مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • تطوُّر بنية الهيئة
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
    • التنظيم للكرازة بالبشارة

      في مرحلة باكرة جدا ادرك الاخ رصل ان احدى المسؤوليات الاهم الملقاة على عاتق كل فرد من افراد الجماعة المسيحية هي عمل التبشير.‏ (‏١ بطرس ٢:‏٩‏)‏ وأوضحت برج المراقبة انه ليس فقط على يسوع وحده بل على جميع أتباعه الممسوحين بالروح انطبقت الكلمات النبوية لاشعياء ٦١:‏١‏،‏ وهي:‏ «(‏يهوه)‏ مسحني لأبشِّر،‏» او كما تنقل ترجمة الملك جيمس اقتباس يسوع لهذا المقطع،‏ «مسحني لأكرز بالانجيل.‏» —‏ لوقا ٤:‏١٨‏.‏

      قديما في السنة ١٨٨١،‏ نشرت برج المراقبة المقالة «مطلوب ٠٠٠‏,١ كارز.‏» وكان ذلك مناشدة لكل عضو في الجماعة ان يستعمل ما استطاع من الوقت (‏نصف ساعة،‏ ساعة،‏ او اثنتين،‏ او ثلاثا)‏ للاشتراك في نشر حق الكتاب المقدس.‏ والرجال والنساء الذين لم تكن لديهم عائلات تعتمد عليهم والذين كان بامكانهم اعطاء النصف او اكثر من وقتهم لعمل الرب على وجه الحصر جرى تشجيعهم ان يشرعوا في العمل كمبشرين موزعين جائلين للمطبوعات.‏ وكان العدد يختلف كثيرا من سنة الى سنة،‏ ولكن بحلول السنة ١٨٨٥ كان هنالك نحو ٣٠٠ يشتركون في هذا العمل كموزعين جائلين للمطبوعات.‏ واشترك آخرون ايضا انما على نطاق محدود اكثر.‏ وأُعطيت الاقتراحات للموزعين الجائلين للمطبوعات حول كيفية الشروع في عملهم.‏ لكنَّ الحقل كان واسعا،‏ وفي البداية على الاقل،‏ كانوا يختارون مقاطعتهم الخاصة وينتقلون من منطقة الى اخرى وفي اغلب الاحيان كما كان يبدو انه الافضل لهم.‏ ثم عندما يلتقون في المحافل كانوا يصنعون التعديلات اللازمة لتنسيق جهودهم.‏

      وفي السنة نفسها التي بدأت فيها خدمة الموزعين الجائلين للمطبوعات،‏ طبع الاخ رصل عددا من الكراريس للتوزيع المجاني.‏ وكان البارز بينها طعام للمسيحيين المفكرين،‏ الذي وُزِّع منه ٠٠٠‏,٢٠٠‏,١ في الاشهر الاربعة الاولى.‏ والعمل المشمول بترتيب الطبع والتوزيع هذا كان السبب لتشكيل جمعية برج مراقبة زيون للكراريس للاعتناء بالتفاصيل اللازمة.‏ وللحيلولة دون تعطيل العمل في حال موته،‏ ولتسهيل معالجة الهبات التي كانت ستُستخدم في العمل،‏ سجَّل الاخ رصل الجمعية شرعيا،‏ وصارت مسجَّلة رسميا في ١٥ كانون الاول ١٨٨٤.‏ فأوجد ذلك الوكالة الشرعية اللازمة.‏

      واذ نشأت الحاجة،‏ أُسِّست مكاتب فروع لجمعية برج المراقبة في بلدان اخرى.‏ فكان الاول في لندن،‏ انكلترا،‏ في ٢٣ نيسان ١٩٠٠.‏ والآخر في أَلْبِرفِلت،‏ المانيا،‏ في السنة ١٩٠٢.‏ وبعد سنتين،‏ في الجانب الآخر من الارض،‏ نُظِّم فرع في مَلبورن،‏ اوستراليا.‏ وفي وقت هذه الكتابة،‏ كان هنالك ٩٩ فرعا حول العالم.‏

      وعلى الرغم من ان الترتيبات التنظيمية اللازمة لتزويد كميات من مطبوعات الكتاب المقدس كانت قيد التطوُّر،‏ ففي البداية تُرِك للجماعات ان تعدّ اية ترتيبات محلية للتوزيع العام لتلك المواد.‏ وفي رسالة بتاريخ ١٦ آذار ١٩٠٠ ذكر الاخ رصل كيف كان ينظر الى المسألة.‏ وتلك الرسالة،‏ الموجهة الى «ألكساندر م.‏ ڠراهام،‏ والكنيسة في بوسطن،‏ ماساتشوستس،‏» قالت:‏ «كما تعلمون جميعا،‏ ان نيتي الواضحة هي ان اترك لكل فرقة من شعب الرب ادارة شؤونهم الخاصة،‏ بحسب تمييزهم الخاص،‏ مقدِّما الاقتراحات،‏ ليس بقصد التدخل،‏ بل على سبيل النصح فقط.‏» وشمل ذلك ليس فقط اجتماعاتهم بل ايضا الطريقة التي بها يواصلون خدمتهم للحقل.‏ وهكذا،‏ بعد تقديم المشورة العملية للاخوة،‏ اختتم بالتعليق:‏ «هذا مجرد اقتراح.‏»‏

      تطلَّبت بعض النشاطات توجيها اكثر تحديدا من قبل الجمعية.‏ ففي ما يتعلق بعرض «رواية الخلق المصوَّرة،‏» تُرِك لكل جماعة ان تقرِّر ما اذا كانت مستعدة وقادرة ان تستأجر مسرحا او تسهيلا آخر للعرض المحلي.‏ ولكن كان من الضروري ان تُنقل التجهيزات من مدينة الى مدينة،‏ وكان يجب اعداد البرامج؛‏ ولذلك زوَّدت الجمعية من هذه النواحي توجيها مركزيا.‏ وجرى تشجيع كل جماعة على حيازة لجنة للرواية للاعتناء بالترتيبات المحلية.‏ لكنَّ المشرف الذي ترسله الجمعية كان يمنح الانتباه الدقيق للتفاصيل بغية التيقن ان كل شيء يسير بنعومة.‏

      واذ انقضت السنتان ١٩١٤ ثم ١٩١٥،‏ كان اولئك المسيحيون الممسوحون بالروح ينتظرون بشوق شديد اتمام رجائهم السماوي.‏ وفي الوقت نفسه جرى تشجيعهم على البقاء مشغولين بخدمة الرب.‏ ورغم انهم اعتبروا وقتهم الباقي في الجسد قصيرا جدا،‏ صار واضحا انه لمواصلة الكرازة بالبشارة بترتيب كان يلزم توجيه اكثر مما عندما كانوا يُعَدّون بمئات قليلة.‏ وبعد ان صار ج.‏ ف.‏ رذرفورد الرئيسَ الثاني لجمعية برج المراقبة بوقت قصير،‏ اتخذ هذا التوجيه اوجها جديدة.‏ وعدد ١ آذار ١٩١٧ (‏بالانكليزية)‏ من برج المراقبة اعلن انه،‏ من ذلك الحين فصاعدا،‏ سيعيِّن مكتب الجمعية كل المقاطعة التي سيخدمها الموزعون الجائلون للمطبوعات والعمال الرعويونe في الجماعات.‏ وحيثما اشترك عمال محليون وموزعون جائلون للمطبوعات على السواء في خدمة حقل كهذه في مدينة او منطقة،‏ كانت المقاطعة تقسَّم في ما بينهم بواسطة لجنة اقليمية معيَّنة محليا.‏ وقد ساهم هذا الترتيب في توزيع بارز حقا لـ‍ السر المنتهي في غضون اشهر قليلة في ١٩١٧-‏١٩١٨.‏ وكان ذلك قيِّما ايضا في تحقيق توزيع سريع لـ‍ ٠٠٠‏,٠٠٠‏,١٠ نسخة من تشهير قوي للعالم المسيحي في نشرة ابرزت الموضوع «سقوط بابل.‏»‏

      وبعد ذلك بوقت قصير جرى اعتقال اعضاء هيئة مديري الجمعية،‏ وفي ٢١ حزيران ١٩١٨ حُكم عليهم بالسجن ٢٠ سنة.‏ فبلغت الكرازة بالبشارة مرحلة جمود فعلي.‏ فهل كان ذلك الوقتَ الذي سيتحدون فيه اخيرا مع الرب في المجد السماوي؟‏

      بعد اشهر قليلة انتهت الحرب.‏ وفي السنة التالية أُطلق سراح رسميي الجمعية.‏ وكانوا لا يزالون في الجسد.‏ ولم يحصل ما توقعوه،‏ لكنهم استنتجوا انه لا بد ان يكون للّٰه عمل بعدُ ليقوموا به هنا على الارض.‏

      لقد اجتازوا قبل وقت قليل امتحانات قاسية لايمانهم.‏ ولكن في السنة ١٩١٩ شدَّدتهم برج المراقبة بدروس مثيرة من الاسفار المقدسة حول المحور «مباركون هم الشجعان.‏» وهذه تبعتها المقالة «فرص للخدمة.‏» لكنَّ الاخوة لم يتصوروا التطوُّرات التنظيمية الواسعة التي كانت ستحدث خلال العقود التالية.‏

      المثال اللائق للرعية

      قدَّر الاخ رذرفورد ان المثال اللائق للرعية امر حيوي بغية استمرار العمل في التقدم بترتيب وبطريقة موحَّدة مهما كان الوقت قصيرا.‏ فقد وصف يسوع أتباعه كخراف،‏ والخراف تتبع راعيها.‏ طبعا،‏ يسوع نفسه هو الراعي الصالح،‏ لكنه يستخدم ايضا شيوخا كرعاة معاونين لشعبه.‏ (‏١ بطرس ٥:‏​١-‏٣‏)‏ وهؤلاء الشيوخ يجب ان يكونوا رجالا يشتركون هم انفسهم في العمل الذي عيَّنه يسوع ويشجعون الآخرين على ذلك.‏ ويجب ان يملكوا بشكل اصيل روح التبشير.‏ ولكن،‏ عند توزيع السر المنتهي،‏ تقاعس بعض الشيوخ؛‏ حتى ان البعض كانوا صرحاء تماما في تثبيط الآخرين عن الاشتراك.‏

      اتُّخذت خطوة بالغة الاهمية نحو تصحيح هذا الوضع في السنة ١٩١٩ عندما بدأت مجلة العصر الذهبي بالصدور.‏ وهذه كانت ستصير اداة فعَّالة لاعلان ملكوت اللّٰه بصفته الحل الدائم الوحيد لمشاكل الجنس البشري.‏ فكل جماعة ترغب في الاشتراك في هذا النشاط دُعيت ان تطلب من الجمعية ان تسجِّلها بصفتها «هيئة خدمة.‏» ثم عيَّنت الجمعية مديرا،‏ او مدير خدمة كما صار معروفا،‏ غير خاضع للانتخاب السنوي.‏f وبصفته الممثل المحلي للجمعية،‏ كان سينظِّم العمل،‏ يعيِّن المقاطعة،‏ ويشجع الجماعة على الاشتراك في خدمة الحقل.‏ وهكذا،‏ الى جانب الشيوخ والشمامسة المنتخَبين ديموقراطيا،‏ ابتدأ يعمل نوع آخر من الترتيب التنظيمي،‏ نوع يعترف بسلطة التعيين من خارج الجماعة المحلية ويشدِّد اكثر على الكرازة ببشارة ملكوت اللّٰه.‏g

      خلال السنوات التي تلت،‏ أُعطي عمل المناداة بالملكوت زخما هائلا،‏ كما لو انه بقوة لا تقاوَم.‏ فالحوادث في السنة ١٩١٤ وما بعدها اوضحت ان النبوة العظمى التي يصف فيها الرب يسوع المسيح اختتام النظام القديم كانت تختبر الاتمام.‏ وعلى ضوء ذلك،‏ في السنة ١٩٢٠،‏ بيَّنت برج المراقبة ان هذا،‏ كما أُنبئ في متى ٢٤:‏١٤‏،‏ هو الوقت للمناداة بالبشارة عن «نهاية نظام الاشياء القديم وتأسيس ملكوت المسيَّا.‏»‏h (‏متى ٢٤:‏​٣-‏١٤‏)‏ وبعد حضور محفل تلاميذ الكتاب المقدس في سيدر پوينت،‏ اوهايو،‏ في السنة ١٩٢٢،‏ غادر المندوبون والشعار يرنّ في آذانهم:‏ «أَعلنوا،‏ أَعلنوا،‏ أَعلنوا،‏ الملك وملكوته.‏» ودور المسيحيين الحقيقيين صار اوضح ونال تشديدا اكثر ايضا في السنة ١٩٣١،‏ عند تبنّي الاسم شهود يهوه.‏

      صار واضحا ان يهوه عيَّن لخدامه عملا يمكنهم جميعا ان يشتركوا فيه.‏ وكان هنالك تجاوب حماسي.‏ فكثيرون صنعوا تعديلات رئيسية في حياتهم لتخصيص وقتهم الكامل لهذا العمل.‏ وحتى بين اولئك الذين خصَّصوا مجرد جزء من الوقت،‏ صرف عدد كبير اياما كاملة في خدمة الحقل في نهايات الاسابيع.‏ واذ تجاوبوا مع التشجيع الوارد في برج المراقبة و Informant (‏المخبر‏)‏ في السنتين ١٩٣٨ و ١٩٣٩،‏ سعى كثيرون من شهود يهوه آنذاك بضمير حي الى تخصيص ٦٠ ساعة شهريا لخدمة الحقل.‏

      وبين اولئك الشهود الغيارى كان هنالك كثيرون من خدام يهوه المتواضعين المخلصين الذين كانوا شيوخا في الجماعات.‏ ولكن في بعض الاماكن،‏ خلال عشرينات الـ‍ ١٩٠٠ وأوائل ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ كانت هنالك ايضا مقاومة كبيرة لفكرة اشتراك كل فرد في خدمة الحقل.‏ وكثيرا ما كان الشيوخ المنتخَبون ديموقراطيا صرحاء تماما في معارضة ما تقوله برج المراقبة عن مسؤولية الكرازة للناس خارج الجماعة.‏ ورفْض الاصغاء الى ما يقوله روح اللّٰه،‏ بواسطة الاسفار المقدسة،‏ للجماعة في هذه المسألة اعاق تدفق روح اللّٰه في تلك الفرق.‏ —‏ رؤيا ٢:‏​٥،‏ ٧‏.‏

      اتُّخذت الاجراءات في السنة ١٩٣٢ لتصحيح هذا الوضع.‏ ولم تكن نقطة الاهتمام الرئيسي ما اذا كان بعض الشيوخ البارزين يمكن ان يستاءوا او ما اذا كان بعض المقترنين بالجماعات يمكن ان ينسحبوا.‏ لكنَّ رغبة الاخوة كانت ارضاء يهوه وفعل مشيئته.‏ ولهذه الغاية،‏ ابرز العددان ١٥ آب و ١ ايلول (‏بالانكليزية)‏ من برج المراقبة في تلك السنة الموضوع «هيئة يهوه.‏»‏

      اظهرت هذه المقالات بالتحديد ان جميع الذين هم حقا جزء من هيئة يهوه سيقومون بالعمل الذي تقول كلمته انه يجب القيام به خلال فترة الوقت هذه.‏ وأيَّدت المقالات النظرة ان الكينونة شيخا مسيحيا ليست منصبا يمكن ان يُنتخَب المرء له ولكنها حالة يجري بلوغها بالنمو الروحي.‏ وشُدِّد خصوصا على صلاة يسوع ان يكون «جميع» أتباعه «واحدا» —‏ في اتحاد مع اللّٰه والمسيح،‏ وبالتالي متحدين واحدهم بالآخر في فعل مشيئة اللّٰه.‏ (‏يوحنا ١٧:‏٢١‏)‏ وبأية نتيجة؟‏ اجابت المقالة الثانية ان «كل فرد من البقية يجب ان يكون شاهدا لاسم يهوه اللّٰه وملكوته.‏» ولم يكن الاشراف ليُعهَد فيه الى ايٍّ من الذين يفشلون او يرفضون ان يفعلوا ما يمكنهم فعله بشكل معقول للاشتراك في الشهادة العلنية.‏

      وعند اختتام درس هذه المقالات،‏ دُعيت الجماعات الى اصدار قرار يشير الى موافقتها.‏ وهكذا أُلغي الانتخاب الجماعي السنوي للرجال ليكونوا شيوخا وشمامسة.‏ وفي بلفاست،‏ ايرلندا الشمالية،‏ كما في اماكن اخرى،‏ ترك بعض «الشيوخ المنتخَبين» السابقين معاشرة الجماعة؛‏ والافراد الآخرون الذين شاركوهم في نظرتهم مضوا معهم.‏ فنتج عن ذلك نقص في عدد المقترنين بالجماعة ولكن تقوية لكامل الهيئة.‏ وأولئك الذين بقوا كانوا اناسا على استعداد لتحمل مسؤولية الشهادة المسيحية.‏ وعوضا عن انتخاب الشيوخ،‏ اختارت الجماعات —‏ اذ كانت لا تزال تستخدم الاساليب الديموقراطية —‏ لجنة خدمةi مؤلَّفة من رجال ناضجين روحيا يشتركون بنشاط في الشهادة العلنية.‏ وأعضاء الجماعة انتخبوا ايضا عريفا للاشراف على اجتماعاتهم اضافة الى كاتب وأمين صندوق.‏ وكان جميع هؤلاء رجالا من الشهود النشاطى ليهوه.‏

      واذ عُهِد الآن في الاشراف على الجماعة الى رجال يهتمون لا بالمركز الشخصي بل بالقيام بعمل اللّٰه —‏ الشهادة لاسمه وملكوته —‏ ويرسمون مثالا جيدا باشتراكهم فيه،‏ تَقدَّم العمل بنعومة اكثر.‏ ومع انهم لم يعرفوا ذلك آنذاك،‏ كان هنالك الكثير لفعله،‏ شهادة اوسع مما جرى تقديمه سابقا،‏ تجميع لم يتوقعوه.‏ (‏اشعياء ٥٥:‏٥‏)‏ ومن الواضح ان يهوه كان يعدّهم لذلك.‏

      ابتدأ قليلون من ذوي الرجاء بالحياة الابدية على الارض يعاشرونهم.‏j لكنَّ الكتاب المقدس سبق وأنبأ بتجميع جمع كثير بقصد حفظهم عبر الضيقة العظيمة القادمة.‏ (‏رؤيا ٧:‏​٩-‏١٤‏)‏ وفي السنة ١٩٣٥ جرى ايضاح هوية هذا الجمع الكثير.‏ والتغييرات في اختيار النظار خلال ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠ جهَّزت الهيئة على نحو افضل للاعتناء بعمل تجميعهم،‏ تعليمهم،‏ وتدريبهم.‏

      بالنسبة الى معظم شهود يهوه،‏ كان العمل الموسَّع هذا تطوُّرا مثيرا.‏ واتخذت خدمتهم للحقل معنى جديدا.‏ لكنَّ البعض لم يكونوا تواقين الى الكرازة.‏ فامتنعوا عن الاشتراك فيها،‏ وحاولوا تبرير خمولهم بالمحاجّة انه لن يجري تجميع جمع كثير إلا بعد هرمجدون.‏ لكنَّ الغالبية رأوا فرصة جديدة للاعراب عن ولائهم ليهوه ومحبتهم لرفيقهم الانسان.‏

      وكيف تلاءم الذين هم من الجمع الكثير مع بنية الهيئة؟‏ لقد أُظهر لهم الدور الذي عيَّنته كلمة اللّٰه لـ‍ «القطيع الصغير» من الممسوحين بالروح،‏ فعملوا بسرور وفق هذا الترتيب.‏ (‏لوقا ١٢:‏​٣٢-‏٤٤‏)‏ وتعلَّموا ايضا انه،‏ كالمسيحيين الممسوحين بالروح،‏ لديهم مسؤولية الاشتراك في البشارة مع الآخرين.‏ (‏رؤيا ٢٢:‏١٧‏)‏ وبما انهم ارادوا ان يكونوا رعايا ارضيين لملكوت اللّٰه،‏ يجب ان يأتي هذا الملكوت اولا في حياتهم،‏ ويجب ان يكونوا غيورين في اخبار الآخرين عنه.‏ ولكي ينطبق عليهم وصف الكتاب المقدس لأولئك الذين سيُحفظون عبر الضيقة العظيمة الى نظام اللّٰه الجديد،‏ يجب ان يكونوا اشخاصا «يصرخون بصوت عظيم قائلين الخلاص لالهنا الجالس على العرش وللخروف.‏» (‏رؤيا ٧:‏​١٠،‏ ١٤‏)‏ وفي السنة ١٩٣٧،‏ اذ ابتدأت اعدادهم تنمو وصارت غيرتهم للرب ظاهرة،‏ دُعوا ايضا الى المساعدة على حمل ثقل المسؤولية في الاشراف على الجماعة.‏

      ولكن،‏ جرى تذكيرهم بأن الهيئة هي ليهوه،‏ لا لأيّ انسان.‏ ولم يكن ليوجد انقسام بين بقية الممسوحين بالروح والذين هم من الجمع الكثير من الخراف الاخر.‏ فكان يجب ان يعملوا معا كاخوة وأخوات في خدمة يهوه.‏ وكما قال يسوع،‏ «لي خراف اخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي ان آتي بتلك ايضا فتسمع صوتي وتكون رعية واحدة وراع واحد.‏» (‏يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ وواقع هذا الامر صار يتضح.‏

  • تطوُّر بنية الهيئة
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
    • ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٢١٥]‏

      اسئلة V.‎D.‎M.‎

      ان الاحرف .‏V.D.M تمثِّل الكلمات اللاتينية “،‏ Verbi Dei Minister” او خادم الكلمة الالهية.‏

      في السنة ١٩١٦ اعدَّت الجمعية قائمة بأسئلة حول مسائل من الاسفار المقدسة.‏ وطُلب من اولئك الذين كانوا سيمثِّلون الجمعية كخطباء ان يجيبوا عن كلٍّ من الاسئلة كتابيا.‏ وهذا مكَّن الجمعية من معرفة افكار،‏ آراء،‏ وفهم هؤلاء الاخوة في ما يختص بحقائق الكتاب المقدس الاساسية.‏ وكانت هيئة فاحصة في مكاتب الجمعية تفحص بدقة الاجوبة المكتوبة.‏ والذين يُعتَرف بهم كخطباء اكفاء كان يجب ان ينالوا علامة ٨٥ في المئة او اكثر.‏

      وفي ما بعد سأل كثيرون من الشيوخ،‏ الشمامسة،‏ وتلاميذ الكتاب المقدس الآخرين عما اذا كان بامكانهم الحصول على قائمة الاسئلة.‏ وفي حينه،‏ ذُكر انه من المفيد ان تختار الصفوف كممثِّلين لها الاشخاص الذين تأهلوا فقط بصفتهم V.‎D.‎M.‏

      وعندما كانت الجمعية تمنح درجة خادم الكلمة الالهية،‏ لم يكن ذلك يعني ان الفرد قد عُيِّن.‏ فكان ذلك يدلّ ان الهيئة الفاحصة في مكاتب الجمعية قد راجعت التطوُّر العقائدي للشخص،‏ والى حد معقول سمعته،‏ واستنتجت انه اهل لأن يُدعى خادم الكلمة الالهية.‏

      اسئلة الـ‍ V.‎D.‎M هي كما يلي:‏

      (‏١)‏ ماذا كان عمل اللّٰه الخلقي الاول؟‏

      (‏٢)‏ ما هو معنى الكلمة «لوغوس،‏» كما تقترن بابن اللّٰه؟‏ وإلى ماذا تشير الكلمتان الآب والابن؟‏

      (‏٣)‏ متى وكيف دخلت الخطية الى العالم؟‏

      (‏٤)‏ ما هو العقاب الالهي للخطاة على الخطية؟‏ ومَن هم الخطاة؟‏

      (‏٥)‏ لماذا كان ضروريا ان يصير «لوغوس» جسدا؟‏ وهل «تجسَّد»؟‏

      (‏٦)‏ من اية طبيعة كان الانسان المسيح يسوع من الطفولية الى الموت؟‏

      (‏٧)‏ من اية طبيعة هو يسوع منذ القيامة؛‏ وما هي علاقته الرسمية بيهوه؟‏

      (‏٨)‏ ما هو عمل يسوع خلال عصر الانجيل هذا —‏ خلال الفترة الممتدة من يوم الخمسين حتى الوقت الحاضر؟‏

      (‏٩)‏ ماذا فعل يهوه اللّٰه حتى الآن لعالم الجنس البشري؟‏ وماذا فعل يسوع؟‏

      (‏١٠)‏ ما هو القصد الالهي في ما يتعلق بالكنيسة عند اتمامه؟‏

      (‏١١)‏ ما هو القصد الالهي في ما يتعلق بعالم الجنس البشري؟‏

      (‏١٢)‏ ماذا سيكون مصير الذين لا سبيل الى تقويمهم اخيرا؟‏

      (‏١٣)‏ ماذا ستكون المكافأة او البركات التي ستأتي الى عالم الجنس البشري بسبب الطاعة لملكوت المسيَّا؟‏

      (‏١٤)‏ بأية خطوات يمكن للخاطئ ان يأتي الى علاقة حيوية بالمسيح وبالآب السماوي؟‏

      (‏١٥)‏ بعد ان يولَد المسيحي من الروح القدس،‏ ما هو مسلكه،‏ حسب الارشاد في كلمة اللّٰه؟‏

      (‏١٦)‏ هل تحوَّلتَ عن الخطية لتخدم الاله الحي؟‏

      (‏١٧)‏ هل كرَّستَ كاملا حياتك وكل قواك ومواهبك للرب ولخدمته؟‏

      (‏١٨)‏ هل رمزتَ الى هذا التكريس بالتغطيس في الماء؟‏

      (‏١٩)‏ هل تبنَّيتَ نذر جمعية تلاميذ الكتاب المقدس من جميع الامم في ما يختص بقداسة الحياة؟‏

      (‏٢٠)‏ هل قرأتَ بشكل شامل ودقيق المجلدات الستة من دروس في الاسفار المقدسة؟‏

      (‏٢١)‏ هل استمددتَ الكثير من الاستنارة والفائدة منها؟‏

      (‏٢٢)‏ هل تعتقد انك تملك معرفة جوهرية ودائمة من الكتاب المقدس ستجعلك اكثر فعَّالية كخادم للرب طيلة ما تبقَّى من حياتك؟‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة