مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • كيف سينتهي هذا العالم؟‏
    برج المراقبة ٢٠١٢ | ١٥ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • كَيْفَ سَيَنْتَهِي هذَا ٱلْعَالَمُ؟‏

      ‏«لَسْتُمْ فِي ظُلْمَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكُمْ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمُ كَمَا يُدْرِكُ ٱلسَّارِقِينَ».‏ —‏ ١ تس ٥:‏٤‏.‏

      هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُوضِحُوا؟‏

      أَيَّةُ تَطَوُّرَاتٍ لَا تُرَى ٱلْآنَ تُشِيرُ إِلَيْهَا ٱلْآيَاتُ ٱلتَّالِيَةُ؟‏

      • ١ تَسَالُونِيكِي ٥:‏٣

      • رُؤْيَا ١٧:‏١٦

      • دَانِيَال ٢:‏٤٤

      ١ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نُدَاوِمَ عَلَى ٱلسَّهَرِ وَنُوَاجِهَ ٱلْمِحَنَ؟‏

      يُبَيِّنُ إِتْمَامُ نُبُوَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ ٱلْعَالَمَ سَيَشْهَدُ عَمَّا قَرِيبٍ أَحْدَاثًا سَتَهُزُّ ٱلْمَعْمُورَةَ بِأَسْرِهَا.‏ لِذَا،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَبْقَى مُتَيَقِّظِينَ وَنُدَاوِمَ عَلَى ٱلسَّهَرِ.‏ فَمَا ٱلَّذِي يُسَاعِدُنَا عَلَى ذلِكَ؟‏ يَحُثُّنَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنْ «نُبْقِيَ أَعْيُنَنَا .‏ .‏ .‏ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي لَا تُرَى».‏ نَعَمْ،‏ يَجِبُ أَلَّا تَغِيبَ عَنْ بَالِنَا جَائِزَةُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ،‏ سَوَاءٌ كَانَتْ عَلَى ٱلْأَرْضِ أَمْ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ فَكَمَا تُظْهِرُ ٱلْقَرِينَةُ،‏ كَتَبَ بُولُسُ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ بُغْيَةَ تَشْجِيعِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُرَكِّزُوا تَفْكِيرَهُمْ عَلَى ٱلنَّتِيجَةِ ٱلْمُفْرِحَةِ ٱلَّتِي سَتَتَأَتَّى عَنْ مَسْلَكِهِمِ ٱلْأَمِينِ.‏ فَبِفِعْلِهِمْ ذلِكَ يَنْجَحُونَ فِي مُوَاجَهَةِ ٱلْمِحَنِ وَٱلِٱضْطِهَادَاتِ ٱلَّتِي يَتَعَرَّضُونَ لَهَا.‏ —‏ ٢ كو ٤:‏٨،‏ ٩،‏ ١٦-‏١٨؛‏ ٥:‏٧‏.‏

      ٢ (‏أ)‏ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ كَيْ نُبْقِيَ رَجَاءَنَا ثَابِتًا؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

      ٢ يَنْطَوِي حَثُّ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ عَلَى مَبْدَإٍ مُهِمٍّ:‏ كَيْ نُبْقِيَ رَجَاءَنَا ثَابِتًا،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَنْظُرَ إِلَى أَبْعَدَ مِمَّا نَرَاهُ.‏ فَيَجِبُ أَنْ نُرَكِّزَ أَعْيُنَنَا عَلَى أَحْدَاثٍ مُهِمَّةٍ لَا تُرَى ٱلْآنَ.‏ (‏عب ١١:‏١؛‏ ١٢:‏١،‏ ٢‏)‏ فَلْنَتَأَمَّلْ،‏ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَةِ ٱلَّتِي تَلِيهَا،‏ فِي عَشَرَةِ أَحْدَاثٍ مُسْتَقْبَلِيَّةٍ لَهَا عَلَاقَةٌ وَثِيقَةٌ بِرَجَاءِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏

      مَاذَا سَيَحْدُثُ قَبْلَ ٱلنِّهَايَةِ مُبَاشَرَةً؟‏

      ٣ (‏أ)‏ أَيُّ تَطَوُّرٍ مُسْتَقْبَلِيٍّ مَذْكُورٌ فِي ١ تَسَالُونِيكِي ٥:‏٢،‏ ٣‏؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ دَوْرٍ سَيَلْعَبُهُ ٱلْقَادَةُ ٱلسِّيَاسِيُّونَ،‏ وَمَنْ يُحْتَمَلُ أَنْ يَنْضَمَّ إِلَيْهِمْ؟‏

      ٣ فِي ٱلرِّسَالَةِ إِلَى أَهْلِ تَسَالُونِيكِي،‏ يَذْكُرُ بُولُسُ أَحَدَ ٱلتَّطَوُّرَاتِ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةِ فِي مَعْرِضِ حَدِيثِهِ عَنْ «يَوْمِ يَهْوَهَ»،‏ أَيِ ٱلْفَتْرَةِ ٱلَّتِي سَتَبْدَأُ بِدَمَارِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ وَتَبْلُغُ ذُرْوَتَهَا فِي هَرْمَجِدُّونَ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ ١ تسالونيكي ٥:‏٢،‏ ٣‏.‏‏)‏ فَهُوَ يُخْبِرُ أَنَّهُ قَبْلَ بِدَايَةِ «يَوْمِ يَهْوَهَ» مُبَاشَرَةً،‏ سَيَقُولُ ٱلْقَادَةُ ٱلسِّيَاسِيُّونَ:‏ «سَلَامٌ وَأَمْنٌ!‏»،‏ مَا قَدْ يُشِيرُ إِلَى وَاقِعَةٍ وَاحِدَةٍ أَوْ سِلْسِلَةٍ مِنَ ٱلْوَقَائِعِ.‏ فَحِينَئِذٍ،‏ سَتَظُنُّ ٱلْأُمَمُ أَنَّهَا عَلَى وَشْكِ حَلِّ بَعْضِ مَشَاكِلِهَا ٱلْكَبِيرَةِ.‏ وَهَلْ يُسَاهِمُ ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ فِي إِتْمَامِ هذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ؟‏ بِمَا أَنَّهُمْ جُزْءٌ مِنَ ٱلْعَالَمِ،‏ فَمِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنْ يَنْضَمُّوا إِلَى ٱلْقَادَةِ ٱلسِّيَاسِيِّينَ فِي ٱلْقَوْلِ:‏ «سَلَامٌ وَأَمْنٌ!‏».‏ (‏رؤ ١٧:‏١،‏ ٢‏)‏ وَهذَا مَا سَيَجْعَلُهُمْ مِثْلَ ٱلْأَنْبِيَاءِ ٱلْكَذَبَةِ فِي يَهُوذَا قَدِيمًا ٱلَّذِينَ قَالَ عَنْهُمْ يَهْوَهُ:‏ ‹يَقُولُونَ:‏ «سَلَامٌ!‏ سَلَامٌ!‏»،‏ وَلَا سَلَامَ›.‏ —‏ ار ٦:‏١٤؛‏ ٢٣:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

      خَمْسَةُ أَحْدَاثٍ نَنْتَظِرُهَا:‏

      1. اَلْقَوْلُ «سَلَامٌ وَأَمْنٌ!‏»‏

      2. هُجُومُ ٱلْأُمَمِ عَلَى «بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ» وَتَدْمِيرُهَا

      3. اَلْهُجُومُ عَلَى شَعْبِ يَهْوَهَ

      4. حَرْبُ هَرْمَجِدُّونَ

      5. طَرْحُ ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ فِي ٱلْمَهْوَاةِ

      ٤ مَاذَا نُدْرِكُ بِخِلَافِ سَائِرِ ٱلْبَشَرِ؟‏

      ٤ بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَمَّنْ سَيُشَارِكُونَ فِي ٱلْقَوْلِ:‏ «سَلَامٌ وَأَمْنٌ!‏»،‏ فَإِنَّ هذَا ٱلتَّطَوُّرَ سَيُنْذِرُ بِٱبْتِدَاءِ يَوْمِ يَهْوَهَ.‏ لِذلِكَ قَالَ بُولُسُ:‏ «أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ،‏ .‏ .‏ .‏ لَسْتُمْ فِي ظُلْمَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكُمْ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمُ كَمَا يُدْرِكُ ٱلسَّارِقِينَ،‏ لِأَنَّكُمْ جَمِيعًا أَبْنَاءُ نُورٍ».‏ (‏١ تس ٥:‏٤،‏ ٥‏)‏ فَبِخِلَافِ سَائِرِ ٱلْبَشَرِ،‏ نَحْنُ نُدْرِكُ عَلَى ضَوْءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَغْزَى ٱلْأَحْدَاثِ ٱلْجَارِيَةِ.‏ وَلكِنْ كَيْفَ سَتَتِمُّ بِٱلتَّحْدِيدِ هذِهِ ٱلنُّبُوَّةُ؟‏ عَلَيْنَا أَنْ نَنْتَظِرَ لِنَرَى.‏ مِنْ أَجْلِ ذلِكَ،‏ لِنُصَمِّمْ أَنْ ‹نَبْقَى مُسْتَيْقِظِينَ وَوَاعِينَ›.‏ —‏ ١ تس ٥:‏٦؛‏ صف ٣:‏٨‏.‏

      ‏«مَلِكَةٌ» تُخْطِئُ فِي حِسَابَاتِهَا

      ٥ (‏أ)‏ كَيْفَ يَبْدَأُ ‹ٱلضِّيقُ ٱلْعَظِيمُ›؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ سَتُخْطِئُ ‹ٱلْمَلِكَةُ› ٱلْمَذْكُورَةُ فِي ٱلرُّؤْيَا ١٨:‏٧ فِي حِسَابَاتِهَا؟‏

      ٥ مَا هُوَ ٱلْحَدَثُ ٱلَّذِي سَيَجْرِي بَعْدَ ذلِكَ؟‏ ذَكَرَ بُولُسُ «حِينَ يَقُولُونَ:‏ ‹سَلَامٌ وَأَمْنٌ!‏›،‏ حِينَئِذٍ يَدْهَمُهُمْ سَرِيعًا هَلَاكٌ مُفَاجِئٌ».‏ وَٱلْمَرْحَلَةُ ٱلْأُولَى مِنْ هذَا ‹ٱلْهَلَاكِ ٱلْمُفَاجِئِ› سَتَكُونُ ٱلْهُجُومَ عَلَى «بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ»،‏ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ لِلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ ٱلْمَدْعُوَّةِ أَيْضًا «ٱلْعَاهِرَةَ».‏ (‏رؤ ١٧:‏٥،‏ ٦،‏ ١٥‏)‏ وَيُشَكِّلُ هذَا ٱلْهُجُومُ ٱلَّذِي يَسْتَهْدِفُ كَافَّةَ ٱلْأَدْيَانِ ٱلْبَاطِلَةِ،‏ بِمَا فِيهَا ٱلْعَالَمُ ٱلْمَسِيحِيُّ،‏ بِدَايَةَ ‹ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ›.‏ (‏مت ٢٤:‏٢١؛‏ ٢ تس ٢:‏٨‏)‏ وَسَيُفَاجَأُ كَثِيرُونَ بِهذَا ٱلْحَدَثِ.‏ فَحَتَّى تِلْكَ ٱللَّحْظَةِ،‏ سَتَكُونُ ٱلْعَاهِرَةُ لَا تَزَالُ تَعْتَبِرُ نَفْسَهَا بِكُلِّ ثِقَةٍ ‹مَلِكَةً لَنْ تَرَى نَوْحًا أَبَدًا›.‏ لكِنَّهَا سَتَكْتَشِفُ فَجْأَةً أَنَّهَا أَخْطَأَتْ فِي حِسَابَاتِهَا.‏ فَسَتُمْحَى مِنَ ٱلْوُجُودِ بِسُرْعَةٍ،‏ وَكَأَنَّمَا «فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ».‏ —‏ رؤ ١٨:‏٧،‏ ٨‏.‏

      ٦ مَنْ سَيُوَجِّهُ ٱلضَّرْبَةَ ٱلْقَاضِيَةَ إِلَى ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ؟‏

      ٦ تَكْشِفُ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ أَنَّ ٱلَّذِي سَيُهَاجِمُ ٱلْعَاهِرَةَ هُوَ ‏«وَحْشٌ» لَهُ «عَشَرَةُ قُرُونٍ».‏ وَيَتَبَيَّنُ مِنْ دَرْسِ سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا أَنَّ ٱلْوَحْشَ يُشِيرُ إِلَى ٱلْأُمَمِ ٱلْمُتَّحِدَةِ.‏ وَتُمَثِّلُ «ٱلْقُرُونُ ٱلْعَشَرَةُ» كُلَّ ٱلدُّوَلِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ ٱلَّتِي تَدْعَمُ هذَا ‹ٱلْوَحْشَ ٱلْقِرْمِزِيَّ ٱللَّوْنِ›.‏a (‏رؤ ١٧:‏٣،‏ ٥،‏ ١١،‏ ١٢‏)‏ وَمَا مَدَى ٱلْأَذَى ٱلَّذِي سَيُلْحِقُهُ هذَا ٱلْهُجُومُ بِٱلْعَاهِرَةِ؟‏ إِنَّ ٱلدُّوَلَ ٱلْأَعْضَاءَ فِي ٱلْأُمَمِ ٱلْمُتَّحِدَةِ سَيَنْهَبُونَ ثَرْوَتَهَا،‏ يُشَهِّرُونَ بِهَا،‏ يَلْتَهِمُونَهَا،‏ وَ «يُحْرِقُونَهَا كَامِلًا».‏ نَعَمْ،‏ سَتَكُونُ ٱلضَّرْبَةُ ٱلْمُوَجَّهَةُ إِلَيْهَا ضَرْبَةً قَاضِيَةً.‏ —‏ اِقْرَأْ رؤيا ١٧:‏١٦‏.‏

      ٧ مَاذَا يُؤَدِّي إِلَى ٱلْهُجُومِ ٱلَّذِي يَشُنُّهُ ‹ٱلْوَحْشُ›؟‏

      ٧ تُظْهِرُ نُبُوَّةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَيْضًا مَا يُؤَدِّي إِلَى هذَا ٱلْهُجُومِ.‏ فَبِطَرِيقَةٍ أَوْ بِأُخْرَى،‏ سَيَضَعُ ٱللّٰهُ فِي قُلُوبِ ٱلْقَادَةِ ٱلسِّيَاسِيِّينَ «أَنْ يُنَفِّذُوا فِكْرَهُ»،‏ أَيْ أَنْ يَجْعَلُوا ٱلْعَاهِرَةَ خَرِبَةً.‏ (‏رؤ ١٧:‏١٧‏)‏ فَبِمَا أَنَّ ٱلْأَدْيَانَ ٱلَّتِي تُشْعِلُ ٱلْحُرُوبَ تَسْتَمِرُّ فِي زَرْعِ ٱلشِّقَاقِ فِي ٱلْعَالَمِ،‏ فَقَدْ تَشْعُرُ ٱلدُّوَلُ أَنَّ ٱلْقَضَاءَ عَلَى ٱلْعَاهِرَةِ يَخْدُمُ مَصَالِحَهَا ٱلْقَوْمِيَّةَ.‏ وَحِينَ يَشُنُّ ٱلْحُكَّامُ هُجُومَهُمْ،‏ سَيَظُنُّونَ أَنَّهُمْ يُنَفِّذُونَ «فِكْرَهُمُ ٱلْوَاحِدَ»،‏ لكِنَّهُمْ فِي ٱلْوَاقِعِ أَدَاةٌ فِي يَدِ ٱللّٰهِ لِٱسْتِئْصَالِ كُلِّ ٱلْأَدْيَانِ ٱلْبَاطِلَةِ.‏ وَهكَذَا،‏ بِشَكْلٍ مُفَاجِئٍ،‏ سَيُهَاجِمُ أَحَدُ أَجْزَاءِ مَمْلَكَةِ ٱلشَّيْطَانِ جُزْءًا آخَرَ مِنْهَا وَسَيَقِفُ ٱلشَّيْطَانُ عَاجِزًا عَنِ ٱلْحُؤُولِ دُونَ حُدُوثِ هذَا ٱلْأَمْرِ.‏ —‏ مت ١٢:‏٢٥،‏ ٢٦‏.‏

      هُجُومٌ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ

      ٨ مَا هُوَ ٱلْهُجُومُ ٱلَّذِي يَشُنُّهُ «جُوجٌ،‏ مِنْ أَرْضِ مَاجُوجَ»؟‏

      ٨ بَعْدَ دَمَارِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ،‏ سَيَكُونُ خُدَّامُ ٱللّٰهِ لَا يَزَالُونَ «سَاكِنِينَ فِي أَمْنٍ» وَ «بِلَا سُورٍ».‏ (‏حز ٣٨:‏١١،‏ ١٤‏)‏ فَمَا ٱلَّذِي سَيَحِلُّ بِهؤُلَاءِ ٱلَّذِينَ يَسْتَمِرُّونَ فِي عِبَادَةِ ٱللّٰهِ وَيَبْدُونَ بِلَا حِمَايَةٍ؟‏ عَلَى مَا يَظْهَرُ،‏ سَيُصْبِحُونَ هَدَفًا لِهُجُومٍ ضَارٍ تَشُنُّهُ عَلَيْهِمْ «شُعُوبٌ كَثِيرَةٌ».‏ وَتَصِفُ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ هذَا ٱلتَّطَوُّرَ بِأَنَّهُ هُجُومُ «جُوجٍ،‏ مِنْ أَرْضِ مَاجُوجَ».‏ ‏(‏اِقْرَأْ حزقيال ٣٨:‏٢،‏ ١٥،‏ ١٦‏.‏‏)‏ فَكَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَشْعُرَ حِيَالَ هذَا ٱلِٱعْتِدَاءِ؟‏

      ٩ (‏أ)‏ مَا هُوَ هَمُّ ٱلْمَسِيحِيِّ ٱلْأَوَّلُ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا عَلَيْنَا فِعْلُهُ ٱلْيَوْمَ لِتَقْوِيَةِ إِيمَانِنَا؟‏

      ٩ إِنَّ مَعْرِفَتَنَا مُسْبَقًا بِٱلِٱعْتِدَاءِ ٱلَّذِي سَيَتَعَرَّضُ لَهُ شَعْبُ ٱللّٰهِ تُسَاعِدُنَا أَلَّا نَقْلَقَ بِإِفْرَاطٍ.‏ فَهَمُّنَا ٱلْأَوَّلُ لَيْسَ خَلَاصَنَا،‏ بَلْ تَقْدِيسُ ٱسْمِ يَهْوَهَ وَتَبْرِئَةُ سُلْطَانِهِ.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ أَعْلَنَ يَهْوَهُ أَكْثَرَ مِنْ ٦٠ مَرَّةً:‏ «تَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا يَهْوَهُ».‏ (‏حز ٦:‏٧‏)‏ لِذلِكَ،‏ نَتَطَلَّعُ بِشَوْقٍ إِلَى ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي سَيَتِمُّ فِيهِ هذَا ٱلْوَجْهُ ٱلرَّائِعُ مِنْ نُبُوَّةِ حَزْقِيَالَ،‏ وَاثِقِينَ أَنَّ يَهْوَهَ «يَعْرِفُ .‏ .‏ .‏ أَنْ يُنْقِذَ ٱلْمُتَعَبِّدِينَ لَهُ مِنَ ٱلْمِحْنَةِ».‏ (‏٢ بط ٢:‏٩‏)‏ وَحَتَّى ذلِكَ ٱلْحِينِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَسْتَغِلَّ كُلَّ فُرْصَةٍ كَيْ نُقَوِّيَ إِيمَانَنَا بِحَيْثُ نَتَمَكَّنُ مِنَ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا أَمَامَ يَهْوَهَ أَيًّا كَانَتِ ٱلتَّجَارِبُ ٱلَّتِي نُوَاجِهُهَا.‏ فَعَلَيْنَا أَنْ نُصَلِّيَ،‏ نَدْرُسَ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ وَنَتَأَمَّلَ فِيهَا،‏ وَنَنْقُلَ رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ إِلَى ٱلْآخَرِينَ.‏ وَبِذلِكَ يَبْقَى رَجَاؤُنَا بِٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ ثَابِتًا «كَمِرْسَاةٍ».‏ —‏ عب ٦:‏١٩؛‏ مز ٢٥:‏٢١‏.‏

      سَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ يَهْوَهُ

      ١٠،‏ ١١ مَا ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱنْدِلَاعِ حَرْبِ هَرْمَجِدُّونَ،‏ وَمَاذَا يَحْدُثُ فِيهَا؟‏

      ١٠ مَا هُوَ ٱلْحَدَثُ ٱلْمُهِمُّ ٱلَّذِي يَتَأَتَّى عَنِ ٱلْهُجُومِ عَلَى خُدَّامِ ٱللّٰهِ؟‏ سَيَتَدَخَّلُ يَهْوَهُ،‏ بِوَاسِطَةِ يَسُوعَ وَٱلْجُيُوشِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ،‏ لِلدِّفَاعِ عَنْ شَعْبِهِ.‏ (‏رؤ ١٩:‏١١-‏١٦‏)‏ وَبِذلِكَ،‏ تَبْدَأُ هَرْمَجِدُّونُ،‏ «حَرْبُ ٱلْيَوْمِ ٱلْعَظِيمِ،‏ يَوْمِ ٱللّٰهِ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ».‏ —‏ رؤ ١٦:‏١٤،‏ ١٦‏.‏

      ١١ وَعَنْ هذِهِ ٱلْحَرْبِ ضِدَّ جُوجٍ،‏ يُعْلِنُ يَهْوَهُ بِلِسَانِ ٱلنَّبِيِّ حَزْقِيَالَ:‏ «أَسْتَدْعِي ٱلسَّيْفَ عَلَيْهِ فِي كُلِّ جِبَالِي،‏ .‏ .‏ .‏ فَيَكُونُ سَيْفُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَى أَخِيهِ».‏ فَٱلرُّعْبُ ٱلَّذِي يَنْزِلُ بِمُؤَيِّدِي ٱلشَّيْطَانِ سَيُرْبِكُهُمْ بِحَيْثُ تَدِبُّ ٱلْفَوْضَى فِي صُفُوفِهِمْ وَيُحَارِبُونَ وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ.‏ وَيُتَابِعُ يَهْوَهُ:‏ «أُمْطِرُ عَلَيْهِ وَعَلَى فِرَقِ جَيْشِهِ وَعَلَى ٱلشُّعُوبِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ .‏ .‏ .‏ نَارًا وَكِبْرِيتًا».‏ (‏حز ٣٨:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ وَأَيُّ وَقْعٍ سَيَكُونُ لِهذَا ٱلْإِجْرَاءِ ٱلْإِلهِيِّ؟‏

      ١٢ مَاذَا سَتُجْبَرُ ٱلْأُمَمُ عَلَى فِعْلِهِ؟‏

      ١٢ سَتُدْرِكُ ٱلْأُمَمُ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ وَرَاءَ ٱلْهَزِيمَةِ ٱلسَّاحِقَةِ ٱلَّتِي لَحِقَتْ بِهِمْ.‏ عِنْدَئِذٍ،‏ كَمَا حَدَثَ قَدِيمًا حِينَ لَاحَقَ ٱلْجَيْشُ ٱلْمِصْرِيُّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ حَتَّى ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ،‏ قَدْ تَصْرُخُ ٱلْقُوَّاتُ ٱلتَّابِعَةُ لِلشَّيْطَانِ يَائِسَةً:‏ «إِنَّ يَهْوَهَ يُحَارِبُ .‏ .‏ .‏ عَنْهُمْ».‏ (‏خر ١٤:‏٢٥‏)‏ نَعَمْ،‏ سَتُجْبَرُ ٱلْأُمَمُ أَنْ تَعْرِفَ مَنْ هُوَ يَهْوَهُ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ حزقيال ٣٨:‏٢٣‏.‏‏)‏ فَإِلَى أَيِّ حَدٍّ قَرِيبَةٌ هِيَ بِدَايَةُ سِلْسِلَةِ ٱلْأَحْدَاثِ هذِهِ؟‏

      لَنْ تَقُومَ دَوْلَةٌ عَالَمِيَّةٌ أُخْرَى

      ١٣ مَاذَا نَعْرِفُ عَنِ ٱلْجُزْءِ ٱلْخَامِسِ مِنَ ٱلتِّمْثَالِ ٱلَّذِي يَصِفُهُ دَانِيَالُ؟‏

      ١٣ فِي سِفْرِ دَانِيَالَ نُبُوَّةٌ تُسَاعِدُنَا أَنْ نُحَدِّدَ أَيْنَ أَصْبَحْنَا فِي مَجْرَى ٱلزَّمَنِ.‏ فَدَانِيَالُ يَصِفُ تِمْثَالًا عَلَى شَكْلِ إِنْسَانٍ مَصْنُوعًا مِنْ مَعَادِنَ مُخْتَلِفَةٍ.‏ (‏دا ٢:‏٢٨،‏ ٣١-‏٣٣‏)‏ وَهذَا ٱلتِّمْثَالُ يُمَثِّلُ دُوَلًا عَالَمِيَّةً مُتَعَاقِبَةً لَدَيْهَا تَأْثِيرٌ كَبِيرٌ فِي شَعْبِ ٱللّٰهِ،‏ فِي ٱلْمَاضِي وَٱلْحَاضِرِ.‏ تُمَثِّلُ ٱلْأَجْزَاءُ ٱلْأَرْبَعَةُ ٱلْأُولَى مِنَ ٱلتِّمْثَالِ بَابِلَ،‏ مَادِيَ وَفَارِسَ،‏ ٱلْيُونَانَ،‏ وَرُومَا.‏ وَلكِنْ إِلَامَ يَرْمُزُ ٱلْجُزْءُ ٱلْخَامِسُ،‏ أَيِ ٱلْقَدَمَانِ وَٱلْأَصَابِعُ؟‏ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى،‏ أَقَامَتْ بَرِيطَانْيَا تَحَالُفًا مُمَيَّزًا مَعَ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ،‏ مَا يَدُلُّ أَنَّ هذَا ٱلْجُزْءَ يَرْمُزُ إِلَى ٱلدَّوْلَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةِ.‏ وَبِمَا أَنَّ ٱلْقَدَمَيْنِ تُؤَلِّفَانِ ٱلْجُزْءَ ٱلْأَخِيرَ مِنَ ٱلتِّمْثَالِ،‏ فَهذَا يَعْنِي أَنَّهُ مَا مِنْ دَوْلَةٍ عَالَمِيَّةٍ أُخْرَى سَتَظْهَرُ عَلَى ٱلْمَسْرَحِ ٱلْعَالَمِيِّ.‏ أَمَّا ٱخْتِلَاطُ ٱلْخَزَفِ بِٱلْحَدِيدِ فَيُشِيرُ إِلَى وُجُودِ عَنَاصِرَ تُضْعِفُ قُدْرَةَ هذِهِ ٱلدَّوْلَةِ عَلَى ٱلْعَمَلِ.‏

      ١٤ أَيَّةُ دَوْلَةٍ عَالَمِيَّةٍ سَتَكُونُ ٱلْمُهَيْمِنَةَ عِنْدَ ٱنْدِلَاعِ هَرْمَجِدُّونَ؟‏

      ١٤ تُشِيرُ ٱلنُّبُوَّةُ نَفْسُهَا أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ،‏ ٱلْمُمَثَّلَ بِحَجَرٍ كَبِيرٍ،‏ قُطِعَ مِنْ جَبَلِ سُلْطَانِ يَهْوَهَ ٱلْكَوْنِيِّ عَامَ ١٩١٤.‏ وَهذَا ٱلْحَجَرُ هُوَ ٱلْآنَ مُنْطَلِقٌ بِسُرْعَةٍ نَحْوَ هَدَفِهِ:‏ قَدَمَيِ ٱلتِّمْثَالِ.‏ وَفِي هَرْمَجِدُّونَ سَتُسْحَقُ ٱلْقَدَمَانِ،‏ فَضْلًا عَنْ بَاقِي ٱلتِّمْثَالِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ دانيال ٢:‏٤٤،‏ ٤٥‏.‏‏)‏ وَمِنْ هُنَا نَرَى أَنَّ ٱلدَّوْلَةَ ٱلْعَالَمِيَّةَ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةَ سَتَكُونُ هِيَ ٱلْمُهَيْمِنَةَ عِنْدَ ٱنْدِلَاعِ هَرْمَجِدُّونَ.‏ فَكَمْ مِنَ ٱلْمُفْرِحِ أَنْ نَشْهَدَ ٱلْإِتْمَامَ ٱلْكَامِلَ لِهذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ!‏b وَلكِنْ مَا ٱلَّذِي يُخَبِّئُهُ يَهْوَهُ لِلشَّيْطَانِ؟‏

      مَاذَا يَنْتَظِرُ عَدُوَّ ٱللّٰهِ ٱلرَّئِيسِيَّ؟‏

      ١٥ مَاذَا سَيَحْدُثُ لِلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ بَعْدَ هَرْمَجِدُّونَ؟‏

      ١٥ بَعْدَ أَنْ يَشْهَدَ ٱلشَّيْطَانُ مِنَ ٱلْبِدَايَةِ حَتَّى ٱلنِّهَايَةِ كَيْفَ سَتُمْحَى هَيْئَتُهُ ٱلْأَرْضِيَّةُ عَنْ بَكْرَةِ أَبِيهَا،‏ سَيَتَحَوَّلُ ٱلِٱنْتِبَاهُ إِلَيْهِ.‏ وَيُخْبِرُنَا ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا بِمَا سَيَحْدُثُ عِنْدَئِذٍ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ رؤيا ٢٠:‏١-‏٣‏.‏‏)‏ فَيَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ —‏ ‹اَلْمَلَاكُ ٱلَّذِي مَعَهُ مِفْتَاحُ ٱلْمَهْوَاةِ› —‏ سَيَقْبِضُ عَلَى ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ،‏ يَطْرَحُهُمْ فِي ٱلْمَهْوَاةِ،‏ وَيُبْقِيهِمْ هُنَاكَ مُدَّةَ أَلْفِ سَنَةٍ.‏ (‏لو ٨:‏٣٠،‏ ٣١؛‏ ١ يو ٣:‏٨‏)‏ وَيُشَكِّلُ هذَا ٱلْإِجْرَاءُ ٱلْمَرْحَلَةَ ٱلْأُولَى مِنْ سَحْقِ رَأْسِ ٱلْحَيَّةِ.‏c —‏ تك ٣:‏١٥‏.‏

      ١٦ مَاذَا يَعْنِي أَنْ يَكُونَ ٱلشَّيْطَانُ فِي «ٱلْمَهْوَاةِ»؟‏

      ١٦ مَا هِيَ «ٱلْمَهْوَاةُ» ٱلَّتِي يُطْرَحُ فِيهَا ٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ؟‏ إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ أَبيسّوس ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا يُوحَنَّا تَعْنِي «عَمِيقَ ٱلْغَوْرِ»،‏ «لَا يُقَاسُ عُمْقُهُ،‏ لَا حَدَّ لَهُ»،‏ وَ «ٱلْهُوَّةَ ٱلَّتِي لَا قَعْرَ لَهَا».‏ بِنَاءً عَلَيْهِ،‏ إِنَّ «ٱلْمَهْوَاةَ» مَكَانٌ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَبْلُغَهُ أَحَدٌ إِلَّا يَهْوَهُ وَمَلَاكُهُ ٱلْمُعَيَّنُ ٱلَّذِي «مَعَهُ .‏ .‏ .‏ مِفْتَاحُ ٱلْمَهْوَاةِ».‏ وَهُنَاكَ،‏ سَيَكُونُ ٱلشَّيْطَانُ فِي حَالَةِ خُمُولٍ شَبِيهَةٍ بِٱلْمَوْتِ «لِكَيْلَا يُضِلَّ ٱلْأُمَمَ بَعْدُ».‏ نَعَمْ،‏ سَيَجْرِي إِسْكَاتُ هذَا ‹ٱلْأَسَدِ ٱلزَّائِرِ›!‏ —‏ ١ بط ٥:‏٨‏.‏

      أَحْدَاثٌ تَقُودُ إِلَى ٱلسَّلَامِ

      ١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ أَيَّةُ أَحْدَاثٍ مُسْتَقْبَلِيَّةٍ تَنَاوَلْنَاهَا؟‏ (‏ب)‏ بِمَ سَنَنْعَمُ بَعْدَ هذِهِ ٱلْأَحْدَاثِ؟‏

      ١٧ تَكْمُنُ أَمَامَنَا تَطَوُّرَاتٌ وَأَحْدَاثٌ عَلَى جَانِبٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ.‏ فَنَحْنُ نَتُوقُ لِنَرَى كَيْفَ سَيَقُولُونَ:‏ «سَلَامٌ وَأَمْنٌ!‏».‏ ثُمَّ سَنَشْهَدُ دَمَارَ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ،‏ هُجُومَ جُوجٍ ٱلْمَاجُوجِيِّ،‏ مَعْرَكَةَ هَرْمَجِدُّونَ،‏ وَطَرْحَ ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ فِي ٱلْمَهْوَاةِ.‏ وَبَعْدَ هذِهِ ٱلْأَحْدَاثِ،‏ حِينَ يُوَلِّي كُلُّ شَرٍّ يَبْتَلِي ٱلْأَرْضَ،‏ سَيَبْدَأُ فَصْلٌ جَدِيدٌ فِي حَيَاتِنَا —‏ حُكْمُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَلْفِيُّ حَيْثُ سَنَنْعَمُ ‹بِكَثْرَةِ ٱلسَّلَامِ›.‏ —‏ مز ٣٧:‏١٠،‏ ١١‏.‏

      ١٨ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ٱلْأَحْدَاثِ ٱلْخَمْسَةِ ٱلَّتِي تَنَاوَلْنَاهَا،‏ ثَمَّةَ ‹أُمُورٌ أُخْرَى لَا تُرَى› ٱلْآنَ عَلَيْنَا أَنْ «نُبْقِيَ أَعْيُنَنَا» عَلَيْهَا.‏ وَهذِهِ سَتَكُونُ مِحْوَرَ مُنَاقَشَتِنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏

      a اُنْظُرْ كِتَابَ اَلرُّؤْيَا —‏ ذُرْوَتُهَا ٱلْعُظْمَى قَرِيبَةٌ!‏‏،‏ ٱلصَّفَحَاتِ ٢٥١-‏٢٥٨‏.‏

      b إِنَّ عِبَارَةَ «تُفْنِي كُلَّ هٰذِهِ ٱلْمَمَالِكِ» ٱلْمَذْكُورَةَ فِي دَانِيَال ٢:‏٤٤ تُشِيرُ إِلَى ٱلْمَمَالِكِ،‏ أَوِ ٱلدُّوَلِ ٱلْعَالَمِيَّةِ،‏ ٱلْمُمَثَّلَةِ بِٱلْأَجْزَاءِ ٱلْمُخْتَلِفَةِ لِلتِّمْثَالِ.‏ لكِنَّ ٱلنُّبُوَّةَ فِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا ٱلَّتِي تَتَنَاوَلُ ٱلْمَوْضُوعَ نَفْسَهُ تُكْمِلُ ٱلصُّورَةَ.‏ فَهِيَ تُظْهِرُ أَنَّ «مُلُوكَ ٱلْمَسْكُونَةِ بِأَسْرِهَا» سَيَجْتَمِعُونَ ضِدَّ يَهْوَهَ خِلَالَ «ٱلْيَوْمِ ٱلْعَظِيمِ،‏ يَوْمِ ٱللّٰهِ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ».‏ (‏رؤ ١٦:‏١٤؛‏ ١٩:‏١٩-‏٢١‏)‏ وَعَلَيْهِ،‏ لَنْ تُدَمِّرَ مَعْرَكَةُ هَرْمَجِدُّونَ ٱلْمَمَالِكَ ٱلْمُمَثَّلَةَ فِي تِمْثَالِ دَانِيَالَ فَحَسْبُ،‏ بَلْ أَيْضًا كُلَّ ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ ٱلْأُخْرَى.‏

      c إِنَّ ٱلسَّحْقَ ٱلنِّهَائِيَّ لِرَأْسِ ٱلْحَيَّةِ يَتِمُّ بَعْدَ ٱنْتِهَاءِ ٱلْأَلْفِ سَنَةٍ،‏ حِينَ يُطْرَحُ ٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ «فِي بُحَيْرَةِ ٱلنَّارِ وَٱلْكِبْرِيتِ».‏ —‏ رؤ ٢٠:‏٧-‏١٠؛‏ مت ٢٥:‏٤١‏.‏

  • كيف سينتهي هذا العالم؟‏
    برج المراقبة ٢٠١٢ | ١٥ ايلول (‏سبتمبر)‏
  • السلام لألف سنة والى ما لا نهاية!‏
    برج المراقبة ٢٠١٢ | ١٥ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • اَلسَّلَامُ لِأَلْفِ سَنَةٍ وَإِلَى مَا لَا نِهَايَةَ!‏

      ‏«يَكُونُ ٱللّٰهُ كُلَّ شَيْءٍ لِلْكُلِّ».‏ —‏ ١ كو ١٥:‏٢٨‏.‏

      هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُوضِحُوا؟‏

      مَاذَا يَعْنِي إِتْمَامُ هذِهِ ٱلْآيَاتِ لَكُمْ؟‏

      • مِيخَا ٤:‏٤

      • إِشَعْيَا ١١:‏٦-‏٩

      • يُوحَنَّا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩

      ١ أَيُّ مُسْتَقْبَلٍ رَائِعٍ يَنْتَظِرُ ‹ٱلْجَمْعَ ٱلْكَثِيرَ›؟‏

      تَخَيَّلْ مَا يُمْكِنُ أَنْ تُحَقِّقَهُ حُكُومَةٌ قَوِيَّةٌ يَرْأَسُهَا حَاكِمٌ عَادِلٌ وَرَحِيمٌ لِرَعَايَاهَا مُدَّةَ أَلْفِ سَنَةٍ!‏ إِنَّ أَحْدَاثًا رَائِعَةً تَنْتَظِرُ ‹ٱلْجَمْعَ ٱلْكَثِيرَ› ٱلنَّاجِينَ «مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ»،‏ ٱلَّذِي سَيُؤَدِّي إِلَى نِهَايَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرِ هذَا.‏ —‏ رؤ ٧:‏٩،‏ ١٤‏.‏

      ٢ مَاذَا يُعَانِي ٱلْبَشَرُ مُنْذُ سِتَّةِ آلَافِ سَنَةٍ؟‏

      ٢ مَرَّتْ سِتَّةُ آلَافِ سَنَةٍ وَٱلْبَشَرُ يُعَانُونَ ٱلْأَمَرَّيْنِ لِأَنَّ ٱلْإِنْسَانَ أَرَادَ أَنْ يَحْكُمَ نَفْسَهُ بِنَفْسِهِ وَيُقَرِّرَ مَا هُوَ صَوَابٌ وَخَطَأٌ.‏ وَهذَا مَا أَشَارَ إِلَيْهِ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ مُنْذُ أَمَدٍ بَعِيدٍ حِينَ قَالَ:‏ «يَتَسَلَّطُ إِنْسَانٌ عَلَى إِنْسَانٍ لِأَذِيَّتِهِ».‏ (‏جا ٨:‏٩‏)‏ فَمَاذَا نَرَى ٱلْيَوْمَ؟‏ فَضْلًا عَنِ ٱلْحُرُوبِ وَٱلثَّوْرَاتِ،‏ تَبْتَلِي ٱلْعَالَمَ مَشَاكِلُ كَٱلْفَقْرِ،‏ ٱلْمَرَضِ،‏ تَدْمِيرِ ٱلْبِيئَةِ،‏ وَتَغَيُّرِ ٱلْمَنَاخِ.‏ وَقَدْ حَذَّرَ ٱلرَّسْمِيُّونَ ٱلْحُكُومِيُّونَ أَنَّنَا سَنَحْصِدُ عَوَاقِبَ وَخِيمَةً مَا لَمْ نَتَخَلَّ عَنْ نَمَطِ حَيَاتِنَا ٱلْمُعْتَادِ.‏

      ٣ أَيُّ وَعْدٍ سَيُتَمِّمُهُ ٱلْحُكْمُ ٱلْأَلْفِيُّ؟‏

      ٣ إِنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ،‏ بِرِئَاسَةِ ٱلْمَلِكِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ وَمُعَاوِنِيهِ ٱلْـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤،‏ سَيَعْمَلُ تَدْرِيجِيًّا عَلَى إِبْطَالِ كُلِّ ٱلْأَضْرَارِ ٱلَّتِي لَحِقَتْ بِٱلْبَشَرِ وَمَوْطِنِهِمْ،‏ كَوْكَبِ ٱلْأَرْضِ.‏ فَٱلْحُكْمُ ٱلْأَلْفِيُّ سَيُتَمِّمُ وَعْدَ يَهْوَهَ ٱللّٰهِ ٱلْمُشَجِّعَ:‏ «هٰأَنَذَا خَالِقٌ سَمٰوَاتٍ جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً،‏ فَلَا تُذْكَرُ ٱلْأُمُورُ ٱلسَّابِقَةُ وَلَا تَصْعَدُ عَلَى ٱلْقَلْبِ».‏ (‏اش ٦٥:‏١٧‏)‏ فَأَيَّةُ أَحْدَاثٍ مُدْهِشَةٍ ‹لَمْ تُرَ بَعْدُ› هِيَ بِٱنْتِظَارِنَا؟‏ (‏٢ كو ٤:‏١٨‏)‏ لِنَتَصَفَّحْ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ ٱلنَّبَوِيَّةَ وَنَأْخُذْ لَمْحَةً سَرِيعَةً عَمَّا يُخَبِّئُهُ لَنَا ٱلْمُسْتَقْبَلُ.‏

      ‏‹يَبْنُونَ بُيُوتًا وَيَغْرِسُونَ كُرُومًا›‏

      ٤ مَا هِيَ مُشْكِلَةُ ٱلسَّكَنِ ٱلَّتِي تُوَاجِهُ ٱلنَّاسَ ٱلْيَوْمَ؟‏

      ٤ مَنْ مِنَّا لَا يَرْغَبُ فِي ٱمْتِلَاكِ بَيْتٍ جَمِيلٍ يَعِيشُ فِيهِ بِطُمَأْنِينَةٍ وَأَمَانٍ مَعَ عَائِلَتِهِ؟‏ لكِنَّ مُعْظَمَ ٱلنَّاسِ ٱلْيَوْمَ لَا يَسْتَطِيعُونَ إِشْبَاعَ هذِهِ ٱلرَّغْبَةِ.‏ فَبَعْضٌ مِنْهُمْ يَقْطُنُونَ فِي مُدُنٍ مُكْتَظَّةٍ بِٱلسُّكَّانِ.‏ وَكَثِيرُونَ آخَرُونَ يُضْطَرُّونَ إِلَى ٱلْعَيْشِ فِي أَحْيَاءٍ فَقِيرَةٍ وَمُزْرِيَةٍ.‏ وَهكَذَا،‏ تَبْقَى حِيَازَةُ بَيْتٍ جَمِيلٍ خَاصٍّ حُلْمًا بَعِيدَ ٱلْمَنَالِ.‏

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ أَيُّ إِتْمَامٍ سَيَكُونُ لِإِشَعْيَا ٦٥:‏٢١ وَمِيخَا ٤:‏٤‏؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نَنَالُ هذِهِ ٱلْبَرَكَةَ؟‏

      ٥ فِي ظِلِّ حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ سَيَتَحَقَّقُ هذَا ٱلْحُلْمُ لَا مَحَالَةَ.‏ فَنُبُوَّةُ إِشَعْيَا تَقُولُ:‏ «يَبْنُونَ بُيُوتًا وَيَسْكُنُونَ فِيهَا،‏ وَيَغْرِسُونَ كُرُومًا وَيَأْكُلُونَ ثَمَرَهَا».‏ (‏اش ٦٥:‏٢١‏)‏ غَيْرَ أَنَّ ٱمْتِلَاكَ بَيْتٍ جَمِيلٍ خَاصٍّ لَنْ يَكُونَ كُلَّ مَا هُنَالِكَ.‏ فَٱلْيَوْمَ،‏ لَدَى ٱلْبَعْضِ مَنَازِلُ رَائِعَةٌ،‏ أَوْ حَتَّى قُصُورٌ.‏ إِلَّا أَنَّهُمْ يَعِيشُونَ فِي خَوْفٍ دَائِمٍ مِنْ خَسَارَةِ بُيُوتِهِمْ بِسَبَبِ ٱلنَّكَسَاتِ ٱلْمَالِيَّةِ أَوْ تَعَرُّضِهَا لِلسَّرِقَةِ أَوِ ٱلِٱقْتِحَامِ.‏ وَكَمْ سَيَكُونُ ٱلْوَضْعُ مُخْتَلِفًا فِي ظِلِّ حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ!‏ فَقَدْ كَتَبَ ٱلنَّبِيُّ مِيخَا:‏ «يَجْلِسُونَ كُلُّ وَاحِدٍ تَحْتَ كَرْمَتِهِ وَتَحْتَ تِينَتِهِ،‏ وَلَا يَكُونُ مَنْ يُرْعِدُ».‏ —‏ مي ٤:‏٤‏.‏

      ٦ فَمَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ كَيْ نَنَالَ هذِهِ ٱلْبَرَكَةَ؟‏ طَبْعًا،‏ جَمِيعُنَا بِحَاجَةٍ إِلَى بَيْتٍ لَائِقٍ يَأْوِينَا.‏ لكِنْ عِوَضَ أَنْ نَسْتَنْزِفَ طَاقَتَنَا فِي سَبِيلِ ٱمْتِلَاكِ بَيْتِ ٱلْأَحْلَامِ ٱلْآنَ،‏ رُبَّمَا مُثْقِلِينَ كَاهِلَنَا بِٱلدُّيُونِ،‏ أَلَيْسَ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ نُرَكِّزَ تَفْكِيرَنَا عَلَى وَعْدِ يَهْوَهَ؟‏ تَذَكَّرْ مَا قَالَهُ يَسُوعُ عَنْ نَفْسِهِ:‏ «لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ ٱلسَّمَاءِ أَوْكَارٌ،‏ أَمَّا ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يَضَعُ رَأْسَهُ».‏ (‏لو ٩:‏٥٨‏)‏ لَقَدْ كَانَ لِيَسُوعَ ٱلْقُدْرَةُ عَلَى بِنَاءِ أَوِ ٱمْتِلَاكِ أَفْخَمِ بَيْتٍ يُمْكِنُ أَنْ يَحْلُمَ بِهِ إِنْسَانٌ.‏ فَلِمَ لَمْ يَفْعَلْ ذلِكَ؟‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَتَلَهَّى أَوْ يَتَوَرَّطَ فِي أَيِّ أَمْرٍ يَحُولُ دُونَ وَضْعِهِ مَصَالِحَ ٱلْمَلَكُوتِ أَوَّلًا فِي حَيَاتِهِ.‏ فَهَلْ يُمْكِنُنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِهِ وَنُبْقِيَ عَيْنَنَا بَسِيطَةً،‏ وَذلِكَ بِتَحْرِيرِ أَنْفُسِنَا مِنْ كُلِّ قَلَقٍ أَوْ عِبْءٍ مَادِّيٍّ؟‏ —‏ مت ٦:‏٣٣،‏ ٣٤‏.‏

      ‏«اَلذِّئْبُ وَٱلْحَمَلُ يَرْعَيَانِ مَعًا»‏

      ٧ أَيُّ تَفْوِيضٍ أَعْطَاهُ ٱللّٰهُ لِلْبَشَرِ فِي مَا يَخْتَصُّ بِٱلْحَيَوَانَاتِ؟‏

      ٧ عِنْدَمَا خَلَقَ يَهْوَهُ ٱلْأَرْضَ وَمَا فِيهَا،‏ تَوَّجَ أَعْمَالَهُ ٱلْخَلْقِيَّةَ هذِهِ بِصُنْعِ ٱلْبَشَرِ.‏ وَقَدْ أَخْبَرَ يَهْوَهُ ٱبْنَهُ ٱلْبِكْرَ،‏ ٱلْعَامِلَ ٱلْمَاهِرَ مَعَهُ،‏ قَصْدَهُ بِٱلتَّحْدِيدِ قَائِلًا:‏ «لِنَصْنَعِ ٱلْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا،‏ كَشَبَهِنَا،‏ وَلْيَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ ٱلْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْبَهَائِمِ،‏ وَعَلَى كُلِّ ٱلْأَرْضِ،‏ وَعَلَى كُلِّ دَابٍّ يَدِبُّ عَلَى ٱلْأَرْضِ».‏ (‏تك ١:‏٢٦‏)‏ وَهكَذَا،‏ فَوَّضَ ٱللّٰهُ لِآدَمَ وَحَوَّاءَ،‏ وَبِٱلتَّالِي لِلْبَشَرِ أَجْمَعِينَ،‏ أَنْ يَتَسَلَّطُوا عَلَى ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْحَيَوَانِيَّةِ.‏

      ٨ أَيُّ مِيزَةٍ نَرَاهَا لَدَى ٱلْحَيَوَانَاتِ حَتَّى فِي يَوْمِنَا هذَا؟‏

      ٨ وَهَلْ مِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ يَتَسَلَّطَ ٱلْبَشَرُ عَلَى كَافَّةِ ٱلْحَيَوَانَاتِ وَيَعِيشُوا مَعَهَا بِسَلَامٍ؟‏ طَبْعًا،‏ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ يَتَعَايَشَ ٱلْإِنْسَانُ مَعَ ٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلْمُدَلَّلَةِ،‏ كَٱلْكِلَابِ وَٱلْقِطَطِ.‏ وَلكِنْ مَاذَا عَنِ ٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلْمُفْتَرِسَةِ؟‏ يَقُولُ أَحَدُ ٱلتَّقَارِيرِ:‏ «اَلْعُلَمَاءُ ٱلَّذِينَ يَتَعَاطَوْنَ مَعَ ٱلْحَيَوَانَاتِ بِشَكْلٍ لَصِيقٍ وَيُرَاقِبُونَهَا عَنْ كَثَبٍ يَجِدُونَ أَنَّ كُلَّ ٱلثَّدْيِيَّاتِ تُعْرِبُ عَنْ مَشَاعِرِ ٱلْحُنُوِّ».‏ فَهَلْ تَقْدِرُ ٱلْحَيَوَانَاتُ فِعْلًا أَنْ تُعْرِبَ عَمَّا يَدْعُوهُ ٱلْبَعْضُ مَشَاعِرَ رَقِيقَةً؟‏ فَهِيَ،‏ حِينَ يَتَهَدَّدُهَا ٱلْخَطَرُ،‏ تَخَافُ وَتُصْبِحُ مُتَوَحِّشَةً.‏ هذَا صَحِيحٌ،‏ لكِنْ حَسْبَمَا يَذْكُرُ ٱلتَّقْرِيرُ:‏ «تُظْهِرُ ٱلثَّدْيِيَّاتُ مِيزَةً رَائِعَةً عِنْدَ تَرْبِيَةِ صِغَارِهَا،‏ أَلَا وَهِيَ ٱلْقُدْرَةُ ٱلْفَائِقَةُ عَلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلدِّفْءِ وَٱلْحَنَانِ».‏

      ٩ أَيَّةُ تَغْيِيرَاتٍ نَتَوَقَّعُهَا فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْحَيَوَانَاتِ؟‏

      ٩ لِذلِكَ،‏ لَا يَنْبَغِي أَنْ نَتَفَاجَأَ حِينَ نَقْرَأُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ ٱلسَّلَامَ سَيَسُودُ بَيْنَ ٱلْبَشَرِ وَٱلْحَيَوَانَاتِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ اشعيا ١١:‏٦-‏٩؛‏ ٦٥:‏٢٥‏.‏‏)‏ وَلِمَ لَا؟‏ تَذَكَّرْ أَنَّهُ وَقْتَمَا خَرَجَ نُوحٌ وَعَائِلَتُهُ مِنَ ٱلْفُلْكِ بَعْدَ ٱلطُّوفَانِ،‏ قَالَ لَهُمْ يَهْوَهُ إِنَّ ‹خَوْفَهُمْ وَخَشْيَتَهُمْ سَيَسْتَمِرَّانِ عَلَى كُلِّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْحَيَّةِ فِي ٱلْأَرْضِ›.‏ فَٱلْحَيَوَانَاتُ تَهْرُبُ مِنَ ٱلْإِنْسَانِ بُغْيَةَ حِمَايَةِ نَفْسِهَا.‏ (‏تك ٩:‏٢،‏ ٣‏)‏ لكِنَّ يَهْوَهَ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يُزِيلَ شَيْئًا مِنْ هذَا ٱلْخَوْفِ بِحَيْثُ تَعُودُ ٱلْعَلَاقَةُ بَيْنَ ٱلْإِنْسَانِ وَٱلْحَيَوَانِ عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ.‏ (‏هو ٢:‏١٨‏)‏ وَيَا لَلْوَقْتِ ٱلْمُمْتِعِ ٱلَّذِي سَيَقْضِيهِ آنَذَاكَ كُلُّ ٱلنَّاجِينَ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلْفِرْدَوْسِيَّةِ!‏

      ‏«سَيَمْسَحُ كُلَّ دَمْعَةٍ»‏

      ١٠ لِمَاذَا يَذْرِفُ ٱلْبَشَرُ ٱلدُّمُوعَ عَادَةً؟‏

      ١٠ قَالَ سُلَيْمَانُ ٱلْحَكِيمُ:‏ «عُدْتُ أَنَا أَتَأَمَّلُ كُلَّ ٱلْمَظَالِمِ ٱلَّتِي تُجْرَى تَحْتَ ٱلشَّمْسِ،‏ فَإِذَا دُمُوعُ ٱلْمَظْلُومِينَ وَلَا مُعَزِّيَ لَهُمْ».‏ (‏جا ٤:‏١‏)‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ لَا تَخْتَلِفُ ٱلْأَوْضَاعُ عَمَّا كَانَتْ عَلَيْهِ فِي زَمَنِهِ،‏ هذَا إِنْ لَمْ تَكُنْ أَسْوَأَ.‏ فَمَنْ مِنَّا لَمْ يَبْكِ لِسَبَبٍ أَوْ لِآخَرَ؟‏ صَحِيحٌ أَنَّهَا قَدْ تَكُونُ أَحْيَانًا دُمُوعَ فَرَحٍ،‏ غَيْرَ أَنَّ قَلْبَنَا ٱلْمُنْسَحِقَ هُوَ مَا يَجْعَلُنَا عَادَةً نَذْرِفُ ٱلدُّمُوعَ.‏

      ١١ أَيُّ رِوَايَةٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُؤَثِّرُ فِيكُمْ بِشَكْلٍ خَاصٍّ؟‏

      ١١ تَذَكَّرِ ٱلْحَوَادِثَ ٱلْمُؤَثِّرَةَ ٱلْعَدِيدَةَ ٱلَّتِي تَتَخَلَّلُ صَفَحَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ حِينَ فَارَقَتْ سَارَةُ ٱلْحَيَاةَ عَنْ عُمْرِ ١٢٧ سَنَةً،‏ ‹دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ لِيَنْدُبَهَا وَيَبْكِيَ عَلَيْهَا›.‏ (‏تك ٢٣:‏١،‏ ٢‏)‏ وَلَمَّا وَدَّعَتْ نُعْمِي كَنَّتَيْهَا ٱلْأَرْمَلَتَيْنِ،‏ «رَفَعْنَ أَصْوَاتَهُنَّ وَبَكَيْنَ».‏ ثُمَّ بَعْدَمَا أَنْهَتْ حَدِيثَهَا مَعَهُمَا،‏ «رَفَعْنَ أَصْوَاتَهُنَّ وَبَكَيْنَ أَيْضًا».‏ (‏را ١:‏٩،‏ ١٤‏)‏ كَذلِكَ نَقْرَأُ أَنَّ ٱلْمَلِكَ حَزَقِيَّا،‏ عِنْدَمَا أُصِيبَ بِٱلْمَرَضِ وَشَارَفَ ٱلْمَوْتَ،‏ صَلَّى ‹وَبَكَى بُكَاءً شَدِيدًا›.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ ذلِكَ أَثَّرَ فِي يَهْوَهَ كَثِيرًا.‏ (‏٢ مل ٢٠:‏١-‏٥‏)‏ وَمَنْ لَا تَمَسُّهُ قِصَّةُ ٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ عِنْدَمَا أَنْكَرَ ٱلْمَسِيحَ؟‏ فَلَدَى سَمَاعِهِ صِيَاحَ ٱلدِّيكِ،‏ «خَرَجَ وَبَكَى بِمَرَارَةٍ».‏ —‏ مت ٢٦:‏٧٥‏.‏

      ١٢ كَيْفَ سَيَجْلُبُ حُكْمُ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلرَّاحَةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ لِلْبَشَرِ؟‏

      ١٢ إِنَّ ٱلْبَشَرَ بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ إِلَى ٱلتَّعْزِيَةِ وَٱلرَّاحَةِ بِسَبَبِ ٱلْمَآ‌سِي ٱلَّتِي تُلِمُّ بِهِمْ.‏ وَهذَا مَا سَيُؤَمِّنُهُ ٱلْحُكْمُ ٱلْأَلْفِيُّ لِرَعَايَاهُ.‏ تَقُولُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ:‏ «سَيَمْسَحُ [ٱللّٰهُ] كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ،‏ وَٱلْمَوْتُ لَا يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ،‏ وَلَا يَكُونُ نَوْحٌ وَلَا صُرَاخٌ وَلَا وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ».‏ (‏رؤ ٢١:‏٤‏)‏ فَيَا لَوَعْدِهِ ٱلرَّائِعِ هذَا!‏ فَهُوَ لَنْ يُزِيلَ ٱلنَّوْحَ وَٱلصُّرَاخَ وَٱلْوَجَعَ فَحَسْبُ،‏ بَلْ سَيَقْضِي أَيْضًا عَلَى عَدُوِّ ٱلْإِنْسَانِ ٱللَّدُودِ:‏ اَلْمَوْتِ.‏ كَيْفَ؟‏

      ‏«جَمِيعُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْقُبُورِ ٱلتَّذْكَارِيَّةِ .‏ .‏ .‏ يَخْرُجُونَ»‏

      ١٣ مَا تَأْثِيرُ ٱلْمَوْتِ فِي ٱلْبَشَرِ مُنْذُ أَخْطَأَ آدَمُ؟‏

      ١٣ مُنْذُ أَخْطَأَ آدَمُ،‏ مَلَكَ ٱلْمَوْتُ عَلَى ٱلْبَشَرِ.‏ فَبَاتَ عَدُوًّا لَا يُقْهَرُ،‏ ٱلْمَصِيرَ ٱلْمَحْتُومَ لِلْخُطَاةِ،‏ وَمَصْدَرَ حُزْنٍ وَأَسًى عَظِيمَيْنِ.‏ (‏رو ٥:‏١٢،‏ ١٤‏)‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ يَخْضَعُ ٱلْمَلَايِينُ ‹مُدَّةَ حَيَاتِهِمْ لِلْعُبُودِيَّةِ خَوْفًا مِنَ ٱلْمَوْتِ›.‏ —‏ عب ٢:‏١٥‏.‏

      ١٤ مَاذَا تَكُونُ ٱلنَّتِيجَةُ حِينَ يُبَادُ ٱلْمَوْتُ؟‏

      ١٤ يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «آخِرُ عَدُوٍّ يُبَادُ هُوَ ٱلْمَوْتُ».‏ (‏١ كو ١٥:‏٢٦‏)‏ وَحِينَئِذٍ،‏ سَيَسْتَفِيدُ فَرِيقَانِ مِنَ ٱلنَّاسِ.‏ ‹فَٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ› سَيَنْجُونَ وَيَدْخُلُونَ ٱلْعَالَمَ ٱلْجَدِيدَ ٱلْمَوْعُودَ بِهِ لِيَحْيَوْا إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ.‏ أَمَّا بَلَايِينُ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ خَطَفَهُمُ ٱلْمَوْتُ فَسَيَخْتَبِرُونَ ٱلْقِيَامَةَ.‏ فَهَلْ تَتَخَيَّلُ مَشَاعِرَ ٱلْفَرَحِ وَٱلْإِثَارَةِ ٱلَّتِي سَتَسُودُ عِنْدَمَا يُرَحِّبُ ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ بِٱلْمُقَامِينَ؟‏ إِنَّ نَظْرَةً عَنْ كَثَبٍ إِلَى بَعْضِ رِوَايَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنِ ٱلْقِيَامَةِ تُعْطِينَا لَمْحَةً مُسْبَقَةً عَمَّا سَتَكُونُ عَلَيْهِ ٱلْحَالَةُ آنَذَاكَ.‏ —‏ اِقْرَأْ مرقس ٥:‏٣٨-‏٤٢؛‏ لوقا ٧:‏١١-‏١٧‏.‏

      ١٥ مَاذَا سَيَكُونُ رَدُّ فِعْلِكُمْ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ عِنْدَ قِيَامَةِ أَحَدِ أَحِبَّائِكُمْ مِنَ ٱلْمَوْتِ؟‏

      ١٥ تَأَمَّلْ فِي ٱلْعِبَارَتَيْنِ ٱلتَّالِيَتَيْنِ:‏ «لَمْ يَمْلِكُوا أَنْفُسَهُمْ مِنْ شِدَّةِ ٱلْفَرَحِ ٱلَّذِي غَمَرَهُمْ» وَ «شَرَعُوا يُمَجِّدُونَ ٱللّٰهَ».‏ لَوْ كُنْتَ بَيْنَ ٱلْحَاضِرِينَ آنَذَاكَ،‏ لَكَانَتِ ٱنْتَابَتْكَ ٱلْمَشَاعِرُ نَفْسُهَا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ.‏ فَلَدَى رُؤْيَةِ أَحِبَّائِنَا ٱلْمَوْتَى يُقَامُونَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ،‏ سَتَسْتَحْوِذُ عَلَيْنَا مَشَاعِرُ ٱلْفَرَحِ وَٱلِٱبْتِهَاجِ.‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «تَأْتِي ٱلسَّاعَةُ ٱلَّتِي يَسْمَعُ فِيهَا جَمِيعُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْقُبُورِ ٱلتَّذْكَارِيَّةِ صَوْتَهُ فَيَخْرُجُونَ».‏ (‏يو ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ نَعَمْ،‏ رَغْمَ أَنَّ أَحَدًا مِنَّا لَمْ يَرَ مِثْلَ هذَا ٱلْحَدَثِ،‏ فَلَا شَكَّ أَنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ أَعْظَمِ ‹ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي لَمْ تُرَ بَعْدُ›.‏

      ‏«‏يَكُونُ ٱللّٰهُ كُلَّ شَيْءٍ لِلْكُلِّ»‏

      ١٦ (‏أ)‏ لِمَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِحَمَاسٍ عَنِ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي لَمْ نَرَهَا بَعْدُ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا قَالَ بُولُسُ لِيُشَجِّعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي كُورِنْثُوسَ‏؟‏

      ١٦ لَا شَكَّ أَنَّ مُسْتَقْبَلًا مُشْرِقًا يَنْتَظِرُ ٱلَّذِينَ يُحَافِظُونَ عَلَى أَمَانَتِهِمْ لِيَهْوَهَ فِي هذِهِ ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْحَرِجَةِ.‏ وَرَغْمَ أَنَّنَا لَمْ نَرَ بَعْدُ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلرَّائِعَةَ،‏ فَإِنَّ إِبْقَاءَهَا حَيَّةً فِي ٱلذِّهْنِ يُسَاعِدُنَا أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى مَا هُوَ مُهِمٌّ حَقًّا وَنَتَجَنَّبَ أَنْ تُلْهِيَنَا ٱلْمُغْرِيَاتُ ٱلزَّائِلَةُ ٱلَّتِي يُقَدِّمُهَا نِظَامُ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرُ هذَا.‏ (‏لو ٢١:‏٣٤؛‏ ١ تي ٦:‏١٧-‏١٩‏)‏ فَلْنَتَكَلَّمْ بِحَمَاسٍ عَنْ رَجَائِنَا ٱلرَّائِعِ أَثْنَاءَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ،‏ مُحَادَثَاتِنَا مَعَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ،‏ وَٱلْمُنَاقَشَاتِ ٱلَّتِي نُجْرِيهَا مَعَ تَلَامِذَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلْمُهْتَمِّينَ.‏ فَإِنْ فَعَلْنَا ذلِكَ،‏ نُبْقِيهِ سَاطِعًا فِي فِكْرِنَا وَقَلْبِنَا.‏ وَهذَا تَمَامًا مَا فَعَلَهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عِنْدَ تَشْجِيعِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ فَقَدْ نَقَلَهُمْ عَبْرَ ٱلزَّمَنِ،‏ إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ،‏ إِلَى نِهَايَةِ حُكْمِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَلْفِيِّ.‏ أَنْتَ أَيْضًا،‏ يُمْكِنُكَ أَنْ تَسْتَمِدَّ ٱلتَّشْجِيعَ بِٱلتَّأَمُّلِ فِي مَغْزَى كَلِمَاتِهِ فِي ١ كُورِنْثُوس ١٥:‏٢٤،‏ ٢٥،‏ ٢٨‏.‏ —‏ اِقْرَأْهَا.‏

      ١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ كَيْفَ كَانَ يَهْوَهُ «كُلَّ شَيْءٍ لِلْكُلِّ» فِي بِدَايَةِ ٱلتَّارِيخِ ٱلْبَشَرِيِّ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَيَفْعَلُ يَسُوعُ لِإِعَادَةِ ٱلْوَحْدَةِ وَٱلِٱنْسِجَامِ؟‏

      ١٧ «يَكُونُ ٱللّٰهُ كُلَّ شَيْءٍ لِلْكُلِّ».‏ مَا مِنْ كَلِمَاتٍ أَفْضَلُ يُمْكِنُ أَنْ تَصِفَ ٱلذُّرْوَةَ ٱلرَّائِعَةَ لِلْأَحْدَاثِ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةِ.‏ وَلكِنْ مَاذَا تَعْنِي هذِهِ ٱلْعِبَارَةُ؟‏ فِي أَيَّامِ جَنَّةِ عَدْنٍ،‏ كَانَ أَبَوَانَا ٱلْكَامِلَانِ،‏ آدَمُ وَحَوَّاءُ،‏ جُزْءًا مِنْ عَائِلَةِ يَهْوَهَ ٱلْكَوْنِيَّةِ ٱلَّتِي سَادَهَا ٱلِٱنْسِجَامُ وَٱلسَّلَامُ.‏ وَكَانَ يَهْوَهُ،‏ ٱلْمُتَسَلِّطُ ٱلْكَوْنِيُّ،‏ يَحْكُمُ مُبَاشَرَةً عَلَى خَلَائِقِهِ ٱلْمَلَائِكِيَّةِ وَٱلْبَشَرِيَّةِ عَلَى ٱلسَّوَاءِ.‏ فَقَدْ تَوَاصَلُوا مَعَهُ شَخْصِيًّا،‏ قَدَّمُوا لَهُ ٱلْعِبَادَةَ،‏ وَنَالُوا بَرَكَتَهُ.‏ نَعَمْ،‏ كَانَ يَهْوَهُ «كُلَّ شَيْءٍ لِلْكُلِّ».‏

      ١٨ تَعَكَّرَ صَفْوُ ٱلِٱنْسِجَامِ حِينَ تَمَرَّدَ أَبَوَانَا ٱلْأَوَّلَانِ عَلَى سُلْطَانِ يَهْوَهَ بِتَأْثِيرٍ مِنَ ٱلشَّيْطَانِ.‏ لكِنْ مُنْذُ عَامِ ١٩١٤،‏ يَتَّخِذُ ٱلْمَلَكُوتُ ٱلْمَسِيَّانِيُّ خُطُوَاتٍ تُؤَدِّي إِلَى إِعَادَةِ ٱلْوَحْدَةِ وِٱلِٱنْسِجَامِ إِلَى سَابِقِ عَهْدِهِمَا.‏ (‏اف ١:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وَخِلَالَ ٱلْحُكْمِ ٱلْأَلْفِيِّ،‏ سَتَتَحَقَّقُ ٱلْأُمُورُ ٱلرَّائِعَةُ «ٱلَّتِي لَا تُرَى» حَالِيًّا.‏ ثُمَّ تَأْتِي «ٱلنِّهَايَةُ»،‏ أَيْ نِهَايَةُ حُكْمِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَلْفِيِّ.‏ وَمَاذَا سَيَحْدُثُ عِنْدَئِذٍ؟‏ رَغْمَ أَنَّ يَسُوعَ دُفِعَتْ إلَيْهِ «كُلُّ سُلْطَةٍ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ»،‏ فَهُوَ لَا يَطْمَحُ إِلَى ٱغْتِصَابِ عَرْشِ يَهْوَهَ.‏ بل يَسْتَغِلُّ مَرْكَزَهُ ٱلْفَرِيدَ وَسُلْطَتَهُ «لِمَجْدِ ٱللّٰهِ».‏ لذلك،‏ سَيُعْرِبُ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ وَ «يُسَلِّمُ ٱلْمَمْلَكَةَ إِلَى إِلٰهِهِ وَأَبِيهِ».‏ —‏ مت ٢٨:‏١٨؛‏ في ٢:‏٩-‏١١‏.‏

      ١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ كَيْفَ سَيُبَرْهِنُ كُلُّ رَعَايَا ٱلْمَلَكُوتِ أَنَّهُمْ يَعْتَرِفُونَ بِسُلْطَانِ يَهْوَهَ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ رَجَاءٍ عَظِيمٍ يَنْتَظِرُنَا؟‏

      ١٩ بِحُلُولِ ذلِكَ ٱلْوَقْتِ،‏ سَيَكُونُ رَعَايَا ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْأَرْضِيُّونَ قَدْ بَلَغُوا ٱلْكَمَالَ.‏ وَٱقْتِدَاءً بِيَسُوعَ،‏ سَيَعْتَرِفُونَ بِسُلْطَانِ يَهْوَهَ طَوْعًا وَبِتَوَاضُعٍ،‏ وَذلِكَ بِبَقَائِهِمْ أُمَنَاءَ فِي ٱلِٱمْتِحَانِ ٱلْأَخِيرِ.‏ (‏رؤ ٢٠:‏٧-‏١٠‏)‏ بَعْدَئِذٍ،‏ سَيَهْلِكُ إِلَى ٱلْأَبَدِ كُلُّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ وَٱلرُّوحَانِيَّةِ ٱلْمُتَمَرِّدَةِ.‏ وَكَمْ سَيَكُونُ ذلِكَ ٱلْوَقْتُ رَائِعًا!‏ فَٱلْعَائِلَةُ ٱلْكَوْنِيَّةُ بِرُمَّتِهَا سَتُسَبِّحُ بِفَرَحٍ يَهْوَهَ،‏ ٱلَّذِي سَيَكُونُ «كُلَّ شَيْءٍ لِلْكُلِّ».‏ —‏ اِقْرَأْ مزمور ٩٩:‏١-‏٣‏.‏

      ٢٠ نَظَرًا إِلَى بَرَكَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَجِيدَةِ،‏ هَلْ تَعْقِدُ ٱلْعَزْمَ أَنْ تَصُبَّ جُهُودَكَ عَلَى فِعْلِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ،‏ وَأَنْ تَتَجَنَّبَ ٱلتَّلَهِّيَ بِٱلْآمَالِ ٱلْبَاطِلَةِ ٱلَّتِي يُقَدِّمُهَا عَالَمُ ٱلشَّيْطَانِ؟‏ وَهَلْ تُقَوِّي تَصْمِيمَكَ عَلَى دَعْمِ وَتَأْيِيدِ سُلْطَانِ يَهْوَهَ؟‏ نَرْجُو أَنْ تُبَرْهِنَ بِأَعْمَالِكَ أَنَّ هذِهِ هِيَ رَغْبَتُكَ ٱلْقَلْبِيَّةُ.‏ عِنْدَئِذٍ،‏ سَتَحْظَى بِٱمْتِيَازِ ٱلْعَيْشِ بِسَلَامٍ وَٱزْدِهَارٍ لِأَلْفِ سَنَةٍ وَإِلَى مَا لَا نِهَايَةَ!‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة