مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ماذا يدفع كثيرين الى اليأس؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٨ | ايار (‏مايو)‏
    • ماذا يدفع كثيرين الى اليأس؟‏

      يشهد العالم اليوم تغيرات مقلقة تجعل كثيرين يخشون المستقبل.‏ فكاميرات المراقبة ترصد تحركات المواطنين في عدد متزايد من المدن.‏ وبسبب الخوف من الارهابيين،‏ صار العديد من المطارات النشطة اشبه بمخيمات عسكرية.‏ ويتفاقم على الإنترنت عدد اللصوص ومضاجعي الاولاد الذين يبحثون عن ضحايا بريئة.‏ ومن الناحية البيئية،‏ صار مستقبلنا على هذا الكوكب مهددا بأخطار التلوث وإزالة الاحراج وانقراض الانواع والدفء العالمي.‏

      ما كان احد قبل جيلين او ثلاثة يتخيل ان امورا كهذه يمكن ان تحصل،‏ لكنها اليوم تقض مضاجع الناس في كل الارض.‏ ولا عجب ان يتساءل اناس كثيرون عمَّ يحدث للعالم وأي مستقبل ينتظرهم هم وأولادهم.‏ فهل يأتي يوم يخشى فيه الناس ايضا من ركوب الباص او القطار او الطائرة؟‏ ونظرا الى ارتفاع الاسعار واستنزاف موارد الارض،‏ هل تتمكن الاجيال اللاحقة من تحمل تكاليف العناية الطبية الجيدة والحصول على الاطعمة الصحية وشراء ما يكفي من الوقود؟‏

      اعتبر احد وزراء الصحة الكنديين،‏ في حديثه عن ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية،‏ ان «المستقبل يبدو مروِّعا جدا جدا».‏ كما يُدق ناقوس الخطر بشأن الطعام والوقود.‏ ولماذا؟‏ بهدف التقليل من الاعتماد على الوقود الاحفوري،‏ تركّز بعض الدول على تطوير الوقود الاحيائي biofuel،‏ مثل الإيثانول،‏ الذي يُشتق من النبات.‏ وهكذا،‏ ولأول مرة في التاريخ،‏ تحتدم المنافسة بين الافواه البشرية ومحركات السيارات على غلال الاراضي الزراعية الباقية.‏ والنتيجة هي الارتفاع الحاصل في اسعار المواد الغذائية.‏

      كما ان الفجوة تتسع بين الاغنياء والفقراء،‏ وهذا ما يزيد من التوترات الاجتماعية.‏ يقول تقرير لمنظمة الصحة العالمية (‏بالانكليزية)‏:‏ «يشهد هذا العقد الاول من القرن الحادي والعشرين نموا هائلا في رفاهية الانسان يترافق في المقابل مع الحرمان الشديد.‏ .‏ .‏ .‏ وقد انخفض متوسط العمر المتوقع في بعض افقر بلدان العالم الى نصف مستواه في البلدان الاغنى».‏ وأبرز اسباب ذلك هي الامراض والفوضى الاجتماعية والاقتصادية التي تعانيها الدول غير المستقرة سياسيا.‏

      اضف الى ذلك خطر ظاهرة الدفء العالمي التي يمكن ان تزيد من التصحر والتطرف في الاحوال الجوية.‏ وهذا ما يدفع كثيرين من الاشخاص الواسعي الاطلاع الى القلق بشأن المستقبل.‏ فقد عبّرت نشرة العلماء الذريين (‏بالانكليزية)‏،‏ التي تضبط ما يسمى بساعة يوم الدينونة،‏ عن مخاوفها من مستقبل حالك «نظرا الى ما يراه العلماء بشكل متكرر من تراكم للتأثيرات السلبية [للدفء العالمي] في انظمة الارض البيئية المعقدة».‏

      فهل مستقبلنا حالك كما يبدو عليه الآن؟‏ وهل يعتمد املنا بمستقبل سعيد على كبار رجال الاعمال والسياسة والدين والعلم؟‏ قد يجيب البعض:‏ ‹وأي خيار آخر لدينا؟‏ فنحن مَن اوقعنا انفسنا في هذه الورطة وعلينا نحن ان نُخرج انفسنا منها›.‏ غير ان اناسا يرون انه ليس في طاقة البشر اخراجنا من هذه الورطة وأن املنا الوحيد بمستقبل آمن هو في يد اللّٰه.‏ ولكن اذا كان هؤلاء محقين،‏ فماذا يؤكد لنا ان اللّٰه مهتم بنا وأنه سينقذنا من المصيبة التي اوقعنا انفسنا فيها؟‏ ستجيب المقالات التالية عن هذه الاسئلة.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٣]‏

      هل يعتمد املنا بمستقبل سعيد على كبار رجال الاعمال والسياسة والدين والعلم؟‏

  • هل باستطاعة البشر ان يضمنوا لنا مستقبلا سعيدا؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٨ | ايار (‏مايو)‏
    • هل باستطاعة البشر ان يضمنوا لنا مستقبلا سعيدا؟‏

      تخيل انك انتقلت للعيش في بيت جديد اشتريتَه لأنك رأيته متينا وأُعجبت بطريقة بنائه الجميل.‏ لقد صار لديك بيت احلامك،‏ وأصبحت تنظر الى مستقبلك مرتاح البال.‏ ولكن بعد سنوات قليلة،‏ بدأت مشاكل خطيرة تظهر في جدران البيت واتُّخذ قرار بهدمه،‏ فاسودَّت الدنيا في عينك.‏ لكنَّ القرار لم يشمل بيتك فقط.‏ فقد ظهرت المشاكل نفسها في بيوت اخرى في المنطقة.‏ وبعد التحقيق في المسألة تبيَّن ان السبب هو عدم الكفاءة في الهندسة المعمارية ورداءة الآجر.‏

      العالم كله في وضع سيئ مثل هذا البيت.‏ فيبدو ان بنية المجتمع تتقوَّض رغم كل ما جُرِّب من انظمة اجتماعية وسياسية ورغم التقدم المذهل في مجالَي العلم والتكنولوجيا.‏ وصارت الفوضى والتمرد على القانون في عدد من البلدان جزءا من الحياة اليومية.‏ فهل يدفع تردي الاوضاع البشر الى ايجاد حل لمشاكلهم بإنشاء حكومة قديرة؟‏ تأمل في ما ذكرته بعض المراجع عن سجل الجنس البشري في هذا المجال.‏

      ‏«جربنا كل شيء»‏

      لقد قام مفكرون من الفيلسوف اليوناني افلاطون الى الفيلسوف السياسي والاشتراكي الالماني كارل ماركس بوضع عدد من الايديولوجيات السياسية الهادفة الى تحسين اوضاع العالم.‏ فماذا كانت النتيجة؟‏ ذكرت مقالة ظهرت في مجلة رجل الدولة الجديد (‏بالانكليزية)‏:‏ «لم نقضِ على الفقر ولم نجلب السلام العالمي،‏ لا بل يبدو اننا حققنا العكس تماما.‏ هذا لا يعني اننا لم نحاول.‏ فقد جربنا كل شيء،‏ من الشيوعية الى الرأسمالية ومن عصبة الامم الى الردع النووي.‏ ومن كثرة ما خضنا حروبا بحجة إنهاء الحرب،‏ ما عاد احد يصدِّق اننا نعرف كيف نُنهي الحرب فيما صارت مدننا اشبه بساحة قتال لا يتوقف».‏ وتمضي المقالة قائلة:‏ «بدأ القرن [العشرون] ونحن مقتنعون اشد الاقتناع ان العلماء سينقذوننا،‏ وانتهى ذلك القرن ونحن لا نصدّق اية كلمة يتفوهون بها».‏

      وفي سنة ٢٠٠١ كتب إريك هابسبام،‏ بروفسور متقاعد في التاريخ الاقتصادي والاجتماعي في جامعة لندن،‏ ان الانظمة السياسية البشرية «تواجه عصرا صارت فيه النشاطات البشرية تمارس تأثيرا هائلا في الطبيعة والارض».‏ اما الحل لهذه المشاكل،‏ او التخفيف منها،‏ «فيستلزم اتخاذ اجراءات يكاد يكون مؤكدا انها لن تلقى دعما في الانتخابات او في الدراسات التي تُجرى لمعرفة تفضيلات المستهلكين.‏ وهذا الامر لا يصب في مصلحة الديموقراطية ولا الكرة الارضية على المدى البعيد».‏

      وبالنظر الى الكارثة التي تحدق بالبشرية،‏ سأل ستيڤن هوكِنڠ،‏ عالم الفيزياء الفلكية الشهير ومؤلف عدد من اكثر الكتب مبيعا:‏ «في عالم تسوده الفوضى السياسية والاجتماعية والبيئية،‏ كيف يمكن للجنس البشري ان يستمر في العيش خلال المئة سنة القادمة؟‏».‏

      لماذا سجل البشر قاتم الى هذا الحد؟‏

      الكتاب المقدس هو المصدر الوحيد الذي يعطي اسبابا مقنعة لفشل البشر الذريع في حكم انفسهم.‏ فنحن نجد في طياته تقييما صادقا لطبيعة الانسان.‏ إليك على سبيل المثال هذه الحقائق الرئيسية الاربع:‏

      نحن جميعا ناقصون.‏ «الجميع اخطأوا وليس في وسعهم ان يعكسوا مجد اللّٰه».‏ (‏روما ٣:‏٢٣‏)‏ فمثلما يمكن ان تتسبب رداءة الآجر بإضعاف البناء وانهياره،‏ كذلك ينعكس النقص البشري الموروث في امور تساهم في إضعاف بنية المجتمع.‏ وهذه الامور تشمل الميل الى الفساد والغش والجشع والتعسف في السلطة.‏ وليس هذا بشيء جديد.‏ فقبل نحو ثلاثة آلاف سنة،‏ ذكر احد كتّاب الكتاب المقدس الحكماء:‏ «يتسلط انسان على انسان لأذيته».‏ —‏ جامعة ٨:‏٩‏.‏

      يعرف القادة في الدول والقضاء ان البشر لهم نقائصهم وضعفاتهم،‏ ولذلك يحاولون مواجهتها بسنّ عدد هائل من التشريعات.‏ لكنهم يفعلون ذلك عالمين جيدا ان لا احد يستطيع سن تشريعات تفرض على المرء ان يحب رفيقه الانسان وتجعله يرغب في اطاعة القانون.‏

      الموت يدركنا جميعا.‏ «لا تتكلوا على العظماء،‏ ولا على الانسان،‏ الذي لا خلاص عنده.‏ تخرج روحه [او قوة حياته]،‏ فيعود الى ترابه،‏ في ذلك اليوم تبيد افكاره».‏ (‏مزمور ١٤٦:‏٣،‏ ٤‏)‏ لقد عرف سليمان،‏ احد ملوك اسرائيل القديمة والمعتبر من احكم الحكام في التاريخ،‏ ان كل الكدّ الذي يكدُّه قد يصير بلا جدوى،‏ اذ كتب:‏ «حتى انا كرهت كل كدّي الذي اكدّه تحت الشمس،‏ الذي اتركه للانسان الذي يكون بعدي.‏ ومن يعلم هل يكون حكيما او احمق؟‏ غير انه يتسلط على كل كدّي الذي كددته .‏ .‏ .‏ هذا ايضا باطل».‏ —‏ جامعة ٢:‏١٨،‏ ١٩‏.‏

      لم نُصنع لنحكم انفسنا.‏ «ليس للبشر طريقهم.‏ ليس لإنسان يمشي ان يوجِّه خطواته».‏ (‏ارميا ١٠:‏٢٣‏)‏ فحتى لو لم تكن لدينا نقائص،‏ يؤكد الكتاب المقدس ان البشر —‏ بحسب قصد اللّٰه الاصلي —‏ ليس لهم الحق الالهي في ان يحكموا انفسهم ولا القدرة ان يفلحوا في الحكم.‏ أوَلا ترى ان الناس يمتعضون لمجرد التفكير في ان شخصا او مجموعة من الاشخاص يأمرونهم بما يجب ان يفعلوا او يحددون لهم المقاييس الاخلاقية الواجب اتباعها؟‏!‏ هذا لأننا خُلقنا لنطلب التوجيه في حياتنا من سلطة اسمى منا.‏ وهذه السلطة هي اللّٰه.‏ —‏ اشعيا ٣٣:‏٢٢؛‏ اعمال ٤:‏١٩؛‏ ٥:‏٢٩‏.‏

      البشر معرَّضون لتأثير حاكم غير منظور.‏ «العالم كله .‏ .‏ .‏ تحت سلطة الشرير» —‏ الشيطان ابليس.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ إليك هذا المثل لإيضاح النقطة:‏ اذا كانت الادارة العليا في احدى الشركات فاسدة كليا ولا احد قادر على محاسبتها،‏ فماذا يستطيع الموظف العادي فعله لإصلاح الوضع؟‏ لا شيء.‏ كذلك الامر بالنسبة الى اصلاح المشاكل التي يتبين ان مَن يسببونها في الاصل هم حكام هذا العالم غير المنظورين،‏ المخلوقات الروحية الشريرة العاملة تحت سلطة الشيطان.‏ ويصف الكتاب المقدس هؤلاء الحكام بأنهم «الرئاسات» و «السلاطين» و «ولاة العالم على هذه الظلمة» و «القوى الروحية الشريرة في الاماكن السماوية».‏ —‏ افسس ٦:‏١٢‏.‏

      لكن الكتاب المقدس لا يتوقف عند فضح تقصيرات البشر والكشف عن حكام العالم غير المنظورين.‏ فهو يبشِّر بحل اكيد لكل مشاكلنا.‏ وهذا ما يعطينا املا راسخا بمستقبل افضل.‏

      خالقنا يهبُّ لإنقاذنا

      اذا تُركنا نتدبر امرنا بأنفسنا،‏ فلن نتمكن ابدا من ايجاد حل لهذه المشاكل.‏ حتى اذكى الناس وأقواهم وأغناهم لا يستطيع ان يغيِّر حقيقة واحدة من الحقائق الاربع المذكورة في هذه المقالة.‏a لكنَّ خالقنا لم ينسَنا ولم يتركنا،‏ كما توضح المقالة التالية.‏ وبصفته صاحب السلطان الشرعي على الارض،‏ سيعمل على ازالة كل عائق يقف في طريق سعادتنا.‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٨‏)‏ كما انه سيفعل ذلك قريبا جدا.‏ فكيف نعرف ذلك؟‏

      لقد اوضحت هذه المجلة،‏ في عددها الصادر الشهر الماضي،‏ ان الاحداث العالمية والاوضاع الاجتماعية تؤكد بشكل لا يرقى اليه الشك اننا متوغلون جدا في «الايام الاخيرة» لهذا العالم.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١؛‏ متى ٢٤:‏٣-‏٧‏)‏ غير ان النهاية لن تحل بشكل محرقة نووية شاملة او بسبب ارتطام كويكب بالارض او بأي طريقة تبيد الصالحين والطالحين على السواء دون تمييز.‏ فهذه النهاية ستأتي نتيجة تدخل الهي يستهدف الاشرار بالتحديد،‏ بمن فيهم الذين يصرون على ادامة سيادة البشر على الارض.‏ (‏مزمور ٣٧:‏١٠؛‏ ٢ بطرس ٣:‏٧‏)‏ وفي نفس الوقت سينهي اللّٰه كل معاناة يتسبب بها الذين يقاومونه.‏b —‏ ٢ تسالونيكي ١:‏٦-‏٩‏.‏

      وبعد ذلك سيحلّ الخالق مشاكل الحكم التي نواجهها حين يمنح سلطة كاملة على الارض لحكومة تدعى «ملكوت اللّٰه».‏ (‏لوقا ٤:‏٤٣‏)‏ وكما سنرى الآن،‏ ستجعلنا هذه الحكومة العالمية ننظر الى المستقبل نظرة مختلفة كليا.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a انظر مقالة «هل الاعمال الخيرية هي الحل؟‏» في الصفحة ١٩.‏

      b يوجد جواب عن السؤال «لمَ يسمح اللّٰه بالألم؟‏» في الصفحة ١٠٦ من كتاب ماذا يعلّم الكتاب المقدس حقا؟‏‏،‏ اصدار شهود يهوه.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٥]‏

      ‏«آجرّ» رديء في بناء المجتمع البشري

      ◼ نحن جميعا ناقصون.‏

      ◼ الموت يدركنا جميعا.‏

      ◼ لم نُصنع لنحكم انفسنا.‏

      ◼ البشر معرَّضون لتأثير حاكم غير منظور.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٦]‏

      البشر لن يُهلكوا الارض

      توجد ادلة كثيرة في الكتاب المقدس على ان قصد الخالق للارض هو ان تكون موطنا آمنا وسلميا للبشر الاتقياء.‏ تأمل في الآيات التالية:‏

      «المؤسس الارض على قواعدها،‏ فلا تتزعزع الى الدهر والابد».‏ —‏ مزمور ١٠٤:‏٥‏.‏

      «قد ثبَّتَّ الارض لتبقى قائمة».‏ —‏ مزمور ١١٩:‏٩٠‏.‏

      «جيل يمضي وجيل يجيء،‏ والارض قائمة مدى الدهر».‏ —‏ جامعة ١:‏٤‏.‏

      «الارض تمتلئ من معرفة يهوه كما تغطي المياه البحر».‏ —‏ اشعيا ١١:‏٩‏.‏

      «[يهوه] مصور الارض وصانعها،‏ الذي ثبَّتها،‏ ولم يخلقها باطلا،‏ انما للسكن صوَّرها».‏ —‏ اشعيا ٤٥:‏١٨‏.‏

  • مستقبل آمن في ظل حكم اللّٰه
    استيقظ!‏ ٢٠٠٨ | ايار (‏مايو)‏
    • مستقبل آمن في ظل حكم اللّٰه

      عما قريب سيزول كل همّ يساورنا بشأن المستقبل،‏ لأن اللّٰه سيتولى ادارة الكرة الارضية بإقامة حكومته الخاصة التي تدعى ملكوت اللّٰه.‏ وقد كان يسوع المسيح يفكر في هذا المستقبل الرائع حين علّم أتباعه ان يصلوا:‏ «ليأتِ ملكوتك.‏ لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض».‏ —‏ متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      وملكوت اللّٰه لن يتعاون مع القادة السياسيين البشر ولن يمارس سلطانه من خلالهم،‏ بل سيزيل كل اثر للحكم البشري المستقل عن اللّٰه كما هو مبيَّن في نبوة دانيال التالية عن «الايام الاخيرة»،‏ الايام التي نعيش فيها.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١‏)‏ فهذه النبوة تقول:‏ «في ايام هؤلاء الملوك،‏ يقيم اله السماء مملكة لن تنقرض ابدا.‏ .‏ .‏ .‏ فتسحق وتفني كل هذه الممالك [البشرية]،‏ وهي تثبت الى الدهر».‏ (‏دانيال ٢:‏٤٤‏)‏ ويا لها من بشرى رائعة للذين يبتغون سلطان اللّٰه بواسطة ملكوته!‏ اما الذين يفضّلون الحكم البشري،‏ فلن يجدوا التعزية ولا الامل في هذه الكلمات.‏

      مستقبل رائع

      عندما يتولى ملكوت اللّٰه الحكم على كل الارض،‏ لن يكون رعاياه منقسمين بسبب السياسة او العرق او الدين،‏ ولن ترسم الخطوط على الخرائط حدودا فاصلة بينهم.‏ فهم سيشكلون معشر اخوة عالميا موحدا بفضل الدين الحق والمحبة الاصيلة.‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥؛‏ ١٧:‏٣،‏ ١٧‏)‏ نعم،‏ سوف ‹يُزهر البار› في ظل حكم الملكوت و ‹يَكثر السلام الى ان يزول القمر›.‏ —‏ مزمور ٧٢:‏٧‏.‏

      بالاضافة الى ذلك،‏ سيساعد ملكوت اللّٰه البشر الطائعين على بلوغ الكمال عقلا وجسدا اذ يستأصل كل مرض وألم وموت.‏ (‏رؤيا ٢١:‏٣،‏ ٤‏)‏ وماذا ستكون النتيجة؟‏ سيتحول كوكبنا الى فردوس بكل معنى الكلمة،‏ اتماما لقصد اللّٰه الاصلي الذي ذكره في جنة عدن.‏a —‏ تكوين ١:‏٢٨‏.‏

      البشارة الحقيقية الوحيدة

      اتى يسوع على ذكر نقطة لافتة جدا للنظر عند سرده النقاط التي تؤلف العلامة المركبة ‹لاختتام نظام الاشياء›.‏ (‏متى ٢٤:‏٣-‏٧‏)‏ فقد قال:‏ «يُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم،‏ ثم تأتي النهاية».‏ —‏ متى ٢٤:‏١٤‏.‏

      وانسجاما مع مشيئة اللّٰه،‏ قام نحو سبعة ملايين شخص من شهود يهوه في ٢٣٦ بلدا بإخبار جيرانهم برسالة الملكوت خلال سنة ٢٠٠٧،‏ صارفين بفرح اكثر من ٤‏,١ بليون ساعة من وقتهم الخاص لإنجاز هذا العمل.‏ وماذا يجعل شهود يهوه مقتنعين جدا بالوعود التي يتضمنها الكتاب المقدس؟‏ الجواب سهل للغاية.‏ فكما ستوضح المقالة التالية،‏ يصدُق اللّٰه دائما في وعوده.‏ —‏ روما ٣:‏٤‏.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a انظر مقالة «وجهة نظر الكتاب المقدس:‏ هل تتحول الارض الى فردوس؟‏» في الصفحة ١٠.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٧]‏

      يقول الكتاب المقدس انه سوف ‹يكثر السلام›‏

  • مستقبل مضمون بانتظارك
    استيقظ!‏ ٢٠٠٨ | ايار (‏مايو)‏
    • مستقبل مضمون بانتظارك

      فيما انت سائر في الطريق،‏ وصلت الى مفترق تتشعب منه طريقان،‏ ولافتة مختلفة على رأس كل منهما.‏ اللافتة الاولى تذكر:‏ «ابنِ مستقبلك على وعود البشر».‏ اما الثانية فتذكر:‏ «توكل على اللّٰه وملكوته».‏ فأي طريق تسلك؟‏

      الشخص الحكيم يختار التوكل على اللّٰه.‏ فهو يقول:‏ «اما السامع لي فيسكن في امن،‏ ويطمئن من رعب البلية».‏ (‏امثال ١:‏٣٣‏)‏ ونحن نسمع لخالقنا حين نطيع تعاليمه المسجلة في الكتاب المقدس،‏ عالمين انها موضع ثقة.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٦‏)‏ وهل هذه الثقة في محلها؟‏ نعم،‏ بالتأكيد!‏ فقد رأينا مثلا في المقالة الثانية من هذه السلسلة ان الكتاب المقدس وحده يوضح بدقة لماذا لا يملك البشر الكفاءة ليحكموا انفسهم.‏ أوَلا توافق ان ما يقوله الكتاب المقدس يتطابق مع الوقائع؟‏!‏

      وهذه الدقة نفسها تُرى في نبوات الكتاب المقدس.‏ مثلا،‏ انبأ الكتاب المقدس بالاحوال المزرية التي تسم «الايام الاخيرة» التي نعيش فيها.‏ ونحن نراها اليوم بأم العين.‏ (‏متى ٢٤:‏٣-‏٧؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏)‏ حتى ان الكتاب المقدس تنبأ بأن البشر سيعرّضون هذا الكوكب للخطر.‏ فالرؤيا ١١:‏١٨ تتحدث عن اشخاص كهؤلاء حين تقول ان اللّٰه سيهلك ‏«الذين يُهلكون الارض».‏

      عندما كُتبت هذه الكلمات قبل نحو ٠٠٠‏,٢ سنة،‏ لم يكن احد ليتخيل حدوث امور كتلوث الهواء والماء واليابسة،‏ الدفء العالمي،‏ والانقراض الجماعي للانواع الحيوانية والنباتية بسبب الانسان.‏ لكن هذا ما يحدث اليوم.‏ لهذا نقول ان اللّٰه لا يكذب ابدا.‏ فكلمته المكتوبة تتم دائما بحذافيرها.‏a (‏تيطس ١:‏٢؛‏ عبرانيين ٦:‏١٨‏)‏ وفي الحقيقة،‏ يحرص اللّٰه على ان تتم وعوده لأن الامر يمسّ اسمه،‏ او صيته.‏

      اسم يمكنك التوكل عليه

      مثلما يشكل الامضاء ضمانة تثبت صحة الشيك،‏ كذلك فإن اسم اللّٰه الخاص —‏ يهوه —‏ يشكل ضمانة بأن كل الوعود المسجلة في الكتاب المقدس صحيحة.‏b قال احد كتبة الكتاب المقدس الذي كثيرا ما لمس رعاية اللّٰه الحبية له:‏ «على اسمه القدوس توكلنا».‏ —‏ مزمور ٣٣:‏٢١؛‏ ٣٤:‏٤،‏ ٦‏.‏

      وتربط الامثال ١٨:‏١٠ اسم اللّٰه بالرعاية الابوية التي يمنحها لخدامه،‏ اذ تقول:‏ «اسم يهوه برج حصين.‏ يركض اليه البار فيجد الحماية».‏ كما تذكر روما ١٠:‏١٣‏:‏ «كل من يدعو باسم يهوه يخلُص».‏ لا يعني ذلك ان اسم اللّٰه هو تميمة تُستخدم لطرد الشر.‏ فاللّٰه نفسه هو الذي يخلّص،‏ والذين يدعونه كما تقول الآية يدعونه لأن توكلهم عليه مطلق،‏ مدركين تماما ان صيته لا غبار عليه.‏ يذكر المزمور ٩١:‏١٤‏:‏ «لأنه تعلق بي [يهوه] فإني انجّيه.‏ احميه لأنه عرف اسمي».‏

      فاسأل نفسك اذًا:‏ ‹على مَن اتوكل؟‏ على اللّٰه ام على الانسان؟‏›.‏ لقد اختار شهود يهوه ان يتوكلوا على اللّٰه وملكوته.‏ واختيارهم هذا ليس نتيجة حماسة عمياء او سذاجة لديهم،‏ بل هو ناجم عن اقتناع راسخ مؤسس على المعرفة الدقيقة للكتاب المقدس.‏ (‏عبرانيين ١١:‏١؛‏ ١ يوحنا ٤:‏١‏)‏ لذلك لا يخشى شهود يهوه المستقبل،‏ بل ‹يفرحون في الرجاء› الموضوع امامهم.‏ وهم يشجعونك على امتلاك نظرتهم المشرقة الى المستقبل.‏ —‏ روما ١٢:‏١٢‏.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a انظر عدد تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ٢٠٠٧ الخاص من هذه المجلة الذي يجيب بأسره عن السؤال:‏ «هل الكتاب المقدس جدير بثقتك؟‏».‏

      b انظر الاطار المرافق «اسم وضمانة على السواء».‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٩]‏

      مثلما يشكل الامضاء ضمانة تثبت صحة الشيك،‏ كذلك فإن اسم اللّٰه يشكل ضمانة بأن كل الوعود المسجلة في الكتاب المقدس صحيحة

      ‏[الاطار في الصفحة ٩]‏

      اسم وضمانة على السواء

      ليس اسم اللّٰه،‏ يهوه،‏ مجرد كلمة تُستخدم لتحديد هوية حامل الاسم.‏c فما هو اذًا؟‏ يعني هذا الاسم «يُصَيِّر»،‏ ويدل على ان محبة اللّٰه وحكمته وقدرته تدفعه ليصير هو نفسه ما يراه لازما ان يصير من اجل تحقيق قصده وإتمام كلمته.‏ فبإمكانه مثلا ان يصير مخلّصا للابرار،‏ مهلكا للاشرار،‏ سامعا للصلاة،‏ او ابا محبا —‏ كل ما يشاء ان يصير.‏

      يقول يهوه:‏ «انا الاله .‏ .‏ .‏ المخبر منذ البدء بالاخير .‏ .‏ .‏ والقائل:‏ ‹مشورتي تثبت وأفعل كل مسرتي›».‏ (‏اشعيا ٤٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وبما ان اللّٰه يصدُق دائما في وعوده وبما ان اسمه او صيته هو الضمانة،‏ فكلمته المكتوبة تتم لا محالة.‏ ‹فاللّٰه ليس انسانا فيكذب›.‏ —‏ عدد ٢٣:‏١٩‏.‏

      ‏[الحاشية]‏

      c يوجد فرق بين الاسم يهوه والالقاب مثل القادر على كل شيء والخالق واللّٰه والرب.‏ وهو يَظهر نحو سبعة آلاف مرة في النص الاصلي للكتاب المقدس.‏ واللّٰه هو من اطلق هذا الاسم على نفسه.‏ تذكر الخروج ٣:‏١٥‏:‏ «يهوه .‏ .‏ .‏ اسمي الى الابد».‏ —‏ الترجمة البروتستانتية.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة