مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • شعب حرّ ولكن مسؤول
    برج المراقبة ١٩٩٢ | ١ حزيران (‏يونيو)‏
    • شعب حرّ ولكن مسؤول

      ‏«تعرفون الحق والحق يحرركم.‏» —‏ يوحنا ٨:‏٣٢‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ كيف برزت الحرية في التاريخ البشري؟‏ (‏ب)‏ مَن وحده هو حرّ حقا؟‏ أوضحوا.‏

      الحرية.‏ يا لها من كلمة قوية!‏ فالجنس البشري احتمل حروبا وثورات لا تحصى واضطرابات اجتماعية كثيرة جدا بسبب رغبة البشر في ان يكونوا احرارا.‏ وفي الواقع،‏ تقول دائرة المعارف الاميركية:‏ ‹في تطوُّر المدنية لم يلعب ايّ مفهوم دورا مهما اكثر من الحرية.‏›‏

      ٢ ومع ذلك،‏ كم شخصا هم في الواقع احرار؟‏ وكم شخصا هم الذين يعرفون ما هي الحرية ايضا؟‏ تقول دائرة معارف الكتاب العالمي:‏ «لكي يحصل الناس على حرية كاملة،‏ لا يجب ان تكون هنالك قيود على الطريقة التي بها يفكِّرون،‏ يتكلمون،‏ او يتصرفون.‏ ويجب ان يكونوا مدركين لماهية اختياراتهم،‏ ويجب ان يملكوا القدرة ان يقرِّروا بين هذه الاختيارات.‏» ونظرا الى ذلك،‏ هل تعرفون شخصا هو حرّ حقا؟‏ مَن يستطيعون القول انه ليست لديهم «قيود على الطريقة التي بها يفكِّرون،‏ يتكلمون،‏ او يتصرفون»؟‏ في الحقيقة،‏ شخص واحد فقط في كل الكون يلائم هذا الوصف —‏ يهوه اللّٰه.‏ فهو وحده له الحرية المطلقة.‏ ووحده يستطيع صنع ايّ اختيار يرغب فيه وتنفيذه بعد ذلك على الرغم من كل مقاومة.‏ فهو «القادر على كل شيء.‏» —‏ رؤيا ١:‏٨؛‏ اشعياء ٥٥:‏١١‏.‏

      ٣ بأي شرط يتمتع البشر بالحرية عادة؟‏

      ٣ بالنسبة الى البشر الوضعاء،‏ يمكن ان تكون الحرية نسبية فقط.‏ وعادة تمنحها او تضمنها سلطة ما وترتبط بخضوعنا لهذه السلطة.‏ وفي الواقع،‏ في كل حالة تقريبا،‏ يمكن ان يكون الشخص حرّا فقط اذا اعترف بسلطة ضامن حريته.‏ مثلا،‏ يتمتع الافراد العائشون في «العالم الحرّ» بفوائد كثيرة،‏ كحرية التنقل،‏ حرية التعبير،‏ وحرية الدين.‏ فماذا يضمن هذه الحريات؟‏ قانون البلد.‏ ويمكن للفرد ان يتمتع بها فقط ما دام طائعا القانون.‏ وإن اساء استعمال حريته وخالف القانون،‏ تعتبره السلطات مسؤولا،‏ ويمكن ان تُسلب حريته بصرامة بعقوبة سجن.‏ —‏ رومية ١٣:‏١-‏٤‏.‏

      الحرية التقوية —‏ مع المسؤولية

      ٤،‏ ٥ اية حرية يتمتع بها عبّاد يهوه،‏ وعن اي شيء سيعتبرهم مسؤولين؟‏

      ٤ في القرن الاول،‏ تكلم يسوع عن الحرية.‏ قال لليهود:‏ «إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي وتعرفون الحق والحق يحرّركم.‏» (‏يوحنا ٨:‏٣١،‏ ٣٢‏)‏ فلم يكن يتكلم عن حرية التعبير او حرية الدين.‏ وبالتاكيد لم يكن يتكلم عن التحرر من نير روما،‏ الامر الذي كان يتوق اليه كثيرون من اليهود.‏ كلا،‏ لقد كان ذلك امرا اثمن بكثير،‏ حرية يمنحها،‏ لا القوانين البشرية او نزوة بعض الحكام البشر،‏ بل المتسلط الاسمى في الكون،‏ يهوه.‏ لقد كانت حرية من الخرافة،‏ حرية من الجهل الديني،‏ وأكثر من ذلك بكثير.‏ فالحرية التي يمنحها يهوه هي حرية حقيقية،‏ وستثبت طوال الابدية.‏

      ٥ قال الرسول بولس:‏ «الرب .‏ .‏ .‏ هو الروح وحيث روح الرب هناك حرية.‏» (‏٢ كورنثوس ٣:‏١٧‏)‏ وعلى مرّ القرون تعامل يهوه مع الجنس البشري بحيث ان الامناء سيتمتعون اخيرا بأحسن وأعظم نوع من الحرية البشرية،‏ «حرية مجد اولاد اللّٰه.‏» (‏رومية ٨:‏٢١‏)‏ وفي هذه الاثناء،‏ يمنحنا يهوه مقدارا من الحرية بواسطة حق الكتاب المقدس،‏ وهو يعتبرنا مسؤولين إن اسأنا استعمال هذه الحرية.‏ كتب الرسول بولس:‏ «ليست خليقة غير ظاهرة قدامه بل كل شيء عريان ومكشوف لعيني ذلك الذي (‏لدينا مسؤولية امامه)‏.‏» —‏ عبرانيين ٤:‏١٣‏.‏

      ٦-‏٨ (‏أ)‏ اية حريات تمتع بها آدم وحواء،‏ وبأي شرط كان بإمكانهما الاحتفاظ بهذه الحريات؟‏ (‏ب)‏ ماذا خسَّر آدم وحواء انفسَهما وذريتهما؟‏

      ٦ جرى تركيز الانتباه على المسؤولية امام يهوه عندما كان ابوانا البشريان الاولان،‏ آدم وحواء،‏ حيَّين.‏ فيهوه خلقهما بعطية الارادة الحرة الثمينة.‏ وما داما يستعملان هذه الارادة الحرة بطريقة مسؤولة،‏ كانا يتمتعان ببركات اخرى،‏ كالحرية من الخوف،‏ الحرية من المرض،‏ الحرية من الموت،‏ وحرية الاقتراب من ابيهما السماوي بضمير طاهر.‏ ولكن عندما اساءا استعمال ارادتهما الحرة،‏ تغيَّر كل ذلك.‏

      ٧ وضع يهوه آدم وحواء في جنة عدن،‏ ومن اجل متعتهما اعطاهما ثمر كل شجر الجنة —‏ ما عدا واحدة.‏ لقد احتفظ بتلك الواحدة لنفسه؛‏ وكانت «شجرة معرفة الخير والشر.‏» (‏تكوين ٢:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ وبامتناعهما عن الاكل من ثمر تلك الشجرة،‏ كان آدم وحواء سيعترفان بأن يهوه فقط هو حرّ لوضع المقياس لما هو خير وشر.‏ ولو تصرفا بطريقة مسؤولة وامتنعا عن الاكل من الثمر المحرَّم،‏ لاستمر يهوه في تأمين حرياتهما الاخرى.‏

      ٨ للأسف،‏ اصغت حواء الى اقتراح الحية الماكر انه يجب ان ‹تعرف الخير والشر› لنفسها.‏ (‏تكوين ٣:‏١-‏٥‏)‏ فأكلت هي اولا من الثمر المحرَّم،‏ ثم آدم.‏ ونتيجة لذلك،‏ عندما اتى يهوه اللّٰه للتكلم معهما في جنة عدن،‏ كانا خجلين واختبأا.‏ (‏تكوين ٣:‏٨،‏ ٩‏)‏ فصارا الآن خاطئين قد خسرا الشعور بحرية الاقتراب الى اللّٰه التي تأتي من الضمير الطاهر.‏ وبسبب ذلك،‏ خسَّرا ايضا انفسهما وذريتهما على السواء الحرية من المرض والموت.‏ قال بولس:‏ «بإنسان واحد [آدم] دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس اذ اخطأ الجميع.‏» —‏ رومية ٥:‏١٢؛‏ تكوين ٣:‏١٦،‏ ١٩‏.‏

      ٩ مَن هم المعروفون باستعمال مقدار الحرية التي تمتعوا بها حسنا؟‏

      ٩ ومع ذلك،‏ ما زال الجنس البشري يملك ارادة حرة،‏ وبمرور الزمن،‏ استعمل بعض البشر الناقصين هذه الارادة بطريقة مسؤولة لخدمة يهوه.‏ وأسماء البعض منهم حُفظت لنا من العصور القديمة.‏ فرجال مثل هابيل،‏ اخنوخ،‏ نوح،‏ ابرهيم،‏ اسحق،‏ ويعقوب (‏المدعو ايضا اسرائيل)‏ هم امثلة لأفراد استعملوا مقدار الحرية الذي كانوا لا يزالون يتمتعون به لفعل مشيئة اللّٰه.‏ ونتيجة لذلك جرت الامور حسنا معهم.‏ —‏ عبرانيين ١١:‏٤-‏٢١‏.‏

      حرية شعب اللّٰه المختار

      ١٠ ماذا كانت شروط العهد الذي صنعه يهوه مع شعبه الخاص؟‏

      ١٠ في ايام موسى،‏ حرَّر يهوه بني اسرائيل —‏ الذين كان عددهم وقتئذ بالملايين —‏ من العبودية في مصر وصنع معهم عهدا صاروا بواسطته شعبه الخاص.‏ وتحت هذا العهد،‏ كان لدى الاسرائيليين كهنوت ونظام ذبائح حيوانية سَتَرا خطاياهم بطريقة رمزية.‏ وهكذا،‏ كانت لهم حرية الاقتراب الى اللّٰه في العبادة.‏ وكان لديهم ايضا نظام من الشرائع والفرائض لحفظهم احرارا من الممارسات الخرافية والعبادة الباطلة.‏ وفي ما بعد،‏ كانوا سينالون ارض الموعد كميراث،‏ مع ضمان المساعدة الالهية ضد اعدائهم.‏ ودورهم في العهد ألزم الاسرائيليين بحفظ ناموس يهوه.‏ فقبِل الاسرائيليون طوعا هذا الشرط قائلين:‏ «كل ما تكلم به الرب نفعل.‏» —‏ خروج ١٩:‏٣-‏٨؛‏ تثنية ١١:‏٢٢-‏٢٥‏.‏

      ١١ ماذا نتج عندما فشلت اسرائيل في القيام بدورها في العهد مع يهوه؟‏

      ١١ لأكثر من ٥٠٠‏,١ سنة،‏ كان الاسرائيليون في تلك العلاقة الخاصة بيهوه.‏ لكنهم مرة بعد مرة فشلوا في حفظ العهد.‏ وتكرارا اغوتهم العبادة الباطلة فاستُعبدوا للصنمية والخرافة،‏ ولذلك سمح اللّٰه بأن يُستعبدوا جسديا لاعدائهم.‏ (‏قضاة ٢:‏١١-‏١٩‏)‏ وبدلا من التمتع بالبركات المحرِّرة التي اتت من حفظ العهد،‏ جرت معاقبتهم بسبب انتهاكهم اياه.‏ (‏تثنية ٢٨:‏١،‏ ٢،‏ ١٥‏)‏ وفي نهاية الامر،‏ في السنة ٦٠٧ ق‌م،‏ سمح يهوه بأن تصير الامة مستعبدة في بابل.‏ —‏ ٢ أخبار الايام ٣٦:‏١٥-‏٢١‏.‏

      ١٢ ماذا صار واضحا في نهاية الامر في ما يتعلق بعهد الناموس الموسوي؟‏

      ١٢ كان ذلك درسا قاسيا.‏ وكان يجب ان يتعلموا منه اهمية حفظ الناموس.‏ ومع ذلك،‏ بعد ٧٠ سنة،‏ عندما عاد الاسرائيليون الى ارضهم،‏ كانوا لا يزالون يفشلون في اطاعة عهد الناموس بلياقة.‏ فبعد عودتهم بمئة سنة تقريبا،‏ قال يهوه لكهنة اسرائيل:‏ «انتم .‏ .‏ .‏ حدتم عن الطريق وأعثرتم كثيرين بالشريعة.‏ افسدتم عهد لاوي.‏» (‏ملاخي ٢:‏٨‏)‏ وفي الواقع،‏ لم يستطع حتى الاكثر اخلاصا بين الاسرائيليين ان يبلغوا مقياس الناموس الكامل.‏ فبدلا من ان يكون بركة،‏ صار،‏ بكلمات الرسول بولس،‏ «لعنة.‏» (‏غلاطية ٣:‏١٣‏)‏ ومن الواضح ان شيئا آخر غير عهد الناموس الموسوي كان لازما لجلب البشر الامناء الناقصين الى حرية مجد اولاد اللّٰه.‏

      طبيعة الحرية المسيحية

      ١٣ اي اساس افضل للحرية جرى تزويده اخيرا؟‏

      ١٣ ان هذا الشيء الآخر كان ذبيحة يسوع المسيح الفدائية.‏ فنحو السنة ٥٠ ب‌م،‏ كتب بولس الى جماعة المسيحيين الممسوحين في غلاطية.‏ ووصف كيف حرَّرهم يهوه من العبودية لعهد الناموس ثم قال:‏ «فاثبتوا اذًا في الحرية التي قد حرَّرنا المسيح بها ولا ترتبكوا ايضا بنير عبودية.‏» (‏غلاطية ٥:‏١‏)‏ وبأية طرائق حرَّر يسوع البشر؟‏

      ١٤،‏ ١٥ بأية طرائق رائعة حرَّر يسوع المؤمنين اليهود وغير اليهود؟‏

      ١٤ بعد موت يسوع،‏ صار اليهود الذين قبلوه بصفته المسيّا وأصبحوا تلاميذه تحت العهد الجديد،‏ الذي حلَّ محل العهد القديم للناموس.‏ (‏ارميا ٣١:‏٣١-‏٣٤؛‏ عبرانيين ٨:‏٧-‏١٣‏)‏ وتحت هذا العهد الجديد،‏ صاروا هم —‏ والمؤمنون غير اليهود الذين انضموا اليهم لاحقا —‏ جزءا من امة روحية جديدة حلَّت محل اسرائيل الجسدي بصفتها شعب اللّٰه الخاص.‏ (‏رومية ٩:‏٢٥،‏ ٢٦؛‏ غلاطية ٦:‏١٦‏)‏ وبهذه الصفة تمتعوا بالحرية التي وعد بها يسوع عندما قال:‏ «الحق يحرّركم.‏» وبصرف النظر عن تحريرهم من لعنة ناموس موسى،‏ حرَّر الحق المسيحيين اليهود من كل التقاليد المرهقة التي فرضها القادة الدينيون عليهم.‏ وأعتق المسيحيين غير اليهود من صنمية وخرافات عبادتهم السابقة.‏ (‏متى ١٥:‏٣،‏ ٦؛‏ ٢٣:‏٤؛‏ اعمال ١٤:‏١١-‏١٣؛‏ ١٧:‏١٦‏)‏ وكان هنالك المزيد.‏

      ١٥ عندما تكلم يسوع عن الحق الذي يحرّر،‏ قال:‏ «الحق الحق اقول لكم ان كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية.‏» (‏يوحنا ٨:‏٣٤‏)‏ وبما ان آدم وحواء اخطأا،‏ فإن كل فرد عاش على الاطلاق كان خاطئا وبالتالي عبدا للخطية.‏ والاستثناء الوحيد كان يسوع نفسه،‏ وذبيحة يسوع اعتقت المؤمنين من هذه العبودية.‏ صحيح انهم لا يزالون ناقصين وخطاة بالطبيعة.‏ ولكن يمكنهم الآن ان يتوبوا عن خطاياهم وأن يلتمسوا الغفران على اساس ذبيحة يسوع،‏ واثقين بأن توسلاتهم ستُسمع.‏ (‏١ يوحنا ٢:‏١،‏ ٢‏)‏ وعلى اساس ذبيحة يسوع الفدائية،‏ برَّرهم اللّٰه،‏ وهم يستطيعون الاقتراب اليه بضمير طاهر.‏ (‏رومية ٨:‏٣٣‏)‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ بما ان الفدية جعلت رجاء القيامة الى حياة لا نهاية لها ممكنا،‏ فان الحق حرّرهم من الخوف من الموت ايضا.‏ —‏ متى ١٠:‏٢٨؛‏ عبرانيين ٢:‏١٥‏.‏

      ١٦ كيف كانت الحرية المسيحية شاملة اكثر من اية حرية يقدّمها العالم؟‏

      ١٦ وبطريقة رائعة،‏ جُعلت الحرية المسيحية ممكنة للرجال والنساء مهما كانت حالتهم،‏ اذ نتكلم من الوجهة البشرية.‏ فالفقراء،‏ السجناء،‏ وحتى العبيد،‏ يمكنهم ان يكونوا احرارا.‏ ومن ناحية اخرى،‏ لا يزال ذوو المراتب العالية في الامم الذين رفضوا الرسالة عن المسيح تحت عبودية الخرافة،‏ الخطية،‏ والخوف من الموت.‏ فلا يجب ابدا ان نكف عن شكر يهوه على هذه الحرية التي نتمتع بها.‏ فما من شيء يقدّمه العالم يساويها.‏

      احرار ولكن مسؤولون

      ١٧ (‏أ)‏ كيف خسر البعض في القرن الاول الحرية المسيحية؟‏ (‏ب)‏ لماذا لا يجب ان ننخدع بحرية عالم الشيطان الظاهرية؟‏

      ١٧ في القرن الاول،‏ ابتهجت على الارجح اغلبية المسيحيين الممسوحين بحريتهم وحافظوا على استقامتهم مهما كلف الامر.‏ ومع ذلك للاسف ذاق البعض الحرية المسيحية بكل بركاتها ثم ازدروا بها،‏ عائدين الى العبودية في العالم.‏ ولماذا حصل ذلك؟‏ دون شك،‏ ضعف ايمان كثيرين،‏ و ‹(‏انجرفوا بعيدا.‏)‏› (‏عبرانيين ٢:‏١‏)‏ وآخرون ‹اذ رفضوا الايمان والضمير الصالح انكسرت بهم السفينة من جهة الايمان.‏› (‏١ تيموثاوس ١:‏١٩‏)‏ فربما وقعوا في شرك المادية او نمط حياة فاسد ادبيا.‏ فما أهم ان نصون ايماننا ونبنيه بالبقاء مشغولين بالدرس الشخصي،‏ المعاشرة،‏ الصلاة،‏ والنشاط المسيحي!‏ (‏٢ بطرس ١:‏٥-‏٨‏)‏ فلا نتوقف ابدا عن تقدير الحرية المسيحية!‏ صحيح ان البعض قد يغريهم التساهل الذي يرونه خارج الجماعة،‏ معتقدين ان الذين في العالم هم احرار اكثر منا.‏ ومع ذلك،‏ في الواقع،‏ ان ما يبدو حرية في العالم هو عادة اللامسؤولية.‏ فإن لم نكن عبيدا للّٰه،‏ فنحن عبيد للخطية،‏ وهذه العبودية تحمل اجرة مرَّة.‏ —‏ رومية ٦:‏٢٣؛‏ غلاطية ٦:‏٧،‏ ٨‏.‏

      ١٨-‏٢٠ (‏أ)‏ كيف صار البعض ‹اعداء خشبة الآلام›؟‏ (‏ب)‏ كيف اتخذ البعض ‹حريتهم سترة للشر›؟‏

      ١٨ وعلاوة على ذلك،‏ في رسالته الى اهل فيلبي،‏ كتب بولس:‏ ‹كثيرون يسيرون ممن كنت اذكرهم لكم مرارا والآن اذكرهم ايضا باكيا وهم اعداء خشبة آلام المسيح.‏› (‏فيلبي ٣:‏١٨‏)‏ نعم،‏ سابقا كان هنالك مسيحيون صاروا اعداء للايمان،‏ صائرين ربما مرتدّين.‏ فكم هو حيوي ان لا نتَّبع مسلكهم!‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ كتب بطرس:‏ «كأحرار وليس كالذين الحرية عندهم سترة للشر بل كعبيد اللّٰه.‏» (‏١ بطرس ٢:‏١٦‏)‏ وكيف يمكن ان يتخذ الفرد حريته سترة للشر؟‏ بارتكاب خطايا خطيرة —‏ ربما سرّا —‏ فيما لا يزال يعاشر الجماعة.‏

      ١٩ تذكَّروا ديوتريفس.‏ قال عنه يوحنا:‏ «ديوتريفس الذي يحب ان يكون الاول بينهم [في الجماعة] لا يقبلنا .‏ .‏ .‏ لا يقبل الاخوة ويمنع ايضا الذين يريدون ويطردهم من (‏الجماعة.‏)‏» (‏٣ يوحنا ٩،‏ ١٠‏)‏ لقد استخدم ديوتريفس حريته سترة لطموحه الاناني.‏

      ٢٠ وكتب التلميذ يهوذا:‏ «دخل خلسة اناس قد كُتبوا منذ القديم لهذه الدينونة فجّار يحوّلون نعمة الهنا الى الدعارة وينكرون السيد الوحيد اللّٰه وربنا يسوع المسيح.‏» (‏يهوذا ٤‏)‏ وفيما كانوا يعاشرون الجماعة،‏ كان هؤلاء الافراد ذوي تأثير مفسد.‏ (‏يهوذا ٨-‏١٠،‏ ١٦‏)‏ وفي سفر الرؤيا نقرأ انه في جماعتَي برغامس وثياتيرا كانت هنالك الطائفية،‏ الصنمية،‏ والفساد الادبي.‏ (‏رؤيا ٢:‏١٤،‏ ١٥،‏ ٢٠-‏٢٣‏)‏ فيا لها من اساءة استعمال للحرية المسيحية!‏

      ٢١ ماذا ينتظر اولئك الذين يسيئون استعمال حريتهم المسيحية؟‏

      ٢١ وماذا ينتظر اولئك الذين يسيئون استعمال حريتهم المسيحية بهذه الطريقة؟‏ تذكَّروا ما حدث لاسرائيل.‏ فقد كانت اسرائيل امة اللّٰه المختارة،‏ لكنَّ يهوه رفضها اخيرا.‏ ولماذا؟‏ لأن الاسرائيليين استعملوا علاقتهم مع اللّٰه كسترة للشر.‏ وكانوا يتفاخرون بأنهم ابناء ابرهيم لكنهم رفضوا يسوع،‏ نسل ابرهيم ومسيّا يهوه المختار.‏ (‏متى ٢٣:‏٣٧-‏٣٩؛‏ يوحنا ٨:‏٣٩-‏٤٧؛‏ اعمال ٢:‏٣٦؛‏ غلاطية ٣:‏١٦‏)‏ أما «اسرائيل اللّٰه» ككل فلن يبرهنوا بشكل مشابه انهم غير امناء.‏ (‏غلاطية ٦:‏١٦‏)‏ ولكنَّ كل فرد مسيحي يسبّب تلوثا روحيا او ادبيا سيواجه في نهاية الامر تأديبا،‏ وحتى دينونة مضادة.‏ فجميعنا مسؤولون عن كيفية استعمال حريتنا المسيحية.‏

      ٢٢ اي فرح يدرك اولئك الذين يستعملون حريتهم المسيحية ليكونوا عبيدا للّٰه؟‏

      ٢٢ فما أحسن ان نكون عبيدا للّٰه وأن نكون بالتالي احرارا فعلا.‏ فيهوه وحده يمنح الحرية التي هي حقا ذات قيمة.‏ تقول الامثال:‏ «يا ابني كن حكيما وفرِّح قلبي فأجيب من يعيّرني كلمة.‏» (‏امثال ٢٧:‏١١‏)‏ فلنستعمل حريتنا المسيحية لتبرئة يهوه.‏ وإذا فعلنا ذلك فسيكون لحياتنا معنى،‏ سنسبِّب السرور لأبينا السماوي،‏ وأخيرا سنكون بين اولئك الذين يتمتعون بحرية مجد ابناء اللّٰه.‏

  • استعملوا حريتكم المسيحية بحكمة
    برج المراقبة ١٩٩٢ | ١ حزيران (‏يونيو)‏
    • استعملوا حريتكم المسيحية بحكمة

      ‏«كأحرار وليس كالذين الحرية عندهم سترة للشر بل كعبيد اللّٰه.‏» —‏ ١ بطرس ٢:‏١٦‏.‏

      ١ اية حرية خسرها آدم،‏ والى اية حرية سيردّ يهوه الجنس البشري؟‏

      عندما اخطأ ابوانا الاولان في جنة عدن،‏ خسَّرا اولادهما ميراثا مجيدا —‏ الحرية من الخطية والفساد.‏ ونتيجة لذلك،‏ وُلدنا جميعا عبيدا للفساد والموت.‏ ولكن من المفرح ان يهوه يقصد ان يردّ البشر الامناء الى حرية رائعة.‏ واليوم،‏ ينتظر مستقيمو القلب بشوق «استعلان ابناء اللّٰه،‏» الذي نتيجة له ‹سيُعتقون من عبودية الفساد الى حرية مجد اولاد اللّٰه.‏› —‏ رومية ٨:‏١٩-‏٢١‏.‏

      ‏‹ممسوحون للكرازة›‏

      ٢،‏ ٣ (‏أ)‏ مَن هم «ابناء اللّٰه»؟‏ (‏ب)‏ اي موقف رائع يتمتعون به،‏ مما يجلب اية مسؤولية؟‏

      ٢ مَن هم «ابناء اللّٰه» هؤلاء؟‏ انهم اخوة يسوع الممسوحون بالروح الذين سيكونون حكاما معه في الملكوت السماوي.‏ والاولون من هؤلاء ظهروا خلال القرن الاول ب‌م.‏ وقبلوا الحق المحرِّر الذي علَّمه يسوع،‏ ومن يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ شاركوا في الامتيازات المجيدة التي تكلم عنها بطرس عندما كتب اليهم:‏ «انتم جنس مختار وكهنوت ملوكي امة مقدسة شعب اقتناء.‏» —‏ ١ بطرس ٢:‏٩أ؛‏ يوحنا ٨:‏٣٢‏.‏

      ٣ الكينونة اقتناء للّٰه —‏ يا للبركة الرائعة!‏ فالبقية العصرية لابناء اللّٰه الممسوحين هؤلاء تتمتع بالموقف المبارك نفسه امام اللّٰه.‏ ولكن مع مثل هذا الامتياز الرفيع تأتي المسؤوليات.‏ ولفت بطرس الانتباه الى احدى هذه المسؤوليات عندما تابع القول:‏ «كي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة الى نوره العجيب.‏» —‏ ١ بطرس ٢:‏٩ب‏.‏

      ٤ كيف تمم المسيحيون الممسوحون المسؤولية التي تأتي مع حريتهم المسيحية؟‏

      ٤ هل تمم المسيحيون الممسوحون هذه المسؤولية ان يخبروا بفضائل اللّٰه في كل مكان؟‏ نعم.‏ واذ تكلم نبويا عن الممسوحين منذ السنة ١٩١٩،‏ قال اشعياء:‏ «روح السيد الرب عليَّ لأن الرب مسحني لأبشر المساكين ارسلني لأعصب منكسري القلب لأنادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالاطلاق.‏ لأنادي بسنة مقبولة للرب وبيوم انتقام لإلهنا.‏» (‏اشعياء ٦١:‏١،‏ ٢‏)‏ والبقية الممسوحة اليوم،‏ اذ تتَّبع مثال يسوع،‏ الذي انطبقت عليه هذه الآية في المقام الاول،‏ يعلنون بغيرة للآخرين بشارة الحرية.‏ —‏ متى ٤:‏٢٣-‏٢٥؛‏ لوقا ٤:‏١٤-‏٢١‏.‏

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ ماذا نتج من كرازة المسيحيين الممسوحين الحماسية؟‏ (‏ب)‏ اية امتيازات ومسؤوليات يتمتع بها اولئك الذين هم من الجمع الكثير؟‏

      ٥ ونتيجة لكرازتهم الحماسية،‏ ظهر جمع كثير من الخراف الاخر على المسرح العالمي في هذه الايام الاخيرة.‏ لقد اتوا من كل الامم لينضموا الى الممسوحين في خدمة يهوه،‏ وقد جعل الحق هؤلاء ايضا احرارا.‏ (‏زكريا ٨:‏٢٣؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ وكابرهيم تبرروا على اساس الايمان ودخلوا في علاقة حميمة بيهوه اللّٰه.‏ وكراحاب يضعهم تبريرهم في طريق النجاة —‏ وفي حالتهم،‏ النجاة من هرمجدون.‏ (‏يعقوب ٢:‏٢٣-‏٢٥؛‏ رؤيا ١٦:‏١٤،‏ ١٦‏)‏ ولكنَّ مثل هذه الامتيازات الرفيعة تستلزم ايضا مسؤولية اخبار الآخرين عن مجد اللّٰه.‏ ولهذا السبب رآهم يوحنا يسبِّحون يهوه علانية،‏ «وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف.‏» —‏ رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٠،‏ ١٤‏.‏

      ٦ في السنة الماضية صرف الجمع الكثير،‏ الذي يبلغ عدده الآن اكثر من اربعة ملايين،‏ مع الفريق الباقي الصغير من المسيحيين الممسوحين،‏ بليون ساعة تقريبا مخبرين بفضائل يهوه في كل مكان.‏ وكان ذلك افضل استعمال ممكن لحريتهم الروحية.‏

      ‏«أَكرموا الملك»‏

      ٧،‏ ٨ اية مسؤولية تجاه السلطة الدنيوية تستلزمها الحرية المسيحية،‏ ومن هذا القبيل اي موقف خاطئ يجب ان نتجنبه؟‏

      ٧ ان حريتنا المسيحية تستلزم مسؤوليات اخرى.‏ وأشار بطرس الى بعضها عندما كتب:‏ «أَكرموا الجميع.‏ أَحبوا الاخوة.‏ خافوا اللّٰه.‏ أَكرموا الملك.‏» (‏١ بطرس ٢:‏١٧‏)‏ ماذا يتضمنه التعبير «أَكرموا الملك»؟‏

      ٨ يمثِّل «الملك» الحكام الدنيويين.‏ واليوم،‏ تتطور روح عدم الاحترام للسلطة في العالم،‏ ويمكن ان يؤثر ذلك بسهولة في المسيحيين.‏ وقد يتساءل المسيحي ايضا لماذا يجب ان يكرم «الملك،‏» لأن «العالم كله قد وضع تحت سلطان الشرير.‏» (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏،‏ ع‌ج‏)‏ ونظرا الى هذه الكلمات،‏ قد يشعر بأنه حرّ في عدم اطاعة القوانين غير الملائمة والامتناع عن دفع الضرائب اذا استطاع ذلك دون عقاب.‏ ولكنَّ ذلك يخالف امر يسوع الواضح ‹باعطاء ما لقيصر لقيصر.‏› وسيكون ذلك في الواقع استعمالا لـ‍ ‹حريته كسترة للشر.‏› —‏ متى ٢٢:‏٢١؛‏ ١ بطرس ٢:‏١٦‏.‏

      ٩ ما هما السببان الوجيهان للكينونة خاضعين للسلطة الدنيوية؟‏

      ٩ ان المسيحيين ملزمون بأن يكرموا السلطة وأن يكونوا خاضعين لها —‏ حتى ولو كان ذلك بطريقة نسبية.‏ (‏اعمال ٥:‏٢٩‏)‏ ولماذا؟‏ في ١ بطرس ٢:‏١٤‏،‏ يشير بطرس الى ثلاثة اسباب عندما يقول ان الحكام هم ‹مرسلون من [اللّٰه] للانتقام من فاعلي الشر وللمدح لفاعلي الخير.‏› فالخوف من العقاب هو سبب كافٍ لاطاعة السلطة.‏ ويا له من خزي ان يغرَّم واحد من شهود يهوه او يُسجَن بسبب اعتداء،‏ سرقة،‏ او جريمة اخرى!‏ تخيَّلوا كم يفرح البعض بنشر شيء كهذا.‏ ومن ناحية اخرى،‏ فيما نطوِّر صيت الطاعة المدنية،‏ ننال المدح من رسميين غير متحيزين.‏ وربما نُعطى حرية اكثر للشروع في عملنا للكرازة بالبشارة.‏ وعلاوة على ذلك،‏ ‹بفعل الخير نسكِّت جهالة الناس الاغبياء.‏› (‏١ بطرس ٢:‏١٥ب‏)‏ وهذا هو السبب الثاني لاطاعة السلطة.‏ —‏ رومية ١٣:‏٣‏.‏

      ١٠ ما هو السبب الاقوى لاطاعة السلطة الدنيوية؟‏

      ١٠ ولكن هنالك سبب اقوى.‏ فالسلطات موجودة بسماح من يهوه.‏ وكما يقول بطرس،‏ ان الحكام السياسيين هم ‹مرسلون من› يهوه،‏ وإنها «مشيئة اللّٰه» ان يبقى المسيحيون خاضعين لهم.‏ (‏١ بطرس ٢:‏١٥أ‏)‏ وعلى نحو مشابه،‏ يقول الرسول بولس:‏ «السلاطين الكائنة هي مرتبة (‏في مراكزها النسبية)‏ من اللّٰه.‏» ولهذا السبب،‏ يدفعنا ضميرنا المدرَّب على الكتاب المقدس الى اطاعة السلطات.‏ واذا رفضنا ان نخضع لها،‏ فنحن ‹نقاوم ترتيب اللّٰه.‏› (‏رومية ١٣:‏١،‏ ٢،‏ ٥‏)‏ ومَن بيننا يريد ان يقاوم طوعا ترتيب اللّٰه؟‏ كم يكون ذلك اساءة لاستعمال الحرية المسيحية!‏

      ‏«أَحبوا الاخوة»‏

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ اية مسؤولية تجاه رفقائنا المؤمنين تأتي مع حريتنا المسيحية؟‏ (‏ب)‏ مَن يستحقون اعتبارنا الحبي بصورة خصوصية،‏ ولماذا؟‏

      ١١ قال بطرس ايضا ان المسيحي يجب ان ‹يحب (‏كامل معشر الاخوة)‏.‏› (‏١ بطرس ٢:‏١٧‏)‏ وهذه هي مسؤولية اخرى تأتي مع الحرية المسيحية.‏ فمعظمنا ينتمي الى جماعة.‏ وفي الواقع،‏ ننتمي جميعنا الى معشر،‏ او هيئة،‏ اممي من الاخوة.‏ وإظهار المحبة لهؤلاء هو استعمال حكيم لحريتنا.‏ —‏ يوحنا ١٥:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

      ١٢ اختار الرسول بولس فريقا من المسيحيين يستحقون محبتنا بصورة خصوصية.‏ قال:‏ «أَطيعوا مرشديكم واخضعوا لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حسابا لكي يفعلوا ذلك بفرح لا آنين لأن هذا غير نافع لكم.‏» (‏عبرانيين ١٣:‏١٧‏)‏ ان اولئك الذين يأخذون القيادة في الجماعة هم الشيوخ.‏ صحيح ان هؤلاء الرجال ليسوا كاملين.‏ إلا انهم معيَّنون تحت اشراف الهيئة الحاكمة.‏ وهم يقودون بالمثال وبلطف متسم بالمراعاة،‏ وهم معيَّنون لكي يسهروا لأجل نفوسنا.‏ فيا له من تعيين خطير!‏ (‏عبرانيين ١٣:‏٧‏)‏ يسعدنا ان معظم الجماعات لديها روح تعاون رائعة،‏ ومن المفرح للشيوخ ان يعملوا معها.‏ ويكون صعبا اكثر عندما لا يرغب الافراد في التعاون.‏ ومع ذلك يقوم الشيخ بعمله،‏ ولكن كما يقول بولس،‏ يقوم به ‹آنًّا.‏› وبالتأكيد لا نريد ان نجعل الشيوخ يئنون!‏ فنحن نريد ان يجدوا الفرح في عملهم لكي يستطيعوا بناءنا.‏

      ١٣ ما هي بعض الطرائق التي بها يمكننا ان نتعاون مع الشيوخ؟‏

      ١٣ وما هي بعض الطرائق التي بها يمكننا ان نتعاون مع الشيوخ؟‏ احداها هي المساعدة في صيانة وتنظيف قاعة الملكوت.‏ والأخرى هي بالتعاون في عمل زيارة المرضى ومساعدة العجزة.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ يمكننا ان نجاهد لكي نبقى اقوياء روحيا،‏ بحيث لا نصير عبئا.‏ وأحد المجالات المهمة للتعاون هو المحافظة على النظافة الادبية والروحية للجماعة،‏ بسلوكنا الخاص وبالابلاغ عن الخطإ الخطير الذي يلفت انتباهنا على السواء.‏

      ١٤ كيف يجب ان نتعاون مع الاجراء التأديبي الذي يتخذه الشيوخ؟‏

      ١٤ وأحيانا،‏ من اجل حفظ الجماعة نظيفة،‏ يجب على الشيوخ ان يفصلوا الخاطئ غير التائب.‏ (‏١ كورنثوس ٥:‏١-‏٥‏)‏ فهذا يحمي الجماعة.‏ وربما يساعد ايضا الخاطئ.‏ وكثيرا ما ساعد مثل هذا التأديب على ردّ الخاطئ الى رشده.‏ ولكن ماذا اذا كان الشخص المفصول صديقا حميما او قريبا؟‏ ولنفرض ان الفرد هو ابونا او امُّنا او ابننا او ابنتنا.‏ هل نحترم مع ذلك الاجراء الذي اتخذه الشيوخ؟‏ صحيح ان الامر قد يكون صعبا.‏ ولكن يا لها من اساءة لاستعمال حريتنا ان نشك في قرار الشيوخ ونستمر في ان نعاشر روحيا الشخص الذي برهن انه ذو تأثير فاسد في الجماعة!‏ (‏٢ يوحنا ١٠،‏ ١١‏)‏ ويُمدح شعب يهوه ككل بسبب الطريقة التي بها يتعاونون في قضايا كهذه.‏ ونتيجة لذلك،‏ تبقى هيئة يهوه بلا دنس في هذا العالم النجس.‏ —‏ يعقوب ١:‏٢٧‏.‏

      ١٥ اذا ارتكب الفرد خطأ خطيرا،‏ فماذا يجب ان يفعل بسرعة؟‏

      ١٥ وماذا اذا ارتكبنا نحن خطأ خطيرا؟‏ وصف الملك داود اولئك الذين يرضى عنهم يهوه عندما قال:‏ «مَن يصعد الى جبل الرب ومَن يقوم في موضع قدسه.‏ الطاهر اليدين والنقي القلب الذي لم يحمل نفسه الى الباطل ولا حلف كذبا.‏» (‏مزمور ٢٤:‏٣،‏ ٤‏)‏ فاذا لم نعد لسبب ما ‹طاهري اليدين وأنقياء القلب،‏› يجب ان نعمل بالحاح.‏ فحياتنا الابدية في خطر.‏

      ١٦،‏ ١٧ لماذا لا يجب على المذنب بأخطاء خطيرة ان يحاول حلّ القضية وحده؟‏

      ١٦ لقد أُغوي البعض ان يُخفوا خطايا خطيرة،‏ مفكّرين ربما:‏ ‹لقد اعترفت ليهوه وتبت.‏ فلماذا اورّط الشيوخ؟‏› وربما يكون الخاطئ محرَجا يخاف مما قد يفعله الشيوخ.‏ ولكن يجب ان يتذكَّر انه على الرغم من ان يهوه وحده باستطاعته تطهيرنا من الخطية،‏ إلا انه اقام شيوخا مسؤولين في المقام الاول عن نقاوة الجماعة.‏ (‏مزمور ٥١:‏٢‏)‏ فهم هناك من اجل الشفاء،‏ من اجل «تكميل القديسين.‏» (‏افسس ٤:‏١٢‏)‏ وعدم الذهاب اليهم عندما نحتاج الى مساعدة روحية هو كعدم الذهاب الى الطبيب عندما نكون مرضى.‏

      ١٧ ان بعض الذين يحاولون معالجة القضايا وحدهم يجدون ان ضميرهم بعد اشهر او سنوات لا يزال يزعجهم بشكل خطير.‏ والاسوأ ايضا هو ان الآخرين الذين يُخفون غلطا خطيرا يقعون في الخطإ مرة ثانية،‏ وثالثة ايضا.‏ وعندما تلفت القضية انتباه الشيوخ في نهاية الامر،‏ تكون قضية خطإ متكرر.‏ وكم يكون افضل بكثير اتّباع نصيحة يعقوب!‏ فقد كتب:‏ «أمريض احد بينكم فليدعُ شيوخ الكنيسة فيصلّوا عليه ويدهنوه بزيت باسم الرب.‏» (‏يعقوب ٥:‏١٤‏)‏ فاذهبوا الى الشيوخ فيما لا يزال الوقت وقتا للشفاء.‏ فاذا انتظرنا طويلا جدا،‏ فقد نصير متقسّين في مسلك الخطية.‏ —‏ جامعة ٣:‏٣؛‏ اشعياء ٣٢:‏١،‏ ٢‏.‏

      المظهر والاستجمام

      ١٨،‏ ١٩ لماذا علّق احد الكهنة بشكل مؤاتٍ في ما يتعلق بشهود يهوه؟‏

      ١٨ قبل خمس سنوات،‏ في مجلة لأبرشية،‏ تكلم بحماس كاهن كاثوليكي في ايطاليا عن شهود يهوه.‏a قال:‏ «شخصيا انا احب شهود يهوه؛‏ اعترف بذلك بصراحة.‏ .‏ .‏ .‏ فالذين اعرفهم لا عيب في سلوكهم،‏ لطفاء في الكلام .‏ .‏ .‏ [و] الاكثر اقناعا.‏ فمتى نفهم ان الحق يلزمه عرض مقبول؟‏ ان اولئك الذين يعلنون الحق لا يلزمهم ان يكونوا فاترين،‏ ذوي رائحة كريهة،‏ غير مرتبين،‏ مهمِلين؟‏»‏

      ١٩ وفقا لهذه الكلمات،‏ كان الكاهن متأثرا،‏ بين امور اخرى،‏ بالطريقة التي بها يرتدي ويقدِّم الشهود انفسهم.‏ فمن الواضح ان اولئك الذين التقاهم كانوا قد اصغوا الى المشورة التي اعطاها «العبد الامين الحكيم» على مرّ السنين.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥‏)‏ ويقول الكتاب المقدس ان لباس المرأة يجب ان يكون ‹حسن الترتيب ومحتشما.‏› (‏١ تيموثاوس ٢:‏٩‏،‏ ع‌ج‏)‏ وفي هذا الوقت المنحط،‏ تكون هذه المشورة ضرورية للرجال ايضا.‏ أليس منطقيا ان يقدِّم ممثِّلو ملكوت اللّٰه انفسهم باحترام للغرباء؟‏

      ٢٠ لماذا يجب ان يكون المسيحي منتبها للباسه في كل الاوقات؟‏

      ٢٠ قد يوافق البعض انه في الاجتماعات وفي خدمة الحقل،‏ يجب ان يكونوا منتبهين لكيفية لبسهم،‏ لكن ربما يشعرون بأن مبادئ الكتاب المقدس لا تنطبق في الاوقات الاخرى.‏ ولكن هل نكف يوما عن ان نكون ممثِّلين لملكوت اللّٰه؟‏ صحيح ان الظروف تختلف.‏ فإذا كنا نساعد على بناء قاعة للملكوت،‏ فسنلبس بطريقة مختلفة عن وقت حضورنا اجتماعا في تلك القاعة نفسها.‏ وعندما نكون غير مشغولين،‏ سنلبس على الارجح بطريقة غير رسمية اكثر.‏ ولكن عندما يرانا الآخرون،‏ يجب ان تكون ثيابنا دائما حسنة الترتيب ومحتشمة.‏

      ٢١،‏ ٢٢ كيف تجري حمايتنا من الاستجمام المؤذي،‏ وبأية طريقة يجب ان ننظر الى المشورة بشأن قضايا كهذه؟‏

      ٢١ والمجال الآخر الذي ينال انتباها كثيرا هو الاستجمام.‏ فالبشر —‏ وخصوصا الاحداث —‏ يحتاجون الى الاستجمام.‏ وليس خطأ او مضيعة للوقت ان نصنع برنامجا للاسترخاء من اجل العائلة.‏ وحتى يسوع دعا تلاميذه لكي ‹يستريحوا قليلا.‏› (‏مرقس ٦:‏٣١‏)‏ ولكن انتبهوا لئلا يفسح الاستجمام المجال للتلوث الروحي.‏ فنحن نعيش في عالم حيث يُبرز الاستجمام الفساد الادبي الجنسي،‏ العنف الجسيم،‏ الارهاب،‏ والارواحية.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏٣؛‏ رؤيا ٢٢:‏١٥‏)‏ والعبد الامين الحكيم متيقظ لأخطار كهذه ويحذِّرنا منها باستمرار.‏ فهل تشعرون بأن مذكِّرات كهذه هي انتهاك لحريتكم؟‏ ام هل انتم شاكرون على ان هيئة يهوه تعتني بكم بما فيه الكفاية لتلفت انتباهكم باستمرار الى اخطار كهذه؟‏ —‏ مزمور ١٩:‏٧؛‏ ١١٩:‏٩٥‏.‏

      ٢٢ لا تنسوا ابدا انه على الرغم من ان حريتنا تأتي من يهوه،‏ نحن مسؤولون عن كيفية استعمالها.‏ فاذا تجاهلنا المشورة الجيدة واتخذنا قرارات خاطئة،‏ لا يمكننا لوم شخص آخر.‏ يقول الرسول بولس:‏ «كل واحد منا سيعطي عن نفسه حسابا للّٰه.‏» —‏ رومية ١٤:‏١٢؛‏ عبرانيين ٤:‏١٣‏.‏

      تطلعوا بشوق الى حرية اولاد اللّٰه

      ٢٣ (‏أ)‏ اية بركات في ما يتعلق بالحرية نتمتع بها الآن؟‏ (‏ب)‏ اية بركات ننتظرها بشوق؟‏

      ٢٣ نحن شعب مبارك حقا.‏ فنحن احرار من الدين الباطل والخرافة.‏ وبفضل الذبيحة الفدائية،‏ يمكننا الاقتراب الى يهوه بضمير مطهَّر،‏ احرارا بطريقة روحية من الاستعباد للخطية والموت.‏ وسريعا سيأتي «استعلان ابناء اللّٰه.‏» ففي هرمجدون،‏ سيُستعلن للبشر اخوةُ يسوع في مجدهم السماوي بصفتهم مهلكي اعداء يهوه.‏ (‏رومية ٨:‏١٩؛‏ ٢ تسالونيكي ١:‏٦-‏٨؛‏ رؤيا ٢:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ وبعد ذلك،‏ سيُستعلن ابناء اللّٰه هؤلاء بصفتهم القنوات للبركات الخارجة من عرش اللّٰه الى الجنس البشري.‏ (‏رؤيا ٢٢:‏١-‏٥‏)‏ وفي نهاية الامر،‏ سيؤدي استعلان ابناء اللّٰه هذا الى مباركة الجنس البشري الامين بحرية مجد اولاد اللّٰه.‏ فهل تتوقون الى ذلك الوقت؟‏ اذًا استعملوا حريتكم المسيحية بحكمة.‏ كونوا عبيدا للّٰه الآن،‏ وستتمتعون بالحرية الرائعة طوال الابدية!‏

      ‏[الحاشية]‏

      a بعد ذلك سحب الكاهن هذا الاطراء،‏ وكما يظهر تحت الضغط.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة