مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • أخبار ‹تبشّر بالخير›‏
    برج المراقبة ٢٠٠٥ | ١ تموز (‏يوليو)‏
    • أخبار ‹تبشّر بالخير›‏

      ‏«ما اجمل على الجبال قدمَي .‏ .‏ .‏ المبشِّر بالخير».‏ —‏ اشعيا ٥٢:‏٧‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ اية امور مروِّعة تحدث كل يوم؟‏ (‏ب)‏ كيف يشعر اشخاص كثيرون عندما يسمعون دائما اخبار سيئة؟‏

      اليوم وفي كل انحاء العالم،‏ يشعر الناس ان الاخبار السيئة تنهال عليهم من كل حدب وصوب.‏ فإذا اداروا جهاز الراديو،‏ يسمعون التقارير المروِّعة عن الامراض المميتة التي تهدِّد الارض.‏ وإذا شاهدوا الاخبار على شاشة التلفزيون،‏ يرون مشاهد لا تُمحى من الذاكرة لأولاد يتضوّرون جوعا ويلتمسون المساعدة.‏ وإذا تصفّحوا الجرائد،‏ يقرأون عن انفجارات تُطيح بالمباني،‏ مودية بحياة ابرياء كثيرين.‏

      ٢ فعلا،‏ لا يمرّ يوم دون ان تقع حوادث مروِّعة.‏ ومشهد هذا العالم في تغيّر اكيد نحو الاسوإ.‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏٣١‏)‏ ذكرت مجلة اخبارية تصدر في اوروبا ان العالم بأسره يبدو احيانا «على وشك الانفجار».‏ فلا عجب ان يشعر عدد متزايد من الناس بالكآ‌بة والحزن!‏ ففي استطلاع أُجري في الولايات المتحدة تناول رأيَ الناس بالاخبار التي يشاهدونها على شاشة التلفزيون،‏ عبَّر احد الاشخاص قائلا:‏ «كلما شاهدتُ النشرة الاخبارية أُصبت باكتئاب شديد.‏ فهي لا تقدِّم سوى الاخبار السيئة.‏ وهذا مزعج جدا».‏ ومشاعره تعكس دون شك مشاعر الملايين من الناس.‏

      اخبار يودّ الجميع سماعها

      ٣ (‏أ)‏ اية اخبار تبشِّر بالخير يحتويها الكتاب المقدس؟‏ (‏ب)‏ لماذا تقدّرون بشارة الملكوت؟‏

      ٣ هل من اخبار تبشِّر بالخير في هذا العالم المظلم؟‏ طبعا!‏ فمن المعزي ان نعرف ان الكتاب المقدس يحتوي اخبارا تبشِّر بالخير.‏ فهو يخبرنا ان ملكوت اللّٰه سينهي المرض،‏ الجوع،‏ الجريمة،‏ الحرب،‏ وكلّ انواع المظالم.‏ (‏مزمور ٤٦:‏٩؛‏ ٧٢:‏١٢‏)‏ أليست هذه هي الاخبار التي يودّ الجميع سماعها؟‏ ان شهود يهوه متأكدون من ذلك.‏ ولهذا هم معروفون في كل مكان بالجهود الدؤوبة التي يبذلونها لنقل بشارة ملكوت اللّٰه الى الناس من جميع الامم.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٤‏.‏

      ٤ اية اوجه من خدمتنا سنستعرضها في هذه المقالة والمقالة التالية؟‏

      ٤ ولكن ماذا يمكننا ان نفعل لنستمر في نقل البشارة بطريقة فعالة،‏ حتى في المقاطعات التي لا نلقى فيها إلا القليل من التجاوب؟‏ (‏لوقا ٨:‏١٥‏)‏ ان استعراضا سريعا لثلاثة اوجه من عملنا الكرازي سيساعدنا دون شك.‏ وهذه الاوجه هي:‏ (‏١)‏ دوافعنا،‏ اي لماذا نكرز؛‏ (‏٢)‏ رسالتنا،‏ اي بماذا نكرز؛‏ و (‏٣)‏ الطرائق التي نستخدمها،‏ اي كيف نكرز.‏ فبالمحافظة على دوافع صائبة،‏ وإعلان رسالة واضحة،‏ واستخدام طرائق فعالة نمنح شتى الناس فرصة سماع افضل بشارة موجودة اليوم:‏ البشارة عن ملكوت اللّٰه.‏a

      لماذا نكرز بالبشارة

      ٥ (‏أ)‏ ماذا يدفعنا بشكل رئيسي الى الاشتراك في الخدمة؟‏ (‏ب)‏ لماذا يمكن القول ان إطاعة وصية الكتاب المقدس بالكرازة هي إعراب عن محبتنا للّٰه؟‏

      ٥ لنتأمل في اول وجه:‏ دوافعنا.‏ فلماذا نكرز بالبشارة؟‏ للسبب عينه الذي دفع يسوع الى الكرازة.‏ فقد قال:‏ «احبُّ الآب».‏ (‏يوحنا ١٤:‏٣١؛‏ مزمور ٤٠:‏٨‏)‏ فبشكل رئيسي،‏ نحن نندفع الى الكرازة لأننا نحبّ اللّٰه.‏ (‏متى ٢٢:‏٣٧،‏ ٣٨‏)‏ والكتاب المقدس يربط المحبة للّٰه بالخدمة حين يقول:‏ «هذا ما تعنيه محبة اللّٰه،‏ ان نحفظ وصاياه؛‏ ووصاياه لا تشكِّل عبئا».‏ (‏١ يوحنا ٥:‏٣؛‏ يوحنا ١٤:‏٢١‏)‏ ووصايا اللّٰه تشمل الوصية ان ‹نتلمذ الناس›.‏ (‏متى ٢٨:‏١٩‏)‏ ورغم ان يسوع هو الذي اعطى هذه الوصية،‏ لكنَّ مصدرها الحقيقي هو يهوه.‏ كيف ذلك؟‏ اوضح يسوع:‏ «لا افعل شيئا من تلقاء ذاتي،‏ بل كما علّمني الآب بهذا اتكلم».‏ (‏يوحنا ٨:‏٢٨؛‏ متى ١٧:‏٥‏)‏ فبتطبيق هذه الوصية،‏ نُظهِر ليهوه مدى محبتنا له.‏

      ٦ كيف تدفعنا المحبة للّٰه الى الكرازة؟‏

      ٦ إضافة الى ذلك،‏ تدفعنا المحبة ليهوه الى الكرازة لأننا نريد ان ننفي الاكاذيب التي يروِّجها عنه الشيطان.‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏٤‏)‏ فقد شكّك الشيطان في صواب وبرّ حكم اللّٰه.‏ (‏تكوين ٣:‏١-‏٥‏)‏ ونحن شهود يهوه نتوق الى المساهمة في فضح افتراءات الشيطان وتقديس اسم اللّٰه امام كل الناس.‏ (‏اشعيا ٤٣:‏١٠-‏١٢‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ نحن نشترك في الخدمة لأننا تعرّفنا بصفات يهوه وطرقه وصرنا قريبين اليه.‏ وهذا ما يجعلنا نشعر برغبة شديدة في إخبار الآخرين عن إلهنا.‏ كما ان صلاح يهوه وطرقه البارّة تجلب لنا فرحا غامرا بحيث لا يمكننا التوقف عن التحدث عنه.‏ (‏مزمور ١٤٥:‏٧-‏١٢‏)‏ فنحن نندفع الى التحدث بتسبيحه وإعلان ‹فضائله› لكل مَن يصغي الينا.‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏٩؛‏ اشعيا ٤٣:‏٢١‏.‏

      ٧ إضافة الى المحبة للّٰه،‏ ايّ سبب مهمّ يدفعنا الى الاشتراك في عمل الكرازة؟‏

      ٧ وهنالك سبب مهمّ آخر يدفعنا الى الاستمرار في الاشتراك في الكرازة.‏ فنحن نرغب بصدق ان نمنح الراحة للذين يُمطَرون باستمرار بوابل من الاخبار السيئة والذين يُقاسون المشقّات لسبب او لآخر.‏ وبذلك،‏ نسعى الى الاقتداء بيسوع.‏ مثالا لذلك،‏ لنناقش ما هو مذكور في مرقس الاصحاح السادس‏.‏

      ٨ ماذا تُظهِر الرواية في مرقس الاصحاح السادس عن مشاعر يسوع تجاه الناس؟‏

      ٨ يوصف في هذا الاصحاح ما حصل عندما عاد الرسل من حملة كرازية وأخبروا يسوع بكل ما فعلوه وعلّموه.‏ فقد لاحظ يسوع ان الرسل تعِبون،‏ لذلك دعاهم ليأتوا معه ‹ويستريحوا قليلا›.‏ فاستقلّوا مركبا ليذهبوا الى مكان هادئ.‏ لكنَّ الناس ركضوا على الشاطئ واستطاعوا اللحاق بهم.‏ فماذا فعل يسوع؟‏ يقول السجل انه «رأى جمعا كثيرا،‏ فأشفق عليهم،‏ لأنهم كانوا كخراف لا راعي لها.‏ فابتدأ يعلِّمهم اشياء كثيرة».‏ (‏مرقس ٦:‏٣١-‏٣٤‏)‏ فقد استمرّ يسوع في نقل البشارة الى الناس رغم تعبه لأنه اشفق عليهم.‏ ومن الواضح انه تعاطف معهم وشعر بالرأفة تجاههم.‏

      ٩ ماذا نتعلم من الرواية في مرقس الاصحاح السادس عن الدافع الصائب الى الكرازة؟‏

      ٩ فماذا نتعلَّم من هذه القصة؟‏ كمسيحيين،‏ لدينا التزام ان نبشر الناس ونتلمذهم.‏ ونحن نعرف اننا مسؤولون عن إعلان البشارة،‏ لأن مشيئة اللّٰه هي ان «يخلص شتى الناس».‏ (‏١ تيموثاوس ٢:‏٤‏)‏ لكننا لا نقوم بخدمتنا بدافع الشعور بالواجب فقط بل ايضا بدافع الرأفة.‏ فعندما نتعاطف مع الآخرين كيسوع،‏ سيدفعنا قلبنا الى بذل كل ما في وسعنا للاستمرار في نقل البشارة اليهم.‏ (‏متى ٢٢:‏٣٩‏)‏ وامتلاكنا هذا الدافع الصائب في خدمتنا سيجعلنا نكرز بالبشارة دون تراخٍ.‏

      رسالتنا هي بشارة ملكوت اللّٰه

      ١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ كيف وصف اشعيا الرسالة التي نكرز بها؟‏ (‏ب)‏ كيف بشَّر يسوع بشيء افضل،‏ وكيف يتّبع مثاله خدام اللّٰه في الازمنة العصرية؟‏

      ١٠ ماذا عن الوجه الثاني من خدمتنا:‏ رسالتنا.‏ فبماذا يجب ان نكرز؟‏ وصف النبي اشعيا بشكل رائع الرسالة التي ننشرها.‏ فقد قال:‏ «ما اجمل على الجبال قدمَي المبشِّر،‏ المنادي بالسلام،‏ المبشِّر بالخير،‏ المنادي بالخلاص،‏ القائل لصهيون:‏ ‹قد ملك إلهك!‏›».‏ —‏ اشعيا ٥٢:‏٧‏.‏

      ١١ ان العبارة الاساسية في هذه الآية «قد ملك الهك» تذكِّرنا بالرسالة التي يجب ان ننقلها،‏ اي بشارة ملكوت اللّٰه.‏ (‏مرقس ١٣:‏١٠‏)‏ لاحِظ ايضا كيف تُظهِر هذه الآية محور رسالتنا المفرح.‏ فإشعيا يستعمل كلمات مثل «الخلاص»،‏ «السلام»،‏ و «المبشِّر بالخير».‏ وبعد قرون من زمن اشعيا،‏ في القرن الاول الميلادي،‏ تمّم يسوع المسيح هذه النبوة بطريقة مذهلة اذ رسم مثالا غيورا في التبشير بالخير،‏ التبشير بشيء افضل،‏ اي بملكوت اللّٰه القادم.‏ (‏لوقا ٤:‏٤٣‏)‏ وفي الازمنة العصرية،‏ وخصوصا منذ سنة ١٩١٩،‏ يتّبع شهود يهوه مثال يسوع اذ يعلنون بغيرة ملكوت اللّٰه الذي تأسّس والبركات التي سيجلبها.‏

      ١٢ كيف تؤثر بشارة الملكوت في الذين يقبلونها؟‏

      ١٢ وكيف تؤثر بشارة الملكوت في الذين يتجاوبون معها؟‏ اليوم،‏ كما في ايام يسوع،‏ تمنح هذه البشارة الرجاء والتعزية.‏ (‏روما ١٢:‏١٢؛‏ ١٥:‏٤‏)‏ فهي تمنح المستقيمي القلوب الرجاء،‏ لأنهم يتعلمون ان هنالك اسبابا وجيهة للايمان بأن اوقاتا افضل تنتظرهم.‏ (‏متى ٦:‏٩،‏ ١٠؛‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏)‏ وهذا الرجاء يساعد كثيرا الذين يخافون اللّٰه لكي يحافظوا على نظرة مشرقة الى المستقبل.‏ فصاحب المزمور يقول انهم ‹لن يخافوا من خبر رديء›.‏ —‏ مزمور ١١٢:‏١،‏ ٧‏.‏

      رسالة ‹تعصب منكسري القلب›‏

      ١٣ كيف وصف النبي اشعيا البركات الفورية التي يجنيها الذين يقبلون البشارة؟‏

      ١٣ اضافة الى ما تقدم،‏ تجلب البشارة التي نكرز بها تعزية وبركات فورية للذين يصغون اليها.‏ كيف ذلك؟‏ اشار النبي اشعيا الى بعض هذه البركات حين انبأ:‏ «روح السيد الرب يهوه عليّ،‏ لأن يهوه مسحني لأبشر الحلماء.‏ ارسلني لأعصب منكسري القلب،‏ لأنادي بالعتق للمأسورين وتفَتُّح العيون للمسجونين،‏ لأنادي بسنة رضى عند يهوه ويوم انتقام لإلهنا،‏ لأعزي كل النائحين».‏ —‏ اشعيا ٦١:‏١،‏ ٢؛‏ لوقا ٤:‏١٦-‏٢١‏.‏

      ١٤ (‏أ)‏ إلامَ تشير عبارة «لأعصب منكسري القلب» بشأن رسالة الملكوت؟‏ (‏ب)‏ كيف نعكس اهتمام يهوه بالمنكسري القلب؟‏

      ١٤ تقول هذه النبوة ان يسوع بكرازته بالبشارة ‹سيعصب منكسري القلب›.‏ فيا للصورة المعبِّرة التي نقلها اشعيا!‏ فالكلمة العبرانية المترجمة «عصب»،‏ كما يعرّفها احد قواميس الكتاب المقدس،‏ «غالبا ما تشير» الى «‹شدّ عِصابة› حول عضو مُصاب لمداواته وشفائه».‏ فقد تعمد ممرضة متعاطفة الى مداواة جزء مُصاب في جسم مريض بلفّه بعِصابة،‏ او بوضع ضمادة عليه.‏ على نحو مماثل،‏ عندما يكرز الناشرون المتعاطفون برسالة الملكوت،‏ يداوون كل المتجاوبين الذين يقاسون المشقّات بطريقة ما.‏ وبذلك،‏ يعكسون اهتمام يهوه بمنكسري القلب.‏ (‏حزقيال ٣٤:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ يقول صاحب المزمور عن اللّٰه:‏ «يشفي المنكسري القلوب،‏ ويضمّد جراح آلامهم».‏ —‏ مزمور ١٤٧:‏٣‏.‏

      الاثر الذي تتركه رسالة الملكوت

      ١٥،‏ ١٦ ايّ اختبارَين واقعيَّين يوضحان كيف تكون رسالة الملكوت كعِصابة تداوي وتقوّي المكتئبين؟‏

      ١٥ يوضح العديد من الاختبارات الواقعية كيف تكون رسالة الملكوت كعِصابة تداوي وتقوّي المنكسري القلب.‏ لنأخذ على سبيل المثال اختبار اوريانا،‏ امرأة مسنّة من اميركا الجنوبية كانت يائسة من الحياة.‏ فقد ابتدأت تزورها واحدة من شهود يهوه وتقرأ عليها الكتاب المقدس ومطبوعة كتابي لقصص الكتاب المقدس.‏b في البداية،‏ كانت هذه المرأة المكتئبة تصغي الى القراءة وهي مستلقية على سريرها مغمَضة العينَين.‏ وكانت تُطلق بين الحين والآخر تنهيدة عميقة.‏ ولكن لم يمضِ وقت طويل حتى ابتدأت تبذل جهدها لتجلس في سريرها خلال القراءة.‏ بعدئذ،‏ صارت تجلس على كرسي في غرفة الجلوس بانتظار مجيء الشاهدة التي تدرس معها الكتاب المقدس.‏ ثم ابتدأت تحضر الاجتماعات المسيحية في قاعة الملكوت.‏ فأبهجتها المعلومات التي سمعتها هناك،‏ وابتدأت توزّع المطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس على كل الذين يمرّون قرب منزلها.‏ وبعد فترة،‏ اعتمدت كواحدة من شهود يهوه بعمر ٩٣ سنة.‏ فقد اعادت رسالة الملكوت الى اوريانا الرغبة في الحياة.‏ —‏ امثال ١٥:‏٣٠؛‏ ١٦:‏٢٤‏.‏

      ١٦ تداوي رسالة الملكوت ايضا الذين يعرفون ان المرض على وشك إنهاء حياتهم.‏ مثلا،‏ كانت ماريا،‏ التي تعيش في احد بلدان اوروبا الغربية،‏ مصابة بمرض مميت ولم يعد لديها ايّ بصيص امل.‏ وحين زارها شهود يهوه كانت تعاني كآ‌بة شديدة.‏ ولكن عندما تعلَّمت مقاصد اللّٰه،‏ صار لحياتها معنى.‏ فاعتمدت وصارت نشيطة في عمل الكرازة.‏ وخلال آخر سنتين من حياتها،‏ كانت عيناها تشعان فرحا وأملا.‏ وقد ماتت ولها أمل بالقيامة.‏ —‏ روما ٨:‏٣٨،‏ ٣٩‏.‏

      ١٧ (‏أ)‏ كيف تترك رسالة الملكوت اثرا في حياة الذين يقبلونها؟‏ (‏ب)‏ كيف لمستم صحة الكلمات ان يهوه «يُنهِض كل المنحنين»؟‏

      ١٧ ان اختبارات كهذين هي برهان على الاثر الذي يمكن ان تتركه رسالة الملكوت في حياة المتعطشين الى حقائق الكتاب المقدس.‏ فالاشخاص الذين يبكون فقيدا عزيزا يجدِّدون قوّتهم عندما يتعلمون عن رجاء القيامة.‏ (‏١ تسالونيكي ٤:‏١٣‏)‏ والفقراء الذين يكافحون لتأمين لقمة العيش لعائلاتهم يستعيدون اعتبارهم وشجاعتهم عندما يدركون ان يهوه لن يتخلّى عنهم اذا كانوا اولياء له.‏ (‏مزمور ٣٧:‏٢٨‏)‏ وبمساعدة يهوه،‏ فإن كثيرين من الغارقين في الكآ‌بة يكتسبون تدريجيا القوة اللازمة للتأقلم مع وضعهم،‏ حتى ان بعضهم يتمكن من التغلب على هذا المرض.‏ (‏مزمور ٤٠:‏١،‏ ٢‏)‏ فيهوه «يُنهِض كل المنحنين» الآن بواسطة القوة المستمدة من كلمته.‏ (‏مزمور ١٤٥:‏١٤‏)‏ نعم،‏ اذ نرى كيف تجلب بشارة ملكوت اللّٰه التعزية لمنكسري القلب في مقاطعتنا وفي الجماعة المسيحية،‏ نتذكر مرة تلو الاخرى اننا نملك افضل بشارة تُسمَع اليوم!‏ —‏ مزمور ٥١:‏١٧‏.‏

      ‏«تضرُّعي الى اللّٰه من اجلهم»‏

      ١٨ ايّ اثر تركه في بولس رفض اليهود للبشارة،‏ ولماذا؟‏

      ١٨ كثيرون من الناس يرفضون الرسالة التي نحملها رغم انها تنقل افضل الاخبار.‏ فأيّ اثر قد يتركه ذلك فينا؟‏ يمكن ان يؤثر فينا بالطريقة نفسها التي اثّر في الرسول بولس.‏ فكثيرا ما بشّر بولس اليهود،‏ لكنَّ معظمهم رفض رسالة الخلاص.‏ وقد ترك ذلك اثرا عميقا في بولس.‏ اعترف قائلا:‏ «ان لي حزنا عظيما ووجعا في قلبي».‏ (‏روما ٩:‏٢‏)‏ فقد شعر بولس بالرأفة تجاه اليهود الذين كرز لهم وحزن لأنهم رفضوا البشارة.‏

      ١٩ (‏أ)‏ لماذا لا عجب ان نتثبط احيانا؟‏ (‏ب)‏ ماذا ساعد بولس على الاستمرار في عمله الكرازي؟‏

      ١٩ نحن ايضا نكرز بالبشارة بدافع الرأفة.‏ لذلك لا عجب ان نتثبط عندما يرفض اشخاص كثيرون رسالة الملكوت.‏ فهذا الشعور يُظهِر اننا نهتم اهتماما اصيلا بالخير الروحي للذين نكرز لهم.‏ ولكن يحسن بنا ان نتذكر مثال الرسول بولس.‏ فما الذي ساعده على المثابرة في عمل الكرازة؟‏ رغم انه شعر بالحزن والوجع من جراء رفض اليهود للبشارة،‏ لم يفقد الامل في كل اليهود ويظن انه لا سبيل الى مساعدتهم.‏ بل كان مقتنعا بأنه لا يزال هنالك بعض الاشخاص الذين سيقبلون المسيح.‏ لذلك عبّر عن مشاعره تجاه افراد من اليهود قائلا:‏ «ان مسرة قلبي وتضرعي الى اللّٰه من اجلهم هما لخلاصهم».‏ —‏ روما ١٠:‏١‏.‏

      ٢٠،‏ ٢١ (‏أ)‏ كيف نقتدي بمثال بولس في خدمتنا؟‏ (‏ب)‏ ايّ وجه من خدمتنا سنناقشه في المقالة التالية؟‏

      ٢٠ لاحِظ النقطتَين اللتين شدَّد عليهما بولس.‏ فكان يرغب من كل قلبه ان يجِد بعض الافراد الخلاص وتضرّع الى اللّٰه بخصوص هذا الامر.‏ اليوم ايضا،‏ نحن نقتدي بمثال بولس.‏ فنحن نرغب من كل قلبنا ان نجد الذين قلوبهم مهيأة لسماع البشارة.‏ كما اننا نصلي الى يهوه ليساعدنا ان نعثر على هؤلاء الاشخاص بغية مساعدتهم على اتِّباع مسلك يؤدي بهم الى الخلاص.‏ —‏ امثال ١١:‏٣٠؛‏ حزقيال ٣٣:‏١١؛‏ يوحنا ٦:‏٤٤‏.‏

      ٢١ ولكن لإيصال رسالة الملكوت الى اكبر عدد من هؤلاء الافراد،‏ لا يكفي ان نولي اهتمامنا للوجهَين اللذين استعرضناهما هنا:‏ لماذا نكرز وبماذا نكرز.‏ بل يجب ايضا ان نهتم بالوجه الثالث:‏ كيف نكرز.‏ وهذا ما سنناقشه في المقالة التالية.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a سنستعرض في هذه المقالة الوجهَين الاول والثاني.‏ وسنناقش في المقالة التالية الوجه الثالث.‏

      b اصدار شهود يهوه.‏

  • بشارة للناس من جميع الامم
    برج المراقبة ٢٠٠٥ | ١ تموز (‏يوليو)‏
    • بشارة للناس من جميع الامم

      ‏«تكونون لي شهودا .‏ .‏ .‏ الى اقصى الارض».‏ —‏ اعمال ١:‏٨‏.‏

      ١ ايّ امرَين ننتبه لهما كمعلِّمين للكتاب المقدس،‏ ولماذا؟‏

      لا ينتبه المعلّمون المهرة لما يعلِّمونه فحسب،‏ بل ايضا للطرائق التي يستخدمونها.‏ نحن ايضا نفعل الامر نفسه كمعلّمين لحق الكتاب المقدس،‏ اذ ننتبه للرسالة التي نكرز بها وللطرائق التي نستخدمها.‏ ولكن رغم اننا نكرز برسالة لا تتغير،‏ بشارة ملكوت اللّٰه،‏ فنحن نكيِّف الطرائق التي نستخدمها حسبما تقتضي الظروف.‏ ولماذا؟‏ لكي نوصل البشارة الى اكبر عدد ممكن من الناس.‏

      ٢ بمَن نتمثل عندما نكيِّف الطرائق التي نستخدمها في كرازتنا؟‏

      ٢ وبتكييف الطرائق التي نستخدمها في كرازتنا،‏ نتمثل بخدام اللّٰه في الماضي.‏ لنأخذ على سبيل المثال الرسول بولس.‏ فقد قال:‏ «صرت لليهود كيهودي .‏ .‏ .‏ صرت للذين بلا شريعة كأنني بلا شريعة .‏ .‏ .‏ صرت للضعفاء ضعيفا،‏ لأربح الضعفاء.‏ صرت لشتى الناس كل شيء،‏ لأخلّص بعضا منهم بأية وسيلة».‏ (‏١ كورنثوس ٩:‏١٩-‏٢٣‏)‏ وقد كان هذا الاسلوب المتّسم بالتكيّف فعّالا للغاية.‏ نحن ايضا يمكننا ان نكون فعّالين اذا كيَّفنا عروضنا لتتلاءم مع حاجات ومشاعر الذين نكرز لهم.‏

      الى «اقاصي الارض»‏

      ٣ (‏أ)‏ ايّ تحدٍّ يواجهنا في عملنا الكرازي؟‏ (‏ب)‏ كيف تتمّ كلمات اشعيا ٤٥:‏٢٢ في ايامنا؟‏

      ٣ احد التحديات الكبيرة التي يواجهها الذين يكرزون بالبشارة هو حجم مقاطعتهم:‏ «كل المسكونة».‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ فخلال القرن الماضي،‏ بذل كثيرون من خدام يهوه جهودا دؤوبة لبلوغ بلدان جديدة بغية نشر البشارة.‏ وماذا كانت النتيجة؟‏ توسُّع مذهل وعالمي النطاق.‏ ففي مطلع القرن العشرين،‏ لم تصل البشارة الا الى بلدان قليلة.‏ اما اليوم فشهود يهوه ناشطون في ٢٣٥ بلدا.‏ حقا،‏ يجري إعلان بشارة الملكوت في «اقاصي الارض».‏ —‏ اشعيا ٤٥:‏٢٢‏.‏

      ٤،‏ ٥ (‏أ)‏ مَن يلعبون دورا بارزا في نشر البشارة؟‏ (‏ب)‏ ماذا ذكرت تقارير بعض مكاتب الفروع عن الذين يأتون الى مقاطعتهم من اجل الخدمة؟‏

      ٤ وإلامَ يُعزى هذا التوسع؟‏ الى عدة امور.‏ وأحدها هو الدور البارز الذي يلعبه المرسلون المدرَّبون في مدرسة جلعاد برج المراقبة للكتاب المقدس،‏ وكذلك المتخرجون من مدرسة تدريب الخدام الذين يبلغ عددهم اكثر من ٠٠٠‏,٢٠.‏ ولا ننسَ ايضا الشهود العديدين الذين انتقلوا،‏ على نفقتهم الخاصة،‏ الى البلدان حيث الحاجة اعظم الى ناشرين للملكوت.‏ فهؤلاء المسيحيون المضحون بالذات —‏ سواء كانوا رجالا او نساء،‏ صغارا او كبارا،‏ عزّابا او متزوجين —‏ يلعبون دورا بارزا في الكرازة برسالة الملكوت في كل انحاء الارض.‏ (‏مزمور ١١٠:‏٣؛‏ روما ١٠:‏١٨‏)‏ ونحن نقدِّرهم من كل قلبنا.‏ لاحِظ ما كتبه بعض مكاتب الفروع عن الذين يأتون الى مقاطعتهم ليخدموا حيث الحاجة اعظم.‏

      ٥ «ان هؤلاء الاخوة الاعزاء يأخذون القيادة في الكرازة في المقاطعات المنعزلة،‏ يساعدون في تأسيس جماعات جديدة،‏ ويساهمون في النمو الروحي للاخوة والاخوات المحليين».‏ (‏الإكوادور)‏ «اذا غادر مئات الاشخاص الاجانب الذين يخدمون هنا،‏ يتزعزع استقرار الجماعات.‏ فيا لها من بركة ان يكونوا معنا!‏».‏ (‏جمهورية الدومينيكان)‏ «في العديد من جماعاتنا،‏ هنالك نسبة لا بأس بها من الاخوات تصل احيانا الى ٧٠ في المئة.‏ (‏مزمور ٦٨:‏١١‏)‏ ومعظمهن جديدات في الحق.‏ لكنَّ الفاتحات العازبات اللواتي اتين من بلدان اخرى يقدِّمن مساعدة قيّمة في تدريبهن.‏ وهؤلاء الاخوات الاجنبيات هن حقا هبة ثمينة لنا».‏ (‏احد بلدان اوروبا الشرقية)‏ فهل فكرت مرة ان تخدم في بلد اجنبي؟‏a —‏ اعمال ١٦:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      ‏«عشرة رجال من جميع لغات الامم»‏

      ٦ كيف تشير زكريا ٨:‏٢٣ الى التحدي المتعلق باللغات الذي يواجهنا في عملنا الكرازي؟‏

      ٦ اما التحدي الكبير الآخر فهو التنوع الهائل من اللغات التي يُنطَق بها حول العالم.‏ انبأت كلمة اللّٰه:‏ «في تلك الايام يتمسك عشرة رجال من جميع لغات الامم بذيل ثوب رجل يهودي قائلين:‏ ‹نذهب معكم لأننا سمعنا ان اللّٰه معكم›».‏ (‏زكريا ٨:‏٢٣‏)‏ في الاتمام العصري لهذه النبوة،‏ يمثّل ‹العشرة رجال› الجمع الكثير المنبأ عنه في الرؤيا ٧:‏٩‏.‏ لكن لاحِظ ان نبوة زكريا تذكر ان ‹العشرة رجال› لن يأتوا من كل الامم فحسب،‏ بل ايضا «من جميع لغات الامم».‏ فهل نشهد إتمام هذا الجزء المهم من النبوة؟‏ اجل،‏ دون شك.‏

      ٧ اية احصاءات تُظهِر ان البشارة تصل الى اشخاص «من جميع لغات الامم»؟‏

      ٧ لنستعرض الآن بعض الاحصاءات التي تثبت ذلك.‏ منذ خمسين سنة،‏ كانت مطبوعاتنا تصدر بـ‍ ٩٠ لغة،‏ لكنها اليوم متوفرة بأكثر من ٤٠٠ لغة.‏ ‹فالعبد الامين الفطين› لا يألو جهدا لتزويد المطبوعات حتى ببعض اللغات التي لا ينطق بها سوى عدد قليل نسبيا من الناس.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥‏)‏ مثلا،‏ توجد اليوم مطبوعات بالغرينلندية (‏التي ينطق بها ٠٠٠‏,٤٧ شخص)‏،‏ الپالاوية (‏التي ينطق بها ٠٠٠‏,١٥ شخص)‏،‏ والياپية (‏التي ينطق بها اقل من ٠٠٠‏,٧ شخص)‏.‏

      ‏«باب كبير» يؤدي الى فرص جديدة

      ٨،‏ ٩ ايّ تطور فتح ‹بابا كبيرا› لنا،‏ وكيف يتجاوب آلاف الشهود؟‏

      ٨ نحن اليوم لسنا مضطرين ان نسافر لنوصل البشارة الى اناس من كل الالسنة.‏ فمؤخرا،‏ ادّى توافد ملايين المهاجرين واللاجئين الى تشكيل العديد من الجاليات الناطقة بعدة لغات في الدول المتقدمة اقتصاديا.‏ مثلا،‏ في باريس بفرنسا،‏ يجري التكلم بحوالي ١٠٠ لغة.‏ وفي تورونتو بكندا،‏ يُنطَق بـ‍ ١٢٥ لغة.‏ أما في لندن بإنكلترا فيوجد اكثر من ٣٠٠ لغة اجنبية!‏ ووجود هؤلاء الاشخاص من بلدان اخرى في مقاطعات جماعات كثيرة يفتح ‹بابا كبيرا› يؤدي الى فرص جديدة للكرازة بالبشارة للناس من جميع الامم.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٦:‏٩‏.‏

      ٩ وآلاف الشهود يقبلون هذا التحدي ويقرّرون تعلُّم لغة اخرى.‏ ورغم ان ذلك صعب على معظمهم،‏ لكنَّ الجهد الذي يبذلونه لا يضاهي الفرح الذي يحصدونه عندما يساعدون المهاجرين واللاجئين على تعلُّم حق كلمة اللّٰه.‏ فمؤخرا في احد بلدان اوروبا الغربية،‏ كان ٤٠ في المئة تقريبا من المعتمدين في المحافل الكورية اشخاصا آتين من بلد آخر.‏

      ١٠ كيف استعملتم كراس بشارة للناس من جميع الامم؟‏ (‏انظر الاطار «مميِّزات كراس بشارة للناس من جميع الامم»‏ في الصفحة ٢٦.‏)‏

      ١٠ صحيح ان معظمنا لا تسمح لهم ظروفهم بتعلّم لغة اجنبية،‏ ولكن بإمكاننا المساهمة في مساعدة المهاجرين باستعمال الكراس الذي صدر مؤخرا بشارة للناس من جميع الامم،‏b الذي يحتوي على رسالة رائعة من الكتاب المقدس بعدة لغات.‏ (‏يوحنا ٤:‏٣٧‏)‏ فهل تستعمل هذا الكراس في الخدمة؟‏

      حين يكون الناس غير متجاوبين

      ١١ ايّ تحدٍّ آخر نواجهه في بعض المقاطعات؟‏

      ١١ فيما يتزايد نفوذ الشيطان على الارض،‏ نواجه مرارا اكثر تحدّيا آخر:‏ المقاطعات غير المتجاوبة.‏ وهذا لا يفاجئنا لأن يسوع سبق فأنبأ بحدوث ذلك حين قال عن ايامنا:‏ «تبرد محبة الاكثرية».‏ (‏متى ٢٤:‏١٢‏)‏ فعلا،‏ يتضاءل ايمان كثيرين باللّٰه واحترامهم للكتاب المقدس.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏٣،‏ ٤‏)‏ لذلك في بعض انحاء العالم،‏ قلة من الناس نسبيا يصيرون تلاميذ جددا للمسيح.‏ لكنَّ ذلك لا يعني ان تعب إخوتنا وأخواتنا المسيحيين الاعزاء الذين يكرزون بأمانة في هذه المقاطعات غير المتجاوبة يذهب سدى.‏ (‏عبرانيين ٦:‏١٠‏)‏ لمَ لا؟‏ لنتأمل في ما يلي.‏

      ١٢ ما هما الهدفان الرئيسيان لعملنا الكرازي؟‏

      ١٢ يُبرِز انجيل متى هدفَين رئيسيّين لعملنا الكرازي.‏ الاول هو ان ‹نتلمذ اناسا من جميع الامم›.‏ (‏متى ٢٨:‏١٩‏)‏ اما الثاني فهو ان رسالة الملكوت هي بمثابة «شهادة».‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ وهذان الهدفان مهمّان،‏ لكنَّ الهدف الثاني له مغزى خصوصي.‏ ولماذا؟‏

      ١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ ما هو احد الاوجه المهمة لعلامة حضور المسيح؟‏ (‏ب)‏ ماذا ينبغي ان نتذكر،‏ وخصوصا عندما نكرز في المقاطعات التي لا نلقى فيها إلا القليل من التجاوب؟‏

      ١٣ يذكر متى ان الرسل سألوا يسوع:‏ «ماذا تكون علامة حضورك واختتام نظام الاشياء؟‏».‏ (‏متى ٢٤:‏٣‏)‏ وإجابة عن سؤالهم،‏ قال يسوع ان احد الاوجه البارزة لهذه العلامة هو عمل كرازة عالمي النطاق.‏ وهل كان يتحدث عن التلمذة؟‏ كلا،‏ فقد قال:‏ ‏«يُكرَز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم،‏ ثم تأتي النهاية».‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ وهكذا،‏ اظهر يسوع ان عمل الكرازة بالملكوت هو بحدّ ذاته احد الاوجه المهمة للعلامة.‏

      ١٤ لذلك،‏ اذ نكرز ببشارة الملكوت،‏ ينبغي ان نتذكر انه حتى لو لم ننجح دائما في العثور على تلاميذ،‏ فنحن ننجح في إعطاء «شهادة».‏ فمهما كان تجاوب الناس،‏ فهم يدركون ما نفعله.‏ وهكذا،‏ نساهم في إتمام نبوة يسوع.‏ (‏اشعيا ٥٢:‏٧؛‏ رؤيا ١٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ قال جوردي،‏ شاهد حدث في اوروبا الغربية:‏ «ما يسعدني كثيرا هو ان اعرف ان يهوه يستخدمني لأساهم في إتمام متى ٢٤:‏١٤‏».‏ (‏٢ كورنثوس ٢:‏١٥-‏١٧‏)‏ ولا شك انك تشاطره مشاعره هذه.‏

      عندما يقاوم الناس رسالتنا

      ١٥ (‏أ)‏ ايّ امر سبق يسوع فحذَّر أتباعه منه؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمكِّننا من الكرازة رغم المقاومة؟‏

      ١٥ تشكِّل المقاومة تحدّيا آخر للكرازة ببشارة الملكوت.‏ فيسوع سبق ان حذَّر أتباعه:‏ «تكونون مبغَضين من جميع الامم من اجل اسمي».‏ (‏متى ٢٤:‏٩‏)‏ تماما كالمسيحيين الاولين،‏ يواجه أتباع يسوع اليوم البغض والمقاومة والاضطهاد.‏ (‏اعمال ٥:‏١٧،‏ ١٨،‏ ٤٠؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٢؛‏ رؤيا ١٢:‏١٢،‏ ١٧‏)‏ فعملهم هو حاليا تحت الحظر الحكومي في بعض البلدان.‏ رغم ذلك،‏ يواصل المسيحيون الحقيقيون في هذه المناطق الكرازة ببشارة الملكوت،‏ إطاعة لكلام اللّٰه.‏ (‏عاموس ٣:‏٨؛‏ اعمال ٥:‏٢٩؛‏ ١ بطرس ٢:‏٢١‏)‏ فماذا يمكِّنهم هم وغيرهم من الشهود حول العالم من القيام بذلك؟‏ يهوه هو الذي يمدّهم بالقوة بواسطة روحه القدس.‏ —‏ زكريا ٤:‏٦؛‏ افسس ٣:‏١٦؛‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏١٧‏.‏

      ١٦ كيف اظهر يسوع دور روح اللّٰه في اتمام عمل الكرازة؟‏

      ١٦ اظهر يسوع ان روح اللّٰه يلعب دورا مهما في اتمام عمل الكرازة حينما قال لأتباعه:‏ «ستنالون قدرة متى اتى الروح القدس عليكم،‏ وتكونون لي شهودا .‏ .‏ .‏ الى اقصى الارض».‏ (‏اعمال ١:‏٨؛‏ رؤيا ٢٢:‏١٧‏)‏ ان تسلسل الاحداث في هذا العدد مهمّ.‏ اولا،‏ نال التلاميذ الروح القدس.‏ بعد ذلك،‏ شرعوا في عمل الشهادة العالمي.‏ فما كانوا ليتمكنوا من الاستمرار في ‹الشهادة الى اقصى الارض› لولا دعم روح اللّٰه.‏ (‏متى ٢٤:‏١٣،‏ ١٤؛‏ اشعيا ٦١:‏١،‏ ٢‏)‏ لذلك كان من الملائم ان يدعو يسوع الروح القدس «المعين».‏ (‏يوحنا ١٥:‏٢٦‏)‏ كما قال ان روح اللّٰه سيعلِّم ويرشد تلاميذه.‏ —‏ يوحنا ١٤:‏١٦،‏ ٢٦؛‏ ١٦:‏١٣‏.‏

      ١٧ كيف يساعدنا الروح القدس عندما نواجه المقاومة الشرسة؟‏

      ١٧ فكيف يساعدنا روح اللّٰه اليوم عندما نواجه المقاومة الشرسة اثناء الكرازة بالبشارة؟‏ ان روح اللّٰه يقوّينا،‏ ويقاوم الذين يضطهدوننا.‏ لإيضاح ذلك،‏ لنتأمل في حادثة حصلت مع الملك شاول.‏

      روح اللّٰه يقاوم المضطهِدين

      ١٨ (‏أ)‏ كيف تغيَّر شاول تغييرا جذريا نحو الاسوإ؟‏ (‏ب)‏ بأية طريقة اضطهد شاول داود؟‏

      ١٨ كان شاول ملكا صالحا على اسرائيل في بداية حكمه،‏ لكنه صار لاحقا متمردا على يهوه.‏ (‏١ صموئيل ١٠:‏١،‏ ٢٤؛‏ ١١:‏١٤،‏ ١٥؛‏ ١٥:‏١٧-‏٢٣‏)‏ نتيجة لذلك،‏ لم يعد روح اللّٰه يدعمه.‏ وهذا ما جعله يصبّ جام غضبه على داود،‏ الذي مُسح ليكون الملك التالي وتمتع بدعم روح اللّٰه.‏ (‏١ صموئيل ١٦:‏١،‏ ١٣،‏ ١٤‏)‏ وفي احدى المناسبات،‏ كان شاول يحمل رمحا فيما لم يحمل داود سوى قيثارة،‏ فبدا له ان داود فريسة سهلة.‏ وفيما كان داود يعزف على القيثارة،‏ ‹رماه شاول بالرمح وقال:‏ «اسمِّره الى الحائط!‏».‏ اما داود فتنحى من امامه مرتين›.‏ (‏١ صموئيل ١٨:‏١٠،‏ ١١‏)‏ بعد ذلك،‏ أصغى شاول الى ابنه يوناثان،‏ صديق داود،‏ وحلف قائلا:‏ «حيّ هو يهوه،‏ ان [داود] لا يُقتَل».‏ غير ان شاول اراد مرة اخرى ‹ان يسمِّره الى الحائط بالرمح،‏ لكن داود تنحّى من امامه،‏ فضرب شاول الرمح الى الحائط›.‏ ثم فرّ داود هاربا،‏ لكنَّ شاول لاحقه.‏ وفي تلك المرحلة الحرجة،‏ صار روح اللّٰه يقاوم شاول.‏ كيف ذلك؟‏ —‏ ١ صموئيل ١٩:‏٦،‏ ١٠‏.‏

      ١٩ كيف حمى روح اللّٰه داود؟‏

      ١٩ عندما هرب داود الى النبي صموئيل،‏ ارسل شاول رجاله للقبض عليه.‏ ولكن عندما وصل هؤلاء الى مخبإ داود،‏ «كان روح اللّٰه على رسل شاول،‏ فابتدأوا يتصرفون كالانبياء».‏ فقد امتلأوا بروح اللّٰه حتى انهم نسوا تماما الهدف الذي جاؤوا من اجله.‏ ثم ارسل شاول مرتين رجالا لإحضار داود،‏ لكنَّ الامر عينه حدث في المرتَين كلتَيهما.‏ اخيرا،‏ ذهب الملك شاول بنفسه الى داود،‏ لكنه لم يتمكن هو ايضا من إعاقة تأثير روح اللّٰه.‏ وقد شلّ الروح القدس حركته «طوال ذلك النهار والليل»،‏ مما اتاح لداود فرصة ليهرب.‏ —‏ ١ صموئيل ١٩:‏٢٠-‏٢٤‏.‏

      ٢٠ ايّ درس نتعلمه من الرواية عن اضطهاد شاول لداود؟‏

      ٢٠ تعلِّمنا رواية شاول وداود هذه درسا مقوّيا:‏ لا يمكن لمضطهِدي خدام اللّٰه ان ينجحوا في مقاومتهم للروح القدس.‏ (‏مزمور ٤٦:‏١١؛‏ ١٢٥:‏٢‏)‏ فقصد يهوه كان ان يملك داود على اسرائيل.‏ ولا احد كان باستطاعته تغيير ذلك.‏ في ايامنا ايضا،‏ يريد يهوه ان «يُكرَز ببشارة الملكوت»،‏ ولا احد باستطاعته ايقاف هذه الكرازة.‏ —‏ اعمال ٥:‏٤٠،‏ ٤٢‏.‏

      ٢١ (‏أ)‏ كيف يتصرف بعض المقاومين اليوم كما تصرف شاول؟‏ (‏ب)‏ ايّ امر نحن واثقون منه؟‏

      ٢١ يستخدم بعض القادة الدينيين والسياسيين الاكاذيب والعنف لإعاقتنا عن عملنا.‏ لكنَّ يهوه سيؤمِّن الحماية الروحية لشعبه اليوم،‏ تماما كما حمى داود في الماضي.‏ (‏ملاخي ٣:‏٦‏)‏ لذلك،‏ نحن نشاطر داود ثقته ونردِّد كلماته:‏ «على اللّٰه توكلت.‏ فلا اخاف.‏ ماذا يصنع بي الانسان؟‏».‏ (‏مزمور ٥٦:‏١١؛‏ ١٢١:‏١-‏٨؛‏ روما ٨:‏٣١‏)‏ فلنستمر بمساعدة يهوه في مواجهة كل التحديات فيما نتمِّم تفويضنا المعطى من اللّٰه ان نكرز ببشارة الملكوت للناس من جميع الامم.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a انظر الاطار ‹شعور عميق بالاكتفاء› في الصفحة ٢٢.‏

      b اصدار شهود يهوه.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة