-
الكارزون بالملكوت يلجأون الى المحاكمملكوت اللّٰه يحكم الآن!
-
-
الفصل ١٣
اَلْكَارِزُونَ بِٱلْمَلَكُوتِ يَلْجَأُونَ إِلَى ٱلْمَحَاكِمِ
١، ٢ (أ) أَيُّ إِجْرَاءٍ ٱتَّخَذَهُ ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ لِوَقْفِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ، وَمَاذَا فَعَلَ ٱلرُّسُلُ بِٱلْمُقَابِلِ؟ (ب) لِمَ رَفَضَ ٱلرُّسُلُ أَنْ يَمْتَثِلُوا لِلْحَظْرِ عَلَى عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ؟
مَرَّتْ أَسَابِيعُ قَلِيلَةٌ عَلَى وِلَادَةِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ فِي أُورُشَلِيمَ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم. إِنَّهَا فُرْصَةٌ ذَهَبِيَّةٌ فِي نَظَرِ ٱلشَّيْطَانِ كَيْ يُهَاجِمَ ٱلْجَمَاعَةَ وَيَقْضِيَ عَلَيْهَا وَهِيَ بَعْدُ فِي مَهْدِهَا. فَيُوَجِّهُ ٱلْأَحْدَاثَ سَرِيعًا بِحَيْثُ يَحْظُرُ ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ. غَيْرَ أَنَّ ٱلرُّسُلَ يُوَاصِلُونَ ٱلْعَمَلَ بِشَجَاعَةٍ، فَيَصِيرُ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ كَثِيرُونَ ‹مُؤْمِنِينَ بِٱلرَّبِّ›. — اع ٤:١٨، ٣٣؛ ٥:١٤.
فَرِحَ ٱلرُّسُلُ «لِأَنَّهُمْ حُسِبُوا مُسْتَحِقِّينَ أَنْ يُهَانُوا مِنْ أَجْلِ ٱسْمِهِ»
٢ عَلَى ٱلْأَثَرِ، يَحْتَدِمُ غَضَبُ ٱلْمُقَاوِمِينَ وَيُهَاجِمُونَ ٱلْجَمَاعَةَ ثَانِيَةً، فَيَزُجُّونَ هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ بِٱلرُّسُلِ جَمِيعًا فِي ٱلسِّجْنِ. إِلَّا أَنَّ مَلَاكَ يَهْوَهَ يَفْتَحُ ٱلْأَبْوَابَ لَيْلًا، فَيُعَاوِدُ ٱلرُّسُلُ ٱلْمُنَادَاةَ بِٱلْبِشَارَةِ عِنْدَ مَطْلَعِ ٱلْفَجْرِ. إِذَّاكَ يُعْتَقَلُونَ مَرَّةً ثَانِيَةً وَيُسَاقُونَ أَمَامَ ٱلْحُكَّامِ. وَعِنْدَمَا يَتَّهِمُهُمْ هٰؤُلَاءِ بِٱنْتِهَاكِ ٱلْمَرْسُومِ ٱلَّذِي يَحْظُرُ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ، يُعْلِنُونَ بِكُلِّ جُرْأَةٍ: «يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ ٱللّٰهُ حَاكِمًا لَا ٱلنَّاسُ». فَيَحُزُّ ٱلْغَيْظُ فِي أَعْمَاقِ ٱلْحُكَّامِ وَيُصَمِّمُونَ أَنْ «يَقْضُوا عَلَيْهِمْ». وَلٰكِنْ فِي تِلْكَ ٱللَّحْظَةِ ٱلْمَصِيرِيَّةِ، يَتَدَخَّلُ مُعَلِّمُ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْجَلِيلُ غَمَالَائِيلُ مُحَذِّرًا: «اِنْتَبِهُوا . . . لَا تَتَعَرَّضُوا لِهٰؤُلَاءِ ٱلنَّاسِ، بَلْ دَعُوهُمْ وَشَأْنَهُمْ». وَٱلْمُفَاجَأَةُ هِيَ أَنَّ ٱلْحُكَّامَ يَعْمَلُونَ بِرَأْيِهِ وَيُطْلِقُونَ ٱلرُّسُلَ! فَمَاذَا يَفْعَلُ أُولٰئِكَ ٱلرِّجَالُ ٱلْأُمَنَاءُ؟ بِكُلِّ ثَبَاتٍ «يُعَلِّمُونَ وَيُبَشِّرُونَ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ» غَيْرَ سَامِحِينَ لِلْخَوْفِ بِأَنْ يَشُلَّهُمْ. — اع ٥:١٧-٢١، ٢٧-٤٢؛ ام ٢١:١، ٣٠.
٣، ٤ (أ) أَيُّ أُسْلُوبٍ يَسْتَخْدِمُهُ ٱلشَّيْطَانُ مُنْذُ زَمَنٍ طَوِيلٍ لِلْهُجُومِ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ؟ (ب) مَاذَا نَسْتَعْرِضُ فِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ وَٱلْفَصْلَيْنِ ٱلتَّالِيَيْنِ؟
٣ كَانَتْ هٰذِهِ ٱلْمُحَاكَمَةُ هِيَ ٱلْحَادِثَةَ ٱلْأُولَى ٱلَّتِي تُقَاوِمُ فِيهَا جِهَةٌ رَسْمِيَّةٌ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ، لٰكِنَّهَا لَيْسَتِ ٱلْأَخِيرَةَ. (اع ٤:٥-٨؛ ١٦:٢٠؛ ١٧:٦، ٧) فَحَتَّى يَوْمِنَا هٰذَا، يُحَرِّكُ ٱلشَّيْطَانُ مُقَاوِمِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ لِيُحَرِّضُوا ٱلسُّلُطَاتِ عَلَى حَظْرِ عَمَلِنَا ٱلْكِرَازِيِّ. وَقَدْ نَسَبَ ٱلْمُقَاوِمُونَ تُهَمًا مُتَنَوِّعَةً إِلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ، مِنْهَا ٱلْإِخْلَالُ بِٱلْأَمْنِ وَٱلنِّظَامِ وَٱلتَّحْرِيضُ عَلَى ٱلْفِتْنَةِ. زِدْ عَلَى ذٰلِكَ ٱدِّعَاءَهُمْ أَنَّنَا بَاعَةٌ جَائِلُونَ، أَيْ أَنَّ عَمَلَنَا تِجَارِيٌّ. لٰكِنَّ إِخْوَتَنَا لَجَأُوا فِي ٱلْأَوْقَاتِ ٱلْمُنَاسِبَةِ إِلَى ٱلْمَحَاكِمِ لِدَحْضِ تُهَمٍ كَهٰذِهِ. فَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟ وَكَيْفَ تَنْعَكِسُ ٱلْقَرَارَاتُ ٱلْقَضَائِيَّةُ ٱلْمُتَّخَذَةُ مُنْذُ عُقُودٍ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا؟ لِنَتَأَمَّلْ فِي عَيِّنَةٍ مِنَ ٱلْقَضَايَا وَلْنَرَ سَوِيًّا كَيْفَ سَاعَدَتْنَا «فِي ٱلدِّفَاعِ عَنِ ٱلْبِشَارَةِ وَتَثْبِيتِهَا قَانُونِيًّا». — في ١:٧.
٤ بِدَايَةً نَسْتَعْرِضُ فِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ كَيْفَ دَافَعْنَا عَنْ حَقِّنَا فِي ٱلْكِرَازَةِ بِحُرِّيَّةٍ. أَمَّا فِي ٱلْفَصْلَيْنِ ٱلتَّالِيَيْنِ، فَنَتَنَاوَلُ بَعْضَ ٱلْمَعَارِكِ ٱلْقَانُونِيَّةِ ٱلَّتِي خُضْنَاهَا بِهَدَفِ ٱلْبَقَاءِ مُنْفَصِلِينَ عَنِ ٱلْعَالَمِ وَٱلْعَيْشِ وَفْقَ مَقَايِيسِ ٱلْمَلَكُوتِ.
مُخِلُّونَ بِٱلنِّظَامِ أَمْ مُؤَيِّدُونَ أَوْلِيَاءُ لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟
٥ لِمَ ٱعْتُقِلَ ٱلْكَارِزُونَ بِٱلْمَلَكُوتِ أَوَاخِرَ ثَلَاثِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، وَأَيُّ خُطْوَةٍ دَرَسَهَا ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَسْؤُولُونَ؟
٥ أَوَاخِرَ ثَلَاثِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، سَعَتْ مُدُنٌ وَوِلَايَاتٌ فِي كُلِّ أَنْحَاءِ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ أَنْ تُلْزِمَ شُهُودَ يَهْوَهَ بِٱلْحُصُولِ عَلَى تَصْرِيحٍ أَوْ رُخْصَةٍ قَانُونِيَّةٍ مُعَيَّنَةٍ لِكَيْ يُبَشِّرُوا. غَيْرَ أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ لَمْ يُقَدِّمُوا طَلَبَاتٍ لِلْحُصُولِ عَلَيْهَا. فَٱلرُّخْصَةُ يُمْكِنُ إِلْغَاؤُهَا، فِي حِينِ أَنَّ ٱلشُّهُودَ كَانُوا مُقْتَنِعِينَ أَنْ لَا حَقَّ لِأَيِّ دَوْلَةٍ فِي ٱلِٱعْتِرَاضِ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّتِي أَوْصَى بِهَا يَسُوعُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. (مر ١٣:١٠) نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، أُلْقِيَ ٱلْقَبْضُ عَلَى مِئَاتِ ٱلْكَارِزِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ. إِذَّاكَ دَرَسَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَسْؤُولُونَ فِي ٱلْهَيْئَةِ إِمْكَانِيَّةَ ٱللُّجُوءِ إِلَى ٱلْمَحَاكِمِ، آمِلِينَ أَنْ يُبَرْهِنُوا أَنَّ ٱلدَّوْلَةَ فَرَضَتْ قُيُودًا غَيْرَ شَرْعِيَّةٍ عَلَى حَقِّنَا فِي مُمَارَسَةِ شَعَائِرِنَا ٱلدِّينِيَّةِ بِحُرِّيَّةٍ. ثُمَّ عَامَ ١٩٣٨، وَقَعَتْ حَادِثَةٌ نَشَأَتْ عَنْهَا دَعْوَى قَضَائِيَّةٌ تَارِيخِيَّةٌ. مَاذَا حَصَلَ بِٱلضَّبْطِ؟
٦، ٧ مَاذَا حَصَلَ لِعَائِلَةِ كَانْتْوِل؟
٦ صَبَاحَ ٱلثُّلَاثَاءِ ٱلْوَاقِعِ فِيهِ ٢٦ نَيْسَانَ (إِبْرِيل) ١٩٣٨، ٱسْتَعَدَّ نْيُوتُن كَانْتْوِل (٦٠ عَامًا) مَعَ زَوْجَتِهِ أَسْتِر وَأَبْنَائِهِمَا هَنْرِي وَرَصِل وَجِيسِّي لِقَضَاءِ يَوْمٍ فِي ٱلْكِرَازَةِ فِي مَدِينَةِ نْيُوهَايْفِن بِوِلَايَةِ كُونَكْتِيكُت. لٰكِنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْفَاتِحِينَ ٱلْخُصُوصِيِّينَ ٱلْخَمْسَةَ تَوَقَّعُوا أَنْ تَطُولَ غَيْبَتُهُمْ. لِمَاذَا؟ لِأَنَّهُمُ ٱعْتُقِلُوا فِي ٱلسَّابِقِ مِرَارًا عَدِيدَةً، فَمَا عَادُوا يَسْتَغْرِبُونَ إِنِ ٱعْتُقِلُوا مُجَدَّدًا. رَغْمَ ذٰلِكَ، لَمْ تَضْعُفْ رَغْبَتُهُمْ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَقَادَ ٱلْأَبُ سَيَّارَةَ ٱلْعَائِلَةِ ٱلْمُحَمَّلَةَ مَطْبُوعَاتٍ مُؤَسَّسَةً عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَفُونُوغْرَافَاتٍ مَحْمُولَةً، فِيمَا قَادَ هَنْرِي ٱلْبَالِغُ مِنَ ٱلْعُمْرِ ٢٢ سَنَةً سَيَّارَةً مُجَهَّزَةً بِمُكَبِّرٍ لِلصَّوْتِ. أَمَّا وُجْهَتُهُمُ ٱلتَّالِيَةُ فَكَانَتْ مَدِينَةَ نْيُوهَايْفِن. وَبِٱلْفِعْلِ تَحَقَّقَتْ هُنَاكَ تَوَقُّعَاتُهُمْ إِذْ أَوْقَفَتْهُمُ ٱلشُّرْطَةُ فِي غُضُونِ سَاعَاتٍ.
٧ فَٱعْتُقِلَ رَصِل (١٨ عَامًا) أَوَّلًا، وَمِنْ ثُمَّ نْيُوتُن وَأَسْتِر. وَمِنْ بَعِيدٍ، كَانَ جِيسِّي (١٦ عَامًا) يُرَاقِبُ مَا يَحْدُثُ. وَبِمَا أَنَّ هَنْرِي كَانَ يَكْرِزُ فِي نَاحِيَةٍ أُخْرَى مِنَ ٱلْمَدِينَةِ، بَقِيَ ٱلشَّابُّ جِيسِّي وَحِيدًا. مَعَ ذٰلِكَ، حَمَلَ فُونُوغْرَافَهُ وَتَابَعَ ٱلْكِرَازَةَ. بَعْدَئِذٍ ٱسْتَأْذَنَ رَجُلَيْنِ كَاثُولِيكِيَّيْنِ أَنْ يُسْمِعَهُمَا تَسْجِيلًا لِمُحَاضَرَةٍ أَلْقَاهَا ٱلْأَخُ رَذَرْفُورْد بِعُنْوَانِ «اَلْأَعْدَاءُ»، فَوَافَقَا عَلَى طَلَبِهِ. وَلٰكِنْ فِيمَا ٱسْتَمَعَا إِلَى ٱلْمُحَاضَرَةِ، غَضِبَا لِدَرَجَةِ أَنَّهُمَا أَوْشَكَا أَنْ يَضْرِبَاهُ. فَمَا كَانَ مِنْ جِيسِّي إِلَّا أَنِ ٱنْصَرَفَ بِكُلِّ هُدُوءٍ. رَغْمَ ذٰلِكَ، أَوْقَفَهُ أَحَدُ رِجَالِ ٱلشُّرْطَةِ. فَٱنْتَهَى بِهِ ٱلْحَالُ مُحْتَجَزًا هُوَ ٱلْآخَرُ. صَحِيحٌ أَنَّ ٱلشُّرْطَةَ لَمْ تَتَّهِمْ أَسْتِر، إِلَّا أَنَّهَا وَجَّهَتِ ٱلتُّهَمَ إِلَى نْيُوتُن وَأَبْنَائِهِ. بَعْدَئِذٍ أَخْلَتْ سَبِيلَهُمْ بِكَفَالَةٍ فِي ٱلْيَوْمِ نَفْسِهِ.
٨ لِمَ أَدَانَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ جِيسِّي كَانْتْوِل بِتُهْمَةِ ٱلْإِخْلَالِ بِٱلنِّظَامِ وَٱلسِّلْمِ ٱلْعَامِّ؟
٨ بَعْدَ بِضْعَةِ أَشْهُرٍ، مَثَلَتْ عَائِلَةُ كَانْتْوِل أَمَامَ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلِٱبْتِدَائِيَّةِ فِي نْيُوهَايْفِن فِي أَيْلُولَ (سِبْتَمْبِر) عَامَ ١٩٣٨. فَأُدِينَ نْيُوتُنْ وَرَصِل وَجِيسِّي بِتُهْمَةِ ٱلْتِمَاسِ ٱلتَّبَرُّعَاتِ دُونَ ٱلِٱسْتِحْصَالِ عَلَى رُخْصَةٍ. كَمَا أُدِينَ جِيسِّي بِتُهْمَةِ ٱلْإِخْلَالِ بِٱلنِّظَامِ وَٱلسِّلْمِ ٱلْعَامِّ رَغْمَ ٱسْتِئْنَافِ ٱلدَّعْوَى إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا فِي كُونَكْتِيكُت. فَٱلرَّجُلَانِ ٱلْكَاثُولِيكِيَّانِ ٱللَّذَانِ ٱسْتَمَعَا إِلَى ٱلتَّسْجِيلِ شَهِدَا فِي ٱلْمَحْكَمَةِ أَنَّ ٱلْمُحَاضَرَةَ أَهَانَتْ دِينَهُمَا وَٱسْتَفَزَّتْهُمَا. وَلِلطَّعْنِ فِي هٰذِهِ ٱلْأَحْكَامِ، ٱسْتَأْنَفَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَسْؤُولُونَ فِي هَيْئَتِنَا ٱلْقَضِيَّةَ وَرَفَعُوهَا إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ ٱلْعُلْيَا، أَعْلَى مَرْجِعٍ قَضَائِيٍّ فِي ٱلْبِلَادِ.
٩، ١٠ (أ) أَيُّ حُكْمٍ أَصْدَرَتْهُ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْأَمِيرْكِيَّةُ ٱلْعُلْيَا فِي قَضِيَّةِ عَائِلَةِ كَانْتْوِل؟ (ب) كَيْفَ نَسْتَفِيدُ نَحْنُ ٱلْيَوْمَ مِنْ هٰذَا ٱلْقَرَارِ؟
٩ بَدْءًا مِنْ ٢٩ آذَارَ (مَارِس) عَامَ ١٩٤٠، رَاحَ رَئِيسُ ٱلْقُضَاةِ تْشَارْلْز هْيُوز وَثَمَانِيَةُ قُضَاةٍ مُشَارِكِينَ يَسْتَمِعُونَ إِلَى مُرَافَعَةِ ٱلْأَخِ هَايْدِن كُوفِنْغْتُن، مُحَامٍ مَثَّلَ شُهُودَ يَهْوَهَ.a وَحِينَ قَدَّمَ مُحَامِي وِلَايَةِ كُونَكْتِيكُت حُجَجَهُ مُحَاوِلًا أَنْ يُبَرْهِنَ أَنَّ ٱلشُّهُودَ مُخِلُّونَ بِٱلنِّظَامِ، سَأَلَهُ أَحَدُ ٱلْقُضَاةِ: «أَلَمْ يَرْفُضْ مُعْظَمُ ٱلنَّاسِ أَيَّامَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ رِسَالَتَهُ؟». فَأَجَابَهُ ٱلْمُحَامِي: «بَلَى. وَإِنْ لَمْ تَخُنِّي ٱلذَّاكِرَةُ، يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَيْضًا مَاذَا حَلَّ بِيَسُوعَ لِأَنَّهُ نَادَى بِهٰذِهِ ٱلرِّسَالَةِ». بِٱلْفِعْلِ، لِسَانُهُ أَدَانَهُ! فَعَنْ غَيْرِ قَصْدٍ شَبَّهَ ٱلشُّهُودَ بِيَسُوعَ وَٱلْوِلَايَةَ بِمَنْ حَكَمُوا عَلَيْهِ! ثُمَّ فِي ٢٠ أَيَّارَ (مَايُو) ١٩٤٠، حَكَمَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ بِٱلْإِجْمَاعِ لِصَالِحِ ٱلشُّهُودِ.
هَايْدِنْ كُوفِنْغْتُن (ٱلصَّفُّ ٱلْأَمَامِيُّ إِلَى ٱلْيَمِينِ)، غْلِن هَاو (إِلَى ٱلْيَسَارِ)، وَآخَرُونَ يُغَادِرُونَ قَاعَةَ مَحْكَمَةٍ بَعْدَ تَحْقِيقِ ٱنْتِصَارٍ قَانُونِيٍّ
١٠ وَمَا أَبْعَادُ قَرَارِ ٱلْمَحْكَمَةِ هٰذَا؟ لَقَدْ وَسَّعَ هٰذَا ٱلْقَرَارُ نِطَاقَ ٱلْحِمَايَةِ ٱلْقَانُونِيَّةِ لِحَقِّ ٱلْفَرْدِ فِي مُمَارَسَةِ ٱلشَّعَائِرِ ٱلدِّينِيَّةِ بِحُرِّيَّةٍ. فَمَا عَادَ بِإِمْكَانِ ٱلْإِدَارَاتِ ٱلْحُكُومِيَّةِ، سَوَاءٌ عَلَى صَعِيدِ ٱلْمَدِينَةِ أَوِ ٱلْوِلَايَةِ أَوِ ٱلْبِلَادِ، أَنْ تُقَيِّدَ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلدِّينِيَّةَ. كَمَا أَنَّ ٱلْمَحْكَمَةَ لَمْ تَجِدْ فِي سُلُوكِ جِيسِّي «خَطَرًا عَلَى ٱلسِّلْمِ وَٱلنِّظَامِ ٱلْعَامِّ». وَهٰكَذَا بَرْهَنَ ٱلْحُكْمُ بِكُلِّ وُضُوحٍ أَنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ لَا يُخِلُّونَ بِٱلنِّظَامِ ٱلْعَامِّ. فَيَا لَهٰذَا ٱلِٱنْتِصَارِ ٱلسَّاحِقِ لِخُدَّامِ ٱللّٰهِ! وَلٰكِنْ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْهُ نَحْنُ ٱلْيَوْمَ؟ يُعَلِّقُ مُحَامٍ مِنَ ٱلشُّهُودِ عَلَى هٰذَا ٱلنَّصْرِ ٱلْقَضَائِيِّ قَائِلًا: «إِنَّ حَقَّنَا فِي مُمَارَسَةِ دِينِنَا بِحُرِّيَّةٍ دُونَ قُيُودٍ جَائِرَةٍ يُتِيحُ لَنَا نَحْنُ ٱلشُّهُودَ أَنْ نُنَادِيَ بِرِسَالَةِ ٱلرَّجَاءِ لِلْآخَرِينَ فِي ٱلْمُجْتَمَعَاتِ حَيْثُ نَعِيشُ».
مُثِيرُو فِتَنٍ أَمْ مُنَادُونَ بِٱلْحَقِّ؟
بُغْضُ كِيبِكَ ٱلْمُتَّقِدُ لِلّٰهِ وَٱلْمَسِيحِ وَٱلْحُرِّيَّةِ هُوَ عَارُ كُلِّ كَنَدَا
١١ أَيُّ حَمْلَةٍ نَظَّمَهَا ٱلْإِخْوَةُ فِي كَنَدَا، وَلِمَاذَا؟
١١ خِلَالَ أَرْبَعِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، وَاجَهَ شُهُودُ يَهْوَهَ فِي كَنَدَا مُقَاوَمَةً شَرِسَةً. لِذٰلِكَ نَظَّمَ ٱلْإِخْوَةُ عَامَ ١٩٤٦ حَمْلَةً دَامَتْ ١٦ يَوْمًا هَدَفُهَا إِبْرَازُ تَعَدِّيَاتِ ٱلسُّلْطَةِ عَلَى حَقِّنَا فِي ٱلْعِبَادَةِ بِحُرِّيَّةٍ. وَوَزَّعُوا خِلَالَهَا نَشْرَةً مِنْ أَرْبَعِ صَفَحَاتٍ بِعُنْوَانِ بُغْضُ كِيبِكَ ٱلْمُتَّقِدُ لِلّٰهِ وَٱلْمَسِيحِ وَٱلْحُرِّيَّةِ هُوَ عَارُ كُلِّ كَنَدَا. وَهٰذِهِ ٱلنَّشْرَةُ فَضَحَتْ بِٱلتَّفْصِيلِ ٱلِٱعْتِدَاءَاتِ عَلَى ٱلْإِخْوَةِ فِي مُقَاطَعَةِ كِيبِك، مُسَلِّطَةً ٱلضَّوْءَ عَلَى وَحْشِيَّةِ ٱلشُّرْطَةِ وَعُنْفِ ٱلرَّعَاعِ وَأَعْمَالِ ٱلشَّغَبِ ٱلْمُرْتَكَبَةِ بِتَحْرِيضٍ مِنْ رِجَالِ ٱلدِّينِ. وَذَكَرَتْ: «تَتَوَاصَلُ عَمَلِيَّاتُ ٱعْتِقَالِ شُهُودِ يَهْوَهَ دُونَ مُبَرِّرٍ قَانُونِيٍّ. وَمَجْمُوعُ ٱلتُّهَمِ ٱلْمُوَجَّهَةِ إِلَيْهِمْ فِي مُونْتْرِيَالَ ٱلْكُبْرَى يُنَاهِزُ ٨٠٠ تُهْمَةٍ».
١٢ (أ) كَيْفَ رَدَّ ٱلْمُقَاوِمُونَ عَلَى ٱلْحَمْلَةِ لِتَوْزِيعِ ٱلنَّشْرَةِ؟ (ب) بِأَيِّ جُرْمٍ أُدِينَ إِخْوَتُنَا؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْحَاشِيَةَ.)
١٢ رَدًّا عَلَى هٰذِهِ ٱلنَّشْرَةِ، أَعْلَنَ مُورِيس دُوبْلِسِّي، ٱلْوَزِيرُ ٱلْأَوَّلُ فِي كِيبِكَ ٱلْمُتَوَاطِئُ مَعَ ٱلْكَارْدِينَالِ ٱلْكَاثُولِيكِيِّ فِيلِّنُوف، «حَرْبًا بِلَا هَوَادَةٍ» عَلَى شُهُودِ يَهْوَهَ. وَسُرْعَانَ مَا تَضَاعَفَ عَدَدُ ٱلدَّعَاوَى مِنْ ٨٠٠ إِلَى ٦٠٠,١. تُخْبِرُ أُخْتٌ فَاتِحَةٌ: «اِعْتَقَلَتْنَا ٱلشُّرْطَةُ مَرَّاتٍ لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى». وَقَدِ ٱتُّهِمَ ٱلشُّهُودُ ٱلَّذِينَ ٱعْتُقِلُوا خِلَالَ تَوْزِيعِ ٱلنَّشْرَةِ بِجُرْمِ نَشْرِ «مَطْبُوعَاتٍ تُحَرِّضُ عَلَى ٱلْفِتْنَةِ».b
١٣ مَنْ أَوَّلُ مَنْ حُوكِمَ بِتُهْمَةِ ٱلتَّحْرِيضِ عَلَى ٱلْفِتْنَةِ، وَبِمَ حَكَمَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ؟
١٣ كَانَ أَوَّلُ مَنْ حُوكِمَ بِتُهْمَةِ ٱلتَّحْرِيضِ عَلَى ٱلْفِتْنَةِ ٱلْأَخَ إِيمِّيه بُوشِّيه وَٱبْنَتَيْهِ جِيزَال (١٨ عَامًا) وَلُوسِيل (١١ عَامًا) سَنَةَ ١٩٤٧. فَقَدْ وَزَّعُوا ٱلنَّشْرَةَ قُرْبَ مَزْرَعَتِهِمْ فِي ٱلتِّلَالِ جَنُوبَ مَدِينَةِ كِيبِك. وَلٰكِنْ شَتَّانَ مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ٱلْمُشَاغِبِينَ ٱلْخَارِجِينَ عَلَى ٱلْقَانُونِ! فَٱلْأَخُ بُوشِّيه كَانَ رَجُلًا وَدِيعًا مُتَوَاضِعًا يَعْمَلُ بِسَكِينَةٍ فِي مَزْرَعَتِهِ ٱلصَّغِيرَةِ وَيَزُورُ ٱلْمَدِينَةَ مِنْ وَقْتٍ إِلَى آخَرَ رَاكِبًا عَرَبَةً يَجُرُّهَا حِصَانٌ. وَقَدْ عَانَى فِي ٱلسَّابِقِ هُوَ وَعَائِلَتُهُ ٱلْمَظَالِمَ عَيْنَهَا ٱلْمَذْكُورَةَ فِي ٱلنَّشْرَةِ. فَإِلَامَ ٱنْتَهَتِ ٱلْمُحَاكَمَةُ؟ رَفَضَ ٱلْقَاضِي ٱلَّذِي يَكْرَهُ ٱلشُّهُودَ أَدِلَّةً تُبَرِّئُ عَائِلَةَ بُوشِّيه. وَبِٱلْمُقَابِلِ، قَبِلَ مَا قَالَهُ ٱلِٱدِّعَاءُ إِنَّ ٱلنَّشْرَةَ تُحَرِّضُ عَلَى ٱلْعِدَاءِ وَإِنَّ ٱلْعَائِلَةَ مُذْنِبَةٌ. وَهٰكَذَا تَبَنَّى ٱلْقَاضِي مَوْقِفًا يُلَخَّصُ بِمَا يَلِي: إِنَّ ٱلْمُجَاهَرَةَ بِٱلْحَقِيقَةِ جَرِيمَةٌ! فَأُدِينَ إِيمِّيه وَجِيزَال بِنَشْرِ مَطْبُوعَاتٍ تُحَرِّضُ عَلَى ٱلْفِتْنَةِ، حَتَّى إِنَّ لُوسِيلَ ٱلصَّغِيرَةَ أَمْضَتْ يَوْمَيْنِ فِي ٱلسِّجْنِ! عَلَى ٱلْأَثَرِ، ٱسْتَأْنَفَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلدَّعْوَى أَمَامَ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا فِي كَنَدَا، أَعْلَى مَرْجِعٍ قَضَائِيٍّ فِي ٱلْبِلَادِ، فَقَبِلَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلنَّظَرَ فِي ٱلْقَضِيَّةِ.
١٤ مَاذَا فَعَلَ ٱلْإِخْوَةُ فِي كِيبِك خِلَالَ سَنَوَاتِ ٱلِٱضْطِهَادِ؟
١٤ وَفِي هٰذِهِ ٱلْأَثْنَاءِ، تَابَعَ إِخْوَتُنَا وَأَخَوَاتُنَا ٱلشُّجْعَانُ فِي كِيبِكَ ٱلْكِرَازَةَ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ رَغْمَ ٱلِٱعْتِدَاءَاتِ ٱلْعَنِيفَةِ ٱلْمُتَوَاصِلَةِ، وَغَالِبًا مَا حَصَدُوا نَتَائِجَ مُذْهِلَةً. فَخِلَالَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْأَرْبَعِ بَعْدَ بِدَايَةِ ٱلْحَمْلَةِ عَامَ ١٩٤٦، ٱزْدَادَ عَدَدُ ٱلشُّهُودِ فِي كِيبِك مِنْ ٣٠٠ إِلَى ٠٠٠,١ شَاهِدٍ!c
١٥، ١٦ (أ) لِصَالِحِ مَنْ حَكَمَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا فِي كَنَدَا فِي قَضِيَّةِ بُوشِيه؟ (ب) كَيْفَ ٱنْعَكَسَ هٰذَا ٱلنَّصْرُ عَلَى إِخْوَتِنَا وَغَيْرِهِمْ أَيْضًا؟
١٥ وَأَخِيرًا فِي حَزِيرَانَ (يُونْيُو) عَامَ ١٩٥٠، نَظَرَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا فِي كَنَدَا بِكَامِلِ أَعْضَائِهَا ٱلتِّسْعَةِ فِي قَضِيَّةِ إِيمِّيه بُوشِّيه. وَبَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ، أَيْ فِي ١٨ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) عَامَ ١٩٥٠، حَكَمَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ لِصَالِحِنَا. لِمَاذَا؟ أَوْضَحَ ٱلْأَخُ غْلِن هَاو، وَهُوَ مُحَامٍ رَافَعَ عَنِ ٱلشُّهُودِ، أَنَّ ٱلْمَحْكَمَةَ وَافَقَتْ عَلَى حُجَّةِ ٱلدِّفَاعِ ٱلْقَائِلَةِ بِأَنَّ «ٱلتَّحْرِيضَ عَلَى ٱلْفِتْنَةِ» يُشْتَرَطُ فِيهِ ٱلْحَثُّ عَلَى ٱلْعُنْفِ أَوِ ٱلتَّمَرُّدِ عَلَى ٱلسُّلْطَةِ. «وَلَمَّا لَمْ تَتَضَمَّنِ ٱلنَّشْرَةُ أَيًّا مِنْ هٰذَا ٱلتَّحْرِيضِ، ٱعْتُبِرَتْ شَكْلًا مَشْرُوعًا مِنْ أَشْكَالِ حُرِّيَّةِ ٱلتَّعْبِيرِ». وَتَعْلِيقًا عَلَى ٱلْقَضِيَّةِ عَبَّرَ ٱلْأَخُ هَاو: «رَأَيْتُ بِأُمِّ عَيْنِي أَنَّ يَهْوَهَ أَنْعَمَ عَلَيْنَا بِٱلنَّصْرِ».d
١٦ وَبِٱلْفِعْلِ شَكَّلَ قَرَارُ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا نَصْرًا سَاحِقًا حَقَّقَهُ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ. فَقَدْ أَلْغَى ٱلْأَسَاسَ لِكُلِّ ٱلْقَضَايَا ٱلْمُعَلَّقَةِ ٱلْـ ١٢٢ ٱلَّتِي ٱتُّهِمَ فِيهَا ٱلشُّهُودُ بِنَشْرِ مَطْبُوعَاتٍ تُحَرِّضُ عَلَى ٱلْفِتْنَةِ. وَبِنَاءً عَلَى هٰذَا ٱلْحُكْمِ أَيْضًا، بَاتَ مُوَاطِنُو كَنَدَا وَٱلْكُومُنْوِلْث يَتَمَتَّعُونَ بِحُرِّيَّةِ ٱلتَّعْبِيرِ عَنْ آرَائِهِمْ فِي أَدَاءِ ٱلْحُكُومَةِ. كَمَا قَصَمَ هٰذَا ٱلنَّصْرُ ظَهْرَ ٱلتَّحَالُفِ ٱلْقَائِمِ بَيْنَ ٱلْكَنِيسَةِ وَٱلدَّوْلَةِ ٱلْهَادِفِ إِلَى قَمْعِ حُرِّيَّاتِ شُهُودِ يَهْوَهَ.e
بَاعَةٌ جَائِلُونَ أَمْ مُبَشِّرُونَ غَيُورُونَ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟
١٧ وَفْقَ أَيَّةِ قَوَانِينَ تُحَاوِلُ بَعْضُ ٱلْحُكُومَاتِ أَنْ تُسَيِّرَ نَشَاطَنَا ٱلْكِرَازِيَّ؟
١٧ عَلَى غِرَارِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَائِلِ، لَيْسَ خُدَّامُ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ «بَاعَةً جَائِلِينَ لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ». (اقرأ ٢ كورنثوس ٢:١٧.) مَعَ ذٰلِكَ، تُحَاوِلُ بَعْضُ ٱلْحُكُومَاتِ أَنْ تُسَيِّرَ نَشَاطَنَا ٱلْكِرَازِيَّ وَفْقَ ٱلْقَوَانِينِ ٱلتِّجَارِيَّةِ. لِنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي قَضِيَّتَيْنِ بَتَّتْ فِيهِمَا ٱلْمَحْكَمَةُ مُجِيبَةً عَنِ ٱلسُّؤَالِ ٱلتَّالِي: ‹هَلْ شُهُودُ يَهْوَهَ مُبَشِّرُونَ أَمْ بَاعَةٌ جَائِلُونَ؟›.
١٨، ١٩ كَيْفَ حَاوَلَتِ ٱلسُّلُطَاتُ ٱلدَّنِمَارْكِيَّةُ أَنْ تَحُدَّ مِنْ عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ؟
١٨ اَلدَّانِمَارْكُ. فِي ١ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) عَامَ ١٩٣٢، بَدَأَ ٱلْعَمَلُ بِقَانُونٍ يَمْنَعُ بَيْعَ ٱلْمَطْبُوعَاتِ دُونَ حَمْلِ رُخْصَةِ بَائِعٍ جَائِلٍ. لٰكِنَّ إِخْوَتَنَا لَمْ يُقَدِّمُوا طَلَبًا لِلْحُصُولِ عَلَى هٰذِهِ ٱلرُّخَصِ. وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي، أَمْضَى خَمْسَةُ نَاشِرِينَ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْكِرَازَةِ فِي بَلْدَةِ رُوسْكِيلْدَ ٱلَّتِي تَبْعُدُ أَكْثَرَ مِنْ ٣٠ كلم غَرْبَ ٱلْعَاصِمَةِ كُوبِنْهَاغِن. غَيْرَ أَنَّ أَحَدَ ٱلنَّاشِرِينَ وَيُدْعَى أُوغُسْت لَايْمَان لَمْ يَعُدْ بِحُلُولِ ٱلْمَسَاءِ. فَٱتَّضَحَ أَنَّهُ مُعْتَقَلٌ بِتُهْمَةِ بَيْعِ بَضَائِعَ دُونَ رُخْصَةٍ.
١٩ فِي ١٩ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) ١٩٣٢، مَثَلَ أُوغُسْت لَايْمَان أَمَامَ ٱلْمَحْكَمَةِ، وَشَهِدَ أَنَّهُ زَارَ ٱلنَّاسَ فِعْلًا لِعَرْضِ مَطْبُوعَاتٍ مُؤَسَّسَةٍ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، لٰكِنَّهُ أَنْكَرَ ٱلْعَمَلَ كَبَائِعٍ جَائِلٍ. أَمَّا ٱلْمَحْكَمَةُ فَقَبِلَتْ بِصِحَّةِ أَقْوَالِهِ، وَذَكَرَتْ: «إِنَّ ٱلْمُتَّهَمَ قَادِرٌ عَلَى إِعَالَةِ نَفْسِهِ. وَهُوَ لَا يَنْتَفِعُ مَادِّيًّا، وَلَا نِيَّةَ لَهُ فِي ذٰلِكَ. بَلْ إِنَّ نَشَاطَهُ يُكَبِّدُهُ خَسَائِرَ مَادِّيَّةً». وَإِذْ أَيَّدَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلشُّهُودَ، حَكَمَتْ بِأَنَّ نَشَاطَ لَايْمَان لَا يُعَدُّ «نَشَاطًا تِجَارِيًّا». رَغْمَ ذٰلِكَ، صَمَّمَ أَعْدَاءُ شَعْبِ ٱللّٰهِ أَنْ يَضَعُوا حَدًّا لِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ فِي ٱلْبِلَادِ. (مز ٩٤:٢٠) فَظَلَّ ٱلْمُدَّعِي ٱلْعَامُّ يَسْتَأْنِفُ ٱلدَّعْوَى حَتَّى وَصَلَتْ أَخِيرًا إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا. فَمَاذَا فَعَلَ إِخْوَتُنَا؟
٢٠ أَيُّ حُكْمٍ أَصْدَرَتْهُ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا فِي ٱلدَّنِمَارْكِ، وَمَاذَا فَعَلَ ٱلْإِخْوَةُ مِنْ جِهَتِهِمْ؟
٢٠ فِي ٱلْأُسْبُوعِ ٱلَّذِي سَبَقَ جَلْسَةَ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا، زَادَ ٱلشُّهُودُ نَشَاطَهُمُ ٱلْكِرَازِيَّ فِي كُلِّ أَرْجَاءِ ٱلدَّانِمَارْكِ. وَيَوْمَ ٱلثُّلَاثَاءِ ٱلْوَاقِعِ فِيهِ ٣ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) ١٩٣٣ أَعْلَنَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ قَرَارَهَا ٱلَّذِي أَيَّدَتْ فِيهِ قَرَارَ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلِٱبْتِدَائِيَّةِ مُعْلِنَةً أَنَّ أُوغُسْت لَايْمَان لَمْ يَنْتَهِكِ ٱلْقَانُونَ. وَهٰذَا ٱلْحُكْمُ عَنَى أَنَّ بِإِمْكَانِ ٱلشُّهُودِ مُوَاصَلَةَ ٱلْكِرَازَةِ بِحُرِّيَّةٍ. فَضَاعَفُوا جُهُودَهُمْ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ تَعْبِيرًا عَنِ ٱمْتِنَانِهِمْ لِيَهْوَهَ ٱلَّذِي مَنَحَهُمْ هٰذَا ٱلنَّصْرَ ٱلْقَانُونِيَّ. وَمُنْذُ أُصْدِرَ ذٰلِكَ ٱلْحُكْمُ، بَاتَ بِمَقْدُورِ إِخْوَتِنَا فِي ٱلدَّانِمَارْكِ أَنْ يُتَمِّمُوا خِدْمَتَهُمْ دُونَ أَيِّ تَدَخُّلٍ حُكُومِيٍّ.
شُهُودٌ شُجْعَانٌ فِي ٱلدَّانِمَارْكِ فِي ثَلَاثِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي
٢١، ٢٢ مَاذَا قَرَّرَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْأَمِيرْكِيَّةُ ٱلْعُلْيَا فِي قَضِيَّةِ ٱلْأَخِ مِيرْدُوك؟
٢١ اَلْوِلَايَاتُ ٱلْمُتَّحِدَةُ ٱلْأَمِيرْكِيَّةُ. يَوْمَ ٱلْأَحَدِ فِي ٢٥ شُبَاطَ (فِبْرَايِر) عَامَ ١٩٤٠، ٱعْتُقِلَ فَاتِحٌ يُدْعَى رُوبِرْت مِيرْدُوكَ ٱلْأَصْغَرَ مَعَ سَبْعَةِ إِخْوَةٍ آخَرِينَ خِلَالَ ٱلْكِرَازَةِ فِي مَدِينَةِ جَانِيت قُرْبَ بِيتْسْبُورْغ فِي وِلَايَةِ بِنْسِلْفَانْيَا. بَعْدَئِذٍ أُدِينُوا بِتُهْمَةِ تَوْزِيعِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ دُونَ تَرْخِيصٍ. وَحِينَ ٱسْتَأْنَفُوا ٱلْقَضِيَّةَ، وَافَقَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْأَمِيرْكِيَّةُ ٱلْعُلْيَا عَلَى ٱلنَّظَرِ فِيهَا.
٢٢ وَفِي ٣ أَيَّارَ (مَايُو) ١٩٤٣، جَاءَ حُكْمُ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا فِي صَالِحِ ٱلشُّهُودِ. فَقَدِ ٱعْتَرَضَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ عَلَى مَطْلَبِ ٱلِٱسْتِحْصَالِ عَلَى رُخْصَةٍ لِأَنَّهُ يَفْرِضُ «رُسُومًا عَلَى حَقٍّ يَكْفَلُهُ ٱلدُّسْتُورُ ٱلْفِدِرَالِيُّ». فَنَقَضَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْقَانُونَ ٱلَّذِي وَضَعَتْهُ ٱلْمَدِينَةُ لِكَوْنِهِ «قَيْدًا يَحُدُّ مِنْ حُرِّيَّةِ ٱلصِّحَافَةِ وَيُضَيِّقُ عَلَى ٱلْحُرِّيَّاتِ ٱلدِّينِيَّةِ». وَحِينَ تَلَا ٱلْقَاضِي وِلْيَم دُوغْلَاسُ ٱلْقَرَارَ ٱلَّذِي ٱتُّخِذَ بِأَغْلَبِيَّةِ ٱلْأَصْوَاتِ، قَالَ إِنَّ نَشَاطَ ٱلشُّهُودِ «لَا يَقْتَصِرُ عَلَى مُجَرَّدِ ٱلْكِرَازَةِ أَوْ تَوْزِيعِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلدِّينِيَّةِ. بَلْ إِنَّهُ مَزِيجٌ مِنَ ٱلْعَمَلَيْنِ مَعًا». ثُمَّ أَضَافَ: «هٰذَا ٱلشَّكْلُ مِنَ ٱلنَّشَاطِ ٱلدِّينِيِّ يَشْغَلُ مَكَانَةً مَرْمُوقَةً كَمَكَانَةِ ٱلْعِبَادَةِ فِي ٱلْكَنَائِسِ وَٱلْوَعْظِ مِنْ عَلَى ٱلْمَنَابِرِ».
٢٣ مَا أَهَمِّيَّةُ ٱلِٱنْتِصَارَاتِ ٱلْقَانُونِيَّةِ ٱلَّتِي حَقَّقْنَاهَا عَامَ ١٩٤٣ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْنَا ٱلْيَوْمَ؟
٢٣ شَكَّلَ حُكْمُ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا ٱنْتِصَارًا قَانُونِيًّا بَارِزًا لِشَعْبِ ٱللّٰهِ. فَقَدْ أَكَّدَ هُوِيَّتَنَا ٱلْحَقِيقِيَّةَ: خُدَّامًا مَسِيحِيِّينَ لَا تُجَّارًا جَائِلِينَ. وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّارِيخِيِّ نَفْسِهِ مِنْ عَامِ ١٩٤٣، رَبِحَ شُهُودُ يَهْوَهَ ١٢ قَضِيَّةً مِنْ أَصْلِ ١٣ مَطْرُوحَةً عَلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا، بِمَا فِي ذٰلِكَ قَضِيَّةُ مِيرْدُوك. وَهٰذِهِ ٱلْأَحْكَامُ شَكَّلَتْ سَابِقَةً مُهِمَّةً ٱسْتَفَادَ مِنْهَا ٱلْإِخْوَةُ فِي قَضَايَا أَحْدَثَ عَهْدًا حِينَ طَعَنَ ٱلْمُقَاوِمُونَ مُجَدَّدًا فِي حَقِّنَا فِي ٱلْكِرَازَةِ عَلَانِيَةً وَمِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ.
«يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ ٱللّٰهُ حَاكِمًا لَا ٱلنَّاسُ»
٢٤ مَاذَا نَفْعَلُ حِينَ تَحْظُرُ ٱلْحُكُومَةُ عَمَلَنَا ٱلْكِرَازِيَّ؟
٢٤ نَشْعُرُ بِٱلِٱمْتِنَانِ نَحْنُ خُدَّامَ يَهْوَهَ حِينَ تَمْنَحُنَا ٱلْحُكُومَاتُ ٱلْحَقَّ فِي ٱلْمُنَادَاةِ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ بِحُرِّيَّةٍ. أَمَّا حِينَ تَحْظُرُ كِرَازَتَنَا، فَنُعَدِّلُ بِكُلِّ بَسَاطَةٍ أَسَالِيبَنَا لِنُوَاصِلَ ٱلْعَمَلَ بِأَيِّ طَرِيقَةٍ مُمْكِنَةٍ. فَلِسَانُ حَالِنَا مَا قَالَهُ ٱلرُّسُلُ قَدِيمًا: «يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ ٱللّٰهُ حَاكِمًا لَا ٱلنَّاسُ». (اع ٥:٢٩؛ مت ٢٨:١٩، ٢٠) وَفِي غُضُونِ ذٰلِكَ، نَلْجَأُ إِلَى ٱلْمَحَاكِمِ كَيْ يُرْفَعَ ٱلْحَظْرُ عَنْ نَشَاطِنَا. إِلَيْكَ مِثَالَيْنِ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ.
٢٥، ٢٦ أَيَّةُ أَحْدَاثٍ فِي نِيكَارَاغْوَا أَدَّتْ إِلَى نُشُوءِ قَضِيَّةٍ نَظَرَتْ فِيهَا ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا، وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟
٢٥ نِيكَارَاغْوَا. فِي ١٩ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ١٩٥٢، تَوَجَّهَ ٱلْأَخُ دُونُفَن مَانْسْتِرْمَانُ، ٱلَّذِي كَانَ مُرْسَلًا وَخَادِمًا لِلْفَرْعِ فِي نِيكَارَاغْوَا، إِلَى دَائِرَةِ ٱلْهِجْرَةِ فِي ٱلْعَاصِمَةِ مَانَاغْوَا. فَقَدِ ٱسْتُدْعِيَ لِلْمُثُولِ أَمَامَ رَئِيسِ ٱلدَّائِرَةِ ٱلنَّقِيبِ أَرْنُولْدُو غَارْسِيَا. وَهُنَاكَ أَخْبَرَهُ ٱلنَّقِيبُ أَنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ جَمِيعًا «مَمْنُوعُونَ بَعْدَ ٱلْآنَ مِنَ ٱلْكِرَازَةِ بِعَقَائِدِهِمْ وَٱلدِّعَايَةِ لِنَشَاطَاتِهِمِ ٱلدِّينِيَّةِ». وَحِينَ ٱسْتَفْسَرَ ٱلْأَخُ عَنِ ٱلسَّبَبِ، أَوْضَحَ ٱلنَّقِيبُ أَنَّ ٱلشُّهُودَ لَمْ يَسْتَحْصِلُوا عَلَى إِذْنٍ مِنْ وَزِيرِ ٱلدَّوْلَةِ بِمُزَاوَلَةِ كِرَازَتِهِمْ وَأَنَّهُمْ مُتَّهَمُونَ بِمُوَالَاةِ ٱلشُّيُوعِيَّةِ. وَمَنِ ٱتَّهَمَهُمْ بِذٰلِكَ؟ رِجَالُ ٱلدِّينِ ٱلْكَاثُولِيكُ.
إِخْوَةٌ فِي نِيكَارَاغْوَا خِلَالَ ٱلْحَظْرِ
٢٦ عَلَى ٱلْفَوْرِ، رَفَعَ ٱلْأَخُ مَانْسْتِرْمَانُ ٱلْقَضِيَّةَ إِلَى وِزَارَةِ ٱلدَّوْلَةِ وَٱلْأَدْيَانِ وَإِلَى ٱلرَّئِيسِ أَنَاسْتَازْيُو سُومُوزَا غَارْسِيَا. وَحِينَ بَاءَتْ جُهُودُهُ بِٱلْفَشَلِ، عَدَّلَ ٱلْإِخْوَةُ أَسَالِيبَهُمْ: أَغْلَقُوا قَاعَةَ ٱلْمَلَكُوتِ، ٱجْتَمَعُوا فِي فِرَقٍ أَصْغَرَ، وَتَوَقَّفُوا عَنِ ٱلشَّهَادَةِ فِي ٱلشَّوَارِعِ؛ وَلٰكِنْ دُونَ أَنْ يَكُفُّوا عَنِ ٱلْمُنَادَاةِ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَفِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ، قَدَّمُوا عَرِيضَةً طَالِبِينَ فِيهَا مِنَ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا فِي نِيكَارَاغْوَا أَنْ تُصْدِرَ أَمْرًا قَضَائِيًّا بِإِبْطَالِ ٱلْحَظْرِ. وَقَدْ أَخْبَرَتِ ٱلصُّحُفُ فِي مُخْتَلِفِ أَنْحَاءِ ٱلْبِلَادِ عَنْ حَظْرِ ٱلشُّهُودِ وَعَنْ مَضْمُونِ ٱلْعَرِيضَةِ ٱلَّتِي تَقَدَّمُوا بِهَا. بَعْدَئِذٍ وَافَقَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا عَلَى ٱلنَّظَرِ فِي ٱلْقَضِيَّةِ. فَمَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟ فِي ١٩ حَزِيرَانَ (يُونْيُو) ١٩٥٣، أَعْلَنَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا أَنَّهَا حَكَمَتْ بِٱلْإِجْمَاعِ لِصَالِحِ شُهُودِ يَهْوَهَ. فَقَدْ وَجَدَتْ أَنَّ ٱلْحَظْرَ يَنْتَهِكُ ضَمَانَاتٍ دُسْتُورِيَّةً، عَلَى وَجْهِ ٱلتَّحْدِيدِ حُرِّيَّةَ ٱلتَّعْبِيرِ وَٱلضَّمِيرِ وَٱلْحَقَّ فِي ٱلْمُجَاهَرَةِ بِٱلْعَقَائِدِ. وَأَمَرَتْ أَنْ تَعُودَ ٱلْعَلَاقَاتُ بَيْنَ حُكُومَةِ نِيكَارَاغْوَا وَٱلشُّهُودِ إِلَى سَابِقِ عَهْدِهَا.
٢٧ لِمَ ذَهِلَ مُوَاطِنُو نِيكَارَاغْوَا بِسَبَبِ قَرَارِ ٱلْمَحْكَمَةِ، وَمَاذَا كَانَ رَأْيُ ٱلْإِخْوَةِ فِي هٰذَا ٱلِٱنْتِصَارِ؟
٢٧ وَمَا رُدُودُ ٱلْفِعْلِ عَلَى هٰذَا ٱلْقَرَارِ؟ ذَهِلَ مُوَاطِنُو نِيكَارَاغْوَا حِينَ دَافَعَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا عَنِ ٱلشُّهُودِ. فَحَتَّى ذٰلِكَ ٱلتَّارِيخِ، كَانَ لِرِجَالِ ٱلدِّينِ نُفُوذٌ كَبِيرٌ هُنَاكَ لِدَرَجَةِ أَنَّ ٱلْمَحْكَمَةَ تَحَاشَتِ ٱلْخِلَافَ مَعَهُمْ. وَٱلرَّسْمِيُّونَ ٱلْحُكُومِيُّونَ أَيْضًا تَمَتَّعُوا بِسُلْطَةٍ وَاسِعَةٍ، وَنَادِرًا مَا خَالَفَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ قَرَارَاتِهِمْ. وَعَلَيْهِ، كَانَ إِخْوَتُنَا وَاثِقِينَ أَنَّهُمُ ٱنْتَصَرُوا بِفَضْلِ حِمَايَةِ مَلِكِهِمْ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ وَمُثَابَرَتِهِمْ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ. — اع ١:٨.
٢٨، ٢٩ كَيْفَ تَبَدَّلَتِ ٱلْأَوْضَاعُ فِي زَائِير أَوَاسِطَ ثَمَانِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي؟
٢٨ زَائِير. فِي أَوَاسِطِ ثَمَانِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، قَارَبَ عَدَدُ ٱلشُّهُودِ فِي زَائِير (اَلْآنَ جُمْهُورِيَّةِ ٱلْكُونْغُو ٱلدِّيمُوقْرَاطِيَّةِ) ٠٠٠,٣٥. وَكَانَ ٱلْفَرْعُ يَبْنِي مَرَافِقَ جَدِيدَةً لِكَيْ يُجَارُوا ٱلِٱزْدِهَارَ ٱلَّذِي يَشْهَدُهُ عَمَلُ ٱلْمَلَكُوتِ. كَمَا عُقِدَ فِي كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) ١٩٨٥ مَحْفِلٌ أُمَمِيٌّ فِي ٱلْعَاصِمَةِ كِينْشَاسَا حَضَرَهُ ٠٠٠,٣٢ مَنْدُوبٍ مِنْ مُخْتَلِفِ أَنْحَاءِ ٱلْعَالَمِ مَلَأُوا مُدَرَّجَاتِ مَلْعَبِ ٱلْمَدِينَةِ. وَلٰكِنْ فِي تِلْكَ ٱلْمَرْحَلَةِ، أَخَذَتِ ٱلْأَوْضَاعُ تَتَبَدَّلُ . . .
٢٩ يَرْوِي لَنَا مَا حَصَلَ ٱلْأَخُ مَارْسِيل فِيلْتُو، وَهُوَ مُرْسَلٌ كَنَدِيٌّ كَانَ قَدْ وَاجَهَ ٱلِٱضْطِهَادَ خِلَالَ حُكْمِ دُوبْلِسِّي: «اِسْتَلَمَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَسْؤُولُونَ فِي ١٢ آذَارَ (مَارِس) عَامَ ١٩٨٦ رِسَالَةً مُفَادُهَا أَنَّ جَمْعِيَّةَ شُهُودِ يَهْوَهَ فِي زَائِير لَمْ تَعُدْ شَرْعِيَّةً». وَقَدْ وَقَّعَ عَلَى ٱلْحَظْرِ رَئِيسُ ٱلْبِلَادِ بِنَفْسِهِ مُوبُوتُو سِيسِي سِيكُو.
٣٠ أَيُّ قَرَارٍ خَطِيرٍ وَجَبَ عَلَى لَجْنَةِ ٱلْفَرْعِ ٱتِّخَاذُهُ، وَمَاذَا قَرَّرَتْ؟
٣٠ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي، أَعْلَنَتِ ٱلْإِذَاعَةُ ٱلْوَطَنِيَّةُ مَا يَلِي: «لَنْ نَسْمَعَ بِشُهُودِ يَهْوَهَ بَعْدَ ٱلْآنَ». وَعَلَى ٱلْفَوْرِ، ٱنْدَلَعَتْ مَوْجَةُ ٱضْطِهَادٍ عَنِيفٍ. فَدُمِّرَتِ ٱلْقَاعَاتُ، وَسُلِبَ إِخْوَتُنَا وَٱعْتُقِلُوا وَسُجِنُوا وَضُرِبُوا. حَتَّى أَوْلَادُ ٱلشُّهُودِ زُجُّوا فِي ٱلسِّجْنِ! ثُمَّ فِي ١٢ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) عَامَ ١٩٨٨، وَضَعَتِ ٱلْحُكُومَةُ يَدَهَا عَلَى مُمْتَلَكَاتِ ٱلْهَيْئَةِ، كَمَا ٱحْتَلَّتْ فِرْقَةٌ عَسْكَرِيَّةٌ تُدْعَى ٱلْحَرَسَ ٱلْأَهْلِيَّ مَبَانِيَ ٱلْفَرْعِ. فَرَفَعَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَسْؤُولُونَ ٱلْقَضِيَّةَ إِلَى ٱلرَّئِيسِ مُوبُوتُو، لٰكِنَّهُمْ لَمْ يَلْقَوْا أَيَّ جَوَابٍ. إِذَّاكَ وَجَبَ عَلَى لَجْنَةِ ٱلْفَرْعِ ٱتِّخَاذُ قَرَارٍ خَطِيرٍ: هَلْ تَسْتَأْنِفُ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا أَمْ تَنْتَظِرُ. يَتَذَكَّرُ تِيمُوتِي هُومْزُ ٱلَّذِي خَدَمَ مُرْسَلًا وَمُنَسِّقًا لِلَجْنَةِ ٱلْفَرْعِ آنَذَاكَ: «لَجَأْنَا إِلَى يَهْوَهَ طَلَبًا لِلْحِكْمَةِ وَٱلْإِرْشَادِ». وَبَعْدَمَا تَدَاوَلَتِ ٱللَّجْنَةُ مُطَوَّلًا، رَأَتْ أَنَّ ٱلْوَقْتَ لَيْسَ مُنَاسِبًا لِلسَّعْيِ وَرَاءَ أَيِّ إِجْرَاءٍ قَانُونِيٍّ. فَرَكَّزُوا عَلَى ٱلِٱهْتِمَامِ بِٱلْإِخْوَةِ وَإِيجَادِ طُرُقٍ لِمُوَاصَلَةِ عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ.
«لَقَدْ رَأَيْنَا قُدْرَةَ يَهْوَهَ عَلَى تَغْيِيرِ ٱلْأُمُورِ»
٣١، ٣٢ أَيُّ قَرَارٍ لَافِتٍ ٱتَّخَذَتْهُ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا فِي زَائِير، وَكَيْفَ أَثَّرَ عَلَى إِخْوَتِنَا؟
٣١ وَلٰكِنْ بَعْدَ عِدَّةِ سَنَوَاتٍ، تَضَاءَلَ ٱلضَّغْطُ عَلَى ٱلشُّهُودِ وَتَعَزَّزَ ٱحْتِرَامُ حُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ فِي ٱلْبِلَادِ. فَرَأَتْ لَجْنَةُ ٱلْفَرْعِ أَنَّ ٱلْوَقْتَ قَدْ حَانَ لِيَطْعَنُوا فِي قَرَارِ ٱلْحَظْرِ. فَرَفَعُوا ٱلْقَضِيَّةَ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْقَضَائِيَّةِ ٱلْعُلْيَا فِي زَائِير. وَلِدَهْشَتِهِمْ قَبِلَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلنَّظَرَ فِي ٱلْقَضِيَّةِ. ثُمَّ فِي ٨ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر) عَامَ ١٩٩٣، أَيْ بَعْدَ سَبْعِ سَنَوَاتٍ تَقْرِيبًا عَلَى صُدُورِ ٱلْأَمْرِ ٱلرِّئَاسِيِّ بِحَظْرِ عَمَلِنَا، قَضَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ بِأَنَّ ٱلْإِجْرَاءَ ٱلْحُكُومِيَّ ٱلْمُتَّخَذَ بِحَقِّ ٱلشُّهُودِ غَيْرُ شَرْعِيٍّ. وَنَتِيجَةً لِذٰلِكَ، رُفِعَ ٱلْحَظْرُ عَنْ عَمَلِنَا. هَلْ تُصَدِّقُ؟! لَقَدْ أَبْطَلَ ٱلْقُضَاةُ قَرَارًا ٱتَّخَذَهُ رَئِيسُ ٱلْبِلَادِ بِنَفْسِهِ مُعَرِّضِينَ حَيَاتَهُمْ لِلْخَطَرِ! يُعَلِّقُ ٱلْأَخُ هُومْز عَلَى تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ قَائِلًا: «لَقَدْ رَأَيْنَا قُدْرَةَ يَهْوَهَ عَلَى تَغْيِيرِ ٱلْأُمُورِ». (دا ٢:٢١) وَهٰذَا ٱلنَّصْرُ قَوَّى إِيمَانَ إِخْوَانِنَا إِذْ شَعَرُوا أَنَّ ٱلْمَلِكَ يَسُوعَ وَجَّهَ شَعْبَهُ لِيَعْرِفُوا مَتَى وَكَيْفَ يَتَحَرَّكُونَ.
يُقَدِّرُ ٱلشُّهُودُ فِي جُمْهُورِيَّةِ ٱلْكُونْغُو ٱلدِّيمُوقْرَاطِيَّةِ حَقَّهُمْ فِي عِبَادَةِ يَهْوَهَ بِحُرِّيَّةٍ
٣٢ بَعْدَمَا رُفِعَ ٱلْحَظْرُ، سُمِحَ لِمَكْتَبِ ٱلْفَرْعِ أَنْ يَأْتِيَ بِمُرْسَلِينَ وَيُشَيِّدَ مَبَانِيَ فَرْعٍ جَدِيدَةً وَيَسْتَوْرِدَ مَطْبُوعَاتٍ مُؤَسَّسَةً عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.f أَوَلَا يَفْرَحُ خُدَّامُ يَهْوَهَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ حِينَ يَرَوْنَ كَيْفَ يَحْمِي خَيْرَ شَعْبِهِ ٱلرُّوحِيَّ؟! — اش ٥٢:١٠.
«يَهْوَهُ مُعِينِي»
٣٣ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ هٰذِهِ ٱلْعَيِّنَةِ مِنَ ٱلْقَضَايَا ٱلْقَانُونِيَّةِ؟
٣٣ بَعْدَمَا تَأَمَّلْنَا فِي بَعْضِ ٱلْمَعَارِكِ ٱلْقَانُونِيَّةِ، لَاحَظْنَا دُونَ شَكٍّ أَنَّ يَسُوعَ وَفَى بِوَعْدِهِ ٱلْقَائِلِ: «أُعْطِيكُمْ فَمًا وَحِكْمَةً لَا يَقْدِرُ كُلُّ مُعَارِضِيكُمْ مَعًا أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا». (اقرأ لوقا ٢١:١٢-١٥.) وَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، دَبَّرَ يَهْوَهُ أَشْخَاصًا كَغَمَالَائِيلَ قَدِيمًا يَحْمِي بِهِمْ شَعْبَهُ. أَوْ فِي أَحْيَانٍ أُخْرَى دَفَعَ قُضَاةً وَمُحَامِينَ شُجْعَانًا إِلَى ٱلْوُقُوفِ بِثَبَاتٍ دِفَاعًا عَنِ ٱلْعَدْلِ. حَقًّا، لَقَدْ حَوَّلَ يَهْوَهُ سُيُوفَ مُقَاوِمِينَا ٱلْقَاطِعَةَ ٱلْحَادَّةَ إِلَى سُيُوفٍ كَلِيلَةٍ ضَعِيفَةٍ! (اقرأ اشعيا ٥٤:١٧.) فَكَيْفَ لِلِٱضْطِهَادِ أَنْ يَقِفَ فِي وَجْهِ ٱلْعَمَلِ ٱلْإِلٰهِيِّ؟!
٣٤ مَا ٱلْمُمَيَّزُ فِي ٱنْتِصَارَاتِنَا ٱلْقَانُونِيَّةِ، وَمَاذَا تُبَرْهِنُ؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «اِنْتِصَارَاتٌ تَارِيخِيَّةٌ فِي ٱلْمَحَاكِمِ ٱلْعُلْيَا سَاهَمَتْ فِي تَقَدُّمِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ».)
٣٤ وَلٰكِنْ رُبَّ قَائِلٍ يَقُولُ: ‹وَمَا ٱلْمُمَيَّزُ فِي ٱلِٱنْتِصَارَاتِ ٱلْقَانُونِيَّةِ هٰذِهِ؟›. لَا يَخْفَى عَلَى أَحَدٍ أَنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ لَا يَتَمَتَّعُونَ بِمَكَانَةٍ بَارِزَةٍ وَلَا بِنُفُوذٍ كَبِيرٍ. وَنَحْنُ لَا نُصَوِّتُ فِي ٱلِٱنْتِخَابَاتِ، وَلَا نَدْعَمُ حَمَلَاتٍ سِيَاسِيَّةً، وَلَا نَضْغَطُ عَلَى ٱلسِّيَاسِيِّينَ لِتَحْقِيقِ أَهْدَافِنَا. كَمَا أَنَّ إِخْوَتَنَا ٱلَّذِينَ يُجَرُّونَ إِلَى ٱلْمَحَاكِمِ ٱلْعُلْيَا غَالِبًا مَا يُعْتَبَرُونَ ‹غَيْرَ مُتَعَلِّمِينَ وَعَامِّيِّينَ›. (اع ٤:١٣) لِذَا مِنْ وُجْهَةِ نَظَرٍ بَشَرِيَّةٍ، قَلِيلَةٌ هِيَ ٱلْأَسْبَابُ ٱلَّتِي تَدْفَعُ ٱلْمَحَاكِمَ إِلَى مُسَاعَدَتِنَا وَٱلْوُقُوفِ فِي وَجْهِ مُقَاوِمِينَا ٱلدِّينِيِّينَ وَٱلسِّيَاسِيِّينَ ٱلنَّافِذِينَ. مَعَ ذٰلِكَ، حَكَمَتِ ٱلْمَحَاكِمُ لِصَالِحِنَا ٱلْمَرَّةَ تِلْوَ ٱلْأُخْرَى! فَٱنْتِصَارَاتُنَا ٱلْقَانُونِيَّةُ تُبَرْهِنُ أَنَّنَا نَسِيرُ «بِمَرْأًى مِنَ ٱللّٰهِ، فِي صُحْبَةِ ٱلْمَسِيحِ». (٢ كو ٢:١٧) فَلْنَضُمَّ صَوْتَنَا إِذًا إِلَى صَوْتِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ ٱلَّذِي قَالَ: «يَهْوَهُ مُعِينِي فَلَا أَخَافُ». — عب ١٣:٦.
a كَانَتْ هٰذِهِ ٱلْقَضِيَّةُ، قَضِيَّةُ كَانْتْوِل ضِدُّ وِلَايَةِ كُونَكْتِيكُت، ٱلْأُولَى بَيْنَ ٤٣ قَضِيَّةً دَافَعَ فِيهَا ٱلْأَخُ هَايْدِن كُوفِنْغْتُن عَنِ ٱلْإِخْوَةِ أَمَامَ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ ٱلْعُلْيَا. وَقَدْ مَاتَ هٰذَا ٱلْأَخُ سَنَةَ ١٩٧٨. وَأَرْمَلَتُهُ دُورُوثِي بَقِيَتْ أَمِينَةً حَتَّى وَفَاتِهَا عَامَ ٢٠١٥ عَنْ عُمْرِ ٩٢ سَنَةً.
b اِسْتَنَدَتِ ٱلتُّهْمَةُ إِلَى قَانُونٍ وُضِعَ عَامَ ١٦٠٦ خَوَّلَ هَيْئَةَ ٱلْمُحَلَّفِينَ أَنْ تَدِينَ ٱلْمُتَّهَمَ إِذَا رَأَتْ أَنَّ أَقْوَالَهُ تَبُثُّ ٱلْعَدَاوَاتِ، حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ صَحِيحَةً.
c عَامَ ١٩٥٠ خَدَمَ ١٦٤ خَادِمًا كَامِلَ ٱلْوَقْتِ فِي كِيبِك بِمَنْ فِيهِمْ ٦٣ خِرِّيجًا مِنْ جِلْعَادَ قَبِلُوا تَعْيِينَهُمْ طَوْعًا رَغْمَ ٱلْمُقَاوَمَةِ ٱلشَّرِسَةِ ٱلَّتِي كَانَتْ بِٱنْتِظَارِهِمْ.
d كَانَ ٱلْأَخُ غْلِن هَاو مُحَامِيًا بَارِعًا وَشُجَاعًا خَاضَ مِئَاتِ ٱلْمَعَارِكِ ٱلْقَانُونِيَّةِ دِفَاعًا عَنْ شُهُودِ يَهْوَهَ فِي كَنَدَا وَبُلْدَانٍ أُخْرَى مِنْ عَامِ ١٩٤٣ حَتَّى عَامِ ٢٠٠٣.
e لِمَزِيدٍ مِنَ ٱلتَّفَاصِيلِ حَوْلَ هٰذِهِ ٱلْقَضِيَّةِ، رَاجِعْ مَقَالَةَ «اَلْحَرْبُ لَيْسَتْ لَكُمْ بَلْ لِلّٰهِ» فِي عَدَدِ ٢٢ نَيْسَانَ (إِبْرِيل) ٢٠٠٠ مِنْ مَجَلَّةِ إِسْتَيْقِظْ! ٱلصَّفَحَاتِ ١٨-٢٤.
f أَخْلَى ٱلْحَرَسُ ٱلْأَهْلِيُّ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ مَبَانِيَ ٱلْفَرْعِ، لٰكِنَّ ٱلْإِخْوَةَ شَيَّدُوا مَبَانِيَ جَدِيدَةً فِي مَوْقِعٍ ثَانٍ.
-
-
الولاء لحكومة اللّٰه وحدهاملكوت اللّٰه يحكم الآن!
-
-
الفصل ١٤
اَلْوَلَاءُ لِحُكُومَةِ ٱللّٰهِ وَحْدَهَا
١، ٢ (أ) أَيُّ مَبْدَإٍ يُوَجِّهُ أَتْبَاعَ يَسُوعَ حَتَّى يَوْمِنَا هٰذَا؟ (ب) كَيْفَ حَاوَلَ ٱلْأَعْدَاءُ أَنْ يَهْزِمُونَا، وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟
أَمَامَ بِيلَاطُسَ، أَقْوَى قَاضٍ حُكُومِيٍّ فِي ٱلْأُمَّةِ ٱلْيَهُودِيَّةِ، تَفَوَّهَ يَسُوعُ بِمَبْدَإٍ لَا يَزَالُ يُوَجِّهُ أَتْبَاعَهُ ٱلْحَقِيقِيِّينَ حَتَّى يَوْمِنَا هٰذَا. قَالَ: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ جُزْءًا مِنْ هٰذَا ٱلْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي جُزْءًا مِنْ هٰذَا ٱلْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْلَا أُسَلَّمَ إِلَى ٱلْيَهُودِ. وَلٰكِنَّ مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هُنَا». (يو ١٨:٣٦) بُعَيْدَ ذٰلِكَ، أُعْدِمَ يَسُوعُ بِأَمْرٍ مِنْ بِيلَاطُسَ. إِلَّا أَنَّ هٰذَا ٱلِٱنْتِصَارَ عَلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ كَانَ وَقْتِيًّا. فَٱلْمَسِيحُ أُقِيمَ مِنْ بَيْنِ ٱلْأَمْوَاتِ. وَرَغْمَ أَنَّ أَبَاطِرَةَ رُومَا ٱلْعَظِيمَةِ حَاوَلُوا لَاحِقًا ٱلْقَضَاءَ عَلَى أَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ، مُنِيَتْ جُهُودُهُمْ كُلُّهَا بِٱلْفَشَلِ. فَقَدْ نَشَرَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ فِي كُلِّ أَرْجَاءِ ٱلْعَالَمِ ٱلْقَدِيمِ. — كو ١:٢٣.
٢ وَفِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ، حَاوَلَتْ بَعْضُ أَعْظَمِ ٱلْقِوَى ٱلْعَسْكَرِيَّةِ فِي ٱلتَّارِيخِ أَنْ تَقْضِيَ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ بَعْدَ تَأْسِيسِ ٱلْمَلَكُوتِ عَامَ ١٩١٤. وَلٰكِنْ أَيٌّ مِنْهَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَهْزِمَنَا. هٰذَا وَقَدْ سَعَتْ حُكُومَاتٌ وَفِئَاتٌ سِيَاسِيَّةٌ كَثِيرَةٌ أَنْ تُوَرِّطَنَا فِي نِزَاعَاتِهَا، غَيْرَ أَنَّهَا فَشِلَتْ فِي تَقْسِيمِنَا. فَرَعَايَا ٱلْمَلَكُوتِ مُوَحَّدُونَ فِي أُخُوَّةٍ عَالَمِيَّةٍ حَقِيقِيَّةٍ وَحِيَادِيُّونَ تَمَامًا فِي شُؤُونِ ٱلْعَالَمِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ رَغْمَ أَنَّهُمْ يَعِيشُونَ فِي كُلِّ أَصْقَاعِ ٱلْأَرْضِ تَقْرِيبًا. وَوَحْدَتُنَا هٰذِهِ تُشَكِّلُ دَلِيلًا قَاطِعًا أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ يَحْكُمُ ٱلْآنَ وَأَنَّ مَلِكَهُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ يُوَجِّهُ وَيُمَحِّصُ وَيَحْمِي رَعَايَاهُ. تَأَمَّلْ فِي مَا يَلِي كَيْفَ أَدَّى ٱلْمَلِكُ دَوْرَهُ هٰذَا، وَلَاحِظْ بَعْضَ ٱلِٱنْتِصَارَاتِ ٱلْقَانُونِيَّةِ ٱلَّتِي أُنْعِمَ بِهَا عَلَيْنَا فِي سَعْيِنَا أَلَّا نَكُونَ «جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ». — يو ١٧:١٤.
قَضِيَّةٌ تُوضَعُ تَحْتَ ٱلْأَضْوَاءِ
٣، ٤ (أ) مَاذَا حَدَثَ عِنْدَ وِلَادَةِ ٱلْمَلَكُوتِ؟ (ب) هَلْ فَهِمَ شَعْبُ ٱللّٰهِ كَامِلًا مِنَ ٱلْبِدَايَةِ مَسْأَلَةَ ٱلْحِيَادِ؟ أَوْضِحُوا.
٣ عَقِبَ وِلَادَةِ ٱلْمَلَكُوتِ، ٱنْدَلَعَتْ حَرْبٌ فِي ٱلسَّمَاءِ طُرِحَ ٱلشَّيْطَانُ عَلَى أَثَرِهَا إِلَى ٱلْأَرْضِ. (اقرإ الرؤيا ١٢:٧-١٠، ١٢.) وَفِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ، نَشِبَتْ حَرْبٌ أُخْرَى عَلَى ٱلْأَرْضِ وَضَعَتْ تَصْمِيمَ شَعْبِ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْمِحَكِّ. فَقَدْ كَانُوا عَازِمِينَ أَنْ يَتَّبِعُوا مِثَالَ يَسُوعَ وَلَا يَكُونُوا جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ. لٰكِنَّهُمْ فِي ٱلْبِدَايَةِ لَمْ يَفْهَمُوا كَامِلًا مَا يَسْتَلْزِمُهُ ٱلِٱمْتِنَاعُ عَنِ ٱلتَّدَخُّلِ فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ كَافَّةً.
٤ خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ مَا ذُكِرَ فِي ٱلْمُجَلَّدِ ٱلسَّادِسِ مِنْ سِلْسِلَةِ اَلْفَجْرُ ٱلْأَلْفِيُّ ٱلصَّادِرِ عَامَ ١٩٠٤.a فَقَدْ شَجَّعَ هٰذَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَتَجَنَّبُوا ٱلْخَوْضَ فِي ٱلْحُرُوبِ. أَمَّا إِذَا ٱسْتُدْعِيَ ٱلْمَسِيحِيُّ إِلَى ٱلتَّجْنِيدِ ٱلْإِجْبَارِيِّ، فَعَلَيْهِ أَنْ يَسْعَى إِلَى ٱلْعَمَلِ فِي شَكْلٍ مِنْ أَشْكَالِ ٱلْخِدْمَةِ غَيْرِ ٱلْقِتَالِيَّةِ. وَفِي حَالِ تَعَذَّرَ عَلَيْهِ ذٰلِكَ وَأُرْسِلَ إِلَى سَاحَةِ ٱلْحَرْبِ، يَنْبَغِي أَنْ يَحْرَصَ أَلَّا يَقْتُلَ أَحَدًا. تَعْلِيقًا عَلَى تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ، قَالَ هِرْبِرْت سِينْيُورُ ٱلَّذِي عَاشَ فِي بَرِيطَانِيَا وَٱعْتَمَدَ عَامَ ١٩٠٥: «كَانَ ٱلْإِخْوَةُ مُشَوَّشِينَ وَلَمْ يَتَوَفَّرْ لَهُمْ إِرْشَادٌ وَاضِحٌ يُحَدِّدُ هَلْ يَجُوزُ أَنْ يَلْتَحِقُوا بِٱلْجَيْشِ إِذَا ٱقْتَصَرَتْ خِدْمَتُهُمْ عَلَى ٱلْخِدْمَةِ غَيْرِ ٱلْقِتَالِيَّةِ».
٥ كَيْفَ بَدَأَ عَدَدُ ١ أَيْلُولَ (سِبْتَمْبِر) ١٩١٥ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ بِتَحْسِينِ فَهْمِنَا لِقَضِيَّةِ ٱلْحِيَادِ؟
٥ غَيْرَ أَنَّ عَدَدَ ١ أَيْلُولَ (سِبْتَمْبِر) ١٩١٥ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ بَدَأَ بِتَحْسِينِ فَهْمِنَا لِهٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ. فَقَدْ ذَكَرَ بِشَأْنِ ٱلتَّوْصِيَاتِ ٱلْوَارِدَةِ فِي دُرُوسٌ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ: «نَشُكُّ فِي أَنَّ مَسْلَكًا كَهٰذَا لَا يَتَضَمَّنُ مُسَاوَمَةً عَلَى مَبَادِئِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ». وَلٰكِنْ مَاذَا لَوْ هُدِّدَ ٱلْمَسِيحِيُّ بِٱلْإِعْدَامِ رَمْيًا بِٱلرَّصَاصِ لِرَفْضِهِ لُبْسَ ٱلْبِزَّةِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ وَأَدَاءَ ٱلْخِدْمَةِ؟ حَلَّلَتِ ٱلْمَقَالَةُ ٱلْمَسْأَلَةَ كَمَا يَلِي: «أَيُّمَا أَسْوَأُ، أَنْ نُرْمَى بِٱلرَّصَاصِ بِسَبَبِ وَلَائِنَا لِرَئِيسِ ٱلسَّلَامِ وَرَفْضِنَا عِصْيَانَ أَوَامِرِهِ، أَمْ أَنْ نُقْتَلَ فِيمَا نَخْدُمُ تَحْتَ رَايَةِ أُولٰئِكَ ٱلْمُلُوكِ ٱلْأَرْضِيِّينَ فَيَبْدُو لِلنَّاظِرِ أَنَّنَا نَدْعَمُهُمْ وَنَخُونُ، أَقَلُّهُ فِي ٱلظَّاهِرِ، تَعَالِيمَ مَلِكِنَا ٱلسَّمَاوِيِّ؟! إِذَا خُيِّرْنَا بَيْنَ هَاتَيْنِ ٱلْمِيتَتَيْنِ نَخْتَارُ ٱلْأُولَى مُفَضِّلِينَ ٱلْمَوْتَ فِي سَبِيلِ أَمَانَتِنَا لِمَلِكِنَا ٱلسَّمَاوِيِّ». وَلٰكِنْ رَغْمَ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْقَوِيَّةِ، ذَكَرَتِ ٱلْمَقَالَةُ فِي ٱلْخِتَامِ: «لَسْنَا نَدْفَعُ بِٱتِّجَاهِ هٰذَا ٱلْمَسْلَكِ؛ إِنَّنَا نَقْتَرِحُهُ فَقَطْ».
٦ مَاذَا تَعَلَّمْتَ مِنْ مِثَالِ ٱلْأَخِ هِرْبِرْت سِينْيُور؟
٦ مَعَ ذٰلِكَ، ٱسْتَوْعَبَ بَعْضُ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْقَضِيَّةَ كَامِلًا وَحَسَمُوا أَمْرَهُمْ. يُخْبِرُ هِرْبِرْت سِينْيُورُ ٱلْمُقْتَبَسُ مِنْهُ آنِفًا: «لَمْ أَجِدْ فَرْقًا بَيْنَ إِفْرَاغِ ٱلذَّخِيرَةِ مِنَ ٱلسَّفِينَةِ [خِدْمَةٍ غَيْرِ قِتَالِيَّةٍ] وَوَضْعِهَا فِي ٱلْبَنَادِقِ ٱسْتِعْدَادًا لِإِطْلَاقِهَا». (لو ١٦:١٠) وَنَتِيجَةَ ٱعْتِرَاضِهِ عَلَى ٱلْخِدْمَةِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ بِدَافِعِ ٱلضَّمِيرِ، زُجَّ ٱلْأَخُ سِينْيُور فِي ٱلسِّجْنِ. فَكَانَ هُوَ وَأَرْبَعَةُ إِخْوَةٍ آخَرِينَ ضِمْنَ مَجْمُوعَةٍ مِنْ ١٦ مُعْتَرِضًا، بِمَنْ فِيهِمْ رِجَالٌ مِنْ طَوَائِفَ أُخْرَى، سُجِنُوا لِبَعْضِ ٱلْوَقْتِ فِي سِجْنِ رِيتْشْمُونْد فِي بَرِيطَانِيَا. بَعْدَئِذٍ نُقِلَ ٱلْأَخُ سِرًّا مَعَ سُجَنَاءَ غَيْرِهِ إِلَى ٱلْخُطُوطِ ٱلْأَمَامِيَّةِ فِي فَرَنْسَا. وَهُنَاكَ حُكِمَ عَلَيْهِمْ بِٱلْإِعْدَامِ رَمْيًا بِٱلرَّصَاصِ. فَأُجْبِرَ هُوَ وَآخَرُونَ عَلَى ٱلِٱصْطِفَافِ أَمَامَ كَتِيبَةِ ٱلْإِعْدَامِ. إِلَّا أَنَّ ٱلْحُكْمَ لَمْ يُنَفَّذْ فِيهِمْ، بَلْ خُفِّضَتِ ٱلْعُقُوبَةُ إِلَى ٱلسَّجْنِ عَشْرَ سَنَوَاتٍ.
«بِتُّ أُدْرِكُ أَنَّ شَعْبَ ٱللّٰهِ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ فِي سَلَامٍ مَعَ ٱلْجَمِيعِ وَلَوْ خَيَّمَ شَبَحُ ٱلْحَرْبِ عَلَى ٱلْعَالَمِ». — سَيْمُون كْرَاكِر (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٧.)
٧ مَاذَا فَهِمَ شَعْبُ ٱللّٰهِ قَبْلَ ٱنْدِلَاعِ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ؟
٧ وَمَعَ ٱلْوَقْتِ، تَوَضَّحَ مَفْهُومُ شَعْبِ يَهْوَهَ كَكُلٍّ لِلْقَضِيَّةِ. فَقَبْلَ ٱنْدِلَاعِ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ، كَانُوا قَدْ تَوَصَّلُوا إِلَى فَهْمٍ أَوْضَحَ لِمَا يَشْمُلُهُ ٱلْحِيَادُ وَٱتِّبَاعُ مِثَالِ يَسُوعَ. (مت ٢٦:٥١-٥٣؛ يو ١٧:١٤-١٦؛ ١ بط ٢:٢١) مَثَلًا، تَضَمَّنَ عَدَدُ ١ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ١٩٣٩ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ مَقَالَةً تَارِيخِيَّةً بِعُنْوَانِ «اَلْحِيَادُ»، جَاءَ فِيهَا: «إِنَّ ٱلْقَاعِدَةَ ٱلَّتِي يَنْبَغِي لِشَعْبِ عَهْدِ يَهْوَهَ ٱلْآنَ ٱلسَّيْرُ بِمُقْتَضَاهَا هِيَ مَبْدَأُ ٱلْحِيَادِ ٱلتَّامِّ بَيْنَ ٱلْأُمَمِ ٱلْمُتَحَارِبَةِ». عَلَّقَ عَلَى هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ سَيْمُون كْرَاكِرُ ٱلَّذِي خَدَمَ لَاحِقًا فِي ٱلْمَرْكَزِ ٱلرَّئِيسِيِّ فِي بْرُوكْلِين بِنْيُويُورْك، قَائِلًا: «بِتُّ أُدْرِكُ أَنَّ شَعْبَ ٱللّٰهِ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ فِي سَلَامٍ مَعَ ٱلْجَمِيعِ وَلَوْ خَيَّمَ شَبَحُ ٱلْحَرْبِ عَلَى ٱلْعَالَمِ». وَقَدْ جَاءَ هٰذَا ٱلطَّعَامُ ٱلرُّوحِيُّ فِي حِينِهِ، إِذْ سَاعَدَ شَعْبَ ٱللّٰهِ أَنْ يَسْتَعِدُّوا لِهُجُومٍ غَيْرِ مَسْبُوقٍ يَمْتَحِنُ وَلَاءَهُمْ لِلْمَلَكُوتِ.
«نَهْرٌ» مِنَ ٱلْمُقَاوَمَةِ يُهَدِّدُ شَعْبَ ٱللّٰهِ
٨، ٩ كَيْفَ تَمَّتْ نُبُوَّةُ ٱلرَّسُولِ يُوحَنَّا؟
٨ أَنْبَأَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا أَنَّ ٱلتِّنِّينَ، أَيِ ٱلشَّيْطَانَ إِبْلِيسَ، سَيُحَاوِلُ بَعْدَ وِلَادَةِ ٱلْمَلَكُوتِ عَامَ ١٩١٤ إِبَادَةَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِإِلْقَاءِ نَهْرٍ مَجَازِيٍّ مِنْ فَمِهِ.b (اقرإ الرؤيا ١٢:٩، ١٥.) فَكَيْفَ تَمَّتْ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةُ؟ اِبْتِدَاءً مِنْ عِشْرِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، تَفَاقَمَتِ ٱلْمُقَاوَمَةُ ضِدَّ شَعْبِ ٱللّٰهِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، سُجِنَ ٱلْعَدِيدُ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلسَّاكِنِينَ فِي أَمِيرْكَا ٱلشَّمَالِيَّةِ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ بِسَبَبِ وَلَائِهِمْ لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ، وَمِنْ بَيْنِ هٰؤُلَاءِ كَانَ ٱلْأَخُ كْرَاكِرُ ٱلْمَذْكُورُ آنِفًا. حَتَّى إِنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ شَكَّلُوا أَكْثَرَ مِنْ ثُلُثَيِ ٱلَّذِينَ ٱعْتُقِلُوا فِي ٱلسُّجُونِ ٱلْفِدِرَالِيَّةِ ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ بِتُهْمَةِ ٱلِٱعْتِرَاضِ عَلَى ٱلْحَرْبِ بِدَافِعٍ دِينِيٍّ.
٩ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، كَانَ ٱلشَّيْطَانُ وَأَعْوَانُهُ مُصَمِّمِينَ أَنْ يُقَوِّضُوا ٱسْتِقَامَةَ رَعَايَا ٱلْمَلَكُوتِ أَيْنَمَا وُجِدُوا. فَفِي كُلِّ أَنْحَاءِ إِفْرِيقْيَا وَأُورُوبَّا وَٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ، سِيقَ ٱلْإِخْوَةُ أَمَامَ ٱلْمَحَاكِمِ وَٱلْهَيْئَاتِ ٱلْمَسْؤُولَةِ عَنْ إِخْلَاءِ ٱلسَّبِيلِ. وَبِسَبَبِ تَصْمِيمِهِمِ ٱلرَّاسِخِ عَلَى ٱلْبَقَاءِ حِيَادِيِّينَ، سُجِنُوا وَضُرِبُوا حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ أُصِيبَ بِعَطَبٍ دَائِمٍ. وَفِي أَلْمَانِيَا، وَاجَهَ شَعْبُ ٱللّٰهِ ضَغْطًا هَائِلًا لِأَنَّهُمْ رَفَضُوا تَأْدِيَةَ ٱلتَّحِيَّةِ لِهِتْلِر وَٱلْمُسَاهَمَةَ فِي ٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَرْبِيَّةِ. فَأُلْقِيَ نَحْوُ ٠٠٠,٦ مِنْهُمْ فِي مُعَسْكَرَاتِ ٱلِٱعْتِقَالِ ٱلنَّازِيَّةِ وَقَضَى أَكْثَرُ مِنْ ٦٠٠,١ مِنْ أَلْمَانِيَا وَبُلْدَانٍ أُخْرَى عَلَى يَدِ مُعَذِّبِيهِمْ. عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ ذٰلِكَ، عَجِزَ إِبْلِيسُ عَنْ إِلْحَاقِ ضَرَرٍ دَائِمٍ بِشَعْبِ ٱللّٰهِ. — مر ٨:٣٤، ٣٥.
‹اَلْأَرْضُ تَبْتَلِعُ ٱلنَّهْرَ›
١٠ إِلَامَ تَرْمُزُ «ٱلْأَرْضُ»، وَكَيْفَ تَدَخَّلَتْ لِمَصْلَحَةِ شَعْبِ ٱللّٰهِ؟
١٠ كَشَفَتْ نُبُوَّةُ ٱلرَّسُولِ يُوحَنَّا أَنَّ «ٱلْأَرْضَ»، أَيْ أَرْكَانَ هٰذَا ٱلنِّظَامِ ٱلْأَكْثَرَ ٱعْتِدَالًا، سَتَبْتَلِعُ «نَهْرَ» ٱلْمُقَاوَمَةِ مُقَدِّمَةً ٱلْعَوْنَ لِشَعْبِ ٱللّٰهِ. وَكَيْفَ تَمَّ هٰذَا ٱلْجُزْءُ مِنَ ٱلنُّبُوَّةِ؟ فِي ٱلْعُقُودِ بَعْدَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ، غَالِبًا مَا تَدَخَّلَتِ «ٱلْأَرْضُ» لِمَصْلَحَةِ أَتْبَاعِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ ٱلْأُمَنَاءِ. (اقرإ الرؤيا ١٢:١٦.) نَذْكُرُ فِي هٰذَا ٱلْإِطَارِ مَحَاكِمَ نَافِذَةً عَدِيدَةً حَمَتْ حَقَّ شُهُودِ يَهْوَهَ فِي رَفْضِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ وَٱلِٱمْتِنَاعِ عَنِ ٱلْمُشَارَكَةِ فِي ٱلِٱحْتِفَالَاتِ ٱلْوَطَنِيَّةِ. لِنَتَأَمَّلْ أَوَّلًا فِي عَيِّنَةٍ مِنَ ٱلِٱنْتِصَارَاتِ ٱلْبَارِزَةِ ٱلَّتِي أَنْعَمَ بِهَا يَهْوَهُ عَلَى شَعْبِهِ فِي قَضِيَّةِ تَأْدِيَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ. — مز ٦٨:٢٠.
١١، ١٢ مَاذَا وَاجَهَ ٱلْأَخَوَانِ سِيكَارِيلَّا وَثْلِيمَانُوس، وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟
١١ اَلْوِلَايَاتُ ٱلْمُتَّحِدَةُ. كَانَ أَنْطُونِي سِيكَارِيلَّا وَاحِدًا مِنْ سِتَّةِ أَوْلَادٍ نَشَأُوا فِي كَنَفِ عَائِلَةٍ مَسِيحِيَّةٍ. اِعْتَمَدَ بِعُمْرِ ١٥ سَنَةً، وَحِينَ أَتَمَّ ٱلْـ ٢١ سَجَّلَ ٱسْمَهُ فِي مَكْتَبِ ٱلتَّجْنِيدِ بِصِفَةِ خَادِمٍ دِينِيٍّ. وَبَعْدَ سَنَتَيْنِ، أَيْ عَامَ ١٩٥٠، طَلَبَ أَنْ يُعَادَ تَسْجِيلُهُ بِصِفَةِ مُعْتَرِضٍ بِدَافِعِ ٱلضَّمِيرِ. وَمَعَ أَنَّ مَكْتَبَ ٱلتَّحْقِيقَاتِ ٱلْفِدِرَالِيَّ لَمْ يَجِدْ مَأْخَذًا عَلَيْهِ، رَفَضَتْ وِزَارَةُ ٱلْعَدْلِ طَلَبَهُ. بَعْدَئِذٍ رُفِعَتْ قَضِيَّتُهُ إِلَى عَدَدٍ مِنَ ٱلْمَحَاكِمِ، حَتَّى نَظَرَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْأَمِيرْكِيَّةُ ٱلْعُلْيَا فِيهَا وَقَضَتْ لِصَالِحِ ٱلْأَخِ سِيكَارِيلَّا مُبْطِلَةً ٱلْأَحْكَامَ ٱلسَّابِقَةَ. وَهٰذَا ٱلْحُكْمُ سَاهَمَ فِي وَضْعِ سَابِقَةٍ يَسْتَفِيدُ مِنْهَا كَافَّةُ ٱلْمُوَاطِنِينَ ٱلْأَمِيرْكِيِّينَ ٱلَّذِينَ يَعْتَرِضُونَ عَلَى ٱلْخِدْمَةِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ بِدَافِعِ ٱلضَّمِيرِ.
١٢ اَلْيُونَانُ. عَامَ ١٩٨٣، حُكِمَ عَلَى يَاكُوفُوس ثْلِيمَانُوس بِٱلسَّجْنِ بَعْدَ إِدَانَتِهِ بِٱلتَّمَرُّدِ لِرَفْضِهِ لُبْسَ ٱلْبِزَّةِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ. وَبَعْدَ إِطْلَاقِ سَرَاحِهِ، قَدَّمَ طَلَبًا لِلْحُصُولِ عَلَى وَظِيفَةِ مُحَاسِبٍ، غَيْرَ أَنَّ طَلَبَهُ رُفِضَ لِأَنَّهُ سَبَقَ وَأُدِينَ بِجِنَايَةٍ. فَرَفَعَ حِينَئِذٍ ٱلْمَسْأَلَةَ إِلَى ٱلْقَضَاءِ. وَعِنْدَمَا خَسِرَ فِي ٱلْمَحَاكِمِ ٱلْيُونَانِيَّةِ، تَقَدَّمَ بِدَعْوَى إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْأُورُوبِّيَّةِ لِحُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ. وَعَامَ ٢٠٠٠، حَكَمَتْ لِصَالِحِهِ ٱلْغُرْفَةُ ٱلْكُبْرَى فِي هٰذِهِ ٱلْمَحْكَمَةِ، وَهِيَ هَيْئَةٌ مُؤَلَّفَةٌ مِنْ ١٧ قَاضِيًا، وَاضِعَةً بِٱلتَّالِي سَابِقَةً تَمْنَعُ ٱلتَّمْيِيزَ وَٱلْمُحَابَاةَ. حَتَّى ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ، كَانَ أَكْثَرُ مِنْ ٥٠٠,٣ أَخٍ فِي ٱلْيُونَانِ مُدَانِينَ بِجِنَايَةٍ بِسَبَبِ مَوْقِفِهِمِ ٱلْحِيَادِيِّ. أَمَّا بَعْدَ إِصْدَارِ هٰذَا ٱلْحُكْمِ ٱلْمُؤَاتِي، فَأَقَرَّتْ دَوْلَةُ ٱلْيُونَانِ قَانُونًا يُبَرِّئُ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةَ مِنْ أَيِّ تُهَمٍ جِنَائِيَّةٍ. ثُمَّ حِينَ نُقِّحَ ٱلدُّسْتُورُ ٱلْيُونَانِيُّ، أُعِيدَ ٱلتَّأْكِيدُ عَلَى قَانُونٍ سُنَّ قَبْلَ بِضْعِ سَنَوَاتٍ يَكْفَلُ لِجَمِيعِ ٱلْمُوَاطِنِينَ ٱلْحَقَّ فِي تَأْدِيَةِ خِدْمَةٍ مَدَنِيَّةٍ بَدِيلَةٍ.
«قَبْلَ دُخُولِ قَاعَةِ ٱلْمَحْكَمَةِ، صَلَّيْتُ بِحَرَارَةٍ إِلَى يَهْوَهَ، فَمَنَحَنِي سَكِينَةً شَعَرْتُ بِهَا فِي أَعْمَاقِي». — إِفَايْلُو سْتِفَانُوف (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٣.)
١٣، ١٤ مَاذَا نَتَعَلَّمُ بِرَأْيِكَ مِنْ قَضِيَّتَيْ إِفَايْلُو سْتِفَانُوف وَفَاهَان بَايَاتْيَان؟
١٣ بُلْغَارْيَا. عَامَ ١٩٩٤، ٱسْتُدْعِيَ إِفَايْلُو سْتِفَانُوف (١٩ عَامًا) لِلْخِدْمَةِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ. فَرَفَضَ ٱلِٱلْتِحَاقَ بِٱلْجَيْشِ أَوْ تَأْدِيَةَ مُهِمَّاتٍ غَيْرِ قِتَالِيَّةٍ تَحْتَ إِمْرَةٍ عَسْكَرِيَّةٍ. عِنْدَئِذٍ حُكِمَ عَلَيْهِ بِٱلسَّجْنِ ١٨ شَهْرًا. غَيْرَ أَنَّهُ ٱسْتَأْنَفَ ٱلْحُكْمَ مُسْتَنِدًا إِلَى حَقِّهِ فِي ٱلِٱعْتِرَاضِ بِدَافِعِ ٱلضَّمِيرِ. فَأُحِيلَتْ قَضِيَّتُهُ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْأُورُوبِّيَّةِ لِحُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ. وَلٰكِنْ قَبْلَ أَنْ تَنْظُرَ ٱلْمَحْكَمَةُ فِي ٱلْقَضِيَّةِ، تَوَصَّلَ ٱلطَّرَفَانِ إِلَى تَسْوِيَةٍ حُبِّيَّةٍ عَامَ ٢٠٠١. وَبِمُوجَبِ ٱلتَّسْوِيَةِ، لَمْ تَعْفُ ٱلْحُكُومَةُ ٱلْبُلْغَارِيَّةُ عَنِ ٱلْأَخِ سْتِفَانُوف فَحَسْبُ، بَلْ عَنْ جَمِيعِ ٱلْمُوَاطِنِينَ ٱلْبُلْغَارِيِّينَ ٱلْمُسْتَعِدِّينَ لِتَأْدِيَةِ خِدْمَةٍ مَدَنِيَّةٍ بَدِيلَةٍ.c
١٤ أَرْمِينْيَا. دُعِيَ فَاهَان بَايَاتْيَان إِلَى ٱلْخِدْمَةِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ ٱلْإِلْزَامِيَّةِ عَامَ ٢٠٠١.d فَٱعْتَرَضَ بِدَافِعِ ٱلضَّمِيرِ عَلَى ٱلْخِدْمَةِ فِي ٱلْجَيْشِ، غَيْرَ أَنَّهُ خَسِرَ دَعَاوَى ٱلِٱسْتِئْنَافِ كَافَّةً فِي ٱلْمَحَاكِمِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ. ثُمَّ فِي أَيْلُولَ (سِبْتَمْبِر) عَامَ ٢٠٠٢، بَدَأَ بِتَنْفِيذِ حُكْمٍ بِٱلسَّجْنِ مُدَّتُهُ سَنَتَانِ وَنِصْفٌ. وَلٰكِنْ بَعْدَ عَشَرَةِ أَشْهُرٍ وَنِصْفٍ أُطْلِقَ سَرَاحُهُ. خِلَالَ تِلْكَ ٱلْمُدَّةِ رَفَعَ دَعْوَاهُ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْأُورُوبِّيَّةِ لِحُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ، فَنَظَرَتْ فِيهَا. وَلٰكِنْ فِي ٢٧ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) عَامَ ٢٠٠٩، جَاءَ حُكْمُ ٱلْمَحْكَمَةِ ضِدَّهُ. وَقَدْ شَكَّلَ ذٰلِكَ فِي ٱلظَّاهِرِ ضَرْبَةً قَاضِيَةً لِلْإِخْوَةِ ٱلْأَرْمَنِ ٱلْمَعْنِيِّينَ بِهٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ. غَيْرَ أَنَّ ٱلْغُرْفَةَ ٱلْكُبْرَى فِي ٱلْمَحْكَمَةِ أَعَادَتِ ٱلنَّظَرَ فِي ٱلْقَضِيَّةِ وَحَكَمَتْ فِي ٧ تَمُّوزَ (يُولْيُو) ٢٠١١ لِصَالِحِ فَاهَان بَايَاتْيَان. وَكَانَتْ هٰذِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ تَعْتَرِفُ فِيهَا ٱلْمَحْكَمَةُ أَنَّ حَقَّ ٱلْفَرْدِ فِي ٱلِٱعْتِرَاضِ بِدَافِعِ ٱلضَّمِيرِ بِمَا يَتَنَاسَبُ مَعَ مُعْتَقَدَاتِهِ يَنْدَرِجُ فِي إِطَارِ ٱلْحَقِّ فِي حُرِّيَّةِ ٱلْفِكْرِ وَٱلضَّمِيرِ وَٱلدِّينِ، وَبِٱلتَّالِي يَجِبُ ٱحْتِرَامُهُ. وَهٰذَا ٱلْحُكْمُ لَمْ يَحْمِ حُقُوقَ شُهُودِ يَهْوَهَ فَحَسْبُ، بَلْ مِئَاتِ ٱلْمَلَايِينِ مِنْ سُكَّانِ ٱلدُّوَلِ ٱلْأَعْضَاءِ فِي مَجْلِسِ أُورُوبَّا.e
أُطْلِقَ سَرَاحُ ٱلْإِخْوَةِ في أَرْمِينْيَا بَعْدَمَا حَكَمَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْأُورُوبِّيَّةُ لِحُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ لِصَالِحِهِمْ
اَلِٱحْتِفَالَاتُ ٱلْوَطَنِيَّةُ
١٥ لِمَ يَمْتَنِعُ شَعْبُ يَهْوَهَ عَنِ ٱلْمُشَارَكَةِ فِي ٱلِٱحْتِفَالَاتِ ٱلْوَطَنِيَّةِ؟
١٥ لَا يُحَافِظُ شَعْبُ يَهْوَهَ عَلَى وَلَائِهِ لِلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ بِرَفْضِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ فَحَسْبُ، بَلْ بِٱلِٱمْتِنَاعِ عَنِ ٱلْمُشَارَكَةِ فِي ٱلِٱحْتِفَالَاتِ ٱلْوَطَنِيَّةِ أَيْضًا. فَقَدِ ٱجْتَاحَتِ ٱلْعَالَمَ مَوْجَةٌ مِنَ ٱلْحَمِيَّةِ ٱلْوَطَنِيَّةِ، خُصُوصًا بَعْدَ ٱنْدِلَاعِ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ. وَبَاتَ مُوَاطِنُو دُوَلٍ كَثِيرَةٍ مُلْزَمِينَ أَنْ يَتَعَهَّدُوا بِٱلْوَلَاءِ لِوَطَنِهِمْ، إِمَّا مِنْ خِلَالِ تِلَاوَةِ عَهْدٍ مُعَيَّنٍ أَوْ إِنْشَادِ ٱلنَّشِيدِ ٱلْوَطَنِيِّ أَوْ تَحِيَّةِ ٱلْعَلَمِ. أَمَّا نَحْنُ فَنُولِي يَهْوَهَ تَعَبُّدَنَا ٱلْمُطْلَقَ. (خر ٢٠:٤، ٥) نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، وَاجَهْنَا مِرَارًا فَيْضًا مِنَ ٱلِٱضْطِهَادِ. إِلَّا أَنَّ ٱللّٰهَ ٱسْتَخْدَمَ «ٱلْأَرْضَ» هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ أَيْضًا لِتَبْتَلِعَ بَعْضًا مِنْهُ. إِلَيْكَ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ عَدَدًا مِنَ ٱلِٱنْتِصَارَاتِ ٱلْبَارِزَةِ ٱلَّتِي أَنْعَمَ بِهَا يَهْوَهُ عَلَيْنَا بِوَاسِطَةِ ٱلْمَسِيحِ. — مز ٣:٨.
١٦، ١٧ مَاذَا وَاجَهَ لِيلِيَان وَوِلْيَم غُوبَايْتِس، وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ قَضِيَّتِهِمَا؟
١٦ اَلْوِلَايَاتُ ٱلْمُتَّحِدَةُ. عَامَ ١٩٤٠، حَكَمَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا ضِدَّ شُهُودِ يَهْوَهَ فِي قَضِيَّةِ اَلْمَجْلِسُ ٱلتَّعْلِيمِيُّ لِمُقَاطَعَةِ مَايْنِرْزْفِل ضِدَّ غُوبَايْتِس. فَقَدْ صَوَّتَ ثَمَانِيَةُ أَعْضَاءٍ مِنْ أَصْلِ تِسْعَةٍ ضِدَّ ٱلشُّهُودِ. وَكَانَ فِي حَيْثِيَّاتِ ٱلْقَضِيَّةِ أَنَّ لِيلِيَان غُوبَايْتِس (١٢ عَامًا) وَأَخَاهَا وِلْيَم (١٠ أَعْوَامٍ) أَرَادَا ٱلْمُحَافَظَةَ عَلَى وَلَائِهِمَا لِيَهْوَهَ، فَرَفَضَا تَحِيَّةَ ٱلْعَلَمِ أَوْ تِلَاوَةَ عَهْدِ ٱلْوَلَاءِ. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، طُرِدَا مِنَ ٱلْمَدْرَسَةِ. وَحِينَ رُفِعَتْ قَضِيَّتُهُمَا إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا، خَلَصَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ إِلَى أَنَّ ٱلْإِجْرَاءَ ٱلَّذِي ٱتَّخَذَتْهُ ٱلْمَدْرَسَةُ دُسْتُورِيٌّ لِأَنَّهَا تَحَرَّكَتْ بِدَافِعِ ٱلْحِرْصِ عَلَى «ٱلْوَحْدَةِ ٱلْوَطَنِيَّةِ». فَأَشْعَلَ هٰذَا ٱلْحُكْمُ نَارَ ٱلِٱضْطِهَادِ. فَطُرِدَ ٱلْمَزِيدُ مِنْ أَوْلَادِ ٱلشُّهُودِ مِنَ ٱلْمَدَارِسِ، فِيمَا خَسِرَ بَعْضُ ٱلْإِخْوَةِ وَظَائِفَهُمْ وَوَقَعَ آخَرُونَ ضَحِيَّةَ ٱعْتِدَاءَاتِ ٱلرَّعَاعِ ٱلْوَحْشِيَّةِ. يُخْبِرُ ٱلْقَاضِي جُون نُونَانُ ٱلْأَصْغَرُ فِي أَحَدِ كُتُبِهِ (The Lustre of Our Country) أَنَّ ٱضْطِهَادَ ٱلشُّهُودِ بَيْنَ عَامَيْ ١٩٤١ وَ ١٩٤٣ «شَكَّلَ أَوْسَعَ تَفَشٍّ لِلتَّعَصُّبِ ٱلدِّينِيِّ فِي أَمِيرْكَا ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ».
١٧ وَلٰكِنْ مَا كَانَ ٱنْتِصَارُ أَعْدَاءِ ٱللّٰهِ لِيَدُومَ طَوِيلًا. فَفِي عَامِ ١٩٤٣، نَظَرَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا فِي قَضِيَّةٍ شَبِيهَةٍ بِقَضِيَّةِ غُوبَايْتِس عُرِفَتْ بِٱسْمِ هَيْئَةُ ٱلتَّعْلِيمِ فِي وِلَايَةِ فِرْجِينِيَا ٱلْغَرْبِيَّةِ ضِدَّ بَارْنِت. وَهٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ نَصَرَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ شُهُودَ يَهْوَهَ. وَٱلْمُمَيَّزُ أَنَّ ٱلْمَحْكَمَةَ ٱلْأَمِيرْكِيَّةَ ٱلْعُلْيَا لَمْ تَرْجِعْ قَبْلًا بِهٰذِهِ ٱلسُّرْعَةِ عَنْ قَرَارٍ سَبَقَ أَنِ ٱتَّخَذَتْهُ. وَعَلَى ٱلْأَثَرِ، ٱنْحَسَرَ ٱلِٱضْطِهَادُ ٱلْعَلَنِيُّ ضِدَّ شَعْبِ يَهْوَهَ ٱنْحِسَارًا مَلْحُوظًا، وَتَعَزَّزَتْ كَذٰلِكَ حُقُوقُ جَمِيعِ مُوَاطِنِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ.
١٨، ١٩ مَاذَا سَاعَدَ بَابْلُو بَارُوس عَلَى ٱلْبَقَاءِ قَوِيًّا، وَكَيْفَ يَتَمَثَّلُ خُدَّامُ يَهْوَهَ ٱلْآخَرُونَ بِمِثَالِهِ؟
١٨ اَلْأَرْجَنْتِينُ. طُرِدَ بَابْلُو بَارُوس (٨ أَعْوَامٍ) وَأَخُوهُ هْيُوغُو (٧ أَعْوَامٍ) مِنَ ٱلْمَدْرَسَةِ عَامَ ١٩٧٦ لِأَنَّهُمَا لَمْ يُشَارِكَا فِي مَرَاسِمِ رَفْعِ ٱلْعَلَمِ. وَقَبْلَ ذٰلِكَ، كَانَتِ ٱلْمُدِيرَةُ قَدْ دَفَعَتْ بَابْلُو وَضَرَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ. كَمَا أَنَّهَا ٱحْتَجَزَتْهُمَا مُدَّةَ سَاعَةٍ بَعْدَ ٱلْمَدْرَسَةِ مُحَاوِلَةً إِجْبَارَهُمَا عَلَى ٱلْمُشَارَكَةِ فِي ٱلِٱحْتِفَالَاتِ ٱلْوَطَنِيَّةِ. يَقُولُ بَابْلُو مُتَذَكِّرًا مِحْنَتَهُمَا: «لَوْلَا مُسَاعَدَةُ يَهْوَهَ لَمَا تَحَمَّلْتُ ٱلضَّغْطَ ٱلَّذِي تَعَرَّضْتُ لَهُ لِأَتَخَلَّى عَنِ ٱسْتِقَامَتِي».
١٩ وَعِنْدَمَا نَظَرَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ فِي ٱلْقَضِيَّةِ، أَيَّدَ ٱلْقَاضِي قَرَارَ ٱلْمَدْرَسَةِ بِطَرْدِ بَابْلُو وَهْيُوغُو. إِلَّا أَنَّ قَضِيَّتَهُمَا رُفِعَتْ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا. فَنَقَضَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ عَامَ ١٩٧٩ قَرَارَ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلِٱبْتِدَائِيَّةِ، ذَاكِرَةً مَا يَلِي: «إِنَّ ٱلْعِقَابَ ٱلسَّابِقَ ٱلذِّكْرِ [ٱلطَّرْدَ] يَتَعَارَضُ مَعَ ٱلْحَقِّ ٱلدُّسْتُورِيِّ فِي ٱلتَّعَلُّمِ (ٱلْمَادَّةِ ١٤) وَوَاجِبِ ٱلدَّوْلَةِ فِي تَأْمِينِ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْأَسَاسِيِّ (ٱلْمَادَّةِ ٥)». وَقَدْ عَادَ هٰذَا ٱلنَّصْرُ بِٱلْفَائِدَةِ عَلَى مَا يُقَارِبُ ٱلْأَلْفَ مِنْ أَوْلَادِ ٱلشُّهُودِ. فَٱلْبَعْضُ أُلْغِيَ قَرَارُ طَرْدِهِمْ، فِيمَا أُعِيدَ ٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ كَبَابْلُو وَهْيُوغُو إِلَى ٱلْمَدَارِسِ ٱلْحُكُومِيَّةِ.
يَبْقَى أَوْلَادٌ وَشُبَّانٌ عَدِيدُونَ مِنَ ٱلشُّهُودِ أُمَنَاءَ تَحْتَ ٱلِٱمْتِحَانِ
٢٠، ٢١ كَيْفَ تُقَوِّي قَضِيَّةُ رُوِيل وَإِمِيلِي إِمْبَرَالَيْنَاغ إِيمَانَكَ؟
٢٠ اَلْفِيلِيبِّينُ. عَامَ ١٩٩٠، طُرِدَ مِنَ ٱلْمَدْرَسَةِ رُوِيل إِمْبَرَالَيْنَاغf (٩ أَعْوَامٍ) وَأُخْتُهُ إِمِيلِي (١٠ أَعْوَامٍ)، إِضَافَةً إِلَى مَا يَزِيدُ عَلَى ٦٥ تِلْمِيذًا مِنَ ٱلشُّهُودِ. أَمَّا ٱلسَّبَبُ فَهُوَ رَفْضُ تَحِيَّةَ ٱلْعَلَمِ. فَحَاوَلَ لِيُونَارْدُو وَالِدُ رُوِيل وَإِمِيلِي أَنْ يَتَفَاهَمَ مَعَ ٱلْمَسْؤُولِينَ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ، وَلٰكِنْ دُونَ جَدْوَى. وَفِيمَا تَفَاقَمَ ٱلْوَضْعُ، قَدَّمَ لِيُونَارْدُو عَرِيضَةً إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا. إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَمْلِكِ ٱلْمَالَ وَلَمْ يَكُنْ فِي صَفِّهِ مُحَامٍ يُمَثِّلُهُ. فَصَلَّتِ ٱلْعَائِلَةُ بِحَرَارَةٍ طَلَبًا لِلْإِرْشَادِ. وَفِي غُضُونِ ذٰلِكَ، كَانَ ٱلْوَلَدَانِ عُرْضَةً لِلسُّخْرِيَةِ وَٱلْإِهَانَةِ. وَشَعَرَ ٱلْوَالِدُ أَنَّهُ يَخُوضُ مَعْرَكَةً خَاسِرَةً إِذْ لَا خِبْرَةَ لَهُ فِي ٱلْمَجَالِ ٱلْقَانُونِيِّ.
٢١ وَلٰكِنْ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ، مَثَّلَ ٱلْعَائِلَةَ فِيلِينُو غَانَال، مُحَامٍ عَمِلَ سَابِقًا فِي إِحْدَى أَهَمِّ شَرِكَاتِ ٱلْمُحَامَاةِ فِي ٱلْبِلَادِ. فَقَبْلَ ٱلْبَدْءِ بِٱلْإِجْرَاءَاتِ ٱلْقَانُونِيَّةِ، كَانَ ٱلْأَخُ غَانَال قَدْ تَرَكَ عَمَلَهُ فِي ٱلشَّرِكَةِ وَأَصْبَحَ وَاحِدًا مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ. وَحِينَ نَظَرَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا فِي ٱلْقَضِيَّةِ، حَكَمَتْ بِإِجْمَاعِ ٱلْأَصْوَاتِ لِصَالِحِ ٱلشُّهُودِ وَأَلْغَتْ أَوَامِرَ ٱلطَّرْدِ. وَهٰكَذَا سُجِّلَ نَصْرٌ جَدِيدٌ لَنَا، وَأُضِيفَ فَشَلٌ آخَرُ إِلَى سِجِلِّ ٱلَّذِينَ يُحَاوِلُونَ تَقْوِيضَ ٱسْتِقَامَتِنَا!
اَلْحِيَادُ يُؤَدِّي إِلَى ٱلْوَحْدَةِ
٢٢، ٢٣ (أ) لِمَ أَحْرَزْنَا هٰذَا ٱلْعَدَدَ ٱلْكَبِيرَ مِنَ ٱلِٱنْتِصَارَاتِ ٱلْقَانُونِيَّةِ ٱلْبَارِزَةِ؟ (ب) عَلَامَ تَدُلُّ أُخُوَّتُنَا ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلْمُسَالِمَةُ؟
٢٢ لَا نَتَمَتَّعُ نَحْنُ شُهُودَ يَهْوَهَ بِنُفُوذٍ سِيَاسِيٍّ. مَعَ ذٰلِكَ، أَنْقَذَنَا ٱلْقُضَاةُ ٱلْعَادِلُونَ فِي دَوْلَةٍ بَعْدَ دَوْلَةٍ وَمَحْكَمَةٍ بَعْدَ مَحْكَمَةٍ مِنْ هُجُومَاتِ ٱلْمُقَاوِمِينَ ٱلشَّرِسِينَ، وَاضِعِينَ كُلَّ مَرَّةٍ سَابِقَةً فِي ٱلْقَانُونِ ٱلدُّسْتُورِيِّ. فَلِمَ أَحْرَزْنَا هٰذَا ٱلْعَدَدَ ٱلْكَبِيرَ مِنَ ٱلِٱنْتِصَارَاتِ ٱلْقَانُونِيَّةِ ٱلْبَارِزَةِ؟ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ دَعَمَ جُهُودَنَا. (اقرإ الرؤيا ٦:٢.) وَلٰكِنْ لِمَ نَخُوضُ أَسَاسًا هٰذِهِ ٱلْمَعَارِكَ ٱلْقَانُونِيَّةَ؟ لَيْسَ هَدَفُنَا مِنْ وَرَاءِ ذٰلِكَ إِصْلَاحَ ٱلنِّظَامِ ٱلْقَضَائِيِّ، بَلِ ٱلتَّأَكُّدُ أَنْ لَا عَائِقَ سَيَمْنَعُنَا مِنْ مُوَاصَلَةِ خِدْمَةِ مَلِكِنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. — اع ٤:٢٩.
٢٣ وَسْطَ عَالَمٍ تُمَزِّقُهُ ٱلنِّزَاعَاتُ ٱلسِّيَاسِيَّةُ وَتُشَوِّهُهُ ٱلْكَرَاهِيَةُ ٱلْمُسْتَعْصِيَةُ، يُبَارِكُ مَلِكُنَا ٱلْمُتَوَّجُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ جُهُودَ أَتْبَاعِهِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى حِيَادِهِمْ. بِٱلْمُقَابِلِ يَفْشَلُ ٱلشَّيْطَانُ فِي جُهُودِهِ ٱلرَّامِيَةِ إِلَى تَفْرِقَتِنَا لِيَسُودَ عَلَيْنَا. فَٱلْمَلَكُوتُ جَمَعَ مَلَايِينَ ٱلرَّعَايَا ٱلَّذِينَ لَا «يَتَعَلَّمُونَ ٱلْحَرْبَ». وَأُخُوَّتُنَا ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلْمُسَالِمَةُ بِحَدِّ ذَاتِهَا أُعْجُوبَةٌ لَا تَتْرُكُ مَجَالًا لِلشَّكِّ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ يَحْكُمُ ٱلْآنَ! — اش ٢:٤.
a يُعْرَفُ هٰذَا ٱلْمُجَلَّدُ أَيْضًا بِٱلْعُنْوَانِ اَلْخَلِيقَةُ ٱلْجَدِيدَةُ. وَقَدْ دُعِيَتْ مُجَلَّدَاتُ اَلْفَجْرُ ٱلْأَلْفِيُّ لَاحِقًا دُرُوسٌ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.
b لِلِٱطِّلَاعِ عَلَى مُنَاقَشَةٍ مُفَصَّلَةٍ لِهٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ، ٱنْظُرْ كِتَابَ اَلرُّؤْيَا — ذُرْوَتُهَا ٱلْعُظْمَى قَرِيبَةٌ! ٱلْفَصْلَ ٢٧، ٱلصَّفَحَاتِ ١٨٤-١٨٦.
c أَلْزَمَتِ ٱلتَّسْوِيَةُ ٱلْحُكُومَةَ ٱلْبُلْغَارِيَّةَ أَنْ تُوَفِّرَ أَيْضًا لِجَمِيعِ ٱلْمُعْتَرِضِينَ بِدَافِعِ ٱلضَّمِيرِ خِدْمَةً مَدَنِيَّةً بَدِيلَةً تَابِعَةً لِإِدَارَةٍ مَدَنِيَّةٍ.
d لِلِٱطِّلَاعِ عَلَى ٱلرِّوَايَةِ كَامِلَةً، ٱنْظُرِ ٱلْمَقَالَةَ «اَلْمَحْكَمَةُ ٱلْأُورُوبِّيَّةُ تُؤَيِّدُ حَقَّ ٱلِٱعْتِرَاضِ عَلَى ٱلْخِدْمَةِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ بِدَافِعِ ٱلضَّمِيرِ» في عَدَدِ ١ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ٢٠١٢ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ.
e عَلَى مَدَى ٢٠ عَامًا، سَجَنَتْ دَوْلَةُ أَرْمِينْيَا مَا يَزِيدُ عَلَى ٤٥٠ شَابًّا مِنَ ٱلشُّهُودِ. وَفِي تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ٢٠١٣، أُطْلِقَ سَرَاحُ آخِرِ هٰؤُلَاءِ ٱلشُّبَّانِ.
f وَرَدَ ٱسْمُ ٱلْعَائِلَةِ خَطَأً إِبْرَالِينَاغ فِي سِجِلَّاتِ ٱلْمَحْكَمَةِ.
-
-
النضال في سبيل حرية العبادةملكوت اللّٰه يحكم الآن!
-
-
الفصل ١٥
اَلنِّضَالُ فِي سَبِيلِ حُرِّيَّةِ ٱلْعِبَادَةِ
١، ٢ (أ) مَا ٱلدَّلِيلُ أَنَّكَ مِنْ مُوَاطِنِي مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟ (ب) لِمَ ٱضْطُرَّ شُهُودُ يَهْوَهَ أَحْيَانًا أَنْ يُنَاضِلُوا فِي سَبِيلِ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلدِّينِيَّةِ؟
بِمَا أَنَّكَ وَاحِدٌ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ، فَأَنْتَ حَتْمًا مِنْ مُوَاطِنِي ٱلْمَلَكُوتِ. وَمَا ٱلدَّلِيلُ عَلَى مُوَاطِنِيَّتِكَ؟ لَا يَكْمُنُ ٱلدَّلِيلُ فِي جَوَازِ سَفَرٍ تَحْمِلُهُ أَوْ أَيِّ مُسْتَنَدٍ رَسْمِيٍّ آخَرَ، بَلْ فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلَّتِي تُقَدِّمُهَا لِيَهْوَهَ ٱللّٰهِ. وَٱلْعِبَادَةُ ٱلْحَقَّةُ لَا تَقْتَصِرُ عَلَى مُعْتَقَدَاتِكَ فَحَسْبُ، بَلْ تَشْمُلُ أَيْضًا أَعْمَالَكَ أَيْ إِطَاعَتَكَ قَوَانِينَ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ. وَهِيَ تُؤَثِّرُ فِي كَافَّةِ نَوَاحِي حَيَاتِنَا، بِمَا فِي ذٰلِكَ تَرْبِيَةُ أَوْلَادِنَا وَمُعَالَجَةُ بَعْضِ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلصِّحِّيَّةِ.
٢ وَلٰكِنْ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ لَا يَحْتَرِمُ عَالَمُنَا ٱلْيَوْمَ مُوَاطِنِيَّتَنَا ٱلْغَالِيَةَ وَلَا مُتَطَلَّبَاتِهَا. حَتَّى إِنَّ بَعْضَ ٱلْحُكُومَاتِ تُحَاوِلُ أَنْ تُقَيِّدَ عِبَادَتَنَا أَوْ تَقْضِيَ عَلَيْهَا مِنَ ٱلْأَسَاسِ. فَيُضْطَرُّ رَعَايَا ٱلْمَسِيحِ حِينَئِذٍ أَنْ يُنَاضِلُوا فِي سَبِيلِ حُرِّيَّةِ ٱلْعَيْشِ بِمُقْتَضَى قَوَانِينِ مَلِكِهِمْ. وَلَا عَجَبَ فِي ذٰلِكَ. فَفِي زَمَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، غَالِبًا مَا تَوَجَّبَ عَلَى شَعْبِ يَهْوَهَ أَنْ يُنَاضِلُوا فِي سَبِيلِ حُرِّيَّةِ عِبَادَتِهِ.
٣ لِمَ كَافَحَ شَعْبُ ٱللّٰهِ أَيَّامَ ٱلْمَلِكَةِ أَسْتِيرَ؟
٣ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، كَافَحَ شَعْبُ ٱللّٰهِ أَيَّامَ ٱلْمَلِكَةِ أَسْتِيرَ لِكَيْلَا يُبَادُوا. فَٱلْوَزِيرُ ٱلْأَوَّلُ ٱلشِّرِّيرُ هَامَانُ ٱقْتَرَحَ عَلَى ٱلْمَلِكِ ٱلْفَارِسِيِّ أَحَشْوِيرُوشَ قَتْلَ كُلِّ ٱلْيَهُودِ ٱلسَّاكِنِينَ فِي مَمْلَكَتِهِ لِأَنَّ «قَوَانِينَهُمْ مُخْتَلِفَةٌ عَنْ سَائِرِ ٱلشُّعُوبِ». (اس ٣:٨، ٩، ١٣) فَهَلْ تَخَلَّى يَهْوَهُ عَنْ خُدَّامِهِ؟ إِطْلَاقًا! بَلْ إِنَّهُ بَارَكَ جُهُودَ أَسْتِيرَ وَمُرْدَخَايَ ٱللَّذَيْنِ رَفَعَا ٱلْمَسْأَلَةَ إِلَى ٱلْمَلِكِ ٱلْفَارِسِيِّ وَنَاشَدَاهُ أَنْ يَحْمِيَ شَعْبَ ٱللّٰهِ. — اس ٩:٢٠-٢٢.
٤ مَاذَا نَسْتَعْرِضُ فِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ؟
٤ وَمَا ٱلْقَوْلُ فِي أَيَّامِنَا؟ رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلسَّابِقِ أَنَّ ٱلسُّلُطَاتِ ٱلدُّنْيَوِيَّةَ قَاوَمَتْ أَحْيَانًا شُهُودَ يَهْوَهَ. وَفِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ، نَسْتَعْرِضُ كَيْفَ حَاوَلَتْ حُكُومَاتٌ كَهٰذِهِ تَقْيِيدَ عِبَادَتِنَا. فَنُرَكِّزُ عَلَى ثَلَاثِ نِقَاطٍ رَئِيسِيَّةٍ: (١) حَقِّنَا بِٱلْعَمَلِ فِي إِطَارِ هَيْئَةٍ مُنَظَّمَةٍ وَتَقْدِيمِ ٱلْعِبَادَةِ بِٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي نَسْتَحْسِنُهَا؛ (٢) حُرِّيَّةِ ٱخْتِيَارِ عِلَاجَاتٍ طِبِّيَّةٍ تَتَوَافَقُ مَعَ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؛ (٣) حَقِّ ٱلْوَالِدِينَ فِي تَرْبِيَةِ أَوْلَادِهِمْ وَفْقَ مَقَايِيسِ يَهْوَهَ. وَفِي كُلِّ نُقْطَةٍ سَنَرَى كَيْفَ كَافَحَ مُوَاطِنُو ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ ٱلْأَوْلِيَاءُ بِكُلِّ شَجَاعَةٍ لِيَصُونُوا مُوَاطِنِيَّتَهُمُ ٱلْغَالِيَةَ، وَكَيْفَ بَارَكَ يَهْوَهُ جُهُودَهُمْ.
اَلنِّضَالُ فِي سَبِيلِ ٱلِٱعْتِرَافِ ٱلرَّسْمِيِّ وَٱلْحُرِّيَّاتِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ
٥ مَا فَائِدَةُ ٱلِٱعْتِرَافِ ٱلرَّسْمِيِّ؟
٥ بِدَايَةً، هَلْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ أَنْ تَعْتَرِفَ بِنَا ٱلْحُكُومَاتُ ٱلْبَشَرِيَّةُ كَيْ نَعْبُدَ يَهْوَهَ؟ كَلَّا. إِلَّا أَنَّ ٱلْفَائِدَةَ مِنَ ٱلِٱعْتِرَافِ ٱلرَّسْمِيِّ هُوَ أَنَّهُ يُسَهِّلُ عَلَيْنَا ٱلِٱسْتِمْرَارَ فِي عِبَادَتِنَا. فَنَتَمَكَّنُ مَثَلًا مِنَ ٱلِٱجْتِمَاعِ بِحُرِّيَّةٍ فِي قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ وَٱلْمَحَافِلِ، وَمِنْ طِبَاعَةِ وَٱسْتِيرَادِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، وَمِنَ ٱلْمُنَادَاةِ بِٱلْبِشَارَةِ عَلَنًا دُونَ عَائِقٍ. وَشُهُودُ يَهْوَهَ مُسَجَّلُونَ قَانُونًا فِي بُلْدَانٍ كَثِيرَةٍ وَيَتَمَتَّعُونَ بِٱلْحُرِّيَّاتِ عَيْنِهَا ٱلْمُتَاحَةِ لِأَعْضَاءِ ٱلْأَدْيَانِ ٱلْأُخْرَى ٱلْمُعْتَرَفِ بِهَا. لٰكِنَّ بَعْضَ ٱلْحُكُومَاتِ رَفَضَتِ ٱلِٱعْتِرَافَ بِنَا أَوْ حَاوَلَتْ أَنْ تَحُدَّ مِنْ حُرِّيَّاتِنَا ٱلْأَسَاسِيَّةِ. فَمَاذَا فَعَلْنَا؟
٦ أَيُّ تَحَدٍّ وَاجَهَهُ شُهُودُ يَهْوَهَ فِي أُوسْتْرَالِيَا فِي مَطْلَعِ أَرْبَعِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي؟
٦ أُوسْتْرَالِيَا. فِي مَطْلَعِ أَرْبَعِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، ٱعْتَبَرَ ٱلْحَاكِمُ ٱلْعَامُّ فِي أُوسْتْرَالِيَا مُعْتَقَدَاتِنَا «مُضِرَّةً» بِٱلْمَجْهُودِ ٱلْحَرْبِيِّ. فَفُرِضَ حَظْرٌ عَلَى ٱلشُّهُودِ وَمَا عَادَ بِإِمْكَانِهِمِ ٱلِٱجْتِمَاعُ مَعًا أَوِ ٱلْكِرَازَةُ بِحُرِّيَّةٍ. كَمَا أُوقِفَ ٱلْعَمَلُ فِي بَيْتَ إِيلَ وَصُودِرَتْ قَاعَاتُ ٱلْمَلَكُوتِ. حَتَّى إِنَّ مُجَرَّدَ ٱمْتِلَاكِ إِحْدَى مَطْبُوعَاتِنَا ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بَاتَ مُخَالِفًا لِلْقَانُونِ. وَلٰكِنْ بَعْدَمَا وَاصَلَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْعَمَلَ سِرًّا طَوَالَ سَنَوَاتٍ، ٱنْفَرَجُوا أَخِيرًا مِنْ ضِيقِهِمْ فِي ١٤ حَزِيرَانَ (يُونْيُو) عَامَ ١٩٤٣ حِينَ أَبْطَلَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا قَرَارَ ٱلْحَظْرِ.
٧، ٨ كَيْفَ نَاضَلَ إِخْوَتُنَا فِي رُوسِيَا فِي سَبِيلِ حُرِّيَّةِ ٱلْعِبَادَةِ عَلَى مَرِّ ٱلسَّنَوَاتِ؟
٧ رُوسِيَا. حُظِرَ عَمَلُ شُهُودِ يَهْوَهَ طَوَالَ عُقُودٍ تَحْتَ ٱلْحُكْمِ ٱلشُّيُوعِيِّ، لٰكِنَّهُمْ سُجِّلُوا أَخِيرًا عَامَ ١٩٩١. وَبَعْدَ ٱنْهِيَارِ ٱلِٱتِّحَادِ ٱلسُّوفْيَاتِيِّ ٱلسَّابِقِ، ٱعْتُرِفَ بِنَا فِي رُوسِيَا ٱلِٱتِّحَادِيَّةِ عَامَ ١٩٩٢. وَلٰكِنْ لَمْ يَمْضِ وَقْتٌ طَوِيلٌ حَتَّى أَقْلَقَتْ أَعْدَادُنَا ٱلْمُتَزَايِدَةُ بَعْضَ ٱلْمُقَاوِمِينَ وَبِٱلْأَخَصِّ أُولٰئِكَ ٱلْمُرْتَبِطِينَ بِٱلْكَنِيسَةِ ٱلْأُرْثُوذُكْسِيَّةِ ٱلرُّوسِيَّةِ. فَقَدَّمُوا سِلْسِلَةً مِنْ خَمْسِ شَكَاوًى جِنَائِيَّةٍ ضِدَّ ٱلشُّهُودِ بَيْنَ عَامَيْ ١٩٩٥ وَ ١٩٩٨. وَفِي كُلِّ مَرَّةٍ، عَجِزَ ٱلْمُدَّعِي ٱلْعَامُّ عَنْ إِيجَادِ أَدِلَّةٍ عَلَى مُخَالَفَاتٍ قَانُونِيَّةٍ. غَيْرَ أَنَّ ٱلْمُقَاوِمِينَ ٱلْمُصَمِّمِينَ عَلَى بُلُوغِ مَأْرَبِهِمْ رَفَعُوا شَكْوًى مَدَنِيَّةً عَامَ ١٩٩٨. وَمَعَ أَنَّ ٱلشُّهُودَ رَبِحُوا فِي ٱلْبِدَايَةِ، رَفَضَ ٱلْمُقَاوِمُونَ ٱلْقُبُولَ بِٱلْحُكْمِ وَٱسْتَأْنَفُوا ٱلْقَضِيَّةَ. فَخَسِرْنَا دَعْوَى ٱلِٱسْتِئْنَافِ فِي أَيَّارَ (مَايُو) عَامَ ٢٠٠١، وَبَدَأَتْ إِعَادَةُ ٱلْمُحَاكَمَةِ فِي تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) مِنَ ٱلسَّنَةِ نَفْسِهَا. ثُمَّ عَامَ ٢٠٠٤، حُكِمَ بِتَصْفِيَةِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ ٱلْقَانُونِيَّةِ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا ٱلشُّهُودُ فِي مُوسْكُو وَحَظْرِ نَشَاطَاتِهَا.
٨ عَلَى ٱلْأَثَرِ، ٱنْدَلَعَتْ مَوْجَةُ ٱضْطِهَادٍ وَاسِعَةٌ. (اقرأ ٢ تيموثاوس ٣:١٢.) فَتَعَرَّضَ ٱلشُّهُودُ لِلْمُضَايَقَاتِ وَٱلِٱعْتِدَاءَاتِ، وَصُودِرَتْ مَطْبُوعَاتُهُمُ ٱلدِّينِيَّةُ. كَمَا فُرِضَتْ عَلَيْهِمْ قُيُودٌ صَارِمَةٌ يَتَعَذَّرُ مَعَهَا ٱسْتِئْجَارُ وَبِنَاءُ أَمَاكِنِ عِبَادَةٍ. فَهَلْ تَتَخَيَّلُ مَشَاعِرَ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا عِنْدَمَا وَاجَهُوا هٰذِهِ ٱلشَّدَائِدَ وَٱلْمِحَنَ؟ مَعَ ذٰلِكَ، لَمْ يَقِفُوا مَكْتُوفِي ٱلْأَيْدِي. فَعَامَ ٢٠٠١، ٱلْتَجَأُوا إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْأُورُوبِّيَّةِ لِحُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ. ثُمَّ عَامَ ٢٠٠٤، قَدَّمُوا إِلَيْهَا مَعْلُومَاتٍ إِضَافِيَّةً حَوْلَ ٱلْقَضِيَّةِ. وَأَخِيرًا تَوَصَّلَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ إِلَى قَرَارِهَا عَامَ ٢٠١٠. فَقَدْ تَبَيَّنَتْ بِكُلِّ وُضُوحٍ أَنَّ ٱلتَّعَصُّبَ ٱلدِّينِيَّ هُوَ وَرَاءَ ٱلْحَظْرِ ٱلرُّوسِيِّ عَلَى ٱلشُّهُودِ. وَلَمْ تَرَ أَيَّ دَاعٍ لِتَأْيِيدِ قَرَارَاتِ ٱلْمَحَاكِمِ ٱلْأَدْنَى، إِذْ مَا مِنْ دَلِيلٍ أَنَّ ٱلشُّهُودَ خَالَفُوا ٱلْقَانُونَ. وَأَشَارَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ أَيْضًا أَنَّ ٱلْهَدَفَ مِنَ ٱلْحَظْرِ هُوَ تَجْرِيدُ ٱلشُّهُودِ مِنْ حُقُوقِهِمِ ٱلْقَانُونِيَّةِ. بِنَاءً عَلَى ذٰلِكَ، أَيَّدَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ حَقَّ شُهُودِ يَهْوَهَ فِي حُرِّيَّةِ ٱلدِّينِ. صَحِيحٌ أَنَّ سُلُطَاتٍ رُوسِيَّةً عِدَّةً لَا تَمْتَثِلُ لِحُكْمِ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْأُورُوبِّيَّةِ، إِلَّا أَنَّ شَعْبَ ٱللّٰهِ فِي ذٰلِكَ ٱلْبَلَدِ يَسْتَمِدُّ شَجَاعَةً كَبِيرَةً مِنِ ٱنْتِصَارَاتٍ كَهٰذِهِ.
تِيتُوس مَانُوسَّاكِيس (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٩.)
٩-١١ كَيْفَ جَاهَدَ شَعْبُ ٱللّٰهِ فِي ٱلْيُونَانِ كَيْ يَعْبُدُوا يَهْوَهَ مَعًا بِحُرِّيَّةٍ، وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟
٩ اَلْيُونَانُ. عَامَ ١٩٨٣، ٱسْتَأْجَرَ تِيتُوس مَانُوسَّاكِيس غُرْفَةً فِي هِيرَاكْلِيُون فِي كِرِيت كَيْ يَجْتَمِعَ فِيهَا فَرِيقٌ صَغِيرٌ مِنَ ٱلشُّهُودِ لِيَعْبُدُوا يَهْوَهَ. (عب ١٠:٢٤، ٢٥) وَلٰكِنْ سُرْعَانَ مَا قَدَّمَ كَاهِنٌ أُرْثُوذُكْسِيٌّ شَكْوًى إِلَى ٱلسُّلُطَاتِ ٱلْحُكُومِيَّةِ مُعْتَرِضًا عَلَى ٱسْتِعْمَالِ ٱلشُّهُودِ ٱلْغُرْفَةَ لِغَرَضٍ دِينِيٍّ، لِمُجَرَّدِ أَنَّ مُعْتَقَدَاتِهِمْ تَخْتَلِفُ عَنْ مُعْتَقَدَاتِ ٱلْكَنِيسَةِ ٱلْأُرْثُوذُكْسِيَّةِ! فَبَاشَرَتِ ٱلسُّلُطَاتُ دَعْوًى جِنَائِيَّةً بِحَقِّ تِيتُوس مَانُوسَّاكِيس وَثَلَاثَةِ إِخْوَةٍ مَحَلِّيِّينَ آخَرِينَ. وَقَدْ حَكَمَ عَلَيْهِمِ ٱلْقَاضِي بِٱلْغَرَامَةِ وَٱلسَّجْنِ مُدَّةَ شَهْرَيْنِ. أَمَّا ٱلْإِخْوَةُ فَبِصِفَتِهِمْ مُوَاطِنِينَ أَوْلِيَاءَ لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ ٱعْتَبَرُوا ٱلْحُكْمَ ٱنْتِهَاكًا لِحُرِّيَّةِ ٱلْعِبَادَةِ. فَحَمَلُوا ٱلْقَضِيَّةَ مِنْ مَحْكَمَةٍ مَحَلِّيَّةٍ إِلَى أُخْرَى حَتَّى وَصَلُوا فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْأُورُوبِّيَّةِ لِحُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ.
١٠ وَأَخِيرًا عَامَ ١٩٩٦، وَجَّهَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْأُورُوبِّيَّةُ لِحُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ ضَرْبَةً صَاعِقَةً لِمُقَاوِمِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. فَأَشَارَتْ أَنَّ «شُهُودَ يَهْوَهَ يَنْدَرِجُونَ ضِمْنَ فِئَةِ ‹ٱلْأَدْيَانِ ٱلْمَعْرُوفَةِ› ٱلَّتِي يَتَنَاوَلُهَا ٱلْقَانُونُ ٱلْيُونَانِيُّ». وَٱعْتَبَرَتْ أَنَّ قَرَارَاتِ ٱلْمَحَاكِمِ ٱلْأَدْنَى تَتْرُكُ «وَقْعًا مُبَاشِرًا عَلَى حُرِّيَّةِ ٱلدِّينِ ٱلَّتِي يَتَمَتَّعُ بِهَا مُقَدِّمُو ٱلطَّلَبِ». كَمَا لَحَظَتْ أَنَّ دَوْلَةَ ٱلْيُونَانِ لَيْسَتْ مُخَوَّلَةً أَنْ «تَبُتَّ فِي شَرْعِيَّةِ ٱلْمُعْتَقَدَاتِ ٱلدِّينِيَّةِ وَطَرِيقَةِ ٱلتَّعْبِيرِ عَنْهَا». لِذٰلِكَ نُقِضَتِ ٱلْأَحْكَامُ ٱلصَّادِرَةُ بِحَقِّ ٱلشُّهُودِ وَأُيِّدَتْ حُرِّيَّةُ ٱلْعِبَادَةِ.
١١ وَلٰكِنْ مَعَ ٱلْأَسَفِ لَمْ يَحْسِمْ هٰذَا ٱلِٱنْتِصَارُ ٱلْمَسْأَلَةَ فِي ٱلْيُونَانِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، رُفِعَتْ بَعْدَ فَتْرَةٍ قَضِيَّةٌ مُشَابِهَةٌ فِي بَلْدَةِ كَاسَانْدْرِيَ ٱلْيُونَانِيَّةِ. وَلَمْ تُبَتَّ إِلَّا عَامَ ٢٠١٢ بَعْدَ مَعْرَكَةٍ قَضَائِيَّةٍ دَامَتْ ١٢ سَنَةً تَقْرِيبًا. وَهٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ كَانَ ٱلْمُحَرِّضَ أُسْقُفٌ أُرْثُوذُكْسِيٌّ. غَيْرَ أَنَّ مَجْلِسَ ٱلدَّوْلَةِ، وَهُوَ أَعْلَى مَحْكَمَةٍ إِدَارِيَّةٍ يُونَانِيَّةٍ، حَكَمَ لِصَالِحِ شَعْبِ ٱللّٰهِ. وَقَدِ ٱسْتَنَدَ قَرَارُهُ إِلَى حُرِّيَّةِ ٱلدِّينِ ٱلَّتِي يَضْمَنُهَا ٱلدُّسْتُورُ ٱلْيُونَانِيُّ نَفْسُهُ. وَرُفِضَتِ ٱلتُّهْمَةُ ٱلَّتِي غَالِبًا مَا يُنَادِي بِهَا ٱلْمُقَاوِمُونَ ٱلْقَائِلَةُ بِأَنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ لَيْسُوا دِينًا مَعْرُوفًا. فَقَدْ خَلَصَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ إِلَى ٱلْآتِي: «إِنَّ عَقَائِدَ ‹شُهُودِ يَهْوَهَ› لَيْسَتْ مَخْفِيَّةً، وَهُمْ بِٱلتَّالِي يُنَادُونَ بِدِينٍ مَعْرُوفٍ». وَهٰذَا ٱلْقَرَارُ أَدْخَلَ ٱلْبَهْجَةَ إِلَى قُلُوبِ أَعْضَاءِ جَمَاعَةِ كَاسَانْدْرِيَ ٱلصَّغِيرَةِ إِذْ بَاتُوا قَادِرِينَ عَلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ مَعًا لِيَعْبُدُوا يَهْوَهَ فِي قَاعَتِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ.
١٢، ١٣ كَيْفَ حَاوَلَ ٱلْمُقَاوِمُونَ فِي فَرَنْسَا أَنْ يَخْتَلِقُوا «ٱلْمَتَاعِبَ بِمَرْسُومٍ»، وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟
١٢ فَرَنْسَا. يَلْجَأُ بَعْضُ مُقَاوِمِي شَعْبِ ٱللّٰهِ إِلَى ‹ٱخْتِلَاقِ ٱلْمَتَاعِبِ بِمَرْسُومٍ›. (اقرإ المزمور ٩٤:٢٠.) عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، بَاشَرَتْ مَصْلَحَةُ ٱلضَّرَائِبِ ٱلْفَرَنْسِيَّةُ أَوَاسِطَ تِسْعِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي ٱلتَّدْقِيقَ فِي حِسَابَاتِ جَمْعِيَّةُ شُهُودِ يَهْوَهَ (Association Les Témoins de Jéhovah)، وَهِيَ مُؤَسَّسَةٌ شَرْعِيَّةٌ يَسْتَخْدِمُهَا شُهُودُ يَهْوَهَ فِي فَرَنْسَا. وَكَشَفَ وَزِيرُ ٱلْمِيزَانِيَّةِ ٱلْهَدَفَ ٱلْحَقِيقِيَّ مِنْ هٰذَا ٱلْإِجْرَاءِ حِينَمَا ذَكَرَ: «قَدْ يُؤَدِّي ٱلتَّدْقِيقُ إِلَى تَصْفِيَةٍ قَضَائِيَّةٍ أَوْ دَعْوًى جِنَائِيَّةٍ . . . مِمَّا سَيُقَوِّضُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَعْمَالَ ٱلْجَمْعِيَّةِ أَوْ يُجْبِرُهَا أَنْ تُوقِفَ نَشَاطَاتِهَا فِي أَرَاضِينَا». وَمَعَ أَنَّ ٱلتَّدْقِيقَ لَمْ يَكْشِفْ عَنْ أَيِّ مُخَالَفَاتٍ، فَرَضَتْ مَصْلَحَةُ ٱلضَّرَائِبِ ضَرِيبَةً بَاهِظَةً عَلَى تِلْكَ ٱلْمُؤَسَّسَةِ ٱلشَّرْعِيَّةِ. وَلَوْ نَجَحَتْ هٰذِهِ ٱلْخُطَّةُ، لَوَجَدَ ٱلْإِخْوَةُ أَنْفُسَهُمْ مُجْبَرِينَ أَنْ يُقْفِلُوا مَكْتَبَ ٱلْفَرْعِ وَيَبِيعُوا ٱلْأَبْنِيَةَ لِيُسَدِّدُوا ٱلضَرِيبَةَ. صَحِيحٌ أَنَّ شَعْبَ ٱللّٰهِ آنَذَاكَ تَلَقَّى ضَرْبَةً مُوجِعَةً، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَسْتَسْلِمْ. فَقَدْ رَفَعَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلصَّوْتَ عَالِيًا ضِدَّ هٰذِهِ ٱلْمُعَامَلَةِ ٱلْجَائِرَةِ حَتَّى وَصَلَتِ ٱلْقَضِيَّةُ عَامَ ٢٠٠٥ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْأُورُوبِّيَّةِ لِحُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ.
١٣ وَفِي ٣٠ حَزِيرَانَ (يُونْيُو) ٢٠١١ أَصْدَرَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ قَرَارَهَا. فَٱعْتَبَرَتْ أَنَّ ٱلْحَقَّ فِي حُرِّيَّةِ ٱلدِّينِ يَمْنَعُ ٱلدَّوْلَةَ، إِلَّا عِنْدَ ٱلضَّرُورَةِ ٱلْقُصْوَى، مِنْ تَقْيِيمِ شَرْعِيَّةِ ٱلْمُعْتَقَدَاتِ ٱلدِّينِيَّةِ وَطَرِيقَةِ ٱلتَّعْبِيرِ عَنْهَا. وَأَضَافَتْ: «إِنَّ فَرْضَ ٱلضَّرِيبَةِ . . . هُوَ بِمَثَابَةِ قَطْعِ ٱلْمَوَارِدِ ٱلْحَيَوِيَّةِ عَنِ ٱلْجَمْعِيَّةِ، فَلَا تَتَمَكَّنُ فِعْلِيًّا مِنْ أَنْ تَكْفَلَ لِأَعْضَائِهَا مُمَارَسَةَ شَعَائِرِهِمِ ٱلدِّينِيَّةِ بِحُرِّيَّةٍ». وَقَدْ حَكَمَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ بِٱلْإِجْمَاعِ لِصَالِحِ شُهُودِ يَهْوَهَ. وَٱلْخَبَرُ ٱلْمُفْرِحُ هُوَ أَنَّ ٱلْحُكُومَةَ ٱلْفَرَنْسِيَّةَ أَعَادَتْ أَخِيرًا ٱلضَّرِيبَةَ ٱلَّتِي حَصَّلَتْهَا مِنَ ٱلْجَمْعِيَّةِ مَعَ فَوَائِدِهَا وَأَزَالَتِ ٱلْحَجْزَ عَنْ مُمْتَلَكَاتِ ٱلْفَرْعِ نُزُولًا عِنْدَ أَوَامِرِ ٱلْمَحْكَمَةِ.
بِإِمْكَانِكَ أَنْ تُصَلِّيَ بِٱنْتِظَامٍ مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِكَ وَأَخَوَاتِكَ ٱلرُّوحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يَقَعُونَ ضَحِيَّةَ مَظَالِمَ قَضَائِيَّةٍ
١٤ كَيْفَ تُسَاهِمُ فِي ٱلنِّضَالِ مِنْ أَجْلِ حُرِّيَّةِ ٱلْعِبَادَةِ؟
١٤ بِنَاءً عَلَى مَا تَقَدَّمَ، يُنَاضِلُ شَعْبُ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ عَلَى غِرَارِ أَسْتِيرَ وَمُرْدَخَايَ قَدِيمًا مِنْ أَجْلِ حُرِّيَّةِ عِبَادَةِ ٱللّٰهِ بِحَسَبِ وَصَايَاهُ. (اس ٤:١٣-١٦) فَهَلْ فِي وِسْعِكَ أَنْ تُسَاهِمَ فِي ٱلنِّضَالِ؟ نَعَمْ بِٱلتَّأْكِيدِ! فَبِإِمْكَانِكَ أَنْ تُصَلِّيَ بِٱنْتِظَامٍ مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِكَ وَأَخَوَاتِكَ ٱلرُّوحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يَقَعُونَ ضَحِيَّةَ مَظَالِمَ قَضَائِيَّةٍ. وَصَلَوَاتٌ كَهٰذِهِ قَادِرَةٌ أَنْ تَمُدَّهُمْ بِٱلدَّعْمِ ٱلْفَعَّالِ حِينَمَا يُعَانُونَ ٱلْمِحَنَ وَٱلِٱضْطِهَادَ. (اقرأ يعقوب ٥:١٦.) فَهَلْ يَسْتَجِيبُهَا يَهْوَهُ؟ يَكْفِي فَقَطْ أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي ٱنْتِصَارَاتِنَا ٱلْقَانُونِيَّةِ حَتَّى نَعْرِفَ ٱلْجَوَابَ. — عب ١٣:١٨، ١٩.
حُرِّيَّةُ ٱخْتِيَارِ عِلَاجٍ طِبِّيٍّ لَا يَتَعَارَضُ مَعَ مُعْتَقَدَاتِنَا
١٥ مَاذَا يُؤَثِّرُ فِي نَظْرَةِ شَعْبِ ٱللّٰهِ إِلَى نَقْلِ ٱلدَّمِ؟
١٥ حَسْبَمَا مَرَّ مَعَنَا فِي ٱلْفَصْلِ ١١، تَلَقَّى مُوَاطِنُو ٱلْمَلَكُوتِ إِرْشَادًا وَاضِحًا مُؤَسَّسًا عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ حَوْلَ نَظْرَةِ ٱللّٰهِ إِلَى نَقْلِ ٱلدَّمِ ٱلَّذِي بَاتَ شَائِعًا جِدًّا فِي أَيَّامِنَا. (تك ٩:٥، ٦؛ لا ١٧:١١؛ اقرإ الاعمال ١٥:٢٨، ٢٩.) صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نَقْبَلُ هٰذَا ٱلْإِجْرَاءَ، لٰكِنَّنَا نَرْغَبُ فِي تَأْمِينِ أَفْضَلِ عِلَاجٍ طِبِّيٍّ مُمْكِنٍ لَنَا وَلِأَحِبَّائِنَا مَا دَامَ لَا يَتَعَارَضُ مَعَ شَرَائِعِ ٱللّٰهِ. وَقَدْ أَقَرَّتْ مَحَاكِمُ عُلْيَا فِي بُلْدَانٍ عَدِيدَةٍ ٱلْحَقَّ فِي ٱخْتِيَارِ أَوْ رَفْضِ عِلَاجٍ طِبِّيٍّ مُعَيَّنٍ وَفْقًا لِمَا يُمْلِيهِ ٱلضَّمِيرُ وَتَتَطَلَّبُهُ ٱلْمُعْتَقَدَاتُ ٱلدِّينِيَّةُ. مَعَ ذٰلِكَ، يُوَاجِهُ شَعْبُ ٱللّٰهِ فِي بَعْضِ ٱلْمَنَاطِقِ تَحَدِّيَاتٍ هَائِلَةً فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. إِلَيْكَ بَعْضَ ٱلْأَمْثِلَةِ.
١٦، ١٧ أَيُّ عِلَاجٍ طِبِّيٍّ خَضَعَتْ لَهُ أُخْتٌ فِي ٱلْيَابَانِ مِنْ دُونِ عِلْمِهَا، وَكَيْفَ ٱسْتُجِيبَتْ صَلَوَاتُهَا؟
١٦ اَلْيَابَانُ. اِحْتَاجَتْ مِيسَاي تَاكِيدَا، وَهِيَ رَبَّةُ مَنْزِلٍ فِي ٱلثَّالِثَةِ وَٱلسِّتِّينَ مِنَ ٱلْعُمْرِ، إِلَى جِرَاحَةٍ خَطِيرَةٍ. وَلِكَوْنِهَا مُوَاطِنَةً وَلِيَّةً لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ، أَوْضَحَتْ لِطَبِيبِهَا رَغْبَتَهَا أَنْ تُعَالَجَ دُونَ نَقْلِ دَمٍ. وَلٰكِنْ بَعْدَ بِضْعَةِ أَشْهُرٍ، صُدِمَتْ حِينَ ٱكْتَشَفَتْ أَنَّ ٱلْفَرِيقَ ٱلطِّبِّيَّ نَقَلَ إِلَيْهَا دَمًا خِلَالَ ٱلْجِرَاحَةِ. فَشَعَرَتِ ٱلْأُخْتُ أَنَّهَا ٱنْتُهِكَتْ وَخُدِعَتْ. فَرَفَعَتْ دَعْوًى بِحَقِّ ٱلْأَطِبَّاءِ وَٱلْمُسْتَشْفَى فِي حَزِيرَانَ (يُونْيُو) مِنْ عَامِ ١٩٩٣. وَقَدْ تَحَلَّتْ هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةُ ٱلْوَدِيعَةُ وَٱلرَّقِيقَةُ بِإِيمَانٍ ثَابِتٍ لَا يَتَزَعْزَعُ. فَقَدَّمَتْ شَهَادَةً جَرِيئَةً فِي قَاعَةِ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْمَلِيئَةِ بِٱلْحَاضِرِينَ، وَدَامَتْ شَهَادَتُهَا أَكْثَرَ مِنْ سَاعَةٍ رَغْمَ صِحَّتِهَا ٱلْوَاهِنَةِ. حَتَّى قَبْلَ وَفَاتِهَا بِشَهْرٍ وَاحِدٍ تَوَجَّهَتْ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ. أَفَلَا يَسْتَحِقُّ إِيمَانُهَا وَشَجَاعَتُهَا إِعْجَابَنَا؟! خِلَالَ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ، أَخْبَرَتِ ٱلْأُخْتُ تَاكِيدَا أَنَّهَا تَلْتَمِسُ مِنْ يَهْوَهَ عَلَى ٱلدَّوَامِ أَنْ يُبَارِكَ نِضَالَهَا. وَهِيَ لَمْ تَشُكَّ قَطُّ أَنَّهُ سَيَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِهَا. فَهَلْ كَانَتْ ثِقَتُهَا فِي مَحَلِّهَا؟
١٧ بَعْدَ ثَلَاثِ سَنَوَاتٍ عَلَى وَفَاةِ ٱلْأُخْتِ تَاكِيدَا، حَكَمَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا لِصَالِحِهَا مُدِينَةً نَقْلَ ٱلدَّمِ إِلَيْهَا خِلَافًا لِرَغَبَاتِهَا ٱلْمُحَدَّدَةِ. وَجَاءَ فِي ٱلْقَرَارِ ٱلصَّادِرِ فِي ٢٩ شُبَاطَ (فِبْرَايِر) عَامَ ٢٠٠٠ أَنَّ «ٱلْحَقَّ فِي ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارِ» فِي حَالَاتٍ كَهٰذِهِ «يَجِبُ ٱحْتِرَامُهُ بِوَصْفِهِ أَحَدَ ٱلْحُقُوقِ ٱلشَّخْصِيَّةِ». وَبِفَضْلِ تَصْمِيمِ ٱلْأُخْتِ تَاكِيدَا عَلَى ٱلْكِفَاحِ مِنْ أَجْلِ حُرِّيَّتِهَا فِي ٱخْتِيَارِ عِلَاجٍ لَا يَتَعَارَضُ مَعَ ضَمِيرِهَا ٱلْمَسِيحِيِّ، صَارَ بِإِمْكَانِ ٱلشُّهُودِ فِي ٱلْيَابَانِ أَنْ يُعَالَجُوا دُونَ ٱلْخَوْفِ مِنْ نَقْلِ ٱلدَّمِ إِلَيْهِمْ عَنْوَةً.
بَابْلُو أَلْبَارَاسِينِي (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١٨ إِلَى ٢٠.)
١٨-٢٠ (أ) كَيْفَ أَيَّدَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا فِي ٱلْأَرْجَنْتِينِ ٱلْحَقَّ فِي رَفْضِ نَقْلِ ٱلدَّمِ فِي حَالِ وُجُودِ تَوْجِيهٍ طِبِّيٍّ مُسْبَقٍ؟ (ب) كَيْفَ نُظْهِرُ إِذْعَانَنَا لِرِئَاسَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ فِي مَا يَخْتَصُّ بِنَقْلِ ٱلدَّمِ؟
١٨ اَلْأَرْجَنْتِينُ. كَيْفَ يَسْتَعِدُّ مُوَاطِنُو ٱلْمَلَكُوتِ مُسْبَقًا لِقَرَارٍ طِبِّيٍّ يَجِبُ ٱتِّخَاذُهُ وَهُمْ غَائِبُونَ عَنِ ٱلْوَعْيِ؟ مِنَ ٱلْمُفِيدِ عَادَةً أَنْ يَحْمِلُوا وَثِيقَةً قَانُونِيَّةً تَنُوبُ عَنْهُمْ. وَهٰذَا مَا فَعَلَهُ بَابْلُو أَلْبَارَاسِينِي. فَفِي أَيَّارَ (مَايُو) عَامَ ٢٠١٢، أُصِيبَ بَابْلُو بِعِدَّةِ طَلَقَاتٍ نَارِيَّةٍ خِلَالَ عَمَلِيَّةِ سَطْوٍ. فَأُدْخِلَ إِلَى ٱلْمُسْتَشْفَى فَاقِدَ ٱلْوَعْيِ وَعَاجِزًا بِٱلتَّالِي عَنْ إِيضَاحِ مَوْقِفِهِ ٱلْمُتَعَلِّقِ بِنَقْلِ ٱلدَّمِ. مَعَ ذٰلِكَ، كَانَ يَحْمِلُ تَوْجِيهًا طِبِّيًّا مُجَهَّزًا وَفْقًا لِلْأُصُولِ ٱلْمَرْعِيَّةِ وَقَّعَهُ قَبْلَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِ سَنَوَاتٍ. وَرَغْمَ أَنَّ حَالَتَهُ كَانَتْ حَرِجَةً وَشَعَرَ بَعْضُ ٱلْأَطِبَّاءِ أَنَّ نَقْلَ ٱلدَّمِ ضَرُورِيٌّ لِإِنْقَاذِ حَيَاتِهِ، أَبْدَى ٱلْفَرِيقُ ٱلطِّبِّيُّ ٱسْتِعْدَادَهُ أَنْ يَحْتَرِمَ رَغَبَاتِهِ. إِلَّا أَنَّ وَالِدَهُ، وَهُوَ مِنْ غَيْرِ ٱلشُّهُودِ، ٱسْتَحْصَلَ عَلَى أَمْرٍ قَضَائِيٍّ بِهَدَفِ إِبْطَالِ تَعْلِيمَاتِ ٱبْنِهِ.
١٩ عَلَى ٱلْفَوْرِ، ٱسْتَأْنَفَ ٱلْقَضِيَّةَ مُحَامٍ يُمَثِّلُ زَوْجَةَ بَابْلُو. وَفِي غُضُونِ سَاعَاتٍ، أَلْغَتْ مَحْكَمَةُ ٱلِٱسْتِئْنَافِ أَمْرَ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلِٱبْتِدَائِيَّةِ وَحَكَمَتْ بِوُجُوبِ ٱحْتِرَامِ رَغَبَاتِ ٱلْمَرِيضِ ٱلْمَنْصُوصِ عَلَيْهَا فِي ٱلتَّوْجِيهِ ٱلطِّبِّيِّ. فَمَا كَانَ مِنْ وَالِدِهِ إِلَّا أَنْ رَفَعَ ٱلْقَضِيَّةَ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا فِي ٱلْأَرْجَنْتِينِ. غَيْرَ أَنَّ ٱلْمَحْكَمَةَ ٱلْعُلْيَا بِدَوْرِهَا لَمْ تَجِدْ «مُبَرِّرًا لِلشَّكِّ فِي أَنَّ [تَوْجِيهَ بَابْلُوَ ٱلطِّبِّيَّ] قَدْ صِيغَ بِتَمْيِيزٍ وَحُرِّيَّةٍ وَعَنْ سَابِقِ تَصْمِيمٍ». وَذَكَرَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ: «بِإِمْكَانِ كُلِّ رَاشِدٍ كُفُؤٍ أَنْ يُصْدِرَ تَوْجِيهَاتٍ صِحِّيَّةً مُسْبَقَةً وَأَنْ يَقْبَلَ أَوْ يَرْفُضَ عِلَاجَاتٍ طِبِّيَّةً مُعَيَّنَةً . . . وَمِنْ وَاجِبِ ٱلطَّبِيبِ ٱلْمَسْؤُولِ ٱحْتِرَامُ هٰذِهِ ٱلتَّوْجِيهَاتِ».
هَلْ مَلَأْتَ تَوْجِيهًا طِبِّيًّا خَاصًّا بِكَ؟
٢٠ وَٱلْيَوْمَ ٱسْتَعَادَ ٱلْأَخُ أَلْبَارَاسِينِي عَافِيَتَهُ. وَإِذْ يَسْتَذْكِرُ هُوَ وَزَوْجَتُهُ مَا حَصَلَ، يَفْرَحَانِ كَثِيرًا لِأَنَّهُ حَضَّرَ مُسْبَقًا تَوْجِيهًا طِبِّيًّا. فَبِٱتِّخَاذِ هٰذَا ٱلْإِجْرَاءِ ٱلْبَسِيطِ وَٱلْمُهِمِّ فِي آنٍ، أَظْهَرَ إِذْعَانَهُ لِحُكْمِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ وَلِرَئِيسِهِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. فَهَلِ ٱتَّخَذْتَ أَنْتَ وَعَائِلَتُكَ إِجْرَاءً مُمَاثِلًا؟
أَبْرِيل كَادُورِيه (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ٢١ إِلَى ٢٤.)
٢١-٢٤ (أ) مَا ٱلظُّرُوفُ ٱلَّتِي حَمَلَتِ ٱلْمَحْكَمَةَ ٱلْعُلْيَا فِي كَنَدَا عَلَى ٱتِّخَاذِ قَرَارٍ بَارِزٍ بِخُصُوصِ ٱلْقَاصِرِينَ وَنَقْلِ ٱلدَّمِ؟ (ب) كَيْفَ تُشَجِّعُ هٰذِهِ ٱلْقَضِيَّةُ ٱلشَّبَابَ بَيْنَ خُدَّامِ يَهْوَهَ؟
٢١ كَنَدَا. تُقِرُّ ٱلْمَحَاكِمُ عُمُومًا بِحَقِّ ٱلْوَالِدِينَ فِي تَقْرِيرِ مَا ٱلرِّعَايَةُ ٱلطِّبِّيَّةُ ٱلْمُثْلَى لِأَوْلَادِهِمْ. حَتَّى إِنَّ بَعْضَ ٱلْمَحَاكِمِ حَكَمَتْ بِإِيلَاءِ ٱلْقَاصِرِينَ ٱلنَّاضِجِينَ ٱلِٱحْتِرَامَ حِينَمَا يَتَوَجَّبُ ٱتِّخَاذُ قَرَارَاتٍ طِبِّيَّةٍ بِشَأْنِهِمْ. إِلَيْكَ مَثَلًا مَا حَصَلَ مَعَ أَبْرِيل كَادُورِيهَ ٱلَّتِي أُدْخِلَتْ إِلَى ٱلْمُسْتَشْفَى بِعُمْرِ ١٤ سَنَةً عَلَى إِثْرِ نَزِيفٍ دَاخِلِيٍّ حَادٍّ. فَقَبْلَ بِضْعَةِ أَشْهُرٍ، كَانَتْ أَبْرِيل قَدْ مَلَأَتْ بِطَاقَةَ تَوْجِيهٍ طِبِّيٍّ مُسْبَقٍ تَتَضَمَّنُ إِرْشَادَاتٍ مَكْتُوبَةً تَرْفُضُ فِيهَا أَنْ يُنْقَلَ إِلَيْهَا دَمٌ حَتَّى فِي ٱلْحَالَاتِ ٱلطَّارِئَةِ. مَعَ ذٰلِكَ، قَرَّرَ ٱلطَّبِيبُ ٱلْمُعَالِجُ أَنْ يَتَجَاهَلَ رَغَبَاتِهَا ٱلْوَاضِحَةَ وَٱلْمُحَدَّدَةَ وَسَعَى لِلْحُصُولِ عَلَى أَمْرٍ مِنَ ٱلْمَحْكَمَةِ يُجِيزُ نَقْلَ ٱلدَّمِ إِلَيْهَا. وَبِٱلْفِعْلِ، نُقِلَ إِلَى أَبْرِيل رُغْمًا عَنْهَا ثَلَاثُ وَحَدَاتٍ مِنْ كُرَيَّاتِ ٱلدَّمِ ٱلْحَمْرَاءِ. أَمَّا هِيَ فَشَبَّهَتْ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةَ لَاحِقًا بِٱلِٱغْتِصَابِ.
٢٢ لَجَأَتْ أَبْرِيل وَوَالِدَاهَا إِلَى ٱلْمَحَاكِمِ طَلَبًا لِلْعَدْلِ. وَبَعْدَ سَنَتَيْنِ، وَصَلَتِ ٱلْقَضِيَّةُ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا فِي كَنَدَا. صَحِيحٌ أَنَّ أَبْرِيل خَسِرَتْ عَمَلِيًّا ٱلطَّعْنَ ٱلَّذِي قَدَّمَتْهُ، لٰكِنَّ ٱلْمَحْكَمَةَ قَرَّرَتْ تَعْوِيضَهَا عَنِ ٱلنَّفَقَاتِ ٱلْقَانُونِيَّةِ ٱلَّتِي تَكَبَّدَتْهَا. كَمَا أَيَّدَتْهَا هِيَ وَسَائِرَ ٱلْقَاصِرِينَ ٱلنَّاضِجِينَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ مُمَارَسَةَ حَقِّهِمْ فِي ٱخْتِيَارِ عِلَاجِهِمِ ٱلطِّبِّيِّ بِأَنْفُسْهِمْ. ذَكَرَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ: «فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْعِلَاجِ ٱلطِّبِّيِّ، يَجِبُ أَنْ يُعْطَى ٱلشَّبَابُ دُونَ ١٦ ٱلْفُرْصَةَ لِيُبَرْهِنُوا أَنَّ رَأْيَهُمْ فِي عِلَاجٍ طِبِّيٍّ مُعَيَّنٍ يَنِمُّ عَنْ مِقْدَارٍ كَافٍ مِنَ ٱلنُّضْجِ وَٱسْتِقْلَالِيَّةِ ٱلْفِكْرِ».
٢٣ إِنَّ أَهَمِّيَّةَ هٰذِهِ ٱلْقَضِيَّةِ تَكْمُنُ فِي أَنَّ ٱلْمَحْكَمَةَ ٱلْعُلْيَا نَظَرَتْ خِلَالَهَا فِي حُقُوقِ ٱلْقَاصِرِينَ ٱلنَّاضِجِينَ ٱلدُّسْتُورِيَّةِ. فَقَبْلَ هٰذَا ٱلْحُكْمِ، كَانَ بِمَقْدُورِ مَحْكَمَةٍ كَنَدِيَّةٍ أَنْ تَأْمُرَ بِإِجْرَاءِ عِلَاجٍ طِبِّيٍّ مُعَيَّنٍ لِلْأَوْلَادِ تَحْتَ سِنِّ ٱلسَّادِسَةَ عَشْرَةَ، مَا دَامَتْ تَشْعُرُ أَنَّ ٱلْعِلَاجَ يَصُبُّ فِي مَصْلَحَتِهِمِ ٱلْفُضْلَى. وَلٰكِنْ بَعْدَمَا أُصْدِرَ ٱلْحُكْمُ فِي قَضِيَّةِ أَبْرِيل، لَمْ تَعُدِ ٱلْمَحَاكِمُ قَادِرَةً أَنْ تَأْمُرَ بِأَيِّ عِلَاجٍ ضِدَّ إِرَادَتِهِمْ مَا لَمْ تَمْنَحْهُمُ ٱلْفُرْصَةَ أَوَّلًا أَنْ يُبَرْهِنُوا أَنَّهُمْ نَاضِجُونَ كِفَايَةً لِٱتِّخَاذِ قَرَارَاتِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ.
«أَفْرَحُ مِنْ كُلِّ قَلْبِي لِأَنِّي سَاهَمْتُ وَلَوْ مُسَاهَمَةً صَغِيرَةً فِي ٱلْمَسْعَى ٱلرَّامِي إِلَى تَمْجِيدِ ٱسْمِ ٱللّٰهِ وَتَشْهِيرِ كَذِبِ ٱلشَّيْطَانِ»
٢٤ وَلٰكِنْ هَلْ تَسْتَأْهِلُ هٰذِهِ ٱلنَّتِيجَةُ ٱلْخَوْضَ فِي مَعْرَكَةٍ قَضَائِيَّةٍ دَامَتْ ثَلَاثَ سَنَوَاتٍ؟ تُجِيبُ أَبْرِيل: «نَعَمْ بِكُلِّ تَأْكِيدٍ!». تُعَبِّرُ ٱلْيَوْمَ بَعْدَمَا ٱسْتَعَادَتْ عَافِيَتَهَا وَأَصْبَحَتْ فَاتِحَةً عَادِيَّةً: «أَفْرَحُ مِنْ كُلِّ قَلْبِي لِأَنِّي سَاهَمْتُ وَلَوْ مُسَاهَمَةً صَغِيرَةً فِي ٱلْمَسْعَى ٱلرَّامِي إِلَى تَمْجِيدِ ٱسْمِ ٱللّٰهِ وَتَشْهِيرِ كَذِبِ ٱلشَّيْطَانِ». وَتَجْرِبَةُ أَبْرِيل تُظْهِرُ أَنَّ ٱلشَّبَابَ بَيْنَنَا قَادِرُونَ أَنْ يَتَبَنَّوْا مَوَاقِفَ شُجَاعًةً مُبَرْهِنِينَ أَنَّهُمْ مِنْ مُوَاطِنِي ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمُخْلِصِينَ. — مت ٢١:١٦.
حُرِّيَّةُ تَرْبِيَةِ ٱلْأَوْلَادِ وَفْقَ ٱلْمَقَايِيسِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ
٢٥، ٢٦ أَيُّ ظَرْفٍ يَنْشَأُ أَحْيَانًا بَعْدَ ٱلطَّلَاقِ؟
٢٥ يُوكِلُ يَهْوَهُ إِلَى ٱلْوَالِدِينَ مَسْؤُولِيَّةَ تَرْبِيَةِ أَوْلَادِهِمْ بِحَسَبِ مَقَايِيسِهِ. (تث ٦:٦-٨؛ اف ٦:٤) صَحِيحٌ أَنَّ هٰذَا ٱلتَّفْوِيضَ صَعْبٌ، لٰكِنَّ صُعُوبَتَهُ تَتَضَاعَفُ فِي حَالِ ٱلطَّلَاقِ. فَٱلْوَالِدَانِ قَدْ يَخْتَلِفَانِ ٱخْتِلَافًا كَبِيرًا فِي تَرْبِيَةِ أَوْلَادِهِمَا. فَفِي نَظَرِ ٱلْوَالِدِ ٱلْمُؤْمِنِ مَثَلًا، يَجِبُ أَنْ يُرَبَّى ٱلْوَلَدُ وَفْقًا لِلْمَقَايِيسِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. أَمَّا ٱلْوَالِدُ غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنِ فَقَدْ يُخَالِفُهُ ٱلرَّأْيَ. فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ، يَنْبَغِي لِلْوَالِدِ ٱلْمَسِيحِيِّ أَنْ يُقِرَّ بِكُلِّ ٱحْتِرَامٍ أَنَّ ٱلطَّلَاقَ لَا يُؤَثِّرُ عَلَى عَلَاقَةِ ٱلْوَالِدِ بِأَوْلَادِهِ مَعَ أَنَّهُ يُنْهِي ٱلْعَلَاقَةَ ٱلزَّوْجِيَّةَ.
٢٦ وَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، يَلْجَأُ ٱلْوَالِدُ غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنِ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ لِيَنَالَ ٱلْوِصَايَةَ عَلَى أَوْلَادِهِ وَيَتَمَكَّنَ مِنَ ٱلتَّحَكُّمِ فِي تَرْبِيَتِهِمِ ٱلدِّينِيَّةِ. وَلِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ، يَزْعَمُ ٱلْبَعْضُ أَنَّ نَشْأَةَ ٱلْوَلَدِ كَوَاحِدٍ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ مُضِرَّةٌ بِهِ. فَيَدَّعُونَ أَنَّ ٱلْأَوْلَادَ يُحْرَمُونَ مِنَ ٱلِٱحْتِفَالِ بِٱلْأَعْيَادِ، كَعِيدِ مِيلَادِهِمْ مَثَلًا، وَيُمْنَعُ عَنْهُمْ نَقْلُ ٱلدَّمِ فِي ٱلْحَالَاتِ ٱلطَّارِئَةِ فَتُعَرَّضُ حَيَاتُهُمْ لِلْخَطَرِ. وَلٰكِنْ مِنَ ٱلْمُفْرِحِ أَنَّ مُعْظَمَ ٱلْمَحَاكِمِ لَا تَنْظُرُ إِلَّا فِي مَصْلَحَةِ ٱلْوَلَدِ ٱلْفُضْلَى، وَلَا تَعْتَبِرُ أَنَّ ٱلْقَضِيَّةَ قَيْدَ ٱلْبَحْثِ هِيَ هَلْ دِينُ أَحَدِ ٱلْوَالِدَيْنِ مُؤْذٍ أَمْ لَا. لِنَسْتَعْرِضْ فِي مَا يَلِي بَعْضَ ٱلْأَمْثِلَةِ.
٢٧، ٢٨ كَيْفَ رَدَّتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا فِي أُوهَايُو عَلَى ٱلتُّهْمَةِ بِأَنَّ تَرْبِيَةَ ٱلْوَلَدِ كَوَاحِدٍ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ تُلْحِقُ بِهِ ٱلضَّرَرَ؟
٢٧ اَلْوِلَايَاتُ ٱلْمُتَّحِدَةُ. عَامَ ١٩٩٢، نَظَرَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا فِي أُوهَايُو فِي قَضِيَّةٍ زَعَمَ فِيهَا ٱلْوَالِدُ غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنِ أَنَّ تَرْبِيَةَ ٱبْنِهِ كَوَاحِدٍ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ تُلْحِقُ بِهِ ٱلضَّرَرَ. وَكَانَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلِٱبْتِدَائِيَّةُ قَدْ أَخَذَتْ بِٱدِّعَاءِ ٱلْوَالِدِ وَمَنَحَتْهُ حَقَّ ٱلْوِصَايَةِ. أَمَّا ٱلْوَالِدَةُ جِنِيفِر بَاتِر فَسُمِحَ لَهَا أَنْ تَزُورَ ٱبْنَهَا، إِنَّمَا أُمِرَتْ أَلَّا «تُعَلِّمَهُ مُعْتَقَدَاتِ شُهُودِ يَهْوَهَ بِأَيِّ شَكْلٍ مِنَ ٱلْأَشْكَالِ وَأَلَّا تَعْرِضَهَا عَلَيْهِ». وَبِمَا أَنَّ مَدْلُولَ هٰذِهِ ٱلْعِبَارَةِ وَاسِعٌ جِدًّا، فَمِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنْ تُفَسَّرَ بِطَرِيقَةٍ تَمْنَعُ جِنِيفِر مِنَ ٱلتَّحَدُّثِ مَعَ ٱبْنِهَا بُوبِي عَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَمَقَايِيسِهِ ٱلْأَدَبِيَّةِ. فَهَلْ تَتَخَيَّلُ مَشَاعِرَهَا؟ لَا شَكَّ أَنَّهَا سُحِقَتْ لِهَوْلِ مَا حَدَثَ. مَعَ ذٰلِكَ، تَقُولُ إِنَّهَا تَعَلَّمَتِ ٱلصَّبْرَ وَٱنْتِظَارَ يَهْوَهَ. وَتُضِيفُ: «كَانَ يَهْوَهُ إِلَى جَانِبِي عَلَى ٱلدَّوَامِ». وَفِي تِلْكَ ٱلْمَرْحَلَةِ، رَفَعَ مُحَامِيهَا ٱلْقَضِيَّةَ بِمُسَاعَدَةِ ٱلْهَيْئَةِ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا فِي أُوهَايُو.
٢٨ فَجَاءَ قَرَارُ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا مُخَالِفًا لِقَرَارِ سَابِقَتِهَا. ذَكَرَتْ: «لِلْوَالِدِينِ حَقٌّ أَسَاسِيٌّ فِي تَعْلِيمِ أَوْلَادِهِمْ، بِمَا فِي ذٰلِكَ ٱلْحَقُّ فِي نَقْلِ قِيَمِهِمِ ٱلْأَدَبِيَّةِ وَٱلدِّينِيَّةِ إِلَيْهِمْ». وَوَفْقًا لِلْمَحَكَمَةِ، لَا يَحِقُّ لِلْمَحْكَمَةِ ٱلِٱبْتِدَائِيَّةِ أَنْ تَحُدَّ مِنْ حَقِّ ٱلْوَالِدِ فِي زِيَارَةِ أَوْلَادِهِ لِدَوَاعٍ دِينِيَّةٍ، إِلَّا إِذَا تَبَرْهَنَ أَنَّ قِيَمَ شُهُودِ يَهْوَهَ ٱلدِّينِيَّةَ تُؤْذِي ٱلْوَلَدَ جَسَدِيًّا أَوْ عَقْلِيًّا. وَٱلْمَحْكَمَةُ مِنْ جِهَتِهَا لَمْ تَجِدْ أَيَّ دَلِيلٍ يُبَيِّنُ أَنَّ مُعْتَقَدَاتِ ٱلشُّهُودِ ٱلدِّينِيَّةَ تُؤَثِّرُ سَلْبًا عَلَى صِحَّةِ ٱلْوَلَدِ ٱلْجَسَدِيَّةِ أَوِ ٱلْعَقْلِيَّةِ.
أَعْطَتْ مَحَاكِمُ كَثِيرَةٌ ٱلْوَالِدِينَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ حَقَّ ٱلْوِصَايَةِ
٢٩-٣١ لِمَ خَسِرَتْ أُخْتٌ فِي ٱلدَّانِمَارْكِ ٱلْوِصَايَةَ عَلَى ٱبْنَتِهَا، وَلٰكِنْ أَيُّ قَرَارٍ ٱتَّخَذَتْهُ مَحْكَمَةُ ٱلنَّقْضِ؟
٢٩ اَلدَّانِمَارْكُ. وَاجَهَتْ أَنِيتَا هَانْسِن تَحَدِّيًا مُمَاثِلًا حِينَ رَفَعَ زَوْجُهَا ٱلسَّابِقُ عَرِيضَةً لِإِحْدِى ٱلْمَحَاكِمِ بِهَدَفِ نَيْلِ حَقِّ ٱلْوِصَايَةِ عَلَى ٱبْنَتِهِمَا أَمَانْدَا ٱلْبَالِغَةِ مِنَ ٱلْعُمْرِ سَبْعَ سَنَوَاتٍ. وَمَعَ أَنَّ مَحْكَمَةَ ٱلْمُقَاطَعَةِ مَنَحَتِ ٱلْوِصَايَةَ لِلْأُخْتِ هَانْسِن عَامَ ٢٠٠٠، رَفَعَ وَالِدُ أَمَانْدَا ٱلْقَضِيَّةَ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا ٱلَّتِي أَبْطَلَتْ قَرَارَ سَابِقَتِهَا وَمَنَحَتْهُ هُوَ حَقَّ ٱلْوِصَايَةِ. فَقَدْ لَحَظَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ أَنَّ هُنَاكَ تَبَايُنًا فِي آرَائِهِمَا عَائِدٌ إِلَى مُعْتَقَدَاتِهِمَا ٱلدِّينِيَّةِ، وَٱرْتَأَتْ عَلَى ضَوْءِ ذٰلِكَ أَنَّ ٱلْوَالِدَ أَكْثَرُ كَفَاءَةً لِمُعَالَجَةِ ٱلْوَضْعِ. بِعِبَارَةٍ أُخْرَى: خَسِرَتِ ٱلْأُخْتُ هَانْسِنُ ٱلْوِصَايَةَ عَلَى أَمَانْدَا لِأَنَّهَا وَاحِدَةٌ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ!
٣٠ خِلَالَ هٰذِهِ ٱلْمِحْنَةِ ٱلْأَلِيمَةِ، ٱسْتَحْوَذَ ٱلْقَلَقُ أَحْيَانًا عَلَى ٱلْأُخْتِ هَانْسِن لِدَرَجَةِ أَنَّهَا لَمْ تَعْلَمْ مَا يَجِبُ أَنْ تُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِهِ. لٰكِنَّهَا تَقُولُ: «كَانَتِ ٱلْكَلِمَاتُ فِي رُومَا ٨:٢٦ وَ ٢٧ خَيْرَ مُعَزٍّ لِي. فَقَدْ شَعَرْتُ أَنَّ يَهْوَهَ يَفْهَمُ دَائِمًا مَا أَعْنِيهِ، وَأَنَّهُ لَمْ يَتَخَلَّ عَنِّي قَطُّ بَلْ كَانَتْ عَيْنُهُ عَلَيَّ كُلَّ حِينٍ». — اقرإ ٱلمزمور ٣٢:٨؛ اشعيا ٤١:١٠.
٣١ فِي مُوَازَاةِ ذٰلِكَ، لَجَأَتِ ٱلْأُخْتُ هَانْسِن إِلَى مَحْكَمَةِ ٱلنَّقْضِ، وَهِيَ أَعْلَى مَرْجِعٍ قَضَائِيٍّ فِي ٱلْبِلَادِ. فَبَتَّتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْقَضِيَّةَ، وَجَاءَ فِي قَرَارِهَا: «يَجِبُ ٱلْفَصْلُ فِي قَضِيَّةِ ٱلْوِصَايَةِ عَلَى أَسَاسِ تَقْيِيمٍ وَاقِعِيٍّ يُحَدِّدُ مَا ٱلْحَلُّ ٱلْأَنْسَبُ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْوَلَدِ». وَفِي هٰذَا ٱلْإِطَارِ، ٱعْتَبَرَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ أَنَّ ٱلْقَرَارَ فِي ٱلْوِصَايَةِ يَنْبَغِي أَنْ يَسْتَنِدَ إِلَى أُسْلُوبِ كُلٍّ مِنَ ٱلْوَالِدَيْنِ فِي بَتِّ ٱلْخِلَافَاتِ وَلَيْسَ إِلَى «عَقَائِدِ وَمَوَاقِفِ» شُهُودِ يَهْوَهَ. وَكَمْ فَرِحَتِ ٱلْأُخْتُ هَانْسِن حِينَ أَقَرَّتِ ٱلْمَحْكَمَةُ بِكَفَاءَتِهَا وَأَعَادَتْ إِلَيْهَا وِصَايَةَ أَمَانَدَا!
٣٢ كَيْفَ حَمَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْأُورُوبِّيَّةُ لِحُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلْوَالِدِينَ ٱلشُّهُودَ مِنَ ٱلتَّمْيِيزِ وَٱلتَّحَيُّزِ؟
٣٢ بُلْدَانٌ أُورُوبِّيَّةٌ مُخْتَلِفَةٌ. فِي بَعْضِ ٱلْحَالَاتِ، تَعَدَّتِ ٱلْمُعْضِلَاتُ ٱلْقَانُونِيَّةُ حَوْلَ وِصَايَةِ ٱلْأَوْلَادِ ٱلْمَحَاكِمَ ٱلْوَطَنِيَّةَ ٱلْعُلْيَا، إِذْ نَظَرَتْ فِيهَا ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْأُورُوبِّيَّةُ لِحُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ. وَفِي قَضِيَّتَيْنِ، أَقَرَّتِ ٱلْمَحْكَمَةُ أَنَّ ٱلْمَحَاكِمَ ٱلْمَحَلِّيَّةَ ٱلْأَدْنَى لَمْ تُسَاوِ بَيْنَ ٱلْوَالِدِينَ ٱلشُّهُودِ مِنْ جِهَةٍ وَغَيْرِ ٱلشُّهُودِ مِنْ جِهَةٍ ثَانِيَةٍ لِمُجَرَّدِ أَنَّهُمْ يَنْتَمُونَ إِلَى دِينٍ مُخْتَلِفٍ. وَقَدْ وَصَفَتْ هٰذِهِ ٱلْمُعَامَلَةَ بِٱلْمُتَحَيِّزَةِ وَٱعْتَبَرَتْ أَنَّ «ٱلتَّمْيِيزَ لِمُجَرَّدِ ٱلِٱخْتِلَافِ فِي ٱلدِّينِ لَيْسَ مَقْبُولًا». وَإِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ ٱللَّوَاتِي ٱسْتَفَدْنَ مِنْ قَرَارٍ كَهٰذَا عَبَّرَتْ عَنِ ٱرْتِيَاحِهَا قَائِلَةً: «آلَمَنِي كَثِيرًا أَنْ أُتَّهَمَ بِإِيذَاءِ وَلَدَيَّ فِي حِينِ أَنَّ هَدَفِي ٱلْوَحِيدَ كَانَ مَنْحَهُمَا أَفْضَلَ هِبَةٍ فِي نَظَرِي، أَلَا وَهِيَ ٱلتَّرْبِيَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ».
٣٣ كَيْفَ لِلْوَالِدِينَ ٱلشُّهُودِ أَنْ يُطَبِّقُوا ٱلْمَبْدَأَ فِي فِيلِبِّي ٤:٥؟
٣٣ غَيْرَ أَنَّ ٱلْوَالِدِينَ ٱلشُّهُودَ يُعْرِبُونَ بِلَا شَكٍّ عَنِ ٱلتَّعَقُّلِ حِينَ يُطْعَنُ قَضَائِيًّا فِي حَقِّهِمْ أَنْ يَغْرِسُوا ٱلْمَبَادِئَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ فِي قُلُوبِ أَوْلَادِهِم. (اقرأ فيلبي ٤:٥.) فَمِثْلَمَا يُقَدِّرُونَ حَقَّهُمْ أَنْ يُدَرِّبُوا أَوْلَادَهُمْ فِي طَرِيقِ ٱللّٰهِ، يَعْتَرِفُونَ أَيْضًا أَنَّ ٱلْوَالِدِينَ غَيْرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ يُشَاطِرُونَهُمْ هٰذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ إِنْ رَغِبُوا فِي ذٰلِكَ. فَإِلَى أَيِّ حَدٍّ إِذًا يَحْمِلُ ٱلْوَالِدُونَ ٱلشُّهُودُ مَسْؤُولِيَّةَ تَرْبِيَةِ أَوْلَادِهِمْ مَحْمَلَ ٱلْجِدِّ؟
٣٤ كَيْفَ يَسْتَفِيدُ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْيَوْمَ مِنْ مِثَالِ ٱلْيَهُودِ أَيَّامَ نَحَمْيَا؟
٣٤ لِإِيجَادِ ٱلْجَوَابِ، يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَتَفَحَّصَ مِثَالًا مِنْ أَيَّامِ نَحَمْيَا. آنَذَاكَ عَمِلَ ٱلْيَهُودُ جَاهِدِينَ لِتَرْمِيمِ أَسْوَارِ أُورُشَلِيمَ وَإِعَادَةِ بِنَائِهَا. فَقَدْ عَرَفُوا أَنَّهُمْ بِذٰلِكَ يَحْمُونَ أَنْفُسَهُمْ وَعَائِلَاتِهِمْ مِنَ ٱلْأُمَمِ ٱلْمُعَادِيَةِ ٱلْمُحِيطَةِ. لِذَا حَضَّهُمْ نَحَمْيَا قَائِلًا: «حَارِبُوا مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِكُمْ وَبَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَزَوْجَاتِكُمْ وَبُيُوتِكُمْ». (نح ٤:١٤) وَفِي نَظَرِهِمْ، كَانَ ٱلنِّضَالُ يَسْتَحِقُّ ٱلْعَنَاءَ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يَعْمَلُ ٱلْوَالِدُونَ مِنَ ٱلشُّهُودِ ٱلْيَوْمَ جَاهِدِينَ لِتَرْبِيَةِ صِغَارِهِمْ فِي طَرِيقِ ٱلْحَقِّ. فَهُمْ يَعْرِفُونَ أَنَّ ٱلْمُؤَثِّرَاتِ ٱلْمُؤْذِيَةَ تَنْهَالُ عَلَيْهِمْ سَوَاءٌ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ أَوْ فِي مِنْطَقَةِ سَكَنِهِمْ. حَتَّى إِنَّهَا قَدْ تَتَسَلَّلُ إِلَى مَنْزِلِهِمْ مِنْ خِلَالِ وَسَائِلِ ٱلْإِعْلَامِ. فَيَا أَيُّهَا ٱلْوَالِدُونَ، فِي سَعْيِكُمْ كَيْ تُؤَمِّنُوا لِبَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ مُحِيطًا آمِنًا يَزْدَهِرُونَ فِيهِ رُوحِيًّا، لَا تَنْسَوْا أَبْدًا أَنَّ ٱلنِّضَالَ فِي سَبِيلِهِمْ يَسْتَحِقُّ كُلَّ عَنَاءٍ!
ثِقْ أَنَّ يَهْوَهَ يَدْعَمُ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ
٣٥، ٣٦ أَيَّةُ فَوَائِدَ نَالَهَا شُهُودُ يَهْوَهَ نَتِيجَةَ نِضَالِهِمْ فِي سَبِيلِ حُقُوقِهِمِ ٱلْقَانُونِيَّةِ، وَعَلَامَ أَنْتَ مُصمِّمٌ؟
٣٥ لَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ بَارَكَ جُهُودَ هَيْئَتِهِ ٱلْعَصْرِيَّةِ فِي نِضَالِهَا لِتُثَبِّتَ حَقَّهَا فِي حُرِّيَّةِ ٱلْعِبَادَةِ. فَغَالِبًا مَا قَدَّمْنَا نَحْنُ شَعْبَ ٱللّٰهِ شَهَادَةً مُدَوِّيَّةً أَمَامَ ٱلْمَحَاكِمِ وَعُمُومِ ٱلنَّاسِ فِي مَعَارِكِنَا ٱلْقَانُونِيَّةِ. (رو ١:٨) كَمَا عَزَّزْنَا فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ ٱلْحُقُوقَ ٱلْمَدَنِيَّةَ ٱلَّتِي تَتَمَتَّعُ بِهَا فِئَاتٌ أُخْرَى. مَعَ ذٰلِكَ، نَحْنُ لَسْنَا مُصْلِحِينَ ٱجْتِمَاعِيِّينَ وَلَا نَسْعَى مِمَّا فَعَلْنَاهُ إِلَى تَبْرِئَةِ سَاحَتِنَا. بَلْ إِنَّ هَدَفَنَا ٱلْأَوَّلَ وَٱلْأَخِيرَ مِنَ ٱلنِّضَالِ ٱلْقَضَائِيِّ لِنَيْلِ حُقُوقِنَا هُوَ تَثْبِيتُ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ وَدَعْمُهَا. — اقرأ فيلبي ١:٧.
٣٦ خِتَامًا، لِنُقَدِّرْ عَلَى ٱلدَّوَامِ إِيمَانَ إِخْوَتِنَا ٱلَّذِينَ نَاضَلُوا لِيَحْصُلُوا عَلَى ٱلْحَقِّ فِي عِبَادَةِ يَهْوَهَ بِحُرِّيَّةٍ، وَلْنُحَافِظْ عَلَى أَمَانَتِنَا وَاثِقِينَ أَنَّ يَهْوَهَ يَدْعَمُ عَمَلَنَا وَيُقَوِّينَا لِفِعْلِ مَشِيئَتِهِ. — اش ٥٤:١٧.
-