-
الاحتيال — مشكلة عالميةاستيقظ! ٢٠٠٤ | تموز (يوليو) ٢٢
-
-
الاحتيال — مشكلة عالمية
جسّد واين، بشخصيته الجذابة وكلماته اللطيفة، صورة الزوج الذي تمنته كارين. قالت: «لقد تحلّى بكل الصفات التي طالما صلّيت ان اجدها يوما ما في رفيق المستقبل. وكل من رآنا معا أكّد اننا رفيقان مثاليان. لقد جعلني واين اشعر وكأنه يعبد الارض التي امشي عليها».
لكنهما واجها مشكلة. فقد اخبر واين كارين انه المسؤول الثالث بعد الرئيس في الاستخبارات الأوسترالية وأنه قدّم استقالته، لكنهم رفضوها لأنه يعرف اسرارا كثيرة. وإذا ترك عمله فسيقتلونه لا محالة! لتخطي المشكلة، وضع واين وكارين خطة. فقررا الزواج، بيع ممتلكاتهما، ومغادرة أوستراليا والذهاب الى كندا. فباعت كارين بيتها وكل شيء تملكه وأعطت المال لواين.
عُقد الزواج كما خُطِّط له. لكنّ واين هرب من البلد دون ان يصطحب كارين، تاركا اياها ومعها في المصرف اقل من ستة دولارات. وسرعان ما اكتشفت كارين انها كانت ضحية اكاذيب مدروسة حيكت للاحتيال عليها. فكالممثلين، لعب واين دورا صُمّم خصوصا لاجتذابها. فقد خلق شخصيته، خلفيته الاجتماعية، واهتماماته بهدف ربح ثقتها، ثقة كلفتها اكثر من ٠٠٠,٢٠٠ دولار اميركي. قال احد رجال الشرطة: «لقد سُحقت عاطفيا. فبغض النظر عن الخسارة المادية التي لحقتها، يكفي ان نتخيل ما اصابها من اذى عاطفي».
قالت كارين: «انا مشوَّشة جدا. فقد تبين ان الشخصية التي ظهر بها هي من نسج الخيال!».
ليست كارين سوى واحدة من عدد لا يُحصى من الاشخاص الذين وقعوا ضحية الاحتيال حول العالم. ورغم ان كمية المال التي تُسلب من الناس بواسطة الاحتيال غير معروفة بالتحديد، يُقدَّر انها تبلغ مئات بلايين الدولارات ولا تزال تتزايد كل سنة. ومثلما حصل لكارين، يعاني ضحايا الاحتيال الالم العاطفي الى جانب الخسارة المادية، بعد ان يدركوا انه جرى استغلالهم من قبل شخص اودعوه ثقتهم.
الاحتراز افضل وسيلة للحماية
بحسب احد المراجع، يُعرَّف الاحتيال انه «مكيدة او غش متعمَّد للحصول على المال باللجوء الى ادعاءات وروايات ووعود كاذبة». وللأسف، يبقى معظم المحتالين بلا عقاب اذ يصعب اثبات ارتكابهم عمليات الاحتيال. بالاضافة الى ذلك، يعرف محتالون كثيرون الثغرات القانونية ويستغلونها، فيخدعون الناس بأساليب يصعب او يستحيل ملاحقتها قانونيا. كما ان رفع قضايا الاحتيال الى المحاكم يكلف الكثير من الوقت والمال. وعادة لا يُعاقَب سوى المحتالين الذين يسرقون ملايين الدولارات، او الذين يقومون بعمليات احتيال فظيعة تستقطب الاهتمام العام. حتى لو أُلقي القبض على المحتال وعوقب، فقد يكون على الارجح قد صرف الاموال التي سرقها او خبأها. وبالتالي، نادرا ما يسترجع الضحايا الاموال التي سُلبت منهم.
باختصار، اذا تعرضتَ للاحتيال فلن تستطيع على الارجح استعادة ما خسرته. لذلك يحسن بك ان تتخذ اجراءات احتياطية لتحمي نفسك من الاحتيال عوض ان تحاول التفكير كيف تستعيد مالك بعد وقوعك ضحية المحتالين. كتب رجل حكيم منذ زمن بعيد: «الذكي يبصر الشر فيتوارى والحمقى يعبرون فيعاقَبون». (امثال ٢٢:٣) وستستعرض المقالة التالية طرائق تحمي بها نفسك من الاحتيال.
-
-
كيف تحمي نفسك من الاحتيالاستيقظ! ٢٠٠٤ | تموز (يوليو) ٢٢
-
-
كيف تحمي نفسك من الاحتيال
ثمة اشخاص يعتقدون ان ذوي النوايا الحسنة لا يمكن ان يُخدعوا. لكن هذا غير صحيح. فكل يوم يقع كثيرون من ذوي النوايا الحسنة ضحية الاحتيال، اذ ان النية الحسنة وحدها لا تكفي. فالذين يبتكرون خططا ليسلبوا الناس اموالهم هم من اذكى العقول في العالم. ومنذ اكثر من مئة سنة ذكر احد الكتبة: «هنالك خطط احتيال محكمة جدا بحيث يكون من الحماقة ألّا يقع المرء ضحيتها».
للخداع او الاحتيال تاريخ طويل تعود بدايته الى جنة عدن. (تكوين ٣:١-٥) ولا تزال تستعمل خطط الاحتيال القديمة، فيما تُبتكر اليوم خطط احتيال جديدة. فكيف تستطيع ان تحمي نفسك؟ ليس ضروريا ان تحاول معرفة كل الطرائق التي يستعملها المحتالون ليخدعوا الناس. فاتخاذ القليل من التدابير الاحتياطية الاساسية يفيدك كثيرا ليحميك من الوقوع ضحية الاحتيال.
احمِ معلوماتك الشخصية
اذا سرق شخص منك دفتر الشيكات او بطاقات الائتمان، يمكن ان يستعملها لشراء السلع. وإذا سرق رقم حسابك المصرفي، فقد يتمكن من طلب دفتر شيكات وكتابة شيكات باسمك. اما اذا استطاع الحصول على ما يكفي من المعلومات الشخصية فقد ينتحل شخصيتك. عندئذ يمكن ان يسحب المال من حسابك المصرفي، يشتري سلعا ببطاقات الائتمان، ويحصل على قروض باسمك.a حتى انك ربما تجد نفسك فجأة وراء قضبان السجن بسبب جريمة لم تقترفها!
لتجنب الوقوع ضحية هذا النوع من الاحتيال، احرص ان تحمي كل الوثائق الشخصية، بما فيها كشوف حساباتك المصرفية ودفاتر الشيكات، رخصة القيادة، بطاقة الضمان الاجتماعي وبطاقة الهوية. لا تطلع آخرين على معلومات شخصية او مالية إلّا لسبب وجيه. وينطبق ذلك خصوصا على ارقام بطاقات الائتمان وحسابك المصرفي. لا تكشف رقم بطاقة الائتمان إلّا اذا اردت ان تبتاع شيئا.
يفتش بعض المحتالين في حاويات النفايات بحثا عن هذه المعلومات. لذلك عوض ان ترمي اوراقك التي تحتوي على معلومات شخصية في سلة المهملات، من الحكمة ان تحرقها او تمزقها بواسطة آلة اتلاف الاوراق. وينطبق ذلك على الشيكات الملغاة، كشوف الحسابات المصرفية، بيانات السماسرة، بالاضافة الى بطاقات الائتمان ورخص القيادة وجوازات السفر التي انتهت مدة صلاحيتها. وإن وصلتك بالبريد طلبات بطاقات ائتمان لم تطلبها، فمن الحكمة ايضا ان تتلفها بما انها تحتوي على معلومات تخصّك قد يستغلها آخرون.
استعمل المنطق
يرتكز الكثير من الخطط الاحتيالية على وعود بجني ارباح خيالية. وبرامج التنظيم الهرمي هي احدى الحيل التي تعِد بالربح السريع. توجد عدة انواع من هذه البرامج، وترمي عموما الى جعل المستثمرين يستقطبون افرادا آخرين ويربحون عمولة لقاء ذلك.b وتعتمد الرسائل المسلسلة على الطريقة نفسها. فيُطلب منك ان تبعث المال لمن يكون في رأس لائحة المشتركين. وتنال وعدا انك ستحصل على آلاف الدولارات حين يصير اسمك في رأس اللائحة.
تنهار برامج التنظيم الهرمي دائما اذ يستحيل الاستمرار الى ما لا نهاية في استقطاب مستثمرين جدد. تأمَّل في العملية الحسابية التالية: اذا بدأ البرنامج بخمسة اشخاص وأقنع كل واحد منهم خمسة آخرين ان ينضموا اليهم، يصير عدد المستثمرين ٢٥. وإذا اقنع كل واحد من هؤلاء ٥ آخرين، يقفز العدد الى ١٢٥. وعندما تصل هذه العملية المستوى التاسع، يكون عندئذ على مليونَي شخص تقريبا استقطاب اكثر من تسعة ملايين آخرين! ومروّجو برامج التنظيم الهرمي يعرفون جيدا ان هنالك درجة تشبُّع. فحين يشعرون ان هذه المرحلة اقتربت، يأخذون المال ويهربون. حينئذ تخسر مالك، ويقوم مَن استقطبتهم بمطالبتك انت بالمال الذي خسروه. ففي برامج التنظيم الهرمي لا يمكن ان يجني احد المال ما لم يخسره آخرون.
هل يُعرض عليك ربح المال بسهولة او نيل ارباح طائلة مقابل استثمار ما؟ إليك هذا التحذير: اذا بدا العرض اروع من ان يُصدَّق، فلا شك انه كذلك. لا تتسرع في تصديق كل اعلان وكل شخص يقول انه استفاد من العرض، ظانا ان «هذا العرض مختلف». تذكّر ان الناس لا يتعاطون التجارة للتفريط في مالهم او لمشاركتك اسرارا تجعلك غنيا. فإذا ادّعى احد انه يعرف طريقة تصيّرك غنيا، فاسأل نفسك: ‹لمَ لا يستعمل معرفته ليصير هو نفسه غنيا؟ لمَ يضيّع الوقت في محاولة اقناعي؟›.
ماذا لو أُخبرتَ انك فزت في مباراة او ربحت جائزة؟ لا تفرح كثيرا، فقد يكون هذا الخبر من عمليات الاحتيال التي خدعت كثيرين. على سبيل المثال، استلمت امرأة في انكلترا رسالة من كندا تخبرها انها ربحت جائزة. لكن عليها ان ترسل اولا ٢٥ دولارا كرسم لإجراء المعاملة. بعدما ارسلت المال، تلقت مكالمة هاتفية من كندا تعلمها انها ربحت الجائزة الثالثة في السحب وقدرها ٠٠٠,٢٤٥ دولار، انما عليها ان تدفع نسبة معينة من قيمة الجائزة لإكمال المعاملة. فأرسلت ٤٥٠,٢ دولارا لكنها لم تنل شيئا بالمقابل. فإن طُلب منك الدفع مقابل الحصول على «هدية مجانية» او جائزة، فلا شك انك تتعرض لعملية احتيال. اسأل نفسك: «كيف اربح جائزة في مباراة لم اشترك فيها؟!».
تعامَل فقط مع الناس الحسني السمعة
هل تعتقد انك تستطيع تمييز الاشخاص غير المستقيمين؟ كن حذرا! فالمحتالون يعرفون كيف يربحون ثقة الآخرين. انهم بارعون في جعل ضحاياهم يثقون بهم. فكل البائعين، الصادقين والكاذبين على السواء، يعرفون ان عليهم ربح ثقة الشخص قبل بيعه اي منتوج. طبعا، هذا لا يعني انه ينبغي ان ترتاب بأيٍّ كان، لكنَّ توخي الحذر مهم لكي تحمي نفسك من المحتالين. فلا تتكل على احاسيسك لتعرف هل مقدِّم العرض صادق، بل انتبه لدليلين مهمين: اولا، هل يبدو العرض اروع من ان يُصدَّق؟ وثانيا، هل يحاول مقدِّم العرض استعجالك لتقبل العرض؟
يقدم الإنترنت وابلا من العروض التي تبدو اروع من ان تُصدَّق. صحيح ان الإنترنت يعرض الكثير من السلع النافعة، إلّا انه يتيح للمحتالين فرصة ايقاع الناس في شباكهم بسرعة، ودون ان تُعرف هويتهم. فإذا كان لديك بريد الكتروني فقد تُمطَر بوابل من العروض والدعايات التجارية. ورغم ان هذه الدعايات تتناول مجموعة كبيرة من السلع والخدمات، فالكثير منها كاذب. فإذا اقتنعت بإحدى هذه الدعايات وأرسلتَ المال مقابل الحصول على منتوج او خدمة ما، فلن تحصل على شيء على الارجح. حتى اذا حصلت على ما طلبته، فلن يكون بالتأكيد بقيمة المال الذي دفعته. والنصيحة الفضلى هي عدم شراء اي شيء تسوّقه هذه الدعايات.
وينبطق الامر نفسه على الذين يتصلون بك هاتفيا ليبيعوك منتوجا ما. رغم ان العديد من هذه الاتصالات الهاتفية تجريه شركات تجارية شرعية، فإن الاحتيال في تسويق السلع والخدمات هاتفيا يخسِّر الناس سنويا بلايين الدولارات. حتى اذا كانت نبرة صوت البائع الذي يتكلم اليك عبر الهاتف مقنعة، فلا سبيل الى معرفة ما اذا كان هذا المتكلم مندوبا لشركة شرعية ام لا. فالمحتال يمكن ان يدّعي انه موظف في بنك او وكالة لحماية بطاقات الائتمان. لذلك لديك سبب وجيه للشك في الشخص الذي يتصل بك هاتفيا ليطلب منك اعطاءه معلومات سبق ان اعطيتها للبنك او الشركة التي تودع فيها حسابك المالي. في هذه الحال، يمكن ان تطلب منه رقم هاتفه، ثم تتصل به بعد ان تتأكد ان الرقم هو فعلا رقم هاتف البنك او الشركة.
من الافضل ألّا تعطي رقم بطاقة الائتمان التي تملكها او اي معلومات شخصية اخرى لغريب يتصل بك هاتفيا. وإذا اتصل بك احد ليروِّج منتوجا لا تريده، يمكن ان تقول بتهذيب: «آسف لكنني لا اشتري شيئا على الهاتف من اشخاص لا اعرفهم». ثم اقفل الخط. فلا يوجد سبب يجبرك ان تتحدث مع غريب قد يحاول خداعك.
تعامل فقط مع الشركات التجارية والاشخاص الحسني السمعة. فهنالك شركات تجارية شرعية يمكنك التعامل معها بثقة من خلال الهاتف او الإنترنت. وإن امكن، فالجأ الى وكالة مستقلة لتتحرّى عن مندوب المبيعات، الشركة، والاستثمار المعروض عليك. اطلب معلومات عن الاستثمار واقرأها بتمعن لتتأكد من شرعية الاستثمار. لا تتسرع ولا تسمح لأحد باستعجالك في اتخاذ قرار.
دوِّن التفاصيل
ربما لا يكون الاحتيال مقصودا في البداية. فقد تتعرض شركة يديرها اشخاص شرفاء للخسارة، فيرتعبون ويلجأون الى اجراءات خادعة لكي يغطوا الخسائر. ولا شك انك سمعت عن مدراء تجاريين كذبوا بشأن ايرادات وأرباح شركاتهم وهربوا مع ما تبقى من المال عندما افلست الشركات.
لحماية نفسك من الاحتيال وسوء الفهم، اطلب ان تُدوّن التفاصيل قبل ان تقوم بأي استثمار مهم. وأي عقد توقّعه يجب ان يتضمن كل شروط الاستثمار وما يشمله من وعود. اعلم ايضا انه مهما بدا الاستثمار مضمونا فلا احد يكفل ان تجري الامور وفق الخطط الموضوعة. (جامعة ٩:١١) فلا استثمار دون مخاطر. لذلك يجب ان تنص الاتفاقية على واجبات ومسؤوليات كل طرف اذا فشل المشروع.
اذا انتبهت الى المبادئ الاساسية التي عالجناها وطبقتها، يصعب ان تقع ضحية الاحتيال. ويزوِّد مثل قديم في الكتاب المقدس نصيحة قيّمة اذ يقول: «الغبي يصدِّق كل كلمة والذكي ينتبه الى خطواته». (امثال ١٤:١٥) فالمحتال يختار اهدافا سهلة، اشخاصا ميالين الى تصديق كل كلمة يقولها. وللأسف، هنالك اشخاص كثيرون لا يحترسون من الاحتيال.
[الحاشيتان]
a راجع عدد ٢٢ آذار (مارس) ٢٠٠١ من استيقظ! الصفحات ١٩-٢١.
b يُعرف التنظيم الهرمي بأنه «برنامج تسويق متعدِّد المستويات يدفع فيه الناس رسم اشتراك لاستقطاب آخرين ليقوموا بالامر نفسه». ومثل هذه البرامج لا يكون لديها عادة منتوجات للتسويق.
[النبذة في الصفحة ٧]
اذا بدا العرض اروع من ان يُصدَّق، فلا شك انه كذلك
[الاطار/الصورة في الصفحة ٦]
نصائح لضحايا الاحتيال
ينتاب ضحايا الاحتيال عادة شعور ساحق بالخجل، الارتباك، والغضب الشديد من انفسهم. لكن لا تلم نفسك. فأنت الضحية، ومَن خدعك هو المَلوم. وإذا اتخذت قرارا خاطئا فتقبّل الامر، ثم تابع حياتك. لا تستنتج انك احمق. تذكر ان المحتالين ينجحون في خداع اشخاص اذكياء جدا، بينهم رؤساء دول ومدراء مصارف ومدراء ماليون ومحامون وغيرهم.
لا يُسلب ضحايا الاحتيال مالهم او ممتلكاتهم فحسب، بل ايضا ثقتهم بالنفس واحترامهم للذات. وعندما يحتال عليهم «صديق» فهو يخون ثقتهم به. حقا ان وقوعك ضحية الاحتيال امر مؤلم. لذلك لا بأس ان تحزن مدة من الوقت. وما يساعدك في اغلب الاحيان هو التحدث عن الموضوع الى شخص تثق به. كما ان الصلاة يمكن ان تعزيك كثيرا. (فيلبي ٤:٦-٨) لكن عليك لاحقا التوقف عن التفكير في الموضوع. فلمَ تطيل مأساتك؟ ضع اهدافا بناءة، واعمل على تحقيقها.
احذر من الحيل التي تعِدك باستعادة مالك. فالمحتالون يتصلون بالشخص الذي خُدع ويعرضون عليه المساعدة لاستعادة ما خسره من مال. وهدفهم هو ان يخدعوا الشخص مجددا.
[الاطار/الصورة في الصفحتين ٨، ٩]
الاحتيال بالبريد الالكتروني — ست طرائق شائعة
١- برامج التنظيم الهرمي: تبدو هذه البرامج في اغلب الاحيان فرصا لربح كميات هائلة من الاموال مقابل القليل من الجهد ومبلغ ضئيل من المال. مثلا، تقدّم لك احدى هذه الحيل جهاز كمپيوتر او اجهزة الكترونية اخرى اذا اشتركت في نادٍ واستقطبت مشتركين آخرين. وفي خانة هذه البرامج تقع الرسائل المسلسلة، التي هي في اغلب الاحيان غير شرعية. ومعظم الذين يستثمرون مالهم فيها يخسرونه.
٢- عروض للعمل في البيت: على سبيل المثال تقدَّم لك فرصة تجميع حلى، تركيب العاب او غيرها. فتشتري القطع من مقدِّمي العرض وتصرف وقتك لتجميعها، لكنك تجد في النهاية انهم لا يشترون منتجاتك لأنها لا تفي بالشروط المطلوبة.
٣- عروض تتعلق بالصحة والحميات: يُعرَض عليك من خلال الإنترنت وابل من المنتجات مثل الحبوب التي تساعد على خسارة الوزن دون القيام بتمارين رياضية او اتباع حمية، الادوية التي تعالج العجز الجنسي، والمراهم التي تكافح تساقط الشعر. وترافق هذه العروض احيانا شهادات اشخاص جرّبوا المنتجات وسرّوا بالنتيجة. وتتضمن عادة هذه الاعلانات عبارات مثل «انجاز علمي خارق»، «علاج عجيب»، «تركيبة سرية». والحقيقة هي ان معظم العروض كاذبة.
٤- فرص لاستثمار الاموال: تقدّم هذه الخطط الاحتيالية نسبا عالية من الارباح دون مخاطر تُذكر. ومن العروض الشائعة استثمار الاموال في مصرف خارج البلد. ويُغرى المستثمرون بالتأكيدات ان الذين يوظفون اموالهم لديهم معارف بارزون في عالم المال ويملكون معلومات من مصادر مطَّلعة داخل الشركات.
٥- تحسين الجدارة الائتمانية: تعرض عليك هذه الخطط تبييض سجلك الائتماني لكي تستطيع ان تحصل على بطاقة ائتمان، قرض لشراء سيارة، او وظيفة. رغم كل التأكيدات التي يقدمها لك اصحاب هذه العروض، فإنهم لا يستطيعون الإيفاء بوعودهم.
٦- عروض مغرية لقضاء العطل: تتلقى رسالة بالبريد الالكتروني تهنئك على ربحك فرصة لقضاء عطلة بأدنى الاسعار. ويقولون لك انه تمَّ اختيارك انت بالذات. اعلم ان الرسالة نفسها يمكن ان تكون قد أُرسلت الى ملايين آخرين، وأن نوعية الخدمات التي ستنالها ستكون اقل بكثير ممّا وُعدت به.
[مصدر الصورة]
المصدر: هيئة التجارة الفدرالية
-
-
اين يمكنك ايجاد القيم الاخلاقية؟استيقظ! ٢٠٠٤ | تموز (يوليو) ٢٢
-
-
اين يمكنك ايجاد القيم الاخلاقية؟
نحن نعيش في عالم تتغير فيه القيم الاخلاقية. فالممارسات التي كانت تُدان في الماضي غالبا ما يجري تجاهلها اليوم. وفي معظم الاحيان، يُحاط اللصوص والمحتالون في الافلام بهالة جذابة ويُسند اليهم دور الابطال. نتيجة ذلك، ينطبق على اشخاص كثيرين الوصف الموجود في الكتاب المقدس: «اذا رأيتَ سارقا وافقتَه». — مزمور ٥٠:١٨.
لكنّ المحتالين لا ينبغي ان يكونوا محط اعجاب. ذكر احد الكتبة: «لدى المحتالين قدرة على التلاعب بالناس حولهم، وغالبا ما تُكتشَف هذه القدرة وهم في سن صغيرة. كما انهم لا يشعرون بالذنب او الندم على اعمالهم. على العكس، انهم يشعرون بالاكتفاء العميق، بلذة تدفعهم الى الاستمرار في ذلك لكي ينالوا مآربهم، بغض النظر عما تتحمله الضحية من عواقب».
لا شك ان الناس يتعاطفون عموما مع الارملة التي تُسلب مدخراتها بالاحتيال، لكنهم لا يتأثرون البتة عندما يختلس شخص المال من مؤسسة تجارية كبيرة او يخدع شركة تأمين. وكثيرون يبررون شعورهم هذا بقولهم ان الشركات التجارية غنية على اية حال. لكن في هذا النوع من الاحتيال، لا تتضرر الشركات التجارية فحسب، بل يتحمّل المستهلك ايضا عبء خسائرها. ففي الولايات المتحدة مثلا، تتضمن بوليصات التأمين المختلفة التي تدفعها العائلة المتوسطة الحجم مبلغا اضافيا يتعدّى الـ ٠٠٠,١ دولار سنويا لتغطية خسائر شركات التأمين الناجمة عن الاحتيال.
بالاضافة الى ذلك، يعمد كثيرون الى شراء سلع هي تقليد ماركات مشهورة بأسعار مخفَّضة، مثل الثياب، الساعات، العطور، مستحضرات التجميل، وحقائب اليد. وربما يعرفون ان السلع المقلَّدة تخسِّر الشركات المنتجة للسلع الاصلية مئات بلايين الدولارات كل سنة، لكنهم يعتقدون انهم غير معنيين بالامر. لكنَّ المستهلكين هم في النهاية مَن يدفعون مبالغ كبيرة لقاء البضاعة الاصلية او لقاء خدمات تقدّمها شركات شرعية. اضف الى ذلك ان شراء السلع المقلَّدة يضع المال في جيوب المحتالين الذين قاموا بالتقليد.
ذكر كاتب يعمل في مكافحة الاحتيال: «انا مقتنع ان السبب الرئيسي لانتشار الاحتيال اليوم هو اننا نعيش في مجتمع تنعدم فيه القيم الاخلاقية. لقد انحطت هذه القيم بشكل خطير مما ادّى الى نشوء مجتمع قائم على الاحتيال. . . . نحن نعيش في مجتمع لا يعلِّم القيم الاخلاقية في البيت. نعيش في مجتمع لا يعلِّم القيم الاخلاقية في المدرسة، لأن المعلمين لا يريدون ان يُتَّهموا بتعليم التلاميذ قواعد السلوك».
في المقابل، يعلّم شهود يهوه المبادئ الاخلاقية المؤسسة على الكتاب المقدس ويسعون جاهدين لتطبيقها في حياتهم. اليك بعضا من المبادئ التي ترشدهم:
• «تحب قريبك كنفسك». — متى ٢٢:٣٩.
• «لا تغبن احدا». — مرقس ١٠:١٩.
• «لا يسرق السارق في ما بعد، بل بالحري ليكد عاملا بيديه عملا صالحا، ليكون له ما يوزعه لمن هو محتاج». — افسس ٤:٢٨.
• «نرغب ان نسلك حسنا في كل شيء». — عبرانيين ١٣:١٨.
شهود يهوه ليسوا مغرورين او ذوي برّ ذاتي، لكنهم مقتنعون انه اذا طبق الجميع هذه المبادئ، فسيكون العالم مكانا افضل للعيش فيه. وهم يؤمنون ايضا ان العالم سيتحول بالتأكيد الى مكان افضل لأن اللّٰه وعد بذلك. — ٢ بطرس ٣:١٣.
-