-
لماذا التعاون امر حيوياستيقظ! ٢٠٠٥ | ايلول (سبتمبر) ٨
-
-
ويقضي فرس النهر معظم اوقاته في المياه، حيث يُعنى «اصدقاؤه» من ذوات الريش والزعانف بنظافته. فحين يكون فرس النهر في الماء، تأتي سمكة تُدعى اللَّبِيس، وهي احد انواع الشبّوط، و «تشفط» الطحالب، الجلد الميت، والطفيليات، او اي امر يعلق بالحيوان. حتى انها تنظف له اسنانه ولثته! ويقدِّم نوع آخر من الاسماك يد المساعدة فينظف بعضها الجروح، ويُدخل البعض الآخر خطمه الطويل ليقضم ما بين اصابع فرس النهر وغيره من الاماكن التي يصعب الوصول اليها.
لا شك ان السمك ايضا يستقطب ضيوفا غير مرغوب فيهم، مثل القشريات والبكتيريا الخارجية والفطريات والقَمْل، وتزعجه الانسجة المتضررة او المريضة، فيحتاج بالتالي الى من يخلصه منها. فيتوجه السمك البحري الى «المغسل» المحلي. وهناك، تقوم اسماك القوبيون والكَيْدَم الزاهية الالوان والقريدس المنظِّف بتقديم افضل عناية لزبائنها، وتتقاضى بدورها وجبة دسمة بدل اتعابها. وقد تحظى السمكات الكبيرة بفريق كامل من عمال التنظيفات لخدمتها!
ويعبِّر السمك الراغب في الاغتسال عن رغبته هذه بطرائق عديدة. فيتخذ بعضه وضعيات غريبة، كجعل رأسه الى الاسفل وذيله الى الاعلى. او قد يفغر فاه وخياشيمه كأنه يقول: «هيا، ادخلي. فأنا لن اعضك». فيتكرّم عمال التنظيفات ويلبّون النداء، حتى لو كان الزبون حيوانا مفترسا مخيفا مثل الأنقليس ابو مرينا او القرش. وأثناء خدمة التنظيفات، يغيِّر بعض السمك لونه، ربما ليجعل الطفيليات ظاهرة اكثر للعيان. يقول كتاب المشاركة بين الحيوانات (بالانكليزية) انه اذا لم يكن في المربى المائي سمك منظِّف، فإن السمك البحري «سرعان ما يمتلئ بالطفيليات ويمرض. لكن ما ان يوضع السمك المنظِّف في المربى المائي حتى يباشر بتنظيف الاسماك التي تصطف بدورها الواحدة تلو الاخرى وكأنها تعلم ماذا يحدث».
-
-
لماذا التعاون امر حيوياستيقظ! ٢٠٠٥ | ايلول (سبتمبر) ٨
-
-
[الصورة في الصفحة ١٠]
سمكة الفراشة مع سمكة تنظيف صغيرة
[الصورة في الصفحة ١٠]
قريدس منظِّف مرقط على شُقَّيق البحر
-