فقد بذل كل ما في وسعه في الخدمة.‏ وعرف ان يهوه اعطاه فرصا كثيرة.‏ كتب الى الاخوة في كورنثوس:‏ «انفتح لي باب كبير يؤدي الى النشاط».‏ أليست هذه حالتنا نحن ايضا؟‏ فلدينا الكثير من الفرص لنخدم يهوه مع الجماعة،‏ وخصوصا لنقوم بعمل التبشير.‏ ولكن كما حصل مع بولس،‏ لا بد ان نواجه ‹مقاومين كثيرين› اذا دخلنا من ‹الباب الكبير›.‏ (‏١ كو ١٦:‏٩‏)‏ ايضا،‏ كان بولس مستعدا ان يؤدِّب نفسه.‏ لاحِظ ما قاله:‏ «اقمع جسدي وأستعبده».‏ (‏١ كو ٩:‏٢٤-‏٢٧‏)‏ فهل لدينا الموقف نفسه؟‏

^٢٦ نشجع كل شخص ان يضع اهدافا روحية ويعمل على تحقيقها حسبما تسمح له ظروفه.‏ وكثيرون اليوم يشتركون في احد انواع الخدمة كامل الوقت لأنهم وضعوا اهدافا روحية منذ صغرهم.‏ فمنذ طفولتهم،‏ شجَّعهم والدوهم والاخوة ان يضعوا اهدافا من هذا النوع.‏ وهم يتمتعون بحياة سعيدة في خدمة يهوه وليسوا نادمين على قرارهم ابدا.‏ (‏ام ١٠:‏٢٢‏)‏ وهناك اهداف اخرى تستحق ان تسعى اليها،‏ مثل الاشتراك في خدمة الحقل كل اسبوع،‏ البدء بدرس في الكتاب المقدس وإدارته،‏ وتخصيص المزيد من الوقت للاستعداد للاجتماعات.‏ لكن الامر المهم هو ان نبقى ثابتين في الحق ونتمم خدمتنا.‏ وهكذا نكرم يهوه ونحقِّق هدفنا الرئيسي ان نخدمه الى الابد.‏ —‏ لو ١٣:‏٢٤؛‏ ١ تي ٤:‏٧ب،‏ ٨‏.‏

يوصي يهوه عباده ان يجتمعوا معا كي يحصلوا على الارشاد ويشجِّعوا واحدهم الآخر.‏ (‏عب ١٠:‏٢٣-‏٢٥‏)‏ وفي الماضي،‏ كان «المسكن»،‏ او «خيمة الاجتماع»،‏ اول مكان عبادة استخدمه الاسرائيليون،‏ شعب اللّٰه المختار آنذاك.‏ (‏خر ٣٩:‏٣٢،‏ ٤٠‏)‏ ولاحقا،‏ بنى سليمان بن داود بيتا،‏ او هيكلا،‏ لمجد اللّٰه.‏ (‏١ مل ٩:‏٣‏)‏ وبعدما دُمِّر هذا الهيكل سنة ٦٠٧ ق‌م،‏ صار اليهود يجتمعون لعبادة اللّٰه في مبانٍ تُدعى مجامع.‏ وبعد فترة،‏ أُعيد بناء الهيكل وصار من جديد مركز العبادة الحقة.‏ وقد علَّم يسوع في المجامع والهيكل على السواء.‏ (‏لو ٤:‏١٦؛‏ يو ١٨:‏٢٠‏)‏ حتى انه عقد اجتماعا على احد الجبال.‏ —‏ مت ٥:‏١–‏٧:‏٢٩‏.‏

^٢ بعد موت يسوع،‏ ابتدأ المسيحيون يجتمعون في الاماكن العامة وفي البيوت الخاصة ليعلِّموا كلمة اللّٰه ويتمتعوا برفقة اخوتهم المؤمنين.‏ (‏اع ١٩:‏٨،‏ ٩؛‏ رو ١٦:‏٣،‏ ٥؛‏ كو ٤:‏١٥؛‏ فل ٢‏)‏ وأحيانا،‏ اضطرَّ المسيحيون الاولون ان يجتمعوا بالسر كي لا يعرف المقاومون بأمرهم.‏ حقا،‏ امتلك خدام اللّٰه الامناء في الماضي رغبة شديدة في الاجتماع معا في اماكن للعبادة كي يكونوا «متعلِّمين من يهوه».‏ —‏ اش ٥٤:‏١٣‏.‏

^٣ اليوم ايضا،‏ تُستخدَم بيوت خاصة وأماكن عامة لعقد الاجتماعات المسيحية.‏ وغالبا ما تُستخدَم بيوت خاصة لاجتماعات خدمة الحقل.‏ والذين يقدِّمون بيوتهم لهذه التجمعات يعتبرون ذلك امتيازا لهم.‏ فكثيرون يقولون ان استخدام بيتهم لهذا الهدف يجلب لهم فائدة روحية كبيرة.‏

قاعة الملكوت

^٤ يجتمع شهود يهوه بشكل رئيسي في مكان يُدعى قاعة الملكوت.‏ وعموما،‏ يشتري الاخوة ارضا ويبنون عليها قاعة جديدة،‏ او يشترون مبنى قديما ويرمِّمونه.‏ وبهدف تخفيض النفقات والاستفادة الى الحد الاكمل من قاعاتنا،‏ بإمكان عدة جماعات ان تستخدم قاعة واحدة اذا كان ذلك عمليا.‏ ولكن في بعض المناطق،‏ لا بد من استئجار قاعة.‏ وحين تُبنى قاعة جديدة او تُرمَّم قاعة ترميما شاملا،‏ من الملائم ان يكون هناك برنامج تدشين.‏ اما اذا أُجريت تصليحات لإحدى قاعات الملكوت،‏ فلا حاجة الى برنامج تدشين.‏

^٥ وليس ضروريا ان تكون قاعة الملكوت مبنى فخما يلفت النظر.‏ ومع ان التصميم قد يختلف من بلد الى آخر،‏ فإن الهدف دائما هو ان تكون القاعة مكانا عمليا.‏ (‏اع ١٧:‏٢٤‏)‏ فيلزم ان تكون مريحة وملائمة لعقد الاجتماعات المسيحية الى الحد الذي تسمح به الظروف المحلية.‏

^٦ تقدِّم كل جماعات شهود يهوه التبرعات لاستخدام القاعات وتجهيزها وصيانتها.‏ فلا تُجمع الاموال او تُستعطى،‏ بل يوضع صندوق تبرعات كي تُعطى الفرصة لجميع الذين يحضرون الاجتماعات ان يتبرعوا لتغطية النفقات الضرورية المتعلقة باستخدام القاعة.‏ وهم يفعلون ذلك طوعا ومن كل القلب.‏ —‏ ٢ كو ٩:‏٧‏.‏

^٧ يعتبر جميع افراد الجماعة ان التبرع من اجل قاعة الملكوت والتطوع للمحافظة على نظافتها وصيانتها هما امتياز كبير.‏ ويُعيَّن عادة شيخ او خادم مساعد لوضع برنامج لهذا العمل.‏ وعموما،‏ تتناوب فرق خدمة الحقل على تنظيف القاعة.‏ ويأخذ القيادة في هذا المجال ناظر الفريق او مساعده.‏ فيلزم ان تليق قاعة الملكوت من الداخل والخارج بيهوه وهيئته.‏

^٨ حين تجتمع اكثر من جماعة في قاعة واحدة،‏ يشكِّل الشيوخ في هذه الجماعات «لجنة عمل قاعة الملكوت»،‏ التي تنسِّق الاعمال اللازمة للمبنى والعقار.‏ وتختار هيئات الشيوخ اخا ليكون منسق لجنة العمل.‏ وتحت توجيه هيئات الشيوخ،‏ تشرف لجنة العمل هذه على تنظيف القاعة وتهتم بصيانتها وتتأكد ان المواد اللازمة متوفرة.‏ وهذا يتطلب تعاونا جيدا بين الجماعات المعنيَّة.‏

^٩ وعندما تستخدم عدة جماعات قاعة ملكوت واحدة،‏ يمكن ان يُغيَّر دوريا برنامج اوقات اجتماعات الجماعات.‏ ويجب ان يُظهر الشيوخ الاهتمام بالآخرين والمحبة الاخوية عند وضع هذا البرنامج.‏ (‏في ٢:‏٢-‏٤؛‏ ١ بط ٣:‏٨‏)‏ ولا يلزم ان تأخذ اية جماعة القرارات وحدها نيابة عن الجماعات الاخرى.‏ ايضا،‏ عندما يزور ناظر الدائرة احدى الجماعات،‏ تعدِّل الجماعات الاخرى اوقات اجتماعاتها في ذلك الاسبوع حسب الحاجة.‏

^١٠ يمكن استخدام قاعة الملكوت للاعراس والمآ‌تم بإذن من لجنة خدمة الجماعة.‏ فالشيوخ في هذه اللجنة يتأملون جيدا في الطلب ويتخذون قرارا على اساس ارشادات مكتب الفرع عن هذا الموضوع.‏

^١١ يُتوقَّع من الذين يُسمَح لهم باستخدام القاعة لعرس او مأتم ان يتصرفوا بطريقة تليق بالمسيحيين الحقيقيين.‏ فلا يجب فعل شيء في قاعة الملكوت يسيء الى الجماعة ويشوِّه صيتها او يجلب التعيير على يهوه.‏ (‏في ٢:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وتحت اشراف مكتب الفرع،‏ يُسمَح باستعمال قاعة الملكوت لمناسبات روحية اخرى،‏ مثل مدرسة خدمة الملكوت ومدرسة خدمة الفتح.‏

^١٢ يلزم ان يُظهِر افراد الجماعة دائما الاحترام لمكان اجتماعهم.‏ فيجب ان يعكس لباسهم ومظهرهم وتصرفاتهم الاحترام المرتبط بعبادة يهوه.‏ (‏جا ٥:‏١؛‏ ١ تي ٢:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وحين يطبِّقون الارشاد في هذا المجال،‏ يُظهِرون تقديرهم للاجتماعات المسيحية.‏

^١٣ من المهم ايضا ان نحافظ على النظام خلال الاجتماع.‏ فمن المفضَّل ان يجلس الاولاد بجانب والديهم.‏ ويمكن تشجيع الوالدين الذين لديهم اولاد صغار ان يختاروا مقاعد مناسبة،‏ بحيث لا يزعجون الآخرين كثيرا اذا اضطروا ان يُخرِجوا اولادهم لتأديبهم او الاهتمام بحاجاتهم.‏

^١٤ يُعيَّن اخوة مؤهَّلون ليكونوا حجَّابا خلال الاجتماعات في قاعة الملكوت.‏ وهؤلاء الاخوة يجب ان يكونوا منتبهين،‏ محبين،‏ وعندهم تمييز.‏ وتشمل مسؤولياتهم الترحيب بالجدد،‏ مساعدة المتأخرين ان يجدوا مقاعد،‏ تسجيل عدد الحضور،‏ والاهتمام بتدفئة القاعة وتهويتها.‏ وإذا لزم الامر،‏ يجب ان يذكِّر الحجَّاب الوالدين بأن ينتبهوا الى اولادهم جيدا لئلا يركضوا داخل القاعة او خارجها قبل وبعد الاجتماعات او يلعبوا على المنبر.‏ وإذا كان احد الاولاد مشاغبا،‏ يمكن للحاجب ان يطلب بلطف ولباقة من احد الوالدَين ان يُخرِجه من القاعة الرئيسية كي لا يتشتَّت ذهن الحضور تكرارا.‏ اذًا،‏ يستفيد الجميع من الاجتماعات بفضل عمل الحجَّاب.‏ ومن المفضَّل ان يعيَّن الحجَّاب من بين الشيوخ والخدام المساعدين.‏

بناء قاعات الملكوت

^١٥ في القرن الاول،‏ كان بعض المسيحيين اغنى من غيرهم.‏ لذلك كتب الرسول بولس:‏ «بحسب المساواة،‏ ان تكون فضالتكم الآن لسدِّ اعوازهم،‏ حتى تصير فضالتهم لسدِّ اعوازكم،‏ فتحصل المساواة».‏ (‏٢ كو ٨:‏١٤‏)‏ اليوم ايضا،‏ تحصل «مساواة» مشابهة.‏ فالاموال التي تتبرع بها الجماعات حول العالم تُجمَع معا لتمويل مشاريع بناء وترميم قاعات الملكوت.‏ والدعم الكبير الذي يقدِّمه الاخوة حول العالم تقدِّره كثيرا الهيئة والجماعات التي تستفيد من هذه التبرعات.‏

^١٦ يفكِّر مكتب الفرع في عوامل عديدة كي يحدِّد الجماعات التي ستحضر في قاعات ملكوت معيَّنة.‏ ويحدِّد ايضا متى وأين يلزم بناء قاعات جديدة وأية قاعات بحاجة الى ترميم ضمن مقاطعة الفرع.‏ وعندما تحدث كارثة،‏ يُرتَّب لإجراء الاصلاحات اللازمة في قاعات الملكوت المتضررة،‏ وفي بعض الحالات في بيوت الاخوة.‏

^١٧ يوزِّع مكتب الفرع المسؤوليات على المتطوعين للمساعدة في شراء العقار،‏ تصميم قاعة الملكوت،‏ الحصول على الرُّخَص اللازمة،‏ البناء،‏ والصيانة.‏ وبسبب الحاجة الكبيرة الى قاعات في معظم البلدان،‏ هناك حاجة كبيرة ايضا الى متطوعين.‏ ونشجِّع كل الناشرين المعتمدين الذين لديهم المؤهِّلات والرغبة في المساعدة على ملء النموذج المطلوب وإعطائه للجنة الخدمة في جماعتهم.‏ حتى الناشرون غير المعتمدين يمكن ان يساهموا في بناء او ترميم قاعة الملكوت التي يجتمعون فيها.‏

قاعات الاجتماعات الدائرية والسنوية

^١٨ اجتمع المسيحيون الاولون عموما في فرق صغيرة،‏ ولكن احيانا كان جمع كبير يجتمع معا.‏ (‏اع ١١:‏٢٦‏)‏ واليوم،‏ يجتمع شهود يهوه بأعداد كبيرة في الاجتماعات الدائرية والسنوية.‏ وغالبا ما تُستأجَر اماكن لعقد هذه الاجتماعات.‏ ولكن اذا لم تكن اماكن كهذه مناسبة او متوفرة،‏ يمكن شراء مكان للعبادة.‏ ويُدعى هذا المكان قاعة الاجتماعات.‏

^١٩ احيانا،‏ يُشترى احد الابنية ويرمَّم ويُستخدَم كقاعة اجتماعات.‏