-
«ثمر الروح» يمجِّد اللّٰهبرج المراقبة ٢٠١١ | ١٥ نيسان (ابريل)
-
-
«ثَمَرُ ٱلرُّوحِ» يُمَجِّدُ ٱللّٰهَ
«فِي هٰذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي، أَنْ تُدَاوِمُوا عَلَى حَمْلِ ثَمَرٍ كَثِيرٍ». — يو ١٥:٨.
١، ٢ (أ) أَيَّةُ فُرَصٍ لَدَيْنَا لِنُشَجِّعَ ٱلْآخَرِينَ؟ (ب) أَيَّةُ عَطِيَّةٍ مِنْ يَهْوَهَ تُحَسِّنُ قُدْرَتَنَا عَلَى خِدْمَتِهِ؟
أُخْتٌ مَسِيحِيَّةٌ نَاضِجَةٌ تُلَاحِظُ أَنَّ أُخْتًا أَصْغَرَ سِنًّا مَشْغُولَةُ ٱلْبَالِ. فَتَقْتَرِبُ مِنْهَا وَتَسْأَلُهَا أَنْ تُرَافِقَهَا فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ. وَبَيْنَمَا هُمَا تَتَبَادَلَانِ أَطْرَافَ ٱلْحَدِيثِ أَثْنَاءَ ٱلْخِدْمَةِ، تَسْكُبُ ٱلشَّابَّةُ قَلْبَهَا وَتُخْبِرُهَا بِمَا يُقْلِقُهَا. وَلَاحِقًا فِي ذلِكَ ٱلْيَوْمِ، تُصَلِّي شَاكِرَةً يَهْوَهَ عَلَى ٱلِٱهْتِمَامِ ٱلْحُبِّيِّ ٱلَّذِي كَانَتْ بِأَمَسِّ ٱلْحَاجَةِ إِلَيْهِ. فِي مَكَانٍ آخَرَ، يَعُودُ زَوْجَانِ مِنْ تَعْيِينِهِمَا ٱلْكِرَازِيِّ فِي بَلَدٍ أَجْنَبِيٍّ. وَفِي أَحَدِ ٱلتَّجَمُّعَاتِ، يُصْغِي أَخٌ حَدَثٌ إِلَيْهِمَا وَهُمَا يَرْوِيَانِ بِحَمَاسٍ ٱلِٱخْتِبَارَاتِ ٱلرَّائِعَةَ ٱلَّتِي عَاشَاهَا. وَبَعْدَ سَنَوَاتٍ، فِيمَا يَسْتَعِدُّ لِيَنْتَقِلَ إِلَى تَعْيِينِهِ فِي بَلَدٍ أَجْنَبِيٍّ، تَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِهِ صُورَةُ ٱلزَّوْجَيْنِ وَٱلْحَدِيثُ ٱلَّذِي أَشْعَلَ فِي قَلْبِهِ رَغْبَةَ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْإِرْسَالِيَّةِ.
٢ لَرُبَّمَا تُذَكِّرُكَ هَاتَانِ ٱلْحَادِثَتَانِ بِشَخْصٍ كَانَ لَهُ أَثَرٌ بَالِغٌ فِي حَيَاتِكَ أَوْ بِشَخْصٍ سَاهَمْتَ أَنْتَ فِي تَغْيِيرِ مَسَارِ حَيَاتِهِ. طَبْعًا، نَادِرًا مَا تَسْتَطِيعُ بِحَدِيثٍ وَاحِدٍ تَغْيِيرَ حَيَاةِ ٱلْآخَرِينَ، إِلَّا أَنَّ لَدَيْكَ يَوْمِيًّا فُرَصًا عَدِيدَةً لِتُشَجِّعَهُمْ وَتُقَوِّيَهُمْ. وَهَلْ تَعْلَمُ أَنَّ هُنَالِكَ عَطِيَّةً مِنْ يَهْوَهَ تَصْقُلُ قُدُرَاتِكَ وَصِفَاتِكَ بِحَيْثُ تَتَمَكَّنُ مِنْ خِدْمَتِهِ وَخِدْمَةِ إِخْوَتِكَ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ؟ إِنَّهَا عَطِيَّةُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. (لو ١١:١٣) فَحِينَ يَعْمَلُ رُوحُ ٱللّٰهِ فِي حَيَاتِنَا، يَخْلُقُ فِينَا صِفَاتٍ رَائِعَةً تُحَسِّنُ نَوْعِيَّةَ خِدْمَتِنَا بِكُلِّ أَوْجُهِهَا. فَيَا لَهَا مِنْ عَطِيَّةٍ مُذْهِلَةٍ! — اِقْرَأْ غلاطية ٥:٢٢، ٢٣.
٣ (أ) كَيْفَ نُمَجِّدُ ٱللّٰهَ حِينَ نُنَمِّي «ثَمَرَ ٱلرُّوحِ»؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُجِيبُ عَنْهَا؟
٣ إِنَّ ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي يُنْتِجُهَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ تَعْكِسُ شَخْصِيَّةَ يَهْوَهَ ٱللّٰهِ، مَصْدَرِ هذَا ٱلرُّوحِ. (كو ٣:٩، ١٠) وَقَدْ أَشَارَ يَسُوعُ إِلَى ٱلسَّبَبِ ٱلرَّئِيسِيِّ ٱلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يَدْفَعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ إِلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِٱللّٰهِ حِينَ قَالَ لِرُسُلِهِ: «فِي هٰذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي، أَنْ تُدَاوِمُوا عَلَى حَمْلِ ثَمَرٍ كَثِيرٍ».a (يو ١٥:٨) فَعِنْدَمَا نُنَمِّي «ثَمَرَ ٱلرُّوحِ» يَكُونُ تَأْثِيرُهُ وَاضِحًا فِي كَلَامِنَا وَتَصَرُّفَاتِنَا، مَا يَجْلُبُ ٱلتَّسْبِيحَ لِإِلهِنَا. (مت ٥:١٦) وَكَيْفَ يَخْتَلِفُ ثَمَرُ ٱلرُّوحِ عَنِ ٱلسِّمَاتِ ٱلَّتِي تُمَيِّزُ عَالَمَ ٱلشَّيْطَانِ؟ كَيْفَ نُنَمِّي هذَا ٱلثَّمَرَ؟ وَلِمَ يَصْعُبُ عَلَيْنَا ذلِكَ؟ سَنُجِيبُ عَنْ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ فِيمَا نُنَاقِشُ ٱلْأَوْجُهَ ٱلثَّلَاثَةَ ٱلْأُولَى لِثَمَرِ ٱلرُّوحِ: اَلْمَحَبَّةَ، ٱلْفَرَحَ، وَٱلسَّلَامَ.
اَلْمَحَبَّةُ ٱلْمُؤَسَّسَةُ عَلَى مَبْدَإٍ أَسْمَى
٤ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ عَلَّمَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَنْ يُعْرِبُوا عَنْهُ؟
٤ تَخْتَلِفُ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي يُنْتِجُهَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ ٱخْتِلَافًا وَاضِحًا عَنْ نَوْعِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلشَّائِعِ فِي ٱلْعَالَمِ. وَلِمَاذَا؟ لِأَنَّهَا مُؤَسَّسَةٌ عَلَى مَبْدَإٍ أَسْمَى. وَقَدْ سَلَّطَ يَسُوعُ ٱلضَّوْءَ عَلَى هذَا ٱلِٱخْتِلَافِ فِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ. (اِقْرَأْ متى ٥:٤٣-٤٨.) فَذَكَرَ أَنَّهُ حَتَّى ٱلْخُطَاةُ يُعَامِلُونَ ٱلْآخَرِينَ بِٱلْمِثْلِ. غَيْرَ أَنَّ مَحَبَّتَهُمْ هذِهِ لَا تَشْمُلُ ٱلتَّضْحِيَةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ، إِنَّمَا هِيَ مُجَرَّدُ تَبَادُلِ خِدْمَاتٍ. لِذلِكَ إِذَا أَرَدْنَا أَنْ ‹نَكُونَ أَبْنَاءَ أَبِينَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ›، فَعَلَيْنَا أَنْ نَكُونَ مُخْتَلِفِينَ. فَبَدَلَ أَنْ نُعَامِلَ ٱلْآخَرِينَ بِٱلْمِثْلِ، يَنْبَغِي أَنْ نَنْظُرَ إِلَيْهِمْ وَنُعَامِلَهُمْ مِثْلَمَا يَفْعَلُ يَهْوَهُ. وَلكِنْ كَيْفَ نَسْتَطِيعُ أَنْ نُحِبَّ أَعْدَاءَنَا كَمَا أَوْصَى يَسُوعُ؟
٥ كَيْفَ نُظْهِرُ ٱلْمَحَبَّةَ لِمُضْطَهِدِينَا؟
٥ تَأَمَّلْ فِي مِثَالٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَحِينَ كَانَ بُولُسُ وَسِيلَا يَكْرِزَانِ فِي فِيلِبِّي ٱعْتُقِلَا، ضُرِبَا ضَرْبًا مُبَرِّحًا، وَأُلْقِيَا فِي ٱلسِّجْنِ ٱلدَّاخِلِيِّ حَيْثُ ثُبِّتَتْ أَرْجُلُهُمَا فِي ٱلْمِقْطَرَةِ. وَكَانَ ٱلسَّجَّانُ بَيْنَ ٱلَّذِينَ أَسَاءُوا مُعَامَلَتَهُمَا. وَلكِنْ هَلْ رَاوَدَتْهُمَا فِكْرَةُ ٱلِٱنْتِقَامِ مِنْهُ عِنْدَمَا تَحَرَّرَا عَلَى نَحْوٍ غَيْرِ مُتَوَقَّعٍ إِثْرَ حُدُوثِ زِلْزَالٍ؟ كَلَّا. فَٱهْتِمَامُهُمَا ٱلصَّادِقُ بِخَيْرِهِ — أَيْ مَحَبَّةُ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ ٱلَّتِي ٱمْتَلَكَاهَا — دَفَعَهُمَا أَنْ يَتَصَرَّفَا بِسُرْعَةٍ لِمَصْلَحَتِهِ، مَا أَتَاحَ لَهُ وَلِعَائِلَتِهِ بِكَامِلِهَا أَنْ يُصْبِحُوا مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ. (اع ١٦:١٩-٣٤) عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، كَثِيرُونَ مِنْ إِخْوَتِنَا ٱلْيَوْمَ يَتْبَعُونَ ٱلْمَسْلَكَ نَفْسَهُ إِذْ ‹يُبَارِكُونَ ٱلْمُضْطَهِدِينَ›. — رو ١٢:١٤.
٦ بِأَيَّةِ طَرَائِقَ نُظْهِرُ لِإِخْوَتِنَا مَحَبَّةَ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ فِي ٱلصَّفْحَةِ ٢١.)
٦ إِلَّا أَنَّ مَحَبَّتَنَا لِرُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ تَذْهَبُ إِلَى أَبْعَدَ مِنْ ذلِكَ. فَنَحْنُ «مُلْزَمُونَ أَنْ نَبْذُلَ نُفُوسَنَا لِأَجْلِ إِخْوَتِنَا». (اِقْرَأْ ١ يوحنا ٣:١٦-١٨.) وَلكِنْ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ بِإِمْكَانِنَا أَنْ نُعْرِبَ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ فِي حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ. مَثَلًا، إِذَا أَسَأْنَا إِلَى أَخِينَا بِقَوْلٍ أَوْ تَصَرُّفٍ مَا، نُعَبِّرُ عَنْ مَحَبَّتِنَا بِأَنْ نُبَادِرَ إِلَى مُصَالَحَتِهِ. (مت ٥:٢٣، ٢٤) وَمَاذَا لَوْ أَسَاءَ إِلَيْنَا أَحَدٌ؟ هَلْ نَكُونُ ‹غَفُورِينَ› أَمْ نَمِيلُ أَحْيَانًا إِلَى إِضْمَارِ ٱلضَّغِينَةِ؟ (مز ٨٦:٥) إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلشَّدِيدَةَ ٱلَّتِي يُنْتِجُهَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَسْتُرَ ٱلْأَخْطَاءَ ٱلطَّفِيفَةَ، مُسَامِحِينَ ٱلْآخَرِينَ ‹كَمَا سَامَحَنَا يَهْوَهُ›. — كو ٣:١٣، ١٤؛ ١ بط ٤:٨.
٧، ٨ (أ) مَا عَلَاقَةُ مَحَبَّتِنَا لِلنَّاسِ بِمَحَبَّتِنَا لِيَهْوَهَ؟ (ب) كَيْفَ نُعَمِّقُ مَحَبَّتَنَا لِيَهْوَهَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ أَدْنَاهُ.)
٧ وَكَيْفَ نُنَمِّي مَحَبَّةَ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ تِجَاهَ إِخْوَتِنَا؟ بِتَعْمِيقِ مَحَبَّتِنَا لِلّٰهِ. (اف ٥:١، ٢؛ ١ يو ٤:٩-١١، ٢٠، ٢١) فَٱلْوَقْتُ ٱلَّذِي نُخَصِّصُهُ لِقِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلتَّأَمُّلِ وَٱلصَّلَاةِ يُنْعِشُ قَلْبَنَا وَيُعَزِّزُ مَحَبَّتَنَا لِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ. وَلِهذِهِ ٱلْغَايَةِ، يَلْزَمُنَا شِرَاءُ ٱلْوَقْتِ.
٨ تَخَيَّلْ أَنَّهُ لَيْسَ لَدَيْكَ إِلَّا سَاعَةٌ مُحَدَّدَةٌ فِي ٱلْيَوْمِ لِقِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، ٱلتَّأَمُّلِ، وَٱلصَّلَاةِ. أَفَلَنْ تَحْرِصَ أَلَّا تَدَعَ شَيْئًا يَتَعَارَضُ مَعَ هذِهِ ٱلْفَتْرَةِ ٱلْقَصِيرَةِ؟ طَبْعًا، مَا مِنْ أَحَدٍ يُمْكِنُ أَنْ يَمْنَعَكَ مِنَ ٱلتَّوَاصُلِ مَعَ ٱللّٰهِ فِي ٱلصَّلَاةِ، وَمُعْظَمُنَا يَسْتَطِيعُ قِرَاءَةَ كَلِمَتِهِ مَتَى شَاءَ. وَلكِنْ قَدْ يَلْزَمُنَا ٱتِّخَاذُ إِجْرَاءَاتٍ مُعَيَّنَةٍ كَيْ لَا نَغْرَقَ فِي دَوَّامَةِ ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلْيَوْمِيَّةِ، مَا يَسْلُبُنَا ٱلْوَقْتَ ٱلْمُخَصَّصَ لِيَهْوَهَ. فَهَلْ تَشْتَرِي أَكْبَرَ قَدْرٍ مُمْكِنٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ كُلَّ يَوْمٍ لِتَقْتَرِبَ إِلَيْهِ؟
«فَرَحٌ مِنْ رُوحٍ قُدُسٍ»
٩ بِمَ يَتَمَيَّزُ ٱلْفَرَحُ ٱلَّذِي يُنْتِجُهُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ؟
٩ إِنَّ مَا يُمَيِّزُ ثَمَرَ ٱلرُّوحِ هُوَ أَنَّهُ ثَابِتٌ لَا يَتَغَيَّرُ رَغْمَ ٱلْمِحَنِ. وَٱلْفَرَحُ، ثَانِي وَجْهٍ مِنْ هذَا ٱلثَّمَرِ، هُوَ مِثَالٌ عَلَى ذلِكَ. فَهُوَ أَشْبَهُ بِنَبْتَةٍ تَصْمُدُ أَمَامَ أَقْسَى ٱلظُّرُوفِ وَٱلْمَنَاخَاتِ. فَحَوْلَ ٱلْعَالَمِ، كَثِيرُونَ مِنْ خُدَّامِ ٱللّٰهِ ‹يَقْبَلُونَ ٱلْكَلِمَةَ فِي ضِيقٍ كَثِيرٍ بِفَرَحٍ مِنْ رُوحٍ قُدُسٍ›. (١ تس ١:٦) وَيُقَاسِي غَيْرُهُمُ ٱلْمَشَقَّةَ وَٱلْحِرْمَانَ. بَيْدَ أَنَّ يَهْوَهَ يُقَوِّيهِمْ بِرُوحِهِ ‹لِكَيْ يَحْتَمِلُوا إِلَى ٱلتَّمَامِ وَيَكُونُوا طِوَالَ ٱلْأَنَاةِ بِفَرَحٍ›. (كو ١:١١) فَمِنْ أَيْنَ نَسْتَمِدُّ هذَا ٱلْفَرَحَ؟
١٠ مِنْ أَيْنَ نَسْتَمِدُّ فَرَحَنَا؟
١٠ بِخِلَافِ «ٱلْغِنَى غَيْرِ ٱلثَّابِتِ» لِعَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ، فَإِنَّ ٱلْكُنُوزَ ٱلرُّوحِيَّةَ ٱلَّتِي يُغْدِقُهَا يَهْوَهُ عَلَيْنَا لَهَا قِيمَةٌ دَائِمَةٌ. (١ تي ٦:١٧؛ مت ٦:١٩، ٢٠) فَهُوَ يَمْنَحُنَا ٱلرَّجَاءَ ٱلْمُفْرِحَ بِمُسْتَقْبَلٍ لَا نِهَايَةَ لَهُ. كَمَا أَنَّنَا نَفْرَحُ لِكَوْنِنَا جُزْءًا مِنْ مَعْشَرِ إِخْوَةٍ مَسِيحِيٍّ عَالَمِيٍّ. وَأَهَمُّ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ هُوَ أَنَّ فَرَحَنَا نَابِعٌ مِنْ عَلَاقَتِنَا بِٱللّٰهِ. فَمَشَاعِرُنَا هِيَ كَمَشَاعِرِ دَاوُدَ ٱلَّذِي سَبَّحَ يَهْوَهَ رَغْمَ أَنَّهُ أُجْبِرَ عَلَى ٱلْعَيْشِ فِي حَالَةِ هَرَبٍ دَائِمٍ. فَقَدْ رَنَّمَ قَائِلًا: «لِأَنَّ لُطْفَكَ ٱلْحُبِّيَّ أَفْضَلُ مِنَ ٱلْحَيَاةِ، لِذٰلِكَ تُشِيدُ بِكَ شَفَتَايَ. هٰكَذَا أُبَارِكُكَ فِي حَيَاتِي». (مز ٦٣:٣، ٤) فَقَلْبُنَا يَفِيضُ فَرَحًا وَتَسْبِيحًا لِيَهْوَهَ حَتَّى وَسَطَ ٱلْمَشَقَّاتِ وَٱلْمِحَنِ.
١١ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَخْدُمَ يَهْوَهَ بِفَرَحٍ؟
١١ حَثَّ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ: «اِفْرَحُوا فِي ٱلرَّبِّ كُلَّ حِينٍ. وَأَقُولُ أَيْضًا: اِفْرَحُوا!». (في ٤:٤) فَلِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يَخْدُمَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ يَهْوَهَ بِفَرَحٍ؟ بِسَبَبِ ٱلْقَضِيَّةِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِسُلْطَانِ يَهْوَهَ ٱلَّتِي أَثَارَهَا ٱلشَّيْطَانُ. فَقَدِ ٱدَّعَى أَنَّ مَا مِنْ أَحَدٍ يَخْدُمُ ٱللّٰهَ بِقَلْبٍ رَاغِبٍ. (اي ١:٩-١١) فَإِذَا خَدَمْنَا يَهْوَهَ بِدَافِعِ ٱلْوَاجِبِ لَا ٱلْفَرَحِ، تَكُونُ ذَبِيحَةُ ٱلتَّسْبِيحِ ٱلَّتِي نُقَدِّمُهَا نَاقِصَةً. لِذَا، نَحْنُ نَسْعَى جَاهِدِينَ أَنْ نُصْغِيَ إِلَى ٱلْحَضِّ ٱلَّذِي ذَكَرَهُ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ: «اُخْدُمُوا يَهْوَهَ بِفَرَحٍ. اُدْخُلُوا أَمَامَهُ بِتَهْلِيلٍ». (مز ١٠٠:٢) فَخِدْمَةُ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ رَاغِبٍ وَفَرْحَانٍ تَجْلُبُ لَهُ ٱلْمَجْدَ.
١٢، ١٣ مَاذَا يُمْكِنُنَا فِعْلُهُ لِمُحَارَبَةِ ٱلْمَشَاعِرِ ٱلسَّلْبِيَّةِ؟
١٢ وَلكِنْ حَتَّى خُدَّامُ ٱللّٰهِ ٱلْأَوْلِيَاءُ يُنَاضِلُونَ أَحْيَانًا لِلتَّغَلُّبِ عَلَى مَشَاعِرِ ٱلتَّثَبُّطِ وَٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى مَوْقِفٍ إِيجَابِيٍّ. (في ٢:٢٥-٣٠) فَمَا ٱلَّذِي يُسَاعِدُنَا فِي هذِهِ ٱلظُّرُوفِ؟ تَقُولُ أَفَسُس ٥:١٨، ١٩: «اِمْتَلِئُوا مِنَ ٱلرُّوحِ، مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ لِلّٰهِ وَتَرَانِيمَ رُوحِيَّةٍ، مُرَنِّمِينَ وَمُغَنِّينَ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ لِيَهْوَهَ». فَكَيْفَ نُطَبِّقُ هذِهِ ٱلْمَشُورَةَ؟
١٣ عِنْدَمَا تَسْتَحْوِذُ عَلَيْنَا ٱلْمَشَاعِرُ ٱلسَّلْبِيَّةُ، يُمْكِنُ أَنْ نَتَضَرَّعَ إِلَى يَهْوَهَ فِي ٱلصَّلَاةِ وَنَسْعَى لِلتَّأَمُّلِ فِي مَا يَسْتَحِقُّ ٱلْمَدْحَ. (اِقْرَأْ فيلبي ٤:٦-٩.) وَيَجِدُ ٱلْبَعْضُ أَنَّ دَنْدَنَةَ تَرَانِيمِ ٱلْمَلَكُوتِ بِمُرَافَقَةِ ٱلتَّسْجِيلَاتِ تَرْفَعُ مَعْنَوِيَّاتِهِمْ وَتُسَاعِدُهُمْ عَلَى تَعْدِيلِ تَفْكِيرِهِمْ. يَتَذَكَّرُ أَخٌ وَاجَهَ مِحْنَةً جَعَلَتْهُ يَشْعُرُ أَحْيَانًا كَثِيرَةً بِٱلْإِحْبَاطِ وَٱلتَّثَبُّطِ: «بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ٱلصَّلَاةِ ٱلْقَلْبِيَّةِ ٱلْمُنْتَظِمَةِ، حَفِظْتُ بَعْضَ تَرَانِيمِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَكُنْتُ أَشْعُرُ بِٱلسَّلَامِ كُلَّمَا رَنَّمْتُ هذِهِ ٱلتَّسَابِيحَ ٱلْجَمِيلَةَ، سَوَاءٌ بِصَوْتٍ مُنْخَفِضٍ أَوْ مُرْتَفِعٍ. فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ أَيْضًا، صَدَرَ كِتَابُ اِقْتَرِبْ إِلَى يَهْوَهَ. فَقَرَأْتُهُ مَرَّتَيْنِ خِلَالَ ٱلسَّنَةِ ٱلتَّالِيَةِ. فَكَانَ كَبَلْسَمٍ شَافٍ لِجِرَاحِي. وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ بَارَكَ جُهُودِي».
«رِبَاطُ ٱلسَّلَامِ ٱلْمُوَحِّدُ»
١٤ أَيَّةُ سِمَةٍ بَارِزَةٍ مِنْ سِمَاتِ ٱلسَّلَامِ يُنْتِجُهَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ؟
١٤ فِي مَحَافِلِنَا ٱلْأُمَمِيَّةِ، يَنْعَمُ مَنْدُوبُونَ مِنْ شَتَّى ٱلْخَلْفِيَّاتِ بِدِفْءِ ٱلْمَحَبَّةِ بَيْنَ إِخْوَتِهِمِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. وَيُسَلِّطُ ذلِكَ ٱلضَّوْءَ عَلَى سِمَةٍ بَارِزَةٍ مِنْ سِمَاتِ ٱلسَّلَامِ ٱلَّذِي يَتَمَتَّعُ بِهِ شَعْبُ يَهْوَهَ: وَحْدَتِهِمِ ٱلْعَالَمِيَّةِ. فَغَالِبًا مَا يَنْدَهِشُ ٱلنَّاسُ لِرُؤْيَةِ أَشْخَاصٍ ‹يَسْعَوْنَ بِجِدٍّ أَنْ يَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ ٱلرُّوحِ فِي رِبَاطِ ٱلسَّلَامِ ٱلْمُوَحِّدِ›، رَغْمَ أَنَّهُ يُتَوَقَّعُ أَنْ يَكُونُوا أَعْدَاءً. (اف ٤:٣) وَهذِهِ ٱلْوَحْدَةُ هِيَ رَائِعَةٌ حَقًّا نَظَرًا إِلَى ٱلْعَقَبَاتِ ٱلَّتِي وَجَبَ عَلَى كَثِيرِينَ مِنْهُمْ أَنْ يَتَخَطَّوْهَا.
١٥، ١٦ (أ) مَا هِيَ خَلْفِيَّةُ بُطْرُسَ، وَكَيْفَ شَكَّلَ ذلِكَ تَحَدِّيًا لَهُ؟ (ب) كَيْفَ سَاعَدَ يَهْوَهُ بُطْرُسَ عَلَى تَعْدِيلِ مَوْقِفِهِ؟
١٥ لَا شَكَّ أَنَّ تَوْحِيدَ أُنَاسٍ مِنْ خَلْفِيَّاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ يُشَكِّلُ تَحَدِّيًا كَبِيرًا. وَلِمُسَاعَدَتِنَا أَنْ نُدْرِكَ مَا يَنْبَغِي تَخَطِّيهِ لِتَحْقِيقِ هذِهِ ٱلْغَايَةِ، لِنَتَأَمَّلْ فِي مِثَالِ ٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ مِنَ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. فَمَوْقِفُهُ مِنَ ٱلْأُمَمِ غَيْرِ ٱلْمَخْتُونِينَ يُمْكِنُ أَنْ نَسْتَشِفَّهُ مِنْ كَلِمَاتِهِ ٱلتَّالِيَةِ: «أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ جَيِّدًا كَيْفَ أَنَّهُ لَا يَحِلُّ لِلْيَهُودِيِّ أَنْ يُخَالِطَ رَجُلًا مِنْ جِنْسٍ آخَرَ أَوْ يَقْتَرِبَ إِلَيْهِ، إِلَّا أَنَّ ٱللّٰهَ أَرَانِي أَلَّا أَدْعُوَ إِنْسَانًا مَا دَنِسًا أَوْ نَجِسًا». (اع ١٠:٢٤-٢٩؛ ١١:١-٣) فَنَظَرًا إِلَى ٱلْفِكْرَةِ ٱلشَّائِعَةِ فِي ذلِكَ ٱلزَّمَانِ، مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ بُطْرُسَ كَبُرَ وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّ عَلَيْهِ بِمُوجَبِ ٱلشَّرِيعَةِ أَنْ يُحِبَّ رُفَقَاءَهُ ٱلْيَهُودَ فَقَطْ. وَبَدَا لَهُ مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ جِدًّا أَنْ يُبْغِضَ ٱلْأُمَمَ بِصِفَتِهِمْ أَعْدَاءً لَهُ.b
١٦ تَخَيَّلِ ٱلِٱرْتِبَاكَ ٱلَّذِي لَا بُدَّ أَنَّ بُطْرُسَ شَعَرَ بِهِ لَدَى دُخُولِهِ بَيْتَ كَرْنِيلِيُوسَ. فَهَلْ يُمْكِنُ لِرَجُلٍ كَانَتْ لَدَيْهِ سَابِقًا مَشَاعِرُ سَلْبِيَّةٌ تِجَاهَ ٱلْأُمَمِ أَنْ يُصْبِحَ يَوْمًا ‹مُقْتَرِنًا مَعَهُمْ بِٱنْسِجَامٍ› فِي «رِبَاطِ ٱلسَّلَامِ ٱلْمُوَحِّدِ»؟ (اف ٤:٣، ١٦) نَعَمْ. فَقَبْلَ أَيَّامٍ فَقَطْ، كَانَ رُوحُ ٱللّٰهِ قَدْ فَتَحَ قَلْبَهُ سَامِحًا لَهُ أَنْ يَبْدَأَ بِتَعْدِيلِ مَوْقِفِهِ وَيَسْتَأْصِلَ مَشَاعِرَ ٱلتَّحَامُلِ. فَفِي رُؤْيَا، أَوْضَحَ لَهُ يَهْوَهُ أَنَّ نَظْرَتَهُ إِلَى ٱلنَّاسِ لَا تَتَأَثَّرُ بِٱلْعِرْقِ أَوِ ٱلْقَوْمِيَّةِ. (اع ١٠:١٠-١٥) لِذَا قَالَ بُطْرُسُ لِكَرْنِيلِيُوسَ: «أَنَا أَجِدُ بِٱلتَّأْكِيدِ أَنَّ ٱللّٰهَ لَيْسَ مُحَابِيًا، بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ، مَنْ يَخَافُهُ وَيَعْمَلُ ٱلْبِرَّ يَكُونُ مَقْبُولًا عِنْدَهُ». (اع ١٠:٣٤، ٣٥) فَقَدْ تَغَيَّرَ وَأَصْبَحَ فِي وَحْدَةٍ حَقِيقِيَّةٍ مَعَ «كَامِلِ مَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ». — ١ بط ٢:١٧.
١٧ لِمَ ٱلْوَحْدَةُ ٱلَّتِي يَتَمَتَّعُ بِهَا شَعْبُ ٱللّٰهِ لَافِتَةٌ؟
١٧ تُسَاعِدُنَا ٱلتَّجْرِبَةُ ٱلَّتِي عَاشَهَا بُطْرُسُ أَنْ نَفْهَمَ ٱلتَّغْيِيرَ ٱلْمُذْهِلَ ٱلَّذِي يَحْدُثُ ٱلْيَوْمَ بَيْنَ شَعْبِ ٱللّٰهِ. (اِقْرَأْ اشعيا ٢:٣، ٤.) فَمَلَايِينُ ٱلنَّاسِ «مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ وَٱلْقَبَائِلِ وَٱلشُّعُوبِ وَٱلْأَلْسِنَةِ» يُغَيِّرُونَ طَرِيقَةَ تَفْكِيرِهِمْ لِتَنْسَجِمَ مَعَ «مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ ٱلصَّالِحَةِ ٱلْمَقْبُولَةِ ٱلْكَامِلَةِ». (رؤ ٧:٩؛ رو ١٢:٢) فَكَثِيرُونَ مِنْهُمْ كَانُوا يَتَخَبَّطُونَ فِي ٱلْأَحْقَادِ وَٱلْعَدَاوَاتِ وَٱلِٱنْشِقَاقَاتِ ٱلَّتِي تُمَيِّزُ عَالَمَ ٱلشَّيْطَانِ. وَلكِنَّهُمْ، بِدَرْسِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَبِمَعُونَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، تَعَلَّمُوا أَنْ ‹يَسْعَوْا فِي أَثَرِ مَا يُؤَدِّي إِلَى ٱلسَّلَامِ›. (رو ١٤:١٩) وَٱلْوَحْدَةُ ٱلنَّاجِمَةُ عَنْ ذلِكَ تُسَبِّحُ ٱللّٰهَ.
١٨، ١٩ (أ) كَيْفَ يُسَاهِمُ كُلٌّ مِنَّا فِي تَرْوِيجِ ٱلسَّلَامِ وَٱلْوَحْدَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟ (ب) مَاذَا سَنُعَالِجُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٨ كَيْفَ يُسَاهِمُ كُلٌّ مِنَّا فِي تَرْوِيجِ ٱلسَّلَامِ وَٱلْوَحْدَةِ بَيْنَ شَعْبِ ٱللّٰهِ؟ تَضُمُّ جَمَاعَاتٌ كَثِيرَةٌ أَجَانِبَ قَدْ تَخْتَلِفُ تَقَالِيدُهُمْ عَنْ تَقَالِيدِنَا أَوْ لُغَتُهُمْ عَنْ لُغَتِنَا. فَهَلْ نَبْذُلُ مَا فِي وُسْعِنَا لِلتَّعَرُّفِ بِهِمْ؟ فَهذَا ٱلْمَسْلَكُ هُوَ مَا تُوصِي بِهِ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ. كَتَبَ بُولُسُ إِلَى جَمَاعَةِ رُومَا ٱلَّتِي ضَمَّتْ مُؤْمِنِينَ مِنَ ٱلْيَهُودِ وَٱلْأُمَمِ: «رَحِّبُوا بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ، كَمَا أَنَّ ٱلْمَسِيحَ أَيْضًا رَحَّبَ بِنَا، لِمَجْدِ ٱللّٰهِ». (رو ١٥:٧) فَهَلْ فِي جَمَاعَتِكَ مَنْ تَوَدُّ ٱلتَّعَرُّفَ بِهِمْ عَنْ كَثَبٍ؟
١٩ ثَمَّةَ أُمُورٌ إِضَافِيَّةٌ بِإِمْكَانِنَا فِعْلُهَا كَيْ نَسْمَحَ لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ أَنْ يَعْمَلَ فِي حَيَاتِنَا. فَمَا هِيَ؟ سَتُعَالِجُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ هذَا ٱلسُّؤَالَ فِيمَا تُنَاقِشُ ٱلْأَوْجُهَ ٱلْبَاقِيَةَ مِنْ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ.
[الحاشيتان]
a يَشْمُلُ ٱلثَّمَرُ ٱلَّذِي تَحَدَّثَ عَنْهُ يَسُوعُ «ثَمَرَ ٱلرُّوحِ»، وَكَذلِكَ ‹ثَمَرَ ٱلشِّفَاهِ› ٱلَّذِي يُقَرِّبُهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ لِلّٰهِ مِنْ خِلَالِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ. — عب ١٣:١٥.
b تَقُولُ لَاوِيِّين ١٩:١٨: «لَا تَنْتَقِمْ وَلَا تُضْمِرْ ضَغِينَةً عَلَى أَبْنَاءِ شَعْبِكَ، بَلْ تُحِبُّ صَاحِبَكَ كَنَفْسِكَ». غَيْرَ أَنَّ ٱلْقَادَةَ ٱلدِّينِيِّينَ ٱلْيَهُودَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱعْتَبَرُوا أَنَّ عِبَارَتَيْ «أَبْنَاءِ شَعْبِكَ» وَ «صَاحِبِكَ» تُشِيرَانِ إِلَى ٱلْيَهُودِ فَقَطْ. صَحِيحٌ أَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ أَمَرَتِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِٱلْبَقَاءِ مُنْفَصِلِينَ عَنِ ٱلْأُمَمِ ٱلْأُخْرَى، لكِنَّهَا لَمْ تُؤَيِّدِ ٱلنَّظْرَةَ ٱلَّتِي رَوَّجَهَا ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، وَهِيَ أَنَّ غَيْرَ ٱلْيَهُودِ كُلَّهُمْ أَعْدَاءٌ يَجِبُ أَنْ يُبْغَضُوا كَأَفْرَادٍ.
-
-
هل تسمح لروح اللّٰه ان يهديك؟برج المراقبة ٢٠١١ | ١٥ نيسان (ابريل)
-
-
هَلْ تَسْمَحُ لِرُوحِ ٱللّٰهِ أَنْ يَهْدِيَكَ؟
«رُوحُكَ صَالِحٌ، فَلْيَهْدِنِي فِي أَرْضِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ». — مز ١٤٣:١٠.
١، ٢ (أ) اُذْكُرُوا مُنَاسَبَاتٍ يَتَجَلَّى فِيهَا عَمَلُ رُوحِ يَهْوَهَ لِمَصْلَحَةِ خُدَّامِهِ. (ب) هَلْ يَعْمَلُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ فِي ٱلْمُنَاسَبَاتِ ٱلْخُصُوصِيَّةِ فَقَطْ؟ أَوْضِحُوا.
مَاذَا يَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِكَ حِينَ تُفَكِّرُ فِي عَمَلِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟ قَدْ تَتَخَيَّلُ أَعْمَالَ جِدْعُونَ وَشَمْشُونَ ٱلْجَبَّارَةَ. (قض ٦:٣٣، ٣٤؛ ١٥:١٤، ١٥) أَوْ رُبَّمَا تَخْطُرُ عَلَى بَالِكَ جُرْأَةُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَّلِينَ أَوِ ٱلسَّكِينَةُ ٱلَّتِي شَعَرَ بِهَا إِسْتِفَانُوسُ وَهُوَ يَقِفُ أَمَامَ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ. (اع ٤:٣١؛ ٦:١٥) أَوْ لَعَلَّكَ تُفَكِّرُ فِي ٱلْفَرَحِ ٱلَّذِي يَعُمُّ مَحَافِلَنَا ٱلْأُمَمِيَّةَ، ٱسْتِقَامَةِ إِخْوَتِنَا ٱلْمَسْجُونِينَ بِسَبَبِ حِيَادِهِمْ، وَٱلنُّمُوِّ ٱلْمُذْهِلِ ٱلَّذِي يَشْهَدُهُ ٱلْعَمَلُ ٱلْكِرَازِيُّ. فِعْلًا، إِنَّ كُلَّ هذِهِ ٱلْأَمْثِلَةِ لَدَلَالَةٌ وَاضِحَةٌ عَلَى عَمَلِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.
٢ وَلكِنْ هَلْ يَعْمَلُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ فِي ٱلْمُنَاسَبَاتِ ٱلْخُصُوصِيَّةِ أَوِ ٱلظُّرُوفِ ٱلْقَاهِرَةِ فَقَطْ؟ كَلَّا. فَكَلِمَةُ ٱللّٰهِ تَقُولُ إِنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ‹يَسِيرُونَ بِٱلرُّوحِ›، ‹يَنْقَادُونَ بِٱلرُّوحِ› وَ ‹يَعِيشُونَ بِٱلرُّوحِ›. (غل ٥:١٦، ١٨، ٢٥) وَهذِهِ ٱلْعِبَارَاتُ تُشِيرُ إِلَى أَنَّ ٱلرُّوحَ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَثِّرَ تَأْثِيرًا مُسْتَمِرًّا فِي حَيَاتِنَا. لِذلِكَ عَلَيْنَا أَنْ نَلْتَمِسَ يَوْمِيًّا مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يُوَجِّهَ تَفْكِيرَنَا، كَلَامَنَا، وَتَصَرُّفَاتِنَا بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ. (اِقْرَأْ مزمور ١٤٣:١٠.) وَحِينَ نَسْمَحُ لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ أَنْ يَعْمَلَ فِي حَيَاتِنَا، يُنْتِجُ فِينَا ثَمَرًا يُنْعِشُ ٱلْآخَرِينَ وَيَجْلُبُ ٱلتَّسْبِيحَ لِلّٰهِ.
٣ (أ) لِمَ يَلْزَمُ أَنْ يَهْدِيَنَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ؟ (ب) أَيُّ سُؤَالَيْنِ سَنَتَأَمَّلُ فِيهِمَا؟
٣ وَلِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يَهْدِيَنَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ؟ لِأَنَّ ثَمَّةَ قُوَّةً أُخْرَى مُقَاوِمَةً لِعَمَلِهِ تَسْعَى إِلَى ٱلسَّيْطَرَةِ عَلَيْنَا. وَتُدْعَى هذِهِ ٱلْقُوَّةُ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ «ٱلْجَسَدَ»، كَلِمَةٌ تُسْتَخْدَمُ لِلْإِشَارَةِ إِلَى ٱلْمُيُولِ ٱلْخَاطِئَةِ فِي جَسَدِنَا ٱلنَّاقِصِ ٱلَّتِي وَرِثْنَاهَا كَمُتَحَدِّرِينَ مِنْ آدَمَ. (اِقْرَأْ غلاطية ٥:١٧.) فَمَاذَا يَشْمُلُهُ ٱلسَّمَاحُ لِرُوحِ ٱللّٰهِ بِأَنْ يَهْدِيَنَا؟ وَهَلْ مِنْ خُطُوَاتٍ عَمَلِيَّةٍ نَتَّخِذُهَا كَيْ نَتَصَدَّى لِمُيُولِ جَسَدِنَا ٱلْخَاطِئِ؟ لِنَتَأَمَّلْ فِي هذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ فِيمَا نُنَاقِشُ ٱلْأَوْجُهَ ٱلسِّتَّةَ ٱلْمُتَبَقِّيَةَ مِنْ «ثَمَرِ ٱلرُّوحِ»: «طُولَ ٱلْأَنَاةِ، ٱللُّطْفَ، ٱلصَّلَاحَ، ٱلْإِيمَانَ، ٱلْوَدَاعَةَ، وَضَبْطَ ٱلنَّفْسِ». — غل ٥:٢٢، ٢٣.
اَلْوَدَاعَةُ وَطُولُ ٱلْأَنَاةِ يُرَوِّجَانِ ٱلسَّلَامَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ
٤ كَيْفَ تُسَاهِمُ ٱلْوَدَاعَةُ وَطُولُ ٱلْأَنَاةِ فِي تَرْوِيجِ ٱلسَّلَامِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
٤ اِقْرَأْ كولوسي ٣:١٢، ١٣. تُسَاهِمُ ٱلْوَدَاعَةُ وَطُولُ ٱلْأَنَاةِ فِي تَرْوِيجِ ٱلسَّلَامِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. فَهذَانِ ٱلْوَجْهَانِ مِنْ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ يُسَاعِدَانِنَا أَنْ نُعَامِلَ ٱلْآخَرِينَ بِحَنَانٍ، نَبْقَى هَادِئِينَ عِنْدَمَا نُسْتَفَزُّ، وَنَتَجَنَّبَ ٱلِٱنْتِقَامَ حِينَ يُسَاءُ إِلَيْنَا بِٱلْكَلَامِ أَوِ ٱلتَّصَرُّفِ. وَإِذَا ٱخْتَلَفْنَا مَعَ أَخٍ لَنَا، يُمَكِّنُنَا طُولُ ٱلْأَنَاةِ — أَوِ ٱلصَّبْرُ — أَلَّا نَقْطَعَ ٱلْأَمَلَ مِنْهُ، بَلْ أَنْ نَبْذُلَ مَا فِي وُسْعِنَا لِإِصْلَاحِ ٱلْأُمُورِ. حَقًّا، إِنَّ ٱلْوَدَاعَةَ وَطُولَ ٱلْأَنَاةِ صِفَتَانِ لَازِمَتَانِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ لِأَنَّنَا كُلَّنَا نَاقِصُونَ.
٥ مَاذَا حَدَثَ بَيْنَ بُولُسَ وَبَرْنَابَا، وَمَاذَا يُظْهِرُ ذلِكَ؟
٥ تَأَمَّلْ فِي مَا حَدَثَ بَيْنَ بُولُسَ وَبَرْنَابَا. فَقَدْ عَمِلَا لِسَنَوَاتٍ جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ فِي نَشْرِ ٱلْبِشَارَةِ. وَكَانَ كُلٌّ مِنْهُمَا يَتَحَلَّى بِصِفَاتٍ حَمِيدَةٍ. وَلكِنْ ذَاتَ مَرَّةٍ، حَصَلَتْ بَيْنَهُمَا «فَوْرَةُ غَضَبٍ حَتَّى ٱنْفَصَلَ أَحَدُهُمَا عَنِ ٱلْآخَرِ». (اع ١٥:٣٦-٣٩) تُظْهِرُ هذِهِ ٱلْحَادِثَةُ بِوُضُوحٍ أَنَّ ٱلْخِلَافَاتِ تَحْصُلُ أَحْيَانًا حَتَّى بَيْنَ خُدَّامِ ٱللّٰهِ. فَإِذَا نَشَأَ سُوءُ فَهْمٍ بَيْنَكَ وَبَيْنَ أَخِيكَ، فَمَاذَا فِي وُسْعِكَ أَنْ تَفْعَلَ لِتَحُولَ دُونَ أَنْ يَحْتَدَّ ٱلنِّقَاشُ وَتَتَصَدَّعَ ٱلْعَلَاقَةُ بَيْنَكُمَا؟
٦، ٧ (أ) أَيَّةُ مَشُورَةٍ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتْبَعَهَا قَبْلَ أَنْ يَحْتَدَّ ٱلنِّقَاشُ؟ (ب) مَا ٱلْفَوَائِدُ ٱلنَّاجِمَةُ عَنْ كَوْنِ ٱلْمَسِيحِيِّ «سَرِيعًا فِي ٱلِٱسْتِمَاعِ، بَطِيئًا فِي ٱلتَّكَلُّمِ، بَطِيئًا فِي ٱلسُّخْطِ»؟
٦ يَتَبَيَّنُ مِنَ ٱلْعِبَارَةِ «فَوْرَةِ غَضَبٍ» أَنَّ حِدَّةَ ٱلْخِلَافِ بَيْنَ بُولُسَ وَبَرْنَابَا تَصَاعَدَتْ بِسُرْعَةٍ. لِذلِكَ، إِذَا بَدَأَ ٱلْمَسِيحِيُّ يَشْعُرُ بِٱلْغَضَبِ وَهُوَ يُنَاقِشُ مَسْأَلَةً مَا مَعَ أَخِيهِ، فَمِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ يُصْغِيَ إِلَى ٱلْمَشُورَةِ فِي يَعْقُوب ١:١٩، ٢٠: «لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ سَرِيعًا فِي ٱلِٱسْتِمَاعِ، بَطِيئًا فِي ٱلتَّكَلُّمِ، بَطِيئًا فِي ٱلسُّخْطِ، لِأَنَّ سُخْطَ ٱلْإِنْسَانِ لَا يُنْتِجُ بِرَّ ٱللّٰهِ». فَحَسْبَمَا يَرَاهُ مُنَاسِبًا، يُمْكِنُهُ أَنْ يُحَاوِلَ تَغْيِيرَ ٱلْحَدِيثِ أَوْ تَأْجِيلَ ٱلْمَوْضُوعِ أَوِ ٱلِٱنْصِرَافَ قَبْلَ أَنْ يَحْتَدَّ ٱلنِّقَاشُ. — ام ١٢:١٦؛ ١٧:١٤؛ ٢٩:١١.
٧ وَمَا هِيَ فَوَائِدُ ٱتِّبَاعِ هذِهِ ٱلْمَشُورَةِ؟ حِينَ يُخَصِّصُ ٱلْمَسِيحِيُّ ٱلْوَقْتَ لِيَسْتَعِيدَ هُدُوءَهُ وَيُصَلِّيَ بِشَأْنِ ٱلْمَسْأَلَةِ وَيَتَأَمَّلَ فِي ٱلْجَوَابِ ٱلْأَنْسَبِ، يَسْمَحُ لِرُوحِ ٱللّٰهِ بِأَنْ يَهْدِيَهُ. (ام ١٥:١، ٢٨) وَتَحْتَ تَأْثِيرِ ٱلرُّوحِ، يُمْكِنُهُ ٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلْوَدَاعَةِ وَطُولِ ٱلْأَنَاةِ وَيَصِيرُ بِٱلتَّالِي قَادِرًا أَنْ يُطَبِّقَ ٱلْمَشُورَةَ فِي أَفَسُس ٤:٢٦، ٢٩: «اِسْخَطُوا، وَلٰكِنْ لَا تُخْطِئُوا . . . لَا يَخْرُجْ مِنْ فَمِكُمْ كَلَامٌ فَاسِدٌ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ بِحَسَبِ ٱلْحَاجَةِ، لِكَيْ يُعْطِيَ مَسَرَّةً لِلسَّامِعِينَ». وَهكَذَا، حِينَ نَلْبَسُ ٱلْوَدَاعَةَ وَطُولَ ٱلْأَنَاةِ، نُسَاهِمُ فِي تَرْوِيجِ ٱلسَّلَامِ وَٱلْوَحْدَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.
اَللُّطْفُ وَٱلصَّلَاحُ يُنْعِشَانِ ٱلْعَائِلَةَ
٨، ٩ مَا هُمَا ٱللُّطْفُ وَٱلصَّلَاحُ، وَأَيُّ تَأْثِيرٍ لَهُمَا عَلَى ٱلْجَوِّ فِي ٱلْعَائِلَةِ؟
٨ اِقْرَأْ افسس ٤:٣١، ٣٢؛ ٥:٨، ٩. إِنَّ ٱللُّطْفَ وَٱلصَّلَاحَ يَجْلُبَانِ ٱلِٱنْتِعَاشَ مِثْلَ نَسْمَةٍ رَقِيقَةٍ أَوْ مَشْرُوبٍ بَارِدٍ فِي يَوْمٍ حَارٍّ. فَهُمَا يُسَاهِمَانِ فِي خَلْقِ جَوٍّ مُمْتِعٍ فِي ٱلْعَائِلَةِ. فَٱللُّطْفُ صِفَةٌ مُحَبَّبَةٌ تَنْبَعُ مِنَ ٱلِٱهْتِمَامِ ٱلْأَصِيلِ بِٱلْآخَرِينَ، ٱهْتِمَامٍ يَظْهَرُ بِتَقْدِيمِ ٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلْعَمَلِيَّةِ لَهُمْ وَٱخْتِيَارِ كَلِمَاتٍ تُرَاعِي مَشَاعِرَهُمْ. وَٱلصَّلَاحُ، مِثْلُ ٱللُّطْفِ، صِفَةٌ يَجْرِي ٱلْإِعْرَابُ عَنْهَا مِنْ خِلَالِ ٱلْمُبَادَرَةِ إِلَى ٱلْقِيَامِ بِأَعْمَالٍ تُفِيدُ ٱلْآخَرِينَ. وَهُوَ يَتَمَيَّزُ بِرُوحِ ٱلْعَطَاءِ. (اع ٩:٣٦، ٣٩؛ ١٦:١٤، ١٥) لكِنَّهُ يَشْمُلُ أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ.
٩ فَٱلصَّلَاحُ مَزِيَّةٌ أَدَبِيَّةٌ رَفِيعَةٌ. إِنَّهُ لَا يَقْتَصِرُ عَلَى مَا نَفْعَلُهُ فَقَطْ، بَلِ ٱلْأَهَمُّ، عَلَى مَا نَحْنُ عَلَيْهِ. فَهُوَ يُشْبِهُ ثَمَرَةً لَذِيذَةَ ٱلطَّعْمِ وَلَا عَيْبَ فِيهَا مِنَ ٱلدَّاخِلِ وَٱلْخَارِجِ. إِذًا، إِنَّ ٱلصَّلَاحَ ٱلَّذِي يُنْتِجُهُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ يَتَخَلَّلُ كَامِلَ مَسْلَكِ حَيَاتِنَا.
١٠ مَاذَا يُمْكِنُ فِعْلُهُ لِمُسَاعَدَةِ أَفْرَادِ ٱلْعَائِلَةِ عَلَى تَنْمِيَةِ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ؟
١٠ وَمَا ٱلَّذِي يُسَاعِدُ أَفْرَادَ ٱلْعَائِلَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ أَنْ يُعَامِلُوا بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِلُطْفٍ وَصَلَاحٍ؟ تَلْعَبُ ٱلْمَعْرِفَةُ ٱلدَّقِيقَةُ لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ دَوْرًا فَعَّالًا فِي هذَا ٱلْمَجَالِ. (كو ٣:٩، ١٠) لِذلِكَ يَعْمِدُ بَعْضُ رُؤُوسِ ٱلْعَائِلَاتِ إِلَى ٱلدَّرْسِ عَنْ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ فِي أُمْسِيَةِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ ٱلْأُسْبُوعِيَّةِ. وَهذَا لَيْسَ بِٱلْأَمْرِ ٱلصَّعْبِ. فَيُمْكِنُكَ ٱسْتِخْدَامُ أَدَوَاتِ ٱلْبَحْثِ ٱلْمُتَوَفِّرَةِ بِلُغَتِكَ لِتَخْتَارَ ٱلْمَوَادَّ ٱلْمُتَعَلِّقَةَ بِكُلِّ وَجْهٍ مِنْ أَوْجُهِ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ. وَفِي كُلِّ أُسْبُوعٍ، تَسْتَطِيعُ أَنْ تُنَاقِشَ بِضْعَ فِقْرَاتٍ، مَا يَعْنِي أَنَّ دِرَاسَةَ كُلِّ وَجْهٍ سَتَسْتَغْرِقُ عِدَّةَ أَسَابِيعَ. وَفِيمَا تَدْرُسُ ٱلْمَوَادَّ مَعَ عَائِلَتِكَ، ٱقْرَأْ وَنَاقِشِ ٱلْآيَاتِ غَيْرَ ٱلْمُقْتَبَسَةِ. كَذلِكَ، ٱبْحَثْ عَنْ طَرَائِقَ لِتَطْبِيقِ مَا يَجْرِي تَعَلُّمُهُ وَصَلِّ إِلَى يَهْوَهَ كَيْ يُبَارِكَ جُهُودَكَ. (١ تي ٤:١٥؛ ١ يو ٥:١٤، ١٥) وَلكِنْ هَلْ يُؤَثِّرُ حَقًّا أُسْلُوبُ ٱلدَّرْسِ هذَا عَلَى طَرِيقَةِ تَعَامُلِ أَفْرَادِ ٱلْعَائِلَةِ وَاحِدِهِمْ مَعَ ٱلْآخَرِ؟
١١، ١٢ أَيُّ مِثَالَيْنِ يُظْهِرَانِ كَيْفَ يَسْتَفِيدُ ٱلْمُتَزَوِّجُونَ مِنْ دِرَاسَةِ مَوْضُوعِ ٱللُّطْفِ؟
١١ صَمَّمَ زَوْجَانِ شَابَّانِ أَنْ يُجْرِيَا دَرْسًا مُعَمَّقًا عَنْ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ رَغْبَةً مِنْهُمَا فِي إِنْجَاحِ زَوَاجِهِمَا. فَكَيْفَ ٱسْتَفَادَا؟ تَقُولُ ٱلزَّوْجَةُ: «تَعَلَّمْنَا أَنَّ ٱللُّطْفَ يَشْمُلُ ٱلْأَمَانَةَ وَٱلْإِخْلَاصَ، فَكَانَ لِذلِكَ أَثَرٌ بَالِغٌ فِي طَرِيقَةِ تَعَامُلِنَا وَاحِدِنَا مَعَ ٱلْآخَرِ. فَتَعَلَّمْنَا أَنْ نَكُونَ مَرِنَيْنِ وَمُسَامِحَيْنِ وَأَنْ نَقُولَ ‹شُكْرًا› وَ ‹أَعْتَذِرُ› عِنْدَ ٱللُّزُومِ».
١٢ إِلَيْكَ أَيْضًا مِثَالَ زَوْجَيْنِ مَسِيحِيَّيْنِ كَانَا يُعَانِيَانِ مَشَاكِلَ زَوْجِيَّةً. فَعِنْدَمَا أَدْرَكَا أَنَّهُمَا يَفْتَقِرَانِ إِلَى ٱللُّطْفِ فِي عَلَاقَتِهِمَا، قَرَّرَا دِرَاسَةَ مَوْضُوعِ ٱللُّطْفِ مَعًا. وَٱلنَّتِيجَةُ؟ يَتَذَكَّرُ ٱلزَّوْجُ: «سَاعَدَنَا دَرْسُنَا عَنِ ٱللُّطْفِ أَنْ نَلْتَمِسَ ٱلْأَعْذَارَ لِرَفِيقِنَا لَا أَنْ نَنْسِبَ ٱلدَّوَافِعَ ٱلْخَاطِئَةَ إِلَيْهِ؛ فَعَلَيْنَا أَنْ نَبْحَثَ عَنْ حَسَنَاتِهِ. وَتَعَلَّمْنَا أَيْضًا أَنْ نَهْتَمَّ أَكْثَرَ بِحَاجَاتِ وَاحِدِنَا ٱلْآخَرَ. كَمَا تَطَلَّبَ مِنِّي إِظْهَارُ ٱللُّطْفِ أَنْ أَطْلُبَ مِنْ زَوْجَتِي ٱلتَّعْبِيرَ عَمَّا يَجُولُ فِي خَاطِرِهَا بِصَرَاحَةٍ دُونَ أَنْ أَسْتَاءَ مِنْ كَلِمَاتِهَا. وَعَنَى ذلِكَ أَنْ أَضَعَ عِزَّةَ نَفْسِي جَانِبًا. وَحِينَ بَدَأْنَا نُعْرِبُ عَنِ ٱللُّطْفِ فِي زَوَاجِنَا، تَخَلَّيْنَا تَدْرِيجِيًّا عَنْ مَوْقِفِنَا ٱلدِّفَاعِيِّ، فَأَرَاحَنَا ذلِكَ كَثِيرًا». أَفَلَنْ تَسْتَفِيدَ عَائِلَتُكَ أَنْتَ أَيْضًا مِنَ ٱلدَّرْسِ عَنْ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ؟
مَارِسِ ٱلْإِيمَانَ حَتَّى عِنْدَمَا تَكُونُ وَحْدَكَ
١٣ أَيُّ خَطَرٍ عَلَى رُوحِيَّاتِنَا يَنْبَغِي أَنْ نَحْتَرِسَ مِنْهُ؟
١٣ يَجِبُ أَنْ يَسْمَحَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ لِرُوحِ ٱللّٰهِ أَنْ يَهْدِيَهُمْ سَوَاءٌ كَانُوا مَعَ ٱلْآخَرِينَ أَوْ وَحْدَهُمْ. فَفِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْيَوْمَ، تَنْتَشِرُ ٱلصُّوَرُ ٱلْخَلِيعَةُ وَٱلتَّسْلِيَةُ ٱلْمُنْحَطَّةُ. وَهذَا ٱلْأَمْرُ يُعَرِّضُ رُوحِيَّاتِنَا لِلْخَطَرِ. فَمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَفْعَلَ؟ تَنْصَحُنَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ: «اِطْرَحُوا عَنْكُمْ كُلَّ قَذَارَةٍ وَكُلَّ مَا يَفِيضُ مِنْ سُوءٍ، وَٱقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ أَنْ تُغْرَسَ فِيكُمُ ٱلْكَلِمَةُ ٱلْقَادِرَةُ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ». (يع ١:٢١) فَلْنَرَ ٱلْآنَ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلْإِيمَانُ، وَجْهٌ آخَرُ مِنْ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ، أَنْ نَبْقَى طَاهِرِينَ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ.
١٤ لِمَاذَا يُؤَدِّي عَدَمُ ٱلْإِيمَانِ إِلَى ٱلْمَسْلَكِ ٱلْخَاطِئِ؟
١٤ يَعْنِي ٱلْإِيمَانُ مِنْ حَيْثُ ٱلْأَسَاسُ أَنَّ يَهْوَهَ ٱللّٰهَ حَقِيقِيٌّ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْنَا. لِذلِكَ يُؤَدِّي عَدَمُ ٱلْإِيمَانِ إِلَى ٱنْجِرَافِنَا بِسُهُولَةٍ فِي ٱلْمَسْلَكِ ٱلْخَاطِئِ. خُذْ مَثَلًا مَا حَدَثَ بَيْنَ شَعْبِ ٱللّٰهِ قَدِيمًا. فَقَدْ كَشَفَ يَهْوَهُ لِلنَّبِيِّ حَزْقِيَالَ أَنَّ أُمُورًا كَرِيهَةً كَانَتْ تَجْرِي فِي ٱلْخَفَاءِ قَائِلًا: «هَلْ رَأَيْتَ، يَا ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ، مَا يَصْنَعُهُ شُيُوخُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ فِي ٱلظَّلَامِ، كُلُّ وَاحِدٍ فِي مَخَادِعِ مَنْحُوتَاتِهِ؟ لِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ: ‹يَهْوَهُ لَا يَرَانَا. يَهْوَهُ قَدْ تَرَكَ ٱلْأَرْضَ›». (حز ٨:١٢) أَلَاحَظْتَ مَا ٱلَّذِي سَاهَمَ فِي نُشُوءِ ٱلْمُشْكِلَةِ؟ لَمْ يُؤْمِنُوا أَنَّ يَهْوَهَ عَارِفٌ بِأَعْمَالِهِمْ. فَهُوَ لَمْ يَكُنْ حَقِيقِيًّا فِي نَظَرِهِمْ.
١٥ كَيْفَ يَحْمِينَا ٱلْإِيمَانُ ٱلْقَوِيُّ بِيَهْوَهَ؟
١٥ بِٱلْمُقَابِلِ، لَاحِظْ مِثَالَ يُوسُفَ. فَرَغْمَ أَنَّهُ كَانَ بَعِيدًا عَنْ عَائِلَتِهِ وَشَعْبِهِ، رَفَضَ أَنْ يَرْتَكِبَ ٱلزِّنَى مَعَ زَوْجَةِ فُوطِيفَارَ. وَلِمَاذَا؟ قَالَ: «كَيْفَ أَرْتَكِبُ هٰذَا ٱلشَّرَّ ٱلْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى ٱللّٰهِ؟». (تك ٣٩:٧-٩) نَعَمْ، لَقَدْ كَانَ يَهْوَهُ حَقِيقِيًّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِ. فَإِذَا كَانَتْ لَدَيْنَا ٱلنَّظْرَةُ نَفْسُهَا، فَلَنْ نَتَسَلَّى بِمُشَاهَدَةِ أُمُورٍ فَاسِدَةٍ أَوْ نَقُومَ بِأَيِّ عَمَلٍ آخَرَ يُغْضِبُ ٱللّٰهَ وَنَحْنُ بِمُفْرَدِنَا. بَلْ سَيَكُونُ تَصْمِيمُنَا كَذَاكَ ٱلَّذِي لِلْمُرَنِّمِ ٱلْمُلْهَمِ: «أَسِيرُ بِٱسْتِقَامَةِ قَلْبِي دَاخِلَ بَيْتِي. لَا أَجْعَلُ نُصْبَ عَيْنَيَّ شَيْئًا لَا خَيْرَ فِيهِ». — مز ١٠١:٢، ٣.
صُنْ قَلْبَكَ بِمُمَارَسَةِ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ
١٦، ١٧ (أ) بِحَسَبِ سِفْرِ ٱلْأَمْثَالِ، كَيْفَ يَقَعُ «فَتًى نَاقِصُ ٱلْقَلْبِ» فِي ٱلْخَطِيَّةِ؟ (ب) وَفْقًا لِلصُّورَةِ فِي ٱلصَّفْحَةِ ٢٦، كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَحْدُثَ لَنَا أَمْرٌ مُشِابِهٌ بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ عُمْرِنَا؟
١٦ إِنَّ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ، آخِرَ وَجْهٍ مِنْ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ، يَمْنَعُنَا مِنِ ٱرْتِكَابِ مَا يَدِينُهُ ٱللّٰهُ. فَهُوَ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَصُونَ قَلْبَنَا. (ام ٤:٢٣) تَأَمَّلْ فِي ٱلْحَادِثَةِ ٱلْمَذْكُورَةِ فِي أَمْثَال ٧:٦-٢٣ ٱلَّتِي تَصِفُ كَيْفَ وَقَعَ «فَتًى نَاقِصُ ٱلْقَلْبِ» فِي حَبَائِلِ بَغِيٍّ حِينَ ‹عَبَرَ فِي ٱلشَّارِعِ عِنْدَ زَاوِيَتِهَا›. فَلَرُبَّمَا دَفَعَهُ فُضُولُهُ أَنْ يُجَازِفَ وَيَمُرَّ فِي ٱلْحَيِّ ٱلَّذِي تَقْطُنُهُ. فَٱنْجَرَفَ دُونَ أَنْ يَدْرِيَ فِي مَسْلَكٍ أَحْمَقَ، مُلْحِقًا ٱلْأَذَى ‹بِنَفْسِهِ›.
١٧ وَكَيْفَ كَانَ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَتَجَنَّبَ ٱرْتِكَابَ هذِهِ ٱلْغَلْطَةِ ٱلْفَادِحَةِ؟ بِٱلْإِصْغَاءِ إِلَى ٱلتَّحْذِيرِ ٱلتَّالِي: «لَا تَكُنْ هَائِمًا فِي مَسَالِكِهَا». (ام ٧:٢٥) وَهذَا يُعَلِّمُنَا دَرْسًا: إِذَا أَرَدْنَا أَنْ يَهْدِيَنَا رُوحُ ٱللّٰهِ، فَعَلَيْنَا أَنْ نَتَفَادَى ٱلْأَوْضَاعَ ٱلَّتِي تُعَرِّضُنَا لِلتَّجْرِبَةِ. وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي تَجْعَلُنَا ‹نَهِيمُ› فِي مَسْلَكِ ٱلْحَمَاقَةِ ‹كَٱلْفَتَى ٱلنَّاقِصِ ٱلْقَلْبِ› هِيَ تَقْلِيبُ قَنَوَاتِ ٱلتِّلِفِزْيُونِ أَوْ تَصَفُّحُ ٱلْإِنْتِرْنِت دُونَ أَنْ يَكُونَ فِي بَالِنَا رُؤْيَةُ أَمْرٍ مُحَدَّدٍ. فَسَيَقَعُ نَظَرُنَا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ عَلَى مَشَاهِدَ مُثِيرَةٍ جِنْسِيًّا حَتَّى لَوْ لَمْ نَتَعَمَّدْ ذلِكَ. وَقَدْ نُنَمِّي تَدْرِيجِيًّا عَادَةَ مُشَاهَدَةِ ٱلْفَنِّ ٱلْإِبَاحِيِّ ٱلنَّجِسَةَ، فَيَكُونُ لِذلِكَ أَثَرٌ مُدَمِّرٌ فِي ضَمِيرِنَا وَعَلَاقَتِنَا بِٱللّٰهِ. حَتَّى إِنَّهُ قَدْ يُكَلِّفُنَا حَيَاتَنَا. — اِقْرَأْ روما ٨:٥-٨.
١٨ أَيَّةُ ٱحْتِيَاطَاتٍ يُمْكِنُ أَنْ يَتَّخِذَهَا ٱلْمَسِيحِيُّ لِيَصُونَ قَلْبَهُ، وَكَيْفَ تَتَطَلَّبُ هذِهِ ٱلِٱحْتِيَاطَاتُ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ؟
١٨ طَبْعًا، يُمْكِنُنَا — بَلْ عَلَيْنَا — أَنْ نُمَارِسَ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ بِٱتِّخَاذِ إِجْرَاءٍ فَوْرِيٍّ إِذَا مَا رَأَيْنَا صُدْفَةً صُورَةً مُثِيرَةً جِنْسِيًّا. وَلكِنْ كَمْ هُوَ أَفْضَلُ أَنْ نَتَجَنَّبَ مِنَ ٱلْأَسَاسِ هذَا ٱلْوَضْعَ! (ام ٢٢:٣) وَلِهذِهِ ٱلْغَايَةِ، يَجِبُ تَحْدِيدُ ٱلِٱحْتِيَاطَاتِ ٱللَّازِمَةِ وَٱلِٱلْتِصَاقُ بِهَا، مَا يَتَطَلَّبُ مُمَارَسَةَ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ. مَثَلًا، يَخْتَارُ ٱلْبَعْضُ وَضْعَ جِهَازِ ٱلْكُمْبيُوتِرِ فِي ٱلْبَيْتِ عَلَى مَرْأًى مِنَ ٱلْجَمِيعِ. وَيُفَضِّلُ غَيْرُهُمُ ٱسْتِخْدَامَ ٱلْكُمْبيُوتِرِ أَوْ مُشَاهَدَةَ ٱلتِّلِفِزْيُونِ حِينَ يَكُونُونَ بِرِفْقَةِ ٱلْآخَرِينَ فَقَطْ. حَتَّى إِنَّ ٱلْبَعْضَ يُقَرِّرُونَ عَدَمَ ٱسْتِخْدَامِ ٱلْإِنْتِرْنِت عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. (اِقْرَأْ متى ٥:٢٧-٣٠.) فَلْنَتَّخِذْ كُلَّ ٱلْإِجْرَاءَاتِ ٱللَّازِمَةِ لِحِمَايَةِ أَنْفُسِنَا وَعَائِلَتِنَا كَيْ نَعْبُدَ يَهْوَهَ «مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ وَضَمِيرٍ صَالِحٍ وَإِيمَانٍ بِلَا رِيَاءٍ». — ١ تي ١:٥.
١٩ مَا هِيَ ٱلْفَوَائِدُ ٱلَّتِي نَحْصُدُهَا إِذَا سَمَحْنَا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ أَنْ يَهْدِيَنَا؟
١٩ إِنَّ ٱلثَّمَرَ ٱلَّذِي يُنْتِجُهُ عَمَلُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ يَأْتِي بِفَوَائِدَ كَثِيرَةٍ. فَٱلْوَدَاعَةُ وَطُولُ ٱلْأَنَاةِ يُسَاهِمَانِ فِي تَرْوِيجِ ٱلسَّلَامِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. وَيُعَزِّزُ ٱللُّطْفُ وَٱلصَّلَاحُ ٱلسَّعَادَةَ ٱلْعَائِلِيَّةَ. كَمَا يُسَاعِدُنَا ٱلْإِيمَانُ وَضَبْطُ ٱلنَّفْسِ أَنْ نَبْقَى قَرِيبِينَ مِنْ يَهْوَهَ وَطَاهِرِينَ فِي عَيْنَيْهِ. إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ، تُؤَكِّدُ لَنَا غَلَاطِيَة ٦:٨: «مَنْ يَزْرَعُ لِلرُّوحِ يَحْصُدُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً مِنَ ٱلرُّوحِ». نَعَمْ، عَلَى أَسَاسِ فِدْيَةِ ٱلْمَسِيحِ، سَيَسْتَخْدِمُ يَهْوَهُ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ لِيَمْنَحَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً لِكُلِّ ٱلَّذِينَ يَسْمَحُونَ لِلرُّوحِ أَنْ يَهْدِيَهُمْ.
-