مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏«ثمر الروح» يمجِّد اللّٰه
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١٥ نيسان (‏ابريل)‏
    • ‏«ثَمَرُ ٱلرُّوحِ» يُمَجِّدُ ٱللّٰهَ

      ‏«فِي هٰذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي،‏ أَنْ تُدَاوِمُوا عَلَى حَمْلِ ثَمَرٍ كَثِيرٍ».‏ —‏ يو ١٥:‏٨‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ أَيَّةُ فُرَصٍ لَدَيْنَا لِنُشَجِّعَ ٱلْآخَرِينَ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ عَطِيَّةٍ مِنْ يَهْوَهَ تُحَسِّنُ قُدْرَتَنَا عَلَى خِدْمَتِهِ؟‏

      أُخْتٌ مَسِيحِيَّةٌ نَاضِجَةٌ تُلَاحِظُ أَنَّ أُخْتًا أَصْغَرَ سِنًّا مَشْغُولَةُ ٱلْبَالِ.‏ فَتَقْتَرِبُ مِنْهَا وَتَسْأَلُهَا أَنْ تُرَافِقَهَا فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ.‏ وَبَيْنَمَا هُمَا تَتَبَادَلَانِ أَطْرَافَ ٱلْحَدِيثِ أَثْنَاءَ ٱلْخِدْمَةِ،‏ تَسْكُبُ ٱلشَّابَّةُ قَلْبَهَا وَتُخْبِرُهَا بِمَا يُقْلِقُهَا.‏ وَلَاحِقًا فِي ذلِكَ ٱلْيَوْمِ،‏ تُصَلِّي شَاكِرَةً يَهْوَهَ عَلَى ٱلِٱهْتِمَامِ ٱلْحُبِّيِّ ٱلَّذِي كَانَتْ بِأَمَسِّ ٱلْحَاجَةِ إِلَيْهِ.‏ فِي مَكَانٍ آخَرَ،‏ يَعُودُ زَوْجَانِ مِنْ تَعْيِينِهِمَا ٱلْكِرَازِيِّ فِي بَلَدٍ أَجْنَبِيٍّ.‏ وَفِي أَحَدِ ٱلتَّجَمُّعَاتِ،‏ يُصْغِي أَخٌ حَدَثٌ إِلَيْهِمَا وَهُمَا يَرْوِيَانِ بِحَمَاسٍ ٱلِٱخْتِبَارَاتِ ٱلرَّائِعَةَ ٱلَّتِي عَاشَاهَا.‏ وَبَعْدَ سَنَوَاتٍ،‏ فِيمَا يَسْتَعِدُّ لِيَنْتَقِلَ إِلَى تَعْيِينِهِ فِي بَلَدٍ أَجْنَبِيٍّ،‏ تَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِهِ صُورَةُ ٱلزَّوْجَيْنِ وَٱلْحَدِيثُ ٱلَّذِي أَشْعَلَ فِي قَلْبِهِ رَغْبَةَ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْإِرْسَالِيَّةِ.‏

      ٢ لَرُبَّمَا تُذَكِّرُكَ هَاتَانِ ٱلْحَادِثَتَانِ بِشَخْصٍ كَانَ لَهُ أَثَرٌ بَالِغٌ فِي حَيَاتِكَ أَوْ بِشَخْصٍ سَاهَمْتَ أَنْتَ فِي تَغْيِيرِ مَسَارِ حَيَاتِهِ.‏ طَبْعًا،‏ نَادِرًا مَا تَسْتَطِيعُ بِحَدِيثٍ وَاحِدٍ تَغْيِيرَ حَيَاةِ ٱلْآخَرِينَ،‏ إِلَّا أَنَّ لَدَيْكَ يَوْمِيًّا فُرَصًا عَدِيدَةً لِتُشَجِّعَهُمْ وَتُقَوِّيَهُمْ.‏ وَهَلْ تَعْلَمُ أَنَّ هُنَالِكَ عَطِيَّةً مِنْ يَهْوَهَ تَصْقُلُ قُدُرَاتِكَ وَصِفَاتِكَ بِحَيْثُ تَتَمَكَّنُ مِنْ خِدْمَتِهِ وَخِدْمَةِ إِخْوَتِكَ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ؟‏ إِنَّهَا عَطِيَّةُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ (‏لو ١١:‏١٣‏)‏ فَحِينَ يَعْمَلُ رُوحُ ٱللّٰهِ فِي حَيَاتِنَا،‏ يَخْلُقُ فِينَا صِفَاتٍ رَائِعَةً تُحَسِّنُ نَوْعِيَّةَ خِدْمَتِنَا بِكُلِّ أَوْجُهِهَا.‏ فَيَا لَهَا مِنْ عَطِيَّةٍ مُذْهِلَةٍ!‏ —‏ اِقْرَأْ غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏

      ٣ (‏أ)‏ كَيْفَ نُمَجِّدُ ٱللّٰهَ حِينَ نُنَمِّي «ثَمَرَ ٱلرُّوحِ»؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُجِيبُ عَنْهَا؟‏

      ٣ إِنَّ ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي يُنْتِجُهَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ تَعْكِسُ شَخْصِيَّةَ يَهْوَهَ ٱللّٰهِ،‏ مَصْدَرِ هذَا ٱلرُّوحِ.‏ (‏كو ٣:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وَقَدْ أَشَارَ يَسُوعُ إِلَى ٱلسَّبَبِ ٱلرَّئِيسِيِّ ٱلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يَدْفَعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ إِلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِٱللّٰهِ حِينَ قَالَ لِرُسُلِهِ:‏ «فِي هٰذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي،‏ أَنْ تُدَاوِمُوا عَلَى حَمْلِ ثَمَرٍ كَثِيرٍ».‏a (‏يو ١٥:‏٨‏)‏ فَعِنْدَمَا نُنَمِّي «ثَمَرَ ٱلرُّوحِ» يَكُونُ تَأْثِيرُهُ وَاضِحًا فِي كَلَامِنَا وَتَصَرُّفَاتِنَا،‏ مَا يَجْلُبُ ٱلتَّسْبِيحَ لِإِلهِنَا.‏ (‏مت ٥:‏١٦‏)‏ وَكَيْفَ يَخْتَلِفُ ثَمَرُ ٱلرُّوحِ عَنِ ٱلسِّمَاتِ ٱلَّتِي تُمَيِّزُ عَالَمَ ٱلشَّيْطَانِ؟‏ كَيْفَ نُنَمِّي هذَا ٱلثَّمَرَ؟‏ وَلِمَ يَصْعُبُ عَلَيْنَا ذلِكَ؟‏ سَنُجِيبُ عَنْ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ فِيمَا نُنَاقِشُ ٱلْأَوْجُهَ ٱلثَّلَاثَةَ ٱلْأُولَى لِثَمَرِ ٱلرُّوحِ:‏ اَلْمَحَبَّةَ،‏ ٱلْفَرَحَ،‏ وَٱلسَّلَامَ.‏

      اَلْمَحَبَّةُ ٱلْمُؤَسَّسَةُ عَلَى مَبْدَإٍ أَسْمَى

      ٤ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ عَلَّمَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَنْ يُعْرِبُوا عَنْهُ؟‏

      ٤ تَخْتَلِفُ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي يُنْتِجُهَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ ٱخْتِلَافًا وَاضِحًا عَنْ نَوْعِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلشَّائِعِ فِي ٱلْعَالَمِ.‏ وَلِمَاذَا؟‏ لِأَنَّهَا مُؤَسَّسَةٌ عَلَى مَبْدَإٍ أَسْمَى.‏ وَقَدْ سَلَّطَ يَسُوعُ ٱلضَّوْءَ عَلَى هذَا ٱلِٱخْتِلَافِ فِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ متى ٥:‏٤٣-‏٤٨‏.‏‏)‏ فَذَكَرَ أَنَّهُ حَتَّى ٱلْخُطَاةُ يُعَامِلُونَ ٱلْآخَرِينَ بِٱلْمِثْلِ.‏ غَيْرَ أَنَّ مَحَبَّتَهُمْ هذِهِ لَا تَشْمُلُ ٱلتَّضْحِيَةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ،‏ إِنَّمَا هِيَ مُجَرَّدُ تَبَادُلِ خِدْمَاتٍ.‏ لِذلِكَ إِذَا أَرَدْنَا أَنْ ‹نَكُونَ أَبْنَاءَ أَبِينَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ›،‏ فَعَلَيْنَا أَنْ نَكُونَ مُخْتَلِفِينَ.‏ فَبَدَلَ أَنْ نُعَامِلَ ٱلْآخَرِينَ بِٱلْمِثْلِ،‏ يَنْبَغِي أَنْ نَنْظُرَ إِلَيْهِمْ وَنُعَامِلَهُمْ مِثْلَمَا يَفْعَلُ يَهْوَهُ.‏ وَلكِنْ كَيْفَ نَسْتَطِيعُ أَنْ نُحِبَّ أَعْدَاءَنَا كَمَا أَوْصَى يَسُوعُ؟‏

      ٥ كَيْفَ نُظْهِرُ ٱلْمَحَبَّةَ لِمُضْطَهِدِينَا؟‏

      ٥ تَأَمَّلْ فِي مِثَالٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَحِينَ كَانَ بُولُسُ وَسِيلَا يَكْرِزَانِ فِي فِيلِبِّي ٱعْتُقِلَا،‏ ضُرِبَا ضَرْبًا مُبَرِّحًا،‏ وَأُلْقِيَا فِي ٱلسِّجْنِ ٱلدَّاخِلِيِّ حَيْثُ ثُبِّتَتْ أَرْجُلُهُمَا فِي ٱلْمِقْطَرَةِ.‏ وَكَانَ ٱلسَّجَّانُ بَيْنَ ٱلَّذِينَ أَسَاءُوا مُعَامَلَتَهُمَا.‏ وَلكِنْ هَلْ رَاوَدَتْهُمَا فِكْرَةُ ٱلِٱنْتِقَامِ مِنْهُ عِنْدَمَا تَحَرَّرَا عَلَى نَحْوٍ غَيْرِ مُتَوَقَّعٍ إِثْرَ حُدُوثِ زِلْزَالٍ؟‏ كَلَّا.‏ فَٱهْتِمَامُهُمَا ٱلصَّادِقُ بِخَيْرِهِ —‏ أَيْ مَحَبَّةُ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ ٱلَّتِي ٱمْتَلَكَاهَا —‏ دَفَعَهُمَا أَنْ يَتَصَرَّفَا بِسُرْعَةٍ لِمَصْلَحَتِهِ،‏ مَا أَتَاحَ لَهُ وَلِعَائِلَتِهِ بِكَامِلِهَا أَنْ يُصْبِحُوا مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ.‏ (‏اع ١٦:‏١٩-‏٣٤‏)‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ كَثِيرُونَ مِنْ إِخْوَتِنَا ٱلْيَوْمَ يَتْبَعُونَ ٱلْمَسْلَكَ نَفْسَهُ إِذْ ‹يُبَارِكُونَ ٱلْمُضْطَهِدِينَ›.‏ —‏ رو ١٢:‏١٤‏.‏

      ٦ بِأَيَّةِ طَرَائِقَ نُظْهِرُ لِإِخْوَتِنَا مَحَبَّةَ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ فِي ٱلصَّفْحَةِ ٢١.‏)‏

      ٦ إِلَّا أَنَّ مَحَبَّتَنَا لِرُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ تَذْهَبُ إِلَى أَبْعَدَ مِنْ ذلِكَ.‏ فَنَحْنُ «مُلْزَمُونَ أَنْ نَبْذُلَ نُفُوسَنَا لِأَجْلِ إِخْوَتِنَا».‏ ‏(‏اِقْرَأْ ١ يوحنا ٣:‏١٦-‏١٨‏.‏‏)‏ وَلكِنْ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ بِإِمْكَانِنَا أَنْ نُعْرِبَ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ فِي حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ.‏ مَثَلًا،‏ إِذَا أَسَأْنَا إِلَى أَخِينَا بِقَوْلٍ أَوْ تَصَرُّفٍ مَا،‏ نُعَبِّرُ عَنْ مَحَبَّتِنَا بِأَنْ نُبَادِرَ إِلَى مُصَالَحَتِهِ.‏ (‏مت ٥:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ وَمَاذَا لَوْ أَسَاءَ إِلَيْنَا أَحَدٌ؟‏ هَلْ نَكُونُ ‹غَفُورِينَ› أَمْ نَمِيلُ أَحْيَانًا إِلَى إِضْمَارِ ٱلضَّغِينَةِ؟‏ (‏مز ٨٦:‏٥‏)‏ إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلشَّدِيدَةَ ٱلَّتِي يُنْتِجُهَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَسْتُرَ ٱلْأَخْطَاءَ ٱلطَّفِيفَةَ،‏ مُسَامِحِينَ ٱلْآخَرِينَ ‹كَمَا سَامَحَنَا يَهْوَهُ›.‏ —‏ كو ٣:‏١٣،‏ ١٤؛‏ ١ بط ٤:‏٨‏.‏

      ٧،‏ ٨ (‏أ)‏ مَا عَلَاقَةُ مَحَبَّتِنَا لِلنَّاسِ بِمَحَبَّتِنَا لِيَهْوَهَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نُعَمِّقُ مَحَبَّتَنَا لِيَهْوَهَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ أَدْنَاهُ.‏)‏

      ٧ وَكَيْفَ نُنَمِّي مَحَبَّةَ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ تِجَاهَ إِخْوَتِنَا؟‏ بِتَعْمِيقِ مَحَبَّتِنَا لِلّٰهِ.‏ (‏اف ٥:‏١،‏ ٢؛‏ ١ يو ٤:‏٩-‏١١،‏ ٢٠،‏ ٢١‏)‏ فَٱلْوَقْتُ ٱلَّذِي نُخَصِّصُهُ لِقِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلتَّأَمُّلِ وَٱلصَّلَاةِ يُنْعِشُ قَلْبَنَا وَيُعَزِّزُ مَحَبَّتَنَا لِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ.‏ وَلِهذِهِ ٱلْغَايَةِ،‏ يَلْزَمُنَا شِرَاءُ ٱلْوَقْتِ.‏

      ٨ تَخَيَّلْ أَنَّهُ لَيْسَ لَدَيْكَ إِلَّا سَاعَةٌ مُحَدَّدَةٌ فِي ٱلْيَوْمِ لِقِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ ٱلتَّأَمُّلِ،‏ وَٱلصَّلَاةِ.‏ أَفَلَنْ تَحْرِصَ أَلَّا تَدَعَ شَيْئًا يَتَعَارَضُ مَعَ هذِهِ ٱلْفَتْرَةِ ٱلْقَصِيرَةِ؟‏ طَبْعًا،‏ مَا مِنْ أَحَدٍ يُمْكِنُ أَنْ يَمْنَعَكَ مِنَ ٱلتَّوَاصُلِ مَعَ ٱللّٰهِ فِي ٱلصَّلَاةِ،‏ وَمُعْظَمُنَا يَسْتَطِيعُ قِرَاءَةَ كَلِمَتِهِ مَتَى شَاءَ.‏ وَلكِنْ قَدْ يَلْزَمُنَا ٱتِّخَاذُ إِجْرَاءَاتٍ مُعَيَّنَةٍ كَيْ لَا نَغْرَقَ فِي دَوَّامَةِ ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلْيَوْمِيَّةِ،‏ مَا يَسْلُبُنَا ٱلْوَقْتَ ٱلْمُخَصَّصَ لِيَهْوَهَ.‏ فَهَلْ تَشْتَرِي أَكْبَرَ قَدْرٍ مُمْكِنٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ كُلَّ يَوْمٍ لِتَقْتَرِبَ إِلَيْهِ؟‏

      ‏«فَرَحٌ مِنْ رُوحٍ قُدُسٍ»‏

      ٩ بِمَ يَتَمَيَّزُ ٱلْفَرَحُ ٱلَّذِي يُنْتِجُهُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ؟‏

      ٩ إِنَّ مَا يُمَيِّزُ ثَمَرَ ٱلرُّوحِ هُوَ أَنَّهُ ثَابِتٌ لَا يَتَغَيَّرُ رَغْمَ ٱلْمِحَنِ.‏ وَٱلْفَرَحُ،‏ ثَانِي وَجْهٍ مِنْ هذَا ٱلثَّمَرِ،‏ هُوَ مِثَالٌ عَلَى ذلِكَ.‏ فَهُوَ أَشْبَهُ بِنَبْتَةٍ تَصْمُدُ أَمَامَ أَقْسَى ٱلظُّرُوفِ وَٱلْمَنَاخَاتِ.‏ فَحَوْلَ ٱلْعَالَمِ،‏ كَثِيرُونَ مِنْ خُدَّامِ ٱللّٰهِ ‹يَقْبَلُونَ ٱلْكَلِمَةَ فِي ضِيقٍ كَثِيرٍ بِفَرَحٍ مِنْ رُوحٍ قُدُسٍ›.‏ (‏١ تس ١:‏٦‏)‏ وَيُقَاسِي غَيْرُهُمُ ٱلْمَشَقَّةَ وَٱلْحِرْمَانَ.‏ بَيْدَ أَنَّ يَهْوَهَ يُقَوِّيهِمْ بِرُوحِهِ ‹لِكَيْ يَحْتَمِلُوا إِلَى ٱلتَّمَامِ وَيَكُونُوا طِوَالَ ٱلْأَنَاةِ بِفَرَحٍ›.‏ (‏كو ١:‏١١‏)‏ فَمِنْ أَيْنَ نَسْتَمِدُّ هذَا ٱلْفَرَحَ؟‏

      ١٠ مِنْ أَيْنَ نَسْتَمِدُّ فَرَحَنَا؟‏

      ١٠ بِخِلَافِ «ٱلْغِنَى غَيْرِ ٱلثَّابِتِ» لِعَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ،‏ فَإِنَّ ٱلْكُنُوزَ ٱلرُّوحِيَّةَ ٱلَّتِي يُغْدِقُهَا يَهْوَهُ عَلَيْنَا لَهَا قِيمَةٌ دَائِمَةٌ.‏ (‏١ تي ٦:‏١٧؛‏ مت ٦:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ فَهُوَ يَمْنَحُنَا ٱلرَّجَاءَ ٱلْمُفْرِحَ بِمُسْتَقْبَلٍ لَا نِهَايَةَ لَهُ.‏ كَمَا أَنَّنَا نَفْرَحُ لِكَوْنِنَا جُزْءًا مِنْ مَعْشَرِ إِخْوَةٍ مَسِيحِيٍّ عَالَمِيٍّ.‏ وَأَهَمُّ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ هُوَ أَنَّ فَرَحَنَا نَابِعٌ مِنْ عَلَاقَتِنَا بِٱللّٰهِ.‏ فَمَشَاعِرُنَا هِيَ كَمَشَاعِرِ دَاوُدَ ٱلَّذِي سَبَّحَ يَهْوَهَ رَغْمَ أَنَّهُ أُجْبِرَ عَلَى ٱلْعَيْشِ فِي حَالَةِ هَرَبٍ دَائِمٍ.‏ فَقَدْ رَنَّمَ قَائِلًا:‏ «لِأَنَّ لُطْفَكَ ٱلْحُبِّيَّ أَفْضَلُ مِنَ ٱلْحَيَاةِ،‏ لِذٰلِكَ تُشِيدُ بِكَ شَفَتَايَ.‏ هٰكَذَا أُبَارِكُكَ فِي حَيَاتِي».‏ (‏مز ٦٣:‏٣،‏ ٤‏)‏ فَقَلْبُنَا يَفِيضُ فَرَحًا وَتَسْبِيحًا لِيَهْوَهَ حَتَّى وَسَطَ ٱلْمَشَقَّاتِ وَٱلْمِحَنِ.‏

      ١١ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَخْدُمَ يَهْوَهَ بِفَرَحٍ؟‏

      ١١ حَثَّ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ:‏ «اِفْرَحُوا فِي ٱلرَّبِّ كُلَّ حِينٍ.‏ وَأَقُولُ أَيْضًا:‏ اِفْرَحُوا!‏».‏ (‏في ٤:‏٤‏)‏ فَلِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يَخْدُمَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ يَهْوَهَ بِفَرَحٍ؟‏ بِسَبَبِ ٱلْقَضِيَّةِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِسُلْطَانِ يَهْوَهَ ٱلَّتِي أَثَارَهَا ٱلشَّيْطَانُ.‏ فَقَدِ ٱدَّعَى أَنَّ مَا مِنْ أَحَدٍ يَخْدُمُ ٱللّٰهَ بِقَلْبٍ رَاغِبٍ.‏ (‏اي ١:‏٩-‏١١‏)‏ فَإِذَا خَدَمْنَا يَهْوَهَ بِدَافِعِ ٱلْوَاجِبِ لَا ٱلْفَرَحِ،‏ تَكُونُ ذَبِيحَةُ ٱلتَّسْبِيحِ ٱلَّتِي نُقَدِّمُهَا نَاقِصَةً.‏ لِذَا،‏ نَحْنُ نَسْعَى جَاهِدِينَ أَنْ نُصْغِيَ إِلَى ٱلْحَضِّ ٱلَّذِي ذَكَرَهُ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ:‏ «اُخْدُمُوا يَهْوَهَ بِفَرَحٍ.‏ اُدْخُلُوا أَمَامَهُ بِتَهْلِيلٍ».‏ (‏مز ١٠٠:‏٢‏)‏ فَخِدْمَةُ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ رَاغِبٍ وَفَرْحَانٍ تَجْلُبُ لَهُ ٱلْمَجْدَ.‏

      ١٢،‏ ١٣ مَاذَا يُمْكِنُنَا فِعْلُهُ لِمُحَارَبَةِ ٱلْمَشَاعِرِ ٱلسَّلْبِيَّةِ؟‏

      ١٢ وَلكِنْ حَتَّى خُدَّامُ ٱللّٰهِ ٱلْأَوْلِيَاءُ يُنَاضِلُونَ أَحْيَانًا لِلتَّغَلُّبِ عَلَى مَشَاعِرِ ٱلتَّثَبُّطِ وَٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى مَوْقِفٍ إِيجَابِيٍّ.‏ (‏في ٢:‏٢٥-‏٣٠‏)‏ فَمَا ٱلَّذِي يُسَاعِدُنَا فِي هذِهِ ٱلظُّرُوفِ؟‏ تَقُولُ أَفَسُس ٥:‏١٨،‏ ١٩‏:‏ «اِمْتَلِئُوا مِنَ ٱلرُّوحِ،‏ مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ لِلّٰهِ وَتَرَانِيمَ رُوحِيَّةٍ،‏ مُرَنِّمِينَ وَمُغَنِّينَ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ لِيَهْوَهَ».‏ فَكَيْفَ نُطَبِّقُ هذِهِ ٱلْمَشُورَةَ؟‏

      ١٣ عِنْدَمَا تَسْتَحْوِذُ عَلَيْنَا ٱلْمَشَاعِرُ ٱلسَّلْبِيَّةُ،‏ يُمْكِنُ أَنْ نَتَضَرَّعَ إِلَى يَهْوَهَ فِي ٱلصَّلَاةِ وَنَسْعَى لِلتَّأَمُّلِ فِي مَا يَسْتَحِقُّ ٱلْمَدْحَ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ فيلبي ٤:‏٦-‏٩‏.‏‏)‏ وَيَجِدُ ٱلْبَعْضُ أَنَّ دَنْدَنَةَ تَرَانِيمِ ٱلْمَلَكُوتِ بِمُرَافَقَةِ ٱلتَّسْجِيلَاتِ تَرْفَعُ مَعْنَوِيَّاتِهِمْ وَتُسَاعِدُهُمْ عَلَى تَعْدِيلِ تَفْكِيرِهِمْ.‏ يَتَذَكَّرُ أَخٌ وَاجَهَ مِحْنَةً جَعَلَتْهُ يَشْعُرُ أَحْيَانًا كَثِيرَةً بِٱلْإِحْبَاطِ وَٱلتَّثَبُّطِ:‏ «بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ٱلصَّلَاةِ ٱلْقَلْبِيَّةِ ٱلْمُنْتَظِمَةِ،‏ حَفِظْتُ بَعْضَ تَرَانِيمِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ فَكُنْتُ أَشْعُرُ بِٱلسَّلَامِ كُلَّمَا رَنَّمْتُ هذِهِ ٱلتَّسَابِيحَ ٱلْجَمِيلَةَ،‏ سَوَاءٌ بِصَوْتٍ مُنْخَفِضٍ أَوْ مُرْتَفِعٍ.‏ فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ أَيْضًا،‏ صَدَرَ كِتَابُ اِقْتَرِبْ إِلَى يَهْوَهَ.‏ فَقَرَأْتُهُ مَرَّتَيْنِ خِلَالَ ٱلسَّنَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏ فَكَانَ كَبَلْسَمٍ شَافٍ لِجِرَاحِي.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ بَارَكَ جُهُودِي».‏

      ‏«رِبَاطُ ٱلسَّلَامِ ٱلْمُوَحِّدُ»‏

      ١٤ أَيَّةُ سِمَةٍ بَارِزَةٍ مِنْ سِمَاتِ ٱلسَّلَامِ يُنْتِجُهَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ؟‏

      ١٤ فِي مَحَافِلِنَا ٱلْأُمَمِيَّةِ،‏ يَنْعَمُ مَنْدُوبُونَ مِنْ شَتَّى ٱلْخَلْفِيَّاتِ بِدِفْءِ ٱلْمَحَبَّةِ بَيْنَ إِخْوَتِهِمِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ وَيُسَلِّطُ ذلِكَ ٱلضَّوْءَ عَلَى سِمَةٍ بَارِزَةٍ مِنْ سِمَاتِ ٱلسَّلَامِ ٱلَّذِي يَتَمَتَّعُ بِهِ شَعْبُ يَهْوَهَ:‏ وَحْدَتِهِمِ ٱلْعَالَمِيَّةِ.‏ فَغَالِبًا مَا يَنْدَهِشُ ٱلنَّاسُ لِرُؤْيَةِ أَشْخَاصٍ ‹يَسْعَوْنَ بِجِدٍّ أَنْ يَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ ٱلرُّوحِ فِي رِبَاطِ ٱلسَّلَامِ ٱلْمُوَحِّدِ›،‏ رَغْمَ أَنَّهُ يُتَوَقَّعُ أَنْ يَكُونُوا أَعْدَاءً.‏ (‏اف ٤:‏٣‏)‏ وَهذِهِ ٱلْوَحْدَةُ هِيَ رَائِعَةٌ حَقًّا نَظَرًا إِلَى ٱلْعَقَبَاتِ ٱلَّتِي وَجَبَ عَلَى كَثِيرِينَ مِنْهُمْ أَنْ يَتَخَطَّوْهَا.‏

      ١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ مَا هِيَ خَلْفِيَّةُ بُطْرُسَ،‏ وَكَيْفَ شَكَّلَ ذلِكَ تَحَدِّيًا لَهُ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ سَاعَدَ يَهْوَهُ بُطْرُسَ عَلَى تَعْدِيلِ مَوْقِفِهِ؟‏

      ١٥ لَا شَكَّ أَنَّ تَوْحِيدَ أُنَاسٍ مِنْ خَلْفِيَّاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ يُشَكِّلُ تَحَدِّيًا كَبِيرًا.‏ وَلِمُسَاعَدَتِنَا أَنْ نُدْرِكَ مَا يَنْبَغِي تَخَطِّيهِ لِتَحْقِيقِ هذِهِ ٱلْغَايَةِ،‏ لِنَتَأَمَّلْ فِي مِثَالِ ٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ مِنَ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ.‏ فَمَوْقِفُهُ مِنَ ٱلْأُمَمِ غَيْرِ ٱلْمَخْتُونِينَ يُمْكِنُ أَنْ نَسْتَشِفَّهُ مِنْ كَلِمَاتِهِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ «أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ جَيِّدًا كَيْفَ أَنَّهُ لَا يَحِلُّ لِلْيَهُودِيِّ أَنْ يُخَالِطَ رَجُلًا مِنْ جِنْسٍ آخَرَ أَوْ يَقْتَرِبَ إِلَيْهِ،‏ إِلَّا أَنَّ ٱللّٰهَ أَرَانِي أَلَّا أَدْعُوَ إِنْسَانًا مَا دَنِسًا أَوْ نَجِسًا».‏ (‏اع ١٠:‏٢٤-‏٢٩؛‏ ١١:‏١-‏٣‏)‏ فَنَظَرًا إِلَى ٱلْفِكْرَةِ ٱلشَّائِعَةِ فِي ذلِكَ ٱلزَّمَانِ،‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ بُطْرُسَ كَبُرَ وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّ عَلَيْهِ بِمُوجَبِ ٱلشَّرِيعَةِ أَنْ يُحِبَّ رُفَقَاءَهُ ٱلْيَهُودَ فَقَطْ.‏ وَبَدَا لَهُ مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ جِدًّا أَنْ يُبْغِضَ ٱلْأُمَمَ بِصِفَتِهِمْ أَعْدَاءً لَهُ.‏b

      ١٦ تَخَيَّلِ ٱلِٱرْتِبَاكَ ٱلَّذِي لَا بُدَّ أَنَّ بُطْرُسَ شَعَرَ بِهِ لَدَى دُخُولِهِ بَيْتَ كَرْنِيلِيُوسَ.‏ فَهَلْ يُمْكِنُ لِرَجُلٍ كَانَتْ لَدَيْهِ سَابِقًا مَشَاعِرُ سَلْبِيَّةٌ تِجَاهَ ٱلْأُمَمِ أَنْ يُصْبِحَ يَوْمًا ‹مُقْتَرِنًا مَعَهُمْ بِٱنْسِجَامٍ› فِي «رِبَاطِ ٱلسَّلَامِ ٱلْمُوَحِّدِ»؟‏ (‏اف ٤:‏٣،‏ ١٦‏)‏ نَعَمْ.‏ فَقَبْلَ أَيَّامٍ فَقَطْ،‏ كَانَ رُوحُ ٱللّٰهِ قَدْ فَتَحَ قَلْبَهُ سَامِحًا لَهُ أَنْ يَبْدَأَ بِتَعْدِيلِ مَوْقِفِهِ وَيَسْتَأْصِلَ مَشَاعِرَ ٱلتَّحَامُلِ.‏ فَفِي رُؤْيَا،‏ أَوْضَحَ لَهُ يَهْوَهُ أَنَّ نَظْرَتَهُ إِلَى ٱلنَّاسِ لَا تَتَأَثَّرُ بِٱلْعِرْقِ أَوِ ٱلْقَوْمِيَّةِ.‏ (‏اع ١٠:‏١٠-‏١٥‏)‏ لِذَا قَالَ بُطْرُسُ لِكَرْنِيلِيُوسَ:‏ «أَنَا أَجِدُ بِٱلتَّأْكِيدِ أَنَّ ٱللّٰهَ لَيْسَ مُحَابِيًا،‏ بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ،‏ مَنْ يَخَافُهُ وَيَعْمَلُ ٱلْبِرَّ يَكُونُ مَقْبُولًا عِنْدَهُ».‏ (‏اع ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ فَقَدْ تَغَيَّرَ وَأَصْبَحَ فِي وَحْدَةٍ حَقِيقِيَّةٍ مَعَ «كَامِلِ مَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ».‏ —‏ ١ بط ٢:‏١٧‏.‏

      ١٧ لِمَ ٱلْوَحْدَةُ ٱلَّتِي يَتَمَتَّعُ بِهَا شَعْبُ ٱللّٰهِ لَافِتَةٌ؟‏

      ١٧ تُسَاعِدُنَا ٱلتَّجْرِبَةُ ٱلَّتِي عَاشَهَا بُطْرُسُ أَنْ نَفْهَمَ ٱلتَّغْيِيرَ ٱلْمُذْهِلَ ٱلَّذِي يَحْدُثُ ٱلْيَوْمَ بَيْنَ شَعْبِ ٱللّٰهِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ اشعيا ٢:‏٣،‏ ٤‏.‏‏)‏ فَمَلَايِينُ ٱلنَّاسِ «مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ وَٱلْقَبَائِلِ وَٱلشُّعُوبِ وَٱلْأَلْسِنَةِ» يُغَيِّرُونَ طَرِيقَةَ تَفْكِيرِهِمْ لِتَنْسَجِمَ مَعَ «مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ ٱلصَّالِحَةِ ٱلْمَقْبُولَةِ ٱلْكَامِلَةِ».‏ (‏رؤ ٧:‏٩؛‏ رو ١٢:‏٢‏)‏ فَكَثِيرُونَ مِنْهُمْ كَانُوا يَتَخَبَّطُونَ فِي ٱلْأَحْقَادِ وَٱلْعَدَاوَاتِ وَٱلِٱنْشِقَاقَاتِ ٱلَّتِي تُمَيِّزُ عَالَمَ ٱلشَّيْطَانِ.‏ وَلكِنَّهُمْ،‏ بِدَرْسِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَبِمَعُونَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ تَعَلَّمُوا أَنْ ‹يَسْعَوْا فِي أَثَرِ مَا يُؤَدِّي إِلَى ٱلسَّلَامِ›.‏ (‏رو ١٤:‏١٩‏)‏ وَٱلْوَحْدَةُ ٱلنَّاجِمَةُ عَنْ ذلِكَ تُسَبِّحُ ٱللّٰهَ.‏

      ١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ كَيْفَ يُسَاهِمُ كُلٌّ مِنَّا فِي تَرْوِيجِ ٱلسَّلَامِ وَٱلْوَحْدَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُعَالِجُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

      ١٨ كَيْفَ يُسَاهِمُ كُلٌّ مِنَّا فِي تَرْوِيجِ ٱلسَّلَامِ وَٱلْوَحْدَةِ بَيْنَ شَعْبِ ٱللّٰهِ؟‏ تَضُمُّ جَمَاعَاتٌ كَثِيرَةٌ أَجَانِبَ قَدْ تَخْتَلِفُ تَقَالِيدُهُمْ عَنْ تَقَالِيدِنَا أَوْ لُغَتُهُمْ عَنْ لُغَتِنَا.‏ فَهَلْ نَبْذُلُ مَا فِي وُسْعِنَا لِلتَّعَرُّفِ بِهِمْ؟‏ فَهذَا ٱلْمَسْلَكُ هُوَ مَا تُوصِي بِهِ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ.‏ كَتَبَ بُولُسُ إِلَى جَمَاعَةِ رُومَا ٱلَّتِي ضَمَّتْ مُؤْمِنِينَ مِنَ ٱلْيَهُودِ وَٱلْأُمَمِ:‏ «رَحِّبُوا بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ،‏ كَمَا أَنَّ ٱلْمَسِيحَ أَيْضًا رَحَّبَ بِنَا،‏ لِمَجْدِ ٱللّٰهِ».‏ (‏رو ١٥:‏٧‏)‏ فَهَلْ فِي جَمَاعَتِكَ مَنْ تَوَدُّ ٱلتَّعَرُّفَ بِهِمْ عَنْ كَثَبٍ؟‏

      ١٩ ثَمَّةَ أُمُورٌ إِضَافِيَّةٌ بِإِمْكَانِنَا فِعْلُهَا كَيْ نَسْمَحَ لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ أَنْ يَعْمَلَ فِي حَيَاتِنَا.‏ فَمَا هِيَ؟‏ سَتُعَالِجُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ هذَا ٱلسُّؤَالَ فِيمَا تُنَاقِشُ ٱلْأَوْجُهَ ٱلْبَاقِيَةَ مِنْ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a يَشْمُلُ ٱلثَّمَرُ ٱلَّذِي تَحَدَّثَ عَنْهُ يَسُوعُ «ثَمَرَ ٱلرُّوحِ»،‏ وَكَذلِكَ ‹ثَمَرَ ٱلشِّفَاهِ› ٱلَّذِي يُقَرِّبُهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ لِلّٰهِ مِنْ خِلَالِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ.‏ —‏ عب ١٣:‏١٥‏.‏

      b تَقُولُ لَاوِيِّين ١٩:‏١٨‏:‏ «لَا تَنْتَقِمْ وَلَا تُضْمِرْ ضَغِينَةً عَلَى أَبْنَاءِ شَعْبِكَ،‏ بَلْ تُحِبُّ صَاحِبَكَ كَنَفْسِكَ».‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْقَادَةَ ٱلدِّينِيِّينَ ٱلْيَهُودَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱعْتَبَرُوا أَنَّ عِبَارَتَيْ «أَبْنَاءِ شَعْبِكَ» وَ «صَاحِبِكَ» تُشِيرَانِ إِلَى ٱلْيَهُودِ فَقَطْ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ أَمَرَتِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِٱلْبَقَاءِ مُنْفَصِلِينَ عَنِ ٱلْأُمَمِ ٱلْأُخْرَى،‏ لكِنَّهَا لَمْ تُؤَيِّدِ ٱلنَّظْرَةَ ٱلَّتِي رَوَّجَهَا ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ وَهِيَ أَنَّ غَيْرَ ٱلْيَهُودِ كُلَّهُمْ أَعْدَاءٌ يَجِبُ أَنْ يُبْغَضُوا كَأَفْرَادٍ.‏

  • هل تسمح لروح اللّٰه ان يهديك؟‏
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١٥ نيسان (‏ابريل)‏
    • هَلْ تَسْمَحُ لِرُوحِ ٱللّٰهِ أَنْ يَهْدِيَكَ؟‏

      ‏«رُوحُكَ صَالِحٌ،‏ فَلْيَهْدِنِي فِي أَرْضِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ».‏ —‏ مز ١٤٣:‏١٠‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ اُذْكُرُوا مُنَاسَبَاتٍ يَتَجَلَّى فِيهَا عَمَلُ رُوحِ يَهْوَهَ لِمَصْلَحَةِ خُدَّامِهِ.‏ (‏ب)‏ هَلْ يَعْمَلُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ فِي ٱلْمُنَاسَبَاتِ ٱلْخُصُوصِيَّةِ فَقَطْ؟‏ أَوْضِحُوا.‏

      مَاذَا يَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِكَ حِينَ تُفَكِّرُ فِي عَمَلِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟‏ قَدْ تَتَخَيَّلُ أَعْمَالَ جِدْعُونَ وَشَمْشُونَ ٱلْجَبَّارَةَ.‏ (‏قض ٦:‏٣٣،‏ ٣٤؛‏ ١٥:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ أَوْ رُبَّمَا تَخْطُرُ عَلَى بَالِكَ جُرْأَةُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَّلِينَ أَوِ ٱلسَّكِينَةُ ٱلَّتِي شَعَرَ بِهَا إِسْتِفَانُوسُ وَهُوَ يَقِفُ أَمَامَ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ.‏ (‏اع ٤:‏٣١؛‏ ٦:‏١٥‏)‏ أَوْ لَعَلَّكَ تُفَكِّرُ فِي ٱلْفَرَحِ ٱلَّذِي يَعُمُّ مَحَافِلَنَا ٱلْأُمَمِيَّةَ،‏ ٱسْتِقَامَةِ إِخْوَتِنَا ٱلْمَسْجُونِينَ بِسَبَبِ حِيَادِهِمْ،‏ وَٱلنُّمُوِّ ٱلْمُذْهِلِ ٱلَّذِي يَشْهَدُهُ ٱلْعَمَلُ ٱلْكِرَازِيُّ.‏ فِعْلًا،‏ إِنَّ كُلَّ هذِهِ ٱلْأَمْثِلَةِ لَدَلَالَةٌ وَاضِحَةٌ عَلَى عَمَلِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏

      ٢ وَلكِنْ هَلْ يَعْمَلُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ فِي ٱلْمُنَاسَبَاتِ ٱلْخُصُوصِيَّةِ أَوِ ٱلظُّرُوفِ ٱلْقَاهِرَةِ فَقَطْ؟‏ كَلَّا.‏ فَكَلِمَةُ ٱللّٰهِ تَقُولُ إِنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ‹يَسِيرُونَ بِٱلرُّوحِ›،‏ ‹يَنْقَادُونَ بِٱلرُّوحِ› وَ ‹يَعِيشُونَ بِٱلرُّوحِ›.‏ (‏غل ٥:‏١٦،‏ ١٨،‏ ٢٥‏)‏ وَهذِهِ ٱلْعِبَارَاتُ تُشِيرُ إِلَى أَنَّ ٱلرُّوحَ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَثِّرَ تَأْثِيرًا مُسْتَمِرًّا فِي حَيَاتِنَا.‏ لِذلِكَ عَلَيْنَا أَنْ نَلْتَمِسَ يَوْمِيًّا مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يُوَجِّهَ تَفْكِيرَنَا،‏ كَلَامَنَا،‏ وَتَصَرُّفَاتِنَا بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ مزمور ١٤٣:‏١٠‏.‏‏)‏ وَحِينَ نَسْمَحُ لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ أَنْ يَعْمَلَ فِي حَيَاتِنَا،‏ يُنْتِجُ فِينَا ثَمَرًا يُنْعِشُ ٱلْآخَرِينَ وَيَجْلُبُ ٱلتَّسْبِيحَ لِلّٰهِ.‏

      ٣ (‏أ)‏ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ يَهْدِيَنَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ سُؤَالَيْنِ سَنَتَأَمَّلُ فِيهِمَا؟‏

      ٣ وَلِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يَهْدِيَنَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ؟‏ لِأَنَّ ثَمَّةَ قُوَّةً أُخْرَى مُقَاوِمَةً لِعَمَلِهِ تَسْعَى إِلَى ٱلسَّيْطَرَةِ عَلَيْنَا.‏ وَتُدْعَى هذِهِ ٱلْقُوَّةُ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ «ٱلْجَسَدَ»،‏ كَلِمَةٌ تُسْتَخْدَمُ لِلْإِشَارَةِ إِلَى ٱلْمُيُولِ ٱلْخَاطِئَةِ فِي جَسَدِنَا ٱلنَّاقِصِ ٱلَّتِي وَرِثْنَاهَا كَمُتَحَدِّرِينَ مِنْ آدَمَ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ غلاطية ٥:‏١٧‏.‏‏)‏ فَمَاذَا يَشْمُلُهُ ٱلسَّمَاحُ لِرُوحِ ٱللّٰهِ بِأَنْ يَهْدِيَنَا؟‏ وَهَلْ مِنْ خُطُوَاتٍ عَمَلِيَّةٍ نَتَّخِذُهَا كَيْ نَتَصَدَّى لِمُيُولِ جَسَدِنَا ٱلْخَاطِئِ؟‏ لِنَتَأَمَّلْ فِي هذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ فِيمَا نُنَاقِشُ ٱلْأَوْجُهَ ٱلسِّتَّةَ ٱلْمُتَبَقِّيَةَ مِنْ «ثَمَرِ ٱلرُّوحِ»:‏ «طُولَ ٱلْأَنَاةِ،‏ ٱللُّطْفَ،‏ ٱلصَّلَاحَ،‏ ٱلْإِيمَانَ،‏ ٱلْوَدَاعَةَ،‏ وَضَبْطَ ٱلنَّفْسِ».‏ —‏ غل ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏

      اَلْوَدَاعَةُ وَطُولُ ٱلْأَنَاةِ يُرَوِّجَانِ ٱلسَّلَامَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ

      ٤ كَيْفَ تُسَاهِمُ ٱلْوَدَاعَةُ وَطُولُ ٱلْأَنَاةِ فِي تَرْوِيجِ ٱلسَّلَامِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

      ٤ اِقْرَأْ كولوسي ٣:‏١٢،‏ ١٣‏.‏ تُسَاهِمُ ٱلْوَدَاعَةُ وَطُولُ ٱلْأَنَاةِ فِي تَرْوِيجِ ٱلسَّلَامِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ فَهذَانِ ٱلْوَجْهَانِ مِنْ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ يُسَاعِدَانِنَا أَنْ نُعَامِلَ ٱلْآخَرِينَ بِحَنَانٍ،‏ نَبْقَى هَادِئِينَ عِنْدَمَا نُسْتَفَزُّ،‏ وَنَتَجَنَّبَ ٱلِٱنْتِقَامَ حِينَ يُسَاءُ إِلَيْنَا بِٱلْكَلَامِ أَوِ ٱلتَّصَرُّفِ.‏ وَإِذَا ٱخْتَلَفْنَا مَعَ أَخٍ لَنَا،‏ يُمَكِّنُنَا طُولُ ٱلْأَنَاةِ —‏ أَوِ ٱلصَّبْرُ —‏ أَلَّا نَقْطَعَ ٱلْأَمَلَ مِنْهُ،‏ بَلْ أَنْ نَبْذُلَ مَا فِي وُسْعِنَا لِإِصْلَاحِ ٱلْأُمُورِ.‏ حَقًّا،‏ إِنَّ ٱلْوَدَاعَةَ وَطُولَ ٱلْأَنَاةِ صِفَتَانِ لَازِمَتَانِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ لِأَنَّنَا كُلَّنَا نَاقِصُونَ.‏

      ٥ مَاذَا حَدَثَ بَيْنَ بُولُسَ وَبَرْنَابَا،‏ وَمَاذَا يُظْهِرُ ذلِكَ؟‏

      ٥ تَأَمَّلْ فِي مَا حَدَثَ بَيْنَ بُولُسَ وَبَرْنَابَا.‏ فَقَدْ عَمِلَا لِسَنَوَاتٍ جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ فِي نَشْرِ ٱلْبِشَارَةِ.‏ وَكَانَ كُلٌّ مِنْهُمَا يَتَحَلَّى بِصِفَاتٍ حَمِيدَةٍ.‏ وَلكِنْ ذَاتَ مَرَّةٍ،‏ حَصَلَتْ بَيْنَهُمَا «فَوْرَةُ غَضَبٍ حَتَّى ٱنْفَصَلَ أَحَدُهُمَا عَنِ ٱلْآخَرِ».‏ (‏اع ١٥:‏٣٦-‏٣٩‏)‏ تُظْهِرُ هذِهِ ٱلْحَادِثَةُ بِوُضُوحٍ أَنَّ ٱلْخِلَافَاتِ تَحْصُلُ أَحْيَانًا حَتَّى بَيْنَ خُدَّامِ ٱللّٰهِ.‏ فَإِذَا نَشَأَ سُوءُ فَهْمٍ بَيْنَكَ وَبَيْنَ أَخِيكَ،‏ فَمَاذَا فِي وُسْعِكَ أَنْ تَفْعَلَ لِتَحُولَ دُونَ أَنْ يَحْتَدَّ ٱلنِّقَاشُ وَتَتَصَدَّعَ ٱلْعَلَاقَةُ بَيْنَكُمَا؟‏

      ٦،‏ ٧ (‏أ)‏ أَيَّةُ مَشُورَةٍ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتْبَعَهَا قَبْلَ أَنْ يَحْتَدَّ ٱلنِّقَاشُ؟‏ (‏ب)‏ مَا ٱلْفَوَائِدُ ٱلنَّاجِمَةُ عَنْ كَوْنِ ٱلْمَسِيحِيِّ «سَرِيعًا فِي ٱلِٱسْتِمَاعِ،‏ بَطِيئًا فِي ٱلتَّكَلُّمِ،‏ بَطِيئًا فِي ٱلسُّخْطِ»؟‏

      ٦ يَتَبَيَّنُ مِنَ ٱلْعِبَارَةِ «فَوْرَةِ غَضَبٍ» أَنَّ حِدَّةَ ٱلْخِلَافِ بَيْنَ بُولُسَ وَبَرْنَابَا تَصَاعَدَتْ بِسُرْعَةٍ.‏ لِذلِكَ،‏ إِذَا بَدَأَ ٱلْمَسِيحِيُّ يَشْعُرُ بِٱلْغَضَبِ وَهُوَ يُنَاقِشُ مَسْأَلَةً مَا مَعَ أَخِيهِ،‏ فَمِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ يُصْغِيَ إِلَى ٱلْمَشُورَةِ فِي يَعْقُوب ١:‏١٩،‏ ٢٠‏:‏ «لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ سَرِيعًا فِي ٱلِٱسْتِمَاعِ،‏ بَطِيئًا فِي ٱلتَّكَلُّمِ،‏ بَطِيئًا فِي ٱلسُّخْطِ،‏ لِأَنَّ سُخْطَ ٱلْإِنْسَانِ لَا يُنْتِجُ بِرَّ ٱللّٰهِ».‏ فَحَسْبَمَا يَرَاهُ مُنَاسِبًا،‏ يُمْكِنُهُ أَنْ يُحَاوِلَ تَغْيِيرَ ٱلْحَدِيثِ أَوْ تَأْجِيلَ ٱلْمَوْضُوعِ أَوِ ٱلِٱنْصِرَافَ قَبْلَ أَنْ يَحْتَدَّ ٱلنِّقَاشُ.‏ —‏ ام ١٢:‏١٦؛‏ ١٧:‏١٤؛‏ ٢٩:‏١١‏.‏

      ٧ وَمَا هِيَ فَوَائِدُ ٱتِّبَاعِ هذِهِ ٱلْمَشُورَةِ؟‏ حِينَ يُخَصِّصُ ٱلْمَسِيحِيُّ ٱلْوَقْتَ لِيَسْتَعِيدَ هُدُوءَهُ وَيُصَلِّيَ بِشَأْنِ ٱلْمَسْأَلَةِ وَيَتَأَمَّلَ فِي ٱلْجَوَابِ ٱلْأَنْسَبِ،‏ يَسْمَحُ لِرُوحِ ٱللّٰهِ بِأَنْ يَهْدِيَهُ.‏ (‏ام ١٥:‏١،‏ ٢٨‏)‏ وَتَحْتَ تَأْثِيرِ ٱلرُّوحِ،‏ يُمْكِنُهُ ٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلْوَدَاعَةِ وَطُولِ ٱلْأَنَاةِ وَيَصِيرُ بِٱلتَّالِي قَادِرًا أَنْ يُطَبِّقَ ٱلْمَشُورَةَ فِي أَفَسُس ٤:‏٢٦،‏ ٢٩‏:‏ «اِسْخَطُوا،‏ وَلٰكِنْ لَا تُخْطِئُوا .‏ .‏ .‏ لَا يَخْرُجْ مِنْ فَمِكُمْ كَلَامٌ فَاسِدٌ،‏ بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ بِحَسَبِ ٱلْحَاجَةِ،‏ لِكَيْ يُعْطِيَ مَسَرَّةً لِلسَّامِعِينَ».‏ وَهكَذَا،‏ حِينَ نَلْبَسُ ٱلْوَدَاعَةَ وَطُولَ ٱلْأَنَاةِ،‏ نُسَاهِمُ فِي تَرْوِيجِ ٱلسَّلَامِ وَٱلْوَحْدَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏

      اَللُّطْفُ وَٱلصَّلَاحُ يُنْعِشَانِ ٱلْعَائِلَةَ

      ٨،‏ ٩ مَا هُمَا ٱللُّطْفُ وَٱلصَّلَاحُ،‏ وَأَيُّ تَأْثِيرٍ لَهُمَا عَلَى ٱلْجَوِّ فِي ٱلْعَائِلَةِ؟‏

      ٨ اِقْرَأْ افسس ٤:‏٣١،‏ ٣٢؛‏ ٥:‏٨،‏ ٩‏.‏ إِنَّ ٱللُّطْفَ وَٱلصَّلَاحَ يَجْلُبَانِ ٱلِٱنْتِعَاشَ مِثْلَ نَسْمَةٍ رَقِيقَةٍ أَوْ مَشْرُوبٍ بَارِدٍ فِي يَوْمٍ حَارٍّ.‏ فَهُمَا يُسَاهِمَانِ فِي خَلْقِ جَوٍّ مُمْتِعٍ فِي ٱلْعَائِلَةِ.‏ فَٱللُّطْفُ صِفَةٌ مُحَبَّبَةٌ تَنْبَعُ مِنَ ٱلِٱهْتِمَامِ ٱلْأَصِيلِ بِٱلْآخَرِينَ،‏ ٱهْتِمَامٍ يَظْهَرُ بِتَقْدِيمِ ٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلْعَمَلِيَّةِ لَهُمْ وَٱخْتِيَارِ كَلِمَاتٍ تُرَاعِي مَشَاعِرَهُمْ.‏ وَٱلصَّلَاحُ،‏ مِثْلُ ٱللُّطْفِ،‏ صِفَةٌ يَجْرِي ٱلْإِعْرَابُ عَنْهَا مِنْ خِلَالِ ٱلْمُبَادَرَةِ إِلَى ٱلْقِيَامِ بِأَعْمَالٍ تُفِيدُ ٱلْآخَرِينَ.‏ وَهُوَ يَتَمَيَّزُ بِرُوحِ ٱلْعَطَاءِ.‏ (‏اع ٩:‏٣٦،‏ ٣٩؛‏ ١٦:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ لكِنَّهُ يَشْمُلُ أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ.‏

      ٩ فَٱلصَّلَاحُ مَزِيَّةٌ أَدَبِيَّةٌ رَفِيعَةٌ.‏ إِنَّهُ لَا يَقْتَصِرُ عَلَى مَا نَفْعَلُهُ فَقَطْ،‏ بَلِ ٱلْأَهَمُّ،‏ عَلَى مَا نَحْنُ عَلَيْهِ.‏ فَهُوَ يُشْبِهُ ثَمَرَةً لَذِيذَةَ ٱلطَّعْمِ وَلَا عَيْبَ فِيهَا مِنَ ٱلدَّاخِلِ وَٱلْخَارِجِ.‏ إِذًا،‏ إِنَّ ٱلصَّلَاحَ ٱلَّذِي يُنْتِجُهُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ يَتَخَلَّلُ كَامِلَ مَسْلَكِ حَيَاتِنَا.‏

      ١٠ مَاذَا يُمْكِنُ فِعْلُهُ لِمُسَاعَدَةِ أَفْرَادِ ٱلْعَائِلَةِ عَلَى تَنْمِيَةِ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ؟‏

      ١٠ وَمَا ٱلَّذِي يُسَاعِدُ أَفْرَادَ ٱلْعَائِلَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ أَنْ يُعَامِلُوا بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِلُطْفٍ وَصَلَاحٍ؟‏ تَلْعَبُ ٱلْمَعْرِفَةُ ٱلدَّقِيقَةُ لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ دَوْرًا فَعَّالًا فِي هذَا ٱلْمَجَالِ.‏ (‏كو ٣:‏٩،‏ ١٠‏)‏ لِذلِكَ يَعْمِدُ بَعْضُ رُؤُوسِ ٱلْعَائِلَاتِ إِلَى ٱلدَّرْسِ عَنْ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ فِي أُمْسِيَةِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ ٱلْأُسْبُوعِيَّةِ.‏ وَهذَا لَيْسَ بِٱلْأَمْرِ ٱلصَّعْبِ.‏ فَيُمْكِنُكَ ٱسْتِخْدَامُ أَدَوَاتِ ٱلْبَحْثِ ٱلْمُتَوَفِّرَةِ بِلُغَتِكَ لِتَخْتَارَ ٱلْمَوَادَّ ٱلْمُتَعَلِّقَةَ بِكُلِّ وَجْهٍ مِنْ أَوْجُهِ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ.‏ وَفِي كُلِّ أُسْبُوعٍ،‏ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُنَاقِشَ بِضْعَ فِقْرَاتٍ،‏ مَا يَعْنِي أَنَّ دِرَاسَةَ كُلِّ وَجْهٍ سَتَسْتَغْرِقُ عِدَّةَ أَسَابِيعَ.‏ وَفِيمَا تَدْرُسُ ٱلْمَوَادَّ مَعَ عَائِلَتِكَ،‏ ٱقْرَأْ وَنَاقِشِ ٱلْآيَاتِ غَيْرَ ٱلْمُقْتَبَسَةِ.‏ كَذلِكَ،‏ ٱبْحَثْ عَنْ طَرَائِقَ لِتَطْبِيقِ مَا يَجْرِي تَعَلُّمُهُ وَصَلِّ إِلَى يَهْوَهَ كَيْ يُبَارِكَ جُهُودَكَ.‏ (‏١ تي ٤:‏١٥؛‏ ١ يو ٥:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وَلكِنْ هَلْ يُؤَثِّرُ حَقًّا أُسْلُوبُ ٱلدَّرْسِ هذَا عَلَى طَرِيقَةِ تَعَامُلِ أَفْرَادِ ٱلْعَائِلَةِ وَاحِدِهِمْ مَعَ ٱلْآخَرِ؟‏

      ١١،‏ ١٢ أَيُّ مِثَالَيْنِ يُظْهِرَانِ كَيْفَ يَسْتَفِيدُ ٱلْمُتَزَوِّجُونَ مِنْ دِرَاسَةِ مَوْضُوعِ ٱللُّطْفِ؟‏

      ١١ صَمَّمَ زَوْجَانِ شَابَّانِ أَنْ يُجْرِيَا دَرْسًا مُعَمَّقًا عَنْ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ رَغْبَةً مِنْهُمَا فِي إِنْجَاحِ زَوَاجِهِمَا.‏ فَكَيْفَ ٱسْتَفَادَا؟‏ تَقُولُ ٱلزَّوْجَةُ:‏ «تَعَلَّمْنَا أَنَّ ٱللُّطْفَ يَشْمُلُ ٱلْأَمَانَةَ وَٱلْإِخْلَاصَ،‏ فَكَانَ لِذلِكَ أَثَرٌ بَالِغٌ فِي طَرِيقَةِ تَعَامُلِنَا وَاحِدِنَا مَعَ ٱلْآخَرِ.‏ فَتَعَلَّمْنَا أَنْ نَكُونَ مَرِنَيْنِ وَمُسَامِحَيْنِ وَأَنْ نَقُولَ ‹شُكْرًا› وَ ‹أَعْتَذِرُ› عِنْدَ ٱللُّزُومِ».‏

      ١٢ إِلَيْكَ أَيْضًا مِثَالَ زَوْجَيْنِ مَسِيحِيَّيْنِ كَانَا يُعَانِيَانِ مَشَاكِلَ زَوْجِيَّةً.‏ فَعِنْدَمَا أَدْرَكَا أَنَّهُمَا يَفْتَقِرَانِ إِلَى ٱللُّطْفِ فِي عَلَاقَتِهِمَا،‏ قَرَّرَا دِرَاسَةَ مَوْضُوعِ ٱللُّطْفِ مَعًا.‏ وَٱلنَّتِيجَةُ؟‏ يَتَذَكَّرُ ٱلزَّوْجُ:‏ «سَاعَدَنَا دَرْسُنَا عَنِ ٱللُّطْفِ أَنْ نَلْتَمِسَ ٱلْأَعْذَارَ لِرَفِيقِنَا لَا أَنْ نَنْسِبَ ٱلدَّوَافِعَ ٱلْخَاطِئَةَ إِلَيْهِ؛‏ فَعَلَيْنَا أَنْ نَبْحَثَ عَنْ حَسَنَاتِهِ.‏ وَتَعَلَّمْنَا أَيْضًا أَنْ نَهْتَمَّ أَكْثَرَ بِحَاجَاتِ وَاحِدِنَا ٱلْآخَرَ.‏ كَمَا تَطَلَّبَ مِنِّي إِظْهَارُ ٱللُّطْفِ أَنْ أَطْلُبَ مِنْ زَوْجَتِي ٱلتَّعْبِيرَ عَمَّا يَجُولُ فِي خَاطِرِهَا بِصَرَاحَةٍ دُونَ أَنْ أَسْتَاءَ مِنْ كَلِمَاتِهَا.‏ وَعَنَى ذلِكَ أَنْ أَضَعَ عِزَّةَ نَفْسِي جَانِبًا.‏ وَحِينَ بَدَأْنَا نُعْرِبُ عَنِ ٱللُّطْفِ فِي زَوَاجِنَا،‏ تَخَلَّيْنَا تَدْرِيجِيًّا عَنْ مَوْقِفِنَا ٱلدِّفَاعِيِّ،‏ فَأَرَاحَنَا ذلِكَ كَثِيرًا».‏ أَفَلَنْ تَسْتَفِيدَ عَائِلَتُكَ أَنْتَ أَيْضًا مِنَ ٱلدَّرْسِ عَنْ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ؟‏

      مَارِسِ ٱلْإِيمَانَ حَتَّى عِنْدَمَا تَكُونُ وَحْدَكَ

      ١٣ أَيُّ خَطَرٍ عَلَى رُوحِيَّاتِنَا يَنْبَغِي أَنْ نَحْتَرِسَ مِنْهُ؟‏

      ١٣ يَجِبُ أَنْ يَسْمَحَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ لِرُوحِ ٱللّٰهِ أَنْ يَهْدِيَهُمْ سَوَاءٌ كَانُوا مَعَ ٱلْآخَرِينَ أَوْ وَحْدَهُمْ.‏ فَفِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْيَوْمَ،‏ تَنْتَشِرُ ٱلصُّوَرُ ٱلْخَلِيعَةُ وَٱلتَّسْلِيَةُ ٱلْمُنْحَطَّةُ.‏ وَهذَا ٱلْأَمْرُ يُعَرِّضُ رُوحِيَّاتِنَا لِلْخَطَرِ.‏ فَمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَفْعَلَ؟‏ تَنْصَحُنَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ:‏ «اِطْرَحُوا عَنْكُمْ كُلَّ قَذَارَةٍ وَكُلَّ مَا يَفِيضُ مِنْ سُوءٍ،‏ وَٱقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ أَنْ تُغْرَسَ فِيكُمُ ٱلْكَلِمَةُ ٱلْقَادِرَةُ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ».‏ (‏يع ١:‏٢١‏)‏ فَلْنَرَ ٱلْآنَ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلْإِيمَانُ،‏ وَجْهٌ آخَرُ مِنْ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ،‏ أَنْ نَبْقَى طَاهِرِينَ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ.‏

      ١٤ لِمَاذَا يُؤَدِّي عَدَمُ ٱلْإِيمَانِ إِلَى ٱلْمَسْلَكِ ٱلْخَاطِئِ؟‏

      ١٤ يَعْنِي ٱلْإِيمَانُ مِنْ حَيْثُ ٱلْأَسَاسُ أَنَّ يَهْوَهَ ٱللّٰهَ حَقِيقِيٌّ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْنَا.‏ لِذلِكَ يُؤَدِّي عَدَمُ ٱلْإِيمَانِ إِلَى ٱنْجِرَافِنَا بِسُهُولَةٍ فِي ٱلْمَسْلَكِ ٱلْخَاطِئِ.‏ خُذْ مَثَلًا مَا حَدَثَ بَيْنَ شَعْبِ ٱللّٰهِ قَدِيمًا.‏ فَقَدْ كَشَفَ يَهْوَهُ لِلنَّبِيِّ حَزْقِيَالَ أَنَّ أُمُورًا كَرِيهَةً كَانَتْ تَجْرِي فِي ٱلْخَفَاءِ قَائِلًا:‏ «هَلْ رَأَيْتَ،‏ يَا ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ،‏ مَا يَصْنَعُهُ شُيُوخُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ فِي ٱلظَّلَامِ،‏ كُلُّ وَاحِدٍ فِي مَخَادِعِ مَنْحُوتَاتِهِ؟‏ لِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ:‏ ‹يَهْوَهُ لَا يَرَانَا.‏ يَهْوَهُ قَدْ تَرَكَ ٱلْأَرْضَ›».‏ (‏حز ٨:‏١٢‏)‏ أَلَاحَظْتَ مَا ٱلَّذِي سَاهَمَ فِي نُشُوءِ ٱلْمُشْكِلَةِ؟‏ لَمْ يُؤْمِنُوا أَنَّ يَهْوَهَ عَارِفٌ بِأَعْمَالِهِمْ.‏ فَهُوَ لَمْ يَكُنْ حَقِيقِيًّا فِي نَظَرِهِمْ.‏

      ١٥ كَيْفَ يَحْمِينَا ٱلْإِيمَانُ ٱلْقَوِيُّ بِيَهْوَهَ؟‏

      ١٥ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ لَاحِظْ مِثَالَ يُوسُفَ.‏ فَرَغْمَ أَنَّهُ كَانَ بَعِيدًا عَنْ عَائِلَتِهِ وَشَعْبِهِ،‏ رَفَضَ أَنْ يَرْتَكِبَ ٱلزِّنَى مَعَ زَوْجَةِ فُوطِيفَارَ.‏ وَلِمَاذَا؟‏ قَالَ:‏ «كَيْفَ أَرْتَكِبُ هٰذَا ٱلشَّرَّ ٱلْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى ٱللّٰهِ؟‏».‏ (‏تك ٣٩:‏٧-‏٩‏)‏ نَعَمْ،‏ لَقَدْ كَانَ يَهْوَهُ حَقِيقِيًّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِ.‏ فَإِذَا كَانَتْ لَدَيْنَا ٱلنَّظْرَةُ نَفْسُهَا،‏ فَلَنْ نَتَسَلَّى بِمُشَاهَدَةِ أُمُورٍ فَاسِدَةٍ أَوْ نَقُومَ بِأَيِّ عَمَلٍ آخَرَ يُغْضِبُ ٱللّٰهَ وَنَحْنُ بِمُفْرَدِنَا.‏ بَلْ سَيَكُونُ تَصْمِيمُنَا كَذَاكَ ٱلَّذِي لِلْمُرَنِّمِ ٱلْمُلْهَمِ:‏ «أَسِيرُ بِٱسْتِقَامَةِ قَلْبِي دَاخِلَ بَيْتِي.‏ لَا أَجْعَلُ نُصْبَ عَيْنَيَّ شَيْئًا لَا خَيْرَ فِيهِ».‏ —‏ مز ١٠١:‏٢،‏ ٣‏.‏

      صُنْ قَلْبَكَ بِمُمَارَسَةِ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ

      ١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ بِحَسَبِ سِفْرِ ٱلْأَمْثَالِ،‏ كَيْفَ يَقَعُ «فَتًى نَاقِصُ ٱلْقَلْبِ» فِي ٱلْخَطِيَّةِ؟‏ (‏ب)‏ وَفْقًا لِلصُّورَةِ فِي ٱلصَّفْحَةِ ٢٦،‏ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَحْدُثَ لَنَا أَمْرٌ مُشِابِهٌ بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ عُمْرِنَا؟‏

      ١٦ إِنَّ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ،‏ آخِرَ وَجْهٍ مِنْ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ،‏ يَمْنَعُنَا مِنِ ٱرْتِكَابِ مَا يَدِينُهُ ٱللّٰهُ.‏ فَهُوَ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَصُونَ قَلْبَنَا.‏ (‏ام ٤:‏٢٣‏)‏ تَأَمَّلْ فِي ٱلْحَادِثَةِ ٱلْمَذْكُورَةِ فِي أَمْثَال ٧:‏٦-‏٢٣ ٱلَّتِي تَصِفُ كَيْفَ وَقَعَ «فَتًى نَاقِصُ ٱلْقَلْبِ» فِي حَبَائِلِ بَغِيٍّ حِينَ ‹عَبَرَ فِي ٱلشَّارِعِ عِنْدَ زَاوِيَتِهَا›.‏ فَلَرُبَّمَا دَفَعَهُ فُضُولُهُ أَنْ يُجَازِفَ وَيَمُرَّ فِي ٱلْحَيِّ ٱلَّذِي تَقْطُنُهُ.‏ فَٱنْجَرَفَ دُونَ أَنْ يَدْرِيَ فِي مَسْلَكٍ أَحْمَقَ،‏ مُلْحِقًا ٱلْأَذَى ‹بِنَفْسِهِ›.‏

      ١٧ وَكَيْفَ كَانَ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَتَجَنَّبَ ٱرْتِكَابَ هذِهِ ٱلْغَلْطَةِ ٱلْفَادِحَةِ؟‏ بِٱلْإِصْغَاءِ إِلَى ٱلتَّحْذِيرِ ٱلتَّالِي:‏ «لَا تَكُنْ هَائِمًا فِي مَسَالِكِهَا».‏ (‏ام ٧:‏٢٥‏)‏ وَهذَا يُعَلِّمُنَا دَرْسًا:‏ إِذَا أَرَدْنَا أَنْ يَهْدِيَنَا رُوحُ ٱللّٰهِ،‏ فَعَلَيْنَا أَنْ نَتَفَادَى ٱلْأَوْضَاعَ ٱلَّتِي تُعَرِّضُنَا لِلتَّجْرِبَةِ.‏ وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي تَجْعَلُنَا ‹نَهِيمُ› فِي مَسْلَكِ ٱلْحَمَاقَةِ ‹كَٱلْفَتَى ٱلنَّاقِصِ ٱلْقَلْبِ› هِيَ تَقْلِيبُ قَنَوَاتِ ٱلتِّلِفِزْيُونِ أَوْ تَصَفُّحُ ٱلْإِنْتِرْنِت دُونَ أَنْ يَكُونَ فِي بَالِنَا رُؤْيَةُ أَمْرٍ مُحَدَّدٍ.‏ فَسَيَقَعُ نَظَرُنَا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ عَلَى مَشَاهِدَ مُثِيرَةٍ جِنْسِيًّا حَتَّى لَوْ لَمْ نَتَعَمَّدْ ذلِكَ.‏ وَقَدْ نُنَمِّي تَدْرِيجِيًّا عَادَةَ مُشَاهَدَةِ ٱلْفَنِّ ٱلْإِبَاحِيِّ ٱلنَّجِسَةَ،‏ فَيَكُونُ لِذلِكَ أَثَرٌ مُدَمِّرٌ فِي ضَمِيرِنَا وَعَلَاقَتِنَا بِٱللّٰهِ.‏ حَتَّى إِنَّهُ قَدْ يُكَلِّفُنَا حَيَاتَنَا.‏ —‏ اِقْرَأْ روما ٨:‏٥-‏٨‏.‏

      ١٨ أَيَّةُ ٱحْتِيَاطَاتٍ يُمْكِنُ أَنْ يَتَّخِذَهَا ٱلْمَسِيحِيُّ لِيَصُونَ قَلْبَهُ،‏ وَكَيْفَ تَتَطَلَّبُ هذِهِ ٱلِٱحْتِيَاطَاتُ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ؟‏

      ١٨ طَبْعًا،‏ يُمْكِنُنَا —‏ بَلْ عَلَيْنَا —‏ أَنْ نُمَارِسَ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ بِٱتِّخَاذِ إِجْرَاءٍ فَوْرِيٍّ إِذَا مَا رَأَيْنَا صُدْفَةً صُورَةً مُثِيرَةً جِنْسِيًّا.‏ وَلكِنْ كَمْ هُوَ أَفْضَلُ أَنْ نَتَجَنَّبَ مِنَ ٱلْأَسَاسِ هذَا ٱلْوَضْعَ!‏ (‏ام ٢٢:‏٣‏)‏ وَلِهذِهِ ٱلْغَايَةِ،‏ يَجِبُ تَحْدِيدُ ٱلِٱحْتِيَاطَاتِ ٱللَّازِمَةِ وَٱلِٱلْتِصَاقُ بِهَا،‏ مَا يَتَطَلَّبُ مُمَارَسَةَ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ.‏ مَثَلًا،‏ يَخْتَارُ ٱلْبَعْضُ وَضْعَ جِهَازِ ٱلْكُمْبيُوتِرِ فِي ٱلْبَيْتِ عَلَى مَرْأًى مِنَ ٱلْجَمِيعِ.‏ وَيُفَضِّلُ غَيْرُهُمُ ٱسْتِخْدَامَ ٱلْكُمْبيُوتِرِ أَوْ مُشَاهَدَةَ ٱلتِّلِفِزْيُونِ حِينَ يَكُونُونَ بِرِفْقَةِ ٱلْآخَرِينَ فَقَطْ.‏ حَتَّى إِنَّ ٱلْبَعْضَ يُقَرِّرُونَ عَدَمَ ٱسْتِخْدَامِ ٱلْإِنْتِرْنِت عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ متى ٥:‏٢٧-‏٣٠‏.‏‏)‏ فَلْنَتَّخِذْ كُلَّ ٱلْإِجْرَاءَاتِ ٱللَّازِمَةِ لِحِمَايَةِ أَنْفُسِنَا وَعَائِلَتِنَا كَيْ نَعْبُدَ يَهْوَهَ «مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ وَضَمِيرٍ صَالِحٍ وَإِيمَانٍ بِلَا رِيَاءٍ».‏ —‏ ١ تي ١:‏٥‏.‏

      ١٩ مَا هِيَ ٱلْفَوَائِدُ ٱلَّتِي نَحْصُدُهَا إِذَا سَمَحْنَا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ أَنْ يَهْدِيَنَا؟‏

      ١٩ إِنَّ ٱلثَّمَرَ ٱلَّذِي يُنْتِجُهُ عَمَلُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ يَأْتِي بِفَوَائِدَ كَثِيرَةٍ.‏ فَٱلْوَدَاعَةُ وَطُولُ ٱلْأَنَاةِ يُسَاهِمَانِ فِي تَرْوِيجِ ٱلسَّلَامِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ وَيُعَزِّزُ ٱللُّطْفُ وَٱلصَّلَاحُ ٱلسَّعَادَةَ ٱلْعَائِلِيَّةَ.‏ كَمَا يُسَاعِدُنَا ٱلْإِيمَانُ وَضَبْطُ ٱلنَّفْسِ أَنْ نَبْقَى قَرِيبِينَ مِنْ يَهْوَهَ وَطَاهِرِينَ فِي عَيْنَيْهِ.‏ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ تُؤَكِّدُ لَنَا غَلَاطِيَة ٦:‏٨‏:‏ «مَنْ يَزْرَعُ لِلرُّوحِ يَحْصُدُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً مِنَ ٱلرُّوحِ».‏ نَعَمْ،‏ عَلَى أَسَاسِ فِدْيَةِ ٱلْمَسِيحِ،‏ سَيَسْتَخْدِمُ يَهْوَهُ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ لِيَمْنَحَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً لِكُلِّ ٱلَّذِينَ يَسْمَحُونَ لِلرُّوحِ أَنْ يَهْدِيَهُمْ.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة