-
دع يهوه يرشدك الى الحرية الحقيقيةبرج المراقبة ٢٠١٢ | ١٥ تموز (يوليو)
-
-
دَعْ يَهْوَهَ يُرْشِدُكَ إِلَى ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ
«[اِطَّلِعْ] عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْكَامِلَةِ، شَرِيعَةِ ٱلْحُرِّيَّةِ». — يع ١:٢٥.
١، ٢ (أ) مَاذَا يَحْصُلُ لِلْحُرِّيَّاتِ فِي ٱلْعَالَمِ، وَلِمَاذَا؟ (ب) أَيَّةُ حُرِّيَّةٍ تَنْتَظِرُ خُدَّامَ يَهْوَهَ؟
نَحْنُ نَعِيشُ فِي زَمَنٍ يَتَفَاقَمُ فِيهِ ٱلْجَشَعُ وَٱنْتِهَاكُ ٱلْقَوَانِينِ وَٱلْعُنْفُ. (٢ تي ٣:١-٥) لِذَا تَنْدَفِعُ ٱلسُّلُطَاتُ إِلَى سَنِّ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْقَوَانِينِ، تَعْزِيزِ إِمْكَانِيَّاتِ قُوَى ٱلشُّرْطَةِ، وَٱسْتِخْدَامِ كَامِيرَاتِ ٱلْمُرَاقَبَةِ. وَفِي بَعْضِ ٱلْبُلْدَانِ، يُحَاوِلُ ٱلْمُوَاطِنُونَ ضَمَانَ أَمْنِهِمِ ٱلْفَرْدِيِّ مِنْ خِلَالِ تَجْهِيزِ مَنَازِلِهِمْ بِأَقْفَالٍ إِضَافِيَّةٍ وَسِيَاجَاتٍ كَهْرَبَائِيَّةٍ وَأَجْهِزَةِ إِنْذَارٍ. كَمَا يَتَجَنَّبُ كَثِيرُونَ ٱلْخُرُوجَ لَيْلًا أَوْ يَمْنَعُونَ أَوْلَادَهُمْ مِنَ ٱللَّعِبِ نَهَارًا وَلَيْلًا فِي ٱلْخَارِجِ دُونَ رَقِيبٍ. فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلْحُرِّيَّةَ فِي طَرِيقِهَا إِلَى ٱلزَّوَالِ.
٢ قَدِيمًا فِي جَنَّةِ عَدْنٍ، قَالَ ٱلشَّيْطَانُ إِنَّ مِفْتَاحَ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ هُوَ ٱلِٱسْتِقْلَالُ عَنْ يَهْوَهَ. فَيَا لَهَا مِنْ كِذْبَةٍ خَبِيثَةٍ وَمُرِيعَةٍ! فَكَمَا تَبَيَّنَ، كُلَّمَا أَمْعَنَ ٱلنَّاسُ فِي تَخَطِّي ٱلْحُدُودِ ٱلَّتِي رَسَمَهَا ٱللّٰهُ، تَفَاقَمَتْ مُعَانَاةُ ٱلْمُجْتَمَعِ بِأَكْمَلِهِ. وَهذَا ٱلْوَضْعُ ٱلْمُتَرَدِّي يُؤَثِّرُ أَيْضًا فِينَا نَحْنُ خُدَّامَ يَهْوَهَ. لكِنْ لَنَا رَجَاءٌ أَنْ نَرَى نِهَايَةَ عُبُودِيَّةِ ٱلْبَشَرِ لِلْخَطِيَّةِ وَٱلْفَسَادِ وَأَنْ نَنْعَمَ بِمَا يُسَمِّيهِ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ «ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْمَجِيدَةَ لِأَوْلَادِ ٱللّٰهِ». (رو ٨:٢١) وَفِي ٱلْوَاقِعِ، لَقَدْ بَدَأَ يَهْوَهُ يُعِدُّ خُدَّامَهُ لِهذِهِ ٱلْحُرِّيَّةِ. بِأَيَّةِ وَسِيلَةٍ؟
٣ أَيَّةُ شَرِيعَةٍ أَعْطَاهَا يَهْوَهُ لِلْمَسِيحِيِّينَ، وَأَيُّ سُؤَالَيْنِ سَنَتَأَمَّلُ فِيهِمَا؟
٣ يَكْمُنُ ٱلْجَوَابُ فِي مَا دَعَاهُ يَعْقُوبُ، أَحَدُ كَتَبَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، «ٱلشَّرِيعَةَ ٱلْكَامِلَةَ، شَرِيعَةَ ٱلْحُرِّيَّةِ». (اِقْرَأْ يعقوب ١:٢٥.) وَتُنْقَلُ هذِهِ ٱلْعِبَارَةُ بِحَسَبِ اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلْإِنْكِلِيزِيُّ ٱلْجَدِيدُ إِلَى: «اَلشَّرِيعَةُ ٱلَّتِي تُحَرِّرُنَا». وَلكِنْ عُمُومًا، يَقْرِنُ ٱلنَّاسُ ٱلْقَوَانِينَ أَوِ ٱلشَّرَائِعَ بِٱلْقُيُودِ، لَا بِٱلْحُرِّيَّةِ. فَمَا هِيَ إِذًا «ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْكَامِلَةُ، شَرِيعَةُ ٱلْحُرِّيَّةِ»؟ وَكَيْفَ تُحَرِّرُنَا؟
اَلشَّرِيعَةُ ٱلَّتِي تُحَرِّرُ
٤ مَا هِيَ «ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْكَامِلَةُ، شَرِيعَةُ ٱلْحُرِّيَّةِ»، وَمَنْ يَسْتَفِيدُ مِنْهَا؟
٤ إِنَّ «ٱلشَّرِيعَةَ ٱلْكَامِلَةَ، شَرِيعَةَ ٱلْحُرِّيَّةِ» لَيْسَتِ ٱلشَّرِيعَةَ ٱلْمُوسَوِيَّةَ. فَهذِهِ ٱلْأَخِيرَةُ أُعْطِيَتْ لِإِظْهَارِ ٱلتَّعَدِّيَاتِ، وَقَدْ تَمَّتْ فِي ٱلْمَسِيحِ. (مت ٥:١٧؛ غل ٣:١٩) فَإِلَامَ أَشَارَ يَعْقُوبُ إِذًا؟ لَقَدْ كَانَتْ فِي بَالِهِ «شَرِيعَةُ ٱلْمَسِيحِ»، ٱلَّتِي دُعِيَتْ أَيْضًا «شَرِيعَةَ ٱلْإِيمَانِ» وَ «شَرِيعَةَ شَعْبٍ حُرٍّ». (غل ٦:٢؛ رو ٣:٢٧؛ يع ٢:١٢) مِنْ هُنَا نَرَى أَنَّ «ٱلشَّرِيعَةَ ٱلْكَامِلَةَ» تَشْمُلُ كُلَّ مَا يَطْلُبُهُ مِنَّا يَهْوَهُ. وَهِيَ تُفِيدُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَ ‹ٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ› عَلَى ٱلسَّوَاءِ. — يو ١٠:١٦.
٥ لِمَاذَا لَا تُشَكِّلُ شَرِيعَةُ ٱلْحُرِّيَّةِ عِبْئًا؟
٥ بِخِلَافِ مَجْمُوعَةِ ٱلْقَوَانِينِ ٱلْمُتَّبَعَةِ فِي بُلْدَانٍ كَثِيرَةٍ، فَإِنَّ «ٱلشَّرِيعَةَ ٱلْكَامِلَةَ» لَيْسَتْ مُعَقَّدَةً وَلَا تُشَكِّلُ عِبْئًا، بَلْ تَتَأَلَّفُ مِنْ وَصَايَا بَسِيطَةٍ وَمَبَادِئَ أَسَاسِيَّةٍ. (١ يو ٥:٣) فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ: «نِيرِي لَطِيفٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ». (مت ١١:٢٩، ٣٠) أَضِفْ إِلَى ذلِكَ أَنَّ «ٱلشَّرِيعَةَ ٱلْكَامِلَةَ» لَا تَحْتَاجُ إِلَى قَائِمَةٍ طَوِيلَةٍ مِنَ ٱلْقَوَاعِدِ لِأَنَّهَا مُؤَسَّسَةٌ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ وَمَنْقُوشَةٌ فِي ٱلْعُقُولِ وَٱلْقُلُوبِ، لَا عَلَى أَلْوَاحٍ حَجَرِيَّةٍ. — اِقْرَأْ عبرانيين ٨:٦، ١٠.
كَيْفَ تُحَرِّرُنَا «ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْكَامِلَةُ»؟
٦، ٧ مَاذَا يُمْكِنُنَا ٱلْقَوْلُ عَنْ مَقَايِيسِ يَهْوَهَ؟ وَلِمَاذَا تُحَرِّرُنَا شَرِيعَةُ ٱلْحُرِّيَّةِ؟
٦ إِنَّ ٱلْحُدُودَ ٱلَّتِي رَسَمَهَا يَهْوَهُ لِمَخْلُوقَاتِهِ ٱلْعَاقِلَةِ هِيَ لِفَائِدَتِهِمْ وَحِمَايَتِهِمْ. تَأَمَّلْ مَثَلًا فِي ٱلْقَوَانِينِ ٱلْفِيزِيَائِيَّةِ ٱلَّتِي تَضْبُطُ ٱلطَّاقَةَ وَٱلْمَادَّةَ. فَٱلْبَشَرُ يُدْرِكُونَ أَنَّهَا ضَرُورِيَّةٌ لِخَيْرِهِمْ وَيُقَدِّرُونَ وُجُودَهَا، لِذلِكَ لَا يَعْتَبِرُونَهَا قُيُودًا تَحُدُّ مِنْ حُرِّيَّتِهِمْ. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، فَإِنَّ ٱلْمَقَايِيسَ ٱلْأَدَبِيَّةَ وَٱلرُّوحِيَّةَ ٱلَّتِي تَتَضَمَّنُهَا ‹شَرِيعَةُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْكَامِلَةُ› وُضِعَتْ لِحِمَايَةِ ٱلنَّاسِ وَفَائِدَتِهِمْ.
٧ أَيْضًا، تُتِيحُ لَنَا شَرِيعَةُ ٱلْحُرِّيَّةِ أَنْ نُشْبِعَ كُلَّ رَغَبَاتِنَا ٱللَّائِقَةِ دُونَ أَنْ نُؤْذِيَ أَنْفُسَنَا أَوْ نَتَعَدَّى عَلَى حُقُوقِ ٱلْآخَرِينَ وَحُرِّيَّتِهِمْ. لِذلِكَ كَيْ نَكُونَ أَحْرَارًا فِعْلًا، أَيْ قَادِرِينَ عَلَى فِعْلِ مَا نَتَمَنَّاهُ، عَلَيْنَا أَنْ نُنْمِيَ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلصَّائِبَةَ ٱلَّتِي تَنْسَجِمُ مَعَ مَقَايِيسِ يَهْوَهَ وَصِفَاتِهِ. بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى، يَجِبُ أَنْ نَتَعَلَّمَ أَنْ نُحِبَّ مَا يُحِبُّهُ وَنُبْغِضَ مَا يُبْغِضُهُ. وَهذَا مَا تُسَاعِدُنَا شَرِيعَةُ ٱلْحُرِّيَّةِ عَلَى فِعْلِهِ. — عا ٥:١٥.
٨، ٩ أَيَّةُ فَوَائِدَ يَجْنِيهَا ٱلَّذِينَ يَلْتَصِقُونَ بِشَرِيعَةِ ٱلْحُرِّيَّةِ؟ أَوْضِحُوا.
٨ بِسَبَبِ ٱلنَّقْصِ ٱلْمَوْرُوثِ، عَلَيْنَا أَنْ نُكَافِحَ بِٱسْتِمْرَارٍ لِنَقْمَعَ رَغَبَاتِنَا ٱلْخَاطِئَةَ. وَلكِنْ إِذَا ٱلْتَصَقْنَا بِوَلَاءٍ بِشَرِيعَةِ ٱلْحُرِّيَّةِ، يُمْكِنُ أَنْ نَذُوقَ طَعْمَ ٱلْحُرِّيَّةِ حَتَّى فِي وَقْتِنَا هذَا. لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ مَا حَدَثَ مَعَ جَايَ ٱلَّذِي كَانَ مُدْمِنًا عَلَى ٱلتَّدْخِينِ. فَبَعْدَمَا بَاشَرَ دَرْسَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، عَلِمَ أَنَّ هذِهِ ٱلْعَادَةَ لَا تُرْضِي ٱللّٰهَ. فَوُضِعَ أَمَامَ خِيَارَيْنِ: إِمَّا أَنْ يَسْتَمِرَّ فِي ٱلْخُضُوعِ لِرَغَبَاتِ جَسَدِهِ أَوْ يُذْعِنَ لِيَهْوَهَ. فَقَرَّرَ بِحِكْمَةٍ أَنْ يَخْدُمَ ٱللّٰهَ، رَغْمَ أَنَّ جَسَدَهُ تَاقَ تَوْقًا شَدِيدًا إِلَى ٱلنِّيكُوتِينِ. وَكَيْفَ شَعَرَ بَعْدَ أَنْ نَجَحَ فِي ٱلْإِقْلَاعِ عَنِ ٱلتَّدْخِينِ؟ يَقُولُ: «شَعَرْتُ بِحُرِّيَّةٍ رَائِعَةٍ وَفَرَحٍ غَامِرٍ».
٩ لَقَدْ تَعَلَّمَ جَاي بِٱلِٱخْتِبَارِ أَنَّ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلَّتِي يُقَدِّمُهَا ٱلْعَالَمُ، وَٱلَّتِي تَسْمَحُ لِلنَّاسِ أَنْ يَفْعَلُوا «مَا يُرِيدُهُ ٱلْجَسَدُ»، مَا هِيَ فِي ٱلْوَاقِعِ سِوَى عُبُودِيَّةٍ. فِي حِينِ أَنَّ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلَّتِي يَمْنَحُهَا يَهْوَهُ، وَٱلَّتِي تُشِيرُ إِلَى «مَا يُرِيدُهُ ٱلرُّوحُ»، تُحَرِّرُ ٱلْمَرْءَ وَتُؤَدِّي بِهِ إِلَى «حَيَاةٍ وَسَلَامٍ». (رو ٨:٥، ٦) وَمِنْ أَيْنَ ٱسْتَمَدَّ جَايُ ٱلْقُوَّةَ لِيَتَغَلَّبَ عَلَى ٱلْعَادَةِ ٱلَّتِي ٱسْتَعْبَدَتْهُ؟ لَيْسَ مِنْ ذَاتِهِ طَبْعًا، بَلْ مِنَ ٱللّٰهِ. قَالَ: «ثَابَرْتُ عَلَى دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، صَلَّيْتُ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، وَٱسْتَفَدْتُ مِنَ ٱلدَّعْمِ ٱلْحُبِّيِّ وَٱلطَّوْعِيِّ ٱلَّذِي أَمَدَّنِي بِهِ ٱلْإِخْوَةُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ». وَهذِهِ ٱلتَّدَابِيرُ عَيْنُهَا يُمْكِنُ أَنْ تُسَاعِدَنَا جَمِيعًا فِي سَعْيِنَا وَرَاءَ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ. كَيْفَ ذلِكَ؟
اِطَّلِعْ عَلَى كَلِمَةِ ٱللّٰهِ
١٠ مَاذَا يَعْنِيهِ ‹ٱلِٱطِّلَاعُ› عَلَى شَرِيعَةِ ٱللّٰهِ؟
١٠ تَذْكُرُ يَعْقُوبُ ١:٢٥: «اَلَّذِي يَطَّلِعُ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْكَامِلَةِ، شَرِيعَةِ ٱلْحُرِّيَّةِ، وَيُدَاوِمُ عَلَى ذٰلِكَ، . . . يَكُونُ سَعِيدًا فِي ٱلْعَمَلِ بِهَا». إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمَنْقُولَةَ إِلَى «يَطَّلِعُ» تَعْنِي أَنْ «يَنْحَنِيَ لِيَنْظُرَ»، عِبَارَةٌ تَتَضَمَّنُ فِكْرَةَ بَذْلِ ٱلْجُهْدِ. نَعَمْ، إِذَا أَرَدْنَا أَنْ تُؤَثِّرَ شَرِيعَةُ ٱلْحُرِّيَّةِ فِي فِكْرِنَا وَقَلْبِنَا، فَعَلَيْنَا أَنْ نَقُومَ بِدَوْرِنَا إِذْ نَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِٱجْتِهَادٍ وَنَتَأَمَّلُ بِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ فِي مَا نَقْرَأُهُ. — ١ تي ٤:١٥.
١١، ١٢ (أ) كَيْفَ شَدَّدَ يَسُوعُ عَلَى ضَرُورَةِ جَعْلِ ٱلْحَقِّ طَرِيقَةَ حَيَاتِنَا؟ (ب) أَيُّ خَطَرٍ يَنْبَغِي أَنْ يَتَفَادَاهُ ٱلْأَحْدَاثُ كَمَا يَتَّضِحُ مِنَ ٱلِٱخْتِبَارِ ٱلْمَذْكُورِ أَعْلَاهُ؟
١١ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، يَجِبُ أَنْ ‹نُدَاوِمَ› عَلَى تَطْبِيقِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ، جَاعِلِينَ ٱلْحَقَّ بِٱلتَّالِي طَرِيقَةَ حَيَاتِنَا. وَقَدْ عَبَّرَ يَسُوعُ عَنْ هذِهِ ٱلْفِكْرَةِ حِينَ قَالَ لِبَعْضِ ٱلَّذِينَ آمَنُوا بِهِ: «إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كَلِمَتِي، تَكُونُونَ حَقًّا تَلَامِيذِي، وَتَعْرِفُونَ ٱلْحَقَّ، وَٱلْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ». (يو ٨:٣١، ٣٢) وَيَقُولُ أَحَدُ ٱلْمَرَاجِعِ إِنَّ كَلِمَةَ «عَرَفَ» هُنَا تَشْمُلُ أَيْضًا فِكْرَةَ ٱمْتِلَاكِ ٱلْمَرْءِ ٱلتَّقْدِيرَ لِمَا يَعْرِفُهُ لِأَنَّهُ ذَاتُ قِيمَةٍ أَوْ أَهَمِّيَّةٍ فِي نَظَرِهِ. وَهكَذَا، ‹نَعْرِفُ› ٱلْحَقَّ بِٱلْمَعْنَى ٱلْأَكْمَلِ حِينَ نَجْعَلُهُ طَرِيقَةَ حَيَاتِنَا. عِنْدَئِذٍ، نَسْتَطِيعُ ٱلْقَوْلَ إِنَّ «كَلِمَةَ ٱللّٰهِ» «تَعْمَلُ» فِينَا، إِذْ تَصُوغُ شَخْصِيَّتَنَا بِحَيْثُ نَعْكِسُ شَخْصِيَّةَ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ عَلَى نَحْوٍ أَفْضَلَ. — ١ تس ٢:١٣.
١٢ لِذلِكَ ٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أَعْرِفُ ٱلْحَقَّ فِعْلًا؟ هَلْ جَعَلْتُهُ طَرِيقَةَ حَيَاتِي؟ أَمْ إِنِّي مَا زِلْتُ أَتُوقُ إِلَى بَعْضِ «ٱلْحُرِّيَّاتِ» ٱلَّتِي يُقَدِّمُهَا ٱلْعَالَمُ؟›. ثَمَّةَ أُخْتٌ تَرَبَّتْ عَلَى يَدِ وَالِدَيْنِ مَسِيحِيَّيْنِ كَتَبَتْ عَنْ أَيَّامِ حَدَاثَتِهَا: «حِينَ يَكْبُرُ ٱلْمَرْءُ فِي عَائِلَةٍ مَسِيحِيَّةٍ، يَعْرِفُ دُونَ شَكٍّ أَنَّ يَهْوَهَ مَوْجُودٌ. وَلكِنْ مَا حَصَلَ لِي هُوَ أَنَّنِي لَمْ أَعْرِفْهُ حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ. وَلَمْ أَتَعَلَّمْ أَنْ أُبْغِضَ مَا يُبْغِضُهُ. كَمَا أَنَّنِي لَمْ أَعْتَقِدْ أَنَّ تَصَرُّفَاتِي تَهُمُّهُ. وَلَمْ أَتَعَلَّمِ ٱللُّجُوءَ إِلَيْهِ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلْمَشَاكِلِ. بَلِ ٱعْتَمَدْتُ عَلَى فَهْمِي ٱلْخَاصِّ. لَكِنِّي أُدْرِكُ ٱلْيَوْمَ أَنَّ طَرِيقَةَ تَفْكِيرِي كَانَتْ سَخِيفَةً لِأَنَّنِي مَا كُنْتُ أَعْرِفُ شَيْئًا». وَمِنَ ٱلْمُفْرِحِ أَنَّ ٱلْأُخْتَ أَدْرَكَتْ أَنَّ تَفْكِيرَهَا خَاطِئٌ. لِذلِكَ، قَامَتْ بِتَعْدِيلَاتٍ جَذْرِيَّةٍ فِي حَيَاتِهَا، حَتَّى إِنَّهَا ٱنْخَرَطَتْ فِي ٱلْفَتْحِ ٱلْعَادِيِّ.
اَلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ يُسَاهِمُ فِي تَحْرِيرِكَ
١٣ كَيْفَ يُسَاهِمُ رُوحُ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسُ فِي تَحْرِيرِنَا؟
١٣ نَقْرَأُ فِي ٢ كُورِنْثُوس ٣:١٧: «حَيْثُ رُوحُ يَهْوَهَ فَهُنَاكَ حُرِّيَّةٌ». فَكَيْفَ يُسَاهِمُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ فِي تَحْرِيرِنَا؟ أَحَدُ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي يَقُومُ بِهَا هُوَ أَنَّهُ يُنْتِجُ فِينَا صِفَاتٍ ضَرُورِيَّةً لِنَحْظَى بِٱلْحُرِّيَّةِ، أَلَا وَهِيَ «ٱلْمَحَبَّةُ، ٱلْفَرَحُ، ٱلسَّلَامُ، طُولُ ٱلْأَنَاةِ، ٱللُّطْفُ، ٱلصَّلَاحُ، ٱلْإِيمَانُ، ٱلْوَدَاعَةُ، وَضَبْطُ ٱلنَّفْسِ». (غل ٥:٢٢، ٢٣) فَبِدُونِ هذِهِ ٱلصِّفَاتِ، وَلَا سِيَّمَا ٱلْمَحَبَّةِ، مَا مِنْ أَحَدٍ يُمْكِنُهُ أَنْ يَنْعَمَ بِٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ. وَهذَا ٱلْوَاقِعُ يَشْهَدُ عَلَيْهِ مَا يَحْدُثُ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ. وَمِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلْمُلَاحَظَةِ أَنَّ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ أَضَافَ بَعْدَمَا عَدَّدَ ثَمَرَ ٱلرُّوحِ: «أَمْثَالُ هٰذِهِ لَيْسَتْ شَرِيعَةٌ ضِدَّهَا». فَمَاذَا عَنَى بِذلِكَ؟ لَقَدْ عَنَى أَنَّهُ مَا مِنْ شَرِيعَةٍ يُمْكِنُ أَنْ تَتَحَكَّمَ فِي مَدَى إِعْرَابِنَا عَنْ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ. (غل ٥:١٨) فَمَشِيئَةُ يَهْوَهَ هِيَ أَنْ نُدَاوِمَ عَلَى تَنْمِيَةِ ٱلصِّفَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَنَسْتَمِرَّ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنْهَا.
١٤ كَيْفَ يَسْتَعْبِدُ رُوحُ ٱلْعَالَمِ ٱلنَّاسَ؟
١٤ قَدْ يَظُنُّ ٱلَّذِينَ يَسْتَأْثِرُ بِهِمْ رُوحُ ٱلْعَالَمِ وَٱلَّذِينَ يَنْغَمِسُونَ فِي إِشْبَاعِ رَغَبَاتِهِمِ ٱلْجَسَدِيَّةِ أَنَّهُمْ أَحْرَارٌ. (اِقْرَأْ ٢ بطرس ٢:١٨، ١٩.) لكِنَّ ٱلْعَكْسَ صَحِيحٌ. فَهُمْ مُكَبَّلُونَ بِكَمٍّ هَائِلٍ مِنَ ٱلْقَوَاعِدِ وَٱلْقَوَانِينِ ٱلَّتِي تُوضَعُ لِضَبْطِ تَصَرُّفَاتِهِمْ وَشَهَوَاتِهِمِ ٱلْمُؤْذِيَةِ. فَقَدْ ذَكَرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «اَلشَّرِيعَةُ لَا تُوضَعُ لِلْبَارِّ، بَلْ لِلْمُتَعَدِّينَ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ وَٱلْمُتَمَرِّدِينَ». (١ تي ١:٩، ١٠) كَمَا أَنَّهُمْ عَبِيدٌ لِلْخَطِيَّةِ لِأَنَّهُمْ مَسُوقُونَ لِفِعْلِ «مَشِيئَاتِ ٱلْجَسَدِ»، ٱلَّذِي هُوَ سَيِّدٌ قَاسٍ. (اف ٢:١-٣) نَعَمْ، إِنَّ هؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصَ أَشْبَهُ بِٱلسَّمَكِ ٱلَّذِي تَقْتَادُهُ غَرِيزَتُهُ لِيَأْكُلَ ٱلطُّعْمَ فَيَعْلَقُ فِي ٱلصِّنَّارَةِ. فَهُمْ إِذْ يَنْدَفِعُونَ إِلَى إِرْضَاءِ شَهَوَاتِهِمْ يَصِيرُونَ عَبِيدًا لِلْخَطِيَّةِ. — يع ١:١٤، ١٥.
اَلْحُرِّيَّةُ ضِمْنَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ
١٥، ١٦ مَا ٱلْفَوَائِدُ ٱلَّتِي نَجْنِيهَا مِنِ ٱنْتِمَائِنَا إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، وَأَيَّةُ حُرِّيَّةٍ يَمْنَحُنَا إِيَّاهَا ذلِكَ؟
١٥ بِٱلطَّبْعِ، أَنْتَ لَمْ تُقَدِّمْ طَلَبًا لِلِٱنْضِمَامِ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ كَمَا لَوْ كَانَتْ نَادِيًا ٱجْتِمَاعِيًّا. فَيَهْوَهُ هُوَ ٱلَّذِي ٱجْتَذَبَكَ إِلَيْهَا. (يو ٦:٤٤) وَلِمَاذَا؟ هَلْ لِأَنَّكَ شَخْصٌ تَقِيٌّ وَبَارٌّ؟ قَدْ تُجِيبُ: «كَلَّا، عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ!». إِذًا، مَاذَا وَجَدَ ٱللّٰهُ فِيكَ؟ لَقَدْ رَأَى قَلْبًا مُسْتَعِدًا لِإِطَاعَةِ شَرِيعَتِهِ ٱلْمُحَرِّرَةِ وَٱتِّبَاعِ إِرْشَادَاتِهِ ٱلْحُبِّيَّةِ. وَضِمْنَ ٱلْجَمَاعَةِ، ٱعْتَنَى يَهْوَهُ بِقَلْبِكَ إِذْ أَمَّنَ لَكَ ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ، حَرَّرَكَ مِنَ ٱلْخُرَافَاتِ وَٱلْأَبَاطِيلِ ٱلدِّينِيَّةِ، وَعَلَّمَكَ كَيْفَ تُنْمِي ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ. (اِقْرَأْ افسس ٤:٢٢-٢٤.) نَتِيجَةَ ذلِكَ، لَدَيْكَ ٱلِٱمْتِيَازُ أَنْ تَكُونَ مُنْتَمِيًا إِلَى ٱلشَّعْبِ ٱلْوَحِيدِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يُدْعَى بِٱلصَّوَابِ ‹شَعْبًا حُرًّا›. — يع ٢:١٢.
١٦ فَكِّرْ فِي مَا يَلِي: حِينَ تَكُونُ بِرِفْقَةِ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِمْ، هَلْ يَنْتَابُكَ ٱلْخَوْفُ؟ هَلْ تَرْتَابُ بِهِمْ بِٱسْتِمْرَارٍ؟ وَحِينَمَا تَتَبَادَلُ ٱلْأَحَادِيثَ مَعَهُمْ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ، هَلْ تُمْسِكُ بِإِحْكَامٍ بِأَغْرَاضِكَ خَشْيَةَ أَنْ يَسْرِقَكَ أَحَدٌ؟ بِٱلطَّبْعِ لَا! فَأَنْتَ تَكُونُ مُرْتَاحًا وَمُتَحَرِّرًا مِنْ كُلِّ ٱلْمَخَاوِفِ، مَشَاعِرُ لَنْ تُحِسَّ بِهَا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ فِي تَجَمُّعٍ مَعَ أُنَاسٍ مِنَ ٱلْعَالَمِ. زِدْ عَلَى ذلِكَ أَنَّ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلَّتِي تَنْعَمُ بِهَا ضِمْنَ شَعْبِ ٱللّٰهِ لَيْسَتْ سِوَى لَمْحَةٍ مُسْبَقَةٍ عَنِ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلَّتِي تَنْتَظِرُكَ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.
«اَلْحُرِّيَّةُ ٱلْمَجِيدَةُ لِأَوْلَادِ ٱللّٰهِ»
١٧ كَيْفَ سَيَتَحَرَّرُ ٱلْبَشَرُ عِنْدَ «ٱلْكَشْفِ عَنْ أَبْنَاءِ ٱللّٰهِ»؟
١٧ كَتَبَ بُولُسُ عَنِ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلَّتِي يُخَبِّئُهَا يَهْوَهُ لِخُدَّامِهِ ٱلْأَرْضِيِّينَ: «اَلْخَلِيقَةُ تَنْتَظِرُ بِتَرَقُّبٍ شَدِيدٍ ٱلْكَشْفَ عَنْ أَبْنَاءِ ٱللّٰهِ». ثُمَّ أَضَافَ: «اَلْخَلِيقَةُ نَفْسُهَا أَيْضًا [تُحَرَّرُ] مِنَ ٱلِٱسْتِعْبَادِ لِلْفَسَادِ وَتَنَالُ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْمَجِيدَةَ لِأَوْلَادِ ٱللّٰهِ». (رو ٨:١٩-٢١) تُشِيرُ «ٱلْخَلِيقَةُ» إِلَى ٱلْبَشَرِ ٱلَّذِينَ يَمْتَلِكُونَ رَجَاءً أَرْضِيًّا، أُولئِكَ ٱلَّذِينَ يَسْتَفِيدُونَ مِنَ «ٱلْكَشْفِ» عَنْ أَبْنَاءِ ٱللّٰهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ. وَهذَا ٱلْكَشْفُ يَبْدَأُ عِنْدَمَا يَشْتَرِكُ هؤُلَاءِ ‹ٱلْأَبْنَاءُ› — اَلْمُقَامُونَ إِلَى ٱلْحَيِّزِ ٱلسَّمَاوِيِّ — مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي تَطْهِيرِ ٱلْأَرْضِ مِنَ ٱلشَّرِّ وَحِمَايَةِ «جَمْعٍ كَثِيرٍ» لِيَدْخُلَ إِلَى نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْجَدِيدِ. — رؤ ٧:٩، ١٤.
١٨ كَيْفَ سَيَنَالُ ٱلْبَشَرُ ٱلطَّائِعُونَ ٱلْحُرِّيَّةَ شَيْئًا فَشَيْئًا؟
١٨ عِنْدَئِذٍ، سَيَتَذَوَّقُ ٱلنَّاسُ ٱلْمَفْدِيُّونَ طَعْمًا جَدِيدًا لِلْحُرِّيَّةِ، وَذلِكَ حِينَ يَتَحَرَّرُونَ مِنْ تَأْثِيرِ ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ. (رؤ ٢٠:١-٣) فَيَا لَلرَّاحَةِ ٱلَّتِي سَيَنْعَمُونَ بِهَا! وَبَعْدَ ذلِكَ، سَيَسْتَمِرُّ ٱلْمُلُوكُ وَٱلْكَهَنَةُ ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤ ٱلْمُعَاوِنُونَ لِلْمَسِيحِ فِي تَحْرِيرِهِمْ إِذْ يُطَبِّقُونَ تَدْرِيجِيًّا فَوَائِدَ ٱلذَّبِيحَةِ ٱلْفِدَائِيَّةِ إِلَى أَنْ تُمْحَى كَامِلًا خَطِيَّةُ آدَمَ وَٱلنَّقْصُ ٱلْمَوْرُوثُ عَنْهُ. (رؤ ٥:٩، ١٠) وَبَعْدَمَا يُثْبِتُ ٱلنَّاسُ وَلَاءَهُمْ تَحْتَ ٱلِٱمْتِحَانِ، سَيَبْلُغُونَ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْكَامِلَةَ ٱلَّتِي قَصَدَهَا ٱلْخَالِقُ لَهُمْ: «اَلْحُرِّيَّةَ ٱلْمَجِيدَةَ لِأَوْلَادِ ٱللّٰهِ». تَخَيَّلْ مَا يَعْنِيهِ ذلِكَ! فَأَنْتَ لَنْ تُضْطَرَّ آنَذَاكَ أَنْ تُكَافِحَ كَيْ تَصْنَعَ مَا هُوَ صَائِبٌ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ. فَسَتَكُونُ كَامِلًا جَسَدًا وَفِكْرًا وَقَلْبًا، وَبِٱلتَّالِي قَادِرًا عَلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ كَامِلًا بِصِفَاتِ ٱللّٰهِ.
١٩ مَاذَا عَلَيْنَا فِعْلُهُ ٱلْيَوْمَ كَيْ نَبْقَى عَلَى ٱلدَّرْبِ ٱلْمُؤَدِّيَةِ إِلَى ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ؟
١٩ فَهَلْ تَتُوقُ إِلَى نَيْلِ «ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْمَجِيدَةِ لِأَوْلَادِ ٱللّٰهِ»؟ فِي هذِهِ ٱلْحَالِ، دَعِ «ٱلشَّرِيعَةَ ٱلْكَامِلَةَ، شَرِيعَةَ ٱلْحُرِّيَّةِ» تُؤَثِّرُ بِٱسْتِمْرَارٍ فِي عَقْلِكَ وَقَلْبِكَ. لِهذِهِ ٱلْغَايَةِ، ٱجْتَهِدْ فِي دَرْسِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، ٱجْعَلِ ٱلْحَقَّ خَاصَّتَكَ، صَلِّ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، وَٱسْتَفِدْ إِلَى أَقْصَى حَدٍّ مِنْ دَعْمِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَٱلتَّدَابِيرِ ٱلَّتِي تُوَفِّرُهَا، وَكَذلِكَ مِنَ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلَّذِي يُزَوِّدُهُ يَهْوَهُ. وَحَذَارِ أَنْ يَخْدَعَكَ ٱلشَّيْطَانُ كَمَا خَدَعَ حَوَّاءَ وَيَجُرَّكَ إِلَى ٱلِٱعْتِقَادِ أَنَّ طُرُقَ يَهْوَهَ صَارِمَةٌ جِدًّا! فَرَغْمَ أَنَّهُ فَائِقُ ٱلذَّكَاءِ، يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَغَلَّبَ عَلَيْهِ لِأَنَّنَا «لَا نَجْهَلُ مُخَطَّطَاتِهِ». وَهذَا مَا سَنُنَاقِشُهُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ. — ٢ كو ٢:١١.
-
-
اخدم اله الحريةبرج المراقبة ٢٠١٢ | ١٥ تموز (يوليو)
-
-
اُخْدُمْ إِلهَ ٱلْحُرِّيَّةِ
«هٰذَا مَا تَعْنِيهِ مَحَبَّةُ ٱللّٰهِ، أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ، وَوَصَايَاهُ لَا تُشَكِّلُ عِبْئًا». — ١ يو ٥:٣.
١ مَا هِيَ نَظْرَةُ يَهْوَهَ إِلَى ٱلْحُرِّيَّةِ، وَكَيْفَ تَجَلَّتْ فِي حَالَةِ آدَمَ وَحَوَّاءَ؟
يَهْوَهُ هُوَ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي يَمْلِكُ حُرِّيَّةً مُطْلَقَةً. غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُسِيءُ ٱسْتِعْمَالَهَا أَبَدًا. وَهُوَ لَا يَتَحَكَّمُ فِي حُرِّيَّةِ خُدَّامِهِ بِٱلتَّدَخُّلِ فِي أَدَقِّ تَفَاصِيلِ حَيَاتِهِمْ، بَلْ مَنَحَهُمُ ٱلْإِرَادَةَ ٱلْحُرَّةَ ٱلَّتِي تُتِيحُ لَهُمُ ٱتِّخَاذَ قَرَارَاتِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ وَإِشْبَاعَ كُلِّ رَغَبَاتِهِمِ ٱللَّائِقَةِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، لَقَدْ نَهَى ٱللّٰهُ آدَمَ وَحَوَّاءَ عَنْ أَمْرٍ وَاحِدٍ فَقَطْ: اَلْأَكْلِ مِنْ «شَجَرَةِ مَعْرِفَةِ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ». (تك ٢:١٧) لِذلِكَ كَانَ بِإِمْكَانِهِمَا ٱلتَّمَتُّعُ بِحُرِّيَّةٍ عَظِيمَةٍ وَتَحْقِيقُ مَشِيئَتِهِ فِي آنٍ مَعًا.
٢ لِمَ خَسِرَ أَبَوَانَا ٱلْأَوَّلَانِ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلَّتِي مَنَحَهُمَا إِيَّاهَا ٱللّٰهُ؟
٢ لِمَ مَنَحَ ٱللّٰهُ أَبَوَيْنَا ٱلْأَوَّلَيْنِ هذَا ٱلْمِقْدَارَ ٱلْكَبِيرَ مِنَ ٱلْحُرِّيَّةِ؟ ذلِكَ لِأَنَّهُ خَلَقَهُمَا عَلَى صُورَتِهِ وَأَعْطَاهُمَا ضَمِيرًا. وَقَدْ تَوَقَّعَ أَنْ تَقُودَهُمَا مَحَبَّتُهُمَا لَهُ إِلَى فِعْلِ مَا هُوَ صَوَابٌ. (تك ١:٢٧؛ رو ٢:١٥) لكِنَّ ٱلْمُحْزِنَ هُوَ أَنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ لَمْ يُقَدِّرَا خَالِقَهُمَا وَلَا ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلَّتِي مَنَحَهُمَا إِيَّاهَا. بَلِ ٱخْتَارَا حُرِّيَّةً لَا تَحِقُّ لَهُمَا عَرَضَهَا ٱلشَّيْطَانُ عَلَيْهِمَا: حُرِّيَّةَ تَقْرِيرِ مَا هُوَ صَوَابٌ وَخَطَأٌ. وَلكِنْ عِوَضَ أَنْ يَنْعَمَا بِمَزِيدٍ مِنَ ٱلْحُرِّيَّةِ، بَاعَا أَنْفُسَهُمَا وَذُرِّيَّتَهُمَا عَبِيدًا لِلْخَطِيَّةِ، فَأَدَّى ذلِكَ إِلَى عَوَاقِبَ وَخِيمَةٍ. — رو ٥:١٢.
٣، ٤ كَيْفَ يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ خِدَاعَنَا فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِمَقَايِيسِ يَهْوَهَ؟
٣ لَقَدْ تَمَكَّنَ ٱلشَّيْطَانُ مِنْ إِقْنَاعِ شَخْصَيْنِ كَامِلَيْنِ — فَضْلًا عَنْ عَدَدٍ مِنَ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلرُّوحَانِيَّةِ — بِرَفْضِ سُلْطَانِ ٱللّٰهِ. فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْدَعَنَا نَحْنُ ٱلنَّاقِصِينَ؟! وَأُسْلُوبُهُ لَا يَزَالُ هُوَ نَفْسَهُ تَقْرِيبًا. فَهُوَ يُحَاوِلُ أَنْ يَخْدَعَنَا وَيَجُرَّنَا إِلَى ٱلتَّفْكِيرِ أَنَّ مَقَايِيسَ ٱللّٰهِ تُشَكِّلُ عِبْئًا وَتَسْلُبُنَا ٱلْمَرَحَ وَٱلْإِثَارَةَ فِي ٱلْحَيَاةِ. (١ يو ٥:٣) وَقَدْ يَكُونُ لِهذَا ٱلتَّفْكِيرِ تَأْثِيرٌ قَوِيٌّ عَلَيْنَا إِذَا مَا تَعَرَّضْنَا لَهُ بِٱسْتِمْرَارٍ. تُخْبِرُ أُخْتٌ عُمْرُهَا ٢٤ سَنَةً مَارَسَتِ ٱلْفَسَادَ ٱلْأَدَبِيَّ: «تَأَثَّرْتُ كَثِيرًا بِٱلْمَعْشَرِ ٱلرَّدِيءِ، وَخُصُوصًا لِأَنَّنِي خِفْتُ أَنْ تَكُونَ آرَائِي مُخْتَلِفَةً عَنْ آرَاءِ نُظَرَائِي». أَنْتَ أَيْضًا، رُبَّمَا تَعَرَّضْتَ لِضَغْطِ ٱلنَّظِيرِ وَتَعْرِفُ كَمْ قَوِيٌّ هُوَ تَأْثِيرُهُ.
٤ مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ تَأْثِيرَ ٱلنُّظَرَاءِ ٱلسَّلْبِيَّ قَدْ يَأْتِي أَحْيَانًا مِنْ دَاخِلِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. قَالَ حَدَثٌ شَابٌّ: «كُنْتُ أُعَاشِرُ أَصْدِقَاءَ يُوَاعِدُونَ أَشْخَاصًا غَيْرَ مُؤْمِنِينَ. لكِنِّي أَدْرَكْتُ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ أَنَّنِي كُلَّمَا صَاحَبْتُهُمْ، صِرْتُ مِثْلَهُمْ. فَقَدْ بَدَأْتُ أَضْعُفُ رُوحِيًّا. فَمَا عُدْتُ أَتَمَتَّعُ بِٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، وَبَاتَ ٱشْتِرَاكِي فِي ٱلْخِدْمَةِ نَادِرًا. كَانَ ذلِكَ بِمَثَابَةِ جَرَسِ إِنْذَارٍ دَفَعَنِي إِلَى قَطْعِ صِلَتِي بِرُفَقَائِي هؤُلَاءِ». فَهَلْ تُدْرِكُ مَدَى تَأْثِيرِ عُشَرَائِكَ عَلَيْكَ؟ تَأَمَّلْ فِي مِثَالٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ نَافِعٍ لَنَا ٱلْيَوْمَ. — رو ١٥:٤.
اِسْتَرَقَ قُلُوبَهُمْ
٥، ٦ كَيْفَ أَضَلَّ أَبْشَالُومُ ٱلْآخَرِينَ، وَهَلْ نَجَحَتْ خُطَّتُهُ؟
٥ تَحْوِي صَفَحَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَمْثِلَةً كَثِيرَةً لِأَشْخَاصٍ أَثَّرُوا تَأْثِيرًا سَيِّئًا فِي ٱلْآخَرِينَ. خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ أَبْشَالُومَ، ٱبْنَ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ. كَانَ أَبْشَالُومُ رَجُلًا رَائِعَ ٱلْجَمَالِ. لكِنَّهُ عَلَى غِرَارِ ٱلشَّيْطَانِ، سَمَحَ لِلطُّمُوحِ ٱلْجَامِحِ أَنْ يَنْمُوَ فِي قَلْبِهِ حِينَ رَاحَ يَشْتَهِي عَرْشَ أَبِيهِ ٱلَّذِي لَا يَحِقُّ لَهُ.a وَفِي مُحَاوَلَةٍ خَبِيثَةٍ لِلِٱسْتِيلَاءِ عَلَى ٱلْمُلْكِ، تَظَاهَرَ أَنَّهُ يَهْتَمُّ ٱهْتِمَامًا أَصِيلًا بِخَيْرِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ فِيمَا لَمَّحَ لَهُمْ بِدَهَاءٍ أَنَّ ٱلْمَلِكَ لَا يَأْبَهُ لِمَصَالِحِهِمْ. نَعَمْ، مِثْلَ إِبْلِيسَ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ، ٱدَّعَى أَبْشَالُومُ أَنَّهُ يَهْتَمُّ بِخَيْرِ ٱلنَّاسِ وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ ٱفْتَرَى عَلَى أَبِيهِ مُشَوِّهًا سُمْعَتَهُ. — ٢ صم ١٥:١-٥.
٦ وَهَلْ نَجَحَتْ خُطَّةُ أَبْشَالُومَ ٱلْمَاكِرَةُ؟ لَقَدْ نَجَحَتْ إِلَى حَدٍّ مَا، إِذْ يُخْبِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «اِسْتَرَقَ أَبْشَالُومُ قُلُوبَ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ». (٢ صم ١٥:٦) لكِنَّ عَجْرَفَتَهُ أَدَّتْ فِي ٱلنِّهَايَةِ إِلَى ٱنْهِزَامِهِ، ثُمَّ إِلَى مَوْتِهِ وَمَوْتِ آلَافِ ٱلَّذِينَ جَرَّهُمْ وَرَاءَهُ بِٱلْحِيلَةِ. — ٢ صم ١٨:٧، ١٤-١٧.
٧ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ قِصَّةِ أَبْشَالُومَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي ٱلصَّفْحَةِ ١٤.)
٧ وَلِمَاذَا كَانَ مِنَ ٱلسَّهْلِ تَضْلِيلُ هؤُلَاءِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ؟ رُبَّمَا لِأَنَّهُمْ رَغِبُوا فِي مَا وَعَدَهُمْ بِهِ أَبْشَالُومُ. أَوْ لَعَلَّهُمُ ٱنْبَهَرُوا بِمَظْهَرِهِ ٱلْخَارِجِيِّ فَتَبِعُوهُ. مَهْمَا كَانَتِ ٱلْحَالُ، فَثَمَّةَ أَمْرٌ أَكِيدٌ: لَمْ يَكُونُوا أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ وَمَلِكِهِ ٱلْمُعَيَّنِ دَاوُدَ. وَٱلْيَوْمَ، لَا يَزَالُ ٱلشَّيْطَانُ يَسْتَخْدِمُ أَشْخَاصًا مِثْلَ أَبْشَالُومَ فِي سَعْيِهِ إِلَى ٱسْتِرَاقِ قُلُوبِ خُدَّامِ يَهْوَهَ. فَقَدْ يَقُولُونَ: ‹أَلَيْسَتْ مَقَايِيسُ يَهْوَهَ صَارِمَةً أَكْثَرَ مِنَ ٱللَّازِمِ؟ فَٱلنَّاسُ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلَّذِينَ لَا يَتَقَيَّدُونَ بِهَا يَعِيشُونَ حَيَاةً مُمْتِعَةً جِدًّا›. فَهَلْ يُمْكِنُكَ أَنْ تَرَى مَا وَرَاءَ هذِهِ ٱلْأَكَاذِيبِ ٱلدَّنِيئَةِ وَتَبْقَى وَلِيًّا لِلّٰهِ؟ هَلْ تُدْرِكُ أَنَّ «شَرِيعَةَ [يَهْوَهَ] ٱلْكَامِلَةَ»، أَيْ شَرِيعَةَ ٱلْمَسِيحِ، هِيَ فَقَطِ ٱلَّتِي تَقُودُكَ إِلَى ٱلْحُرِّيَّةِ؟ (يع ١:٢٥) إِذَا كَانَ ٱلْأَمْرُ كَذلِكَ، فَأَحْبِبْ هذِهِ ٱلشَّرِيعَةَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَٱحْذَرْ لِئَلَّا تُغْرَى بِإِسَاءَةِ ٱسْتِعْمَالِ حُرِّيَّتِكَ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. — اِقْرَأْ ١ بطرس ٢:١٦.
٨ أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ حَيَّةٍ تُبَرْهِنُ أَنَّ ٱلسَّعَادَةَ لَا تَتَأَتَّى عَنْ تَجَاهُلِ مَقَايِيسِ يَهْوَهَ؟
٨ يَسْتَهْدِفُ ٱلشَّيْطَانُ ٱلْأَحْدَاثَ بِشَكْلٍ خَاصٍّ. أَخْبَرَ أَخٌ فِي ٱلثَّلَاثِينَاتِ مِنْ عُمْرِهِ عَنْ سَنَوَاتِ مُرَاهَقَتِهِ: «آنَذَاكَ، لَمْ أَرَ فِي مَقَايِيسِ يَهْوَهَ حِمَايَةً لِي، بَلْ تَقْيِيدًا لِحُرِّيَّتِي». نَتِيجَةَ ذلِكَ، ٱرْتَكَبَ ٱلْفَسَادَ ٱلْأَدَبِيَّ. لكِنَّ هذَا ٱلْأَمْرَ لَمْ يَجْلُبْ لَهُ ٱلسَّعَادَةَ. قَالَ: «اِسْتَحْوَذَتْ عَلَيَّ مَشَاعِرُ ٱلذَّنْبِ وَٱلنَّدَمِ طَوَالَ سَنَوَاتٍ». أَيْضًا، كَتَبَتْ أُخْتٌ عَنِ ٱلْمَشَاعِرِ ٱلَّتِي ٱنْتَابَتْهَا بَعْدَمَا ٱرْتَكَبَتِ ٱلْفَسَادَ ٱلْأَدَبِيَّ بِعُمْرِ ٱلْمُرَاهَقَةِ: «أَحْسَسْتُ بِأَلَمٍ شَدِيدٍ وَخَسِرْتُ ٱحْتِرَامِي لِذَاتِي. حَتَّى ٱلْيَوْمَ، بَعْدَ مُرُورِ ١٩ سَنَةً، لَا تَزَالُ ٱلذِّكْرَيَاتُ ٱلْأَلِيمَةُ تُقِضُّ مَضْجَعِي». وَتُعَبِّرُ أُخْتٌ أُخْرَى: «إِنَّ مُجَرَّدَ ٱلتَّفْكِيرِ بِأَنَّ مَسْلَكِي سَحَقَ ٱلَّذِينَ أُحِبُّهُمْ دَمَّرَنِي فِكْرِيًّا وَرُوحِيًّا وَعَاطِفِيًّا. لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْعَيْشَ دُونَ رِضَى يَهْوَهَ أَمْرٌ رَهِيبٌ حَقًّا!». نَعَمْ، لَا يُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ تُفَكِّرَ فِي عَوَاقِبِ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلَّتِي تَرْتَكِبُهَا.
٩ (أ) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ تُسَاعِدُنَا عَلَى تَحْلِيلِ نَظْرَتِنَا إِلَى يَهْوَهَ وَإِلَى مَبَادِئِهِ وَشَرَائِعِهِ؟ (ب) لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَتَعَمَّقَ فِي مَعْرِفَةِ ٱللّٰهِ؟
٩ كَمْ مِنَ ٱلْمُحْزِنِ أَنْ نَرَى أَحْدَاثًا كَثِيرِينَ مِنَ ٱلشُّهُودِ — حَتَّى عَدَدًا مِنَ ٱلْكِبَارِ — يَتَعَلَّمُونَ بِٱلِٱخْتِبَارِ ٱلْقَاسِي أَنَّ ٱلْمَلَذَّاتِ ٱلْخَاطِئَةَ غَالِبًا مَا تُكَلِّفُ غَالِيًا! (غل ٦:٧، ٨) لِذَا ٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أَعِي أَنَّ مُخَطَّطَاتِ ٱلشَّيْطَانِ مَا هِيَ فِي ٱلْوَاقِعِ سِوَى خُدَعٍ مُؤْذِيَةٍ؟ هَلْ أَعْتَبِرُ يَهْوَهَ ٱلصَّدِيقَ ٱلْأَقْرَبَ لِي، صَدِيقًا يُخْبِرُنِي ٱلْحَقَّ دَائِمًا وَيُرِيدُ أَفْضَلَ مَصَالِحِي؟ هَلْ أَنَا مُقْتَنِعٌ تَمَامًا أَنَّهُ لَنْ يَحْرِمَنِي أَبَدًا مِنْ أَمْرٍ يُفِيدُنِي حَقًّا وَيَمْنَحُنِي سَعَادَةً كَبِيرَةً؟›. (اِقْرَأْ اشعيا ٤٨:١٧، ١٨.) كَيْ تُجِيبَ بِنَعَمْ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ عَنْ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ، يَجِبُ أَنْ تَتَعَدَّى مَعْرِفَتُكَ بِيَهْوَهَ ٱلْمَعْرِفَةَ ٱلسَّطْحِيَّةَ. فَيَلْزَمُ أَنْ تَتَعَمَّقَ فِي ٱلتَّعَرُّفِ بِهِ وَتُدْرِكَ أَنَّهُ وَضَعَ شَرَائِعَهُ وَمَبَادِئَهُ ٱلْمُدَوَّنَةَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ لَكَ، لَا رَغْبَةً مِنْهُ فِي تَقْيِيدِ حُرِّيَّتِكَ. — مز ٢٥:١٤.
صَلِّ مُلْتَمِسًا قَلْبًا طَائِعًا وَحَكِيمًا
١٠ لِمَ يَنْبَغِي أَنْ نَسْعَى جَاهِدِينَ لِلِٱقْتِدَاءِ بِٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ حِينَ كَانَ حَدَثًا؟
١٠ عِنْدَمَا كَانَ سُلَيْمَانُ لَا يَزَالُ شَابًّا، صَلَّى بِتَوَاضُعٍ قَائِلًا: «أَنَا وَلَدٌ صَغِيرٌ، لَا أَعْرِفُ كَيْفَ أَخْرُجُ وَكَيْفَ أَدْخُلُ». ثُمَّ ٱلْتَمَسَ مِنَ ٱللّٰهِ قَلْبًا طَائِعًا. (١ مل ٣:٧-٩، ١٢) وَكَمَا ٱسْتَجَابَ يَهْوَهُ طَلَبَهُ ٱلْمُخْلِصَ هذَا، سَيَسْتَجِيبُ لَكَ ٱلْيَوْمَ، سَوَاءٌ كُنْتَ صَغِيرًا أَمْ كَبِيرًا. طَبْعًا، إِنَّهُ لَنْ يَمْنَحَكَ ٱلْبَصِيرَةَ وَٱلْحِكْمَةَ عَجَائِبِيًّا. لكِنَّهُ سَيَجْعَلُكَ حَكِيمًا إِذَا دَرَسْتَ بِجِدٍّ كَلِمَتَهُ، صَلَّيْتَ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، وَٱسْتَفَدْتَ كَامِلًا مِنَ ٱلتَّدَابِيرِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلْمُتَوَفِّرَةِ مِنْ خِلَالِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. (يع ١:٥) نَعَمْ، بِوَاسِطَةِ هذِهِ ٱلتَّدَابِيرِ، يَجْعَلُ يَهْوَهُ خُدَّامَهُ كِبَارًا وَصِغَارًا أَحْكَمَ مِنْ جَمِيعِ ٱلَّذِينَ يَتَجَاهَلُونَ مَشُورَتَهُ، حَتَّى مَنْ يُدْعَوْنَ ‹حُكَمَاءَ وَمُفَكِّرِينَ› فِي هذَا ٱلْعَالَمِ. — لو ١٠:٢١؛ اِقْرَأْ مزمور ١١٩:٩٨-١٠٠.
١١- ١٣ (أ) أَيُّ دَرْسَيْنِ قَيِّمَيْنِ يُمْكِنُ أَنْ نَتَعَلَّمَهُمَا مِنْ مَزْمُور ٢٦:٤، أَمْثَال ١٣:٢٠، ١ كُورِنْثُوس ١٥:٣٣؟ (ب) كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تُطَبِّقُوا ٱلْمَبَادِئَ ٱلَّتِي تَتَضَمَّنُهَا هذِهِ ٱلْآيَاتُ؟
١١ لِنَتَنَاوَلِ ٱلْآنَ ثَلَاثَ آيَاتٍ تُعَلِّمُنَا دُرُوسًا مُهِمَّةً عَنِ ٱخْتِيَارِ عُشَرَائِنَا. وَسَيُسَاعِدُنَا ذلِكَ أَنْ نُقَدِّرَ مَدَى أَهَمِّيَّةِ دَرْسِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَٱلتَّأَمُّلِ فِيهَا بِحَيْثُ نَعْرِفُ يَهْوَهَ حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ. تَقُولُ هذِهِ ٱلْآيَاتُ: «لَمْ أَجْلِسْ مَعَ أَهْلِ ٱلْبَاطِلِ، وَمَعَ ٱلْمُنَافِقِينَ لَا أَدْخُلُ». (مز ٢٦:٤) «اَلسَّائِرُ مَعَ ٱلْحُكَمَاءِ يَصِيرُ حَكِيمًا، وَمُعَاشِرُ ٱلْأَغْبِيَاءِ يُضَرُّ». (ام ١٣:٢٠) «اَلْمُعَاشَرَاتُ ٱلرَّدِيئَةُ تُفْسِدُ ٱلْعَادَاتِ ٱلنَّافِعَةَ». — ١ كو ١٥:٣٣.
١٢ فَأَيُّ دَرْسَيْنِ نَتَعَلَّمُهُمَا؟ (١) يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نَكُونَ ٱنْتِقَائِيِّينَ فِي ٱخْتِيَارِ عُشَرَائِنَا. فَهُوَ يَرْغَبُ فِي حِمَايَتِنَا أَدَبِيًّا وَرُوحِيًّا. (٢) يُؤَثِّرُ عُشَرَاؤُنَا فِينَا سَلْبًا أَوْ إِيجَابًا، وَهذِهِ حَقِيقَةٌ وَاقِعَةٌ. إِنَّ طَرِيقَةَ صِيَاغَةِ ٱلْآيَاتِ أَعْلَاهُ تَدُلُّ أَنَّ يَهْوَهَ يُحَاوِلُ بُلُوغَ قَلْبِنَا. فَهُوَ لَا يَسْتَخْدِمُ فِيهَا صِيغَةَ ٱلْأَمْرِ أَوِ ٱلنَّهْيِ. بَلْ يَعْرِضُهَا كَوَقَائِعَ لِيَظْهَرَ مَا فِي قَلْبِنَا وَكَيْفَ نَتَجَاوَبُ مَعَهَا.
١٣ وَلِأَنَّ هذِهِ ٱلْآيَاتِ مَوْضُوعَةٌ كَحَقَائِقَ أَسَاسِيَّةٍ، فَهِيَ غَيْرُ مَنُوطَةٍ بِزَمَانٍ أَوْ مَكَانٍ أَوْ حَالَةٍ مُعَيَّنَةٍ. بَلِ ٱنْطِبَاقُهَا هُوَ وَاسِعٌ وَشَامِلٌ. لِلْإِيضَاحِ، ٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹كَيْفَ أَتَجَنَّبُ مُعَاشَرَةَ «ٱلْمُنَافِقِينَ»؟ فِي أَيَّةِ ظُرُوفٍ يُحْتَمَلُ أَنْ أَلْتَقِيَ بِمِثْلِ هؤُلَاءِ؟ (ام ٣:٣٢؛ ٦:١٢) مَنْ هُمُ «ٱلْحُكَمَاءُ» ٱلَّذِينَ يُحِبُّ يَهْوَهُ أَنْ أَكُونَ بِرِفْقَتِهِمْ؟ وَمَنْ هُمُ «ٱلْأَغْبِيَاءُ» ٱلَّذِينَ يَنْصَحُنِي بِتَفَادِيهِمْ؟ (مز ١١١:١٠؛ ١١٢:١؛ ام ١:٧) أَيَّةُ ‹عَادَاتٍ نَافِعَةٍ› يُفْسِدُهَا ٱخْتِيَارِي لِعُشَرَاءَ أَرْدِيَاءَ؟ وَهَلْ أَجِدُ هؤُلَاءِ ٱلْعُشَرَاءَ فِي ٱلْعَالَمِ فَقَطْ؟›. (٢ بط ٢:١-٣) فَكَيْفَ تُجِيبُ عَنْ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ؟
١٤ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تُغْنُوا أُمْسِيَةَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ؟
١٤ بَعْدَمَا تَمَعَّنْتَ فِي هذِهِ ٱلْآيَاتِ، لِمَ لَا تَتَفَحَّصُ آيَاتٍ أُخْرَى تَعْكِسُ تَفْكِيرَ ٱللّٰهِ حَوْلَ ٱلْمَسَائِلِ ٱلَّتِي تُهِمُّكَ أَنْتَ وَعَائِلَتَكَ؟b وَإِذَا كُنْتَ وَالِدًا، فَلِمَ لَا تُنَاقِشُ هذِهِ ٱلْمَوَاضِيعَ أَثْنَاءَ أُمْسِيَةِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ؟ وَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ هَدَفُكَ مُسَاعَدَةَ كُلِّ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِ ٱلْعَائِلَةِ أَنْ يَفْهَمَ أَنَّ شَرَائِعَ يَهْوَهَ وَمَبَادِئَهُ هِيَ دَلِيلٌ عَلَى مَحَبَّتِهِ ٱلْعَمِيقَةِ لَنَا. (مز ١١٩:٧٢) وَهذَا ٱلدَّرْسُ يَنْبَغِي أَنْ يُعَزِّزَ ٱللُّحْمَةَ بَيْنَ أَفْرَادِ ٱلْعَائِلَةِ وَيُقَرِّبَهُمْ أَكْثَرَ مِنْ يَهْوَهَ.
١٥ كَيْفَ تَعْرِفُونَ إِنْ كُنْتُمْ تُنَمُّونَ قَلْبًا حَكِيمًا وَطَائِعًا؟
١٥ وَكَيْفَ تَعْرِفُ إِنْ كُنْتَ تُنَمِّي قَلْبًا حَكِيمًا وَطَائِعًا؟ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ هِيَ أَنْ تُقَارِنَ مَوْقِفَكَ بِمَوْقِفِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْأُمَنَاءِ قَدِيمًا، أَمْثَالِ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ ٱلَّذِي كَتَبَ: «أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلٰهِي سُرِرْتُ، وَشَرِيعَتُكَ فِي وَسَطِ أَحْشَائِي». (مز ٤٠:٨) عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، قَالَ كَاتِبُ ٱلْمَزْمُور ١١٩: «كَمْ أُحِبُّ شَرِيعَتَكَ! اَلْيَوْمَ كُلَّهُ هِيَ شَاغِلِي». (مز ١١٩:٩٧) وَهذِهِ ٱلْمَحَبَّةُ لَا يُمْكِنُ أَنْ تَنْمُوَ فِي قَلْبِكَ إِلَّا مِنْ خِلَالِ ٱلدَّرْسِ ٱلْعَمِيقِ، ٱلصَّلَاةِ، ٱلتَّأَمُّلِ، وَلَمْسِ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلْجَزِيلَةِ ٱلنَّاجِمَةِ عَنِ ٱلِٱلْتِصَاقِ بِمَبَادِئِ ٱللّٰهِ. — مز ٣٤:٨.
حَارِبْ فِي سَبِيلِ حُرِّيَّتِكَ ٱلْمَسِيحِيَّةِ
١٦ مَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَتَذَكَّرَ إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نَكْسِبَ مَعْرَكَتَنَا مِنْ أَجْلِ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ؟
١٦ لَطَالَمَا حَارَبَتِ ٱلشُّعُوبُ وَنَاضَلَتْ سَعْيًا وَرَاءَ ٱلْحُرِّيَّةِ. فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى يَلْزَمُ أَنْ تَخُوضَ أَنْتَ حَرْبًا رُوحِيَّةً فِي سَبِيلِ حُرِّيَّتِكَ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟! وَلكِنْ كَيْ تَكْسِبَ مَعْرَكَتَكَ، يَلْزَمُ أَنْ تُبْقِيَ فِي بَالِكَ أَنَّكَ لَنْ تُحَارِبَ ٱلشَّيْطَانَ وَٱلْعَالَمَ وَرُوحَهُ ٱلسَّامَّةَ فَحَسْبُ، بَلْ أَيْضًا نَقَائِصَكَ ٱلشَّخْصِيَّةَ، بِمَا فِيهَا قَلْبُكَ ٱلْغَادِرُ. (ار ١٧:٩؛ اف ٢:٣) وَلَا تَنْسَ أَيْضًا أَنَّ يَهْوَهَ سَيُعِينُكَ فِي حَرْبِكَ. زِدْ عَلَى ذلِكَ أَنَّ كُلَّ ٱنْتِصَارٍ تُحْرِزُهُ، صَغِيرًا كَانَ أَمْ كَبِيرًا، يُسْفِرُ عَنْ نَتِيجَتَيْنِ إِيجَابِيَّتَيْنِ عَلَى ٱلْأَقَلِّ. أَوَّلًا، تُفَرِّحُ قَلْبَ يَهْوَهَ. (ام ٢٧:١١) وَثَانِيًا، فِيمَا تَتَذَوَّقُ طَعْمَ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلَّتِي تَمْنَحُكَ إِيَّاهَا «ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْكَامِلَةُ»، يَقْوَى تَصْمِيمُكَ عَلَى ٱلْبَقَاءِ فِي ‹ٱلطَّرِيقِ ٱلْحَرِجِ› ٱلْمُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. وَفِي ٱلنِّهَايَةِ، سَتَتَمَتَّعُ بِٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْأَعْظَمِ ٱلَّتِي تَكْمُنُ أَمَامَ أَوْلِيَاءِ يَهْوَهَ. — يع ١:٢٥؛ مت ٧:١٣، ١٤.
١٧ لِمَاذَا لَا يَجِبُ أَنْ نَتَثَبَّطَ بِسَبَبِ نَقَائِصِنَا، وَكَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ؟
١٧ طَبْعًا، مَا مِنْ أَحَدٍ مَعْصُومٌ مِنَ ٱلْخَطَإِ. (جا ٧:٢٠) لِذلِكَ حِينَ تَقْتَرِفُ ذَنْبًا، لَا تَسْتَسْلِمْ لِمَشَاعِرِ ٱلتَّثَبُّطِ وَعَدَمِ ٱلْجَدَارَةِ. فَإِذَا زَلَّتْ قَدَمُكَ فَقُمْ وَتَابِعْ طَرِيقَكَ، حَتَّى لَوِ ٱضْطُرِرْتَ إِلَى ٱلِٱسْتِنْجَادِ بِشُيُوخِ جَمَاعَتِكَ. فَكَمَا قَالَ يَعْقُوبُ: «صَلَاةُ ٱلْإِيمَانِ تَشْفِي ٱلْمُتَوَعِّكَ، وَيَهْوَهُ يُقِيمُهُ. وَإِنْ كَانَ قَدِ ٱرْتَكَبَ خَطَايَا، تُغْفَرُ لَهُ». (يع ٥:١٥) وَلَا تَنْسَ أَبَدًا أَنَّ ٱللّٰهَ رَحِيمٌ جِدًّا وَأَنَّهُ هُوَ ٱلَّذِي ٱجْتَذَبَكَ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ لِأَنَّهُ رَأَى فِيكَ أَمْرًا جَيِّدًا. (اِقْرَأْ مزمور ١٠٣:٨، ٩.) وَهُوَ لَنْ يَتَخَلَّى عَنْكَ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ مَا دَامَ قَلْبُكَ كَامِلًا مَعَهُ. — ١ اخ ٢٨:٩.
١٨ مَاذَا عَلَيْنَا فِعْلُهُ لِنَحْظَى بِحِمَايَةِ يَهْوَهَ؟
١٨ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلْأَخِيرَةِ ٱلَّتِي قَضَاهَا يَسُوعُ مَعَ رُسُلِهِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلْـ ١١، صَلَّى مِنْ أَجْلِهِمْ بِكَلِمَاتٍ مُؤَثِّرَةٍ مُلْتَمِسًا مِنْ أَبِيهِ ‹أَنْ يَحْرُسَهُمْ مِنَ ٱلشِّرِّيرِ›. (يو ١٧:١٥) وَمِثْلَمَا كَانَ يَسُوعُ خَائِفًا عَلَى رُسُلِهِ فِي ٱلْمَاضِي، فَهُوَ يَخَافُ عَلَى كُلِّ أَتْبَاعِهِ ٱلْيَوْمَ. لِذلِكَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ لَدَيْنَا مِلْءُ ٱلثِّقَةِ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَسْتَجِيبُ صَلَاتَهُ وَيَحْرُسُنَا خِلَالَ هذِهِ ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْحَرِجَةِ. فَكَلِمَةُ ٱللّٰهِ تُؤَكِّدُ لَنَا: «هُوَ تُرْسٌ لِلسَّائِرِينَ بِٱسْتِقَامَةٍ . . . وَهُوَ يَحْرُسُ طَرِيقَ أَوْلِيَائِهِ». (ام ٢:٧، ٨) نَعَمْ، إِنَّ دَرْبَ ٱلِٱسْتِقَامَةِ لَا تَخْلُو مِنَ ٱلْمَشَقَّاتِ، لكِنَّهَا سَبِيلُنَا ٱلْوَحِيدُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ وَٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ. (رو ٨:٢١) فَلَا تَدَعْ أَحَدًا يُبْعِدُكَ عَنْهَا بِٱلْحِيلَةِ!
[الحاشيتان]
a كَانَ بَعْدَ وِلَادَةِ أَبْشَالُومَ أَنْ أَعْطَى ٱللّٰهُ لِدَاوُدَ وَعْدًا بِأَنَّ ‹نَسْلَهُ› سَيَرِثُ ٱلْعَرْشَ. لِذلِكَ كَانَ عَلَى أَبْشَالُومَ أَنْ يَعْرِفَ أَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يَخْتَرْهُ خَلَفًا لِدَاوُدَ. — ٢ صم ٣:٣؛ ٧:١٢.
b ثَمَّةَ أَمْثِلَةٌ جَيِّدَةٌ مِثْلُ ١ كُورِنْثُوس ١٣:٤-٨، حَيْثُ يَصِفُ بُولُسُ ٱلْمَحَبَّةَ، وَمَزْمُور ١٩:٧-١١، حَيْثُ تُعَدَّدُ ٱلْبَرَكَاتُ ٱلْكَثِيرَةُ ٱلنَّاجِمَةُ عَنْ إِطَاعَةِ شَرَائِعِ يَهْوَهَ.
-