-
شعب ينادي بالبشارة: خدام يكرزون طوعاملكوت اللّٰه يحكم الآن!
-
-
الفصل ٦
شَعْبٌ يُنَادِي بِٱلْبِشَارَةِ: خُدَّامٌ يَكْرِزُونَ طَوْعًا
١، ٢ أَيُّ عَمَلٍ مُهِمٍّ أَنْبَأَ بِهِ يَسُوعُ، وَأَيُّ سُؤَالٍ يَنْشَأُ؟
غَالِبًا مَا يَقْطَعُ ٱلْحُكَّامُ ٱلسِّيَاسِيُّونَ وُعُودًا لَا يَلْبَثُونَ أَنْ يُخْلِفُوا بِهَا. حَتَّى أَصْحَابُ ٱلنَّوَايَا ٱلْحَسَنَةِ بَيْنَهُمْ يَعْجَزُونَ أَحْيَانًا عَنِ ٱلِٱلْتِزَامِ بِكَلِمَتِهِمْ. بِٱلتَّبَايُنِ لَا يَتَفَوَّهُ ٱلْمَلِكُ ٱلْمَسِيَّانِيُّ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ بِوَعْدٍ إِلَّا وَيَفِي بِهِ.
٢ مَثَلًا، بَعْدَمَا نُصِّبَ مَلِكًا عَامَ ١٩١٤، أَصْبَحَ جَاهِزًا لِيُتَمِّمَ نُبُوَّةً تَفَوَّهَ بِهَا قَبْلَ ٩٠٠,١ سَنَةٍ تَقْرِيبًا. فَقَدْ أَنْبَأَ قُبَيْلَ مَوْتِهِ: «يُكْرَزُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ هٰذِهِ فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ». (مت ٢٤:١٤) وَإِتْمَامُ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ يُشَكِّلُ وَجْهًا مِنْ أَوْجُهِ حُضُورِهِ بِٱلسُّلْطَةِ ٱلْمَلَكِيَّةِ. وَلٰكِنْ كَيْفَ لِلْمَلِكِ أَنْ يَجْمَعَ جَيْشًا مِنَ ٱلْكَارِزِينَ ٱلطَّوْعِيِّينَ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ ٱلَّتِي تَتَفَشَّى فِيهَا ٱلْأَنَانِيَّةُ وَٱلْإِلْحَادُ وَتَنْدُرُ فِيهَا ٱلْمَحَبَّةُ؟ (مت ٢٤:١٢؛ ٢ تي ٣:١-٥) لَا بُدَّ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ أَنْ يَعْرِفُوا ٱلْجَوَابَ لِأَنَّهُمْ جَمِيعًا مَعْنِيُّونَ بِهِ.
٣ بِمَ كَانَ يَسُوعُ وَاثِقًا، وَمِنْ أَيْنَ لَهُ هٰذِهِ ٱلثِّقَةُ؟
٣ مِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ يَسُوعَ كَانَ وَاثِقًا تَمَامَ ٱلثِّقَةِ بِكَلِمَاتِهِ حِينَمَا أَنْبَأَ: «يُكْرَزُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ». فَمِنْ أَيْنَ لَهُ ٱلثِّقَةُ بِوُجُودِ أَتْبَاعٍ يُؤَيِّدُونَهُ طَوْعًا فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ؟ لَقَدِ ٱكْتَسَبَهَا مِنْ أَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ. (يو ١٢:٤٥؛ ١٤:٩) فَقَبْلَمَا عَاشَ عَلَى ٱلْأَرْضِ، رَأَى بِأُمِّ عَيْنِهِ أَنَّ يَهْوَهَ يَثِقُ بِرُوحِ عُبَّادِهِ ٱلطَّوْعِيَّةِ. وَفِي مَا يَلِي سَنَرَى كَيْفَ عَبَّرَ يَهْوَهُ عَنْ هٰذِهِ ٱلثِّقَةِ.
«شَعْبُكَ يَتَطَوَّعُ»
٤ أَيَّ عَمَلٍ طَلَبَ يَهْوَهُ مِنَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَدْعَمُوا، وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟
٤ تَذَكَّرْ مَا حَدَثَ حِينَ أَمَرَ يَهْوَهُ مُوسَى أَنْ يُشَيِّدَ ٱلْمَسْكَنَ لِيَكُونَ مَرْكَزَ عِبَادَةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ. فَقَدْ دَعَا ٱللّٰهُ مِنْ خِلَالِ نَبِيِّهِ جَمِيعَ ٱلشَّعْبِ إِلَى تَقْدِيمِ ٱلدَّعْمِ لِلْعَمَلِ. قَالَ لَهُمْ مُوسَى: «كُلُّ ذِي قَلْبٍ رَاغِبٍ يُحْضِرُ تَقْدِمَةَ يَهْوَهَ». وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟ ظَلَّ ٱلشَّعْبُ «يَأْتُونَهُ بِقُرْبَانٍ طَوْعِيٍّ كُلَّ صَبَاحٍ». وَقَدْ أَعْطَوْا بِسَخَاءٍ حَتَّى ٱضْطُرَّ مُوسَى أَخِيرًا أَنْ يُطْلِقَ ٱلنِّدَاءَ: «لَا يَصْنَعْ رَجُلٌ وَلَا ٱمْرَأَةٌ شَيْئًا بَعْدُ لِلتَّقْدِمَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ». (خر ٣٥:٥؛ ٣٦:٣، ٦) حَقًّا لَمْ يُخَيِّبِ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ قَدِيمًا أَمَلَ يَهْوَهَ فِيهِمْ.
٥، ٦ أَيُّ رُوحٍ تَوَقَّعَ يَهْوَهُ وَيَسُوعُ أَيْضًا أَنْ يَتَحَلَّى بِهَا ٱلْعُبَّادُ ٱلْحَقِيقِيُّونَ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ وَفْقًا لِلْمَزْمُور ١١٠:١-٣؟
٥ وَهَلْ تَوَقَّعَ يَهْوَهُ أَنْ يَتَحَلَّى خُدَّامُهُ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ بِرُوحٍ طَوْعِيَّةٍ كَهٰذِهِ؟ بِكُلِّ تَأْكِيدٍ. فَقَبْلَ وِلَادَةِ يَسُوعَ عَلَى ٱلْأَرْضِ بِأَكْثَرَ مِنْ ٠٠٠,١ سَنَةٍ، أَوْحَى يَهْوَهُ إِلَى دَاوُدَ أَنْ يَكْتُبَ عَنْ بِدَايَةِ حُكْمِ ٱلْمَسِيَّا. (اقرإ المزمور ١١٠:١-٣.) وَبِحَسَبِ ٱلنُّبُوَّةِ، كَانَ ٱلْمَلِكُ ٱلْمُنَصَّبُ حَدِيثًا سَيُوَاجِهُ أَعْدَاءً كُثُرًا، غَيْرَ أَنَّهُ سَيَحْظَى فِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ بِدَعْمِ جَيْشٍ مِنَ ٱلْأَتْبَاعِ. وَلَنْ يَخْدُمَ هٰؤُلَاءِ مَلِكَهُمْ مُكْرَهِينَ. فَحَتَّى ٱلشُّبَّانُ بَيْنَهُمْ سَيَتَطَوَّعُونَ بِأَعْدَادٍ ضَخْمَةٍ، فَيَصِيرُونَ كَقَطَرَاتِ ٱلنَّدَى ٱلَّتِي تَكْسُو ٱلْأَرْضَ عِنْدَ ٱلْفَجْرِ.a
مُؤَيِّدُو ٱلْمَلَكُوتِ ٱلطَّوْعِيُّونَ هُمْ كَقَطَرَاتِ ٱلنَّدَى فِي ٱلْكَثْرَةِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٥.)
٦ وَيَسُوعُ مِنْ جِهَتِهِ عَرَفَ أَنَّ ٱلنُّبُوَّةَ فِي ٱلْمَزْمُورِ ١١٠ تَنْطَبِقُ عَلَيْهِ. (مت ٢٢:٤٢-٤٥) لِذَا لَمْ يَشُكَّ إِطْلَاقًا فِي أَنَّ أَتْبَاعًا أَوْلِيَاءَ لَهُ سَيَتَطَوَّعُونَ لِنَشْرِ ٱلْبِشَارَةِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ. فَلْنَضَعِ ٱلْآنَ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةَ عَلَى ٱلْمِحَكِّ وَلْنَرَ عَلَى ضَوْءِ ٱلْوَقَائِعِ ٱلتَّارِيخِيَّةِ هَلْ حَشَدَ ٱلْمَلِكُ بِٱلْفِعْلِ جَيْشًا مِنَ ٱلْكَارِزِينَ ٱلطَّوْعِيِّينَ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ.
«إِعْلَانُ هٰذِهِ ٱلرِّسَالَةِ هُوَ ٱمْتِيَازِي وَوَاجِبِي»
٧ أَيُّ خُطُوَاتٍ ٱتَّخَذَهَا يَسُوعُ بُعَيْدَ تَنْصِيبِهِ مَلِكًا لِيُهَيِّئَ أَتْبَاعَهُ لِلْعَمَلِ ٱلْكَامِنِ أَمَامَهُمْ؟
٧ بُعَيْدَ تَنْصِيبِ يَسُوعَ مَلِكًا، ٱتَّخَذَ خُطُوَاتٍ لِيُهَيِّئَ أَتْبَاعَهُ لِلْعَمَلِ ٱلْهَائِلِ ٱلْكَامِنِ أَمَامَهُمْ. فَكَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلثَّانِي، تَفَحَّصَ وَنَقَّى خُدَّامَهُ مِنْ عَامِ ١٩١٤ حَتَّى أَوَائِلِ عَامِ ١٩١٩. (مل ٣:١-٤) ثُمَّ فِي ذٰلِكَ ٱلْعَامِ نَفْسِهِ عَيَّنَ ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ لِيَتَوَلَّى قِيَادَةَ أَتْبَاعِهِ. (مت ٢٤:٤٥) وَمِنْ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ، رَاحَ ٱلْعَبْدُ يُوَفِّرُ ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ فِي ٱلْمَحَافِلِ وَٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلَّتِي شَدَّدَتْ تَكْرَارًا عَلَى مَسْؤُولِيَّةِ جَمِيعِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يُشَارِكُوا فِي ٱلْكِرَازَةِ.
٨-١٠ كَيْفَ أَمَدَّتِ ٱلْمَحَافِلُ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلزَّخْمِ؟ أَعْطُوا مِثَالًا. (اُنْظُرُوا أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «مَحَافِلُ بَاكِرَةٌ أَمَدَّتْ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلزَّخْمِ».)
٨ اَلْمَحَافِلُ. اِجْتَمَعَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْمُتَعَطِّشُونَ إِلَى نَيْلِ ٱلْإِرْشَادِ لِحُضُورِ أَوَّلِ مَحْفِلٍ كَبِيرٍ يُعْقَدُ بَعْدَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى فِي سِيدِر بُويْنْت بِوِلَايَةِ أُوهَايُو ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ مِنْ ١ إِلَى ٨ أَيْلُولَ (سِبْتَمْبِر) ١٩١٩. وَفِي ثَانِي أَيَّامِهِ، أَلْقَى ٱلْأَخُ رَذَرْفُورْد خِطَابًا قَالَ فِيهِ بِكُلِّ وُضُوحٍ لِلْمَنْدُوبِينَ: «إِنَّ مُهِمَّةَ ٱلْمَسِيحِيِّ عَلَى ٱلْأَرْضِ . . . هِيَ إِعْلَانُ رِسَالَةِ مَلَكُوتِ ٱلرَّبِّ».
٩ أَمَّا ذُرْوَةُ ٱلْمَحْفِلِ فَكَانَتْ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ حِينَ قَدَّمَ ٱلْأَخُ رَذَرْفُورْد خِطَابًا بِعُنْوَانِ «نِدَاءٌ إِلَى ٱلرُّفَقَاءِ فِي ٱلْعَمَلِ» نُشِرَ لَاحِقًا فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ تَحْتَ عُنْوَانِ «إِعْلَانُ ٱلْمَلَكُوتِ». قَالَ فِيهِ: «حِينَ يَسْتَرْسِلُ ٱلْمَسِيحِيُّ فِي ٱلتَّأَمُّلِ، يَمُرُّ فِي خَاطِرِهِ ٱلسُّؤَالُ ٱلْبَدِيهِيُّ: مَا ٱلْقَصْدُ مِنْ وُجُودِي عَلَى ٱلْأَرْضِ؟ فَيَأْتِي ٱلْجَوَابُ لَا مَحَالَةَ: لَقَدْ جَعَلَنِي ٱلرَّبُّ بِنِعْمَتِهِ سَفِيرًا يُمَثِّلُهُ وَيَحْمِلُ رِسَالَةَ ٱلْمُصَالَحَةِ ٱلْإِلٰهِيَّةَ إِلَى ٱلْعَالَمِ. وَإِعْلَانُ هٰذِهِ ٱلرِّسَالَةِ هُوَ ٱمْتِيَازِي وَوَاجِبِي».
١٠ وَفِي ذٰلِكَ ٱلْخِطَابِ ٱلتَّارِيخِيِّ، أَعْلَنَ رَذَرْفُورْد عَنْ إِصْدَارِ مَجَلَّةٍ جَدِيدَةٍ تُدْعَى اَلْعَصْرُ ٱلذَّهَبِيُّ (ٱلْآنَ إِسْتَيْقِظْ!) هَدَفُهَا لَفْتُ ٱنْتِبَاهِ ٱلنَّاسِ إِلَى ٱلْمَلَكُوتِ بِوَصْفِهِ رَجَاءَ ٱلْبَشَرِ ٱلْوَحِيدَ. ثُمَّ سَأَلَ مَنْ فِي ٱلْحُضُورِ يَرْغَبُ أَنْ يُشَارِكَ فِي تَوْزِيعِ هٰذِهِ ٱلْمَجَلَّةِ. يَرْوِي أَحَدُ ٱلتَّقَارِيرِ مَا جَرَى تَالِيًا: «كَانَ رَدُّ ٱلْفِعْلِ مُؤَثِّرًا لِلْغَايَةِ. فَقَدْ وَقَفَ سِتَّةُ آلَافِ شَخْصٍ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ».b فَهَلْ مِنْ شَكٍّ أَنَّ ٱلْمَلِكَ حَظِيَ بِتَأْيِيدِ أَتْبَاعٍ طَوْعِيِّينَ رَاغِبِينَ فِي إِعْلَانِ مَلَكُوتِهِ؟!
١١، ١٢ مَاذَا ذَكَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَامَ ١٩٢٠ عَنْ فَتْرَةِ إِتْمَامِ ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي أَنْبَأَ بِهِ يَسُوعُ؟
١١ اَلْمَطْبُوعَاتُ. مِنْ خِلَالِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ، تَوَضَّحَتْ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ أَهَمِّيَّةُ ٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّتِي أَنْبَأَ بِهَا يَسُوعُ. إِلَيْكَ بَعْضَ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلَّتِي أُجِيبَ عَنْهَا أَوَائِلَ عِشْرِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي.
١٢ أَيُّ رِسَالَةٍ سَيُنَادَى بِهَا إِتْمَامًا لِلنُّبُوَّةِ فِي مَتَّى ٢٤:١٤، وَمَتَى يُنْجَزُ هٰذَا ٱلْعَمَلُ؟ حَدَّدَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلرِّسَالَةَ فِي مَقَالَةٍ بِعُنْوَانِ «بِشَارَةُ ٱلْمَلَكُوتِ» صَدَرَتْ فِي ١ تَمُّوزَ (يُولْيُو) ١٩٢٠. تَقُولُ: «اَلْبِشَارَةُ هُنَا مُرْتَبِطَةٌ بِنِهَايَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْقَدِيمِ وَتَأْسِيسِ مَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّا». وَأَظْهَرَتِ ٱلْمَقَالَةُ بِوُضُوحٍ مَتَى يُنْجَزُ هٰذَا ٱلْعَمَلُ. ذَكَرَتْ: «يَجِبُ إِيصَالُ ٱلرِّسَالَةِ بَيْنَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْكُبْرَى [ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى] ‹وَٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ›». ثُمَّ عَلَّقَتْ قَائِلَةً: «اَلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ لِلْمُنَادَاةِ بِٱلْبِشَارَةِ عَلَانِيَةً لِلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ».
١٣ كَيْفَ شَجَّعَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَامَ ١٩٢١ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلطَّوْعِيِّينَ؟
١٣ هَلْ يُتَمِّمُ شَعْبُ ٱللّٰهِ مُكْرَهًا ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي أَنْبَأَ بِهِ يَسُوعُ؟ كَلَّا. خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ مَقَالَةَ «تَشَجَّعْ جِدًّا» ٱلصَّادِرَةَ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَدَدَ ١٥ آذَارَ (مَارِس) ١٩٢١. لَقَدْ خَاطَبَتْ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ رُوحَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلطَّوْعِيَّةَ وَشَجَّعَتْهُمْ أَنْ يَسْأَلَ كُلٌّ نَفْسَهُ: «أَلَيْسَتِ ٱلْمُشَارَكَةُ فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ أَعْظَمَ ٱمْتِيَازٍ أَنْعَمُ بِهِ؟! أَوَلَيْسَتْ أَيْضًا وَاجِبًا مُلْقًى عَلَى عَاتِقِي؟!». ثُمَّ أَضَافَتْ أَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْتَبِرُ ٱلْكِرَازَةَ ٱمْتِيَازًا، يَصِيرُ «كَإِرْمِيَا ٱلَّذِي كَانَتْ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ ‹فِي قَلْبِهِ كَنَارٍ مُتَّقِدَةٍ حُبِسَتْ فِي عِظَامِهِ› تَحُثُّهُ عَلَى ٱلْمُثَابَرَةِ، لِدَرَجَةِ أَنَّهُ لَمْ يَقْوَ عَلَى ٱلسُّكُوتِ». (ار ٢٠:٩) وَهٰذَا ٱلتَّشْجِيعُ ٱللَّطِيفُ عَكَسَ ثِقَةَ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ بِمُؤَيِّدِي ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْأَوْلِيَاءِ.
١٤، ١٥ أَيُّ أُسْلُوبٍ شَجَّعَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلْمَمْسُوحِينَ عَامَ ١٩٢٢ عَلَى ٱتِّبَاعِهِ فِي ٱلْكِرَازَةِ؟
١٤ كَيْفَ يَنْبَغِي لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ أَنْ يُوصِلُوا رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ إِلَى ٱلنَّاسِ؟ أُجِيبَ عَنْ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ فِي مَقَالَةٍ قَصِيرَةٍ وَلٰكِنْ قَوِيَّةٌ بِعُنْوَانِ «اَلْخِدْمَةُ أَسَاسِيَّةٌ» فِي عَدَدِ ١٥ آبَ (أَغُسْطُس) ١٩٢٢ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ. فَقَدْ حَثَّتِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ أَنْ يُشَارِكُوا بِنَشَاطٍ فِي «حَمْلِ ٱلرِّسَالَةِ ٱلْمَطْبُوعَةِ إِلَى ٱلنَّاسِ وَٱلتَّحَدُّثِ مَعَهُمْ عِنْدَ بَابِ بَيْتِهِمْ وَإِخْبَارِهِمْ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ قَرِيبٌ».
١٥ بِنَاءً عَلَى مَا تَقَدَّمَ، مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ ٱسْتَخْدَمَ ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ ٱلْفَطِينَ مُنْذُ عَامِ ١٩١٩ لِيُشَدِّدَ ٱلْمَرَّةَ تِلْوَ ٱلْأُخْرَى أَنَّ ٱلْمُنَادَاةَ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ هِيَ ٱمْتِيَازُ ٱلْمَسِيحِيِّ وَوَاجِبُهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَمَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْأَوَائِلِ تِجَاهَ ٱلتَّشْجِيعِ عَلَى ٱلْمُنَادَاةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ؟
«سَيَتَطَوَّعُ ٱلْأُمَنَاءُ»
١٦ مَا رَدَّةُ فِعْلِ بَعْضِ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمُنْتَخَبِينَ تِجَاهَ ٱلْفِكْرَةِ ٱلْقَائِلَةِ إِنَّ عَلَى ٱلْجَمِيعِ ٱلْمُشَارَكَةَ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟
١٦ فِي عِشْرِينَاتِ وَثَلَاثِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، تَصَدَّى ٱلْبَعْضُ لِلْفِكْرَةِ ٱلْقَائِلَةِ إِنَّ عَلَى جَمِيعِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْمُشَارَكَةَ فِي ٱلْخِدْمَةِ. وَصَفَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلْوَضْعَ فِي ١ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ١٩٢٧ كَمَا يَلِي: «هُنَاكَ فِي ٱلْكَنِيسَةِ [ٱلْجَمَاعَةِ] شُيُوخٌ مَسْؤُولُونَ . . . يَرْفُضُونَ تَشْجِيعَ إِخْوَتِهِمْ عَلَى ٱلْمُشَارَكَةِ فِي ٱلْخِدْمَةِ وَيَرْفُضُونَ أَنْ يَشْتَرِكُوا فِيهَا هُمْ أَنْفُسُهُمْ . . . وَهٰؤُلَاءِ يَسْخَرُونَ مِنَ ٱلْوَصِيَّةِ بِٱلذَّهَابِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ لِيُبَلِّغُوا ٱلنَّاسَ ٱلرِّسَالَةَ عَنِ ٱللّٰهِ وَمَلِكِهِ ٱلْمُعَيَّنِ وَمَلَكُوتِهِ». لٰكِنَّ ٱلْمَقَالَةَ وَضَعَتِ ٱلنِّقَاطَ عَلَى ٱلْحُرُوفِ. فَقَالَتْ: «آنَ ٱلْأَوَانُ لِلْأُمَنَاءِ أَنْ يَسِمُوا هٰؤُلَاءِ وَيَتَجَنَّبُوهُمْ وَيُبَلِّغُوهُمْ أَنَّهُمْ مَا عَادُوا يَأْتَمِنُونَهُمْ عَلَى مَرْكَزِهِمْ كَشُيُوخٍ!».c
١٧، ١٨ (أ) كَيْفَ تَجَاوَبَ مُعْظَمُ ٱلْإِخْوَةِ مَعَ إِرْشَادِ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ؟ (ب) مَاذَا فَعَلَ ٱلْمَلَايِينُ عَلَى مَدَى قَرْنٍ مِنَ ٱلزَّمَنِ؟
١٧ وَهَلْ كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِ ٱلْإِخْوَةِ إِيجَابِيَّةً؟ نَعَمْ! فَمُعْظَمُهُمْ تَجَاوَبُوا بِغَيْرَةٍ مَعَ إِرْشَادِ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ. فَقَدِ ٱعْتَبَرُوا ٱلْمُنَادَاةَ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱمْتِيَازًا لَهُمْ. وَعَكَسُوا بِمَوْقِفِهِمْ هٰذَا كَلِمَاتٍ سَبَقَ أَنْ وَرَدَتْ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ فِي عَدَدِهَا ٱلصَّادِرِ فِي ١٥ آذَارَ (مَارِس) ١٩٢٦. قَالَتْ: «سَيَتَطَوَّعُ ٱلْأُمَنَاءُ . . . لِنَقْلِ هٰذِهِ ٱلرِّسَالَةِ إِلَى ٱلنَّاسِ». وَبِٱلْفِعْلِ تَمَّمَ هٰؤُلَاءِ ٱلْأُمَنَاءُ كَلِمَاتِ ٱلْمَزْمُور ١١٠:٣ ٱلنَّبَوِيَّةَ وَبَيَّنُوا أَنَّهُمْ مُؤَيِّدُونَ طَوْعِيُّونَ لِلْمَلِكِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ.
١٨ وَعَلَى مَدَى قَرْنٍ مِنَ ٱلزَّمَنِ، تَطَوَّعَ ٱلْمَلَايِينُ لِلْمُنَادَاةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَفِي ٱلْفُصُولِ ٱللَّاحِقَةِ نُنَاقِشُ كَيْفَ كَرَزُوا، مُسْتَعْرِضِينَ أَسَالِيبَهُمْ وَأَدَوَاتِهِمْ، وَنَسْأَلُ أَيْضًا مَاذَا كَانَتْ نَتَائِجُ جُهُودِهِمْ. أَمَّا ٱلْآنَ فَلْنَتَأَمَّلْ لِمَ يَتَطَوَّعُ ٱلْمَلَايِينُ لِلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ رَغْمَ ٱلْأَنَانِيَّةِ ٱلْمُتَفَشِّيَةِ فِي ٱلْعَالَمِ حَوْلَهُمْ. وَفِيمَا نُنَاقِشُ دَوَافِعَهُمْ، لِيَسْأَلْ كُلٌّ مِنَّا نَفْسَهُ: ‹لِمَاذَا أَكْرِزُ بِٱلْبِشَارَةِ لِلنَّاسِ؟›.
«دَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِهِ»
١٩ لِمَ نَهْتَمُّ ٱهْتِمَامًا كَبِيرًا بِوَصِيَّةِ يَسُوعَ أَنْ ‹نُدَاوِمَ أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ ٱلْمَلَكُوتِ›؟
١٩ أَوْصَى يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ قَائِلًا: «دَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِ [ٱللّٰهِ]». (مت ٦:٣٣) وَلِمَ نُولِي وَصِيَّتَهُ هٰذِهِ ٱهْتِمَامًا كَبِيرًا؟ أَحَدُ أَبْرَزِ ٱلْأَسْبَابِ هُوَ أَنَّنَا نُدْرِكُ أَهَمِّيَّةَ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّذِي يَلْعَبُ دَوْرًا أَسَاسِيًّا فِي تَحْقَيقِ قَصْدِ ٱللّٰهِ. وَكَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلسَّابِقِ، يَكْشِفُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ تَدْرِيجِيًّا حَقَائِقَ مُشَوِّقَةً عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَحِينَ تَمَسُّ هٰذِهِ ٱلْحَقَائِقُ ٱلثَّمِينَةُ قُلُوبَنَا، نَشْعُرُ أَنَّنَا مُلْزَمُونَ بِطَلَبِ ٱلْمَلَكُوتِ أَوَّلًا.
فَرَحُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِإِيجَادِ حَقَائِقِ ٱلْمَلَكُوتِ كَفَرَحِ رَجُلٍ وَجَدَ كَنْزًا مُخْفًى (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٢٠.)
٢٠ كَيْفَ يُظْهِرُ مَثَلُ يَسُوعَ عَنِ ٱلْكَنْزِ ٱلْمُخْفَى رَدَّةَ فِعْلِ أَتْبَاعِهِ حَوْلَ طَلَبِ ٱلْمَلَكُوتِ أَوَّلًا؟
٢٠ وَيَسُوعُ مِنْ جِهَتِهِ عَرَفَ أَنَّ أَتْبَاعَهُ سَيَتَجَاوَبُونَ مَعَ وَصِيَّتِهِ أَنْ يَطْلُبُوا ٱلْمَلَكُوتَ أَوَّلًا كَمَا يَظْهَرُ فِي مَثَلِهِ عَنِ ٱلْكَنْزِ ٱلْمُخْفَى. (اقرأ متى ١٣:٤٤.) فَقَدْ رَوَى أَنَّ عَامِلًا وَجَدَ صُدْفَةً فِي ٱلْحَقْلِ خِلَالَ عَمَلِهِ ٱلْيَوْمِيِّ كَنْزًا مُخْفًى وَمَيَّزَ قِيمَتَهُ عَلَى ٱلْفَوْرِ. «وَمِنْ فَرَحِهِ ذَهَبَ وَبَاعَ مَا لَهُ وَٱشْتَرَى ذٰلِكَ ٱلْحَقْلَ». فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ هٰذَا ٱلْمَثَلِ؟ حِينَ نَجِدُ حَقَائِقَ ٱلْمَلَكُوتِ وَنُمَيِّزُ قِيمَتَهَا، نُقَدِّمُ ٱلتَّضْحِيَاتِ ٱللَّازِمَةَ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ لِنُبْقِيَ مَصَالِحَ ٱلْمَلَكُوتِ فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ حَيْثُ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ.d
٢١، ٢٢ كَيْفَ يُظْهِرُ مُؤَيِّدُو ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْأَوْلِيَاءُ أَنَّهُمْ يَطْلُبُونَ ٱلْمَلَكُوتَ أَوَّلًا؟ أَعْطُوا مِثَالًا.
٢١ وَفِي هٰذَا ٱلْإِطَارِ، يُظْهِرُ مُؤَيِّدُو ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْأَوْلِيَاءُ لَا بِٱلْكَلَامِ فَقَطْ بَلْ بِٱلْعَمَلِ أَيْضًا أَنَّهُمْ يَطْلُبُونَ ٱلْمَلَكُوتَ أَوَّلًا. فَيُكَرِّسُونَ حَيَاتَهُمْ وَقُدُرَاتِهِمْ وَمَوَارِدَهُمْ لِلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ. وَيَبْذُلُ بَعْضُهُمْ كُلَّ غَالٍ بِهَدَفِ ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ. وَهٰؤُلَاءِ ٱلْكَارِزُونَ ٱلطَّوْعِيُّونَ جَمِيعًا يَلْمُسُونَ لَمْسَ ٱلْيَدِ بَرَكَةَ يَهْوَهَ عَلَى مَنْ يَضَعُونَ ٱلْمَلَكُوتَ أَوَّلًا. إِلَيْكَ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ مِثَالًا مِنْ أَوَائِلِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي.
٢٢ كَانَ آيْفَرِي وَلُوفِينْيَا بْرِيسْتُو مُوَزِّعَيْ مَطْبُوعَاتٍ جَائِلَيْنِ (فَاتِحَيْنِ) خَدَمَا جَنُوبِيَّ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ مُنْذُ أَوَاخِرِ ٱلْعِشْرِينَاتِ. أَخْبَرَتْ لُوفِينْيَا بَعْدَ أَعْوَامٍ عَدِيدَةٍ: «عِشْنَا أَنَا وَآيْفَرِي سَعِيدَيْنِ طَوَالَ سَنَوَاتٍ فِي عَمَلِ ٱلْفَتْحِ. فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ لَمْ نَدْرِ مِنْ أَيْنَ نَأْتِي بِٱلْمَالِ لِلْوَقُودِ وَٱلطَّعَامِ، لٰكِنَّ يَهْوَهَ عَلَى ٱلدَّوَامِ كَانَ يُؤَمِّنُهُ لَنَا بِطَرِيقَةٍ أَوْ بِأُخْرَى. لَقَدْ دَاوَمْنَا كُلَّ حِينٍ عَلَى طَلَبِ ٱلْمَلَكُوتِ أَوَّلًا، فَلَمْ نَفْتَقِرْ يَوْمًا إِلَى حَاجَاتِنَا ٱلْأَسَاسِيَّةِ». تَتَذَكَّرُ لُوفِينْيَا أَيْضًا حَادِثَةً وَقَعَتْ خِلَالَ خِدْمَتِهِمَا فِي بِينْسَاكُولَا فِي وِلَايَةِ فْلُورِيدَا. فَفِي إِحْدَى ٱلْمَرَّاتِ، كَادَ يَنْفَدُ ٱلْمَالُ وَٱلطَّعَامُ مِنْهُمَا. وَلٰكِنْ حِينَ عَادَا إِلَى مَقْطُورَتِهِمَا، وَجَدَا كِيسَيْنِ كَبِيرَيْنِ مِنَ ٱلطَّعَامِ مُرْفَقَيْنِ بِٱلْمُلَاحَظَةِ ٱلتَّالِيَةِ: «مَعَ خَالِصِ مَحَبَّتِنَا . . . فِرْقَةُ بِينْسَاكُولَا».e وَتَعْلِيقًا عَلَى ٱلْعُقُودِ ٱلَّتِي قَضَتْهَا فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ تَقُولُ ٱلْأُخْتُ: «يَهْوَهُ لَا يَتَخَلَّى عَنَّا أَبَدًا وَلَا يَخُونُ ثِقَتَنَا بِهِ».
٢٣ كَيْفَ تَشْعُرُ حِيَالَ حَقَائِقِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّتِي وَجَدْتَهَا، وَمَا تَصْمِيمُكَ؟
٢٣ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْوَقْتَ ٱلَّذِي نَصْرِفُهُ فِي ٱلْخِدْمَةِ يَخْتَلِفُ بِٱخْتِلَافِ ظُرُوفِنَا، لٰكِنَّنَا جَمِيعًا نَعْتَبِرُ ٱلْكِرَازَةَ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ ٱمْتِيَازًا عَظِيمًا. (كو ٣:٢٣) فَبِمَا أَنَّ حَقَائِقَ ٱلْمَلَكُوتِ غَالِيَةٌ فِي نَظَرِنَا، فَنَحْنُ مُسْتَعِدُّونَ بَلْ تَوَّاقُونَ إِلَى تَقْدِيمِ أَيِّ تَضْحِيَةٍ لَازِمَةٍ كَيْ نَخْدُمَ يَهْوَهَ إِلَى أَقْصَى حَدٍّ مُمْكِنٍ. أَوَلَيْسَ هٰذَا هُوَ تَصْمِيمَكَ؟!
٢٤ مَا أَحَدُ أَهَمِّ إِنْجَازَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ؟
٢٤ كَخُلَاصَةٍ إِذًا، يُتَمِّمُ ٱلْمَلِكُ مُنْذُ قَرْنٍ مِنَ ٱلزَّمَنِ كَلِمَاتِهِ ٱلنَّبَوِيَّةَ ٱلْمُسَجَّلَةَ فِي مَتَّى ٢٤:١٤. وَهٰذَا ٱلْعَمَلُ يُنْجَزُ لَا بِٱلْقُوَّةِ وَلَا بِٱلْإِكْرَاهِ. فَأَتْبَاعُ يَسُوعَ يَتَطَوَّعُونَ لِلْمُنَادَاةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ بَعْدَمَا يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلْعَالَمِ ٱلْأَنَانِيِّ. وَكِرَازَتُهُمُ ٱلْعَالَمِيَّةُ جُزْءٌ مِنْ عَلَامَةِ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ بِٱلسُّلْطَةِ ٱلْمَلَكِيَّةِ وَأَحَدُ أَهَمِّ إِنْجَازَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ.
a يَرْتَبِطُ ٱلنَّدَى فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱلْوَفْرَةِ وَٱلْكَثْرَةِ. — تك ٢٧:٢٨؛ مي ٥:٧.
b ذَكَرَتْ كُرَّاسَةُ مَنْ هُمُ ٱلْمُؤْتَمَنُونَ عَلَى ٱلْعَمَلِ؟ مَا يَلِي: «تُوَزَّعُ مَجَلَّةُ اَلْعَصْرُ ٱلذَّهَبِيُّ فِي إِطَارِ حَمْلَةٍ لِلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ». ثُمَّ شَجَّعَتِ ٱلْإِخْوَةَ قَائِلَةً: «بَعْدَمَا تَعْرِضُونَ ٱلرِّسَالَةَ، ٱتْرُكُوا نُسْخَةً مِنْ اَلْعَصْرُ ٱلذَّهَبِيُّ فِي كُلِّ بَيْتٍ سَوَاءٌ ٱشْتَرَكُوا فِيهَا أَمْ لَا». وَطِيلَةَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱللَّاحِقَةِ، طُلِبَ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ أَنْ يَعْرِضُوا عَلَى ٱلنَّاسِ ٱلِٱشْتِرَاكَ فِي اَلْعَصْرُ ٱلذَّهَبِيُّ وَمَجَلَّةِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ أَيْضًا. وَبَدْءًا مِنْ ١ شُبَاطَ (فِبْرَايِر) ١٩٤٠، نُصِحَ شَعْبُ يَهْوَهَ بِتَوْزِيعِ نُسْخَةٍ مِنَ ٱلْمَجَلَّتَيْنِ لِكُلِّ شَخْصٍ وَتَقْدِيمِ تَقْرِيرٍ عَنِ ٱلْكَمِّيَّةِ ٱلْمُوَزَّعَةِ.
c فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ، كَانَتِ كُلُّ جَمَاعَةٍ تَنْتَخِبُ شُيُوخَهَا دِيمُوقْرَاطِيًّا. لِذَا كَانَ بِإِمْكَانِهَا أَنْ تَرْفُضَ ٱلتَّصْوِيتَ لِمَنْ يُعَارِضُونَ ٱلْخِدْمَةَ. وَٱلْفَصْلُ ١٢ يُنَاقِشُ ٱلِٱنْتِقَالَ إِلَى تَعْيِينِ ٱلشُّيُوخِ ثِيُوقْرَاطِيًّا.
d يُوضِحُ يَسُوعُ فِكْرَةً مُمَاثِلَةً فِي مَثَلِهِ عَنِ ٱلتَّاجِرِ ٱلْجَائِلِ ٱلَّذِي بَحَثَ عَنْ لُؤْلُؤَةٍ عَظِيمَةِ ٱلْقِيمَةِ. فَلَمَّا وَجَدَهَا بَاعَ كُلَّ مَا لَهُ وَٱشْتَرَاهَا. (مت ١٣:٤٥، ٤٦) وَٱلْمَثَلَانِ كِلَاهُمَا يُعَلِّمَانِنَا أَيْضًا أَنَّنَا قَدْ نَتَعَرَّفُ إِلَى حَقَائِقِ ٱلْمَلَكُوتِ بِطَرَائِقَ مُخْتَلِفَةٍ. فَٱلْبَعْضُ يَجِدُونَهَا بِٱلصُّدْفَةِ، فِيمَا يَبْحَثُ آخَرُونَ عَنْهَا. وَلٰكِنْ بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ كَيْفَ نَجِدُهَا، نَكُونُ مُسْتَعِدِّينَ لِتَقْدِيمِ ٱلتَّضْحِيَاتِ فِي سَبِيلِ وَضْعِ ٱلْمَلَكُوتِ أَوَّلًا.
e كَانَتِ ٱلْجَمَاعَاتُ تُدْعَى فِرَقًا آنَذَاكَ.
-
-
اساليب للمناداة بالبشارة: بلوغ الناس بمختلف الوسائلملكوت اللّٰه يحكم الآن!
-
-
الفصل ٧
أَسَالِيبُ لِلْمُنَادَاةِ بِٱلْبِشَارَةِ: بُلُوغُ ٱلنَّاسِ بِمُخْتَلِفِ ٱلْوَسَائِلِ
١، ٢ (أ) أَيُّ تِقْنِيَّةٍ ٱسْتَخْدَمَهَا يَسُوعُ بِهَدَفِ بُلُوغِ حُضُورٍ كَبِيرٍ؟ (ب) كَيْفَ يَقْتَدِي تَلَامِيذُ يَسُوعَ ٱلْأُمَنَاءُ بِمِثَالِهِ، وَلِمَاذَا؟
تَجْتَمِعُ حَوْلَ يَسُوعَ حُشُودٌ عِنْدَ ضَفَّةِ إِحْدَى ٱلْبُحَيْرَاتِ، فَيَصْعَدُ إِلَى مَرْكَبٍ وَيَبْتَعِدُ قَلِيلًا عَنِ ٱلشَّاطِئِ. وَلِمَ يَفْعَلُ ذٰلِكَ؟ يَعْرِفُ يَسُوعُ أَنَّ سَطْحَ ٱلْمَاءِ يُضَخِّمُ صَوْتَهُ، فَيَتَمَكَّنُ بِٱلتَّالِي حُضُورُهُ ٱلْكَبِيرُ مِنْ سَمَاعِ رِسَالَتِهِ بِأَكْثَرِ وُضُوحٍ. — اقرأ مرقس ٤:١، ٢.
٢ فِي ٱلْعُقُودِ مَا قَبْلَ وِلَادَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَمَا بَعْدَهَا، ٱقْتَدَى تَلَامِيذُ يَسُوعَ ٱلْأُمَنَاءُ بِمِثَالِهِ مُسْتَخْدِمِينَ تِقْنِيَّاتٍ مُبْتَكَرَةً لِإِيصَالِ ٱلْبِشَارَةِ إِلَى أَعْدَادٍ غَفِيرَةٍ. وَتَحْتَ تَوْجِيهِ ٱلْمَلِكِ، لَا يَزَالُ شَعْبُ ٱللّٰهِ خَلَّاقًا وَمَرِنًا فِيمَا تَتَغَيَّرُ ٱلظُّرُوفُ وَتَتَوَفَّرُ تِقْنِيَّاتٌ حَدِيثَةٌ. فَنَحْنُ نَرْغَبُ فِي بُلُوغِ أَكْبَرِ عَدَدٍ مُمْكِنٍ قَبْلَ مَجِيءِ ٱلنِّهَايَةِ. (مت ٢٤:١٤) تَأَمَّلْ فِي بَعْضِ ٱلْأَسَالِيبِ ٱلَّتِي ٱسْتَخْدَمْنَاهَا لِلْوُصُولِ إِلَى ٱلنَّاسِ أَيْنَمَا وُجِدُوا. وَفِيمَا نَسْتَعْرِضُهَا، فَكِّرْ كَيْفَ تَسِيرُ عَلَى خُطَى مَنْ كَرَزُوا بِٱلْبِشَارَةِ فِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْبَاكِرَةِ.
بُلُوغُ أَعْدَادٍ غَفِيرَةٍ
٣ لِمَاذَا ٱغْتَاظَ أَعْدَاءُ ٱلْحَقِّ مِنِ ٱسْتِعْمَالِنَا ٱلصُّحُفَ؟
٣ اَلْجَرَائِدُ. بَدَأَ ٱلْأَخُ رَصِل وَرِفَاقُهُ بِنَشْرِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَامَ ١٨٧٩ مُوصِلِينَ رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ إِلَى ٱلْكَثِيرِينَ. وَلٰكِنْ يَبْدُو أَنَّ ٱلْمَسِيحَ وَجَّهَ مَجْرَى ٱلْحَوَادِثِ فِي ٱلْعَقْدِ ٱلَّذِي سَبَقَ عَامَ ١٩١٤ بِحَيْثُ تَبْلُغُ ٱلْبِشَارَةُ عَدَدًا أَكْبَرَ مِنَ ٱلنَّاسِ. وَبِكَلَامِنَا هٰذَا نَقْصِدُ سِلْسِلَةَ حَوَادِثَ كَانَ أَوَّلُهَا عَامَ ١٩٠٣. فَفِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ تَحَدَّى ٱلدُّكْتُورُ إ. ل. إِيتِنُ، ٱلنَّاطِقُ بِٱسْمِ مَجْمُوعَةٍ مِنَ ٱلْقُسُوسِ ٱلْبُرُوتِسْتَانْتِيِّينَ فِي بِنْسِلْفَانْيَا، تْشَارْلْز تَاز رَصِل أَنْ يُوَاجِهَهُ فِي سِلْسِلَةٍ مِنَ ٱلْمُنَاظَرَاتِ حَوْلَ عَقَائِدِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. كَتَبَ إِيتِن فِي رِسَالَةٍ إِلَى رَصِل: «أَرَى أَنَّ مُنَاظَرَةً عَامَّةً تَتَنَاوَلُ بَعْضَ نِقَاطِنَا ٱلْخِلَافِيَّةِ . . . سَتَسْتَقْطِبُ ٱهْتِمَامَ ٱلْجَمَاهِيرِ». وَبِمَا أَنَّ رَصِل وَرِفَاقَهُ ٱعْتَقَدُوا هُمْ أَيْضًا أَنَّ هٰذِهِ ٱلْمُنَاظَرَاتِ سَتَهُمُّ ٱلرَّأْيَ ٱلْعَامَّ، رَتَّبُوا لِنَشْرِهَا فِي جَرِيدَةٍ مُهِمَّةٍ بِعُنْوَانِ بِيتِسْبُورْغ غَازِت. وَبِسَبَبِ ٱلرَّوَاجِ ٱلْكَبِيرِ ٱلَّذِي لَاقَتْهُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَاتُ، فَضْلًا عَنْ تَفْسِيرِ رَصِلَ ٱلْوَاضِحِ لِحَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، عَرَضَتْ عَلَيْهِ ٱلْجَرِيدَةُ أَنْ تَنْشُرَ مُحَاضَرَاتِهِ أُسْبُوعِيًّا. تَخَيَّلْ كَمِ ٱغْتَاظَ أَعْدَاءُ ٱلْحَقِّ دُونَ شَكٍّ حِينَ رَأَوْا هٰذِهِ ٱلتَّطَوُّرَاتِ!
بِحُلُولِ عَامِ ١٩١٤، بَاتَتْ عِظَاتُ رَصِل تُنْشَرُ فِي أَكْثَرَ مِنْ ٠٠٠,٢ جَرِيدَةٍ
٤، ٥ بِمَ تَحَلَّى رَصِل، وَكَيْفَ يَتَمَثَّلُ بِهِ مَنْ يُمْنَحُونَ سُلْطَةً مَا؟
٤ سُرْعَانَ مَا رَغِبَ عَدَدٌ أَكْبَرُ مِنَ ٱلْجَرَائِدِ فِي نَشْرِ مُحَاضَرَاتِ رَصِل. وَبِحُلُولِ عَامِ ١٩٠٨، كَانَتِ ٱلْعِظَاتُ «تُنْشَرُ بِٱنْتِظَامٍ فِي إِحْدَى عَشْرَةَ جَرِيدَةً» حَسْبَمَا ذَكَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ آنَذَاكَ. غَيْرَ أَنَّ إِخْوَةً خُبَرَاءَ فِي مَجَالِ ٱلصِّحَافَةِ نَصَحُوا رَصِل أَنْ يَنْقُلَ مَكَاتِبَ ٱلْجَمْعِيَّةِ مِنْ بِيتِسْبُورْغ إِلَى مَدِينَةٍ أَكْبَرَ وَأَهَمَّ، فَيَزْدَادُ عَدَدُ ٱلْجَرَائِدِ ٱلَّتِي تَطْبَعُ مَقَالَاتِهِ ٱلْمُؤَسَّسَةَ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَبَعْدَمَا وَزَنَ ٱلْأَخُ رَصِل نَصِيحَتَهُمْ وَغَيْرَهَا مِنَ ٱلْعَوَامِلِ، نَقَلَ ٱلْمَكَاتِبَ إِلَى بْرُوكْلِين فِي نْيُويُورْك عَامَ ١٩٠٩. وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟ بَعْدَ ٱلِٱنْتِقَالِ بِمُجَرَّدِ أَشْهُرٍ، نَاهَزَ مَجْمُوعُ ٱلصُّحُفِ ٱلَّتِي تَنْشُرُ ٱلْمُحَاضَرَاتِ ٤٠٠ صَحِيفَةٍ، وَظَلَّ هٰذَا ٱلْعَدَدُ فِي ٱزْدِيَادٍ. وَبِحُلُولِ تَأْسِيسِ ٱلْمَلَكُوتِ عَامَ ١٩١٤، كَانَتْ عِظَاتُ رَصِل وَمَقَالَاتُهُ تُنْشَرُ فِي أَكْثَرَ مِنْ ٠٠٠,٢ صَحِيفَةٍ بِأَرْبَعِ لُغَاتٍ!
٥ ثَمَّةَ دَرْسٌ مُهِمٌّ نَسْتَمِدُّهُ مِنْ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ. فَٱلْأَشْخَاصُ بَيْنَنَا ٱلَّذِينَ يُمْنَحُونَ سُلْطَةً مَا فِي هَيْئَةِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ يَحْسُنُ بِهِمِ ٱلتَّمَثُّلُ بِتَوَاضُعِ ٱلْأَخِ رَصِل. وَكَيْفَ ذٰلِكَ؟ بِٱلتَّأَمُّلِ فِي نَصَائِحِ ٱلْآخَرِينَ عِنْدَ ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ مُهِمَّةٍ. — اقرإ الامثال ١٥:٢٢.
٦ كَيْفَ تَأَثَّرَتِ ٱمْرَأَةٌ بِحَقَائِقِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَنْشُورَةِ فِي ٱلصُّحُفِ؟
٦ لَقَدْ تَبَدَّلَتْ حَيَاةُ كَثِيرِينَ بِفَضْلِ حَقَائِقِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَنْشُورَةِ فِي تِلْكَ ٱلْمَقَالَاتِ ٱلصِّحَافِيَّةِ. (عب ٤:١٢) خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ أُورَا هِتْزِلَ ٱلَّتِي ٱعْتَمَدَتْ عَامَ ١٩١٧. فَعَلَى غِرَارِ كَثِيرِينَ، سَمِعَتْ عَنِ ٱلْحَقِّ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى مِنْ خِلَالِ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَاتِ. تُخْبِرُ: «بَعْدَ زَوَاجِي، ذَهَبْتُ لِأَزُورَ أُمِّي فِي رُوتْشِسْتِر بِمِينِيسُوتَا. وَعِنْدَ وُصُولِي، وَجَدْتُهَا تَقُصُّ مَقَالَاتٍ مِنْ إِحْدَى ٱلْجَرَائِدِ. فَإِذَا هِيَ مَوَاعِظُ لِرَصِل. وَمِنْ ثُمَّ رَاحَتْ أُمِّي تَشْرَحُ لِي مَا تَعَلَّمَتْهُ مِنْهَا». وَعَلَى ٱلْأَثَرِ، قَبِلَتْ أُورَا ٱلْحَقَائِقَ ٱلَّتِي تَعَلَّمَتْهَا وَأَمْضَتْ سِتَّةَ عُقُودٍ تَقْرِيبًا تُنَادِي بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ بِأَمَانَةٍ.
٧ مَاذَا دَفَعَ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْمَسْؤُولِينَ إِلَى إِعَادَةِ ٱلنَّظَرِ فِي ٱسْتِخْدَامِ ٱلْجَرَائِدِ؟
٧ وَلٰكِنْ سَنَةَ ١٩١٦، وَقَعَ حَدَثَانِ مُهِمَّانِ دَفَعَا ٱلْإِخْوَةَ ٱلْمَسْؤُولِينَ إِلَى إِعَادَةِ ٱلنَّظَرِ فِي ٱسْتِخْدَامِ ٱلْجَرَائِدِ لِنَشْرِ ٱلْبِشَارَةِ. أَوَّلًا، ٱحْتَدَمَتِ ٱلْحَرْبُ ٱلْكُبْرَى مِمَّا صَعَّبَ ٱلْحُصُولَ عَلَى لَوَازِمِ ٱلطِّبَاعَةِ. ذَكَرَ تَقْرِيرٌ عَامَ ١٩١٦ أَعَدَّهُ قِسْمُ ٱلصِّحَافَةِ ٱلتَّابِعُ لِلْجَمْعِيَّةِ فِي بَرِيطَانِيَا: «تُنْشَرُ ٱلْعِظَاتُ فِي مَا يُقَارِبُ ٱلثَّلَاثِينَ صَحِيفَةً فَقَطْ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ. وَمِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنْ يَتَرَاجَعَ عَدَدُهَا كَثِيرًا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلْقَرِيبِ بِسَبَبِ كُلْفَةِ ٱلْوَرَقِ ٱلْمُتَزَايِدَةِ». أَمَّا ٱلْحَدَثُ ٱلثَّانِي فَكَانَ مَوْتَ رَصِل فِي ٣١ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) ١٩١٦. إِذَّاكَ أَعْلَنَ عَدَدُ ١٥ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) ١٩١٦ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ مَا يَلِي: «اَلْآنَ وَقَدْ تُوُفِّيَ ٱلْأَخُ رَصِل، فَسَنَتَوَقَّفُ كُلِّيًّا عَنْ نَشْرِ ٱلْعِظَاتِ» فِي ٱلصُّحُفِ. وَمَعَ أَنَّ هٰذَا ٱلْأُسْلُوبَ فِي ٱلْكِرَازَةِ بَلَغَ نِهَايَتَهُ، فَإِنَّ أَسَالِيبَ أُخْرَى مِثْلَ «رِوَايَةُ ٱلْخَلْقِ ٱلْمُصَوَّرَةُ» ظَلَّتْ تُحْرِزُ نَجَاحًا كَبِيرًا.
٨ أَيُّ جُهُودٍ تَطَلَّبَهَا إِنْتَاجُ «رِوَايَةُ ٱلْخَلْقِ ٱلْمُصَوَّرَةُ»؟
٨ اَلْعُرُوضُ ٱلْمَرْئِيَّةُ. عَمِلَ رَصِل وَرِفَاقُهُ نَحْوَ ثَلَاثِ سَنَوَاتٍ عَلَى إِنْتَاجِ «رِوَايَةُ ٱلْخَلْقِ ٱلْمُصَوَّرَةُ» ٱلَّتِي أُطْلِقَتْ عَامَ ١٩١٤. (ام ٢١:٥) فَكَانَتْ عَرْضًا مُبْتَكَرًا يَجْمَعُ بَيْنَ ٱلصُّوَرِ ٱلْمُتَحَرِّكَةِ وَٱلتَّسْجِيلَاتِ ٱلسَّمْعِيَّةِ وَٱلشَّرَائِحِ ٱلزُّجَاجِيَّةِ ٱلْمُلَوَّنَةِ. وَقَدْ صُوِّرَتِ ٱلرِّوَايَةُ بِمُشَارَكَةِ مِئَاتِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ أَعَادُوا تَمْثِيلَ مَشَاهِدَ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. حَتَّى ٱلْحَيَوَانَاتُ لَعِبَتْ دَوْرًا فِيهَا. ذَكَرَ تَقْرِيرٌ صَادِرٌ عَامَ ١٩١٣: «اُسْتُعِينَ بِغَالِبِيَّةِ ٱلْحَيَوَانَاتِ فِي إِحْدَى ٱلْحَدَائِقِ لِتَمْثِيلِ مَشْهَدِ نُوحٍ بِٱلصَّوْتِ وَٱلصُّورَةِ». أَمَّا ٱلشَّرَائِحُ ٱلزُّجَاجِيَّةُ ٱلَّتِي تُعَدُّ بِٱلْمِئَاتِ فَقَدْ لَوَّنَ كُلًّا مِنْهَا بِٱلْيَدِ فَنَّانُونَ مِنْ بَارِيس وَفِيلَادِلْفِيَا وَلَنْدَن وَنْيُويُورْك.
٩ لِمَ صُرِفَ ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلْوَقْتِ وَٱلْمَالِ عَلَى إِنْتَاجِ «اَلرِّوَايَةُ ٱلْمُصَوَّرَةُ»؟
٩ وَلٰكِنْ لِمَ صُرِفَ كُلُّ هٰذَا ٱلْوَقْتِ وَٱلْمَالِ عَلَى إِنْتَاجِ «اَلرِّوَايَةُ ٱلْمُصَوَّرَةُ»؟ يُوضِحُ قَرَارٌ تَبَنَّاهُ ٱلْحُضُورُ فِي سِلْسِلَةِ ٱلْمَحَافِلِ عَامَ ١٩١٣ ٱلسَّبَبَ قَائِلًا: «لَقَدْ بَاتَ وَاضِحًا تَمَامًا ٱلنَّجَاحُ غَيْرُ ٱلْمَسْبُوقِ ٱلَّذِي تُحَقِّقُهُ ٱلصُّحُفُ ٱلْأَمِيرْكِيَّةُ فِي صِيَاغَةِ ٱلرَّأْيِ ٱلْعَامِّ مِنْ خِلَالِ ٱلصُّوَرِ ٱلْكَارِيكَاتُورِيَّةِ وَٱلرُّسُومَاتِ . . . إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، ظَهَرَتْ بِشَكْلٍ جَلِيٍّ مُرُونَةُ ٱلصُّوَرِ ٱلْمُتَحَرِّكَةِ وَرَوَاجُهَا ٱلْكَبِيرُ. هٰذَا كُلُّهُ يُشَكِّلُ دَافِعًا قَوِيًّا لَنَا، بِٱعْتِبَارِنَا مُبَشِّرِينَ تَقَدُّمِيِّينَ وَمُعَلِّمِينَ فِي صُفُوفِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، إِلَى ٱلْمُوَافَقَةِ كَامِلًا عَلَى ٱسْتِعْمَالِ ٱلصُّوَرِ ٱلْمُتَحَرِّكَةِ . . . كَأُسْلُوبٍ فَعَّالٍ وَمَرْغُوبٍ فِيهِ».
فِي ٱلْأَعْلَى: حُجْرَةٌ لِعَرْضِ «اَلرِّوَايَةُ ٱلْمُصَوَّرَةُ»
فِي ٱلْأَسْفَلِ: شَرَائِحُ زُجَاجِيَّةٌ مِنْ «اَلرِّوَايَةُ ٱلْمُصَوَّرَةُ»
١٠ أَيُّ مَدًى بَلَغَهُ عَرْضُ «اَلرِّوَايَةُ ٱلْمُصَوَّرَةُ»؟
١٠ خِلَالَ عَامِ ١٩١٤، عُرِضَتِ «اَلرِّوَايَةُ ٱلْمُصَوَّرَةُ» يَوْمِيًّا فِي ٨٠ مَدِينَةً وَشَاهَدَهَا ثَمَانِيَةُ مَلَايِينِ شَخْصٍ تَقْرِيبًا فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ وَكَنَدَا. وَفِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ عَيْنِهَا عُرِضَتْ أَيْضًا فِي أَلْمَانِيَا، أُوسْتْرَالِيَا، بَرِيطَانِيَا، ٱلدَّانِمارْكِ، ٱلسُّوَيْدِ، سُوِيسِرا، فِنْلَنْدَا، ٱلنَّرُوجِ، وَنْيُوزِيلَنْدَا. فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ، أُنْتِجَتْ نُسْخَةٌ مُبَسَّطَةٌ مِنْهَا بِعُنْوَانِ «رِوَايَةُ يُورِيكَا» لِتُعْرَضَ فِي ٱلْمُدُنِ ٱلصَّغِيرَةِ. وَهٰذِهِ ٱلنُّسْخَةُ لَمْ تَتَضَمَّنِ ٱلصُّوَرَ ٱلْمُتَحَرِّكَةَ وَكَانَتْ أَقَلَّ كُلْفَةً وَسَهْلَةَ ٱلنَّقْلِ. وَبِحُلُولِ عَامِ ١٩١٦ صَارَ بِإِمْكَانِ ٱلنَّاطِقِينَ بِٱلْأَرْمَنِيَّةِ، ٱلْإِسْبَانِيَّةِ، ٱلْأَلْمَانِيَّةِ، ٱلْإِيطَالِيَّةِ، ٱلْبُولَنْدِيَّةِ، ٱلسُّوَيْدِيَّةِ، ٱلْفَرَنْسِيَّةِ، ٱلنَّرُوجِيَّةِ (ٱلبُوكْمَال)، وَٱلْيُونَانِيَّةِ أَنْ يُشَاهِدُوا إِحْدَى ٱلرِّوَايَتَيْنِ بِلُغَتِهِمِ ٱلْأُمِّ.
خِلَالَ عَامِ ١٩١٤ عُرِضَتْ «اَلرِّوَايَةُ ٱلْمُصَوَّرَةُ» فِي صَالَاتٍ مَلِيئَةٍ بِٱلْحُضُورِ
١١، ١٢ كَيْفَ أَثَّرَتْ «اَلرِّوَايَةُ ٱلْمُصَوَّرَةُ» فِي أَحَدِ ٱلشُّبَّانِ، وَأَيُّ مِثَالٍ تَرَكَهُ لَنَا؟
١١ وَبِٱلْحَدِيثِ عَنْ «اَلرِّوَايَةُ ٱلْمُصَوَّرَةُ» بِٱللُّغَةِ ٱلْفَرَنْسِيَّةِ، فَقَدْ تَرَكَتْ أَبْلَغَ ٱلْأَثَرِ فِي شَابٍّ عُمْرُهُ ١٨ سَنَةً يُدْعَى شَارْل رُونَار. يُخْبِرُ: «عُرِضَتِ ٱلرِّوَايَةُ فِي بَلْدَتِي كُولْمَار فِي ٱلْأَلْزَاسِ بِفَرَنْسَا. وَمُنْذُ ٱلدَّقَائِقِ ٱلْأُولَى أُعْجِبْتُ بِأُسْلُوبِهَا ٱلْوَاضِحِ فِي شَرْحِ حَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ».
١٢ نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، ٱعْتَمَدَ شَارْل وَبَاشَرَ ٱلْخِدْمَةَ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ عَامَ ١٩٢٢. وَأَحَدُ أَوَّلِ تَعْيِينَاتِهِ كَانَ ٱلْمُسَاعَدَةَ فِي عَرْضِ «اَلرِّوَايَةُ ٱلْمُصَوَّرَةُ» فِي فَرَنْسَا. يَصِفُ تَعْيِينَهُ قَائِلًا: «كُلِّفْتُ بِعِدَّةِ مُهِمَّاتٍ: اَلْعَزْفِ عَلَى ٱلْكَمَنْجَةِ، تَوَلِّي ٱلْحِسَابَاتِ، وَٱلِٱهْتِمَامِ بِٱلْمَطْبُوعَاتِ. كَمَا طُلِبَ مِنِّي أَنْ أُهَدِّئَ ٱلْحُضُورَ قَبْلَ بِدَايَةِ ٱلْبَرْنَامَجِ. وَخِلَالَ ٱلِٱسْتِرَاحَةِ كُنَّا نُقَدِّمُ ٱلْمَطْبُوعَاتِ. فَكَانَ يُعَيَّنُ لِكُلِّ أَخٍ أَوْ أُخْتٍ قِسْمٌ مِنَ ٱلصَّالَةِ، فَيَحْمِلُونَ قَدْرَ ٱسْتِطَاعَتِهِمْ مِنَ ٱلْمَطْبُوعَاتِ وَيَعْرِضُونَهَا عَلَى كُلِّ شَخْصٍ فِي قِسْمِهِمْ. وَلَمْ نَكْتَفِ بِذٰلِكَ، بَلْ وَضَعْنَا طَاوِلَاتٍ عَلَيْهَا ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلْمَطْبُوعَاتِ عِنْدَ مَدْخَلِ ٱلصَّالَةِ». ثُمَّ عَامَ ١٩٢٥، دُعِيَ شَارْل لِلْخِدْمَةِ فِي بَيْتَ إِيلَ فِي بْرُوكْلِين بِنْيُويُورْك. وَهُنَاكَ أُوكِلَتْ إِلَيْهِ قِيَادَةُ ٱلْأُورْكِسْتْرَا فِي مَحَطَّةِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلْإِذَاعِيَّةِ (WBBR) بُعَيْدَ إِنْشَائِهَا. عَلَى ضَوْءِ هٰذَا ٱلِٱخْتِبَارِ، لِنَسْأَلْ أَنْفُسَنَا: ‹هَلْ أَنَا أَيْضًا مُسْتَعِدٌّ أَنْ أَقْبَلَ أَيَّ تَعْيِينٍ يُسْنَدُ إِلَيَّ لِأُسَاهِمَ فِي نَشْرِ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ؟›. — اقرأ اشعيا ٦:٨.
١٣، ١٤ كَيْفَ ٱسْتُخْدِمَ ٱلرَّادِيُو فِي نَشْرِ ٱلْبِشَارَةِ؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَيْنِ «بَرَامِجُ مَحَطَّةِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلْإِذَاعِيَّةِ» وَ «مَحْفِلٌ تَارِيخِيٌّ».)
١٣ اَلرَّادِيُو. فِي عِشْرِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، تَرَاجَعَ تَدْرِيجِيًّا ٱسْتِعْمَالُ «اَلرِّوَايَةُ ٱلْمُصَوَّرَةُ». بِٱلْمُقَابِلِ أَصْبَحَ ٱلرَّادِيُو وَسِيلَةً فَعَّالَةً لِنَشْرِ بِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَفِي ١٦ نَيْسَانَ (إِبْرِيل) ١٩٢٢، قَدَّمَ ٱلْأَخُ رَذَرْفُورْد بَثًّا إِذَاعِيًّا تَارِيخِيًّا مِنْ دَارِ أُوبِرَا مِيتْرُوبُولِيتَان فِي فِيلَادِلْفِيَا بِبِنْسِلْفَانْيَا. وَبِحَسَبِ ٱلتَّقْدِيرَاتِ، ٱسْتَمَعَ ٠٠٠,٥٠ شَخْصٍ إِلَى خِطَابِهِ بِعُنْوَانِ «مَلَايِينُ مِنَ ٱلْأَحْيَاءِ ٱلْآنَ لَنْ يَمُوتُوا أَبَدًا». ثُمَّ عَامَ ١٩٢٣، أُذِيعَ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى جُزْءٌ مِنْ أَحَدِ ٱلْمَحَافِلِ. وَإِضَافَةً إِلَى ٱسْتِخْدَامِ ٱلْمَحَطَّاتِ ٱلتِّجَارِيَّةِ، ٱرْتَأَى ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَسْؤُولُونَ أَنْ نُنْشِئَ مَحَطَّتَنَا ٱلْخَاصَّةَ. فَبَنَيْنَا مَحَطَّةً فِي جَزِيرَةِ سْتَاتِن بِنْيُويُورْك وَسَجَّلْنَاهَا تَحْتَ ٱسْمِ «مَحَطَّةُ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلْإِذَاعِيَّةُ» (WBBR). وَقَدْ بَثَّتْ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى فِي ٢٤ شُبَاطَ (فِبْرَايِر) ١٩٢٤.
سَنَةَ ١٩٢٢، ٱسْتَمَعَ ٠٠٠,٥٠ شَخْصٍ بِحَسَبِ ٱلتَّقْدِيرَاتِ إِلَى ٱلْخِطَابِ «مَلَايِينُ مِنَ ٱلْأَحْيَاءِ ٱلْآنَ لَنْ يَمُوتُوا أَبَدًا» لَمَّا أُذِيعَ عَلَى ٱلرَّادِيُو
١٤ وَتَعْلِيقًا عَلَى ٱلْهَدَفِ مِنْ إِنْشَاءِ ٱلْمَحَطَّةِ ٱلْإِذَاعِيَّةِ، ذَكَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ فِي ١ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) ١٩٢٤: «نَعْتَقِدُ أَنَّ ٱلرَّادِيُو هُوَ ٱلْوَسِيلَةُ ٱلْأَكْثَرُ تَوْفِيرًا وَفَعَّالِيَّةً فِي نَشْرِ رِسَالَةِ ٱلْحَقِّ إِلَى يَوْمِنَا هٰذَا». وَأَضَافَتْ: «إِذَا ٱسْتَحْسَنَ ٱلرَّبُّ أَنْ نَبْنِيَ مَحَطَّاتٍ إِذَاعِيَّةً أُخْرَى لِنَشْرِ ٱلْحَقِّ فَسَيُؤَمِّنُ ٱلْمَالَ بِطَرِيقَتِهِ ٱلصَّالِحَةِ». (مز ١٢٧:١) وَبِحُلُولِ عَامِ ١٩٢٦، ٱمْتَلَكَ شَعْبُ يَهْوَهَ سِتَّ مَحَطَّاتٍ إِذَاعِيَّةٍ. اِثْنَتَانِ مِنْهَا فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ: وَاحِدَةٌ فِي نْيُويُورْك (WBBR) وَٱلْأُخْرَى قُرْبَ شِيكَاغُو (WORD)، وَأَرْبَعٌ فِي كَنَدَا: فِي أَلْبُرْتَا وَأُونْتَارْيُو وَسَاسْكَاتْشِيوَان وَكُولُومْبِيَا ٱلْبَرِيطَانِيَّةِ.
١٥، ١٦ (أ) مَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِ رِجَالِ ٱلدِّينِ فِي كَنَدَا حِيَالَ بَرَامِجِنَا ٱلْإِذَاعِيَّةِ؟ (ب) كَيْفَ كَمَّلَتْ مُحَاضَرَاتُ ٱلرَّادِيُو وَٱلْكِرَازَةُ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ ٱلْوَاحِدَةُ ٱلْأُخْرَى؟
١٥ غَيْرَ أَنَّ رِجَالَ دِينِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ مَا كَانُوا لِيَمُرُّوا مُرُورَ ٱلْكِرَامِ عَلَى هٰذَا ٱلِٱنْتِشَارِ ٱلْوَاسِعِ لِحَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَبْرَ ٱلرَّادِيُو. يُخْبِرُ أَلْبِرْت هُوفْمَانُ ٱلْمُطَّلِعُ عَلَى عَمَلِ ٱلْمَحَطَّةِ ٱلْإِذَاعِيَّةِ فِي سَاسْكَاتْشِيوَان بِكَنَدَا: «تَعَرَّفَتْ أَعْدَادٌ مُتَزَايِدَةٌ إِلَى تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ [كَمَا دُعِيَ شُهُودُ يَهْوَهَ آنَذَاكَ]. فَقُدِّمَتْ شَهَادَةٌ رَائِعَةٌ حَتَّى حَلَّ عَامُ ١٩٢٨. إِذَّاكَ ضَغَطَ رِجَالُ ٱلدِّينِ عَلَى ٱلْمَسْؤُولِينَ ٱلْحُكُومِيِّينَ، فَسُحِبَتِ ٱلرُّخَصُ مِنْ كُلِّ ٱلْمَحَطَّاتِ ٱلَّتِي يُدِيرُهَا تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي كَنَدَا».
١٦ وَلٰكِنْ رَغْمَ إِقْفَالِ مَحَطَّاتِنَا ٱلْإِذَاعِيَّةِ فِي كَنَدَا، تَوَاصَلَ بَثُّ مُحَاضَرَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَلَى مَحَطَّاتٍ تِجَارِيَّةٍ. (مت ١٠:٢٣) وَلِزِيَادَةِ فَعَّالِيَّةِ هٰذِهِ ٱلْبَرَامِجِ، أَوْرَدَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَ اَلْعَصْرُ ٱلذَّهَبِيُّ (ٱلْآنَ إِسْتَيْقِظْ!) لَائِحَةً أُدْرِجَتْ فِيهَا أَسْمَاءُ تِلْكَ ٱلْمَحَطَّاتِ ٱلتِّجَارِيَّةِ. وَهٰكَذَا ٱسْتَطَاعَ ٱلنَّاشِرُونَ تَشْجِيعَ ٱلنَّاسِ مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ أَنْ يُصْغُوا إِلَى ٱلْمُحَاضَرَاتِ عَلَى ٱلْمَحَطَّاتِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ. وَمَا ٱلنَّتِيجَةُ؟ ذَكَرَتْ اَلنَّشْرَةُ عَدَدُ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر) ١٩٣١: «شَجَّعَ ٱسْتِعْمَالُ ٱلرَّادِيُو ٱلْإِخْوَةَ فِي كِرَازَتِهِمْ مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ. وَتَرِدُنَا تَقَارِيرُ كَثِيرَةٌ عَنْ أَشْخَاصٍ أَصْغَوْا إِلَى ٱلْبَثِّ وَرَغِبُوا فِي ٱلْحُصُولِ عَلَى كُتُبِنَا نَتِيجَةَ ٱلِٱسْتِمَاعِ إِلَى مُحَاضَرَاتِ ٱلْأَخِ رَذَرْفُورْد». وَقَدْ وَصَفَتْ اَلنَّشْرَةُ ٱلْبَثَّ ٱلْإِذَاعِيَّ وَٱلشَّهَادَةَ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ بِأَنَّهُمَا «أَهَمُّ أُسْلُوبَيْنِ تَعْتَمِدُهُمَا هَيْئَةُ ٱلرَّبِّ فِي ٱلْكِرَازَةِ».
١٧، ١٨ أَيُّ دَوْرٍ ظَلَّ ٱلرَّادِيُو يُؤَدِّيهِ رَغْمَ تَبَدُّلِ ٱلظُّرُوفِ؟
١٧ وَلٰكِنْ خِلَالَ ثَلَاثِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، ٱشْتَدَّتِ ٱلْمُقَاوَمَةُ لِمَنْعِنَا مِنِ ٱسْتِخْدَامِ ٱلْمَحَطَّاتِ ٱلْإِذَاعِيَّةِ ٱلتِّجَارِيَّةِ. فَتَكَيَّفَ شَعْبُ يَهْوَهَ مَعَ ٱلظُّرُوفِ ٱلْمُتَغَيِّرَةِ فِي أَوَاخِرِ عَامِ ١٩٣٧ وَأَوْقَفُوا بَثَّ بَرَامِجِهِمْ عَبْرَ تِلْكَ ٱلْمَحَطَّاتِ. بِٱلْمُقَابِلِ رَكَّزُوا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ عَلَى ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ.a مَعَ ذٰلِكَ، ظَلَّ ٱلرَادِيُو يَلْعَبُ دَوْرًا مُهِمًّا فِي نَشْرِ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي بَعْضِ ٱلْمَنَاطِقِ ٱلْمَعْزُولَةِ جُغْرَافِيًّا أَوْ سِيَاسِيًّا. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، بَثَّتْ إِذَاعَةٌ فِي بِرْلِينَ ٱلْغَرْبِيَّةِ فِي أَلْمَانِيَا خِطَابَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱنْتِظَامٍ بَيْنَ عَامَيْ ١٩٥١ وَ ١٩٩١ لِكَيْ يَسْمَعَ سُكَّانُ أَلْمَانِيَا ٱلشَّرْقِيَّةِ رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ. وَبَدْءًا مِنْ عَامِ ١٩٦١، بَثَّتْ مَحَطَّةٌ رَسْمِيَّةٌ فِي سُورِينَام فِي أَمِيرْكَا ٱلْجَنُوبِيَّةِ عَلَى مَدَى ثَلَاثَةِ عُقُودٍ تَقْرِيبًا بَرْنَامَجًا إِذَاعِيًّا طُولُهُ ١٥ دَقِيقَةً لِنَشْرِ حَقَائِقِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. هٰذَا وَقَدْ أَنْتَجَتِ ٱلْهَيْئَةُ بَيْنَ عَامَيْ ١٩٦٩ وَ ١٩٧٧ أَكْثَرَ مِنْ ٣٥٠ حَلَقَةً إِذَاعِيَّةً مُسَجَّلَةً ضِمْنَ سِلْسِلَةٍ بِعُنْوَانِ «كُلُّ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ نَافِعَةٌ». وَقَدْ بَثَّتْ ٢٩١ إِذَاعَةً هٰذِهِ ٱلْحَلَقَاتِ فِي ٤٨ وِلَايَةً أَمِيرْكِيَّةً. وَعَامَ ١٩٩٦، أَذَاعَتْ إِحْدَى ٱلْمَحَطَّاتِ فِي آبِيَا عَاصِمَةِ دَوْلَةِ سَامْوَا فِي ٱلْمُحِيطِ ٱلْهَادِئِ ٱلْجَنُوبِيِّ بَرْنَامَجًا أُسْبُوعِيًّا بِعُنْوَانِ «اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: أَسْئِلَةٌ وَأَجْوِبَةٌ».
١٨ غَيْرَ أَنَّ ٱلرَّادِيُو لَمْ يَعُدْ يَلْعَبُ دَوْرًا يُذْكَرُ فِي نَشْرِ ٱلْبِشَارَةِ فِيمَا شَارَفَ ٱلْقَرْنُ ٱلْعِشْرُونَ عَلَى نِهَايَتِهِ. وَلٰكِنْ فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ، ظَهَرَتْ تِكْنُولُوجْيَا جَدِيدَةٌ أَتَاحَتِ ٱلْوُصُولَ إِلَى أَعْدَادٍ قِيَاسِيَّةٍ مِنَ ٱلنَّاسِ. عَمَّ نَتَكَلَّمُ؟
١٩، ٢٠ لِمَ أَنْشَأَ شَعْبُ يَهْوَهَ مَوْقِعَهُمُ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّ ٱلْحَالِيَّ (jw.org)، وَمَا مَدَى نَجَاحِهِ؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «JW.ORG».)
١٩ اَلْإِنْتِرْنِت. عَامَ ٢٠١٣، تَجَاوَزَ عَدَدُ مُسْتَخْدِمِي ٱلْإِنْتِرْنِت ٧,٢ بَلْيُونَيْ شَخْصٍ، أَيْ مَا يُقَارِبُ ٤٠ فِي ٱلْمِئَةِ مِنْ سُكَّانِ ٱلْعَالَمِ. وَبِحَسَبِ ٱلتَّقْدِيرَاتِ، يَسْتَخْدِمُ نَحْوُ بَلْيُونَيْ شَخْصٍ ٱلْإِنْتِرْنِت عَبْرَ ٱلْأَجْهِزَةِ ٱلْمَحْمُولَةِ مِثْلِ ٱلْهَوَاتِفِ ٱلذَّكِيَّةِ وَٱلْأَجْهِزَةِ ٱللَّوْحِيَّةِ. وَهٰذَا ٱلرَّقْمُ يَشْهَدُ نُمُوًّا مُتَزَايِدًا حَوْلَ ٱلْعَالَمِ وَخُصُوصًا فِي إِفْرِيقْيَا ٱلَّتِي تُسَجِّلُ أَعْلَى نِسْبَةِ نُمُوٍّ. فَعَدَدُ ٱشْتِرَاكَاتِ ٱلْإِنْتِرْنِت عَلَى ٱلْأَجْهِزَةِ ٱلْمَحْمُولَةِ فِي ٱلْقَارَّةِ ٱلْإِفْرِيقِيَّةِ بَاتَ يَتَجَاوَزُ ٱلتِّسْعِينَ مَلْيُونًا. وَهٰذِهِ ٱلتَّطَوُّرَاتُ تَرَكَتْ أَثَرًا بَالِغًا فِي طَرِيقَةِ وُصُولِ ٱلْمَعْلُومَاتِ إِلَى ٱلنَّاسِ.
٢٠ بَاشَرَ شَعْبُ يَهْوَهَ بِٱسْتِخْدَامِ هٰذِهِ ٱلْوَسِيلَةِ لِبُلُوغِ جُمْهُورٍ وَاسِعٍ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ بَدْءًا مِنْ عَامِ ١٩٩٧. وَسَنَةَ ٢٠١٣، صَارَ بِٱلْإِمْكَانِ تَصَفُّحُ مَوْقِعِنَا ٱلْإِلِكْتُرُونِيِّ (jw.org) بِنَحْوِ ٣٠٠ لُغَةً، وَتَوَفَّرَتْ عَلَيْهِ مَوَادُّ مُؤَسَّسَةٌ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِأَكْثَرَ مِنْ ٥٢٠ لُغَةً. مُذَّاكَ يَسْتَقْبِلُ مَوْقِعُنَا يَوْمِيًّا أَكْثَرَ مِنْ ٠٠٠,٧٥٠ زِيَارَةٍ مُخْتَلِفَةٍ. وَكُلَّ شَهْرٍ، يُشَاهِدُ ٱلزُّوَّارُ أَفْلَامَ ٱلْفِيدْيُو، كَمَا يُنَزِّلُونَ أَكْثَرَ مِنْ ٣ مَلَايِينِ كِتَابٍ، ٤ مَلَايِينِ مَجَلَّةٍ، وَ ٢٢ مَلْيُونَ مَادَّةٍ سَمْعِيَّةٍ.
٢١ مَاذَا تَعَلَّمْتَ مِنَ ٱخْتِبَارِ سِينَا؟
٢١ وَقَدْ أَصْبَحَ مَوْقِعُنَا ٱلْإِلِكْتُرُونِيُّ وَسِيلَةً فَعَّالَةً لِنَشْرِ بِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ حَتَّى فِي ٱلْبُلْدَانِ ٱلَّتِي تَحْظُرُ عَمَلَنَا ٱلْكِرَازِيَّ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، زَارَ رَجُلٌ يُدْعَى سِينَا ٱلْمَوْقِعَ أَوَائِلَ عَامِ ٢٠١٣ وَٱتَّصَلَ بِٱلْمَرْكَزِ ٱلرَّئِيسِيِّ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ طَالِبًا ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْمَعْلُومَاتِ عَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَمَا ٱلْمُمَيَّزُ بِٱلْمَوْضُوعِ؟ سِينَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَعِيشُ فِي قَرْيَةٍ نَائِيَةٍ فِي بَلَدٍ يَفْرِضُ حَظْرًا مُشَدَّدًا عَلَى عَمَلِ شُهُودِ يَهْوَهَ. وَنَتِيجَةَ ٱلِٱتِّصَالِ، رُتِّبَ أَنْ يَدْرُسَ سِينَا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَرَّتَيْنِ فِي ٱلْأُسْبُوعِ مَعَ شَاهِدٍ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ. وَقَدْ عُقِدَ ٱلدَّرْسُ مِنْ خِلَالِ ٱتِّصَالٍ بِٱلصَّوْتِ وَٱلصُّورَةِ عَلَى ٱلْإِنْتِرْنِت.
تَعْلِيمُ ٱلنَّاسِ إِفْرَادِيًّا
٢٢، ٢٣ (أ) هَلْ حَلَّتِ ٱلْأَسَالِيبُ لِبُلُوغِ أَعْدَادٍ كَبِيرَةٍ مَحَلَّ ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ؟ (ب) كَيْفَ يُبَارِكُ ٱلْمَلِكُ جُهُودَنَا؟
٢٢ صَحِيحٌ أَنَّنَا ٱسْتَخْدَمْنَا وَسَائِلَ مِثْلَ ٱلْجَرَائِدِ وَ «اَلرِّوَايَةُ ٱلْمُصَوَّرَةُ» وَٱلْبَرَامِجِ ٱلْإِذَاعِيَّةِ وَٱلْمَوْقِعِ ٱلْإِلِكْتُرُونِيِّ لِبُلُوغِ أَعْدَادٍ كَبِيرَةٍ، لٰكِنَّنَا لَمْ نَهْدِفْ إِطْلَاقًا أَنْ تَحِلَّ هٰذِهِ مَحَلَّ ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ. وَلِمَ لَا؟ لِأَنَّ شَعْبَ يَهْوَهَ يَقْتَدِي بِمِثَالِ يَسُوعَ ٱلَّذِي لَمْ يَكْتَفِ بِٱلْكِرَازَةِ لِجُمُوعٍ مِنَ ٱلنَّاسِ، بَلْ رَكَّزَ عَلَى مُسَاعَدَةِ ٱلْأَفْرَادِ أَيْضًا. (لو ١٩:١-٥) كَمَا أَنَّهُ دَرَّبَ تَلَامِيذَهُ عَلَى فِعْلِ ٱلْأَمْرِ عَيْنِهِ، وَحَمَّلَهُمْ رِسَالَةً يُنَادُونَ بِهَا. (اقرأ لوقا ١٠:١، ٨-١١.) وَمِثْلَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلسَّادِسِ، لَطَالَمَا شَجَّعَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَسْؤُولُونَ كُلَّ خُدَّامِ يَهْوَهَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا هُمْ أَيْضًا مَعَ ٱلنَّاسِ وَجْهًا لِوَجْهٍ. — اع ٥:٤٢؛ ٢٠:٢٠.
٢٣ وَٱلْيَوْمَ بَعْدَ مِئَةِ سَنَةٍ عَلَى وِلَادَةِ ٱلْمَلَكُوتِ، يُشَارِكُ حَوَالَيْ ٨ مَلَايِينِ نَاشِرٍ نَشِيطٍ فِي تَعْلِيمِ ٱلنَّاسِ عَنْ مَقَاصِدِ ٱللّٰهِ. فَهَلْ مِنْ شَكٍّ أَنَّ ٱلْمَلِكَ بَارَكَ وَلَا يَزَالُ يُبَارِكُ ٱلْأَسَالِيبَ ٱلَّتِي نَسْتَخْدِمُهَا لِلْمُنَادَاةِ بِٱلْمَلَكُوتِ؟! أَضِفْ إِلَى ذٰلِكَ أَنَّهُ جَهَّزَنَا بِٱلْأَدَوَاتِ ٱللَّازِمَةِ لِنَشْرِ ٱلْبِشَارَةِ لِكُلِّ أُمَّةٍ وَقَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ. وَهٰذَا مَا يُنَاقِشُهُ ٱلْفَصْلُ ٱلتَّالِي. — رؤ ١٤:٦.
a عَامَ ١٩٥٧ قَرَّرَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَسْؤُولُونَ إِقْفَالَ آخِرِ مَحَطَّاتِنَا، أَلَا وَهِيَ مَحَطَّةُ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلْإِذَاعِيَّةُ (WBBR) فِي نْيُويُورْك.
-
-
ادوات المنادين بالبشارة: إعداد اصدارات لعمل الكرازة العالميملكوت اللّٰه يحكم الآن!
-
-
الفصل ٨
أَدَوَاتُ ٱلْمُنَادِينَ بِٱلْبِشَارَةِ: إِعْدَادُ إِصْدَارَاتٍ لِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلْعَالَمِيِّ
١، ٢ (أ) مَاذَا سَاعَدَ عَلَى نَشْرِ ٱلْبِشَارَةِ فِي كَافَّةِ أَنْحَاءِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟ (ب) أَيُّ دَلِيلٍ يُبَرْهِنُ أَنَّنَا نَحْظَى بِدَعْمِ يَهْوَهَ فِي أَيَّامِنَا؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «بِشَارَةُ ٱلْمَلَكُوتِ بِأَكْثَرَ مِنْ ٦٧٠ لُغَةً».)
لَمْ يُصَدِّقْ زُوَّارُ أُورُشَلِيمَ آذَانَهُمْ حِينَ سَمِعُوا أَشْخَاصًا جَلِيلِيِّينَ يَتَكَلَّمُونَ بِطَلَاقَةٍ لُغَاتٍ أَجْنَبِيَّةً مُنَادِينَ بِرِسَالَةٍ آسِرَةٍ. فَفِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ ٱلْمُمَيَّزِ، يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، نَالَ ٱلتَّلَامِيذُ عَجَائِبِيًّا مَوْهِبَةَ ٱلتَّكَلُّمِ بِأَلْسِنَةٍ دَلَالَةً عَلَى ٱلدَّعْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ. (اقرإ الاعمال ٢:١-٨، ١٢، ١٥-١٧.) فَوَصَلَتِ ٱلْبِشَارَةُ ٱلَّتِي يَكْرِزُونَ بِهَا إِلَى أُنَاسٍ مِنْ شَتَّى ٱلْخَلْفِيَّاتِ، وَٱنْتَشَرَتْ بَعْدَئِذٍ فِي كَافَّةِ أَنْحَاءِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ. — كو ١:٢٣.
٢ صَحِيحٌ أَنَّ خُدَّامَ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ لَا يَتَكَلَّمُونَ عَجَائِبِيًّا بِلُغَاتٍ مُتَنَوِّعَةٍ، إِلَّا أَنَّهُمْ يُنْجِزُونَ عَمَلًا أَضْخَمَ بِكَثِيرٍ مِمَّا أُنْجِزَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. فَهُمْ يُتَرْجِمُونَ رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ إِلَى أَكْثَرَ مِنْ ٦٧٠ لُغَةً. (اع ٢:٩-١١) وَقَدْ أَنْتَجُوا إِصْدَارَاتٍ بِكَمِّيَّاتٍ هَائِلَةٍ وَلُغَاتٍ كَثِيرَةٍ جِدًّا لِدَرَجَةِ أَنَّ رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ وَصَلَتْ إِلَى كُلِّ بُقْعَةٍ مِنْ بِقَاعِ ٱلْأَرْضِ.a وَهٰذَا دَلِيلٌ إِضَافِيٌّ يُبَرْهِنُ أَنَّ يَهْوَهَ يَسْتَخْدِمُ ٱلْمَلِكَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ لِيُوَجِّهَ عَمَلَنَا ٱلْكِرَازِيَّ. (مت ٢٨:١٩، ٢٠) وَفِيمَا تُرَاجِعُ بَعْضَ ٱلْأَدَوَاتِ ٱلَّتِي ٱسْتَخْدَمْنَاهَا لِإِنْجَازِ هٰذَا ٱلْعَمَلِ عَلَى مَدَى قَرْنٍ مِنَ ٱلزَّمَنِ، لَاحِظْ كَيْفَ دَرَّبَنَا ٱلْمَلِكُ شَيْئًا فَشَيْئًا لِنَهْتَمَّ بِٱلنَّاسِ إِفْرَادِيًّا وَنَصِيرَ مُعَلِّمِينَ لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ. — ٢ تي ٢:٢.
اَلْمَلِكُ يُجَهِّزُ خُدَّامَهُ لِزَرْعِ بِذَارِ ٱلْحَقِّ
٣ لِمَ نَسْتَخْدِمُ أَدَوَاتٍ عَدِيدَةً فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ؟
٣ شَبَّهَ يَسُوعُ «كَلِمَةَ ٱلْمَلَكُوتِ» بِٱلْبِذَارِ وَقَلْبَ ٱلْإِنْسَانِ بِٱلتُّرْبَةِ. (مت ١٣:١٨، ١٩) فَمِثْلَمَا يَسْتَخْدِمُ ٱلْمُزَارِعُ أَدَوَاتٍ عَدِيدَةً لِيُلَيِّنَ ٱلتُّرْبَةَ وَيُهَيِّئَهَا لِتَلَقِّي ٱلْبِذَارِ، يَسْتَخْدِمُ شَعْبُ يَهْوَهَ أَدَوَاتٍ عَدِيدَةً تُسَاعِدُهُمْ عَلَى تَهْيِئَةِ قُلُوبِ ٱلْمَلَايِينِ لِتَلَقِّي رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَقَدِ ٱسْتَعْمَلْنَا بَعْضَ هٰذِهِ ٱلْأَدَوَاتِ لِفَتْرَةٍ مَحْدُودَةٍ. أَمَّا ٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ، كَٱلْكُتُبِ وَٱلْمَجَلَّاتِ، فَلَا يَزَالُ نَافِعًا لَنَا ٱلْيَوْمَ. وَبِخِلَافِ ٱلْأَسَالِيبِ ٱلْمَذْكُورَةِ فِي ٱلْفَصْلِ ٱلسَّابِقِ ٱلَّتِي تَهْدِفُ إِلَى بُلُوغِ أَعْدَادٍ غَفِيرَةٍ، نَتَنَاوَلُ فِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ أَدَوَاتٍ تُسَاعِدُ نَاشِرِي ٱلْمَلَكُوتِ أَنْ يُكَلِّمُوا ٱلنَّاسَ وَجْهًا لِوَجْهٍ. — اع ٥:٤٢؛ ١٧:٢، ٣.
تَصْنِيعُ ٱلْفُونُوغْرَافَاتِ وَٱلْمُعَدَّاتِ ٱلصَّوْتِيَّةِ فِي تُورُونْتُو بِكَنَدَا
٤، ٥ كَيْفَ ٱسْتُخْدِمَتْ أُسْطُوَانَاتُ ٱلْفُونُوغْرَافِ، وَمَا إِحْدَى نِقَاطِ ضَعْفِهَا؟
٤ اَلْخِطَابَاتُ ٱلْمُسَجَّلَةُ. فِي ثَلَاثِينَاتِ وَأَرْبَعِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، ٱسْتَخْدَمَ ٱلنَّاشِرُونَ تَسْجِيلَاتٍ لِمُحَاضَرَاتٍ مُؤَسَّسَةٍ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَأَسْمَعُوهَا لِلنَّاسِ بِوَاسِطَةِ فُونُوغْرَافَاتٍ مَحْمُولَةٍ. كَانَتْ مُدَّةُ كُلِّ تَسْجِيلٍ أَقَلَّ مِنْ خَمْسِ دَقَائِقَ. وَحَمَلَ بَعْضُهَا عَنَاوِينَ مُخْتَصَرَةً مِثْلَ «اَلثَّالُوثُ»، «اَلْمَطْهَرُ»، وَ «اَلْمَلَكُوتُ». وَمَا كَانَتْ طَرِيقَةُ ٱسْتِعْمَالِهَا؟ يُخْبِرُ ٱلْأَخُ كْلَايِتَن وُودْوَرْثُ ٱلْأَصْغَرُ ٱلَّذِي ٱعْتَمَدَ عَامَ ١٩٣٠ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ: «اِسْتَخْدَمْتُ فُونُوغْرَافًا مَحْمُولًا يُشَغَّلُ بِٱلْيَدِ. وَفُونُوغْرَافِي هٰذَا مَا كَانَ يَعْمَلُ جَيِّدًا إِلَّا إِذَا وَضَعْتُ ذِرَاعَهُ ٱلْمُتَحَرِّكَةَ تَمَامًا فِي مَكَانِهَا ٱلْمُنَاسِبِ عِنْدَ حَافَّةِ ٱلْأُسْطُوَانَةِ. فَكُنْتُ أَقْتَرِبُ مِنَ ٱلْبَابِ، ثُمَّ أَفْتَحُ عُلْبَةَ ٱلْفُونُوغْرَافِ، أَضَعُ ٱلذِّرَاعَ فِي مَكَانِهَا، وَأَقْرَعُ ٱلْجَرَسَ. وَحِينَ يَفْتَحُ صَاحِبُ ٱلْبَيْتِ، أَقُولُ: ‹أَحْمِلُ رِسَالَةً مُهِمَّةً أَرْغَبُ أَنْ تَسْمَعَهَا›». وَمَا كَانَتْ رُدُودُ ٱلْفِعْلِ؟ يُجِيبُ ٱلْأَخُ وُودْوَرْث: «تَجَاوَبَ ٱلنَّاسُ مَعَنَا فِي كَثِيرٍ مِنَ ٱلْأَحْيَانِ، لٰكِنَّ ٱلْبَعْضَ أَغْلَقُوا ٱلْبَابَ فِي وَجْهِنَا، فِيمَا ظَنَّ آخَرُونَ أَنِّي أَبِيعُ ٱلْفُونُوغْرَافَاتِ».
بِحُلُولِ عَامِ ١٩٤٠، تَجَاوَزَ عَدَدُ ٱلْخِطَابَاتِ ٱلْمُسَجَّلَةِ ٱلتِّسْعِينَ خِطَابًا صَدَرَ مِنْهَا أَكْثَرُ مِنْ مَلْيُونِ نُسْخَةٍ
٥ وَبِحُلُولِ عَامِ ١٩٤٠، تَجَاوَزَ عَدَدُ ٱلْخِطَابَاتِ ٱلْمُسَجَّلَةِ ٱلتِّسْعِينَ خِطَابًا صَدَرَ مِنْهَا أَكْثَرُ مِنْ مَلْيُونِ نُسْخَةٍ. يَرْوِي جُون إ. بَارُّ ٱلَّذِي خَدَمَ آنَذَاكَ فَاتِحًا فِي بَرِيطَانِيَا وَعُيِّنَ لَاحِقًا فِي ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ: «بَيْنَ عَامَيْ ١٩٣٦ وَ ١٩٤٥ كَانَ ٱلْفُونُوغْرَافُ رَفِيقِي ٱلدَّائِمَ، حَتَّى إِنِّي شَعَرْتُ بِٱلضَّيَاعِ دُونَهُ. فَسَمَاعُ صَوْتِ ٱلْأَخِ رَذَرْفُورْد عِنْدَ عَتَبَةِ ٱلْبَابِ رَفَعَ مَعْنَوِيَّاتِي، وَأَحْسَسْتُ كَمَا لَوْ أَنَّهُ مَوْجُودٌ إِلَى جَانِبِي. مَعَ ذٰلِكَ، لَمْ يُتِحْ لَنَا ٱلْفُونُوغْرَافُ أَنْ نُعَلِّمَ ٱلنَّاسَ وَنَمَسَّ قُلُوبَهُمْ».
٦، ٧ (أ) مَا إِيجَابِيَّاتُ وَسَلْبِيَّاتُ ٱسْتِخْدَامِ بِطَاقَاتِ ٱلشَّهَادَةِ؟ (ب) لِمَ يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ يَهْوَهَ وَضَعَ ٱلْكَلِمَاتِ ‹فِي فَمِ ٱلْإِخْوَةِ›؟
٦ بِطَاقَاتُ ٱلشَّهَادَةِ. بَدْءًا مِنْ عَامِ ١٩٣٣، طُلِبَ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ أَنْ يَسْتَعْمِلُوا بِطَاقَاتِ ٱلشَّهَادَةِ فِي خِدْمَتِهِمْ مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ. كَانَ طُولُ هٰذِهِ ٱلْبِطَاقَاتِ ١٣ سم تَقْرِيبًا وَعَرْضُهَا نَحْوَ ٨ سم. وَقَدْ تَضَمَّنَتْ رِسَالَةً مُخْتَصَرَةً مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَلَمْحَةً عَنْ مَطْبُوعَةٍ مُؤَسَّسَةٍ عَلَيْهِ يُمْكِنُ لِصَاحِبِ ٱلْبَيْتِ طَلَبُهَا. فَمَا كَانَ عَلَى ٱلنَّاشِرِ إِلَّا أَنْ يُقَدِّمَ ٱلْبِطَاقَةَ لِصَاحِبِ ٱلْبَيْتِ وَيَطْلُبَ مِنْهُ قِرَاءَتَهَا. تُخْبِرُ لِيلْيَان كَامِيرُودُ ٱلَّتِي خَدَمَتْ لَاحِقًا فِي بُورْتُو رِيكُو وَٱلْأَرْجَنْتِينِ: «سَرَّنَا كَثِيرًا ٱسْتِعْمَالُ بِطَاقَاتِ ٱلشَّهَادَةِ، إِذْ لَمْ نَكُنْ جَمِيعًا نُحْسِنُ تَقْدِيمَ ٱلْعُرُوضِ. وَهٰذِهِ ٱلْبِطَاقَاتُ سَاعَدَتْنِي أَنْ أَتَعَوَّدَ ٱلِٱقْتِرَابَ مِنَ ٱلنَّاسِ».
بِطَاقَةُ شَهَادَةٍ بِٱلْإِيطَالِيَّةِ
٧ وَذَكَرَ ٱلْأَخُ دَايْفِيد رُوشُ ٱلَّذِي ٱعْتَمَدَ سَنَةَ ١٩١٨: «أَسْعَفَتْ بِطَاقَاتُ ٱلشَّهَادَةِ ٱلْإِخْوَةَ لِأَنَّ قِلَّةً قَلِيلَةً مِنْهُمْ عَرَفُوا مَا عَلَيْهِمْ قَوْلُهُ». غَيْرَ أَنَّ لِهٰذِهِ ٱلْأَدَاةِ سَلْبِيَّاتِهَا أَيْضًا. يَرْوِي ٱلْأَخُ رُوش: «بَعْضُ مَنِ ٱلْتَقَيْنَاهُمْ ظَنُّوا أَنَّنَا بُكْمٌ. وَفِي ٱلْحَقِيقَةِ، كَانَ كَثِيرُونَ مِنَّا عَاجِزِينَ بِٱلْفِعْلِ عَنِ ٱلتَّكَلُّمِ مَعَ أَصْحَابِ ٱلْبُيُوتِ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ كَانَ يُهَيِّئُ بِذٰلِكَ خُدَّامًا لَهُ لِيُقَابِلُوا ٱلنَّاسَ. وَسُرْعَانَ مَا وَضَعَ ٱلْكَلِمَاتِ فِي فَمِنَا إِذْ عَلَّمَنَا ٱسْتِخْدَامَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ عِنْدَ ٱلْبَابِ، وَذٰلِكَ حِينَ تَأَسَّسَتْ مَدْرَسَةُ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةُ فِي ٱلْأَرْبَعِينَاتِ». — اقرأ ارميا ١:٦-٩.
٨ كَيْفَ تُتِيحُ لِلْمَسِيحِ أَنْ يُدَرِّبَكَ؟
٨ اَلْكُتُبُ. مُنْذُ عَامِ ١٩١٤، أَصْدَرَ شُهُودُ يَهْوَهَ أَكْثَرَ مِنْ ١٠٠ كِتَابٍ يَتَنَاوَلُ مَوَاضِيعَ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَقَدْ صُمِّمَ بَعْضُ هٰذِهِ ٱلْكُتُبِ خُصُوصًا لِتَدْرِيبِ ٱلنَّاشِرِينَ عَلَى ٱلْخِدْمَةِ ٱلْفَعَّالَةِ. تَقُولُ أُخْتٌ مِنَ ٱلدَّانِمَارْكِ تُدْعَى أَنَّا لَارْسِن أَصْبَحَتْ نَاشِرَةً مُنْذُ ٧٠ سَنَةً تَقْرِيبًا: «سَاعَدَنَا يَهْوَهُ أَنْ نَكُونَ نَاشِرِينَ أَكْثَرَ كَفَاءَةً بِفَضْلِ مَدْرَسَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ وَٱلْكُتُبِ ٱلدِّرَاسِيَّةِ ٱلْمُخَصَّصَةِ لَهَا. أَذْكُرُ أَنَّ أَوَّلَ هٰذِهِ ٱلْكُتُبِ صَدَرَ عَامَ ١٩٤٥ وَحَمَلَ ٱلْعُنْوَانَ مُسَاعِدٌ ثِيُوقْرَاطِيٌّ لِنَاشِرِي ٱلْمَلَكُوتِ. أَمَّا ٱلثَّانِي فَصَدَرَ عَامَ ١٩٤٦ بِعُنْوَانِ مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ. وَٱلْيَوْمَ بِتْنَا نَسْتَعْمِلُ كِتَابَ اِسْتَفِيدُوا مِنَ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْمُزَوَّدِ فِي مَدْرَسَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ ٱلصَّادِرَ سَنَةَ ٢٠٠١». لَا شَكَّ أَنَّ مَدْرَسَةَ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةَ وَٱلْكُتُبَ ٱلدِّرَاسِيَّةَ ٱلْمُخَصَّصَةَ لَهَا وَسِيلَةٌ أَسَاسِيَّةٌ ٱسْتَخْدَمَهَا يَهْوَهُ فِي ‹تَأْهِيلِنَا لِنَكُونَ خُدَّامًا›. (٢ كو ٣:٥، ٦) فَهَلْ تُقَدِّمُ ٱلْمَوَاضِيعَ فِي هٰذِهِ ٱلْمَدْرَسَةِ؟ وَهَلْ تُحْضِرُ كِتَابَ مَدْرَسَةُ ٱلْخِدْمَةِ أُسْبُوعِيًّا إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ وَتُتَابِعُ فِيهِ كُلَّمَا أَشَارَ نَاظِرُ ٱلْمَدْرَسَةِ إِلَيْهِ؟ بِفِعْلِكَ ذٰلِكَ، تُتِيحُ لِلْمَسِيحِ أَنْ يُدَرِّبَكَ لِتُحَسِّنَ مَهَارَاتِكَ ٱلتَّعْلِيمِيَّةَ. — ٢ كو ٩:٦؛ ٢ تي ٢:١٥.
٩، ١٠ أَيُّ دَوْرٍ لَعِبَتْهُ ٱلْكُتُبُ فِي غَرْسِ وَسَقْيِ بِذَارِ ٱلْحَقِّ؟
٩ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، يَمُدُّنَا يَهْوَهُ بِٱلْعَوْنِ حِينَ يُوَفِّرُ بِوَاسِطَةِ هَيْئَتِهِ كُتُبًا تُسَاعِدُ ٱلنَّاشِرِينَ عَلَى شَرْحِ تَعَالِيمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ. خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ كِتَابَ اَلْحَقُّ ٱلَّذِي يَقُودُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ ٱلَّذِي تَمَيَّزَ بِفَعَّالِيَّتِهِ ٱلْكَبِيرَةِ. فَمَا إِنْ صَدَرَ عَامَ ١٩٦٨ (بِٱلْعَرَبِيَّةِ عَامَ ١٩٦٩) حَتَّى أَحْدَثَ وَقْعًا كَبِيرًا. ذَكَرَ عَدَدُ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ١٩٦٨ مِنْ خِدْمَتُنَا لِلْمَلَكُوتِ (بِٱلْعَرَبِيَّةِ نَيْسَانَ [إِبْرِيل] ١٩٧٠): «يَشْهَدُ كِتَابُ اَلْحَقُّ إِقْبَالًا شَدِيدًا لِدَرَجَةِ أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْعَامِلِينَ فِي مَطْبَعَةِ ٱلْجَمْعِيَّةِ فِي بْرُوكْلِين عَمِلُوا ٱسْتِثْنَائِيًّا نَوْبَةً لَيْلِيَّةً إِضَافِيَّةً خِلَالَ شَهْرِ أَيْلُولَ (سِبْتَمْبِر) . . . فَفِي مَرْحَلَةٍ مَا أَثْنَاءَ شَهْرِ آبَ (أَغُسْطُس) تَجَاوَزَ ٱلطَّلَبُ لِكُتُبِ اَلْحَقُّ ٱلْمَخْزُونَ ٱلْمُتَوَفِّرَ بِأَكْثَرَ مِنْ مَلْيُونٍ وَنِصْفِ مَلْيُونِ نُسْخَةٍ!». وَبِحُلُولِ عَامِ ١٩٨٢، فَاقَ مَجْمُوعُ ٱلنُّسَخِ ٱلْمَطْبُوعَةِ مِنْهُ ١٠٠ مَلْيُونِ نُسْخَةٍ بِـ ١١٦ لُغَةً. وَفِي مُجَرَّدِ ١٤ سَنَةً، بَيْنَ عَامَيْ ١٩٦٨ وَ ١٩٨٢، سَاعَدَ هٰذَا ٱلْكِتَابُ أَكْثَرَ مِنْ مَلْيُونِ شَخْصٍ كَيْ يَنْضَمُّوا إِلَى صُفُوفِ ٱلْمُنَادِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ.b
١٠ وَعَامَ ٢٠٠٥، صَدَرَتْ مَطْبُوعَةٌ مُمَيَّزَةٌ أُخْرَى تُسَاعِدُ عَلَى دَرْسِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، وَهِيَ كِتَابُ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟. وَقَدْ طُبِعَ مِنْهُ حَتَّى يَوْمِنَا هٰذَا مَا يُقَارِبُ ٢٠٠ مَلْيُونِ نُسْخَةٍ بِـ ٢٥٦ لُغَةً. وَمَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟ فِي غُضُونِ سَبْعِ سَنَوَاتٍ فَقَطْ، مِنْ ٢٠٠٥ إِلَى ٢٠١٢، ٱنْضَمَّ ٢,١ مَلْيُونُ شَخْصٍ تَقْرِيبًا إِلَى صُفُوفِ نَاشِرِي ٱلْمَلَكُوتِ. وَخِلَالَ ٱلْفَتْرَةِ نَفْسِهَا، ٱزْدَادَ عَدَدُ دُرُوسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مِنْ نَحْوِ ٦ مَلَايِينَ إِلَى أَكْثَرَ مِنْ ٧,٨ مَلَايِينَ. فَهَلْ مِنْ شَكٍّ أَنَّ يَهْوَهَ يُبَارِكُ جُهُودَنَا لِغَرْسِ وَسَقْيِ بِذَارِ ٱلْحَقِّ؟! — اقرأ ١ كورنثوس ٣:٦، ٧.
١١، ١٢ لِمَنْ صُمِّمَتْ كُلٌّ مِنْ مَجَلَّاتِنَا؟ أَوْضِحُوا مُسْتَعِينِينَ بِٱلْآيَاتِ ٱلْوَارِدَةِ.
١١ اَلْمَجَلَّاتُ. فِي ٱلْأَصْلِ، صُمِّمَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ لِتَسُدَّ حَاجَاتِ أَعْضَاءِ «ٱلْقَطِيعِ ٱلصَّغِيرِ» ٱلَّذِينَ لَهُمُ «ٱلدَّعْوَةُ ٱلسَّمَاوِيَّةُ». (لو ١٢:٣٢؛ عب ٣:١) وَفِي ١ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) عَامَ ١٩١٩، أَصْدَرَتْ هَيْئَةُ يَهْوَهَ مَجَلَّةً أُخْرَى مُصَمَّمَةً لِتَرُوقَ عُمُومَ ٱلنَّاسِ. وَقَدْ لَقِيَتْ هٰذِهِ ٱلْمَجَلَّةُ رَوَاجًا كَبِيرًا بَيْنَ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلْعُمُومِ لِدَرَجَةِ أَنَّ مُعَدَّلَ تَوْزِيعِهَا عَلَى مَدَى سَنَوَاتٍ فَاقَ بِأَشْوَاطٍ تَوْزِيعَ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ. فِي بِدَايَاتِهَا حَمَلَتِ ٱلْمَجَلَّةُ ٱسْمَ اَلْعَصْرُ ٱلذَّهَبِيُّ، ثُمَّ بَيْنَ عَامَيْ ١٩٣٧ وَ ١٩٤٦ صَارَ ٱسْمُهَا اَلتَّعْزِيَةُ، وَأَخِيرًا بَاتَتْ تُعْرَفُ بِٱلِٱسْمِ إِسْتَيْقِظْ!.
١٢ وَعَلَى مَرِّ ٱلْعُقُودِ تَغَيَّرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَ إِسْتَيْقِظْ! مِنْ حَيْثُ ٱلشَّكْلُ وَٱلْأُسْلُوبُ. غَيْرَ أَنَّ هَدَفَهُمَا بَقِيَ هُوَ هُوَ: اَلْمُنَادَاةَ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ وَتَعْزِيزَ ٱلْإِيمَانِ بِٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَٱلْيَوْمَ تَصْدُرُ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ بِطَبْعَتَيْنِ، ٱلْأُولَى دِرَاسِيَّةٌ وَٱلثَّانِيَةُ لِلْعُمُومِ. اَلطَّبْعَةُ ٱلدِّرَاسِيَّةُ تَتَوَجَّهُ إِلَى ‹خَدَمِ ٱلْبَيْتِ›، أَيِ «ٱلْقَطِيعِ ٱلصَّغِيرِ» ‹وَٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›.c (مت ٢٤:٤٥؛ يو ١٠:١٦) أَمَّا طَبْعَةُ ٱلْعُمُومِ فَمُعَدَّةٌ لِمَنْ لَا يَعْرِفُونَ ٱلْحَقَّ بَعْدُ لٰكِنَّهُمْ يُكِنُّونَ ٱحْتِرَامًا لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَلِلّٰهِ. (اع ١٣:١٦) بِٱلْمُقَابِلِ تُرَكِّزُ إِسْتَيْقِظْ! عَلَى أَشْخَاصٍ لَا يَعْرِفُونَ إِلَّا ٱلْقَلِيلَ عَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلْإِلٰهِ ٱلْحَقِيقِيِّ يَهْوَهَ. — اع ١٧:٢٢، ٢٣.
١٣ مَاذَا يَلْفِتُ نَظَرَكَ بِخُصُوصِ مَجَلَّاتِنَا؟ (نَاقِشِ ٱلْإِطَارَ «أَرْقَامٌ قِيَاسِيَّةٌ فِي عَالَمِ ٱلنَّشْرِ».)
١٣ وَمُنْذُ بِدَايَةِ سَنَةِ ٢٠١٤، يُطْبَعُ كُلَّ شَهْرٍ أَكْثَرُ مِنْ ٤٤ مَلْيُونَ نُسْخَةٍ مِنْ إِسْتَيْقِظْ! بِنَحْوِ ١٠٠ لُغَةٍ، وَ ٤٦ مَلْيُونَ نُسْخَةٍ تَقْرِيبًا مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ بِأَكْثَرَ مِنْ ٢٠٠ لُغَةٍ. وَبِذٰلِكَ أَصْبَحَتَا ٱلْمَجَلَّتَيْنِ ٱلْأَوْسَعَ ٱنْتِشَارًا حَوْلَ ٱلْأَرْضِ وَٱلْمُتَرْجَمَتَيْنِ إِلَى أَكْبَرِ عَدَدٍ مِنَ ٱللُّغَاتِ. وَهَلْ تُثِيرُ هٰذِهِ ٱلْإِنْجَازَاتُ ٱسْتِغْرَابَنَا؟ قَطْعًا لَا. فَهَاتَانِ ٱلْمَجَلَّتَانِ تَحْمِلَانِ ٱلرِّسَالَةَ ٱلَّتِي يُكْرَزُ بِهَا فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ حَسْبَمَا أَنْبَأَ يَسُوعُ نَفْسُهُ. — مت ٢٤:١٤.
١٤ عَلَامَ عَمِلْنَا بِغَيْرَةٍ، وَلِمَاذَا؟
١٤ اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ. عَامَ ١٨٩٦، غَيَّرَ ٱلْأَخُ رَصِل وَرِفَاقُهُ ٱسْمَ ٱلْمُؤَسَّسَةِ ٱلَّتِي ٱسْتَخْدَمُوهَا لِنَشْرِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ بِحَيْثُ يَأْتِي عَلَى ذِكْرِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَبَاتَتِ ٱلْمُؤَسَّسَةُ تُعْرَفُ بِٱسْمِ «جَمْعِيَّةُ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلْكَرَارِيسِ». وَهٰذَا ٱلتَّغْيِيرُ كَانَ فِي مَحَلِّهِ لِأَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ هُوَ ٱلْأَدَاةُ ٱلْأَهَمُّ فِي نَشْرِ بِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. (لو ٢٤:٢٧) وَٱنْسِجَامًا مَعَ ٱسْمِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ ٱلْقَانُونِيِّ، عَمِلَ خُدَّامُ ٱللّٰهِ بِغَيْرَةٍ عَلَى تَوْزِيعِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَشَجَّعُوا ٱلنَّاسَ عَلَى قِرَاءَتِهِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، طَبَعْنَا عَامَ ١٩٢٦ عَلَى مَطَابِعِنَا ٱلْخَاصَّةِ كِتَابَ مُؤَكِّدُ ٱللِّسَانَيْنِ، وَهُوَ تَرْجَمَةٌ لِلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ مِنْ إِصْدَارِ بِنْيَامِين وِلْسُون. وَبَدْءًا مِنْ عَامِ ١٩٤٢، طَبَعْنَا وَوَزَّعْنَا نَحْوَ ٠٠٠,٧٠٠ نُسْخَةٍ مِنْ تَرْجَمَةُ ٱلْمَلِكِ جِيمْسَ ٱلْكَامِلَةِ. وَبَعْدَ سَنَتَيْنِ فَقَطْ، رُحْنَا نَطْبَعُ اَلتَّرْجَمَةُ ٱلْقَانُونِيَّةُ ٱلْأَمِيرْكِيَّةُ ٱلَّتِي تُورِدُ ٱسْمَ يَهْوَهَ ٨٢٣,٦ مَرَّةً. فَوَزَّعْنَا مِنْهَا أَكْثَرَ مِنْ ٠٠٠,٢٥٠ نُسْخَةٍ بِحُلُولِ سَنَةِ ١٩٥٠.
١٥، ١٦ (أ) لِمَ تُقَدِّرُ تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ؟ (نَاقِشِ ٱلْإِطَارَ «تَسْرِيعُ تَرْجَمَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ».) (ب) كَيْفَ تُتِيحُ لِيَهْوَهَ أَنْ يَمَسَّ قَلْبَكَ؟
١٥ وَأَخِيرًا عَامَ ١٩٥٠ صَدَرَتْ اَلْأَسْفَارُ ٱلْيُونَانِيَّةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ — تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ (بِٱلْعَرَبِيَّةِ عَامَ ١٩٩٨). أَمَّا كَامِلُ اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ — تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ فَصَدَرَ فِي مُجَلَّدٍ وَاحِدٍ عَامَ ١٩٦١ (بِٱلْعَرَبِيَّةِ عَامَ ٢٠٠٤). وَهٰذِهِ ٱلتَّرْجَمَةُ تُكْرِمُ يَهْوَهَ بِرَدِّ ٱسْمِهِ إِلَى مَوَاضِعِ وُرُودِهِ فِي ٱلنَّصِّ ٱلْعِبْرَانِيِّ ٱلْأَصْلِيِّ. كَمَا يَظْهَرُ ٱلِٱسْمُ ٱلْإِلٰهِيُّ ٢٣٧ مَرَّةً فِي مَتْنِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. وَمُنْذُ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ، تَوَخِّيًا لِلدِّقَةِ وَسَلَاسَةِ ٱلنَّصِّ، نُقِّحَتْ تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ مَرَّاتٍ عَدِيدَةً كَانَ آخِرُهَا عَامَ ٢٠١٣. وَفِي ذٰلِكَ ٱلْعَامِ، تَجَاوَزَ عَدَدُ ٱلنُّسَخِ ٱلْمَطْبُوعَةِ مِنْ تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ كَامِلًا أَوْ جُزْئِيًّا ٢٠١ مَلْيُونَ كِتَابٍ بِـ ١٢١ لُغَةً.
١٦ وَمَا رَدَّةُ فِعْلِ ٱلْبَعْضِ حِينَ قَرَأُوا تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ بِلُغَتِهِمِ ٱلْأُمِّ؟ قَالَ رَجُلٌ مِنَ ٱلنِّيبَالِ: «صَعُبَ عَلَى كَثِيرِينَ فَهْمُ ٱلتَّرْجَمَةِ ٱلنِّيبَالِيَّةِ ٱلْقَدِيمَةِ ٱلَّتِي ٱعْتَدْنَا ٱسْتِعْمَالَهَا، إِذِ ٱعْتَمَدَتِ ٱللُّغَةَ ٱلْكِلَاسِيكِيَّةَ. أَمَّا ٱلْآنَ فَتَحَسَّنَ كَثِيرًا فَهْمُنَا لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِأَنَّهُ يَسْتَخْدِمُ تَعَابِيرَ نَسْتَعْمِلُهَا فِي حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ». وَحِينَ قَرَأَتِ ٱمْرَأَةٌ فِي جُمْهُورِيَّةِ إِفْرِيقْيَا ٱلْوُسْطَى ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِلُغَةِ سَانْغُو، رَاحَتْ تَبْكِي وَعَبَّرَتْ قَائِلَةً: «هٰذِهِ هِيَ ٱللُّغَةُ ٱلْأَحَبُّ إِلَى قَلْبِي». وَعَلَى غِرَارِ تِلْكَ ٱلْمَرْأَةِ، بِإِمْكَانِنَا جَمِيعًا أَنْ نُتِيحَ لِيَهْوَهَ أَنْ يَمَسَّ قُلُوبَنَا إِذَا قَرَأْنَا كَلِمَتَهُ يَوْمِيًّا. — مز ١:٢؛ مت ٢٢:٣٦، ٣٧.
هَلْ تُقَدِّرُ ٱلْأَدَوَاتِ وَٱلتَّدْرِيبَ؟
١٧ كَيْفَ تُظْهِرُ ٱلتَّقْدِيرَ لِمَا تَنَالُهُ مِنْ أَدَوَاتٍ وَتَدْرِيبٍ، وَمَاذَا تَحْصُدُ بِٱلنَّتِيجَةِ؟
١٧ هَلْ تُقَدِّرُ ٱلْأَدَوَاتِ ٱلَّتِي يُزَوِّدُنَا بِهَا ٱلْمَلِكُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ وَٱلتَّدْرِيبَ ٱلتَّقَدُّمِيَّ ٱلَّذِي نَنَالُهُ؟ وَهَلْ تُخَصِّصُ ٱلْوَقْتَ لِقِرَاءَةِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلَّتِي تُصْدِرُهَا هَيْئَةُ ٱللّٰهِ ثُمَّ تَسْتَخْدِمُهَا لِمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ؟ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ، لَا شَكَّ أَنَّكَ تُثَنِّي عَلَى كَلِمَاتِ ٱلْأُخْتِ أُوبَال بَتْلَرَ ٱلَّتِي ٱعْتَمَدَتْ فِي ٤ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) ١٩١٤. قَالَتْ: «عَلَى مَرِّ ٱلسَّنَوَاتِ ٱسْتَخْدَمْنَا أَنَا وَزَوْجِي [إِدْوَارْدُ] ٱلْفُونُوغْرَافَ وَبِطَاقَاتِ ٱلشَّهَادَةِ. وَكَرَزْنَا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ مُسْتَعِينِينَ بِٱلْكُتُبِ وَٱلْكَرَارِيسِ وَٱلْمَجَلَّاتِ. كَمَا شَارَكْنَا فِي ٱلْحَمَلَاتِ وَٱلْمَسِيرَاتِ وَوَزَّعْنَا ٱلنَّشَرَاتِ. وَلَاحِقًا دُرِّبْنَا عَلَى عَقْدِ ٱلزِّيَارَاتِ ٱلْمُكَرَّرَةِ وَدُرُوسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي بُيُوتِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْمُهْتَمِّينَ. بِكَلِمَةٍ أُخْرَى: عِشْنَا حَيَاةً سَعِيدَةً حَافِلَةً بِٱلنَّشَاطِ». قَدِيمًا، وَعَدَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَنَّهُمْ سَيَكُونُونَ مَشْغُولِينَ وَفَرِحِينَ بِعَمَلِ ٱلزَّرْعِ وَٱلْحَصَادِ. وَبِإِمْكَانِ ٱلْمَلَايِينِ عَلَى غِرَارِ أُوبَال أَنْ يَشْهَدُوا عَلَى صِحَّةِ هٰذَا ٱلْوَعْدِ. — اقرأ يوحنا ٤:٣٥، ٣٦.
١٨ أَيُّ ٱمْتِيَازٍ نَتَمَتَّعُ بِهِ؟
١٨ لَعَلَّ شَعْبَ ٱللّٰهِ يَظْهَرُ ‹غَيْرَ مُتَعَلِّمٍ وَعَامِّيًّا› فِي نَظَرِ مَنْ لَمْ يُصْبِحُوا بَعْدُ خُدَّامًا لِلْمَلِكِ. (اع ٤:١٣) وَلٰكِنْ فَكِّرْ قَلِيلًا فِي مَا نَاقَشْنَاهُ ٱلْآنَ. لَقَدْ حَوَّلَ ٱلْمَلِكُ شَعْبَهُ «ٱلْعَامِّيَّ» إِلَى عَمَالِقَةٍ فِي عَالَمِ ٱلنَّشْرِ، فَبَاتُوا يُصْدِرُونَ أَكْثَرَ ٱلْمَطْبُوعَاتِ تَرْجَمَةً وَتَوْزِيعًا فِي ٱلتَّارِيخِ! وَٱلْأَهَمُّ أَنَّهُ يُدَرِّبُنَا وَيُشَجِّعُنَا عَلَى ٱسْتِعْمَالِ ٱلْأَدَوَاتِ ٱلَّتِي يُؤَمِّنُهَا لَنَا لِنُنَادِيَ بِٱلْبِشَارَةِ إِلَى ٱلنَّاسِ مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ. فَيَا لَٱمْتِيَازِنَا ٱلرَّائِعِ أَنْ نَعْمَلَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي غَرْسِ بِذَارِ ٱلْحَقِّ وَحَصَادِ ٱلتَّلَامِيذِ!
a فِي ٱلْعَقْدِ ٱلْمَاضِي وَحْدَهُ، أَنْتَجَ شَعْبُ يَهْوَهَ أَكْثَرَ مِنْ ٢٠ بَلْيُونَ نُسْخَةٍ مِنْ إِصْدَارَاتٍ مُؤَسَّسَةٍ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ، إِنَّ مَوْقِعَنَا ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّ (jw.org) مَفْتُوحٌ أَمَامَ مُسْتَخْدِمِي ٱلْإِنْتِرْنِت حَوْلَ ٱلْعَالَمِ ٱلَّذِينَ يَتَجَاوَزُ عَدَدُهُمْ ٧,٢ بَلْيُونَيْ شَخْصٍ.
b مِنْ جُمْلَةِ ٱلْكُتُبِ ٱلصَّادِرَةِ بِٱلْعَرَبِيَّةِ ٱلَّتِي ٱسْتَخْدَمَهَا ٱلنَّاشِرُونَ لِيُسَاعِدُوا ٱلنَّاسَ عَلَى دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ نَذْكُرُ: قِيثَارَةُ ٱللّٰهِ (صَدَرَ عَامَ ١٩٢١)، «لِيَكُنِ ٱللّٰهُ صَادِقًا» (صَدَرَ عَامَ ١٩٤٧)، يُمْكِنُكُمْ أَنْ تَحْيَوْا إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ عَلَى ٱلْأَرْضِ (صَدَرَ عَامَ ١٩٨٥)، وَ اَلْمَعْرِفَةُ ٱلَّتِي تُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ (صَدَرَ عَامَ ١٩٩٥).
c اُنْظُرِ ٱلْمَقَالَةَ «مَنْ هُوَ ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ؟» فِي عَدَدِ ١٥ تَمُّوزَ (يُولْيُو) مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٢٠١٣، ٱلْفِقْرَةَ ١٣ حَيْثُ يُنَاقَشُ فَهْمُنَا ٱلْمُوَضَّحُ لِمَنْ يُؤَلِّفُونَ ‹خَدَمَ ٱلْبَيْتِ›.
-
-
نتائج المناداة بالبشارة: «الحقول . . . ابيضَّت للحصاد»ملكوت اللّٰه يحكم الآن!
-
-
الفصل ٩
نَتَائِجُ ٱلْمُنَادَاةِ بِٱلْبِشَارَةِ: «اَلْحُقُولُ . . . ٱبْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ»
١، ٢ (أ) لِمَاذَا ٱلتَّلَامِيذُ وَاقِعُونَ فِي حَيْرَةٍ؟ (ب) عَنْ أَيِّ حَصَادٍ يَتَكَلَّمُ يَسُوعُ؟
اَلتَّلَامِيذُ وَاقِعُونَ فِي حَيْرَةٍ. فَيَسُوعُ يَقُولُ لَهُمْ: «اِرْفَعُوا أَعْيُنَكُمْ وَٱنْظُرُوا ٱلْحُقُولَ، إِنَّهَا قَدِ ٱبْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ». فَيَلْتَفِتُونَ إِلَى ٱلِٱتِّجَاهِ ٱلَّذِي يَدُلُّهُمْ عَلَيْهِ، وَلٰكِنْ بَدَلَ ٱلْحُقُولِ ٱلْبَيْضَاءِ يَرَوْنَ حُقُولًا خَضْرَاءَ نَبَتَ فِيهَا ٱلشَّعِيرُ مُؤَخَّرًا. وَلَعَلَّهُمْ يَتَسَاءَلُونَ: ‹حَصَادٌ! أَيُّ حَصَادٍ؟! لَنْ يَحِينَ مَوْعِدُهُ إِلَّا بَعْدَ أَشْهُرٍ!›. — يو ٤:٣٥.
٢ إِلَّا أَنَّ يَسُوعَ لَا يَقْصِدُ بِكَلَامِهِ هٰذَا حَصَادًا حَرْفِيًّا. فَهُوَ يَسْتَغِلُّ ٱلْفُرْصَةَ لِيُعَلِّمَ تَلَامِيذَهُ دَرْسَيْنِ مُهِمَّيْنِ عَنْ حَصَادٍ رُوحِيٍّ، حَصَادٍ غَلَّتُهُ أَشْخَاصٌ يَنْضَمُّونَ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَمَا هٰذَانِ ٱلدَّرْسَانِ؟ لِمَعْرِفَةِ ٱلْجَوَابِ، لِنَتَأَمَّلْ فِي هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ عَنْ كَثَبٍ.
دَعْوَةٌ إِلَى ٱلْعَمَلِ وَوَعْدٌ بِأَفْرَاحٍ عَظِيمَةٍ
٣ (أ) مَاذَا رُبَّمَا دَفَعَ يَسُوعَ أَنْ يَقُولَ إِنَّ «ٱلْحُقُولَ . . . قَدِ ٱبْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ»؟ (اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ.) (ب) كَيْفَ وَضَّحَ يَسُوعُ كَلِمَاتِهِ؟
٣ وَقَعَتْ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةُ أَوَاخِرَ عَامِ ٣٠ بم قُرْبَ مَدِينَةِ سُوخَارَ ٱلسَّامِرِيَّةِ. فَبَعْدَمَا دَخَلَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ، بَقِيَ هُوَ خَارِجًا قُرْبَ بِئْرٍ حَيْثُ أَطْلَعَ إِحْدَى ٱلنِّسَاءِ عَلَى حَقَائِقَ رُوحِيَّةٍ. وَسُرْعَانَ مَا أَدْرَكَتْ هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةُ أَهَمِّيَّةَ تَعَالِيمِ يَسُوعَ، فَهَرَعَتْ إِلَى سُوخَارَ عِنْدَ عَوْدَةِ ٱلتَّلَامِيذِ لِتُخْبِرَ جِيرَانَهَا بِمَا تَعَلَّمَتْهُ. وَأَثَارَ كَلَامُهَا ٱهْتِمَامَهُمْ فَرَكَضَ ٱلْعَدِيدُ مِنْهُمْ إِلَى ٱلْبِئْرِ لِمُقَابَلَتِهِ. وَلَعَلَّهُ إِذْ نَظَرَ فِي تِلْكَ ٱللَّحْظَةِ إِلَى مَا وَرَاءَ ٱلْحُقُولِ وَرَأَى جَمْعًا مِنَ ٱلسَّامِرِيِّينَ، قَالَ: «اُنْظُرُوا ٱلْحُقُولَ، إِنَّهَا قَدِ ٱبْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ».a ثُمَّ لِيُوضِحَ أَنَّهُ يَقْصِدُ حَصَادًا رُوحِيًّا لَا حَرْفِيًّا أَضَافَ: «اَلْحَاصِدُ . . . يَجْمَعُ ثَمَرًا لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ». — يو ٤:٥-٣٠، ٣٦.
٤ (أ) أَيُّ دَرْسَيْنِ عَلَّمَهُمَا يَسُوعُ عَنِ ٱلْحَصَادِ؟ (ب) أَيُّ أَسْئِلَةٍ نُجِيبُ عَنْهَا فِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ؟
٤ فَأَيُّ دَرْسَيْنِ مُهِمَّيْنِ عَلَّمَهُمَا يَسُوعُ عَنِ ٱلْحَصَادِ ٱلرُّوحِيِّ؟ اَلدَّرْسُ ٱلْأَوَّلُ أَنَّ ٱلْعَمَلَ مُلِحٌّ. فَحِينَ قَالَ إِنَّ «ٱلْحُقُولَ . . . قَدِ ٱبْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ»، كَانَ يَدْفَعُ أَتْبَاعَهُ إِلَى ٱلْعَمَلِ. وَلِيَطْبَعَ فِي أَذْهَانِهِمْ كَمِ ٱلْحَصَادُ مُلحٌّ، أَضَافَ قَائِلًا: «مُنْذُ ٱلْآنَ ٱلْحَاصِدُ يَأْخُذُ أُجْرَةً». فَٱلْحَصَادُ إِذًا سَبَقَ أَنِ ٱبْتَدَأَ وَلَا مَجَالَ لِأَيِّ تَلَكُّؤٍ. اَلدَّرْسُ ٱلثَّانِي أَنَّ ٱلْعُمَّالَ فَرِحُونَ. قَالَ يَسُوعُ: «يَفْرَحُ ٱلزَّارِعُ وَٱلْحَاصِدُ مَعًا». (يو ٤:٣٥ب، ٣٦) فَمِثْلَمَا سُرَّ هُوَ دُونَ شَكٍّ لِرُؤْيَةِ ‹سَامِرِيِّينَ كَثِيرِينَ يُؤْمِنُونَ بِهِ›، كَانَ تَلَامِيذُهُ سَيَشْعُرُونَ بِفَرَحٍ عَمِيقٍ فِيمَا يَنْهَمِكُونَ فِي ٱلْحَصَادِ. (يو ٤:٣٩-٤٢) وَلٰكِنْ مَا عَلَاقَتُنَا نَحْنُ بِهٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ ٱلَّتِي وَقَعَتْ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟ إِنَّ هٰذِهِ ٱلرِّوَايَةَ مُهِمَّةٌ لَنَا لِأَنَّهَا تُوضِحُ مَا يَحْدُثُ ٱلْيَوْمَ خِلَالَ ٱلْحَصَادِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْأَعْظَمِ. فَمَتَى بَدَأَ ٱلْحَصَادُ ٱلْعَصْرِيُّ؟ مَنْ يُشَارِكُونَ فِيهِ؟ وَبِأَيِّ نَتَائِجَ؟
مَلِكُنَا يَقُودُ أَعْظَمَ عَمَلِ حَصَادٍ
٥ مَنْ يَقُودُ عَمَلَ ٱلْحَصَادِ ٱلْعَالَمِيَّ، وَكَيْفَ تَدُلُّ رُؤْيَا يُوحَنَّا أَنَّ ٱلْعَمَلَ مُلِحٌّ؟
٥ كَشَفَ يَهْوَهُ لِلرَّسُولِ يُوحَنَّا فِي رُؤْيَا أَنَّهُ عَيَّنَ يَسُوعَ لِيَقُودَ عَمَلَ حَصَادٍ يُجْمَعُ فِيهِ أُنَاسٌ مِنْ حَوْلِ ٱلْعَالَمِ. (اقرإ الرؤيا ١٤:١٤-١٦.) فَفِي هٰذِهِ ٱلرُّؤْيَا، يُصَوَّرُ يَسُوعُ لَابِسًا تَاجًا وَحَامِلًا مِنْجَلًا. ‹اَلتَّاجُ ٱلذَّهَبِيُّ› عَلَى رَأْسِهِ يُبَيِّنُ أَنَّهُ مَلِكٌ مُنَصَّبٌ. أَمَّا ‹ٱلْمِنْجَلُ ٱلْحَادُّ› بِيَدِهِ فَيُسَلِّطُ ٱلضَّوْءَ عَلَى دَوْرِهِ كَحَاصِدٍ. وَقَدْ شَدَّدَ يَهْوَهُ أَنَّ ٱلْعَمَلَ مُلِحٌّ حِينَ أَعْلَنَ آنَذَاكَ بِلِسَانِ مَلَاكٍ أَنَّ «حَصَادَ ٱلْأَرْضِ قَدْ نَضِجَ». نَعَمْ لَقَدْ «أَتَتْ سَاعَةُ ٱلْحَصَادِ»، فَهَلْ مِنْ وَقْتٍ لِتَضْيِيعِهِ؟! وَهٰكَذَا ‹أَرْسَلَ يَسُوعُ مِنْجَلَهُ› ٱسْتِجَابَةً لِلْأَمْرِ ٱلْإِلٰهِيِّ، فَحُصِدَتِ ٱلْأَرْضُ، أَيْ حُصِدَ أُنَاسٌ مِنَ ٱلْأَرْضِ. بِنَاءً عَلَى ذٰلِكَ، تُبَيِّنُ هٰذِهِ ٱلرُّؤْيَا ٱلْمُشَوِّقَةُ لَنَا أَنَّ «ٱلْحُقُولَ . . . قَدِ ٱبْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ» مَرَّةً أُخْرَى. وَلٰكِنْ هَلْ تُسَاعِدُنَا أَنْ نُحَدِّدَ مَتَى بَدَأَ ٱلْحَصَادُ ٱلْعَالَمِيُّ؟ نَعَمْ.
٦ (أ) مَتَى بَدَأَ «مَوْسِمُ ٱلْحَصَادِ»؟ (ب) مَتَى بَدَأَ «حَصَادُ ٱلْأَرْضِ» فِعْلِيًّا؟ أَوْضِحُوا.
٦ بِمَا أَنَّ يَسُوعَ يَظْهَرُ فِي ٱلرُّؤْيَا ٱلْإِصْحَاحِ ١٤ حَامِلًا مِنْجَلًا بِيَدِهِ وَعَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ (العدد ١٤)، فَإِنَّ هٰذِهِ ٱلرُّؤْيَا تُشِيرُ إِلَى مَا بَعْدَ ٱعْتِلَائِهِ ٱلْعَرْشَ عَامَ ١٩١٤. (دا ٧:١٣، ١٤) وَبَعْدَ مُرُورِ مُدَّةٍ مِنْ تَنْصِيبِهِ، يُؤْمَرُ يَسُوعُ أَنْ يَبْدَأَ ٱلْحَصَادَ (العدد ١٥). وَتَسَلْسُلُ ٱلْأَحْدَاثِ هٰذَا يُرَى أَيْضًا فِي مَثَلِهِ عَنْ حَصَادِ ٱلْحِنْطَةِ ٱلَّذِي يَذْكُرُ فِيهِ يَسُوعُ أَنَّ «ٱلْحَصَادَ هُوَ ٱخْتِتَامُ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ». فَمَعَ أَنَّ مَوْسِمَ ٱلْحَصَادِ وَٱخْتِتَامَ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱبْتَدَأَا فِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ سَنَةَ ١٩١٤، لَمْ يَبْدَإِ ٱلْحَصَادُ ٱلْفِعْلِيُّ إِلَّا لَاحِقًا «فِي مَوْسِمِ ٱلْحَصَادِ». (مت ١٣:٣٠، ٣٩) وَٱلْيَوْمَ، بَعْدَمَا تَوَغَّلْنَا فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ، بِتْنَا نُمَيِّزُ أَنَّ ٱلْحَصَادَ ٱبْتَدَأَ بَعْدَ بِضْعِ سَنَوَاتٍ عَلَى بِدَايَةِ مُلْكِ يَسُوعَ. فَمِنْ عَامِ ١٩١٤ حَتَّى أَوَائِلِ عَامِ ١٩١٩، عَمِلَ يَسُوعُ عَلَى تَطْهِيرِ أَتْبَاعِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ. (مل ٣:١-٣؛ ١ بط ٤:١٧) وَمِنْ ثَمَّ، تَحْدِيدًا عَامَ ١٩١٩، ٱبْتَدَأَ «حَصَادُ ٱلْأَرْضِ». وَدُونَمَا تَأْخِيرٍ، ٱسْتَخْدَمَ يَسُوعُ ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ ٱلْمُعَيَّنَ حَدِيثًا لِيُسَاعِدَ إِخْوَتَهُ عَلَى إِدْرَاكِ إِلْحَاحِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ. إِلَيْكَ مَا حَدَثَ وَقْتَئِذٍ.
٧ (أ) مَاذَا سَاعَدَ إِخْوَتَنَا أَنْ يُدْرِكُوا إِلْحَاحَ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ؟ (ب) بِمَ أُوصِيَ ٱلْإِخْوَةُ؟
٧ ذَكَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ فِي تَمُّوزَ (يُولْيُو) عَامَ ١٩٢٠ مَا يَلِي: «يَظْهَرُ جَلِيًّا مِنْ فَحْصِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ أَنَّ ٱلْكَنِيسَةَ مُنِحَتِ ٱمْتِيَازَ ٱلْمُنَادَاةِ بِرِسَالَةٍ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ». فَقَدْ أَدْرَكَ ٱلْإِخْوَةُ مَثَلًا مِنْ كَلِمَاتِ إِشَعْيَا ٱلنَّبَوِيَّةِ وُجُوبَ إِعْلَانِ بِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. (اش ٤٩:٦؛ ٥٢:٧؛ ٦١:١-٣) صَحِيحٌ أَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا كَيْفَ يَتِمُّ عَمَلٌ كَهٰذَا، لٰكِنَّهُمْ وَثِقُوا أَنَّ يَهْوَهَ سَيُمَهِّدُ لَهُمُ ٱلطَّرِيقَ. (اقرأ اشعيا ٥٩:١.) وَنَتِيجَةَ هٰذَا ٱلْفَهْمِ ٱلْمُوَضَّحِ لِإِلْحَاحِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ، أُوصِيَ ٱلْإِخْوَةُ بِمُضَاعَفَةِ جُهُودِهِمْ. فَهَلْ تَجَاوَبُوا؟
٨ أَيُّ نُقْطَتَيْنِ مَيَّزَهُمَا ٱلْإِخْوَةُ عَامَ ١٩٢١ عَنْ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ؟
٨ فِي كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) عَامَ ١٩٢١ قَالَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ: «كَانَتْ هٰذِهِ أَفْضَلَ سَنَةٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. فَقَدْ وَصَلَتْ رِسَالَةُ ٱلْحَقِّ خِلَالَ عَامِ ١٩٢١ إِلَى أَعْدَادٍ أَكْبَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى». ثُمَّ أَضَافَتْ: «لَا يَزَالُ أَمَامَنَا عَمَلٌ كَثِيرٌ بَعْدُ . . . فَلْنُتَمِّمْهُ بِقَلْبٍ فَرْحَانٍ!». هَلْ لَاحَظْتَ أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ مَيَّزُوا ٱلنُّقْطَتَيْنِ ٱلْمُهِمَّتَيْنِ نَفْسَيْهِمَا ٱللَّتَيْنِ شَدَّدَ عَلَيْهِمَا يَسُوعُ أَمَامَ رُسُلِهِ؟ لَقَدْ أَدْرَكُوا أَنَّ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ مُلِحٌّ، وَأَنَّ ٱلْعُمَّالَ فَرِحُونَ.
٩ (أ) مَاذَا ذَكَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَامَ ١٩٥٤ عَنِ ٱلْحَصَادِ، وَلِمَاذَا؟ (ب) أَيُّ زِيَادَةٍ عَالَمِيَّةٍ تَحَقَّقَتْ فِي عَدَدِ ٱلنَّاشِرِينَ خِلَالَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةً ٱلْمَاضِيَةِ؟ (اُنْظُرِ ٱلرَّسْمَ ٱلْبَيَانِيَّ «اَلنُّمُوُّ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ».)
٩ وَخِلَالَ ثَلَاثِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، تَضَاعَفَ ٱلنَّشَاطُ ٱلْكِرَازِيُّ بَعْدَمَا فَهِمَ ٱلْإِخْوَةُ أَنَّ جَمْعًا كَثِيرًا مِنَ ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ سَيَتَجَاوَبُ مَعَ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. (اش ٥٥:٥؛ يو ١٠:١٦؛ رؤ ٧:٩) وَمَا ٱلنَّتِيجَةُ؟ اِرْتَفَعَ عَدَدُ ٱلْمُنَادِينَ بِٱلْبِشَارَةِ مِنْ ٠٠٠,٤١ عَامَ ١٩٣٤ إِلَى ٠٠٠,٥٠٠ عَامَ ١٩٥٣! وَقَدْ أَصَابَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلِٱسْتِنْتَاجَ فِي عَدَدِهَا ٱلصَّادِرِ فِي ١ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) ١٩٥٤ إِذْ قَالَتْ: «إِنَّ رُوحَ يَهْوَهَ وَقُوَّةَ كَلِمَتِهِ هُمَا وَرَاءَ هٰذَا ٱلْحَصَادِ ٱلْعَالَمِيِّ ٱلْعَظِيمِ».b — زك ٤:٦.
النمو حول العالم
البلد
١٩٦٢
١٩٨٧
٢٠١٣
اوستراليا
٩٢٧,١٥
١٧٠,٤٦
٠٢٣,٦٦
البرازيل
٣٩٠,٢٦
٢١٦,٢١٦
٤٥٥,٧٥٦
فرنسا
٤٥٢,١٨
٩٥٤,٩٦
٠٢٩,١٢٤
ايطاليا
٩٢٩,٦
٨٧٠,١٤٩
٢٥١,٢٤٧
اليابان
٤٩١,٢
٧٢٢,١٢٠
١٥٤,٢١٧
المكسيك
٠٥٤,٢٧
١٦٨,٢٢٢
٦٢٨,٧٧٢
نيجيريا
٩٥٦,٣٣
٨٩٩,١٣٣
٣٤٢,٣٤٤
الفيليبين
٨٢٩,٣٦
٧٣٥,١٠١
٢٣٦,١٨١
الولايات المتحدة الاميركية
١٣٥,٢٨٩
٦٧٦,٧٨٠
٦٤٢,٢٠٣,١
زامبيا
١٢٩,٣٠
١٤٤,٦٧
٣٧٠,١٦٢
النمو في عدد دروس الكتاب المقدس
١٩٥٠
٩٥٢,٢٣٤
١٩٦٠
١٠٨,٦٤٦
١٩٧٠
٣٧٨,١٤٦,١
١٩٨٠
٥٨٤,٣٧١,١
١٩٩٠
٠٩١,٦٢٤,٣
٢٠٠٠
٦٣١,٧٦٦,٤
٢٠١٠
٣٥٩,٠٥٨,٨
مَثَلَانِ مُعَبِّرَانِ يُنْبِئَانِ بِنَتَائِجِ ٱلْحَصَادِ
١٠، ١١ أَيَّةُ جَوَانِبَ عَنِ ٱلنُّمُوِّ يُشَدِّدُ عَلَيْهَا مَثَلُ حَبَّةِ ٱلْخَرْدَلِ؟
١٠ فِي أَمْثِلَةِ يَسُوعَ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ، أَنْبَأَ بِكَلِمَاتٍ مُعَبِّرَةٍ عَنْ نَتَائِجِ عَمَلِ ٱلْحَصَادِ. فَلْنَتَأَمَّلْ فِي مَا يَلِي فِي مَثَلِ حَبَّةِ ٱلْخَرْدَلِ وَمَثَلِ ٱلْخَمِيرَةِ، مُرَكِّزِينَ بِشَكْلٍ خَاصٍّ عَلَى إِتْمَامِهِمَا فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ.
١١ مَثَلُ حَبَّةِ ٱلْخَرْدَلِ. يَزْرَعُ رَجُلٌ حَبَّةَ خَرْدَلٍ، فَتَنْمُو وَتَصِيرُ شَجَرَةً تَحْتَمِي بِهَا ٱلطُّيُورُ. (اقرأ متى ١٣:٣١، ٣٢.) أَيَّةُ جَوَانِبَ عَنِ ٱلنُّمُوِّ يَكْشِفُهَا لَنَا هٰذَا ٱلْمَثَلُ؟ (١) اَلنُّمُوُّ يَبْلُغُ مَدًى مُذْهِلًا. فَحَبَّةُ ٱلْخَرْدَلِ ٱلَّتِي تُعَدُّ «أَصْغَرَ جَمِيعِ ٱلْبُزُورِ» تَتَحَوَّلُ لِتُصْبِحَ شَجَرَةً لَهَا ‹أَغْصَانٌ كَبِيرَةٌ›. (مر ٤:٣١، ٣٢) (٢) اَلنُّمُوُّ مَحْتُومٌ. فَيَسُوعُ لَا يُرَجِّحُ نُمُوَّ ٱلْبِزْرَةِ، بَلْ هُوَ وَاثِقٌ مِنْهُ. لِذٰلِكَ يَقُولُ: «مَتَى زُرِعَتْ، تَطْلُعُ». فَلَا شَيْءَ يُعَرْقِلُ نُمُوَّهَا. (٣) اَلشَّجَرَةُ ٱلنَّامِيَةُ تُصْبِحُ مَحَطَّ ٱلْأَنْظَارِ وَتُوَفِّرُ مَأْوًى آمِنًا. وَهٰكَذَا تَأْتِي «طُيُورُ ٱلسَّمَاءِ» إِلَيْهَا وَتَجِدُ «مَأْوًى فِي ظِلِّهَا». فَكَيْفَ تَنْطَبِقُ هٰذِهِ ٱلْجَوَانِبُ ٱلثَّلَاثَةُ عَلَى ٱلْحَصَادِ ٱلرُّوحِيِّ فِي أَيَّامِنَا؟
١٢ كَيْفَ يَنْطَبِقُ مَثَلُ حَبَّةِ ٱلْخَرْدَلِ عَلَى ٱلْحَصَادِ ٱلْيَوْمَ؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلرَّسْمَ ٱلْبَيَانِيَّ «اَلنُّمُوُّ فِي عَدَدِ دُرُوسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ».)
١٢ (١) مَدَى ٱلنُّمُوِّ: يُسَلِّطُ ٱلْمَثَلُ ٱلضَّوْءَ عَلَى نُمُوِّ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَمُنْذُ عَامِ ١٩١٩، يُجْمَعُ عُمَّالٌ غَيُورُونَ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْمُسْتَرَدَّةِ لِيَشْتَرِكُوا فِي ٱلْحَصَادِ. فِي ٱلْبِدَايَةِ كَانَ عَدَدُ ٱلْعُمَّالِ قَلِيلًا، لٰكِنَّهُ سُرْعَانَ مَا ٱزْدَادَ. وَقَدْ شَهِدَ هٰذَا ٱلْعَدَدُ نُمُوًّا هَائِلًا ٱبْتِدَاءً مِنْ أَوَائِلِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي وَحَتَّى يَوْمِنَا هٰذَا. (اش ٦٠:٢٢) (٢) حَتْمِيَّةُ ٱلنُّمُوِّ: مَا مِنْ عَائِقٍ نَجَحَ أَنْ يَحُدَّ مِنْ نُمُوِّ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَرَغْمَ كُلِّ مُحَاوَلَاتِ أَعْدَاءِ ٱللّٰهِ مُقَاوَمَةَ ٱلْبِزْرَةِ ٱلصَّغِيرَةِ، وَاصَلَتِ ٱلنُّمُوَّ مُتَغَلِّبَةً عَلَى كُلِّ ٱلْعَقَبَاتِ وَٱلْعَرَاقِيلِ. (اش ٥٤:١٧) (٣) مَأْوًى آمِنٌ: تَرْمُزُ «طُيُورُ ٱلسَّمَاءِ» ٱلَّتِي تَجِدُ مَأْوًى فِي ٱلشَّجَرَةِ إِلَى مَلَايِينِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ تَجَاوَبُوا مَعَ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ بِٱنْضِمَامِهِمْ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. (حز ١٧:٢٣) وَهُنَاكَ يَجِدُ أَصْحَابُ ٱلْقُلُوبِ ٱلطَّيِّبَةِ هٰؤُلَاءِ ٱلْآتُونَ مِنْ كُلِّ بِقَاعِ ٱلْأَرْضِ ٱلِٱنْتِعَاشَ وَٱلْحِمَايَةَ وَيَنَالُونَ ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ. — اش ٣٢:١، ٢؛ ٥٤:١٣.
يُظْهِرُ مَثَلُ حَبَّةِ ٱلْخَرْدَلِ أَنَّنَا نَنْعَمُ بِٱلْحِمَايَةِ وَٱلْمَأْوَى ٱلْآمِنِ فِي ظِلِّ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١١، ١٢.)
١٣ أَيُّ جَانِبَيْنِ عَنِ ٱلنُّمُوِّ يُشَدِّدُ عَلَيْهِمَا مَثَلُ ٱلْخَمِيرَةِ؟
١٣ مَثَلُ ٱلْخَمِيرَةِ. تُضِيفُ ٱمْرَأَةٌ بَعْضَ ٱلْخَمِيرَةِ إِلَى مِقْدَارٍ مِنَ ٱلطَّحِينِ. وَعَلَى ٱلْأَثَرِ تَخْتَمِرُ ٱلْكَمِّيَّةُ كُلُّهَا. (اقرأ متى ١٣:٣٣.) أَيَّةُ جَوَانِبَ عَنِ ٱلنُّمُوِّ يَكْشِفُهَا لَنَا هٰذَا ٱلْمَثَلُ؟ لِنَتَأَمَّلْ فِي جَانِبَيْنِ ٱثْنَيْنِ. (١) اَلنُّمُوُّ يُحْدِثُ تَغْيِيرًا. فَٱلْخَمِيرَةُ ٱنْتَشَرَتْ فِي ٱلطَّحِينِ، وَبِٱلنَّتِيجَةِ «ٱخْتَمَرَ ٱلْجَمِيعُ». (٢) اَلنُّمُوُّ شَامِلٌ. فَتَأْثِيرُ ٱلْخَمِيرَةِ كَانَ عَلَى ٱلْكَمِّيَّةِ كُلِّهَا، أَيْ «ثَلَاثَةِ أَكْيَالٍ كَبِيرَةٍ مِنَ ٱلطَّحِينِ». وَكَيْفَ يَنْطَبِقُ هٰذَانِ ٱلْجَانِبَانِ عَلَى ٱلْحَصَادِ ٱلرُّوحِيِّ فِي أَيَّامِنَا؟
١٤ كَيْفَ يَنْطَبِقُ مَثَلُ ٱلْخَمِيرَةِ عَلَى ٱلْحَصَادِ ٱلرُّوحِيِّ؟
١٤ (١) اَلتَّغْيِيرُ: تُمَثِّلُ ٱلْخَمِيرَةُ رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ. أَمَّا ٱلطَّحِينُ فَيَرْمُزُ إِلَى ٱلْبَشَرِ. فَمِثْلَمَا تُحْدِثُ ٱلْخَمِيرَةُ تَغْيِيرًا فِي ٱلطَّحِينِ بَعْدَ خَلْطِهِمَا، تُغَيِّرُ رِسَالَةُ ٱلْمَلَكُوتِ قُلُوبَ ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ يَقْبَلُونَهَا. (رو ١٢:٢) (٢) اَلشُّمُولِيَّةُ: يُشِيرُ ٱنْتِشَارُ ٱلْخَمِيرَةِ إِلَى ٱنْتِشَارِ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَهِيَ تَغَلْغَلَتْ فِي ٱلْعَجِينِ حَتَّى ٱنْتَشَرَتْ فِيهِ كُلِّهِ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، ٱنْتَشَرَتْ رِسَالَةُ ٱلْمَلَكُوتِ «إِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ». (اع ١:٨) وَيَدُلُّ هٰذَا ٱلْجَانِبُ مِنَ ٱلْمَثَلِ أَيْضًا عَلَى ٱنْتِشَارِ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ حَتَّى فِي ٱلْبُلْدَانِ ٱلَّتِي تَحْظُرُ عَمَلَنَا، مَعَ ٱلْعِلْمِ أَنَّ كِرَازَتَنَا هُنَاكَ قَدْ لَا تَكُونُ ظَاهِرَةً لِلْعِيَانِ.
١٥ كَيْفَ تَمَّتْ كَلِمَاتُ إِشَعْيَا ٦٠:٥، ٢٢؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَيْنِ «لَا شَيْءَ مُسْتَحِيلٌ عِنْدَ يَهْوَهَ» وَ «كَيْفَ بَاتَ ‹ٱلْحَقِيرُ أُمَّةً قَوِيَّةً›؟».)
١٥ قَبْلَمَا تَفَوَّهَ يَسُوعُ بِهٰذَيْنِ ٱلْمَثَلَيْنِ بِنَحْوِ ٨٠٠ سَنَةٍ، أَنْبَأَ يَهْوَهُ أَيْضًا بِأُسْلُوبٍ مُعَبِّرٍ عَنِ ٱلْمَدَى ٱلَّذِي يَبْلُغُهُ ٱلْحَصَادُ ٱلرُّوحِيُّ فِي أَيَّامِنَا وَٱلْفَرَحِ ٱلنَّاجِمِ عَنْهُ.c فَهُوَ يَصِفُ بِلِسَانِ إِشَعْيَا أُنَاسًا يَتَدَفَّقُونَ «مِنْ بَعِيدٍ» نَحْوَ هَيْئَتِهِ. وَيَقُولُ مُوَجِّهًا ٱلْحَدِيثَ إِلَى ٱمْرَأَةٍ تُمَثِّلُ ٱلْيَوْمَ ٱلْبَقِيَّةَ ٱلْمَمْسُوحَةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ: «تَنْظُرِينَ وَتَتَهَلَّلِينَ، وَيَخْفُقُ قَلْبُكِ وَيَتَّسِعُ، لِأَنَّهُ إِلَيْكِ تَتَحَوَّلُ ثَرْوَةُ ٱلْبَحْرِ، وَإِلَيْكِ يَأْتِي غِنَى ٱلْأُمَمِ». (اش ٦٠:١، ٤، ٥، ٩) وَيَا لَصِحَّةِ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ! فَفِي أَيَّامِنَا، يَتَهَلَّلُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ مُنْذُ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ حِينَ يَرَوْنَ كَيْفَ ٱزْدَادَ ٱلنَّاشِرُونَ ٱلْقَلَائِلُ فِي بُلْدَانِهِمْ حَتَّى بَاتُوا يُعَدُّونَ بِٱلْآلَافِ.
خُدَّامُ يَهْوَهَ فَرِحُونَ جَمِيعًا
١٦، ١٧ مَا أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ ٱلَّتِي تَدْفَعُ ‹ٱلزَّارِعَ وَٱلْحَاصِدَ أَنْ يَفْرَحَا مَعًا›؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «بِذْرَتَانِ تَنْمُوَانِ فِي ٱلْأَمَازُونِ».)
١٦ بِٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلْحَادِثَةِ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ، ذَكَرَ يَسُوعُ فِي حَدِيثِهِ مَعَ رُسُلِهِ: «اَلْحَاصِدُ . . . يَجْمَعُ ثَمَرًا لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ، لِكَيْ يَفْرَحَ ٱلزَّارِعُ وَٱلْحَاصِدُ مَعًا». (يو ٤:٣٦) فَكَيْفَ نَفْرَحُ «مَعًا» فِي ٱلْحَصَادِ ٱلْعَالَمِيِّ؟ بِطَرَائِقَ عِدَّةٍ. لِنَتَأَمَّلْ فِي ثَلَاثٍ مِنْهَا.
١٧ أَوَّلًا، نَحْنُ نَفْرَحُ لِرُؤْيَةِ دَوْرِ يَهْوَهَ فِي ٱلْعَمَلِ. فَٱلْبِذَارُ نَزْرَعُهُ حِينَ نَكْرِزُ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. (مت ١٣:١٨، ١٩) وَٱلثِّمَارُ نَحْصُدُهَا حِينَ نُسَاعِدُ أَشْخَاصًا أَنْ يَصِيرُوا مِنْ تَلَامِيذِ ٱلْمَسِيحِ. وَلٰكِنْ أَلَا نَفْرَحُ جَمِيعًا وَنَنْدَهِشُ حِينَ نَرَى كَيْفَ ‹يُفْرِخُ ٱلْبِذَارُ وَيَعْلُو› بِفَضْلِ يَهْوَهَ؟! (مر ٤:٢٧، ٢٨) وَبَعْضُ ٱلْبِذَارِ ٱلَّذِي نَنْثُرُهُ لَا يُفْرِخُ إِلَّا بَعْدَ مُدَّةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ، فَيَحْصُدُهُ آخَرُونَ. هٰذَا مَا ٱخْتَبَرَتْهُ أُخْتٌ بَرِيطَانِيَّةٌ ٱعْتَمَدَتْ مُنْذُ ٦٠ سَنَةً تُدْعَى جُوَان. تَقُولُ: «أَلْتَقِي أَشْخَاصًا يُخْبِرُونَنِي أَنِّي زَرَعْتُ بِذَارًا فِي قُلُوبِهِمْ عِنْدَمَا بَشَّرْتُهُمْ قَبْلَ سَنَوَاتٍ. وَدُونَ عِلْمِي، دَرَسَ مَعَهُمْ شُهُودٌ آخَرُونَ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ وَسَاعَدُوهُمْ أَنْ يُصْبِحُوا خُدَّامًا لِيَهْوَهَ. كَمْ يَسُرُّنِي أَنَّ ٱلْبِذَارَ ٱلَّذِي زَرَعْتُهُ نَمَا وَحُصِدَ!». — اقرأ ١ كورنثوس ٣:٦، ٧.
١٨ أَيُّ سَبَبٍ لِلْفَرَحِ مُدَوَّنٌ فِي ١ كُورِنْثُوسَ ٣:٨؟
١٨ ثَانِيًا، نَحْنُ نَعْمَلُ بِفَرَحٍ لِأَنَّنَا نُبْقِي فِي بَالِنَا كَلِمَاتِ بُولُسَ ٱلتَّالِيَةَ: «كُلُّ وَاحِدٍ سَيَنَالُ مُكَافَأَتَهُ بِحَسَبِ كَدِّهِ». (١ كو ٣:٨) فَكُلٌّ مِنَّا يُكَافَأُ بِحَسَبِ عَمَلِهِ، لَا بِحَسَبِ نَتَائِجِ عَمَلِهِ. أَوَلَا يَتَشَجَّعُ بِذٰلِكَ مَنْ يَلْقَوْنَ تَجَاوُبًا ضَئِيلًا فِي مُقَاطَعَاتِهِمْ؟! فَفِي نَظَرِ ٱللّٰهِ، أَيُّ شَاهِدٍ يَشْتَرِكُ مِنْ كُلِّ نَفْسِهِ فِي زَرْعِ ٱلْبِذَارِ، ‹يَحْمِلُ ثَمَرًا كَثِيرًا› وَيُمْكِنُهُ بِٱلتَّالِي أَنْ يَفْرَحَ فَرَحًا جَزِيلًا. — يو ١٥:٨؛ مت ١٣:٢٣.
١٩ (أ) كَيْفَ تَرْتَبِطُ كَلِمَاتُ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٢٤:١٤ بِفَرَحِنَا؟ (ب) مَاذَا يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا وَلَوْ لَمْ نَنْجَحْ فِي ٱلِٱشْتِرَاكِ شَخْصِيًّا فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟
١٩ ثَالِثًا، نَحْنُ نَفْرَحُ لِأَنَّ عَمَلَنَا يُتَمِّمُ إِحْدَى نُبُوَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَكِّرْ فِي إِجَابَةِ يَسُوعَ حِينَ سَأَلَهُ رُسُلُهُ عَنْ ‹عَلَامَةِ حُضُورِهِ وَٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ›. أَخْبَرَهُمْ أَنَّ أَحَدَ أَوْجُهِ ٱلْعَلَامَةِ يَشْمُلُ عَمَلًا كِرَازِيًّا عَالَمِيًّا. وَهَلْ قَصَدَ بِذٰلِكَ عَمَلَ ٱلتَّلْمَذَةِ؟ كَلَّا. فَقَدْ قَالَ: «يُكْرَزُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ هٰذِهِ فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ». (مت ٢٤:٣، ١٤) إِذًا إِنَّ ٱلْكِرَازَةَ بِٱلْمَلَكُوتِ، أَيْ زَرْعَ ٱلْبِذَارِ، هِيَ مَا يُشَكِّلُ وَجْهًا مِنْ أَوْجُهِ ٱلْعَلَامَةِ. لِذٰلِكَ لِنُبْقِ فِي بَالِنَا كُلَّمَا كَرَزْنَا بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ أَنَّنَا بِعَمَلِنَا هٰذَا نُقَدِّمُ «شَهَادَةً» وَلَوْ لَمْ نُوَفَّقْ فِي ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ.d فَبِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ رَدَّةِ فِعْلِ ٱلنَّاسِ، نَحْنُ نُسَاهِمُ فِي إِتْمَامِ نُبُوَّةِ يَسُوعَ وَنَتَشَرَّفُ بِٱلْخِدْمَةِ ‹كَعَامِلِينَ مَعَ ٱللّٰهِ›. (١ كو ٣:٩) أَوَلَا تَطْفِرُ قُلُوبُنَا فَرَحًا حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي ذٰلِكَ؟!
«مِنْ مَشْرِقِ ٱلشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا»
٢٠، ٢١ (أ) كَيْفَ تَتِمُّ كَلِمَاتُ مَلَاخِي ١:١١؟ (ب) عَلَامَ أَنْتَ مُصَمِّمٌ فِي عَمَلِ ٱلْحَصَادِ، وَلِمَاذَا؟
٢٠ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، سَاعَدَ يَسُوعُ رُسُلَهُ أَنْ يُدْرِكُوا إِلْحَاحَ عَمَلِ ٱلْحَصَادِ. وَمُنْذُ عَامِ ١٩١٩، سَاعَدَ تَلَامِيذَهُ ٱلْعَصْرِيِّينَ أَيْضًا أَنْ يَفْهَمُوا ٱلنُّقْطَةَ عَيْنَهَا. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، ضَاعَفَ شَعْبُ ٱللّٰهِ جُهُودَهُ. وَقَدْ تَبَيَّنَ عَلَى أَرْضِ ٱلْوَاقِعِ أَنْ لَا شَيْءَ يَحُولُ دُونَ ٱلْمُضِيِّ بِعَمَلِ ٱلْحَصَادِ. فَحَسْبَمَا تَنَبَّأَ مَلَاخِي، يُكْرَزُ بِٱلْبِشَارَةِ ٱلْيَوْمَ «مِنْ مَشْرِقِ ٱلشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا». (مل ١:١١) نَعَمْ، مِنْ مَشْرِقِ ٱلشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا، شَرْقًا وَغَرْبًا، يَعْمَلُ ٱلزَّارِعُونَ وَٱلْحَاصِدُونَ مَعًا فَرِحِينَ. مِنْ مَشْرِقِ ٱلشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا، صُبْحًا وَمَسَاءً، يَخْدُمُ ٱلْكَارِزُونَ بِرُوحِ ٱلْإِلْحَاحِ. بِبَسِيطِ ٱلْعِبَارَةِ: يُنْجِزُ خُدَّامُ يَهْوَهَ عَمَلَهُمْ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَفِي أَيِّ مَكَانٍ.
٢١ وَفِيمَا نُرَاجِعُ سِجِلَّنَا عَلَى مَدَى قَرْنٍ مِنَ ٱلزَّمَنِ وَنَرَى فَرِيقًا صَغِيرًا مِنْ خُدَّامِ يَهْوَهَ يَنْمُو لِيُصْبِحَ «أُمَّةً قَوِيَّةً»، مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ ‹يَخْفِقَ قَلْبُنَا وَيَتَّسِعَ فَرَحًا›. (اش ٦٠:٥، ٢٢) فَلْيَدْفَعْنَا فَرَحُنَا وَمَحَبَّتُنَا لِيَهْوَهَ، «سَيِّدِ ٱلْحَصَادِ»، أَنْ نُوَاظِبَ عَلَى إِنْجَازِ دَوْرِنَا فِي أَعْظَمِ حَصَادٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. — لو ١٠:٢.
a قَدْ يَكُونُ فِي حَدِيثِ يَسُوعَ عَنِ ‹ٱلْحُقُولِ ٱلْبَيْضَاءِ› تَلْمِيحٌ إِلَى ٱلْأَثْوَابِ ٱلْبَيْضَاءِ ٱلَّتِي رُبَّمَا ٱرْتَدَاهَا جَمْعُ ٱلسَّامِرِيِّينَ ٱلَّذِينَ رَآهُمْ يَقْتَرِبُونَ مِنْهُ.
b لِمَعْرِفَةِ ٱلْمَزِيدِ عَنْ هٰذِهِ ٱلسَّنَوَاتِ وَٱلْعُقُودِ ٱلَّتِي تَلَتْ، رَاجِعْ مِنْ فَضْلِكَ ٱلصَّفَحَاتِ ٤٢٥-٥٢٠ مِنْ كِتَابِ شُهُودُ يَهْوَهَ — مُنَادُونَ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ. فَهُنَاكَ تَقْرَأُ عَنْ إِنْجَازَاتِ عَمَلِ ٱلْحَصَادِ بَيْنَ عَامَيْ ١٩١٩ وَ ١٩٩٢.
c لِلتَّعَمُّقِ فِي هٰذِهِ ٱلنُّبُوَةِ ٱلْمُشَوِّقَةِ، ٱنْظُرْ نُبُوَّةُ إِشَعْيَا — نُورٌ لِكُلِّ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ ٢، ٱلصَّفَحَاتِ ٣٠٣-٣٢٠.
d فَهِمَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْأَوَائِلُ هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ ٱلْأَسَاسِيَّةَ. فَقَدْ ذَكَرَ عَدَدُ ١٥ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ١٨٩٥ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ: «حَتَّى لَوْ لَمْ يُحْصَدْ إِلَّا ٱلْقَلِيلُ مِنَ ٱلْحِنْطَةِ، فَعَلَى ٱلْأَقَلِّ نَكُونُ قَدْ قَدَّمْنَا شَهَادَةً عَظِيمَةً عَنِ ٱلْحَقِّ». ثُمَّ أَضَافَتْ: «فِي وِسْعِ ٱلْجَمِيعِ أَنْ يُبَشِّرُوا بِٱلْإِنْجِيلِ».
-
-
الكرازة بالملكوت: نشر البشارة حول العالمملكوت اللّٰه يحكم الآن!
-
-
الى اليمين: اَلْكِرَازَةُ بِلُغَةِ ٱلْإِشَارَاتِ فِي كُورْيَا ٱلْيَوْمَ؛ الى اليسار: مُوَزِّعةُ مَطْبُوعَاتٍ جَائِلَةٌ تُبَشِّرُ فِي كُورْيَا عَامَ ١٩٣١
القسم ٢
اَلْكِرَازَةُ بِٱلْمَلَكُوتِ: نَشْرُ ٱلْبِشَارَةِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ
تَنْهَضِينَ بَاكِرًا يَوْمَ عُطْلَتِكِ وَتَسْتَعِدِّينَ لِلْخِدْمَةِ. لٰكِنَّكِ تَتَرَدَّدِينَ قَلِيلًا لِأَنَّ ٱلتَّعَبَ يَدِبُّ فِي جِسْمِكِ. فَهَلْ أَحْلَى مِنَ ٱلرَّاحَةِ بَعْدَ أُسْبُوعٍ مُتْعِبٍ طَوِيلٍ؟! مَعَ ذٰلِكَ، تُصَلِّينَ وَتَعْقِدينَ ٱلْعَزْمَ عَلَى ٱلْخُرُوجِ. فَتَخْدُمِينَ إِلَى جَانِبِ أُخْتٍ مُسِنَّةٍ أَمِينَةٍ وَتَتَأَثَّرِينَ كَثِيرًا بِٱحْتِمَالِهَا وَلُطْفِهَا. وَفِيمَا تَحْمِلَانِ رِسَالَةَ ٱلْحَقِّ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ، يَخْطُرُ لَكِ أَنَّ إِخْوَتَكِ وَأَخَوَاتِكِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ يُنَادُونَ بِٱلرِّسَالَةِ عَيْنِهَا، مُسْتَخْدِمِينَ ٱلْمَطْبُوعَاتِ ذَاتَهَا، وَمُسْتَعِينِينَ بِٱلتَّدْرِيبِ نَفْسِهِ. فَتَرْجِعِينَ إِلَى بَيْتِكِ مُجَدَّدَةَ ٱلْقِوَى وَمَسْرُورَةً لِأَنَّكِ لَمْ تُلَازِمِي ٱلْمَنْزِلَ.
فِي وَقْتِنَا ٱلْحَاضِرِ، تُعَدُّ ٱلْكِرَازَةُ أَهَمَّ عَمَلٍ يُنْجِزُهُ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ. وَقَدْ أَنْبَأَ يَسُوعُ أَنَّ هٰذَا ٱلْعَمَلَ سَيَبْلُغُ نِطَاقًا وَاسِعًا فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. (مت ٢٤:١٤) فَكَيْفَ تَتِمُّ نُبُوَّتُهُ؟ فِي هٰذَا ٱلْقِسْمِ، سَنَتَأَمَّلُ فِي ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلتَّالِيَةِ: مَنْ يُنْجِزُونَ هٰذَا ٱلْعَمَلَ؟ أَيَّةَ أَسَالِيبَ يَنْتَهِجُونَ؟ وَأَيَّ أَدَوَاتٍ يَسْتَعْمِلُونَ؟ فَٱلْكِرَازَةُ تُسَاعِدُ ٱلْمَلَايِينَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ أَنْ يَعْتَبِرُوا مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ حَقِيقِيًّا.
-