مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • دع يهوه يرشدك الى الحرية الحقيقية
    برج المراقبة ٢٠١٢ | ١٥ تموز (‏يوليو)‏
    • دَعْ يَهْوَهَ يُرْشِدُكَ إِلَى ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ

      ‏«[اِطَّلِعْ] عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْكَامِلَةِ،‏ شَرِيعَةِ ٱلْحُرِّيَّةِ».‏ —‏ يع ١:‏٢٥‏.‏

      هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُوضِحُوا؟‏

      • أَيَّةُ شَرِيعَةٍ تَقُودُ إِلَى ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ،‏ وَمَنْ يَسْتَفِيدُ مِنْهَا؟‏

      • مَاذَا عَلَيْنَا فِعْلُهُ كَيْ نَحْظَى بِٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ؟‏

      • أَيَّةُ حُرِّيَّةٍ تَنْتَظِرُ كُلَّ ٱلَّذِينَ يَبْقَوْنَ عَلَى ٱلدَّرْبِ ٱلَّتِي تُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ؟‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ مَاذَا يَحْصُلُ لِلْحُرِّيَّاتِ فِي ٱلْعَالَمِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ حُرِّيَّةٍ تَنْتَظِرُ خُدَّامَ يَهْوَهَ؟‏

      نَحْنُ نَعِيشُ فِي زَمَنٍ يَتَفَاقَمُ فِيهِ ٱلْجَشَعُ وَٱنْتِهَاكُ ٱلْقَوَانِينِ وَٱلْعُنْفُ.‏ (‏٢ تي ٣:‏١-‏٥‏)‏ لِذَا تَنْدَفِعُ ٱلسُّلُطَاتُ إِلَى سَنِّ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْقَوَانِينِ،‏ تَعْزِيزِ إِمْكَانِيَّاتِ قُوَى ٱلشُّرْطَةِ،‏ وَٱسْتِخْدَامِ كَامِيرَاتِ ٱلْمُرَاقَبَةِ.‏ وَفِي بَعْضِ ٱلْبُلْدَانِ،‏ يُحَاوِلُ ٱلْمُوَاطِنُونَ ضَمَانَ أَمْنِهِمِ ٱلْفَرْدِيِّ مِنْ خِلَالِ تَجْهِيزِ مَنَازِلِهِمْ بِأَقْفَالٍ إِضَافِيَّةٍ وَسِيَاجَاتٍ كَهْرَبَائِيَّةٍ وَأَجْهِزَةِ إِنْذَارٍ.‏ كَمَا يَتَجَنَّبُ كَثِيرُونَ ٱلْخُرُوجَ لَيْلًا أَوْ يَمْنَعُونَ أَوْلَادَهُمْ مِنَ ٱللَّعِبِ نَهَارًا وَلَيْلًا فِي ٱلْخَارِجِ دُونَ رَقِيبٍ.‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلْحُرِّيَّةَ فِي طَرِيقِهَا إِلَى ٱلزَّوَالِ.‏

      ٢ قَدِيمًا فِي جَنَّةِ عَدْنٍ،‏ قَالَ ٱلشَّيْطَانُ إِنَّ مِفْتَاحَ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ هُوَ ٱلِٱسْتِقْلَالُ عَنْ يَهْوَهَ.‏ فَيَا لَهَا مِنْ كِذْبَةٍ خَبِيثَةٍ وَمُرِيعَةٍ!‏ فَكَمَا تَبَيَّنَ،‏ كُلَّمَا أَمْعَنَ ٱلنَّاسُ فِي تَخَطِّي ٱلْحُدُودِ ٱلَّتِي رَسَمَهَا ٱللّٰهُ،‏ تَفَاقَمَتْ مُعَانَاةُ ٱلْمُجْتَمَعِ بِأَكْمَلِهِ.‏ وَهذَا ٱلْوَضْعُ ٱلْمُتَرَدِّي يُؤَثِّرُ أَيْضًا فِينَا نَحْنُ خُدَّامَ يَهْوَهَ.‏ لكِنْ لَنَا رَجَاءٌ أَنْ نَرَى نِهَايَةَ عُبُودِيَّةِ ٱلْبَشَرِ لِلْخَطِيَّةِ وَٱلْفَسَادِ وَأَنْ نَنْعَمَ بِمَا يُسَمِّيهِ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ «ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْمَجِيدَةَ لِأَوْلَادِ ٱللّٰهِ».‏ (‏رو ٨:‏٢١‏)‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ لَقَدْ بَدَأَ يَهْوَهُ يُعِدُّ خُدَّامَهُ لِهذِهِ ٱلْحُرِّيَّةِ.‏ بِأَيَّةِ وَسِيلَةٍ؟‏

      ٣ أَيَّةُ شَرِيعَةٍ أَعْطَاهَا يَهْوَهُ لِلْمَسِيحِيِّينَ،‏ وَأَيُّ سُؤَالَيْنِ سَنَتَأَمَّلُ فِيهِمَا؟‏

      ٣ يَكْمُنُ ٱلْجَوَابُ فِي مَا دَعَاهُ يَعْقُوبُ،‏ أَحَدُ كَتَبَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ «ٱلشَّرِيعَةَ ٱلْكَامِلَةَ،‏ شَرِيعَةَ ٱلْحُرِّيَّةِ».‏ ‏(‏اِقْرَأْ يعقوب ١:‏٢٥‏.‏‏)‏ وَتُنْقَلُ هذِهِ ٱلْعِبَارَةُ بِحَسَبِ اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلْإِنْكِلِيزِيُّ ٱلْجَدِيدُ إِلَى:‏ «اَلشَّرِيعَةُ ٱلَّتِي تُحَرِّرُنَا».‏ وَلكِنْ عُمُومًا،‏ يَقْرِنُ ٱلنَّاسُ ٱلْقَوَانِينَ أَوِ ٱلشَّرَائِعَ بِٱلْقُيُودِ،‏ لَا بِٱلْحُرِّيَّةِ.‏ فَمَا هِيَ إِذًا «ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْكَامِلَةُ،‏ شَرِيعَةُ ٱلْحُرِّيَّةِ»؟‏ وَكَيْفَ تُحَرِّرُنَا؟‏

      اَلشَّرِيعَةُ ٱلَّتِي تُحَرِّرُ

      ٤ مَا هِيَ «ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْكَامِلَةُ،‏ شَرِيعَةُ ٱلْحُرِّيَّةِ»،‏ وَمَنْ يَسْتَفِيدُ مِنْهَا؟‏

      ٤ إِنَّ «ٱلشَّرِيعَةَ ٱلْكَامِلَةَ،‏ شَرِيعَةَ ٱلْحُرِّيَّةِ» لَيْسَتِ ٱلشَّرِيعَةَ ٱلْمُوسَوِيَّةَ.‏ فَهذِهِ ٱلْأَخِيرَةُ أُعْطِيَتْ لِإِظْهَارِ ٱلتَّعَدِّيَاتِ،‏ وَقَدْ تَمَّتْ فِي ٱلْمَسِيحِ.‏ (‏مت ٥:‏١٧؛‏ غل ٣:‏١٩‏)‏ فَإِلَامَ أَشَارَ يَعْقُوبُ إِذًا؟‏ لَقَدْ كَانَتْ فِي بَالِهِ «شَرِيعَةُ ٱلْمَسِيحِ»،‏ ٱلَّتِي دُعِيَتْ أَيْضًا «شَرِيعَةَ ٱلْإِيمَانِ» وَ «شَرِيعَةَ شَعْبٍ حُرٍّ».‏ (‏غل ٦:‏٢؛‏ رو ٣:‏٢٧؛‏ يع ٢:‏١٢‏)‏ مِنْ هُنَا نَرَى أَنَّ «ٱلشَّرِيعَةَ ٱلْكَامِلَةَ» تَشْمُلُ كُلَّ مَا يَطْلُبُهُ مِنَّا يَهْوَهُ‏.‏ وَهِيَ تُفِيدُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَ ‹ٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ› عَلَى ٱلسَّوَاءِ.‏ —‏ يو ١٠:‏١٦‏.‏

      ٥ لِمَاذَا لَا تُشَكِّلُ شَرِيعَةُ ٱلْحُرِّيَّةِ عِبْئًا؟‏

      ٥ بِخِلَافِ مَجْمُوعَةِ ٱلْقَوَانِينِ ٱلْمُتَّبَعَةِ فِي بُلْدَانٍ كَثِيرَةٍ،‏ فَإِنَّ «ٱلشَّرِيعَةَ ٱلْكَامِلَةَ» لَيْسَتْ مُعَقَّدَةً وَلَا تُشَكِّلُ عِبْئًا،‏ بَلْ تَتَأَلَّفُ مِنْ وَصَايَا بَسِيطَةٍ وَمَبَادِئَ أَسَاسِيَّةٍ.‏ (‏١ يو ٥:‏٣‏)‏ فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ:‏ «نِيرِي لَطِيفٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ».‏ (‏مت ١١:‏٢٩،‏ ٣٠‏)‏ أَضِفْ إِلَى ذلِكَ أَنَّ «ٱلشَّرِيعَةَ ٱلْكَامِلَةَ» لَا تَحْتَاجُ إِلَى قَائِمَةٍ طَوِيلَةٍ مِنَ ٱلْقَوَاعِدِ لِأَنَّهَا مُؤَسَّسَةٌ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ وَمَنْقُوشَةٌ فِي ٱلْعُقُولِ وَٱلْقُلُوبِ،‏ لَا عَلَى أَلْوَاحٍ حَجَرِيَّةٍ.‏ —‏ اِقْرَأْ عبرانيين ٨:‏٦،‏ ١٠‏.‏

      كَيْفَ تُحَرِّرُنَا «ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْكَامِلَةُ»؟‏

      ٦،‏ ٧ مَاذَا يُمْكِنُنَا ٱلْقَوْلُ عَنْ مَقَايِيسِ يَهْوَهَ؟‏ وَلِمَاذَا تُحَرِّرُنَا شَرِيعَةُ ٱلْحُرِّيَّةِ؟‏

      ٦ إِنَّ ٱلْحُدُودَ ٱلَّتِي رَسَمَهَا يَهْوَهُ لِمَخْلُوقَاتِهِ ٱلْعَاقِلَةِ هِيَ لِفَائِدَتِهِمْ وَحِمَايَتِهِمْ.‏ تَأَمَّلْ مَثَلًا فِي ٱلْقَوَانِينِ ٱلْفِيزِيَائِيَّةِ ٱلَّتِي تَضْبُطُ ٱلطَّاقَةَ وَٱلْمَادَّةَ.‏ فَٱلْبَشَرُ يُدْرِكُونَ أَنَّهَا ضَرُورِيَّةٌ لِخَيْرِهِمْ وَيُقَدِّرُونَ وُجُودَهَا،‏ لِذلِكَ لَا يَعْتَبِرُونَهَا قُيُودًا تَحُدُّ مِنْ حُرِّيَّتِهِمْ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ فَإِنَّ ٱلْمَقَايِيسَ ٱلْأَدَبِيَّةَ وَٱلرُّوحِيَّةَ ٱلَّتِي تَتَضَمَّنُهَا ‹شَرِيعَةُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْكَامِلَةُ› وُضِعَتْ لِحِمَايَةِ ٱلنَّاسِ وَفَائِدَتِهِمْ.‏

      ٧ أَيْضًا،‏ تُتِيحُ لَنَا شَرِيعَةُ ٱلْحُرِّيَّةِ أَنْ نُشْبِعَ كُلَّ رَغَبَاتِنَا ٱللَّائِقَةِ دُونَ أَنْ نُؤْذِيَ أَنْفُسَنَا أَوْ نَتَعَدَّى عَلَى حُقُوقِ ٱلْآخَرِينَ وَحُرِّيَّتِهِمْ.‏ لِذلِكَ كَيْ نَكُونَ أَحْرَارًا فِعْلًا،‏ أَيْ قَادِرِينَ عَلَى فِعْلِ مَا نَتَمَنَّاهُ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُنْمِيَ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلصَّائِبَةَ ٱلَّتِي تَنْسَجِمُ مَعَ مَقَايِيسِ يَهْوَهَ وَصِفَاتِهِ.‏ بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى،‏ يَجِبُ أَنْ نَتَعَلَّمَ أَنْ نُحِبَّ مَا يُحِبُّهُ وَنُبْغِضَ مَا يُبْغِضُهُ.‏ وَهذَا مَا تُسَاعِدُنَا شَرِيعَةُ ٱلْحُرِّيَّةِ عَلَى فِعْلِهِ.‏ —‏ عا ٥:‏١٥‏.‏

      ٨،‏ ٩ أَيَّةُ فَوَائِدَ يَجْنِيهَا ٱلَّذِينَ يَلْتَصِقُونَ بِشَرِيعَةِ ٱلْحُرِّيَّةِ؟‏ أَوْضِحُوا.‏

      ٨ بِسَبَبِ ٱلنَّقْصِ ٱلْمَوْرُوثِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُكَافِحَ بِٱسْتِمْرَارٍ لِنَقْمَعَ رَغَبَاتِنَا ٱلْخَاطِئَةَ.‏ وَلكِنْ إِذَا ٱلْتَصَقْنَا بِوَلَاءٍ بِشَرِيعَةِ ٱلْحُرِّيَّةِ،‏ يُمْكِنُ أَنْ نَذُوقَ طَعْمَ ٱلْحُرِّيَّةِ حَتَّى فِي وَقْتِنَا هذَا.‏ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ مَا حَدَثَ مَعَ جَايَ ٱلَّذِي كَانَ مُدْمِنًا عَلَى ٱلتَّدْخِينِ.‏ فَبَعْدَمَا بَاشَرَ دَرْسَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ عَلِمَ أَنَّ هذِهِ ٱلْعَادَةَ لَا تُرْضِي ٱللّٰهَ.‏ فَوُضِعَ أَمَامَ خِيَارَيْنِ:‏ إِمَّا أَنْ يَسْتَمِرَّ فِي ٱلْخُضُوعِ لِرَغَبَاتِ جَسَدِهِ أَوْ يُذْعِنَ لِيَهْوَهَ.‏ فَقَرَّرَ بِحِكْمَةٍ أَنْ يَخْدُمَ ٱللّٰهَ،‏ رَغْمَ أَنَّ جَسَدَهُ تَاقَ تَوْقًا شَدِيدًا إِلَى ٱلنِّيكُوتِينِ.‏ وَكَيْفَ شَعَرَ بَعْدَ أَنْ نَجَحَ فِي ٱلْإِقْلَاعِ عَنِ ٱلتَّدْخِينِ؟‏ يَقُولُ:‏ «شَعَرْتُ بِحُرِّيَّةٍ رَائِعَةٍ وَفَرَحٍ غَامِرٍ».‏

      ٩ لَقَدْ تَعَلَّمَ جَاي بِٱلِٱخْتِبَارِ أَنَّ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلَّتِي يُقَدِّمُهَا ٱلْعَالَمُ،‏ وَٱلَّتِي تَسْمَحُ لِلنَّاسِ أَنْ يَفْعَلُوا «مَا يُرِيدُهُ ٱلْجَسَدُ»،‏ مَا هِيَ فِي ٱلْوَاقِعِ سِوَى عُبُودِيَّةٍ.‏ فِي حِينِ أَنَّ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلَّتِي يَمْنَحُهَا يَهْوَهُ،‏ وَٱلَّتِي تُشِيرُ إِلَى ‏«مَا يُرِيدُهُ ٱلرُّوحُ»،‏ تُحَرِّرُ ٱلْمَرْءَ وَتُؤَدِّي بِهِ إِلَى «حَيَاةٍ وَسَلَامٍ».‏ (‏رو ٨:‏٥،‏ ٦‏)‏ وَمِنْ أَيْنَ ٱسْتَمَدَّ جَايُ ٱلْقُوَّةَ لِيَتَغَلَّبَ عَلَى ٱلْعَادَةِ ٱلَّتِي ٱسْتَعْبَدَتْهُ؟‏ لَيْسَ مِنْ ذَاتِهِ طَبْعًا،‏ بَلْ مِنَ ٱللّٰهِ.‏ قَالَ:‏ «ثَابَرْتُ عَلَى دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ صَلَّيْتُ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ وَٱسْتَفَدْتُ مِنَ ٱلدَّعْمِ ٱلْحُبِّيِّ وَٱلطَّوْعِيِّ ٱلَّذِي أَمَدَّنِي بِهِ ٱلْإِخْوَةُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ».‏ وَهذِهِ ٱلتَّدَابِيرُ عَيْنُهَا يُمْكِنُ أَنْ تُسَاعِدَنَا جَمِيعًا فِي سَعْيِنَا وَرَاءَ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ.‏ كَيْفَ ذلِكَ؟‏

      اِطَّلِعْ عَلَى كَلِمَةِ ٱللّٰهِ

      ١٠ مَاذَا يَعْنِيهِ ‹ٱلِٱطِّلَاعُ› عَلَى شَرِيعَةِ ٱللّٰهِ؟‏

      ١٠ تَذْكُرُ يَعْقُوبُ ١:‏٢٥‏:‏ «اَلَّذِي يَطَّلِعُ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْكَامِلَةِ،‏ شَرِيعَةِ ٱلْحُرِّيَّةِ،‏ وَيُدَاوِمُ عَلَى ذٰلِكَ،‏ .‏ .‏ .‏ يَكُونُ سَعِيدًا فِي ٱلْعَمَلِ بِهَا».‏ إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمَنْقُولَةَ إِلَى «يَطَّلِعُ» تَعْنِي أَنْ «يَنْحَنِيَ لِيَنْظُرَ»،‏ عِبَارَةٌ تَتَضَمَّنُ فِكْرَةَ بَذْلِ ٱلْجُهْدِ.‏ نَعَمْ،‏ إِذَا أَرَدْنَا أَنْ تُؤَثِّرَ شَرِيعَةُ ٱلْحُرِّيَّةِ فِي فِكْرِنَا وَقَلْبِنَا،‏ فَعَلَيْنَا أَنْ نَقُومَ بِدَوْرِنَا إِذْ نَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِٱجْتِهَادٍ وَنَتَأَمَّلُ بِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ فِي مَا نَقْرَأُهُ.‏ —‏ ١ تي ٤:‏١٥‏.‏

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ كَيْفَ شَدَّدَ يَسُوعُ عَلَى ضَرُورَةِ جَعْلِ ٱلْحَقِّ طَرِيقَةَ حَيَاتِنَا؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ خَطَرٍ يَنْبَغِي أَنْ يَتَفَادَاهُ ٱلْأَحْدَاثُ كَمَا يَتَّضِحُ مِنَ ٱلِٱخْتِبَارِ ٱلْمَذْكُورِ أَعْلَاهُ؟‏

      ١١ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ،‏ يَجِبُ أَنْ ‹نُدَاوِمَ› عَلَى تَطْبِيقِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ،‏ جَاعِلِينَ ٱلْحَقَّ بِٱلتَّالِي طَرِيقَةَ حَيَاتِنَا.‏ وَقَدْ عَبَّرَ يَسُوعُ عَنْ هذِهِ ٱلْفِكْرَةِ حِينَ قَالَ لِبَعْضِ ٱلَّذِينَ آمَنُوا بِهِ:‏ «إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كَلِمَتِي،‏ تَكُونُونَ حَقًّا تَلَامِيذِي،‏ وَتَعْرِفُونَ ٱلْحَقَّ،‏ وَٱلْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ».‏ (‏يو ٨:‏٣١،‏ ٣٢‏)‏ وَيَقُولُ أَحَدُ ٱلْمَرَاجِعِ إِنَّ كَلِمَةَ «عَرَفَ» هُنَا تَشْمُلُ أَيْضًا فِكْرَةَ ٱمْتِلَاكِ ٱلْمَرْءِ ٱلتَّقْدِيرَ لِمَا يَعْرِفُهُ لِأَنَّهُ ذَاتُ قِيمَةٍ أَوْ أَهَمِّيَّةٍ فِي نَظَرِهِ.‏ وَهكَذَا،‏ ‹نَعْرِفُ› ٱلْحَقَّ بِٱلْمَعْنَى ٱلْأَكْمَلِ حِينَ نَجْعَلُهُ طَرِيقَةَ حَيَاتِنَا.‏ عِنْدَئِذٍ،‏ نَسْتَطِيعُ ٱلْقَوْلَ إِنَّ «كَلِمَةَ ٱللّٰهِ» «تَعْمَلُ» فِينَا،‏ إِذْ تَصُوغُ شَخْصِيَّتَنَا بِحَيْثُ نَعْكِسُ شَخْصِيَّةَ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ عَلَى نَحْوٍ أَفْضَلَ.‏ —‏ ١ تس ٢:‏١٣‏.‏

      ١٢ لِذلِكَ ٱسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹هَلْ أَعْرِفُ ٱلْحَقَّ فِعْلًا؟‏ هَلْ جَعَلْتُهُ طَرِيقَةَ حَيَاتِي؟‏ أَمْ إِنِّي مَا زِلْتُ أَتُوقُ إِلَى بَعْضِ «ٱلْحُرِّيَّاتِ» ٱلَّتِي يُقَدِّمُهَا ٱلْعَالَمُ؟‏›.‏ ثَمَّةَ أُخْتٌ تَرَبَّتْ عَلَى يَدِ وَالِدَيْنِ مَسِيحِيَّيْنِ كَتَبَتْ عَنْ أَيَّامِ حَدَاثَتِهَا:‏ «حِينَ يَكْبُرُ ٱلْمَرْءُ فِي عَائِلَةٍ مَسِيحِيَّةٍ،‏ يَعْرِفُ دُونَ شَكٍّ أَنَّ يَهْوَهَ مَوْجُودٌ.‏ وَلكِنْ مَا حَصَلَ لِي هُوَ أَنَّنِي لَمْ أَعْرِفْهُ حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ.‏ وَلَمْ أَتَعَلَّمْ أَنْ أُبْغِضَ مَا يُبْغِضُهُ.‏ كَمَا أَنَّنِي لَمْ أَعْتَقِدْ أَنَّ تَصَرُّفَاتِي تَهُمُّهُ.‏ وَلَمْ أَتَعَلَّمِ ٱللُّجُوءَ إِلَيْهِ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلْمَشَاكِلِ.‏ بَلِ ٱعْتَمَدْتُ عَلَى فَهْمِي ٱلْخَاصِّ.‏ لَكِنِّي أُدْرِكُ ٱلْيَوْمَ أَنَّ طَرِيقَةَ تَفْكِيرِي كَانَتْ سَخِيفَةً لِأَنَّنِي مَا كُنْتُ أَعْرِفُ شَيْئًا».‏ وَمِنَ ٱلْمُفْرِحِ أَنَّ ٱلْأُخْتَ أَدْرَكَتْ أَنَّ تَفْكِيرَهَا خَاطِئٌ.‏ لِذلِكَ،‏ قَامَتْ بِتَعْدِيلَاتٍ جَذْرِيَّةٍ فِي حَيَاتِهَا،‏ حَتَّى إِنَّهَا ٱنْخَرَطَتْ فِي ٱلْفَتْحِ ٱلْعَادِيِّ.‏

      اَلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ يُسَاهِمُ فِي تَحْرِيرِكَ

      ١٣ كَيْفَ يُسَاهِمُ رُوحُ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسُ فِي تَحْرِيرِنَا؟‏

      ١٣ نَقْرَأُ فِي ٢ كُورِنْثُوس ٣:‏١٧‏:‏ «حَيْثُ رُوحُ يَهْوَهَ فَهُنَاكَ حُرِّيَّةٌ».‏ فَكَيْفَ يُسَاهِمُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ فِي تَحْرِيرِنَا؟‏ أَحَدُ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي يَقُومُ بِهَا هُوَ أَنَّهُ يُنْتِجُ فِينَا صِفَاتٍ ضَرُورِيَّةً لِنَحْظَى بِٱلْحُرِّيَّةِ،‏ أَلَا وَهِيَ «ٱلْمَحَبَّةُ،‏ ٱلْفَرَحُ،‏ ٱلسَّلَامُ،‏ طُولُ ٱلْأَنَاةِ،‏ ٱللُّطْفُ،‏ ٱلصَّلَاحُ،‏ ٱلْإِيمَانُ،‏ ٱلْوَدَاعَةُ،‏ وَضَبْطُ ٱلنَّفْسِ».‏ (‏غل ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ فَبِدُونِ هذِهِ ٱلصِّفَاتِ،‏ وَلَا سِيَّمَا ٱلْمَحَبَّةِ،‏ مَا مِنْ أَحَدٍ يُمْكِنُهُ أَنْ يَنْعَمَ بِٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ.‏ وَهذَا ٱلْوَاقِعُ يَشْهَدُ عَلَيْهِ مَا يَحْدُثُ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ.‏ وَمِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلْمُلَاحَظَةِ أَنَّ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ أَضَافَ بَعْدَمَا عَدَّدَ ثَمَرَ ٱلرُّوحِ:‏ «أَمْثَالُ هٰذِهِ لَيْسَتْ شَرِيعَةٌ ضِدَّهَا».‏ فَمَاذَا عَنَى بِذلِكَ؟‏ لَقَدْ عَنَى أَنَّهُ مَا مِنْ شَرِيعَةٍ يُمْكِنُ أَنْ تَتَحَكَّمَ فِي مَدَى إِعْرَابِنَا عَنْ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ.‏ (‏غل ٥:‏١٨‏)‏ فَمَشِيئَةُ يَهْوَهَ هِيَ أَنْ نُدَاوِمَ عَلَى تَنْمِيَةِ ٱلصِّفَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَنَسْتَمِرَّ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنْهَا.‏

      ١٤ كَيْفَ يَسْتَعْبِدُ رُوحُ ٱلْعَالَمِ ٱلنَّاسَ؟‏

      ١٤ قَدْ يَظُنُّ ٱلَّذِينَ يَسْتَأْثِرُ بِهِمْ رُوحُ ٱلْعَالَمِ وَٱلَّذِينَ يَنْغَمِسُونَ فِي إِشْبَاعِ رَغَبَاتِهِمِ ٱلْجَسَدِيَّةِ أَنَّهُمْ أَحْرَارٌ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ ٢ بطرس ٢:‏١٨،‏ ١٩‏.‏‏)‏ لكِنَّ ٱلْعَكْسَ صَحِيحٌ.‏ فَهُمْ مُكَبَّلُونَ بِكَمٍّ هَائِلٍ مِنَ ٱلْقَوَاعِدِ وَٱلْقَوَانِينِ ٱلَّتِي تُوضَعُ لِضَبْطِ تَصَرُّفَاتِهِمْ وَشَهَوَاتِهِمِ ٱلْمُؤْذِيَةِ.‏ فَقَدْ ذَكَرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «اَلشَّرِيعَةُ لَا تُوضَعُ لِلْبَارِّ،‏ بَلْ لِلْمُتَعَدِّينَ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ وَٱلْمُتَمَرِّدِينَ».‏ (‏١ تي ١:‏٩،‏ ١٠‏)‏ كَمَا أَنَّهُمْ عَبِيدٌ لِلْخَطِيَّةِ لِأَنَّهُمْ مَسُوقُونَ لِفِعْلِ ‏«مَشِيئَاتِ ٱلْجَسَدِ»،‏ ٱلَّذِي هُوَ سَيِّدٌ قَاسٍ.‏ (‏اف ٢:‏١-‏٣‏)‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ هؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصَ أَشْبَهُ بِٱلسَّمَكِ ٱلَّذِي تَقْتَادُهُ غَرِيزَتُهُ لِيَأْكُلَ ٱلطُّعْمَ فَيَعْلَقُ فِي ٱلصِّنَّارَةِ.‏ فَهُمْ إِذْ يَنْدَفِعُونَ إِلَى إِرْضَاءِ شَهَوَاتِهِمْ يَصِيرُونَ عَبِيدًا لِلْخَطِيَّةِ.‏ —‏ يع ١:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      اَلْحُرِّيَّةُ ضِمْنَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ

      ١٥،‏ ١٦ مَا ٱلْفَوَائِدُ ٱلَّتِي نَجْنِيهَا مِنِ ٱنْتِمَائِنَا إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ وَأَيَّةُ حُرِّيَّةٍ يَمْنَحُنَا إِيَّاهَا ذلِكَ؟‏

      ١٥ بِٱلطَّبْعِ،‏ أَنْتَ لَمْ تُقَدِّمْ طَلَبًا لِلِٱنْضِمَامِ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ كَمَا لَوْ كَانَتْ نَادِيًا ٱجْتِمَاعِيًّا.‏ فَيَهْوَهُ هُوَ ٱلَّذِي ٱجْتَذَبَكَ إِلَيْهَا.‏ (‏يو ٦:‏٤٤‏)‏ وَلِمَاذَا؟‏ هَلْ لِأَنَّكَ شَخْصٌ تَقِيٌّ وَبَارٌّ؟‏ قَدْ تُجِيبُ:‏ «كَلَّا،‏ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ!‏».‏ إِذًا،‏ مَاذَا وَجَدَ ٱللّٰهُ فِيكَ؟‏ لَقَدْ رَأَى قَلْبًا مُسْتَعِدًا لِإِطَاعَةِ شَرِيعَتِهِ ٱلْمُحَرِّرَةِ وَٱتِّبَاعِ إِرْشَادَاتِهِ ٱلْحُبِّيَّةِ.‏ وَضِمْنَ ٱلْجَمَاعَةِ،‏ ٱعْتَنَى يَهْوَهُ بِقَلْبِكَ إِذْ أَمَّنَ لَكَ ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ،‏ حَرَّرَكَ مِنَ ٱلْخُرَافَاتِ وَٱلْأَبَاطِيلِ ٱلدِّينِيَّةِ،‏ وَعَلَّمَكَ كَيْفَ تُنْمِي ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ افسس ٤:‏٢٢-‏٢٤‏.‏‏)‏ نَتِيجَةَ ذلِكَ،‏ لَدَيْكَ ٱلِٱمْتِيَازُ أَنْ تَكُونَ مُنْتَمِيًا إِلَى ٱلشَّعْبِ ٱلْوَحِيدِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يُدْعَى بِٱلصَّوَابِ ‹شَعْبًا حُرًّا›.‏ —‏ يع ٢:‏١٢‏.‏

      ١٦ فَكِّرْ فِي مَا يَلِي:‏ حِينَ تَكُونُ بِرِفْقَةِ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِمْ،‏ هَلْ يَنْتَابُكَ ٱلْخَوْفُ؟‏ هَلْ تَرْتَابُ بِهِمْ بِٱسْتِمْرَارٍ؟‏ وَحِينَمَا تَتَبَادَلُ ٱلْأَحَادِيثَ مَعَهُمْ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ هَلْ تُمْسِكُ بِإِحْكَامٍ بِأَغْرَاضِكَ خَشْيَةَ أَنْ يَسْرِقَكَ أَحَدٌ؟‏ بِٱلطَّبْعِ لَا!‏ فَأَنْتَ تَكُونُ مُرْتَاحًا وَمُتَحَرِّرًا مِنْ كُلِّ ٱلْمَخَاوِفِ،‏ مَشَاعِرُ لَنْ تُحِسَّ بِهَا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ فِي تَجَمُّعٍ مَعَ أُنَاسٍ مِنَ ٱلْعَالَمِ.‏ زِدْ عَلَى ذلِكَ أَنَّ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلَّتِي تَنْعَمُ بِهَا ضِمْنَ شَعْبِ ٱللّٰهِ لَيْسَتْ سِوَى لَمْحَةٍ مُسْبَقَةٍ عَنِ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلَّتِي تَنْتَظِرُكَ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏

      ‏«اَلْحُرِّيَّةُ ٱلْمَجِيدَةُ لِأَوْلَادِ ٱللّٰهِ»‏

      ١٧ كَيْفَ سَيَتَحَرَّرُ ٱلْبَشَرُ عِنْدَ «ٱلْكَشْفِ عَنْ أَبْنَاءِ ٱللّٰهِ»؟‏

      ١٧ كَتَبَ بُولُسُ عَنِ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلَّتِي يُخَبِّئُهَا يَهْوَهُ لِخُدَّامِهِ ٱلْأَرْضِيِّينَ:‏ «اَلْخَلِيقَةُ تَنْتَظِرُ بِتَرَقُّبٍ شَدِيدٍ ٱلْكَشْفَ عَنْ أَبْنَاءِ ٱللّٰهِ».‏ ثُمَّ أَضَافَ:‏ «اَلْخَلِيقَةُ نَفْسُهَا أَيْضًا [تُحَرَّرُ] مِنَ ٱلِٱسْتِعْبَادِ لِلْفَسَادِ وَتَنَالُ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْمَجِيدَةَ لِأَوْلَادِ ٱللّٰهِ».‏ (‏رو ٨:‏١٩-‏٢١‏)‏ تُشِيرُ «ٱلْخَلِيقَةُ» إِلَى ٱلْبَشَرِ ٱلَّذِينَ يَمْتَلِكُونَ رَجَاءً أَرْضِيًّا،‏ أُولئِكَ ٱلَّذِينَ يَسْتَفِيدُونَ مِنَ «ٱلْكَشْفِ» عَنْ أَبْنَاءِ ٱللّٰهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ.‏ وَهذَا ٱلْكَشْفُ يَبْدَأُ عِنْدَمَا يَشْتَرِكُ هؤُلَاءِ ‹ٱلْأَبْنَاءُ› —‏ اَلْمُقَامُونَ إِلَى ٱلْحَيِّزِ ٱلسَّمَاوِيِّ —‏ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي تَطْهِيرِ ٱلْأَرْضِ مِنَ ٱلشَّرِّ وَحِمَايَةِ «جَمْعٍ كَثِيرٍ» لِيَدْخُلَ إِلَى نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْجَدِيدِ.‏ —‏ رؤ ٧:‏٩،‏ ١٤‏.‏

      ١٨ كَيْفَ سَيَنَالُ ٱلْبَشَرُ ٱلطَّائِعُونَ ٱلْحُرِّيَّةَ شَيْئًا فَشَيْئًا؟‏

      ١٨ عِنْدَئِذٍ،‏ سَيَتَذَوَّقُ ٱلنَّاسُ ٱلْمَفْدِيُّونَ طَعْمًا جَدِيدًا لِلْحُرِّيَّةِ،‏ وَذلِكَ حِينَ يَتَحَرَّرُونَ مِنْ تَأْثِيرِ ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ.‏ (‏رؤ ٢٠:‏١-‏٣‏)‏ فَيَا لَلرَّاحَةِ ٱلَّتِي سَيَنْعَمُونَ بِهَا!‏ وَبَعْدَ ذلِكَ،‏ سَيَسْتَمِرُّ ٱلْمُلُوكُ وَٱلْكَهَنَةُ ٱلْـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ ٱلْمُعَاوِنُونَ لِلْمَسِيحِ فِي تَحْرِيرِهِمْ إِذْ يُطَبِّقُونَ تَدْرِيجِيًّا فَوَائِدَ ٱلذَّبِيحَةِ ٱلْفِدَائِيَّةِ إِلَى أَنْ تُمْحَى كَامِلًا خَطِيَّةُ آدَمَ وَٱلنَّقْصُ ٱلْمَوْرُوثُ عَنْهُ.‏ (‏رؤ ٥:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وَبَعْدَمَا يُثْبِتُ ٱلنَّاسُ وَلَاءَهُمْ تَحْتَ ٱلِٱمْتِحَانِ،‏ سَيَبْلُغُونَ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْكَامِلَةَ ٱلَّتِي قَصَدَهَا ٱلْخَالِقُ لَهُمْ:‏ «اَلْحُرِّيَّةَ ٱلْمَجِيدَةَ لِأَوْلَادِ ٱللّٰهِ».‏ تَخَيَّلْ مَا يَعْنِيهِ ذلِكَ!‏ فَأَنْتَ لَنْ تُضْطَرَّ آنَذَاكَ أَنْ تُكَافِحَ كَيْ تَصْنَعَ مَا هُوَ صَائِبٌ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ.‏ فَسَتَكُونُ كَامِلًا جَسَدًا وَفِكْرًا وَقَلْبًا،‏ وَبِٱلتَّالِي قَادِرًا عَلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ كَامِلًا بِصِفَاتِ ٱللّٰهِ.‏

      ١٩ مَاذَا عَلَيْنَا فِعْلُهُ ٱلْيَوْمَ كَيْ نَبْقَى عَلَى ٱلدَّرْبِ ٱلْمُؤَدِّيَةِ إِلَى ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ؟‏

      ١٩ فَهَلْ تَتُوقُ إِلَى نَيْلِ «ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْمَجِيدَةِ لِأَوْلَادِ ٱللّٰهِ»؟‏ فِي هذِهِ ٱلْحَالِ،‏ دَعِ «ٱلشَّرِيعَةَ ٱلْكَامِلَةَ،‏ شَرِيعَةَ ٱلْحُرِّيَّةِ» تُؤَثِّرُ بِٱسْتِمْرَارٍ فِي عَقْلِكَ وَقَلْبِكَ.‏ لِهذِهِ ٱلْغَايَةِ،‏ ٱجْتَهِدْ فِي دَرْسِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ ٱجْعَلِ ٱلْحَقَّ خَاصَّتَكَ،‏ صَلِّ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ وَٱسْتَفِدْ إِلَى أَقْصَى حَدٍّ مِنْ دَعْمِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَٱلتَّدَابِيرِ ٱلَّتِي تُوَفِّرُهَا،‏ وَكَذلِكَ مِنَ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلَّذِي يُزَوِّدُهُ يَهْوَهُ.‏ وَحَذَارِ أَنْ يَخْدَعَكَ ٱلشَّيْطَانُ كَمَا خَدَعَ حَوَّاءَ وَيَجُرَّكَ إِلَى ٱلِٱعْتِقَادِ أَنَّ طُرُقَ يَهْوَهَ صَارِمَةٌ جِدًّا!‏ فَرَغْمَ أَنَّهُ فَائِقُ ٱلذَّكَاءِ،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَغَلَّبَ عَلَيْهِ لِأَنَّنَا «لَا نَجْهَلُ مُخَطَّطَاتِهِ».‏ وَهذَا مَا سَنُنَاقِشُهُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏ —‏ ٢ كو ٢:‏١١‏.‏

  • اخدم اله الحرية
    برج المراقبة ٢٠١٢ | ١٥ تموز (‏يوليو)‏
    • اُخْدُمْ إِلهَ ٱلْحُرِّيَّةِ

      ‏«هٰذَا مَا تَعْنِيهِ مَحَبَّةُ ٱللّٰهِ،‏ أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ،‏ وَوَصَايَاهُ لَا تُشَكِّلُ عِبْئًا».‏ —‏ ١ يو ٥:‏٣‏.‏

      هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُجِيبُوا؟‏

      • مَاذَا يُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ نُفَكِّرَ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِشَرَائِعِ ٱللّٰهِ؟‏

      • لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَحْرِصَ حِرْصًا شَدِيدًا عِنْدَ ٱخْتِيَارِ عُشَرَائِنَا؟‏

      • مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لِإِلهِ ٱلْحُرِّيَّةِ؟‏

      ١ مَا هِيَ نَظْرَةُ يَهْوَهَ إِلَى ٱلْحُرِّيَّةِ،‏ وَكَيْفَ تَجَلَّتْ فِي حَالَةِ آدَمَ وَحَوَّاءَ؟‏

      يَهْوَهُ هُوَ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي يَمْلِكُ حُرِّيَّةً مُطْلَقَةً.‏ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُسِيءُ ٱسْتِعْمَالَهَا أَبَدًا.‏ وَهُوَ لَا يَتَحَكَّمُ فِي حُرِّيَّةِ خُدَّامِهِ بِٱلتَّدَخُّلِ فِي أَدَقِّ تَفَاصِيلِ حَيَاتِهِمْ،‏ بَلْ مَنَحَهُمُ ٱلْإِرَادَةَ ٱلْحُرَّةَ ٱلَّتِي تُتِيحُ لَهُمُ ٱتِّخَاذَ قَرَارَاتِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ وَإِشْبَاعَ كُلِّ رَغَبَاتِهِمِ ٱللَّائِقَةِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ لَقَدْ نَهَى ٱللّٰهُ آدَمَ وَحَوَّاءَ عَنْ أَمْرٍ وَاحِدٍ فَقَطْ:‏ اَلْأَكْلِ مِنْ «شَجَرَةِ مَعْرِفَةِ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ».‏ (‏تك ٢:‏١٧‏)‏ لِذلِكَ كَانَ بِإِمْكَانِهِمَا ٱلتَّمَتُّعُ بِحُرِّيَّةٍ عَظِيمَةٍ وَتَحْقِيقُ مَشِيئَتِهِ فِي آنٍ مَعًا.‏

      ٢ لِمَ خَسِرَ أَبَوَانَا ٱلْأَوَّلَانِ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلَّتِي مَنَحَهُمَا إِيَّاهَا ٱللّٰهُ؟‏

      ٢ لِمَ مَنَحَ ٱللّٰهُ أَبَوَيْنَا ٱلْأَوَّلَيْنِ هذَا ٱلْمِقْدَارَ ٱلْكَبِيرَ مِنَ ٱلْحُرِّيَّةِ؟‏ ذلِكَ لِأَنَّهُ خَلَقَهُمَا عَلَى صُورَتِهِ وَأَعْطَاهُمَا ضَمِيرًا.‏ وَقَدْ تَوَقَّعَ أَنْ تَقُودَهُمَا مَحَبَّتُهُمَا لَهُ إِلَى فِعْلِ مَا هُوَ صَوَابٌ.‏ (‏تك ١:‏٢٧؛‏ رو ٢:‏١٥‏)‏ لكِنَّ ٱلْمُحْزِنَ هُوَ أَنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ لَمْ يُقَدِّرَا خَالِقَهُمَا وَلَا ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلَّتِي مَنَحَهُمَا إِيَّاهَا.‏ بَلِ ٱخْتَارَا حُرِّيَّةً لَا تَحِقُّ لَهُمَا عَرَضَهَا ٱلشَّيْطَانُ عَلَيْهِمَا:‏ حُرِّيَّةَ تَقْرِيرِ مَا هُوَ صَوَابٌ وَخَطَأٌ.‏ وَلكِنْ عِوَضَ أَنْ يَنْعَمَا بِمَزِيدٍ مِنَ ٱلْحُرِّيَّةِ،‏ بَاعَا أَنْفُسَهُمَا وَذُرِّيَّتَهُمَا عَبِيدًا لِلْخَطِيَّةِ،‏ فَأَدَّى ذلِكَ إِلَى عَوَاقِبَ وَخِيمَةٍ.‏ —‏ رو ٥:‏١٢‏.‏

      ٣،‏ ٤ كَيْفَ يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ خِدَاعَنَا فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِمَقَايِيسِ يَهْوَهَ؟‏

      ٣ لَقَدْ تَمَكَّنَ ٱلشَّيْطَانُ مِنْ إِقْنَاعِ شَخْصَيْنِ كَامِلَيْنِ —‏ فَضْلًا عَنْ عَدَدٍ مِنَ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلرُّوحَانِيَّةِ —‏ بِرَفْضِ سُلْطَانِ ٱللّٰهِ.‏ فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْدَعَنَا نَحْنُ ٱلنَّاقِصِينَ؟‏!‏ وَأُسْلُوبُهُ لَا يَزَالُ هُوَ نَفْسَهُ تَقْرِيبًا.‏ فَهُوَ يُحَاوِلُ أَنْ يَخْدَعَنَا وَيَجُرَّنَا إِلَى ٱلتَّفْكِيرِ أَنَّ مَقَايِيسَ ٱللّٰهِ تُشَكِّلُ عِبْئًا وَتَسْلُبُنَا ٱلْمَرَحَ وَٱلْإِثَارَةَ فِي ٱلْحَيَاةِ.‏ (‏١ يو ٥:‏٣‏)‏ وَقَدْ يَكُونُ لِهذَا ٱلتَّفْكِيرِ تَأْثِيرٌ قَوِيٌّ عَلَيْنَا إِذَا مَا تَعَرَّضْنَا لَهُ بِٱسْتِمْرَارٍ.‏ تُخْبِرُ أُخْتٌ عُمْرُهَا ٢٤ سَنَةً مَارَسَتِ ٱلْفَسَادَ ٱلْأَدَبِيَّ:‏ «تَأَثَّرْتُ كَثِيرًا بِٱلْمَعْشَرِ ٱلرَّدِيءِ،‏ وَخُصُوصًا لِأَنَّنِي خِفْتُ أَنْ تَكُونَ آرَائِي مُخْتَلِفَةً عَنْ آرَاءِ نُظَرَائِي».‏ أَنْتَ أَيْضًا،‏ رُبَّمَا تَعَرَّضْتَ لِضَغْطِ ٱلنَّظِيرِ وَتَعْرِفُ كَمْ قَوِيٌّ هُوَ تَأْثِيرُهُ.‏

      ٤ مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ تَأْثِيرَ ٱلنُّظَرَاءِ ٱلسَّلْبِيَّ قَدْ يَأْتِي أَحْيَانًا مِنْ دَاخِلِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ قَالَ حَدَثٌ شَابٌّ:‏ «كُنْتُ أُعَاشِرُ أَصْدِقَاءَ يُوَاعِدُونَ أَشْخَاصًا غَيْرَ مُؤْمِنِينَ.‏ لكِنِّي أَدْرَكْتُ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ أَنَّنِي كُلَّمَا صَاحَبْتُهُمْ،‏ صِرْتُ مِثْلَهُمْ.‏ فَقَدْ بَدَأْتُ أَضْعُفُ رُوحِيًّا.‏ فَمَا عُدْتُ أَتَمَتَّعُ بِٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ،‏ وَبَاتَ ٱشْتِرَاكِي فِي ٱلْخِدْمَةِ نَادِرًا.‏ كَانَ ذلِكَ بِمَثَابَةِ جَرَسِ إِنْذَارٍ دَفَعَنِي إِلَى قَطْعِ صِلَتِي بِرُفَقَائِي هؤُلَاءِ».‏ فَهَلْ تُدْرِكُ مَدَى تَأْثِيرِ عُشَرَائِكَ عَلَيْكَ؟‏ تَأَمَّلْ فِي مِثَالٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ نَافِعٍ لَنَا ٱلْيَوْمَ.‏ —‏ رو ١٥:‏٤‏.‏

      اِسْتَرَقَ قُلُوبَهُمْ

      ٥،‏ ٦ كَيْفَ أَضَلَّ أَبْشَالُومُ ٱلْآخَرِينَ،‏ وَهَلْ نَجَحَتْ خُطَّتُهُ؟‏

      ٥ تَحْوِي صَفَحَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَمْثِلَةً كَثِيرَةً لِأَشْخَاصٍ أَثَّرُوا تَأْثِيرًا سَيِّئًا فِي ٱلْآخَرِينَ.‏ خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ أَبْشَالُومَ،‏ ٱبْنَ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ.‏ كَانَ أَبْشَالُومُ رَجُلًا رَائِعَ ٱلْجَمَالِ.‏ لكِنَّهُ عَلَى غِرَارِ ٱلشَّيْطَانِ،‏ سَمَحَ لِلطُّمُوحِ ٱلْجَامِحِ أَنْ يَنْمُوَ فِي قَلْبِهِ حِينَ رَاحَ يَشْتَهِي عَرْشَ أَبِيهِ ٱلَّذِي لَا يَحِقُّ لَهُ.‏a وَفِي مُحَاوَلَةٍ خَبِيثَةٍ لِلِٱسْتِيلَاءِ عَلَى ٱلْمُلْكِ،‏ تَظَاهَرَ أَنَّهُ يَهْتَمُّ ٱهْتِمَامًا أَصِيلًا بِخَيْرِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ فِيمَا لَمَّحَ لَهُمْ بِدَهَاءٍ أَنَّ ٱلْمَلِكَ لَا يَأْبَهُ لِمَصَالِحِهِمْ.‏ نَعَمْ،‏ مِثْلَ إِبْلِيسَ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ،‏ ٱدَّعَى أَبْشَالُومُ أَنَّهُ يَهْتَمُّ بِخَيْرِ ٱلنَّاسِ وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ ٱفْتَرَى عَلَى أَبِيهِ مُشَوِّهًا سُمْعَتَهُ.‏ —‏ ٢ صم ١٥:‏١-‏٥‏.‏

      ٦ وَهَلْ نَجَحَتْ خُطَّةُ أَبْشَالُومَ ٱلْمَاكِرَةُ؟‏ لَقَدْ نَجَحَتْ إِلَى حَدٍّ مَا،‏ إِذْ يُخْبِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «اِسْتَرَقَ أَبْشَالُومُ قُلُوبَ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ».‏ (‏٢ صم ١٥:‏٦‏)‏ لكِنَّ عَجْرَفَتَهُ أَدَّتْ فِي ٱلنِّهَايَةِ إِلَى ٱنْهِزَامِهِ،‏ ثُمَّ إِلَى مَوْتِهِ وَمَوْتِ آلَافِ ٱلَّذِينَ جَرَّهُمْ وَرَاءَهُ بِٱلْحِيلَةِ.‏ —‏ ٢ صم ١٨:‏٧،‏ ١٤-‏١٧‏.‏

      ٧ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ قِصَّةِ أَبْشَالُومَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي ٱلصَّفْحَةِ ١٤.‏)‏

      ٧ وَلِمَاذَا كَانَ مِنَ ٱلسَّهْلِ تَضْلِيلُ هؤُلَاءِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ؟‏ رُبَّمَا لِأَنَّهُمْ رَغِبُوا فِي مَا وَعَدَهُمْ بِهِ أَبْشَالُومُ.‏ أَوْ لَعَلَّهُمُ ٱنْبَهَرُوا بِمَظْهَرِهِ ٱلْخَارِجِيِّ فَتَبِعُوهُ.‏ مَهْمَا كَانَتِ ٱلْحَالُ،‏ فَثَمَّةَ أَمْرٌ أَكِيدٌ:‏ لَمْ يَكُونُوا أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ وَمَلِكِهِ ٱلْمُعَيَّنِ دَاوُدَ.‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ لَا يَزَالُ ٱلشَّيْطَانُ يَسْتَخْدِمُ أَشْخَاصًا مِثْلَ أَبْشَالُومَ فِي سَعْيِهِ إِلَى ٱسْتِرَاقِ قُلُوبِ خُدَّامِ يَهْوَهَ.‏ فَقَدْ يَقُولُونَ:‏ ‹أَلَيْسَتْ مَقَايِيسُ يَهْوَهَ صَارِمَةً أَكْثَرَ مِنَ ٱللَّازِمِ؟‏ فَٱلنَّاسُ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلَّذِينَ لَا يَتَقَيَّدُونَ بِهَا يَعِيشُونَ حَيَاةً مُمْتِعَةً جِدًّا›.‏ فَهَلْ يُمْكِنُكَ أَنْ تَرَى مَا وَرَاءَ هذِهِ ٱلْأَكَاذِيبِ ٱلدَّنِيئَةِ وَتَبْقَى وَلِيًّا لِلّٰهِ؟‏ هَلْ تُدْرِكُ أَنَّ «شَرِيعَةَ [يَهْوَهَ] ٱلْكَامِلَةَ»،‏ أَيْ شَرِيعَةَ ٱلْمَسِيحِ،‏ هِيَ فَقَطِ ٱلَّتِي تَقُودُكَ إِلَى ٱلْحُرِّيَّةِ؟‏ (‏يع ١:‏٢٥‏)‏ إِذَا كَانَ ٱلْأَمْرُ كَذلِكَ،‏ فَأَحْبِبْ هذِهِ ٱلشَّرِيعَةَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ،‏ وَٱحْذَرْ لِئَلَّا تُغْرَى بِإِسَاءَةِ ٱسْتِعْمَالِ حُرِّيَّتِكَ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ —‏ اِقْرَأْ ١ بطرس ٢:‏١٦‏.‏

      ٨ أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ حَيَّةٍ تُبَرْهِنُ أَنَّ ٱلسَّعَادَةَ لَا تَتَأَتَّى عَنْ تَجَاهُلِ مَقَايِيسِ يَهْوَهَ؟‏

      ٨ يَسْتَهْدِفُ ٱلشَّيْطَانُ ٱلْأَحْدَاثَ بِشَكْلٍ خَاصٍّ.‏ أَخْبَرَ أَخٌ فِي ٱلثَّلَاثِينَاتِ مِنْ عُمْرِهِ عَنْ سَنَوَاتِ مُرَاهَقَتِهِ:‏ «آنَذَاكَ،‏ لَمْ أَرَ فِي مَقَايِيسِ يَهْوَهَ حِمَايَةً لِي،‏ بَلْ تَقْيِيدًا لِحُرِّيَّتِي».‏ نَتِيجَةَ ذلِكَ،‏ ٱرْتَكَبَ ٱلْفَسَادَ ٱلْأَدَبِيَّ.‏ لكِنَّ هذَا ٱلْأَمْرَ لَمْ يَجْلُبْ لَهُ ٱلسَّعَادَةَ.‏ قَالَ:‏ «اِسْتَحْوَذَتْ عَلَيَّ مَشَاعِرُ ٱلذَّنْبِ وَٱلنَّدَمِ طَوَالَ سَنَوَاتٍ».‏ أَيْضًا،‏ كَتَبَتْ أُخْتٌ عَنِ ٱلْمَشَاعِرِ ٱلَّتِي ٱنْتَابَتْهَا بَعْدَمَا ٱرْتَكَبَتِ ٱلْفَسَادَ ٱلْأَدَبِيَّ بِعُمْرِ ٱلْمُرَاهَقَةِ:‏ «أَحْسَسْتُ بِأَلَمٍ شَدِيدٍ وَخَسِرْتُ ٱحْتِرَامِي لِذَاتِي.‏ حَتَّى ٱلْيَوْمَ،‏ بَعْدَ مُرُورِ ١٩ سَنَةً،‏ لَا تَزَالُ ٱلذِّكْرَيَاتُ ٱلْأَلِيمَةُ تُقِضُّ مَضْجَعِي».‏ وَتُعَبِّرُ أُخْتٌ أُخْرَى:‏ «إِنَّ مُجَرَّدَ ٱلتَّفْكِيرِ بِأَنَّ مَسْلَكِي سَحَقَ ٱلَّذِينَ أُحِبُّهُمْ دَمَّرَنِي فِكْرِيًّا وَرُوحِيًّا وَعَاطِفِيًّا.‏ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْعَيْشَ دُونَ رِضَى يَهْوَهَ أَمْرٌ رَهِيبٌ حَقًّا!‏».‏ نَعَمْ،‏ لَا يُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ تُفَكِّرَ فِي عَوَاقِبِ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلَّتِي تَرْتَكِبُهَا.‏

      ٩ (‏أ)‏ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ تُسَاعِدُنَا عَلَى تَحْلِيلِ نَظْرَتِنَا إِلَى يَهْوَهَ وَإِلَى مَبَادِئِهِ وَشَرَائِعِهِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَتَعَمَّقَ فِي مَعْرِفَةِ ٱللّٰهِ؟‏

      ٩ كَمْ مِنَ ٱلْمُحْزِنِ أَنْ نَرَى أَحْدَاثًا كَثِيرِينَ مِنَ ٱلشُّهُودِ —‏ حَتَّى عَدَدًا مِنَ ٱلْكِبَارِ —‏ يَتَعَلَّمُونَ بِٱلِٱخْتِبَارِ ٱلْقَاسِي أَنَّ ٱلْمَلَذَّاتِ ٱلْخَاطِئَةَ غَالِبًا مَا تُكَلِّفُ غَالِيًا!‏ (‏غل ٦:‏٧،‏ ٨‏)‏ لِذَا ٱسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹هَلْ أَعِي أَنَّ مُخَطَّطَاتِ ٱلشَّيْطَانِ مَا هِيَ فِي ٱلْوَاقِعِ سِوَى خُدَعٍ مُؤْذِيَةٍ؟‏ هَلْ أَعْتَبِرُ يَهْوَهَ ٱلصَّدِيقَ ٱلْأَقْرَبَ لِي،‏ صَدِيقًا يُخْبِرُنِي ٱلْحَقَّ دَائِمًا وَيُرِيدُ أَفْضَلَ مَصَالِحِي؟‏ هَلْ أَنَا مُقْتَنِعٌ تَمَامًا أَنَّهُ لَنْ يَحْرِمَنِي أَبَدًا مِنْ أَمْرٍ يُفِيدُنِي حَقًّا وَيَمْنَحُنِي سَعَادَةً كَبِيرَةً؟‏›.‏ ‏(‏اِقْرَأْ اشعيا ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏.‏‏)‏ كَيْ تُجِيبَ بِنَعَمْ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ عَنْ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ،‏ يَجِبُ أَنْ تَتَعَدَّى مَعْرِفَتُكَ بِيَهْوَهَ ٱلْمَعْرِفَةَ ٱلسَّطْحِيَّةَ.‏ فَيَلْزَمُ أَنْ تَتَعَمَّقَ فِي ٱلتَّعَرُّفِ بِهِ وَتُدْرِكَ أَنَّهُ وَضَعَ شَرَائِعَهُ وَمَبَادِئَهُ ٱلْمُدَوَّنَةَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ لَكَ،‏ لَا رَغْبَةً مِنْهُ فِي تَقْيِيدِ حُرِّيَّتِكَ.‏ —‏ مز ٢٥:‏١٤‏.‏

      صَلِّ مُلْتَمِسًا قَلْبًا طَائِعًا وَحَكِيمًا

      ١٠ لِمَ يَنْبَغِي أَنْ نَسْعَى جَاهِدِينَ لِلِٱقْتِدَاءِ بِٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ حِينَ كَانَ حَدَثًا؟‏

      ١٠ عِنْدَمَا كَانَ سُلَيْمَانُ لَا يَزَالُ شَابًّا،‏ صَلَّى بِتَوَاضُعٍ قَائِلًا:‏ «أَنَا وَلَدٌ صَغِيرٌ،‏ لَا أَعْرِفُ كَيْفَ أَخْرُجُ وَكَيْفَ أَدْخُلُ».‏ ثُمَّ ٱلْتَمَسَ مِنَ ٱللّٰهِ قَلْبًا طَائِعًا.‏ (‏١ مل ٣:‏٧-‏٩،‏ ١٢‏)‏ وَكَمَا ٱسْتَجَابَ يَهْوَهُ طَلَبَهُ ٱلْمُخْلِصَ هذَا،‏ سَيَسْتَجِيبُ لَكَ ٱلْيَوْمَ،‏ سَوَاءٌ كُنْتَ صَغِيرًا أَمْ كَبِيرًا.‏ طَبْعًا،‏ إِنَّهُ لَنْ يَمْنَحَكَ ٱلْبَصِيرَةَ وَٱلْحِكْمَةَ عَجَائِبِيًّا.‏ لكِنَّهُ سَيَجْعَلُكَ حَكِيمًا إِذَا دَرَسْتَ بِجِدٍّ كَلِمَتَهُ،‏ صَلَّيْتَ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ وَٱسْتَفَدْتَ كَامِلًا مِنَ ٱلتَّدَابِيرِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلْمُتَوَفِّرَةِ مِنْ خِلَالِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ (‏يع ١:‏٥‏)‏ نَعَمْ،‏ بِوَاسِطَةِ هذِهِ ٱلتَّدَابِيرِ،‏ يَجْعَلُ يَهْوَهُ خُدَّامَهُ كِبَارًا وَصِغَارًا أَحْكَمَ مِنْ جَمِيعِ ٱلَّذِينَ يَتَجَاهَلُونَ مَشُورَتَهُ،‏ حَتَّى مَنْ يُدْعَوْنَ ‹حُكَمَاءَ وَمُفَكِّرِينَ› فِي هذَا ٱلْعَالَمِ.‏ —‏ لو ١٠:‏٢١‏؛‏ اِقْرَأْ مزمور ١١٩:‏٩٨-‏١٠٠‏.‏

      ١١-‏ ١٣ (‏أ)‏ أَيُّ دَرْسَيْنِ قَيِّمَيْنِ يُمْكِنُ أَنْ نَتَعَلَّمَهُمَا مِنْ مَزْمُور ٢٦:‏٤،‏ أَمْثَال ١٣:‏٢٠،‏ ١ كُورِنْثُوس ١٥:‏٣٣‏؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تُطَبِّقُوا ٱلْمَبَادِئَ ٱلَّتِي تَتَضَمَّنُهَا هذِهِ ٱلْآيَاتُ؟‏

      ١١ لِنَتَنَاوَلِ ٱلْآنَ ثَلَاثَ آيَاتٍ تُعَلِّمُنَا دُرُوسًا مُهِمَّةً عَنِ ٱخْتِيَارِ عُشَرَائِنَا.‏ وَسَيُسَاعِدُنَا ذلِكَ أَنْ نُقَدِّرَ مَدَى أَهَمِّيَّةِ دَرْسِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَٱلتَّأَمُّلِ فِيهَا بِحَيْثُ نَعْرِفُ يَهْوَهَ حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ.‏ تَقُولُ هذِهِ ٱلْآيَاتُ:‏ «لَمْ أَجْلِسْ مَعَ أَهْلِ ٱلْبَاطِلِ،‏ وَمَعَ ٱلْمُنَافِقِينَ لَا أَدْخُلُ».‏ (‏مز ٢٦:‏٤‏)‏ «اَلسَّائِرُ مَعَ ٱلْحُكَمَاءِ يَصِيرُ حَكِيمًا،‏ وَمُعَاشِرُ ٱلْأَغْبِيَاءِ يُضَرُّ».‏ (‏ام ١٣:‏٢٠‏)‏ «اَلْمُعَاشَرَاتُ ٱلرَّدِيئَةُ تُفْسِدُ ٱلْعَادَاتِ ٱلنَّافِعَةَ».‏ —‏ ١ كو ١٥:‏٣٣‏.‏

      ١٢ فَأَيُّ دَرْسَيْنِ نَتَعَلَّمُهُمَا؟‏ (‏١)‏ يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نَكُونَ ٱنْتِقَائِيِّينَ فِي ٱخْتِيَارِ عُشَرَائِنَا.‏ فَهُوَ يَرْغَبُ فِي حِمَايَتِنَا أَدَبِيًّا وَرُوحِيًّا.‏ (‏٢)‏ يُؤَثِّرُ عُشَرَاؤُنَا فِينَا سَلْبًا أَوْ إِيجَابًا،‏ وَهذِهِ حَقِيقَةٌ وَاقِعَةٌ.‏ إِنَّ طَرِيقَةَ صِيَاغَةِ ٱلْآيَاتِ أَعْلَاهُ تَدُلُّ أَنَّ يَهْوَهَ يُحَاوِلُ بُلُوغَ قَلْبِنَا.‏ فَهُوَ لَا يَسْتَخْدِمُ فِيهَا صِيغَةَ ٱلْأَمْرِ أَوِ ٱلنَّهْيِ.‏ بَلْ يَعْرِضُهَا كَوَقَائِعَ لِيَظْهَرَ مَا فِي قَلْبِنَا وَكَيْفَ نَتَجَاوَبُ مَعَهَا.‏

      ١٣ وَلِأَنَّ هذِهِ ٱلْآيَاتِ مَوْضُوعَةٌ كَحَقَائِقَ أَسَاسِيَّةٍ،‏ فَهِيَ غَيْرُ مَنُوطَةٍ بِزَمَانٍ أَوْ مَكَانٍ أَوْ حَالَةٍ مُعَيَّنَةٍ.‏ بَلِ ٱنْطِبَاقُهَا هُوَ وَاسِعٌ وَشَامِلٌ.‏ لِلْإِيضَاحِ،‏ ٱسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹كَيْفَ أَتَجَنَّبُ مُعَاشَرَةَ «ٱلْمُنَافِقِينَ»؟‏ فِي أَيَّةِ ظُرُوفٍ يُحْتَمَلُ أَنْ أَلْتَقِيَ بِمِثْلِ هؤُلَاءِ؟‏ (‏ام ٣:‏٣٢؛‏ ٦:‏١٢‏)‏ مَنْ هُمُ «ٱلْحُكَمَاءُ» ٱلَّذِينَ يُحِبُّ يَهْوَهُ أَنْ أَكُونَ بِرِفْقَتِهِمْ؟‏ وَمَنْ هُمُ «ٱلْأَغْبِيَاءُ» ٱلَّذِينَ يَنْصَحُنِي بِتَفَادِيهِمْ؟‏ (‏مز ١١١:‏١٠؛‏ ١١٢:‏١؛‏ ام ١:‏٧‏)‏ أَيَّةُ ‹عَادَاتٍ نَافِعَةٍ› يُفْسِدُهَا ٱخْتِيَارِي لِعُشَرَاءَ أَرْدِيَاءَ؟‏ وَهَلْ أَجِدُ هؤُلَاءِ ٱلْعُشَرَاءَ فِي ٱلْعَالَمِ فَقَطْ؟‏›.‏ (‏٢ بط ٢:‏١-‏٣‏)‏ فَكَيْفَ تُجِيبُ عَنْ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ؟‏

      ١٤ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تُغْنُوا أُمْسِيَةَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ؟‏

      ١٤ بَعْدَمَا تَمَعَّنْتَ فِي هذِهِ ٱلْآيَاتِ،‏ لِمَ لَا تَتَفَحَّصُ آيَاتٍ أُخْرَى تَعْكِسُ تَفْكِيرَ ٱللّٰهِ حَوْلَ ٱلْمَسَائِلِ ٱلَّتِي تُهِمُّكَ أَنْتَ وَعَائِلَتَكَ؟‏b وَإِذَا كُنْتَ وَالِدًا،‏ فَلِمَ لَا تُنَاقِشُ هذِهِ ٱلْمَوَاضِيعَ أَثْنَاءَ أُمْسِيَةِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ؟‏ وَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ هَدَفُكَ مُسَاعَدَةَ كُلِّ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِ ٱلْعَائِلَةِ أَنْ يَفْهَمَ أَنَّ شَرَائِعَ يَهْوَهَ وَمَبَادِئَهُ هِيَ دَلِيلٌ عَلَى مَحَبَّتِهِ ٱلْعَمِيقَةِ لَنَا.‏ (‏مز ١١٩:‏٧٢‏)‏ وَهذَا ٱلدَّرْسُ يَنْبَغِي أَنْ يُعَزِّزَ ٱللُّحْمَةَ بَيْنَ أَفْرَادِ ٱلْعَائِلَةِ وَيُقَرِّبَهُمْ أَكْثَرَ مِنْ يَهْوَهَ.‏

      ١٥ كَيْفَ تَعْرِفُونَ إِنْ كُنْتُمْ تُنَمُّونَ قَلْبًا حَكِيمًا وَطَائِعًا؟‏

      ١٥ وَكَيْفَ تَعْرِفُ إِنْ كُنْتَ تُنَمِّي قَلْبًا حَكِيمًا وَطَائِعًا؟‏ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ هِيَ أَنْ تُقَارِنَ مَوْقِفَكَ بِمَوْقِفِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْأُمَنَاءِ قَدِيمًا،‏ أَمْثَالِ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ ٱلَّذِي كَتَبَ:‏ «أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلٰهِي سُرِرْتُ،‏ وَشَرِيعَتُكَ فِي وَسَطِ أَحْشَائِي».‏ (‏مز ٤٠:‏٨‏)‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ قَالَ كَاتِبُ ٱلْمَزْمُور ١١٩‏:‏ «كَمْ أُحِبُّ شَرِيعَتَكَ!‏ اَلْيَوْمَ كُلَّهُ هِيَ شَاغِلِي».‏ (‏مز ١١٩:‏٩٧‏)‏ وَهذِهِ ٱلْمَحَبَّةُ لَا يُمْكِنُ أَنْ تَنْمُوَ فِي قَلْبِكَ إِلَّا مِنْ خِلَالِ ٱلدَّرْسِ ٱلْعَمِيقِ،‏ ٱلصَّلَاةِ،‏ ٱلتَّأَمُّلِ،‏ وَلَمْسِ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلْجَزِيلَةِ ٱلنَّاجِمَةِ عَنِ ٱلِٱلْتِصَاقِ بِمَبَادِئِ ٱللّٰهِ.‏ —‏ مز ٣٤:‏٨‏.‏

      حَارِبْ فِي سَبِيلِ حُرِّيَّتِكَ ٱلْمَسِيحِيَّةِ

      ١٦ مَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَتَذَكَّرَ إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نَكْسِبَ مَعْرَكَتَنَا مِنْ أَجْلِ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ؟‏

      ١٦ لَطَالَمَا حَارَبَتِ ٱلشُّعُوبُ وَنَاضَلَتْ سَعْيًا وَرَاءَ ٱلْحُرِّيَّةِ.‏ فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى يَلْزَمُ أَنْ تَخُوضَ أَنْتَ حَرْبًا رُوحِيَّةً فِي سَبِيلِ حُرِّيَّتِكَ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟‏!‏ وَلكِنْ كَيْ تَكْسِبَ مَعْرَكَتَكَ،‏ يَلْزَمُ أَنْ تُبْقِيَ فِي بَالِكَ أَنَّكَ لَنْ تُحَارِبَ ٱلشَّيْطَانَ وَٱلْعَالَمَ وَرُوحَهُ ٱلسَّامَّةَ فَحَسْبُ،‏ بَلْ أَيْضًا نَقَائِصَكَ ٱلشَّخْصِيَّةَ،‏ بِمَا فِيهَا قَلْبُكَ ٱلْغَادِرُ.‏ (‏ار ١٧:‏٩؛‏ اف ٢:‏٣‏)‏ وَلَا تَنْسَ أَيْضًا أَنَّ يَهْوَهَ سَيُعِينُكَ فِي حَرْبِكَ.‏ زِدْ عَلَى ذلِكَ أَنَّ كُلَّ ٱنْتِصَارٍ تُحْرِزُهُ،‏ صَغِيرًا كَانَ أَمْ كَبِيرًا،‏ يُسْفِرُ عَنْ نَتِيجَتَيْنِ إِيجَابِيَّتَيْنِ عَلَى ٱلْأَقَلِّ.‏ أَوَّلًا،‏ تُفَرِّحُ قَلْبَ يَهْوَهَ.‏ (‏ام ٢٧:‏١١‏)‏ وَثَانِيًا،‏ فِيمَا تَتَذَوَّقُ طَعْمَ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلَّتِي تَمْنَحُكَ إِيَّاهَا «ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْكَامِلَةُ»،‏ يَقْوَى تَصْمِيمُكَ عَلَى ٱلْبَقَاءِ فِي ‹ٱلطَّرِيقِ ٱلْحَرِجِ› ٱلْمُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ وَفِي ٱلنِّهَايَةِ،‏ سَتَتَمَتَّعُ بِٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْأَعْظَمِ ٱلَّتِي تَكْمُنُ أَمَامَ أَوْلِيَاءِ يَهْوَهَ.‏ —‏ يع ١:‏٢٥؛‏ مت ٧:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

      ١٧ لِمَاذَا لَا يَجِبُ أَنْ نَتَثَبَّطَ بِسَبَبِ نَقَائِصِنَا،‏ وَكَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ؟‏

      ١٧ طَبْعًا،‏ مَا مِنْ أَحَدٍ مَعْصُومٌ مِنَ ٱلْخَطَإِ.‏ (‏جا ٧:‏٢٠‏)‏ لِذلِكَ حِينَ تَقْتَرِفُ ذَنْبًا،‏ لَا تَسْتَسْلِمْ لِمَشَاعِرِ ٱلتَّثَبُّطِ وَعَدَمِ ٱلْجَدَارَةِ.‏ فَإِذَا زَلَّتْ قَدَمُكَ فَقُمْ وَتَابِعْ طَرِيقَكَ،‏ حَتَّى لَوِ ٱضْطُرِرْتَ إِلَى ٱلِٱسْتِنْجَادِ بِشُيُوخِ جَمَاعَتِكَ.‏ فَكَمَا قَالَ يَعْقُوبُ:‏ «صَلَاةُ ٱلْإِيمَانِ تَشْفِي ٱلْمُتَوَعِّكَ،‏ وَيَهْوَهُ يُقِيمُهُ.‏ وَإِنْ كَانَ قَدِ ٱرْتَكَبَ خَطَايَا،‏ تُغْفَرُ لَهُ».‏ (‏يع ٥:‏١٥‏)‏ وَلَا تَنْسَ أَبَدًا أَنَّ ٱللّٰهَ رَحِيمٌ جِدًّا وَأَنَّهُ هُوَ ٱلَّذِي ٱجْتَذَبَكَ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ لِأَنَّهُ رَأَى فِيكَ أَمْرًا جَيِّدًا.‏ ‏(‏اِقْرَأْ مزمور ١٠٣:‏٨،‏ ٩‏.‏‏)‏ وَهُوَ لَنْ يَتَخَلَّى عَنْكَ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ مَا دَامَ قَلْبُكَ كَامِلًا مَعَهُ.‏ —‏ ١ اخ ٢٨:‏٩‏.‏

      ١٨ مَاذَا عَلَيْنَا فِعْلُهُ لِنَحْظَى بِحِمَايَةِ يَهْوَهَ؟‏

      ١٨ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلْأَخِيرَةِ ٱلَّتِي قَضَاهَا يَسُوعُ مَعَ رُسُلِهِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلْـ‍ ١١،‏ صَلَّى مِنْ أَجْلِهِمْ بِكَلِمَاتٍ مُؤَثِّرَةٍ مُلْتَمِسًا مِنْ أَبِيهِ ‹أَنْ يَحْرُسَهُمْ مِنَ ٱلشِّرِّيرِ›.‏ (‏يو ١٧:‏١٥‏)‏ وَمِثْلَمَا كَانَ يَسُوعُ خَائِفًا عَلَى رُسُلِهِ فِي ٱلْمَاضِي،‏ فَهُوَ يَخَافُ عَلَى كُلِّ أَتْبَاعِهِ ٱلْيَوْمَ.‏ لِذلِكَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ لَدَيْنَا مِلْءُ ٱلثِّقَةِ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَسْتَجِيبُ صَلَاتَهُ وَيَحْرُسُنَا خِلَالَ هذِهِ ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْحَرِجَةِ.‏ فَكَلِمَةُ ٱللّٰهِ تُؤَكِّدُ لَنَا:‏ «هُوَ تُرْسٌ لِلسَّائِرِينَ بِٱسْتِقَامَةٍ .‏ .‏ .‏ وَهُوَ يَحْرُسُ طَرِيقَ أَوْلِيَائِهِ».‏ (‏ام ٢:‏٧،‏ ٨‏)‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ دَرْبَ ٱلِٱسْتِقَامَةِ لَا تَخْلُو مِنَ ٱلْمَشَقَّاتِ،‏ لكِنَّهَا سَبِيلُنَا ٱلْوَحِيدُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ وَٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ.‏ (‏رو ٨:‏٢١‏)‏ فَلَا تَدَعْ أَحَدًا يُبْعِدُكَ عَنْهَا بِٱلْحِيلَةِ!‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a كَانَ بَعْدَ وِلَادَةِ أَبْشَالُومَ أَنْ أَعْطَى ٱللّٰهُ لِدَاوُدَ وَعْدًا بِأَنَّ ‹نَسْلَهُ› سَيَرِثُ ٱلْعَرْشَ.‏ لِذلِكَ كَانَ عَلَى أَبْشَالُومَ أَنْ يَعْرِفَ أَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يَخْتَرْهُ خَلَفًا لِدَاوُدَ.‏ —‏ ٢ صم ٣:‏٣؛‏ ٧:‏١٢‏.‏

      b ثَمَّةَ أَمْثِلَةٌ جَيِّدَةٌ مِثْلُ ١ كُورِنْثُوس ١٣:‏٤-‏٨‏،‏ حَيْثُ يَصِفُ بُولُسُ ٱلْمَحَبَّةَ،‏ وَمَزْمُور ١٩:‏٧-‏١١‏،‏ حَيْثُ تُعَدَّدُ ٱلْبَرَكَاتُ ٱلْكَثِيرَةُ ٱلنَّاجِمَةُ عَنْ إِطَاعَةِ شَرَائِعِ يَهْوَهَ.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة