مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٤ ٢٢/‏٨ ص ١٩-‏٢٤
  • عندما لا تكون الحياة سهلة

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • عندما لا تكون الحياة سهلة
  • استيقظ!‏ ١٩٩٤
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • عندما كنت في التاسعة من عمري
  • مقيَّدة بالمرض
  • نكسة
  • اخيرا،‏ العودة الى المدرسة
  • فضولية بشأن الدين
  • نكسة اخرى
  • لم تكن المدرسة سهلة
  • موقف غير سهل يتعلق بالدم
  • التخرُّج،‏ ثم المعمودية
  • مواجهة قضية الدم من جديد
  • نكسة اخرى ايضا
  • لا تزال الحياة غير سهلة
  • مواجهة حالة طبية طارئة
    استيقظ!‏ ١٩٩٦
  • لسنا سحرة ولا آلهة
    استيقظ!‏ ١٩٩٤
  • حين يُصاب الولد بالسرطان
    استيقظ!‏ ٢٠١١
  • الايمان ساعدني على مواجهة عملية جراحية في الدماغ
    استيقظ!‏ ١٩٩٠
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٤
ع٩٤ ٢٢/‏٨ ص ١٩-‏٢٤

عندما لا تكون الحياة سهلة

كنت صغيرة جدا عندما اضطررت الى مواجهة الوقائع القاسية للحياة.‏ وقد توافقونني ان الحياة في العالم اليوم ظالمة حقا.‏ انها كذلك بالنسبة الينا جميعا —‏ في النهاية.‏ فجميعنا نمرض.‏ صحيح ان قليلين يكبرون دون ان يصابوا بمرض خطير،‏ ولكن في ما بعد سنواجه جميعنا الموت.‏

انني افكر على الارجح في الموت اكثر مما ينبغي.‏ ولكن دعوني اوضح لكم لماذا،‏ ولماذا ايضا استفدت،‏ الى حد ما،‏ مما حدث لي.‏

عندما كنت في التاسعة من عمري

ولدت في ايلول ١٩٦٨ في بروكلين نيويورك،‏ وأنا الصغرى بين الاولاد الخمسة.‏ كان ابي مقعدا،‏ وكانت امي تعمل كأمينة صندوق لاعالتنا.‏ وعندما بلغت التاسعة من عمري،‏ لاحظت امي بروزا في جهة واحدة من بطني.‏ فأخذتني الى المركز الطبي المحلي.‏ وجسَّت الطبيبة كتلة كبيرة،‏ وبعد ايام قليلة،‏ أُدخلت الى مستشفى كينڠز كاونتي.‏

وبعد ان غادرت امي،‏ بكيت لانني كنت مرتعبة.‏ وفي اليوم التالي ساقني رجلان لابسان ثيابا زرقاء فاتحة اللون الى غرفة العمليات.‏ وأتذكَّر ان آخر شيء رأيته قبل ان استيقظ في غرفة الٕافاقة هو رؤية نور باهر فوق رأسي وشيء وُضع على فمي.‏ وأزال الاطباء بنجاح ما يُدعى ورم ويلمز (‏نوع من السرطان)‏،‏ احدى كليتيَّ،‏ وجزءًا من كبدي.‏

وقضيت خمسة اسابيع في وحدة العناية الفائقة.‏ وكل يوم كان الاطباء يغيِّرون الضمادة.‏ وكنت اصرخ عندما ينزعون الشريط اللاصق.‏ ولكي يخفِّف الاطباء من ألَمي،‏ كانوا يأتون بشخص يحاول ان يلهيني.‏ وأتذكَّر ان الشخص كلَّمني كثيرا عن الضفادع.‏

وبعد خروجي من العناية الفائقة،‏ قضيت اربعة اسابيع اضافية في المستشفى.‏ وفي اثناء ذلك الوقت،‏ ابتُدئ بالمعالجة الاشعاعية.‏ وكانت هذه المعالجة مؤلمة —‏ ليس بسبب الاشعاع —‏ بل لانه كان يجب ان استلقي على بطني،‏ الذي ما زال مُمِضًّا بسبب العملية.‏ وكانت المعالجة الاشعاعية تُجرى كل يوم اثنين حتى يوم الجمعة.‏

وعندما سُمح لي بمغادرة المستشفى في اواخر تشرين الثاني ١٩٧٧،‏ تابعت نيل المعالجة الاشعاعية كمريضة خارجية.‏ وعندما انتهت هذه المعالجة،‏ ابتدأت بنيل المعالجة الكيميائية.‏ وكل يوم اثنين حتى يوم الجمعة،‏ كان يجب ان استيقظ باكرا في الصباح وأذهب الى المستشفى لأُحقن بعقاقير قوية.‏ وكان الطبيب يُدخل ابرة في وريد ويدفع الدواء مباشرة فيه.‏ كنت اخاف من الابر وأبكي،‏ لكنَّ امي كانت تقول لي انه يجب ان اختبر ذلك كي اتحسَّن.‏

كانت للمعالجة الكيميائية تأثيرات جانبية رهيبة.‏ فقد جعلتني اشعر بالغثيان،‏ وكثيرا ما كنت اتقيَّأ.‏ وانخفض تعداد دمي،‏ وفقدت كل شعري.‏

مقيَّدة بالمرض

وفي الربيع التالي،‏ في احد عيد الفصح،‏ كنا نستعد للذهاب الى الكنيسة عندما ابتدأ الدم يسيل من انفي بسبب تعداد دمي المنخفض.‏ وجرَّب والداي كل الوسائل،‏ لكنَّ النزف استمر.‏ وأوقف الاطباء النزف بملء انفي بالشَّاش،‏ لكنَّ الدم ابتدأ بعد ذلك يسيل من فمي.‏ وصرت ضعيفة جدا بسبب فقدان الدم وأُدخلت الى المستشفى.‏ وكان على زائريَّ ان يلبسوا قفافيز،‏ قناعا للوجه،‏ ورداء فوق ثيابهم،‏ لئلا ينقلوا اليَّ ايّ خمج.‏ وفي غضون اسبوع ارتفع تعداد دمي الى حد يكفي للسماح لي بمغادرة المستشفى.‏

واستُؤنفت المعالجة الكيميائية فورا.‏ لم اتمكن من الذهاب الى المدرسة،‏ وافتقدتها حقا.‏ افتقدت اصدقائي واللَّعب معهم خارج البيت.‏ تلقيت دروسا خصوصية في البيت،‏ لان اطبائي شعروا بأنه لا يجب ان اذهب الى المدرسة وأنا قيد المعالجة الكيمائية او بعد انتهائها بوقت قصير.‏

وفي ذلك الصيف اردت زيارة جدَّيَّ في جورجيا كما كنت افعل عادة،‏ ولكن لم يُسمَح لي بالذهاب.‏ إلا ان المستشفى رتَّب ان يذهب مرضى السرطان الى مدينة الملاهي في نيو جيرزي.‏ وعلى الرغم من انني شعرت بالانهاك بعد ذلك،‏ فإنني تمتعت.‏

انهيت المعالجة الكيميائية في وقت متأخر من السنة ١٩٧٨ لكنني استمررت في تلقي دروس خصوصية في البيت —‏ لفترة طولها جملة اكثر من ثلاث سنوات.‏ وعندما عدت الى المدرسة في كانون الثاني ١٩٨١،‏ لم يكن التكيُّف سهلا بعد التعلُّم في البيت مدة طويلة.‏ وأحيانا كنت اتيه وأنا احاول ان اجد صفي.‏ لكنني احببت فعلا المدرسة.‏ وأحببت خصوصا الموسيقى،‏ الطبع على الآلة الكاتبة،‏ وصف التربية البدنية.‏ وكان بعض الاولاد ودِّيين،‏ لكنَّ آخرين كانوا يهزأون بي.‏

نكسة

‏«هل انتِ حامل؟‏» ابتدأ الاولاد يسألونني.‏ كان ذلك بسبب انتفاخ بطني.‏ قال لي الطبيب ان لا اقلق وإن السبب هو ان كبدي كان يستعيد حجمه الطبيعي.‏ ولكن عندما أُجري لي فحص في آذار،‏ وضعني الطبيب في المستشفى.‏ فابتدأت ابكي —‏ اذ تمكنت من الذهاب الى المدرسة مدة شهرين ونصف الشهر فقط.‏

وأُجريت خِزْعة فيها أُخذ نسيج من ورم موجود في كبدي.‏ وعندما استيقظت بعد العملية،‏ كانت امي اول شخص اراه.‏ وكانت تبكي.‏ وقالت لي انه لديَّ سرطان من جديد وان الورم اكبر من ان يُستأصل وانه يجب ان اخضع للمعالجة الكيميائية لتقليصه.‏ وكنت لا ازال بعمر ١٢ سنة فقط.‏

كانت المعالجة الكيميائية تُجرى في المستشفى،‏ مما عنى ان ادخل المستشفى مرة كل عدة اسابيع لمدة يومين او ثلاثة.‏ وكالعادة،‏ عانيت من الغثيان والتقيّؤ.‏ وكان الطعام عديم النكهة،‏ وفقدت كل شعري.‏ واستمرت المعالجة الكيميائية طوال السنة ١٩٨١.‏ وفي غضون ذلك،‏ في نيسان،‏ ابتدأت بالتعليم البيتي من جديد.‏

وباكرا في سنة ١٩٨٢،‏ عندما أُدخلت الى المستشفى من اجل عملية جراحية،‏ كنت ضعيفة جدا بحيث كان على الممرضات ان يساعدنني كي اصعد على الميزان وأنزل عنه.‏ وقلَّصت المعالجة الكيميائية الورم،‏ بحيث تمكَّن الجراحون من ازالته مع جزء آخر من كبدي.‏ ومن جديد بقيت في المستشفى مدة شهرين.‏ ونحو منتصف السنة ١٩٨٢،‏ استأنفت المعالجة الكيميائية،‏ التي استمرت حتى اوائل السنة ١٩٨٣.‏

وفي اثناء هذا الوقت كنت حزينة لانني لم اتمكن من الذهاب الى المدرسة.‏ ثم ابتدأ شعري بالنمو من جديد،‏ وابتدأت تعود اليَّ عافيتي من جديد.‏ وكنت سعيدة لانني على قيد الحياة.‏

اخيرا،‏ العودة الى المدرسة

رتَّبت مدرِّستي الخصوصية ان اتخرَّج في مدرسة الاحداث العالية مع الصف الذي كنت فيه فترة وجيزة في السنة ١٩٨١.‏ وكنت مبتهجة جدا بسبب ذلك؛‏ وكان مبهجا ان ارى اصدقائي وأن اصنع اصدقاء جددا.‏ وعندما حان يوم التخرُّج في حزيران ١٩٨٤،‏ اخذت صورا للاصدقاء والمعلِّمين،‏ وأخذت عائلتي صورا لي لحفظ هذا الحدث الخصوصي.‏

وفي صيف تلك السنة ذهبت لزيارة جدَّيَّ في جورجيا وقضيت هناك معظم الصيف.‏ وعندما عدت في اواخر آب،‏ حان الوقت لاستعد للمدرسة.‏ نعم،‏ كنت عائدة اخيرا الى المدرسة.‏ وكنت مبتهجة جدا!‏

فضولية بشأن الدين

كان داون وكريڠ مختلفين عن التلاميذ الآخرين،‏ وقد انجذبت اليهما.‏ ولكن عندما قدَّمت لهما هدايا عيد الميلاد،‏ قالا انهما لا يحتفلان بالعيد.‏ فسألت:‏ «هل انتما يهوديان؟‏» اوضح كريڠ انهما من شهود يهوه وأن عيد الميلاد ليس حقا عيدا مسيحيا.‏ وأَعطاني بعض النسخ من مجلتي برج المراقبة واستيقظ!‏ لقراءتها حول هذا الموضوع.‏

وصرت فضولية بشأن دينهما الذي بدا مختلفا جدا.‏ فعندما كنت اذهب الى الكنيسة،‏ كنا نسمع الامر نفسه مرارا وتكرارا:‏ ‹آمنوا بيسوع المسيح،‏ اعتمدوا،‏ فتذهبوا الى السماء.‏› لكنَّ ذلك بدا سهلا جدا.‏ وصرت اعتقد انه عندما تكون الامور سهلة جدا،‏ فإما ان تكون عبقريا،‏ او ان هنالك خطأ ما.‏ وعرفت انني لست عبقرية،‏ لذلك استنتجت انه لا بد من وجود خطإ ما في ما كانت الكنيسة تعلِّمه.‏

وأخيرا ابتدأ كريڠ يدرس معي الكتاب المقدس خلال فترة غدائنا.‏ ودعاني ذات يوم الى محفل لشهود يهوه،‏ فذهبت.‏ ووجدت كريڠ وجلست معه ومع عائلته.‏ تأثَّرت بما رأيته —‏ اناس من عروق مختلفة يقدمون العبادة معا بوحدة —‏ وتأثَّرت ايضا بما سمعته.‏

عندما ابتدأنا كريڠ وأنا بفصل مدرسي جديد،‏ لم نعد نتمكن من درس الكتاب المقدس معا لاننا لا نشترك في فترة الغداء نفسها.‏ فاتصلت والدة كريڠ بأمي لترى ما اذا كان بإمكانها الدرس معي،‏ لكنَّ امي قالت لا.‏ وفي ما بعد سمحت لي بالذهاب الى الاجتماعات المسيحية.‏ لذلك اتصلت بقاعة ملكوت أُدرج رقم هاتفها في دليل الهاتف وعلمت ان الاجتماع يبدأ في الساعة ٠٠:‏٩ صباحا يوم الاحد.‏ وقبل يوم سرت مسافة ٣٠ مبنى تقريبا الى قاعة الملكوت لأتأكَّد انني اعرف الطريق.‏

وعندما وصلت في الصباح التالي،‏ سألني رجل عما اذا كنت قد اتيت من قاعة ملكوت اخرى.‏ فقلت له ان هذه هي زيارتي الاولى لكنني درست لفترة قصيرة من الوقت.‏ فدعاني بلطف الى الجلوس معه ومع زوجته.‏ كانت الاجتماعات مختلفة جدا عن الكنيسة.‏ وأدهشني كيف كان كثيرون متحمسين للتعليق خلال فترة الاسئلة والاجوبة.‏ وحتى الاولاد الصغار قدموا تعليقات.‏ فرفعت يدي وأجبت عن سؤال ايضا.‏ ومن ذلك الحين فصاعدا،‏ استمررت في حضور الاجتماعات وابتدأت اتقدم في فهم حقائق الكتاب المقدس.‏

نكسة اخرى

في كانون الاول ١٩٨٦،‏ خلال سنتي الاخيرة في المدرسة الثانوية،‏ ذهبت لاجراء فحص روتيني.‏ وما رآه الطبيب في رئتي اليمنى جعله يشك،‏ لذلك طُلب مني ان اعود لاجراء المزيد من الصور بالاشعة السينية.‏ وعندما عرفت ان هذه الصور كشفت ان هنالك حتما علّة ما،‏ ابتدأت ابكي.‏

وأُجريَت خِزْعة؛‏ واستخدم الطبيب ابرة لاخذ قطعة من الورم الموجود في رئتي.‏ وتبيَّن ان الورم سرطاني.‏ وفي الواقع،‏ كانت هنالك ثلاثة اورام،‏ بما فيها ورم كبير قرب شرايين قلبي.‏ وبعد مناقشة مع الطبيب،‏ قررنا ان آخذ عقَّارَين للمعالجة الكيميائية هما في طور الاختبار لتقليص الاورام قبل العملية.‏ والتأثيرات الجانبية كانت التأثيرات العادية —‏ فقدانا تاما للشعر،‏ غثيانا،‏ تقيؤا،‏ وتعداد دم منخفضا.‏

في البداية كنت مكتئبة،‏ لكنني ابتدأت عندئذ اصلي كثيرا الى يهوه،‏ فقوّاني ذلك.‏ وكان التخرج سيجري بعد اقل من ستة اشهر.‏ وكان معلِّميَّ متفهمين ولطفاء؛‏ لقد طلبوا ان اقدِّم تقريرا من الطبيب وأن احاول مجاراة فروضي المدرسية.‏

لم تكن المدرسة سهلة

بالاضافة الى تحدي القيام بفرضي الذي يُنجَز في الصف عندما كنت مريضة جدا،‏ ابتدأ شعري يتساقط.‏ وعندما اشتريت شعرا مستعارا،‏ قال رفقاء صفي ان شعري يبدو رائعا —‏ لم يعرفوا انه شعر مستعار.‏ لكنَّ احد الصبيان عرف.‏ وكلما كنت ادخل الصف،‏ كان يكتب على اللوح العبارة «شعر مستعار،‏» وكان هو وأصدقاؤه يضحكون ويسخرون.‏ وقد جعلتني كل مضايقتهم اكتئب.‏

ثم ذات يوم في الرواق المزدحم،‏ انتزع احدهم الشعر المستعار عن رأسي من الخلف.‏ فالتفت بسرعة والتقطته.‏ لكنَّ عشرات الاولاد رأوا انني قرعاء فشعرت بأذية كبيرة.‏ ذهبت الى الدرج وبكيت.‏ وفي اليوم التالي استطعت ان ارى من وجوه بعض التلامذة انهم شعروا بالاسف تجاه ما حدث.‏ وأخبرني رفقاء الصف ان احدى الفتيات دفعت مالا لصبي لكي ينزع شعري المستعار.‏

موقف غير سهل يتعلق بالدم

وبالمعالجة الكيميائية،‏ انخفض تعداد دمي كثيرا.‏ وما جعل الامور اسوأ هو ان الدم كان يسيل من انفي مرتين او ثلاث مرات في اليوم احيانا.‏ لم اكن معتمدة،‏ لكنني اتخذت موقفا ثابتا وقلت انني كواحدة من شهود يهوه لن اقبل دما.‏ (‏اعمال ١٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ وشجَّعت اختي الكبرى احدى بناتها الصغيرات ان تقول لي انها لا تريد ان اموت.‏ كان ابي منزعجا،‏ وطلب ان آخذ دما،‏ واستمرَّت امي تقول لي ان اللّٰه سيسامحني اذا قبلت نقل الدم.‏

وفي الوقت نفسه،‏ حذَّرني الاطباء انه بتعداد دم منخفض كهذا،‏ يمكن ان أُصاب بنوبة قلبية او سكتة دماغية.‏ ولانني صمَّمت على اخذ موقف ثابت،‏ ارادوا ان اوقِّع استمارة اعفاء تنصّ انه اذا مت،‏ فلن يكونوا مسؤولين.‏ وسرعان ما شفيت على نحو يكفي لاعود الى البيت والمدرسة.‏ ولكن بسبب تعداد دمي المنخفض،‏ قرَّر الاطباء انه يجب ان اخضع الآن للمعالجة الاشعاعية عوض المعالجة الكيميائية.‏ ونلت هذه المعالجة كل يوم بعد دوام المدرسة من اواخر نيسان حتى اوائل حزيران ١٩٨٧.‏

التخرُّج،‏ ثم المعمودية

كان التخرُّج مناسبة خصوصية.‏ وكانت اختي قد ساعدتني على شراء ثوب،‏ وكنت قد اشتريت شعرا مستعارا جديدا.‏ كانت امي وأختاي هناك،‏ وبعد ذلك خرجنا معا من اجل وجبة تذكارية.‏

في ذلك الحين لم اكن اتلقّى معالجة كيميائية او اشعاعية.‏ ولكن بعد اسابيع قليلة اتصل الطبيب وقال ان آتي الى المستشفى من اجل دورة اخرى من المعالجة الكيميائية.‏ لم اشأ ان اذهب لانني كنت سأحضر بعد اسبوع المحفل الكوري لشهود يهوه في يانكي ستاديوم في مدينة نيويورك.‏ لكنَّ امي قالت ان اذهب اولا وأُنهي المعالجة.‏ فذهبت.‏

كنت مبتهجة جدا خلال المحفل لانني كنت سأعتمد يوم السبت في ٢٥ تموز ١٩٨٧.‏ وقد واكبتنا الشرطة الى اورتشارد بيتش،‏ موقع المعمودية.‏ وبعد ان اعتمدت عدت الى الملعب من اجل ما تبقَّى من برنامج اليوم.‏ وشعرت بالكثير من التعب بحلول المساء،‏ لكنني كنت صباح يوم الاحد مستعدة وحضرت آخر يوم من المحفل.‏

مواجهة قضية الدم من جديد

بعد ظهر اليوم التالي أُدخلت الى المستشفى ولديَّ حرارة تبلغ ١٠٣ درجات فهرنهايت (‏٣٩° م)‏،‏ خمج في الكلية،‏ وتعداد دم منخفض للغاية.‏ وهدَّد الطبيب بأنه إن لم اوقِّع استمارة موافقة على نقل الدم،‏ فسيأخذ امرا من المحكمة ويعطيني دما بالقوة.‏ كنت مرتعبة جدا.‏ وكانت عائلتي تضغط عليَّ؛‏ وعرضت اختي ايضا ان تعطيني من دمها،‏ لكنني قلت لها لا.‏

صلَّيت كثيرا الى يهوه لكي يساعدني على الوقوف بثبات.‏ وأشكر اللّٰه لان تعداد دمي ابتدأ يرتفع،‏ وتوقف الضغط لاخذ الدم.‏ وعلى الرغم من انني احتجت الى متابعة المعالجة الكيميائية،‏ لم تبقَ لي اوردة ملائمة.‏ لذلك اجرى جرّاح فتحة صغيرة تحت تَرْقُوتي لادخال اداة يُعطى الدواء من خلالها.‏

وعندما شرح عن ازالة الاورام في رئتي،‏ قال الجرّاح انه لن ينقل دما إلا في حالة طارئة.‏ وقالت امي لي ان اوافق،‏ فوافقت.‏ ولكن بعد ذلك شعرت بالندم لان ذلك عنى في الواقع الموافقة على قبول الدم.‏ وفورا ابتدأت ابحث عن جرّاح يضمن عدم استعمال الدم.‏ وبدا البحث عقيما،‏ لكنني وجدت اخيرا جرَّاحا،‏ وعُيِّن موعد الجراحة في كانون الثاني ١٩٨٨.‏

لم يضمن الطبيب انني سأعيش.‏ وفي الواقع،‏ اتى الى غرفتي في الليلة التي سبقت العملية وقال:‏ ‏«سأحاول ان أُجري العملية.‏» كنت مرتعبة؛‏ كنت بعمر ١٩ سنة فقط ولم ارد ان اموت.‏ لكنَّ الاورام الثلاثة أُزيلت بنجاح،‏ بالاضافة الى ثلثي رئتي.‏ والجدير بالملاحظة انني اقمت في المستشفى اسبوعا واحدا فقط.‏ وبعد ان قضيت فترة نقاهة بلغت نحو شهرين ونصف شهر في المنزل،‏ ابتدأت من جديد بالمعالجة الكيميائية،‏ مع التأثيرات الجانبية المعتادة.‏

وبحلول ذلك الوقت مرض ابي ايضا بالسرطان،‏ وذات ليلة بعد اشهر قليلة،‏ وجدته امي ميتا في غرفة النوم.‏ وبعد موته،‏ ابتدأت بالذهاب الى مدرسة مهنية حيث استأنفت التدريب كسكرتيرة.‏ وكنت انجح جسديا،‏ اكاديميا،‏ وروحيا،‏ حتى انني كنت اشارك في الفتح الاضافي (‏خادمة كامل الوقت على اساس وقتي)‏.‏

نكسة اخرى ايضا

في نيسان ١٩٩٠،‏ حضرت حفلة زفاف اخي الاكبر في اوڠوستا،‏ جورجيا.‏ وفيما كنت هناك قال اخي:‏ «ساقك منتفخة.‏»‏

وسألت:‏ «ما هذا يا تُرى؟‏»‏

أجاب:‏ «لا اعرف.‏»‏

فقلت:‏ «انه على الارجح ورم.‏»‏

وبعد العودة الى مدينة نيويورك،‏ ذهبت الى الطبيب.‏ وكشفت خِزْعة أُجريت تحت تبنيج موضعي ورما آخر من اورام ويلمز في ربلة ساقي اليسرى.‏ وأظهرت الفحوص ان العظم غير مصاب،‏ لكنَّ الورم اكبر من ان يُستأصل.‏ فتلَت ذلك المعالجة الكيميائية المعتادة.‏

وبعد فترة لم اتمكن من التوقف عن التقيّؤ؛‏ لقد عانيت انسدادا معويا.‏ فوضعت عملية طارئة حدا له.‏ لكنَّ امعائي صارت مفتولة،‏ ولزمت عملية اخرى.‏ وانخفض مقدار الهيموڠلوبين الى ما يقارب الاربعة،‏ واستمر الطبيب يقول:‏ «يجب ان تأخذي دما.‏ سوف تموتين.‏ ولن تري الشمس غدا.‏» وعانيت كوابيس عن المدافن والموت.‏

عادت اليَّ عافيتي بحلول تشرين الاول على نحو يكفي لازالة الورم.‏ وانتزعوا نحو ٧٠ في المئة من ربلة ساقي ايضا.‏ وكان هنالك شك في ما اذا كنت سأمشي من جديد.‏ ولكن لزم ان امشي لكي اتنقَّل في مدينة نيويورك،‏ وهكذا،‏ بالمعالجة والتصميم،‏ ابتدأت امشي —‏ اولا بمِمْشاة،‏ ثم بعُكَّازتين،‏ بعد ذلك بعصا،‏ وأخيرا بدعامة رِجل،‏ مما سمح لي باستخدام يديَّ في استعمال الكتاب المقدس في الخدمة من بيت الى بيت.‏ وخلال المعالجة الكيميائية،‏ خفَّ وزني حتى ٥٩ پاوندا (‏٢٧ كلڠ)‏؛‏ طولي خمس اقدام وانش واحد (‏١٥٥ سم)‏ ووزني الطبيعي نحو ١١٨ پاوندا (‏٥٤ كلڠ)‏.‏ واذ زاد وزني ونَمَت ساقي،‏ استمر الاطباء في توسيع دعامة رِجلي.‏ وأخيرا عندما بلغت الوزن الطبيعي،‏ صنعوا لي دعامة جديدة.‏

لا تزال الحياة غير سهلة

بحلول صيف ١٩٩٢،‏ بدا انني في حالتي الطبيعية وكنت اتطلع الى امكانية الانخراط في الفتح الاضافي ايضا.‏ وفي تشرين الثاني،‏ تسلَّمت رسالة ابهجتني كثيرا.‏ وتقول ان اختبارات حياتي يمكن ان تكون مشجِّعة للآخرين،‏ ودُعيت الى سردها لهم من اجل النشر في استيقظ!‏ وتحول جذَلي الى قنوط في الاسبوع التالي.‏

لقد كشف تصوير روتيني للصدر بالاشعة السينية اوراما في رئتي السليمة.‏ فبكيت ثم بكيت اكثر.‏ كنت قد واجهت خسارة كلية،‏ جزء من كبدي،‏ معظم رئتي اليسرى،‏ جزء من ساقي،‏ ولكن لا يمكن للشخص ان يبقى على قيد الحياة بخسارة الرئتين كلتيهما.‏ ومن جديد كانت عائلتي وأصدقائي متوافرين لدعمي،‏ وصمَّمت ان احارب المرض من جديد.‏

ابتُدئ بالمعالجة الكيميائية لتقليص الاورام.‏ واعتقد احد الاطباء انه يمكن ازالتها وانقاذ الرئة.‏ وفي آذار ١٩٩٣،‏ دخلت غرفة العمليات.‏ وعلمت في ما بعد انهم القوا نظرة وخاطوا الجرح فقط.‏ فلم يكن بإمكانهم ازالة الاورام دون استئصال الرئة.‏ ومنذ ذلك الحين اخضع لمعالجة كيميائية قوية في محاولة للقضاء على الاورام.‏

هل عرفتم لماذا يغزو الموت افكاري؟‏ لو كانت حياتي سهلة هل كنت اتساءل بعمق لماذا نموت وأيّ رجاء هنالك للمستقبل؟‏ لست متأكدة.‏ ولكنني متأكدة ان المهم حقا ليس ما اذا كنا سنحيا او سنموت الآن،‏ بل ما اذا كنا سننال بركة يهوه اللّٰه الذي يمكنه ان يعطينا الحياة الابدية.‏ وما ساعد في دعمي هو التأمل في رجاء الحياة في عالمه الجديد،‏ القاء همومي عليه،‏ والبقاء قريبة من الاصدقاء الذين يشاطرونني رجائي.‏ —‏ مزمور ٥٥:‏٢٢؛‏ رؤيا ٢١:‏٣،‏ ٤‏.‏

انا سعيدة بأن الاحداث الآخرين يتمتعون بصحتهم.‏ وأرجو ان يدفع ما سردته كثيرين منهم الى استخدامها،‏ لا في مساعٍ باطلة،‏ بل بحكمة في خدمة يهوه.‏ ويا لروعة التمتع بالصحة الجيدة الى الابد في عالم اللّٰه الجديد!‏ ففيه لن نحتاج الى اطباء،‏ مستشفيات،‏ ابر،‏ انابيب —‏ لا،‏ لن يذكِّرنا شيء بهذا العالم القديم المريض والزائل.‏ —‏ كما روتها كاثي روبرسِن.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢١]‏

عندما تخرَّجت في مدرسة الاحداث العالية

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

اساعد في تقديم الطعام في محفل دائري في نيويورك

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة