-
المقامرة — هل يربح احد؟استيقظ! ١٩٨٨ | نيسان (ابريل) ٨
-
-
وبغض النظر عن كيفية نظر الناس الى هذه القضية يشير الكتاب المقدس الى ان المقامرة تتنافى والمسيحية. فالبعض، مثلا، قد يشعرون بأن المقامرة تسد حاجة اقتصادية وحسب. ولكن يسوع علّمنا ان نصلي، «خبزنا كفافنا اعطنا اليوم.» فكيف يمكن للشخص ان يقامر بجشع من اجل المال ومن ثم ان يصلي ذلك؟ او كيف يستطيع ان يتبع النصيحة: «لكن اطلبوا اولا ملكوت اللّٰه وبره وهذه [الضرورات المادية] كلها تزاد لكم»؟ — متى ٦:١١، ٣٣.
ويوصي الكتاب المقدس ايضا: «لتكن سيرتكم خالية من محبة المال. كونوا مكتفين بما عندكم.» (عبرانيين ١٣:٥) وفي اغلب الاحيان يكون المقامر اي شيء الا مكتفيا. وفي الواقع يكون طمّاعا، والكتاب المقدس يقول ان الطمّاعين «لا يرثون ملكوت اللّٰه.» — ١ كورنثوس ٦:٩، ١٠.
صحيح ان البعض يزعمون انهم لا يقامرون من اجل المال بل من اجل الإثارة. ولكن الكتاب المقدس يدين بصراحة اولئك الذين يحيدون عن المبادئ الالهية ويصيرون «محبين للذات دون محبة للّٰه.» (٢ تيموثاوس ٣:٤، ٥) واضافة الى ذلك قال يسوع: «تحب قريبك كنفسك.» (متى ٢٢:٣٩) فكيف يستطيع الشخص ان يحب قريبه فيما يحاول ان يسلب مال قريبه؟ وكيف يمكن التوفيق بين المقامرة والمبدإ الاساسي، «مغبوط هو العطاء اكثر من الاخذ»؟ — اعمال ٢٠:٣٥.
ولا يجب التغاضي عن الحقيقة بان المقامرين غالبا ما يبتهلون الى «(اله الحظ السعيد)،» وهو امر يدينه الكتاب المقدس بوضوح. — اشعياء ٦٥:١١.
واخيرا تأملوا في تأثير المقامرة المفسِد في «العادات النافعة» للمسيحي. (١ كورنثوس ١٥:٣٣، عج) ان طريقة الحياة المسيحية تشمل العمل بكدّ وعدم التبذير. (افسس ٤:٢٨) وقد اظهر يسوع نفسه انه لم يكن مبذِّرا عندما اصدر الاوامر، بعد المضاعفة العجائبية للارغفة والسمكتين، بان البقايا لا يجب اتلافها. (يوحنا ٦:١٢، ١٣) ولكن المقامر، عوض اقتفاء خطوات يسوع، يكون اقرب الى الابن الضال في مثل يسوع، الذي «بذّر ماله بعيش مسرف.» — لوقا ١٥:١٣.
وهكذا يبقى المسيحيون الحقيقيون بعيدين عن شرك المقامرة في كل اشكالها. ولا فرق عندهم اذا شمل ذلك مبالغ زهيدة او طائلة. وكما قال يسوع: «الامين في القليل امين ايضا في الكثير. والظالم في القليل ظالم ايضا في الكثير.» — لوقا ١٦:١٠.
-
-
المقامرة — هل يربح احد؟استيقظ! ١٩٨٨ | نيسان (ابريل) ٨
-
-
[الصورة في الصفحة ٢٢]
هل يكون متوافقا ان يقامر المسيحي ومع ذلك ان يصلِّي «خبزنا كفافنا اعطنا اليوم»؟
-