مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الافتتان العالمي —‏ بالمقامرة
    استيقظ!‏ ٢٠٠٢ | تموز (‏يوليو)‏ ٢٢
    • الافتتان العالمي —‏ بالمقامرة

      حلم جون،‏ الذي نشأ في اسكتلندا،‏ ان يربح في اليانصيب.‏ يقول:‏ «كنت اشتري بطاقة يانصيب كل اسبوع.‏ لم يكلفني ذلك سوى القليل من المال،‏ لكن البطاقة منحتني الامل في ربح كل ما كنت ارغب فيه».‏

      وأحبَّ كازوشيڠي،‏ الذي يعيش في اليابان،‏ سباق الخيل.‏ يتذكر:‏ «كنا انا وأصدقائي نلهو الى حد كبير عند المراهنة في حلبات السباق وكنت احيانا اكسب مبالغ كبيرة من المال».‏

      اما ليندا،‏ التي تعيش في أوستراليا،‏ فتقول:‏ «كانت البنڠو لعبتي المفضلة.‏ واللعب بها صار عادة كلفتني حوالي ٣٠ دولارا اميركيا في الاسبوع،‏ لكنني احببت نشوة الربح».‏

      اعتبر جون،‏ كازوشيڠي،‏ وليندا المقامرة شكلا من اشكال التسلية غير المؤذية نسبيا.‏ ومئات الملايين حول العالم لديهم وجهة النظر نفسها.‏ وقد اظهر استطلاع أُجري سنة ١٩٩٩ ان المقامرة نالت استحسان ثلثي الاميركيين.‏ وفي سنة ١٩٩٨،‏ انفق مقامرون اميركيون حوالي ٥٠ بليون دولار اميركي على المقامرة المشروعة —‏ اكثر مما انفقوا على تذاكر السينما،‏ الموسيقى المسجّلة،‏ الالعاب الرياضية التي تجذب مشاهدين كثيرين،‏ مدن الملاهي،‏ وألعاب الڤيديو،‏ كلها مجتمعة.‏

      ووجدت دراسة حديثة،‏ انه خلال سنة واحدة،‏ قامر اكثر من ٨٠ في المئة من سكان أوستراليا مرة واحدة على الاقل،‏ و٤٠ في المئة قامروا كل اسبوع.‏ وينفق الراشدون في هذا البلد اكثر من ٤٠٠ دولار اميركي على المقامرة سنويا،‏ اي حوالي ضعفي ما ينفقه الاوروپيون او الاميركيون،‏ مما يجعل من الاوستراليين اكثر الناس ولعا بالمقامرة.‏

      ويدمن كثيرون من اليابانيين على «الپاتشينكو»،‏ لعبة تشبه الپِنبول (‏الفليپرز)‏،‏ وينفقون سنويا بلايين الدولارات الاميركية في المراهنة اثناء اللعبة.‏ وفي البرازيل،‏ يُنفَق ما لا يقل عن ٤ بلايين دولار اميركي كل سنة على المقامرة،‏ معظمه على بطاقات اليانصيب.‏ لكنَّ البرازيليين ليسوا الوحيدين الذين تستهويهم ألعاب اليانصيب.‏ فقد قدَّرت المجلة الدولية للمقامرة العامة (‏بالانكليزية)‏ مؤخرا ان هنالك «٣٠٦ انواع يانصيب في ١٠٢ بلدا».‏ فلا شك ان الافتتان بالمقامرة عالمي —‏ افتتان يجلب فوائد جمة،‏ على حد قول البعض.‏

      تقول شارون شارپ،‏ ممثلة عن المعهد الحكومي لأبحاث المقامرة،‏ ان عائدات اليانصيب في الولايات المتحدة من سنة ١٩٦٤ حتى سنة ١٩٩٩ «امدت ميزانية الدولة بمبلغ ١٢٥ بليون دولار اميركي،‏ والجزء الاكبر من هذه العائدات بدأ يرد منذ سنة ١٩٩٣».‏ وخُصِّص معظم هذا المال لبرامج التعليم الرسمي،‏ المحميات الطبيعية،‏ وإقامة تسهيلات للنشاطات الرياضية.‏ وصناعة المقامرة ايضا تؤمن عملا لنسبة كبيرة جدا من الاشخاص،‏ ففي أوستراليا فقط تستخدم حوالي ٠٠٠‏,١٠٠ شخص في اكثر من ٠٠٠‏,٧ مركز تابع لها.‏

      لذلك يحاجّ مؤيدو المقامرة انه بالاضافة الى تزويد التسلية،‏ تخلق المقامرة المشروعة فرصا للعمل،‏ تساهم في عائدات الضرائب،‏ وتحسّن الاقتصاد المحلي المتدهور.‏

      بناء على ذلك،‏ قد يسأل كثيرون:‏ ‹ما الخطأ في المقامرة؟‏›.‏ ان الجواب عن هذا السؤال،‏ الذي يُناقَش في المقالتين التاليتين،‏ قد يغيّر على الارجح نظرتك الى المقامرة.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٣]‏

      جون

      ‏[الصورة في الصفحة ٣]‏

      كازوشيڠي

      ‏[الصورة في الصفحة ٣]‏

      ليندا

  • ما الخطأ في المقامرة؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٢ | تموز (‏يوليو)‏ ٢٢
    • ما الخطأ في المقامرة؟‏

      ‏«حوالي ٠٠٠‏,٢٩٠ اوسترالي لديهم مشكلة المقامرة وهم مسؤولون عن خسارة اكثر من ٣ بلايين دولار اميركي في السنة.‏ وهذا الامر كارثة ليس لهؤلاء فحسب،‏ بل ايضا لما يُقدَّر بـ‍ ٥‏,١ مليون شخص يتأثرون بهم مباشرة نتيجة الافلاس،‏ الطلاق،‏ الانتحار،‏ والوقت الضائع في العمل».‏ —‏ ج.‏ هاورد،‏ رئيس وزراء اوستراليا،‏ سنة ١٩٩٩.‏

      وقع جون المذكور في المقالة السابقة في مشكلة المقامرة.‏a وبعد انتقاله الى اوستراليا،‏ تزوج ليندا التي كانت هي ايضا مقامرة.‏ وازداد ادمان جون سوءا.‏ يقول:‏ «بدأت بابتياع بطاقات اليانصيب،‏ ثم صرت اراهن في سباق الخيل وأقامر في الكازينوات.‏ وانتهى بي المطاف الى المقامرة كل يوم تقريبا.‏ وفي بعض الاحيان كنت انفق كل راتبي ولا أُبقي معي شيئا لتسديد اقساط البيت وإعالة عائلتي.‏ حتى عندما كنت اربح مبلغا كبيرا من المال،‏ كنت استمر في المقامرة.‏ لقد اسرتني نشوة الربح».‏

      كثيرون هم مثل جون.‏ ويبدو ان مجتمعات بكاملها أُصيبت بحمى المقامرة.‏ قالت مجلة الولايات المتحدة الاميركية اليوم (‏بالانكليزية)‏ انه بين سنة ١٩٧٦ و ١٩٩٧،‏ ارتفعت نسبة المبلغ المنفق في المقامرة المشروعة في الولايات المتحدة ارتفاعا مذهلا بلغ ٢٠٠‏,٣ في المئة.‏

      وتذكر الصحيفة الكندية ذا ڠلوب آند ميل (‏بالانكليزية)‏:‏ «كانت المقامرة تُعتبر في ما مضى آفة اجتماعية وأخلاقية.‏ اما اليوم فهي تسلية يتقبلها المجتمع».‏ وبالاشارة الى احد اسباب هذا التغيير في الموقف العام،‏ تقول الصحيفة:‏ «ان تغيير النظرة تجاه المقامرة هو النتيجة المباشرة لما قد يكون اغلى وأقوى حملة اعلانية تموِّلها الحكومة في التاريخ الكندي».‏ فما هو تأثير الجهود المبذولة لترويج المقامرة على بعض المجتمعات؟‏

      بلوى المقامرة

      بحسب تقدير صادر عن قسم الادمان في كلية الطب بجامعة هارڤرد،‏ كان هنالك سنة ١٩٩٦ ‹٥‏,٧ ملايين راشد اميركي و ٩‏,٧ ملايين مراهق اميركي لديهم مشكلة المقامرة او يعانون من المقامرة المرضية›.‏ وقد أُدرجت هذه الارقام ضمن تقرير وضعته «اللجنة الوطنية لدراسة تأثير المقامرة» وأحالته الى الكونڠرس الاميركي.‏ وورد في التقرير ان عدد الذين لديهم مشكلة المقامرة في اميركا قد يكون فعليا اكبر بكثير من العدد المذكور.‏

      ويُقدَّر ان المقامرة تكلّف المجتمع في الولايات المتحدة بلايين الدولارات كل سنة بسبب خسارة الوظائف،‏ الصحة الجسدية المتدهورة،‏ الاعانات المالية المدفوعة للعاطلين عن العمل،‏ وبرامج إعادة التأهيل.‏ لكن هذا الرقم لا يصف جيدا الثمن الذي يدفعه الناس بسبب المقامرة،‏ اي الثمن الذي تدفعه العائلات والاصدقاء وزملاء العمل،‏ الناجم عن السرقة،‏ الاختلاس،‏ الانتحار،‏ العنف المنزلي،‏ والاساءة الى الاولاد.‏ وقد وجدت دراسة اوسترالية ان عدد الاشخاص الذين يمكن ان يؤثر فيهم كل مقامر تأثيرا مباشرا قد يصل الى العشرة.‏ ويقول تقرير من مجلس الابحاث القومي في الولايات المتحدة ان ما يصل الى «٥٠ في المئة من الزوجات و١٠ في المئة من الاولاد اساء اليهم جسديا شخص يعاني من المقامرة المرضية».‏

      ادمان معدٍ

      مثل بعض الامراض،‏ يمكن ان تنتقل مشكلة المقامرة من الوالد الى الولد.‏ يذكر تقرير اعدته «اللجنة الوطنية لدراسة تأثير المقامرة»:‏ «ان اولاد المقامرين القسريين يتورطون على الارجح في السلوك الجانح مثل التدخين،‏ الشرب،‏ وتعاطي المخدِّرات،‏ وهم معرضون اكثر للوقوع في مشكلة المقامرة او المعاناة من المقامرة المرضية».‏ ويحذر التقرير ايضا ان «المقامرين المراهقين يقعون على الارجح في مشكلة المقامرة او يعانون من المقامرة المرضية اكثر من الراشدين».‏

      يقول الدكتور هاورد ج.‏ شافر،‏ مدير قسم الادمان في كلية الطب بجامعة هارڤرد:‏ «هنالك وفرة من الادلة التي تشير الى ان المقامرة غير المشروعة بين الاحداث تنتشر بالسرعة نفسها التي تنتشر بها المقامرة المشروعة،‏ هذا اذا لم تتخطاها».‏ اما عن قدرة الذين يعانون من المقامرة المرضية على اساءة استعمال تكنولوجيا الإنترنت فيقول:‏ «كما ان تدخين كوكائين الكراك شكل نقطة تحول عند مدخني الكوكائين اظن ان الالكترونيات ستشكِّل نقطة تحول في طريقة المقامرة».‏

      غالبا ما تصوَّر تجارة المقامرة كمصدر تسلية غير مؤذية.‏ لكنّ المقامرة يمكن ان تسبّب الادمان للمراهقين مثل اي مخدِّر غير مشروع،‏ كما يمكن ان تقود الى الاجرام.‏ فقد وجد استطلاع في المملكة المتحدة ان بين المراهقين المقامرين،‏ «٤٦ في المئة سرقوا من عائلاتهم» ليدعموا عادتهم.‏

      رغم الوقائع المذكورة سابقا،‏ تبرر منظمة بارزة تُعنى بشؤون المقامرة الترويج للمقامرة بقولها:‏ «ان الغالبية العظمى من الاميركيين الذين يقامرون لا يواجهون اية مشاكل».‏ فإذا شعرتَ ان المقامرة لا تؤثر سلبا على صحتك الجسدية او وضعك المالي،‏ فماذا عن صحتك الروحية؟‏ هل هنالك اسباب وجيهة تدفعك الى تجنب المقامرة؟‏ ستناقش المقالة التالية هذين السؤالين.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a انظر الاطار «هل لدي مشكلة المقامرة؟‏» في الصفحتين ٤ و ٥.‏

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحتين ٤ و ٥]‏

      هل لدي مشكلة المقامرة؟‏

      بحسب جمعية الطب النفسي الاميركية،‏ يمكن ان تساعد المؤشرات التالية الموجودة في الصفحة ٥ على تشخيص المقامرة المرضية (‏التي تدعى احيانا المقامرة القسرية)‏.‏ ومعظم المراجع توافق انه اذا بدت عندك بعض الاعراض التالية،‏ تكون لديك مشكلة المقامرة،‏ وإذا ظهر عندك واحد منها،‏ تكون معرضا لخطر الوقوع في مشكلة المقامرة.‏

      الاستحواذ تستحوذ عليك المقامرة،‏ فترغب في إحياء تجارب سابقة في هذا المجال،‏ وتخطط للمغامرة القادمة،‏ او تفكر في طرائق لتحصل على المال لتقامر به.‏

      الاصرار انت تصرّ على المقامرة بمبالغ متزايدة من المال حتى تحقق الاثارة المرغوبة.‏

      الانقطاع ينتابتك القلق وتصير سريع الانفعال عندما تحاول التخفيف من المقامرة او التوقف عنها.‏

      الهروب تلجأ الى المقامرة كطريقة للهروب من المشاكل او التخفيف من مشاعر العجز،‏ الذنب،‏ القلق،‏ والكآ‌بة.‏

      السعي لتعويض الخسارة بعد خسارة مبلغ من المال في المقامرة،‏ تعود غالبا في يوم آخر لكي تعوِّض هذه الخسارة.‏

      الكذب تكذب على اعضاء عائلتك،‏ على من يعالجونك،‏ او على آخرين لتخفي مدى تورطك في المقامرة.‏

      فقدان السيطرة على زمام الامور تبذل جهودا حثيثة ولكنها فاشلة لتتوقف عن المقامرة او تخفف منها.‏

      اعمال غير قانونية تقترف اعمالا غير قانونية،‏ مثل الاحتيال،‏ السرقة،‏ او الاختلاس،‏ لكي تحصل على مال تقامر به.‏

      تعريض علاقات مهمة للخطر بسبب المقامرة،‏ تعرض للخطر او تخسر علاقة مهمة،‏ وظيفة،‏ او فرصة للتقدم في العمل او في الدراسة.‏

      طلب المال تعتمد على الآخرين من اجل الحصول على المال لتتخلص من وضع مالي متأزم سببه المقامرة.‏

      ‏[المصدر]‏

      المصدر:‏ مركز الابحاث الوطني لاستطلاع الآراء في جامعة شيكاڠو،‏ وأبحاث جيميني،‏ وفريق لووِن.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٧]‏

      الرسالة الفعلية لاعلانات اليانصيب

      يقول باحثون من جامعة ديوك،‏ في الولايات المتحدة،‏ في تقرير أُحيل الى «اللجنة الوطنية لدراسة تأثير المقامرة»:‏ «ترويج اليانصيب .‏ .‏ .‏ يُنظر اليه على انه تعليم للقِيَم،‏ اذ يصوِّر المقامرة كنشاط غير مؤذ او حتى اخلاقي».‏ فكيف تؤثر اعلانات اليانصيب فعليا في المجتمع؟‏ يقول التقرير:‏ «لا نبالغ على الارجح اذا قلنا ان الرسالة التي تنقلها اعلانات اليانصيب رسالة مدمّرة —‏ اذ تقول ان النجاح يعتمد على اختيار الرقم الصحيح.‏ وهذه الخطة ‹التعليمية› المضلِّلة التي تنشرها وكالات اليانصيب قد يكون لها تأثير معاكس،‏ فتخفض عائدات الحكومة على المدى البعيد بتخفيض النمو الاقتصادي.‏ وعلى نحو خصوصي،‏ اذا قوّض ترويج اليانصيب ميل الانسان الى العمل،‏ ادخار المال،‏ واستثمار المال في تثقيف وتدريب الذات،‏ فستكون النتيجة في النهاية تراجعا في الانتاجية.‏ وفي جميع الاحوال،‏ نحن لا نعلّم اولادنا عادة ان توقّع حدوث عجيبة هو مفتاح النجاح في الحياة».‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٨]‏

      كل بيت يتحول الى كازينو

      تستحدث منظمات المقامرة الآن مواقع على الوبْ يمكن ان تحوّل اي بيت فيه كمپيوتر موصول بالإنترنت الى كازينو حقيقي،‏ ولا يكلفها ذلك سوى اليسير مما تدفعه لبناء مراكز جديدة للمقامرة.‏ وفي اواسط تسعينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ كان هنالك حوالي ٢٥ موقع مقامرة على الإنترنت.‏ اما في سنة ٢٠٠١ فصار هنالك اكثر من ٢٠٠‏,١ موقع،‏ وكانت العائدات من المقامرة على الإنترنت تتضاعف كل سنة.‏ ففي سنة ١٩٩٧ بلغت ارباح مواقع المقامرة على الإنترنت ٣٠٠ مليون دولار اميركي،‏ في حين بلغت ٦٥٠ مليون دولار اميركي سنة ١٩٩٨.‏ اما في سنة ٢٠٠٠،‏ فقد درّت مواقع المقامرة على الإنترنت ٢‏,٢ بليون دولار اميركي.‏ ووفقا لتقرير ورد عن وكالة رويتر للانباء،‏ «يُتوقع ان يصير [هذا الرقم] ٤‏,٦ بلايين» بحلول سنة ٢٠٠٣.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٦]‏

      ان العائلات التي لا تملك مالا للطعام هي جزء من كلفة المقامرة الباهظة

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      بين الاحداث،‏ تزداد المقامرة بسرعة مرعبة

      ‏[الصورة في الصفحة ٨]‏

      ان اولاد المقامرين القسريين معرضون اكثر للوقوع في مشكلة المقامرة

  • تجنَّب شرك المقامرة
    استيقظ!‏ ٢٠٠٢ | تموز (‏يوليو)‏ ٢٢
    • تجنَّب شرك المقامرة

      ‏«لم تؤثر المقامرة في صحتي الجسدية،‏ واستطعت دائما تحديد كم سأنفق من المال.‏ لكنني اعترف انني كلما اشتركت في لعبة يانصيب،‏ كنت دائما اختار الارقام التي اعتبرت انها تجلب لي الحظ».‏ —‏ ليندا.‏

      مقامرون كثيرون يؤمنون بأن ارقاما او اشياء معينة تجلب لهم الحظ.‏ ورغم انهم قد لا يظنون انهم يحملون محمل الجد المعتقدات الخرافية التي يؤمنون بها،‏ يستمرون في التقيّد بها.‏

      حتى ان بعض المقامرين يصلّون الى اللّٰه،‏ طالبين ان يساعدهم على الربح في لعبة الحظ التي اختاروها.‏ لكن في الكتاب المقدس يدين اللّٰه الذين يدَّعون عبادته لكنهم ‹هيأوا مذبحا لإله الحظ›.‏ (‏اشعياء ٦٥:‏١١‏،‏ ترجمة تفسيرية‏)‏ نعم،‏ ان اللّٰه يبغض الممارسات التي تروّج ايمانا بالحظ مبنيا على معتقدات خرافية.‏ والمقامرة،‏ بطبيعتها،‏ تعزّز الثقة العمياء بالحظ.‏

      ولا شك ان المقامرة تعزز ايضا محبة المال.‏ ففي مجتمع اليوم الذي يتجه نحو العلمانية اكثر فأكثر،‏ يصير المال إلها بديلا والمقامرة طريقة شائعة لعبادته.‏ والكازينوات الفخمة تحل محل اماكن العبادة،‏ فيما تسود العقيدة الجديدة التي تقول ان الطمع جيد.‏ ويجد الباحثون ان الغالبية العظمى من الذين يرتادون الكازينوات يقولون انهم يقومون بذلك ليس من اجل التسلية او الجو السائد،‏ بل لربح «مبلغ كبير من المال».‏ لكنّ الكتاب المقدس يحذّر:‏ «محبة المال اصل لكل انواع الأذية،‏ وهي التي مال وراءها البعض فضلوا عن الإيمان وطعنوا انفسهم طعنا بأوجاع كثيرة».‏ —‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٠‏.‏

      وفي ١ كورنثوس ٦:‏٩،‏ ١٠‏،‏ يقول الكتاب المقدس بوضوح:‏ «لا تضلوا.‏ .‏ .‏ .‏ لا عبدة أصنام .‏ .‏ .‏ ولا جشعون .‏ .‏ .‏ يرثون ملكوت اللّٰه».‏ فالجشع ليس مرضا اجتماعيا موهنا فحسب،‏ بل هو مرض روحي مميت ايضا —‏ انما مرض له علاج.‏

      وجدوا القوة ليتغيّروا

      يتذكر كازوشيڠي،‏ المذكور في المقالة الافتتاحية:‏ «حاولت التوقف عن المقامرة مرات عديدة.‏ وأدركت ان المراهنة مع اصدقائي في حلبات السباق تدمر عائلتي.‏ كنت دائما اخسر المال الذي اكسبه.‏ حتى اني انفقت على المقامرة المال الذي ادَّخرته زوجتي لولادة ابننا الثاني،‏ وبدأت في النهاية اقامر بأموال الشركة التي كنت اعمل فيها.‏ نتيجة ذلك فقدت كليا احترام الذات.‏ وغالبا ما كانت زوجتي تبكي وتتوسل إلي لأتوقف عن المقامرة،‏ لكني عجزت عن ذلك».‏

      ثم بدأ كازوشيڠي يدرس الكتاب المقدس مع شهود يهوه.‏ يقول:‏ «كلما كنت اقرأ الكتاب المقدس اكثر،‏ كانت تزداد ثقتي بوجود اله وبأنني سأستفيد من الاصغاء اليه.‏ وصممت انه بالقدرة التي يعطيها اللّٰه سأتوقف عن المقامرة.‏ ولدهشتي،‏ لم اتوقف عن المقامرة فحسب،‏ بل صرت اكرهها ايضا.‏ واليوم عندما افكر في الالم الذي اصاب عائلتي بسبب المقامرة،‏ ينفطر قلبي حزنا.‏ فكم انا شاكر ليهوه اللّٰه لأنه ساعدني ان اتغلب على ادماني ويساعدني اليوم على العيش حياة ذات معنى!‏».‏ —‏ عبرانيين ٤:‏١٢‏.‏

      وجون،‏ المذكور ايضا في المقالة الافتتاحية،‏ بدأ هو ايضا يدرس الكتاب المقدس.‏ يتذكر:‏ «ساعدني درس الكتاب المقدس على اعادة تقييم ظروفي.‏ ولأول مرة،‏ انفتحت عيناي فعليا وأدركت الأذى الذي كانت المقامرة تسبِّبه لي ولعائلتي.‏ وصرت ادرك ان المقامرة تعزّز الانانية والجشع عند الناس —‏ صفتان يبغضهما يهوه.‏ وفيما كنت استمر في درسي،‏ منحتني محبتي ليهوه القوة لأتخلص من المقامرة.‏ لقد بدأتُ اقامر لانني حلمت بإيجاد حياة افضل.‏ واليوم،‏ بعدما تخليت عن المقامرة وصرت اخدم يهوه بفرح،‏ صار ذلك الحلم حقيقة».‏

      قررت ليندا،‏ زوجة جون،‏ التوقف ايضا عن المقامرة.‏ تقول:‏ «لم يكن ذلك سهلا،‏ لكن بعدما بدأت وزوجي ندرس الكتاب المقدس مع شهود يهوه،‏ تعلمت ان اركّز على الامور الاكثر اهمية في الحياة.‏ تعلمت ألّا احب الاشياء التي يحبها اللّٰه فحسب،‏ بل ايضا ان ابغض الامور التي يبغضها،‏ بما فيها كل اشكال الجشع.‏ وبالاضافة الى الاستمتاع بحياة لها معنى اعمق،‏ لدي في حقيبتي مال اكثر».‏ —‏ مزمور ٩٧:‏١٠‏.‏

      بتنمية علاقة بيهوه اللّٰه،‏ يمكنك انت ايضا ان تجد القوة والحكمة الضروريتين لتجنب شرك المقامرة.‏ وبفعل ذلك سيتحسن وضعك المالي وتتحسن صحتك الروحية والعاطفية.‏ وعندئذ ستسرّ بأن تختبر شخصيا صحة الكلمات المسجلة في امثال ١٠:‏٢٢‏:‏ «بركة الرب هي تُغْني ولا يزيد معها تعبا».‏

      ‏[النبذة في الصفحة ١١]‏

      الجشع ليس مرضا اجتماعيا موهنا فحسب،‏ بل هو مرض روحي مميت ايضا

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ٩]‏

      المقامرة والقوى الخارقة للطبيعة

      في تقرير وضعته اللجنة الوطنية لدراسة تأثير المقامرة،‏ اشار الباحثون في جامعة ديوك الى العلاقة بين الطريقة التي بها تروِّج الاعلانات للمقامرة والإيمان بالقوى الخارقة للطبيعة.‏ يقول التقرير:‏ «ان اعلانات كثيرة [تتعلق بالمقامرة] تشدد بوضوح على تحقيق الرفاهية المادية .‏ .‏ .‏ لا الرفاهية المادية الناجمة عن العمل بكدّ والمثابرة انما الرفاهية المادية المرتبطة بقصص الجنّ والفانوس السحري،‏ المؤسسة على الآمال والاحلام والمعتقدات الخرافية.‏ وكل مدير يانصيب يعرف ان كثيرين من زبائنه يراهنون معتمدين على معتقداتهم الخرافية،‏ جداول التنجيم،‏ مَن يدَّعون العرافة،‏ و‹كتب الاحلام› المبجلة التي تدرج ارقاما بحسب الاسماء،‏ التواريخ،‏ والاحلام.‏ وعوض ان تشدد وكالات اليانصيب على ان لكل الارقام التي يجري اختيارها نسبة الربح نفسها،‏ وأن المقامرة باستعمال الارقام المعروفة تقلل من فرص الربح في الالعاب التي تعتمد الرهان المشترك،‏ تفضل هذه الوكالات ان تشجع اللاعبين على اختيار (‏والالتصاق ب‍)‏ ارقام لها معنى خاص بالنسبة اليهم شخصيا».‏

      ‏[الصور في الصفحة ١٠]‏

      ‏«منحتني محبتي ليهوه القوة لأتخلص من المقامرة».‏ —‏ جون

      ‏«بالاضافة الى الاستمتاع بحياة لها معنى اعمق،‏ لدي في حقيبتي مال اكثر».‏ —‏ ليندا

      ‏[الصور في الصفحة ١٠]‏

      ‏«لدهشتي،‏ لم اتوقف عن المقامرة فحسب،‏ بل صرت اكرهها ايضا».‏ —‏ كازوشيڠي

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة