-
جنة غنّاء على جزيرة رمليةاستيقظ! ٢٠٠٦ | آذار (مارس)
-
-
بحيرات المياه العذبة والغابات النادرة
من المدهش ان الفجوات التي تفصل الكثبان الرملية في كل انحاء الجزيرة تحتجز في احضانها ٤٠ بحيرة من الماء العذب. وتُسمّى بعض هذه البحيرات «بحيرات معلَّقة» لأنها تقع في منخسفات كبيرة على ظهر كثبان رملية مرتفعة. وماذا يحول دون تغلغل الماء في الرمال واختفائه؟ بطانة عضوية على شكل طبقة واقية من الخث المؤلف من اوراق الاشجار واللحاء والاغصان المتحللة جزئيا.
كما تنتشر في الجزيرة «نوافذ مائية» تشكلت في منخسفات رملية ادنى من منسوب المياه الجوفية. فتسرّب اليها الماء العذب مشكِّلا بركا نقَّت الرمال مياهها فصارت صافية كالبلور. وهذه البرك في الواقع هي اشبه بنوافذ في طبقة المياه الجوفية.
تتجدد مياه البحيرات في الجزيرة بسبب هطول ٥٠٠,١ مليمتر من الامطار سنويا. اما المطر الذي لا يتجمع في البحيرات، ولا تتشربه الرمال، فيتحول جداول تجري نحو البحر. ويُقدَّر ان احد الجداول في الجزيرة يصب اكثر من ٥ ملايين لتر من الماء كل ساعة في المحيط الهادئ!
تجعل وفرة المياه جزيرة فرايزر جنة خضراء. فمع ان الغابات المطيرة لا تنمو عادة على الرمل بسبب افتقاره الى المغذيات، تنفرد جزيرة فرايزر بكونها احدى البقاع القليلة حول الارض التي تزدهر فيها الغابات المطيرة على ارض رملية. وقد كانت هذه الغابات كثيفة جدا في ما مضى بحيث ظل صدى فؤوس الحطابين يتردد في ارجائها لأكثر من مئة سنة. فكانت اشجار صنوبر الكَوْري وبعض انواع الاوكالبتوس محط انظار الحطابين. قال احدهم عام ١٩٢٩: «يلاقيك سور شامخ من الاشجار الضخمة التي قد يصل ارتفاعها الى ١٥٠ قدما [٤٥ مترا] . . . ويتراوح قطر عمالقة الغابة هذه بين ست وعشر اقدام [٢ و ٣ امتار]». وبعض الاشجار، مثل بطم جزيرة فرايزر وأشجار التربنتين، انتهى بها المطاف اوتادا في جدران قناة السويس. اما اليوم فلم تعُد الاشجار تُقطَع في الجزيرة.
-
-
جنة غنّاء على جزيرة رمليةاستيقظ! ٢٠٠٦ | آذار (مارس)
-
-
من نوادر الطبيعة: غابة مطيرة تنمو على الرمل
-