مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الاحتيال —‏ مشكلة عالمية
    استيقظ!‏ ٢٠٠٤ | تموز (‏يوليو)‏ ٢٢
    • الاحتيال —‏ مشكلة عالمية

      جسّد واين،‏ بشخصيته الجذابة وكلماته اللطيفة،‏ صورة الزوج الذي تمنته كارين.‏ قالت:‏ «لقد تحلّى بكل الصفات التي طالما صلّيت ان اجدها يوما ما في رفيق المستقبل.‏ وكل من رآنا معا أكّد اننا رفيقان مثاليان.‏ لقد جعلني واين اشعر وكأنه يعبد الارض التي امشي عليها».‏

      لكنهما واجها مشكلة.‏ فقد اخبر واين كارين انه المسؤول الثالث بعد الرئيس في الاستخبارات الأوسترالية وأنه قدّم استقالته،‏ لكنهم رفضوها لأنه يعرف اسرارا كثيرة.‏ وإذا ترك عمله فسيقتلونه لا محالة!‏ لتخطي المشكلة،‏ وضع واين وكارين خطة.‏ فقررا الزواج،‏ بيع ممتلكاتهما،‏ ومغادرة أوستراليا والذهاب الى كندا.‏ فباعت كارين بيتها وكل شيء تملكه وأعطت المال لواين.‏

      عُقد الزواج كما خُطِّط له.‏ لكنّ واين هرب من البلد دون ان يصطحب كارين،‏ تاركا اياها ومعها في المصرف اقل من ستة دولارات.‏ وسرعان ما اكتشفت كارين انها كانت ضحية اكاذيب مدروسة حيكت للاحتيال عليها.‏ فكالممثلين،‏ لعب واين دورا صُمّم خصوصا لاجتذابها.‏ فقد خلق شخصيته،‏ خلفيته الاجتماعية،‏ واهتماماته بهدف ربح ثقتها،‏ ثقة كلفتها اكثر من ٠٠٠‏,٢٠٠ دولار اميركي.‏ قال احد رجال الشرطة:‏ «لقد سُحقت عاطفيا.‏ فبغض النظر عن الخسارة المادية التي لحقتها،‏ يكفي ان نتخيل ما اصابها من اذى عاطفي».‏

      قالت كارين:‏ «انا مشوَّشة جدا.‏ فقد تبين ان الشخصية التي ظهر بها هي من نسج الخيال!‏».‏

      ليست كارين سوى واحدة من عدد لا يُحصى من الاشخاص الذين وقعوا ضحية الاحتيال حول العالم.‏ ورغم ان كمية المال التي تُسلب من الناس بواسطة الاحتيال غير معروفة بالتحديد،‏ يُقدَّر انها تبلغ مئات بلايين الدولارات ولا تزال تتزايد كل سنة.‏ ومثلما حصل لكارين،‏ يعاني ضحايا الاحتيال الالم العاطفي الى جانب الخسارة المادية،‏ بعد ان يدركوا انه جرى استغلالهم من قبل شخص اودعوه ثقتهم.‏

      الاحتراز افضل وسيلة للحماية

      بحسب احد المراجع،‏ يُعرَّف الاحتيال انه «مكيدة او غش متعمَّد للحصول على المال باللجوء الى ادعاءات وروايات ووعود كاذبة».‏ وللأسف،‏ يبقى معظم المحتالين بلا عقاب اذ يصعب اثبات ارتكابهم عمليات الاحتيال.‏ بالاضافة الى ذلك،‏ يعرف محتالون كثيرون الثغرات القانونية ويستغلونها،‏ فيخدعون الناس بأساليب يصعب او يستحيل ملاحقتها قانونيا.‏ كما ان رفع قضايا الاحتيال الى المحاكم يكلف الكثير من الوقت والمال.‏ وعادة لا يُعاقَب سوى المحتالين الذين يسرقون ملايين الدولارات،‏ او الذين يقومون بعمليات احتيال فظيعة تستقطب الاهتمام العام.‏ حتى لو أُلقي القبض على المحتال وعوقب،‏ فقد يكون على الارجح قد صرف الاموال التي سرقها او خبأها.‏ وبالتالي،‏ نادرا ما يسترجع الضحايا الاموال التي سُلبت منهم.‏

      باختصار،‏ اذا تعرضتَ للاحتيال فلن تستطيع على الارجح استعادة ما خسرته.‏ لذلك يحسن بك ان تتخذ اجراءات احتياطية لتحمي نفسك من الاحتيال عوض ان تحاول التفكير كيف تستعيد مالك بعد وقوعك ضحية المحتالين.‏ كتب رجل حكيم منذ زمن بعيد:‏ «الذكي يبصر الشر فيتوارى والحمقى يعبرون فيعاقَبون».‏ (‏امثال ٢٢:‏٣‏)‏ وستستعرض المقالة التالية طرائق تحمي بها نفسك من الاحتيال.‏

  • كيف تحمي نفسك من الاحتيال
    استيقظ!‏ ٢٠٠٤ | تموز (‏يوليو)‏ ٢٢
    • كيف تحمي نفسك من الاحتيال

      ثمة اشخاص يعتقدون ان ذوي النوايا الحسنة لا يمكن ان يُخدعوا.‏ لكن هذا غير صحيح.‏ فكل يوم يقع كثيرون من ذوي النوايا الحسنة ضحية الاحتيال،‏ اذ ان النية الحسنة وحدها لا تكفي.‏ فالذين يبتكرون خططا ليسلبوا الناس اموالهم هم من اذكى العقول في العالم.‏ ومنذ اكثر من مئة سنة ذكر احد الكتبة:‏ «هنالك خطط احتيال محكمة جدا بحيث يكون من الحماقة ألّا يقع المرء ضحيتها».‏

      للخداع او الاحتيال تاريخ طويل تعود بدايته الى جنة عدن.‏ (‏تكوين ٣:‏١-‏٥‏)‏ ولا تزال تستعمل خطط الاحتيال القديمة،‏ فيما تُبتكر اليوم خطط احتيال جديدة.‏ فكيف تستطيع ان تحمي نفسك؟‏ ليس ضروريا ان تحاول معرفة كل الطرائق التي يستعملها المحتالون ليخدعوا الناس.‏ فاتخاذ القليل من التدابير الاحتياطية الاساسية يفيدك كثيرا ليحميك من الوقوع ضحية الاحتيال.‏

      احمِ معلوماتك الشخصية

      اذا سرق شخص منك دفتر الشيكات او بطاقات الائتمان،‏ يمكن ان يستعملها لشراء السلع.‏ وإذا سرق رقم حسابك المصرفي،‏ فقد يتمكن من طلب دفتر شيكات وكتابة شيكات باسمك.‏ اما اذا استطاع الحصول على ما يكفي من المعلومات الشخصية فقد ينتحل شخصيتك.‏ عندئذ يمكن ان يسحب المال من حسابك المصرفي،‏ يشتري سلعا ببطاقات الائتمان،‏ ويحصل على قروض باسمك.‏a حتى انك ربما تجد نفسك فجأة وراء قضبان السجن بسبب جريمة لم تقترفها!‏

      لتجنب الوقوع ضحية هذا النوع من الاحتيال،‏ احرص ان تحمي كل الوثائق الشخصية،‏ بما فيها كشوف حساباتك المصرفية ودفاتر الشيكات،‏ رخصة القيادة،‏ بطاقة الضمان الاجتماعي وبطاقة الهوية.‏ لا تطلع آخرين على معلومات شخصية او مالية إلّا لسبب وجيه.‏ وينطبق ذلك خصوصا على ارقام بطاقات الائتمان وحسابك المصرفي.‏ لا تكشف رقم بطاقة الائتمان إلّا اذا اردت ان تبتاع شيئا.‏

      يفتش بعض المحتالين في حاويات النفايات بحثا عن هذه المعلومات.‏ لذلك عوض ان ترمي اوراقك التي تحتوي على معلومات شخصية في سلة المهملات،‏ من الحكمة ان تحرقها او تمزقها بواسطة آلة اتلاف الاوراق.‏ وينطبق ذلك على الشيكات الملغاة،‏ كشوف الحسابات المصرفية،‏ بيانات السماسرة،‏ بالاضافة الى بطاقات الائتمان ورخص القيادة وجوازات السفر التي انتهت مدة صلاحيتها.‏ وإن وصلتك بالبريد طلبات بطاقات ائتمان لم تطلبها،‏ فمن الحكمة ايضا ان تتلفها بما انها تحتوي على معلومات تخصّك قد يستغلها آخرون.‏

      استعمل المنطق

      يرتكز الكثير من الخطط الاحتيالية على وعود بجني ارباح خيالية.‏ وبرامج التنظيم الهرمي هي احدى الحيل التي تعِد بالربح السريع.‏ توجد عدة انواع من هذه البرامج،‏ وترمي عموما الى جعل المستثمرين يستقطبون افرادا آخرين ويربحون عمولة لقاء ذلك.‏b وتعتمد الرسائل المسلسلة على الطريقة نفسها.‏ فيُطلب منك ان تبعث المال لمن يكون في رأس لائحة المشتركين.‏ وتنال وعدا انك ستحصل على آلاف الدولارات حين يصير اسمك في رأس اللائحة.‏

      تنهار برامج التنظيم الهرمي دائما اذ يستحيل الاستمرار الى ما لا نهاية في استقطاب مستثمرين جدد.‏ تأمَّل في العملية الحسابية التالية:‏ اذا بدأ البرنامج بخمسة اشخاص وأقنع كل واحد منهم خمسة آخرين ان ينضموا اليهم،‏ يصير عدد المستثمرين ٢٥.‏ وإذا اقنع كل واحد من هؤلاء ٥ آخرين،‏ يقفز العدد الى ١٢٥.‏ وعندما تصل هذه العملية المستوى التاسع،‏ يكون عندئذ على مليونَي شخص تقريبا استقطاب اكثر من تسعة ملايين آخرين!‏ ومروّجو برامج التنظيم الهرمي يعرفون جيدا ان هنالك درجة تشبُّع.‏ فحين يشعرون ان هذه المرحلة اقتربت،‏ يأخذون المال ويهربون.‏ حينئذ تخسر مالك،‏ ويقوم مَن استقطبتهم بمطالبتك انت بالمال الذي خسروه.‏ ففي برامج التنظيم الهرمي لا يمكن ان يجني احد المال ما لم يخسره آخرون.‏

      هل يُعرض عليك ربح المال بسهولة او نيل ارباح طائلة مقابل استثمار ما؟‏ إليك هذا التحذير:‏ اذا بدا العرض اروع من ان يُصدَّق،‏ فلا شك انه كذلك.‏ لا تتسرع في تصديق كل اعلان وكل شخص يقول انه استفاد من العرض،‏ ظانا ان «هذا العرض مختلف».‏ تذكّر ان الناس لا يتعاطون التجارة للتفريط في مالهم او لمشاركتك اسرارا تجعلك غنيا.‏ فإذا ادّعى احد انه يعرف طريقة تصيّرك غنيا،‏ فاسأل نفسك:‏ ‹لمَ لا يستعمل معرفته ليصير هو نفسه غنيا؟‏ لمَ يضيّع الوقت في محاولة اقناعي؟‏›.‏

      ماذا لو أُخبرتَ انك فزت في مباراة او ربحت جائزة؟‏ لا تفرح كثيرا،‏ فقد يكون هذا الخبر من عمليات الاحتيال التي خدعت كثيرين.‏ على سبيل المثال،‏ استلمت امرأة في انكلترا رسالة من كندا تخبرها انها ربحت جائزة.‏ لكن عليها ان ترسل اولا ٢٥ دولارا كرسم لإجراء المعاملة.‏ بعدما ارسلت المال،‏ تلقت مكالمة هاتفية من كندا تعلمها انها ربحت الجائزة الثالثة في السحب وقدرها ٠٠٠‏,٢٤٥ دولار،‏ انما عليها ان تدفع نسبة معينة من قيمة الجائزة لإكمال المعاملة.‏ فأرسلت ٤٥٠‏,٢ دولارا لكنها لم تنل شيئا بالمقابل.‏ فإن طُلب منك الدفع مقابل الحصول على «هدية مجانية» او جائزة،‏ فلا شك انك تتعرض لعملية احتيال.‏ اسأل نفسك:‏ «كيف اربح جائزة في مباراة لم اشترك فيها؟‏!‏».‏

      تعامَل فقط مع الناس الحسني السمعة

      هل تعتقد انك تستطيع تمييز الاشخاص غير المستقيمين؟‏ كن حذرا!‏ فالمحتالون يعرفون كيف يربحون ثقة الآخرين.‏ انهم بارعون في جعل ضحاياهم يثقون بهم.‏ فكل البائعين،‏ الصادقين والكاذبين على السواء،‏ يعرفون ان عليهم ربح ثقة الشخص قبل بيعه اي منتوج.‏ طبعا،‏ هذا لا يعني انه ينبغي ان ترتاب بأيٍّ كان،‏ لكنَّ توخي الحذر مهم لكي تحمي نفسك من المحتالين.‏ فلا تتكل على احاسيسك لتعرف هل مقدِّم العرض صادق،‏ بل انتبه لدليلين مهمين:‏ اولا،‏ هل يبدو العرض اروع من ان يُصدَّق؟‏ وثانيا،‏ هل يحاول مقدِّم العرض استعجالك لتقبل العرض؟‏

      يقدم الإنترنت وابلا من العروض التي تبدو اروع من ان تُصدَّق.‏ صحيح ان الإنترنت يعرض الكثير من السلع النافعة،‏ إلّا انه يتيح للمحتالين فرصة ايقاع الناس في شباكهم بسرعة،‏ ودون ان تُعرف هويتهم.‏ فإذا كان لديك بريد الكتروني فقد تُمطَر بوابل من العروض والدعايات التجارية.‏ ورغم ان هذه الدعايات تتناول مجموعة كبيرة من السلع والخدمات،‏ فالكثير منها كاذب.‏ فإذا اقتنعت بإحدى هذه الدعايات وأرسلتَ المال مقابل الحصول على منتوج او خدمة ما،‏ فلن تحصل على شيء على الارجح.‏ حتى اذا حصلت على ما طلبته،‏ فلن يكون بالتأكيد بقيمة المال الذي دفعته.‏ والنصيحة الفضلى هي عدم شراء اي شيء تسوّقه هذه الدعايات.‏

      وينبطق الامر نفسه على الذين يتصلون بك هاتفيا ليبيعوك منتوجا ما.‏ رغم ان العديد من هذه الاتصالات الهاتفية تجريه شركات تجارية شرعية،‏ فإن الاحتيال في تسويق السلع والخدمات هاتفيا يخسِّر الناس سنويا بلايين الدولارات.‏ حتى اذا كانت نبرة صوت البائع الذي يتكلم اليك عبر الهاتف مقنعة،‏ فلا سبيل الى معرفة ما اذا كان هذا المتكلم مندوبا لشركة شرعية ام لا.‏ فالمحتال يمكن ان يدّعي انه موظف في بنك او وكالة لحماية بطاقات الائتمان.‏ لذلك لديك سبب وجيه للشك في الشخص الذي يتصل بك هاتفيا ليطلب منك اعطاءه معلومات سبق ان اعطيتها للبنك او الشركة التي تودع فيها حسابك المالي.‏ في هذه الحال،‏ يمكن ان تطلب منه رقم هاتفه،‏ ثم تتصل به بعد ان تتأكد ان الرقم هو فعلا رقم هاتف البنك او الشركة.‏

      من الافضل ألّا تعطي رقم بطاقة الائتمان التي تملكها او اي معلومات شخصية اخرى لغريب يتصل بك هاتفيا.‏ وإذا اتصل بك احد ليروِّج منتوجا لا تريده،‏ يمكن ان تقول بتهذيب:‏ «آسف لكنني لا اشتري شيئا على الهاتف من اشخاص لا اعرفهم».‏ ثم اقفل الخط.‏ فلا يوجد سبب يجبرك ان تتحدث مع غريب قد يحاول خداعك.‏

      تعامل فقط مع الشركات التجارية والاشخاص الحسني السمعة.‏ فهنالك شركات تجارية شرعية يمكنك التعامل معها بثقة من خلال الهاتف او الإنترنت.‏ وإن امكن،‏ فالجأ الى وكالة مستقلة لتتحرّى عن مندوب المبيعات،‏ الشركة،‏ والاستثمار المعروض عليك.‏ اطلب معلومات عن الاستثمار واقرأها بتمعن لتتأكد من شرعية الاستثمار.‏ لا تتسرع ولا تسمح لأحد باستعجالك في اتخاذ قرار.‏

      دوِّن التفاصيل

      ربما لا يكون الاحتيال مقصودا في البداية.‏ فقد تتعرض شركة يديرها اشخاص شرفاء للخسارة،‏ فيرتعبون ويلجأون الى اجراءات خادعة لكي يغطوا الخسائر.‏ ولا شك انك سمعت عن مدراء تجاريين كذبوا بشأن ايرادات وأرباح شركاتهم وهربوا مع ما تبقى من المال عندما افلست الشركات.‏

      لحماية نفسك من الاحتيال وسوء الفهم،‏ اطلب ان تُدوّن التفاصيل قبل ان تقوم بأي استثمار مهم.‏ وأي عقد توقّعه يجب ان يتضمن كل شروط الاستثمار وما يشمله من وعود.‏ اعلم ايضا انه مهما بدا الاستثمار مضمونا فلا احد يكفل ان تجري الامور وفق الخطط الموضوعة.‏ (‏جامعة ٩:‏١١‏)‏ فلا استثمار دون مخاطر.‏ لذلك يجب ان تنص الاتفاقية على واجبات ومسؤوليات كل طرف اذا فشل المشروع.‏

      اذا انتبهت الى المبادئ الاساسية التي عالجناها وطبقتها،‏ يصعب ان تقع ضحية الاحتيال.‏ ويزوِّد مثل قديم في الكتاب المقدس نصيحة قيّمة اذ يقول:‏ «الغبي يصدِّق كل كلمة والذكي ينتبه الى خطواته».‏ (‏امثال ١٤:‏١٥‏)‏ فالمحتال يختار اهدافا سهلة،‏ اشخاصا ميالين الى تصديق كل كلمة يقولها.‏ وللأسف،‏ هنالك اشخاص كثيرون لا يحترسون من الاحتيال.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a راجع عدد ٢٢ آذار (‏مارس)‏ ٢٠٠١ من استيقظ!‏ الصفحات ١٩-‏٢١‏.‏

      b يُعرف التنظيم الهرمي بأنه «برنامج تسويق متعدِّد المستويات يدفع فيه الناس رسم اشتراك لاستقطاب آخرين ليقوموا بالامر نفسه».‏ ومثل هذه البرامج لا يكون لديها عادة منتوجات للتسويق.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٧]‏

      اذا بدا العرض اروع من ان يُصدَّق،‏ فلا شك انه كذلك

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٦]‏

      نصائح لضحايا الاحتيال

      ينتاب ضحايا الاحتيال عادة شعور ساحق بالخجل،‏ الارتباك،‏ والغضب الشديد من انفسهم.‏ لكن لا تلم نفسك.‏ فأنت الضحية،‏ ومَن خدعك هو المَلوم.‏ وإذا اتخذت قرارا خاطئا فتقبّل الامر،‏ ثم تابع حياتك.‏ لا تستنتج انك احمق.‏ تذكر ان المحتالين ينجحون في خداع اشخاص اذكياء جدا،‏ بينهم رؤساء دول ومدراء مصارف ومدراء ماليون ومحامون وغيرهم.‏

      لا يُسلب ضحايا الاحتيال مالهم او ممتلكاتهم فحسب،‏ بل ايضا ثقتهم بالنفس واحترامهم للذات.‏ وعندما يحتال عليهم «صديق» فهو يخون ثقتهم به.‏ حقا ان وقوعك ضحية الاحتيال امر مؤلم.‏ لذلك لا بأس ان تحزن مدة من الوقت.‏ وما يساعدك في اغلب الاحيان هو التحدث عن الموضوع الى شخص تثق به.‏ كما ان الصلاة يمكن ان تعزيك كثيرا.‏ (‏فيلبي ٤:‏٦-‏٨‏)‏ لكن عليك لاحقا التوقف عن التفكير في الموضوع.‏ فلمَ تطيل مأساتك؟‏ ضع اهدافا بناءة،‏ واعمل على تحقيقها.‏

      احذر من الحيل التي تعِدك باستعادة مالك.‏ فالمحتالون يتصلون بالشخص الذي خُدع ويعرضون عليه المساعدة لاستعادة ما خسره من مال.‏ وهدفهم هو ان يخدعوا الشخص مجددا.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحتين ٨،‏ ٩]‏

      الاحتيال بالبريد الالكتروني —‏ ست طرائق شائعة

      ١-‏ برامج التنظيم الهرمي:‏ تبدو هذه البرامج في اغلب الاحيان فرصا لربح كميات هائلة من الاموال مقابل القليل من الجهد ومبلغ ضئيل من المال.‏ مثلا،‏ تقدّم لك احدى هذه الحيل جهاز كمپيوتر او اجهزة الكترونية اخرى اذا اشتركت في نادٍ واستقطبت مشتركين آخرين.‏ وفي خانة هذه البرامج تقع الرسائل المسلسلة،‏ التي هي في اغلب الاحيان غير شرعية.‏ ومعظم الذين يستثمرون مالهم فيها يخسرونه.‏

      ٢-‏ عروض للعمل في البيت:‏ على سبيل المثال تقدَّم لك فرصة تجميع حلى،‏ تركيب العاب او غيرها.‏ فتشتري القطع من مقدِّمي العرض وتصرف وقتك لتجميعها،‏ لكنك تجد في النهاية انهم لا يشترون منتجاتك لأنها لا تفي بالشروط المطلوبة.‏

      ٣-‏ عروض تتعلق بالصحة والحميات:‏ يُعرَض عليك من خلال الإنترنت وابل من المنتجات مثل الحبوب التي تساعد على خسارة الوزن دون القيام بتمارين رياضية او اتباع حمية،‏ الادوية التي تعالج العجز الجنسي،‏ والمراهم التي تكافح تساقط الشعر.‏ وترافق هذه العروض احيانا شهادات اشخاص جرّبوا المنتجات وسرّوا بالنتيجة.‏ وتتضمن عادة هذه الاعلانات عبارات مثل «انجاز علمي خارق»،‏ «علاج عجيب»،‏ «تركيبة سرية».‏ والحقيقة هي ان معظم العروض كاذبة.‏

      ٤-‏ فرص لاستثمار الاموال:‏ تقدّم هذه الخطط الاحتيالية نسبا عالية من الارباح دون مخاطر تُذكر.‏ ومن العروض الشائعة استثمار الاموال في مصرف خارج البلد.‏ ويُغرى المستثمرون بالتأكيدات ان الذين يوظفون اموالهم لديهم معارف بارزون في عالم المال ويملكون معلومات من مصادر مطَّلعة داخل الشركات.‏

      ٥-‏ تحسين الجدارة الائتمانية:‏ تعرض عليك هذه الخطط تبييض سجلك الائتماني لكي تستطيع ان تحصل على بطاقة ائتمان،‏ قرض لشراء سيارة،‏ او وظيفة.‏ رغم كل التأكيدات التي يقدمها لك اصحاب هذه العروض،‏ فإنهم لا يستطيعون الإيفاء بوعودهم.‏

      ٦-‏ عروض مغرية لقضاء العطل:‏ تتلقى رسالة بالبريد الالكتروني تهنئك على ربحك فرصة لقضاء عطلة بأدنى الاسعار.‏ ويقولون لك انه تمَّ اختيارك انت بالذات.‏ اعلم ان الرسالة نفسها يمكن ان تكون قد أُرسلت الى ملايين آخرين،‏ وأن نوعية الخدمات التي ستنالها ستكون اقل بكثير ممّا وُعدت به.‏

      ‏[مصدر الصورة]‏

      المصدر:‏ هيئة التجارة الفدرالية

  • اين يمكنك ايجاد القيم الاخلاقية؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٤ | تموز (‏يوليو)‏ ٢٢
    • اين يمكنك ايجاد القيم الاخلاقية؟‏

      نحن نعيش في عالم تتغير فيه القيم الاخلاقية.‏ فالممارسات التي كانت تُدان في الماضي غالبا ما يجري تجاهلها اليوم.‏ وفي معظم الاحيان،‏ يُحاط اللصوص والمحتالون في الافلام بهالة جذابة ويُسند اليهم دور الابطال.‏ نتيجة ذلك،‏ ينطبق على اشخاص كثيرين الوصف الموجود في الكتاب المقدس:‏ «اذا رأيتَ سارقا وافقتَه».‏ —‏ مزمور ٥٠:‏١٨‏.‏

      لكنّ المحتالين لا ينبغي ان يكونوا محط اعجاب.‏ ذكر احد الكتبة:‏ «لدى المحتالين قدرة على التلاعب بالناس حولهم،‏ وغالبا ما تُكتشَف هذه القدرة وهم في سن صغيرة.‏ كما انهم لا يشعرون بالذنب او الندم على اعمالهم.‏ على العكس،‏ انهم يشعرون بالاكتفاء العميق،‏ بلذة تدفعهم الى الاستمرار في ذلك لكي ينالوا مآ‌ربهم،‏ بغض النظر عما تتحمله الضحية من عواقب».‏

      لا شك ان الناس يتعاطفون عموما مع الارملة التي تُسلب مدخراتها بالاحتيال،‏ لكنهم لا يتأثرون البتة عندما يختلس شخص المال من مؤسسة تجارية كبيرة او يخدع شركة تأمين.‏ وكثيرون يبررون شعورهم هذا بقولهم ان الشركات التجارية غنية على اية حال.‏ لكن في هذا النوع من الاحتيال،‏ لا تتضرر الشركات التجارية فحسب،‏ بل يتحمّل المستهلك ايضا عبء خسائرها.‏ ففي الولايات المتحدة مثلا،‏ تتضمن بوليصات التأمين المختلفة التي تدفعها العائلة المتوسطة الحجم مبلغا اضافيا يتعدّى الـ‍ ٠٠٠‏,١ دولار سنويا لتغطية خسائر شركات التأمين الناجمة عن الاحتيال.‏

      بالاضافة الى ذلك،‏ يعمد كثيرون الى شراء سلع هي تقليد ماركات مشهورة بأسعار مخفَّضة،‏ مثل الثياب،‏ الساعات،‏ العطور،‏ مستحضرات التجميل،‏ وحقائب اليد.‏ وربما يعرفون ان السلع المقلَّدة تخسِّر الشركات المنتجة للسلع الاصلية مئات بلايين الدولارات كل سنة،‏ لكنهم يعتقدون انهم غير معنيين بالامر.‏ لكنَّ المستهلكين هم في النهاية مَن يدفعون مبالغ كبيرة لقاء البضاعة الاصلية او لقاء خدمات تقدّمها شركات شرعية.‏ اضف الى ذلك ان شراء السلع المقلَّدة يضع المال في جيوب المحتالين الذين قاموا بالتقليد.‏

      ذكر كاتب يعمل في مكافحة الاحتيال:‏ «انا مقتنع ان السبب الرئيسي لانتشار الاحتيال اليوم هو اننا نعيش في مجتمع تنعدم فيه القيم الاخلاقية.‏ لقد انحطت هذه القيم بشكل خطير مما ادّى الى نشوء مجتمع قائم على الاحتيال.‏ .‏ .‏ .‏ نحن نعيش في مجتمع لا يعلِّم القيم الاخلاقية في البيت.‏ نعيش في مجتمع لا يعلِّم القيم الاخلاقية في المدرسة،‏ لأن المعلمين لا يريدون ان يُتَّهموا بتعليم التلاميذ قواعد السلوك».‏

      في المقابل،‏ يعلّم شهود يهوه المبادئ الاخلاقية المؤسسة على الكتاب المقدس ويسعون جاهدين لتطبيقها في حياتهم.‏ اليك بعضا من المبادئ التي ترشدهم:‏

      ‏• «تحب قريبك كنفسك».‏ —‏ متى ٢٢:‏٣٩‏.‏

      ‏• «لا تغبن احدا».‏ —‏ مرقس ١٠:‏١٩‏.‏

      ‏• «لا يسرق السارق في ما بعد،‏ بل بالحري ليكد عاملا بيديه عملا صالحا،‏ ليكون له ما يوزعه لمن هو محتاج».‏ —‏ افسس ٤:‏٢٨‏.‏

      ‏• «نرغب ان نسلك حسنا في كل شيء».‏ —‏ عبرانيين ١٣:‏١٨‏.‏

      شهود يهوه ليسوا مغرورين او ذوي برّ ذاتي،‏ لكنهم مقتنعون انه اذا طبق الجميع هذه المبادئ،‏ فسيكون العالم مكانا افضل للعيش فيه.‏ وهم يؤمنون ايضا ان العالم سيتحول بالتأكيد الى مكان افضل لأن اللّٰه وعد بذلك.‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة