِينَ صَارَتِ ٱلْمُقَاوَمَةُ عَنِيفَةً؟‏ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ.‏ فَرَغْمَ أَنَّ ٱلْقَادَةَ ٱلدِّينِيِّينَ ٱلْيَهُودَ،‏ ٱلْغَاضِبِينَ مِنْ كِرَازَةِ ٱلرُّسُلِ،‏ ٱعْتَقَلُوهُمْ وَهَدَّدُوهُمْ وَجَلَدُوهُمْ،‏ كَانَ ٱلرُّسُلُ «لَا يَنْفَكُّونَ .‏ .‏ .‏ يُعَلِّمُونَ وَيُبَشِّرُونَ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ».‏ فَقَدْ كَانُوا مُقْتَنِعِينَ بِأَنَّ عَلَيْهِمْ ‹إِطَاعَةَ ٱللّٰهِ حَاكِمًا لَا ٱلنَّاسِ›.‏ —‏ اع ٥:‏٢٨،‏ ٢٩،‏ ٤٠-‏٤٢‏.‏

      ١٠ أَيَّةُ تَحَدِّيَاتٍ يُوَاجِهُهَا ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْيَوْمَ،‏ وَلكِنْ مَاذَا قَدْ يَنْجُمُ عَنْ سُلُوكِهِمِ ٱلْحَسَنِ؟‏

      ١٠ لَا يَتَعَرَّضُ جَمِيعُ خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ لِلضَّرْبِ أَوِ ٱلسَّجْنِ بِسَبَبِ نَشَاطِهِمِ ٱلْكِرَازِيِّ.‏ لكِنَّ كُلَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ يَتَعَرَّضُونَ لِمِحَنٍ وَتَجَارِبَ مِنْ نَوْعٍ مَا.‏ مَثَلًا،‏ قَدْ يَدْفَعُكَ ضَمِيرُكَ ٱلْمُدَرَّبُ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى ٱتِّبَاعِ مَسْلَكٍ لَا يَرُوقُ ٱلنَّاسَ مِنْ حَوْلِكَ أَوْ يَجْعَلُكَ تَبْدُو مُخْتَلِفًا عَنْهُمْ.‏ وَقَدْ يَعْتَبِرُكَ جِيرَانُكَ أَوْ زُمَلَاؤُكَ فِي ٱلْعَمَلِ أَوِ ٱلْمَدْرَسَةِ غَرِيبَ ٱلْأَطْوَارِ لِأَنَّكَ تَسْتَنِدُ فِي قَرَارَاتِكَ إِلَى مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَلكِنْ لَا تَدَعْ رَدَّ فِعْلِهِمِ ٱلسَّلْبِيَّ يُثَبِّطُكَ.‏ فَٱلْعَالَمُ يَتَخَبَّطُ فِي ظُلْمَةٍ رُوحِيَّةٍ،‏ أَمَّا ٱلْمَسِيحِيُّونَ فَعَلَيْهِمْ أَنْ ‹يُضِيئُوا كَأَنْوَارٍ›.‏ (‏في ٢:‏١٥‏)‏ وَرُبَّمَا يُلَاحِظُ بَعْضُ ٱلْمُرَاقِبِينَ ذَوِي ٱلْقُلُوبِ ٱلْمُخْلِصَةِ أَعْمَالَكَ ٱلْحَسَنَةَ وَيُقَدِّرُونَهَا،‏ وَبِسَبَبِهَا يُمَجِّدُونَ يَهْوَه.‏ —‏ اِقْرَأْ متى ٥:‏١٦‏.‏

      ١١ (‏أ)‏ بِأَيَّةِ طَرِيقَةٍ قَدْ يَتَجَاوَبُ ٱلْبَعْضُ مَعَ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ مُقَاوَمَةٍ وَاجَهَهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ،‏ وَكَيْفَ تَجَاوَبَ مَعَهَا؟‏

      ١١ لَا بُدَّ أَنْ نَتَحَلَّى بِٱلشَّجَاعَةِ لِكَيْ نُدَاوِمَ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ فَبَعْضُ ٱلْأَشْخَاصِ،‏ حَتَّى أَنْسِبَاؤُكَ،‏ قَدْ يَسْتَهْزِئُونَ بِكَ أَوْ قَدْ يُحَاوِلُونَ تَثْبِيطَكَ بِطَرِيقَةٍ أُخْرَى.‏ (‏مت ١٠:‏٣٦‏)‏ لَقَدْ ضُرِبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ لِإِتْمَامِهِ خِدْمَتَهُ بِأَمَانَةٍ.‏ وَلكِنْ لَاحِظْ كَيْفَ تَجَاوَبَ مَعَ هذِهِ ٱلْمُقَاوَمَةِ.‏ فَقَدْ كَتَبَ:‏ «بَعْدَمَا تَأَلَّمْنَا أَوَّلًا وَلَقِينَا ٱلْإِهَانَةَ وَٱلْإِسَاءَةَ .‏ .‏ .‏ ٱسْتَجْمَعْنَا ٱلْجُرْأَةَ بِإِلٰهِنَا لِنُكَلِّمَكُمْ بِبِشَارَةِ ٱللّٰهِ بِجِهَادٍ كَثِيرٍ».‏ (‏١ تس ٢:‏٢‏)‏ فَلَمْ يَكُنْ سَهْلًا عَلَى بُولُسَ أَنْ يُدَاوِمَ عَلَى ٱلتَّكَلُّمِ بِٱلْبِشَارَةِ بَعْدَ ٱلْقَبْضِ عَلَيْهِ وَنَزْعِ ثِيَابِهِ وَضَرْبِهِ بِٱلْعِصِيِّ وَإِلْقَائِهِ فِي ٱلسِّجْنِ.‏ (‏اع ١٦:‏١٩-‏٢٤‏)‏ وَمِنْ أَيْنَ ٱسْتَمَدَّ ٱلْجُرْأَةَ لِيَسْتَمِرَّ فِي خِدْمَتِهِ؟‏ مِنْ رَغْبَتِهِ ٱلْعَارِمَةِ فِي إِتْمَامِ ٱلتَّفْوِيضِ ٱلْإِلهِيِّ بِٱلْكِرَازَةِ.‏ —‏ ١ كو ٩:‏١٦‏.‏

      ١٢،‏ ١٣ أَيَّةُ تَحَدِّيَاتٍ يُوَاجِهُهَا ٱلْبَعْضُ،‏ وَكَيْفَ يُحَاوِلُونَ ٱلتَّغَلُّبَ عَلَيْهَا؟‏

      ١٢ وَقَدْ يَصْعُبُ عَلَيْنَا أَيْضًا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى ٱنْدِفَاعِنَا فِي ٱلْمُقَاطَعَاتِ حَيْثُ نَادِرًا مَا نَجِدُ ٱلنَّاسَ فِي بُيُوتِهِمْ أَوْ نَكَادُ لَا نَلْقَى تَجَاوُبًا مَعَ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ فَمَاذَا نَفْعَلُ فِي هذِهِ ٱلْحَالَةِ؟‏ رُبَّمَا يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَسْتَجْمِعَ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْجُرْأَةِ وَنَتَكَلَّمَ إِلَى ٱلنَّاسِ فِي ٱلشَّهَادَةِ غَيرِ ٱلرَّسْمِيَّةِ.‏ وَقَدْ يَلْزَمُنَا أَيْضًا تَعْدِيلُ بَرْنَامَجِنَا أَوْ تَرْكِيزُ جُهُودِنَا عَلَى ٱلْكِرَازَةِ فِي ٱلْأَمَاكِنِ حَيْثُ يُتَاحُ لَنَا أَنْ نَحْتَكَّ بِأُنَاسٍ أَكْثَرَ.‏ —‏ قَارِنْ يوحنا ٤:‏٧-‏١٥؛‏ اعمال ١٦:‏١٣؛‏ ١٧:‏١٧‏.‏

      ١٣ ثَمَّةَ صُعُوبَاتٌ أُخْرَى يُضْطَرُّ كَثِيرُونَ إِلَى تَحَمُّلِهَا مِثْلُ تَقَدُّمِ ٱلسِّنِّ وَٱلصِّحَّةِ ٱلرَّدِيئَةِ،‏ أَمْرَانِ قَدْ يَحُدَّانِ مِمَّا يَسْتَطِيعُ ٱلْمَرْءُ فِعْلَهُ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ.‏ فَإِذَا كُنْتَ مُتَقَدِّمًا فِي ٱلسِّنِّ أَوْ تُعَانِي صِحَّةً رَدِيئَةً،‏ فَلَا تَتَثَبَّطْ لِأَنَّ يَهْوَه يَعِي جَيِّدًا حُدُودَكَ وَيُسَرُّ بِمَا يُمْكِنُكَ فِعْلُهُ.‏ (‏اِقْرَأْ ٢ كورنثوس ٨:‏١٢‏.‏‏)‏ إِذًا،‏ مَهْمَا يَكُنْ نَوْعُ ٱلشِّدَّةِ ٱلَّتِي تُوَاجِهُهَا،‏ سَوَاءٌ أَكَانَتْ مُقَاوَمَةً أَمْ لَامُبَالَاةً أَمْ صِحَّةً رَدِيئَةً،‏ فَٱفْعَلْ كُلَّ مَا تَسْمَحُ بِهِ ظُرُوفُكَ لِكَيْ تُخْبِرَ ٱلْآخَرِينَ بِٱلْبِشَارَةِ.‏ —‏ ام ٣:‏٢٧‏؛‏ قَارِنْ مرقس ١٢:‏٤١-‏٤٤‏.‏

      ‏‹اِبْقَ مُنْتَبِهًا لِخِدْمَتِكَ›‏

      ١٤ أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ لِلرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ،‏ وَأَيَّةُ مَشُورَةٍ أَعْطَاهَا؟‏

      ١٤ كَانَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ يَحْمِلُ خِدْمَتَهُ مَحْمَلَ ٱلْجِدِّ،‏ وَشَجَّعَ ٱلرُّفَقَاءَ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَلَى ذلِكَ.‏ (‏اع ٢٠:‏٢٠،‏ ٢١؛‏ ١ كو ١١:‏١‏)‏ وَثَمَّةَ مَسِيحِيٌّ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱسْمُهُ أَرْخِبُّسُ خَصَّهُ بُولُسُ بِهذَا ٱلنَّوْعِ مِنَ ٱلتَّشْجِيعِ.‏ فَفِي رِسَالَتِهِ إِلَى أَهْلِ كُولُوسِّي،‏ كَتَبَ:‏ «قُولُوا .‏ .‏ .‏ لِأَرْخِبُّسَ:‏ ‹اِبْقَ مُنْتَبِهًا لِلْخِدْمَةِ ٱلَّتِي قَبِلْتَهَا فِي ٱلرَّبِّ،‏ كَيْ تُتَمِّمَهَا›».‏ (‏كو ٤:‏١٧‏)‏ نَحْنُ لَا نَعْرِفُ مَنْ هُوَ أَرْخِبُّسُ أَوْ مَا هِيَ ظُرُوفُهُ،‏ وَلكِنْ يَتَبَيَّنُ أَنَّهُ قَبِلَ تَعْيِينَ خِدْمَةٍ أُعْطِيَ لَهُ.‏ وَإِذَا كُنْتَ مَسِيحِيًّا مُنْتَذِرًا،‏ فَأَنْتَ أَيْضًا قَبِلْتَ تَعْيِينَ خِدْمَةٍ.‏ فَهَلْ تَبْقَى مُنْتَبِهًا لِلْخِدْمَةِ كَيْ تُتَمِّمَهَا؟‏

      ١٥ مَاذَا يَقْتَضِي ٱنْتِذَارُنَا ٱلْمَسِيحِيُّ،‏ وَإِلَى أَيَّةِ أَسْئِلَةٍ يَقُودُنَا ذلِكَ؟‏

      ١٥ قَبْلَ مَعْمُودِيَّتِنَا،‏ نَذَرْنَا حَيَاتَنَا لِيَهْوَه فِي صَلَاةٍ قَلْبِيَّةٍ.‏ وَعَنَى ذلِكَ أَنَّنَا عَقَدْنَا ٱلْعَزْمَ عَلَى فِعْلِ مَشِيئَتِهِ.‏ لِذَا يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا ٱلْآنَ:‏ ‹هَلْ فِعْلُ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ هُوَ حَقًّا أَهَمُّ شَيْءٍ فِي حَيَاتِي؟‏›.‏ رُبَّمَا لَدَيْنَا مَسْؤُولِيَّاتٌ مُتَنَوِّعَةٌ يَتَوَقَّعُ مِنَّا يَهْوَه أَنْ نُتَمِّمَهَا،‏ مِثْلُ إِعَالَةِ عَائِلَتِنَا.‏ (‏١ تي ٥:‏٨‏)‏ وَلكِنْ كَيْفَ نَسْتَخْدِمُ بَقِيَّةَ وَقْتِنَا وَطَاقَتِنَا؟‏ أَيُّ شَيْءٍ لَهُ ٱلْأَوْلَوِيَّةُ فِي حَيَاتِنَا؟‏ —‏ اِقْرَأْ ٢ كورنثوس ٥:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      ١٦،‏ ١٧ أَيَّةُ فُرَصٍ يَحْسُنُ بِٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلشُّبَّانِ وَٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ مَسْؤُولِيَّاتٌ قَلِيلَةٌ أَنْ يَتَأَمَّلُوا فِيهَا؟‏

      ١٦ هَلْ أَنْتَ مَسِيحِيٌّ مُنْتَذِرٌ عُمْرُكَ ١٨ سَنَةً تَقْرِيبًا وَقَدْ أَنْهَيْتَ أَوْ أَوْشَكْتَ أَنْ تُنْهِيَ دِرَاسَتَكَ؟‏ لَيْسَتْ لَدَيْكَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مَسْؤُولِيَّاتٌ عَائِلِيَّةٌ كَبِيرَةٌ.‏ فَمَاذَا تُخَطِّطُ لِفِعْلِهِ فِي حَيَاتِكَ؟‏ وَأَيَّةُ قَرَارَاتٍ سَتَتَّخِذُهَا لِتَفِيَ كَامِلًا بِوَعْدِكَ أَنْ تَفْعَلَ مَشِيئَةَ يَهْوَه؟‏ كَثِيرُونَ نَظَّمُوا شُؤُونَهُمْ لِكَيْ يَتَمَكَّنُوا مِنَ ٱلْخِدْمَةِ كَفَاتِحِينَ،‏ فَكَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ أَنَّهُمْ حَصَدُوا فَرَحًا وَٱكْتِفَاءً عَظِيمَيْنِ.‏ —‏ مز ١١٠:‏٣؛‏ جا ١٢:‏١‏.‏

      ١٧ وَهَلْ أَنْتَ شَابٌّ تَجَاوَزَ سِنَّ ٱلرُّشْدِ وَلَدَيْكَ عَمَلٌ دُنْيَوِيٌّ بِدَوَامٍ كَامِلٍ،‏ وَلَا مَسْؤُولِيَّاتَ كَثِيرَةً أَمَامَكَ سِوَى إِعَالَةِ نَفْسِكَ؟‏ لَا شَكَّ أَنَّكَ تَتَمَتَّعُ بِٱلْمُشَارَكَةِ فِي نَشَاطَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ إِلَى ٱلْحَدِّ ٱلَّذِي يَسْمَحُ بِهِ بَرْنَامَجُكَ.‏ فَمَا رَأْيُكَ أَنْ تَزِيدَ مِنْ أَفْرَاحِكَ؟‏ هَلْ فَكَّرْتَ فِي تَوْسِيعِ خِدْمَتِكَ؟‏ (‏مز ٣٤:‏٨؛‏ ام ١٠:‏٢٢‏)‏ لَا تَزَالُ بَعْضُ ٱلْمُقَاطَعَاتِ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْعَمَلِ لِإِيصَالِ رِسَالَةِ ٱلْحَقِّ ٱلْمَانِحَةِ لِلْحَيَاةِ إِلَى ٱلْجَمِيعِ.‏ فَهَلْ تَسْتَطِيعُ صُنْعَ تَعْدِيلَاتٍ فِي حَيَاتِكَ كَيْ تَخْدُمَ مَثَلًا فِي مَنْطِقَةٍ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ أَعْظَمُ إِلَى مُنَادِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ؟‏ —‏ اِقْرَأْ ١ تيموثاوس ٦:‏٦-‏٨‏.‏

      ١٨ أَيَّةُ تَعْدِيلَاتٍ صَنَعَهَا زَوْجَانِ شَابَّانِ،‏ وَبِأَيَّةِ نَتَائِجَ؟‏

      ١٨ تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ كِيڤِن وَإِيلِينَا فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ.‏a فَقَدْ شَعَرَا بِأَنَّ عَلَيْهِمَا شِرَاءَ بَيْتٍ لِأَنَّ كُلَّ عَرُوسَيْنِ شَابَّيْنِ فِي مَنْطِقَتِهِمَا يَفْعَلَانِ ذلِكَ.‏ وَكَانَا كِلَاهُمَا يَعْمَلَانِ بِدَوَامٍ كَامِلٍ،‏ وَهذَا مَا أَتَاحَ لَهُمَا ٱلْعَيْشَ حَيَاةً مُرِيحَةً.‏ لكِنَّ ٱلْوَظِيفَتَيْنِ وَٱلْأَعْمَالَ ٱلْمَنْزِلِيَّةَ لَمْ تَتْرُكْ لَهُمَا وَقْتًا كَافِيًا لِلْمُشَارَكَةِ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ.‏ وَكَانَا يُدْرِكَانِ أَنَّهُمَا يُخَصِّصَانِ كُلَّ وَقْتِهِمَا وَكُلَّ طَاقَتِهِمَا تَقْرِيبًا لِمُمْتَلَكَاتِهِمَا ٱلْمَادِّيَّةِ.‏ وَلكِنْ عِنْدَمَا رَأَيَا نَمَطَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْبَسِيطَ ٱلَّذِي يَعِيشُهُ زَوْجَانِ فَاتِحَانِ سَعِيدَانِ،‏ قَرَّرَا أَنْ يُغَيِّرَا مِحْوَرَ حَيَاتِهِمَا.‏ فَطَلَبَا إِرْشَادَ يَهْوَه فِي ٱلصَّلَاةِ وَبَاعَا مَنْزِلَهُمَا وَٱنْتَقَلَا لِلْعَيْشِ فِي شِقَّةٍ.‏ وَصَارَتْ إِيلِينَا تَعْمَلُ سَاعَاتٍ أَقَلَّ وَٱنْضَمَّتْ إِلَى صُفُوفِ ٱلْفَاتِحِينَ.‏ وَتَشَجَّعَ كِيڤِن مِنَ ٱلِٱخْتِبَارَاتِ ٱلَّتِي تَحْصُلُ مَعَ زَوْجَتِهِ،‏ فَتَرَكَ عَمَلَهُ بِدَوَامٍ كَامِلٍ وَٱبْتَدَأَ بِٱلْفَتْحِ.‏ وَبَعْدَ فَتْرَةٍ،‏ ٱنْتَقَلَا لِلْعَيْشِ فِي أَحَدِ بُلْدَانِ أَمِيرْكَا ٱلْجَنُوبِيَّةِ بِهَدَفِ ٱلْخِدْمَةِ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ أَعْظَمُ إِلَى كَارِزِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ.‏ يَقُولُ كِيڤِن:‏ «صَحِيحٌ أَنَّ زَوَاجَنَا كَانَ سَعِيدًا دَائِمًا،‏ وَلكِنْ عِنْدَمَا وَضَعْنَا أَهْدَافًا رُوحِيَّةً وَسَعَيْنَا إِلَيْهَا،‏ صِرْنَا نَشْعُرُ بِسَعَادَةٍ أَعْمَقَ».‏ —‏ اِقْرَأْ متى ٦:‏١٩-‏٢٢‏.‏

      ١٩،‏ ٢٠ لِمَاذَا ٱلْكِرَازَةُ بِٱلْبِشَارَةِ هِيَ أَهَمُّ عَمَلٍ يَجْرِي حَالِيًّا؟‏

      ١٩ اَلْكِرَازَةُ بِٱلْبِشَارَةِ هِيَ أَهَمُّ عَمَلٍ يَجْرِي حَالِيًّا عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ (‏رؤ ١٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ فَهِيَ تُسَاهِمُ فِي تَقْدِيسِ ٱسْمِ يَهْوَه.‏ (‏مت ٦:‏٩‏)‏ كَمَا أَنَّ رِسَالَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُحَسِّنُ حَيَاةَ آلَافِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ يَقْبَلُونَهَا كُلَّ سَنَةٍ،‏ ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ إِلَى خَلَاصِهِمْ.‏ وَلكِنْ «كَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلَا كَارِزٍ؟‏»،‏ كَمَا سَأَلَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ.‏ (‏رو ١٠:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وَهُوَ مُحِقٌّ فِي ذلِكَ.‏ فَلِمَ لَا تَعْقِدُ ٱلْعَزْمَ عَلَى فِعْلِ كُلِّ مَا فِي وُسْعِكَ لِإِتْمَامِ خِدْمَتِكَ؟‏

      ٢٠ وَٱلطَّرِيقَةُ ٱلْأُخْرَى لِتُسَاعِدَ ٱلنَّاسَ عَلَى إِدْرَاكِ مَغْزَى هذِهِ ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْحَرِجَةِ وَمَا يَنْتِجُ عَنِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلَّتِي يَتَّخِذُونَهَا هِيَ تَحْسِينُ مَهَارَتِكَ ٱلتَّعْلِيمِيَّةِ.‏ وَسَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ مَا يُمْكِنُكَ فِعْلُهُ لِتَحْقِيقِ هذَا ٱلْهَدَفِ.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a جَرَى تَغْيِيرُ ٱلِٱسْمَيْنِ.‏

  • انتبه الى ‹فن تعليمك›‏
    برج المراقبة ٢٠٠٨ | ١٥ كانون الثاني (‏يناير)‏
    • اِنْتَبِهْ إِلَى ‹فَنِّ تَعْلِيمِكَ›‏

      ‏«اِكْرِزْ بِٱلْكَلِمَةِ،‏ .‏ .‏ .‏ وَبِّخْ،‏ أَنِّبْ،‏ عِظْ،‏ بِكُلِّ طُولِ أَنَاةٍ وَفَنِّ تَعْلِيمٍ».‏ —‏ ٢ تي ٤:‏٢‏.‏

      ١ بِمَ أَوْصَى يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ،‏ وَأَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ؟‏

      رَغْمَ عَجَائِبِ ٱلشِّفَاءِ ٱلرَّائِعَةِ ٱلَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ خِلَالَ خِدْمَتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ،‏ لَمْ يُعْرَفْ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ بِٱلشَّافِي أَوْ صَانِعِ ٱلْعَجَائِبِ،‏ بَلْ بِٱلْمُعَلِّمِ.‏ (‏مر ١٢:‏١٩؛‏ ١٣:‏١‏)‏ فَيَسُوعُ أَعْطَى ٱلْأَوْلَوِيَّةَ لِإِعْلَانِ بِشَارَةِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ،‏ شَأْنُهُ فِي ذلِكَ شَأْنُ أَتْبَاعِهِ ٱلْيَوْمَ.‏ وَقَدْ فَوَّضَ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ مُوَاصَلَةَ عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ بِتَعْلِيمِ ٱلنَّاسِ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَى بِهِ.‏ —‏ مت ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

      ٢ مَاذَا يَلْزَمُنَا فِعْلُهُ لِكَيْ نُتَمِّمَ تَعْيِينَنَا ٱلْكِرَازِيَّ؟‏

      ٢ وَنَحْنُ نَسْعَى دَائِمًا إِلَى تَحْسِينِ مَهَارَتِنَا ٱلتَّعْلِيمِيَّةِ لِكَيْ نَتَمَكَّنَ مِنْ إِتْمَامِ تَفْوِيضِ ٱلتَّلْمَذَةِ عَلَى أَحْسَنِ وَجْهٍ.‏ وَقَدْ شَدَّدَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَلَى أَهَمِّيَّةِ هذِهِ ٱلْمَهَارَةِ فِي رِسَالَةٍ كَتَبَهَا إِلَى تِيمُوثَاوُسَ رَفِيقِهِ فِي ٱلْعَمَلِ ٱلْكِرَازِيِّ.‏ فَقَدْ قَالَ لَهُ:‏ «اِنْتَبِهْ دَائِمًا لِنَفْسِكَ وَلِتَعْلِيمِكَ.‏ اُعْكُفْ عَلَى ذٰلِكَ،‏ فَإِنَّكَ بِفِعْلِكَ هٰذَا تُخَلِّصُ نَفْسَكَ وَٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ أَيْضًا».‏ (‏١ تي ٤:‏١٦‏)‏ وَأُسْلُوبُ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلَّذِي كَانَ بُولُسُ يُفَكِّرُ فِيهِ لَا يَقُومُ عَلَى مُجَرَّدِ إِدْخَالِ ٱلْمَعْلُومَاتِ إِلَى عَقْلِ ٱلتِّلْمِيذِ.‏ فَٱلْخُدَّامُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْفَعَّالُونَ يَبْلُغُونَ قُلُوبَ ٱلنَّاسِ وَيُعْطُونَهُمُ ٱلدَّافِعَ لِيَصْنَعُوا تَغْيِيرَاتٍ فِي حَيَاتِهِمْ.‏ وَهذَا فَنٌّ بِحَدِّ ذَاتِهِ.‏ فَكَيْفَ نُطَوِّرُ ‹فَنَّ ٱلتَّعْلِيمِ› وَنُعْرِبُ عَنْهُ حِينَ نُقَدِّمُ بِشَارَةَ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ لِلْآخَرِينَ؟‏ —‏ ٢ تي ٤:‏٢‏.‏

      تَطْوِيرُ ‹فَنِّ ٱلتَّعْلِيمِ›‏

      ٣،‏ ٤ (‏أ)‏ كَيْفَ نُطَوِّرُ ‹فَنَّ ٱلتَّعْلِيمِ›؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا مَدْرَسَةُ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةُ عَلَى ٱلصَّيْرُورَةِ مُعَلِّمِينَ أَكْثَرَ مَهَارَةً؟‏

      ٣ يُعَرِّفُ أَحَدُ ٱلْقَوَامِيسِ «ٱلْفَنَّ» بِأَنَّهُ «مَهَارَةٌ تُكْتَسَبُ بِٱلدَّرْسِ أَوِ ٱلْمُمَارَسَةِ أَوِ ٱلْمُلَاحَظَةِ».‏ وَيَلْزَمُنَا ٱلِٱنْتِبَاهُ إِلَى هذِهِ ٱلْعَنَاصِرِ ٱلثَّلَاثَةِ جَمِيعِهَا لِنَصِيرَ فَعَّالِينَ فِي ٱلتَّعْلِيمِ.‏ فَلَا يُمْكِنُنَا ٱمْتِلَاكُ فَهْمٍ صَحِيحٍ لِأَيِّ مَوْضُوعٍ مَا لَمْ نَدْرُسْهُ بِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ.‏ (‏اِقْرَأْ مزمور ١١٩:‏٢٧،‏ ٣٤‏.‏‏)‏ وَعِنْدَمَا نُلَاحِظُ ٱلطَّرِيقَةَ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا ٱلْخُدَّامُ ٱلْفَعَّالُونَ عِنْدَ تَعْلِيمِ ٱلْآخَرِينَ،‏ نَتَعَلَّمُ أَسَالِيبَهُمْ وَنَفْعَلُ مِثْلَهُمْ.‏ كَمَا أَنَّ حِرْصَنَا ٱلدَّائِمَ عَلَى مُمَارَسَةِ مَا نَتَعَلَّمُهُ يُسَاعِدُنَا عَلَى تَحْسِينِ مَهَارَاتِنَا.‏ —‏ لو ٦:‏٤٠؛‏ ١ تي ٤:‏١٣-‏١٥‏.‏

      ٤ يَهْوَه هُوَ مُعَلِّمُنَا ٱلْعَظِيمُ.‏ وَمِنْ خِلَالِ ٱلْجُزْءِ ٱلْمَنْظُورِ مِنْ هَيْئَتِهِ،‏ يُزَوِّدُ خُدَّامَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ بِٱلْإِرْشَادِ ٱلَّذِي يُوضِحُ لَهُمْ كَيْفِيَّةَ إِتْمَامِ تَفْوِيضِهِمِ ٱلْكِرَازِيِّ.‏ (‏اش ٣٠:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ وَلِهذَا ٱلسَّبَبِ،‏ تَعْقِدُ كُلُّ جَمَاعَةٍ أُسْبُوعِيًّا مَدْرَسَةَ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةَ بِهَدَفِ مُسَاعَدَةِ كُلِّ ٱلْمُنْخَرِطِينَ فِيهَا عَلَى ٱلصَّيْرُورَةِ مُنَادِينَ فَعَّالِينَ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ.‏ وَٱلْكِتَابُ ٱلدِّرَاسِيُّ ٱلْأَسَاسِيُّ فِي هذِهِ ٱلْمَدْرَسَةِ هُوَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ.‏ وَكَلِمَةُ يَهْوَه ٱلْمُلْهَمَةُ لَا تُخْبِرُنَا فَقَطْ مَاذَا نُعَلِّمُ،‏ بَلْ تُظْهِرُ لَنَا ٱلْأَسَالِيبَ ٱلتَّعْلِيمِيَّةَ ٱلْمُنَاسِبَةَ وَٱلْفَعَّالَةَ.‏ كَمَا أَنَّ مَدْرَسَةَ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةَ تُذَكِّرُنَا دَائِمًا بِأَنَّنَا نَكْتَسِبُ مَهَارَةً أَكْبَرَ فِي ٱلتَّعْلِيمِ إِذَا جَعَلْنَا كَلِمَةَ ٱللّٰهِ أَسَاسَ تَعْلِيمِنَا،‏ ٱسْتَعْمَلْنَا ٱلْأَسْئِلَةَ بِفَعَّالِيَّةٍ،‏ عَلَّمْنَا بِأُسْلُوبٍ بَسِيطٍ،‏ وَأَعْرَبْنَا عَنِ ٱهْتِمَامٍ مُخْلِصٍ بِٱلْآخَرِينَ.‏ وَسَنَتَأَمَّلُ ٱلْآنَ فِي كُلِّ نُقْطَةٍ مِنْ هذِهِ ٱلنِّقَاطِ عَلَى حِدَةٍ،‏ وَسَنُنَاقِشُ كَيْفِيَّةَ بُلُوغِ قَلْبِ ٱلتِّلْمِيذِ.‏

      اِجْعَلْ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ أَسَاسَ تَعْلِيمِكَ

      ٥ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ أَسَاسُ تَعْلِيمِنَا،‏ وَلِمَاذَا؟‏

      ٥ كَانَتْ تَعَالِيمُ يَسُوعَ،‏ أَعْظَمِ كُلِّ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلْبَشَرِ،‏ مَؤَسَّسَةً عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ (‏مت ٢١:‏١٣؛‏ يو ٦:‏٤٥؛‏ ٨:‏١٧‏)‏ وَهُوَ لَمْ يَتَكَلَّمْ مِنْ عِنْدِهِ،‏ بَلْ بِٱسْمِ ٱلَّذِي أَرْسَلَهُ.‏ (‏يو ٧:‏١٦-‏١٨‏)‏ وَهذَا هُوَ ٱلْمِثَالُ ٱلَّذِي نَتَّبِعُهُ ٱلْيَوْمَ.‏ لِذلِكَ فَإِنَّ كُلَّ مَا نَقُولُهُ،‏ سَوَاءٌ فِي ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ أَوْ فِي دُرُوسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْبَيْتِيَّةِ،‏ يَنْبَغِي أَنْ يَسْتَمِدَّ مَرْجِعِيَّتَهُ مِنْ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ.‏ (‏٢ تي ٣:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ فَمَهْمَا كَانَ أُسْلُوبُنَا بَارِعًا فِي ٱلْمُبَاحَثَةِ،‏ فَهُوَ لَا يُضَاهِي أَبَدًا فَعَّالِيَّةَ وَسُلْطَةَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْمُلْهَمَةِ.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ لَهُ تَأْثِيرٌ قَوِيٌّ فِي ٱلنَّاسِ.‏ وَأَفْضَلُ طَرِيقَةٍ لِمُسَاعَدَةِ ٱلتِّلْمِيذِ عَلَى فَهْمِ أَيَّةِ فِكْرَةٍ هِيَ جَعْلُهُ يَقْرَأُ مَا تَقُولُهُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ بِشَأْنِهَا.‏ —‏ اِقْرَأْ عبرانيين ٤:‏١٢‏.‏

      ٦ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَ ٱلْمُعَلِّمُ مُسْبَقًا لِيَتَأَكَّدَ أَنَّ ٱلتِّلْمِيذَ يَفْهَمُ مَا يَدْرُسُهُ؟‏

      ٦ لَا يَعْنِي ذلِكَ طَبْعًا أَنَّ ٱلْمُعَلِّمَ ٱلْمَسِيحِيَّ لَيْسَ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلِٱسْتِعْدَادِ لِدُرُوسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَعَلَيْهِ أَنْ يُحَدِّدَ مُسْبَقًا ٱلْآيَاتِ ٱلَّتِي سَيَقْرَأُهَا هُوَ أَوْ ٱلتِّلْمِيذُ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَثْنَاءَ ٱلدَّرْسِ.‏ وَيَحْسُنُ عُمُومًا أَنْ تُقْرَأَ ٱلْآيَاتُ ٱلَّتِي تُشَكِّلُ ٱلْأَسَاسَ لِمُعْتَقَدَاتِنَا.‏ كَمَا يَلْزَمُ مُسَاعَدَةُ ٱلتِّلْمِيذِ عَلَى فَهْمِ كُلِّ آيَةٍ يَقْرَأُهَا.‏ —‏ ١ كو ١٤:‏٨،‏ ٩‏.‏

      اِسْتَعْمِلِ ٱلْأَسْئِلَةَ بِفَعَّالِيَّةٍ

      ٧ لِمَاذَا يُعْتَبَرُ ٱسْتِعْمَالُ ٱلْأَسْئِلَةِ طَرِيقَةً فَعَّالَةً فِي ٱلتَّعْلِيمِ؟‏

      ٧ إِنَّ ٱسْتِعْمَالَ ٱلْأَسْئِلَةِ بِبَرَاعَةٍ يَحْفِزُ ٱلتِّلْمِيذَ إِلَى ٱلتَّفْكِيرِ وَيُسَاعِدُ ٱلْمُعَلِّمَ عَلَى بُلُوغِ قَلْبِهِ.‏ لِذلِكَ،‏ بَدَلًا مِنْ أَنْ تَشْرَحَ ٱلْآيَاتِ لِلتِّلْمِيذِ،‏ ٱسْأَلْهُ أَنْ يَشْرَحَهَا هُوَ لَكَ.‏ وَقَدْ يَلْزَمُكَ أَحْيَانًا طَرْحُ سُؤَالٍ إِضَافِيٍّ أَوْ أَكْثَرَ لِمُسَاعَدَتِهِ عَلَى ٱلْوُصُولِ إِلَى ٱلْفَهْمِ ٱلصَّحِيحِ.‏ وَبِإِشْرَاكِ ٱلتِّلْمِيذِ فِي عَمَلِيَّةِ ٱلتَّعَلُّمِ مِنْ خِلَالِ ٱسْتِعْمَالِ ٱلْأَسْئِلَةِ،‏ لَا تُسَاعِدُهُ فَقَطْ عَلَى فَهْمِ ٱلْأَسْبَابِ ٱلَّتِي تَقُودُ إِلَى ٱسْتِنْتَاجٍ مُعَيَّنٍ،‏ بَلْ تَجْعَلُهُ أَيْضًا يَقْتَنِعُ شَخْصِيًّا بِهذَا ٱلِٱسْتِنْتَاجِ.‏ —‏ مت ١٧:‏٢٤-‏٢٦؛‏ لو ١٠:‏٣٦،‏ ٣٧‏.‏

      ٨ كَيْفَ نُمَيِّزُ مَا فِي قَلْبِ ٱلتِّلْمِيذِ؟‏

      ٨ نَحْنُ نَتْبَعُ فِي مَطْبُوعَاتِنَا طَرِيقَةَ ٱلسُّؤَالِ وَٱلْجَوَابِ فِي ٱلدُّرُوسِ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ أَغْلَبِيَّةَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ نَدْرُسُ مَعَهُمُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ قَادِرُونَ عَلَى ٱلْإِجَابَةِ بِسُهُولَةٍ عَنِ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلْمَطْبُوعَةِ بِٱسْتِعْمَالِ ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلْوَارِدَةِ فِي ٱلْفِقْرَاتِ.‏ لكِنَّ ٱلْمُعَلِّمَ ذَا ٱلتَّمْيِيزِ لَا يَكْتَفِي بِٱلْحُصُولِ عَلَى أَجْوِبَةٍ صَحِيحَةٍ.‏ مَثَلًا،‏ قَدْ يُجِيبُ ٱلتِّلْمِيذُ بِشَكْلٍ صَحِيحٍ عَمَّا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلْعَهَارَةِ.‏ (‏١ كو ٦:‏١٨‏)‏ لكِنَّ ٱلْأَسْئِلَةَ ٱللَّبِقَةَ ٱلَّتِي تُظْهِرُ وُجْهَاتِ ٱلنَّظَرِ يُمْكِنُ أَنْ تَكْشِفَ لَنَا رَأْيَ ٱلتِّلْمِيذِ ٱلشَّخْصِيَّ فِي مَا يَتَعَلَّمُهُ.‏ لِذَا يُمْكِنُ لِلْمُعَلِّمِ أَنْ يَسْأَلَهُ:‏ «لِمَاذَا يَدِينُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلْعَلَاقَاتِ ٱلْجِنْسِيَّةَ خَارِجَ إِطَارِ ٱلزَّوَاجِ؟‏ مَا رَأْيُكَ فِي هذِهِ ٱلْوَصِيَّةِ ٱلْإِلهِيَّةِ؟‏ وَهَلْ تَظُنُّ أَنَّ ٱلْمَرْءَ يَحْصُدُ ٱلْفَوَائِدَ إِذَا عَاشَ بِحَسَبِ مَقَايِيسِ ٱللّٰهِ ٱلْأَدَبِيَّةِ؟‏».‏ وَمِنْ جَوَابِ ٱلتِّلْمِيذِ عَنْ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ يُمْكِنُنَا أَنْ نَعْرِفَ مَا فِي قَلْبِهِ.‏ —‏ اِقْرَأْ متى ١٦:‏١٣-‏١٧‏.‏

      أَبْقِ أُسْلُوبَكَ بَسِيطًا

      ٩ أَيُّ أَمْرٍ يَنْبَغِي أَلَّا نَغْفُلَ عَنْهُ حِينَ نَنْقُلُ إِلَى ٱلتِّلْمِيذِ مَعْلُومَاتٍ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ؟‏

      ٩ تَتَمَيَّزُ مُعْظَمُ ٱلْحَقَائِقِ ٱلْمَوْجُودَةِ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ بِٱلْبَسَاطَةِ نِسْبِيًّا.‏ وَلكِنْ قَدْ يَحْدُثُ أَنْ تَكُونَ أَفْكَارُ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ نَدْرُسُ مَعَهُمُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مُشَوَّشَةً بِسَبَبِ تَعَالِيمِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ.‏ فَعَلَيْنَا نَحْنُ كَمُعَلِّمِينَ أَنْ نَجْعَلَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ سَهْلَ ٱلْفَهْمِ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ.‏ وَٱلْمُعَلِّمُونَ ٱلْفَعَّالُونَ يَنْقُلُونَ ٱلْمَعْلُومَاتِ بِبَسَاطَةٍ وَوُضُوحٍ وَدِقَّةٍ.‏ وَإِذَا ٱتَّبَعْنَا هذَا ٱلْأُسْلُوبَ،‏ فَلَنْ نَزِيدَ عَلَى ٱلْحَقِّ تَعْقِيدَاتٍ لَا حَاجَةَ إِلَيْهَا.‏ لِذلِكَ ٱبْتَعِدْ عَنِ ٱلتَّفَاصِيلِ غَيْرِ ٱلضَّرُورِيَّةِ.‏ فَلَا دَاعِيَ إِلَى ٱلتَّعْلِيقِ عَلَى كُلِّ جُزْءٍ يُقْرَأُ فِي ٱلْآيَةِ،‏ بَلْ يَكْفِي ٱلتَّرْكِيزُ عَلَى ٱلْجُزْءِ ٱلضَّرُورِيِّ ٱلَّذِي يُوضِحُ ٱلْفِكْرَةَ قَيْدَ ٱلْمُنَاقَشَةِ.‏ وَفِيمَا يَتَقَدَّمُ ٱلتِّلْمِيذُ فِي دَرْسِهِ،‏ يَزْدَادُ فَهْمُهُ لِحَقَائِقِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْأَعْمَقِ.‏ —‏ عب ٥:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

      ١٠ أَيَّةُ عَوَامِلَ تُسَاعِدُ عَلَى تَحْدِيدِ عَدَدِ ٱلْفِقْرَاتِ ٱلَّتِي تُنَاقَشُ خِلَالَ دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏

      ١٠ وَمَا عَدَدُ ٱلْفِقْرَاتِ ٱلَّتِي يَجِبُ أَنْ تُنَاقَشَ فِي كُلِّ دَرْسٍ؟‏ يَلْزَمُ هُنَا ٱسْتِعْمَالُ ٱلتَّمْيِيزِ،‏ لِأَنَّ قُدُرَاتِ وَظُرُوفَ ٱلتِّلْمِيذِ وَٱلْمُعَلِّمِ كِلَيْهِمَا تَتَفَاوَتُ فِي كَثِيرٍ مِنَ ٱلْأَحْيَانِ.‏ وَلكِنْ يَنْبَغِي ٱلتَّذَكُّرُ دَائِمًا أَنَّ هَدَفَنَا كَمُعَلِّمِينَ هُوَ مُسَاعَدَةُ تِلْمِيذِنَا عَلَى بُنْيَانِ إِيْمَانٍ مَتِينٍ.‏ لِذلِكَ يَجِبُ أَنْ نَمْنَحَهُ وَقْتًا كَافِيًا لِيَقْرَأَ وَيَسْتَوْعِبَ وَيَقْتَنِعَ بِٱلْحَقَائِقِ ٱلْوَارِدَةِ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ.‏ وَعَلَيْنَا أَلَّا نُغَطِّيَ مَوَادَّ أَكْثَرَ مَمَّا يَسْتَطِيعُ ٱسْتِيعَابَهُ.‏ وَلكِنْ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُرَاوِحَ ٱلدَّرْسُ مَكَانَهُ.‏ فَعِنْدَمَا يَسْتَوْعِبُ ٱلتِّلْمِيذُ ٱلنُّقْطَةَ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَنْتَقِلَ إِلَى ٱلنُّقْطَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏ —‏ كو ٢:‏٦،‏ ٧‏.‏

      ١١ أَيُّ دَرْسٍ بِشَأْنِ أُسْلُوبِ ٱلتَّعْلِيمِ نَتَعَلَّمُهُ مِنَ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ؟‏

      ١١ حَرِصَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَلَى إِبْقَاءِ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ بَسِيطَةً حِينَ كَانَ يَتَحَدَّثُ إِلَى ٱلْآخَرِينَ.‏ وَمَعَ أَنَّهُ كَانَ مُثَقَّفًا جِدًّا،‏ تَجَنَّبَ ٱسْتِعْمَالَ عِبَارَاتٍ طَنَّانَةٍ.‏ (‏اِقْرَأْ ١ كورنثوس ٢:‏١،‏ ٢‏.‏‏)‏ فَبَسَاطَةُ حَقَائِقِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ تَجْذِبُ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلْمُخْلِصِينَ وَتُقْنِعُهُمْ.‏ وَلَا دَاعِيَ أَنْ يَكُونَ ٱلْمَرْءُ مُفَكِّرًا عَظِيمًا لِكَيْ يَفْهَمَ ٱلْحَقَّ.‏ —‏ مت ١١:‏٢٥؛‏ اع ٤:‏١٣؛‏ ١ كو ١:‏٢٦،‏ ٢٧‏.‏

      سَاعِدِ ٱلتَّلَامِيذَ عَلَى تَقْدِيرِ مَا يَتَعَلَّمُونَهُ

      ١٢،‏ ١٣ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَدْفَعَ ٱلشَّخْصَ إِلَى تَطْبِيقِ مَا يَتَعَلَّمُهُ؟‏ أَوْضِحُوا.‏

      ١٢ اَلتَّعْلِيمُ ٱلْفَعَّالُ هُوَ ٱلَّذِي يَمَسُّ قَلْبَ ٱلتِّلْمِيذِ.‏ فَيَجِبُ أَنْ يَرَى كَيْفَ تَنْطَبِقُ ٱلْمَعْلُومَاتُ عَلَيْهِ شَخْصِيًّا،‏ كَيْفَ يَسْتَفِيدُ مِنْهَا،‏ وَكَيْفَ تَتَحَسَّنُ حَيَاتُهُ إِذَا ٱتَّبَعَ إِرْشَادَاتِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ —‏ اش ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

      ١٣ مَثَلًا،‏ لِنَفْتَرِضْ أَنَّنَا نُنَاقِشُ مَعَ ٱلتِّلْمِيذِ عِبْرَانِيِّينَ ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥ ٱلَّتِي تُشَجِّعُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ عَلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ مَعَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ لِتَبَادُلِ ٱلتَّشْجِيعِ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَٱلِٱسْتِفَادَةِ مِنَ ٱلْمُعَاشَرَةِ ٱلْحُبِّيَّةِ.‏ فَإِذَا كَانَ ٱلتِّلْمِيذُ لَمْ يَبْدَأْ بَعْدُ بِحُضَورِ ٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ،‏ يُمْكِنُ أَنْ نَشْرَحَ لَهُ بِٱخْتِصَارٍ طَرِيقَةَ عَقْدِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَٱلْأُمُورَ ٱلَّتِي تُنَاقَشُ فِيهَا.‏ وَيُمْكِنُنَا ٱلْقَوْلُ إِنَّ ٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ هِيَ جُزْءٌ مِنْ عِبَادَتِنَا،‏ مُظْهِرِينَ لَهُ أَنَّهَا تُفِيدُ كُلًّا مِنَّا شَخْصِيًّا.‏ وَبِإِمْكَانِنَا بَعْدَ ذلِكَ أَنْ نَدْعُوَهُ إِلَى حُضُورِ ٱجْتِمَاعٍ.‏ وَلَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ ٱلدَّافِعُ وَرَاءَ تَطْبِيقِ ٱلتِّلْمِيذِ وَصَايَا ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ إِرْضَاءَ ٱلشَّخْصِ ٱلَّذِي يَدْرُسُ مَعَهُ،‏ بَلْ رَغْبَتَهُ فِي إِطَاعَةِ يَهْوَه.‏ —‏ غل ٦:‏٤،‏ ٥‏.‏

      ١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يَتَعَلَّمَ تِلْمِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ يَهْوَه؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يَسْتَفِيدُ تِلْمِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مِنَ ٱلتَّعَرُّفِ بِشَخْصِيَّةِ ٱللّٰهِ؟‏

      ١٤ إِحْدَى ٱلْفَوَائِدِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ ٱلَّتِي يَجْنِيهَا ٱلتَّلَامِيذُ مِنْ دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَتَطْبِيقِ مَبَادِئِهِ هِيَ ٱلتَّعَرُّفُ بِيَهْوَه وَمَحَبَّتُهُ كَشَخْصٍ.‏ (‏اش ٤٢:‏٨‏)‏ فَهُوَ لَيْسَ أَبًا مُحِبًّا فَقَطْ،‏ وَلَا خَالِقَ ٱلْكَوْنِ وَسَيِّدَهُ فَحَسْبُ،‏ بَلْ هُوَ أَيْضًا إِلهٌ يَكْشِفُ عَنْ شَخْصِيَّتِهِ وَقُدُرَاتِهِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ وَيَخْدُمُونَهُ.‏ (‏اِقْرَأْ خروج ٣٤:‏٦،‏ ٧‏.‏‏)‏ فَقَبْلَ أَنْ يُخْرِجَ مُوسَى أُمَّةَ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ ٱلْعُبُودِيَّةِ فِي مِصْرَ،‏ عَرَّفَ يَهْوَه عَنْ نَفْسِهِ بِٱسْتِعْمَالِ ٱلْعِبَارَةِ:‏ «أَنَا أَصِيرُ مَا أَشَاءُ أَنْ أَصِيرَ».‏ (‏خر ٣:‏١٣-‏١٥‏)‏ وَقَدْ عَنَى ذلِكَ أَنَّ يَهْوَه يَصِيرُ مَا يَرَاهُ مُنَاسِبًا لِكَيْ يُحَقِّقَ مَقَاصِدَهُ ٱلْمُتَعَلِّقَةَ بِشَعْبِهِ ٱلْمُخْتَارِ.‏ وَهكَذَا صَارَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ يَعْرِفُونَ يَهْوَه بِدَوْرِ ٱلْمُخَلِّصِ،‏ ٱلْمُحَارِبِ،‏ ٱلْمُعِيلِ،‏ مُتَمِّمِ ٱلْوُعُودِ،‏ وَغَيْرِهَا.‏ —‏ خر ١٥:‏٢،‏ ٣؛‏ ١٦:‏٢-‏٥؛‏ يش ٢٣:‏١٤‏.‏

      ١٥ صَحِيحٌ أَنَّ تَلَامِيذَنَا لَنْ يَشْهَدُوا تَدَخُّلًا عَجَائِبِيًّا مِن يَهْوَه فِي حَيَاتِهِمْ كَمَا حَصَلَ مَعَ مُوسَى.‏ وَلكِنْ عِنْدَمَا يَقْوَى إِيْمَانُهُمْ وَيَزِيدُ تَقْدِيرُهُمْ لِمَا يَتَعَلَّمُونَهُ وَيَبْدَأُونَ بِتَطْبِيقِهِ،‏ سَيُدْرِكُونَ دُونَ شَكٍّ أَنَّهُمْ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلِٱتِّكَالِ عَلَى يَهْوَه لِنَيْلِ ٱلشَّجَاعَةِ وَٱلْحِكْمَةِ وَٱلْإِرْشَادِ.‏ وَعِنْدَئِذٍ سَيَعْرِفُونَ هُمْ أَيْضًا يَهْوَه بِدَوْرِ ٱلْحَامِي،‏ ٱلْمُشِيرِ ٱلْحَكِيمِ وَٱلْمَوْثُوقِ بِهِ،‏ وَٱلْمُعِيلِ ٱلسَّخِيِّ ٱلَّذِي يُوَفِّرُ لَهُمْ كُلَّ حَاجَاتِهِمْ.‏ —‏ مز ٥٥:‏٢٢؛‏ ٦٣:‏٧؛‏ ام ٣:‏٥،‏ ٦‏.‏

      أَعْرِبْ عَنِ ٱهْتِمَامٍ حُبِّيٍّ

      ١٦ لِمَاذَا لَيْسَتِ ٱلْمَوْهِبَةُ ٱلْعَامِلَ ٱلْأَهَمَّ لِنَكُونَ فَعَّالِينَ فِي ٱلتَّعْلِيمِ؟‏

      ١٦ إِذَا كُنْتَ تَشْعُرُ بِأَنَّكَ لَا تَمْلِكُ ٱلْمَهَارَةَ ٱلتَّعْلِيمِيَّةَ ٱلَّتِي تَتَمَنَّاهَا،‏ فَلَا تَتَثَبَّطْ.‏ فَيَهْوَه وَيَسُوعُ يُشْرِفَانِ عَلَى ٱلْبَرْنَامَجِ ٱلتَّعْلِيمِيِّ ٱلْجَارِي حَوْلَ ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ.‏ (‏اع ١:‏٧،‏ ٨؛‏ رؤ ١٤:‏٦‏)‏ وَبِإِمْكَانِهِمَا دَعْمُ جُهُودِنَا بِحَيْثُ يَكُونُ لِكَلِمَاتِنَا وَقْعٌ إِيجَابِيٌّ فِي نَفْسِ ٱلشَّخْصِ ٱلْمُسْتَقِيمِ ٱلْقَلْبِ.‏ (‏يو ٦:‏٤٤‏)‏ وَإِذَا كَانَ ٱلْمُعَلِّمُ لَا يَمْلِكُ مَوْهِبَةَ ٱلتَّعْلِيمِ،‏ فَٱلْمَحَبَّةُ ٱلْمُخْلِصَةُ ٱلَّتِي يُكِنُّهَا لِتِلْمِيذِهِ تُعَوِّضُ عَنْ ذلِكَ.‏ وَقَدْ أَظْهَرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّهُ يَعِي أَهَمِّيَّةَ ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ نَحْوَ ٱلَّذِينَ نُعَلِّمُهُمْ.‏ —‏ اِقْرَأْ ١ تسالونيكي ٢:‏٧،‏ ٨‏.‏

      ١٧ كَيْفَ نُعْرِبُ عَنِ ٱهْتِمَامٍ مُخْلِصٍ بِكُلِّ تِلْمِيذٍ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏

      ١٧ وَيُمْكِنُنَا ٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱهْتِمَامٍ مُخْلِصٍ بِكُلِّ تِلْمِيذٍ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ حِينَ نَصْرِفُ ٱلْوَقْتَ فِي ٱلتَّعَرُّفِ إِلَيْهِ.‏ فَخِلَالَ مُنَاقَشَتِنَا لِمَبَادِئِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ مَعَهُ،‏ مِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنْ تَتَكَوَّنَ لَدَيْنَا فِكْرَةٌ عَنْ ظُرُوفِهِ.‏ وَقَدْ نُلَاحِظُ أَنَّهُ بَدَأَ يَعِيشُ حَيَاةً تَنْسَجِمُ مَعَ بَعْضِ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي تَعَلَّمَهَا مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَرُبَّمَا لَا يَزَالُ بِحَاجَةٍ إِلَى صُنْعِ ٱلتَّعْدِيلَاتِ فِي مَجَالَاتٍ أُخْرَى.‏ وَعِنْدَمَا نُرِيهِ كَيْفَ تَنْطَبِقُ عَلَيْهِ شَخْصِيًّا ٱلْمَعْلُومَاتُ ٱلَّتِي تُنَاقَشُ خِلَالَ دُرُوسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ نُسَاعِدُهُ بِمَحَبَّةٍ كَيْ يَصِيرَ تِلْمِيذًا حَقِيقِيًّا لِلْمَسِيحِ.‏

      ١٨ مَا أَهَمِّيَّةُ أَنْ نُصَلِّيَ بِحُضُورِ ٱلتِّلْمِيذِ وَنَذْكُرَهُ فِي صَلَاتِنَا؟‏

      ١٨ وَٱلْأَهَمُّ هُوَ أَنْ نُصَلِّيَ بِحُضُورِ ٱلتِّلْمِيذِ وَنَذْكُرَهُ فِي صَلَاتِنَا.‏ فَيَجِبُ أَنْ يَرَى بِوُضُوحٍ أَنَّنَا نُرِيدُ مُسَاعَدَتَهُ لِيَعْرِفَ ٱلْخَالِقَ مَعْرِفَةً أَحَمَّ وَيَقْتَرِبَ إِلَيْهِ أَكْثَرَ وَيَسْتَفِيدَ مِنْ إِرْشَادِهِ.‏ (‏اِقْرَأْ مزمور ٢٥:‏٤،‏ ٥‏.‏‏)‏ وَعِنْدَمَا نَطْلُبُ فِي صَلَاتِنَا بَرَكَةَ يَهْوَه عَلَى ٱلْجُهُودِ ٱلَّتِي يَبْذُلُهَا لِتَطْبِيقِ مَا يَتَعَلَّمُهُ،‏ يَرَى أَهَمِّيَّةَ ٱلصَّيْرُورَةِ ‹عَامِلًا بِٱلْكَلِمَةِ›.‏ (‏يع ١:‏٢٢‏)‏ وَبِٱلْإِصْغَاءِ إِلَى صَلَوَاتِنَا ٱلْقَلْبِيَّةِ يَتَعَلَّمُ ٱلتِّلْمِيذُ كَيْفَ يُصَلِّي.‏ وَيَا لَلسَّعَادَةِ ٱلَّتِي تَغْمُرُنَا حِينَ نُسَاعِدُ تَلَامِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَلَى تَنْمِيَةِ عَلَاقَةٍ شَخْصِيَّةٍ بِيَهْوَه!‏

      ١٩ مَاذَا سَيُنَاقَشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

      ١٩ نَحْنُ نَتَشَجَّعُ حِينَ نَعْرِفُ أَنَّ أَكْثَرَ مِنْ سِتَّةِ مَلَايِينَ وَنِصْفٍ مِنْ شُهُودِ يَهْوَه حَوْلَ ٱلْعَالَمِ يُطَوِّرُونَ ‹فَنَّ ٱلتَّعْلِيمِ› هذَا،‏ وَهَدَفُهُمْ هُوَ مُسَاعَدَةُ ٱلْمُسْتَقِيمِي ٱلْقُلُوبِ عَلَى حِفْظِ جَمِيعِ مَا أَوْصَى بِهِ يَسُوعُ.‏ فَأَيَّةُ نَتَائِجَ نَحْصُلُ عَلَيْهَا مِنْ عَمَلِنَا ٱلْكِرَازِيِّ؟‏ سَيُنَاقَشُ ٱلْجَوَابُ عَنْ هذَا ٱلسُّؤَالِ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏

  • ‏«الذين قلوبهم مهيأة» يتجاوبون مع البشارة
    برج المراقبة ٢٠٠٨ | ١٥ كانون الثاني (‏يناير)‏
    • ‏«اَلَّذِينَ قُلُوبُهُمْ مُهَيَّأَةٌ» يَتَجَاوَبُونَ مَعَ ٱلْبِشَارَةِ

      ‏«آمَنَ كُلُّ ٱلَّذِينَ قُلُوبُهُمْ مُهَيَّأَةٌ لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ».‏ —‏ اع ١٣:‏٤٨‏.‏

      ١،‏ ٢ كَيْفَ تَجَاوَبَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَوَّلُونَ مَعَ نُبُوَّةِ يَسُوعَ بِأَنَّ ٱلْبِشَارَةَ سَيُكْرَزُ بِهَا فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ؟‏

      يَضُمُّ سِفْرُ ٱلْأَعْمَالِ فِي ثَنَايَاهُ رِوَايَةً مُثِيرَةً تَحْكِي مَا فَعَلَهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَوَّلُونَ تَجَاوُبًا مَعَ نُبُوَّةِ يَسُوعَ بِأَنَّ بِشَارَةَ ٱلْمَلَكُوتِ سَيُكْرَزُ بِهَا فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ.‏ (‏مت ٢٤:‏١٤‏)‏ وَقَدْ رَسَمَ هؤُلَاءِ ٱلْكَارِزُونَ ٱلْغَيَارَى ٱلْمِثَالَ لِكُلِّ ٱلَّذِينَ سَيَحْذُونَ حَذْوَهُمْ.‏ وَنَتِيجَةَ ٱلشَّهَادَةِ ٱلْغَيُورَةِ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا تَلَامِيذُ يَسُوعَ فِي أُورُشَلِيمَ،‏ ٱنْضَمَّ آلَافُ ٱلْأَشْخَاصِ —‏ بِمَنْ فِيهِمْ «جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ ٱلْكَهَنَةِ» —‏ إِلَى جَمَاعَةِ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ.‏ —‏ اع ٢:‏٤١؛‏ ٤:‏٤؛‏ ٦:‏٧‏.‏

      ٢ كَمَا أَنَّ ٱلْمُرْسَلِينَ ٱلْأَوَّلِينَ سَاعَدُوا أُنَاسًا كَثِيرِينَ عَلَى ٱعْتِنَاقِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ فَقَدْ ذَهَبَ فِيلِبُّسُ مَثَلًا إِلَى ٱلسَّامِرَةِ،‏ وَهُنَاكَ كَانَ ٱلْجُمُوعُ يَنْتَبِهُونَ لِمَا يَقُولُهُ.‏ (‏اع ٨:‏٥-‏٨‏)‏ وَسَافَرَ بُولُسُ إِلَى أَمَاكِنَ كَثِيرَةٍ بِرِفْقَةِ أَشْخَاصٍ مُخْتَلِفِينَ،‏ كَارِزًا بِٱلرِّسَالَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ فِي قُبْرُصَ وَأَنْحَاءٍ مُتَفَرِّقَةٍ مِنْ آسِيَا ٱلصُّغْرَى وَفِي مَقْدُونِيَةَ وَٱلْيُونَانِ وَإِيطَالِيَا.‏ فَصَارَ جُمْهُورٌ مِنَ ٱلْيَهُودِ وَٱلْيُونَانِيِّينَ مُؤْمِنِينَ فِي ٱلْمُدُنِ ٱلَّتِي كَرَزَ فِيهَا.‏ (‏اع ١٤:‏١؛‏ ١٦:‏٥؛‏ ١٧:‏٤‏)‏ وَخَدَمَ تِيطُسُ فِي كِرِيتَ.‏ (‏تي ١:‏٥‏)‏ وَكَرَزَ بُطْرُسُ فِي بَابِلَ؛‏ وَفِي وَقْتِ كِتَابَتِهِ ٱلرِّسَالَةَ ٱلْأُولَى (‏نَحْوَ سَنَةِ ٦٢-‏٦٤ ب‌م)‏،‏ كَانَتْ بِشَارَةُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مُنْتَشِرَةً فِي بُنْطُسَ وَغَلَاطِيَةَ وَكَبَّدُوكِيَةَ وَآسِيَا وَبِيثِينِيَةَ.‏ (‏١ بط ١:‏١؛‏ ٥:‏١٣‏)‏ فَكَمْ كَانَتْ تِلْكَ ٱلْأَوْقَاتُ مُثِيرَةً!‏ وَمِنْ شِدَّةِ مَا كَانَ هؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَوَّلُونَ غَيَارَى لِعَمَلِهِمْ،‏ زَعَمَ أَعْدَاؤُهُمْ أَنَّهُمْ «قَلَبُوا ٱلْمَسْكُونَةَ».‏ —‏ اع ١٧:‏٦؛‏ ٢٨:‏٢٢‏.‏

      ٣ أَيَّةُ نَتَائِجَ يُحَقِّقُهَا ٱلْيَوْمَ ٱلْمُنَادُونَ بِٱلْمَلَكُوتِ فِي عَمَلِهِمِ ٱلْكِرَازِيِّ،‏ وَمَا شُعُورُكُمْ حِيَالَ ذلِكَ؟‏

      ٣ كَذلِكَ تَشْهَدُ ٱلْجَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ فِي أَيَّامِنَا نُمُوًّا مُذْهِلًا.‏ أَفَلَا تَتَشَجَّعُ حِينَ تَقْرَأُ ٱلتَّقْرِيرَ ٱلسَّنَوِيَّ لِشُهُودِ يَهْوَه وَتَرَى مَا يُحَقِّقُونَهُ مِنْ نَتَائِجَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ؟‏ أَلَا يَبْتَهِجُ قَلْبُكَ حِينَ تَعْرِفُ أَنَّ ٱلْمُنَادِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ عَقَدُوا أَكْثَرَ مِنْ سِتَّةِ مَلَايِينِ دَرْسٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ خِلَالَ سَنَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٢٠٠٧؟‏ وَيَتَبَيَّنُ أَيْضًا مِنْ عَدَدِ حُضُورِ ذِكْرَى مَوْتِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلْمَاضِيَةِ أَنَّ نَحْوَ عَشَرَةِ مَلَايِينِ شَخْصٍ،‏ مِمَّنْ لَيْسُوا مِنْ شُهُودِ يَهْوَه،‏ دَفَعَهُمُ ٱهْتِمَامُهُمْ بِٱلْبِشَارَةِ إِلَى حُضُورِ هذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةِ ٱلْمُهِمَّةِ.‏ وَهذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ لَا يَزَالُ أَمَامَنَا عَمَلٌ كَثِيرٌ.‏

      ٤ مَن يَتَجَاوَبُونَ مَعَ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ؟‏

      ٤ وَٱلْيَوْمَ،‏ كَمَا فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ يَتَجَاوَبُ «كُلُّ ٱلَّذِينَ قُلُوبُهُمْ مُهَيَّأَةٌ لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ» مَعَ رِسَالَةِ ٱلْحَقِّ.‏ (‏اع ١٣:‏٤٨‏)‏ فَيَهْوَه يَجْذِبُ هؤُلَاءِ إِلَى هَيْئَتِهِ.‏ (‏اِقْرَأْ حجاي ٢:‏٧‏.‏‏)‏ وَلكِنْ أَيُّ مَوْقِفٍ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ يَلْزَمُ أَنْ نُعْرِبَ عَنْهُ لِتَكُونَ مُسَاهَمَتُنَا كَامِلَةً فِي عَمَلِ ٱلتَّجْمِيعِ هذَا؟‏

      اِكْرِزْ دُونَ مُحَابَاةٍ

      ٥ أَيُّ أَشْخَاصٍ يَرْضَى عَنْهُمْ يَهْوَه؟‏

      ٥ أَدْرَكَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ أَنَّ «ٱللّٰهَ لَيْسَ مُحَابِيًا،‏ بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ،‏ مَنْ يَخَافُهُ وَيَعْمَلُ ٱلْبِرَّ يَكُونُ مَقْبُولًا عِنْدَهُ».‏ (‏اع ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ فَمَا يَجْعَلُ ٱلشَّخْصَ عَلَى عَلَاقَةٍ جَيِّدَةٍ بِيَهْوَه هُوَ مُمَارَسَتُهُ ٱلْإِيمَانَ بِذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْفِدَائِيَّةِ.‏ (‏يو ٣:‏١٦،‏ ٣٦‏)‏ وَيَهْوَه يَشَاءُ أَنْ «يَخْلُصَ شَتَّى ٱلنَّاسِ وَيَبْلُغُوا إِلَى مَعْرِفَةِ ٱلْحَقِّ مَعْرِفَةً دَقِيقَةً».‏ —‏ ١ تي ٢:‏٣،‏ ٤‏.‏

      ٦ مِمَّ يَنْبَغِي أَنْ يَحْتَرِزَ ٱلْمُنَادُونَ بِٱلْمَلَكُوتِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

      ٦ لَا يَلِيقُ بِٱلْمُنَادِينَ بِٱلْبِشَارَةِ أَنْ يُصْدِرُوا أَحْكَامًا مُسْبَقَةً فِي حَقِّ ٱلنَّاسِ عَلَى أَسَاسِ عِرْقِهِمْ،‏ مَقَامِهِمِ ٱلِٱجْتِمَاعِيِّ،‏ مَظْهَرِهِمْ،‏ خَلْفِيَّتِهِمِ ٱلدِّينِيَّةِ،‏ أَوْ أَيَّةِ أُمُورٍ أُخْرَى.‏ فَكِّرْ فِي هذَا:‏ أَلَسْتَ مُمْتَنًّا لِأَنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلَّذِي تَحَدَّثَ إِلَيْكَ أَوَّلَ مَرَّةٍ بِحَقَائِقِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ لَمْ يُصْدِرْ أَحْكَامًا مُسْبَقَةً عَلَيْكَ؟‏ فَلِمَ تَمْتَنِعُ عَنْ تَقْدِيمِ رِسَالَتِنَا ٱلْمُنْقِذَةِ لِلْحَيَاةِ إِلَى شَخْصٍ قَدْ يَتَجَاوَبُ مَعَهَا؟‏!‏ —‏ اِقْرَأْ متى ٧:‏١٢‏.‏

      ٧ لِمَاذَا يَجِبُ أَلَّا نَدِينَ مَنْ نَكْرِزُ لَهُمْ؟‏

      ٧ بِمَا أَنَّ يَهْوَه عَيَّنَ يَسُوعَ دَيَّانًا،‏ فَلَا يَحِقُّ لَنَا نَحْنُ أَنْ نَدِينَ أَحَدًا.‏ وَهذَا عَيْنُ ٱلصَّوَابِ،‏ لِأَنَّنَا —‏ بِخِلَافِ يَسُوعَ —‏ لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَدِينَ إِلَّا بِحَسَبِ ‹مَا نَنْظُرُهُ بِأَعْيُنِنَا› أَوْ ‹مَا نَسْمَعُهُ بِآ‌ذَانِنَا›.‏ أَمَّا يَسُوعُ فَهُوَ قَادِرٌ عَلَى قِرَاءَةِ مَا فِي أَعْمَاقِ ٱلْعَقْلِ وَٱلْقَلْبِ مِنْ أَفْكَارٍ.‏ —‏ اش ١١:‏١-‏٥؛‏ ٢ تي ٤:‏١‏.‏

      ٨،‏ ٩ (‏أ)‏ كَيْفَ كَانَ شَاوُلُ قَبْلَ أَنْ يَصِيرَ مَسِيحِيًّا؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنِ ٱخْتِبَارِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ؟‏

      ٨ لَقَدْ صَارَ أَشْخَاصٌ مِنْ كُلِّ ٱلْخَلْفِيَّاتِ خُدَّامًا لِيَهْوَه.‏ وَأَحَدُ أَبْرَزِ ٱلْأَمْثِلَةِ هُوَ شَاوُلُ ٱلطَّرْسُوسِيُّ ٱلَّذِي صَارَ يُعْرَفُ بِٱلرَّسُولِ بُولُسَ.‏ فَقَدْ قَاوَمَ شَاوُلُ ٱلْفَرِّيسِيُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مُقَاوَمَةً عَنِيفَةً.‏ وَكَانَ مُقْتَنِعًا فِي قَرَارَةِ نَفْسِهِ أَنَّهُمْ عَلَى خَطَإٍ،‏ وَهذَا مَا دَفَعَهُ إِلَى ٱضْطِهَادِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ (‏غل ١:‏١٣‏)‏ وَمِنْ وُجْهَةِ نَظَرٍ بَشَرِيَّةٍ،‏ كَانَ هُوَ آخِرَ شَخْصٍ يُتَوَقَّعُ أَنْ يَصِيرَ مَسِيحِيًّا.‏ لكِنَّ يَسُوعَ رَأَى شَيْئًا إِيجَابِيًّا فِي قَلْبِ شَاوُلَ،‏ وَٱخْتَارَهُ لِيُتَمِّمَ تَفْوِيضًا خُصُوصِيًّا.‏ وَهكَذَا صَارَ شَاوُلُ أَحَدَ أَعْضَاءِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْأَكْثَرِ نَشَاطًا وَغَيْرَةً فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ.‏

      ٩ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنِ ٱخْتِبَارِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ؟‏ رُبَّمَا تَضُمُّ مُقَاطَعَتُنَا أَشْخَاصًا يُخَيَّلُ إِلَيْنَا أَنَّهُمْ سَيُعَارِضُونَ رِسَالَتَنَا بِشِدَّةٍ.‏ وَلكِنْ حَتَّى لَوْ تَكَوَّنَ لَدَيْنَا ٱلِٱنْطِبَاعُ أَنَّ أَحَدًا مِنْهُمْ لَنْ يَصِيرَ مَسِيحِيًّا حَقِيقِيًّا،‏ يَجِبُ أَلَّا نُحْجِمَ عَنْ مُحَاوَلَةِ ٱلتَّحَدُّثِ إِلَيْهِمْ.‏ فَأَحْيَانًا حَتَّى ٱلْأَشْخَاصُ ٱلَّذِينَ نَظُنُّ أَنَّهُمْ غَيْرُ مُهْتَمِّينَ يَتَجَاوَبُونَ مَعَ رِسَالَتِنَا.‏ كَمَا أَنَّنَا مُفَوَّضُونَ أَنْ نُدَاوِمَ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ لِلْجَمِيعِ دُونَ ٱنْقِطَاعٍ.‏ —‏ اِقْرَأْ اعمال ٥:‏٤٢‏.‏

      بَرَكَاتٌ تَنْتَظِرُ ٱلَّذِينَ يَكْرِزُونَ دُونَ ٱنْقِطَاعٍ

      ١٠ لِمَاذَا يَجِبُ أَلَّا نُحْجِمَ عَنِ ٱلْكِرَازَةِ لِلنَّاسِ ٱلَّذِينَ قَدْ يَبْدُونَ عِدَائِيِّينَ؟‏ اُسْرُدُوا ٱخْتِبَارَاتٍ مَحَلِّيَّةً.‏

      ١٠ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْمَظَاهِرَ خَدَّاعَةٌ.‏ وَأَحَدُ ٱلْأَمْثِلَةِ لِذلِكَ هُوَ إِيڠْنَاسْيُوa ٱلَّذِي بَدَأَ يَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَعَ شُهُودِ يَهْوَه حِينَ كَانَ مَسْجُونًا فِي أَحَدِ بُلْدَانِ أَمِيرِكَا ٱلْجَنُوبِيَّةِ.‏ فَقَدْ كَانَ ٱلْجَمِيعُ يَخْشَوْنَهُ بِسَبَبِ طَبْعِهِ ٱلْعَنِيفِ.‏ وَلِذلِكَ ٱسْتَخْدَمَهُ ٱلسُّجَنَاءُ ٱلَّذِينَ يَصْنَعُونَ أَشْيَاءَ وَيَبِيعُونَهَا لِلسُّجَنَاءِ ٱلْآخَرِينَ مِنْ أَجْلِ تَحْصِيلِ ٱلدُّيُونِ مِنَ ٱلَّذِينَ يَتَأَخَّرُونَ عَنِ ٱلدَّفْعِ.‏ لكِنَّ إِيڠْنَاسْيُو بَدَأَ يَتَقَدَّمُ رُوحِيًّا وَيُطَبِّقُ مَا يَتَعَلَّمُهُ،‏ فَتَحَوَّلَ هذَا ٱلرَّجُلُ ٱلْعَنِيفُ إِلَى شَخْصٍ لَطِيفٍ،‏ وَلَمْ يَعُدْ أَحَدٌ يَسْتَخْدِمُهُ لِتَحْصِيلِ ٱلدُّيُونِ.‏ وَهُوَ مَسْرُورٌ لِأَنَّ حَقَائِقَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَرُوحَ ٱللّٰهِ غَيَّرَتْ شَخْصِيَّتَهُ.‏ كَمَا أَنَّهُ يَشْكُرُ نَاشِرِي ٱلْمَلَكُوتِ غَيْرَ ٱلْمُحَابِينَ ٱلَّذِينَ بَذَلُوا ٱلْجُهْدَ لِيَدْرُسُوا مَعَهُ.‏

      ١١ لِمَاذَا نُعَاوِدُ زِيَارَةَ ٱلنَّاسِ؟‏

      ١١ وَأَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ ٱلَّتِي تَدْفَعُنَا إِلَى مُعَاوَدَةِ زِيَارَةِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ سَبَقَ أَنْ تَحَدَّثْنَا مَعَهُمْ بِٱلْبِشَارَةِ هُوَ أَنَّ ظُرُوفَ ٱلنَّاسِ وَمَوَاقِفَهُمْ تَتَغَيَّرُ.‏ فَرُبَّمَا حَدَثَ أَنْ أُصِيبَ ٱلشَّخْصُ بِمَرَضٍ خَطِيرٍ أَوْ خَسِرَ عَمَلَهُ أَوْ مَاتَ أَحَدُ أَحِبَّائِهِ بَعْدَمَا تَحَدَّثْنَا مَعَهُ آخِرَ مَرَّةٍ.‏ (‏اِقْرَأْ جامعة ٩:‏١١‏.‏‏)‏ كَمَا أَنَّ ٱلْأَحْدَاثَ ٱلْعَالَمِيَّةَ قَدْ تَدْفَعُ ٱلنَّاسَ إِلَى ٱلتَّفْكِيرِ جِدِّيًّا فِي مُسْتَقْبَلِهِمْ.‏ إِنَّ هذِهِ ٱلْأُمُورَ قَدْ تَجْعَلُ ٱلشَّخْصَ غَيْرَ ٱلْمُبَالِي —‏ أَوْ حَتَّى ٱلْمُقَاوِمَ —‏ يَتَجَاوَبُ مَعَ بِشَارَتِنَا.‏ وَلِذلِكَ يَجِبُ أَلَّا نُحْجِمَ عَنْ إِخْبَارِ ٱلْآخَرِينَ بِٱلْبِشَارَةِ فِي كُلِّ مُنَاسَبَةٍ مُؤَاتِيَةٍ.‏

      ١٢ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نَنْظُرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نَكْرِزُ لَهُمْ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

      ١٢ مِنْ طَبْعِ ٱلْبَشَرِ أَنْ يُصَنِّفُوا ٱلْآخَرِينَ وَيَدِينُوهُمْ.‏ لكِنَّ يَهْوَه يَعْتَبِرُ أَنَّ لِكُلِّ فَرْدٍ كِيَانَهُ ٱلْخَاصَّ،‏ وَيَرَى ٱلصِّفَاتِ ٱلصَّالِحَةَ فِي كُلِّ شَخْصٍ.‏ (‏اِقْرَأْ ١ صموئيل ١٦:‏٧‏.‏‏)‏ وَهذَا مَا يَجِبُ أَنْ نَسْعَى جُهْدَنَا لِفِعْلِهِ فِي خِدْمَتِنَا.‏ وَتُظْهِرُ ٱخْتِبَارَاتٌ كَثِيرَةٌ أَنَّ نَتَائِجَ جَيِّدَةً تَأْتِي مِنَ ٱلنَّظَرِ بِإِيجَابِيَّةٍ إِلَى جَمِيعِ ٱلَّذِينَ نَكْرِزُ لَهُمْ.‏

      ١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ لِمَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ فَاتِحَةٍ سَلْبِيًّا حِيَالَ ٱمْرَأَةٍ ٱلْتَقَتْهَا فِي ٱلْخِدْمَةِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ هذَا ٱلِٱخْتِبَارِ؟‏

      ١٣ اِلْتَقَتْ سَانْدْرَا،‏ وَهِيَ أُخْتٌ فَاتِحَةٌ،‏ ٱمْرَأَةً تُدْعَى رُوثَ فِي ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ فِي إِحْدَى ٱلْجُزُرِ ٱلْكَارِيبِيَّةِ.‏ وَكَانَتْ رُوثُ تُحِبُّ كَثِيرًا ٱلْمُشَارَكَةَ فِي ٱحْتِفَالَاتِ ٱلْكَرْنَفَالِ حَتَّى إِنَّهَا تُوِّجَتْ مَرَّتَيْنِ مَلِكَةَ ٱلْكَرْنَفَالِ ٱلْوَطَنِيِّ.‏ وَقَدْ أَظْهَرَتْ رُوثُ ٱهْتِمَامًا كَبِيرًا بِمَا تَقُولُهُ سَانْدْرَا،‏ فَرَتَّبَتَا لِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَعًا.‏ تَذْكُرُ سَانْدْرَا:‏ «عِنْدَمَا دَخَلْتُ غُرْفَةَ ٱلْجُلُوسِ فِي بَيْتِهَا،‏ رَأَيْتُ صُورَةً كَبِيرَةً لَهَا بِلِبَاسِ ٱلْكَرْنَفَالِ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ٱلْجَوَائِزِ ٱلَّتِي رَبِحَتْهَا.‏ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي إِنَّ شَخْصًا مَشْهُورًا إِلَى هذَا ٱلْحَدِّ وَيُشَارِكُ كَثِيرًا فِي ٱلْكَرْنَفَالِ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَهْتَمَّ بِٱلْحَقِّ.‏ لِذَا تَوَقَّفْتُ عَنْ زِيَارَتِهَا».‏

      ١٤ وَلكِنْ بَعْدَ فَتْرَةٍ،‏ أَتَتْ رُوثُ إِلَى قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَسَأَلَتْ سَانْدْرَا عِنْدَ ٱنْتِهَاءِ ٱلِٱجْتِمَاعِ:‏ «لِمَاذَا تَوَقَّفْتِ عَنْ زِيَارَتِي وَٱلدَّرْسِ مَعِي؟‏».‏ فَٱعْتَذَرَتْ سَانْدْرَا وَصَنَعَتِ ٱلتَّرْتِيبَاتِ لِٱسْتِئْنَافِ ٱلدَّرْسِ.‏ وَقَدْ أَحْرَزَتْ رُوثُ تَقَدُّمًا سَرِيعًا،‏ وَأَزَالَتْ صُوَرَهَا فِي ٱلْكَرْنَفَالِ وَأَخَذَتْ تُشَارِكُ فِي كُلِّ نَشَاطَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ،‏ ثُمَّ نَذَرَتْ حَيَاتَهَا لِيَهْوَه.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ سَانْدْرَا أَدْرَكَتْ أَنَّ رَدَّ فِعْلِهَا ٱلْأَوَّلِيَّ لَمْ يَكُنْ صَائِبًا.‏

      ١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ مَاذَا نَتَجَ عَنِ ٱلشَّهَادَةِ ٱلَّتِي قَدَّمَتْهَا نَاشِرَةٌ إِلَى أَحَدِ أَقَارِبِهَا؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا لَا يَنْبَغِي أَنْ تَثْنِيَنَا خَلْفِيَّةُ أَقَارِبِنَا عَنِ ٱلشَّهَادَةِ لَهُمْ؟‏

      ١٥ وَكَثِيرُونَ مِمَّنْ يَكْرِزُونَ لِأَفْرَادِ ٱلْعَائِلَةِ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ يَحْصُدُونَ نَتَائِجَ إِيجَابِيَّةً حَتَّى عِنْدَمَا يَبْدُو مِنْ غَيْرِ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنْ يَلْقَوْا تَجَاوُبًا.‏ إِلَيْكَ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ مَا حَصَلَ مَعَ جُويْسَ،‏ أُخْتٌ مَسِيحِيَّةٌ تَعِيشُ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ.‏ فَقَدْ دَخَلَ زَوْجُ أُخْتِهَا مِرَارًا عَدِيدَةً إِلَى ٱلسِّجْنِ مُنْذُ كَانَ مُرَاهِقًا.‏ تَرْوِي جُويْسُ:‏ «كَانَ ٱلنَّاسُ يَقُولُونَ إِنَّ حَيَاتَهُ عَدِيمَةُ ٱلْفَائِدَةِ لِأَنَّهُ تَاجَرَ بِٱلْمُخَدِّرَاتِ وَسَرَقَ وَٱرْتَكَبَ ٱلْعَدِيدَ مِنَ ٱلْجَرَائِمِ ٱلْأُخْرَى.‏ وَمَعَ ذلِكَ،‏ بَقِيتُ أُخْبِرُهُ بِحَقَائِقِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ طَوَالَ ٣٧ سَنَةً».‏ وَقَدْ بُورِكَتْ جُهُودُهَا ٱلصَّبُورَةُ لِمُسَاعَدَتِهِ حِينَ بَدَأَ أَخِيرًا يَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَعَ شُهُودِ يَهْوَه وَيَصْنَعُ تَغْيِيرَاتٍ كَبِيرَةً فِي حَيَاتِهِ.‏ وَمُؤَخَّرًا،‏ ٱعْتَمَدَ زَوْجُ أُخْتِ جُويْسَ فِي أَحَدِ ٱلْمَحَافِلِ ٱلْكُورِيَّةِ فِي كَالِيفُورْنْيَا بِعُمْرِ ٥٠ سَنَةً.‏ تَقُولُ جُويْسُ:‏ «دَمَعَتْ عَيْنَايَ فَرَحًا.‏ وَأَنَا سَعِيدَةٌ جِدًّا لِأَنِّي لَمْ أَيْأَسْ مِنَ ٱلتَّحَدُّثِ إِلَيْهِ!‏».‏

      ١٦ قَدْ تَتَرَدَّدُ فِي ٱلتَّحَدُّثِ إِلَى بَعْضِ ٱلْأَقَارِبِ عَنْ حَقَائِقِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِسَبَبِ خَلْفِيَّتِهِمْ.‏ لكِنَّ ٱلتَّرَدُّدَ لَمْ يَمْنَعْ جُويْسَ مِنْ تَبْشِيرِ زَوْجِ أُخْتِهَا.‏ وَهَلْ مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ مَا فِي قَلْبِ إِنْسَانٍ آخَرَ؟‏!‏ فَرُبَّمَا يَبْحَثُ هذَا ٱلْإِنْسَانُ فِعْلًا عَنِ ٱلْحَقِّ.‏ فَلَا نَحْرِمْهُ مِنْ فُرْصَةِ ٱلْعُثُورِ عَلَيْهِ!‏ —‏ اِقْرَأْ امثال ٣:‏٢٧‏.‏

      مُسَاعِدٌ فَعَّالٌ عَلَى دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ

      ١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ إِلَامَ تُشِيرُ ٱلتَّقَارِيرُ ٱلْوَارِدَةُ مِنْ حَوْلِ ٱلْعَالَمِ بِشَأْنِ فَعَّالِيَّةِ كِتَابِ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ ٱخْتِبَارَاتٍ مُشَجِّعَةٍ حَصَلَتْ مَعَكُمْ أَثْنَاءَ ٱسْتِخْدَامِ هذَا ٱلْكِتَابِ؟‏

      ١٧ تُظْهِرُ ٱلتَّقَارِيرُ ٱلْوَارِدَةُ مِنْ مُخْتَلِفِ ٱلْبُلْدَانِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ أَنَّ كَثِيرِينَ مِنْ مُسْتَقِيمِي ٱلْقُلُوبِ يَتَجَاوَبُونَ مَعَ ٱلْمَطْبُوعَةِ ٱلْمُسَاعِدَةِ عَلَى دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟‏.‏ فَقَدْ تَمَكَّنَتْ پِينِي،‏ أُخْتٌ فَاتِحَةٌ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ،‏ مِنَ ٱلْبَدْءِ بِعِدَّةِ دُرُوسٍ فِي هذَا ٱلْكِتَابِ.‏ وَكَانَ ٱثْنَانِ مِمَّنْ تَدْرُسُ مَعَهُمْ ضِمْنَ مَجْمُوعَةٍ مِنَ ٱلْمُسِنِّينَ ٱلْمُعْتَبَرِينَ أَعْضَاءً مُتَدَيِّنِينَ فِي كَنَائِسِهِمْ.‏ وَقَدْ كَانَتْ پِينِي قَلِقَةً بِشَأْنِ رَدِّ فِعْلِهِمَا حِينَ يَقْرَآنِ حَقَائِقَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْوَارِدَةِ فِي ٱلْكِتَابِ.‏ وَلكِنْ،‏ حَسْبَمَا ذَكَرَتْ،‏ «بِمَا أَنَّ ٱلْمَعْلُومَاتِ مَعْرُوضَةٌ فِيهِ بِطَرِيقَةٍ وَاضِحَةٍ وَمَنْطِقِيَّةٍ وَمُخْتَصَرَةٍ،‏ فَلَمْ يَصْعُبْ عَلَيْهِمَا أَنْ يَعْتَبِرَا مَا يَتَعَلَّمَانِهِ هُوَ ٱلْحَقَّ دُونَ جَدَلٍ أَوِ ٱنْزِعَاجٍ».‏

      ١٨ بَدَأَتْ پَاتُ،‏ نَاشِرَةٌ فِي بَرِيطَانْيَا،‏ تَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَعَ ٱمْرَأَةٍ لَاجِئَةٍ أَتَتْ مِنْ بَلَدٍ آسْيَوِيٍّ.‏ فَقَدْ أُجْبِرَتِ ٱلْمَرْأَةُ عَلَى ٱلْهَرَبِ مِنْ بَلَدِهَا بَعْدَمَا خَطَفَ ٱلْجُنُودُ ٱلْمُتَمَرِّدُونَ زَوْجَهَا وَأَبْنَاءَهَا،‏ وَلَمْ تَرَهُمْ بَعْدَ ذلِكَ إِطْلَاقًا.‏ كَمَا هُدِّدَتْ بِٱلْقَتْلِ وَأُحْرِقَ بَيْتُهَا،‏ وَٱغْتَصَبَهَا عَدَدٌ مِنَ ٱلرِّجَالِ.‏ كُلُّ ذلِكَ جَعَلَهَا تَشْعُرُ بِأَنْ لَا قِيمَةَ لِحَيَاتِهَا،‏ وَفَكَّرَتْ فِي ٱلِٱنْتِحَارِ عِدَّةَ مَرَّاتٍ.‏ لكِنَّ دَرْسَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَعْطَاهَا أَمَلًا.‏ ذَكَرَتْ پَاتُ:‏ «كَانَ لِلتَّفْسِيرَاتِ وَٱلْإِيضَاحَاتِ ٱلْبَسِيطَةِ ٱلْوَارِدَةِ فِي كِتَابِ يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ تَأْثِيرٌ كَبِيرٌ فِيهَا».‏ وَقَدْ أَحْرَزَتِ ٱلتِّلْمِيذَةُ تَقَدُّمًا سَرِيعًا وَصَارَتْ نَاشِرَةً غَيْرَ مُعْتَمِدَةٍ،‏ كَمَا عَبَّرَتْ عَنْ رَغْبَتِهَا فِي ٱلِٱعْتِمَادِ فِي ٱلْمَحْفِلِ ٱلتَّالِي.‏ فَمَا أَرْوَعَ أَنْ نُسَاعِدَ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلْمُخْلِصِينَ عَلَى فَهْمِ وَتَقْدِيرِ ٱلرَّجَاءِ ٱلَّذِي تَمْنَحُهُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ!‏

      ‏«لَا يَفْتُرْ عَزْمُنَا فِي فِعْلِ مَا هُوَ حَسَنٌ»‏

      ١٩ مَاذَا يَجْعَلُ عَمَلَنَا ٱلْكِرَازِيَّ مُلِحًّا جِدًّا؟‏

      ١٩ كُلُّ يَوْمٍ يَمُرُّ يَزِيدُ مِنْ إِلْحَاحِ ٱلتَّفْوِيضِ ٱلْمُعْطَى لَنَا أَنْ نَكْرِزَ وَنُتَلْمِذَ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ آلَافَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ قُلُوبُهُمْ مُهَيَّأَةٌ يَتَجَاوَبُونَ مَعَ كِرَازَتِنَا كُلَّ سَنَةٍ،‏ لكِنَّ ‹يَوْمَ يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمَ قَرِيبٌ›،‏ مِمَّا يَعْنِي أَنَّ ٱلَّذِينَ يَبْقَوْنَ فِي ظَلَامٍ رُوحِيٍّ ‹يَتَرَنَّحُونَ مَاضِينَ إِلَى ٱلذَّبْحِ›.‏ —‏ صف ١:‏١٤؛‏ ام ٢٤:‏١١‏.‏

      ٢٠ عَلَامَ يَنْبَغِي أَنْ يُصَمِّمَ كُلٌّ مِنَّا؟‏

      ٢٠ لَا يَزَالُ بِإِمْكَانِنَا مُسَاعَدَةُ هؤُلَاءِ.‏ وَلكِنْ لِكَيْ نَنْجَحَ فِي ذلِكَ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَتَمَثَّلَ بِٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلَّذِينَ «كَانُوا لَا يَنْفَكُّونَ كُلَّ يَوْمٍ .‏ .‏ .‏ يُعَلِّمُونَ وَيُبَشِّرُونَ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ».‏ (‏اع ٥:‏٤٢‏)‏ فَوَاظِبْ مِثْلَهُمْ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ رَغْمَ ٱلْمُقَاوَمَةِ،‏ وَٱنْتَبِهْ إِلَى ‹فَنِّ تَعْلِيمِكَ›،‏ وَٱكْرِزْ لِكُلِّ ٱلنَّاسِ دُونَ مُحَابَاةٍ!‏ وَ «لَا يَفْتُرْ عَزْمُنَا فِي فِعْلِ مَا هُوَ حَسَنٌ»،‏ لِأَنَّهُ إِذَا وَاظَبْنَا عَلَى ذلِكَ نَحْصُدُ بَرَكَاتٍ سَخِيَّةً نَتِيجَةَ ٱلرِّضَى ٱلْإِلهِيِّ عَلَيْنَا.‏ —‏ ٢ تي ٤:‏٢‏؛‏ اِقْرَأْ غلاطية ٦:‏٩‏.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a جَرَى تَغْيِيرُ بَعْضِ ٱلْأَسْمَاءِ.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة