مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • اكتشاف ‹الزحافات الضخمة› للماضي
    استيقظ!‏ ١٩٩٠ | شباط (‏فبراير)‏ ٨
    • اكتشاف ‹الزحافات الضخمة› للماضي

      عندما تقفون على حافة وادي نهر رِدْ دِير،‏ جنوب مدينة درَمْهِلِر في ألبرتا،‏ كندا،‏ انتم تقفون على حافة عالمين مختلفين.‏ فعلى مستوى النظر،‏ في كل اتجاه،‏ هنالك حقول الحنطة التي لا نهاية لها لبراري ألبرتا.‏ ولكن،‏ اذ يتطلع الزائرون نزولا الى الجروف في الوادي الجاف والقاحل،‏ يمكنهم ان يتخيلوا عالما آخر بعيدا جدا عن عالمهم —‏ عالم الدَّينوصورات.‏

      في هذا الوادي،‏ بأخاديده الشديدة الانحدار ذات طبقات الصخر الرسوبي المتعددة الالوان،‏ نُبشت عظام مئات الدَّينوصورات.‏ وبعض الناس في هذه المنطقة يدعون الاخدود القاحل «الاراضي الوعرة.‏» ولكنّ الزائرين،‏ صغارا وكبارا على السواء،‏ يمتلئون ذهولا اذ يشاهدون الإرث الاحفوري لبعض الحيوانات الاكثر ادهاشا التي عاشت يوما ما على الارض.‏

      اكتشاف الدَّينوصورات

      قبل السنة ١٨٢٤ لم تكن الدَّينوصورات معروفة عند الانسان.‏ ففي تلك السنة نُبشت عظام انواع متعددة من الزحافات المستحجرة في انكلترا.‏ وعالِم المستحاثات البريطاني ريتشارد أووِين دعا هذه الحيوانات دَينوصورْيا،‏ من الكلمتين اليونانيتين دينوص وصوروس،‏ اللتين تعنيان «العَظَاية الرهيبة.‏» ويبقى الاسم شائع الاستعمال حتى هذا اليوم،‏ على الرغم من انه ما دامت الدَّينوصورات زحافات فهي ليست عَظَايا.‏

      منذ السنة ١٨٢٤ توجد احافير الدَّينوصورات في كل قارة.‏ والسجل الاحفوري،‏ المتروك في طبقات الصخر الرسوبي،‏ او المترسِّب في الماء،‏ يشير الى انه كان هنالك وفرة وتنوع غير عاديين في اشكال الدَّينوصورات في وقت من تاريخ الارض يُدعى «عصر الدَّينوصورات.‏» وجعل البعض موطنه على اليابسة فيما عاش البعض الآخر في المستنقعات.‏ حتى ان البعض ربما عاش في الماء،‏ تقريبا مثل فرس النهر في الوقت الحاضر.‏

      ان كميات هائلة من بقايا الدَّينوصورات —‏ بما فيها الدليل غير الهيكلي كآ‌ثار الاقدام —‏ نُبشت في السهل الاوسط العظيم لاميركا الشمالية.‏ وبراري ألبرتا الوسطى قدَّمت بقايا دَينوصورات كثيرة،‏ بما فيها ٥٠٠ هيكل عظمي كامل تقريبا.‏ وفي عشرينات الـ‍ ١٩٠٠ اكتشفت البعثات عظام دَينوصورات في صحراء ڠوبي لآسيا الوسطى.‏ وفي اربعينات الـ‍ ١٩٠٠ اكتشفت بعثة سوڤياتية في مُنڠوليا هيكلا عظميا لدَينوصور يبلغ طوله حوالي ٤٠ قدما.‏

      في السنة ١٩٨٦ اكتشف علماء ارجنتينيون احافير دَينوصور آكل نبات في القارة القطبية الجنوبية.‏ وحتى ذلك الحين كانت القارة القطبية الجنوبية منطقة اليابسة الكبرى الوحيدة التي لم توجد فيها احافير الدَّينوصورات.‏ وقبيل ذلك وجد باحث اميركي عظام دَينوصورات في نورث سلوپ لألاسكا.‏ وطوال السنوات المئة الماضية كُشفت رواسب عظام دَينوصورات في اماكن كثيرة جدا بحيث صار ظاهرا ان الدَّينوصورات كانت واسعة الانتشار في الماضي البعيد.‏

      متى عاشت؟‏

      قامت الدَّينوصورات بدور مسيطر في الحياة على الارض خلال عصرها.‏ ولكنها بعدئذ انتهت.‏ فالطبقات الصخرية المحتوية على احافير بشرية توجد دائما فوق تلك الطبقات المحتوية على احافير الدَّينوصورات.‏ ولهذا السبب يستنتج العلماء عموما ان البشر اتوا الى المسرح الارضي لاحقا.‏

      من هذا القبيل يذكر كتاب علم المستحاثات لواضعه جيمس سكوت:‏ «حتى ابكر انواع النوع الانساني الحديث Homo sapiens عاش بعد وقت طويل من اختفاء الدَّينوصورات .‏ .‏ .‏ وبعد اخذ التشقُّق (‏بسبب حركة الارض)‏ في الاعتبار فان الصخور المحتوية على احافير الانسان توجد دائما فوق تلك التي تحفظ عظام الزحافات الدَّينوصورية الضخمة وذلك يعني ان الاخيرة تنتمي الى عصر ابكر من البقايا البشرية.‏»‏

      وفي وادي نهر رِدْ دِير هنالك طبقة من الصخر الرسوبي تحتوي على عظام دَينوصورات.‏ وفوق ذلك مباشرة هنالك طبقة بنِّية ضاربة الى اللون الارجواني تتبع كِفَاف سفح التلّ.‏ وعلى غطاء الطبقة البنِّية الضاربة الى اللون الارجواني هنالك طبقة من حجر الغَرِين الضارب الى اللون البني تحتوي على احافير السرخسيات دون المدارية subtropical ferns،‏ مما يشير الى مناخ حار.‏ وفوق هذه هنالك عدة طبقات من الفحم الحجري.‏ وبالارتفاع اكثر عن سفح التلّ توجد طبقات من الارض غليظة الحبيبات coarser-grained.‏ ولا توجد عظام دَينوصورات في ايّ من الطبقات العليا.‏

      وكتاب عالَم زائل:‏ دَينوصورات كندا الغربية يذكر ان «جميع انواع الدَّينوصورات الرئيسية الـ‍ ١١ .‏ .‏ .‏ توقفت عن الوجود في الجزء الداخلي الغربي في الوقت نفسه تقريبا» فهذا،‏ وواقع ان العظام البشرية لم توجد مع عظام الدَّينوصورات،‏ هو سبب استنتاج معظم العلماء ان عصر الدَّينوصورات انتهى قبل ان يأتي البشر الى المسرح.‏

      ولكن،‏ يجب ان يُلاحَظ ان هنالك بعض الذين يقولون ان عظام الدَّينوصورات وعظام البشر لم توجد معا لان الدَّينوصورات لم تعش في مناطق سكنى البشر.‏ وآراء مختلفة كهذه تُظهر ان سجل الاحافير لا يقدم اسراره بهذه السهولة وأن لا احد على الارض اليوم يعرف حقا كل الاجوبة.‏

      الخصائص

      استنتج العلماء انه في شرق جبال روكي الاميركية الشمالية وُجد ذات مرة بحر كبير قليل العمق.‏ وكان عرض هذا البحر مئات الاميال،‏ ممتدا من المحيط القطبي الشمالي الحالي الى المكسيك.‏ وعلى طول خط الساحل المنبسط كانت هنالك غابات خضراء،‏ مستنقعية.‏ والاحافير تقترح ان انواعا كثيرة من الدَّينوصورات ازدهرت في هذا المحيط البيئي.‏ والادمونتوصور،‏ دَينوصور بطِّي المنقار يبلغ طوله حوالي ٣٠ قدما،‏ كان كما يظهر يرعى في أسراب على طريقة البقر في كل المستنقع.‏ وآثار الاقدام الثلاثية الاصابع المحفوظة جيدا والمحتويات المتحجرة للمَعِدة قادت علماء المستحاثات الى هذا الاستنتاج.‏

      ويقترح دليل آخر ان بعض الدَّينوصورات اظهرت عادات اجتماعية.‏ فكانت على الارجح ترعى معا،‏ ربما في فِرَق من مئات او اكثر.‏ واكتشاف طبقات متتالية من الاعشاش والبَيْض في المكان نفسه يشير الى ان بعض الدَّينوصورات كانت تعود الى مواقع الاعشاش نفسها سنة بعد سنة.‏ وبقايا الهياكل العظمية لصغار الدَّينوصورات قرب الاعشاش،‏ تذكر الاميركية العلمية،‏ ‹تقترح بقوة تصرُّفا اجتماعيا اخويا وتتضمن ايضا احتمال اعتناءٍ ابويٍّ بالصغار بعد فقس بيضها.‏›‏

      وهكذا يُظهر الدليل الاحفوري انه كان هنالك أعداد وتنوُّع واسع للدَّينوصورات.‏ ولكن ماذا كانت تشبه؟‏ وهل كانت جميعها وحوشا عملاقة مخيفة —‏ «عَظَايا رهيبة»؟‏ لماذا بدا انها اختفت على نحو مفاجئ؟‏

      ‏[مصدر الصورة في الصفحة ٣]‏

      43494 Smithsonian Institution,‎ Washington,‎ D.‎C.‎: Photo Number

  • اشكال الدَّينوصورات وحجومها المختلفة
    استيقظ!‏ ١٩٩٠ | شباط (‏فبراير)‏ ٨
    • اشكال الدَّينوصورات وحجومها المختلفة

      من بين كل اشكال الحياة المنقرضة الآن،‏ لعل الدَّينوصورات هي اكثر ما اثار مخيِّلة البشر.‏ فغالبا ما يجري تخيُّل الدَّينوصورات انها ضخمة ومرعبة.‏ وعندما صِيغ الاسم اولا من الكلمتين اليونانيتين اللتين تعنيان «العَظَاية الرهيبة» اعتُقد انها كبيرة بشكل مخيف لان احافير الدَّينوصورات المعروفة آنذاك كانت كبيرة.‏

      وبعض انواع الدَّينوصورات كانت عملاقة وبدت فعلا مخيفة،‏ اذ وزنت على الارجح عشر مرات اكثر من الفيل الافريقي الكبير.‏ ولكن،‏ على مر العقود،‏ نبش علماء المستحاثات عظام دَينوصورات كثيرة اصغر.‏ البعض بحجم الحمار،‏ والبعض ليس اكبر من الدجاجة بكثير!‏ فلنلقِ نظرة على بعض هذه الزحافات القديمة الفاتنة.‏

      زحافات تطير

      ان احد انواع الزحافات القديمة المثيرة كان التيروصور (‏«العَظَاية المجنَّحة»)‏،‏ الذي يشمل التيرودَكتيل (‏«المجنَّح الاصبع»)‏.‏ ولكنّ هذه لم تكن دَينوصورات،‏ ولا طيورا.‏ لقد كانت زحافات طائرة وهي مصنَّفة مع زحافات اخرى كالدَّينوصورات والتماسيح.‏ وكان بَسْط جناحَي بعضها ٢٥ قدما.‏ واكتشاف احدها في تكساس في السنة ١٩٧٥ يشير الى انه كان بَسْط جناحَي البعض اكثر من ٥٠ قدما.‏ وهذه ربما كانت الحيوانات الطائرة الاكبر على الاطلاق.‏

      وبينما كانت للتيروصورات اسنان الزاحف،‏ جمجمته،‏ حوضه،‏ وقدماه الخلفيتان،‏ فهي لم تكن تشبه بأية طريقة الدَّينوصورات الزاحفة.‏ وبينما بدا انها طيور بأجنحة دينامية-‏هوائية قوية،‏ فقد كانت مختلفة كثيرا.‏ وكالطيور،‏ كانت للتيروصورات عظام جوفاء ومفاصل مرنة قليلة في الاجنحة والكواحل.‏ ولكنّ جناحي الطير يَستخدمان الريش عوضا عن الغشاء كما كانت الحال مع التيروصورات.‏ والاصبع الرابعة للطرف الامامي للتيروصور كانت تمتد لتدعم غشاء الجناح.‏ أما في الطير فان الاصبع الثانية هي الدعامة الرئيسية للجناح.‏

      طيريات الوِرْك

      ان طيريات الوِرْك ornithischians كانت احد الصفَّين العامَّين للدَّينوصورات كما حدَّدته بنية اوراكها.‏ فتلك التي في هذا الصنف كانت لديها بنية وِرْك مماثلة لتلك التي للطير ولكن،‏ طبعا،‏ اكبر الى حد بعيد.‏ وبعضها كانت صغيرة في الحجم العام،‏ والاخرى ضخمة.‏ فالإغواندون بلغ طولَ ٣٠ قدما.‏ والهياكل العظمية لانواع متعددة من الصوريَّات الثقيلة hadrosaurs تُظهر فكًّا بطِّي المنقار اعلى وأسفل،‏ بأسنان عديدة.‏ وكانت الصوريَّات الثقيلة كما يَظهر ثنائية الرِجل،‏ تسير او تركض على رجلين.‏ وبلغ بعضها طولَ ٣٣ قدما.‏

      والصوريَّات الصفيحيات الظهر stegosaurs كانت مجموعة من طيريات الوِرْك التي لها نصال عظميَّة كبيرة تنتظم على ظهرها.‏ وكانت تسير على الاربع الارجل كلها وكان طولها يبلغ حوالي ٢٠ قدما،‏ وارتفاعها ٨ اقدام عند الوِرْكين.‏ ومؤخرا،‏ اعتُقد ان صُفيحات الظهر العظميَّة خدمت ليس فقط كحماية ولكن كجزء من جهاز تبريد لاجسامها.‏ والرجلان الخلفيتان كانتا ثقيلتين وضخمتين فيما كانت الرجلان الاماميتان اصغر حجما،‏ جاعلة الرأس الصغير منخفضا الى الارض.‏ والذيل كانت له نتوءات عظميَّة طويلة تتشعب من النهاية.‏

      والمجموعة الاخيرة من طيريات الوِرْك —‏ الواسعة الانتشار في كل الارض —‏ كانت تلك التي لقرنيات الوجه ceratopsians،‏ او الدَّينوصورات ذات القرون.‏ وقد تراوح طولها بين ٦ اقدام و ٢٥ قدما.‏ ومثل الكرْكدَّن الافريقي،‏ ابرزت هذه «الدبابات» المصفَّحة امتدادا جمجميا كبيرا يشكِّل درعا عنقية مميزة.‏ والنوع الثلاثي القرون،‏ ترايْسِراتوپْس،‏ كان شائعا في عالم الدَّينوصورات.‏ والقرنان فوق العينين كانا ينميان الى طول ثلاث اقدام.‏ وكُشف عن احافير عديدة للترايْسِراتوپْس من وادي نهر رِدْ دِير في ألبرتا.‏

      عَظَائيات الوِرْك —‏ عملاقات الدَّينوصورات

      والصفّ العام الآخر من الدَّينوصورات معروف بعَظَائيات الوِرْك saurischians،‏ اذ لها بنية وِرْك كتلك التي للعَظَايا ولكنها،‏ ثانية،‏ اكبر بكثير.‏ انها تلائم المفهوم المعتاد للدَّينوصورات:‏ ضخمة ومخيفة.‏ وبين هذه كان الأپاتوصور (‏المدعو سابقا البرونتوصور)‏،‏ دَينوصور عاشب كان يسير على الاربع الارجل كلها.‏ وبلغ طوله ٧٠ قدما وقُدِّر وزنه بـ‍ ٣٠ طنا.‏ وهذه الدَّينوصورات نُبشت في اميركا الشمالية وأوروبا.‏

      وديپلودوكوس العملاق بشكل معادل كان شبيها اكثر بالافعى،‏ بعنق وذيل طويلين ولكنْ له ارجل.‏ انه اطول دَينوصور معروف،‏ اذ يمتد حوالي ٩٠ قدما،‏ مع انه يزن اقل من الأپاتوصور الى حد ما.‏ واذ كُشف عنه في اميركا الشمالية كان للديپلودوكوس منخران في اعلى رأسه،‏ مما يسمح له بأن يغطِّس رأسه كليا تقريبا.‏

      ثم هنالك الصوري العَضُدي brachiosaurus.‏ هيكل عظمي اكتُشف في تنزانيا بلغ طولَ ٧٠ قدما.‏ وقُدِّر ان بعضها وزنت اكثر من ٨٥ طنا.‏ وبلغ ارتفاعها عند الوقوف ٤٠ قدما،‏ بجسم ينحدر نحو الذيل شبيه بالزرافة.‏

      وفي السنة ١٩٨٥ نُبشت فِقْرات vertebrae متحجرة ذات حجم غير عادي في نيو مكسيكو،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏ وأمين متحف التاريخ الطبيعي لنيو مكسيكو سمّاها سيزموصور.‏ وقُدِّر طول الحيوان بحوالي مئة قدم ووزنه ربما بمئة طن!‏

      والتيرانوصور رِكْس (‏«ملك العَظَايا المستبدة»)‏ المخيف المنظر كان ارتفاعه حوالي ١٠ اقدام عند الوِرْكين.‏ وعند وقوفه منتصبا يمكن ان تبلغ قامته ٢٠ قدما تقريبا.‏ وكان طوله حوالي ٤٠ قدما.‏ ورأسه كان بطول يبلغ حتى اربع اقدام،‏ وفمه الكبير كان مجهَّزا بأسنان مخروطية الشكل كثيرة يبلغ طولها ستة إنشات.‏ وكانت الرجلان الخلفيتان ضخمتين فيما كانت الرجلان الاماميتان صغيرتين جدا.‏ ويأتي اخيرا ذيل ضخم شبيه بذيل العَظَاية.‏ وعوض السير منتصبة،‏ يُستنتج الآن ان التيرانوصورات كانت تبقي اجسامها افقية،‏ محافظة على توازن ثقل اجسامها بذيلها الطويل.‏

      منظر متغير

      أما ان الدَّينوصورات وُجدت بكثرة في كل الارض،‏ في منظر طبيعي قديم زال منذ زمن طويل،‏ فواضح من السجل الاحفوري.‏ ولكنّ هذه المخلوقات المدهشة،‏ بالاضافة الى انواع اخرى لا تُحصى من الحيوانات والنباتات،‏ زالت من الوجود.‏ وفي ما يتعلق بوقت حدوث هذه الامور يذكر عالم المستحاثات د.‏ أ.‏ رصل:‏ «من المؤسف ان الاساليب الموجودة لقياس فترة الوقائع التي حدثت منذ زمن طويل هي غير دقيقة نسبيا.‏»‏

      فماذا حدث للدَّينوصورات؟‏ وماذا يعني ظهورها وانقراضها المفاجئ كما يظهر؟‏ هل تثير الدَّينوصورات الشكوك في بعض المبادئ الاساسية لنظرية التطوُّر الداروينية؟‏ سنبحث في هذه الاسئلة في المقالة التالية.‏

      ‏[الرسم في الصفحتين ٨ و ٩]‏

      ‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

      ٣٠ قدما

      ٢٠ قدما

      ١٠ اقدام

  • ماذا حدث للدَّينوصورات؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٠ | شباط (‏فبراير)‏ ٨
    • ماذا حدث للدَّينوصورات؟‏

      ‏«علم المستحاثات هو دراسة الاحافير،‏ والاحافير هي بقايا حياة من العصور الماضية.‏» ولكنه،‏ كما قال احد علماء المستحاثات،‏ «علم تخميني ومتصلِّب الى حد بعيد.‏» وهذا واضح في ما يتعلق بالدَّينوصورات.‏ واذ ادرج بعض التخمينات في ما يتعلق بما حدث لها ذكر العالِم ج.‏ ل.‏ جِپسون من پرنستون:‏

      ‏«اقترح مؤلفون ذوو اختصاصات مختلفة ان الدَّينوصورات اختفت لأن المناخ تدهور .‏ .‏ .‏ او ان النظام الغذائي تدهور.‏ .‏ .‏ .‏ ووضع كتّاب آخرون اللوم على المرض،‏ الطفيليات،‏ .‏ .‏ .‏ التغييرات في ضغط او تركيب الغلاف الجوي،‏ الغازات السامة،‏ الغبار البركاني،‏ الأكسيجين الزائد من النبات،‏ النيازك،‏ المذنّبات،‏ إنفاد حوض المورِّثات gene pool بواسطة آكلات البيض الثدييّة الصغيرة،‏ .‏ .‏ .‏ الاشعة الكونية،‏ انزياح قطبَيْ دوران الارض،‏ الفيضانات،‏ الانجراف القاري،‏ .‏ .‏ .‏ إنفاد بيئات المستنقعات والبحيرات،‏ البُقَع الشمسية.‏» —‏ لغز الدَّينوصور.‏

      يَظهر من تخمينات كهذه ان العلماء غير قادرين،‏ بأيّ تأكيد،‏ على الاجابة عن السؤال:‏ ماذا حدث للدَّينوصورات؟‏

      نظرية الانقراض المفاجئ

      ثمة نظرية احدث نشرها فريق يتألف من اب وابنه،‏ لويس ووولتر ألڤارِز.‏ لقد اكتشف وولتر ألڤارِز،‏ خارج مدينة ڠوبيو في ايطاليا الوسطى،‏ طبقة طين رقيقة حمراء لافتة للنظر مقحَمة بين طبقتين كلسيتين في تشكيل الصخور.‏ فقدَّمت الطبقة السفلى للكلس وفرة من الاحافير.‏ والطبقة العليا كانت خالية تقريبا من الاحافير،‏ مما قاد الجيولوجيَّين الى الاستنتاج ان الحياة اختفت فجأة وأن طبقة الطين الرقيقة الحمراء لها علاقة الى حد ما بالانقراض.‏

      وكشف التحليل ان الطين كان غنيا بالإيريدْيوم (‏معدن)‏،‏ ٣٠ مرة اغنى من التركيز الموجود طبيعيا في الصخور.‏ وعرفا ان تراكيز عالية كهذه لهذا العنصر النادر يمكن ان تأتي فقط من لبّ الارض او من مصادر خارج الارض.‏ فاستنتجا ان الإيريدْيوم ارسبه كويكب ضخم ضرب الارض،‏ مسبِّبا الانقراض المفاجئ للدَّينوصورات.‏

      بعد اكتشاف الطين الغني بالإيريدْيوم في ڠوبيو وُجدت رواسب مماثلة في اجزاء اخرى من العالم.‏ فهل اثبت ذلك فرضية الكويكب؟‏ بعض العلماء يبقون في شك.‏ ولكن،‏ كما يعترف الكتاب لغز الدَّينوصور،‏ اضافت فرضية ألڤارِز «خميرة طازجة الى دراسة الانقراض والتطوُّر.‏» وعالِم المستحاثات ستيڤن جاي ڠولد يعترف انه يمكن لذلك ان يقلل «اهمية المنافسة بين الانواع.‏»‏

      واذ يعلِّق على هذه النظرية الجديدة وعلى انقراض الدَّينوصور المفاجئ كما يظهر يعترف احد الكتّاب العلميين:‏ «يمكنهما ان يهزّا اساسات علم الاحياء التطوُّري ويعبِّرا عن الشك في المفهوم الجاري للانتقاء الطبيعي.‏»‏

      والعالِم دايڤيد جابلونسكي من جامعة أريزونا يستنتج انه ‹بالنسبة الى نباتات وحيوانات كثيرة،‏ كان الانقراض مباغتا والى حد ما خصوصيا.‏ والانقراضات الجماعية ليست مجرد آثار تراكمية لميتات تدريجية.‏ لقد حدث شيء ما غير عادي.‏› هذه هي الحال ايضا مع الدَّينوصورات.‏ فظهورها واختفاؤها المفاجئان نسبيا يناقض نظرة التطوُّر البطيء المقبولة عموما.‏

      تحديد تاريخ الدَّينوصورات

      توجد عظام الدَّينوصورات نظاميا في طبقات ارض ادنى من تلك التي توجد فيها العظام البشرية،‏ مما يقود كثيرين الى الاستنتاج انها تنتمي الى فترة زمنية ابكر.‏ ويدعو الجيولوجيون هذا الزمن الحقب الميزوزوي ويقسِّمونه الى الادوار الطباشيرية،‏ الجوراسية،‏ الترياسية.‏ وأطُرُ الوقت المستعملة لهذه الادوار هي في رتبة عشرات الملايين من السنين.‏ ولكن هل جرى اثبات ذلك بأيّ تأكيد؟‏

      ان احد الاساليب المستعملة لقياس عمر الاحافير يُدعى التأريخ بالاشعاع الكربوني.‏ ونظام التأريخ هذا يقيس معدل اضمحلال الكربون المشعّ من نقطة موت العضوية.‏ «حالما تموت العضوية لا تعود تمتص ثنائي اكسيد الكربون الجديد من بيئتها،‏ ونسبة النظير isotope تتناقص على مر الوقت فيما تختبر اضمحلالا اشعاعيا،‏» تذكر العلم والتكنولوجيا المصوَّر.‏

      ولكن،‏ هنالك مشاكل عسيرة مع النظام.‏ اولا،‏ عندما يُعتبر عمر الاحفورة حوالي ٠٠٠‏,٥٠ سنة يكون مستوى نشاطها الاشعاعي قد هبط كثيرا بحيث يمكن اكتشافه بصعوبة كبيرة فقط.‏ ثانيا،‏ حتى في العيّنات النموذجية الاحدث يكون هذا المستوى قد هبط كثيرا بحيث يصعب ايضا جدا ان يقاس بدقة.‏ ثالثا،‏ يتمكن العلماء ان يقيسوا المعدل الحاضر لتشكيل الكربون المشعّ ولكن ليست لديهم اية طريقة لقياس تراكيز الكربون في الماضي البعيد.‏

      ولذلك سواء استعملوا اسلوب الاشعاع الكربوني لتأريخ الاحافير او اساليب اخرى،‏ مثل استخدام الپوتاسيوم،‏ اليورانيوم،‏ او الثوريوم المشعة لتأريخ الصخور،‏ فان العلماء غير قادرين على تعيين المستويات الاصلية لهذه العناصر عبر عصور الزمن.‏ وهكذا يلاحظ الپروفسور في علم الفلزات ملڤِن أ.‏ كوك:‏ «قد يخمِّن المرء هذه التراكيز [للمواد المشعة]،‏ ونتائج العمر التي يجري الحصول عليها على هذا النحو لا يمكن ان تكون افضل من هذا التخمين.‏» ويكون الامر هكذا خصوصا عندما نأخذ في الاعتبار ان الطوفان ايام نوح منذ اكثر من ٣٠٠‏,٤ سنة احدث تغييرات هائلة في الغلاف الجوي على الارض.‏

      وجيولوجِيَّا كليّة دارتمث تشارلز أوفيسر وتشارلز درايك يضيفان ايضا الشك الى دقة التأريخ الاشعاعي.‏ ويذكران:‏ «نحن نستنتج ان الإيريدْيوم والعناصر المقترنة الاخرى لم تترسب بشكل فوري .‏ .‏ .‏ ولكن عوضا عن ذلك كان هنالك تدفق كثيف ومتقلّب لهذه المقوِّمات خلال فترة زمنية جيولوجية قصيرة نسبيا في رتبة الـ‍ ٠٠٠‏,١٠ الى ٠٠٠‏,١٠٠ سنة.‏» ويحتجان ان انفلاق وحركة القارات صدَّعا الكرة الارضية بكاملها اذ سبَّبا انفجارات بركانية،‏ أعاقا نور الشمس ولوَّثا الغلاف الجوي.‏ وبالتأكيد،‏ ان حوادث مصدِّعة كهذه تمكنت من تغيير مستويات النشاط الاشعاعي،‏ مشوِّهة بالتالي النتائج من الساعات الاشعاعية العصرية.‏

      رواية التكوين والدَّينوصورات

      بينما يكون اسلوب التأريخ الاشعاعي جديدا فانه لا يزال مؤسسا على التخمين والافتراض.‏ وعلى سبيل التباين فان رواية الكتاب المقدس في الاصحاح الاول من التكوين تذكر ببساطة الترتيب العام للخلق.‏ انها تسمح ربما بآ‌لاف الملايين من السنين لتشكيل الارض وبآ‌لاف عديدة في ستة أحقاب،‏ او «ايام،‏» خلقية لتهيئة الارض لسكنى البشر.‏

      وبعض الدَّينوصورات (‏والتيروصورات)‏ ربما خُلقت فعلا في الحقب الخامس المدرج في التكوين حين يقول الكتاب المقدس ان اللّٰه صنع «(‏المخلوقات الطائرة)‏» و «التنانين العظام.‏» وربما خُلقت انواع اخرى من الدَّينوصورات في الحقبة السادسة.‏ والمجموعة الواسعة من الدَّينوصورات بشهيتها الكبيرة كانت ملائمة نظرا الى النبات الكثير الذي وُجد كما يتضح في زمنها.‏ —‏ تكوين ١:‏٢٠-‏٢٤‏.‏

      عندما تممت الدَّينوصورات القصد منها انهى اللّٰه حياتها.‏ ولكنّ الكتاب المقدس صامت بشأن كيفية او وقت فعله ذلك.‏ ويمكننا ان نكون على يقين من ان الدَّينوصورات خلقها يهوه لقصد،‏ حتى وإن كنا لا نفهم كاملا ذلك القصد في هذا الوقت.‏ فهي لم تكن غلطة،‏ ولا نتاج التطوُّر.‏ أما انها تظهر فجأة في السجل الاحفوري غير متصلة بأية اسلاف احفورية،‏ وتختفي ايضا دون ترك حلقات احفورية موصلة،‏ فهو دليل ضد الفكرة ان حيوانات كهذه تطوَّرت تدريجيا على مر ملايين السنين من الزمن.‏ وهكذا،‏ لا يؤيد سجل الاحافير نظرية التطوُّر.‏ وبدلا من ذلك،‏ ينسجم مع نظرة الكتاب المقدس الى اعمال اللّٰه الخلقية.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ١٠]‏

      سجل الاحافير للدَّينوصورات يؤيِّد لا التطوُّر بل الخلق

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة